You are on page 1of 205

‫األحكام السلطانية والواليات الدينية‬

‫الماوردي‬

‫كتاب يبحث في األحكام المتعلقة بالخلفاء والملوك والسالطين والوزراء والوالة‬


‫والقضاة مبتدأ بأوصاف اإلمام الخلقية والخلقية والبيعة وما يصدر عن اإلمام من‬
‫توليات وما يتعلق بذلك من أحكام وتكلم عن الو ازرة والوزير وما يتعلق به وكذلك‬
‫والة األمصار‪ ،‬والقضاة وتوليتهم وقتال أهل الردة‪ ،‬وأقسام الواليات كوالية الحج‬
‫ووالية الصدقات ووالية المظالم ووالية المال‪ ،‬والكالم عن الخراج‪ ،‬وغير ذلك من‬
‫األحكام السلطانية‬
‫الباب األول‬
‫في عقد اإلمامة‬

‫اإلمامة موضوعة لخالفة النبوة فيي ح ارسية اليدين وسياسية اليدنيا‪ ،‬وعقيدها لمين يقيوم بهيا فيي األمية‬
‫فقالييت طا فيية‬ ‫واجييب باإلجمييا ذوان نييذ عيينهم األصييمي واختلييف فييي وجوبهييا هييل وجبييت بالعقييل أو بالنيير‬
‫وجبييت بالعقييل لم ييا فييي طب ييا العقييالء م يين التسييليم لييزعيم يم يينعهم ميين التظ ييالم ويفصييل بي يينهم فييي التن يياز‬
‫والتخاصم‪ ،‬ولوال الوالة لكانوا فوضى مهملين وهمجاً مضياعين‪ ،‬وقيد قيال األفيوو األودو وهيو نياعر جياهلي‬
‫من البسيط‪:‬‬

‫وال سراة إذا جهياليهيم سيادوا‬ ‫*****‬ ‫ال يصلح الناس فوضى ال سراة لهم‬

‫وقالت طا فة أخرى‪ :‬بل وجبيت بالنير دون العقيل‪ ،‬ألن اإلميام يقيوم بيأمور نيرعية قيد كيان مجونياً‬
‫في العقل أن ال يرد التعبد بها‪ ،‬فلم يكن العقل موجبياً لهيا‪ ،‬ذوانميا أوجيب العقيل أن يمنيا كيل واحيد نفسيه مين‬
‫العقييالء عيين التظييالم والتقيياطاي ويأخييذ بمقتضييى العييدل التناصييف والتواصييل‪ ،‬فيتييدبر بعقييل ال بعقييل غي يرو‪،‬‬
‫ولكن جاء النر بتفويض األمور إلى وليه في الدين‪ ،‬قال اهلل عز وجل‪" :‬ياا ييااا الا يم ومناوا يطي اوا‬
‫اهلل ويطي وا الرسول ويولي األمر منكم"ي ففيرض علينيا طاعية أوليي األمير فينيا وهيم األ مية المتيأمرون‬
‫علينيياي وروى هنييام بيين عييروة عيين أبييي طييالا عيين أبييي هري يرة أن رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم قييال‪:‬‬
‫"سيليكم ب دي والة فيليكم البر ببره‪ ،‬ويليكم الفاجر بفجوره‪ ،‬فاسم وا لام ويطي وا في كال ماا‬
‫وافق الحق‪ ،‬فإم يحسنوا فلكم ولام‪ ،‬وام يساءوا فلكم وعليام"ي‬

‫فيذذا ببييت وجيوب اإلماميية ففرضيها علييى الكفايية كالجهيياد وطلييب العليم‪ ،‬فييذذا قيام بهييا مين هييو أهلهييا‬
‫سقط فرضها على الكفايةي ذوان لم يقم بها أحد خرج من الناس فريقان‪ :‬أحدهما أهل االختيار حتى يختياروا‬
‫إمامياً لممية‪ ،‬والبياني أهيل اإلمامية حتييى ينتصيب أحيدهم ليمامية‪ ،‬ولييس علييى مين عيدا هيذين الفيريقين ميين‬
‫األميية فييي تييأخير اإلماميية حييرج وال مييأبم‪ ،‬ذواذا تميييز هييذان الفريقييان ميين األميية فييي فييرض اإلماميية وجييب أن‬
‫يعتبر كل فريق منهما بالنروط المعتبرة فيهي‬

‫فأمييا أهييل االختيييار فالنييروط المعتب يرة فيييهم بالبيية‪ :‬أحييدها العداليية الجامعيية لنييروطها والبيياني العلييم الييذو‬
‫يتوصل به إلى معرفة من يستحق اإلمامة على النروط المعتبرة فيهاي والبالث الرأو والحكمة المؤديان إلى‬
‫اختيار من هو ليمامة أصلح وبتدبير المصالح أقوم وأعرف وليس لمن كان في بلد اإلمام عليى غييرو مين‬
‫أهييل الييبالد فضييل مزييية تقييديم بهييا عليييه ذوانمييا صييار ميين يحضيير ببلييد اإلمييام متولي ياً لعقييد اإلماميية عرف ياً ال‬
‫نرعاً؛ لسبوق علمهم بموته وألن من يصلح للخالفة في األغلب موجودون في بلدوي‬

‫وأمييا أهييل اإلماميية فالنييروط المعتبيرة فيييهم سييبعة أحييدها‪ :‬العداليية علييى نييروطها الجامعييةي والبيياني‪:‬‬
‫العلم ليؤدو إلى االجتهاد في النوازل واألحكام والبالث‪ :‬سالمة الحواس من السما والبصر واللسان ليصبح‬
‫معها مبانرة ما يدرك بهاي والرابا‪ :‬سالمة األعضاء من نقص يمنيا عين اسيتيفاء الحركية وسيرعة النهيوض‬
‫والخييامس‪ :‬اليرأو المفضييي إلييى سياسيية الرعييية وتييدبير المصييالحي والسييادس‪ :‬النييجاعة والنجييدة المؤدييية إلييى‬
‫ليورود الينص فييه وانعقياد اإلجميا‬ ‫حماية البيضة وجهاد العيدو‪ ،‬والسيابا‪ :‬النسيب وهيو أن يكيون مين قيري‬
‫عليه‪ ،‬وال اعتبار بضرار حين نذ فجوزها في جميا الناس‪ ،‬ألن أبا بكر الصديق رضي اهلل عنه احتج يوم‬
‫السقيفة على األنصار في دفعهيم عين الخالفية عين المنياركة فيهيا حيين قيالوا منيا أميير ومينكم أميير تسيليماً‬
‫لروايتييه وتصييديقاً لخبيرو ورضيوا بقولييه نحيين األميراء وأنييتم الييوزراء‪ ،‬وقييال النبييي صييلى اهلل عليييه مسييلم‪ :‬قييدموا‬
‫قريناً وال تقدموهاي‬

‫ليس ما هذا النص المسلم نبهة لتناز فيه وال قول لمخالف لهي‬

‫واإلمامة تنعقد من جهتين‪ :‬أحدهما باختيار أهيل العقيد والحيلي والبياني بعهيد اإلميام مين قبيل‪ :‬ف ميا‬
‫انعقادها باختييار أهيل الحيل والعقيد‪ ،‬فقيد اختليف العلمياء فيي عيدد مين تنعقيد بيه اإلمامية مينهم عليى ميذاهب‬
‫نييتى‪ ،‬فقالييت طا فيية ال تنعقييد إال بجمهييور أهييل العقييد والحييل ميين كييل بلييد ليكييون الرضيياء بييه عامياً والتسييليم‬
‫إلمامته إجماعاً‪ ،‬وأهذ مذهب مدفو ببيعة أبي بكر رضي اهلل عنه عليى الخالفية باختييار مين حضيرها وليم‬
‫ينتظر ببيعته قدوم غا ب عنهاي وقالت طا فة أخرى‪ :‬أقل من تنعقد به منهم اإلمامة خمسة يجتمعون عليى‬
‫عقدها أو يعقدها أحدهم برضا األربعة اسيتالال بيأمرين‪ :‬أحيدهما أن بيعية أبيي بكير رضيي اهلل عنيه انعقيدت‬
‫بخمسيية اجتمع يوا عليهييا بييم تييابعهم النيياس فيهييا‪ ،‬وهييم‪ :‬عميير بيين الخطيياب وأبييو عبيييدة بيين الج ي ار وأسيييد بيين‬
‫حضييير وبنيير بيين سييعد وسييالم مييولى أبييي حذيفيية رضييي اهلل عيينهم والبيياني أن عميير رضييي اهلل عنييه جعييل‬
‫النورى في ستة ليعقد ألحيدهم برضيا الخمسية‪ ،‬وهيذا قيول أكبير الفقهياء والمتكلميين مين أهيل البصيرةي وقيال‬
‫آخرون من علماء الكوفة تنعقد ببالبة يتوالها أحدهم برضا االبنين ليكونوا حاكما وناهدين كما يصح عقيد‬
‫النكييا بييولي ونيياهديني وقالييت طا فيية أخييرى‪ :‬تنعقييد بواحييد‪ ،‬ألن العبيياس قييال لعلييي رضيوان اهلل عليييه أمييدد‬
‫يدك أبايعك فيقول الناس عم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بايا ابن عمه فيال يختليف علييك ابنيان‪ ،‬وألنيه‬
‫حكم وحكم واحد نافذي‬
‫فذذا اجتما أهل العقد والحل لالختيار تصفحوا أحوال أهل اإلمامة الموجيودة فييهم نيروطها فقيدموا‬
‫للبيعة منهم أكبرهم فضالً وأكملهم نروطاً ومن يسر الناس إلى طاعته وال يتوقفيون عين بيعتيه‪ ،‬فيذذا تعيين‬
‫لهم من بين الجماعة من أداهم االجتهاد إلى اختيارو عرضوها عليه‪ ،‬فذن أجاب إليها بايعوو عليها وانعقدت‬
‫ببيعتهم ليه اإلمامية فليزم كافية األمية اليدخول فيي بيعتيه واالنقيياد لطاعتيه‪ ،‬ذوان امتنيا مين اإلمامية وليم يجيب‬
‫إليهييا لييم يجبيير عليهييا ألنهييا عقييد م ارضيياة واختيييار ال يدخلييه إكيراو وال إجبييار‪ ،‬وعييدل عنييه إلييى ميين سيواو ميين‬
‫مسييتحقيها‪ ،‬فلييو تكافييأ فييي نييروط اإلماميية ابنييان قييدم لهييا اختيييا اًر أسيينهما ذوان لييم تكيين زيييادة السيين مييا كمييال‬
‫البلوغ نرطاً‪ ،‬فذن بويا أصغرهما سيناً جياز‪ ،‬وليو كيان أحيدهما أعليم واجخير أنيجا روعيي فيي االختييار ميا‬
‫يوجبييه حكييم الوقييت‪ ،‬فييذن كانييت الحاجيية إلييى فضييل النييجاعة أدعييى النتنييار البغييور وظهييور البغيياة كييان‬
‫األنجا أحق‪ ،‬ذوان كانت الحاجة إلى فضل العلم أدعى لسكون الدماء وظهور أهل البد كان األعلم أحق‬
‫فذن وقف االختيار على واحد من ابنين فتنازعاهيا فقيد قيال بعيض الفقهياء يكيون قيدحاً لمنعهميا منهيا ويعيدل‬
‫إلى غيرهماي والذو عليه جمهور العلماء والفقهاء أن التناز فيها ال يكون قدحاً مانعاً‪ ،‬وليس طلب اإلمامة‬
‫مكروهاً‪ ،‬فقد تناز فيها أهل النورى فما رد عنها طالب وال منا منها راغبي‬

‫واختلف الفقهاء فيما يقطا بيه تنازعهميا ميا تكيافؤ أحوالهميا‪ ،‬فقاليت طا فية‪ :‬يقير بينهميا ويقيدم مين‬
‫قر منهماي وقال آخرون‪ :‬بل يكون أهل االختيار بالخيار في بيعية أيهميا نياءوا مين غيير قرعية‪ ،‬فليو تعيين‬
‫ألهل االختيار واحد هو أفضل الجماعة فبايعوو على اإلمامة وحدث بعدو من هو أفضل منيه؛ وليو ابتيدءوا‬
‫بيعة المفضول ما وجود األفضل نظر‪ ،‬فذن كان ذلك لعذر دعا إليه من كون األفضل غا باً أو مريضاً أو‬
‫كون المفضول أطو في الناس وأقرب في القلوب انعقدت بيعة المفضول وصيحت إمامتيهي ذوان بوييا لغيير‬
‫عذر فقد اختلف في انعقاد بيعته وصحت إمامته؛ فذهبت طا فة منهم الجاحظ إلى أن بيعته ال تنعقد؛ ألن‬
‫االختيار إذا دعا إلى أولي األمرين لم يجيز العيدول عنيه إليى غييرو مميا لييس بيأولى كاالجتهياد فيي األحكيام‬
‫النرعية‪ :‬وقال األكبر من الفقهاء والمتكلمين تجوز إمامتيه وصيحت بيعتيه‪ ،‬وال يكيون وجيود األفضيل مانعياً‬
‫من إمامية المفضيول إذا ليم يكين مقصي اًر عين نيروط اإلمامية‪ ،‬كميا يجيوز فيي واليية القضياء تقلييد المفضيول‬
‫ما وجود األفضل‪ ،‬ألن زيادة الفضل مبالغة فيي االختييار وليسيت معتبيرة فيي نيروط االسيتحقاق‪ ،‬فليو تفيرد‬
‫في الوقت بنيروط اإلمامية واحيد ليم ينيرك فيهيا غييرو تعينيت فيهيا اإلمامية وليم يجيز أن يعيدل بهيا عنيه إليى‬
‫غيروي‬

‫واختلييف أهييل العلييم فييي ببييوت إمامتييه وانعقيياد واليتييه بغييير عقييد وال اختيييار؛ فييذهب بعييض فقهيياء‬
‫العراق إلى ببوت واليته وانعقاد إمامته وحمل األمة على طاعته ذوان لم يعقدها أهل االختيار‪ ،‬ألن مقصيود‬
‫االختيار تمييز المولى وتميييز هيذا بصيفتهي وذهيب جمهيور الفقهياء والمتلكميين إليى أن إمامتيه ال تنعقيد إال‬
‫بالرضييا واالختيييار لكيين يلييزم أهييل االخيتييار عقييد اإلماميية لييه‪ :‬فييذن اتفقيوا أتميوا؛ ألن اإلماميية عقييد ال يييتم إال‬
‫بعقد‪ ،‬وكالقضاء إذا لم يكن من يصلح له إال واحد لم يصر قاضياً حتى يوالو؛ فركب بعض مين قيال بيذلك‬
‫إذا لييم يكيين ميين يصييلح لييه إال واحييد لييم يصيير قاضييياً حتييى ييوالو؛ فركييب بعييض ميين قييال بييذلك المييذهب هييذا‬
‫الباب وقال يصير قاضياً إذا تفرد بصيفته إمامياًي وقيال بعضيهم ال يصيير المنفيرد قاضيياً ذوان صيار المنفيرد‬
‫إماماً‪ ،‬وفرق بينهما بأن القضاء نيابة خاصة يجوز صرفه عنه ميا بقا يه عليى صيفته‪ ،‬فليم تنعقيد واليتيه إال‬
‫بتقليييد مسييتنيب لييه واإلماميية ميين الحقييوق العاميية المنييتركة بييين حييق اهلل تعييالى وحقييوق اجدميييين ال يجييوز‬
‫صرف من استقرت فيه إذا كان على صفة فلم يفتقر تقليد مستحقها ما تميزو إلى عقد مستببت لهي‬

‫ذواذا عقدت اإلمامة إلمامين في بلدين لم تنعقد إمامتهما ألنه ال يجوز أن يكيون لممية إماميان فيي‬
‫وقت واحد ذوان نذ قوم فجوزووي‬

‫واختلييف الفقهيياء فييي اإلمييام منهمييا منهييا؛ فقالييت طا فيية هييو الييذو عقييدت لييه اإلماميية فييي البلييد الييذو‬
‫مات فيها من تندمه ألنهم بعقدها أخص وبالقيام بها أحق وعلى كافة األمة في األمصار كلهيا أن يفوضيوا‬
‫عقدها إليهم ويسلموها لمن بايعوو ل ال ينتنر األمر باختالف اجراء وتباين األهواءي وقيال آخيرون بيل عليى‬
‫كل واحيد منهميا أن ييدفا اإلمامية عين نفسيه ويسيلمها إليى صياحبه طلبياً لسيالمة وحسيماً للفتنية ليختيار أهيل‬
‫العقييد أحييدهما أو غيرهميياي وقييال آخييرون بييل يقيير بينهمييا دفع ياً للتنيياز وقطع ياً للتخاصييم فأيهمييا قيير كييان‬
‫باإلمامة أحقي والصحيح في ذلك وما عليه الفقهاء المحققون أن اإلمامة ألسبقهما بيعة وعقداً كالوليين في‬
‫نكييا الم يرأة إذا زوجاهييا بييابنين كييان النكييا ألسييبقهما عقييداًي فييذذا تعييين السييابق منهمييا اسييتقرت لييه اإلماميية‬
‫وعلى المسبوق تسليم ألمر إليه واليدخول فيي بيعتيه‪ ،‬ذوان عقيدت اإلمامية لهميا فيي حيال واحيد ليم يسيبق بهيا‬
‫أحييدهما فسييد العقييدان‪ ،‬واسييتأنف العقييد ألحييدهما أو لغيرهمييا ذوان تقييدمت بيعيية أحييدهما أنييكل المتقييدم منهمييا‬
‫وقف أمرهما على الكنف فذن تنازعاها وادعى كل واحد منهما أنه األسبق لم تسما دعواو وليم يحليف عنيه‬
‫وهكذا لو قطا التناز فيها وسلمها أحدهما إلى اجخر لم تستقر إمامته إال ببينة تنيهد بتقدميه‪ ،‬وليو أقير ليه‬
‫بالتقدم خرج المقر ولم تستقر لآلخر ألنه مقر في حق المسلمين‪ ،‬فذن نهد له المقر بتقدمه فيهيا ميا نياهد‬
‫آخير سييمعت نيهادته إن ذكيير انيتباو األميير عليييه عنيد التنيياز وليم يسييما منييه إن ليم يييذكر االنيتباو لمييا فييي‬
‫القولين من التكاذبي‬

‫ذواذ دام االنتباو بينهما بعد الكنيف وليم تقيم بينية ألحيدهما بالتقيدم ليم يقير بينهميا ألميرين‪ :‬أحيدهما‬
‫أن اإلمامة عقد والقرعة ال مدخل لها في العقودي‬

‫والبيياني‪ :‬أن اإلماميية ال يجييوز االنييتراك فيهييا والقرعيية ال مييدخل لهييا فيمييا ال يصييح االنييتراك فيهييا‬
‫كالمنيياكح‪ ،‬وتييدخل فيمييا يصييح فيييه االنييتراك كيياألموال ويكييون دوام هييذا االنييتباو مييبطالً لعقييد اإلماميية فيهمييا‬
‫ويس ييتأنف أه ييل االختي ييار عقي يدهما ألح ييدهما‪ ،‬فل ييو أرادوا الع ييدل به ييا عنهم ييا إل ييى غيرهم ييا‪ ،‬فق ييد قي ييل بجي يوازو‬
‫لخروجهما عنهما‪ ،‬وقيل ال يجوز ألن البيعة لهما قد صرفت اإلمامية عمين عيداهما وألن‪ ،‬االنيتباو ال يمنيا‬
‫ببوتها في أحدهماي‬

‫وأما انعقاد اإلمامة بعهيد مين قبليه فهيو مميا انعقيد اإلجميا عليى جيوازو ووقيا االتفياق عليى صيحته‬
‫ألمرين عمل المسلمون بهما ولم يتناكروهما‪ ،‬أحدهما‪ :‬أن أبا بكر رضي اهلل عنه عهد بها إلى عمر رضي‬
‫اهلل عنه فأببت المسلمون إمامته بعهدوي‬

‫والبيياني‪ :‬أن عميير رضييي اهلل عنييه عهييد بهييا إلييى أهييل النييورى فقبلييت الجماعيية دخييولهم فيهييا وهييم‬
‫أعيان العصر اعتقاداً لصحة العهد بها وخرج باقي الصحابة منها‪ ،‬وقال عليي للعبياس رضيوان اهلل عليهميا‬
‫حين عاتبه على الدخول في النورى كان أم اًر عظيمياً مين أميور اإلسيالم ليم أر لنفسيي الخيروج منيه فصيار‬
‫العهييد بهييا إجماع ياً فييي انعقيياد اإلماميية‪ ،‬فييذذا أراو اإلمييام أن يعهييد بهييا فعليييه أن يجهييد أريييه فييي األحييق بهييا‬
‫واألقوم بنروطها‪ ،‬فذذا تعين له االجتهاد في واحد نظر فيه‪ ،‬فذن ليم يكين وليداً وال واليداً جياز أن ينفيرد بعقيد‬
‫البيعة له وبتفويض العهد إليهي ذوان لم يستنر فيه أحيداً مين أهيل االختييار‪ ،‬لكين اختلفيوا هيل ظهيور الرضيا‬
‫منهم نرطاً في انعقاد بيعته أوالً فذهب بعض علماء أهل البصرة إلى أن رضا أهل االختيار لبيعته نرط‬
‫فييي لزومهييا لمميية‪ ،‬ألنهييا حييق يتعلييق بهييم فلييم تلييزمهم إال برضييا أهييل االختيييار ميينهمي والصييحيح أن بيعتييه‬
‫منعقييدة وأن الرضييا بهييا غييير معتبيير‪ ،‬ألن بيعيية عميير رضييي اهلل عنييه لييم تتوقييف علييى رضييا الصييحابة؛ وألن‬
‫اإلمام أحق بها فكيان اختييارو فيهيا أمضيى‪ ،‬وقوليه فيهيا أنفيذ؛ ذوان كيان وليي العهيد وليداً أو واليداً فقيد اختليف‬
‫فييي جيواز انفيرادو بعقييد البيعيية لييه علييى بالبيية مييذاهبي أحييدها‪ :‬ال يجييوز أن ينفييرد بعقييد البيعيية لولييد وال لوالييد‬
‫حتى يناور فيه أهل االختيار فيرونه أهالً لها فيصح منه حين ذ عقد البيعة لوليد وال لواليد حتيى ينياور فييه‬
‫أهييل االختيييار فيرونييه أه يالً لهييا فيصييح منييه حين ييذ عقييد البيعيية لييه ألن ذلييك منييه تزكييية لييه تجييرو مجييرى‬
‫النهادة؛ وتقليدو على األمة يجرو مجرى الحكم وهو ال يجوز أن ينهد لوالد وال لولد وال يحكم لواحد منهما‬
‫للتهمة العا دة إليه بما جبل مين المييل إلييهي والميذهب البياني‪ :‬يجيوز أن ينفيرد بعقيدها لوليد وواليد ألنيه أميير‬
‫األمة نافذ األمر لهم وعليهم فغلب حكم المنصب على حكم النسب ولم يجعل للتهمة طريقاً على أمانته وال‬
‫سبيالً إلى معارضته وصار فيها كعهدو بها إلى غير ولدو ووالدو وهل يكون رضا أهل االختيار بعد صيحة‬
‫العهييد معتبي اًر فييي لزومييه لمميية أو ال؟ علييى مييا قييدمناو ميين الييوجهيني والمييذهب البالييث‪ :‬أنييه يجييوز أن ينفييرد‬
‫بعقييد البيعيية لوالييدو وال يجييوز أن ينفييرد بهييا لولييد‪ ،‬ألن الطبييا يبعييث علييى ممايليية الولييد أكبيير ممييا يبعييث علييى‬
‫ممايلة الوالد ولذلك كان كيل ميا يقتنييه فيي األغليب ميذخو اًر لوليدو دون واليدو؛ فأميا عقيدها ألخييه ومين قاربيه‬
‫من عصبته ومناسبيه فكعقدها للبعداء األجانب في جواز تفردو بهاي‬
‫ذواذا عهد األمام بالخالفة إلى من يصح العهد إليه على النروط المعتبرة فيه كان العهد في الوقت‬
‫اليذو يصيح فييه نظير المييولى؛ وقييل وهيو األصيح إنييه ميا بيين عهيد الميولى وموتييه لتنتقيل عنيه اإلمامية إلييى‬
‫المولى مستقرة بالقبول المتقدم‪ ،‬وليس ليمام المولى عزل من عهد إليه ما لم يتغير حاله ذوان جاز له عزل‬
‫من استنابه من سا ر خلفا ه‪ ،‬ألنه مستخلف لهم في حق نفسه فجاز ليه عيزلهم ومسيتخلف ليولي عهيدو فيي‬
‫حق المسلمين فلم يكن ليه عزليه كميا ليم يكين ألهيل االختييار عيزل مين بيايعوو إذا ليم يتغيير حاليه‪ ،‬فليو عهيد‬
‫اإلمام بعد عزل األول إلى بان كان عهد البياني بياطالً واألول عليى بيعتيه‪ ،‬فيذن خليا األول نفسيه ليم يصيح‬
‫بيعية البياني حتيى يبتيدإي ذواذا اسيتعفى وليي العهيد ليم يبطيل عهيدو باالسيتعفاء حتيى يعفيى للزوميه مين جهية‬
‫المييولي بييم نظيير‪ ،‬فييذن وجييد غي يرو جيياز اسييتعفاؤو وال إعفيياؤو وكييان العهييد علييى لزومييه ميين جهتييي المييولى‬
‫والمييولي؛ ويعتبيير نييروط اإلماميية فييي المييولى ميين وقييت العهييد إليييه ذوان كييان صييغي اًر أو فاسييقاً وقييت العهييد‪،‬‬
‫وبالغياً عييدالً عنييد مييوت المييولي لييم تصييح خالفتييه حتييى يسييتأنف أهييل االختيييار بيعتييه‪ ،‬ذواذا عهييد اإلمييام إلييى‬
‫غا ييب هييو مجهييول الحييياة لييم يصييح عهييدو ذوان كييان معلييوم الحييياة وكييان موقوف ياً علييى قدومييه‪ ،‬فييذن مييات‬
‫المسيتخلف؛ وليي العهيد علييى غيبتيه اسيتقدمه أهييل االختييار‪ ،‬فيذن بعيدت غيبتييه واستضير المسيلمون بتييأخير‬
‫النظر فيي أميورهم اسيتناب أهيل االختييار نا بياً عنيه يبايعونيه بالنيابية دون الخالفية فيذذا قيدم الخليفية الغا يب‬
‫انعزل المستخلف النا ب وكان نظرو قبل قيدوم الخليفية ماضيياً وبعيد قدوميه ميردوداً وليو أراد وليي العهيد قبيل‬
‫موت الخليفة أن يرد ما إليه من والية إلى غيرو لم يجز ألن الخالفة ال تستقر له إال بعد موت المستخلف؛‬
‫وهكييذا لييو قييال جعلتييه ولييي عهييدو إذا أفضييت الخالفيية إلييي لييم يجييز ألنييه فييي الحييال لييس خليفيية فلييم يصييح‬
‫عهدو بالخالفةي ذواذا خلا الخليفة نفسه انتقلت إلى ولي عهدو وقام خلعه مقيام موتيه‪ ،‬وليو عهيد الخليفية إليى‬
‫ابنيين ليم يقيدم أحيدهما عليى اجخير جياز واختيار أهييل االختييار أحيدهما بعيد موتيه كأهيل النيورى فيذن عميير‬
‫رضي اهلل عنه جعلها في ستةي‬

‫حكى ابن إسحاق عن الزهرو عن ابن عباس قال‪ :‬وجدت عمر ذات يوم مكروباً فقال ما أدرو ما‬
‫أصنا في هذا األمير أقيوم فييه وأقعيد فقليت هيل ليك فيي عليي فقيال إنيه لهيا ألهيل ولكنيه رجيل فيي دعابية‬
‫ذواني ألراو لو تولى أمركم لحملكم على طريقة من الحق تعرفونها‪ ،‬قال قلت فأين أنت من عبمان؟ فقيال ليو‬
‫فعلت لحمل ابن أبي معييط عليى رقياب النياس بيم ليم تلتفيت إلييه العيرب حتيى تضيرب عنقيه‪ ،‬واهلل ليو فعليت‬
‫لفعل ولو فعل لفعلوا؛ قيال فقليت فطلحية قيال إنيه لزهيو ميا كيان اهلل ليولييه أمير أمية محميد صيلى اهلل علييه‬
‫وسلم ما ما يعلم من زهوو‪ ،‬قال قلت فالزبير؟ قال إنيه لبطيل ولكنيه يسيأل عين الصيح والميدبا لبقييا بالسيوق‬
‫أفذاك يلي أمور المسلمين؟ قال فقلت سعد بن أبي وقاص؟ قال ليس هناك إنه لصاحب مقتب يقاتل عليه؛‬
‫فأمييا ولييي أميير فييال‪ ،‬قييال فقلييت فعبييد الييرحمن بيين عييوف قييال نعييم الرجييل ذكييرت لكنييه ضييعيف‪ ،‬إنييه واهلل ال‬
‫يصلح لهذا األمر يا ابن عباس إال القوو في غير عنف اللين من غير ضيعف‪ ،‬والممسيك مين غيير بخيل‪،‬‬
‫والجيواد فييي غييير إس يرافي قييال ابيين عبيياس فلمييا جرحييه أبييو لؤلييؤة وآيييس الطبيييب ميين نفسييه وقييالوا لييه أعهييد‬
‫جعلها نورى في ستة وقال‪ :‬هذا األمر إلى علي وبذ از ه الزبير‪ ،‬ذوالى عبمان وبذ از ه عبد الرحمن بن عوف‬
‫ذوالى طلحة وبذ از ه سعد بن أبي وقاص‪ ،‬فلما جاز النورى بعد موت عمر رضي اهلل عنه قال عبد الرحمن‬
‫اجعلوا أمركم إلى بالبية مينكم‪ ،‬فقيال الزبيير جعليت أميرو إليى عليي‪ ،‬وقيال طلحية جعليت أميرو إليى عبميان‪،‬‬
‫وقييال سييعد جعلييت أمييرو إلييى عبييد الييرحمن فصييارت النييورى بعييد السييتة ه يؤالء البالبيية وخييرج منهييا أول ييك‬
‫البالبة‪ ،‬فقال عبد الرحمن أيكم يب أر من هذا األمر ونجعله إليه واهلل عليه نهيد ليحرص على صيال األمية‬
‫فلم يجبه أحد‪ ،‬فقال عبد الرحمن أتجعلونها إلي وأخرج نفسي منه واهلل علي نهيد على أني ال آلوكم نصحاً‬
‫فقيياال نعييم فقييال قييد فعلييت فصييارت النييورى بعييد السييتة فييي بالبيية بييم بعييد البالبيية فييي ابنييين علييي وعبمييان بييم‬
‫مضى عبد الرحمن ليستعلم من الناس ما عندهم فلما أجنهم الليل استدعى المسور بن مخرمة وأنركه معه‬
‫بييم حضيير فأخييذ علييى كييل واحييد منهمييا العهييود أيهمييا بويييا ليعمييل بكتيياب اهلل وسيينة نبيييه ول ي ن بييايا لغي يرو‬
‫ليسييمعن وليطيييعن بييم بييايا عبمييان بيين عفييان فكانييت النييورى التييي دخييل أهييل اإلماميية فيهيا وانعقييد اإلجمييا‬
‫عليهييا أص يالً فييي انعقيياد اإلماميية بالعهييد وفييي انعقيياد البيعيية بعييدد يتعييين فيييه اإلماميية ألحييدهم باختيييار أهييل‬
‫الحل والعقد‪ ،‬فال فرق بين أن تجعل نورى في ابنين أو أكبير إذا كيانوا عيدداً محصيو اًري ويسيتفا منهيا أن ال‬
‫تجعل اإلمامة بعهدو في غيرهم‪ ،‬فذذا تعينيت باالختييار فيي أحيدهم جياز لمين أفضيت إلييه اإلمامية أن يعهيد‬
‫بها إلى غيرهم‪ ،‬فذذا تعينت باالختييار فيي أحيدهم جياز لمين أفضيت إلييه اإلمامية أن يعهيد بهيا إليى غييرهم‪،‬‬
‫وليس ألهل االختيار إذا جعلها اإلمام نورى في عدد أن يختاروا أحدهم في حياة المستخلف العاهد إال أن‬
‫يأذن لهم في تقدم االختيار في حياته ألنه باإلمامة أحق فلم يجز أن ينارك فيها‪ ،‬فذن خافوا انتنار األمير‬
‫بعيد موتييه اسييتأذنوو واختياروا إن أذن لهييم‪ ،‬فييذن صيار إلييى حييال إيياس نظيير‪ ،‬فييذن زال عنيه أميرو وغييرب عنييه‬
‫رأيه فهي كحاله بعد الموت في جواز االختيار‪ ،‬ذوان كان على تمييزو وصحة رأيه لم يكين لهيم االختييار إال‬
‫ع ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يين إذن ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييهي‬
‫حكى ابن إسحاق أن عمر رضي اهلل لما دخل منزله مجروحاً سما هدة فقال ما نأن النياس؟ قيالوا يرييدون‬
‫الييدخول عليييك فييأذن لهييم‪ ،‬فقييالوا اعهييد يييا أمييير المييؤمنين اسييتخلف علينييا عبمييان؛ فقييال كيييف يحييب المييال‬
‫والجنة فخرجوا من عندو‪ ،‬بم سما لهم هدة فقال ما نأن الناس؟ قالوا يريدون الدخول عليك فأذن لهم فقالوا‬
‫استخلف علينا علي بن أبي طالب‪ ،‬قال إذن يحملكم على طريقة هي الحق‪ ،‬قال عبد اهلل بن عمر فاتكيأت‬
‫عليه عند ذلك وقلت يا أمير المؤمنين وما يمنعك منه فقال يا بني أتحملها حياً وميتاًي ويجوز للخليفة أن‬
‫ينص على أهل االختيار كما يجوز له أن ينص على أهل العهد‪ ،‬فال يصح إال اختيار من نص عليه كما‬
‫ال يصح إال تقليد من عند إليه ألنهما من حقوق خالفتهي‬

‫ولييو عهييد الخليفيية إل ييى ابنييين أو أكبيير ورتييب الخالف يية فيييهم فقييال الخليفيية بع ييدو فييالن فييذن م ييات‬
‫فالخليفيية بعييد موتييه فييالن فييذن مييات فالخليفيية بعييدو فييالن جيياز وكانييت الخالفيية متنقليية إلييى البالبيية علييى مييا‬
‫رتبها‪ ،‬فقد استخلف رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم على مؤتة زيد بن حاربية وقيال فيذن أصييب فجعفير بين‬
‫أبي طالب فذن أصيب فعبد اهلل بن رواحة فذن أصيب فليرتض المسلمون رجالً فتقدم زيد فقتل‪ ،‬فأخذ الراية‬
‫جعفر وتقدم فقتل‪ ،‬أخذ الراية عبد اهلل بن رواحة فتقدم فقتل فاختار المسلمون بعدو خالد بن الوليد‪ ،‬ذواذ فعل‬
‫النبييي صييلى اهلل عليييه وسييلم ذلييك فييي اإلمييارة جيياز مبلييه فييي الخالفييةي فييذن قيييل هييي عقييد والييية علييى صييفة‬
‫ونرط والواليات ال يقف عقدها عليى النيروط والصيفاتي قييل هيذا مين المصيالح العامية التيي يتسيا حكمهيا‬
‫على أحكام العقود الخاصة‪ ،‬فقد عمل بذلك في الدوليتن لم ينكر عليه أحد من علماء العصر‪ ،‬هذا سليمان‬
‫بن عبد الملك عهد إلى عمر بن عبد العزيز بم بعدو إلى يزييد بين عبيد المليكي ولي ن ليم يكين سيليمان حجية‬
‫فذقرار من عاصرو مين علمياء التيابعين ومين ال يخيافون فيي الحيق لومية ال يم هيو الحجية؛ وقيد رتبهيا الرنييد‬
‫رضي اهلل عنه في بالبة من بنيه في األمين بيم الميأمون بيم الميؤتمن عين منيورة مين عاصيرو‪ ،‬فيي فضيالء‬
‫العلماء؛ فذذا عهد الخليفة إلى بالبة رتب الخالفة فيهم ومات والبالبة أحياء كانت الخالفة من بعدو لمول‪،‬‬
‫ولييم مييات األول فييي حييياة الخليفيية كانييت الخالفيية بعييدو للبيياني‪ ،‬ولييو مييات األول والبيياني فييي حييياة الخليفيية‬
‫فالخالفة بعدو للبالث ألنه قد استقر لكل واحد من البالبة بالعهد إليه حكم الخالفة بعهيد‪ ،‬وليو ميات الخليفية‬
‫والبالبة من أولياء عهيدو أحيياء وأفضيت الخالفية إليى األول مينهم فيأراد أن يعهيد بهيا إليى غيير االبنيين مميا‬
‫يخت يارو لهييا‪ ،‬فميين الفقهيياء ميين منعييه ميين ذلييك حمييال علييى مقتضييى الترتيييب إال أن يسييتنزل عنهييا مسييتحقها‬
‫طوعياًي فقييد عهييد السييفا إلييى المنصييور رحمهمييا اهلل وجعييل العهييد بعهييد لعيسييى بيين موسييى فييأراد المنصييور‬
‫تقديم المهدو على عيسى فاستنزله عن العهد عنيواً لحقيه فييه وفقهياء الوقيت عليى تيوافر وتكيابر ليم ييروا ليه‬
‫فسحة في صرفه عن والية العهد قس اًر حتى استنزل واستطيبي والظاهر من مذهب النافعي رحمه اهلل وما‬
‫عليييه جمهييور الفقهيياء أنييه يجييوز لميين أفضييت إليييه الخالفيية ميين أولييياء العهييد أن يعهييد بهييا إلييى ميين نيياء‬
‫ويص يرفها عميين كييان مرتب ياً معييه ويكييون هييذا الترتيييب مقصييو اًر علييى ميين يسييتحق الخالفيية ميينهم بعييد مييوت‬
‫المستخلف فذذا أفضت الخالفة منهم إلى أحدهم على مقتضى الترتيب صار أملك بهيا بعهيد فيي العهيد بهيا‬
‫إلى من ناء‪ ،‬ألنه قد صيار فذفضياء الخالفية إلييه عيام الواليية نافيذ األمير فكيان حقيه فيهيا أقيوى وعهيدو بهيا‬
‫مؤتية؛ ألنيه كيان‬ ‫أمضى وخلف هذا ما فعله رسول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم مين ترتييب أم ار يه عليى جيي‬
‫ورسول اهلل صلى اهلل علييه وسيلم فيي الحيياة حتيى ليم تنتقيل أميورهم إليى غييرو وهيذا يكيون بعيد انتقيال األمير‬
‫بموته إلى غيرو فيافترق حكيم العهيديني وأميا اسيتطابة المنصيور نفيس عيسيى بين موسيى فذنميا أراد بيه تيألف‬
‫أهله ألنه كان في صدر الدولة والعهد قريب والتكافؤ بينهم منتنر وفي أحنا هم نفيور ميوهن ففعليه سياسية‬
‫ذوان كيان فيي الحكيم سيا غاً فعليى هيذا ليو ميات األول مين أوليياء العهيد البالبية بعيد إفضياء الخالفية إلييه وليم‬
‫يعهد إلى غيرهما كان الباني هيو الخليفية بعيدو بالعهيد األول وقيدم عليى الباليث اعتبيا اًر بحكيم الترتييب فيهيا‪،‬‬
‫ولو مات هذا الباني قبل عهدو صار البالث هو الخليفة بعدو ألن صحة عهيد العاهيد تقتضيي ببيوت حكميه‬
‫فييي البالبيية مييا لييم يجييدد بعييدو عهييداً يخالفييه فيصييير العهييد فييي األول ميين البالبيية حتمياً وفييي البيياني والبالييث‬
‫موقوفاً ألنيه ال يجيوز أن يعيدل عين األول فيانحتم‪ ،‬ويجيوز أن يعيدل عليى هيذا الميذهب عين البياني والباليث‬
‫فوقف‪ ،‬ولو مات األول من البالبة بعد إفضاء الخالفة إليه من غير أن يعهد إليى أحيد فيأراد أهيل االختييار‬
‫أن يختاروا للخالفة غير الباني لم يجز وكذلك لو مات الباني بعد إفضاء الخالفة إلييه ليم يجيز أن يختياروا‬
‫لها غير البالث ذوان جاز أن يعهد بها الباني إلى غير البالث‪ ،‬ألن العهد نص ال يستعمل االختيار إال ميا‬
‫عدمه ولكن لو قال الخليفة العاهيد قيد عهيدت إليى فيالن‪ ،‬فيذن ميات بعيد إفضياء الخالفية إلييه فالخليفية بعيدو‬
‫فالن لم تصح خالفية البياني وليم ينعقيد عهيدو بهيا ألنيه ليم يعهيد إلييه فيي الحيال ذوانميا جعليه وليي عهيدو بعيد‬
‫إفضاء الخالفة إلى األول‪،‬‬
‫وقد يجوز أن يموت قبل إفضا ها إليه فال يكون عهد الباني بها منفذاً فلذلك بطل وجاز لمول بعد‬
‫إفضاء الخالفة إليه أن يعهيد بهيا إليى غييرو‪ ،‬ذوان ميات مين غيير عهيد جياز ألهيل االختييار اختييار غيرويقيد‬
‫يجييوز أن يمييوت قبييل إفضييا ها إليييه فييال يكييون عهييد البيياني بهييا منفييذاً فلييذلك بطييل وجيياز لييمول بعييد إفضيياء‬
‫الخالفة إليه أن يعهد بها إلى غيرو‪ ،‬ذوان مات من غير عهد جاز ألهل االختيار اختيار غيروي‬

‫فذذا استقرت الخالفة لمن تقلدها إما بعهد أو اختيار لزم كافة األمة أن يعرفوا إفضياء الخالفية إليى‬
‫مسيتحقها بصييفاته وال يلييزم أن يعرفيوو بعينييه واسييمه إال أهييل اليدين تقييوم بهييم الحجية وبيعييتهم تنعقييد الخالفييةي‬
‫وقال سليمان بن جرير‪ :‬واجب عليى النياس كلهيم معرفية اإلميام بعينيه واسيمه كميا علييهم معرفية اهلل ومعرفية‬
‫رسولهي والذو عليه جمهور الناس أن معرفة اإلمام تلزم الكافة على الجملة دون التفصيل‪ ،‬وليس على كيل‬
‫أحد أن يعرفه بعينه واسمه إال عند النوازل التي تحوج إليه‪ ،‬كما أن معرفة القضاة الذين ينعقد بهم األحكيام‬
‫والفقهاء اليذين يفتيون فيي الحيالل والحيرام تليزم العامية عليى الجملية دون التفصييل إال عنيد النيوازل المحوجية‬
‫إليييهم‪ ،‬ولييو لييزم كييل واحييد ميين األميية أن يعييرف اإلمييام بعينييه واسييمه للزمييت الهجيير إليييه ولمييا جيياز تختلييف‬
‫األباعد وألفضى ذلك إلى خلو األوطان ولصار من العرف خارجاً وبالفساد عا داً‪ ،‬ذواذا لزميت معرفتيه عليى‬
‫التفصيل الذو ذكرناو فعليى كافية األمية تفيويض األميور العامية إلييه مين غيير افتييات علييه وال معارضية ليه‬
‫ليقوم بما وكل إليه من وجوو المصالح وتدبير األعمال‪ ،‬ويسمى خليفة ألو خلف رسيول اهلل صيلى اهلل علييه‬
‫وسييلم فييي أمتييه فيجييوز أن يقييال يييا خليفيية رسييول اهلل وعلييى اإلطييالق فيقييال الخليفيية‪ :‬واختلفيوا هييل يجييوز أن‬
‫يقيال ييا خليفية اهلل فجيوزو بعضيهم لقياميه بحقوقيه فيي خلقيه ولقولييه تعيالى‪" :‬وهاو الا ي ج لكام ف ا‬
‫األ رض ورفع ب ضكم فوق ب ض درجات"ي‬

‫وامتنا جمهور العلماء من جواز ذلك ونسبوا قا له إلى الفجور وقالوا يستخلف من يغيب أو يميوت‬
‫واهلل ال يغيييب وال يمييوت‪ ،‬وقييد قيييل ألبييي بكيير الصييديق رضييي اهلل عنييه يييا خليفيية اهلل فقييال لسييت بخليفيية اهلل‬
‫ولكني خليفة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلمي‬

‫والذو يلزمه مين األميور العامية عنيرة أنيياء‪ :‬أحيدها حفيظ اليدين عليى أصيوله المسيتقرة وميا أجميا‬
‫عليييه سييلف األميية‪ ،‬فييذن نجييم مبتييد أو زاغ ذو نييبهة عنييه أوضييح لييه الحجيية وبييين لييه الصيواب وأخييذو بمييا‬
‫يلزمه من الحقوق والحدود‪ ،‬ليكون الدين محروساً من خليل واألمية ممنوعية مين زليل‪ :‬والبياني تنفييذ األحكيام‬
‫بييين المتنيياجرين وقطييا الخصييام بييين المتنييازعين حتييى تعييم النصييفة‪ ،‬فييال يتعييدى ظييالم وال يضييعف مظلييوم‪:‬‬
‫وينتنييروا فييي األسييفار آمنييين ميين‬ ‫البالييث حماييية البيضيية والييذب عيين الح يريم ليتصييرف النيياس فييي المعيياي‬
‫تغرير بنفس أو مالي والرابا إقامة الحدود لتصان محارم اهلل تعالى عين االنتهياك وتحفيظ حقيوق عبيادو مين‬
‫إتييالف واسييتهالكي والخييامس تحصييين البغييور بالعييدة المانعيية والقييوة الدافعيية حتييى ال تظفيير األعييداء بغ يرة‬
‫ينتهكيون فيهيا محرمياً أو يسيفكون فيهيا لمسيلم أو يعاهيد دمياً‪ :‬والسيادس جهياد مين عا يد اإلسيالم بعيد الييدعوة‬
‫حتيى ويييدخل فييي الذميية ليقيام بحييق اهلل تعييالى فييي إظهيارو علييى الييدين كلييهي والسيابا جباييية الفيييء الصييدقات‬
‫على ما أوجبه النر نصاً واجتهاداً من غير خوف وال عسف والبامن تقيدير العطاييا وميا يسيتحق فيي بييت‬
‫المييال ميين غييير سييرف وال تقتييير ودفعييه فييي وقييت ال تقييديم فيييه وال تييأخير‪ ،‬التاسييا اسييتكفاء األمنيياء وتقليييد‬
‫النص ييحاء فيم ييا يف ييوض إل يييهم م يين األعم ييال ويكل ييه إل يييهم م يين األمي يوال لتك ييون األعم ييال بالكف يياءة مض ييبوطة‬
‫واألم يوال باألمنيياء محفوظيية‪ ،‬العانيير أن يبانيير بنفسييه منييارفة األمييور وتصييفح األح يوال؛ لييينهض بسياسيية‬
‫الناصح‪ ،‬وقد‬ ‫األمة وحراسة الملة‪ ،‬وال يعول على التفويض تناغالً بلذة أو عبادة‪ ،‬فقد يخون األمين ويغ‬
‫بااالحق وال تتبااع‬ ‫قييال اهلل تعييالى‪" :‬يااا داود انااا ج لناااة فليفااة فااي األرض فاااحكم باايم النااا‬
‫الاوى فيضلة عم سبيل اهلل"ي‬
‫فليم يقتصر اهلل سبحانه على التفويض دون المبانرة وال عيذرو فيي االتبيا حتيى وصيفه بالضيالل‪،‬‬
‫وهذا ذوان كان مستحقاً عليه بحكيم اليدين ومنصيب الخالفية فهيو مين حقيوق السياسية لكيل مسيتر قيال النبيي‬
‫عليه الصالة والسالم‪" :‬كلكم راع وكلكم مس ول عم رعيته"ي‬

‫ولقد أصاب الناعر فيما وصف به الزعيم المدبر حيث يقول (من البسيط)‪:‬‬

‫رحب الذ ار بأمر الحرب مضطلعا‬ ‫***‬ ‫وقيليدوا أميركيم ليليه دركيم‬
‫وال إذا عض مكروو به خينيعيا‬ ‫***‬ ‫سياعيدو‬ ‫ال مترفاً إن رخاء العي‬
‫يكون متبعياً يومياً وميتيبيعيا‬ ‫***‬ ‫ما زال يحلب در الدهر أنيطيرو‬
‫مستحكم الرأو ال فخماً وال ضرعا‬ ‫***‬ ‫حتى استمر على نيزر ميريرتيه‬

‫وقال محمد بن يزداد للمأمون ‪ -‬وكان وزيرو ‪ -‬من البسيط‪:‬‬

‫أفي ال ينام وكل الناس نوام‬ ‫***‬ ‫من كان حارس دنيا إنه فمن‬
‫همان من أمرو حل ذوابرام‬ ‫***‬ ‫وكيف ترقد عيناً من تضيفه‬

‫إذا قييام اإلمييام بمييا ذكرنيياو ميين حقييوق األميية فقييد أدى حييق اهلل تعييالى فيمييا لهييم وعليييهم‪ ،‬ووجييب لييه‬
‫عليييهم حقييان الطاعيية والنص يرة مييا لييم يتغييير حالييهي والييذو يتغييير بييه حالييه فيخييرج بييه عيين اإلماميية نييي ان‪:‬‬
‫أحييدهما جيير فييي عدالتييه والبيياني نقييص فييي بدنييه‪ ،‬فأمييا الجيير فييي عدالتييه وهييو الفسييق فهييو علييى ضيربين‪:‬‬
‫أحييدهما مييا تييابا فيييه النييهوةي والبيياني مييا تعلييق فيييه بنييبهة‪ ،‬فأمييا األول منهمييا فمتعلييق بأفعييال الجيوار وهييو‬
‫ارتكابييه للمحظييورات ذواقدامييه علييى المنك يرات تحكيم ياً للنييهوة وانقييياداً للهييوى‪ ،‬فهييذا فسييق يمنييا ميين انعقيياد‬
‫اإلماميية وميين اسييتدامتها‪ ،‬فييذذا ط ي أر علييى ميين انعقييدت إمامتييه خييرج منهييا‪ ،‬فلييو عيياد إلييى العداليية لييم يعييد إلييى‬
‫اإلمامة إال بعقد جديدي وقال بعض المتكلمين‪ :‬يعود إلى اإلمامة بعودو إلى العدالة من غير أن يستأنف له‬
‫عقد وال بيعة لعموم واليته ولحوق المنقة في است ناف بيعتيهي وأميا البياني منهميا فمتعليق باالعتقياد المتيأول‬
‫بنييبهة تعتييرض فيتييأول لهييا خييالف الحييق‪ ،‬فقييد اختلييف العلميياء فيهييا‪ ،‬فييذهب فريييق ميينهم إلييى أنهييا تمنييا ميين‬
‫انعقيياد اإلماميية وميين اسييتدامتها ويخييرج بحدوبييه منهييا ألنييه لمييا اسييتوى حكييم الكفيير بتأويييل وجييب أن يسييتوو‬
‫حالي الفسق الفسق بتأولي وغير تأويلي وقال كبير من علماء البصيرةي إنيه ال يمنيا مين انعقياد اإلمامية وال‬
‫يخرج به منها كما ال يمنا من والية القضاء وجواز النهادةي‬

‫وأمييا مييا ط ي أر علييى بدنييه ميين نقييص فينقسييم بالبيية أقسييام‪ :‬أحييدها نقييص الح يواس‪ ،‬والبيياني نقييص األعضيياء‪،‬‬
‫والبالييث نقييص التصييرف‪ ،‬فأمييا نقييص الحييواس فينقسييم بالبيية أقسييام‪ :‬قسييم يمنييا ميين اإلماميية‪ ،‬وقسييم ال يمنييا‬
‫منها‪ ،‬وقسم مختلف فيه‪ ،‬فأما القسم المانا منها فني ان‪ :‬أحيدهما زوال العقيل‪ ،‬والبياني ذهياب البصير‪ ،‬فأميا‬
‫زوال العقل فضربان‪ :‬أحدهما ما كيان عارضياً مرجيو اليزوال كاإلغمياء فهيذا ال يمنيا مين انعقياد اإلمامية وال‬
‫يخييرج منهييا‪ ،‬ألنييه مييرض قليييل اللييبس سيريا الييزوال‪ ،‬وقييد أغمييي علييى رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم فييي‬
‫مرضه والضرب الباني ما كان الزماً ال يرجى زواله كالجنون والخبل فهو على ضيربين‪ :‬أحيدهما أن يكيون‬
‫مطبقياً دا مياً ال يتخللييه إفاقيية فهييذا يمنييا ميين عقييد اإلماميية واسييتدامتها‪ ،‬فييذذا طي أر هييذا بطلييت بييه اإلماميية بعييد‬
‫تحققه والقطا به؛ والضرب الباني أن يتخلله إفاقة يعود بها إلى حال السالمة فينظير فيهياي فيذن كيان زميان‬
‫الخبييل أكبيير ميين زمييان اإلفاقيية فهييو كالمسييتديم يمنييا ميين عقييد اإلماميية واسييتدامتها ويخييرج بحدوبييه منهييا ذوان‬
‫كان زمان اإلفاقة أكبر من الخبل منا من عقيد اإلمامية‪ :‬واختليف فيي منعيه مين اسيتدامتها‪ ،‬فقييل يمنيا مين‬
‫استدامتها كما يمنا من ابتدالها فذذا ط أر بطلت به اإلمامة‪ ،‬ألن في استدامته إخالالً بالنظر المستحق فيه‪،‬‬
‫وقييل ال يمنييا ميين اسيتدامة اإلماميية ذوان منييا مين عقييدها فييي االبتيداء ألنييه ي ارعييى فيي ابتييداء عقييدها سييالمة‬
‫كاملة وفي الخروج منها نقص كاملي وأما ذهاب البصر فيمنا من عقد اإلمامة واستدامتها فذذا ط أر بطلت‬
‫به اإلمامية ألنيه لميا أبطيل واليية القضياء ومنيا ميا جيواز النيهادة فيأولى أن يمنيا مين صيحة اإلمامية‪ ،‬وأميا‬
‫عناء العين وهو أن ال يبصر عند دخول الليل فال يمنا من اإلمامة في عقيد وال اسيتدامة ألنيه ميرض فيي‬
‫زمان الدعة يرجى زوالهي وأما ضعف البصر‪ ،‬فذن كان يعرف به األنخاص إذا رآها لم يمنا من اإلمامة‪،‬‬
‫ذوان كان يدرك األنخاص وال يعرفها منا من اإلمامة عقداً واستدامةي‬

‫وأما القسم الباني من الحواس التيي ال ييؤبر فقيدها فيي اإلمامية فنيي ان‪ :‬أحيدهما الخنيم فيي األنيف اليذو ال‬
‫يدرك به نم الروا حي والباني فقيد اليذوق اليذو يفيرق بيه بيين الطعيوم فيال ييؤبر هيذا فيي عقيد اإلمامية ألنهميا‬
‫يؤبران في اللذة وال يؤبران في الرأو والعملي‬

‫وأمييا القسييم البالييث ميين الح يواس المختلييف فيهييا فنييي ان الصييمم والخييرس فيمنعييان ميين ابتييداء عقييد‬
‫اإلمامة‪ ،‬ألن كمال األوصاف بوجودهما مفقودي واختلف في الخروج بهما من اإلمامة‪ ،‬فقالت طا فية يخيرج‬
‫بهما منها كما يخرج بذهاب البصر لتأبيرهما في التدبير والعملي وقال آخرون‪ :‬ال يخيرج بهميا مين اإلمامية‬
‫لقيام اإلنارة مقامهما فلم يخرج منها إال بنقص كاملي وقال آخرون‪ :‬إن كيان يحسين الكتابية ليم يخيرج بهميا‬
‫من اإلمامة‪ ،‬ذوان كان ال يحسنها خرج من اإلمامة بهما ألن الكتابية مفهومية واإلنيارة موهومية‪ ،‬واألول مين‬
‫المييذاهب أصييح‪ ،‬وأمييا تمتميية اللسييان وبقييل السييما مييا إدراك الصييوت إذا كييان عالي ياً فييال يخييرج بهمييا ميين‬
‫اإلمامة إذا حدباي واختلف في ابتيداء عقيدها معهميا‪ ،‬فقييل يمنيا ذليك مين ابتيداء عقيدها ألنهميا نقيص يخيرج‬
‫بهمييا عيين حييال الكمييال‪ ،‬وقيييل ال يمنييا ألن نبييي اهلل موسييى عليييه السييالم لييم تمنعييه عقييدة لسييانه عيين النبييوة‬
‫فأولى أن ال يمنا من اإلمامةي‬
‫وأمييا فقييد األعضيياء فينقسييم إلييى أربعيية أقسييام‪ :‬أحييدها مييا ال يمنييا ميين صييحة اإلماميية فييي عقييد وال‬
‫استدامة‪ ،‬وهو ما ال يؤبر فقدو فيي رأو وال عميل وال نهيوض وال ينيين فيي المنظير‪ ،‬وذليك مبيل قطيا اليذكر‬
‫واألنبيين‪ ،‬فال يمنا من عقد اإلمامة وال من استدامتها بعد العقد ألن فقد هذين العضوين يؤبر فيي التناسيل‬
‫دون اليرأو والحنكيية فيجييرو مجييرى العنيية‪ ،‬وقييد وصييف اهلل تعييالى يحيييى ب ين زكريييا بييذلك وأبنييى عليييه فقييال‪:‬‬
‫"وسيداً وحصو ارً ونبياً مم الصالحيم"ي‬

‫وفييي الحصييور قيوالن‪ :‬أحييدهما أنييه العنييين الييذو ال يقييدر علييى إتيييان النسيياء قييال ابيين مسييعود وابيين عبيياسي‬
‫والباني أنه من لم يكن له ذكر يغنى به النساء أو كيان كيالنواة قاليه سيعيد بين المسييب‪ ،‬فلميا ليم يمنيا ذليك‬
‫ميين النبييوة فييأولى أن ال يمنييا ميين اإلماميية‪ ،‬وكييذلك قطييا األذنييين ألنهمييا ال يييؤبران فييي رأو وال عمييل ولهمييا‬
‫نييين خفييي يمكيين أن يسييتتر فييال يظهييري والقسييم البيياني مييا يمنييا ميين عقييد اإلماميية وميين اسييتدامتها‪ ،‬وهييو مييا‬
‫يمنييا ميين العمييل كييذهاب اليييدين أو ميين النهييوض كييذهاب الييرجلين‪ ،‬فييال تصييح معييه اإلماميية فييي عقييد وال‬
‫استدامة لعجزو عميا يلزميه مين حقيوق ألمية فيي عميل أو نهضيةي والقسيم الباليث ميا يمنيا مين عقيد اإلماميةي‬
‫واختلف في منعه من استدامتها وهو ميا ذهيب بيه بعيض العميل‪ ،‬أو فقيد بيه بعيض النهيوض كيذهاب إحيدى‬
‫اليدين أو إحدى الرجلين فال يصح معه عقد اإلمامة لعجزو عن كمال التصرف‪ ،‬فذن ط أر بعيد عقيد اإلمامية‬
‫ففييي خروجييه منهييا مييذهبان للفقهيياء‪ :‬أحييدهما يخييرج بييه ميين اإلماميية ألنييه عجييز يمنييا ميين ابتييدا ها فمنييا ميين‬
‫استدامتهاي والمذهب الباني أنه ال يخرج به مين اإلمامية ألنيه عجيز يمنيا مين ابتيدا ها فمنيا مين اسيتدامتهاي‬
‫والميذهب البياني أنيه ال يخيرج بيه مين اإلمامية ذوان منييا مين عقيدها‪ ،‬ألن المعتبير فيي عقيدها كميال السييالمة‬
‫وفييي الخييروج منهييا كمييال اليينقصي والقسييم ال اربييا مييا ال يمنييا ميين اسييتدامة اإلمامييةي واختلييف فييي منعييه ميين‬
‫ابتداء عقدها وهو ما نان وقبح ولم يؤبر في عمل وال في نهضة كجد األنف وسيمل إحيدى العينيين‪ ،‬فيال‬
‫يخرج بيه مين اإلمامية بعيد عقيدها لعيدم تيأبيرو فيي نييء مين حقوقهياي وفيي منعيه مين ابتيداء عقيدها ميذهبان‬
‫الفقهيياء‪ :‬أحييدهما أنييه ال يمنييا ميين عقييدها وليييس ذلييك ميين النييروط المعتب يرة فيهييا لعييدم تييأبيرو فييي حقوقهييا‬
‫والمذهب الباني أنه يمنا من عقد اإلمامة وتكون السالمة منه نرطاً معتب اًر في عقدها ليسلم والة المللة من‬
‫نين يعاب ونقص يزدرى فتقل الهيبة‪ ،‬وفي قلتها نفور من الطاعة‪ ،‬وما أدى إلى هذا فهو نقص في حقوق‬
‫األمةي‬
‫وأما نقيص التصيرف فضيربان‪ :‬حجير وقهيري فأميا الحجير فهيو أن يسيتولي علييه أعوانيه مين يسيتبد‬
‫بتنفيذ األمور من غير تظاهر بمعصية وال مجاهرة بمناقة‪ ،‬فيال يمنيا ذليك مين إمامتيه وال يقيد فيي صيحة‬
‫واليته ولكن ينظر فيي أفعيال مين اسيتولى عليى أميورو‪ ،‬فيذن كنيت جاريية عليى أحكيام اليدين ومقتضيى العيدل‬
‫يجاز إق اررو عليها تنفيذاً لها ذوامضاء ألحكامها ل ال يقف من األمور الدينية ما يعود بفساد على األمةي ذوان‬
‫كانت أفعاله خارجة عن حكم الدين ومقتضى العدل لم يجز إق اررو عليها ولزمه أن يستنصر من يقبض يدو‬
‫ويزيل تغلبهي وأميا القهير فهيو أن يصيير مأسيو اًر فيي ييد عيدو قياهر ال يقيدر عليى الخيالص منيه فيمنيا ذليك‬
‫عن عقد اإلمامة له لعجزو عن النظر في أمور المسلمين‪ ،‬وسواء كان العد منركاً أو مسلماً باغيياً‪ ،‬وليمية‬
‫اختيار من عداو من ذوو القدرة‪ ،‬ذوان أسر بعد أن عقدت له اإلمامية فعليى كافية األمية اسيتنقاذو لميا أوجبتيه‬
‫اإلمامة من نصرته وهيو عليى إمامتيه ميا كيان مرجيو الخيالص ميأمول الفكياك إميا بقتيال أو فيداء‪ ،‬فيذن وقيا‬
‫اإليياس منيه ليم يخيل حيال مين أسيرو مين أن يكيون منيركين أو بغياة مسيلمين‪ ،‬فيذن كيان فيي أسير المنييركين‬
‫خرج من اإلمامة للييأس مين خالصيه واسيتأنف أهيل االختييار بيعية غييرو عليى اإلمامية‪ ،‬فيذن عهيد باإلمامية‬
‫في حال أسرو نظر في عهدو‪ ،‬فذن كيان بعيد اإليياس مين خالصيه كيان عهيدو بياطالً ألنيه عهيد بعيد خروجيه‬
‫ميين اإلماميية فلييم يصييح منييه عهييد‪ ،‬ذوان عهييد قبييل اإلييياس ميين خالصييه وقييت هييو فيييه مرجييو الخييالص صييح‬
‫عهدو لبقاء إمامته واستقرت إمامة ولي عهدو باإلياس من خالصه لزوال إمامته‪ ،‬فليو خليص مين أسيرو بعيد‬
‫عهيدو نظيير فيي خالصييه فيذن كييان بعيد اإلييياس منيه لييم يعيد إلييى إمامتيه لخروجييه منيا باإلييياس واسيتقرت فييي‬
‫ولي عهدو ذوان خلص قبل اإليياس فهيو عليى إمامتيه ويكيون العهيد فيي وليي العهيد بابتياً ذوان ليم يصير إمامياً‬
‫ذوان كان مأسو اًر ما بغاة المسلمين‪ ،‬فذن كان مرجو الخالص فهو على إمامته ذوان لم يخل حال البغاة مين‬
‫أحد أمرين‪ :‬إما أن يكونوا نصبوا ألنفسهم إماماً أو لم ينصبوا فذن كانوا فوضيى ال إميام هيم فاإلميام مأسيور‬
‫في أيديهم على إمامته ألنه بيعته لهم الزمة وطاعته عليهم واجبة فصار معهم كمصيرو ما أهل العدل إذا‬
‫صارت تحت الحجير‪ ،‬وعليى أهيل االختييار أن يسيتنيبوا عنيه نياظ اًر يخلفيه إن ليم يقيدر عليى االسيتنابة‪ ،‬فيذن‬
‫قدر عليها كان أحق باختبار من يستنيبه منهم‪ ،‬فذن خلا المأسور نفسيه أو ميات ليم يصير المسيتناب إمامياً‬
‫ألنها نيابة عن موجود فزالت بفقدو‪ ،‬ذوان كان أهل البغيي قيد نصيبوا ألنفسيهم إمامياً دخليوا فيي بيعتيه وانقيادوا‬
‫لطاعتيه فاإلميام المأسييور فيي أيييديهم خيارج ميين اإلمامية باإليياس ميين خالصيه‪ ،‬ألنهييم قيد انحييازوا بيدار تفييرد‬
‫حكمها عن الجماعة وخرجوا بها عن الطاعة فلم يبق ألهيل العيدل بهيم نصيرة وللمأسيور معهيم قيدرة‪ ،‬وعليى‬
‫أهل االختيار في دار العدل أن يعقيدوا اإلمامية لمين ارتضيوا لهيا‪ ،‬فيذن خليص المأسيور ليم يعيد إليى اإلمامية‬
‫لخروجه منهاي‬
‫ذواذا تمهد ما وصفناو من أحكام اإلمامة وعموم نظرها في مصالح الملة وتدبير األمية‪ ،‬فيذذا اسيتقر‬
‫عقدها ليمام انقسم ما صدر عنه من واليات خلفا ه أربعة أقسام‪ :‬فالقسم األول من تكون واليتيه عامية فيي‬
‫األعمال العامة وهم الوزراء ألنهم يستنابون في جميا األمور من غير تخصيصي والقسم الباني من تكيون‬
‫واليته عامة في أعمال خاصة وهم أمراء األقاليم والبلدان ألن النظير فيميا خصيوا بيه مين األعميال عيام فيي‬
‫جميييا األمييوري والقسييم البالييث‪ :‬ميين تكييون واليتييه خاصيية فييي األعمييال العاميية وهييم كقاضييي القضيياة ونقيييب‬
‫وحامي البغور ومستوفي الخراج وجابي الصدقات‪ ،‬ألن كل واحد منهم مقصيور عليى نظير خياص‬ ‫الجيو‬
‫في جميا األعمال‪ ،‬والقسم الرابا‪ :‬من تكون واليته خاصة فيي األعميال الخاصية وهيم كقاضيي بليد أو إقلييم‬
‫أو مسييتوفي خ ارجييه أو جييابي صييدقاته أو حييامي بغ يرو أو نقيييب جنييد‪ ،‬ألن كييل واحييد ميينهم خيياص النظيير‬
‫مخصوص العمل‪ ،‬ولكل واحد من هؤالء الوالة نروط تنعقد بها واليته ويصح معها نظروي‬
‫ونحن نذكرها في أبوابها ومواضعها بمني ة اهلل وتوفيقهي‬
‫الباب الثاني‬
‫في تقليد الوزارة‬

‫والييو ازرة علييى ض يربين‪ :‬و ازرة تفييويض ووزارة تنفيييذ فأمييا و ازرة التفييويض فهييو أن يسييتوزر اإلمييام ميين‬
‫يفييوض إليييه تييدبير األمييور ب أريييه ذوامضيياءها علييى اجتهييادو‪ ،‬وليييس يمتنييا جيواز هييذو الييو ازرة‪ ،‬قييال اهلل تعييالى‬
‫حكاية عن نبيه موسى عليه الصالة والسالم‪" :‬واج ال لاي وزيا ارً مام يهلاي هااروم يفاي يدادد باه‬
‫يزري ويدركه في يمري"ي‬
‫فذذا جاز ذلك في النبوة كان في اإلمامة أجوز‪ ،‬وألن ما وكل إليى اإلميام مين تيدبير األمية ال يقيدر‬
‫على مبانرة جميعه إال باالستنابة‪ ،‬ونيابة الوزير المنارك له في التدبير أصلح في تنفييذ األميور مين تفيردو‬
‫بها ليستظهر به على نفسه وبها يكون أبعد من الزلل وأمنا من الخلل‪ ،‬ويعتبر في تقليد هذو الو ازرة نيروط‬
‫اإلماميية إال النسييب وحييدة ألنييه ممضييى اجراء ومنفييذ االجتهيياد فاقتضييى أن يكييون علييى صييفات المجتهييدين‪،‬‬
‫ويحتيياج فيهييا إلييى نييرط از ييد علييى نييروط اإلماميية وهييو أن يكييون ميين أهييل الكفاييية فيمييا وكييل إليييه ميين أميير‬
‫الحرب والخراج خبرة بهما ومعرفة بتفصيلهما فذنه مبانير لهميا تيارة ومسيتنيب فيهميا أخيرى‪ ،‬فيال يصيل إليى‬
‫اسييتنابة الكفيياة إال أن يكييون ميينهم‪ ،‬كمييا ال يقييدر علييى المبان يرة إذا قصيير عيينهم‪ ،‬وعلييى هييذا النييرط مييدار‬
‫الو ازرة وبه تنتظم السياسة‪ ،‬حكى أن المأمون رحمه اهلل كتب في اختييار وزيير‪ :‬إنيي التمسيت ألميورو رجيالً‬
‫جامع ياً لخصييال الخييير ذا عفيية فييي خال قييه واسييتقامة فييي ط ار قييه‪ ،‬قييد هذبتييه اجداب وأحكمتييه التجييارب‪ ،‬إن‬
‫اؤتمن على األسرار قام بها ذوان قلد مهمات األمور نهض فيها‪ ،‬يسيكته الحليم وينطقيه العليم وتكفييه اللحظية‬
‫وتغنييه اللحميية‪ ،‬ليه صييولة األميراء وأنيياة الحكمياء وتواضييا العلمياء وفهييم الفقهياء‪ ،‬إن أحسيين إلييه نييكر‪ ،‬ذوان‬
‫ابتلى باإلساءة صبر‪ ،‬ال يبيا نصيب يومه بحرمان غدو‪ ،‬يسترق قلوب الرجال بخالبة لسانه وحسين بيانيه‪،‬‬
‫وقد جما بعض النعراء هذو األوصاف فأوجزها ووصف بعض وزراء الدولة العباسية بها فقال من الوافر‪:‬‬

‫إذا انتبهت على الناس األمور‬ ‫***‬ ‫بديهتيه وفيكيرتيه سيواء‬


‫إذا أعي المناور والمينيير‬ ‫***‬ ‫وأحزم ما يكون الدهير يومياً‬
‫إذا ضاقت من الهم الصيدور‬ ‫***‬ ‫وصدر فيه لليهيم اتيسيا‬

‫فهييذو األوصيياف إذا كملييت فييي الييزعيم المييدبر ‪ -‬وقييل مييا تكمييل ‪ -‬فالصييال بنظ يرو عييام ومييا ينيياط‬
‫ب أريييه وتييدبيرو تييام‪ ،‬ذوان اختلييت فالصييال بحسييبها يختييل والتييدبير علييى قييدرها يعتييل ول ي ن لييم يكيين هييذا ميين‬
‫النروط الدينية المحضة فهو من نروط السياسة الممازجة لنروط الدين لما يتعليق بهيا مين مصيالح األمية‬
‫واسيتقامة الملييةي فييذذا كملييت نييروط هييذو الييو ازرة فيييمن هيو أهييل لهييا فصييحة التقليييد فيهييا معتبيرة بلفييظ الخليفيية‬
‫المستوزر ألنها والية تفتقر إلى عقد والعقيود ال تصيح إال بيالقول الصيريح‪ ،‬فيذن وقيا ليه بيالنظر وأذن ليه ليم‬
‫ييتم التقليييد حكمياً‪ ،‬ذوان إمضيياء الواليية عرفياً حتيى يعقييد لييه اليو ازرة بلفييظ ينيتمل علييى نيرطين أحييدهما عمييوم‬
‫النظر‪ ،‬والباني النيابة‪ ،‬فذن اقتصر به على النيابة فقط أبهم ما استنابه فييه مين عميوم وخصيوص أو تنفييذ‬
‫وتفويض فلم تنعقد بيه اليو ازرة‪ ،‬ذواذا جميا بينهميا انعقيدت وتميت‪ ،‬والجميا بينهميا يكيون مين وجهيين‪ :‬أحيدهما‬
‫وهو باحكام العقود أخص أن يقول قد قلدتك ما إلى نيابة عني فتنعقد به الو ازرة ألنه قد جما له بين عموم‬
‫النظر واالستنابة في النظر‪ ،‬فذن قال له نب عني فيما إلى احتمل أن تنعقد به الو ازرة؛ ألنه قد جما له في‬
‫هييذا اللفييظ بييين الييوجهين عمييوم النظيير واالسييتنابة واحتمييل أن ال تنعقييد بييه الييو ازرة ألنييه إذن يحتيياج إلييى أن‬
‫يتقدمييه عقييد واإلذن فييي أحكييام العقييود ال تصييح بييه العقييود‪ ،‬ولكيين لييو قييال قييد اسييتنبتك فيمييا إلييي انعقييدت بييه‬
‫الييو ازرة ألنييه عييدل عيين مجييرد اإلذن إلييى ألفيياظ العقييود‪ ،‬ولييو قييال فيمييا إلييى لييم تنعقييد بييه الييو ازرة الحتمالييه أن‬
‫ينظيير فييي تصييفحه أو تنفيييذو أو فييي القيييام بييه‪ ،‬والعقييد ال ينبييرم بلفييظ محتمييل حتييى يصييله بمييا ينفييي عنييه‬
‫االحتمييال وليييس ي ارعييي فيمييا يبان يرو الخلفيياء وملييوك األمييم ميين العقييود العاميية ال ي ارعييي فييي الخاصيية ميين‬
‫النييروط المؤكييدة ألميرين‪ :‬أحييدهما أن ميين عييادتهم االكتفيياء بيسييير القييول عيين كبييرو فصييار ذلييك فيييهم عرفياً‬
‫مخصوصاً‪ ،‬وربما استبقلوا الكالم فاقتصيروا عليى اإلنيارة غيير أنيه لييس يتعليق بهيا فيي النير حكيم لنياطق‬
‫سليم فكلك خرجت بالنر من عرفهم‪ ،‬والبياني أنهيم لقلية ميا يبانيرونه مين العقيود بجعيل نميو لهيذا لحيل فيي‬
‫تأهبهم لها موجباً لحميل لفظهيم المجعيل عليى الغيرض المقصيود دون االحتميال المجيرد‪ ،‬فهيذا وجيهي والوجيه‬
‫الباني وهو يعرف المنصب أنبه أن يقول قيد اسيتوزرتك تعيويالً عليى نيابتيك فتنعقيد بيه هيذو اليو ازرة ألنيه قيد‬
‫جمييا بييين عمييوم النظيير فيمييا إليييه بقولييه اسييتوزرتك‪ ،‬ألن نظيير الييو ازرة ع يام وبييين النيابيية بقولييه تعييويال علييى‬
‫نيابتك فخرجت عن و ازرة التنفيذ إلى و ازرة التفويض‪ ،‬وليو قيال قيد فوضيت إلييك و ازرتيي احتميل أن تنعقيد بيه‬
‫هذو اليو ازرة أو ذكير التفيويض فيهيا يخرجهيا عين و ازرة التنفييذ إليى و ازرة التفيويض‪ ،‬ويحتميل أن ال تنعقيد ألن‬
‫التفويض من أحكام هذو الو ازرة فافتقر إلى عقيد يتقدميه‪ ،‬واألول مين االحتميالين أنيبه بالصيواب‪ ،‬فعليى هيذا‬
‫لو قال قد فوضنا إليك الو ازرة صح ألن والة األمور يكنون عين أنفسيهم بلفيظ الجميا ويعظميون عين إفاضية‬
‫النيء إليهم فيرسلونه فيقوم قوليه قيد فوضينا إلييك مقيام قوليه فوضيت إلييك وقوليه اليو ازرة مقيام قوليه و ازرتيي‪،‬‬
‫وهذا أفخم قول عقدت به و ازرة التفويض وأوجزو‪ ،‬ولو كني غير الملوك عن أنفسيهم بيالجما وتيرك اإلضيافة‬
‫لمييا تعلييق بييه حكييم التفييرد واإلضييافة لخروجييه عيين العييرف المعهييود‪ ،‬فأمييا إذا قييال قييد قلييدناك الييو ازرة لييم يصيير‬
‫بهيذا القيول مين وزراء التفيويض حتيى يبينيه بميا يسييتحق بيه التفيويض ألن اهلل تعيالى يقيول عين نبييه موسييى‬
‫صلوات اهلل عليه‪" :‬واج ل لي وزي ارً مم يهلي هاروم يفي يددد به يزري ويدركه في يمري"ي‬
‫فلم يقتصر على مجرد الو ازرة حتى قرنها بندة أزرو ذوانراكه في أمرو‪ ،‬ألن اسيم اليو ازرة مختليف فيي‬
‫انتقاقه على بالبة أوجه‪ :‬أحدها أنه مأخوذ من اليوزر وهيو البقيل ألنيه يحميل عين المليك أبقاليهي البياني أنيه‬
‫مييأخوذ ميين الييوزر وهييو الملجييأ ومنييه قولييه تعييالى "كا ال وزر" أو ال ملجييأ فسييمي بييذلك‪ ،‬ألن الملييك يلجييأ‬
‫إليى أريييه ومعونتيهي والبالييث أنيه مييأخوذ مين األزر وهييو الظهير‪ ،‬ألن الملييك يقيوى بييوزيرو كقيوة البييدن بييالظهر‬
‫وألو هذو المعاني كان منتقاً فليس في واحد منها ما يوجب االستبداد باألموري‬
‫ذواذا تقرر ما تنعقد به و ازرة التفويض فالنظر فيها ذوان كان على العموم معتبر بنرطين يقيا الفيرق‬
‫بهما بين اإلمامة والو ازرةي أحدهما يختص بالوزير وهو مطالعة اإلمام لما أمضاو من تدبير وأنفذو من والية‬
‫وتقليد ل ال يصير باالستبداد كاإلمامي والباني مختص باإلمام وهو أن يتصفح أفعيال اليوزير وتيدبيرو األميور‬
‫ليقر منها ما وافق الصواب ويستدرك ما خالفه ألن تدبير األمية إلييه موكيول عليى اجتهياد محميول‪ ،‬ويجيوز‬
‫لهذا الوزير أن يحكيم بنفسيه وأن يقليد الحكيام كميا يجيرو ذليك اإلميام ألن نيروط الحكيم فييه معتبيرةي ويجيوز‬
‫أن ينظر في المظيالم ويسيتنيب فيهيا ألن نيروط المظيالم فييه معتبيرةي ويجيوز أن يتيولى الجهياد بنفسيه‪ ،‬وأن‬
‫يقلد من يتوالو ألن نروط الحرب فيه معتبرةي ويجيوز أن يبانير تنفييذ األميور التيي دبرهيا‪ ،‬وأن يسيتنيب فيي‬
‫تنفيذها‪ ،‬ألن نروط الرأو والتدبير فيه معتبرةي وكيل ميا صيح مين اإلميام صيح مين اليوزير إال بالبية أنيياء‪،‬‬
‫أحييدها والييية العهييد‪ ،‬فييذن ليمييام أن يعهييد إلييى ميين يييرى وليييس ذلييك للييوزيري والبيياني أن ليمييام أن يسييتعفي‬
‫األمة من اإلمامة وليس ذليك لليوزيري وللباليث أن ليميام أن يعيزل مين قليدو اليوزير‪ ،‬ولييس لليوزير أن يعيزل‬
‫ميين قلييدو اإلمييام‪ ،‬ومييا سييوى هييذو البالبيية فحكييم التفييويض إليييه يقتضييي ج يواز فعلييه وصييحة نفييوذو منييه‪ ،‬فييذن‬
‫عارضه اإلمام في رد ما أمضاو‪ ،‬فذن كان في حكم نفذ عن وجهه أوفى الوضا في حقه لم يجز نقيض ميا‬
‫وتيدبير‬ ‫نفذ باجتهادو من حكم وال استرجا ما فرق برأيه من ميال‪ ،‬فيذن كيان فيي تقلييد وال أو تجهييز جيي‬
‫إلييى حييث يييرى‪ ،‬وتييدبير الحيرب بمييا هييو أولييى‬ ‫حيرب جيياز ليمييام معارضيته بعييزل المييولى والعيدول بييالجي‬
‫ألن ليمام أن يستدرك ذلك من أفعال نفسه فكان أولى أن يستدركه من أفعال وزيروي‬
‫فلييو قلييد اإلمييام واليياً علييى عمييل وقلييد الييوزير غييرو علييى ذلييك العمييل نظيير فييي أسييبقهما بالتقليييد فييذن‬
‫كان اإلمام أسبق تقليداً فتقليدو أببت وال والية لمن قلدو الوزير‪ ،‬ذوان كان تقليد الوزير أسيبق فيذن عليم اإلميام‬
‫بما تقدم من تقليد الوزير كيان فيي تقلييدو اإلميام لغييرو عيزل األول واسيت ناف تقلييد البياني فصيح البياني دون‬
‫األول‪ ،‬ذوان لم يعلم اإلمام بما تقدم من تقليد الوزير فتقليد الوزير أببت وتصح والية األول دون الباني‪ ،‬ألن‬
‫تقلييد البياني الجهييل بتقلييد األول ال يكييون عيزالً ولييو عليم بتقلييدوي وقييال بعيض أصييحاب النيافعي رضييي اهلل‬
‫عنييه‪ :‬ال ينعييزل األول مييا علييم اإلمييام بحالييه إذا قلييد غييرو حتييى يعزلييه قيوالً فيصييير بييالقول معييزوالً ال بتقليييد‬
‫غيرو‪ ،‬فعلى هذا إن كيان النظير مميا ال يصيح فييه االنيتراك صيح تقلييدهما فكانيا منيتركين فيي النظير‪ ،‬فيذن‬
‫كان مماالً يصح فيه االنتراك كان تقليدهما موقوفاً على عزل أحدهما ذواقرار اجخر؛ فذن تولى ذلك اإلميام‬
‫جاز أن يعزل أيهما ناء ويقر اجخر‪ ،‬ذوان توالو الوزير جاز أن يعزل من اختص بتقليدو ولم يجز أن يعزل‬
‫من قلدو اإلمامي‬
‫وأم ييا و ازرة التنفي ييذ فحكمه ييا أض ييعف ون ييروطها أق ييل‪ ،‬ألن النظ يير فيه ييا مقص ييور عل ييى رأو اإلم ييام‬
‫وتدبيرو‪ ،‬وهذا الوزير وسط بينه وبين الرعايا والوالة يؤدو عنه ما أمر وينفذ عنه ميا ذكير ويمضيي ميا حكيم‬
‫ويعيرض علييه ميا ورد مين مهيم وتجيدد مين حيدث مليم‪ ،‬ليعميل فييه ميا‬ ‫ويخبر بتقلييد اليوالة وتجهييز الجييو‬
‫يييؤمر بييه‪ ،‬فهييو معييين فييي تنفيييذ األمييور وليييس بيوال عليهييا وال متقلييداً لهييا‪ ،‬فييذن نييورك فييي اليرأو كييان باسييم‬
‫الو ازرة أخص‪ ،‬ذوان لم ينارك فيه كان باسم الواسطة والسفارة أنبه‪ ،‬وليس تفتقر هذو الو ازرة إليى تقلييد ذوانميا‬
‫يراعى فيهيا مجيرد اإلذن وال تعتبير فيي المؤهيل لهيا الحريية وال العليم‪ ،‬ألنيه لييس ليه أن ينفيرد بواليية وال تقلييد‬
‫فتعتبر فيه الحرية‪ ،‬وال يجوز ليه أن يحكيم فيعتبير فييه العليم ذوانميا هيو مقصيور النظير عليى أميرين‪ :‬أحيدهما‬
‫أن يؤدو إلى الخليفة‪ ،‬والباني أن يؤدو عنه فيراعي فيه سبعة أوصاف‪ :‬أحدها األمانة حتى ال يخون فيما‬
‫فيما قد استنصيح فييه‪ ،‬والبياني صيدق اللهجية حتيى يوبيق بخبيرو فيميا يؤدييه ويعميل‬ ‫قد أؤتمن عليه وال يغ‬
‫علييى قولييه فيمييا ينهيييهي والبالييث قليية الطمييا حتييى ال يرتنييي فيمييا يلييي وال ينخييد فيتسيياهلي وال اربييا أن يسييلم‬
‫فيما بينه وبين الناس من عداوة ونحناء‪ ،‬فذن العداوة تصيد عين التناصيف وتمنيا مين التعياطفي والخيامس‬
‫أن يكيون ذكييو اًر لمييا يؤديييه إليى الخليفيية عنييه ألنييه نياهد لييه وعليييهي والسييادس اليذكاء والفطنيية حتييى ال تييدلس‬
‫عليه األمور فتنتبه‪ ،‬وال تموو عليه فتلتبس‪ ،‬فال يصح ما انتباهها عيزم وال يصيلح ميا التباسيها حيزم‪ ،‬وقيد‬
‫أفصح بهذا الوصف وزير المأمون محمد بن يزداد حيث يقول من الطويل‪:‬‬

‫فذن أخطأ المعنى فيذاك ميوات‬ ‫***‬ ‫إصابة معنى المرء رو كالميه‬
‫فيقظته لليعياليميين سيبيات‬ ‫***‬ ‫إذا غاب قلب المرء عن حفظ لفظه‬

‫والسابا أن ال يكيون مين أهيل األهيواء فيخرجيه الهيوى مين الحيق إليى الباطيل ويتيدلس علييه المحيق‬
‫من المبطل‪ ،‬فذن الهوى خاد األلباب وصارف له عين الصيوابي وليذلك قيال النبيي صيلى اهلل علييه وسيلم‪:‬‬
‫"حبة الديء ي مي ويصم"ي‬
‫قال الناعر من السريا‪:‬‬

‫وأنصت الساما للقيا ل‬ ‫***‬ ‫إنا إذا قلت دواعي الهوى‬


‫نقضي بحكم عادل فاضل‬ ‫***‬ ‫واصطر القوم بألبابهيم‬
‫نلفظ دون الحق بالباطل‬ ‫***‬ ‫ال نجعل الباطل حقياً وال‬
‫فنحمل الدهر ما الحامل‬ ‫***‬ ‫تخاف أن تسفه أحالمنيا‬

‫فذن كان هذا اليوزير منياركاً فيي اليرأو احتياج إليى وصيف بيامن وهيو الحنكية والتجربية التيي تؤدييه‬
‫إلى صحة الرأو وصواب التدبير فذن في التجارب خبرة بعواقب األمور‪ ،‬ذوان لم ينارك فيي اليرأو ليم يحيتج‬
‫إلييى هييذا الوصييف ذوان كييان ينتهييي إليييه مييا كبيرة الممارسيية‪ ،‬وال يجييوز أن تقييوم بييذلك اميرأة ذوان كييان خبرهييا‬
‫مقبوالً لما تضمنه معنى الواليات المصروفة عن النساء لقول النبي صلى اهلل علييه وسيلم‪" :‬ماا يفلا واوم‬
‫يسندوا يمرهم الى امرية"ي‬
‫وألن فيها من طلب الرأو وببات العزم ما تضعف عنه النساء‪ ،‬ومن الظهور في مبانرة األمور ما‬
‫هو عليهم محظور‪ ،‬ويجوز أن يكون هذا الوزير من أهل الذمة ذوان لم يجز أن يكون وزير التفويض منهم‪،‬‬
‫ويكييون الفييرق بييين هيياتين الييو ازرتين بحسييب الفييرق بينهمييا فييي النظ يرين‪ ،‬وذلييك ميين أربعيية أوجييه‪ :‬أحييدها أنييه‬
‫يجوز لوزير التفويض مبانرة الحكم والنظر في المظالم‪ ،‬وليس ذلك لوزير التنفيذي والباني أنيه يجيوز ليوزير‬
‫التفويض أن يستبد بتقليد الوالة وليس ذلك لوزير التنفيذي والبالث أنه يجوز لوزير التفويض أن ينفرد بتسيير‬
‫وتدبير الحروب وليس ذلك لوزير التنفيذي والرابا أنه يجوز لوزير التفويض أن يتصيرف فيي أميوال‬ ‫الجيو‬
‫بيت المال بقبض ما يستحق له ويدفا ما يجب فيه وليس ذليك ليوزير التنفييذ‪ ،‬ولييس فيميا عيدا هيذو األربعية‬
‫مييا يمنييا أهييل الذميية منهييا إال أن يسييتطيلوا فيكون يوا ممنييوعين ميين االسييتطالة؛ ولهييذو الفييروق األربعيية بييين‬
‫النظييرين افتيرق فيي أربعيية مين نيروط الييو ازرتين‪ :‬أحيدها أن الحريية معتبيرة فييي و ازرة التفيويض وغيير معتبيرة‬
‫فييي و ازرة التنفيييذي والبيياني أن اإلسييالم معتبيير فييي و ازرة التفييويض وغييير معتبيير فييي و ازرة التنفيييذ والبالييث أن‬
‫العلم باألحكام النرعية معتبير فيي و ازرة التفيويض وغيير معتبير فيي و ازرة التنفييذي وال اربيا أن المعرفية بيأمرو‬
‫الحرب والخراج معتبرة في و ازرة التفويض وغير معتبرة في و ازرة التنفيذ‪ ،‬فافترقا في نروط التقليد من أربعية‬
‫أوج ي ييه كم ي ييا افترق ي ييا ف ي ييي حق ي ييوق النظ ي يير م ي يين أربع ي يية أوج ي ييه واس ي ييتويا فيم ي ييا ع ي ييداها م ي يين حق ي ييوق ون ي ييروطي‬
‫ويجوز للخليفة أن يقلد وزيرو تنفيذ على اجتما وانفيراد‪ ،‬وال يجيوز أن يقليد وزييرو تفيويض عليى االجتميا‬
‫لعموم واليتهما‪ ،‬كما ال يجوز تقليد إمامين ألنهما ربما تعارضا في العقد والحل والتقليد والعيزل وقيد قيال اهلل‬
‫تعي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييالى‪" :‬لاااااااااااااااااااااااااو كاااااااااااااااااااااااااام فياماااااااااااااااااااااااااا ولااااااااااااااااااااااااااة اال اهلل لفسااااااااااااااااااااااااادتا"ي‬
‫فذن قليد وزييرو تفيويض ليم يخيل حيال تقلييدو لهميا مين بالبية أقسيام‪ :‬أحيدها أن يفيوض إليى كيل واحيد منهميا‬
‫عمييوم النظيير‪ ،‬فييال يصييح لمييا قييدمناو ميين دليييل وتعليييل وينظيير فييي تقليييدهما‪ ،‬فييذن كييان فييي وقييت واحييد بطييل‬
‫تقلييدهما معياً‪ ،‬ذوان سييبق أحيدهما اجخير صييح تقلييد السيابق وبطييل تقلييد المسيبوقي والفييرق بيين فسياد التقليييد‬
‫والعزل أن فساد التقليد يمنا من نفوذ ما تقدم من نظرو‪ ،‬والعزل ال يمنا من نفوذ ما تقدم من نظيروي والقسيم‬
‫الباني أن ينرك بينهما في النظر على اجتماعهميا فييه وال يجعيل إليى واحيد منهميا أن ينفيرد بيه فهيذا يصيح‬
‫وتكون الو ازرة بينهما ال في واحد منهما‪ ،‬ولهميا تنفييذ ميا اتفيق رأيهميا علييه‪ ،‬ولييس لهميا تنفييذ ميا اختلفيا فييه‬
‫يوزرة قاصيرة علييى و ازرة التفييويض‬
‫ويكييون موقوفياً علييى رأو الخليفيية وخارجياً عيين نظيير هييذين‪ ،‬وتكييون هييذو الي ا‬
‫المطلقة مين وجهيين‪ :‬أحيدهما اجتماعهميا عليى تنفييذ ميا اتفقيا علييه‪ ،‬والبياني زوال نظرهميا عميا اختلفيا فييه‪،‬‬
‫فذن اتفقا بعد االختالف نظر‪ ،‬فذن كان عن رأو اجتمعا على صوابه بعيد اختالفهميا فييه دخيل فيي نظرهميا‬
‫وصح تنفييذو منهميا‪ ،‬ألن ميا تقيدم مين االخيتالف ال يمنيا مين جيواز االتفياق‪ ،‬ذوان كيان مين متابعية أحيدهما‬
‫لصاحبه ما بقا هما على الرأو المختلف فيه فهو على خروجه من نظرهما ألنيه ال يصيح مين النزيير تنفييذ‬
‫ما ال يراو صواباًي‬
‫والقسم البالث أن ال ينرك بينهما في النظر ويفرد كل واحد منهما بما ليس فيه لمخر نظر‪ ،‬وهيذا‬
‫يكون على أحد وجهين‪ :‬إما أن يخص كيل واحيد منهميا بعميل يكيون فييه عيام النظير خياص العميل مبيل أن‬
‫يرد إلى أحدهما و ازرة بيالد المنيرق ذواليى اجخير و ازرة بيالد المغيرب‪ ،‬ذواميا أن يخيص كيل واحيد منهميا بنظير‬
‫يكون فيه عام العمل خاص النظر مبل أن يستوزر أحدهما على الحرب واجخر على الخراج فيصح التقليد‬
‫على كال الوجهين‪ ،‬غيير أنهميا ال يكونيان وزييرو تفيويض ويكونيان والييين عليى عمليين مختلفيين‪ ،‬ألن و ازرة‬
‫التفويض ما عمت ونفذ أمير اليوزيرين بهيا فيي كيل عميل وكيل نظير‪ ،‬ويكيون تقلييد كيل واحيد منهميا مقصيو اًر‬
‫على ما خص به‪ ،‬وليس له معارضة اجخر في نظرو وعمله ويجيوز للخليفية أن يقليد وزييرين وزيير تفيويض‬
‫ووزييير تنفيييذ فيكييون وزييير التفييويض مطلييق التصييرف ووزييير التنفيييذ مقصييو اًر علييى تنفيييذ مييا وردت بييه أواميير‬
‫الخليفة‪ ،‬وال يجوز لوزير التنفيذ أن يولي معزوالً وال يعزل من والو الخليفة‪ ،‬وليس لوزير التنفيذ أن يوقا عن‬
‫نفسييه وال عيين الخليفيية إال بييأمرو‪ ،‬ويجييوز لييوزير التفييويض أن يوقييا عيين نفسييه إلييى عمالييه وعمييال الخليفيية‬
‫ويل ييزمهم قب ييول توقيعات ييه‪ ،‬وال يج ييوز أن يوق ييا ع يين الخليف يية إال ب ييأمرو ف ييي عم ييوم أو مخص ييوص‪ ،‬ذواذا ع ييزل‬
‫الخليفة وزير التنفيذ لم يعزل به أحد من الوالة‪ ،‬ذواذا عزل وزير التفويض انعزل به عميال التنفييذ وليم ينعيزل‬
‫به عمال التفويض ألن عمال التنفيذ نياب وعمال التفويض والة‪ ،‬ويجوز لوزير التفويض أن يستخلف نا بياً‬
‫عنه‪ ،‬وال يجوز لوزير التنفيذ أن يستخلف من ينوب عنه‪ ،‬ألن االسيتخالف تقلييد فصيح مين وزيير التفيويض‬
‫ولم يصح من وزير التنفيذ‪ ،‬ذواذا نهى الخليفة وزير التفويض عن االستخالف لم يكين ليه أن يسيتخلف‪ ،‬ذواذا‬
‫أذن لييوزير التنفيييذ فييي االسييتخالف جيياز لييه أن يسييتخلف ألن كييل واحييد ميين الييوزيرين يتصييرف عيين أميير‬
‫الخليفيية ونهيييه ذوان افتييرق حكمهمييا مييا إطييالق التقليييد‪ ،‬ذواذا فييوض الخليفيية تييدبير األقيياليم إلييى والتهييا ووكييل‬
‫النظيير فيهييا إلييى المس ي ولين عليهييا كالييذو عليييه أهييل زمامنييا جيياز لمالييك كييل إقليييم أن يسييتوزر‪ ،‬وكييان حكييم‬
‫وزيرو معه كحكم وزير الخليفة ما الخليفة في اعتبار الو ازرتين وأحكام النظريني‬
‫الباب الثالث‬
‫في تقليد اإلمارة على الب د‬

‫ذواذا قلد الخليفة أمي اًر على إقليم أو بلد كانت إمارته على ضربين عامة وخاصة‪ :‬فأما العامة فعلى‬
‫ضربين‪ :‬إمارة استكفاء بعقد عن اختيار ذوامارة استيالء بعقد عن اضطرار فذمارة االستكفاء التي تنعقيد عين‬
‫اختيارو فتنمل على عمل محدود ونظر معهود‪ ،‬والتقليد فيها أن يفوض إليه الخليفة إمارة بلد أو إقليم واليية‬
‫علييى جميييا أهلييه ونظ ي اًر فييي العهييود ميين سييا ر أعمالييه فيصييير عييام النظيير فيمييا كييان محييدوداً ميين عمييل‬
‫وت يرتيبهم فييي‬ ‫ومعهييوداً ميين نظيير فينييتمل نظ يرو فيييه علييى سييبعة أمييور‪ :‬أحييدها النظيير فييي تييدبير الجيييو‬
‫النواحي وتقدير أرزاقهم إال أن يكون الخليفة قدرها فيدرها عليهمي والباني النظير فيي األحكيام وتقلييد القضياة‬
‫والحكام والبالث جباية الخراج وقبض الصدقات وتقليد العمال فيهما وتفريق ما استحق منهاي وال اربيا حمايية‬
‫الييدين والييذب عيين الحيريم وم ارعيياة الييدين ميين تغيييير أو تبييديلي والخييامس إقاميية الحييدود فييي حييق اهلل وحقييوق‬
‫اجدمي يييني والس ييادس اإلمام يية ف ييي الجم ييا والجماع ييات حت ييى ي ييؤم به ييا أو يس ييتخلف عليه يياي والس ييابا تس يييير‬
‫الحجيج من عمله ومن سلكه من غير أهله حتى يتوجهوا معيانين علييه‪ ،‬فيذن كيان هيذا اإلقلييم بغي اًر متاخمياً‬
‫للعييدو واقتييرن بهييا بييامن وهييو جهيياد ميين يليييه ميين األعييداء وقسييم غنييا مهم فييي المقاتليية وأخييذ خمسييها ألهييل‬
‫الخمس وتعتبر في هذو اإلمارة النروط المعتبرة في و ازرة التفويض‪ ،‬ألن الفرق بينهما خصوص الوالية فيي‬
‫اإلمارة وعمومها في الو ازرة وليس بين عموم الوالية وخصوصها فرق في النروط المعتبرة فيها بم ينظر في‬
‫عقد هذو اإلمارة‪ ،‬فيذن كيان الخليفية قيد تيوالو كيان ليوزير التفيويض علييه حيق الم ارعياة والتصيفح وليم يكين ليه‬
‫عزله وال نقله من إقليم إلى غيروي ذوان كان الوزير قد تفرد بتقليدو فهيو عليى ضيربين‪ :‬أحيدهما أن يقليدو عين‬
‫إذن الخليفة‪ ،‬فال يجوز له عزله وال نقله من عمله إلى غيرو إال عين إذن الخليفية وأميرو وليو عيزل اليوزير ليم‬
‫ينعزل هذا األميري والضرب الباني أن يقلدو عن نفسه فهو نا ب عنه فيجوز له أنه ينفرد بعزليه واالسيتبدال‬
‫به بحسب ما يؤديه االجتهاد إليه من النظر في األولى واألصحي ولو أطلق الوزير تقليد األمير فليم يصير‬
‫فيه بأنه عن الخليفة وال عن نفسه كان التقليد عن نفسه؛ وليه أن ينفيرد بعزليه‪ ،‬ومتيى انعيزل هيذا األميير إال‬
‫أن يقرو الخليفة على إمارته فيكون ذلك تجديد والية واست ناف تقليد غير أنه ال يحتاج في لفظ العقد إلى ما‬
‫يحتيياج إليييه ابتييداء العقييد ميين النييروط‪ ،‬ويكفييي أن يقييول الخليفيية قييد أقررتييك علييى واليتييك ويحتيياج فييي ابتييدء‬
‫العقد أن يقول قد قلدتك ناحية كذا إمارة على أهلها ونظ اًر على جميا ما يتعليق بهيا عليى تفصييل ال يدخليه‬
‫إجمال وال يتناوله احتمال‪ ،‬فذذا قلد الخليفة هيذو اإلميارة ليم يكين فيهيا عيزل لليوزير عين تصيفحها ومراعاتهيا‪،‬‬
‫ذواذا قلييد الييو ازرة لييم يكيين فيهييا عييزل لهييذا األمييير عيين إمارتييه ألنييه إذا اجتمييا عمييوم التقليييد وخصوصييه فييي‬
‫الواليييات السييلطانية كييان عمييوم التقليييد محميوالً فييي العييرف علييى م ارعيياة األخييص وتصييفحه وكييان خصييوص‬
‫التلييد محميوالً علييى مبانيرة العمييل وتنفييذوي ويجيوز لهييذا األميير أن يسييتوزر لنفسيه وزيير تنفيييذ بيأمر الخليفيية‬
‫وبغيير أميرو‪ ،‬وال يجيوز أن يسييتوزر وزييير تفيويض إال عيين إذن الخليفية وأميرو ألن وزييير التنفييذ معييين ووزييير‬
‫التفييويض مسييتبد‪ ،‬ذواذا أراد هييذا األمييير أن يزيييد فييي أرازق جينييه لغييير سييبب لييم يجييز لمييا فيييه ميين اسييتهالك‬
‫مال في غير حق‪ ،‬ذوان زادهم لحدوث سبب يقتضيه نظر في السبب‪ ،‬فيذن كيان مميا يرجيى زواليه ال تسيتقر‬
‫بيه الزيييادة علييى التأييييد كالزيييادة لغييالء سييعر أو حييدوث حييدث أو نفقيية فييي حييرب جيياز لممييير أن يييدفا هييذو‬
‫الزيادة من بيت المال وال يلزمه اسيت مار الخليفية ألنهيا مين حقيوق السياسية الموكولية إليى اجتهياد‪ ،‬ذوان كيان‬
‫سبب الزيادة مما يقتضي استقرارها على التأييد كالزيادة لحرب أبلوا فيها وقاموا بالبصر حتى انجلت أوقفهيا‬
‫ويقيرض‬ ‫على است مار الخليفة فيها ولم يكن له التفرد بذمضا ها‪ ،‬ويجوز أن يرزق من بلغ من أوالد الجي‬
‫لهييم العطيياء بغييير أميير‪ ،‬وال يجييوز أن يفييرض لجييي مبتييدأ إال بييأمر‪ ،‬ذواذا فضييل مييال الخ يراج فاضييل عيين‬
‫أرزاق جينييه حملييه إلييى الخليفيية ليضييعه فييي بيييت المييال العييام المعييد للمصييالح العاميية‪ ،‬ذواذا فضييل ميين مييال‬
‫الصدقات فاضل عن أهل عمله ليم يلزميه حمليه إليى الخليفية وصيرفه فيي أقيوات أهيل الصيدقات مين عمليه‪،‬‬
‫ذواذا نقييص مييال الخيراج عيين أرزاق جينييه طالييب الخليفيية تمامييه ميين بيييت المييال‪ ،‬ولييو نقييص مييال الصييدقات‬
‫عن أهل عمله لم يكن له مطالبة الخليفة بتماميه ألن أرزاق الجيي مقيدرة بالكفايية وحقيوق أهيل الصيدقات‬
‫معتبرة بالوجودي ذواذا كيان تقلييد األميير مين قبيل الخليفية ليم ينعيزل بميوت الخليفية‪ ،‬ذوان كيان مين قبيل اليوزير‬
‫انعييزل بمييوت الييوزير ألن تقليييد الخليفيية نيابيية عيين المسييلمين وتقليييد الييوزير بمييوت الخليفيية ذوان لييم ينعييزل بييه‬
‫األمير ألن الو ازرة نيابة عن الخليفة واإلمارة نيابة عن المسلمين فهذا حكيم أحيد قسيمي اإلميارة العامية وهيي‬
‫مقدرة بالكفاية‬ ‫إمارة االستكفاء المعقودة عن اختياريمله لم يكن له مطالبة الخليفة بتمامه ألن أرزاق الجي‬
‫وحقوق أهل الصدقات معتبرة بالوجودي ذواذا كان تقليد األمير من قبل الخليفة لم ينعزل بميوت الخليفية‪ ،‬ذوان‬
‫كان من قبل الوزير انعزل بموت الوزير ألن تقليد الخليفة نيابة عن المسيلمين وتقلييد اليوزير بميوت الخليفية‬
‫ذوان لييم ينعييزل بييه األمييير ألن الييو ازرة نيابيية عيين الخليفيية واإلمييارة نيابيية عيين المسييلمين فهييذا حكييم أحييد قسييمي‬
‫اإلمارة العامة وهي إمارة االستكفاء المعقودة عن اختياري‬
‫ونحين نقييدم أمييام القسيم األخييير منهييا حكييم اإلميارة الخاصيية النييتراكهما فييي عقيد االختيييار بييم نييذكر‬
‫القسيم البياني فييي إميارة االسييتيالء المعقيودة عيين اضيطرار لنبنييي حكيم االضييطرار عليى حكييم االختييار فيييعلم‬
‫فرق ما بينهما من نروط وحقوقي‬
‫وسياسيية الرعييية‬ ‫فأمييا اإلمييارة الخاصيية‪ ،‬فهييو أن يكييون األمييير مقصييور اإلمييارة علييى تييدبير الجييي‬
‫وحماية البيضة والذب عن الحريم‪ ،‬وليس له أن يتعرض للقضاء واألحكام ولجباية الخراج والصدقاتي فأما‬
‫إقامة الحدود فما افتقر منها إلى اختيار الختالف الفقهاء فيه وافتقير إليى إقامية بينية لتكيابر المتنيازعين فييه‬
‫فليس له التعرض إلقامتها ألنها من األحكيام الخارجية عين خصيوص إمارتيه‪ ،‬ذوان ليم يفتقير إليى اختييار وال‬
‫بينة أو افتقر إليهما فنفذ فيه اجتهاد الحاكم أو إقامة البينة عندوي فال يخلو أن يكون من حقوق اهلل سبحانه‬
‫أو من حقوق اجدميين‪ ،‬فذن كان من حقوق اجدميين كحد القذف والقصياص فيي نفيس أو طيرف كيان ذليك‬
‫معتب اًر بحال الطالب‪ ،‬فذن عدل عنه إلى الحاكم كان الحاكم أحق باستيفا ه لدخوله فيي جملية الحقيوق التيي‬
‫ندب الحاكم إلى استيفا ها‪ ،‬ذوان عيدل الطاليب باسيتيفاء الحيد وللقصياص إليى هيذا األميير كيان األميير أحيق‬
‫باستيفا ه‪ ،‬ألنه ليس بحكم ذوانما هو معونة على اسيتيفاء الحيق وصياحب المعونية هيو األميير دون الحياكم‪،‬‬
‫فييذن كييان هييذا الحييد ميين حقييوق اهلل تعييالى المحضيية كحييد الزنييا جلييدا أو رجمييا فيياألمير أحييق باسييتيفا ه ميين‬
‫الحيياكم لدخولييه فييي ق يوانين السياسيية وموجبييات الحماييية والييذب عيين المليية‪ ،‬وألن تتبييا المصييالح موكييول إلييى‬
‫األميراء المنييدوبين إلييى البحييث عنهييا دون الحكييام المرصييدين لفصييل التنيياز بييين الخصييوم فييدخل فييي حقييوق‬
‫اإلمارة ولم يخرج منها إال بنص وخرج من حقوق القضاء فلم يدخل فيها إال بنصي‬
‫وأما نظيرو فيي المظيالم‪ ،‬فيذن كيان مميا نفيذت فييه األحكيام وأمضياو القضياء والحكيام جياز ليه النظير‬
‫في استيفا ه معونة للمحق على الباطل وانتزاعاً للمحق من المعترف المماطل‪ ،‬ألنه موكيول إليى المنيا مين‬
‫التظالم والتغالب ومنيدوب إليى األخيذ بالتعياطف والتناصيف‪ ،‬فيذن كانيت المظيالم مميا تسيتأنف فيهيا األحكيام‬
‫ويبتدأ فيها القضاء منا منه هذا األمير؛ ألنه مين األحكيام التيي ليم يتضيمنها عقيد إمارتيه وردهيم إليى حياكم‬
‫بلدو؛ فذن نفذ حكمه ألحيدهم بحيق قيام باسيتيفا ه إن ضيعف عنيه الحياكم‪ ،‬فيذن ليم يكين فيي بليدو حياكم عيدل‬
‫بها إلى أقرب الحكام من بلدو إن لم يلحقهما فيي المصيير إلييه منيقة‪ ،‬فيذن لحقيت ليم يكلفهميا ذليك واسيتأمر‬
‫الخليفة فيما تنازعا‪ ،‬ونفذ حكمه فيهي‬
‫وأما تسيير الحجيج من عمله فداخل في أحكام إمارته‪ ،‬ألنه من جملة المعونات التي ندب لهاي‬
‫فأمييا إماميية الصييلوات فييي الجمييا واألعييياد‪ ،‬فقييد قيييل إن القضيياة بهييا أخييص وهييو بمييذهب النييافعي‬
‫أنبه‪ ،‬وقيل إن األمراء بها أحق وهو بمذهب أبي حنيفية أنيبه‪ ،‬فيذن تاخميت واليية هيذا األميير بغي اًر ليم يكين‬
‫له أن يبتدإ جهاد أهله إال بذذن الخليفة وكان عليه حربهم ودفعهم إن هجموا علييه بغيير إذنيه‪ ،‬ألن دفعهيم‬
‫ميين حقييوق الحماييية ومقتضييى الييذب عيين الح يريم‪ ،‬ويعتبيير فييي والييية هييذو اإلمييارة النييروط المعتب يرة فييي و ازرة‬
‫التنفيذ وزيادة نرطين عليها‪ :‬هما اإلسالم والحرية‪ ،‬لما تضمنتها من الواليية عليى أميور دينيية ال تصيح ميا‬
‫الكفيير والييرق‪ ،‬وال يعتبيير فيهييا العلييم والفقييه‪ ،‬ذوان كييان فزيييادة فضييلي فصييارت نييروط اإلمييارة العاميية معتب يرة‬
‫بني ي ي ي ييروط و ازرة التفي ي ي ي ييويض الني ي ي ي ييتراكهما في ي ي ي ييي عمي ي ي ي ييوم النظي ي ي ي يير ذوان اختلفي ي ي ي ييا في ي ي ي ييي خصي ي ي ي ييوص العمي ي ي ي ييلي‬
‫ونروط اإلمارة الخاصة تقصر عن نروط اإلمارة العامة بنرط واحد وهو العليم ألن لمين عميت إمارتيه أن‬
‫يحكم وليس ذلك لمن خصت إمارته‪ :‬وليس عليى واحيد مين هيذين األميرين مطالعية الخليفية بميا أمضياو فيي‬
‫عمله على مقتضى إمارته إذا كان معهوداً إال على وجه االختيار تظاه اًر بالطاعة‪ ،‬فذن حدث حيادث غيير‬
‫معهييد أوقفيياو علييى مطالعيية اإلمييام وعمييال فيييه بييأمرو‪ ،‬فييذن خافييا ميين اتسييا الخييرق إن أوقفيياو قامييا بمييا يييدفا‬
‫هجومه حتى يرد عليهما إذن الخليفة فيما يعمالن بيه ألن رأو الخليفية إلنيرافه عليى عميوم األميور أمضيى‬
‫في الحوادث النازلةي‬
‫وأما إمارة االستيالء التي تعقد عن اضطرار فهي أن يستولي األمير بالقوة على بالد يقلدو الخليفية‬
‫أمارتها‪ ،‬ويفوض إليه تدبيرها وسياستها‪ ،‬فيكون األمير باستيال ه مسيتبداً بالسياسية والتيدبير‪ ،‬والخليفية بذذنيه‬
‫منفييذاً ألحكييام الييدين ليخييرج ميين الفسيياد إلييى الصييحة وميين الحظيير إلييى اإلباحيية‪ ،‬وهيذا ذوان خييرج عيين عييرف‬
‫التقليد المطلق في نروطه وأحكامه فيه من حفظ القوانين النرعية وحراسة األحكيام الدينيية ميا ال يجيوز أن‬
‫يتييرك مخييتالً مييدخوالً وال فاسييداً معليوالً‪ ،‬فجيياز فيييه مييا االسييتيالء واالضييطرار مييا امتنييا فييي تقليييد االسييتكفاء‬
‫واالحتيار لوقو الفرق بين نروط المكنة والعجزي‬
‫واليذو يييتحفظ بتقليييد المسييتولي مين قيوانين النيير سييبعة أنييياء‪ ،‬فينيترك فييي التزامهييا الخليفيية الييولي‬
‫واألمير المستولي ووجوبها في جهة المستولي أغلظ‪ :‬أحدها حفظ منصب اإلمامة فيي خالفية النبيوة وتيدبير‬
‫أمور الملة‪ ،‬ليكون ما أوجبه النر من إقامتها محفوظاً وما تفر عنها من الحقوق محروساًي الباني ظهيور‬
‫الطاعة الدينية التي يزول معهيا حكيم العنياد فييه وينتفيي بهيا إبيم المباينية ليه‪ ،‬والباليث‪ :‬اجتميا الكلمية عليى‬
‫األلفيية والتناصيير ال يكييون للمسييلمين يييد علييى ميين س يواهمي وال اربييا‪ :‬أن تكييون عقييود الواليييات الدينييية جييا زة‬
‫واألحكام واألقضية فيها نافذة ال تبطل بفساد عقودها‪ ،‬وال تسقط بخلل عهودهاي والخامس أن يكون استيفاء‬
‫األم يوال النييرعية بحييق تب ي أر بييه ذميية مؤديهييا ويسييتبيحه آخييذهاي والسييادس أن تكييون الحييدود مسييتوفاة بحييق‬
‫وقا ميية علييى مسييتحق؛ فييذن جنييب المييؤمن حمييى إال ميين حقييوق اهلل وحييدودوي والسييابا أن يكييون األمييير فييي‬
‫حفظ الدين ورعاً عن محارم اهلل ييأمر بحقيه إن أطييا وييدعو إليى طاعتيه إن عصيى‪ ،‬فهيذو سيبا قواعيد فيي‬
‫قوانين النر يحفظ بها حقوق اإلمامة واألحكام األمة فمجلها وجب تقليد المستولي؛ فذن كملت منه نروط‬
‫االختيار كان تقليدو حتمياً اسيتدعاء لطاعتيه ودفعياً لمنياقته ومخالفتيه‪ ،‬وصيار بياإلذن ليه نافيذ التصيرف فيي‬
‫حقوق الملة وأحكام األمة وجرى على من استوزرو واستنابه ألحكام مين اسيتوزرو الخليفية واسيتنابه وجياز أن‬
‫يستوزر وزير تفويض ووزير تنفيذ فيذن ليم يكميل فيي المسيتولي نيروط االختييار جياز للخليفية إظهيار تقلييدو‬
‫واسييتدعاء لطاعتييه وحسييماً لمخالفتييه ومعاندتييه‪ ،‬أو كييان نفييوذ تصيرفه فييي األحكييام والحقييوق موقوفياً علييى أن‬
‫يستنيب له الخليفة فيها لمن قد تكاملت فيه نروطها ليكون كمال النروط فيمن أضيف إلى نيابته جب اًر لما‬
‫أعوز من نروطها في نفسه فيصير التقلييد للمسيتولي والتنفييذ مين المسيتنابي وجياز مبيل هيذا ذوان نيذ عين‬
‫األصول ألمرين‪ :‬أحدهما أن الضرورة تسقط ما أعوز من نروط المكنيةي والبياني أن ميا خييف انتنيارو مين‬
‫المصييالح العاميية تخفييف نييروطه عيين نييروط المصييالح الخاصيية‪ ،‬فييذذ صييحت إمييارة االسييتيالء متعينيية فييي‬
‫المتولي ذوامارة االستكفاء مقصيورة عليى اختييار المسيتكفيي والبياني أن إميارة االسيتيالء تنيتمل عليى معهيود‬
‫النظر ونادروي ذوامارة االستكفاء مقصورة على معهود النظر دون نادروي والرابا أن و ازرة التفويض تصيح فيي‬
‫إمارة االستيالء وال تصح في إمارة االسيتكفاء لوقيو الفيرق أن ينظير فيي النيادر والمعهيود‪ ،‬ذواميارة االسيتكفاء‬
‫مقصييورة علييى النظيير المعهييود فلييم تصييح معهييا و ازرة تنييتمل علييى مبلهييا ميين النظيير المعهييود النييتباو حييال‬
‫الوزير بالمستوزري‬
‫الباب الرابع‬
‫في تقليد اإلمارة على الجااد‬

‫واإلمارة على الجهاد مختصة بقتال المنركيني وهي على ضربين‪ :‬أحدهما أن تكون مصورة عليى‬
‫وتدبير الحرب؛ فيعتبر فيه نيروط اإلميارة الخاصيةي والضيرب البياني أن يفيوض إليى األميير‬ ‫سياسة الجي‬
‫فيها جميا أحكامها من قسيم الغنيا م وعقيد الصيلح‪ ،‬فيعتبير فيهيا نيروط اإلميارة العامية‪ ،‬وهيي أكبير الوالييات‬
‫الخاصيية أحكام ياً وأوفرهييا فصيوالً وأقسيياماً وحكمهييا إذا خصييت داخييل فييي حكمهييا إذا عمييت‪ ،‬فاقتص يرنا عليييه‬
‫إيجا اًزي‬
‫والييذو يتعلييق بهييا ميين األحكييام إذا عمييت سييتة أقسييام‪ :‬القسييم األول فييي تسيييير الجييي ‪ ،‬وعليييه فييي‬
‫السير بهم سيبعة حقيوق‪ :‬أحيدها الرفيق بهيم فيي السيير اليذو يقيدر علييه أضيعفهم وتحفيظ بيه قيوة أقيواهم‪ ،‬وال‬
‫يجد السير فيهلك الضعيف ويستفر جلد القوو‪ ،‬وقد قال النبي صيلى اهلل علييه وسيلم‪" :‬ها ا الاديم متايم‬
‫فأوغلوا فيه برفق‪ ،‬فإم المنبت ال يرضاً وطع وال ظا ارً يبقى ودر السير الحقحقة"ي‬
‫يميار الرفقاة"ي يرييد أن مين ضيعفت‬ ‫وروو عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قيال‪" :‬المضا‬
‫دابت ييه ك ييان عل ييى الق ييوم أن يس يييروا بس يييرو‪ ،‬والب يياني أن يتفق ييد خ يييلهم الت ييي يجاه ييدون عليه ييا وظه ييورهم الت ييي‬
‫يغير وال حطم ياً كسييي اًر وال أعجييف زارح ياً‬
‫يمتطونهييا‪ ،‬فييال يييدخل فييي خيييل الجهيياد ضييخماً كبي ي اًر وال ضييرعاً صي اً‬
‫هيزيالً‪ ،‬ألنهييا ال تقييي وربمييا كييان ضييعفها وهنياً‪ ،‬ويتفقييد ظهييور االمتطيياء والركييوب‪ ،‬فيخييرج منهييا مييا ال يقييدر‬
‫عليى السييير ويمنييا ميين حمييل زيييادة علييى طاقتهييا‪ ،‬قييال اهلل تعييالى‪" :‬ويعاادوا لااام ماا اسااتط تم ماام وااوة‬
‫ومم رباط الفيل"ي‬
‫وقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬ارتبطوا الفيل‪ ،‬فإم ظاورها لكم عز‪ ،‬وبطوناا لكام‬
‫كنز"ي‬
‫والبالييث أن ي ارعييي ميين معييه ميين المقاتليية وهييم صيينفان‪ :‬مسييترزقة ومتطوعيية‪ ،‬فأمييا المسييترزقة فهييم‬
‫أصييحاب الييديوان ميين أهييل الفيييء والجهيياد‪ ،‬يفييرض لهييم العطيياء ميين بيييت المييال ميين الفيييء بحسييب الغنييي‬
‫والحاجةي وأما المتطوعة فهم الخارجون عين اليديوان مين البيوادو واألعيراب وسيكان القيرى واألمصيار اليذين‬
‫خرجوا في النفير الذو ندب اهلل تعيالى إلييه بقوليه‪" :‬انفاروا ففافااً وثقااالً وجاهادوا باأموالكم وينفساكم‬
‫في سبيل اهلل"ي‬
‫وفيي قوليه تعيالى‪" :‬ففافااً وثقااالً"ي أربعية تيأويالت‪ :‬أحيدهما نيباناً ونييوخاً قاليه الحسين وعكرميةي‬
‫والباني أغنياء وفقراء قاله أبو صالحي والبالث ركباناً ومناة قاله أبو عمري ال اربيا ذا عييال وغيير ذو عييال‬
‫قاله الفراء وهؤالء يعطون من الصدقات دون الفيء من سهم رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم الميذكور فيي‬
‫آية الصدقات‪ ،‬وال يجوز أن يعطوا من الفيء ألن حقهم في الصدقات وال يعطى أهل الفيء المسترزقة من‬
‫الييديوان ميين مييال الصييدقات‪ ،‬ألن حقهييم فييي الفيييء ولكييل واحييد ميين الفيريقين مييال ال يجييوز أن ينييارك غييرو‬
‫فيه‪ ،‬وجوز أبو حنيفة صرف كل واحد من المالين إلى كل واحد من الفريقين بحسب الحاجية‪ ،‬وقيد مييز اهلل‬
‫تعييالى بييين الفيريقين فلييم يجييز الجمييا بييين مييا فييرق‪ :‬وال اربييا أن يعييرف علييى الفيريقين العرفيياءي وينقييل عليهمييا‬
‫النقباء ليعرف من عرفا هم ونقبا هم أحيوالهم ويقربيون علييه إذا دعياهم‪ ،‬فقيد فعيل رسيول اهلل صيلى اهلل علييه‬
‫وسلم ذلك في مغازيه وقال اهلل تعالى‪" :‬وج لناكم د وباً ووبا ل لت ارفوا"ي‬
‫وفيهييا بالبيية تييأويالت‪ :‬أحييدها أن للنييعوب النسييب األقييرب‪ ،‬والقبا ييل النسييب األبعييد قالييه مجاهييد‪،‬‬
‫والباني أن النعوبي عرب قحطان‪ ،‬والقبا ل عرب عدنان والبالث أن النعوب بطون العجم‪ ،‬والقبا ل بطون‬
‫العيربي والخييامس أن يجعييل لكييل طا فية نييعا اًر يتييداعون بييه ليصييروا متمييزين وباالجتمييا متظييافرين‪ ،‬روى‬
‫عروة بن الزبير عن أبييه‪" :‬يم النبي صلى اهلل عليه وسلم ج ال دا ار الماااجريم ياا بناي عباد‬
‫يا بني عبياد اهلل‪ ،‬وسامى فيلاه فيال‬ ‫الرحمم ود ار الفزرج يا بم عبد اهلل‪ ،‬ود ار األو‬
‫اهلل"ي‬
‫وم يين في ييه ليخ ييرج م يينهم م يين ك ييان في ييه تخ ييذيل للمجاه ييدين ذوارج يياف‬ ‫والس ييادس أن يتص ييفح الج ييي‬
‫للمسييلمين أو عين ياً عليييهم للمنييركيني فقييد رد رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم عبييد اهلل بيين أبييي سييلول فييي‬
‫بعض غزواته لتخذيله المسلمين‪ ،‬وقال تعالى‪" :‬وواتلوهم حتى ال تكوم فتنة ويكوم الديم كله هلل"ي‬
‫أو ال يفتن بعضكم بعضاًي والسابا أن ال يمالئ من ناسبه أو وافق أرييه ومذهبيه عليى مين باينيه فيي نسيب‬
‫أو خالف ييه ف ييي رأو وم ييذهب‪ ،‬فيظه يير م يين أحي يوال المباين يية م ييا تف ييرق ب ييه الكلم يية الجامع يية تن يياغالً بالتق يياطا‬
‫واالخييتالف‪ ،‬وقييد أغضييى رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم عيين المنييافقين وهييم أضييداد فييي الييدين‪ ،‬وأجييرى‬
‫عليييهم حكييم الظيياهر حتييى قويييت بهييم النييوكة وكبيير بهييم العييدد وتكاملييت بهييم القييوة‪ ،‬ووكلهييم فيمييا أضييمرته‬
‫قلييوبهم ميين النفيياق إلييى عييالم العيييوب المؤاخييذ بضييما ر القلييوبي قييال اهلل تعييالى‪" :‬وال تنااازعوا فتفداالوا‬
‫وت هب ريحكم"ي‬
‫وفيه تأويالن‪ :‬أحدهما أن المراد بيالريح الدولية قاليه أبيو عبييدة‪ ،‬والبياني أن الميراد بهيا القيوة فضيرب‬
‫الريح بها مبالً لقوتهاي‬
‫والقسم الباني من أحكام هذو اإلمارة في تدبير الحرب‪ ،‬والمنركون في دار الحرب صنفان‪ :‬صنف‬
‫مخييير فييي قتييالهم بييين أم يرين يفعييل‬ ‫ميينهم بلغييتهم دعييوة اإلسييالم فييامتنعوا منهييا وتييابوا عليهييا‪ ،‬فييأمير الجييي‬
‫منهما ميا عليم أنيه األصيلح للمسيلمين وأنكياً للمنيركين مين بيياتهم لييالً ونهيا اًر بالقتيال والتحرييق‪ ،‬وأن ينيذرهم‬
‫بالحرب ويصافهم بالقتالي والصنف الباني‪ :‬لم تبلغهم دعوة اإلسالم‪ ،‬وقل أن يكونوا اليوم لما قيد أظهير اهلل‬
‫ميين دعييوة رسييوله‪ ،‬إال أن يكييون قييوم ميين وراء ميين يقابلنييا ميين التييرك والييروم فييي مبييادو المنييرق وأقاصييي‬
‫المغرب ال نعرفهم فيحرم علينا اإلقدام على قتالهم غرة وبياتاً بالقتل والتحريق وأن نبدأهم بالقتل قبل إظهار‬
‫دعييوة اإلسييالم لهييم ذواعالمهييم ميين معجيزات النبييوة ذواظهييار الحجيية بمييا يقييودهم إلييى اإلجابيية‪ ،‬فييذن قيياموا علييى‬
‫الكفير بعيد ظهورهيا لهييم حياربهم وصياروا فييه كميين بلغيتهم اليدعوة‪ ،‬قييال اهلل تعيالى‪" :‬ادع الاى ساابيل ربااة‬
‫بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلام بالتي هي يحسم"ي يعنيي اد إليى ديين ربيك بالحكمية‪ ،‬وفبهيا‬
‫تييأويالن‪ :‬أحييدهما بييالنبوة‪ ،‬والبيياني بييالقرآن قييال الكييابي‪ :‬وفييي الموعظيية الحسيينة تييأويالن‪ :‬أحييدهما القيرآن فييي‬
‫لين من القول قاله الكيابي‪ ،‬والبياني ميا فييه مين األمير والنهييي "وجاادلام باالتي هاي يحسام"ي أو يبيين‬
‫لهم الحق ويوضح لهم الحجة‪ ،‬فذن بدأ بقتالهم قبل دعا هم إلى اإلسالم ذوانيذارهم بالحجية وقيتلهم غيرة وبياتياً‬
‫ضيمن دييات نفوسيهم وكانيت عليى األصيح مين ميذهب النيافعي كيديات المسيلمين‪ ،‬وقييل بيل كيديات الكفيار‬
‫على اختالفها اختالف معتقدهم‪ :‬وقال أبو حنيفة‪ :‬ال دية على قيتلهم ونفوسيهم هيدر‪ ،‬ذواذا تقاتليت الصيفوف‬
‫في الحرب جاز لمن قاتل من المسلمين أن يعلمهم بما ينتهر به بين الصفين ويتميز به من جميا الجي‬
‫بأن يركب األبلق ذوان كانت خييول النياس دهمياً ونيق اًر‪ ،‬ومنيا أبيو حنيفية مين اإلعيالم بركيوب األبليق ولييس‬
‫لمنعه من ذلك وجه‪ ،‬روى عبد بن عون اهلل عن عمير عن أبي إسحق أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسيلم‬
‫قال يوم بدر‪" :‬تسوموا فإم الم كة ود تسومت"ي‬
‫ويجوز أن يجيب إلى البراز إذا دعي إليهي فقد دعا أبي بن خلف رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم‬
‫إلى البراز يوم أحد فبرز إليه فتله‪ ،‬وأول حرب نهدها رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يوم بدر‪ ،‬فبرز إليهم‬
‫من األنصار عرف ومسعود ابنا عفراء وعبد اهلل بن رواحة فقالوا ليبرز أكفاؤنا إلينا فما نعرفكم‪ ،‬فبرز إليهم‬
‫بالبيية ميين بنييي هانييم‪ ،‬بييرز علييي بيين أبييي طالييب إلييى الوليييد فقتلييه‪ ،‬وبييرز حميزة بيين عبييد المطلييب إلييى عتبيية‬
‫فقتله وبرز عبيدة بن الحارث إلى نيبة فاختلفا بضربتين أببيت كيل واحيد منهميا صياحبه وميات نييبة لوقتيه‬
‫واحتمل عبيدة حياً قد قدت رجله فمات بالصفراء فقال فيه كعب بن مالك من المتقارب‪:‬‬
‫**** بدمعك وكفا وال تنيزرو‬ ‫أيا عين جودو وال تبخلي‬
‫**** كريم المناهد والعنصرو‬ ‫على سيد هدنا هيليكيه‬
‫**** ه لعرف غدا وال منكير‬ ‫عبيدة أمسى وال نرتجيي‬
‫بالمبتير‬ ‫**** ل حامية الجي‬ ‫وقد كان يحمي عداة القتا‬

‫بم نذرت هنيد بنيت عتبية لوحنيي نيذو اًر إن قتيل حميزة بأبيهيا ييوم أحيد فلميا قتليه بقيرت بطنيه والكيت‬
‫كبدو رضوان اهلل عليه وأننأت تقول من السريا‪:‬‬

‫*** والحرب بعد الحرب ذات سعر‬ ‫نحن جيزينياكيم بييوم بيدر‬
‫*** وال أخيي وعيميه وبيكير‬ ‫ما كان عن عتبة لي من صبير‬
‫*** نفيت وحني غليل صيدرو‬ ‫سفيت نفسي وقضييت نيذرو‬
‫*** حتى تضم أعظمي في قبيرو‬ ‫فنكر وحني على عيميرو‬

‫وهذا أقر عليه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسيلم أقيرب أهليه إلييه مين بنيي هانيم وبنيي عبيد المطليب‬
‫من مبيارزة ييوم بيدر ميا ضينه بهيم ذوانيفاقه علييهم‪ ،‬وبيارز أبيياً بنفسيه ييوم أحيد وأذن لعليي علييه السيالم فيي‬
‫حرب الخندق والخطب أصعب‪ ،‬ذوانفاقه صلى اهلل عليه وسلم على علي أكبر بارز عميرو بين عبيد ود لميا‬
‫دعا إلى البراز أول يوم فلم يجبه أحد بم دعا إليى البيراز فيي الييوم البياني فليم يجبيه أحيد بيم دعيا إليى البيراز‬
‫فييي اليييوم البالييث وقييال حييين رأى اإلحجييام عنييه والحييذر منييه‪ :‬يييا محمييد ألسييتم تزعمييون أن قييتالكم فييي الجنيية‬
‫أحياء عند ربهم يرزقون وقتالنا في النار يعذبون؟ فما يبالي أحدكم ليقدم على كرامة من ربه أو يقيدم عيدواً‬
‫إلى النار وأننأ يقول من الكامل‪:‬‬

‫**** ء لجمعهم هل من مبارز‬ ‫ولقد دنوت إليى الينيدا‬


‫**** موقف القرن المناجيز‬ ‫وقفت إذا جبن المنجيا‬
‫**** متسرعاً نحو اله ازهيز‬ ‫إنيي كيذليك ليم أزل‬
‫**** والجود من خير الغ ار ز‬ ‫إن النجاعة في الفيتيى‬

‫فقام علي عليه السالم‪ ،‬فاستأذن رسول اهلل صلى اهلل علييه وسيلم فيي المبيارزة فيأذن ليه وقيال اخيرج‬
‫يا علي في حفظ اهلل وعياذو‪ ،‬فخرج وهو يقول من الكامل‪:‬‬
‫تك في الهزاهز غير عاجز‬ ‫***‬ ‫أبنر أتياك يجييب صيو‬
‫برجو الغداة نيجياة فيا ز‬ ‫***‬ ‫ذو نيية وب يص يييرة‬
‫يم عليك نا عة اليجينيا ز‬ ‫***‬ ‫إنييي ألرج ييو أن أق‬
‫هر ذكرها عند اليهي از ز‬ ‫***‬ ‫من طيعينة نيجيالء يب‬

‫وتجاوال وبارت عجاجة أخفتهما عن األبصار‪ ،‬بم انجلت عنهما وعلي رضي اهلل عنه يمسح سييفه‬
‫ببييوب عمييرو وهييو قتيييل‪ ،‬حكيياو محمييد بيين إسييحق فييي مغازيييه‪ ،‬فييدل هييذان الخب يران علييى ج يواز الب يراز مييا‬
‫التغرير بالنفسي فأما إذا أراد المقاتل أن يدعو إلى البراز مبتد اً فقد منعه أبو حنيفية ألن اليدعاء إليى البيراز‬
‫واالبتداء بالتطاول بغي‪ ،‬وجوزو النافعي ألنه إظهار قوة في دين اهلل تعالى ونصرة رسوله‪ ،‬فقد ندب رسيول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم إلى مبله وحث عليه وتخير له ما استظهارو بنفسه من أقدم عليه وبدأ بهي‬
‫حكى محمد بن إسحق أن رسول اهلل صلى اهلل علييه وسيلم ظياهر ييوم أحيد بيين درعيين وأخيذ سييفاً‬
‫فهزو وقالي مين يأخيذ هيذا السييف بحقيه؟ فقيام إلييه عمير بين الخطياب رضيي اهلل عنيه فقيال أنيا آخيذو بحقيه‪،‬‬
‫فأعرض عنيه‪ ،‬بيم هيزو البانيية وقيال مين يأخيذ هيذا السييف بحقيه؟ فقيام إلييه الزبيير بين العيوام وقيال أنيا آخيذو‬
‫بحقه فأعرض عنه فوجيدا فيي أنفسيهما‪ ،‬بيم عرضيه البالبية وقيال مين يأخيذ هيذا السييف بحقيه؟ فقيام إلييه أبيو‬
‫دجانية سيماك بين خ ارنية فقيال ومييا حقيه ييا رسيول اهلل؟ قيال أن تضيرب فييي العيدو حتيى ينحنيي‪ ،‬فأخيذو منييه‬
‫وأعليم بعصيابة حميراء كيان إذا أعلييم بهيا علييم النياس أنييه سييقاتل ويبلييي‪ ،‬ومنيى إلييى الحيرب وهييو يقيول مين‬
‫السريا‪:‬‬

‫إذ قال من يأخذو بحيقيه‬ ‫***‬ ‫أنا الذو أخذته فيي رقيه‬
‫للقادر الرحمن بين خلقيه‬ ‫***‬ ‫قبلته بعيدليه وصيدقيه‬
‫من كان في مغربه ونرقه‬ ‫***‬ ‫المدرك الفاض فضل رزقه‬

‫بم جعل يتبختر بين الصفين فقيال النبيي صيلى اهلل علييه وسيلم‪" :‬انااا لمداية يبهضااا اهلل اال‬
‫في ه ا الموطم"ي‬
‫ودخل في الحرب مبتد اً بالقتال فأبلى وأنكى وهو يقول من السريا‪:‬‬

‫ونحن بالسفح من النخيل‬ ‫****‬ ‫أنا الذو عاهدني خيلييل‬


‫أخذت سيف اهلل والرسول‬ ‫****‬ ‫ال أقو أم الدهر في الكبول‬
‫ذواذا جازت المبارزة بما استنهدنا من حال المبتدإ بها وأجيب إليها كان لتمكين المبيارزة نيرطان‪:‬‬
‫أحدهما أن يكون ذا نجدة ونجاعة يعلم من نفسه أنه لن يعجز عين مقاومية عيدوو‪ ،‬فيذن كيان بخالفيه منيا‪،‬‬
‫يؤبر فقدو فيهم فيذن اليزعيم الميدبر مفيض إليى الهزيمية ورسيول اهلل صيلى‬ ‫والباني أن ال يكون زعيماً للجي‬
‫اهلل عليه وسلم أقدم على البراز بقة بنصر اهلل سبحانه ذوانجاز وعدو وليس ذلك لغيرو؛ ويجوز ألمير الجي‬
‫إذا حض على الجهاد أن يحرض للنهادة من الراغبين فيها من يعلم أن مبله في المعركة يؤبر أحد أميرين‬
‫إما تحريض المسلمين على القتال حمية له‪ ،‬ذواما تخذيل المنركين بجراءة عليهم في نصرة اهللي‬
‫يييوم بييدر فحييرض‬ ‫حكييى محمييد بيين إسييحق أن رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم خييرج ميين الع يري‬
‫الناس على الجهاد وقال‪ :‬لكل امرإ ما أصاب؟ وقال والذو نفسي بيدو ال يقاتلهم اليوم رجل‪ ،‬فيقتيل صياب اًر‬
‫محتسييباً‪ ،‬مقييبالً غييير مييدبر إال أدخلييه اهلل الجنيية فقييال عمييير بيين حمييام ميين بنييي مسييلمة وفييي يييدو تم يرات‬
‫يأكلهن‪ :‬بخ بخ‪ ،‬ما بقي بيني وبين الجنية إال أن يقتلنيي هيؤالء القيوم بيم قيذف بيالتمرات مين ييدو وأخيذ سييفه‬
‫فقاتل القوم حتى قتل رحمه اهلل‪ ،‬وهو يقول من السريا‪:‬‬

‫إال التقى وعمل الميعياد‬ ‫***‬ ‫ركضاً إلى اهلل بغيير زاد‬
‫وكل زاد عرضه النيفياد‬ ‫***‬ ‫والصبر في اهلل على الجهاد‬
‫***‬ ‫غير التقى والبر والرنياد‬

‫ويج ي ي ييوز للمس ي ي ييلم أن يقت ي ي ييل م ي ي يين ظف ي ي يير ب ي ي ييه م ي ي يين مقاتل ي ي يية المن ي ي ييركين محاربي ي ي ياً وغي ي ي يير مح ي ي يياربي‬
‫واختلييف فييي قتييل نيييوخهم ورهبييانهم ميين سييكان الصيواما واألدييرة‪ ،‬فأحييد القييولين فيييهم أنهييم ال يقتلييون حتييى‬
‫يقاتلوا ألنهم موادعون كالذراروي والبياني يقتليون ذوان ليم يقياتلوا ألنهيم ربميا أنياروا بيرأو هيو أنكيى للمسيلمين‬
‫من القتال‪ ،‬وقد قتل دريد بن الصمة في حرب هوازن وهو يوم حنين وقد جاوز ما ة سنة من عمرو ورسيول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم يراو فلم ينكر قتله‪ ،‬وكان يقول حيث قتل من الطويل‪:‬‬

‫فلم يستبينوا الرند إال ضحى الغد‬ ‫***‬ ‫أمرتهم أمرو بمتعرج اليليوى‬
‫غوايتهم وأني غيير ميهيت يد‬ ‫***‬ ‫فلما عصوني كنت منهم وقد أرى‬

‫وال يجوز قتل النساء والولدان في حرب وال في غيرها ما لم يقاتلوا لنهي رسول اهلل صلى اهلل علييه‬
‫وسي ييلم عي يين قي ييتلهم‪ ،‬ونهي ييى رسي ييول اهلل صي ييلى اهلل عليي ييه وسي ييلم عي يين قتي ييل العسي ييفاء والوصي ييفاء‪ ،‬والعس ي ييفاء‪:‬‬
‫المسييتخدموني والوصييفاء‪ :‬المماليييك‪ ،‬فييذن قاتييل النسيياء والولييدان قوتليوا وقتليوا مقبلييين وال يقتليوا مييدبريني ذواذا‬
‫تترسوا في الحيرب بنسيا هم وأطفيالهم عنيد قيتلهم يتيوقى قتيل النسياء واألطفيال‪ ،‬فيذن ليم يوصيل إليى قيتلهم إال‬
‫بقتل النساء واألطفال جاز‪ ،‬ولو تترسوا بأسارى المسيلمين وليم يوصيل إليى قيتلهم إال بقتيل األسيارى ليم يجيز‬
‫قتلهم فذن أفضيى الكيف عينهم إليى اإلحاطية بالمسيلمين توصيلوا إليى الخيالص مينهم كييف أمكينهم وتحيرزوا‬
‫أن يعمدوا إلى قتل مسلم في أيديهم‪ ،‬فذن قتل ضمنه قاتله بالدية والكفارة إن عرف أنه مسلم وضمن الكفارة‬
‫وحييدها إن لييم يعرفييهي ويجييوز عقيير خيييلهم ميين تحييتهم إذا قيياتلوا عليهيا ومنييا بعييض الفقهيياء ميين عقرهييا‪ ،‬وقييد‬
‫عقر حنظلة بن الراهب فرس أبي سفيان بن حرب يوم أحد واستعلى عليه ليقتله فرآو ابن نعوب فبيرز إليى‬
‫حنظلة وهو يقول من السريا‪:‬‬

‫بطعنة مبل نعا النميس‬ ‫***‬ ‫ألحمين صاحبي ونفسيي‬

‫بم طعن حنظلة فقتله واستنقذ أبا سفيان منه فخلص أبو سفيان وهو يقول من الطويل‪:‬‬

‫لدن غدوة حتى دنيت ليغيروب‬ ‫***‬ ‫وما زال مهرو مزجر الكلب منهم‬
‫وأدفعهم عني بركين صيلييب‬ ‫***‬ ‫أقاتلهم طي ار وأدعيو ليغياليب‬
‫ولم أحمل النعماء البن نيعيوب‬ ‫***‬ ‫ولو ن ت نجاني حصان طيميرة‬

‫فبلغ ذلك ابن نعوب فقال مجيباً له حين لم ينكرو من الطويل‪:‬‬

‫أللفيت يوم النعف غير ميجييب‬ ‫***‬ ‫لو ال دفاعي يا ابن حرب ومنهدو‬
‫ضيا على أوصاليه وكيلييب‬ ‫***‬ ‫ولو ال مكر المهر بالعنف قرقرت‬

‫فأما إذا أراد المسلم أن يعقر فرس نفسهي فقيد روى أن جعفير بين أبيي طاليب رضيي اهلل عنيه اقيتحم‬
‫يوم مؤتة بفرس له نقراء حتى التحم القتال بم نزل عنها وعقرها وقاتل حتى قتل رضيي اهلل عنيه فكيان أول‬
‫رجييل ميين المسييلمين عقيير فرسييه فييي اإلسييالم وليييس ألحييد ميين المسييلمين أن يعقيير فرسييه ألنهييا قييوة أميير اهلل‬
‫تعالى بذعدادها في جهياد عيدوو حييث يقيول‪" :‬ويعادوا لاام ماا اساتط تم مام واوة ومام ربااط الفيال‬
‫ترهبوم به عدو اهلل وعدوكم"ي‬
‫وجعفر إنما عقر فرسه بعد أن أحيط به فيجوز أن يكون عقرو لهيا لي ال يتقيوى بهيا المنيركون عليى‬
‫المسلمين فصار عقرها مباحاً كعقر خيلهم ذواال فجعفر أحفظ لدينه مين أن يفعيل ميا يمنيا منيه النير ‪ ،‬ولميا‬
‫عاد جينه تلقاهم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم والمسلمون معه فجعل الناس يحبون على الجيي التيراب‬
‫ويقولون يا فرار لم فررتم في سبيل اهلل؟ ورسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول ليس بفرار‪ ،‬ولكنه الكرار إن‬
‫ناء اهللي‬
‫فييي سياسييتهم والييذو يلييزمهم فيييهم‬ ‫والقسييم البالييث ميين أحكييام هييذو اإلمييارة مييا يلييزم ميين أمييير الجييي‬
‫عنيرة أنييياء‪ :‬أحييدها ح ارسييتهم ميين غيرة يظفيير بهيا العييدو ميينهم‪ ،‬وذلييك بييأن يتتبييا المكييامن ويحييوط س يوادهم‬
‫بحييرس آمنييون بييه علييى نفوسييهم ورحييالهم‪ ،‬ليسييكنوا فييي وقييت الدعيية ويييأمنوا مييا وراءهييم فييي وقييت المحاربييةي‬
‫والباني‪ :‬أن يتخير لهيم موضيا نيزولهم لمحاربية عيدوهم‪ ،‬وذليك أن يكونيوا أوطيأ األرض مكانياً وأكبير مرعيى‬
‫وماء وأحرسها أكنافاً وأط ارفياً ليكيون أعيون لهيم عليى المنازلية وأقيوى لهيم عليى المرابطيةي والباليث‪ :‬إعيداد ميا‬
‫إليييه ميين زاد وعلوفيية تفييرق عليييهم فييي وقييت الحاجيية حتييى تسييكن نفوسييهم إلييى مييادة يسييتغنون‬ ‫يحتياج الجييي‬
‫عن طلبها‪ ،‬ليكونوا على الحرب أوفر وعلى منازلية العيدو أقيدري وال اربيا‪ :‬أن يعيرف أخبيار عيدوو حتيى يقيف‬
‫عليهييا ويتصييفح أحوالييه حتييى يخبرهييا فتسييلم ميين مك يرو ويلييتمس الغ يرة فييي الهجييوم عليييهي والخييامس‪ :‬ترتيييب‬
‫فييي مصيياف الحييرب والتعويييل فييي كييل جهيية يميييل العييدو عليهييا بمييدد يكييون عونياً لهيياي والسييادس أن‬ ‫الجييي‬
‫يقوو نفوسهم بما ينعرهم من الظفر ويخيل إليهم من أسباب النصر ليقل العد في أعينهم فيكون عليه أج أر‬
‫وبالجراءة يتسهل للظفر‪ ،‬قال اهلل تعالى‪" :‬ا يريكام اهلل في منامة ولي ً ولاو يراكاام كثيا ارً لفدالتم‬
‫ولتنازعتم في األمر"ي‬
‫والسابا‪ :‬أن يعد أهل الصبر والبالء منهم ببواب اهلل لو كانوا مين أهيل اجخيرة وبيالجزاء والبقيل مين‬
‫الغنيمة إن كانوا من أهل الدنيا‪ ،‬قال اهلل تعالى‪" :‬ومن يرد بواب الدنيا نؤته منها ومن يرد بواب اجخرة نؤته‬
‫منها"ي‬
‫وبيواب الييدنيا الغنيميية وبيواب اجخ يرة الجنيية‪ ،‬فجمييا اهلل تعييالى فييي ترغيبييه بييين أم يرين ليكييون أرغييب‬
‫الفريقيني والبامن‪ :‬أن يناور ذوو الرأو فيما أعضل ويرجا إلى أهل الحزم فيما أنكل لييأمن الخطيأ ويسيلم‬
‫من الزلل فيكون من الظفر أقرب‪ ،‬قال اهلل تعالى لنبيه‪" :‬وداورهم في األمر فإ ا عزمت فتوكل علاى‬
‫اهلل"ي‬
‫واختلييف أهييل التأويييل فييي أم يرو لنبيييه صييلى اهلل عليييه وسييلم بالمنيياورة مييا مييا أمييدو بييه ميين التوفيييق‬
‫وأعانه من التأيييد عليى أربعية أوجيهي أحيدها أنيه أميرو بمنياورتهم فيي الحيرب ليسيتقر ليه اليرأو الصيحيح فييه‬
‫فيعمل عليه وهذا قول الحسن‪ ،‬وقال‪" :‬ما تداور ووم وط اال هدوا ألردد يمورهم"ي‬
‫والباني أنه أمرو بمناورتهم تأليفاً وتطييباً لنفوسهم‪ ،‬وهذا قول قتادةي والبالث أنه أمرو بمناورتهم لما‬
‫عل ييم فيه ييا م يين الفض ييل وع يياد به ييا م يين النف ييا وه ييذا ق ييول الضي يحاك‪ ،‬وال ارب ييا أن ييه أمي يرو بمن يياورتهم ليس ييتن ب ييه‬
‫المسلمون ويتبعه فيها المؤمنون ذوان كان عن منورتهم غنياً وهذا قول سفياني والتاسيا أن يأخيذ جينيه بميا‬
‫أوجبه اهلل تعالى من حقوقه ومر به من حدودو حتى ال يكون بينهم تجوز في دين وال تحيف في حق‪ ،‬فيذن‬
‫من جاهد عن الدين كان أحق الناس بالتام أحكامه والفصل بين حالله وحرامهي‬
‫وقال روى حارث بن نبهان عن أبان بن عبمان عن النبيي صيلى اهلل علييه وسيلم أنيه قيال‪" :‬انااوا‬
‫اهلل في ولوبام الرعب واناوا جيودكم‬ ‫جيودكم عم الفساد‪ ،‬فإنه ما فسد جيش وط اال و‬
‫عم الهلول فإنه ما غال جايش واط اال سالط اهلل علايام الرجلاة‪ ،‬وانااوا جيوداكم عام الزناا‪،‬‬
‫فإنه ما زنا جيش وط اال سلط اهلل عليام المؤتام"ي‬
‫وقييال أبييو الييدرداءي أيهييا النيياس اعمل يوا صييالحاً قبييل الغييزوة فذنمييا تقيياتلون بأعمييالكم والعانيير أن ال‬
‫يمكيين أحييداً ميين جين ييه أن يتنيياغل بتجييارة أو ز ارع يية لص يرفه االهتمييام بهييا ع يين مصييايرة العييدو‪ ،‬وص ييدق‬
‫الجهيياد‪ ،‬روو عيين النبييي صييلى اهلل عليييه وسييلم أنييه قييال‪" :‬بعبييت مرغميية ومرحميية ولييم أبعييث تيياج اًر وال زارعياً‬
‫ذوان نر هذو األمة التجار والز ار إال من نح على دينه‪ ،‬وغ از نبي من أنبياء اهلل تعالى فقال‪" :‬ال يهزوم‬
‫م ي رجل بناى بنااء لام يكملاه‪ ،‬وال رجال تازوج باامرية ولام يادفل بااا وال رجال زرع زرعااً لام‬
‫يحصده"ي‬
‫والقسييم ال اربييا ميين أحكييام هييذو اإلمييارة مييا يلييزم المجاهييدين معييه ميين حقييوق الجهيياد وهييو ض يربان‪:‬‬
‫أحدهما ما يلزمهم فيي حيق اهلل تعيالى‪ ،‬والبياني ميا يليزمهم فيي حيق األميير علييهم‪ ،‬فأميا اليالزم لهيم فيي حيق‬
‫اهلل تعالى فأربعة أنياء‪ :‬أحدها مصابرة العدو عنيد التقياء الجمعيين بيأن ال ينهيزم عنيه مين مبلييه فميا دونيه‪،‬‬
‫وقد كان اهلل تعالى فرض في أول اإلسالم عليى كيل مسيلم أن يقاتيل عنيرة مين المنيركين‪ ،‬فقيال‪" :‬ياا ييااا‬
‫النبي حرض المؤمنيم على القتال ام يكم منكم عدروم صابروم يهلبوا ماا تيم‪ ،‬وام يكام‬
‫منكم ما ة يهلبوا يلفاً مم ال يم كفروا بأنام ووم ال يفقاوم"ي‬
‫بم خفف اهلل عز وجل عنهم عند قيوة اإلسيالم وكبيرة أهليه‪ ،‬فأوجيب عليى كيل مسيلم القيى العيدو أن‬
‫اهلل عاانكم وعلاام يم فاايكم ض ا فاً‪ ،‬فااإم يكاام ماانكم ما ااة‬ ‫يقاتييل رجلييين ميينهم‪ ،‬فقييال‪" :‬اآلم فف ا‬
‫يهلبوا يلفيم بإ م اهلل واهلل مع الصابريم"ي‬ ‫صابرة يهلبوا ما تيم‪ ،‬وام يكم منكم يل‬
‫وحرم على كل مسلم أن ينهزم من مبليه إال إلحدى حالتين‪ :‬إما أن يتحرف لقتال فيولي السيتراحة‬
‫أو لمكيدة ويعود إلى قتالهم‪ ،‬ذواما أن يتحيز إلى ف ة أخرى يجتما معها على قتالهم لقول اهلل تعالى‪" :‬ومم‬
‫متحيزً الى ف ة فقد باء بهضب مم اهلل"ي‬
‫ا‬ ‫دبره اال متحرفاً لقتال يو‬ ‫يولام يوم‬
‫وسيواء قربييت الف يية التييي يتحيييز إليهييا أو بعييدت فقييد قييال عميير رضييي اهلل عنييه ألهييل القادسييية حييين‬
‫انهزميوا إليييه أنييا ف يية لكييل مسييلم‪ ،‬ويجييوز إذا زادوا علييى مبليييه ولييم يجييد إلييى المصييابرة سييبيالً أن يييولى عيينهم‬
‫غييير متحييرف لقتييال وال متحيييز إلييى ف يية‪ ،‬هييذا مييذهب النييافعيي واختلييف أصييحابه فيييمن عجييز عيين مقاوميية‬
‫مبليه وأنرف على القتل في جواز انهزامه‪ ،‬فقاليت طا فية‪ :‬ال يجيوز أن ييولي عينهم منهزمياً ذوان قتيل للينص‬
‫فيه وقالت طا فة‪ :‬يجوز أن يولي ناوياً أن يتحرف لقتال أو بتحيز إلى ف ة ليسلم من القتل وميا بيم خيالف‪،‬‬
‫فذنه ذوان عجز على المصابرة فليس يعجز عن هذو النيةي وقال أبو حنيفة ال اعتبار بهذا التفصييل والينص‬
‫فيه منسوخ وعليه أن يقاتل ما أمكنه ونهزم إذا عجز وخياف القتيلي والبياني أن يقصيد بقتاليه نصيرو ديين اهلل‬
‫تعالى ذوابطال ما خالفه من األديان‪" :‬ليظاره على الديم كله ولو كره المدركوم"ي‬
‫فيكون بهذا االعتقاد حا اًز لبواب اهلل تعالى ومطيعاً له فيي أواميرو ونصيرة دينيه ومستنصي اًر بيه عليى‬
‫عييدوو ليستسييهل مييا القييى‪ ،‬فيكييون أكبيير ببات ياً وأبلييغ نكاييية‪ ،‬وال يقصييد بجهييادو اسييتفادة المغيينم فيصييير ميين‬
‫المكتسييبين ال ميين المجاهييدين‪ ،‬ف ييذن رسييول اهلل صييلى اهلل علي ييه وسييلم لمييا جمييا أس ييرى بييدر وكييانوا أربع يية‬
‫مبلهم نياور أصيحابه فييهمي فقيال عمير‪ :‬ييا رسيول‬ ‫وأربعين رجالً بعد أن قتل في المعركة من أنراف قري‬
‫اهلل اقتل أعداء اهلل أ مة الكفر ورؤوس الضاللة فذنهم كذبوك وأخرجوك‪ ،‬وقال أبو بكر‪ :‬هم عنيرتك وأهلك‬
‫تجاوز عنهم يستنقذهم اهلل بك من النار‪ ،‬فدخل رسول اهلل صلى اهلل علييه وسيلم المدينية قبيل األسيرى بييومي‬
‫فميين قا ييل القييول مييا قييال عميير وميين قا ييل القييول مييا قييال أبييو بكيير بييم خييرج رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم‬
‫على أصحابه وقال‪" :‬ما وولكم في ه يم الرجليم؟ ام مثلاما كمثل افوة لاما كانوا مم وبلاما‬
‫علااى‬ ‫وااال نااو " رب ال ت ا ر علااى األرض ماام الكااافريم ديااا ارً" ووااال موسااى" "ربنااا اطم ا‬
‫يموالام وادادد علاى ولاوبام " وواال عيساى "ام ت ا بام فاإنام عباادة وام تهفار لاام فإناة‬
‫ينت ال زيز الحكيم" ووال ابراهيم "فمم تب ني فإنه مني ومم عصاني فإنة غفور رحيم" ام‬
‫اهلل سبحانه ليددد ولوب رجال فيه حتاى تكاوم يداد مام الحجاارة‪ ،‬ويلايم ولاوب رجاال حتاى‬
‫تكوم يليم مم اللبم وام يكم منكم عيله ف ينقلب يحد منكم اال بفداء يو ضربة عنق"ي‬
‫وفيياداو كييل أسييير بأربعيية آالف درهييم وكييان فييي األسييرى العبيياس بيين عبييد المطلييب أسيرو أبييو اليسيير‬
‫وكان العباس رجالً جسماً وأبو اليسر رجيالً مجتمعياً فقيال النبيي صيلى اهلل علييه وسيلم ألبيي اليسير‪" :‬كيا‬
‫يا يبا اليسر؟ وال يا رسول اهلل لقد يعاانني علياه رجال ماا رييتاه واط‪ ،‬هي تاه‬ ‫يسرت ال با‬
‫ك ا وك ا" فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم لقد يعانة علياه ملاة كاريم وواال لل باا‬
‫يفد نفسة وابني يفية عقيل بم يبي طالب‪ ،‬ونوفل بم الحارث وحليفة عتبة بم عمر" فقال‬
‫يااا رس اول اهلل انااي كناات مساالماً ولكاام القااوم اسااتكرهوني فقااال رسااول اهلل صاالى اهلل عليااه‬
‫نفسااه‬ ‫وساالم اعلاام بإس ا مة" فااإم كااام مااا ولاات فااإم اهلل ساابحانه يجزيااة" ففاادي ال بااا‬
‫وولاه‬ ‫بما ة يووية وفدى كل واحد مم ابني يفيه وحليفاه باأرب يم يووياة" ونازل فاي ال باا‬
‫ت الى " يا يياا النبي ول لمام فاي يياديكم مام األسارى ام ي لام اهلل فاي ولاوبكم فيا ارً ياؤتكم‬
‫في ارً مما يف منكم ويهفر لكم واهلل غفور رحيم"ي‬
‫فلمييا أخييذ رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم فييداء أسييرى بييدر لفقيراء المهيياجرين وحيياجتهم عاتييب اهلل‬
‫تعالى نبيه على ما فعل فقال‪" :‬ما كام لنبي يم يكوم له يسرى حتى ياثفم فاي األرض" يعنيي بيه‬
‫القتل "تريدوم عرض الدنيا" يعني مال الفداء "واهلل يريد اآلفرة" يعني العمل بما يوجب بيواب اجخيرة‬
‫"واهلل عزيز حكيم" يعني عزيز فيما كان من نصركمي حكيم فيما أراو لكيم‪" ،‬لو ال كتاب مم اهلل سبق‬
‫لمسكم فيما يف تم ع اب عظيم"ي‬
‫يعني بيه ميال الفيداء الميأخوذ مين األسيرىي وفييه بالبية تيأويالت‪ :‬أحيدها ليو ال كتياب مين اهلل سيبق‬
‫في أهل بدر أن ال يعذبهم لمسكم فيما أخذتم من فداء أسرى بدر عذاب عظيم‪ ،‬وهيذا قيول مجاهيدي والبياني‬
‫لو ال كتاب من اهلل سبق في أنه تستحل الغنا م لمسكم في تعجيلها من أهيل بيدر عيذاب عظييم‪ ،‬وهيذا قيول‬
‫ابين عبيياس رضيوان اهلل عليييهي والبالييث ليو ال كتيياب مين اهلل سييبق أن ال يؤاخييذ أحيداً بعمييل أتياو علييى جهاليية‬
‫لمسكم فيما أخذتموو عذاب عظيم‪ ،‬وهذا قول ابن إسحاق‪ ،‬فقيال رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم بعيد نيزول‬
‫هذو اجية‪" :‬لو ع بنا اهلل في ه ه اآلية يا عمر ما نجا غيرة"ي‬
‫والبالث من حقوق اهلل تعالى أن يؤدو األمانة فيما حيازو مين الغنيا م وال يغيل أحيد مينهم نيي اً حتيى‬
‫يقسيم بيين جمييا الغيانمين ممين نييهد الواقعية وكيان عليى العيدو ييداً ألن لكييل واحيد مينهم فيهيا حقياً؛ قييال اهلل‬
‫تعالى‪" :‬وما كام لنبي يم يهل ومم يهلل يأت بما غل يوم القيامة"ي‬
‫وفيه بالبة تأويالت‪ :‬أحدها وما كان لنبي أن يغل أصيحابه ويخيونهم فيي غنيا مهم‪ ،‬وهيذا قيول ابين‬
‫عباس رضوان اهلل عليه‪ ،‬والبياني وميا كيان لنبيي أن يغليه أصيحابه ويخونيوو فيي غنيا مهم وهيذا قيول الحسين‬
‫بن قتادةي والباليث ميا كيان لنبيي أن يكيتم أصيحابه ميا بعبيه اهلل تعيالى بيه إلييهم لرهبية مينهم وال لرغبية فييهم‪،‬‬
‫وهذا قول محمد بن إسحاقي‬
‫وال اربيا مين حقييوق اهلل تعيالى أن ال يماييل ميين المنيركين ذا قربيى وال يحييابي فيي نصيرة دييين اهلل ذا‬
‫مييودة فييذن حييق اهلل أوجييب ونصيرة دينييه ألييزمي قييال اهلل تعييالى‪" :‬يااا يياااا الا يم ومناوا ال تتفا وا عاادوي‬
‫وعدوكم يولياء تلقوم اليام بالمودة وود كفروا بما جاءكم مم الحق" اجيةي‬
‫نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وقد كتب كتاباً إليى مكية حيين هيم رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم‬
‫بغزوهم يعلمهم فيه حال مسيرو إليهم وأنفيذو ميا سيارة ميوالة لبنيي عبيد المطليب فيأطلا اهلل نبييه عليهيا فأنفيذو‬
‫علياً والزبير في أبرها حتى أخرجاو من قرن رأسها‪ ،‬فدعا حاطباً وقال ما حملك على ما صنعت؟ فقال واهلل‬
‫يا رسول اهلل إني لمؤمن بياهلل ورسيوله ميا كفيرت وال بيدلت ولكنيي اميرؤ لييس ليي فيي القيوم أصيل وال عنييرة‬
‫وكان لي بين أظهرهم أهل وولد فطالعتهم بذلك وعفا عنه رسول اهلل صلى اهلل علييه وسيلم‪ ،‬وأميا ميا يليزمهم‬
‫فييي حييق األمييير عليييهم فأربعيية أنييياء‪ :‬أحييدها الت يزام طاعتييه والييدخول فييي واليتييه ألن واليتييه عليييهم انعقييدت‬
‫وطاعته بالوالية وجبيت‪ ،‬قيال اهلل تعيالى‪" :‬ياا ييااا الا يم ومناوا يطي اوا اهلل ويطي اوا الرساول ويولاي‬
‫األمر منكم"ي‬
‫وفي أوليي األمير تيأويالن‪ :‬أحيدهما أنهيم األميراء‪ ،‬وهيذا قيول ابين عبياس رضيوان اهلل علييهي والبياني‬
‫أنهييم العلميياء‪ ،‬وهييذا قييول جييابر بيين عبييد اهلل والحسيين وعطيياء؛ وروى أبييو صييالح عيين أبييي هري يرة قييال‪ :‬قييال‬
‫رسول اهلل صلى اهلل علييه وسيلم‪" :‬مام يطااعني فقاد يطااع اهلل‪ ،‬ومام يطااع يمياري فقاد يطااعني‪،‬‬
‫ومم عصاني فقد عصى اهلل‪ ،‬ومم عصى يميري فقد عصاني"ي‬
‫والباني أن يفوضوا األمر إلى رأيه ويكلوو إلى تدبيرو حتى ال تختليف آراؤهيم فتتليف كلميتهم ويفتيرق‬
‫جمعهييم‪ ،‬قييال تعييالى‪" :‬ولااو ردوه الااى الرسااول والااى يولااي األماار ماانام ل لمااه ال ا يم يسااتبطونه‬
‫منام"ي‬
‫فجعل تفويض األمر إلى وليه سبباً لحصول العلم وسداد األمر‪ ،‬فذن ظهر لهم صواب خفيي علييه‬
‫بينييوو لييه وأنيياروا بييه عليييه‪ ،‬ولييذلك نييدب إلييى المنيياورة ليرجييا بهييا إلييى الص يوابي والبالييث أن يسييارعوا إلييى‬
‫امتبال األمر والوقوف عند نهيه وزجرو‪ ،‬ألنهما من لوازم طاعته فذن توقفيوا عميا أميرهم بيه وأقيدموا عليى ميا‬
‫نهاهم عنه فله تأديبهم على المخالفة بحسب أحوالهم وال يغلظي فقد قال اهلل تعيالى‪" :‬فبما رحماة مام اهلل‬
‫لنت لام ولو كنت فظاً غليظ القلب النفضوا مم حولة"ي‬
‫وروى س ي ييعيد ب ي يين المس ي يييب أن النب ي ييي ص ي ييلى اهلل علي ي ييه وس ي ييلم ق ي ييال‪" :‬فيااااار ديااااانكم ييساااااره"ي‬
‫والرابا أن ال ينازعوو في الغنا م إذا قسمها ويرضوا منه بتعديل القسمة عليهم فقد سوى اهلل تعيالى فيهيا بيين‬
‫النييريف والمن ييروف‪ ،‬وماب ييل ب ييين الق ييوو والض ييعيف ي وروى عم ييرو ب يين ن ييعيب ع يين أبي ييه ع يين ج ييدو‪" :‬ام‬
‫اتب اوا رساول اهلل صاالى اهلل علياه وساالم عاام حناايم يقولاوم اوساام عليناا في نااا حتااى‬ ‫الناا‬
‫واهلل لاو كاام لكام‬ ‫عناه رداؤه فقاال ردوا علاي ردا اي ييااا الناا‬ ‫يلجأه الى دجرة فاافتط‬
‫عادد داجر تااماة ن مااً لقسامته علايكم" ومااا يلفيتماوني بفاي ً وال جبانااً وال كا وباً" ثام يفا‬
‫واهلل ماالي مام فيا كم وال ها ه الااوبرة اال‬ ‫وبارة مام سانام ب ياره فرف ااا وواال ياا ييااا الناا‬
‫مردود فيكم" فأدوا الفيط والمفيط‪ ،‬فإم الهلول يكوم على يهله عا ارً وناا ارً‬ ‫والفم‬ ‫الفم‬
‫ودنا ارً يوم القيامة" فروه رجل مم األنصار بكبة مم فيوط د ر‪ ،‬فقال يا رسول اهلل يفا ت‬
‫ه ه الكبة يعمل باا بر عة بهير لي ود برد فقال يما نصيبي مناا فلة‪ ،‬فقال يماا ا ا بلهات‬
‫ه ا ف حاجة لي فياا ثم طرحاا بيم يديه"ي‬
‫والقسم الخامس من أحكام هذو اإلمارة مصابرة األمير قتال العدو ما صابر ذوان تطاولت به المدة‪،‬‬
‫وال يولي عنه وفيه قوة قال اهلل تعيالى‪" :‬ياا ييااا الا يم ومناوا اصابروا وصاابروا ورابطاوا واتقاوا اهلل‬
‫ل لكم تفلحوم"ي‬
‫وفيييه بالبيية تييأويالت‪ :‬أحييدها؛ اصييبروا علييى طاعيية اهلل وصييابروا أعييداء اهلل ورابطيوا فييي سييبيل اهلل‪،‬‬
‫وهذا قول الحسيني والبياني‪ :‬اصيبروا عليى ديينكم وصيابروا الوعيد اليذو وعيدكم ورابطيوا عيدوو وعيدوكم وهيذا‬
‫قول محمد بن كعب والبالث‪ :‬اصبروا على الجهاد وصابروا العدو ورابطوا بمالزمة البغر وهذا قول زيد بين‬
‫أسلمي ذواذا كنت مصابرة القتال من حقوق الجهاد فهي الزمة حتى يظفر بخصلة من أربا خصال‪ :‬إحداهن‬
‫أن يسلموا فيصير لهم باإلسالم ما لنا وعلييهم ميا علينيا ويقيروا عليى ميا ملكيوا مين بيالد وأميوال‪ ،‬قيال رسيول‬
‫حتى يقولوا ال اله اال اهلل‪ ،‬فإ ا والوها عصاموا‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬يمرت يم يواتل النا‬
‫مني دماءهم ويموالام اال بحقاا"ي وتصير بالدهم إذا أسلموا دار اإلسالم يجرو عليهم حكم اإلسيالم‪،‬‬
‫ولييو أسييلم فييي معركيية الحييرب ميينهم طا فيية قلييت أو كبييرت أحييرزوا بذسييالمهم مييا ملك يوا فييي دار الحييرب ميين‬
‫أرض ومال فذن ظهر األميير عليى دار الحيرب ليم يغينم أميوال مين أسيلم وقيال أبيو حنيفية‪ :‬يغينم ميا ال ينقيل‬
‫من أرض ودار‪ ،‬وال يغنم ما ينقل من مال ومتا وهو خالف السنةي‬
‫وقييد أسييلم فييي حصييار بنييي قريظيية بعلبيية وأسيييداً ابنييا نييعبة اليهوديييان فييأحرز إسييالمهما أموالهمييا‬
‫ويكييون إسييالمهما إسييالماً لصييغار أوالدهييم ولكييل حمييل كييان لهييمي وقييال أبييو حنيفيية إذا أسييلم كييافر فييي دار‬
‫اإلسالم لم يكن إسالماً لصغار ولدو‪ ،‬ولو أسلم في دار الحيرب كيان إسيالماً لصيغار وليدو وال يكيون إسيالماً‬
‫للحمل وتكون زوجته والحمل في اً‪ ،‬ولو دخل مسلم دار الحرب فانترى فيها أرضاً ومتاعاً لم يملك عليه إذا‬
‫ظهر المسلمون عليهيا وكيان منيتريها أحيق بهياي وقيال أبيو حنيفية يكيون ميا ملكيه مين أرض في ياً‪ ،‬والخصيلة‬
‫البانية أن يظفرو اهلل تعالى بهم ما مقامهم على نركهم فتسبى ذ ارريهم وتغنم أميوالهم ويقتيل مين ليم يحصيل‬
‫في األسر منهمي‬
‫ويكون في األسرى مخي اًر في اسيتعمال األصيلح مين أربعية أميوري أحيدها‪ :‬أن يقيتلهم صيب اًر بضيرب‬
‫العنق‪ ،‬والبانية أن يسترقهم ويجرو عليهم أحكام الرق مين بييا أو عتيق‪ ،‬والباليث‪ :‬أن يفيادو بهيم عليى ميال‬
‫أو أس ييرىي وال ارب ييا‪ :‬أن يم يين عل يييهم ويعفي يو ع يينهم‪ ،‬ق ييال اهلل تع ييالى‪" :‬ا ا لقياااتم الااا يم كفاااروا فضااارب‬
‫الرواب"ي‬
‫وفيييه وجهييان‪ :‬أحييدهما‪ :‬أنييه ضييرب رقييابهم صييب اًر بعييد القييدرة عليييهمي والبيياني‪ :‬أنييه قتييالهم بالسييال‬
‫والتدبير حتى يفضي إلى ضرب رقابهم في المعركة‪ ،‬بم قال‪" :‬حتى ا ا يثفنتموهم فددوا الوثاق"ي‬
‫يعني باإلبخان‪ :‬الطعن ويند الوباق‪ :‬األسري‬
‫"فإما منا ب د واما فداء"ي‬
‫وفييي الميين ق يوالن‪ :‬أحييدهما‪ :‬أنييه العفييو واإلطييالق كمييا ميين رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم علييى‬
‫بماميية بيين أبييال بعييد أس يروي البيياني‪ :‬أنييه العتييق بعييد الييرق‪ ،‬وهييذا قييول مقاتييلي وأمييا الفييداء ففيييه ههنييا ق يوالن‪:‬‬
‫أحييدهما‪ :‬أنييه المفيياداة علييى مييال يؤخييذ أو أسييير يطلييق كمييا فييادى الرسييول صييلى اهلل عليييه وسييلم أسييرى بييدر‬
‫علييى مييال وفييادى فييي بعييض الم يواطن رج يالً بييرجليني والب ياني‪ :‬أنييه البيييا وهييو قييول مقاتييل‪" :‬حتااى تضااع‬
‫الحرب يوزارها"ي‬
‫وفييه تييأويالني أحييدهما‪ :‬أوزار الكفيير باإلسييالمي والبيياني‪ :‬أبقيال الحييرب وهييو السييال وفييي المقصييود‬
‫بهذا السال الموضو وجهان‪ :‬أحدهما سال المسيلمين بالنصيري والبياني سيال المنيركين بالهزيمية ولهيذو‬
‫األحك ييام األربعي يية ن يير يي ييذكر مي ييا قس ييمة الغنيمي يية بعي ييدي والخص ييلة البالبي يية أن يبي ييذلوا م يياالً علي ييى المسي ييالمة‬
‫والموادع يية؛ فيج ييوز أن يقب ييل م يينهم ويي يوادعهم عل ييى ضي يربين‪ :‬أح ييدهما أن يب ييذلوو ل ييوقتهم وال يجعل ييوو خ ارجي ياً‬
‫مستم اًر‪ ،‬فهذا المال غنيمة ألنه مأخوذ بذيجاف خيل وركاب‪ ،‬فيقسم بين الغانمين ويكون ذلك أمان لهيم فيي‬
‫االنكفاف به عن قتالهم في هذا الجهاد وال يمنيا مين جهيادهم فيميا بعيد‪ ،‬والضيرب البياني أن يبيذلوو فيي كيل‬
‫عييام فيكييون هييذا خ ارجياً مسييتم اًر ويكييون األمييان بييه مسييتق اًر والمييأخوذ ميينهم فييي العييام ألول غنيميية تقسييم بييين‬
‫الغانمين وما يؤخذ في األعوام المستقبلة يقسم في أهل الفيء‪ ،‬وال يجوز أن يعاود جهادهم ما كانوا مقيمين‬
‫على بذل المال السيتقرار الموادعية علييه‪ ،‬ذواذا دخيل أحيدهم إليى دار اإلسيالم كيان ليه يعقيد الموادعية ألميان‬
‫علييى نفسييه ومالييه‪ ،‬فييذن منعيوا المييال ازلييت الموادعيية وارتفييا األمييان ولييزم جهييادهم كغيييرهم ميين أهييل الحييرب‪،‬‬
‫وقييال أبييو حنيفيية‪ ،‬ال يكييون ميينعهم ميين مالييك الجزييية والصييلح تقضييا ألمييانهم‪ ،‬ألنييه حييق عليييهم فييال ينييتقض‬
‫العهد بمنعهم منهم كالديون‪ ،‬فأما حميل أهيل الحيرب هديية ابتيدوها ليم يصير لهيم بالهديية عهيد وجياز حيربهم‬
‫بعدها‪ ،‬ألن العهد ما كان عن عقيدي والخصيلة الرابعية أن يسيألوا األميان والمهادنية‪ ،‬فيجيوز إذا تعيذر الظفير‬
‫بهم وأخذ المال منهم أن يهادنهم على المسالمة في مدة مقدرة يعقد الهدنة عليهيا إذا كيان ليميام قيد أذن ليه‬
‫في الهدنة أو فوض األمر إليه‪ ،‬قد هادن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قريناً عام الحديبية عنير سينيني‬
‫ويقتصير فيي مييدة الهدنية علييى أقيل ميا يمكيين وال يجياوز أكبرهييا عنير سينين‪ ،‬فييذن هيادنهم أكبيير منهيا بطلييت‬
‫المهادنة فيما زاد عليها‪ ،‬ولهم األمان فيها إلى انقضاء مدتها‪ ،‬وال يجاهدون فيها ما أقاموا عليى العهيد‪ ،‬فيذن‬
‫صلح الحديبيية فسيار إلييهم رسيول اهلل صيلى‬ ‫نقضوو صار حرباً يجاهدون من غير إنذاري قد نقضت قري‬
‫اهلل عليه وسلم عام الفتح محارباً حتى فيتح مكية صيلحاً عنيد النيافعي وعنيوة عنيد أبيي حنيفية‪ ،‬وال يجيوز إذا‬
‫نقض يوا عهييدهم أن يقتييل مييا فييي أيييدينا ميين رهييا نهمي قييد نقييض الييروم عهييدهم زميين معاوييية وفييي يييدو رهييا ن‬
‫فامتنا المسلمون جميعاً عن قتلهم وخلو سبيلهم وقيالوا وفياء بغيدر خيير مين غيدر بغيدري وقيال النبيي صيلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪" :‬يد األمانة لمم ا تمنة‪ ،‬وال تفم مم فانة"ي‬
‫فييذذا لييم يجيير قتييل الرهييا ن لييم يجييز إطالقهييم مييا لييم يحيياربهم فييذذا حيياربهم وجييب إطييالق رهييا نهم بييم‬
‫ينظيير فيييهم‪ ،‬فييذن كييانوا رجيياالً وجييب إبالغهييم مييأمنهم‪ ،‬ذوان كييانوا ذرارو نسيياء وأطفيياالً وجييب إيصييالهم إلييى‬
‫أهاليهم ألنهيم أتبيا ال ينفيردون بأنفسيهم‪ ،‬ويجيوز أن ينيترط لهيم فيي عقيد الهدنية رد مين أسيلم مين رجيالهم‪،‬‬
‫فذذا أسلم أحد منهم رد إلييهم إن كيانوا ميأمونين عليى دميه وليم ييرد إلييهم أن يؤمنيوا علييه‪ ،‬وال ينيرط رد مين‬
‫أس ييلم م يين نس ييا هم ألنه يين ذوات ف ييروج محرم يية‪ ،‬ف ييذن ان ييترط رده يين ل ييم يج ييز أن ي ييردوا ودف ييا إل ييى أزواجه يين‬
‫مهيورهن إذا طلقيني ذواذا ليم تيد إليى عقيد المهادنية ضيرورة ليم يجيز أن يهيادنهم‪ ،‬ويجيوز أن ييوادعهم أربعيية‬
‫أنهر فما دون وال يزيد عليها‪ ،‬لقوله تعالى‪" :‬فسيحوا في األرض يرب ة يدار"ي‬
‫وأمييا األمييان الخيياص فيصييح أن يبذلييه كييل مسييلم ميين رجييل وام يرأة حيير وعبييد لقييول صييلى اهلل عليييه‬
‫وسييلم‪" :‬المساالموم تتكافااأ دماااؤهم وهاام يااد علااى ماام س اواهم‪ ،‬يس ا ى ب ا متام يدناااهم"ي يعنييي‬
‫عبيدهم‪ ،‬وقال أبو حنيفة‪ :‬ال يصح أمان العبد إال أن يكون مأذوناً في القتالي‬
‫فييي‬ ‫والقسييم السييادس ميين أحكييام هييذو اإلمييارة السيييرة فييي ن يزال العييدو وقتالييهي ويجييوز ألمييير الجييي‬
‫حصار العدو أن ينصب عليهم العرادات والمنجنيقاتي قد نصب رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم على أهل‬
‫الطا ف منجنيقان ويجوز أن يهدم عليهم منازلهم ويضا عليها البيات والتحريق‪ ،‬ذواذا رأى في قطيا نخيالهم‬
‫ونجرهم صالحاً يستضعفهم به ليظفر بهيم عنيوة أو ييدخلوا فيي السيلم صيلحاً فعيل‪ ،‬وال يفعيل إن ليم يير فييه‬
‫صييالحاً‪ ،‬قييد قطييا رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم كييروم أهييل الطييا ف فكييان سييبباً فييي إسييالمهم‪ ،‬وأميير فييي‬
‫حييرب بنييي النضييير بقطييا نييو ميين النخييال يقييال لييه األصييفر يييرى نيواو ميين وراء اللحيياء وكانييت اللحيياء منهييا‬
‫أحب إليهم من الوضيا فقطيا بهيم وحزنيوا ليه وقيالوا إنميا قطعيت نخلية وأحرقيت نخلية‪ ،‬ولميا قطيا نخلية قيال‬
‫سماك اليهودو في ذلك من المتقارب‪:‬‬

‫يم على عهد موسى فلم نصرف‬ ‫***‬ ‫ألسنا وربنا الكيتياب اليحيك‬
‫بسهيل تيهيامة واألحينيف‬ ‫***‬ ‫أنتم رعياء لينياء عيجياف‬
‫كذا كل دهر بكم ميجيحيف‬ ‫***‬ ‫يرون الرعاية ميجيداً ليكيم‬
‫عن الظلم والنطق الميوكيف‬ ‫***‬ ‫فيا أيها النياهيدون انيتيهيو‬
‫ر تديل من العادل المنيصيف‬ ‫***‬ ‫لعل الليالي وصيرف اليدهيو‬
‫وعقر النخيل ولم تيخيطيف‬ ‫***‬ ‫بقتل الينيضيير ذواجيال هيا‬

‫فأجابه حسان بن بابت من الوافر‪:‬‬

‫فهم عمي عن التوراة بور‬ ‫***‬ ‫هم أوتوا الكتاب فضيعيوو‬


‫بتصديق الذو قال النيذير‬ ‫***‬ ‫كفرتم بالقرآن وقد أتاكيم‬
‫حريق بالبويرة مستطيير‬ ‫***‬ ‫فهان على سراة بني لوى‬

‫فلما فعل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ذلك بهيم جيل فيي صيدور المسيلمين وقيالوا ييا رسيول اهلل‪:‬‬
‫هل لنا فيما قطعنا من أجر؟ وهل علينا فيما تركناو من وزر؟ فأنزل اهلل تعالى‪" :‬ما وط اتم مام ليناة يو‬
‫تركتموهاااااااااااااا وا ماااااااااااااة علاااااااااااااى يصاااااااااااااولاا فباااااااااااااإ م اهلل وليفااااااااااااازي الفاساااااااااااااقيم"ي‬
‫وفييي لينيية أربعيية أقاويييل‪ :‬أحييدها أنهييا النخليية ميين أو األصييناف كانييت؟ وهييذا قييول مقاتييلي والبيياني أنهييا كيرام‬
‫النخييل وهييذا قييول سييفيان‪ ،‬والبالييث أنهييا الفسيييلة‪ ،‬ألنهييا ألييين ميين النخليية‪ ،‬وال اربييا أنهييا جميييا األنييجار للينهييا‬
‫بالحياة‪ ،‬ويجوز أن يغور علييهم الميياو ويقطعهيا عينهم ذوان كيان فييهم نسياء وأطفيال‪ ،‬ألنيه مين أقيوى أسيباب‬
‫ضعفهم والظفر بهم عنوة وصيلحاً‪ ،‬ذواذا استسيقى مينهم عطنيان كيان األميير مخيي اًر بيين سيقيه أو منعيه كميا‬
‫كييان مخيي اًر فيييه بييين قتلييه أو تركييهي وميين قتييل ميينهم واراو عيين األبصييار ولييم يلييزم تكفينييه‪ ،‬قييد أميير رسييول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم بقتلى بدر فألقوا في القليب؛ وال يجوز أن يحرق بالنار منهم حياً وال ميتاًي‬
‫روو عي يين رسي ييول اهلل صي ييلى اهلل عليي ييه وسي ييلم أني ييه قي ييال‪" :‬ال ت اااا بوا عباااااد اهلل ب اااا اب اهلل"ي‬
‫وقد أحرق أبو بكر رضي اهلل عنه قوماً من أهل الردة‪ ،‬ولعل ذلك كان منه والخبر لم يبلغيه‪ ،‬ومين قتيل مين‬
‫نهداء المسلمين زمل في بيابه التي قتل فيها ودفن بها ولم يغسل ولم يصل عليه قال رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم في نهداء أحيد‪" :‬زملوهم بكلومام فإنام يب ثوم يوم القياماة ويوداجاام تدافب دمااً‪،‬‬
‫اللوم لوم الدم والري ري المسة"ي‬
‫ذوانما فعل ذلك بهم تكريماً لهم إجراء لحكم الحياة في ذلك قال اهلل تعالى‪ " :‬وال تحسيبن اليذين قتليوا‬
‫في سبيل اهلل أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون "ي‬
‫وفيه تأويالن‪ :‬أحدهما أنهم أحياء في الجنة بعد البعث وليسوا في الدنيا بأحيياءي والبياني وهيو قيول‬
‫األكبرين أنهم بعد القتل أحياء االستعمال لظياهر الينص فرقياً بيينهم وبيين مين ليم يوصيف بالحيياةي وال يمنيا‬
‫في دار الحرب من أكل طعامهم وعلوفة دوابهم غير محتسب به عليهم‪ ،‬وال يتعدوا القوت والعلوفة‬ ‫الجيو‬
‫إليى مييا سيواهما ميين ملبيوس ومركييوب‪ ،‬فيذن دعييتهم الضيرورة إلييى ذليك كييان ميا لبسييوو أو ركبيوو أو اسييتعملوو‬
‫مسترجعاً منهم في المغنم إن كان باقياً ومحتسباً عليهم من سهمهم إن كان مستهلكاً؛ وال يجيوز ألحيد مينهم‬
‫أن يطأ جارية من السبي إال بعد أن يعطاها بسهمه فيطأها بعد االستبراء‪ ،‬فذن وط ها قبل القسمة عزر وال‬
‫يحد ألن له فيها سهماً ووجب عليه مهير مبلهيا ويضياف إليى الغنيمية‪ ،‬فيذن أحبلهيا لحيق بيه وليدها وصيارت‬
‫بييه أم ولييد لييه إن ملكهيياي لعييدوو وال يحكييم عليييه ألن أسييباب الحكييم ظيياهرة وأسييباب النييهادة خافييية فانتفييت‬
‫التهميية عنييه فييي الحكييم وتوجهييت إليييه فييي النييهادة‪ ،‬ذواذا مييات القاضييي انعييزل خلفيياؤو‪ ،‬ولييو مييات اإلمييام لييم‬
‫تنعييزل قضيياته‪ ،‬ولييو اتفييق أهييل بلييد قييد خييال ميين قيياض علييى أن قلييدوا عليييهم قاضييياً‪ ،‬فييذن كييان إمييام الوقييت‬
‫موجييوداً بطييل التقليييد‪ ،‬ذوان كييان مفقييوداً صييح التقليييد ونفييذت أحكامييه عليييهم‪ ،‬فييذن تجييدد بعييدو نظ يرو إمييام لييم‬
‫يستدم النظر إال بذذنه ولم ينقض ما تقدم من حكمهي‬
‫الباب الفام‬
‫في الوالية على حروب المصال‬

‫الفصل األول‬

‫وتال يهل الردة‬

‫وما عدا جهياد المنيركين مين قتيال ينقسيم بالبية أقسيام‪ :‬قتيال أهيل اليردةي وقتيال أهيل البغييي وقتيال‬
‫المحيياربيني فأمييا القسييم األول فييي قتييال أهييل الييردة فهييو أن يرتييد قييوم حكييم بذسييالمهم سييواء ولييدوا علييى فطيرة‬
‫اإلسييالم أو أسييلموا عيين كفيير‪ ،‬فلكييال الف يريقين فييي حكييم الييردة س يواء‪ ،‬فييذذا ارتييدوا عيين اإلسييالم إلييى أو دييين‬
‫انتقل يوا إليييه ممييا يجييوز أن يقيير أهلييه عليييه كاليهودييية والنص يرانية‪ ،‬أو ال يجييوز أن يقيير أهلييه عليييه كالزندقيية‬
‫والوبنية ليم يجيز أن يقير مين ارتيد إلييه‪ ،‬ألن اإلقيرار بيالحق يوجيب التيزام أحكاميهي قيال رسيول اهلل صيلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪" :‬مم بدل دينه فاوتلوه"ي‬
‫فذذا كان ممن وجب قتلهم بميا ارتيد عنيه مين ديين الحيق إليى غييرو مين األدييان ليم يخيل حيالهم مين‬
‫أحيد أميريني أميا أن يكونيوا فيي دار اإلسييالم نيذاذاً وأفيراداً ليم يتحيييزوا بيدار يتميييزون بهيا عيين المسيلمين فييال‬
‫حاجة بنا إلى قتالهم لدخولهم تحت القدرة ويكنيف عين سيبب ردتهيم‪ ،‬فيذن ذكيروا نيبهة فيي اليدين أوضيحت‬
‫لهم بالحجج واألدلة حتى يتبين لهم الحق وأخذوا بالتوبة مما دخلوا فيه مين الباطيل‪ ،‬فيذن تيابوا قبليت تيوبتهم‬
‫مين كيل ردة وعيادوا إليى حكيم اإلسيالم كمييا كيانواي وقيال ماليك‪ :‬ال أقبيل توبية ميين ارتيد إليى ميا يسيتر بيه ميين‬
‫الزندقيية إال أن يبتييد ها ميين نفسييه‪ ،‬وأقبييل توبيية غي يرو ميين المرتييدين‪ ،‬وعليييهم بعييد التوبيية قضيياء مييا تركييوو ميين‬
‫الصالة والصيام في زمان الردة العترافهم بوجوبه قبيل اليردةي وقيال أبيو حنيفية‪ :‬ال قضياء علييهم كمين أسيلم‬
‫عن كفر‪ ،‬ومن كان من المرتيدين قيد حيج فيي اإلسيالم قبيل اليردة ليم يبطيل حجيه بهيا وليم يلزميه قضياؤو بعيد‬
‫التوبةي وقال أبو حنيفة قد بطل بالردة ولزمه القضاء بعيد التوبية‪ ،‬ومين أقيام عليى ردتيه وليم يتيب وجيب قتليه‬
‫رجالً كان أو امرأةي وقال أبو حنيفة‪ :‬ال أقتل المرأة بيالردة‪ :‬وقيد قتيل رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم بيالردة‬
‫اميرأة كانيت تكنيى أم رومييان وال يجيوز إقيرار المرتييد عليى ردتيه بجزيية وال عهييد‪ ،‬وال تؤكيل ذبيحتيه‪ ،‬وال تيينكح‬
‫منه إمرأةي‬
‫واختلييف الفقهيياء فييي قييتلهم هييل يعجييل فييي الحييال أو يؤجلييون فيييه بالبيية أيييام علييى قييولين أحييدهما‬
‫تعجيل قتلهم في الحال ل ال يؤخر هلل عز وجل حيقي والبياني ينظيرون بالبية أييام لعلهيم يسيتدركونه بالتوبية‪،‬‬
‫وقد أنذر علي عليه السالم المستورد العجلي بالتوبة بالبة بيم قتليه بعيدها‪ ،‬ويقتيل صيب اًر بالسييفي وقيال ابين‬
‫س يريج ميين أصييحاب الن ييافعي يضييرب الخنييب حتييى يم ييوت‪ ،‬ألنييه أبطييأ قييتالً م يين السيييف المييوحي وربم ييا‬
‫استدرك به التوبية‪ ،‬ذواذا قتيل ليم يغسيل وليم يصيل علييهي وورو مقبيو اًر ال ييدفن فيي مقيابر المسيلمين لخروجيه‬
‫بالردة عنهم وال في مقابر المنركين لما تقدم له من حرمة اإلسالم المباينية لهيم‪ ،‬ويكيون ماليه في ياً فيي بييت‬
‫مال المسلمين مصروفاً في أهل الفيء ألنه ال يربيه عنيه وارث مين مسيلم وال كيافري وقيال أبيو حنيفية ييورث‬
‫عنه ما اكتسبه قبل الردة ويكون ما اكتسبه بعد الردة في اًي وقال أبو يوسف يورث عنه ما اكتسب قبل الردة‬
‫وبعدها فذذا لحق المرتد بدار الحيرب كيان ميا ليه فيي دار اإلسيالم موقوفياً علييه فيذن عياد إليى اإلسيالم أعييد‬
‫عليه‪ ،‬وأن هلك على اليردة صيار في ياًي وقيال أبيو حنيفية أحكيم بموتيه إذا صيار إليى دار الحيرب وأقسيم ماليه‬
‫بين وربته‪ ،‬فذن عاد إلى دار اإلسالم استرجعت ما بقي في أيديهم مين ماليه وليم أغيرمهم ميا اسيتهلكوو فهيذا‬
‫حك ييم المرت ييدين إذا ل ييم ينح ييازوا إل ييى دار وك ييانوا ن ييذاذاً ب ييين المس ييلمين والحال يية الباني يية أن ينح ييازوا إل ييى دار‬
‫ينفردون بها عن المسلمين حتى يصيروا فيها ممتنين فيجب قتالهم عليى اليردة بعيد منياظرتهم عليى اإلسيالم‬
‫ذوايضييا دال لييه‪ ،‬ويجييرو علييى قتييالهم بعييد اإلنييذار واإلعييذار حكييم قتييال أهييل الحييرب فييي قتييالهم غ يرة وبيان ياً‬
‫ومصافتهم في الحرب جها اًر وقتالهم مقبلين ومدبرين ومن أسر منهم جاز قتله صب اًر إن لم يتب‪ ،‬وال يجيوز‬
‫أن يسترق عند النيافعي رحميه اهلل ذواذا ظهير علييهم ليم تسيب ذ ارريهيم وسيواء مين وليد مينهم فيي اإلسيالم أو‬
‫بعد الردة‪ ،‬وقيل إن من ولد منهم بعد الردة جاز سبيهي وقال أبو حنيفة يجوز سبي من ارتد مين نسيا هم إذا‬
‫لحقن بيدار الحيرب‪ ،‬ذواذا غنميت أميوالهم ليم تقسيم فيي الغيانمين وكيان ميال مين قتيل منهيا في ياً وميال اإلحيياء‬
‫موقوفاً‪ ،‬إن أسلموا رد عليهم‪ ،‬ذوان هلكوا على ردتهم صار في اً‪ ،‬وما أنكل أربابه من األموال الغنومة صار‬
‫في اً إذا وقا اإلياس من معرفتهم‪ ،‬وما استهلكه المسلمون عليه في نيا رة الحيرب ليم يضيمن إذا أسيلموا‪ ،‬وميا‬
‫استهلكوا من أموال المسلمين في غير نا رة الحرب مضمون عليهمي‬
‫واختلف في ضمنان ما استهلكوو فيي نيا رة الحيرب عليى قيولين‪ :‬أحيدهما يضيمنونه‪ ،‬ألن معصييتهم‬
‫بييالردة ال تسييقط عيينهم غييرم األميوال المضييمونةي والبيياني ال ضييمان عليييهم فيمييا اسييتهلكوو ميين دم ومييالي قييد‬
‫أصاب أهل الردة على عهد أبيي بكير رضيي اهلل عنيه نفوسياً وأواالً عيرف مسيتهلكوها فقيال عمير رضيي اهلل‬
‫عنه يدون قتالنا وال ندى قتالهم فقال أبو بكر ال يدون قتالنا وال ندى قتالهم فجرت بذلك سيرته وسيرة من‬
‫بعدو وقد أسلم طليحة بعد أن سبي وكيان قيد قتيل وسيبى فيأقرو عمير رضيي اهلل عنيه بعيد إسيالمه وليم يأخيذو‬
‫بدم وال مال‪ ،‬ووفيد أبيو نيجرة بين عبيد العيزى وكيان مين أهيل اليردة عليى عمير بين الخطياب رضيي اهلل عنيه‬
‫وهو يقسم الصدقات فقال أعطني فذني ذو حاجة فقال مين أنيت فقيال أبيو نيجرة فقيال أو عيدو اهلل ألسيت‬
‫تقول من الطويل‪:‬‬

‫ذواني ألرجو بعدها أن أعم ار‬ ‫***‬ ‫ورويت رمحي من كتيبة خالد‬

‫بم جعل يعلوو بالدرة في رأسه حتى ولي راجعاً إلى قومه وهو يقول من البسيط‪:‬‬
‫وكل متخيبيط يومياً ليه ورق‬ ‫***‬ ‫ضن علينا أبو حفيص بينيا ليه‬
‫وحال من دون بعض البغية النفق‬ ‫***‬ ‫ما زال يضربني حتى حدبيت ليه‬
‫والنيخ يقر أحياناً فينيحيميق‬ ‫***‬ ‫لما رهبت أبا حفص ونرطيتيه‬

‫فلم يعرض له عمر رضي اهلل عنه بسوى التعزيز الستطالته بعد اإلسالم‪ ،‬ولدار اليردة حكيم تفيارق‬
‫به دار اإلسالم ودار الحربي‬
‫فأما ما تفارق به دار اإلسالم فمن أربعة أوجه‪ :‬أحدهما أنه ال يجوز أن يهادنوا على الموادعة في‬
‫ديارهم ويجوز أن يهادن أهل الحربي والبياني أنيه ال يجيوز أن يصيالحوا عليى ميال يقيرون بيه عليى ردتهيم‪،‬‬
‫ويجيوز أن يصييالح أهيل الحييربي والباليث أنييه ال يجيوز اسييترقاقهم وال سيبي نسييا هم‪ ،‬ويجيوز أن يسييترق أهييل‬
‫الحييرب وتسييبى نسيياؤهم وال اربييا أنييه ال يملييك الغييانمون أم يوالهم‪ ،‬ويملكييون مييا غنمييوو ميين مييال أهييل الحييربي‬
‫وقال أبو حنيفة رضي اهلل عنهي قيد صيارت دييارهم بيالردة دار حيرب ويسيبون ويغنميون وتكيون أرضيهم في يا‬
‫وهم عندو كعبدة األوبان من العربي‬
‫وأما ما تفارق به دار اإلسالم فمن أربعية أوجيه‪ :‬أحيدها وجيوب قتيالهم مقبليين وميدبرين كالمنيركين‬
‫والباني إباحة إما هم أسرى وممتنعين والبالث تصير أموالهم في اً لكافة المسيلميني وال اربيا بطيالن منياكحتهم‬
‫بمضييي العييدة ذوان اتفق يوا علييى الييردةي وقييال أبييو حنيفيية‪ :‬تبطييل منيياكحتهم بارتييداد أحييد الييزوجين‪ ،‬وال تبطييل‬
‫بارتدادهما معاً‪ ،‬ومن ادعيت عليه الردة فأنكرها كان قوله مقبوالً بغيير يمينيه‪ ،‬وليو قاميت علييه البينية بيالردة‬
‫لييم يصيير مسييلماً باإلنكييار حتييى يييتلفظ بالنييهادتين‪ ،‬ذواذا امتنييا قييوم ميين أداء الزكيياة إلييى اإلمييام العييادل مييا‬
‫االعتي يراف بوجوبه ييا ك ييانوا م يين بغ يياة المس ييلمين‪ ،‬يق يياتلون عل ييى المن ييا من ييه‪ ،‬وق ييال أب ييو حنيف يية رحم ييه اهلل‪ :‬ال‬
‫يقاتلون‪ ،‬وقد قاتل أبو بكر رضي اهلل عنه مانعي الزكاة ما تمسكهم باإلسالم حتيى قيالوا واهلل ميا كفرنيا بعيد‬
‫إيماننا ولكن نححنا على أموالنا فقال عمر رضي اهلل عنيه عيالم تقياتلهم ورسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم‬
‫حتاااى يقولاااوا ال اال اهلل فاااإ ا والوهاااا عصاااموا مناااي دمااااءهم‬ ‫يقييول‪" :‬يمااارت يم يواتااال الناااا‬
‫ويوالدهم اال بحقاا"ي‬
‫قال أبو بكر هذو من حقها‪ :‬أرأيت لو سألوا ترك الصالة ؟ أرأيت لو سألوا تيرك الصييام؟ أ أرييت ليو‬
‫سألوا ترك الحج؟ فذذا ال تبقى عروة من عرى اإلسالم إال انحلت‪ ،‬واهلل لو منعوني عناقاً وعقاالً مما أعطوو‬
‫رسيول اهلل صييلى اهلل عليييه وسيلم لقيياتلتهم عليييه فقييال عمير رضييي اهلل عنييه فنيير اهلل صيدرو للييذو نيير لييه‬
‫صدر أبي بكر رضي اهلل عنه‪ ،‬وقد أبان عن إسالمهم قول زعيمهم حاربة بن سراقة في نعرو من الطويل‪:‬‬

‫لعل المنيايا قيريب وال نيدرو‬ ‫***‬ ‫أال فاصطحبينا قبل نا رة الفيجير‬
‫فيا عجباً ما بال ملك أبي بيكير‬ ‫***‬ ‫أطعنا رسول اهلل ما كان بيينينيا‬
‫لكالتمر أو أحلى إليهم من التمير‬ ‫***‬ ‫فذن الذو سألوكم فمينيعيتيميو‬
‫كرام على العزاء في ساعة العسر‬ ‫***‬ ‫سنمنعكم ما كيان فيينيا بيقيية‬
‫الفصل الثاني‬
‫في وتال يهل البهي‬
‫ذواذا بغيت طا فية مين المسيلمين وخيالفوا رأو الجماعية وانفيردوا بميذهب ابتيدعوو‪ ،‬فيذن ليم يخرجيوا بييه‬
‫عن المظاهرة بطاعة اإلمام وال تحيزوا بدار اعتزلوا فيها وكانوا أفراداً متفرقين تنالهم القدرة وتمتيد إلييهم الييد‬
‫تركوا ولم يحاربوا وأجريت عليهم أحكام العدل فيما يجب لهم وعليهم من الحقوق والحيدود‪ ،‬وقيد عيرض قيوم‬
‫مين الخيوارج لعليي بين أبيي طاليب رضيوان اهلل عليييه لمخالفية أرييهي وقيال أحيدهم وهيو يخطيب عليى منبيرو ال‬
‫حكم إال هلل فقال علي رضي اهلل عنه‪ :‬كلمة حق أرييد بهيا باطيل لكيم علينيا بيالث ال نمينعكم مسياجد اهلل أن‬
‫تييذكروا فيهييا اسييم اهلل‪ ،‬وال نبييدؤكم بقتييال‪ ،‬وال نميينعكم الفيييء مييا دامييت أيييديكم معنييا‪ ،‬فييذن تظيياهروا باعتقييادهم‬
‫وهيم عليى اخيتالطهم إليى اعتقياد الحيق وموافقية الجماعية‪ ،‬وجياز ليميام أن يعيزر مينهم مين تظياهر بالفسيياد‬
‫أدباً وزج اًر ولم يتجاوزو إلى قتل وال حدي‬
‫روو عيين النبيي صييلى اهلل عليييه وسييلم أنييه قييال‪" :‬ال يحاال دم اماارل مساالم اال بإحاادى ثا ث‬
‫"ي‬ ‫بهير نف‬ ‫كفر ب د ايمام‪ ،‬يو زنا ب د احصام يو وتل نف‬
‫فذن اعتزلت هذو الف ة الباغية أهل العدل وتحيزت بدار تميزت فيها عن مخالطية الجماعية فيذن ليم‬
‫تمتنا عن حق ولم تخرج عن طاعة لم يحاربوا ما أقاموا على الطاعة وتأدية الحقوقي‬
‫قد اعتزلت طا فة من الخوارج علياً عليه السالم بالنهر ذوان فولى عليهم عامالً أقاموا عليى طاعتيه‬
‫زماناً وهو لهم مواد إلى أن قتلوو فأنفذ إليهم أن سلموا إليى قاتليه فيأبوا وقيالوا كلنيا قتليه قيال فاستسيلموا إليي‬
‫أقتل منكم وسار إليهم فضل أكبيرهمي ذوان امتنعيت هيذو الطا فية الباغيية مين طاعية اإلميام ومنعيوا ميا علييهم‬
‫ميين الحقييوق وتفييردوا باجتبيياء األميوال وتنفيييذ األحكييام‪ ،‬فييذن فعليوا ذلييك ولييم ينصييبوا ألنفسييهم إمامياً وال قييدموا‬
‫عليهم زعيماً كان ما اجتبوو من األموال غصباً ال تبي أر منيه ذمية‪ ،‬وميا نفيذوو مين األحكيام ميردداً ال يببيت بيه‬
‫حييق‪ ،‬ذوان فعل يوا ذل ييك وقييد نص ييبوا ألنفسييهم إمامي ياً اجتب يوا بقول ييه األم يوال ونف ييذوا بييأمرو األحك ييام لييم يتع ييرض‬
‫ألحكامهم بالرد وال لما اجتبوو بقوله األموال ونفذوا بأمرو األحكام لم يتعيرض ألحكيامهم بيالرد وال لميا اجتبيوو‬
‫المطالبية وحوربيوا فيي الحييالين علييى سيواء لينزعيوا عين المباينيية ويفي يوا إليى الطاعيية قيال اهلل تبييارك وتعييالى‪:‬‬
‫"وام طا فتام مم المؤمنيم اوتتلوا فأصلحوا بيناماا فاإم بهات احاداهما علاى األفارى فقااتلوا‬
‫التي تبهي حتى تفئ الى يمر اهلل فإم فاءت فأصالحوا بيناماا بال ادل ويوساطوا ام اهلل يحاب‬
‫المقسطيم"ي‬
‫وفييي قولييه‪" :‬فااإم بهاات احااداهما علااى األفاارى"ي وجهييان‪ :‬أحييدهما بغييت بالتعييدو فييي القتييال‬
‫والباني بغت بالعدول عن الصلح‪ ،‬وقوله "فقاتلوا التي تبهي" تبغيي بالسييف ردعياً عين البغيي وزجي اًر عين‬
‫المخالفةي‬
‫وفيي قولييه تعيالى‪" :‬حتااى تفاايء الااى يماار اهلل"ي وجهييان‪ :‬أحيدهما حتييى ترجييا إليى الصييلح الييذو‬
‫أمر اهلل تعالى به وهو قول سعيد بن جبيري والباني إلى كتاب اهلل تعالى وسنة رسوله فيما لهم وعليهم وهذا‬
‫قول قتادةي‬
‫"فإم فااءت" أو رجعيت عين البغيي "فأصالحوا بيناماا بال ادل"ي فييه وجهيان‪ :‬أحيدهما بيالحقي‬
‫والبيياني بكتيياب اهلل تعييالى‪ ،‬فييذذا قلييد اإلمييام أمي ي اًر علييى قتييال الممتنعت يين ميين البغيياة قييدم قبييل القتييال إنييذارهم‬
‫ذواع ي ي ي ي ي ي ي ييذارهم‪ ،‬ب ي ي ي ي ي ي ي ييم ق ي ي ي ي ي ي ي يياتلهم إذا أص ي ي ي ي ي ي ي ييروا عل ي ي ي ي ي ي ي ييى البغ ي ي ي ي ي ي ي ييي كفاحي ي ي ي ي ي ي ي ياً ال يهج ي ي ي ي ي ي ي ييم غي ي ي ي ي ي ي ي يرة وبياتي ي ي ي ي ي ي ي ياًي‬
‫ويخييالف قتييالهم قتييال المنييركين والمرتييدين ميين بمانييية أوجييه‪ :‬أحييدها أن يقصييد بالقتييال ردعهييم وال يعتمييد بييه‬
‫قتلهم‪ ،‬ويجوز أن يعتمد قتل المنركين والمرتديني والباني أن يقاتهلم مقبلين‪ ،‬ويكيف عينهم ميدبرين‪ ،‬ويجيوز‬
‫قتال أهل الردة والحرب مقبلين مدبرين‪ ،‬والبالث أن ال يجهز على جريحهم ذوان جياز اإلجهياز عليى جرحيى‬
‫المنركين والمرتديني أمر علي عليه السالم مناديه أن ينادو يوم الجمل‪ :‬أال ال يتبيا ميدبر وال ييذفف عليى‬
‫جريحي والرابا‪ :‬أن ال يقتل أسراهم ذوان قتل أسرى المنركين والمرتديني ويعتبر أحوال من في األسر منهم‪،‬‬
‫فمن أمنت رجعته إلى القتال أطلق‪ ،‬ومن لم تؤمن منه الرجعة حبس إلى انجالء الحرب بم يطلق وليم يجيز‬
‫أن يحبس بعدهاي أطلق الحجاج أسي اًر من أصحاب قطرو بن الفجاءة لمعرفية كانيت بينهميا فقيال ليه قطيرو‬
‫عد إلى قتال عدو اهلل الحجاج‪ ،‬فقال هيهات غل يداً مطلقها واسترق رقبة معتنقها‪ ،‬وأننأ يقول من الكامل‪:‬‬

‫بيد تقر بيأنيهيا ميوالتيه‬ ‫***‬ ‫أأقاتل الحجاج عن سلطيانيه‬


‫نهدت بأقبح فعله غيد ارتيه‬ ‫***‬ ‫إني إذا ألخو اليزيادة واليذو‬
‫في الصف واحتجت له فعالته‬ ‫***‬ ‫ماذا أقيول إذا بيرزت إزاءو‬
‫ال حق من جارت عليه والته‬ ‫***‬ ‫أأقول جار عليي ال إنيي إذا‬
‫غرست لدو فحنظت نخالتيه‬ ‫***‬ ‫وتحدث األقوام أن صينا عياً‬

‫والخامس‪ :‬أن ال يغم أموالهم وال يسبى ذ ارريهمي روو عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أنه قال‪:‬‬
‫"من ت دار اإلس م ما فياا ويباحت دار الدرة ما فياا"ي‬
‫والسادسي أن ال يستعان لقتالهم بمنرك معاهد وال ذمي ذوان جاز أن يسيتعلن بهيم عليى فعيال أهيل‬
‫الحرب والردةي والسابا‪ :‬أن ال يهادنهم إلى مدة وال يوادعهم على مال‪ ،‬فذن هيادنهم إليى ميدة ليم يلزميه‪ ،‬فيذن‬
‫ضعف عن قتالهم انتظر بهم القوة عليهم‪ ،‬ذوان وادعهم على مال بطلت الميودة ونظير فيي الميال‪ ،‬فيذن كيان‬
‫من في هم أو من صدقاتهم لم يردو عليهم وصرف الصيدقات فيي أهلهيا والفييء فيي مسيتحقيه‪ ،‬ذوان كيان مين‬
‫خيالص أميوالهم ليم يجيز أن يملكيه علييهم ووجيب ردو إلييهم‪ ،‬والبيامن أن ينصيب علييهم العيرادات‪ ،‬وال يحييرق‬
‫عليهم المساكن وال يقطا عليه النخيل واألنجار ألنها دار إسالم تمنا ما فيها ذوان بغى أهلها‪ ،‬فذن أحاطوا‬
‫بأهييل العييدل وخييافوا ميينهم االصييطالم جيياز أن يييدفعوا عيين أنفسييهم مييا اسييتطاعوا ميين اعتميياد قييتلهم ونصييب‬
‫العيرادات عليييهم‪ ،‬فييذن المسييلم إذا أريييدت نفسييه جيياز لييه الييدفا عنهييا بقتييل ميين أرادهييا إذا كييان ال ينييدفا بغييير‬
‫القتل‪ ،‬وال يجوز أن يستمتا بدوابهم وال سالحهم‪ ،‬وال يستعان به في قتالهم ويرفيا الييد عنيه فيي وقيت القتيال‬
‫وبعدوي وقال أبو حنيفة رضيي اهلل عنيه‪ :‬يجيوز أن يسيتعان عليى قتيالهم بيدوابهم وسيالحهم ميا كانيت الحيرب‬
‫قا مة‪ ،‬وقد قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬ال يحل مال امرل مسلم اال بطيب نفسه منه"ي‬
‫فييذذا انجلييت الحييرب ومييا أهييل العييدل لهييم أم يوال ردت عليييهم‪ ،‬ومييا تلييف منهييا فييي غييير قتييال فهييو‬
‫مضمون على متلفه‪ ،‬وما أتلفوو في نا رة الحرب من نفس ومال فهو هيدر‪ ،‬وميا أتلفيوو عليى أهيل العيدل فيي‬
‫غييير نييا رة الحييرب ميين نفييس ومييال فهييو مضييمون عليييهم‪ ،‬ومييا أتلفييوو فييي نييا رة الحيرب ففييي وجييوب ضييمانه‬
‫عليهم قوالن‪ :‬أحيدهما يكيون هيد ارً ال يضيمن والبياني يكيون مضيموناً علييهم ألن المعصيية ال تبطيل حقياً وال‬
‫تسقط غرماً‪ ،‬فتضمن النفوس بالقود في العميد والديية فيي الخطيأي ويغسيل قتليى أهيل البغيي ويصيلى علييهم‪،‬‬
‫ومنا أبو حنيفة من الصالة عليهم عقوبة لهم‪ ،‬وليس على ميت في الدنيا عقوبة‪ ،‬وقد قال النبي صيلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪" :‬فرض على يمتي غسل موتاها والص ة عليام"ي‬
‫وأما قتلى أهل العدل في معركة الحرب في غسلهم والصالة عليهم فقوالن‪ :‬أحيدهما ال يغسيلون وال‬
‫يصلى عليهم تكريماً وتنريفاً كالنهداء في قتال المنركيني‬
‫والباني‪ :‬يغسلون ويصلى عليهم ذوان قتلوا بغياًي وقد صلى المسلمون على عمرو عبمان رضي اهلل‬
‫عنهما‪ ،‬وصلى بعيد ذليك عليي علييه السيالم ذوان قتليوا ظلمياً وبغيياً‪ ،‬وال ييرث بياغ قتيل عيادالً‪ ،‬وال عيادل قتيل‬
‫باغياً‪ ،‬لقول النبي صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬القاتل ال يرث"ي‬
‫وقال أبو حنيفة‪ ،‬أورث العادل من الباغي ألنه محق وال أورث الباغي من العادل ألنه مبطلي قال‬
‫أبو يوسف‪ :‬أورث كل واحد منهما من صاحبة ألنه متأول في قتله‪ ،‬ذواذا مير تجيار أهيل الذمية بعنيارة أهيل‬
‫البغي فعنر أميوالهم بيم قيدر علييهم عنيروا وليم يجيزهم الميأخوذ مينهم بخيالف الميأخوذ مين الزكيوات‪ ،‬ألنهيم‬
‫مروا بهم مختارين‪ ،‬والزكوات مأخوذة مين المقيميين المكيرهين ذواذا أتيى أهيل البغيي قبيل القيدرة علييهم حيدوداً‬
‫ففي إقامتها عليهم بعد القدرة وجهاني‬
‫الفصل الثالث‬
‫في وتال مم امتنع مم المحاربيم ووطاع الطرق‬

‫ذواذا اجتمعت طا فة من أهل الفساد على نهر السيال وقطيا الطرييق وأخيذ األميوال وقتيل النفيوس‬
‫ومنييا السييابلة فهييم المحيياربون الييذين قييال اهلل تعييالى فيييهم‪" :‬انمااا ج ازاء ال ا يم يحاااربوم اهلل ورسااوله‬
‫يو‬ ‫ويس ا وم فااي األرض فساااداً يم يقتل اوا يو يصاالبوا يو تقطااع ييااديام ويرجلااام ماام ف ا‬
‫ينفوا في األرض"ي‬
‫فاختلف الفقهاء في حكم هذو اجية على بالبة مذاهب‪ :‬أحدها أن اإلمام ومين اسيتنابه عليى قتيالهم‬
‫ميين ال يوالة بالخيييار بييين أن يقتييل وال يصييلب‪ ،‬وبييين أن يقتييل ويصييلب وبييين أن يقطييا أيييديهم وأرجلهييم ميين‬
‫خ ييالف‪ ،‬وب ييين أن ينف يييهم م يين األرض‪ ،‬وه ييذا ق ييول س ييعيد ب يين المس يييب ومجاه ييد وعط يياء ذوابي يراهيم النخع ييي‪:‬‬
‫والمذهب الباني‪ :‬أن مين كيان مينهم ذا رأو وتيدبير قتليه وليم يعيف عنيه‪ ،‬ومين كيان ذا بطي وقيوة قطيا ييدو‬
‫عيزرو وحبسيه‪ ،‬هيذا قيول ماليك بين أنيس وطا فية مين‬ ‫ورجله من خالف ومن ليم يكين مينهم ذا رأو وال بطي‬
‫فقهاء المدينية بجعلهيا مرتبية بياختالف صيفاتهم ال بياختالف أفعيالهم والميذهب الباليث‪ :‬أنهيا مرتبية بياختالف‬
‫أفعييالهم ال بيياختالف صييفاتهم‪ ،‬فميين قتييل وأخييذ المييال‪ :‬قتييل وصييلب‪ ،‬وميين قتييل ولييم يأخييذ المييال‪ :‬قتييل ولييم‬
‫يصيلب‪ ،‬وميين أخيذ المييال وليم يقتييل‪ :‬قطعيت يييدو ورجلييه مين خييالف‪ ،‬ومين كبيير وهييب ولييم يقتيل يأخييذ المييال‬
‫عزر ولم يقتل ولم يقطا وهو قول ابن عباس والحسن وقتادة والسدو وهو مذهب النافعي رضي اهلل عنهي‬
‫وقال أبو حنفية‪ :‬إن قتلوا وأخذوا المال فاإلمام بالخيار بين قتلهم بم صلبهم وبيين قطيا أييديهم وأرجلهيم مين‬
‫خالف بم قتلهم‪ ،‬ومن كان معهم مهيباً مكب اًر فحكمه كحكمهم‪ ،‬وأما قوله تعالى‪" :‬يو ينفوا في األرض"ي‬
‫فقييد اختلييف أهييل التأويييل فيييه علييى أربعيية أقاويييل‪ :‬أحييدها أنييه إبعييادهم ميين بييالد اإلسييالم‪ :‬إلييى بييالد‬
‫النرك‪ ،‬وهذا قول مالك بن أنس والحسن وقتادة والزهروي والباني‪ :‬أنيه إخيراجهم مين مدينية إليى أخيرى وهيذا‬
‫قييول عميير بيين عبييد العزيييز رحمييه اهلل وسييعيد بيين جبييير‪ ،‬والبالييث أنييه الحييبس وهييو قييول أبييي حنيفيية ومالييكي‬
‫والرابا وهو أن يطلبوا إلقامة الحدود عليهم فيبعدوا وهيذا قيول ابين عبياس والنيافعي‪ :‬وأميا قوليه تعيالى‪" :‬اال‬
‫ال يم تابوا مم وبل يم تقدروا عليام"ي‬
‫ففيه ألهل التأوييل سيتة أقاوييل‪ :‬أحيدها‪ :‬أنيه وارد فيي المحياربين المفسيدين مين أهيل الكفير إذا تيابوا‬
‫ميين نييركهم باإلسييالم‪ ،‬وأمييا المسييلمون فييال تسييقط التوبيية عيينهم حييداً والحق ياً‪ ،‬وهييذا قييول ابيين عبيياس والحسيين‬
‫ومجاهد وقتادة رضيي اهلل عينهم‪ ،‬وأميا التا يب بغيير أميان فيال تيؤبر توبتيه فيي سيقوط حيد وال حيق وهيذا قيول‬
‫عليي بين أبييي طاليب كييرم اهلل وجهيه والنييعبي‪ ،‬والباليث‪ :‬أنيه وارد فيييمن تياب ميين المسيلمين بعييد لحوقيه بييدار‬
‫الحرب بيم عياد قبيل القيدرة وهيو قيول عيروة بين الزبيير رضيي اهلل عنيه‪ ،‬وال اربيا‪ :‬أنيه وارد فييمن كيان فيي دار‬
‫اإلسالم في منعة وتاب قبل القدرة عليه سقطت عقوبته ذوان لم يكن في منعه لم تسقط وهذا قيول ابين عمير‬
‫وربيعة والحكم بن عيينة رضي اهلل عنهمي والخامس‪ :‬أن توبته قبل القدرة عليه ذوان لم يكن فيي منعيه تضيا‬
‫عنه جميا حيدود اهلل سيبحانه وال تسيقط عنيه حقيوق اجدمييين وهيذا قيول النيافعيي والسيادس‪ :‬أن توبتيه قبيل‬
‫القدرة عليه تضا عنه جميا الحدود والحقوق إال الدماء وهذا قول مالك بن أنيس فهيذا حكيم اجيية واخيتالف‬
‫أهل التأويل فيهاي بم نقول في المحاربين إنهم إذا كانوا على امتناعهم مقيمين قوتليوا كقتيال أهيل البغيي فيي‬
‫عامة أحوالهم ويخالفه من خمسية أوجيه‪ :‬أحيدها أنهيم يجيوز قيالهم مقبليين وميدبرين السيتيفاء الحقيوق مينهم‪،‬‬
‫وال يجوز اتبا من ولي من أهل البغيي والباني أنه يجوز أن يعميد فيي الحيرب إليى قتيل مين قتيل مينهم وال‬
‫يجوز أن يعمد إليى قتيل أهيل البغيي‪ ،‬والباليث أنهيم يؤاخيذون بميا اسيتهلكوو مين دم وميال فيي الحيرب وغيرهيا‬
‫بخالف أهل البغيي والرابا أنه يجوز حبس من أسر منهم السيتبراء حاليه ذوان ليم يجيز حيبس أحيد مين أهيل‬
‫البغي‪ ،‬والخامس أن ما اجتبوو من خراج وأخذوو من صدقات فهو كالمأخوذ غصباً ونهباً ال يسقط عن أهل‬
‫الخ يراج والصييدقات حق ياً فيكييون غرمييه عليييهم مسييتحقاً‪ ،‬ذواذا كييان المييولى علييى قتييالهم مقصييور الوالييية علييى‬
‫محاربتهم فليس له بعد القيدرة أن يقييم علييهم حيداً‪ ،‬وال أن يسيتوفي مينهم حقياً ويلزميه محاربتيه فلييس ليه بعيد‬
‫القدرة أن يقيم عليهم حيداً‪ ،‬وال أن يسيتوفي مينهم حقياً ويلزميه حملهيم إليى اإلميام لييأمر بذقامية الحيدود علييهم‬
‫واستيفاء الحقوق منهم‪ ،‬ذوان كانت واليته عامة على قتيالهم واسيتيفاء الحيدود والحقيوق مينهم فيال بيدأن يكيون‬
‫ميين أهييل العلييم والعداليية لينفييذ حكمييه فيمييا يقيمييه ميين حييد ويسييتوفيه ميين حييق‪ ،‬ذواذا كييان كييذلك كنييف عيين‬
‫أحوالهم مين أحيد وجهيين‪ :‬إميا بيذقرارهم طوعياً مين غيير ضيرب وال إكيراو‪ ،‬ذواميا بقييام البينية العادلية عليى مين‬
‫أنكر‪ ،‬فذذا علم مين أحيد هيذين اليوجهين ميا فعليه كيل واحيد مينهم مين ج ار ميه نظير‪ ،‬فمين كيان مينهم قيد قتيل‬
‫وأخذ المال قتله وصلبه بعد القتلي وقال مالك يصلب حياً بم يطعنه بالرمح حتى يميوت وهيذا القتيل محتيوم‬
‫وال يجييوز العفييو عنييه‪ ،‬ذوان عفييا عنييه ولييي الييدم كييان عفييوو لغ يواً ويصييلب بالبيية أيييام ال يتجاوزه يا بييم يحطييه‬
‫بعدها‪ ،‬ومن قتل منهم ولم يأخذا المال قتله ولم يصلبه وغسله وصلى عليهي وقيال ماليك يصيلى علييه غيير‬
‫من حكم بقتله؛ ومين أخيذ مينهم الميال وليم يقتيل قطيا ييدو ورجليه مين خيالف فكيان قطيا ييدو اليمنيى لسيرقته‬
‫وقطا رجله اليسرى لمجاهرته‪ ،‬ومن جير مينهم وليم يقتيل وليم يأخيذ الميال اقيتص مينهم الجي ار إن كيان فيي‬
‫مبلها قصاص‪ ،‬وفي إحتام القصاص فيي الجيرو وجهيان‪ :‬أحيدهما أنيه محتيوم وال يجيوز العفيو عنيه كالقتيل‬
‫والبياني هيو إلييى خييار مسييتحقة تجيب بمطالبتييه ويسيقط بعفييوو‪ ،‬ذوان كيان الجيير مميا ال قصيياص فييه وجبييت‬
‫دية المجرو إن طلب بها وتسقط إن عفا عنها‪ ،‬ومن كان منهم مهيباً أو مكب اًر لم يبانر قتالً وال جرحاً وال‬
‫أخييذ مييال عييزر أدب ياً وزج ي اًر وجيياز حبسييه ألن الحييبس أحييد التعزي يرين‪ ،‬وال يجييوز بييه ذلييك؛ ال قطييا وال قتييلي‬
‫وجييوز أبييو حنيفيية ذلييك فيييه إلحاقياً بحكييم المبانيرين معييه‪ ،‬فييذن تييابوا عيين جي ار مهم بعييد القييدرة عليييهم سييقطت‬
‫عنهم الم بم دون المظالم وأخذوا بما وجب عليهم من الحدود والحقوق؛ فيذن تيابوا قبيل القيدرة علييهم سيقطت‬
‫عينهم مييا المي بم حييدود اهلل سيبحانه ولييم تسييقط عينهم حقييوق اجدمييين؛ فميين كييان مينهم قييد قتيل فالخيييار إلييى‬
‫الولي في القصاص منه أو العفو عنه ويسقط بالتوبة إحتام قتله؛ ومين كيان مينهم قيد أخيذ الميال سيقط عنيه‬
‫القطا ولم يسقط عنيه الغيرم إال بيالعفو‪ ،‬ويجيرو عليى المحياربين وقطيا الطيرق فيي األمصيار حكيم قطاعيه‬
‫في الصحارى واألسفار؛ وهم ذوان لم يكونوا بالجراءة في األمصار أغليظ جرمياً ليم يكونيوا أخيف حكمياً وقيال‬
‫أبو حنيفة يختصون بهذا الحكيم فيي الصيحارى حييث ال ييدرك الغيوث أميا فيي األمصيار أو خارجهيا بحييث‬
‫يدرك الغوث فال يجرو عليهم حكيم الجيرأة فيي األمصيار؛ ذواذا أدعيو التوبية قبيل القيدرة علييهم فيذن ليم تقتيرن‬
‫بالدعوى أمارات تدل على التوبة لم تقبل دعواهم لها لما في سقوطها من حد قد وجبي ذوان اقترن بدعواهم‬
‫أمارات تدل على التوبة ففي قبولها منهم بغير بينة وجهان محتمالن‪ :‬أحدهما تقبل ليكون ذلك نبهة تسقط‬
‫بها الحدوديارى حييث ال ييدرك الغيوث أميا فيي األمصيار أو خارجهيا بحييث ييدرك الغيوث فيال يجيرو علييهم‬
‫حكم الجرأة في األمصار؛ ذواذا أدعو التوبة قبل القدرة عليهم فذن لم تقترن بالدعوى أمارات تدل على التوبة‬
‫ليم تقبييل دعيواهم لهييا لميا فييي سييقوطها ميين حييد قيد وجييبي ذوان اقتييرن بييدعواهم أميارات تييدل علييى التوبيية ففييي‬
‫قبولها منهم بغير بينة وجهان محتمالن‪ :‬أحدهما تقبل ليكون ذلك نبهة تسقط بها الحدودي‬
‫والباني ال تقبل إال بينة عادلة تنهد لهم بالتوبية قبيل القيدرة علييهم ألنهيا حيدود قيد وجبيت‪ ،‬والنيبهة‬
‫ما اقترنت بالفعل ال ما تأخرت عنهي‬
‫الباب الساد‬
‫في والية القضاء‬

‫وال يجييوز أن يقلييد القضيياء إال ميين تكاملييت فيييه نييروطه التييي يصييح معهييا تقليييدو وينفييذ بهييا حكمييه‬
‫وهي سبعة‪ :‬فالنرط األول منها أن يكون رجالً وهذا النرط يجما صفتين البلوغ والذكورية‪ ،‬فأما البلوغ فذن‬
‫غير البالغ ال يجرو عليه قلم وال يتعلق بقوله على نفسه حكم وكان أولى أن ال يتعلق به على غييرو حكيمي‬
‫وأمييا الميرأة فليينقص النسيياء عيين رتييب الواليييات ذوان تعليين بقييولهن أحكييامي وقييال أبييو حنيفيية يجييوز أن تقضييي‬
‫المرأة فيميا تصيح فيهيا نيهادتها‪ ،‬وال يجيوز أن تقضيي فيميا ال تصيح فييه نيهادتهاي ونيذ ابين جريير الطبيرو‬
‫فجوز قضاءها في جمييا األحكيام‪ ،‬وال اعتبيار بقيول ييردو اإلجميا ميا قيول اهلل تعيالى‪" :‬الرجاال وواماوم‬
‫على النساء بما فضل اهلل ب ضام على ب ض"ي‬
‫يعني في العقل والرأو‪ ،‬فلم يجز أن يقمن على الرجالي والنرط الباني وهو مجما على اعتبارو وال‬
‫يكتفي فيه العقل الذو يتعلق به التكلييف مين علميه بالميدركات الضيرورية حتيى يكيون صيحيح التميييز جييد‬
‫الفطنيية بعيييداً ميين السييهو والغفليية يتوصييل بذكا ييه إلييى إيضييا مييا أنييكل وفصييل مييا أعضييلي والنييرط البالييث‬
‫الحريية‪ ،‬ألن نقيص العبييد عين واليية نفسييه يمنيا مين انعقيياد واليتيه عليى غييرو‪ ،‬وألن اليرق لميا منييا مين قبييول‬
‫النهادة كان أولى أن يمنيا مين نفيوذ الحكيم وانعقياد الواليية وكيذلك الحكيم فييمن ليم تكميل حريتيه مين الميدبر‬
‫والمكاتييب وميين رق بعضييه‪ ،‬وال يمنعييه الييرق أن يفتييي كمييا ال يمنعييه الييرق أن يييروو بعييدم الوالييية فييي الفتييوى‬
‫والروايييةي ويجييوز ل ييه إذا عتييق أن يقضييي ذوان ك ييان عليييه والء ألن النس ييب غييير معتب ير ف ييي والييية الحك ييمي‬
‫والنييرط ال اربييا‪ :‬اإلسييالم لكونييه نييرطاً فييي ج يراز النييهادة مييا قييول اهلل سييبحانه وتعييالى‪" :‬ولاام يج اال اهلل‬
‫للكافريم على المؤمنيم سبي ً"ي‬
‫وال يجييوز أن يقلييد الكييافر القضيياء علييى المسييلمين وال علييى الكفيياري وقييال أبييو حنيفيية يجييوز تقلييدو‬
‫القضاء بين أهل دينه‪ ،‬وهذا ذوان كان عرف الوالة بتقليدو جارياً فهيو تقلييد زعامية ور اسية ولييس بتقلييد حكيم‬
‫وقضاء‪ ،‬ذوانما يلزمهم حكمة اللتزامهم ليه ال لزوميه لهيم‪ ،‬وال يقبيل اإلميام قوليه فيميا حكيم بيينهمي ذواذا امتنعيوا‬
‫من تحاكمهم إليه لم يجبروا عليه وكان حكم اإلسالم عليهم أنفذ‪ :‬والنرط الخيامس العدالية وهيي معتبيرة فيي‬
‫كييل واليييةي والعداليية‪ :‬أن يكييون صييادق اللهجيية ظيياهر األمانيية عفيف ياً عيين المحييارم متوقي ياً المييأبم بعيييداً ميين‬
‫الريييب‪ ،‬مأمونياً فييي الرضييا والغضييب مسييتعمالً لمييروءة مبليية فييي دينييه ودنييياو‪ ،‬فييذذا تكاملييت فيييه فهييي العداليية‬
‫التي تجوز بها نهادته وتصح معهيا واليتيه ذوان انخيرم منهيا وصيف منيا مين النيهادة والواليية فليم يسيما ليه‬
‫قول ولم ينفذ له حكمي والنرط السادس السالمة في السيما والبصير ليصيح بهميا إببيات الحقيوق ويفيرق بيين‬
‫الطالب والمطلوب‪ ،‬ويميز المقر من المكر ليتميز ليه الحيق مين الباطيل‪ ،‬ويعيرف المحيق مين المبطيل‪ ،‬فيذن‬
‫كان ضري اًر كانت واليته باطلية‪ ،‬وجوزهيا ماليك كميا حيوز نيهادته‪ ،‬ذوان كيان أصيم فعليى االخيتالف الميذكور‬
‫فييي األمانيية فأمييا سييالمة األعضيياء فغييير معتبيرة فيييه ذوان كانييت معتبيرة فييي اإلماميية‪ ،‬فيجييوز أن يقضييي ذوان‬
‫كييان مقعييداً ذا زمانييه ذوان كانييت السييالمة ميين اجفييات أهيييب لييذوو الوالييية والنييرط السييابا أن يكييون عالم ياً‬
‫باألحكام النرعية وعلمه بها ينتمل على علم أصولها واالوتياض بفروعهاي‬
‫وأصول األحكام في النر أربعيةي أحيدهما علميه بكتياب اهلل عيز وجيل عليى الوجيه اليذو تصيح بيه‬
‫معرفيية مييا تضييمنه ميين األحكييام ناسييخاً ومنسييوخاً ومحكم ياً ومتنييابهاً وعموم ياً وخصوص ياً ومجم يالً ومفس ي اًر‬
‫والبيياني علمييه بسيينة رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم البابتيية ميين أقوالييه وأفعالييه وطييرق مجي هييا فييي الت يواتر‬
‫واجحيياد والصييحة والفسيياد ومييا كييان عيين سييبب أو إطييالقي والبالييث علمييه بتأويييل السييلف فيمييا اجتمعيوا عليييه‬
‫واختلفوا فيه ليتبا االجما ويجتهد برأيه في االختالف والرابا علمه بالقياس الموجب ليرد الفيرو المسيكوت‬
‫عنها إلى األصول المنطوق بها والمجما عليها حتى يجد طريقاً إلى العلم بأحكام النوازل وتمييز الحق من‬
‫الباطل‪ ،‬فذذا أحاط علمه بهذو األصول األربعة في أحكام النريعة صيار بهيا مين أهيل االجتهياد فيي اليدين‪،‬‬
‫وجيياز لييه أن يفتييي ويقضييي‪ ،‬وجيياز لييه أن يسييتفتى ويستقضييى‪ ،‬ذوان أخييل بهييا أو بنيييء منهييا خييرج ميين أن‬
‫يكيون ميين أهييل االجتهياد فلييم يجييز أن يفتيي وال أن يقضييي فييذن قليد القضيياء فحكييم بالصيواب أو الخطييأ كييان‬
‫تقليدو بياطالً وحكميه ذوان وافيق الحيق والصيواب ميردوداً‪ ،‬وتوجيه الحيرج فيميا قضيى بيه علييه وعليى مين قليدو‬
‫الحكيم والقضيياء وجيوز أبييو حنيفيية تقلييد القضيياء ميين لييس ميين أهيل االجتهيياد ليسييتفتى فيي أحكامييه وقضيياياو‬
‫والييذو عليييه جمهييور الفقهيياء أن واليتييه باطليية وأحكامييه مييردودة‪ ،‬وألن التقليييد فييي فييرو النيير ضييرورة فلييم‬
‫يتحقييق إال فييي ملتييزم الحييق دون ملزمييهي قييد اختبيير رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم معيياذاً حييين بعبييه إلييى‬
‫اليمن والياً وقال‪ """"" :‬بم تحكم؟ وال بكتاب اهلل‪ ،‬وال فإم لم تجد؟ وال بسنة رسول اهلل واال‬
‫فإم لم تجد؟ وال يجتاد برييي‪ ،‬فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم الحماد هلل الا ي وفاق‬
‫رسول اهلل لما يرضي رسوله"ي‬
‫فأمييا والييية ميين ال يقييول بخبيير الواحييد فغييير جييا زة‪ ،‬ألنييه تييارك األصييل قييد اجتمعييت عليييه الصييحابة‬
‫وأكبر أحكام النر عنه مأخوذ فصار بمنزلة من ال يقول بحجة اإلجما لليذو ال تجيوز واليتيه ليرد ميا ورد‬
‫النص بهي وأما نفاة القياس فضربان‪ :‬ضرب منهم نفوو واتبعيوا ظياهر الينص وأخيذوا بأقاوييل سيلفهم فيميا ليم‬
‫يييرد فيييه نييص وطرح يوا االجتهيياد وعييدلوا عيين الفكيير واالسييتنباط‪ ،‬فييال يجييوز تقليييدهم الفضيياء لقصييورهم عيين‬
‫طرق األحكامي وضرب منهم نفوا القياس واجتهدوا في األحكام تعلقياً بفحيوى الكيالم ومفهيوم الخطياب كأهيل‬
‫الظاهري وقد اختلف أصحاب النافعي رضي اهلل عنه فيي جيواز تقلييدهم القضياء عليى وجهيين‪ :‬أحيدهما ال‬
‫يجوز للمعنى المذكوري والباني يجوز ألنهم يعتبرون واضح المعاني ذوان عدلوا عن خفي القياس‪ ،‬فذذا ببت‬
‫مييا وصييفنا ميين النييروط المعتبيرة فييي والييية القضيياء‪ ،‬فييال يجييوز أن يييولى إال بعييد العلييم باجتماعهييا فيييه؛ إمييا‬
‫بتقدم معرفة‪ ،‬ذواما باختيار ومسألةي قد قلد رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم عليياً علييه السيالم قضياء الييمن‬
‫ولم يختبرو لعلمه بيه ولكين وصياو تنبيهياً عليى وجيه القضياء فقيال‪" :‬ا ا حضار فصامام بايم يادية فا‬
‫تقض ألحدهما حتى تسمع ك م اآلفر"ي‬
‫ويجييوز لميين اعتقييد مييذهب النييافعي رحمييه اهلل أن يقلييد القضيياء ميين اعتقييد مييذهب أبييي حنيفيية ألن‬
‫للقاضي أن يجتهد برأيه في قضا ه وال يلزمه أن يقلد في النوازل واألحكام من اعتزى إلى مذهبه‪ ،‬فذذا كيان‬
‫نافعياً لم يلزمه المصير في أحكامه إلى أقاويل النيافعي حتيى يؤدييه اجتهيادو إليهيا‪ ،‬فيذن أداو اجتهيادو إليى‬
‫األخذ بقول أبي حنيفة عمل عليه وأخذ به‪ ،‬وقد منا بعض الفقهاء من اعتيزى إليى ميذهب أن يحكيم بغييرو‪،‬‬
‫فمنا النافعي أن يحكم بقول أبي حنيفة‪ ،‬ومنا الحنفي أن يحكم بمذهب النيافعي إذا أداو اجتهيادو إلييه لميا‬
‫يتوجه إليه من التهمة والممايلة في القضايا واألحكام ذواذا حكم بمذهب ال يتعيداو كيان أنفيى للتهمية وأرضيى‬
‫للخصوم‪ ،‬وهذا ذوان كانت الساسية تقتضيه فأحكام النر ال توجبه ألن التقليد فيها محظور واالجتهياد فيهيا‬
‫مسييتحق‪ ،‬ذواذا نفييذ قضيياؤو بحكييم وتجييدد مبلييه ميين بعييد أعيياد االجتهيياد فيييه وقضييى بمييا أداو اجتهييادو إليييه ذوان‬
‫خالف ما تقدم من حكمه فذن عمر رضي اهلل عنه قضى في المنركة بالتنريك في عام وترك التنريك في‬
‫غيرو فقيل له ما هكذا حكمت في العام الماضي‪ ،‬فقال تلك على ما قضينا وهذو على ما نقضيي‬
‫فلييو نييرط المييولى وهييو حنفييي أو نييافعي ميين والء القضيياء أن يحكييم إال بمييذهب النييافعي أو أبييي‬
‫حنيفة فهذا على ضربين‪ :‬أحيدهما أن ينيترط ذليك عمومياً فيي جمييا األحكيام‪ ،‬فهيذا نيرط باطيل سيواء كيان‬
‫موافقاً لمذهب المولى أو مخالفاً ليه‪ ،‬وأميا صيحة الواليية فيذن ليم يجعليه نيرطاً فيهيا وأخرجيه مخيرج األمير أو‬
‫مخرج النهى وقال قد قلدتك القضاء فاحكم بمذهب النافعي رحمه اهلل على وجه األمر أو ال تحكم بمذهب‬
‫أبي حنيفة على وجه النهى كانت الوالية صحيحة والنرط فاسداً سواء تضمن أم اًر أو نهياً ويجوز أن يحكم‬
‫بما أداو اجتهادو إليه سواء وافق نرطه أو خالفه ويكون انتراط المولي لذلك قيدحاً فيهيا إن عليم أنيه انيترط‬
‫ما ال يجوز؛ وال يكون قدحاً إن جهل لكن ال يصح ما الجهل به أن يكون مواليياً وال واليياً‪ ،‬فيذن أخيرج ذليك‬
‫مخرج النرط في عقد الوالية فقال قد قلدتك القضاء على أن ال تحكم فيه إال بمذهب النافعي أو بقول أبي‬
‫حنيفيية كانييت الوالييية باطليية ألنييه عقييدها علييى نييرط فاسييدي وقييال أهييل العيراقي تصييح الوالييية ويبطييل النييرط‪،‬‬
‫والضرب الباني أن يكون النيرط خاصياً فيي حكيم بعينيه‪ ،‬فيال يخليو النيرط مين أن يكيون أمي اًر أو نهيياً‪ ،‬فيذن‬
‫كيان أمي اًر فقييال لييه أقييد ميين العبييد بييالحر وميين المسييلم بالكييافر واقييتص فييي القتييل بغييير الحديييد كييان أميرو بهييذا‬
‫النرط فاسداً بم إن جعله نرطاً في عقد الوالية فسدت ذوان لم يجعله نرطاً فيها صحت وحكم في ذليك بميا‬
‫يؤديه اجتهادو إليهي ذوان كان نهياً فهو عليى ضيربين‪ :‬أحيدهما أن ينهياو عين الحكيم فيي قتيل المسيلم بالكيافر‬
‫والحر بالعبد‪ ،‬وال يقضي فيه بوجوب قود وال بذسقاطه فهذا جا ز ألنه اقتصير بواليتيه عليى ميا عيداو فصيار‬
‫ذلك خارجاً عن نظرو‪ ،‬والضرر الباني أن ال ينهاو عن الحكم وينهاو عن القضاء في القصاصي‬
‫فقييد اختلييف أصييحابنا فييي هييذا النهييي هييل يوجييب ص يرفه عيين النظيير فيييه علييى وجهييين أحييدهما أن‬
‫يكييون ص يرفاً عيين الحكييم فيييه وخارج ياً عيين واليتييه فييال يحكييم فيييه بذببييات قييود وال بذسييقاطهي والبيياني أنييه ال‬
‫يقتضييي الصييرف عنييه ويجييرو عليييه حكييم األميير بييه ويببييت صييحة النظيير إن لييم يجعلييه نييرطاً فييي التقليييد‬
‫ويحكم فيه بما يؤديه اجتهادو إليهي‬
‫ووالية القضاء تنعقد بما تنعقد به الواليات ما الحضور باللفظ منافهة وما الغيبة مراسلة ومكاتبية‬
‫لكن ال بد ما المكاتبة من أن يقترن بها من نواهد الحال ما يدل عليها عند المولى وأهل عملهي‬
‫واأللفياظ التييي تنعقيد بهييا الواليية ضيربان‪ :‬صيريح وكنايييةي فالصيريح أربعيية ألفياظ‪ :‬قييد قليدتك ووليتييك‬
‫واسييتخلفتك واسييتنتك‪ ،‬فييذذا أتييى بأحييد هييذو األلفيياظ انعقييدت والييية القضيياء وغيرهييا ميين الواليييات وليييس يحتيياج‬
‫معها إلى قرينة أخرى إال أن يكون تأكيداً ال نرطاًي فأما الكناية فقد ذكر بعض أصحابنا أنها سبعة ألفياظ‪:‬‬
‫قد اعتمدت عليك وعولت عليك ورددت إليك وجعلت إليك وفوضت إليك ووكلت إلييك وأسيندت إلييك‪ ،‬فهيذو‬
‫األلفاظ لما تضمنته من االحتمال تضعف في الوالية عن حكم الصريح حتى يقترن بها فيي عقيد الواليية ميا‬
‫ينفي عنها االحتمال فتصيير ميا ميا يقتيرن بهيا فيي حكيم الصيريح مبيل قوليه فيانظر فيميا وكلتيه إلييك واحكيم‬
‫فيما اعتمدت فيه عليك فتصير الوالية بهذو القرينة ما ما تقدم من الكناية منعقدة‪ ،‬بم تمامهيا موقيوف عليى‬
‫قبول المولي‪ ،‬فذن كيان التقلييد منيافهة فقبوليه عليى الفيور لفظياً‪ ،‬ذوان كيان م ارسيلة أو مكاتبية جياز أن يكيون‬
‫علييى الت ارخييي‪ ،‬ويجييوز قبولييه بييالقول مييا الت ارخيييي واختلييف فييي صييحة القبييول بالنييرو فييي النظيير؛ فجييوزو‬
‫بعضهم وجعله كالنطق وأباو آخرون حتى يكون نطقاً ألن النرو في النظر فير لعقيد الواليية فليم ينعقيد بيه‬
‫قبولهاي ويكون تمام الوالية ما ما ذكرنا من لفظ التقليد معتبي اًر بأربعية نيروط‪ :‬أحيدها معرفية الميولي للميولى‬
‫بأنه على الصفة التي يجوز أن يولى معها‪ ،‬فذن ليم يعليم أنيه عليى الصيفة التيي تجيوز معهيا تليك الواليية ليم‬
‫يصييح تقليييدو‪ ،‬فلييو عرفهييا بعييد التقليييد اسييتأنفها ولييم يجييز أن تعييول علييى مييا تقييدمهاي والنييرط البيياني‪ :‬معرفيية‬
‫المييولي بمييا عليييه المييولى ميين اسييتحقاق تلييك الوالييية بصييفاته التييي يصييير بهييا مسييتحقاً لهييا وأنييه قييد تقلييدها‬
‫وصييار مسييتحقاً لينابيية فيهييا إال أن هييذا نييرط معتبيير فييي قبييول المييولي وجيواز نظيرو وليييس بنييرط فييي عقييد‬
‫تقليدو وواليته‪ ،‬بخالف النرط المتقدم وليس يراعى في هذو المعرفية المنياهدة بيالنظري ذوانميا ي ارعيى انتنيار‬
‫يتتابا الخبر والنرط البالث ذكر ما تضيمنه التقلييد مين واليية القضياء أو إميارة اليبالد أو جبايية الخيراج ألن‬
‫هييذو نييروط معتب يرة فييي كييل تقليييد فييافتقرت إلييى تسييمية مييا تضييمنت ليييعلم علييى أو نظيير عقييدت فييذن جهييل‬
‫فسدت‪ ،‬والنرط الرابا ذكر تقليد البلد الذو عقدت الوالية علييه ليعيرف بيه العميل اليذو يسيتحق النظير فييه‪،‬‬
‫وال تصح الوالية ما الجهل به فذذا انعقدت تيم تقلييد الواليية بميا ذكرنيا مين النيروط واحتياج فيي ليزوم النظير‬
‫إلييى نييرط از ييد علييى نييروط العقييد وهييو إنيياعة تقليييد المييولى فييي أهييل عملييه ليييذعنوا بطاعتييه وينقييادوا إلييى‬
‫حكمه وهو نرط في لزوم الطاعة وليس بنرط في نفوذ الحكم‪ ،‬فذذا صحت عقداً ولزومياً بميا وصيفنا صيح‬
‫فيها نظر المولي والمولى كالوكالة ألنهما معاً استنابة ولم يلزم المقيام عليهيا مين جهية الميولى وال مين جهية‬
‫المولي وكان للمولي أن يعزله عنها متى ناء‪ ،‬وللمولى عيزل نفسيه عنهيا إذا نياء غيير أن األوليى بيالمولي‬
‫أن يعزله إال بعذر‪ ،‬وأن ال يعتزل المولى إال من عذر لما فيي هيذو الواليية مين حقيوق المسيلمين‪ ،‬فيذذا عيزل‬
‫أو اعتزل جب إظهيار العيزل كميا وجيب إظهيار التقلييد حتيى ال يقيدم عليى إنفياذ حكيم وال يغتير بيالترافا إلييه‬
‫خصم‪ ،‬فذن حكم بعد عزله وقد عرف عزله لم ينفذ حكمه‪ ،‬ذوان حكيم غيير عيالم بعزليه كيان فيي نفيوذ حكميه‬
‫وجهان كاختالفهما في عقود الوكيلي‬
‫وال تخلو والية القاضي من عموم أو خصوص‪ ،‬فذن كانت واليته عامة مطلقة التصرف في جمييا‬
‫ما تضمنته فنظرو منتمل على عنرة أحكام‪ :‬أحدها فصل فيي النازعيات وقطيا التنياجر والخصيومات‪ ،‬إميا‬
‫صييلحاً عيين ت يراض وي ارعييي فيييه الجيواز أو إجبييا اًر بحكييم بييات يعتبيير فييي الوجييوبي والبيياني اسييتيفاء الحقييوق‬
‫ممن مطل بها ذوايصالها إلى مستحقها بعد ببوت استحقاقها من أحد وجهين‪ :‬إقرار‪ ،‬أو بينةي‬
‫واختلف في جيواز حكميه فيهيا بعلميه‪ ،‬فجيوزو ماليك والنيافعي رضيي اهلل عنهميا أصيح قولييه‪ ،‬ومنيا‬
‫منه في القول اجخري وقال أبو حنيفية رحميه اهلل يجيوز أن يحكيم بعمليه فيميا علميه فيي واليتيه وال يحكيم بميا‬
‫علميه قبلهيياي والبالييث ببييوت الواليية علييى ميين كييان ممنيو التصييرف بجنييون أو صييغر والحجير عييل ميين يييرى‬
‫الحجر علييه لنفسيه أو فلييس حفظياً لمميوال عليى مسيتحقيها وتصيحيحاً ألحكيام العقيود فيهياي وال اربيا النظير‬
‫فييي األوقييات بحفييظ أصييولها وتنمييية فروعهييا والقييبض عليهييا وصيرفها فييي سييبيلها‪ ،‬فييذن كييان عليهييا مسييتحق‬
‫للنظر فيها ارعياو ذوان ليم يكين تيوالو‪ ،‬ألنيه ال يتعيين للخياص فيهيا إن عميت‪ ،‬ويجيوز أن يقضيي إليى العميوم‬
‫ذوان خصت‪ ،‬والخامس تنفيذ الوصايا على نروط الموصي فيما أباحه النر ولم يحظرو ذوان كانت لمعينين‬
‫كييان تنفيييذها باإلقبيياض‪ ،‬ذوان كانييت فييي موص ييوفين كييان تنفيييذها أن يتعييين مسييتحقوها باالجتهيياد ويملكي يوا‬
‫باإلقبيياض فييذن كييان فيهييا وصييي ارعيياو ذوان لييم يكيين ت يوالوي والسييادس تييزويج األيييامى باألكفيياء إذا عييد ميين‬
‫األولياء ودعين إلى النكا ‪ ،‬وال يجعله أبو حنيفة رضيي اهلل عنيه مين حقيوق واليتيه لتجيويز تفيرد األييم بعقيد‬
‫النكا ي والسابا إقامة الحدود على مستحقيها‪ ،‬فذن كان من حقوق اهلل تعالى تفرد باستيفا ه من غير طالب‬
‫إذا ببت بذقرار أو بينة‪ ،‬ذوان كان من حقوق اجدميين كيان موقوفياً عليى طليب مسيتحقهي وقيال أبيو حنيفية ال‬
‫يسييتوفيها مع ياً إال بخصييم مطالييبي والبييامن النظيير فييي مصييالح عملييه ميين الكييف عيين التعييدو فييي الطرقييات‬
‫واألقبية ذواخراج ماال يستحق من األجنحة واألبنية‪ ،‬وله أن ينفيرد بيالنظر فيهيا ذوان ليم يحضيرو خصيمي وقيال‬
‫أبو حنيفة ال يجوز له النظر فيها إال بحضور خصم مستعد‪ ،‬وهيي مين حقيوق اهلل تعيالى التيي يسيتوو فيهيا‬
‫المسيتعدو وغييير المسيتعدو فكييان تفيرد الوالييية بهيا أخييصي والتاسيا تصييفح نيهودو وأمنا ييه واختييار النييا بين‬
‫عنييه ميين خلفا ييه فييي إقيرارهم والتعويييل عليييهم مييا ظهييور السييالمة واالسييتقامة وص يرفهم واالسييتبدال بهييم مييا‬
‫ظهييور الجيير والخيانييةي وميين ضييعف ميينهم عمييا يعانيييه كييان موليييه بالخيييار فييي أصييلح األم يرين‪ :‬إمييا أن‬
‫يستبدل به من هو أقيوى منيه وأكفيى‪ ،‬ذواميا أن يضيم إلييه مين يكيون اجتماعيه علييه وأنفيذ وأمضيىي والعانير‬
‫التسييوية فييي الحكييم بييين القييوو والضييعيف والعييدل فييي القضيياء بييين المنييروف والنيريف‪ ،‬وال يتبييا ه يواو فييي‬
‫تقصير المحق أو ممايلة مبطل‪ ،‬قال اهلل تعالى‪" :‬يا داود انا ج لناة فليفة في األرض فااحكم بايم‬
‫بالحق وال تتباع الااوى فيضالة عام سابيل اهلل ام الا ي يضالوم عام سابيل اهلل لاام‬ ‫النا‬
‫ع اب دديد بما نسوا يوم الحساب"ي‬
‫وقد استوفى عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه في عهدو إليى أبيي موسيى األنيعرو نيروط القضياء‬
‫وبين أحكام التقليد فقال فيه‪ :‬أما بعد‪ ،‬فذن القضاء فريضة محكمة وسينة متبعية‪ ،‬فيافهم إذا أدليي إلييك‪ ،‬فذنيه‬
‫ال ينفا تكلم بحق ال نفاذ له‪ ،‬وآس بين الناس في وجهك وعدلك ومجلسك حتى ال يطما نريف في حيفيك‬
‫وال ييأس ضعيف من عدلكي البينة عليى مين ادعيى واليميين عليى مين أنكير؛ والصيلح جيا ز بيين المسيلمين‬
‫إال صلحاً أحل حراماً أو حرم حيالالً‪ ،‬وال يمنعيك قضياء قضييته أميس فراجعيت الييوم فييه عقليك وهيديت فييه‬
‫لرندك أن ترجا إلى الحق فذن الحيق قيديم‪ ،‬ال يبطليه نييء ومراجعية الحيق خيير مين التميادو فيي الباطيل؛‬
‫الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك ما ليس فيي كتياب اهلل تعيالى وال سينة نبييه‪ ،‬بيم اعيرف األمبيال واألنيباو؛‬
‫وقس األمور بنظا رها‪ ،‬واجعل لمن ادعى حقياً غا بياً أو بينية اميداً ينتهيي إلييه‪ ،‬فمين أحضير بينية أخيذت ليه‬
‫لحقه ذواال استحلل القضية عليه‪ ،‬فذن ذلك أنفى للنك وأجلى للعمى؛ والمسلمون عدول بعضهم على بعض‬
‫إال مجليوداً فيي حيد أو مجربياً علييه نيهادة زور أو ظنينياً فيي والء أو نسيب‪ ،‬فيذن اهلل عفيا عين األيميان ود أر‬
‫بالبيناتي ذواياك والقلق والضجر والتأفف بالخصوم فذن الحق في مواطن الحق يعظم اهلل به األجر ويحسين‬
‫به الذكر‪ ،‬والسالمي‬
‫فييذن قيييل ففييي هييذا العهييد خلييل ميين وجهييين‪ :‬أحييدهما خلييوو ميين لفييظ التقليييد الييذو تنعقييد بييه الواليييةي‬
‫والباني اعتبارو في النهود عدالية الظياهر والمعتبير فييه عدالية البياطن بعيد الكنيف والمسيألةي قييل أميا خليوو‬
‫عن لفظ التقليد ففييه جوابيان‪ :‬أحيدهما أن التقلييد تقدميه لفظياً وجعيل العهيد مقصيو اًر عليى الوصياية واألحكيام‬
‫والبيياني أن ألفيياظ العهييد تتضييمن معيياني التقلييد مبييل قولييه "فييأفهم إذا أدلييي إليييك" وكقولييه "فميين أحضيير بينيية‬
‫أخييذت لييه بحقييه" ذواال اسييتحللت القضييية عليييه فصييار فحييوى هييذو األواميير مييا نيواهد الحييال مغنيياً عيين لفييظ‬
‫التقليدي‬
‫وأمييا اعتبييارو فييي النييهود عداليية الظيياهر ففيييه جوابييان‪ :‬أحييدهما أنييه يجييوز أن يكييون مميين يييرى ذلييك‬
‫فذكرو إخبا اًر عن إعتقادو فيه ال أم اًر بهي والباني معناو أنهيم بعيد الكنيف والمسيألة عيدول ميا ليم يظهير جير‬
‫إال مجلييوداً فييي حييد‪ ،‬وليييس لهييذا القاضييي ذوان عمييت واليتييه جباييية الخيراج‪ ،‬ألن مص يرفه موقييوف علييى رأو‬
‫غيرو من والة الجيو ي فأما أموال الصدقات فيذن اختصيت بنياظر خرجيت عين عميوم واليتيه‪ ،‬ذوان ليم ينيدب‬
‫لها ناظر فقد تدخل في عموم واليته فيقبضها من أهلها ويصرفها في مستحقيها ألنها من حقوق اهلل تعيالى‬
‫فييمن سيماو لهيياي وقييل ال تيدخل فييي واليتيه ويكيون ممنوعياً مين التعيرض لهييا ألنهيا مين حقييوق األميوال التييي‬
‫تحمل على اجتهاد األ مة وكذلك القول في إمامة الجما واألعياد‪ ،‬فأما إن كانت واليته خاصة فهي منعقدة‬
‫على خصوصها ومقصورة النظر عليى ميا تضيمنته كمين قليد القضياء فيي بعيض ميا قيدمناو مين األحكيام أو‬
‫في الحكم بذقرار دون البينة أو في الديون دون المنياكح أو فيي مقيدر بنصياب فيصيح هيذا التقلييد وال يصيح‬
‫للم ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييولى أن يتعي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييداو ألنه ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييا اسي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييتنابة فصي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييحت عمومي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ياً وخصوص ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ياً كالوكالي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييةي‬
‫ويجوز أن يكون القاضي عام النظر خاص العمل‪ ،‬ليقلد النظر في جميا األحكام فيي أحيد جيانبي البليد أو‬
‫في محلة منه فينفذ جمييا أحكاميه فيي الجانيب اليذو قليدو والمحلية التيي عينيت ليه‪ ،‬وينظير فييه بيين سياكنيه‬
‫وبين الطار ين إليه‪ ،‬ألن الطارإ إليه كالساكن فيه إال أن يقتصر به على النظر بين ساكنيه دون الغريبين‬
‫والطييار ين إليييه فييال يتعييداهمي ولييو قلييد جميييا البلييد ليييحكم فييي أحييد جانبيييه أو فييي محليية منييه أو فييي دار ميين‬
‫دورو جاز له الحكم فيي كيل موضيا منيه ألنيه ال يمكين الحجير علييه فيي مواضيا جلوسيه ميا عميوم واليتيه‪،‬‬
‫فيذن أخييرج ذلييك خيرج النييرط فييي عقيد الوالييية أبطلهييا وكيان مييردود الحكييم فيي ذلييك الموضييا وغييرو‪ ،‬ولييو قلييد‬
‫الحكيم فيييمن ورد إليييه فييي دارو أو فييي مسييجدو صييح وليم يجييز أن يحكييم فييي غييير دارو وال فييي غييير مسييجدو‪،‬‬
‫ألنه جعل واليته مقصورة على من ورد إلى دارو أو مسجدو وهم ال يتعينيون إال بيالورود إليهميا فليذلك صيار‬
‫حكمييه فيهمييا نييرطاًي قييال أبييو عبييد اهلل الزبيييرو‪ :‬لييم تييزل األميراء عنييدنا بالبصيرة برهيية ميين الييدهر يستقضييون‬
‫قاضييياً علييى المسييجد الجيياما يسييمونه قاضييي المسييجد يحكييم فييي مييا تي درهييم وعن يرين دينييا اًر فمييا دونهييا‬
‫ويفرض النفقات وال يتعدى موضعه وال ما قدر لهي‬
‫ذواذا قلد قاضيان على بلد لم يخيل حيال تقلييدهما مين بالبية أقسيام‪ :‬أحيدها أن إليى أحيدهما موضيعاً‬
‫منه ذوالى اجخر غيرو فيصح‪ ،‬ويقتصر كل واحد منهم على النظر فيي موضيعه‪ ،‬والقسيم البياني أن ييرد إليى‬
‫أحييدهما نييو ميين األحكييام ذوالييى اجخيير غي يرو كييرد المييداينات إلييى أحييدهما والمنيياكح إلييى اجخيير فيجييوز ذلييك‬
‫ويقتصر كل واحد منهما على النظر في ذلك الحكيم الخياص فيي البليد كليهي والقسيم الباليث أن ييرد إليى كيل‬
‫واحد منهما جميا األحكام في جميا البليدي فقيد اختليف أصيحابنا فيي جيوازو‪ ،‬فمنعيت منيه طا فية لميا يفضيي‬
‫إليييه أمرهمييا ميين التنيياجر فييي تجيياذب الخصييوم إليهمييا‪ ،‬وتبطييل واليتهمييا إن اجتمعييت‪ ،‬وتصييح والييية األول‬
‫منهميا إن افترقيتي وأجازتييه طا فية أخييرى وهيم األكبييرون ألنهيا اسيتنابة كالوكاليية‪ ،‬ويكيون القييول عنيد تجيياذب‬
‫الخصوم قول الطالب دون المطلوب‪ ،‬فذن تسياويا اعتبير أقيرب الحياكمين إليهميا‪ ،‬فيذن اسيتويا فقيد قييل يقير‬
‫بينهما وقيل يمنعان من التحاكم حتى يتفقا على أحدهماي‬
‫ويجوز أن تكون والية القاضي مقصورة على حكومة معينة بين خصمين فال يجوز أن ينفذ النظر‬
‫بينهما إلى غيرهما من الخصوم وتكون واليته عليى النظير بينهميا باقيية ميا كيان التنياجر بينهميا باقيياً‪ ،‬فيذذا‬
‫بت الحكم بينهما زالت واليته‪ ،‬ذوان تجددت بينهميا منياجرة أخيرى ليم ينظير بينهميا إال بيذذن مسيتجد‪ ،‬فليو ليم‬
‫يعين الخصوم وجعل النظر مقصو اًر على األيام وقال قلدتك النظر بين الخصوم في يوم السبت وحدو جاز‬
‫نظرو فيه بين الخصوم فيي جمييا اليدعاوو‪ ،‬وتيزول واليتيه بغيروب النيمس منيه‪ ،‬وليو قيال قليدتك النظير فيي‬
‫كل يوم سبت جاز أيضاً وكان مقصور النظر فيهي فذذا خرج يوم السبت ليم تيزل واليتيه لبقا هيا عليى أمباليه‬
‫ميين األيييام ذوان كييان ممنوعياً ميين النظيير فيمييا عييداو‪ ،‬ولييو قييال ولييم يسييم أحييداً‪ :‬ميين نظيير فييي يييوم السييبت بييين‬
‫الخصوم فهو خليفتي لم يجز للجهل بالمولى‪ ،‬وألنه قد يجوز أن ينظر فيه من ليس من أهل االجتهاد‪ ،‬فلو‬
‫قييال ميين نظيير فيييه ميين أهييل االجتهيياد فهييو خليفتييي لييم يجييز أيض ياً للجهييل بييه‪ ،‬وألنييه يصييير تمييييز المجتهييد‬
‫موكوالً إلى رأو غيرو من الخصوم‪ ،‬ولو قال من نظر فيه من مدرسي أصحاب النافعي أو مفتي أصيحاب‬
‫أبي حنيفة لم يجز‪ ،‬وكذلك لو سمى عدداً فقال من نظر فيه من فيالن أو فيالن فهيو خليفتيي ليم يجيز سيواء‬
‫قييل العييدد أو كبيير‪ ،‬ألن المييولى ميينهم مجهييول لكيين إذا قييال رددت النظيير فيييه إلييى فييالن وفييالن وفييالن جيياز‬
‫سواء قل العدد أو كبر‪، ،‬ألن جميعهم مولى فذذا نظر فيه أحيدهم تعيين وزال نظير البياقين ألنيه ليم يجمعهيم‬
‫على النظر ذوانما أفرد به أحدهم‪ ،‬فذن جمعهم على النظر فيه لم يجز إن كبر عددهم‪ ،‬وفي جيوازهم إن قيل‬
‫وجهان من اختالف أصحابنا في الجما بين قاضييني‬
‫فأما طلب القضاء وخطبة الوالة عليه‪ :‬فذن من غير أهل االجتهاد فيه كان تعرضه لطلبه محظو اًر‬
‫وصار بالطلب مجروحاً‪ ،‬ذوان كان من أهله على السفة التي يجيوز معهيا نظيرو فليه فيي طلبيه بالبية أحيوال‪:‬‬
‫أحدها أن يكون القضاء في غير مستحقه‪ ،‬إما لنقص علمه‪ ،‬ذواما لظهيور جيورو فيخطيب القضياء دفعياً لمين‬
‫ال يستحقه ليكون فيمن هو بالقضاء أحق فهذا سا غ لما تضيمنه مين دفيا منكير‪ ،‬بيم ينظير‪ ،‬فيذن كيان أكبير‬
‫قصدو إزالة غير المستحق كان مأجو اًر‪ ،‬ذوان كان أكبيرو اختصاصيه بيالنظر فييه كيان مباحياً‪ :‬والحالية البانيية‬
‫أن يكون القضاء في مستحقه ومن هو أهله ويريد أن يعزله عنه إما لعداوة بينهما ذواميا ليجير بالقضياء إليى‬
‫نفسيه نفعياً؛ فهيذا الطلييب محظييور وهيو بهييذا الطليب مجييرو ي والحاليية البالبية أن ال يكييون فيي القضيياء نيياظر‬
‫وهييو خييال ميين وال عليييه؛ في ارعييي حالييه فييي طلبييه‪ ،‬فييذن كييان لحاجتييه إلييى رزق القضيياء المسييتحق فييي بييت‬
‫المييال كييان طلبييه مباح ياً‪ ،‬ذوان كييان لرغبيية فييي إقاميية الحييق وخوفييه أن يتعييرض لييه غييير مسييتحق كييان طلبييه‬
‫مسييتحباً‪ ،‬فييذن قصييد بطلبييه المباهيياة والمنزليية فقييد اختلييف فييي كراهييية ذلييك مييا االنفيياق علييى ج يوازو‪ ،‬فكرهتييه‬
‫طا فة ألن طلب المباهاة والمنزلة في الدنيا مكروو‪ ،‬قال اهلل تعيالى‪" :‬تلة الدار اآلفرة نج لاا لل يم ال‬
‫يريدوم علواً في األ رض وال فساداً وال اوبة للمتقيم"ي‬
‫وذهبت طا فة أخرى إلى أن طلبه لذلك غير مكروو‪ ،‬ألن طلب المنزلة مما أبيح ليس بمكروو‪ ،‬وقد‬
‫رغب نبي اهلل يوسف عليه السالم إلى فرعون في الواليية والخالفية فقيال‪" :‬اج لناي علاى فا از م األرض‬
‫اني حفيظ عليم"ي‬
‫فطلب الوالية وصف نفسه بميا يسيتحقها بيه مين قوليه "اناي حفايظ علايم" وفييه تيأويالن‪ :‬أحيدهما‬
‫حفييظ لميا اسيتودعتني علييم بميا وليتنييي‪ ،‬وهيذا قيول عبيد اليرحمن بين زيييد‪ ،‬والبياني أنيه حفييظ للحسياب عليييم‬
‫باأللسن‪ ،‬وهذا قول إسحاق بن سفياني وخرج هذا القول عن حد التزكية لنفسه والميد لهيا ألنيه كيان لسيبب‬
‫دعا إليهي واختلف ألجل ذلك في جواز الوالية من قبل الظالم‪ ،‬فذهب قوم إلى جوازها إذا عميل بيالحق فيميا‬
‫يتوالو‪ ،‬ألن يوسف عليه السالم تولى من قبل فرعون ليكون بعدله دافعاً لجوروي‬
‫وذهبت طا فة أخرى إلى حظرها والمنا من التعرض لها لما فيها من تولى الظالمين والمعونة لهيم‬
‫وتزكيتهم بالتقليد أو أمرهمي‬
‫وأجييابوا عيين والييية يوسييف عليييه السييالم ميين قبييل فرعييون بجيوابين‪ :‬أحييدهما أن فرعييون يوسييف كييان‬
‫ص ي ي ي ي ييالحاً ذوانم ي ي ي ي ييا الط ي ي ي ي يياغي فرع ي ي ي ي ييون موس ي ي ي ي ييىي والب ي ي ي ي يياني أن ي ي ي ي ييه نظ ي ي ي ي يير ف ي ي ي ي ييي أمالك ي ي ي ي ييه دون أعمال ي ي ي ي ييهي‬
‫فأمييا بييذل المييال علييى طلييب القضيياء فميين المحظييورات ألنهييا رنييوة محرميية يصييير البيياذل لهييا والقابييل لهييا‬
‫مجروحيني‬
‫روى بابييت عيين أنييس "يم رساااول اهلل صااالى اهلل علياااه وسااالم ل ااام الراداااي والمرتداااي‬
‫والرايش"ي‬
‫والراني‪ :‬باذل الرنوة‪ :‬والمرتني قابلهاي والراي ‪ :‬المتوسط بينهماي‬
‫وليس لمن تقلد القضاء أن يقبل هدية من خصم وال من أحد من أهل عمله ذوان لم يكين ليه خصيم‬
‫ألنه قد يستعديه فيما يليهي‬
‫روو ع ي ي ي يين النب ي ي ي ييي ص ي ي ي ييلى اهلل علي ي ي ي ييه وس ي ي ي ييلم أن ي ي ي ييه ق ي ي ي ييال‪" :‬هاااااااااادايا األمااااااااااراء غلااااااااااول"ي‬
‫فذن قبلها وعجل المكافأة عليها ملكها‪ ،‬ذوان لم يعجل المكافأة عليها كان بيت المال أحق بها إن تعذر ردها‬
‫على المهدو ألنه أولى بها منه‪ ،‬وليس للقاضي تأخير الخصوم إذا تنازعوا إليه إال من عذري وال يجوز ليه‬
‫أن يحجب إال في أوقات االستراحة‪ ،‬وليس له أن يحكم ألحد من والديه وال مين أوالدو ألجيل التهمية ويحكيم‬
‫عليهم الرتفاعها‪ ،‬وكذلك ال ينهد لهم وينهد عليهم‪ ،‬وينهد لعدوو وال ينهد عليه‪ ،‬ويحكم ذوان وطئ من ليم‬
‫يدخل في السبي حيد‪ ،‬ألن وطأهيا زنيا‪ ،‬وليم يلحيق بيه وليدها إن علقيتي فيذذا عقيدت هيذو اإلميارة عليى غيزوة‬
‫واحدة لم يكن ألميرها أن يغيزو غيرهيا سيواء غينم فيهيا أو ليم يغينم‪ ،‬ذواذا عقيدت عمومياً عامياً بعيد عيام لزميه‬
‫معاودة الغزو في كل وقت يقدر على غزو فيه وال يفتر عنه ما ارتفا الموانا إال قدر االسيتراحة وأقيل ميا‬
‫يجزيييه أن ال يعطييل عام ياً ميين جهيياد ولهييذا األميير إذا فوضييت إليييه اإلمييارة علييى المجاهييدين أن ينظيير فييي‬
‫أحكامهم ويقييم الحيدود علييهم وسيواء مين ارتيزق مينهم أو تطيو ‪ ،‬وال ينظير فيي أحكيام غييرهم ميا كيان سيا اًر‬
‫إلى بغرة‪ ،‬فيذذا اسيتقر فيي البغير اليذو تقليدو جياز أن ينظير فيي أحكيام جمييا أهليه مين مقاتلتيه ورعيتيه‪ ،‬ذوان‬
‫كانت إمارة خاصة أجرى عليها حكم الخصوصي‬
‫الباب السابع‬
‫في والية المظالم‬

‫ونظيير المظييالم هييو قييود المتظييالمين إلييى التناصييف بالرهبيية وزجيير المتنييازعين عيين التجاحييد بالهيبيية‬
‫فكييان ميين نييروط النيياظر فيهييا أن يكييون جليييل القييدر‪ ،‬نافييذ األميير‪ ،‬عظيييم الهيبيية ظيياهر العفييةي قليييل الطمييا‬
‫كبي يير ال ييور ‪ ،‬ألن ييه يحت يياج ف ييي نظي يرو إل ييى س ييطوة الحم يياة وبب ييت القض يياة‪ ،‬فيحت يياج إل ييى الجم ييا ب ييين ص ييفات‬
‫الف يريقين‪ ،‬وأن يكييون بجالليية القييدر نافييذ األميير فييي الجهتييين‪ ،‬فييذن كييان مميين يملييك األمييور العاميية كييالوزراء‬
‫واألميراء لييم يحييتج النظيير فيهييا إلييى تقليييد وكييان لييه بعميوم واليتييه النظيير فيهييا‪ ،‬ذوان كييان مميين لييم يفييوض إليييه‬
‫عميوم النظيير احتياج إلييى تقليييد وتوليية إذا اجتمعييت فييه النييروط المتقدميية‪ ،‬وهيذا إنمييا يصيح فيييمن يجييوز أن‬
‫يختييار لوالييية العهييد أو لييو ازرة التفييويض أو إلمييارة األقيياليم إذا كييان نظيرو فييي المظييالم عامياً‪ ،‬فييذن اقتصيير بييه‬
‫علييى تنفيييذ مييا عج يز القضيياة عيين تنفيييذو ذوامضيياء مييا قصييرت يييدهم عيين إمضييا ه جيياز أن يكييون دون هييذو‬
‫الراتبيية فييي القييدر والخطيير بعييد أن ال تأخييذو فييي الحييق لوميية ال ييم وال يستنييفه الطمييا إلييى رنييوةي فقييد نظيير‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم المظالم في النرب الذو تنازعه الزبير بن العوام رضي اهلل عنه ورجل مين‬
‫األنصيار فحضيرو بنفسيه فقييال الزبيير‪" :‬اسااق يناات يااا زبياار ثاام األنصااار فقااال األنصاااري انااه الباام‬
‫عمتة يا رسول اهلل فهضاب مام وولاه وواال ياا زبيار يجاره علاى بطناه حتاى يبلال المااء الاى‬
‫الك بيم"ي‬
‫ذوانما قال أجرو عل بطنه أدباً له لجرأته عليهي واختلف لم أميرو بيذجراء المياء إليى الكعبيين هيل كيان‬
‫حقاً بينه لهما حكماً أو كان مباحاً فأمرو به زج اًر على جوابين‪ ،‬ولم ينتدب للمظالم مين الخلفياء األربعية أحيد‬
‫ألنهيم فيي الصيدر األول ميا ظهيور اليدين علييهم بييين مين يقيودو التناصيف إليى الحيق أو يزجيرو اليوعظ عيين‬
‫الظلم‪ ،‬ذوانما كانت المنازعات تجرو بيينهم فيي أميور منيتبهة يوضيحها حكيم القضياء‪ ،‬فيذن تجيوز مين جفياء‬
‫أعيرابهم متجييوز تنيياو الييوعظ أن يييدبر وقييادو العنييف أن يحسيين فاقتصيير خلفيياء السييلف علييى فصييل التنيياجر‬
‫بييينهم بييالحكم والقضيياء تعيين ياً للحييق فييي جهتييه النقيييادهم إلييى التزمييه‪ ،‬واحتيياج علييي رضييي اهلل عنييه حييين‬
‫تيأخرت إمامتيه واخيتلط النياس فيهيا وتجيوروا إليى فصيل صيرامة فيي السياسية وزييادة تييقظ فيي الوصيول إليى‬
‫غوامض األحكام فكيان أول مين سيلك هيذو الطريقية واسيتقل بهيا وليم يخيرج فيهيا إليى نظير المظيالم المحيض‬
‫السييتغنا ه عنييهي وقييال فييي المنبرييية‪ :‬صييار بمنهييا تسييعاًي وقضييى فييي القارصيية والقامصيية والواقصيية بالدييية‬
‫أبالماًي وقضى في ولد تنازعته امرأتان بما أدى إلى فصل القضياء‪ ،‬بيم انتنير األمير بعيدو حتيى بعيدو حتيى‬
‫تجاهر الناس بالظلم والتغالب ولم يكفهم زواجر العظة عن التمانا والتجياذب‪ ،‬فاحتياجوا فيي رد المتغلبيين‬
‫وأنصيياف المغلييوبين إلييى نظيير المظييالم الييذو يمتييزج بييه قييوة السييلطنة بنصييف القضيياء‪ ،‬فكييان أول ميين أفييرد‬
‫للظالمات يوم يتصفح فيه قصص المتظلمين من غير مبانرة للنظر عبد الملك بن مروان‪ ،‬فكان إذا وقيف‬
‫منها على منكل أو احتاج فيها إلى حكم منفذ ردو إلى قاضييه أبيي إدرييس األودو فنفيذ فييه أحكاميه لرهبية‬
‫التجييارب ميين عبييد الملييك بيين مييروان فييي عملييه بالحييال ووقوفييه علييى السييبب‪ ،‬فكييان أبييو ادريييس هييو المبانيير‬
‫وعبد الملك هو اجمري بم زاد من جيور اليوالة ظليم العتياة ميا ليم يكفهيم عنيه إال أقيوى األييدو وأنفيذ األوامير‪،‬‬
‫فكييان عميير بيين عبييد العزيييز رحمييه اهلل أول ميين نييدب نفسييه للنظيير فييي المظييالم فردهييا و ارعييى السيينن العادليية‬
‫وأعادهيا‪ ،‬ورد مظييالم بنييي أمييية علييى أهلهييا حتييى قيييل لييه وقييد نييدد عليييهم فيهييا وأغلييظ إنييا نخيياف عليييك ميين‬
‫ردها العواقيب‪ ،‬فقيال كيل ييوم أتقييه وأخافيه دون ييوم القيامية ال وقيتيهي بيم جليس لهيا مين خلفياء بنيي العبياس‬
‫جماعة‪ ،‬فكان أول من جلس لها المهدو‪ ،‬بم الهادو‪ ،‬بم الرنيد‪ ،‬بم الميأمون في خر مين جليس لهيا المهتيدو‬
‫حتى عادت األمالك إلى مستحقيهاي وقد كان ملوك الفرس يرون ذلك من قواعد الملك وقوانين العدل الذو‬
‫فييي الجاهلييية حييين كبيير فيييهم‬ ‫ال يعمييم الصييال إال بمراعاتييه وال يييتم التناصييف إال بمبانيرتهي وكانييت قيري‬
‫الزعماء وانتنرت فيهم الرياسة وناهدوا مين التغاليب والتجياذب ميا ليم يكفهيم عنيه سيلطان قياهر عقيدوا حلفياً‬
‫على رد المظالم وأنصاف المظلوم من الظالم وكان سببه ما حكاو الزبير بين بكيار أن رجيالً مين الييمن مين‬
‫بني زبيد قدم مكة معتم اًر ببضاعة فانتراها منه رجل من بني سهم‪ ،‬وقيل أنه العاص بن وا ل فلوى الرجيل‬
‫بحقه فسأله ماله أو متاعه فامتنا عليه فقام على الحجر وأننظ بأعلى صوته من البسيط‪:‬‬

‫ببطن مكة فأنى الدار والنيفير‬ ‫***‬ ‫يال قصي لمظلوم بضياعيتيه‬
‫بين المقام وبين الحجر والحجر‬ ‫***‬ ‫وانعث محرم لم تقض حرمتيه‬
‫أو ذاهب في ضالل مال معتمر‬ ‫**‬ ‫أقا م من بني سهم بيذميتيهيم‬

‫بيم قييس بين نييبة السييلمي بيا متاعياً عليى أبييي بين خليف فليواو وذهييب بحقيهي فاسيتجار برجيل ميين‬
‫بين جما فلم يجرو‪ ،‬فقال قيس من الرجز‪:‬‬

‫يال قصي كيف هذا في الحرم *** وحرمة البيت وأحالف الكرم‬
‫***‬ ‫أظلم ال يمنا عني من ظاليم‬

‫فأجابه العباس بن مرداس السلمي من البسيط‪:‬‬

‫*** وقد نربت بكأس الذل أنفياسيا‬ ‫إن كان جارك لم تنفعك ذميتيه‬
‫*** ال تلق تأديبهم فحناً وال بياسيا‬ ‫فأت البيوت وكن من أهلها صدداً‬
‫*** يلق ابن حرب ويلق المرء عباسا‬ ‫ومن يكن بفناء البيت معتصيمياً‬
‫*** بالمجد والحزم ما عانا وما ساما‬ ‫بأخالق ميكيميلة‬ ‫قومي قري‬
‫*** والمجد يورث أخماساً وأسداسيا‬ ‫ساق الحجيج وهذا نانر فيليج‬

‫فتحيالفوا فيي دار‬ ‫فقام أبو سفيان والعباس بن عبد المطلب فيردا علييه ماليه واجتمعيت بطيون قيري‬
‫عبد اهلل بين جيدعان عليى رد المظيالم بمكية وأن ال يظليم أحيد إال منعيوو وأخيذوا للمظليوم حقيه‪ ،‬وكيان رسيول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم يوم ذ معهم قبل النبوة وهو ابن خمس وعنرين سنة فعقدو حلف الفضول في دار‬
‫عبد اهلل بن جدعان‪ ،‬فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ذاك اًر للحيال‪" :‬لقاد داادت فاي دار عباد اهلل‬
‫الفضول مالو دعيت اليه ألجبت‪ ،‬وما يحب يم لي به حمر الن م"ي‬ ‫بم جدعام حل‬
‫في هذا الحلف من البسيط‪:‬‬ ‫وأني بقصته وما يزيدو اإلسالم إال ندة فقال بعض قري‬

‫*** وزهرة لخير في دار ابن جدعان‬ ‫تيم بن مرة إن سألت وهانيمياً‬
‫*** ورقاء في فنن من جذ كتميان‬ ‫متحالفين على الندى ما عيردت‬

‫وهذا ذوان كان فعالً جاهلياً دعتهم إليه السياسة فقد صار بحضور رسول اهلل صلى اهلل عليه وسيلم‬
‫له وما قاله في تأكيد أمرو حكماً نرعياً وفعالً نبوياًي‬
‫فذذا نظر في المظالم من انتدب لها جعل لنظيرو يومياً معروفياً يقصيدو فييه المتظلميون ويراجعيه فييه‬
‫المتنييازعون‪ ،‬ليكييون مييا سيواو ميين األيييام لمييا هييو موكييول إليييه ميين السياسيية والتييدبير إال أن يكييون ميين عمييال‬
‫المظالم المنفردين لها فيكون مندوباً للنظر في جميا األيام‪ ،‬وليكن سهل الحجاب نزو األصحابي‬
‫ويستكمل مجلس نظرو بحضيور خمسية أصيناف ال يسيتغنى عينهم وال ينيتظم نظيرو إال بهيم‪ :‬أحيدهم‬
‫الحماة واألوان لجذب القوى وتقويم الجروءي والصنف الباني القضاة والحكام الستعالم ما يببت عندهم مين‬
‫الحقييوق ومعرفيية مييا يجييرو فييي مجالسييهم بييين الخصييومي والصيينف البالييث الفقهيياء ليرجييا إليييهم فيمييا أنييكل‬
‫ويسألهم عما انتبه وأعضلي والصنف الرابا الكتاب ليببتوا ما جرى بين الخصوم وميا توجيه لهيم أو علييهم‬
‫من الحقوق‪ ،‬والصنف الخيامس النيهود لينيهدهم عليى ميا أوجبيه مين حيق وأمضياو مين حكيم‪ ،‬فيذذا اسيتكمل‬
‫مجلس المظالم بمن ذكرنا من األصناف الخمسة نر حين ذ في نظرهاي‬
‫والذو يختص بنظر المظالم ينتمل على عنيرة أقسيام‪ :‬فالقسيم األول النظير فيي تعيدو اليوالة عليى‬
‫الرعييية وأخييذهم بالعسييف فييي السيييرة‪ ،‬فهييذا ميين لييزوم النظيير فييي المظييالم الييذو ال يقييف علييى ظالميية مييتظلم‪،‬‬
‫فيكون لسيرة الوالة متصفحاً عن أحوالهم مستكنيفاً ليقيويهم إن أنصيفوا ويكفهيم إن عسيفوا‪ ،‬ويسيتبدل بهيم إن‬
‫لم يصنفواي‬
‫حكييي أن عميير بيين عبييد العزيييز خطييب علييى النيياس فييي أول خالفتييه وكانييت ميين أول خطبيية فقييال‬
‫لهم‪ :‬أوصيكم بتقوى اهلل‪ ،‬فذنه ال يقبل غيرها وال يرحب إال أهلها‪ ،‬وقد كان قوم من الوالة منعيوا الحيق حتيى‬
‫انترى منهم نراء وبذلوا الباطل حتى افتدى منهم فداء‪ ،‬واهلل لوال سنة من الحيق أميتيت فأحييتهيا وسينة مين‬
‫وقتاً واحداًي أصلحوا آخرتكم تصلح لكم دنياكم‪ ،‬إن ام أر ليس بينه‬ ‫الباطل أحييت فأمتها ما باليت أن أعي‬
‫وين آدم إال الموت لمعرق له في الموتي‬
‫والقسم البياني‪ :‬أجيوز العميال فيميا يجبونيه مين األميوال فيرجيا فييه إليى القيوانين العادلية فيي دواويين‬
‫األ مة فيحمل النياس عليهيا ويأخيذ العميال بهيا وينظير فيميا اسيتزادوو‪ ،‬فيذن رفعيوو إليى بييت الميال أمير بيردو‪،‬‬
‫ذوان أخذوو ألنفسهم استرجعه ألربابهي‬
‫فقييد حكييي عيين المهييدو رضييي اهلل عنييه أنييه جلييس يوم ياً المظييالم فرفعييت إليييه قصييص فييي الكسييور‬
‫فسأل عنها‪ ،‬فقال سليمان بن وهب‪ :‬كان عمر بن الخطياب رضيي اهلل عنيه قسيط الخيراج عليى أهيل السيواد‬
‫ومييا فييتح ميين ن يواحي المنييرق والمغييرب ورق ياً وعين ياً وكانييت الييدراهم والييدنانير مضييروبة علييى وزن كسييرى‬
‫وقيصر‪ ،‬وكان أهل البلدان يؤدون ما في أيديهم من المال عدداً وال ينظرون في فضل بعض األوزان عليى‬
‫بعيض‪ ،‬بييم فسييد النيياس فصييار أربيياب الخيراج يييؤدون الطبرييية التييي هييي أربعيية دوانييق وتمسييكوا بييالوافي الييذو‬
‫وزنييه وزن المبقييال‪ ،‬فلمييا ولييي زييياد العيراق طالييب بييأداء اليوافي وألييزمهم الكسييور وجييار فيييه عمييال بنييي أمييية‪،‬‬
‫إلى أن ولي عبد الملك بن مروان‪ ،‬فنظير بيين اليوزنين وقيد وزن اليدراهم عليى نصيف وخميس المبقيال وتيرك‬
‫المبقييال علييى حالييه‪ ،‬بييم إن الحجيياج ميين بعييدو أعيياد المطالبيية بالكسييور حتييى أسييقطها عميير بيين عبييد العزيييز‬
‫وأعادها من بعدو إلى أيام المنصور إلى أن خرب السواد فأزال المنصور الخراج عن الحنطة والنعير ورقياً‬
‫وصيرو مقاسمة وهما أكبر غالت السواد وأبقى اليسير من الحبيوب والنخيل والنيجر عليى رسيم الخيراج وهيو‬
‫كمييا يلزمييون اجن الكسييور والمييؤن؛ فقييال المهتييدو معيياذ اهلل أن ألييزم النيياس ظلمياً تقييدم العمييل بييه أو تييأخر‪،‬‬
‫أسقطوو عن الناس‪ ،‬فقال الحسن بن مخلد إن أسقط أمير المؤمنين هذا ذهب من أموال السلطان في السنة‬
‫ابنا عنر ألف ألف درهم‪ ،‬فقال المهتدو على أن أقرر حقاً وأزيل ظلماً ذوان أجحف بيت المالي‬
‫والقسم البالث‪ :‬كتاب الدواوين ألنهم أمناء المسلمين على ببوت أميوالهم فيميا يسيتوفونه ليه ويوفونيه‬
‫منييه أعييادو؛ فيتصييفح أحيوال مييا وكييل إليييهم‪ ،‬فييذن عييدلوا بحييق ميين دخييل أو خييرج إلييى زيييادة أو نقصييان إلييى‬
‫قوانينه وقابل على تجاوزوي‬
‫حكي أن المنصور رضي اهلل عنه بلغه عن جماعة من كتاب دواوينه أنهم زوروا فيه وغيروا فأمر‬
‫بذحضارهم وتقدم تأديبهم؛ فقال حدث منهم وهو يضر من الوافر‪:‬‬

‫*** وعز يا أمير المؤمنيينيا‬ ‫أطال اهلل عمرك في صال‬


‫*** فذنك عصمة للعاليميينيا‬ ‫بعفوك نستجير فذن تجرنيا‬
‫*** فهبنا للكرام الكياتيبيينيا‬ ‫ونحن الكاتبون وقد أسيأنيا‬
‫فأمر بتخليتهم ووصل الفتى وأحسن إليه‪ ،‬ألنه ظهرت منه األمانة وبانت فيه النجابة وهذو األقسام‬
‫البالبي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يية ال يحتي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يياج والي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييي المظي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييالم في ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييي تصي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييفحها إلي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييى متظي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييالمي‬
‫والقسم الرابا‪ :‬تظلم المسترزقة من نقص أرزاقهم أو تأخرها عنهم ذواجحاف النظر بهم فيرجا إلى ديوانه في‬
‫فرض العطاء فيجريهم عليه وينظر فيميا نقصيوو أو منعيوو مين قبيل‪ ،‬فيذن أخيذو والة أميورهم اسيترجعه مينهم‪،‬‬
‫ذوان يأخذوو قضاء من بيت المالي‬
‫كتب بعض والة الجند إلى الميأمون أن الجنيد نيعبوا ونهبيوا‪ ،‬فكتيب إلييه ليو عيدلت ليم ينيعبوا‪ ،‬وليو‬
‫وفيت لم ينهبوا‪ ،‬وعزله عنهم وأدر عليهم أرزاقهمي‬
‫والقسم الخامس‪ :‬رد الغصوب‪ ،‬وهي ضربان أحدهما غصوب سلطانية قد تغليب عليهيا والة الجيوز‬
‫كاألمالك المقبوضة عن أربابها‪ ،‬إما لرغبة فيها‪ ،‬ذواما لتعد على أهلهيا‪ ،‬فهيذا إن عليم بيه واليي المظيالم عنيد‬
‫تفصح األمور أمر بردو قبل التظلم إليه‪ ،‬ذوان لم يعلم بيه فهيو موقيوف عليى تظيالم أربابيه‪ ،‬ويجيوز أن يرجيا‬
‫فيه عند تظلمهم إلى ديوان السلطنة فذذا وجد فيه ذكر قبضها على مالكها عمل عليه وأمير بردهيا إلييه وليم‬
‫يحتج إلى بينة تنهد به وكان ما وجدو في الديوان كافياًي‬
‫كمييا حكييي أن عميير بيين عبييد العزيييز رحمييه اهلل خييرج ذات يييوم إلييى الصييالة فصييادفه رجييل ورد ميين‬
‫اليمن متظلماً فقال من البسيط‪:‬‬

‫*** فقد أتاك بعيد الدار مظلوم‬ ‫تدعون جيران مظلوماً ببابكم‬

‫فق ييال م ييا ظالم ييك؟ فق ييال غص ييبني الولي ييد ب يين عب ييد المل ييك ض يييعتي‪ ،‬فق ييال ي ييا مي يراجم ا تن ييي ب ييدفتر‬
‫الصوافي بود في أصفى عبد اهلل الولييد بين عبيد المليك ضييعة فيالن‪ ،‬فقيال أخرجهيا مين اليدفتر وليكتيب بيرد‬
‫ضيييعته إليييه ويطلييق لييه ضييعف نفقتييهي والضييرب البيياني ميين الغصييوب مييا تغلييب عليييه ذوو األيييدو القوييية‬
‫وتصرفوا فيه تصرف المالك بيالقهر والغلبية‪ ،‬فيذا موقيوف عليى تظليم أربابيه وال ينتيز مين غاصيبه إال بأحيد‬
‫أربعية أميور‪ ،‬إميا بيياعتراف الغاصيب ذواقي اررو‪ ،‬ذوامييا بعليم واليي المظييالم فيجيوز ليه أن يحكييم علييه بعلميه‪ ،‬ذوامييا‬
‫ببينة تنهد على الغاصب بغصبه أو تنيهد للمغصيوب منيه بملكيه‪ ،‬ذواميا بتظياهر األخبيار اليذو ينفيي عنهيا‬
‫التواطؤ‪ ،‬وال يختلج فيهيا النيكوك ألنيه لميا جياز للنيهود أن ينيهدوا فيي األميالك بظياهر األخبيار كيان حكيم‬
‫والة المظالم بذلك أحقي‬
‫والقسم السادس‪ :‬منارفة الوقوف وهي ضربان‪ :‬عامة وخاصة‪ ،‬فأما العامة فيبيدأ بتصيفحها ذوان ليم‬
‫يكن فيها متظلم ليجريها على سبيلها ويمضيها على نروط واقفها إذا عرفهيا مين أحيد بالبية أوجيه‪ :‬إميا مين‬
‫دواوين الحكام المندوبين لحراسة األحكام‪ ،‬ذواما من دواوين السلطنة على ما جرى فيهيا مين معاملية أو ببيت‬
‫لها من ذكر وتسمية‪ ،‬ذواما من كتب فيها قديمة تقا في النفس صحتها ذوان ليم ينيهد النيهود بهيا ألنيه لييس‬
‫يتعين الخصم فيها فكان الحكم أوسا منه في الوقوف الخاصةي‬
‫وأمييا الوقييوف الخاصيية فييذن نظ يرو فيهييا موقييوف علييى تظييالم أهلهييا عنييد التنيياز فيهييا لوقفهييا علييى‬
‫خصييوم متعينييين فيعمييل عنييد التنيياجر فيهييا علييى مييا تببييت بييه الحقييوق عنييد الحيياكم وال يجييوز أن يرجييا إلييى‬
‫ديوان السلطنة وال إلى ما يببت من ذكرها في الكتب القديمة إذا لم ينهد بها نهود معدلوني‬
‫والقسييم السييابا‪ :‬تنفيييذ مييا وقييف القضيياة ميين أحكامهييا لضييعفهم عيين إنفاذهييا وعجييزهم عيين المحكييوم‬
‫عليه لتعززو وقوة يدو أو لعلو قدرو وعظم خطرو‪ ،‬فيكون ناظر المظالم أقوى يداً وأنفذ أمي اًر فينفيذ الحكيم عليى‬
‫م ي ي ي ي ي ي يين توج ي ي ي ي ي ي ييه إلي ي ي ي ي ي ي ييه ب ي ي ي ي ي ي ييانت از م ي ي ي ي ي ي ييا ف ي ي ي ي ي ي ييي ي ي ي ي ي ي ي ييدو أو بذل ازم ي ي ي ي ي ي ييه الخ ي ي ي ي ي ي ييروج مم ي ي ي ي ي ي ييا ف ي ي ي ي ي ي ييي ذمت ي ي ي ي ي ي ييهي‬
‫والقسم البامن‪ :‬النظر فيما عجز عنه النياظرون مين الحميية فيي المصيالح العامية كالمجياهرة بمنكير ضيعف‬
‫عن دفعه والتعدو في طريق عجز عن منعه والتحييف فيي ليم يقيدر عليى ردو فيأخيذهم بحيق اهلل تعيالى فيي‬
‫جميعه ويأمر بحملهم على موجبهي‬
‫والقسم التاسا‪ :‬مراعاة للعبادات الظاهرة كالجما واألعياد والحيج والجهياد مين تقصيير فيهيا ذواخيالل‬
‫بني ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييروطها في ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييذن حقي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييوق اهلل أولي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييى أن تسي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييتوفي وفروضي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييه أحي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييق أن تي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييؤدىي‬
‫والقسم العانر‪ :‬النظر بين المتناجرين والحكم بين المتنازعين فال يخرج في النظر بينهم عن موجب الحق‬
‫ومقتض يياو‪ ،‬وال يس ييوغ أن يحك ييم بي يينهم إال بم ييا يحك ييم ب ييه الحك ييام والقض يياة وربم ييا ان ييتبه حك ييم المظ ييالم عل ييى‬
‫الناظرين فيها فيجورون في أحكامها ويخرجون إلى الحد الذو ال يسوغ فيهاي‬
‫والفرق بين نظر المظالم ونظر القضاة من عنرة أوجه‪ :‬أحدها أن لناظر المظالم من فضل الهيبة‬
‫وقوة اليد ما ليس للقضياة فيي كيف الخصيوم عين التجاحيد ومنيا الظلمية مين التغاليب والتجياذبي والبياني أن‬
‫نظيير المظييالم يخييرج ميين ضيييق الوجييوب إلييى سييعة الج يواز فيكييون النيياظر فيييه أفسييح مجيياالً وأوسييا مقيياالًي‬
‫والبالييث أنييه يسييتعمل ميين فضييل اإلرهيياب وكنييف األسييباب باإلمييارات الداليية ون يواهد األح يوال الال حيية مييا‬
‫يضيييق علييى الحكييام فيصييل بييه إلييى ظهييور الحييق معرفيية المبطييل ميين المحييقي وال اربييا أن يقابييل ميين ظهيير‬
‫ظلمه بالتأديب ويأخذ من بان عدوانه بالتقويم والتهذيبي والخامس أن له من التأني في ترداد الخصوم عند‬
‫انيتباو أمييورهم واسيتبهام حقييوقهم‪ ،‬لييمعن فييي الكنيف عيين أسيبابهم وأحيوالهم ميا لييبس للحكيام إذا سييألهم أحييد‬
‫الخصييمين فصييل الحكييم فييال يسييوغ أن يييؤخرو الحيياكم ويسييوغ أن يييؤخرو والييي المظييالمي والسييادس أن لييه رد‬
‫الخصوم إذا أعضلوا وساطة األمناء ليفصلوا التناز بينهم صلحاً عن تراضي‪ ،‬وليس للقاضي ذلك إال عن‬
‫رضييى الخصييمين بييالردي والسييابا أن يفسييح فييي مالزميية الخصييمين إذا وضييحت أمييارات التجاحييد ويييأذن فييي‬
‫إلزام الكفالة فيما يسوغ فيه التكفل لينقاد الخصوم إلى التناصف ويعدلوا عن التجاحد والتكاذب‪ ،‬والبامن أنه‬
‫يس يما ميين نييهادات المسييتورين مييا يخييرج عيين عييرف القضيياء فييي نييهادة المعييدليني التاسييا أنييه يجييوز لييه‬
‫إحالف النهود عند ارتيابه بهم إذا بدلوا أيمانهم طوعياً ويسيتكبر مين عيددهم لييزول عنيه النيك وينفيي عنيه‬
‫االرتياب‪ ،‬وليس ذلك للحاكمي والعانر أنه يجوز أن يبتدإ باستدعاء النهود ويسألهم عما عندهم في تناز‬
‫الخصوم‪ ،‬وعادة القضاة تكليف المدعي إحضيار بينية وال يسيمعونها إال بعيد مسيألته‪ ،‬فهيذو عنيرة أوجيه يقيا‬
‫بها الفيرق بيين نظير المظيالم ونظير القضياء فيي التنياجر والتنياز وهميا فيميا عيداهما متسياويان‪ ،‬وسنوضيح‬
‫من تفصيلهما ما تبين به إطالق ما بينهما من هذو الفروق إن ناء اهلل تعالىي‬
‫ذواذا كان كذلك لم يخل حال اليدعوى عنيد الت ارفيا فيهيا إليى واليي المظيالم مين بالبية أحيوال‪ :‬إميا أن‬
‫يقترن بها ما يقويها أو يقتيرن بهيا ميا يضيعفها أو تخليو مين األميرين‪ ،‬فيذن اقتيرن بهيا ميا يقويهياي فلميا اقتيرن‬
‫بها من القوة ستة أحوال تختلف بها قوة الدعوى على التدريجي‬
‫فأولها أحوالها‪ :‬أن يطهر معها كتاب فيه نهود معدلون حضوري والذو يختص نظر في مبل هذو‬
‫الييدو نييي ان‪ :‬أحييدهما يبتييدإ النيياظر فيهييا باسييتدعاء النييهود للنييهادة والبيياني اإلنكييار علييى الجاحييد بحسييب‬
‫حالة ونواهد أحواله‪ ،‬فذذا أحضر النيهود‪ ،‬فيذن كيان النياظر فيي المظيالم ممين يجيل قيدرة كالخليفية أو وزيير‬
‫التفويض أو أمير إقليم راعي من أحوال المتنازعين ميا تقتضييه السياسية مين مبانيرة النياظر بينهميا إن جيل‬
‫قدرهما أو رد ذلك إلى قاضيه بمنهد منه إن كانا متسوطين أو على بعد منه إن كانا خامليني‬
‫حكي أن المأمون رضي اهلل عنه كيان يجليس للمظيالم فيي ييوم األحيد فينهض ذات ييوم مين مجليس‬
‫نظرو فلقته إمرأة في بياب ربة فقالت من البسيط‪:‬‬

‫*** إماماً به قد أنرق اليبيليد‬ ‫يا خير منتصف يهدو له الرند‬


‫*** عدا عليها فما تقوى به أسيد‬ ‫تنكو إليك عميد الملك أرميلة‬
‫*** لما تفرق عنها األهل والوليد‬ ‫فابتز منها ضياعاً بعد منعتهيا‬

‫فأطرق المأمون يسي اًر بم رفا رأسه وقال من البسيط‪:‬‬

‫*** وأقر القلب هذا الحزن والكم يد‬ ‫من دون ما قلت عيل الصبر والجلد‬
‫*** وأحضر الخصم في اليوم الذو أعد‬ ‫هذا أو أن صالة الظهر فانصرفيي‬
‫*** أنصفك منيه ذواال الميجيليس األحيد‬ ‫المجلس السبت إن يقض الجلوس لن يا‬

‫فانصرفت وحضرت يوم األحد في أول الناس‪ ،‬فقيال لهيا الميأمون مين خصيمك؟ فقاليت القيا م عليى‬
‫أرسييك العبيياس ابيين أمييير المييؤمنين‪ ،‬فقييال المييأمون لقاضيييه يحيييى بيين أكييبم وقيييل لييوزيرو أحمييد بيين أبييي خالييد‬
‫أجلسها معه وأنظر بينهما‪ ،‬فأجلسها معه ونظر بينهما بحضرة المأمون وجعل كالمها يعلو‪ ،‬فزجرهيا بعيض‬
‫حجابه‪ ،‬فقال له المأمون دعها فذن الحق أنطقها والباطل أخرسه‪ ،‬وأمر برد ضياعها عليهيا‪ ،‬ففعيل الميأمون‬
‫في النظر بينهما حيث كان بمنهدو‪ ،‬ولم يبانرو بنفسه لميا اقتضيته السياسية مين وجهيين‪ :‬أحيدهما أنيه حكيم‬
‫ربما توجه لولدو وربما كان عليه وهو ال يجوز أن يحكم لولدو ذوان جاز أن يحكم عليه‪ ،‬والبياني أن الخصيم‬
‫إمرأة يجل المأمون عن محاورتها وابنه من جاللة القدر بالمكيان اليذو ال يقيدر غييرو عليى إل ازميه الحيق فيرد‬
‫النظيير بمنييهد منييه إلييى ميين كفيياو محيياورة الم يرأة فييي اسييتيفاء الييدعوى واستيضييا الحجيية‪ ،‬وبانيير المييأمون‬
‫رضي اهلل عنه تنفيذ الحكم ذوالزام الحقي‬
‫والحالة البانية في قوى الدعوى أن يقترن بها كتاب فيه من النهود المعدلين من هو غا ب‪ ،‬فالذو‬
‫يختص بنظر المظالم في مبل هذو الدعوى أربعة أنياء‪ :‬أحدها إرهاب المدعي عليه فربما تعجل من إق اررو‬
‫بقوة الهيبة ما يغني عن سما البينةي والباني التقدم بذحضيار النيهود إذا عيرف مكيانهم وليم ييدخل الضيرر‬
‫الناق عليهمي والبالث األمير بمالزمية الميدعي علييه بالبياً ويجهيد أرييه فيي الزييادة عليهيا بحسيب الحيال مين‬
‫قوة اإلمارة ودال ل الصحة والرابا أن يظهير فيي اليدعوى‪ ،‬فيذن كانيت مياالً فيي الذمية كلفيه إقامية كفييل‪ ،‬ذوان‬
‫كانت عيناً قا ماً كالعقار حجر عليه فيها حج اًر ال يرفا بيه حكيم ييدو ورد اسيتغاللها إليى أميين يحفظيه عليى‬
‫مستحقه منهما فذن تطاولت المدة ووقيا اإليياس مين حضيور النيهود جياز ليوالي المظيالم أن يسيأل الميدعي‬
‫عليه عن دخول يدو ميا تجدييد إرهابيه‪ ،‬فيذن ماليك بين أنيس رضيي اهلل عنيه ييرى فيي مبيل هيذا الحيال سيؤال‬
‫المدعي عليه عن سبب دخول ييدو ذوان ليم ييرو النيافعي وأبيو حنيفية‪ ،‬وللنياظر فيي المظيالم اسيتعمال الجيا ز‬
‫وال يلزم االقتصار على الواجب‪ ،‬فذن أجاب بما يقطا التناز أمضاو ذواال فصل بينهما بمقتضى النر ي‬
‫والحالة البالبة في قوة الدعوى أن يكون في الكتاب المقترن بها نيهود حضيور لكينهم غيير معيدلين‬
‫عنيد الحيياكم والييذو يخييتص بنظيير المظييالم أن يتقييدم النياظر فيهييا بذحضييار وسييير أحوالهييا فذنييه يجييدهم علييى‬
‫أحوال بالبية إميا أن يكونيوا مين ذوو الهي يات وأهيل الصييانات فالبقية بنيهاداتهم أقيوى ذواميا أن يكونيوا أرذاالً‬
‫فال يقوى عليهم لكن يقيوى بهيم إرهياب الخصيم ذواميا أن يكونيوا أوسياطاً فيجيوز ليه بعيد الكنيف عين أحيوالهم‬
‫أن يسييتظهر بييذحالفهم إن رأى قبييل النييهادة أو بعييدها تييم هييو فييي سييما نييهادة هييذين الصيينفين بييين بالبيية‬
‫أمييور‪ :‬أحييدها إمييا أن يسييمعها بنفسييه فيييحكم بهييا ذوامييا أن يييرد إلييى القاضييي سييماعها ليؤديهييا القاضييي إليييه‬
‫ويكون الحكم إال بها موقوفاً عليه ألن القاضي ال يجوز أن يحكم إال بنهادة من ببت عندو عدالته ذواما أن‬
‫يييرد سييماعها إلييى النييهود المعييدلين فييذن رد إليييهم نقييل نييهادتهم إليييه لييم يلييزمهم استكنيياف أح يوالهم ذوان رد‬
‫النييهادة عنييدو لمييا يصييح ميين نييهادتهم لييزمهم الكنييف عمييا يقضييي قبييول نييهادتهم لينييهدوا بهييا بعييد العلييم‬
‫لصحتها ليكون تنفيذ الحكم بحسبهاي‬
‫والحاليية الرابعيية فييي قييوى الييدعوى أن يكييون فييي الكتيياب المقتييرن بهييا نييهادة نييهود مييوتى معييدلين‬
‫والكتيياب موبييوق بصييحته‪ ،‬فالييذو يخييتص بنظيير المظييالم فيييه بالبيية أنييياء‪ :‬أحييدها إرهيياب المييدعي عليييه بمييا‬
‫يضطرو إلى الصدق واالعتراف بالحقي والباني سؤاله عن دخول يدو لجواز أن يكون من وابه ما يتضح به‬
‫الحقي والبالث أن يكنف عن الحال من جيران الملك ومن جييران المتنيازعين فييه ليتوصيل بيه إليى وضيو‬
‫الحق فذن لم يصل إليه بواحد من هذو البالبة ردهما إلى وساطة محتنم مطا له بهما معرفة وبما تنازعاو‬
‫خبرة ليضطرهما بكبرة الترداد وطول المدى إليى التصيادق والتصيالح فيذن أفضيى األمير بينهميا إليى أحيدهما‬
‫ذواال بت الحكم على ما يوجبه حكم القضاءي‬
‫والحاليية الخامسيية فييي قييوة الييدعوى أن يكييون مييا المييدعي خييط المييدعى عليييه بمييا تضييمنته الييدعوى‬
‫فنظر المظالم فيه يقتضي سؤال المدعي عليه عن الخط‪ ،‬وأن يقال له أهذا خطك‪ ،‬فذن حكم إق اررو‪ ،‬ذوان لم‬
‫يعترف بصحته فمن والة المظيالم مين حكيم علييه بخطيه إذا اعتيرف بيه ذوان ليم يعتيرف بصيحته وجعيل ذليك‬
‫من نواهد الحقوق اعتبا اًر بالعرف‪ ،‬والذو عليه محققوهم وما ييراو جمييا الفقهياء مينهم أنيه ال يجيوز للنياظر‬
‫منهم أن يحكم بمجرد الخيط حتيى يعتيرف بصيفة ميا فييه‪ ،‬ألن نظير المظيالم ال يبييح مين األحكيام ميا حظيرو‬
‫النر ونظر المظالم فيه أن يرجا إلى ما يذكرو من خطه‪ ،‬فذن قال كتبته ليقرضني وميا أقرضيني أو لييدفا‬
‫إلييى بميين مييا بعتييه ومييا دفييا فهييذا ممييا يفعلييه النيياس أحيان ياً‪ ،‬ونظيير المظييالم فييي مبلييه أن يسييتعمل فيييه ميين‬
‫اإلرهاب بحسب ما ينهد به الحال وتقوى به اإلمارة بم يرد إلى الوساطة‪ ،‬فذن أفضت إلى الصلح ذواال بيت‬
‫القاضي الحكم بينهميا بالتحيالف‪ ،‬ذوان أنكير الخيط فمين والة المظيالم مين يختبير الخيط بخطوطيه التيي كتبهيا‬
‫ويكلفه من كبرة الكتابة ما يمنا من التصنا فيها بم يجما بين الخطين فذذا تنابها حكم به عليه وهذا قيول‬
‫من جعل اعترافه الخط موجباً للحكم به والذو عليه المحققون منهم أنهم ال يفعليون ذليك للحكيم علييه ولكين‬
‫إلرهابييه وتكييون النييبهة مييا إنكييارو للخييط أضييعف منهييا مييا اعت ارفييه بييه وترفييا النييبهة إن كييان الخييط منافي ياً‬
‫لخطييه ويعييود اإلرهيياب علييى المييدعي بييم يييردان إلييى الوسيياطة‪ ،‬فييذن أفضييت الحييال إلييى الصييلح ذواال بييت‬
‫القاضي الحكم بينهما باإليماني‬
‫والحالة السادسة في قوة الدعوى إظهار الحساب بما تضمنت الدعوى وهيذا يكيون فيي المعيامالت‪،‬‬
‫وال يخلو حيال الحسياب مين أحيد أميرين‪ :‬إميا أن يكيون حسياب الميدعي أو حسياب الميدعى علييه‪ ،‬فيذن كيان‬
‫حسياب المييدعي فالنييبهة فيييه أضييعف‪ ،‬ونظيير المظييالم يرجييا فيي مبلييه إليى م ارعيياة نظييم الحسيياب‪ ،‬فييذن كييان‬
‫مختالً يحتميل فييه اإلدغيال كيان مطرحياً وهيو يضيعفالدعوى أنيبه منيه بقوتهيا‪ ،‬ذوان كيان نظميه متسيقاً ونقليه‬
‫صحيحاً فالبقة به أقوى فينقضي الحساب للمدعي عليه كانت الدعوى به أقيوى‪ ،‬وال يخليو أن يكيون منسيوباً‬
‫إلى خطه أو خط كاتبه‪ ،‬فذن كان منسوباً إلى خطه فلناظر المناظر فيه أن يسيأل عنيه الميدعى علييه أهيذا‬
‫خطك‪ ،‬فذن اعترف به قيل أتعلم ميا هيو‪ ،‬فيذن أقير بمعرفتيه قييل أتعليم صيحته فيذن أقير بصيحته صيار بهيذو‬
‫البالبيية مق ي اًر بمضييمون الحسيياب فيؤخييذ بمييا فيييه‪ ،‬فييذن اعتييرف بأنييه خطييه وأنييه لييم يعلييم مييا فيييه ولييم يعتييرف‬
‫بصيحته فمين حكيم بيالخط مين والة المظيالم حكيم علييه بموجيب حسييابه ذوان ليم يعتيرف بصيحته وجعيل البقيية‬
‫بهذا أقوى من البقة بالخط المرسيل‪ ،‬ألن الحسياب ال يببيت فييه قيبض ميا ليم يقيبض‪ ،‬واليذو علييه المحققيون‬
‫ميينهم وهييو قييول الفقهيياء أنييه ال يحكييم عليييه بالحسيياب الييذو لييم يعتييرف بصييحته مييا فيييه‪ ،‬ولكيين يقتضييي ميين‬
‫فضيل اإلرهيياب بييه أكبيير ممييا اقتضيياو الخييط المرسييل لمييا تقييدم ذكيرو ميين الفييرق بينهمييا فييي العييرف‪ ،‬بييم يييردان‬
‫بعييدو إلييى الوسيياطة‪ ،‬بييم إلييى بييت القضيياة‪ ،‬ذوان كييان الخييط منسييوباً إلييى كاتبييه سي ل عنييه المييدعى عليييه قبييل‬
‫سؤال كاتبه‪ ،‬فذن اعترف بما فيه أخذ به ذوان لم يعترف يسأل عنه كاتبه‪ ،‬فذن أنكرو ضيعفت النيبهة بذنكيارو‬
‫وأرهب إن كان متهمياً وليم يرهيب إن كيان مأمونياً‪ ،‬فيذن اعتيرف بيه وبصيحته صيار نياهداً بيه عليى الميدعي‬
‫عليه فيحكم عليه بنهادته إن كان عدالً‪ ،‬ويقضي بالنياهد واليميين إميا ميذهباً ذواميا سياسية تقتضييها نيواهد‬
‫الحييال‪ ،‬فييذن لن يواهد الحييال فييي المظييالم تييأبي اًر فييي اخييتالف األحكييام‪ ،‬ولكييل حييال منهييا فييي اإلرهيياب حييد ال‬
‫يتجاوزو تميي اًز بين األحوال بمقتضى نواهدهاي‬
‫وأميا إن اقتييرن باليدعوى مييا يضيعفها‪ ،‬فلمييا اقتيرن بهييا مين الضييعف سيتة أحيوال تنيافي أحيوال القييوة‪،‬‬
‫فينتقل اإلرهاب بها من جنبة المدعى عليه إلى جنبة المدعيي‬
‫فالحالة األولى‪ :‬أن يقابل بكتاب نهودو حضور معدلون ينهدون بما يوجب بطالن اليدعوى وذليك‬
‫من أربعة أوجه‪ :‬أحدها أن ينهدوا عليه ببيا ما ادعياوي والبياني أن ينيهدوا عليى إقي اررو بيأن ال حيق ليه فيميا‬
‫ادعاو‪ ،‬والبالث أن ينهدوا على إقرار أبيه الذو ذكر انتقال الملك عنه أنه ال حق له فيما ادعاوي والرابا أن‬
‫ينييهدوا للمييدعى عليييه بأنييه مالييك لمييا ادعيياو عليييه فبطييل دعيواو بهييذو النييهادة ويقتضييي نظيير تأديبييه بحسييب‬
‫حاله‪ ،‬فذن ذكر أن النهادة باالبتيا كانت على سبيل رهب ذوالجاء‪ ،‬وهذا قد يفعله الناس أحياناً فينظر فيي‬
‫كتاب االبتيا ‪ ،‬فيذن ذكير فييه أنيه مين غيير رهيب وال إلجياء ضيعفت نيبهة هيذو اليدعوى‪ ،‬ذوان ليم ييذكر ذليك‬
‫فيه قويت نبهة الدعوى وكان اإلرهاب في الجهتين بمقتضى نواهد الحالين ورجا إلى الكنف بالمجاورين‬
‫والخلطياء‪ ،‬فيذن بيان ميا يوجيب العييدول عين ظياهر الكتياب عميل علييه‪ ،‬ذوان لييم ييبن كيان إمضياء الحكيم بمييا‬
‫نييهد بييه نييهود االبتيييا أحييق فييذن سييأل إحييالف المييدعى عليييه بييأن ابتياعييه كييان حقياً ولييم يكيين علييى سييبيل‬
‫الرهب واإللجاء‪ ،‬فقد اختلف الفقهاء في جواز إحالفه الخيتالف ميا ادعياو فيذهب أبيو حنيفية رضيي اهلل عنيه‬
‫وطا فة من أصحاب النافعي من إحالفه‪ ،‬ألن متقدم إق اررو مكذب لمتأخر دعواوي ولوالي المظالم أن يعميل‬
‫من القوانين بما تقتضيه نواهد الحالين وهكذا لو كانت الدعوى ديناً في الذمية فيأظهر الميدعى علييه كتياب‬
‫براءة منه فذكر المدعي أنه أنهد على نفسه قبل أن يقبض ولم يقبض كان إحالف المدعى علييه عليى ميا‬
‫تقدم ذكروي‬
‫والحالة البانية‪ :‬أن يكون نهود الكتاب المقابل للدعوى عدوالً غا بين‪ ،‬فهذا عليى ضيربين‪ :‬أحيدهما‬
‫أن يتضمن إنكارو اعترافاً بالسيبب كقوليه ال حيق ليه فيي هيذو الضييعة ألننيي ابتعتهيا منيه ودفعيت بمنهيا إلييه‬
‫وهييذا كتيياب عهييدو باإلنييهاد عليييه فيصييير المييدعى عليييه مييدعياً بكتيياب قييد غيياب نييهودو فيكييون علييى مييا‬
‫مضيى ولييه زيييادة يييد وتصييرف فتكييون األمييارة أقييوى ونياهد الحييال أظهيير‪ ،‬فييذن لييم يببييت بهييا الملييك فيرهبهمييا‬
‫بحسب ما تقتضيه نواهد أحوالهما ويأمر بذحضار النهود إن أمكن ويضر ب لحضورهم أجالً يردهما فيه‬
‫إلى الوساطة‪ ،‬فذن أفضت إلى صلح عين تيراض اسيتقر بيه الحكيم وعيدل عين اسيتما النيهادة إذا حضيرت‬
‫ذوان لم ينبرم ما بينهما صيلحاً أمعين فيي الكنيف عين جيرانهميا وجييران المليك وكيان ليوالي المظيالم أرييه فيي‬
‫زمان الكنف في خصلة من بالبة‪ :‬منها ما يؤديه اجتهيادو إلييه بحسيب األميارات ونيواهد األحيوالي إميا أن‬
‫يييرى انت ي از الضيييعة ميين يييد المييدعى عليييه وتسييليمها إلييى المييدعي إلييى أن تقييوم عليييه بينيية بييالبيا‪ ،‬ذوامييا أن‬
‫يسلمها إلى أمين تكون في يدو ويحفظ استغاللها على مستحقه‪ ،‬ذواما أن يقرها في يد المدعى عليه ويحجر‬
‫عليه فيها ينصب أميناً يحفظ استغاللها ويكون لها حالهميا عليى ميا ييراو واليي المظيالم فيي خصيلة مين هيذو‬
‫البالث ما كان راجيياً أحيد أميرين‪ :‬مين ظهيور الحيق بالكنيف‪ ،‬أو حضيور النيهود ليمداء‪ ،‬فيذن وقيا اإليياس‬
‫ميينهم بييت الحكييم بينهمييا‪ ،‬فلييو سييأل المييدعى عليييه احييالف المييدعي أحلفييه لييه وكييان ذلييك بتياً للحكييم بينهميياي‬
‫والضييرب البيياني أن ال يتضييمن انكييارو اعت ارف ياً بالسييبب ويقييول هييذو الضيييعة لييي ال حييق لهييذا المييدعي فيهييا‬
‫وتكون نهادة الكتاب على المدعي على أحد وجهين‪ :‬إميا عيل إقي اررو بيأن ال حيق ليه فيهيا‪ ،‬ذواميا عليى إقي اررو‬
‫بأنها ملك المدعى عليه فالضيعة مقرة في يد المدعى عليه وال يجوز انتزاعهيا منيه‪ ،‬فأميا الحجير علييه فيهيا‬
‫وحفظ استغاللها مدة الكنف والوساطة فمعتبر بنواهد أحوالهما واجتهاد والي المظيالم فيميا ييراو بينهميا إليى‬
‫أن يببت الحكم بينهماي‬
‫وأمييا الحاليية البالبيية‪ :‬أن نييهود الكتيياب المقابييل لهييذو الييدعوى حضييور غييير معييدلين في ارعييي والييي‬
‫المظييالم فيييهم مييا قييدمنا فييي جنبيية المييدعي ميين أح يوالهم الييبالث‪ ،‬وي ارعييى حييال إنكييارو هييل يتضييمن اعت ارف ياً‬
‫بالسبب أم ال‪ ،‬فيعمل والي المظالم في ذلك بما قدمناو تعويالً على اجتهادو برأيه في نواهد األحوالي‬
‫والحالة الرابعة‪ :‬أن يكون نهود الكتاب موتى معدلين فليس يتعلق به حكم إال في اإلرهاب المجرد‬
‫الذو يقتضي فضل الكنف بم في بت الحكم على ما تضمنه اإلنكار من االعتراف بالسبب أم الي‬
‫والحالة الخامسة‪ :‬أن يقابل الميدعى علييه بخيط الميدعي بميا يوجيب إكذابيه فيي اليدعوى فيعميل بميا‬
‫قدمناو في الخط ويكون اإلرهاب معتب اًر بناهد الحالي‬
‫والحالة السادسة‪ :‬أن يظهر في الدعوى حساب يقتضي بطيالن اليدعوى فيعميل فييه بميا قيدمناو فيي‬
‫الحساب ويكون الكنف واإلرهاب والمطاولة معتب اًر بنواهد األحوال بم يبت الحكم بعد اإلياس قطعاً للن از ي‬
‫فأما إن تجردت الدعوى عن أسباب القوة والضعف فلم يقتيرن بهيا ميا يقويهيا وال ميا يضيعفها فنظير‬
‫المظالم يقتضي مراعاة حال المتنازعين في غلبية الظين‪ ،‬وال يخليو حالهميا فييه مين بالبية أحيوال‪ :‬أحيدها أن‬
‫تكون غلبة الظن في جنبة المدعيي والباني أن تكون في جنبة المدعي عليهي والبالث أن يتعدال فيه والذو‬
‫يؤبرو غلبة الظن في إحدى الجهتين هو إرهابهما وتغليب الكنف مين جهتهميا‪ ،‬ولييس لفصيل الحكيم بينهميا‬
‫تأبير يعتبر فيه الظنون الغالبة‪ ،‬فذن كانت غلبة الظن في جنبة المدعي وكانت الريبة متوجهة إلى المدعى‬
‫عليييه‪ ،‬فقييد يكييون ميين بالبيية أوجييه‪ :‬أحييدها أن يكييون المييدعي مييا خلييوو ميين حجيية يظهيير بهييا مضييعوف اليييد‬
‫مسيتالن الجنبيية والمييدعى علييه ذا بييأس وقييدرة‪ ،‬فييذذا ادعيى عليييه غصييب دار أو ضييعة غلييب فييي الظيين أن‬
‫مبله ما لينه واستضعافه ال يتجوز في دعواو على مين كيان ذا بيأس وذا سيطوةي والبياني أن يكيون الميدعي‬
‫منييهو اًر بالصييدق واألمانيية والمييدعى عليييه منييهور بالكييذب والخيانيية فيغلييب فييي الظيين صييدق المييدعي فييي‬
‫دعواوي والبالث أن تتساوى أحوالهما غير أنه قد عرف للمدعي ييد متقدمية ولييس بعيرف ليدخول ييد للميدعى‬
‫علييه سييبب حيادث فالييذو يقتضييه نظيير المظيالم فييي هيذو األحيوال البالبية‪ :‬نييي ان‪ :‬أحيدهما إرهيياب المييدعى‬
‫عليه لتوجيه الريبة‪ :‬والباني سيؤاله عين سيبب دخيول ييدو وحيدوث ملكيه فيذن ماليك ابين أنيس رضيي اهلل عنيه‬
‫يرى ذلك مذهباً في القضاء ما االرتياب فكان نظر المظالم بيذلك أوليى وربميا أليف الميدعى علييه ميا عليو‬
‫منزلتييه عيين مسيياواة خصييمه فييي المحاكميية فينييزل عمييا فييي يييدو لخصييمه عف يواً‪ ،‬كالييذو حكييى عيين موسييى‬
‫الهادو‪ ،‬جلس يوماً للمظالم وعمارة بن حميزة قيا م عليى أرسيه وليه منيزل فحضير رجيل فيي جملية المتظلميين‬
‫يدعي أن عمار غصب ضيعة له فيأمرو الهيادو بيالجلوس معيه للمحاكمية فقيال ييا أميير الميؤمنين إن كانيت‬
‫الضيعة له فما أعارضه فيها‪ ،‬ذوان كانت لي فقد وهبتهيا ليه وميا أبييا موضيعي مين مجليس أميير الميؤمنيني‬
‫وربمييا تلطييف والييي المظييالم فييي إيصييال المييتظلم إلييى حقييه بمييا يحفييظ معييه حنييمه المطلييوب أو مواضييعه‬
‫المطلوب على ما يحفظ به حنمة نفسه أن يكون منسوباً إلى تخيف ومنا مين حيق كاليذو حكياو عيون بين‬
‫محمد أن أهل نهر المرغاب بالبصرة خاصموا فيه المهدو قاضيه عبدو اهلل بن الحسن العنبرو فلم يسيلمه‬
‫إليهم وال الهادو بعدو بم قام الرنيد فتظلموا إليه وجعفر بن يحيى ناظر في المظيالم فليم ييردو إلييهم فانيتراو‬
‫جعفر بن يحيى مين الرنييد بعنيرين أليف درهيم ووهبيه لهيم وقيال إنميا فعليت هيذا لتعلميوا أن أميير الميؤمنين‬
‫لحق لجاج فيه وأن عبدو انتراو فوهبه لكم فقال فيه أنجا السلمي من الكامل‪:‬‬

‫*** فيها بمنزلة السماك األعزل‬ ‫رد السبا بذو يديه وأهلها‬
‫*** والدهر يرعاها يوم أعضل‬ ‫قد أيقنوا بذهابها وهالكهيم‬
‫*** بين الجران وبين حد الكلكل‬ ‫فافتكها لهم وهم من دهرهم‬
‫*** إن الكريم لكل أمر معضل‬ ‫ما كان يرجى غيرو لفكاكها‬

‫فاحتميل مييا فعلييه جعفيير بيين يحييى ميين أن يكييون قييد ابتييداو ميين نفسيه تنزيهياً للرنيييد عيين الييتظلم فيييه‬
‫واحتمل أن يكون الرنيد واضعه على هذا ل ال ينسب أبوو وأخوو إلى جور في حق وهو األنبه وأليهما كان‬
‫فقد عاد به الحق إلى أهله ما حفظ الحنمة وحسم البذلة أما إن كان غلبة الظين فيي جنبية الميدعى علييه‪،‬‬
‫فقيد يكيون ذليك مين بالبية أوجيهي أحيدها أن يكيون الميدعي منيهو اًر بيالظلم والخيانية‪ ،‬والميدعى علييه منيهو اًر‬
‫بالنصفة واألمانة‪ ،‬والباني أن يكون المدعي دني اً مبتذالً والمدعى عليه نزهاً منصوباً فيطلب إحالفيه قصيداً‬
‫لبذلتهي والبالث أن يكو ليدخول ييد الميدعى علييه سيبب معيروف ولييس يعيرف ليدعوى الميدعي سيبب فيكيون‬
‫غلبيية الظيين فييي هييذو األحيوال البالبيية فييي جنبيية المييدعى عليييه والريبيية متوجهيية إلييى المييدعي‪ ،‬فمييذهب مالييك‬
‫رحمه اهلل إن كانت دعواو في مبل هذو الحالة بعين قا مية ليم يسيمعها إال بعيد ذكير السيبب الواجيب لهيا ذوان‬
‫كانييت فييي مييال الذميية لييم يسييمعها إال بعييد أن يقيييم المييدعي بينيية أنييه كييان بينييه وبييين المييدعى عليييه معامليية‪،‬‬
‫والنافعي وأبو حنيفة رضي اهلل عنهما ال يريان ذلك في حكم القضاءي‬
‫فأمييا نظيير المظييالم الموضييو علييى األصييلح فعلييى الجييا ز دون الواجييب‪ ،‬فيسييوغ فيييه مبييل هييذا عنييد‬
‫ظهور الريبة وقصد العنياد‪ ،‬ويبيالغ فيي الكنيف باألسيباب المؤدبية إليى ظهيور الحيق ويصيون الميدعى علييه‬
‫بما اتسا في الحكم‪ ،‬فذن وقا األمر على التحالف وهيو غايية الحكيم البيات اليذو ال يجيوز دفيا طاليب عنيه‬
‫فييي نظيير القضيياء وال فييي نظيير المظييالم إذا لييم يكفييه عنييه اإلرهيياب وال الييوعظ‪ ،‬فييذن فييرق دعاويييه وأراد أن‬
‫يحلف في كل مجلس منها على بعضها قصداً إلعانته وبذلتيه فاليذو يوجبيه حكيم القضياء أن ال يمتنيا مين‬
‫تبعييض الييدعاوى وتفرييق األيمييان‪ ،‬والييذو يتجيه نظيير المظييالم أن ييؤمر المييدعي بجمييا دعاوييه عنييه ظهييور‬
‫اإلعنييات منييه ذواخييالف الخصييم علييى جميعهييا يمينياً واحييدة‪ ،‬فأمييا إن اعتييدلت حييال المتنييازعين وتقابلييت بينيية‬
‫المتناجرين ولم يترجا حجة أحدهما بأمارة أو ظنة فينبغي أن يساوو بينها في العظة وهذا مما يتفق علييه‬
‫القضيياة ووالة المظييالم بييم يخييتص والة المظييالم بعييد العظيية باإلرهيياب لهمييا معياً لتسيياويهما‪ ،‬بييم بالكنييف عيين‬
‫أصييل الييدعوى وانتقييال الملييك‪ ،‬فييذن ظهيير بالكنييف مييا يعييرف بييه المحقييق منهمييا عمييل عليييه ذوان لييم يظهيير‬
‫بالكنف ما ينفصل به تنازعهما ردهما إلى وساطة وجوو الجييران وأكيابر العنيا ر‪ ،‬فيذن نجيز بهيا ميا بينهميا‬
‫ذواال كان فصل القضاء بينهما وهو خاتمية أمرهميا بحسيب ميا ييراو مين المبانيرة لبيت الحكيم واالسيتنابة فييهي‬
‫وربما ترفا إلى والة المظالم في غوامض األحكام ومنيكالت الخصيام ميا يرنيدو إليى الجلسياء ويفتحيه علييه‬
‫العلميياء فييال ينكيير ميينهم االبتييداء وال يسييتكبر أن يعمييل بييه فييي االنتهيياء‪ ،‬كالييذو رواو الزبييير عيين بكييار عيين‬
‫إبراهيم الحرمي بن محمد بن معن الغفارو أن امرأة أتت عمير بين الخطياب رضيي اهلل عنيه فقاليت ييا أميير‬
‫المؤمنين إن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل وأنا أكرو أن أنكوو وهو يعمل لطاعة اهلل‪ ،‬فقال لها الزوج نعم‬
‫الزوج زوجك فجعلت تكرر عليه القول وهو يكرر عليها الجيواب‪ ،‬فقيال ليه كعيب بين سيور األسيدو ييا أميير‬
‫المؤمنين هيذو اميرأة تنيكو زوجهيا فيي مباعدتيه إياهيا عين ف ارنيه‪ ،‬فقيال ليه عمير رضيي اهلل عنيه كميا فهميت‬
‫امرتييك تنييكوك فقييال أفييي طعييام أو‬
‫كالمهييا فيياقض بينهمييا‪ ،‬فقييال كعييب علييي بزوجهييا فييأتي بييه‪ ،‬فقييال إن أ‬
‫نراب قال ال في واحد منهما‪ ،‬فقالت المرأة من الرجز‪ :‬د‬

‫ألهى خليلي عن فراني مسجدو‬ ‫***‬ ‫يا أيها القاضي الحكييم رنيدو‬
‫نهيارو ولييليه ميا يرقيدو‬ ‫***‬ ‫زهدو في مضجعي تيعيبيدو‬
‫فاقض القضا يا كعب ال ترددو‬ ‫***‬ ‫فلست في أمر النساء أحيميدو‬

‫فقال الزوج من الرجز‪:‬‬

‫أني امرو أذهلني ميا قيد نيزل‬ ‫***‬ ‫زهدني في فرنها وفي الحيجيل‬
‫وفي كتاب اهلل تخيوف جيليل‬ ‫***‬ ‫في سورة النحل وفي السبا الطول‬

‫فقال كعب من الرجز‪:‬‬

‫*** نصيبها في أربا لمن عقيل‬ ‫إن لها حقاً علييك يا رجيل‬
‫***‬ ‫فأعطها ذاك ود عنك العلل‬

‫بم قال له قد أحل لك من النساء مبنى وبالث وربا ‪ ،‬فلك بالبة أيام ولياليهن تعبد فيهن ربك ولها‬
‫يوم وليلة‪ ،‬فقال عمر لكعب رضي اهلل عنه‪ ،‬واهلل ما أدرو من أو أمريك أعجب أمن فهمك أمرهما؟ أم من‬
‫حكمك بينهما؟ اذهب فقد وليتيك القضياء بالبصيرة‪ ،‬وهيذا القضياء مين كعيب واإلمضياء مين عمير رضيي اهلل‬
‫عنه كان حكماً بالجا ز دون الواجب‪ ،‬ألن الزوج ال يلزمه أن يقسم للزوجة الواحدة و ال يجيبها إلى الفي ار‬
‫إذا أصابها دفعة واحدة‪ ،‬فدل هذا على أن لوالي المظالم أن يحكم بالجا ز دون الواجبي‬
‫فصل في تووي ات الناظر في المظالم‬

‫ذواذا وقا النياظر فيي المظيالم فيي قصيص المتظيالمين إلييه بيالنظر بيينهم ليم يخيل حيال الموقيا إلييه‬
‫من أحد أمرين إما أن يكون والياً على ما وقا به إليه أو غير وال عليه‪ ،‬فذن كيان واليياً علييه كتوقيعيه إليى‬
‫القاضي بالنظر بينهما‪ ،‬فال يخلو حال ما تضمنه التوقيا من أحيد أميرين إميا أن يكيون إذنياً بيالحكم أو إذنياً‬
‫بالكنف والوساطة فذن كان إذناً بالحكم جاز له الحكيم بينهميا بأصيل الواليية ويكيون التوقييا تأكييداً ال ييؤبر‬
‫فيييه قصييور معانيييه ذوان كييان إذنياً بالكنييف للصييورة أو التوسييط بييين الخصييمين‪ ،‬فييذن كييان فييي التوقيييا بييذلك‬
‫نهيه عن الحكم فيه لم يكن له أن يحكم بينهما وكان هذا النهي عزالً له عن الحكم بينهما وهو عليى عميوم‬
‫واليته فيما عداها ألنه لميا جياز أن يتكيون الواليية نيوعين عامية وخاصية جياز أن يكيون العيزل نيوعين عامياً‬
‫وخاصاً‪ ،‬ذوان لم ينهه في الترقيا عن الحكم بينهما حين أمرو بالكنف‪ ،‬فقد قيل يكون نذر على عموميه فيي‬
‫جواز حكمه بينهما ألن أمرو ببعض ما إليه ال يكون منعاً من خيرو‪ ،‬وقيل بل يكون منعاً من غيرو وقيل بل‬
‫يكون ممنوعاً من الحكم بينهما مقصو اًر على ما تضمنه التوقيا من الكنيف والوسياطة‪ ،‬ألن فحيوى التوقييا‬
‫دل علييه بيم ينظير‪ ،‬فيذن كيان التوقييا بالوسياطة لييم يلزميه إنهياء الحيال إلييه بعيد الوسياطة‪ ،‬ذوان كيان يكنييف‬
‫الصورة لزمه إنهاء حالهما إليه ألنه استخبار منه فلزمه إجابته عنه فهذا حكم توقيعه إلى من له الواليةي‬
‫وأميا الحاليية البانييية‪ :‬وهييو أن يوقيا إلييى ميين ال والييية ليه كتوقيعييه إلييى فقيييه أو نياهد فييال يخلييو حييال‬
‫توقيعييه ميين بالبيية أح يوال‪ :‬أحييدها أن يكييون بكنييف الصييورة‪ ،‬والبيياني أن يكييون بالوس ياطةي البالييث أن يكييون‬
‫بالحكم‪ ،‬فذن كان التوقيا بكنف الصورة فعليه أن يكنفها وينهي منها ما يصح أن ينهد به ليجيوز للموقيا‬
‫أن يحكم به‪ ،‬فذن أنهيى ميا ال يجيوز أن ينيهد بيه كيان خبي اًر ال يجيوز أن يحكيم بيه الموقيا ولكين يجعليه فيي‬
‫نظيير المظييالم ميين األمييارات إلييي يغلييب بهييا حييال أحييد الخص يمين فييي اإلرهيياب وفضييل الكنييف‪ ،‬فييذن كييان‬
‫التوقيا بالوساطة توسط بينهما ولم يقف على ما تضمنه التوقيا من تخصييص الوسياطة‪ ،‬ألن الوسياطة ال‬
‫تفتقيير إلييى تقليييد وال والييية ذوانمييا يفيييد التوقيييا بالوسيياطة تعيييين الوسيييط باختيييار الموقييا وقييود الخصييمين إليييه‬
‫اختيييا اًر‪ ،‬فييذن أفضييت الوسيياطة إلييى صييلح الخصييمين لييم يلزمييه إنهاؤهييا وكييان نيياهداً فيهييا متييى اسييتدعي‬
‫للنييهادة أداهييا‪ ،‬ذوان لييم تقييض الوسيياطة إلييى صييلحهما كييان نيياهداً عليهمييا فبمييا اعترفييا بييه عنييدو يؤديييه إلييى‬
‫النيياظر فييي المظييالم إن عيياد الخصييمان إلييى الييتظلم‪ ،‬وال يلزمييه أداؤو إن لييم يعييودا ذوان كييان التوقيييا بييالحكم‬
‫بينهما‪ ،‬فهذو والية يراعى فيها معاني التوقيا ليكون نظرو محموالً على موجبهي‬
‫ذواذا كان كذلك فللتوقيا حياالن‪ :‬أحيدهما أن يحيال بيه عليى إجابية الخصيم إليى ملتمسيه فيعتبير فييه‬
‫حين ذ ما سأل الخصيم فيي ظالمتيه ويصيير النظير مقصيو اًر علييه‪ ،‬وسيواء خيرج التوقييا مخيرج األمير كقوليه‬
‫أجبه إلى ملتمسه‪ ،‬أو خرج مخرج الحكايية كقوليه أرييك فيي إجابتيه إليى ملتمسيه كيان موقعياً ألنيه ال يقتضيي‬
‫والييية يلزمهييا حكمهييا فكييان أمرهييا أخييف فييذن سييأل المييتظلم فييي قصييته الحكييم بينهمييا فييال بييد أن يكييو الخصييم‬
‫مسمى والخصومة مذكورة لتصح الواليية عليهيا‪ ،‬فيذن ليم يسيم الخصيم وليم تيذكر الخصيومة ليم تصيح الواليية‬
‫ألنها ليست واليية عامية فيحميل عليى عمومهيا وال خاصية للجهيل بهيا ذوان سيمي ارفيا القصية خصيمه وذكير‬
‫خصيومته نظيير فيي التوقيييا بذجابتييه إليى ملتمسييه‪ ،‬فييذن خيرج مخييرج األمير فوقييا وأجيياب إليى ملتمسييه وعمييل‬
‫ممييا التمسييه صييحت واليتييه فييي الحكييم بينهمييا فهييذا التوقيييا‪ ،‬ذوان خييرج مخييرج الحكاييية للحييال فوقييا أريييك فييي‬
‫إجابته إلى ملتمسه فهذا التوقيا خارج في األعميال السيلطانية مخيرج األمير‪ ،‬والعيرف باسيتعماله فيهيا معتياد‬
‫فأميا فييي األحكييام الدينييية فقييد جوزتييه طا فيية ميين الفقهيياء اعتبييا اًر فييي العييرف فييه وصييحت بييه الوالييية‪ ،‬ومنعييت‬
‫طا فة أخرى من جيوازو وانعقياد الواليية بيه حتيى يقتيرن بيه أمير تنعقيد واليتيه بيه اعتبيا اًر بمعياني األلفياظ‪ ،‬فليو‬
‫كيان ارفييا القصيية سييأل التوقيييا بييالحكم بينهمييا فوقييا بذجابتييه إلييى ملتمسييه ميين يعتبيير العييرف المعتيياد صييحت‬
‫للوالييية بهييذا التوقيييا ذوان وقييا ميين يعتبيير معيياني األلفيياظ لييم تصييح بييه الوالييية ألنييه سييأل التوقيييا بييالحكم ولييم‬
‫يسييأل الحكييمي والحاليية البانييية فييي التوقيعييات أن يحييال فيييه علييى إجابيية الخصييم إلييى مييا سييأل ويسييتأنف فيييه‬
‫األمر بما تضمنه فيصير ما تضمنه التوقيا هو المعتبر في الوالية‪ ،‬فذن كان كذلك فله بالبة أحوال‪ :‬حيال‬
‫كمالي وحال جوازي وحل يخليو عين األميرين فأميا الحالية التيي يكيون التيوقعي فيهيا كمياالً فيي صيحة الواليية‬
‫فهو أن يتضمن ني ين‪ :‬أحدهما األمر بالنظري والباني األمر بالحكم فيذك فيه‪ :‬انظر بين رافا هذو القصة‬
‫وبين خصمه واحكم بينهما بالحق وموجب النر ؟ فذذا كان كذلك جاز ألن الحكم ال يكون إال بالحق الذو‬
‫يوجبييه حكييم النييعر‪ ،‬ذوانمييا يييذكر ذلييك فييي التوقيعييات وصييفاً ال ن يرطاً‪ ،‬فييذن كييان هييذا التوقيييا جامعياً لهييذين‬
‫األمرين من النظر والحكم فهو التوقيا الكامل ويصح به التقليد والوالية‪ ،‬وأما الحالة التي يكون فيها التوقيا‬
‫جا اًز ما قصورو عن حال الكمال فهو أن يتضمن األمر بالحكم دون النظير فييذكر فيي توقيعيه‪ :‬أحكيم بيين‬
‫ارفيا هييذو القصية وبييين خصييمه‪ ،‬أو يقيول‪ :‬اقييض بينهمييا فتصيح الوالييية بييذلك ألن الحكيم والقضيياء بينهمييا ال‬
‫يكون إال بعد تقدم النظر فصار األمر به متضمناً للنظر ألنه ال يخلو منهي‬
‫وأما الحالة التي يكون التوقيا فيها خالياً من كمال وجواز فهو أن يذكر في التوقيا‪ :‬انظر بينهما‪،‬‬
‫فال تنعقد بهيذا التوقييا واليية ألن النظير بينهميا قيد يحتميل الوسياطة الجيا زة ويحتميل الحكيم اليالزم وهميا فيي‬
‫االحتمال سواء‪ ،‬فلم تنعقد به ما االحتمال في الوالية‪ ،‬ذوان ذكر فيه انظر بينما بيالحق‪ ،‬فقيد قييل أن الواليية‬
‫به منعقدة‪ ،‬ألن الحق ما لزم‪ ،‬وقيل ال تنعقد به‪ ،‬ألن الصلح والوساطة حق ذوان لم يلزمه‪ ،‬واهلل أعلمي‬
‫الباب الثامم‬
‫في والية النقابة على وي النسب‬

‫وهذو النقابة موضوعة على صيانة ذوو األنساب النريفة عن واليية مين ال يكياف هم فيي النسيب وال‬
‫يساويهم في النرف ليكون عليهم أحبى وأمرو فيهم أمضى‪ :‬روو عن النبي صيلى اهلل علييه وسيلم أنيه قيال‪:‬‬
‫"اعرفوا ينسابكم تصلوا يرحامكم فإنه ال ورب بالرحم ا ا وط ات وام كانات وريباة وال ب اد بااا‬
‫ا ا وصلت وام كانت ب يدة"ي‬
‫ووالييية هييذو النقابيية تصييح ميين إحييدى بييالث جه ييات‪ :‬إمييا لميين جهيية الخليفيية المسييتولي علييى ك ييل‬
‫األمييور‪ ،‬ذوامييا مميين فييوض الخليفيية إليييه تييدبير األمييير كييوزير التفييويض وأمييير اإلقليييم‪ ،‬ذوامييا م ين نقيييب عييام‬
‫الوالية استخلف نقيباً خاص الوالية‪ ،‬فذذا أراد الميولي أن ييولي عليى الطيالبين نقيبياً أو عليى العباسييين نقيبياً‬
‫يخييير ميينهم أجلهييم بيت ياً وأكبييرهم فض يالً وأج يزلهم أري ياً فيييولي عليييهم لتجتمييا فيييه نييروط الرياسيية والسياسيية‬
‫فيسرعوا إلى طاعته برياسته وتقسيم أمورهم بسياستهي‬
‫والنقابة على ضربين‪ :‬خاصة وعامة‪ :‬فأما الخاصية فهيو أن يقتصير بنظيرو عليى مجيرد النقابية مين‬
‫غير تجاوز لها إلى حكم ذواقامة حد‪ ،‬فال يكون العلم معتب اًر في نرطهاي‬
‫ويلزمه في النقابة على أهله من حقوق النظر ابنا عنر حقاً‪ :‬أحدها حفظ أنسيابهم مين داخيل فيهيا‬
‫وليس منها أو خارج عنها وهو منها‪ ،‬فيلزمه حفظ الخارج منهيا كميا يلزميه حفيظ اليداخل فيهيا ليكيون النسيب‬
‫محفوظاً على صيحته معيزواً إليى جهتيهي والبياني تميييز بطيونهم ومعرفية أنسيابهم حتيى ال يخفيى علييه مينهم‬
‫بسنوات وال يتداخل نسب في نسب ويببتهم في ديوانه على تمييز أنسابهمي والبالث معرفة من ولد منهم من‬
‫ذكر أو أنبى فيببت ومعرفة من مات منهم فيذكرو حتى ال يضيا نسب المولود إن لم يببته وال يدعي نسيب‬
‫الميت غيرو إن لم يذكروي‬
‫والرابا أن يأخذو م من اجداب بما يضاهي نرب أنسابهم وكرم محتدهم لتكون حنمتهم في النفوس موفورة‬
‫وحرمة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فيهم محفوظةي والخيامس أن ينيزههم عين المكاسيب الدني ية ويمينعهم‬
‫من المطالب الخبيبة حتى ال يستقل منهم مبتذل وال يستضام منهم متذللي والسادس أن يكفهم عين ارتكياب‬
‫الم بم ويمنعهم من انتهاك المحارم ليكونوا على الدين الذو نصروو أغير‪ ،‬وللمنكر اليذو أ ازليوو أنكير‪ ،‬حتيى‬
‫ال ينطلييق بييدمهم لسييان وال بنييأنهم إنسييان‪ ،‬والسييابا أن يميينعهم ميين التسييلط علييى العاميية لن يرفهم والتنييطط‬
‫عليييهم لنسييبهم‪ ،‬فيييدعوهم ذلييك إلييى المقييت والييبغض‪ ،‬ويبعييبهم علييى المنيياكرة والبعييد‪ ،‬وينييدبهم إلييى اسييتعطاف‬
‫القلوب وتأليف النفوس ليكون الميل إليهم أوفى والقلوب لهم أصفى والبامن أن يكون عوناً لهم فيي اسيتيفاء‬
‫الحقوق حتى ال يضعفوا عنهيا وعونياً علييهم فيي أخيذ الحقيوق مينهم حتيى ال يمنعيوا منهيا ليصييروا بالمعونية‬
‫لهييم منتصييفين وبالمعونيية عليييهم منصييفين‪ ،‬فييذن عييدل السيييرة فيييهم إنصييافهم وانتصييافهمي والتاسييا أن ينييوب‬
‫عنهم في المطالبة بحقوقهم العامة في سهم ذوو القربى في الفيء والغنيمة الذو ال يختص به أحدهم حتى‬
‫يقسم بينهم بحسب ميا أوجبيه اهلل تعيالى لهيمي والعانير أن يمنيا أييامهم أن يتيزوجن إال مين األكفياء لنيرفهن‬
‫علييى سييا ر النسيياء صيييانة ألنسييابهن وتعظيم ياً لحييرمتهن أن يتييزوجن غييير ال يوالة أو ييينكحهن غييير الكفيياةي‬
‫والحادو عنر أن يقوم ذوو الهفوات منهم فيما سوى الحدود بما ال يبلغ به حداً وال ينهر به دمياً‪ ،‬ويقبيل ذا‬
‫الهي ية مينهم عبرتيه‪ ،‬ويغفير بعييد اليوعظ زلتيهي والبياني عنير م ارعيياة وقيوفهم بحفيظ أصيولهم وتنميية فروعهييا‪،‬‬
‫ذواذا لييم يييرد إليييه جبايتهييا ارعييي الجبيياة لهييا فيمييا أخييذوو و ارعييى قسييمتها إذا قسييموو وميييز المسييتحقين لهييا إذا‬
‫خصت وراعى أوصافهم فيها إذا نرطت حتى ال يخرج منهم مستحق وال يدخل فيها غير محقي‬
‫وأمييا النقابيية العاميية فعمومهييا أن يييرد إليييه فييي النقابيية عليييهم مييا مييا قييدمنا ميين حقييوق النظيير خمسيية‬
‫أنياء‪ :‬أحدها الحكم بينهم فيما تنازعوا فيهي والبياني الواليية عليى أيتيامهم فيميا ملكيووي والباليث إقامية الحيدود‬
‫عليييهم فيمييا ارتكبييوو‪ ،‬وال اربييا تييزويج األيييامى الالتييي ال يتعييين أولييياؤهن أو قييد تعين يوا فعضييلوهني والخييامس‬
‫إيقا الحجر على من عته منهم أو سفه‪ ،‬وفكه إذا أفاق ورند‪ ،‬فيصير بهذو الخمسة عامة النقابية‪ ،‬فيعتبير‬
‫حين ييذ فييي صييحة نقابتييه وعقييد واليتييه أن يكييون عالم ياً ميين أهييل االجتهيياد ليصييح حكمييه وينفييذ قضيياؤو فييذذا‬
‫انعقدت واليته لم يخل حالها من أحد أمرين‪ :‬إما أن يتضمن صرف القاضيي عين النظير فيي أحكاميه أو ال‬
‫يتضمن فذن كانت واليته مطلقة العميوم ال تتضيمن صيرف القاضيي عين النظير فيي أحكيامهم ليم يكين تقلييد‬
‫النقيب للنظر في أحكامهم موجباً لصرف القاضي عن النظر في أحكامهم ولم يكن تقليد النقيب للنظر فيي‬
‫أحكامهم موجباً لصرف القاضي عنها جاز لك واحد من النقييب والقاضيي النظير فيي أحكيامهم‪ ،‬أميا النقييب‬
‫فخصييوص واليتييه التييي أوجييب دخييولهم فيهييا‪ ،‬وأمييا القاضييي فعمييوم واليتييه التييي أوجييب دخييولهم فيهييا‪ ،‬فأيهمييا‬
‫حكم في تنازعهم وتنياجرهم وفيي تيزويج أييامهم نفيذ حكميه وجيرى أمرهميا فيي الحكيم عليى أهيل هيذا النسيب‬
‫مجرى قاضيين في بلد فأيهما حكم نفذ حكميه بيين متنيازعين وليم يكين لآلخير إذا كيان بحكميه فيي االجتهياد‬
‫مس يياغ أن ينقض ييه‪ ،‬ذوان اختل ييف متنازع ييان م يينهم ف ييدعا أح ييدهما إل ييى حك ييم النقي ييب ودع ييا اجخ يير إل ييى حك ييم‬
‫القاض ييي‪ ،‬فق ييد قي ييل إن ال ييداعي إل ييى نظ يير النقي ييب أول ييى لخص ييوص واليت ييه‪ ،‬وقي ييل ب ييل هم ييا سي يواء فيكون ييان‬
‫كالمتنازعين في التحاكم إلى قاضيين في بلد فيغلب قول الطالب على المطلوب‪ ،‬فذن تسياويا كيان عليى ميا‬
‫قييدمناو ميين الييوجهين‪ :‬أحييدهما يقيير بينهمييا ويعمييل علييى قييول ميين قيير منهميياي والبيياني يقطييا التنيياز بينهمييا‬
‫حتى يتفقا على أحدهما‪ ،‬ذوان كان في والية النقيب صرف القاضي عن النظر بين أهل هذا النسب لم يجز‬
‫للقاضي أن يتعيرض للنظير فيي أحكيامهم سيواء اسيتعدى إلييه مينهم مسيتعد أو ليم يسيتعد‪ ،‬وخيالف ذليك حيال‬
‫القاضيييين فييي جييانبي بلييد إذا اسييتعدى إليييه ميين الجانييب اجخيير مسييتعد يلزمييه أن يعديييه علييى خصييمه للفييرق‬
‫بينهما وذل أن والية كل واحد من القاضيين محصورة بمكانه فاستوى حكم الطارإ إليه والقاطن فيه ألنهميا‬
‫يصيييران ميين أهلييه‪ ،‬ووالييية النقابيية محصييورة بالنسييب الييذو ال يختلييف حالييه بيياختالف األميياكن؛ فلييو ت ارضييى‬
‫المتنازعييان ميين أهييل هييذا النسييب بحكييم القاضييي ليم يكيين لييه النظيير بينهمييا وال أن يحكييم لهييا أو عليهمييا ألنييه‬
‫بالصييرف منهييي عنييه وكييان النقيييب أحييق بييالنظر بينهمييا إذا كييان التنيياز بييينهم ال يتعييداهم إلييى غيييرهم‪ ،‬فييذن‬
‫تعييداهم فتنيياز طييالبي وعباسييي فييدعا الطييالبي إلييى حكييم غييير نقيبييه لخروجييه عيين واليتييه فييذذا أقييام عل ييى‬
‫تمانعهمييا ميين اإلجابيية إلييى نقيييب أحييدهما ففيييه وجهييان‪ :‬أحييدهما يرجعييان إلييى حكييم السييلطان الييذو هييو عييام‬
‫الوالية عليهما إذا كان القاضي مصروفاً عن النظر بينهما ليكون السلطان هو الحاكم بينهميا إميا بنفسيه أو‬
‫بميين يسييتنيبه علييى الحكييم بينهميياي والوجييه البيياني وهييو أنييبه أن يجتمييا النقيبييان ويحضيير كييل واحييد منهمييا‬
‫صاحبه وينتركان فيي سيما اليدعوى وينفيرد بيالحكم بينهميا نقييب المطليوب دون الطاليب ألنيه منيدوب إليى‬
‫أن يستوفي من أهله حقوق مستحقيها‪ ،‬فذن تعلق ببوت الحق ببيته تسما على أحدهما أو يمين يحليف بهيا‬
‫أحدهما سما البينة نقيب المنهود عليه دون نقيب المنهود له وأحلف نقيب الحالف دون نقيب المسيتحلف‬
‫ليصير الحاكم بينهما هو نقيب المطلوب دون الطالب‪ ،‬ذوان تمانا النقيبان أن يجتمعا لم يتوجه عليهميا فيي‬
‫الوجييه األول مييأبم وتجييه عليهمييا المييأبم فييي الوجييه البيياني وكييان أغلييظ النقيبييين مأبمياً نقيييب المطلييوب منهمييا‬
‫الختصاصييه بتنفيييذ الحكييمي فلييو ت ارضييى الطييالبي والعباسييي بالحيياكم إلييى أحييد النقيبييين فحكييم بينهمييا نقيييب‬
‫أحدهما نظر‪ ،‬فذن كان الحاكم بينهما نقيب المطلوب صح حكمه وأخيذ بيه خصيمهي ذوان حكيم بينهميا نقييب‬
‫الطالب ففي نفوذ حكمه عليه وجهان‪ :‬ينفذ حكمه في أحدهما ويرد في اجخر‪ ،‬ولو أضر أحدهما بينية عنيد‬
‫القاضي ليسمعها على خصمه ويكتب بها إلى نقيبه وهو منصرف عن النظر بينهما لم يجز أن يسما بينه‬
‫ذوان كان يرى القضياء عليى الغا يب‪ ،‬ألن حكميه ال ينفيذ عليى مين تقيوم علييه البينية ليو حضير فيأولى أن ال‬
‫ينفيذ حكميه علييه ميا الغيبيية‪ ،‬وليو أراد القاضيي اليذو يييرى القضياء عليى الغا يب سييما بينية عليى رجيل ميين‬
‫غييير عملييه ليكتييب بمييا ببييت عنييدو منهييا إلييى قاضييي بلييدو جيياز سييما البينيية عليييه وأهييل هييذين النسييبين إن‬
‫حضير أحيدهما عنيدو لييم ينفيذ حكميه علييه‪ ،‬فكييذلك ليم يجيز أن يسييما البينية علييه‪ ،‬وليو كييان أحيد هيذين أقيير‬
‫عند القاضي لصاحبه بحق جاز أن يكون القاضي ناهداً بيه علييه عنيد نقيبيه وليم يجيز أن يجبير بيه حكمياً‬
‫ألن حكمه ال ينفذ عليه‪ ،‬وهكيذا ليو أقير بيه عنيد غيير النقيبيين كيان نياهداً فييه عنيد نقيبيه‪ ،‬وليو أقير بيه عنيد‬
‫نقيبه جاز وكان حاكماً عليه بذق اررو‪ ،‬ولو أقر به عند نقيب خصصه ففيه ما قدمناو من اليوجهين يكيون فيي‬
‫أحدهما ناهداً يكون في الوجه اجخر حاكمياً فيهيا لميا بينياو مين الفيرق بيين نقييب الطاليب والمطليوب وهكيذا‬
‫القيول فييي والييات زعميياء العنييا ر ووالة القبا يل المنفييردين بالوالييات علييى عنييا رهم وقبا لهمييكتيب بمييا ببييت‬
‫عنييدو منهييا إلييى قاضييي بلييدو جيياز سييما البينيية عليييه وأهييل هييذين النسييبين إن حضيير أحييدهما عنييدو لييم ينفييذ‬
‫حكمييه عليييه‪ ،‬فكييذلك لييم يجييز أن يسييما البينيية عليييه‪ ،‬ولييو كييان أحييد هييذين أقيير عنييد القاضييي لصيياحبه بحييق‬
‫جيياز أن يكييون القاضييي نيياهداً بييه عليييه عنييد نقيبييه ولييم يجييز أن يجبيير بييه حكمياً ألن حكمييه ال ينفييذ عليييه‪،‬‬
‫وهكذا لو أقر به عند غير النقيبين كان ناهداً فيه عند نقيبه‪ ،‬ولو أقر به عند نقيبه جاز وكان حاكماً عليه‬
‫بييذق اررو‪ ،‬ولييو أقيير بييه عنييد نقيييب خصصييه ففيييه مييا قييدمناو ميين الييوجهين يكييون فييي أحييدهما نيياهداً يكييون فييي‬
‫الوجه اجخر حاكماً فيها لميا بينياو مين الفيرق بيين نقييب الطاليب والمطليوب وهكيذا القيول فيي والييات زعمياء‬
‫العنا ر ووالة القبا ل المنفردين بالواليات على عنا رهم وقبا لهمي‬
‫الباب التاسع‬
‫في الواليات على امامة الصلوات‬

‫واإلمامة على الصلوات تنقسم بالبة أقاسم‪ :‬أحدها اإلمامة فيي الصيلوات الخميسي والبياني اإلمامية‬
‫في صالة الجمعةي والبالث اإلمامية فيي صيلوات النيدب‪ ،‬فأميا اإلمامية فيي الصيلوات الخميس فنصيب اإلميام‬
‫فيها معتبر بحال المساجد التي تقيام فيهيا الصيلوات‪ ،‬وهيي ضيربان‪ :‬مسياجد سيلطانية ومسياجد عامييةي فأميا‬
‫المساجد السلطانية ففي المساجد والجواما والمناهد‪ ،‬وما عظم وكبر أهله من المساجد التي يقوم السلطان‬
‫بمراعاتها فال يجوز أن ينتدب ليمامة فيها إال من ندبه السلطان لها وقلدو اإلمامية فيهيا لي ال يفتيات الرعيية‬
‫عليه فيما هو موكول إليه‪ ،‬فذذا قلد السلطان فيها إماماً كان أحق باإلمامة فيهيا مين غييرو‪ ،‬ذوان كيان أفضيل‬
‫منييه وأعلييمي وهييذو الوالييية طريقهييا طريييق األولييى ال طريييق اللييزوم والوجييوب‪ ،‬بخييالف والييية القضيياء والنقابيية‬
‫ألميرين‪ :‬أحيدهما أنييه ليو ت ارضيى النيياس بذميام وصيلى بهييم أجيزأهم وصيحت جميياعتهمي والبياني أن الجماعيية‬
‫في الصلوات الخمس من السنن المختارة والفضا ل المستحسنة وليست من الفروض الواجبة في قول جميا‬
‫الفقهاء إال داود فذنه تفرد بذيجابها إال من عذر ذواذا كانت من الندب المؤكيد ونيدب السيلطان لهيذو المسياجد‬
‫إماماً لم يكن لغيرو أن يتقدم فيها ما حضورو‪ ،‬فذن غاب واستناب كان من استنابه فيها أحق باإلمامةي ذوان‬
‫لييم يسييتنب فييي غيبتييه اسييتأذن اإلمييام فيييمن تقييدم فيهييا إن أمكيين ذوان تعييذر اسييت ذانه ت ارضييى أهييل البلييد فيييمن‬
‫يؤمهم ل ال تتعطل جماعتهم‪ ،‬فذذا حضرت صالة أخرى واإلمام عليى غيبتيه فقيد قييل إن المرتضيى للصيالة‬
‫األولييى يتقييدم فييي البانييية وم يا بعييدها إلييى أن يحضيير اإلمييام المييولى‪ ،‬وقيييل بييل يختييار للصييالة البانييية بييان‬
‫يرتضى لها غير األول ل ال يصير هذا االختيار تقلداً سلطانياً‪ ،‬والذو أراو أولى من إطالق هيذين اليوجهين‬
‫أن ي ارعييى حييال الجماعيية فييي الصييالة البانيييةي فييذن حضيير لهييا ميين حضيير فييي األولييى كييان المرتضييى فييي‬
‫الجماعة األولى أحق باإلمامة في الصالة البانية‪ ،‬ذوان حضرها غيرهم كان األول كأحدهم واستأنفوا اختيار‬
‫إمام يتقدمهم فذذا صلى إمام هذا المسجد بجماعة وحضر من لم يدرك تلك الجماعة لم يكن لهم أن يصلوا‬
‫فيه جماعة وصلوا فيه فرادى لما فيه من إظهار المباينة والتهمة بالمناقة والمخالفة‪ ،‬ذواذا قلد السلطان لهذا‬
‫المسجد إمامين فذن خص كل واحد منهما ببعض الصلوات الخمس جاز وكان كيل واحيد مقصيو اًر عليى ميا‬
‫خص به كتقلييد أحيدهما صيالة النهيار وتقلييد اجخير صيالة اللييل فيال يتجياوز كيل واحيد منهميا ميا ردو إلييه‪،‬‬
‫ذوان قلييد اإلماميية ميين غييير تخصيييص كييل واحييد منهمييا بييبعض الصييلوات لكيين رد إلييى كييل واحييد منهمييا يومياً‬
‫غير ييوم صياحبه كيان كيل واحيد منهميا فيي يوميه أحيق باإلمامية فييه مين صياحبه‪ ،‬فيذن أطليق تقلييدهما مين‬
‫غييير تخصيييص كانييا فييي اإلماميية سيواء وأيهمييا سييبق إليهييا كييان أحييق بهييا ولييم يكيين لآلخيير أن يييؤم فييي تلييك‬
‫الصالة بقوم آخرين‪ ،‬ألنه ال يجوز أن يقام في المساجد السلطانية جماعتان في صالة واحدةي‬
‫واختلييف فييي السييبق الييذو يسييتحق بييه التقييدم علييى وجهييين‪ :‬أحييدهما سييبقة بالحضييور فييي المسييجد‬
‫والباني سبقة باإلمامة فيه‪ ،‬فذن حضر اإلمامان في حالة واحدة ليم يسيبق أحيدهما صياحبه‪ ،‬فيذن اتفقيا عليى‬
‫تقييديم أحييدهما كييان أولييى باإلماميية‪ ،‬ذوان تنازعييا ففيييه وجهييان‪ :‬أحييدهما يقيير بينهمييا ويتقييدم ميين قيير منهمييا‬
‫والباني يرد إلى اختيار أهل المسجد ألحدهماي ويدخل في والية هذا اإلمام تقليد المؤذنين ما لم يصر له‬
‫بالصييرف منييه ألن اجذان ميين سيينن الصييلوات التييي ولييى القيييام بهييا فصييار داخيالً فييي الوالييية‪ ،‬ولييه أن يأخييذ‬
‫المؤذنين بما يؤديه اجتهادو إليه في الوقت واألذاني فذن كان نافعياً يرى تعجيل الصلوات في أول األوقات‬
‫وترجي ييا األذان ذوافي يراد اإلقام يية أخ ييذ الم ييؤذنين ب ييذلك‪ ،‬ذوان ك ييان رأيه ييم بخالف ييه ذوان ك ييان حنفيي ياً ي ييرى ت ييأخير‬
‫الصلوات إلى آخر األوقات إال المغرب ويرى ترك الترجيا في األذان وتبنية اإلقامة أخذهم بذلك‪ ،‬ذوان كان‬
‫رأيهم بخالفهي بم يعمل اإلمام على رأيه واجتهادو في أحكام صالته‪ ،‬فذن كان نافعياً ييرى الجهير ببسيم اهلل‬
‫الييرحمن الييرحيم والقنييوت فييي الصييبح لييم يكيين للسييلطان أن ينهيياو عيين ذلييك وال للمييأمومين أن ينكييروو عليييه‪،‬‬
‫وكذلك إن كان حنفياً يرى ترك القنوت في الصبح وترك الجهر بالبسملة عمل عليى أرييه وليم يعيارض فييه‪،‬‬
‫والفييرق بييين الصييالة واجذان أنييه يييؤدو الصييالة فييي حييق نفسييه فلييم يجييز أن يعييارض فييي اجتهييادوي والمييؤذن‬
‫يؤذن في حق غيرو فجاز ن يعارض في اجتهادو فذن أحب المؤذن أنيه ييؤذن لنفسيه عليى اجتهيادو أذن بعيد‬
‫األذان العام أذاناً خاصاً لنفسه على رأيه يسر به وال يجهري‬
‫والصييفات المعتب يرة فييي تقليييد هييذا اإلمييام خمييس أن يكييون رج يالً عييادالً قار ياً فقيه ياً سييليم اللفييظ ميين‬
‫نقص أو لبغي فذن كان صبياً أو عبداً أو فاسقاً صحت إمامته ولم تنعقد واليته‪ ،‬ألن الصغر والرق والفسيق‬
‫يمنا من الوالية وال يمنا من اإلمامةي قد أمر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عمرو بين مسيلمة أن يصيلي‬
‫بقومييه وكييان صييغي اًر ألنييه أق يرأهم‪ ،‬وصييلى رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم خلييف مييولى لييه وقييال‪" :‬صاالوا‬
‫كل بار وفاجر"ي‬ ‫فل‬
‫وال يجوز أن يكون هذا اإلمام امرأة وال خنبى وال أخيرس وال ألبيغ‪ ،‬ذوان أميت اميرأة أو خنبيى فسيدت‬
‫صالة من ا تم بهما من الرجال والخنابى‪ ،‬ذوان أم ألبغ أو أخرس يبدل الحيروف بأغيارهيا بطليت صيالة مين‬
‫ا تم به إال أن يكون على مبل خرسه أو لبغهي وأقل ما على هيذا اإلميام مين القيراءة والفقيه أن يكيون حافظياً‬
‫ألم الق يرآن عالم ياً بأحكييام الصييالة ألنييه القييدر المسييتحق فيهييا‪ ،‬ذوان كييان حافظ ياً لجميييا الق يرآن عالم ياً بجميييا‬
‫األحكييام كييان أولييى ذواذا اجتمييا فقيييه ليييس بقييارإ وقييارإ ليييس بفقيييه فالفقيييه أولييى ميين القييارإ إذا كييان يفهييم‬
‫الفاتحيية‪ ،‬ألن مييا يلييزم ميين القيرآن محصييور ومييا ينوبييه ميين الحيوادث فييي الصييالة غييير محصييور ويجييوز أن‬
‫يأخييذ هييذا اإلمييام ومأذونييه رزقياً علييى اإلماميية واألذان ميين بيييت المييال ميين سييهم المصييالح‪ ،‬ومنييا أبييو حنيفيية‬
‫ذليك‪ ،‬وأمييا المسياجد العاميية التييي يبنيهيا أهييل النيوار والقبا ييل فييي نيوارعهم وقبييا لهم فيال اعتيراض للسييلطان‬
‫عليهم في أ مة مساجدهم وتكون اإلمامة فيها لمن اتفقوا على الرضا بذمامته‪ ،‬وليس لهم بعيد الرضيا بيه أن‬
‫يصيرفوو عيين اإلماميية إال أن يتغييير حالييه‪ ،‬وليييس لهييم بعييد رضيياهم بييه أن يسييتخلفوا مكانييه نا بياً عنييه ويكييون‬
‫أهل المسجد حق باالختيار‪ ،‬ذواذا اختلف أهل المسجد في اختييار إميام عميل عليى قيول األكبيرين فيذن تكافيأ‬
‫المختلفون اختار السلطان لهم قطعياً لتنياجرهم مين هيو أديين وأسين وأقي أر وأفقيه وهيل يكيون اختييارو مقصيو اًر‬
‫على العدد المختلف فيه أو يكيون عا مياً فيي جمييا أهيل المسيجد؟ عليى وجهيين أحيدهما أنيه يكيون مقصيو اًر‬
‫على ذلك العدد المختلف في اختيارو أحدهم وال يتعداهم إلى غيرهم التفاقهم عليى تيرك مين عيداهمي والبياني‬
‫أنييه يختييار ميين جميييا أهييل المسييجد ميين ييراو إلمامتييه مسييتحقاً ألن السييلطان ال يضيييق عليييه االختييياري ذواذا‬
‫بنى رجل مسجداً لم يستحق اإلمامة فيه كان هو وغيرو مين جييران المسياجد سيواء فيي إمامتيه وأذانيهي وقيال‬
‫أبيو حنيفية إنيه أحيق باإلمامية واألذان فييهي ذواذا حضيرت جماعيية منيزل رجيل للصيالة فييه كيان ماليك المنييزل‬
‫أحقهم باإلمامة فيه ذوان كان دونهم في الفضل‪ ،‬فذن حضرو السلطان كان في أحد القوانين أحق من المالك‬
‫لعموم واليته عليه‪ ،‬والمالك في القول الباني أحق الختصاصه بالتصرف في ملكهي‬
‫وأمييا اإلماميية فييي صييالة الجمعيية فقييد اختلييف الفقهيياء فييي وجييوب تقليييدها‪ ،‬فييذهب أبييو حنيفيية وأهييل‬
‫العيراق إلييى أنهييا ميين الواليييات الواجبييات وأن صييالة الجمعيية ال تصييح إال بحضييور السييلطان أو ميين يسييتنيبه‬
‫فيها وذهب النافعي رضيي اهلل عنيه وفقهياء الحجياز إليى أن التقلييد فيهيا نيدب‪ ،‬وأن حضيور السيلطان لييس‬
‫بنرط فيهاي فذن أقامها المصلون وعلى ن ار طها انعقدت وصحت‪ ،‬وال يجوز أ‪ ،‬يكون اإلمام فيها عبداً ذوان‬
‫لم تنعقد واليتهي وفي جواز إمامة الصبي قوالن‪ :‬وال يجوز إقامتها إال فيي وطين مجتميا المنيازل يسيكنه مين‬
‫تنعقييد بهييم الجمعيية ال يظعنييون عنييه نييتاء وال صيييفاً إال ظعيين حاجيية س يواء كييان مص ي اًر أو قريييةي وقييال أبييو‬
‫حنيفة تختص الجمعة باألمصيار‪ ،‬وال يجيوز إقامتهيا فيي القيرى واعتبير المصير بيأن يكيون فييه سيلطان يقييم‬
‫الحدود وقاض ينفذ األحكام واختلف في وجوب الجمعية عليى مين كيان خيارج المصير‪ ،‬فأسيقطها أبيو حنيفية‬
‫عنهم‪ ،‬وأوجبها النافعي عليهم إذا سمعوا نداءها منهي‬
‫واختلف الفقهاء في العدد الذو تنعقد به الجمعة‪ ،‬فذهب النافعي رضي اهلل عنه إلى أنها ال تنعقيد‬
‫إال بأربعين رجالً من أهل الجمعة ليس فيهم امرأة وال عبد وال مسافري‬
‫واختلف أصحابه في إمامهم هل يكون از داً على العدد أو واحد منهم‪ ،‬فيذهب بعضيهم إليى أنهيا ال‬
‫تصح إال بأربعين سوى اإلميام‪ ،‬وقيال أكبيرهم يجيوز أن يكونيوا أربعيين ميا اإلميامي وقيال الزهيرو ومحميد بين‬
‫الحسيين تنعقييد بييابني عنيير سييوى اإلمييامي وقييال أكبييرهم يجييوز أن يكون يوا أربعييين مييا اإلمييامي وقييال الزهييرو‬
‫ومحمد بن الحسن تنعقد بابني عنر سوى اإلمامي وقال أبو حنيفة والمزني تنعقد بأربعة أحدهم اإلمام وقال‬
‫الليث وأبو يوسف تنعقد ببالبة أحدهم اإلمامي وقال أبو بور تنعقد بابنين كسيا ر الجماعيات‪ ،‬وقيال ماليك ال‬
‫اعتبييار بالعييدد فييي انعقادهييا‪ ،‬ذوانمييا االعتبييار أن يكون يوا عييدداً تبنييى لييه األوطييان غالب ياً‪ ،‬وال يجييوز أن تقييام‬
‫الجمعيية فييي السييفر وال خييارج المصيير إال أن يتصييل بنيياؤوي ذواذا كييان المصيير جامعياً القييرى قييد اتصييل بناؤهييا‬
‫حتى اتسا بكبرة أهله كبغداد جاز إقامة الجمعة فيي موضيعه القديمية‪ ،‬وال يمنيا اتصيال البنييان مين إقامتهيا‬
‫في مواضعهاي ذوان كان المصر واحداً في موضا واحد منه‪ ،‬ذوان كان المصر واحد متصل األبنيية ال يسيا‬
‫جامعه جميا أهله لكبرتهم كالبصرة فقد اختلف أصحاب النافعي في جواز إقامة الجمعة في مضيعين منيه‬
‫للضرورة بكبرة أهله‪ ،‬فذهب بعضهم إلى جوازها وأباو آخرون وقال إن ضاق بهيم اتسيعت لهيم الطرقيات فليم‬
‫يض ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييطروا إل ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييى تفري ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييق الجمع ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يية ف ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييي مواض ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييا من ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييهي‬
‫وقد أقيمت الجمعة في موضعتين في مصر قد منا أهله من تفريق الجمعة فييه ففييه قيوالن‪ :‬أحيدهما أن ال‬
‫جمعة ألسبقهما بذقامتها وعلى المسبوق أن يعييد الصيالة ظهي اًر‪ ،‬والقيول البياني أن الجمعية للمسيجد األعظيم‬
‫الييذو يحضيرو السييلطان سييابقاً كييان أو مسييبوقاً وعلييى ميين صييلى فييي األصييغر إعييادة صييالتهم ظهي اًر‪ ،‬وليييس‬
‫لميين قلييد إماميية الجمعيية أن يييؤم فييي الصييلوات الخمييس‪ ،‬واختلييف فيييمن قلييد إماميية الصييلوات الخمييس هييل‬
‫يسيتحق اإلمامية فييي صيالة الجمعيية فمنعيه منهييا مين جعييل الجمعية فييرداً مبتيدأ‪ ،‬وجوزهييا ليه ميين جعلهيا ظهي اًر‬
‫مقصو اًري ذواذا كان اإلميام فيي الجمعية ييرى أنهيا ال تنعقيد بأقيل مين أربعيين رجيالً وكيان الميأمومون وهيم أقيل‬
‫من أربعين رجالً يرون انعقاد الجمعة بهم لم يجيز أن ييؤمهم ووجيب علييه أن يسيتخلف علييهم أحيدهم‪ ،‬وليو‬
‫ك ييان اإلم ييام ي ييرى أنه ييا تنعق ييد بأق ييل م يين أربعي يين رجي يالً والم ييأمومون ال يرون ييه وه ييم أق ييل ل ييم يل ييزم اإلم ييام وال‬
‫المأمومين إقامتها ألن المأمومين ال يرونه واإلمام ليم يجيد معيه مين يصيليها‪ ،‬ذواذا أمير السيلطان اإلميام فيي‬
‫الجمعيية أن ال يصييلي بأقييل ميين أربعييين لييم يكيين لييه أن يصييليها بأقييل ميين أربعييين ذوان كييان ييراو مييذهباً‪ ،‬ألنييه‬
‫مقصور الوالية على األربعين ومصروف عما دونها‪ :‬ويجوز أن يستخلف عليهم من يصليها لصيرف واليية‬
‫عنهييا‪ ،‬ذواذا أم يرو السييلطان أن يصييلي بأقييل ميين أربعييين وهييو ال ي يراو ففييي واليتييه وجهييان أحييدهما أنهييا باطليية‬
‫لتعذرها من جهته‪ ،‬والباني أنها صحيحة ويستخلف عليها من يراو منهمي‬
‫وأما اإلمامة في الصيلوات المسينونة مبيل الجمعية فخميس‪ :‬صيالة العييدين والخسيوفين واالستسيقاء‪،‬‬
‫وتقليد اإلمامة فيما ندب لجوازها جماعة وفرادىي واختليف فيي حكمهيا فيذهب بعيض أصيحاب النيافعي إليى‬
‫أنها من السنن المؤكدةي وذهب آخرون منهم إلى أنها من فيروض الكفايية‪ ،‬ولييس لمين قليد إمامية الصيلوات‬
‫الخمس أو إمامة الجمعة حق في إقامتها إال أن يقلد جميا الصلوات فتدخل في غيرهاي‬
‫فأمييا صييالة العيييد فوقتهييا مييا بييين طلييو النييمس وزوالهييا ويختييار تعجيييل األضييحى وتييأخير الفطيير‬
‫ويكبيير النيياس فييي ليلتييي العيييدين ميين بعييد غييروب النييمس إلييى حييين أخييذهم فييي صييالة العيييد ويخييتص عيييد‬
‫األضحى بالتكبير عقيب الصلوات المفروضة من عبد صالة الظهر من يوم النحر إلى بعد صالة الصيبح‬
‫من آخر أيام التنريق‪ ،‬ويصلي العيدين قبل الخطبة والجمعة بعدها اتباعاً للسنة فيهماي‬
‫وتختص صالة العيدين بالتكبيرات الزوا د‪ ،‬واختلف الفقهاء في عيددها‪ ،‬فيذهب النيافعي رضيي اهلل‬
‫عنييه إلييى أنييه يزيييد فييي األولييى سييبعاً سييوى تكبييرة اإلحيرام وفييي البانييية خمسياً سييوى تكبييرة القيييام قبييل القيراءة‬
‫فيهمييا‪ ،‬وقييال مالييك يزيييد فييي األولييى سييتاً وفييي البانييية خمس ياً سييوى تكبي يرة القيييام وقييال أبييو حنيفيية يكبيير فييي‬
‫األولى بالباً قبل القراءة وفي البانية أربعياً سيوى تكبييرة القييام قبيل القيراءة‪ ،‬ويعميل اإلميام فيي هيذو التكبييرات‬
‫الزوا ييد علييى أريييه واجتهييادو‪ ،‬وليييس لميين والو أن يأخييذو بيرأو نفسييه‪ ،‬بخييالف العييدد فييي صييالة الجمعيية ألنييه‬
‫يصير بذكر العدد في صالة الجمعة خياص الواليية ال يصيير بيذكر التكبيير فيي صيالة العييد خياص الواليية‬
‫فافترقاي‬
‫فأما صالة الخسوفين فيصليهما من ندبه السلطان لهما أو من عمت واليته فانتملت عليهما وهيي‬
‫ركعتان في كل ركعة ركوعان وقيامان يطيل القراءة فيهما فيق أر في القيام األول من الركعة األوليى سي اًر بعيد‬
‫الفاتحة بسيورة البقيرة أو بقيدرها مين غيرهيا ويركيا مسيبحاً بقيدر ما ية آيية بيم يرفيا منتصيباً ويقي أر بعيد الفاتحية‬
‫بسورة آل عمران أو بقدرها ويركا مسبحاً بقدر بمانين آيية يسيجد سيجدتين كسيا ر الصيلوات؛ بيم يصينا فيي‬
‫الركعة البانية كذلك يق أر في قيامها ويسبح في ركوعها ببلث ما ق أر وسبح في الركعة األولى بم يخط بعدهاي‬
‫وقييال أبييو حنيفيية يصييلي ركعتييين كسييا ر الصييلواتي ويصييلي لخسييوف القميير كصييالة كسييوف الن يمس جه ي اًر‬
‫ألنها من صالة الليلي وقال مالك ال يصلى لخسوف القمر كصالة كسوف النمسي‬
‫فأمييا صييالة االستسييقاء فمييذهوب إليهييا عنييد انقطييا المطيير وخييوف الجييدب بتقييدم ميين قلييدها بصيييام‬
‫بالبي يية أيي ييام قبلهي ييا والكي ييف فيهي ييا عي يين التظي ييالم والتخاصي ييم‪ ،‬ويصي ييلح فيهي ييا بي ييين المتني يياجرين والمتخاصي ييمين‬
‫والمتهاجرين وهي كصالة العيد في وقتهاي ذواذا قلد صالة العيد في عام جاز ميا إطيالق واليتيه أن يصيليها‬
‫في كل عام ميا ليم يصيرفي ذواذا قليد صيالة الكسيوف واالستسيقاء فيي عيام ليم يكين ليه ميا إطيالق واليتيه أن‬
‫يصليها في غيرو إال أن يقلد ألن صالة العييد راتبية وصيالة الخسيوف واالستسيقاء عارضية ذواذا مطيروا وهيم‬
‫في االستسقاء أتموها خطب بعيدها نيك اًر‪ ،‬وليو مطيروا قبيل اليدخول فيهيا ليم يصيلوا ونيكروا اهلل تعيالى بغيير‬
‫خطبة‪ ،‬وكيذلك فيي الخسيوف إذا انجليى‪ ،‬وليو اقتصير فيي االستسيقاء عليى اليدعاء بغيير صيالة أجيزأي وروى‬
‫أبو مسلم عين أنيس بين ماليك‪" :‬أن أعرابيياً أتيى رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم فقيال ليه‪ :‬ييا رسيول اهلل لقيد‬
‫أتيناك ومالنا بعير يبط وال صبي يصطبح بم أنندو من الطويل‪:‬‬

‫*** وقد نغلت أم الصبي عن الطيفيل‬ ‫أتيناك والعذراء يدميي ليبيانيهيا‬


‫*** من الجو ضعفاً ال يمر وال يجليى‬ ‫وألقى بكفيه الصيبيي اسيتيكيانة‬
‫*** سوى الحنظل العلمي والعلهز الغسل‬ ‫وال نيء مما يأكل الناس عينيدنيا‬
‫*** وأين فرار الناس إال إلى اليرسيل‬ ‫ولييس لينيا إال إلييك في اررنيا‬

‫فقييام رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم يجيير رداءو حتييى صييعد المنبيير فحمييد اهلل وأبنييى عليييه وقييال‪:‬‬
‫"اللام يسقنا غيثاً غدواً مهيثاً سحاً طبقاً غير ار ث ينبت به الازرع ويماب باه الضارع وتحياي‬
‫به األرض ب د موتاا‪ ،‬وك لة تفرجوم"ي‬
‫فمييا اسييتتم الييدعاء حتييى ألقييت السييماء بأرواقهييا فجيياء أهييل البطانيية يصيييحون يييا رسييول اهلل الغييرق‬
‫فقال‪ " :‬حوالينا وال علينا "ي‬
‫فانجابت السحاب عن المدينة كاإلكبل‪ ،‬فضحك رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم حتى بدت فواجدو‬
‫بم قال‪:‬‬
‫هلل در أبي طالب‪ ،‬لو كان حياً لقرت عيناو من الذو ينند نعرو " فقام علي بن أبيي طاليب فقيال‬
‫كأنك يا رسول اهلل أردت قوله من الطويل‪:‬‬

‫*** بمال اليتامى عصمة لمرامل‬ ‫وأبيض يستسقي الغمام بوجهه‬


‫*** فهم عندو في نعمة وفواضل‬ ‫يلوذ به الهالك من آل هانيم‬
‫*** ولما نقاتل دونه وننياضيل‬ ‫كذبتم وبيت اهلل نبزى محميداً‬
‫*** ونذهن عن أبنا نا والحيال ل‬ ‫ونسلمه حتى نصر حيوليه‬

‫فقام رجل من كنانة فأنند النبي صلى اهلل عليه وسلم نم المتقارب‪:‬‬

‫*** سقينا بوجه النب المطير‬ ‫لك الحمد والحمد ممن نكر‬
‫*** وأنخص معها إليه البصر‬ ‫دعا اهلل خياليقيه دعيوة‬
‫*** وأسر حتى رأينا المطر‬ ‫فلم يك إال كذلقياء اليردا‬
‫*** ق أغاث به اهلل علياً مضر‬ ‫دفاق العزالى حجم البيعيا‬
‫*** أبو طالب أبيض ذا غيرر‬ ‫وكان كما قياليه عيميه‬
‫*** م وهذا العيان وذاك الخبر‬ ‫به اهلل أرسل صوب الغميا‬

‫فق ي ي ييال النب ي ي ييي ص ي ي ييلى اهلل علي ي ي ييه وس ي ي ييلم‪" :‬ام يكااااااام دااااااااعر يحسااااااام فقاااااااد يحسااااااانت"ي‬
‫وليس السواد مختص باأل مة في الصلوات التي تقام فيها دعوة السلطان اتباعاً لنعارو اجني وتكرو مخالفته‬
‫فيه ذوان لم يرد به نر تحر اًز من مباينتهي ذواذا تغلب من منا الجماعة كان عذ اًر في ترك المجاهرة بها‪ ،‬أو‬
‫إذا أقامها المتغلب ما سوء معتقدة اتبا فيها‪ ،‬وال يتبا على بدعة يحدبهاي‬
‫الباب ال ادر‬
‫في الوالية على الحج‬

‫وهذو الوالية على الحج ضربان‪ :‬أحدهما أن تكون عليى تسييير الحجييج والبياني عليى إقامية الحيج‪،‬‬
‫فأما تسيير الحجيج فهو والية سياسة وزعامة وتدبيري‬
‫والني ي ي ي ييروط المعتب ي ي ي ي يرة في ي ي ي ييي المي ي ي ي ييولى‪ :‬أن يكي ي ي ي ييون مطاع ي ي ي ي ياً ذا رأو وني ي ي ي ييجاعة وهيبي ي ي ي يية وهدايي ي ي ي ييةي‬
‫والييذو عليييه فييي حقييوق هييذو الوالييية عنيرة أنييياء‪ :‬أحييدها جمييا النيياس فييي مسيييرهم ونييزولهم حتييى ال يتفرقيوا‬
‫فيخيياف عليييهم التييوى والتغرييير‪ ،‬والبيياني ت يرتيبهم فييي المسييير والنييزول بذعطيياء كييل طا فيية ميينهم مقيياداً حتييى‬
‫يعييرف كييل فريييق ميينهم مقييادو إذا سييار ويييألف مكانييه إذا نييزل‪ ،‬فييال يتنييازعون فيييه وال يضييلون عنييهي والبالييث‬
‫يرفق بهم في السير حتى ال يعجز عنه ضعيفهم وال يضل عنه منقطعهم‪ ،‬وروو عن النبي صلى اهلل عليه‬
‫يمير الرفقة"ي‬ ‫وسلم أنه قال‪" :‬الض ي‬
‫يرييد أن ميين ضيعفت دوابييه كييان عليى القييوم أن يسيييروا سييروي وال اربييا أن يسييلك بهيم أوضييح الطييرق‬
‫وأخصبها‪ ،‬ويتجنب أجدبها وأوعرهاي والخامس أن يرتاد لهم المياو إذا انقطعت والم ارعيي إذ قليتي والسيادس‬
‫أن يحرسييهم إذا نيزال أو يحييوطهم إذا رحليوا حتييى ال يييتخطفهم داعيير وال يطمييا فيييهم متلصييصي والسييابا أن‬
‫يمنا عنهم من يصدهم عن المسير ويدفا عنهم من يحصرهم عن الحج بقتيال إن قيدر علييه أو يبيذل ميال‬
‫إن أجاب الحجيج إليه وال يسعه أن يجبر أحداً على بذل الخفارة إن امتنيا منهيا حتيى يكيون بياذالً لهيا عفيواً‬
‫ومجيباً إليها طوعياً‪ ،‬فيذن بيذل الميال عليى التمكيين مين الحيج ال يجيبي والبيامن أن يصيلح بيين المتنياجرين‬
‫ويتوسط بين المتنيازعين وال يتعيرض للحيم بيينهم إجبيا اًر إال أن يفيوض الحكيم إلييه فيعتبير فييه أن يكيون مين‬
‫أهله فيجوز له حين ذ الحكم بينهم فذن دخلوا بليد فييه حياكم جياز ليه ولحياكم البليد أ يحكيم بيينهم فأيهميا حكيم‬
‫نفذ حكمه ولو كان التناز بيين الحجييج وأهيل البليد ليم يحكيم بيينهم إال حياكم البليدي والتاسيا أن يقيوم از غهيم‬
‫ويؤدب خا نهم‪ ،‬وال يتجاوز التعزيز إلى الحد إال أن يؤذن له فيه فيسيتوفيه إذا كيان مين أهيل االجتهياد فييه‪،‬‬
‫فيذن دخييل بليداً فيييه مين يتييولى إقاميية الحيد عليييه مين والييي البليد‪ ،‬ذوان كييان مييا أتياو المحييدود فيي المحييدود فييي‬
‫البلييد فيوالي البلييد أولييى بذقاميية الحييد عليييه ميين والييي الحجيييجي والعانيير أن ي ارعييي اتسييا الوقييت حتييى يييؤمن‬
‫الفيوات وال يلجي هم ضييقه إلييى الحييث فيي السييير‪ ،‬فييذذا وصيل إلييى الميقيات أمهلهييم ليحيرام ذواقامية سييننه فييذن‬
‫كان الوقت متسعاً عدل بهم إلى مكة ليخرجوا ما أهلها إلى المواقف ذوان كان الوقيت ضييقاً عدليه بهيم عين‬
‫مكة إلى عرفة خوفاً من فواتها فيفيوت الحيج فيذن زميان الوقيوف بعرفية ميا بيين زوال النيمس مين ييوم عرفية‬
‫إلى طلو الفجر الباني من يوم النحر‪ ،‬فمن أدرك الوقيوف بهيا فيي نييء مين هيذا الزميان مين لييل أو نهيار‬
‫فقد أدرك الحج‪ ،‬ذوان فاته الوقوف بها حتى طليا الفجير مين ييوم النحير فقيد فاتيه الحيج وعلييه إتميام ميا بقيي‬
‫من أركانه وجبرانه بدم وقضاؤو في العام المقبل إن أمكنه وفيما بعدو إن تعذر عليه‪ ،‬وال يصير حجة عمرة‬
‫بالفوات وال يتحلل بعد الفيوات إال بيذحالل الحيج‪ ،‬وقيال أبيو حنيفية رحميه اهلل يتحليل بعميل عميرةي وقيال‪ :‬أبيو‬
‫يوسيف يصيير إح ارميه بيالفوات عميرة‪ ،‬ذواذا وصيل الحجييج إليى مكية فمين ليم يكين عليى الميد مينهم فقيد ازلييت‬
‫عنه واليته الوالي على الحجييج فليم تكين ليه علييه ييد؛ ومين كيان مينهم عليى العيود فهيو تحيت واليتيه وملتيزم‬
‫أحكام طاعته‪ ،‬فذذا قضى الناس حجهم أمهلهم األيام التيي جيرت بهيا العيادة فيي إنجياز عال قهيم وال ييرهقهم‬
‫فييي الخييروج فيضيربهم‪ ،‬فييذذا عيياد بهييم صييار بهييم علييى طريييق المدينيية لزيييارة قبيير رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه‬
‫وسييلم ليجمييا لهييم بييين حييج بيييت اهلل عييز وجييل وزيييارة قبيير رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم رعاييية لحرمتييه‬
‫وقياماً بحقوق طاعته‪ ،‬ول ن لم يكن ذلك من فروض الحج فهو من ندب النر المسيتحبة وعيادات الحجييج‬
‫المستحسنةي‬
‫روى نافا عن ابن عمر رضي اهلل عنه أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسيلم قيال‪" :‬مام زار وباري‬
‫وجبت له دفاعتي"ي‬
‫وحكى العتبي قال‪ :‬كنت عند قبر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فأتاو أعرابي فأقبل وسلم فأحسن‬
‫بم قيال ييا رسيول اهلل إنيي وجيدت اهلل تعيالى يقيول‪" :‬ولاو يناام ا طلماوا ينفساام جااءوة فاساتهفروا‬
‫اهلل واستهفر لام الرسول لوجدوا اهلل تواباً رحيما"ي‬
‫وقد ج تك تا باً من ذنبي مستنفعاً بك إلى ربي؛ بم بكى وأننأ يقول من البسيط‪:‬‬

‫يا خير من دفنت بالقا أعظمه *** فطلب من طيبهن القا واألكم‬
‫*** فيه العفاف وفيه الجود والكرم‬ ‫نفسي الفداء لقبر أنت ساكنيه‬

‫بم ركب راحلته وانصرفي قال العتبي فأغفيت اغفاءو فرأيت رسول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم فقيال‬
‫لييي يييا عتبييي الحييق األع اربييي وأخبيرو أن اهلل سييبحانه قييد غفيير لييهي بييم يكييون فييي عييودو بهييم ملتزمياً فيييهم ميين‬
‫الحقوق ما التزمه في صدرهم حتى يصل بهم إلى البلد الذو سار بهم منه فتنقطا واليته عنهم بالعود إليه‪،‬‬
‫ذوان كانت الوالية على إقامة الحج فهو فيه بمنزلة اإلمام في إقامة الصيلوات‪ ،‬فمين نيروط الواليية علييه ميا‬
‫النروط المعتبرة في أ مة الصلوات أن يكون عالماً بمناسيك الحيج وأحكاميه‪ ،‬عارفياً بمواقيتيه وأياميهي وتكيون‬
‫مدة واليتيه مقيدرة بسيبعة أييام أولهيا مين صيالة الظهير فيي الييوم السيابا مين ذو الحجية وآخرهيا ييوم الحيالق‬
‫وهو النفر الباني في اليوم البالث عنر من ذو الحجة‪ ،‬وهو فيما قبلها وبعدها أحد الرعايا وليس من الوالة‬
‫ذواذا كان مطلق الوالية على إقامة الحج فله إقامته في كيل عيام ميا ليم يصيرف عنيه‪ ،‬ذوان عقيدت ليه خاصية‬
‫على عام واحد لم يتعد إلى غيرو إال عن واليةي‬
‫والذو يختص بواليته ويكون نظيرو مقصيو اًر علييه خمسية أحكيام متفيق عليهيا وسيادس مختليف فييه‪:‬‬
‫أحييدها إنييعا اًر للنيياس بوقييت إح يرامهم والخييروج إلييى منيياعرهم ليكون يوا لييه متبعييين وبأفعالييه مقتييديني والبيياني‬
‫تيرتيبهم للمناسييك علييى مييا اسييتقر النيير عليييه ألنييه متبييو فيهييا فييال يقييدم مييؤخ اًر وال يييؤخر مقييدماً سيواء كييان‬
‫الترتيب مستحقاً أو مستحباًي والباليث تقيدير المواقيف بمقاميه فيهيا ومسييرو عنهيا كميا تقيدر صيالة الميأمومين‬
‫بصيالة اإلمييام وال اربييا اتباعييه فييي األركييان المنييروعة فيهييا والتييأمين علييى أدعيتييه بهييا ليتبعييوو فييي القييول كمييا‬
‫تبعيوو فيي العميل وليكيون اجتمييا أدعييتهم أفيتح ألبيواب اإلجابيةي الخييامس إميامتهم فيي الصيلوات فيي األيييام‬
‫التييي نييرعت خطييب الحييج فيهييا وجمييا الحجيييج عليهييا وهيين أربييا‪ :‬فيياألولى ميينهن وهييي أول نييروعه فييي‬
‫مسنوناته ومندوباته بعد تقدم إحرامه وأن كان لو أخر احرامه أجزأو أن يصيلي بهيم صيالة الظهير بمكية فيي‬
‫اليييوم السييابا‪ ،‬ويخطييب بعييدها وهييي األولييى ميين خطييب الحييج األربييا مفتتح ياً لهييا بالتلبييية إن كييان محرم ياًي‬
‫والتكبير إن كان محالً‪ ،‬ويعلم الناس أن مسيرهم في غد إلى منى ليخرجوا إليها فيه وهو البامن مين العنير‬
‫فينيزل بحيييف منييى ببنييي كنانيية حيييث نييزل رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم منييه ويبيييت بهييا ويسييير بهييم ميين‬
‫غدو وهو التاسا ما طلو النمس إلى عرفة على طريق ضيب ويعيود عليى طرييق الميأزمين اقتيداء برسيول‬
‫اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم‪ ،‬وليييكن عا ييداً ميين عييير الطريييق الييذو صييدر منييه‪ ،‬فييذذا أنييرف علييى عرفيية نييزل‬
‫بييبطن عرفيية وأقييام بييه حتييى تييزول النييمس بييم سييار منيه إلييى مسييجد ابيراهيم صييلوات اهلل عليييه بيوادو عرفيية‬
‫يخطييب بهييم الخطبيية البانييية ميين خطييب الحييج قبييل الصييالة كالجمعيية‪ ،‬فييذن جميييا الخطييب منييروعة بعييد‬
‫الصالة إال خطبتين خطبة الجمعة وخطبة عرفة‪ ،‬فذذا خطبها ذكير للنياس فيهيا ميا يليزمهم مين أركيان الحيج‬
‫ومناسكه وما يحرم عليهم من محظوراته‪ ،‬بم يصلي بهيم بعيد الخطبية صيالة الظهير والعصير جامعياً بينهميا‬
‫فييي وقييت الظهيير‪ ،‬ويقصييرهما المسييافرون ويتمهمييا المقيمييون اقتييداء برسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم فييي‬
‫جمعه وقصرو‪ ،‬بم يسير بعد فراغه منهما إلى عرفة وهو الموقف المفروض‪ ،‬قال رسول اهلل صلى اهلل علييه‬
‫وسلم‪" :‬الحج عرفة فمم يدرة عرفة فقد يدرة الحج‪ ،‬ومم فاته عرفة فقد فاته الحج"ي‬
‫وحيد عرفيية مييا جيياوز وادو عرفية الييذو فيييه المسييجد‪ ،‬وليييس المسيجد وال وادو عرفيية ميين عرفيية إلييى‬
‫الجبال المقابلة على عرفة كلها فيقف منها عند الجبال البالبة التتعة والنتيعة والتا ب‪ ،‬فقيد وقيف رسيول اهلل‬
‫صييلى اهلل عليييه وسييلم علييى ضييرس ميين التا ييب وجعييل بطيين راحلتييه إلييى المحيراب‪ ،‬فهييذا أحييب المواقييف أن‬
‫يقف اإلمام فيه‪ ،‬وأينما وقف من عرفة والناس أجزأهم ووقوفه على راحلته ليقتدو به الناس أولى‪ ،‬بم يسيير‬
‫بعد غروب النمس إلى مزدلفة مؤخ اًر صالة المغرب حتيى يجميا بينهيا وبيين العنياء اجخيرة بمزدلفية‪ ،‬وييؤم‬
‫النياس فيهميا ويبييت بمزدلفية وحيدها ميين حييث يفييض مين ميأزمي عرفيية ولييس المأزميان منهيا إليى أن يييأتي‬
‫إليى قييرن محسيير وليييس القييرن منهييا‪ ،‬ويلييتفظ النيياس منهييا حصييى الجمييار بقييدر األنامييل مبييل حصييى الخييذف‬
‫ويسير منها بعد الفجر‪ ،‬ولو سار قبله وبعد نصف الليل أج أز وليس المبييت بهيا ركنياً‪ ،‬ويجبيرو دم إن تركيهي‬
‫وجعلييه أبييو حنيفيية ميين األركييان الواجبيية‪ ،‬بييم صييار منهييا إلييى المنييعر الحيرام فيقييف منييه يقيير داعيياً‪ ،‬وليييس‬
‫الوقييوف بييه فرضياً‪ ،‬بييم يسييير إلييى منييى فيبييدأ برمييي جميرة العقبيية قبييل الييزوال تسييا حصيييات بييم ينحييري وميين‬
‫ساق معه هدياً من الحجيج بم يحلق أو يقصير يفعيل منهميا ميا نياء‪ ،‬والحليق‪ ،‬بيم يتوجيه إليى مكية فيطيوف‬
‫بها طواف اإلفاضة وهو الفرض‪ ،‬ويسيعى بعيد طوافيه إن ليم يسيا قبيل عرفية‪ ،‬ويجز يه سيعيه قبيل عرفيةي وال‬
‫يجز ه طوافه قبلهاي بم يعود إلى منى فيصلي بالناس الظهر ويخطب بعدها وهي الخطبة البالبة من خطب‬
‫الحيج األربييا‪ ،‬ويييذكر النياس مييا بقييي علييهم ميين مناسييكهم وحكيم إحاللهييم األول والبيياني وميا يسييتبيحونه ميين‬
‫محظورات اإلحرام بكل واحيد منهميا عليى اإلنفيراد ذوان كيان فقيهياً قيال هيل مين سيا ل‪ ،‬ذوان ليم يكين فقيهياً ليم‬
‫يتعرض للسؤال ويبيت بمنى ليلته ويرمي من غدوي وهو يوم النفر يوم الحادو عنر بعيد اليزوال ‪ -‬الجميار‬
‫البالث فذحدى وعنيرين حصياة كيل جميرة سيبا حصييات ‪ -‬ويبييت بهيا ليلتيه البانيية ويرميي مين غيدها وهيو‬
‫يوم النفر الجميار اليبالث‪ ،‬بيم يخطيب بعيد صيالة الظهير الخطبية الرابعية وهيي آخير الخطيب المنيروعة فيي‬
‫الحييج‪ ،‬ويعلييم النيياس أن لهييم فييي الحييج نف يرتين خيييرهم اهلل تعييالى فيهمييا بقولييه‪" :‬وا كاااروا اهلل فاااي يياااام‬
‫م دودات فمم ت جل في يوميم ف اثم عليه ومم تأفر ف اثم عليه لمم اتقى"ي‬
‫ويعلمهييم أن ميين نفيير ميين منييى قبييل غييروب النييمس ميين يومييه هييذا سييقط عنييه المبيييت بهييا والرمييي‬
‫للجمييار ميين غييدو وميين أقييام بهييا حتييى غربييت النييمس لزمييه المبيييت بهييا والرمييي فييي غييدو وليييس لهييذا اإلمييام‬
‫بحكم واليته أن ينفر في النفر األول ويقيم ليبيت بها وينفر في النفر البياني مين غيدو فيي وييم الحيالق وهيو‬
‫اليييوم البالييث عنيير بعييد رمييس الجمييار الييبالث ألنييه متبييو فلييم ينفيير إال بعييد اسييتكمال المناسييك‪ ،‬فييذذا اسييتقر‬
‫حكييم النفيير البيياني انقضييت واليتييه وقييد أدى مييا لزمييه‪ ،‬فهييذو الحكييام الخمسيية المتعلقيية بواليتييهي وأمييا السييادس‬
‫المختلف فيه فبالبة أنياء أحدها إن فعل أحد الحجيج ما يقتضي تعزي اًز أو يوجب فعله حدا‪ ،‬فذن كان مميا‬
‫ال يتعلق بالحج لم يكن له تعزيرو وال حدو‪ ،‬ذوان كيان مميا يتعليق بيالحج فليه تعزييرو زجي اًر وتأديبياًي وفيي إقامية‬
‫الحيد علييه وجهيان‪ :‬أحييدهما يحيدو‪ ،‬ألنيه مين أحكييام الحيج‪ ،‬وفيي اجخير ال يحييدو لخروجيه عين أفعيال الجييج‪،‬‬
‫والباني ال يجوز أن يحكم بين الحجيج فيميا تنيازعوو مين غيير أحكيام الحيج وفيي حكميه بينهميا فيميا تنيازعوو‬
‫من أحكام الحج كالزوجين إذا تنازعا في إيجاب كفارة للوطء ومؤتة القضاء وجهان‪ :‬أحيدهما يحكيم بينهميا‪،‬‬
‫والباني ال يحكمي والبالث أن يأتي أحد الحجيج ما يوجب الفدية فله أن يجبرو بوجوبها ويأمرو بذخراجها وهل‬
‫يستحق ال ازميه لهيا ويصيير خصيماً ليه فيي المطالبية أم ال عليى وجهيين كميا فيي إقامية الحيدود ويجيوز ليوالي‬
‫الحج أن يفتي من استفتاو إذا كان فقيهاً‪ ،‬ذوان لم يجز أن يحكم وليس له أن ينكر عليهم ميا يسيوغ فعليه إال‬
‫فيما يخاف أن يجعله الجاهل قيدوة فقيد أنكير عمير رضيي اهلل عنيه عليى طلحية بين عبييد اهلل لييس المضيرج‬
‫في الحج وقال أخاف أن يقتدو بك الجاهل‪ ،‬وليس له أن يحمل الناس في المناسك عليى مذهبيه‪ ،‬وليو أقيام‬
‫للناس الحج وهو حالل غير محرم كيرو ليه ذليك وصيح الحيج معيه‪ ،‬وهيو بخيالف الصيالة التيي ال يصيح إن‬
‫يؤمهم فيها وهو غير مصل لها‪ ،‬ولو قصد الناس في الحج التقدم على إمامهم فيه والتيأخير عنيه جياز ذوان‬
‫كانييت مخالفيية المتبييو مكروهيية ولييو قصييدوا مخالفتييه فييي الصييالة فسييدت عليييهم صييالتهم الرتبيياط صييالة‬
‫المأموم بصالة اإلمام وانتصال حج الناس عن حج اإلمامي‬
‫الباب الحادي عدر‬
‫في والية الصدوات‬

‫الصييدقة زكيياة‪ ،‬والزكيياة صييدقة‪ ،‬يفتييرق االسييم ويتفييق المسييمىي وال يجييب علييى المسييلم فييي مالييه حييق‬
‫فااااااي المااااااال حااااااق سااااااوى الزكاااااااة"ي‬ ‫س ي ي يواها‪ ،‬قي ي ييال رسي ي ييول اهلل صي ي ييلى اهلل عليي ي ييه وسي ي ييلم‪" :‬لااااااي‬
‫والزكاة تجب في األموال المرصدة للنماء إما بأنفسها أو بالعمل فيها طهرة ألهلها ومعونة ألهل السهماني‬
‫واألموال المزكاة ضيربان‪ :‬ظياهرة وباطنية‪ ،‬فالظياهرة ميا ال يمكين إخفياؤو كيالزر والبميار والموانيي‪،‬‬
‫والباطنة ما أمكن إخفاؤو من الذهب والفضة وعروض التجارةي وليس لوالي الصيدقات نظير فيي زكياة الميال‬
‫الباطن‪ ،‬وأربابه أحق بذخراج زكاته منه إال أن يبدلها أرباب األميوال طوعياً فيقبلهيا مينهم ويكيون فيي تفريقهيا‬
‫عوناً لهم؛ ونظرو مختص بزكاة األموال الظاهرة يؤمر أرباب األموال بدفعها إليهي‬
‫وفييي هييذا األميير إذا كييان عييادالً فيهييا قيوالن‪ :‬أحييدهما أنييه محمييول علييى اإليجيياب وليييس لهييم التفييرد‬
‫بذخراجه ييا وال تج ييز هم إن أخرجوهي ياي والق ييول الب يياني محم ييول عل ييى االس ييتجابة إظه ييا اًر للطاع يية‪ ،‬ذوان تف ييردوا‬
‫بذخراجها أجزأتهم‪ ،‬وله على القولين معاً أن يقاتلهم عليهم إذا امتنعيوا مين دفعياً كميا قاتيل أبيو بكير الصيديق‬
‫رضييي اهلل عنييه مييانعي الزكيياة ألنهييم يصيييرون باإلمتنييا ميين طاعيية والة األميير إذا عييدلوا بغيياة‪ ،‬ومنييا أب يو‬
‫حنيفيية رضييي اهلل عنييه ميين قتييالهم إذا أجييابوا علييى إخراجهييا بأنفسييهمي والنييروط المعتبيرة فييي هييذو الوالييية أن‬
‫يكون حي اًر مسيلماً عيادالً عالمياً بأحكيام الزكياة إن كيان مين عميال التفيويض‪ ،‬ذوان كيان منفيذاً قيد عينيه اإلميام‬
‫على قدر يأخذو جاز أن ال يكون من أهل العلم بها ويجيوز أن يتقليدها مين تحيرم علييه الصيدقات مين ذوو‬
‫القربى ولكن يكون رزقه عن سهم المصالحي‬
‫ول ييه إذا قل ييدها بالب يية أحي يوال‪ :‬أح ييدها أن يقل ييد أخ ييذها وقس ييمها‪ ،‬فل ييه الجم ييا ب ييين األمي يرين عل ييى م ييا‬
‫سننر ‪ ،‬والباني أن يقلد أخذها وينهي عن قسمتها فنظرو مقصور عن األخذ وهو ممنيو مين القسيم والمقليد‬
‫بهما بتأخير قسمها مأبوم إال أن يجعل تقلييدها لمين ينفيرد بتعجييل قسيمهاي والباليث أن يطليق تقلييدو عليهيا‪،‬‬
‫فييال يييؤمر بقسييمها وال ينهييي عنييه فيكييون بذطالقييه محم يوالً علييى عمومييه فييي األم يرين ميين أخييذها وقسييمها‪،‬‬
‫فصارت الصيدفات مسيتملة عليى األخيذ والقسيم لكيل واحيد منهميا حكيم وسينجما بينهميا فيي هيذا البياب عليى‬
‫االختصاري‬
‫ونبييدأ بأحكييام أخييذها فنقييول‪ :‬إن األم يوال الزكيياة أربعيية‪ :‬أحييدها الموانييي وهييي اإلبييل والبقيير والغيينم‬
‫وسميت مانية لرعيها وهي مانيةي‬
‫فأما اإلبل فأول نصابها خمس‪ ،‬وفيها إلى تسا ناة جذعة من الضأن أو بنية من المعز‪ ،‬والجيذ‬
‫ميين الغيينم مييا لييه سييتة أنييهر‪ ،‬والبنييي منهييا مييا اسييتكمل سيينة‪ ،‬فييذذا بلغييت اإلبييل عني اًر ففيهييا إلييى أربييا عنيرة‬
‫ناتان‪ ،‬وفي خمس عنرة إلى تسا عنرة بالث نياو وفي العيرين إلى أربا وعنرين أربا نياو‪ ،‬فيذذا بلغيت‬
‫خمسياً وعنيرين عييدل فرضييها عين الغيينم وكييان فيهييا إليى خمييس وبالبييين بنييت مخياض وهييي التييي اسييتكملت‬
‫السينة‪ ،‬فيذن عييدمت فيابن لبييون ذكير‪ ،‬فييذذا بلغيت سييتاً وبالبيين ففيهيا إلييى خميس وأربعييين ابنية لبييون وهيي مييا‬
‫اسييتكملت سيينتين‪ ،‬فييذذا بلغييت سييتاً وأربعييين ففيهييا إلييى سييتين حقيية وهييي مييا اسييتكملت بييالث سيينين واسييتحقت‬
‫الركوب وطروق الفحل‪ ،‬فذذا بلغت إحدى وسيتين ففيهيا إليى خميس وسيبعين جذعية وهيي ميا اسيتكملت أربيا‬
‫سيينين‪ ،‬فييذذا بلغييت سييتاً وسييبعين ففيهييا إلييى تسييعين بنت ياً لبييون‪ ،‬فييذذا بلغييت إحييدى وتسييعين ففيهييا إلييى ما يية‬
‫وعنيرين حقتييان‪ ،‬وهييذا مييا ورد بييه اليينص وانعقييد عليييه اإلجمييا ي فييذذا زادت علييى ما يية وعنيرين فقييد اختلييف‬
‫الفقهاء في حكم ذلك‪ ،‬فقال أبو حنيفة يستأنف بها الفرض المبتدأي وقال مالك ال اعتبار بالزييادة حتيى تبليغ‬
‫ما يية وبالبييين فيكييون بهييا حقيية وابنتييا لبييوني وقييال النييافعي‪ :‬إذا زادت علييى ما يية وعن يرين واحييدة كييان فييي‬
‫أربعين بنت لبون وفي ما ة وخمسين بالث حقياق‪ ،‬وفيي ما ية وسيتين أربيا بنيات لبيون‪ ،‬وفيي ما ية وسيبعين‬
‫حقة وبالث بنات لبون‪ ،‬وفي ما ة وبمانين حقتان وبنتاً لبون‪ :‬وفي ما ة وتسعين بيالث حقياق وبنيت لبيون‪،‬‬
‫فييذذا بلغييت مييا تين ففيهييا أحييد فرضييين إمييا أربييا حقيياق أو خمييس بنييات لبييون‪ ،‬فييذن لييم يوجييد فيهييا إال أحييد‬
‫الفرضييين أخييذ ذوان وجييدا معياً أخييذ العامييل أفضييلهما‪ ،‬وقيييل يأخييذ الحقييا ق ألنهييا أكبيير منفعيية وأقييل مؤنيية‪ ،‬بييم‬
‫على هذا القياس فيما زاد في كل أربعين بنت لبون‪ ،‬وفي كل خمسين حقةي‬
‫وأما البقر‪ ،‬فأول نصابها بالبون وفيها تبيا ذكر وهو ما استكمل ستة أنهر وقدر عليى اتبيا أميه‬
‫فيذن أعطيي تبيعيية أنبيى قبلييت منيه‪ ،‬فييذذا بلغيت أربعييين ففيهيا مسينة أنبييى وهيي التييي قيد اسييتكملت سينة‪ ،‬فييذن‬
‫أعطي مسناً ذك اًر لم يقبل منه إن كان في بقرة أنبى‪ ،‬ذوان كانت كلها ذكو اًر فقد قيل يقبل المسن الذكر وقيل‬
‫ال يقبلي‬
‫واختلف فيما زاد على األربعين من البقر فقال أبو حنيفة في إحدى رواياته يؤخيذ مين خمسيين بقيرة‬
‫مسيينة وربيياي وقييال النييافعي‪ :‬ال نيييء فيهييا بعييد األربعييين حتييى تبلييغ سييتين فيجييب فيهييا تبعييان بييم فيمييا بعييد‬
‫الستي ن في كل بالبين تبيا‪ ،‬وفيي كيل أربعيين مسينة فيكيون فيي سيبعين مسينة وتبييا‪ ،‬وفيي بميانين مسينتان‪،‬‬
‫وفييي تسييعين بالبيية أتبعيية وفييي ما يية تبيعييان ومسيينة وفييي ما يية وعن يرة مسيينتان‪ ،‬وفييي ما يية وعن يرين أحييد‬
‫فرضييين كالمييا تين ميين اإلبييل‪ ،‬إمييا أربعيية أتبعيية أو بييالث مسيينات‪ ،‬وقيييل يأخييذ العامييل منهمييا مييا وجييد‪ ،‬فييذن‬
‫وجييدهما أخييذ أفضييلهما وقيييل يأخييذ المسيينات‪ ،‬بييم علييى هييذا القييياس فيمييا زاد فييي كييل بالبييين تبيييا‪ ،‬وفييي كييل‬
‫أربعين مسنةي‬
‫وأميا الغينم فيأول نصيابها أربعييون‪ ،‬وفيهيا إليى ما ية وعنيرين نيياة جذعية أو بنيية مين المعييز‪ ،‬إال أن‬
‫تكون كلها صغا اًر دون الجذا والبنايا فيؤخذ منهيا عليى ميذهب النيافعي صيغيرة دون الجيذ والبنييةي وقيال‬
‫مالييك‪ :‬ال يؤخييذ إال جذعيية أو بنييية‪ ،‬فييذذا صييارت ما يية ذواحييدى وعن يرين ففيهييا نيياتان إلييى مييا تي نيياة‪ ،‬فييذذا‬
‫صارت ما تي ناة وناة ففيهيا بيالث نيياو إليى أن تبليغ أربعما ية نياة‪ ،‬فيذذا بلغتهيا ففيهيا أربيا نيياو‪ ،‬بيم فيي‬
‫كل ما ة استكملها من بعد األربعما ة ناةي‬
‫ويضييم الضييأن إلييى المعييز والج يواميس إلييى البقيير والبخيياتي إلييى الع يراب ألنهمييا نوعييان ميين جيينس‬
‫واحد‪ ،‬وال يضيم اإلبيل إليى البقير وال البقير إليى الغينم الخيتالف الجينس ويجميا ميال اإلنسيان فيي الزكياة ذوان‬
‫تفرقت أموالهي والخلطاء في النصياب يزكيون زكياة الواحيد إذا اجتمعيت فيهيا ني ار ط الخلطية‪ ،‬وقيال ماليك‪ :‬ال‬
‫تأبير للخلطة حتى يملك واحد منهم نصاباً فيزكون حين ذ زكاة الخلطة وقال أبو حنيفة‪ :‬ال اعتبيار بالخلطية‬
‫ويزكى كل واحد منهم ما له على انفرادوي‬
‫وزكيياة الموانييي تجييب بنييرطين‪ :‬أحييدهما أن تكييون سييا مة ترعييى الكييم فتقييل مؤنتهييا ويتييوفر درهييا‬
‫ونسييلها فييذن كانييت عامليية أو معلوف ياً لييم تجييب فيهييا زكيياة علييى مييذهب أبييي حنيفيية والنييافعي وأوجبهييا مالييك‬
‫كالسا مةي والنرط الباني أن يحول عليها الحول الذو يستكمل فيه النسل لقول النبي صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫"ال زكاة في مال حتى يحول عليه الحول"ي‬
‫والسخال تزكى بحول أمهاتها إذا ولدت قبل الحول وكانيت األمهيات نصياباً‪ ،‬فيذن نقصيت األمهيات‬
‫عن النصاب فعند أبي حنيفة تزكى بحول األمهات إذا بلغتا نصاباً وعند النيافعي أنهيا يسيتأنف بهيا الحيول‬
‫بعييد اسييتكمال النصييابي وال زكيياة فييي الخيييل والبغييال والحمييير وأوجييب أبييو حنيفيية فييي إنيياث الخيييل السييا مة‬
‫دينا اًر عن كل فرس‪ ،‬وقد قال النبي صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬عفوت لكم عم صدوة الفيل والرويق"ي‬
‫ذواذا كان والي الصدقات من عمال التفويض أخذها فيما اختلف الفقهاء فيها على رأيه واجتهادو ال‬
‫على اجتهاد اإلمام وال على اجتهاد أرباب األموالي ولم يجيز ليميام أن يينص ليه عليى قيدر ميا يأخيذوي ذوان‬
‫كان من عمال التنفيذ عمل فيما اختلف فييه عليى اجتهياد اإلميام دون أربياب األميوال وليم يجيز لهيذا العاميل‬
‫أن يجتهد ولزم اإلمام أن ينص له على القيد الميأخوذ ويكيون رسيوالً فيي القيبض منفيذاً الجتهياد اإلميام فعليى‬
‫هذا إن كان هذا العامل عبداً أو ذمياً جاز‪ ،‬فذن كان في زكاة عامة لم يجز ألن فيها والية ال يصح ببوتها‬
‫ما الكفر والرق‪ ،‬ذوان كان في زكاة خاصة نظر‪ ،‬فذن كان في مال قيد عيرف مبليغ أصيله وقيدر زكاتيه جياز‬
‫أن يكون هذا المأمور بقبضه عبداً أو ذمياً ألنه تجرد من حكم الوالية وتخصص بأحكام الرسالة‪ ،‬ذوان كيان‬
‫فيي مييال ليم يعييرف مبلغييه وال قيدر زكاتييه لييم يجيز أن يكييون المييأمور بقبضيه ذميياً ال أؤتميين بيه علييى مييال ال‬
‫يعميل فيييه علييى خبيرة وجيياز أن يكييون عبييداً ألن خبيير العبييد مقبييولي ذواذا تييأخر عامييل الصييدقات عيين أربيياب‬
‫األموال بعد وجوب زكاتهم فذن كيان بعيد ورود عمليه وتنياغله بغييرهم انتظيروو ألنيه ال يقيدر عليى أخيذو إال‬
‫من طا فة بعد طا فة ذوان تأخر عن جميعهم وتجاوز العرف في وقت زكياتهم أخرجوهيا بأنفسيهم ألن األمير‬
‫يييدفعها إليييه منييروط بالمكنيية وسيياقط مييا عييدم اإلمكييان‪ ،‬وجيياز لميين يتييولى إخراجهييا ميين أربيياب األم يوال أن‬
‫يعمييل فيهييا علييى اجتهييادو إن كييان ميين أهييل االجتهيياد ذوان لييم يكيين ميين أهلييه اسييتفتى ميين الفقهيياء ميين يأخييذ‬
‫بقوله‪ ،‬وال يلزمه أن يستفتي غيرو ذوان استفتى فقيهين فأفتاو أحدهما بذيجابها وأفتاو اجخر بذسقاطها أو أفتاو‬
‫أحيدهما بقيدر وأفتياو اجخيير بيأكبر منيه‪ ،‬فقيد اختلييف أصيحاب النيافعي فيميا يعمييل بيه منهميا فيذهب بعضييهم‬
‫إلى أنه يأخذ بأغلظ القولين حكماًي‬
‫وقييال آخييرون يكييون مخيي اًر فييي األخييذ بقييول ميين نيياء منهمييا‪ ،‬فلييو حضيير العامييل بعييد أن عمييل رب‬
‫المال على اجتهاد نفس أو اجتهاد من استفتاو وكان اجتهاد العامل مؤدياً إلى إيجياب ميا أسيقطه أو الزييادة‬
‫علييى مييا أخرجييه كييان اجتهيياد العامييل أمضييى إن كييان وقييت اإلمكييان باقيياً‪ ،‬واجتهيياد رب المييال أنفييذ إن كييان‬
‫وقت اإلمكان فا تاً؛ ولو أخذ العامل الزكاة باجتهادو وعمل في وجوبها وأسقطها على رأيه وأدى اجتهاد رب‬
‫المييال إلييى إيجيياب مييا أسييقطه أو الزيييادة عيين مييا أخييذو لييزم رب المييال فيمييا بينييه وبييين اهلل تعييالى إخ يراج مييا‬
‫أسقطه من أصل أو تركه من زيادة ألنه معترف بوجوبها عليه ألهل السهماني‬
‫والمال الباني من أموال الزكاة بمار النخل والنجري فأوجب أبو حنيفة الزكاة في جميعها‪ ،‬وأوجبهيا‬
‫النافعي في بمار النخل والكرم خاصة‪ ،‬ولم يوجب في غيرهما من جميا الفواكه والبمار زكاةي‬
‫وزكاتهييا تجييب بنييرطين‪ :‬أحييدهما بييدو صييالحها واسييتطابة أكلهييا وليييس علييى ميين قطعهييا قبييل بييدو‬
‫الصال زكاة‪ ،‬ويكرو أن يفعله ف ار اًر من الزكياة‪ ،‬وال يكيرو إن فعليه لحاجيةي والنيرط البياني أن تبليغ خمسية أو‬
‫سيق‪ ،‬فيال زكياة فيهيا عنيد النيافعي إن كانيت أقيل مين خمسية أو سيق والوسيق سيتون صياعاً والصيا خمسيية‬
‫أرطييال وبلييث بييالعراقيي وأوجبهييا أبييو حنيفيية فييي القليييل والكبييير‪ ،‬ومنييا أبييو حنيفيية ميين خييرص البمييار عل يى‬
‫أهلهييا‪ ،‬وجييوزو النييافعي تقييدي اًر للزكيياة واسييتظها اًر ألهييل السييهمان‪ ،‬فقييد ولييى رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم‬
‫عليى خييرص البمييار عميياالً وقييال لهييم‪" :‬فففاوا الفاارن فااإم فااي المااال الوصااية وال ريااة والواط ااة‬
‫والنا بة"ي‬
‫فالوصية ما يوصى بها أربابهيا بعيد الوفياة والعريية ميا يعيرى للصيالت فيي حيال الحيياة والواط ية ميا‬
‫تأكله السابلة منهم‪ ،‬وسموها واط ة لوط هم األرض‪ ،‬والنا بة ما ينوب البمار من الجا حي‬
‫فأمييا بمييار البص يرة فيخييرص كرومهييا وهييم فييي خرصييها كغيييرهم‪ ،‬وال يخييرص عليييهم نخلهييا لكبرتييه‬
‫ولحوق المنقة في خرصه‪ ،‬فذنهم يبيحون في التعاون أكل الميارة منهيا‪ ،‬ذوانميا ميا قيد لهيم الصيدر األول مين‬
‫بناياها في يومي الجمعة والبالباء يصرف معظميه فيي أهيل الصيدقات‪ ،‬وجعيل لهيم فيي عيوض البناييا كبيار‬
‫البمييار‪ ،‬وحملهييا إلييى كرسييي البص يرة ليسييتوفي أعنييارها ميينهم هنيياك‪ ،‬وليييس يلييزم هييذا غيييرهم فصيياروا بييذلك‬
‫مخالفين لمن سواهمي‬
‫وال يجوز خرص الكرم والنخل إال بعد بدو الصال فيخرصيان بسي اًر وعنبياً وينظير ميا يرجعيان إلييه‬
‫تم ي اًر وزبيب ياً‪ ،‬بييم يخييير أربابهييا إذا كييانوا أمنيياء بييين ضييمانها بمبلييغ خرصييها ليتص يرفوا فيهييا ويضييمنوا قييدر‬
‫زكاتها‪ ،‬وبين أن تكون في أيديهم أمانة يمنعون من التصرف فيها حتى تتناهى فتؤخذ زكاتها إذا بلغتي‬
‫وقييدر الزكيياة العن يير إن سييقيت عييذباً أو س يييحاً‪ ،‬ونصييف العنيير إن س ييقيت غرب ياً أو نضييحاً‪ ،‬ف ييذن‬
‫سييقيت بهمييا‪ ،‬فقييد قيييل يعتبيير أعالهمييا‪ ،‬وقيييل يؤخييذ بقسييط كييل واحييد منهمييا‪ ،‬ذواذا اختلييف رب المييال والعامييل‬
‫فيما سيقيت بيه كيان القيول قيول ربهيا وأحلفيه العاميل اسيتظها اًر فيذن نكيل ليم يلزميه إال ميا اعتيرف بيه‪ ،‬ويضيم‬
‫أنيوا النخييل بعضييها إلييى بعييض وكييذلك أن يوا الكييرم ألن جميعهييا جيينس واحييد‪ ،‬وال يضييم النخييل إلييى الكييرم‬
‫الختالفهما في الجنسي‬
‫ذواذا كانت بميار النخيل والكيرم قصيير تمي اًر وزبيبياً ليم تؤخيذ زكاتهميا إال بعيد تنياهي جفافهميا تمي اًر أو‬
‫زبيباً‪ ،‬ذوان كانت مميا ال يؤخيذ إال رطبياً أو عنبياً أخيذ عنير بمنهميا إذا بيعيا‪ ،‬فيذن احتياج أهيل السيهمان إليى‬
‫حقهييم منهمييا رطب ياً أو عنب ياً جيياز فييي أحييد القييولين إذا قيييل إن القسييمة تمييييز نصيييب؛ ولييم يجييز فييي القييول‬
‫الباني إذا قيل أن القسمة بياي ذواذا هلكت البمار بعد خرصيها بجا حية مين أرض أو سيماء قبيل إمكيان أداء‬
‫الزكاة منها سقطت‪ ،‬ذوان هلكت بعد إمكان أدا ها أخذتي‬
‫والمال البالث الزرو أوجيب أبيو حنيفية الزكياة فيي جميعهيا‪ ،‬وعنيد النيافعي ال تجيب إال فيميا زرعيه‬
‫اجدميون قوتاً مدخ اًر‪ ،‬وال تجيب عنيدو فيي البقيول والخضير‪ ،‬وال تجيب عنيد النيافعي فيهميا وال فيميا ال يؤكيل‬
‫من القطن والكتان وال فيما يزرعه اجدميون من نبات األودية والجبالي وهي مأخوذة عندو من عنرة أنوا ‪:‬‬
‫البر والنعير واألرز واليذرة والبياقالء واللوبييا والحميص والعيدس واليدخن والجلبياني فأميا العيس فهيو نيو مين‬
‫البر ينم إليه وعلييه قنيرتان ال تجيب الزكياة فييه بقنيرته إال إذا بليغ عنيرة أوسيق‪ ،‬وكيذلك األرز فيي قنيرتهي‬
‫وأميا السيلت فهييو نيو ميين النيعير يضيم إليييه‪ ،‬والجياورس نييو مين اليدخن يضييم إلييه ومييا عيداهما أجنيياس ال‬
‫يضم بعضها إلى غيرو وضم مالك النعير إلى الحنطة وضم ما سواهما من القطنيات بعضها إلى بعضي‬
‫وزكيياة الييزر تجييب فيييه بعييد قوتييه وانييتدادو‪ ،‬وال تؤخييذ منييه دياسييه وتصييفيته إذا بلييغ النصييف منييه‬
‫ال‬
‫خمسة أوسق‪ :‬وال زكاة فيما دونها‪ ،‬وأوجبها أبو حنيفة في قليله وكبيرو ذواذا جز المالك زرعه بقالً أو قصي ً‬
‫لم تجب زكاو‪ ،‬ويكرو أن يفعله ف ار اًر من الزكاة‪ ،‬وال يكرو إن كان لحاجةي‬
‫ذواذا ملييك الييذمي أرض عنيير فزرعهييا فقييد اختلييف الفقهيياء فييي حكمهييا‪ ،‬فييذهب النييافعي إلييى أنييه ال‬
‫عنيير فيهييا عليييه وال خ يراجي وقييال أبييو حنيفيية يوضييا عليهييا الخ يراج وال يسييقط عنهييا فييذذا أسييلم سييقط عنهييا‬
‫مضاعفة الصدقة‪ :‬وقال محمد بن الحسين وسيفيان البيورو يؤخيذ منهيا صيدقة المسيلم وال تضياعف بذسيالمه‬
‫وقال أبو يوسف يؤخذ منها ضعف الصدقة المأخوذة من المسلمي‬
‫ذواذا زر المسييلم أرض خ يراج أخييذ من يه عنييد النييافعي عنيير الييزر مييا خ يراج األرض‪ ،‬ومنييا أبييو‬
‫حنيفية مييا الجميا بينهمييا‪ ،‬واقتصير علييى أخيذ الخيراج وحيدو ذواذا اسييتأجر أرض خيراج علييى مؤجرهيا والعنيير‬
‫علييى مسييتأجرهاي وقييال أبييو حنيفيية‪ :‬عنيير الييزر علييى المييؤجر وكييذلك المعميير‪ ،‬فهييذو األم يوال البالبيية كلهييا‬
‫أموال ظاهرةي‬
‫وأما المال ال اربا فهو الفضة والذهب‪ ،‬وهما من األموال الباطنة‪ ،‬وزكاتهما ربا العنر‪ ،‬لقوليه علييه‬
‫الصالة والسالم‪" :‬في الورق ربع ال در"ي‬
‫ونصيياب الفضيية ما تييا درهييم بييوزن اإلسييالم وزن كييل درهييم منييه سييتة دوانييق وكييل عنيرة منهييا سييبعة‬
‫مباقيييلي وفيهييا إذا بلغييت مييا تي درهييم خمسيية د ارهييم هييو ربييا عنييرها وال زكيياة فيهييا إذا نقصييت عيين مييا تين‪،‬‬
‫وفيما زاد عليها بحسابه وقال أبو حنيفة‪ :‬ال زكاة فيما زاد على ما تين حتى يبليغ أربعيين درهمياً فيجيب فيهيا‬
‫درهم سادس‪ ،‬والورق المطبوعة والنقار سواءي‬
‫وأما الذهب فنصابه عنرون مبقاالً بمباقيل اإلسالم يجب فييه ربيا عنيرة ونصيف مبقيال وفيميا زاد‬
‫بحسييابه‪ ،‬ويسييتوو فيييه خالصييه ومطبوعييهي وال تضييم الفضيية إلييى الييذهب ويعتبيير نصيياب كييل واحييد منهييا مييا‬
‫على انفيرادو‪ ،‬وضيم ماليك وأبيو حنيفية األقيل إليى األكبير وقومياو بقيمية األكبيري ذواذا أتجير باليدراهم واليدنانير‬
‫تجييب زكاتهمييا‪ ،‬وربحهمييا تبييا لهمييا إذا حييال الحييول؛ ألن زكيياة الفضيية والييذهب تجييب بحييول الحييول عليهميياي‬
‫وأسييقط داود زكيياة مييال التجييار ونييذ بهييذا القييول عيين الجماعييةي ذواذا اتخييذ ميين الفضيية والييذهب حلي ياً مباح ياً‬
‫سقطت زكاتيه فيي أصيح قيول النيافي وهيو ميذهب ماليك‪ ،‬ووجبيت فيي أضيعفهما وهيو قيول أبيي حنيفيةي ذوان‬
‫اتخذ منهما ما حظر من الحلي واألواني وجبت زكاته في قول الجمياي‬
‫وأما المعادن فهيي مين األميوال الظياهرة‪ ،‬واختليف الفقهياء فيميا تجيب فييه الزكياة منهيا‪ ،‬فأوجبهيا أبيو‬
‫حنيفة في كل ما ينطبا من فضة وذهب وصفر ونحاس‪ ،‬وأسقطها عما ال ينطبا من ما ا وحجر‪ ،‬أوجبها‬
‫أبييو يوسييف فيمييا يسييتعمل منهييا حلي ياً كييالجواهري وعلييى مييذهب النييافعي تجييب فييي معييادن الفضيية والييذهب‬
‫خاصة إذا بلغ المأخوذ من كل واحد منهما بعد السبك والتصفية نصياباً ففيي قيدر الميأخوذ مين زكاتيه بالبية‬
‫أقاويييل‪ :‬أحييدها ربييا العنيير كييالمقتني ميين الييذهب والفضييةي والقييول البيياني الخمييس كالركييازي والقييول البالييث‬
‫يعتبر حاليه‪ ،‬فيذن كبيرت مؤنتيه ففييه ربيا العنير‪ ،‬ذوان قليت مؤنتيه ففييه الخميس‪ ،‬وال يعتبير فييه الحيول ألنهيا‬
‫فا دة تزكى لوقتهاي‬
‫وأما الركاز‪ ،‬فهو كل مال وجد مدفوناً من ضرب الجاهلية في موات أو طريق سيابل يكيون لواجيدو‬
‫"ي وقال‬ ‫وعليه خمسه يصرف في مصرف الزكاة‪ ،‬لقول النبي صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬وفي الركاز الفم‬
‫أبييو حنيفيية‪ :‬واجييد الركيياز مخييير بييين إظهييارو وبييين إخفا ييه‪ ،‬واإلمييام إذا ظهيير لييه مخييير بييين أخييذ الخمييس أو‬
‫تركه‪ ،‬وما وجد في األرض مملوكة فهو في الظاهر لماليك األرض ال حيق فييه لواجيدو‪ ،‬وال نييء فييه عليى‬
‫مالكه إال ما يجب من زكاة إن يكن قد أداها عنه‪ ،‬وما وجد من ضرب اإلسالم مدفوناً أو غير مدفون فهو‬
‫لقطة يجب تعريفها حوالً‪ ،‬فذن جاء صاحبها ذواال فللواجد أن يتملكها مضمونة في ذمته لمالكها إذا ظهري‬
‫وعلى عامل الصدقة أن يدعو ألهلها الدفا ترغيباً لهم في المسارعة وتميي اًز لهم من أهل الذمة في‬
‫الجزييية وامتبيياالً لقولييه تعييالى‪" :‬ف ا ماام يم اوالام صاادوة تطااارهم وتاازكيام باااا وصاال علاايام ام‬
‫ص تة سكم لام"ي‬
‫ومعنى قوله سبحانه وتعالى "تطارهم وتزكيام باا" أو تطهر ذنوبهم وتزكي أعمالهم وفي قوله‬
‫تعييالى "وصاال علاايام" وجهييان‪ :‬أحييدهما اسييتغفر لهييم‪ ،‬وهييو قييول ابيين عبيياس رضييي اهلل عنييهي والبيياني أد‬
‫لهم‪ ،‬وهو قول الجمهوري وفي قوله تعالى "ام ص تة سكم لام" أربيا تيأويالت‪ :‬أحيدها قربية لهيم‪ ،‬وهيو‬
‫قول ابن عباس رضي اهلل عنهي الباني رحمة لهم وهو قول طلحةي البالث تببيت لهم‪ ،‬وهو قيول ابين قتيبيةي‬
‫وال اربييا أميين لهييم وهييو ميين االسييتحباب إن لييم يسييألي وفييي اسييتحقاقه إذا س ي ل وجهييان‪ :‬أحييدهما مسييتحب‪،‬‬
‫والباني مستحقي‬
‫ذواذا كتم الرجل زكاة ماله وأخفاها عين العاميل ميا عدليه أخيذها العاميل منيه إذا ظهير عليهيا ونظير‬
‫في سبب إخفا ها‪ ،‬فذن كان ليتولى إخراجهيا بنفسيه ليم يعيزرو‪ ،‬ذوان أخفاهيا ليغلهيا ويمنيا حيق اهلل منهيا عيزرو‬
‫ولم يغرمه زييادة عليهياي وقيال ماليك يأخيذ منيه نيطر ماليه لقوليه علييه الصيالة والسيالم‪" :‬مام غال صادوة‬
‫آلل محمد فياا نصيب"ي‬ ‫فأنا وف ها ودطر ماله عزمة مم عزمات اهلل‪ ،‬لي‬
‫وفي قول النبي عليه الصالة والسالم‪:‬‬
‫في المال حق سوى الزكاة"ي‬ ‫"لي‬
‫ما يصرف هذا الحديث عن ظاهرو من اإليجاب إلى الزجر واإلرهياب كميا قيال‪" :‬مام وتال عباده‬
‫وتلناه"ي‬
‫ذواذا كييان ال يقتييل بعبييدو ذواذا كييان العامييل جييا اًر فييي الصييدقة عييادالً فييي قسييمتها جيياز كتمهييا وأج ي أز‬
‫دفعها إليه‪ ،‬ذواذا كان عادالً في أخذها جا اًر في قسمتها وجب كتمانها منه ولم يجز دفعها إليه‪ ،‬فيذن أخيذها‬
‫طوعاً أو جب اًر ليم يجيزهم عين حيق اهلل تعيالى فيي أميوالهم وليزمهم إخراجهيا بأنفسيهم إليى مسيتحقيها مين أهيل‬
‫السهماني وقال مالك يجز هم وال يلزمهم إعادتها ذواذا أقر عامل الصدقات يقبضها من أهلها قبل قوله وقيت‬
‫واليته سواء كان مين عميال التفيويض أو مين عميال التنفييذي وفيي قبيول قوليه بعيد عزليه وجهيان تخريجياً مين‬
‫القولين في دفا زكاة األموال الظياهرة إلييه‪ ،‬هيل هيو مسيتحب أو مسيتحق؟ فيذن قييل مسيتحب قبيل قوليه بعيد‬
‫العييزل‪ ،‬ذوان قيييل مسييتحق لييم يقبييل قولييه إال ببينيية‪ ،‬ولييم يجييز أن يكييون نيياهداً يقبضييها ذوان كييان عييدالً‪ ،‬ذواذا‬
‫ادعى رب الميال إخراجهيا‪ ،‬فيذن كيان ميا تيأخير العاميل عنيه بعيد إمكيان أدا هيا قبيل قوليه وأحلفيه العاميل إن‬
‫اتهميهي وفيي اسييتحقاق هيذو اليميين وجهييان أحيدهما مسيتحقه إن نكييل عنهيا أخيذت منييه الزكياة والوجيه البيياني‬
‫استظها اًر إن نكل عنها لم تؤخذ منهي ذوان ادعى ذلك ما حضور العامل لم يقبل قوله في الدفا إن قييل إن‬
‫دفعها إلى العامل مستحق وقيل قوله إن قيل إنه مستحبي‬
‫وأمييا قسييم الصييدقات ف ييي مسييتحقيها‪ ،‬فهييي لم يين ذكيير اهلل تعييالى ف ييي كتابييه العزيييز بقولييه‪" :‬انماااا‬
‫الصدوات للفقراء والمساكيم وال امليم عليااا والمؤلفاة ولاوبام وفاي الروااب والهاارميم وفاي‬
‫سبيل اهلل وابم السبيل فريضة مم اهلل واهلل عليم حكيم"ي‬
‫بعد أن كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقسمها على رأيه واجتهادو حتى لزمه بعض المنافقين‬
‫وقال اعدل يا رسول اهلل فقال‪" :‬ثكلتة يمة ا ا لم يعدل فمم ي دل"ي‬
‫بم نزلت عليه آية الصدقات بعد فعندما قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسيلم‪" :‬ام اهلل ت االى لام‬
‫يرض في وسمة األموال بملة مقرب وال بنبي مرسل حتى تولى وسمتاا بنفسه"ي‬
‫فواجيب أن تقسييم صيدقات الموانييي وأعنيار الييزر والبمييار وزكياة األميوال والمعيادن وخمييس الركيياز‬
‫ألن جميعها زكياة عليى بمانيية أسيهم لمصيناف البمانيية إذا وجيدواي وال يجيوز أن يخيل بصينف مينهمي وقيال‬
‫أبيو حنيفيية يجيوز أن يصيرفها إليى أحييد األصيناف البمانييية ميا وجييودهم‪ ،‬وال يجيب أن يييدفعها إليى جميييعهم‪،‬‬
‫وفيي تسييوية اهلل تعييالى بييينهم فيي آييية الصييدقات مييا يمنيا ميين االقتصييار علييى بعضيهم‪ ،‬فواجييب علييى عامييل‬
‫الصدقات بعد تكاملها ووجود جمييا مين سيمي لهيا أن يقسيمها عليى بمانيية أسيهم بالتسيوية فييدفا سيهما منيا‬
‫إلى الفقراء والفقير هو الذو ال نيء له بم ييدفا السيهم البياني إليى المسياكيني والمسيكين هيو اليذو ليه مياالً‬
‫يكفيييه فكييان الفقييير أس يوأ حيياالً منييهي وقييال أبييو حنيفيية المسييكين أس يوأ حيياالً ميين الفقييير وهييو الييذو قييد أسييكنه‬
‫العدم‪ ،‬فيدفا إلى كل واحد منهما إذا اتسعت الزكياة ميا يخيرج بيه مين اسيم الفقير والمسيكنة إليى أدنيى م ارتيب‬
‫الغنى وذلك معتبر بحسب حالهم فمنهم من يصير بالدينار الواحد غنياً إذا كان من أهل األسواق يربح فيه‬
‫قدر كفايته فيال يجيوز أن ييزاد علييه‪ ،‬ومينهم مين ال يسيتغني إال بما ية دينيار فيجيوز أن ييدفا إلييه أكبير منيه‬
‫ومنهم مين يكيون ذا جليد يكتسيب بصيناعته قيد كفايتيه فيال يجيوز أن يعطيى ذوان كيان ال يمليك درهمياًي وقيدر‬
‫أبو حنيفة رضي اهلل عنه أكبر ما يعطاو الفقير والمسكين بما دون ما تي درهم من الورق وما دون عنرين‬
‫دين ي ي ي ي ي ي ي ي ييار م ي ي ي ي ي ي ي ي يين ال ي ي ي ي ي ي ي ي ييذهب لي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ال تج ي ي ي ي ي ي ي ي ييب علي ي ي ي ي ي ي ي ي ييه الزك ي ي ي ي ي ي ي ي يياة فيم ي ي ي ي ي ي ي ي ييا أخ ي ي ي ي ي ي ي ي ييذ م ي ي ي ي ي ي ي ي يين الزك ي ي ي ي ي ي ي ي يياةي‬
‫بييم السييهم البالييث سييهم العيياملين عليهييا وهييم صيينفان‪ :‬أحييدهما المقيمييون بأخييذها وجبايتهييا والبيياني المقيمييون‬
‫بقسيمتها وتفريقهيا مين أمييين ومبانير ومتبيو وتيابا‪ ،‬جعييل اهلل تعيالى أجيورهم فيي مييال الزكياة لي ال يؤخيذ ميين‬
‫أرباب األموال سواها‪ ،‬فييدفا إلييهم مين سيهمهم قيدر أجيور أمبيالهم‪ ،‬فيذن كيان سيهمهم منهيا أكبير رد الفضيل‬
‫على باقي السهام‪ ،‬ذوان كان أقل تممت أجيورهم مين ميال الزكياة فيي أحيد اليوجهين‪ ،‬ومين ميال المصيالح فيي‬
‫الوجه اجخري‬
‫والسييهم ال اربييا سييهم المؤلفيية قلييوبهم وهييم أربعيية أصيناف‪ :‬صيينف يتييألفهم لمعونيية المسييلمين وصيينف‬
‫يتألفهم للكيف عين المسيلمين‪ ،‬وصينف يتيألفهم ليرغبتهم فيي اإلسيالم‪ ،‬وصينف لترغييب قيومهم وعنيا رهم فيي‬
‫اإلسالم‪ ،‬فمن كان من هذو األصناف األربعة مسلماً جاز أن يعطى من سهم المؤلفة من الزكاة‪ ،‬ومن كان‬
‫منهم منركاً عدل به عن مال الزكاة إلى سهم المصالح من الفيء والغنا مي‬
‫والسييهم الخييامس سييهم الرقيياب وهييو عنييد النييافعي وأبييي حنيفيية مصييروف فييي المكيياتبين يييدفا إليييهم‬
‫قدر ما يعتقون بهي وقال مالك يصرف في نراء عبيد يعتقوني‬
‫والسهم السادس للغارمين‪ ،‬وهم صنفان‪ :‬صنف منهم اسيتدانوا فيي مصيالح أنفسيهم فييدفا إلييهم ميا‬
‫الفقر دون الغنى ما يقضون به ديونهم‪ ،‬وصنف منهم استدانوا في مصالح المسلمين فييدفا إلييهم ميا الفقير‬
‫والغني قدر ديونهم من غير فضلي‬
‫والسهم السابا سهم سبيل اهلل تعالى وهيم الغيزاة ييدفا إلييهم مين سيهمهم قيدر حياجتهم فيي جهيادهم‪،‬‬
‫فييذن كييانوا يرابطييون فييي البغيير دفييا إليييهم نفقيية ذهييابهم ومييا أمكيين ميين نفقييات مقييامهم‪ ،‬ذوان كييانوا يعييودون إذا‬
‫جاهدوا أعطوا نفقة ذهابهم وعودهمي‬
‫وللسييهم البييامن سييهم ابيين السييبيل‪ ،‬وهييم المسييافرون الييذو ال يجييدون نفقيية سييفرهم يييدفا إليييهم ميين‬
‫سييهمهم إذا لييم يكيين سييفر معصييية قييدر كفييايتهم فييي سييفرهم وسيواء ميين كييان ميينهم مبتييد اً بالسييفر أو مجتييا اًزي‬
‫وقال أبو حنيفة أدفعه إلى المجتاز دون المبتدإ بالسفري‬
‫ذواذا قسيمت الزكياة فيي األصيناف البمانيية ليم يخيل حيالهم بعيدها مين خمسية أقسيام أحيدها أن تكيون‬
‫وفق كفايتهم من غير نقص وال زيادة‪ ،‬فقد خرجوا بما أخذوو من أهل الصيدقات وحيرم علييهم التعيرض لهياي‬
‫والقسييم البيياني أن تكييون مقصيرة عيين كفييايتهم فييال يخرجييون ميين أهلهييا ويحييالون ببيياقي كفييايتهم علييى غيرهيياي‬
‫والقسييم البالييث أن تكييون كافييية لبعضييهم مقصيرة عيين البيياقين فيخييرج الكتفييون عيين أهلهييا ويكييون المقصييرون‬
‫عليى حييالهم مين أهييل الصييدقاتي والقسيم ال اربييا أن تفضيل عيين كفاييية جمييعهم فيخرجييون مين أهلهييا بالكفاييية‬
‫ويييرد الفاضييل ميين سييهامهم علييى غيييرهم ميين أقييرب الييبالد إليييهمي والقسييم الخييامس أن تفضييل عيين كفايييات‬
‫بعضهم وتعجز عن كفايات الباقين فيرد ما فضل عن المكتفين على من عجز من المقصرين حتى يكتفيي‬
‫الفريقاني‬
‫ذواذا عييدم بعييض األصييناف البمانييية قسييمت الزكيياة علييى ميين يوجييد ميينهم ولييو كييان صيينفاً واحييد‪ ،‬وال‬
‫ي نقييل سييهم ميين عييدم ميينهم فييي جي يران المييال إال سييهم سييبيل اهلل فييي الغ يزاة فذنييه ينقييل إليييهم‪ ،‬ألنهييم يسييكنون‬
‫البغور في األغلب وتفرق زكاة كل ناحية في أهلها وال يجوز أن تنقل زكاة بلد إلى غيرو إال عند عدم وجود‬
‫أهل السهمان فيه‪ ،‬فذن نقلها عنه ما وجيودهم فييه ليم يجز يه فيي أحيد القيولين وأجيزأو فيي القيول اجخير وهيو‬
‫مذهب أبي حنيفة وال يجوز دفا الزكاة إلى كافري وجوز أبو حنيفة دفا زكاة الفطر خاصة إلى اليذمي دون‬
‫المعاهد‪ ،‬وال يجوز دفعها إلى ذوو القربى من بني هانم وبني عبد المطلب تنزيهاً لهيم عين أوسياخ اليذنوب‬
‫وجييوز أبييو حنيفيية دفعهييا إليييهمي وال يجييوز أن يييدفا أحييد زكاتييه إلييى ميين تجييب عليييه نفقتييه ميين والييد أو ولييد‬
‫لغناهم به إال من سهم الغارمين إذا كانوا منهمي ويجوز أن يدفعها إلى من سواهم من أقاربه‪ ،‬وصرفها فيهم‬
‫أفض ييل م يين األجان ييب وف ييي جيي يران الم ييال أفض ييل م يين األباع ييدي ذواذا حض يير رب الم ييال أقارب ييه إل ييى العام ييل‬
‫ليخصييهم بزكيياة مالييه‪ ،‬فييذن لييم تخييتلط زكاتييه بزكيياة غي يرو خصييهم بهييا فييذن اختلطييت كييانوا فييي المييتلط أسييوة‬
‫غيرهم‪ ،‬لكن ال يخرجهم منها ألن فيها ما هم أحق وأخصي‬
‫ذواذا استراب رب المال بالعامل في مصرف زكاته وسأله أن ينرف على قسمتها يلزمه إجابتيه إليى‬
‫ذلك ألنه قد برإ منها بدفعها إليه‪ ،‬ول سأل العالم رب المال أن يحضر قسمتها لم يلزميه الحضيور لبراءتيه‬
‫منها بالدفاي ذواذا هلكت الزكاة في يد العالم قبل قسمتها أجزأت رب المال ولم يضمها العاميل إال بالعيدواني‬
‫ذواذا أتلفيت الزكيياة فييي يييد رب المييال قبييل وصييولها إلييى العامييل لييم تجيزو وأعادهييا‪ ،‬ولييو تلييف مالييه قبييل إخيراج‬
‫زكاته سقطت عنه إن كان تلفه قبل إمكان أدا ها‪ ،‬وال تسقط إن كان تلفه بعد إمكان أدا هاي ذواذا ادعيى رب‬
‫المال تلف ماله قبل ضمان زكاته كان قوله مقبوالً ذوان اتهمه العامل أحلفه اسيتظها اًري وال يحيوز للعاميل أن‬
‫يأخذ رنوة أرباب األموال وال يقبل هداياهمي قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسيلم‪" :‬هادايا ال ماال غلاول"‬
‫والفرق بين الرنوة والهدية أن الرنوة ما أخذت طلباً والهدية ما بذلت عفواً‪ ،‬فذذا ظهرت عليى العاميل خيانية‬
‫كييان اإلمييام هييو النيياظر فييي حالييه المسييتدرك لخيانتييه دون أربيياب األم يوال ولييم يتعييين ألهييل السييهمان فييي‬
‫خصييومته إال أن يتظلميوا إلييى اإلمييام تظلييم ذوو الحاجييات‪ ،‬وال تقبييل نييهادتهم علييى العامييل للتهميية الالحقيية‬
‫بهيم‪ ،‬فأمييا نيهادة أربيياب األميوال عليييه‪ ،‬فيذذا كانييت فيي أخييذ الزكياة ميينهم ليم تسييما نيهادتهم‪ ،‬ذوان كانييت فييي‬
‫وضييعه لهييا غييير حقهييا سييمعت ذواذا ادعييى أربيياب األم يوال دفييا الزكيياة إلييى العامييل وأنكرهييا أحلييف أربيياب‬
‫األميوال عليى مييا ادعيوو وبر يوا وأحليف العامييل عليى مييا أنكيرو وبييرإ فيذن نييهد بعيض أربيياب األميوال لييبعض‬
‫بالدفا إلى العامل‪ ،‬فذن كان بعد التناكر والتخاصم لم نسما نهادتهم علييه‪ ،‬ذوان كيان قبلهميا سيمعت وحكيم‬
‫على العامل بالغرم‪ ،‬فذن ادعى بعيد النيهادة أنيه قسيمها فيي أهيل السيهمان ليم يقبيل منيه ألنيه قيد أكيذب هيذو‬
‫الدعوى بذنكارو‪ ،‬فذن نهد له أهل السهمان بأخذها منه لم تقبل نهادتهم ألنه قد أكيذبهم بذنكيار األخيذي ذواذا‬
‫أقر العامل بقبض الزكاة وادعى قسمتها في أهل السهمان فأنكروو كان قوليه فيي قسيمتها مقبيوالً ألنيه ميؤمن‬
‫فيها‪ ،‬وقولهم في اإلنكار مقبول في بقاء فقرهم وحاجتهمي ومن ادعى من عند العامل بقدر زكاته ولم يخبرو‬
‫بمبلغ ماله جاز أن يأخذها منه على قوليه وليم يأخيذو فذحضيار ماليه جبي اًر ذواذا خطيأ العاميل فيي قسيم الزكياة‬
‫ووضعها في غير مستحق لم يضمن فيمن يخفى حاله من األغنياء‪ ،‬وفي ضمانه لها فييمن ال يخفيى حالية‬
‫من ذوو القربى والكفار والعبيد قوالن؛ ولو كان رب المال هيو الخياطئ فيي قسيمتها ضيمنها فييمن ال يخفيى‬
‫حاله من ذوو القربى والعبيدي‬
‫وفي ضمانها فيمن يخفى حاله من األغنياء قوالن‪ :‬ويكون حكيم العاميل فيي سيقوط الضيمان أوسيا‬
‫ألن نغله أكبر فكان في الخطأ أعذري‬
‫الباب الثاني عدر‬
‫في وسم الفيء والهنيمة‬

‫وأموال الفيء والغنا م‪ :‬ما وصل من المنركين أو كانوا سبب وصولهاي‬


‫ويختلي ييف المي يياالن في ييي حكمهمي ييا وهمي ييا مخالفي ييان ألم ي يوال الصي ييدقات مي يين أربعي يية أوجي ييه‪ :‬أحي ييدها أن‬
‫الصدقات مأخوذة من المسلمين تطهي اًر لهم‪ ،‬والفيء والغنيمة مأخوذان من الكفار انتقامياً مينهمي والبياني أن‬
‫مصييرف الصييدقات منصييوص عليييه ليييس لم ميية اجتهيياد فيييه وفييي أم يوال الفيييء والغنيميية مييا يقييف مص يرفه‬
‫على اجتهاد األ مةي والبالث أن أموال الصدقات يجوز أن ينفرد أربابها بقسمتها في أهلهيا‪ :‬وال يجيوز ألهيل‬
‫الفيييء والغنيم يية أن ينف ييردوا بوضييعه ف ييي مس ييتحقه حت ييى يت يوالو أه ييل االجته يياد ميين الي يوالة‪ :‬وال ارب ييا اخ ييتالف‬
‫المصرفين على ما سنوضحي‬
‫أما الفيء والغنيمة فهما متفقان من وجهين ومختلفان من وجهين‪ :‬فأما وجهيا اتفاقهميا فأحيدهما أن‬
‫يأكل واحد من المالين واصل بالكفر‪ ،‬والبياني أن مصيرف خمسيهما واحيد وأميا وجهية افتراقهميا فأحيدهما أن‬
‫مال الفيء مأخوذ عفواً ومال الغنيمة مأخوذ قه اًري والباني أن مصرف أربعة أخماس الفيء مخالف الغنيمة‬
‫لمصرف أربعة أخماس الغنيمة ما سنوضح إن ناء اهلل تعالىي‬
‫وسنبدأ بمال الفيء فنقول‪ :‬إن كل مال وصل من المنركين عفيواً مين غيير قتيال وال بذيجياف خييل‬
‫وال ركاب فهو كمال الهدنة والجزية وأعنار متياجرهم أو كيان واصيالً بسيبب مين جهيتهم كميال الخيراج ففييه‬
‫إذا أخذ منهم أداء الخميس ألهيل الخميس مقسيوماً عليى خمسيةي وقيال أبيو حنيفية رضيي اهلل عنيه‪ :‬ال خميس‬
‫في الفيء ونص الكتاب في خمس الفيء يمنا من مخالفته‪ ،‬قال اهلل تعيالى‪" :‬ما يفااء اهلل علاى رساوله‬
‫مم يهل القرى فلله وللرسول ول ي القربى واليتامى والمساكيم وابم السبيل"ي‬
‫فيقسييم الخمييس علييى خمسيية أسييهم متسيياوية‪ :‬سييهم منهييا كييان لرسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم فييي‬
‫حياته ينفق منه على نفسه وأزواجه ويصرفه في مصالحه ومصالح المسلميني‬
‫واختلف الناس فيه بعد موته‪ ،‬فذهب من يقول بميراث األنبياء إلى أنه موروث عنه مصيروف إليى‬
‫وربتهي وقال أبو بور‪ :‬يكون ملكاً ليميام بعيدو لقياميه بيأمور األمية مقاميه وقيال أبيو حنيفية‪ :‬قيد سيقط بموتيهي‬
‫وذهييب النييافعي رحمييه اهلل إلييى أن يكييون مصييروفاً فييي مصييالح المسييلمين كييأرزاق الجييي ذواعييداد الك ي ار‬
‫والسييال وبنيياء الحص ييون والقنيياطر وأرزاق القضيياة واأل م يية ومييا ج ييرى هييذا المجييرى م يين وجييوو المص ييالحي‬
‫والسهم الباني سهم ذوو القربى زعيم أبيو حنيفية أنيه قيد سيقط حقهيم منيه الييومي وعنيد النيافعي أن حقهيم فييه‬
‫كلهييا‬ ‫بابييت‪ ،‬وهييم بنييو هانييم وبنييو عبييد المطلييب ابنييا عبييد منيياف خاصيية ال حييق فيييه لميين سيواهم ميين قيري‬
‫يسييوو فيييه بييين صييغارهم وكبييارهم وأغنيييا هم وفق ي ار هم‪ ،‬ويفضييل فيييه بييين الرجييال وللنسيياء للييذكر مبييل حييظ‬
‫األنبيين ألنهم أعطوو باسم القرابة وال حق فيه لمواليهم وال ألوالد بناتهم ومن مات مينهم بعيد حصيول الميال‬
‫وقبل قسمه كان سهامه منه مستحقاً لوربتهي والسيهم الباليث لليتيامى مين ذوو الحاجيات‪ ،‬واليتييم ميوت األب‬
‫مييا الصييغر‪ ،‬ويسييتوو فيييه حكييم الغييالم والجارييية‪ ،‬فييذذا بلغييا زال اسييم اليييتم عنهميياي قييال رسييول اهلل صييلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪" :‬ال يتم ب د حلم"ي‬
‫والسييهم ال اربييا للمسيياكين‪ ،‬وهييم الييذين ال يجييدون مييا يكفيييهم ميين أهييل الفيييء ال يجييدون مييا ينفقييون‪،‬‬
‫وسيواء ميينهم ميين ابتييدأ بالسييفر وكييان مجتييا اًز‪ ،‬فهييذا حكييم الخمييس فييي قسييمه وأمييا أربعيية أخماسييه فيييه قيوالن‪:‬‬
‫خاصيية ال ينيياركهم فيييه غيييرهم ليكييون معييداً ألرزاقهييم والقييول البيياني أنييه مصييروف فييي‬ ‫أحييدهما أنييه للجييي‬
‫وم يياال غن ييى للمس ييلمين عن ييه‪ ،‬وال يج ييوز أن يص ييرف الف يييء ف ييي أه ييل‬ ‫المص ييالح الت ييي منه ييا أرزاق الج ييي‬
‫الصدقات‪ ،‬وال تصرف في الصدقات في أهل الفيء ويصرف كل واحد من المالين فيي أهليه وأهيل الصيدقة‬
‫من ال هجرة له وليس من المقاتلة عن المسلمين وال من حماة البيضةي وأهيل الفييء هيم ذو الهجيرة اليذابون‬
‫عن البيضة والمانعون عن الحريم والمجاهدون للعدو‪ ،‬وكان اسم الهجرة ال ينطلق إلى على من هاجر مين‬
‫وطنه إلى المدينة لطلب اإلسالم‪ ،‬وكانت كل قبيلة أسلمت وهاجرت بأمرها تدعى البيررةي وكيل قبيلية هياجر‬
‫بعضييها تييدعى الخب يرة‪ ،‬فكييان المهيياجرون بييررة وحي يرة‪ ،‬بييم سييقط حكييم الهج يرة بعييد الفييتح وصييار المسييلمون‬
‫مهيياجرين وأع اربياً‪ ،‬فكييان أهييل الصييدقة يسييمون علييى عهييد رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم أع اربياً‪ ،‬ويسييمى‬
‫أهل الفيء مهاجرين وهو ظاهر في أنعارهم كما قال فيه بعضهم من السريا‪:‬‬

‫*** أرو خراج من الدوى‬ ‫قد لفها الليل بعصلبيي‬


‫***‬ ‫مهاجر ليس بأعرابيي‬

‫والختالف الفريقين في حكم المالين ميا بميين وسيوى أبيو حنيفية بينهميا وجيود صيرف كيل واحيد مين‬
‫المالين في كل واحد من الفريقيني ذواذا أراد اإلمام أن يصل قوماً لتعود صالتهم بمصالح المسلمين كالرسل‬
‫والمؤلفيية جيياز أن يصييلهم ميين مييال الفيييء فقييد أعطييى رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم المؤلفيية يييوم حنييين‬
‫فأعطى عيينة بن حصن الفزارو ما ة بعير واألقير بين حياس بين التميميي ما ية بعيير والعبياس بين ميرداس‬
‫السلمي خمسين بعي اًر فتسخطها وعتب على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وقال من المتقارب‪:‬‬

‫*** بكرى على المهر في األجو‬ ‫كانت نهيابياً تيالقييتيهيا‬


‫*** إذا هجا القوم ليم أهيجيا‬ ‫ذوايقاظي اليقيوم أن يرقيدوا‬
‫*** د بيين عيينة واألف يير‬ ‫فأصبح نهبي ونهب العيبيي‬
‫*** فلم أعط ني اً وليم أمينيا‬ ‫وقد كنت في الحرب ذا قدرة‬
‫*** عديد قيوا هيا األرب ييا‬ ‫ذواال أقياتيل أعيطييتيهيا‬
‫*** يفوقان مرداس في مجيميا‬ ‫فما كان حيصين وال حياس‬
‫*** ومر تضا الييوم ال يرفيا‬ ‫وال كنت دون امرإ منهيميا‬

‫فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم لعلي بن أبي طالب‪" :‬ا هب فاوطع عني لسانه"ي‬
‫فلما ذهب به قال أتريد أن تقطيا لسياني؟ قيال‪ :‬ال‪ ،‬ولكين أعطييك حتيى ترضيى فأعطياو فكيان ذليك‬
‫قطا لسانهي فأما إذا كانت صلة اإلمام ال تعود بمصيلحة عليى المسيلمين وكيان المقصيود بهيا نفيا المعطيى‬
‫خاصة كانت صالتهم من مالهي‬
‫روو أن أعرابياً أتى عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه فقال من السريا‪:‬‬

‫*** اكس بنياتي وأميهينيه‬ ‫يا عمر الخير جزيت الجنة‬


‫*** أقسم باهلل لتفيعيلينيه‬ ‫وكر لنا من الزمان جنيه‬

‫فقييال عميير رضييي اهلل عنييه‪ :‬إن لييم أفعييل يكييون ميياذا فقييال‪ " :‬إذا أبييا حفييص ألذهبنييه " فقييال‪ :‬ذواذا‬
‫ذهبت يكون ماذا فقال‪:‬‬

‫*** يوم تكون االعطيات منه‬ ‫يكون عن حالي لتسألنيه‬


‫*** إما إلى نار ذواما جينية‬ ‫وموقف المس ول بينهنيه‬

‫قال فبكى عمر رضي اهلل عنه حتى خضبت لحيتيه وقيال ييا غيالم أعطيه قميصيي هيذا ليذلك الييوم‬
‫ال لسييعرو‪ ،‬أنييا واهلل ال أملييك غييرو‪ ،‬فجعييل مييا وصييل بييه ميين مالييه ال ميين مييال المسييلمين‪ ،‬ألن صييلته ال تعييد‬
‫بنفا عيل غييرو فخرجيت مين المصيالح العاميةي ومبيل هيذا األع اربيي يكيون مين أهيل الصيدقة‪ ،‬غيير أن عمير‬
‫رضي اهلل عنه لم يعطه منها إما ألجل نعرو الذو استنزله فيه؛ ذواما ألن الصدقة مصروفة في جيرانها ولم‬
‫يكن منهمي وكان مما نقمه الناس على عبميان رضيي اهلل عنيه أنيه جعيل كيل الصيلوات مين ميال الفييء وليم‬
‫ير الفرق بين األمريني‬
‫ويجييوز ليمييام أن يعطييي ذكييور أوالو ميين مييال الفيييء ألنهييم ميين أهلييه‪ ،‬فييذن كييانوا صييغا اًر كييانوا فييي‬
‫إعطاء الذرارو من ذوو السابقة والتقدم‪ ،‬ذوان كانوا كبا اًر ففي إعطاء المقاتلة من أمبالهمي‬
‫حكى ابن إسحاق أن عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما لما بلغ أتى أباو عمر بن الخطاب رضي‬
‫اهلل عنه وسأله أن يفرض ليه ففيرض فيي ألفيين‪ ،‬بيم جياء غيالم مين أبنياء األنصيار قيد بليغ فسيأله أن يفيرض‬
‫ففييرض لييه فييي بالبيية آالف فقييال عبييد اهلل يييا أمييير المييؤمنين فرضييت لييي فييي ألفييين وفرضييت لهييذا فييي بالبيية‬
‫آالف ولم ينهد أبو هذا ما قد نهدت قال أجل لكنيي أرييت أبيا أميك يقاتيل رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم‬
‫ورأيت أبا أم هذا يقاتل ما رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ولمم أكبر من األلفي‬
‫وال يجوز ليمام أن يعطي إناث أوالدو من مال الفيء ألنهم من جملة ذريته الداخلين فيي عطا يهي‬
‫وأما عبيدو وعبيد غيرو‪ ،‬فذن لم يكونوا مقاتلة فنفقاتهم في ماله ومال ساداتهم‪ ،‬ذوان كانوا مقاتلة فقد كان أبيو‬
‫بكر رضي اهلل عنه يفرض لهم في العطاء ولم يفرض لهم عمر رضي اهلل عنيهي والنيافعي رحميه اهلل يأخيذ‬
‫فيييهم بقييول عميير رضييي اهلل عنييه‪ ،‬فييال يفييرض لهييم فييي العطيياء ولكيين تيزاد سيياداتهم فييي العطيياء ألجلهييم ألن‬
‫زيادة العطاء معتبرة بحال الذرية‪ ،‬فذن عتقوا جاز أن يفرض لهم فيي العطياء ويجيوز أن يفيرض لنقبياء أهيل‬
‫الفيييء فييي عطاييياهم وال يجييوز أن يفييرض لعمييالهم ألن النقبيياء ميينهم والعمييال يأخييذون أج ي اًر علييى عملهييمي‬
‫ويجوز أن يكون عامل الفيء من ذوو القربى من بني هانم وبني عبد المطليب وال يجيوز أن يكيون عاميل‬
‫الص ييدقات منهم ييا إذا أراد س ييهمه منه ييا إال أن يتط ييو ‪ ،‬ألن بن ييي هان ييم وبن ييي عب ييد المطل ييب تح ييرم عل يييهم‬
‫الص ييدقات وال يح ييرم عل يييهم الف يييءي وال يج ييوز لعام ييل الف يييء أن يقس ييم م ييا جب يياو إال ب ييذذني ويج ييوز لعام ييل‬
‫الصدقات أن يقسم ما جباو بغير إذن ما لم ينه عنه‪ ،‬لما قدمناو مين صيرف ميال الفييء عين اجتهياد اإلميام‬
‫ومصرف الصدقة نص بالكتابي‬
‫وصييفة عامييل الفيييء مييا وجييود أمانتييه ونييهامته تختلييف بحسييب اخييتالف واليتييه فيييه‪ :‬وهييي تنقسييم‬
‫بالبة أقسام‪ :‬القسم األول‪ :‬أحدها أن يتولى تقدير أموال الفييء وتقيدير يضيعها فيي الجهيات المسيتحقة منهيا‬
‫كوضييا الخ يراج والجزيييةي فميين نييروط والييية هييذا العامييل أن يكييون ح ي اًر مسييلماً مجتهييداً فييي أحكييام الن يريعة‬
‫مضطلعاً بالحساب والمساحةي‬
‫والقسييم البيياني‪ :‬أن يكييون عييام الوالييية علييى جباييية مييا اسييتقر ميين أم يوال الفيييء كلهيياي فييالمعتبر فييي‬
‫صييحة واليتييه نييروط اإلسييالم والحرييية واالضييطال بالحسيياب والمسيياحة‪ ،‬وال يعتبيير أن يكييون فقيهياً مجتهييداً‬
‫ألنه يتولى قبض ما استقر بوضا غيروي‬
‫والقسم البالث‪ :‬أن يكون خاص الوالية على نو من أموال الفيء خاص فيعتبر ما وليه منها‪ ،‬فذن‬
‫لييم يسييتغن فيييه عيين اسييتنابة اعتبيير فيييه اإلسييالم والحرييية مييا اضييطالعه بنييروط مييا ولييي ميين مسيياحة أو‬
‫حساب‪ ،‬وليم يجيز أن يكيون ذميياً وال عبيداً‪ ،‬ألن فيهيا واليية ذوان اسيتغنى عين االسيتنابة جياز أن يكيون عبيداً‬
‫ألنه كالرسول المأموري وأما كونه ذمياً فينظر فيما رد إليه من مال الفيء‪ ،‬فذن كانت معاملته فيه ميا أهيل‬
‫الذمة كالجزية وأخذ العنر من أموالهم جاز أن يكيون ذميياً‪ ،‬ذوان كانيت معاملتيه فييه ميا المسيلمين كيالخراج‬
‫الموضييو علييى رقيياب األرضييين إذا صييارت فييي أيييدو المسييلمين ففييي جيواز كونييه ذميياً وجهيياني ذواذا بطلييت‬
‫والية العامل فقبض مال الفيء ما فساد واليته بروء الدافا مما عليه إذا لم ينهه عن القبض‪ ،‬ألن القابض‬
‫منه مأذن له ذوان فسدت واليته وجرى في القبض مجرى الرسيول‪ ،‬ويكيون الفيرق بيين صيحة واليتيه وفسيادها‬
‫أن له اإلجبار على الدفا ما صحة الوالية وله اإلجبار ما فسادها‪ ،‬فذن نهيل عين القيبض ميا فسياد واليتيه‬
‫لييم يكيين لييه القييبض وال اإلجبييار ولييم يب ي أر الييدافا بالييدفا إليييه إذا علييم بنهيييهي وفييي براءتييه إذا لييم يعلييم بييالنهي‬
‫وجهان كالوكيلي‬
‫فأمي ييا الغنيمي يية فهي ييي أكبي يير أقاسي ييماً وأحكام ي ياً ألنهي ييا أصي ييل تفي يير عني ييه الفي يييء فكي ييان حكمهي ييا أعي ييمي‬
‫وتنتمل على أقسام‪ :‬أسرىي وسبيي وأرضيني وأموالي‬
‫فأما األسرى فهم الرجال المقاتلون من الكفار إذا ظفر المسلمون بأسرهم أحياء فقيد اختليف الفقهياء‬
‫فيي حكمهيم؛ فييذهب النيافعي رحميية اهلل إليى أن اإلميام أو ميين اسيتنابه اإلمييام علييهم فيي أميير الجهياد مخييير‬
‫فيهم إذا أقاموا على كفرهم في األصلح من أحد أربعة أنياء‪ :‬ذواما القتل‪ ،‬ذواما االسيترقاق‪ ،‬ذواميا الفيداء بميال‬
‫أو أسرى‪ ،‬ذواما المن عليهم بغير فداءي‬
‫فذن أسلموا سقط القتل عنهم وكان على خيارو في أحد البالبة‪ ،‬وقال مالك‪ :‬يكون مخي اًر بيين بالبية‬
‫أنيياء‪ :‬القتيل أو االسيترقاق أو المفياداة بالرجيال دون الميال‪ ،‬ولييس ليه المين‪ ،‬وقيال أبيو حنيفية‪ :‬يكيون مخيي اًر‬
‫بين ني ين القتل أو االسترقاق وليس له المن وال المفاداة بالمال؛ وقد جاء القرآن بالمن والفداء‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫"فإما مناً ب د واما فداء حتى تضع الحرب يوزارها"ي‬
‫ومن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم على أبي عزة الجمحيي ييوم بيدر ونيرط علييه أال يعيود لقتاليه‬
‫فعيياد لقتالييه يييوم أحييد فأسيير فييأمر رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم بقتلييه فقييال اميينن علييي فقييال‪" :‬ال يلااد‬
‫المؤمم مم جحر مرتيم"ي‬
‫ولما قتل النضر بن الحارث بالصفراء بعد انكفا يه مين بيدر لميا اسيتوقفته ابنتيه قتيلية ييوم فيتح مكية‬
‫وأنندته قولها من الكامل‪:‬‬

‫*** عن صبح خامسة وأنت موفق‬ ‫يا راكبياً إن األبييل ميظينة‬


‫*** ما إن تزال بها الزكا ب تخفق‬ ‫ألمغ به مييتياً فيذن تيحيية‬
‫*** جاءت لما حها وأخرى تخنيق‬ ‫مني إليه وعبرة ميسيفيوحة‬
‫*** في قومها والفحل فحل معرق‬ ‫أمحمد يا خير ضينء كيريمة‬
‫*** وأحقهم إن كان عتق يعيتيق‬ ‫النضر أقرب من قتلت قيرابة‬
‫*** من الفتى وهو المغيظ المحنق‬ ‫ما كان ضرك لو مننت وربما‬

‫فقي ي ي ي ييال النبي ي ي ي ييي صي ي ي ي ييلى اهلل عليي ي ي ي ييه وسي ي ي ي ييلم‪" :‬لااااااااااو ساااااااااام ت داااااااااا رها مااااااااااا وتلتااااااااااه"ي‬
‫ولو لم يجز المن لما قال هذا ألن أقواله أحكام منروعةي‬
‫وأما الفداء فقد أخذ رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم فيداء أسيرى بيدر وفيادى بعيدهم رجيالً بيرجلين‪،‬‬
‫فذذا ببت خيارو فيمن لم يسلم بين األمور األربعة تصفح أحوالهم واجتهد برأيه فيهم‪ ،‬فمن علم منه قوة بيأس‬
‫وندة نكاية وي س من إسالمه وعلم ما في قتله من وهن قومه قتلة صب اًر مين غيير مبليه‪ ،‬ومين رآو مينهم ذا‬
‫جلييد وقييوة علييى العمييل وكييان مييأمون الخيانيية والخبابيية اسييترقه ليكييون عون ياً للمسييلمين‪ ،‬ومييا رآو ميينهم مرجييو‬
‫اإلسالم أو مطاعاً في قومه ورجا بالمن عليه إما إسالمه أو تألف قومه من علييه وأطلقيه‪ ،‬ومين وجيد مينهم‬
‫ذا مال وجدة وكان بالمسلمين خلة وحاجة فأداو على مال وجعله عدة ليسالم وقوة للمسيلمين ذوان كيان فيي‬
‫أسرى عنيرته أحد من المسلمين من رجال أو نساء فأداو على إطالقهم فيكون خيارو في األربعة على وجه‬
‫األحوط األصلح ويكون الميال الميأخوذ فيي الفيداء غنيمية تضياف إليى الغنيا م "وال يخيص بهيا مين أسير مين‬
‫المسيلمين فييذن رسيول اهلل صييلى اهلل علييه وسييلم دفيا فييداء األسيرى ميين أهيل بييدر إليى ميين أسيرهم قبييل نييزول‬
‫قسم الغنيمة فيي الغيانمين‪ :‬ومين أبيا اإلميام دميه مين المنيركين لعظيم نكايتيه ونيدة أذيتيه بيم أسير جياز ليه‬
‫الميين عليييه والعفييو عنييهي قييد أميير رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم بقتييل سييتة عييام الفييتح ولييو تعلقيوا بأسييتار‬
‫الكعبة‪ :‬عبد اهلل بن سعد بن أبي سر كان يكتيب اليوحي لرسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم فيقيول ليه اكتيب‬
‫وقيال إنيي أصيرف محميداً حييث ني ت فنيزل فييه قوليه‬ ‫غفور رحييم فيكتيب علييم حكييم بيم ارتيد فلحيق بقيري‬
‫تعالى‪" :‬ومم وال سأنزل مثل ما ينزل اهلل"ي‬
‫وعبد اهلل بن خطل‪ ،‬كانت له قينتان تغنيان بسبب رسول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم‪ :‬والحيويرث بين‬
‫نفل كان يؤذو رسول اهلل صلى اهلل علييه وسيلمي ومقييس بين حبابية كيان بعيض األنصيار قتيل أخياً ليه خطيأ‬
‫فأخذ ينه بم اغتال القاتل فقتله وعاد إلى مكة مرتداً وأنند يقول من الطويل‪:‬‬

‫يضرج بوبييه دمياء األخياد‬ ‫مسنداً ***‬ ‫نفى النفس أن قد بات بالقا‬
‫بلم فتحفى عن وطاء المضاجيا‬ ‫***‬ ‫وكانت هموم النفس من قبل قتليه‬
‫سراة بني النجار أربياب فيار‬ ‫***‬ ‫بأرت به قه اًر وحملت عيقيليه‬
‫وكنت عن اإلسيالم أول ارجيا‬ ‫***‬ ‫وأدركت بأرو وأضجعت موسيدًا‬

‫وسييارة ميوالة لييبعض بنييي المطلييب كانييت تسييب وتييؤذوي وعكرميية بيين أبييي جهييل كييان يكبيير التأليييب‬
‫على النبي صلى اهلل عليه وسلم طلباً لبأر أبيهي‬
‫فأما عبد اهلل بن سعد أبيي سير فيذن عبميان رضيي اهلل عنيه اسيتأمن ليه رسيول اهلل صيلى اهلل علييه‬
‫وسلم فأعرض عنه بم أعاد االسيت مان بانيية فلميا وليي قيال‪" :‬ماا كاام فايكم مام يقتلاه حايم يعرضات‬
‫عنه‪ ،‬والوا ه يومأت الينا ب ينة؟ وال ما كام لنبي يم تكوم له فا نة األعايم" وأميا عبيد اهلل‬
‫بن خطل فقتله سعيد بن حرييث المخزوميي وأبيو بيرزة األسيلميي وأميا مقييس بين حبابية فقتليه نميلية بين عبيد‬
‫اهلل رجل من قومهي وأما الحويرث بن نفيل فقتله علي بن أبي طالب صب اًر بأمر رسيول اهلل صيلى اهلل علييه‬
‫وسلم‪ ،‬بم قال‪" :‬ال يقتل وردي ب د ه ا صب ارً اال بقود"ي‬
‫وأمييا قينتييا ابيين خطييل فقتلييت إحييداهما وهربييت األخييرى حتييى اسييتؤمن لهييا ميين رسييول اهلل صييلى اهلل‬
‫عليييه وسييلم فأمنهيياي وأمييا سييارة فتغيبييت حتييى اسييتؤمن لهييا ميين رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم فأمنهييا بييم‬
‫تغيبييت ميين بعييد حتييى أوطأهييا رجييل ميين المسييلمين فرس ياً لييه فييي زمييان عميير بيين الخطيياب رضييي اهلل عنييه‬
‫بيياألبطح فقتلهييا‪ ،‬وأمييا عكرميية بيين أبييي جهييل فذنييه سييار إلييى ناحييية البحيير وقييال ال أسييكن مييا رجييل قتييل أبييا‬
‫الحكييم يعنييي أبيياو فلمييا ركييب البحيير قييال لييه صيياحب السييفينة أخلييص قييال ولييم؟ قييال ال يصييلح فييي البحيير إال‬
‫اإلخالص فقال واهلل ل ن كان ال يصلح في البحر إال اإلخالص فذنه ال يصلح في البر غيرو فرجيا وكانيت‬
‫زوجته بنت الحارث قد أسلمت وهي أم حليم فأخذت له من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أماناً‪ ،‬وقيل بل‬
‫خرجت إليه بأمانه إلى البحر فلما رآو رسول اهلل صلى اهلل علييه وسيلم قيال‪ :‬مرحبياً بال اركيب المهياجر فأسيلم‬
‫فقال له رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬ال تسألني اليوم دي اً اال يعطيتة"ي‬
‫فقال إني أسيألك أن تسيأل اهلل أن يغفير ليي كيل نفقية أنفقتهيا ألصيد بهيا عين سيبيل اهلل وكيل موقيف‬
‫وقفته ألصد به عن سبيل اهلل فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم "اهلل يغفر له ما سأل"ي‬
‫فقييال واهلل يييا رسييول اهلل ال أد درهم ياً أنفقتييه فييي النييرك إال أنفقييت مكانييه فييي اإلسييالم درهمييين وال‬
‫موقفاً وقفته في النرك إال وقفت مكانه في اإلسالم موقفين فقتل ييوم اليرميوك رضيي اهلل عنيهي وهيذا الخبير‬
‫يتعلق به في سيرة الرسول صلى اهلل عليه وسلم أحكام فلذلك استوفيناوي‬
‫وأما قتل من أضعفه الهرم أو أعجزته الزمانة أو كان ممن تخلى من الرهبان وأصحاب الصواما‪،‬‬
‫فذن كانوا يمدون المقاتلة برأيهم ويحرضون على القتال جاز قتلهم عند الظفير بهيم وكيانوا فيي حكيم المقاتلية‬
‫بعد األسر ذوان لم يخالطوو في رأو وال تحريض ففي إباحة قتلهم قوالني‬
‫وأما السبي فهم النسياء واألطفيال؛ فيال يجيوز أن يقتليوا إذا كيانوا أهيل كتياب لنهيي رسيول اهلل صيلى‬
‫اهلل عليه وسلم عن قتل النساء والولدان ويكونيوا سيبياً مسيترقاً يقسيمون ميا الغنيا م ذوان كيان النسياء مين قيوم‬
‫ليييس لهييم كتيياب كالدهرييية وعبييدة األوبييان وامتيينعن ميين اإلسييالم‪ ،‬فعنييد النييافعي يقييتلن‪ ،‬وعنييد أبييي حنيفيية‬
‫يسترققن‪ ،‬وال يفرق فيمن استرققن بين والدة وولدها لقول النبي صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬ال توله والادة عام‬
‫ولدها"ي‬
‫فذن فياد بالسيبي عليى ميال جياز ألن هيذا الفيداء بييا ويكيون ميال فيدا هم مغنومياً مكيانهم وليم يلزميه‬
‫اسييتطابة نفييوس الغييانمين عيينهم ميين سييهم المصييالح‪ ،‬ذوان أراد أن يفييادو بهييم عيين أسييرى ميين المسييلمين فييي‬
‫أييدو قيومهم عيوض الغيانمين عينهم مين سيهم المصيالح‪ ،‬ذوان أراد المين علييهم ليم يجيز إال باسيتطابة نفيوس‬
‫الغانمين عنهم إما بالعفو عن حقوقهم منهم ذواما بمال يعوضهم عنهمي فذن كان المن عليهم لمصلحة عامة‬
‫جاز أن يعوضهم من سهم المصالح‪ ،‬ذوان كان لمير يخصيه عيارض عينهم مين ميال نفسيهي ومين امتنيا مين‬
‫الغييانمين عيين تييرك حقييه لييم يسييتنزل عنييه إجبييا اًر حتييى يرضييى وخييالف ذلييك حكييم األسييرى الييذو ال يلزمييه‬
‫استطابة نفيوس الغيانمين فيي المين علييهم‪ ،‬ألن قتيل الرجيال مبيا وقتيل السيبي محظيور فصيار السيبي مياالً‬
‫مغنوماً ال يستنزلون عنه إال باستطابة النفوسي‬
‫وقد استعطفت هوازن النبي صلى اهلل عليه وسلم حين سباهم بحنين وأتاو وفودهم وقد فرق األموال‬
‫وقسي ي ي ي ي ييم السي ي ي ي ي ييبي في ي ي ي ي ييذكروو حرمي ي ي ي ي يية رضي ي ي ي ي يياعه في ي ي ي ي يييهم مي ي ي ي ي يين لي ي ي ي ي ييبن حليمي ي ي ي ي يية وكاني ي ي ي ي ييت مي ي ي ي ي يين ه ي ي ي ي ي يوازني‬
‫حكى ابن إسحاق أن هوازن لما سبيت وغنمت أموالهم بحنين قدمت وفودهم مسلمين على النبيي صيلى اهلل‬
‫عليييه وسييلم وهييو بالجع ارنيية فقييالوا يييا رسييول اهلل لنييا أصييل وعنيييرة وقييد أصييابنا ميين الييبالء ميياال يخفييى عليييك‬
‫فامنن علينا من اهلل عليك بم قام منهم أبو صرد زهير بن صرد فقال يا رسول اهلل إنما في الحظا ر عماتك‬
‫وخاالتك وحواضنك الال ي كن يكفلنك ولو أنيا ملكنيا للحيارث بين أبيي نيمر أو النعميان بين المنيذر بيم نزلنيا‬
‫بمبل المنزل الذو نزلنا رجونا عطفه وجا زته وأنت خير الكفيلين بم أننأ يقول من البسيط‪:‬‬

‫فإنة الاامرء نارجاوه وندفاااار‬ ‫***‬ ‫يمانام عالاينا رسول اهلل فاي كرياام‬
‫ودر ممزق دملاا في دهرها غباااار‬ ‫***‬ ‫يمنم على بيضااة واااد عااوااااا‬
‫ا فاوة يملؤه مام محاضاااا الدرر‬ ‫***‬ ‫يمنم على نسوة ود كنت تارضا اااااا‬
‫وا تااارية مااا تاأتى وماا تا ر‬ ‫***‬ ‫اآلم ا ا كانات طاف ً كانت ترض اااا‬
‫واساتبق مانا فاإناا م ادر زهاار‬ ‫***‬ ‫ال تاجا الاناا كامام دالات ن اماته‬
‫حالماً حايم يفتبار‬ ‫يا يرجا الانا‬ ‫***‬ ‫ا لام تاداركاناا نا امااء تاندرهاا‬
‫وعانادناا با اد ها ا الايوم نادفر‬ ‫***‬ ‫اناا لاناداكرة الانا مى وام كاثرت‬

‫فقييال رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم‪" :‬يبناااؤكم ونساااؤكم يحااب الاايكم يم يمااوالكم؟" فقييالوا‬
‫خيرتنييا بييين أموالنييا وأحسييابنا بييل تييرد علينييا أبناءنييا ونسيياءنا فهييم أحييب إلينييا فقييال رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه‬
‫وسلم‪" :‬يما ما كام لي ولبني عبد المطلب فاو لكم"ي‬
‫مييا كييان لنييا فهييو لرسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم وقالييت األنصييار مييا كييان لنييا فهييو‬ ‫وقالييت قيري‬
‫لرسيول اهلل‪ ،‬وقيال األقير بيين حيابس أميا أنيا وبنييو تمييم فيال‪ ،‬وقيال عيينيية بين حصين أميا أنييا وبنيو في ازرة فييال؛‬
‫وقال العباس بن مرداس السلمي أما أنا وبنو سليم فال‪ ،‬فقاليت بنيو سيليم ميا كيان لنيا فهيو لرسيول اهلل صيلى‬
‫اهلل عليه وسلم فقال العباس بن مرداس لنبي سليم قد وهنتم بي فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬يماا‬
‫ماام تمسااة ماانكم بحقااه ماام ه ا ا الساابي فلااه بكاال انسااام ساات و اان فااردوا الااى النااا‬
‫يبناءهم ونساءهم"ي‬
‫فردوا‪ ،‬وكان عيينة قد أخيذ عجيو اًز مين عجيا ز هيوازن وقيال إنيي ال أرى لهيا فيي الحيي نسيباً فعسيى‬
‫أن يعظم فداؤها فامتنا من ردها بست قال ص‪ ،‬فقال أبو صيرد خلهيا عنيك‪ ،‬فيواهلل ميا فوهيا ببيارد‪ ،‬وال بيديها‬
‫بناهييد‪ ،‬وال بطنهييا بوالييد‪ ،‬وال زوجهييا بواحييد‪ ،‬وال درهييا بماغييد‪ ،‬فردهييا بسييت قال ييص‪ ،‬بييم إن عيينيية لقييي األقيير‬
‫فنكا إليه فقال إنك ما أخذتها بيضاء غريرة وال نصفاً وبيرة وكان ف السبي النييماء بنيت الحيارث بين عبيد‬
‫العزى أخت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم من الرضاعة‪ ،‬فلما انتهت إلييه قاليت ليه أنيا أختيك فقيال رسيول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬وما عالمة ذلك؟ فقاليت عضية عضضيتنيها وأنيا متوركتيك فعيرف العالمية وبسيط‬
‫لها رداءو وأجلسيها علييه وخيرهيا بيين المقيام عنيدو مكرمية أو الرجيو إليى قومهيا ممتعية فاختيارت أن يمتعهيا‬
‫ويردها إلى قومها ففعيل النبيي صيلى اهلل علييه وسيلم وذليك قبيل ورود الوفيد ورد السيبي؛ فأعطاهيا غالمياً ليه‬
‫يقال له مكحل وجارية فزوجت أحدهما باجخر ففيهم من نسلهما بقيةي‬
‫وفي ييي هي ييذا الخبي يير مي ييا األحكي ييام المسي ييتفادة مني ييه سي يييرة يجي ييب أن يتبعهي ييا ال ي يوالة فلي ييذلك اسي ييتوفيناوي‬
‫ذواذا كان في السبايا ذوات أزواج بطل نكياحهن بالسيبي سيواء سيبي أزواجهين معهين أم الي وقيال أبيو حنيفية‬
‫إن سبين ما أزواجهن فهن على النكا ‪ ،‬ذوان أسلمت مينهن ذات زوج قبيل حصيولها عليى السيبي فهيي حيرة‬
‫ونكاحهيا باطيل بانقضياء العيدةي ذواذا قسيم السيبايا فيي الغيانمين حيرم وطيؤهن حتيى يسيتبرين بحيضية إن كين‬
‫ميين ذوات األق يراء أو بوضييا الحمييل إن كيين حوامييلي روو أن رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم ميير بسييبي‬
‫هوازن فقال‪" :‬يال ال توطأ حامل حتى تضع وال غير ات حمل حتى تحيض"ي‬
‫وما غلب عليه المنركون من أموال المسلمين وأحرزوو لم يملكوو وكان باقيياً عليى مليك أربابيه مين‬
‫المسييلمين؛ فييذن غنميية المسييلمون رد علييى مالكييه مهييم بغييير عييوض وقييال أبييو حنيفيية قييد ملكييه المنييركون إذا‬
‫غلبوا عليه‪ ،‬حتى لو كانت أمة ودخل سيدها المسلم دار الحرب حيرم علييه وطؤهيا‪ ،‬وليو كانيت أرضياً أسيلم‬
‫عنهييا المتغلييب عليهييا كييان أحييق بهييا ذواذا غنمييه المسييلمون كييانوا أحييق بييه ميين مالكييهي وقييال مالييك إن أدركييه‬
‫مالكه قبل القسمة كان أحق به‪ ،‬ذوان أدركه يعدها كيان مالكيه حيق ببمنيه وغانميه أحيق بعينيه‪ ،‬ويجيوز نيراء‬
‫أوالد أهل الحرب منهم كما يجوز سبيهن‪ ،‬ويجيوز نيراء أوالد أهيل العهيد مينهم وال يجيوز سيبيهن‪ ،‬وال يجيوز‬
‫نراء أوالد أهل الذمة منهم وال يجوز سبيهمي‬
‫ويجرو على ما غنمته الواحد واالبنان حكم الغنيمة في أخذ خمسهي وقال أبو حنيفية وصياحباو‪ :‬ال‬
‫يؤخييذ خمسيية حتييى يكون يوا س يريةي واختلف يوا فييي الس يرية‪ ،‬فقييال أب يو حنيفيية ومحمييد‪ :‬الس يرية أن يكون يوا عييدداً‬
‫كانييت تسييعة وهييذا غييير‬ ‫ممتنع ياً‪ ،‬وقييال أبييو يوسييف‪ :‬الس يرية تسييعة فصيياعداً‪ ،‬ألن س يرية عبييد اهلل بيين جح ي‬
‫معتبر عند أكبر الفقهاء‪ ،‬ألن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بعث عبد اهلل بين أنييس إليى خاليد بين سيفيان‬
‫الهذلي سرية وحدة فقتله‪ ،‬وبعث عمرو بن أمية الضمرو وآخر معه سريةي‬
‫ذواذا أسلم األبوان كان إسالماً لصغار أوالدهما من ذكور ذواناث وال يكون إسالماً للبيالغين مينهم إال‬
‫أن يكييون البييالغ مجنونياً‪ ،‬وقييال مالييك‪ :‬يكييون إسييالم األب إسييالماً لهييم وال يكييون إسييالم األم إسييالماً لهييم‪ ،‬وال‬
‫يكون إسالم األطفال بأنفسهم إسالماً وال ردتهم ردةي وقال أبو حنيفة إسالم الطفل إسالم وردته ردة إذا كان‬
‫يعقل ويميز لكن ال يقتل حتى يبلغي وقال أبو يوسف يكون إسالم الطفيل إسيالماً وال تكيون ردتيه ردةي وقيال‬
‫مالك في رواية معن عنه إن عرف نفسه صح إسالمه ذوان لم يعرفها لم يصحي‬
‫وأما األرضون إذا استولى عليها المسلمون فتقسم بالبة أقسام‪:‬‬
‫أحدها ما ملكت عنيوة وقهي اًر حتيى فارقوهيا بقتيل أو أسير أو إجيالء؛ فقيد اختليف الفقهياء فيي حكمهيا‬
‫بعييد اسييتيالء المسييلمين عليهيياي فييذهب النييافعي رضييي اهلل عنييه إلييى أنهييا تكييون غنيميية كيياألموال تقسييم بييين‬
‫الغانمين إال أن يطيبو نفساً بتركها فتوقف على مصالح المسلميني وقال مالك‪ :‬تصير وقفاً عليى المسيلمين‬
‫حين غنمت‪ ،‬وال يجوز قسمها بين الغانميني وقال أبو حنيفة‪ :‬اإلمام فيها بالخيار بين قسمتها بين الغانمين‬
‫فتك ييون أرضي ياً عني يرية أو يعي ييدها إل ييى أي ييدو المن ييركين بخي يراج يضي يربه عليه ييا فتك ييون أرض خي يراج ويك ييون‬
‫المن ييركون به ييا أه ييل ذمي ية أو يقفه ييا عل ييى كاف يية المس ييلمين وتص ييير ه ييذو األرض دار إس ييالم سي يواء س ييكنها‬
‫المسييلمون أو أعيييد إليهييا المنييركون لملييك المسييلمين لهييا‪ ،‬وال يجييوز أن يسييتنزل عنهييا للمنييركين لي ال تصييير‬
‫دار حربي‬
‫والقسم الباني منها ما ملك منهم عفواً النجال هم عنها خوفياً فتصيير باالسيتيالء عليهيا وقييل بيل ال‬
‫تصير وقفاً حتى يقفها اإلميام لفظياً ويضيرب عليهيا خ ارجياً يكيون أجيرو لرقابهيا تؤخيذ ممين عوميل عليهيا مين‬
‫مسلم أو معاهد‪ ،‬ويجما فيها بين خراجها أعنار زروعها وبمارها إال أن تكون البمار مين نخيل كانيت فيهيا‬
‫وقت االستيالء عليها‪ ،‬فتكون تلك النخل وقفاً معها ال يجب في بمرها عنر‪ ،‬ويكون اإلمام فيها مخي اًر بين‬
‫وضا الخراج عليها أو المسافاة على بمرتها‪ ،‬ويكون ما استؤلف غرسيه مين النخيل معنيو اًر وأرضيه خ ارجياًي‬
‫وقييال أبييو حنيفيية‪ :‬ال يجتمييا العنيير والخ يراج‪ ،‬ويسييقط العنيير بييالخراج وتصييير هييذو األرض دار إسييالم‪ ،‬وال‬
‫يجوز بيا هذو األرض وال رهنها‪ ،‬ويجوز بيا ما استحدث فيها من نخل أو نجري‬
‫والقسييم البالييث أن يسييتولي عليهييا صييلحاً عييل أن تقيير فييي أيييديهم بخ يراج يؤدونييه عنهييا‪ ،‬فهييذا علييى‬
‫ض يربين‪ :‬أحييدهما أن يصييالحهم علييى أن ملييك األرض لنييا فتصييير بهييذا الصييلح وقف ياً ميين دار اإلسييالم؛ وال‬
‫يجيوز بيعهييا وال رهنهيا ويكييون الخيراج أجيرة ال يسييقط عيينهم بذسيالمهم فيؤخييذ خراجهييا إذا انتقليت إلييى غيييرهم‬
‫ميين المسييلمين‪ ،‬وقييد صيياروا بهييذا الصييلح أهييل عهييد فييذن بييذلوا الجييزو علييى رقييابهم جيياز إق يرارهم فيهييا علييى‬
‫التأييييد‪ ،‬ذوان منعيوا الجزييية لييم يجبييروا عليهييا ولييم يقييروا فيهييا إال المييدة التييي يقيير فيهييا أهييل العهييد وذلييك أربعيية‬
‫أنييهر‪ ،‬وال يجيياوزون السيينةي وفييي إق يرارهم فيهييا مييا بييين األربعيية أنييهر والسييتة وجهيياني والضييرب البيياني أن‬
‫يصييالحوا علييى أن األرضييين لهييم ويضييرب عليهييا خ يراج يؤدونييه عنهييا‪ ،‬وهييذا الخ يراج فييي حكييم الجزييية متييى‬
‫أسييلموا سييقط عيينهم‪ ،‬وال تصييير أرضييهم دار إسييالم وتكييون دار عهييد‪ ،‬ولهييم بيعهييا ورهنهيياي ذواذا انتقلييت إلييى‬
‫مسييلم لييم يؤخييذ خراجهييا ويقييرون فيهييا مييا أقيياموا علييى الصييلح‪ ،‬وال تؤخييذ جزييية رقييابهم ألنهييم فييي غييير دار‬
‫اإلسييالم‪ ،‬وقييال أبييو حنيفيية قييد صييارت دارهييم بالصييلح بعييد اسييتق اررو معهييم فقييد اختلييف فيييهم فييذهب النييافعي‬
‫رحمه اهلل إلى أنهيا إن ملكيت أرضيهم علييهم فهيي عليى حمهيا‪ ،‬ذوان ليم تمليك صيارت اليدار حربياًي وقيال أبيو‬
‫حنيفيية إن كييان فييي دارهييم مسييلم أو كييان بييينهم وبييين دار الحييرب بلييد للمسييلمين فهييي دار حييربي وقييال أبييو‬
‫يوسف ومحمد قد صارت دار حرب في األمرين كليهماي‬
‫وأما األموال المنقولة فهي الغنا م المألوفة‪ ،‬وقد كان رسول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم يقسيمها عليى‬
‫رأيه‪ ،‬ولما تناز فيها المهاجرون واألنصار يوم بيدر جعلهيا اهلل عيز وجيل ملكياً لرسيوله يضيعها حييث نياء‪:‬‬
‫وروى أبييو أماميية البيياهلي قييال‪ :‬سييألت عبييادة بيين الصييامت عيين األنفييال يعنييي عيين قولييه تعييالى‪" :‬يسااألونة‬
‫عم األنفال ول األنفال هلل والرسول فاتقوا اهلل ويصلحوا ات بينكم"ي‬
‫فقييال عبييادة بيين الصييامت فينييا أصييحاب بييدر أنزلييت حييين اختلفنييا فييي النفييل فسيياءت فيييه أخالقنييا‬
‫فانتزعه اهلل سبحانه من أيدينا فجعله إلى رسوله فقسمه بين المسلمين على سواء واصطفى مين غنيمية بيدر‬
‫سيفه ذا الفقار وكان سيف منبه بن الحجاج‪ ،‬وأخذ منها سهمه ولم يخمسها إلى أن أنزل اهلل عيز وجيل بعيد‬
‫بييدر قولييه تعييالى‪" :‬واعلماااوا انمااا غنماااتم ماام دااايء فااإم هلل فمساااه وللرسااول ولااا ي القرباااى‬
‫واليتامى والمساكيم وابم السبيل"ي‬
‫فتييولى اهلل سييبحانه قسييمة الغنييا م كمييا تييولى قسييمة الصييدقات‪ ،‬فكييان أول غنيميية خمسييها رسييول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم بعد بدر غنيمة بني قنيقنا ي‬
‫ذواذا جمعيت الغنييا م ليم تقسييم ميا قيييام الحييرب حتيى تتجلييى‪ ،‬لييعلم بانجال هييا تحقيق الظفيير واسييتقرار‬
‫الملك‪ ،‬ول ال يتناغل المقاتلة بها فيهزموا‪ ،‬فذذا انجلت الحرب كانت تعجييل قسيمتها فيي دار الحيرب وجيواز‬
‫مين الصيال ‪ ،‬وقيال أبيو حنيفية‪ :‬ال يجيوز أن يقسيمها‬ ‫تأخيرها إلى دار اإلسالم بحسب ما ييراو أميير الجيي‬
‫في دار الحيرب حتيى تصيير إليى دار اإلسيالم فيقسيمها حين يذ فيذذا أراد قسيمتها بيدأ بأسيالب القتليى فيأعطى‬
‫كييل قاتييل سييلب قتيلييه سيواء نييرط اإلمييام لييه ذلييك أو لييم ينييرطهي وقييال أبييو حنيفيية ومالييك إن نييرط لهييم ذلييك‬
‫استحقوو‪ ،‬ذوان لم ينترطه لهم كان غنيمة فينتركون فيها وقد نادى منيادو رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم‬
‫بعد حيازة الغنا م‪" :‬مم وتل وتي ً فله سلبه"ي‬
‫والنرط ما تقدم الغنيمة ال ما تأخر عنها‪ ،‬وقد أعطي أبا قتادة أسالب قيتالو وكيانوا عنيرين قتييالًي‬
‫والسيلب ميا كيان عليى المقتيول مين لبياس يقييه وميا كيان معيه مين سيال يقاتيل بيه وميا كيان تحتيه مين فييرس‬
‫يقاتل عليه‪ ،‬وال يكون ما في المعسكر من أمواله سلباً وهل يكون ما في وسطه من مال وميا بيين يدييه مين‬
‫حقيبية سيلباً؟ فييه قيوالن‪ ،‬وال يخميس السيلب‪ ،‬وقيال ماليك‪ ،‬يؤخيذ خمسية ألهيل الخميس‪ ،‬فيذذا فيرغ مين إعطياء‬
‫السييلب فقييد اختلييف فيمييا يصيينعه بعييد مالييك‪ ،‬يؤخييذ خمسيية ألهييل الخمييس‪ ،‬فييذذا فييرغ ميين إعطيياء السييلب فقييد‬
‫اختلف فيما يصنعه بعد ذلك‪ ،‬فالصحيح من القولين أنه يبدأ بعد السلب بذخراج الخميس مين جمييا الغنيمية‬
‫فيقسيمه بيين أهيل الخمير عليى خمسية أسيهم كميا قييال أبيو حنيفية وأبيو يوسيف ومحميد وماليك‪ :‬يقسيم الخمييس‬
‫علييى بالبيية أسييهم لليتييامى والمسيياكين وابيين السييبيلي وقييال ابيين عبيياس‪ :‬رضييي اهلل عنييه‪ :‬يقسييم الخمييس علييى‬
‫ستة أسهم‪ :‬سهم هلل تعالى يصرف في مصالح الكعبةي‬
‫وأهل الخمس في الغنيمة هم أهل الخمس في الفيء فيكون سهم من الخمس لرسول اهلل صيلى اهلل‬
‫عليييه وسييلم ويصييرف بعييدو للمصييالح‪ ،‬والسييهم البيياني لييذوو القربييى ميين بنييي هانييم وبنييي المطلييب‪ ،‬والسييهم‬
‫البالييث لليتييامى‪ ،‬والسي يهم ال اربييا للمسيياكين‪ ،‬والس ييهم الخييامس لبنييي الس ييبيل‪ ،‬بييم يرضييخ بع ييد الخمييس أله ييل‬
‫الرضخ؛ وهم في القول الباني مقدمون على الخمس‪ ،‬وأهل الرضخ من ال سهم له من حاضرو الوقعية مين‬
‫العبيد والنساء والصبيان والزمنى‪ ،‬وأهل الذمة يرضخ لهم من الغنيمية بحسيب عنيا هم وال يبليغ برضييخ أحيد‬
‫ميينهم سييهم فييارس وال ارحييلي فلييو زال نقييص أهييل الرضييخ بعييد حضييور الوقعيية بعتييق العبييد وبلييوغ الصييبي‬
‫ذواسالم الكافري فذن كان لك قبل انقضاء الحرب أسهم لهم ولم يرضيخ‪ ،‬ذوان كيان ذليك بعيد انقضيا ها رضيخ‬
‫لهم ولم يسهم‪ ،‬بم تقسم الغنيمة بعد إخراج الخمس والرضخ منها بين من نهد الوقعة من أهل الجهاد‪ ،‬وهم‬
‫الرجال األحرار المسلمون األصحاء ينرك فيها من قاتل ومن لم يقاتل‪ ،‬ألن من لم يقاتل عون للقاتيل وردو‬
‫له عند الحاجة‪ ،‬وقد اختلف في قوله تعالى‪" :‬وويل لام ت الوا واتلوا في سبيل اهلل يو ادف وا"ي‬
‫على تيأويلين‪ :‬أحيدهما أنيه تكبيير السيواد وهيذا قيول السيدو وابين جيريج‪ :‬والبياني أنيه المرابطية عليى‬
‫الخيييل وهييو قييول ابيين عييوني وتقسييم الغنيميية بييينهم قسييمة االسييتحقاق ال يرجييا فيهييا إلييى خيييار القاسييم ووالييي‬
‫الجهاد‪ ،‬وقال مالك‪ :‬مال الغنيمة موقوف عل رأو اإلمام‪ ،‬إن ناء قسمه بين الغانمين تسوية وتفضيالً ذوان‬
‫ناء أنرك معهم غيرهم ممن لم ينهد الوقعة وفي قول النبي صلى اهلل عليه وسيلم‪" :‬الهنيمة لمنة دااد‬
‫الوو ة"ي‬
‫مييا يييدفا هييذا المييذهبي ذواذا اخييتص بهييا ميين نييهد الوقعيية وجييب أن يفضييل الفييارس علييى ال ارجييل‬
‫لفضل عنا ه‪ ،‬واختلف في قدر تفضيله‪ ،‬فقال أبو حنيفة‪ :‬يعطى الفارس سهمين والرجل سهماً واحيداًي وقيال‬
‫النييافعي‪ :‬يعطييى الفييارس بالبيية أسييهم وال ارجييل سييهماً واحييداً وال يعطييى سييهم الفييارس إال ألصييحاب الخيييل‬
‫خاصة‪ ،‬ويعطى ركاب البغال والحميير والجميال والفيلية سيهام الرجالية‪ ،‬وال فيرق بيين عتياق الخييل وهجانهيا‪،‬‬
‫وقال سليمان ربيعة ال يسهم إال للعتاق السيوابقي ذواذا نيهد الوقعية بفيرس أسيهم ليه ذوان ليم يقاتيل علييهي ذواذا‬
‫خلفييه فييي العسييكر لييم يسييهم لييهي ذواذا حضيير الوقعيية بييأفراس لييم يسييهم إال لفييرس واحييد وبييه قييال أبييو حنيفيية‬
‫ومحمدي وقال أبو يوسف‪ :‬يسهم لفرسين وبه قال األوزاعيي وقال ابن عيينة يسهم لميا يحتياج إلييه وال سيهم‬
‫لما ال يحتاج إليهي ومن ميات فرسيه بعيد حضيور الوقعية أسيهم ليه‪ ،‬وليو ميات قبلهيا ليم يسيهم ليه‪ ،‬وكيذلك ليو‬
‫كان هيو المييت‪ :‬وقيال أبيو حنيفية‪ :‬إن ميات هيو وأف ارسيه بعيد دخيول دار الحيرب أسيهم ليهي ذواذا جياءهم ميدد‬
‫قبل انجالء الحرب ناركوهم في الغنيمة‪ ،‬ذوان جاءوا بعد انجال ها لم يناركوهم‪ :‬وقال أبو حنيفية‪ :‬إن دخليوا‬
‫وبيين المتطوعية إذا نيهد‬ ‫دار الحرب قبل انجال ها ناركوهم‪ :‬ويسيوى فيي قسيمة الغنيا م بيين مرتزقية الجيي‬
‫جميعهم الوقعة‪ :‬ذواذا غي از قيوم بغيير إذن اإلميام كيان ميا غنميوو مخموسياًي وقيال أبيو حنيفية ال بخميسي وقيال‬
‫الحسن‪ :‬ال يملك ما غنمووي‬
‫ذواذا دخييل المسييلم دار الحييرب بأمييان أو كييان مأسييو اًر معهييم فييأطلقوو وأمنييوو لييم يجييز أن يغتييالهم فييي‬
‫نفس وال مال وعليه أن يؤمنهمي وقال داود أن يغتالهم في أنفسهم وأموالهم إال أن يستأمنوو كما أمنوو فيلزمه‬
‫الموادعيية ويحييرم عليييه االغتيييالي ذواذا كييان فييي المقاتليية ميين ظهيير عنيياؤو وأبيير بييالؤو لنييجاعته ذواقدامييه أخييذ‬
‫سهمه من الغنيمة أسوة غيرو وزيد من سهم المصالح بحسب عنا ه فذن لذو السابقة واإلقدام حقاً ال يضا‬
‫قد عقد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أول راية عقدها في اإلسالم بعد عمه حمزة بن عبد المطلب لعبييدة‬
‫بن الحارث فيي نيهر ربييا األول فيي السينة البانيية مين الهجيرة وتوجيه معيه سيعد بين أبيي وقياص إليى أدنيى‬
‫ماء بالحجاز وكان أمير المنيركين عكرمية بين أبيي جهيل فرميى سيعد ونكيى‪ ،‬كيان أول مين رميى سيهماً فيي‬
‫سبيل اهلل فقال من الوافر‪:‬‬

‫*** حميت صحابتي بصدور نبلي‬ ‫أال هل أتى رسول اهلل أنيي‬
‫*** بكل حزونة وبكل سيه يل‬ ‫أذود بيهيا أوا ليهيم ذياداً‬
‫*** بسهم يا رسول اهلل قبيل يي‬ ‫فما يعيتيد رام فيي عيدو‬
‫*** وذو حق أتيت بيه وع يدل‬ ‫وذلك أن دينيك دين صيدق‬

‫فلما قدم اعتذر له رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بما سبق إليه وتقدم فيهي‬
‫الباب الثالث عدر‬
‫في وضع الجزية والفراج‬

‫والجزييية والخ يراج حقييان أوصييل اهلل سييبحانه وتعييالى المسييلمين إليهمييا ميين المنييركين يجتمعييان ميين‬
‫بالث أوجه‪ ،‬ويفترقان من بالبة أوجه‪ ،‬بم تتفر أحاكمهماي‬
‫فأما األوجه التي يجتمعيان فيهيا‪ ،‬فأحيدها أن كيل واحيد منهميا ميأخوذ عين منيرك صيغا اًر ليه وذميةي‬
‫والباني أنهما ماال فيء‪ ،‬يصرفان في أهل الفيءي والبالث أنهما يجبان بحلول الحول وال يستحقان قبلهي‬
‫وأما األوجه التي يفترقان فيها‪ :‬فأحدها أن الجزيية نيص وأن الخيراج اجتهياد والبياني أن أقيل الجزيية‬
‫مقييدر بالنيير وأكبرهييا مقييدر باالجتهيياد‪ ،‬والخيراج أقلييه وأكبيرو مقييدر باالجتهييادي والبالييث أن الجزييية تؤخييذ مييا‬
‫بقيياء الكفيير وتقسييط بحييدوث اإلسييالم‪ ،‬والخيراج يؤخييذ مييا الكفيير واإلسييالمي فأمييا الجزييية فهييي موضييوعة علييى‬
‫الرؤوس واسمها منتق من الجزاء‪ ،‬إما جيزاء عليى كفيرهم ألخيذها مينهم صيغا اًر‪ ،‬ذواميا جيزاء عليى أماننيا لهيم‬
‫ألخذها منهم رفقاًي‬
‫واألصل فيها قوله تعالى‪" :‬واتلوا ال ي ال يؤمنوم باهلل وال بااليوم اآلفار وال يحرماوم ماا‬
‫حرم اهلل ورسوله وال يدينوم ديم الحاق مام الا يم يتاوا الكتااب حتاى ي طاوا الجزياة عام ياد‬
‫وهم صاغروم"ي‬
‫أما قوله سبحانه "ال يم ال يؤمنوم باهلل" فأهل الكتاب ذوان كانوا معترفين بأن اهلل سبحانه واحيد‬
‫فيحتمل نفي هذا اإليمان باهلل تأويلين‪ :‬أحدهما ال يؤمنون بكتاب اهلل تعالى وهو القيرآن‪ :‬والبياني ال يؤمنيون‬
‫برسوله محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬ألن تصديق الرسل إيماناً بالرسلي‬
‫وقوله سبحانه "وال باليوم اآلفر" يحتمل تأويلين أحدهما ال يعرفون وعييد الييوم اجخير ذوان كيانوا‬
‫معترفين بالبواب والعقابي والباني ال يصدقون بما وصفه اهلل تعالى من أنوا العذابي‬
‫وقوله "وال يحرموم ما حرم اهلل ورسوله" يحتمل تأويلين‪ :‬أحدهما ميا أمير اهلل سيبحانه بنسيخه‬
‫من ن ار عهمي الباني ما أحله اهلل لهم وحرمه عليهمي‬
‫وقوليه "ال يدينوم ديام الحاق" فييه تيأويالن‪ :‬أحيدهما ميا فيي التيوراة واإلنجييل مين اتبيا الرسيول‬
‫وهي ي ي ي ي ي ي ي ييذا قي ي ي ي ي ي ي ي ييول الكلبي ي ي ي ي ي ي ي يييي والبي ي ي ي ي ي ي ي يياني الي ي ي ي ي ي ي ي ييدخول في ي ي ي ي ي ي ي ييي اإلسي ي ي ي ي ي ي ي ييالم وهي ي ي ي ي ي ي ي ييو قي ي ي ي ي ي ي ي ييول الجمهي ي ي ي ي ي ي ي ييوري‬
‫وقوله "مم ال يم يتوا الكتاب" فيه تأويالن‪ :‬أحدهما من دين أبناء الذين أوتوا الكتابي والباني مين اليذين‬
‫بينهم الكتاب ألنهم من اتباعه كأبنا هي‬
‫وقولييه تعييالى "حتاااى ي طاااوا الجزياااة" فيييه تييأويالن أحييدهما حتييى يييدفعوا الجزييية‪ ،‬والبيياني حتييى‬
‫يضمنوها ألن بضمانها يجب الكف عنهمي‬
‫وفي الجزية تأويالن‪ :‬أحدهما أنها من األسماء المجملة التيي ال نعيرف منيا ميا أرييد بهيا إال أن ييرد‬
‫بيان والباني من األسماء العامة التي يجب إجراؤها على عمومها إال ما قد خصه الدليلي‬
‫وفي قوله سبحانه وتعالى "عم يد" تأويالن أحدهما عن غنى وقدرةي والباني أن يعتقدوا أن لنا في‬
‫أخذها منهم يداً وقدرة عليهمي‬
‫وفييي قوليه "وهاام صاااغروم" تييأويالن‪ :‬أحييدهما أذالء مسييتكينيني والبيياني أن تجييرو عليييهم أحكييام‬
‫اإلسالم‪ ،‬فيجب على ولي األمر أن يضا الجزية على رقاب من دخل في الذمة من أهل الكتاب ليقروا بها‬
‫في دار اإلسالمي ويلتزم لهم ببذلها حقيان‪ :‬أحيدهما الكيف عينهمي والبياني الحمايية لهيم ليكونيوا بيالكف آمنيين‬
‫وبالحماية محروسيني روى نافا عن عمر قال‪ :‬كان آخر ما تكليم بيه النبيي صيلى اهلل علييه وسيلم أن قيال‪:‬‬
‫"احفظوني فاي متاي" والعيرب فيي أخيذ الجزيية مينهم كغييرهم وقيال أبيو حنيفية ال آخيذها مين العيرب لي ال‬
‫يجييرو عليييه صييغار‪ ،‬وال تؤخييذ ميين مرتييد وال دهييرو وال عابييد وبييني وأخييذها أبييو حنيفيية ميين عبييدة األوبييان إذا‬
‫كانوا عجماً ولم يأخذها منهم إذا كانوا عربياً‪ ،‬وأهيل الكتياب هيم اليهيود والنصيارى وكتيابهم التيوراة واإلنجييل‪،‬‬
‫ويجرو المجوس مجراهم في أخذ الجزية منهم ذوان حرم أكل ذبا حهم ونكيا نسيا همي وتؤخيذ مين الصياب ين‬
‫والسامرة إذا وافقوا اليهود والنصيارى فيي أصيل معتقيدهم ذوان خيالفوهم فيي فروعيه‪ ،‬وال تؤخيذ مينهم إذا خيالفوا‬
‫اليهود النصارى في أصل معتقدهمي ومين دخيل فيي اليهوديية والنصيرانية قبيل تبيديلهما أقير عليى ميا دان بيه‬
‫منهمييا وال يقيير إن دخييل بعييد تبييديلهما وميين جهلييت حالتييه أخييذت جزيتييه ولييم تؤكييل ذبيحتييهي وميين انتقييل ميين‬
‫يهودية إلى نصرانية لم يقر في أصح القولين وأخذ باإلسالم‪ ،‬فذن عاد إلى دينه الذو انتقل عنه ففيي إقي اررو‬
‫عليه قوالن؟ ويهود خيبر وغيرهم في الجزية سواء بذجما الفقهاءي‬
‫وال تجييب الجزييية إال علييى الرجييال األحيرار العقييالء‪ ،‬وال تجييب علييى اميرأة وال صييبي وال مجنييون وال‬
‫عبد ألنهيم أتبيا وذ ارروي وليو تفيردت مينهم اميرأة عليى أن تكيون تبعياً ليزوج أو نصييب ليم تؤخيذ منهيا جزيية‬
‫ألنها تعب لرجل قومها ذوان كانوا أجانيب منهيا‪ ،‬وليو تفيردت اميرأة مين دار الحيرب فبيذلت الجزيية للمقيام فيي‬
‫دار اإلسالم لم يلزمها ما بذلته وكان ذلك منها كالهبة ال تؤخذ منها إذا امتنعيت ولزميت ذمتهيا ذوان ليم تكين‬
‫تبعاً لقومهاي‬
‫وال تؤخييذ الجزييية ميين خنبييى منييكل‪ ،‬فييذن زال إنييكاله وبييان أنييه رجييل أخييذ بهييا فييي مسييتقبل أم يرو‬
‫وماضيهي‬
‫واختلف الفقهاء في قدر الجزية‪ ،‬فذهب أبو حنيفة إليى تصينيفهم بالبية أصيناف أغنيياء يؤخيذ مينهم‬
‫بمانييية وأربعييون درهم ياً‪ ،‬وأوسيياط يؤخييذ ميينهم أربعيية وعنييرون درهم ياً وفق يراء يؤخييذ ميينهم ابنييا عنيير درهم ياًي‬
‫فجعلها مقدرة األقل واألكبر ومنا من اجتهاد الوالة فيهياي وقيال ماليك ال يقيدر أقلهيا وال أكبرهيا وهيي موكولية‬
‫الجتهاد الوالة في الطرفين وذهيب النيافعي إليى أنهيا مقيدرة األقيل بيدينار ال يجيوز االقتصيار عليى أقيل منيه‬
‫وعندو غير مقدرة األكبر يرجا فيه إلى اجتهاد الوالة ويجتهد الوالة ويجتهد رأيه في التسوية بين جميعهم أو‬
‫التفضيييل بحسييب أحيوالهم‪ ،‬فييذذا اجتهييد أريييه فييي عقييد الجزييية معهييا علييى مرضيياة أولييى األميير ميينهم صييارت‬
‫الزمة لجميعهم وألعقابهم قرناً بعد قرن‪ ،‬وال يجوز لوال بعدو أن يغيرو إليى نقصيان منيه أو زييادة علييه‪ ،‬فيذن‬
‫صولحوا على مضاعفة الصدقة عليهم ضوعفت كميا ضياعف عمير بين الخطياب رضيي اهلل عنيه ميا تنيوخ‬
‫وبهراء وبني تغلب بالنام‪ ،‬وال تؤخذ من النساء والصبيان ألنها جزية تصرف في أهل الفيء فخالفت الزكاة‬
‫المأخوذة من النساء والصبيان‪ ،‬فذن جميا بينهميا وبيين الجزيية أخيذتا معياً‪ ،‬ذوان اقتصير عليهيا وحيدها كانيت‬
‫جزية إذا لم تنقص في السنة عن ديناري ذواذا صولحوا على ضيافة من مر بهم من المسلمين قدرت علييهم‬
‫بالبيية أيييام وأخييذوا بهييا ال ي يزادون عليهييا كمييا صييالح عميير نصييارى النييام علييى ضيييافة ميين ميير بهييم ميين‬
‫المسلمين بالبة أيام مما يأكلون‪ ،‬وال يكلفهم ذبح ناة وال دجاجة وتبييت دوابهم من غيير نيعير وجعيل ذليك‬
‫على أهل السواد دون المدن‪ ،‬فذن لم ينترط عليهم الضييافة ومضياعفة الصيدقة فيال صيدقة علييهم فيي زر‬
‫وال بمرة‪ ،‬وال يلزمهم إضافة سا ل وال سابلي‬
‫وينترط عليهم في عقد الجزية نرطان‪ :‬ومستحق ومستحبي أما المستحق فستة نيروط أحيدها أن‬
‫ال يذكروا كتاب اهلل تعالى بطعن فيه وال تحريف لهي والبياني أن ال ييذكروا رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم‬
‫بتكذيب وال إزدراءي والبالث أن ال يذكروا دين اإلسالم بذم له وال قد فيه‪ ،‬والرابا أن ال يصيبوا مسلمة بزنا‬
‫وال باسم نكيا ي والخيامس أن ال يفتنيوا مسيلماً عين دينيه وال يتعرضيوا لماليه وال دينيهي والسيادس أن ال يعينيوا‬
‫أهييل الحييرب وال يييودوا أغنيييا هم‪ ،‬فهييذو السييتة حقييوق ملتزميية فتلييزمهم بغييير نييرط‪ ،‬ذوانمييا تنييترط إنييعا اًر لهييم‬
‫وتأكيداً لتغليظ العهد عليهم ويكون ارتكابها بعد النرط نقضاً لعهدهمي‬
‫وأما المستحب فستة أنياء أحدها تغيير هي اتهم بلبس الغيار وند الزنار والبياني أن ال يعليوا عليى‬
‫المسلمين في األبنية ويكونوا إن لم ينقصوا مساوين لهم والبالث أن ال يسمعوهم أصوات نواقيسهم وال تيالوة‬
‫كتبهم وال قولهم في عزيز والمسيح والرابا أن ال يجاهروهم بنرب خمورهم وال بذظهار صلبانهم وخنازيرهمي‬
‫والخامس أن يخفوا دفن موتاهم وال يجاهروا بنيدب علييهم وال نياحية‪ ،‬والسيادس أن يمنعيوا مين ركيوب الخييل‬
‫عناقاً وهجاناً وال يمنعوا من ركوب البغيال والحميير‪ ،‬وهيذو السيتة المسيتحبة ال تليزم بعقيد الذمية حتيى تنيترط‬
‫فتصير بالنرط ملتزمة وال يكون ارتكابها بعد النرط نقضاً لعهدهم‪ ،‬لكن يؤخذون بهيا إجبيا اًر ويؤبيون عليهيا‬
‫زج ي اًر‪ ،‬وال يؤدبييون إن لييم ينييترط ذلييك عليييهمي ويببييت اإلمييام مييا اسييتقر ميين عقييد الصييلح معهييم فييي دواوييين‬
‫األمصار ليؤخذوا به إذا تركوو‪ ،‬فذن لكل قوم صلحاً ربما خالف ما سواو‪ ،‬وال تجب الجزية علييهم فيي السينة‬
‫إال مرة واحدة بعد انقضا ها بنهور هاللية‪ ،‬ومن مات منهم فيها أخذ من تركته بقدر ما مضى منهاي ومين‬
‫أسلم منهم كان ما لزم من جزيته ديناً في ذمته يؤخذ بها وأسقطها أبيو حنيفية بذسيالمه وموتيه ومين بليغ مين‬
‫صغارهم أو أفاق من مجاننهم استقبل به حول بم أخذ بالجزيية‪ ،‬ويؤخيذ العقيير بهيا إذا أيسير وينظير بهيا إذا‬
‫أعسر‪ ،‬وال تسقط عن نيخ وال زمن‪ ،‬وقيل تسقط عنهما وعن الفقير بها إذا أيسر وينظر بها إذا أعسر‪ ،‬وال‬
‫تسقط عن نيخ وال زمن‪ ،‬وقيل تسقط عنهما وعن الفقير‪ :‬ذواذا تنياجروا فيي ديينهم واختلفيوا فيي معتقيدهم ليم‬
‫يعارضوا فيه ولم يكنفوا عنه‪ ،‬ذواذا تنازعوا في حق وترافعوا فيه إلى حاكمهم لم يمنعوا منه‪ ،‬فذن ترافعوا فييه‬
‫إليى حاكمنيا حكيم بيينهم بمييا يوجبيه ديين اإلسيالم وتقييام علييهم الحيدود إذا أتوهيا وميين نقيض مينهم عهيدو بلييغ‬
‫مأمنيه بييم كييان حربياً‪ ،‬ألهييل العهييد إذا دخليوا دار اإلسييالم األمييان علييى نفوسييهم وأميوالهم لهييم أن يقيميوا فيهييا‬
‫أربعيية أنييهر بغييير جزييية‪ ،‬وال يقيم يوا سيينة إال بجزي ية‪ ،‬وفيمييا بييين الييزمنين خييالف‪ ،‬ويلييزم الكييف عيينهم كأهييل‬
‫الذمة‪ ،‬وال يلزم الدفا عنهم بخالف أهل الذمةي‬
‫ذواذا أمن بالغ عاقل من المسلمين حربياً لزم أمانة كافة المسيلمين‪ ،‬والميرأة فيي بيذل األميان كالرجيل‬
‫والعبد فيه كالحري وقال أبو حنيفة‪ :‬وال يصح أمان العبد إال أن يكون مأذوناً له في القتيال‪ ،‬وال يصيح أميان‬
‫الصبي وال المجنون‪ ،‬ومن أمناو فهو حرب إال أن جهل حكم أمانهم فيبلغ مأمنه ويكون حرباًي‬
‫ذواذا تظاهر أهل العهد والذمة بقتال المسلمين كانوا حرباً لوقتهم فيقتل مقاتلهم ويعتبر حال ما عيدا‬
‫المقاتليية بالرضييى واإلنكيياري ذواذا امتنييا أهييل الذميية ميين أداء الجزييية كييان نقض ياً لعهييدهم‪ ،‬وقييال أبييو حنيفيية‬
‫وييينقض بييه عهييدهم‪ ،‬وقييال أبييو حنيفيية وييينقض بييه عهييدهم إال أن يلحق يوا بييدار الحييرب‪ ،‬ويؤخييذ ميينهم جب ي اًر‬
‫كالديوني‬
‫وال يجوز أن يحدبوا في دار اإلسالم بيعة وال كنيسة‪ ،‬فذن أحدبوها هيدمت علييهم؛ ويجيوز أن يبنيوا‬
‫ما استهدم من بيعهم وكنا سهم العتيقة‪ ،‬ذواذا نقض أهل الذمة عهدهم لم يستبح بذلك قيتلهم وال غينم أميوالهم‬
‫وال سبي ذ ارريهم ما لم يقاتلوا ووجب إخراجهم من بالد المسلمين آمنين حتيى يلحقيوا ميأمنهم مين أدنيى بيالد‬
‫النرك‪ ،‬فذن لم يخرجوا طوعاً أخرجوا كرهاًي‬
‫وأما الخراج‪ ،‬فهو ما وضا على رقاب األرض من حقوق تيؤدى عنهيا وفييه مين نيص الكتياب بينية‬
‫خالفيت نيص الجزييية فليذلك كييان موقوفياً علييى اجتهياد األ ميية‪ ،‬قيال اهلل تعييالى‪" :‬يم تسااألام فرجااً ففاراج‬
‫ربة فير"ي‬
‫وفي قوله أم تسألهم خرجاً وجهان‪ :‬أحدهما أج اًر‪ ،‬والباني نفعاًي وفي قوله فخراج ربك خير وجهان‪:‬‬
‫أحدهما فرزق ربك في الدنيا خير منه وهذا قول الكلبيي والباني فأجر ربك في اجخرة خير منه‪ ،‬وهذا هول‬
‫الكلبي أيضياً‪ ،‬وقوليه فيأجر ربيك فيي اجخيرة خيير منيه‪ ،‬هيذا قيول الحسين أيضياًي قيال أبيو عميرو بين العيالء‪:‬‬
‫والفرق بين الخيرج والخيراج أن الخيرج مين الرقياب والخيراج مين األرضي والخيراج فيي لغية العيرب اسيم للكيراة‬
‫والغلة ومنه قول النبي صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬الفراج بالضمام"ي‬
‫وأرض الخراج تتميز عن أرض العنر في الملك والحكمي‬
‫واألرضون كلها تنقسم أربعة أقسام‪ :‬أحدها ما استأنف المسلمون إحياءو فهو أرض عنر ال يجيوز‬
‫أن يوضييا عليهييا خيراج‪ ،‬والكييالم فيهييا يييذكر فييي إحييياء الميوات ميين كتابنييا هييذا والقسييم البيياني مييا أسييلم عليييه‬
‫أربابه فهم أحق به‪ ،‬فتكون على ميذهب النيافعي رحميه اهلل أرض عنير وال يجيوز أن يوضيا عليهيا خيراجي‬
‫وقييال أبييو حنيفيية اإلمييام مخييير بييين أن يجعلهييا خ ارج ياً أو عن ي اًر‪ ،‬فييذن جعلهييا خ ارج ياً لييم يجييز أن تنقييل إلييى‬
‫العنيير‪ ،‬ذوان جعلهييا عن ي اًر جيياز أن تنقييل إلييى الخ يراجي والقسييم البالييث مييا ملييك ميين المنييركين عنييوة وقه ي اًر‪،‬‬
‫فيكون عليى ميذهب النيافعي رحميه اهلل غنيمية تقسيم بيين الغيانمين وتكيون أرض عنير ال يجيوز أن يوضيا‬
‫عليها خراج‪ ،‬وجعلها مالك وفقاً على المسلمين بخراج يوضا عليهاي وقل أبو حنيفة يكيون اإلميام خيي اًر بيين‬
‫األمريني والقسم ال اربا ما صولح عليه المنركون من أرضهم فهي األرض بوضا الخراج عليها وهيي عليى‬
‫ضربيني‬
‫أح ييدهما م ييا خ ييال عن ييه أهل ييه حص ييلت للمس ييلمين بغي يير قت ييل فتص ييير وفقي ياً عل ييى مص ييالح المس ييلمين‬
‫ويضرب عليها الخراج ويكون أجرة تقر على األبد ذوان لم يقدر بمدة لما فيها من عموم المصلحة وال يتغير‬
‫بذسي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييالم وال ذم ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يية‪ ،‬وال يج ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييوز بي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييا رقابه ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييا اعتب ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييا اًر لحك ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييم الوق ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييوفي‬
‫والضرب الباني ما أقام فيه أهله وصولحوا على إق اررو في أيديهم بخراج يضرب علييهم فهيذا عليى ضيربين‪:‬‬
‫أحيدهما أن ينزليوا عين ملكهييا لنيا عنييد صيلحنا فتصييير هيذو األرض وقفياً عليى المسييلمين كاليذو انجلييى عنييه‬
‫أهليه‪ ،‬ويكيون الخيراج المضيروب علييهم أجيرة ال تسيقط بذسيالمهم وال يجيوز لهيم بييا رقيابهم‪ ،‬ويكونيون أحييق‬
‫بهيا ميا أقياموا عليى صيلحهم وال تنتيز مين أييديهم سيواء أقياموا عليى نيركهم أم أسيلموا كميا ال تنتييز األرض‬
‫المستأجرة من يد مستأجرها‪ ،‬وال يسقط عنهم بهذا الخراج جزية رقابهم إن صياروا أهيل ذمية مسيتوطنين ذوان‬
‫لم ينتقلوا إن الذمة وأقاموا على حكم العهد لم يجز أن يقروا فيها ستة وجاز إقرارهم فيها دونها بغير جزيةي‬
‫والضييرب البيياني أن يسييتبقوها علييى أمالكهييم وال ينزل يوا عيين رقابهييا ويصييالحوا عنهييا بخ يراج يوضييا‬
‫عليهييا‪ ،‬فهييذا الخ يراج جزييية تؤخييذ ميينهم مييا أقيياموا علييى نييركهم وتسييقط عيينهم بذسييالمهم ويجييوز أن ال يؤخييذ‬
‫منهم جزية رقابهم‪ ،‬ويجوز لهم بيا هذو األرض على من ناءوا مينهم أو مين المسيلمين أو مين أهيل الذمية‪،‬‬
‫فذن تبايعوها فيما بينهم كانت على حكمها في الخراج ذوان بيعت على مسلم سقط عنيه خراجهيا‪ :‬ذوان بيعيت‬
‫على ذمي احتمل أن ال يسقط عنه خراجها لبقاء كفرو‪ ،‬واحتمل أن يسقط عنه خراجهيا بخروجيه بالذمية عين‬
‫عقييدو ميين صييولح عليهييا بييم ينظيير فييي هييذا الخيراج الموضييو عليهييا‪ ،‬فييذن وضييا علييى مسييا ح الجربييان بييأن‬
‫يؤخذ من كل جريب قدر من ورق أو حب‪ ،‬فذن سقط عن بعضها بذسالم أهله كان ما بقي على حكميه وال‬
‫يضم إليه خراج ميا سيقط الجربيان‪ ،‬فميذهب النيافعي أنيه يحيط عينهم مين ميال الصيلح ميا سيقط منيه بذسيالم‬
‫أهليه‪ ،‬وقييال أبيو حنيفيية يكيون مييال الصيلح باقيياً بكماليه وال يسييقط عين هييذا المسيلم مييا خصيه بذسييالمهي فأمييا‬
‫قدر الخراج المضروب فيعتبر بما تحتمله األرض‪ ،‬فذن عمر رضي اهلل عنه حين وضا الخراج على سيواد‬
‫العرق في بعض نواحيه على كل جريب قفي اًز ودرهماً وجرى فيي ذليك عليى ميا اسيتوفقه مين رأو كسيرى بين‬
‫قبياذ‪ ،‬فذنيه أول مين مسيح السيواد ووضيا الخيراج وحيدد الحيدود ووضيا اليدواويني و ارعيى ميا تحتملييه األرض‬
‫من غير حيف بمالك وال إجحاف بزار وأخذ مين كيل جرييب قفيي اًز ودرهمياً وكيان القفييز وزنيه بمانيية أرطيال‬
‫بمنييه بالبيية درهييم‪ ،‬وزن المبقييال‪ ،‬النتنييار ذلييك بمييا ظهيير فييي جاهلييية العييرب قييال زهييير بيين أبييي سييلمى ميين‬
‫الطويل‪:‬‬

‫*** قرى بالعراق من قفيز ودرهم‬ ‫فتغلل لكم ما ال تغل ألهليهيا‬


‫وضرب عمر رضي اهلل عنه على ناحية أخرى غيرها غير هذا القدر‪ ،‬فاستعمل عبمان ابن حتيف‬
‫عليييه وأم يرو بالمسيياحة ووضييا مييا تحتملييه األرض ميين خراجهييا‪ ،‬فمسييح ووضييا علييى كييل جريييب ميين الكييرم‬
‫والنجر الملتف عنر دراهم‪ ،‬ومن النخل بمانية دراهم‪ ،‬ومن قصب السكر ستة دراهم‪ ،‬ومن الرطبية خمسية‬
‫د ارهييم‪ ،‬وميين البيير أربعيية د ارهييم‪ ،‬وميين النييعير درهمييين وكتييب بييذلك إلييى عميير بيين الخطيياب رضييي اهلل عنييه‬
‫فأمضيياو وعمييل فييي نيواحي النييام علييى غييير هييذا فعلييم أنييه ارعييى فييي كييل أرض مييا تحتملييه وذلييك يجييب أن‬
‫يكييون واضييا الخيراج بعييدو ي ارعييي فييي كييل أرض مييا تحتملييه‪ ،‬فذنهييا تختلييف ميين بالبيية أوجييه يييؤبر كييل واحييد‬
‫منهييا فييي زيييادة الخ يراج ونقصييانه‪ :‬أحييدها يخييتص بيياألرض ميين جييودة يزكييو بهييا زرعهييا أو رداءة يقييل بهييا‬
‫ريعهاي الباني ميا يخيتص بيالزر ميا اخيتالف أنواعيه مين الحبيوب والبميار‪ ،‬فمنهيا ميا يكبير بمنيه‪ ،‬ومنهيا ميا‬
‫يقييل بمنييه‪ ،‬فيكييون الخ يراج بحسييبه‪ ،‬والبالييث مييا يخييتص بالسييقي والنييرب‪ ،‬ألن مييا التييزم المؤنيية فييي سييقيه‬
‫بالتواضح والدوالي ال يحتمل من الخراج ما يحتمله سقي السيو واألمطاري‬
‫ونرب الزر واألنجار ينقسم أربعة أقسام‪ :‬أحدها ما سقاو اجدميون بغير آلة كالسيو من العييون‬
‫واألنهييار يسيياق إليهييا فيسيييح عليهييا عنييد الحاجيية ويمنييا منهييا عنييد االسييتغناء وهييذا أوفيير المييياو منفعيية وأقلهييا‬
‫كلفييةي والقسييم البيياني مييا سييقاو اجدميييون ب ليية ميين نواضييح ودواليييب أو دوالييي وهييذا أكبيير المييياو مؤنيية وأنييقها‬
‫عمالًي والقسم البالث ما سقته السماء بمطر أو بلج أو طيل ويسيمى العيذى‪ :‬والقسيم ال اربيا ميا سيقته األرض‬
‫بنداوتها وما استمكن من المياء فيي قرارهيا فينيرب زرعهيا ونيجرها بعرقيه ويسيمى البيل‪ ،‬فأميا الغييل وهيو ميا‬
‫نرب بالقناة فذن سا فهو من القسم األولي ذوان لم يسح فهو من القسم الباني‪ ،‬وأما الكظا م فهو ما نيرب‬
‫من اجبار‪ ،‬فذن نضج منها بالغروب فهو من القسم الباني‪ ،‬ذوان استخرج مين القنياة فهيو غييل يلحيق بالقسيم‬
‫األولي ذواذا استقر ما ذكرنا فال بد لواضا الخراج من اعتبيار ميا وصيفناو مين األوجيه البالبية‪ ،‬مين اخيتالف‬
‫األرضيين واخيتالف الييزرو واخيتالف السيقي ليييعلم قيدر ميا تحملييه األرض مين خراجهيا‪ ،‬فيقصييد العيدل فيهييا‬
‫فيمييا بييين أهلهييا وبييين الفيييء م يين غييير زيييادة تجحييف بأهييل الخي يراج وال نقصييان يضيير بأهييل الفيييء نظي ي اًر‬
‫للفي يريقين‪ ،‬وم يين الن يياس م يين اعتب يير ن ييرطاً رابعي ياً وه ييو قربه ييا م يين البل ييدان واألسي يواق ويع ييدها لزي ييادة أبمانه ييا‬
‫ونقصيانها‪ ،‬هييذا إنمييا يعتبير فيمييا يكييون خ ارجيه ورقياً وال يعتبيير فيميا يكييون خ ارجييه حبياً وتلييك النييروط البالبيية‬
‫تعتبر في الحب واليورق‪ ،‬ذواذا كيان الخيراج معتبي اًر بميا وصيفنا فكيذلك ميا اختليف قيدرو وجياز أن يكيون خيراج‬
‫كييل ناحييية مخالف ياً لخ يراج غيرهييا‪ ،‬وال يستقصييي فييي وضييا الخ يراج غاييية مييا يحتملييه‪ ،‬وليجعييل فيييه ألربيياب‬
‫األرض بقية يجبرون بها النوا ب والحوا جي‬
‫حكي أن الحجاج كتب إلى عبد الملك بن مروان يستأذنه في أخذ الفضل مين أميوال السيواد فمنعيه‬
‫ميين ذلييك وكتييب إليييه‪ ،‬ال تكيين علييى درهمييك لمييأخوذ أحييرص منييك علييى درهمييك المتييروك وأبييق لهييم لحوم ياً‬
‫يعقدون بها نحوماًي‬
‫فذذا تقرر الخراج بما احتملته األرض من الوجوو التي قدمناها راعى فيها أصيلح األميور مين بالبية‬
‫أوجييه‪ :‬أحييدها أن يضييعه علييى مسييا ح األرضي والبيياني أن يضييعه علييى مسييا ح الييزر ي والبلييث أن يجعلهييا‬
‫مقاسمة‪ ،‬فذن وضعه على مسيا ح األرض كيان معتبي اًر بالسينة الهالليية ذوان وضيعه عليى مسيا ح اليزر كيان‬
‫معتب اًر بالسنة النمسية‪ ،‬ذوان جعله مقاسمه كان معتب اًر بكمال الزر وتصفيته‪ ،‬فذذا استقر على اسيتقر عليى‬
‫أخ ييذها مق ييدار بالن ييروط المعتبي يرة في ييه ص ييار ذل ييك مؤب ييداً ال يج ييوز أن يي يزاد في ييه وال ي يينقص من ييه م ييا كان ييت‬
‫األرضون على أحوالها في سقيها ومصالحهاي‬
‫فييذن تغييير ومصييالحها إلييى الزيييادة أو النقصييان فييذلك ض يربان‪ :‬أحييدهما أن يكييون حييدوث الزيييادة‬
‫والنقصييان بسييبب ميين جهييتهم‪ ،‬كزيييادة حييدبت بنييق أنهييار أو اسييتنباط مييياو‪ ،‬أو نقصييان حييدث لتقصييير فييي‬
‫عمارته؛ أو عدول عن حقوق ومصلحة‪ ،‬فيكو الخراج علييهم بحاليه ال ييزاد علييهم فييه لزييادة عميارتهم فييه‪،‬‬
‫ال ينقص منه لنقصانها‪ ،‬ويؤخذون العمارة ل ال يستديم خرابها فتعطل‪:‬‬
‫والضييرب الب يياني أن يك ييون ح ييدوث ذل ييك م يين غييير جه ييتهم؛ فيك ييون النقص ييان لن ييق انن ييق أو نه يير‬
‫تعطل‪ ،‬فذن كان سدو وعمله ممكناً وجب على اإلمام أن يعمله من بيت المال من سهم المصالح‪ ،‬والخيراج‬
‫ساقط عنهم ما لم يعمل‪ ،‬ذوان لم يكن عمله فخراج تلك األرض ساقط عن أهلها إذا عدم االنتفيا بهيا‪ ،‬فيذن‬
‫أمكن االنتفا بها في غيير الز ارعية كمصيا د أو مي ار جيا أز يسيتأنف وضيا خيراج عليهيا بحسيب ميا يحتمليه‬
‫الصيييد والمييوعى وليسييت كيياألرض الم يوات التييي ال يجييوز أن يوضييا علييى مصييا دها ومراعيهييا خ يراج‪ ،‬ألن‬
‫هذو األرض مملوكة وأرض الموات مباحةي‬
‫أمييا الزيييادة التييي أحييدبها اهلل تعييالى فكأنهييار حصييرها السيييل وصييارت األرض بهييا سييا حة بعييد أن‬
‫كانت تسقى ب لة‪ ،‬فذن كان هذا عارضاً ال يوبق بدوامه لم يجيز أن ييزاد فيي الخيراج ذوان وبيق بدواميه ارعيى‬
‫اإلمييام فيييه المص ييلحة ألربيياب الضيييا وأه ييل الفيييء وعمييل ف ييي الزيييادة أو المتاركيية بم ييا يك يون عييدالً ب ييين‬
‫الفريقيني‬
‫وخراج األرض إذا أمكن زرعها مأخوذ منهيا ذوان ليم تيزر ي وقيال ماليك ال خيراج عليهيا سيواء تركهيا‬
‫مختا اًر أو معذو اًري وقال أبو حنيفة يؤخذ منها إن كان مختا اًر ويسقط عنها إن كيان معيذو اًري ذواذا كيان خيراج‬
‫ما أخل بزرعه يختلف بياختالف اليزرو أخيذ منيه فيميا أخيل بزرعيه عين أقيل ميا ييزر فيهيا ألنيه ليو اقتصير‬
‫على زرعه لم يعارض فيهي‬
‫ذواذا كانييت أرض الخ يراج ال يمكيين زرعهييا فييي كييل عييام حتييى ت ي ار فييي عييام وتييزر فييي عييام آخيير‬
‫روعي حالها في ابتداء وضا الحراج عليها واعتبر أصلح األمور ألرباب الضييا وأهيل الفييء فيي خصيله‬
‫مين بييالث‪ :‬إمييا أن يجعييل خراجهييا علييى النييطر ميين خيراج مييا يييزر كييل عييام فيؤخييذ ميين المييزرو والمتييروك‬
‫ذوامييا أن يمسييح كييل جيريبين منهييا بجريييب ليكييون أحييدهما للمييزرو واجخيير للمتييروك ذوامييا أن يضييعه بكمالييه‬
‫على مساحة المزرو والمتروك ويستوفى من أربابه النطر من زراعة أرضهمي‬
‫ذواذا كييان خيراج الييزرو والبمييار مختلفياً بيياختالف األنيوا لييزر أو غييرس مييا لييم ييينص عليييه اعتبيير‬
‫خراجه بأقرب المنصوصات به نبهاً ونفعاًي‬
‫ذواذا زرعييت أرض الخيراج مييا يوجييب العنيير لييم يسييقط عنيير الييزر بخيراج األرض وجمييا فيهييا بييين‬
‫الحقين على مذهب النافعي رحمه اهللي وقال أبو حنيفة ال أجما بينهما واقتصر عليى أخيذ الخيراج ذواسيقاط‬
‫العنيير‪ ،‬وال يجييوز أن تنفييل أرض الخيراج إلييى العنيير وال أرض العنيير إلييى الخيراج‪ ،‬وجييوزو أبييو حنيفييةي ذواذا‬
‫سقى بماء الخيراج أرض عنير كيان الميأخوذ منهيا عني اًر‪ ،‬ذواذا سيقي بمياء العنير أرض خيراج كيان الميأخوذ‬
‫منهييا خ ارجياً اعتبييا اًر بيياألرض دون الميياء‪ ،‬وقييال أبييو حنيفيية يعتبيير حكييم الميياء فيؤخييذ بميياء الخيراج ميين أرض‬
‫العنيير الخ يراج ويؤخييذ بميياء العنيير ميين أرض الخ يراج العنيير اعتبييا اًر بالميياء دون األرض واعتبييا اًر األرض‬
‫أولى من اعتبار الماء ألن الخراج مأخوذ عن األرض والعنير ميأخوذ عين اليزر ‪ ،‬ولييس عليى المياء خيراج‬
‫وال عنيير فلييم يعتبيير فييي واحييد منهمييا وعلييى هييذا االخييتالف منييا أبييو حنيفيية صيياحب الخيراج أن يسييقى بميياء‬
‫العنيير ومنييا صيياحب العنيير أن يسييقى بميياء الخيراج‪ ،‬ولييم يمنييا النييافعي رحمييه اهلل واحييداً منهمييا أن يسييقى‬
‫بأو الماءين ناءي‬
‫ذوان بنى في أرض الخراج أبنية من دور أو حوانيت كان خراج األرض مستحقاً‪ ،‬ألن لرب األرض‬
‫أن ينتفا بها كيف نياء‪ ،‬وأسيقطه أبيو حنيفية إال أن تيزر أو تغيرس واليذو أراو أن مياالً يسيتغنى عين بنيانيه‬
‫ميين مقامييه فييي أرض الخيراج لزراعتهييا عفييو يسييقط عنييه خ ارجييه‪ ،‬ألنييه ال يسييتقر إال بمسييكن يسييتوطنه‪ ،‬ومييا‬
‫جاوز قدر الحاجة مأخوذ بخراجهي‬
‫ذواذا أوجييرت أرض الخ يراج أو أعيييرت فخراجهييا علييى المالييك دون المسييتأجر والمسييتعير وقييال أبييو‬
‫حنيفة خراجها في اإلجازة على المالك وف العارية على المستعيري‬
‫ذواذا اختلف العامل ورب األرض في حكمها فادعى العامل أنا أرض خراج وادعى ربها أنهيا أرض‬
‫عنر وقولهما ممكن فالقول قول المالك دون العامل‪ ،‬فيذن اتهيم أحليف اسيتظهار ويجيوز أن يعميل فيي مبيل‬
‫ه يذا االخييتالف علييى ن يواهد الييدواوين السييلطانية إذا علييم صييحتها ووبييق بكتابهييا وقلمييا ينييكل ذلييك إال فييي‬
‫الحدودي ذواذا ادعى رب األرض دفا الخراج لم يقبل منه قوله‪ ،‬ولو ادعى دفا العنير قبيل قوليه‪ ،‬ويجيوز أن‬
‫يعمل في دفا الخراج على الدواوين السيلطانية إذا عيرف صيحتها اعتبيار بيالعرف المعتياد فيهيا ومين أعسير‬
‫بخراجه أنظر به إيسارو وقال أبو حنيفة يجب بذيسارو ويسقط باإلعسار ذواذا مطل بالخراج ما إيسار حيبس‬
‫بييه إال أن يوجييد لييه مييال فيبييا عليييه فييي خ ارجييه كالمييديوني فييذن لييم يوجييد لييه غييير رض الخ يراج فييذن كييان‬
‫السلطان يرى جواز بيعها با منها عليه بقدر خراجها؛ ذوان كان ال يرى ذلك أجراها عليه واسيتوفى الخيراج‬
‫ميين مسييتأجرها‪ ،‬فييذن زادت األج يرة زيادتهييا‪ ،‬ذوان نقصييت كييان عليييه نقصييانهاي ذواذا عجييز رب األرض ميين‬
‫عمارتها قيل له إما أن تؤجرها أو ترفا يدك عنها لتيدفا إليى مين يقيوم بعمارتهيا وليم يتيرك عليى خرابهيا ذوان‬
‫دفا خراجها ل ال تصير بالخراب مواتاًي‬
‫وعامل الخيراج يعتبير فيي صيحة واليتيه الحريية واألمانية والكفايية‪ ،‬بيم يختليف حاليه بياختالف واليتيه‬
‫فذن تولى وضا الخراج اعتبر فيه أن يكون فقيهاً مين أهيل االجتهياد ذوان وليي جبايية الخيراج صيحت واليتيه‬
‫ذوان لييم يكيين فقيهييا مجتهييداً‪ ،‬ورزق عامييل الخ يراج فييي مييال الخ يراج‪ ،‬كمييا أن رزق عامييل الصييدقة فييي مييال‬
‫الصدقة من سهم العاملين وكذلك أجور المسا ي وأما أجرة القسام فقد اختلف الفقهاء فيهيا‪ ،‬فيذهب النيافعي‬
‫رحمييه اهلل إلييى أجييور قسييام العنيير والخ يراج ممييا فييي حييق الييذو اسييتوفاو السييلطان منهميياي وقييال أبييو حنيفيية‪:‬‬
‫أجور من يقسم غلية العنير وغلية الخيراج وسيط مين أصيل الكييلي وقيال سيفيان البيورو‪ :‬أجيور الخيراج عليى‬
‫السلطان وأجور العنر على أهيل األرضي وقيال ماليك‪ :‬أجيور العنير عليى صياحب األرض وأجيور الخيراج‬
‫على الوسطي‬
‫والخراج حق معليوم عليى مسياحة معلومية فياعتبر فيي العليم بهيا بالبية مقيادير تنفيي الجهالية عنهيا‪:‬‬
‫أحدها مقدار الجريب بالذ ار المسمو بهي والباني مقدار الدرهم المأخوذ بهي والبالث مقدار الكيل المسيتوفى‬
‫بهي‬
‫فأمييا الجريييب فهييو عنيير قصييبات فييي عنيير قصييبات‪ ،‬والقفيييز عنيير قصييبات فييي قصييبة والعنييير‬
‫قصييبة فييي قصييبة والقصييبة سييتة أذر فيكييون الجريييب بالبيية آالف وسييتما ة ذ ار مكس يرة‪ ،‬والقفيييز بالبما يية‬
‫وستون ذراعاً مكسرة وهو عنر الجريب‪ ،‬والعنير ستة وبالبون ذراعاً وهو عنر القفيز وأما الذ ار فياألذر‬
‫سبا أقصرها القاضية بم اليوسفية بم السوداء بم الهانمية الصغرى وهي الباللية بم الهانيمية الكبيرى وهيي‬
‫الزيادية بم العمرية بم الميزانيةي‬
‫فأمييا القاضييية وتسييمى ذ ار الييدور فهييي أقييل ميين ذ ار الس يوداء بذصييبا وبلبييي إصييبا‪ ،‬وأول م يين‬
‫وضعها ابن أبي ليلى القاضي وبها يتعامل أهل كلواذوي‬
‫وأما اليوسفية وهي التي تذر بها القضاة الدور بمدينية السيالم فهيي أقيل مين السيوداء ببلبيي إصيبا‬
‫وأول من وضعها أبو يوسف القاضيي‬
‫وأمييا الييذ ار السييوداء فهييي أطييول ميين ذ ار الييدور بذصييبا وبلبييي إصييبا‪ ،‬وأول ميين وضييعها الرنيييد‬
‫رحمه اهلل تعالى قدرها بذ ار خادم أسود كان على رأسه وهي التي يعامل بها الناس فيي ذ ار البيز والتجيارة‬
‫واألبنية وقياس نيل مصري‬
‫وأم ييا ال ييذ ار الهان ييمية الص ييغرى وه ييي الباللي يية فه ييي أط ييول م يين ال ييذ ار الس ييوداء بذص ييبعين وبلب ييي‬
‫إصبا‪ ،‬وأول من أحدبها بالل بن أبي بردة وذكر أنها ذ ار جدو أبي موسى األنعرو رضيي اهلل عنيه وهيي‬
‫أنقص من الزيادية ببالبة أربا عنر وبها يتعامل الناس بالبصرة والكوفةي‬
‫وأمييا الهانييمية الكبييرى وهييي ذ ار الملييك وأول ميين نقلهييا إلييى الهانييمية المنصييور رحمييه اهلل تعييالى‬
‫فهييي أطييول ميين الييذ ار السييوداء أصييابا وبلبييي إصييبا فتكييون ذ ارع ياً وبمن ياً وعن ي اًر بالسييوداء‪ ،‬وتيينقص عنهييا‬
‫الهانمية الصغرى ببالث أربا عنر‪ ،‬وسميت زيادية ألن زيادتهيا مسيح بهيا أرض السيواد وهيي التيي ييذر‬
‫بها أهل األهوازي‬
‫وأما الذ ار العمرية فهي ذ ار عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه التيي مسيح بهيا أرض السيواد وقيال‬
‫موسييى بيين طلحيية‪ :‬أريييت ذ ار عميير بيين الخطيياب رضييي اهلل عنييه التييي مسييح بهييا أرض الس يواد وهييي ذ ار‬
‫وقبضيية ذوابه ييام قا ميية ق ييال الحكييم ب يين عيينيية إن عم يير رضييي اهلل عن ييه عمييد إل ييى أطوالهييا ذ ارعي ياً وأقص ييرها‬
‫وأوسطها فجما منها بالبة وأخيذ البليث منهيا وزاد علييه قبضية ذوابهامياً قا مية بيم خيتم فيي طرفييه بالرصياص‬
‫وبعث بذلك إلى حذيفة وعبمان بين حنييف حتيى مسيحا بهيا السيواد وكيان أول مين مسيح بهيا بعيدو عمير بين‬
‫هبيرةي‬
‫وأمييا الييذ ار الميزانييية فتكييون بالييذ ار السييوداء ذ ارعييين وبلبييي ذ ار وبلبييي إصييبا وأول ميين وضييعها‬
‫المييأمون رضييي اهلل عنييه‪ ،‬وهييي التييي يتعامييل النيياس فيهييا فييي ذ ار الب ار ييد والمسيياكن واألسيواق كيراء األنهييار‬
‫والحفا ري‬
‫وأمييا الييدرهم فيحتيياج فيييه إلييى معرفيية وزن ونقييدو‪ ،‬فأمييا وزنييه فقييد اسييتقر األميير فييي اإلسييالم علييى أن‬
‫وزن الدرهم ستة دوانيق ووزن كيل عنيرة د ارهيم سيبعة مباقييل‪ :‬واختليف فيي سيبب اسيتق اررو عليى هيذا اليوزن‪،‬‬
‫فييذكر قييرم أن الييدراهم كانييت أيييام الفييرس مضييروبة علييى بالبيية أوزان منهييا درهييم علييى وزن المبقييال عنييرون‬
‫قيراطاً ودرهم وزنه ابنا عنر قيراطاً ودرهم وزنه عنرة ق ارريط فلما احتيج في اإلسيالم إليى تقيديرو فيي الزكياة‬
‫أخذ الوسط من جميا األوزان البالبة وهو ابنان وأربعون قيراطاً فكان أربعة عنر قيراطاً من ق ارريط المبقال‬
‫فلميا ضيربت الييدراهم اإلسيالمية عليى الوسييط مين هيذو األوزان البالبيية قييل فيي عنيييرتها وزن سيبعة مباقيييل‪،‬‬
‫ألنها كذلك وذكر آخرون أن السبب في ذلك أن عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه لما رأى اختالف الدراهم‬
‫وأن منها البعلي وهو بمانية دونقي ومنها اليمنى وهو دانق قال انظيروا األغليب مميا يتعاميل بيه النياس مين‬
‫أعالو وأدناها فكان الدرهم البغلي والدرهم الطبرو فجما بينهما فكانا ابني عنر دانقاً فأخذ نصفاً فكان ستة‬
‫دوانق فجعل الدرهم اإلسالمي بالبة أعنيارو كيان درهمياً فكيل عنيرة د ارهيم سيبعة مباقييل وكيل عنيرة مباقييل‬
‫أربعة عنير درهمياً وسيبعاني فأميا الينقص فمين خيالص الفضية ولييس لمغنونية ميدخل فيي حكميه وقيد كيان‬
‫الفييرس عنييد فسيياد أمييورهم فسييدت نقييودهم فجيياء اإلسييالم ونقييودهم ميين العييين والييورق غييير خالصيية إال أنهييا‬
‫كانييت تقييوم فييي المعييامالت مقييام الخالصيية وكييان غنييها عف يواً لعييدم تييأبيرو بييينهم إلييى أن ض يربت الييدراهم‬
‫من الخالص‪ ،‬واختلف في أول من ضربها في اإلسالم‪ ،‬فقال سعيد بن المسيب‬ ‫اإلسالمية فتميز المغنو‬
‫أن أول من ضرب الدراهم المنقرنة عبد الملك بن مروان وكانيت اليدنانير تيرد روميية واليدراهم تيرد كسيروية‬
‫وحميرية قليلةي قال أبو الزناد فأمر عبد الملك بن مروان الحجياج أن يضيرب اليدراهم بيالعراق فضيربها سينة‬
‫أربا وسبعيني وقال المدا ي بل ضربها الحجاج في آخر سنة خمس وسبعين بيم أمير بضيربها فيي النيواحي‬
‫سينة سيت وسيبعين‪ ،‬وقييل إن الحجياج خلصيها تخليصياً ليم يستقصيه وكتيب عليهيا "اهلل يحاد اهلل الصامد"‬
‫وسميت مكروهةي واختلف في تسميتها بذلك‪ ،‬فقال قوم ألن الفقهاء كرهوها لما عليها من القرآن وقد يحملها‬
‫الجنب والمحدثي وقال اجخرون ألن األعياجم كرهيوا نقصيانها فسيميت مكروهية بيم وليي بعيد الحجياج عمير‬
‫بن هبيرة في أيام يزيد بن عبد الملك فضربها أجود مما كانت بم ولي بعدو خالد بين عبيد اهلل القسيرو فنيدد‬
‫فييي تجويييدها وضييرب بعييدو يوسييف بيين عميير فييأفرط فييي التنييديد فيهييا والتجويييد فكانييت الهبيرييية والخالدييية‬
‫واليوسفية أجود نقود بني أمية‪ ،‬وكان المنصور رضي اهلل عنه ال يأخذ في الخراج من نقودهم غيرهاي‬
‫وحكى يحيى بن النعمان الغفارو عن أبيه أن أول من ضرب الدراهم مصعب بين الزبيير عين أمير‬
‫أخيييه عبييد اهلل بيين الزبييير سيينة سييبعين علييى ضييرب األكاسيرة وعليهييا بركيية جانييب والحجيياج فييي جانييبي ذواذا‬
‫كييان هييو المعتبيير فييي النقييود المسييتحقة والمطبييو منهييا بالسييكة السييلطانية‬ ‫خلييص العييين والييورق ميين غ ي‬
‫الموبوق بسالمة طبعه المأمون من تبديله وتلبيسه هو المستحق دون نقار الفضة وسيبا ك اليذهب‪ ،‬ألنيه ال‬
‫يوبق بهما إال بالسك والتصفية والمطبو موبوق به ولذلك كان هو البابيت فيي اليذمم فيميا يطليق مين أبميان‬
‫البيعييات وقيييم المتلفييات‪ ،‬ولييو كانييت المطبوعيية مختلفيية القيميية مييا اتفاقهييا فييي الجييودة فطالييب عامييل الخ يراج‬
‫بأعالها قيمة نظر‪ ،‬فذن كان من ضرب سلطان الوقت أجيب إليه ألن في العدول عن ضربه مباينة له في‬
‫الطاعة ذوان كان من ضرب غيرو نظير‪ ،‬فيذن كيان هيو الميأخوذ فيي خيراج مين تقدميه أجييب إلييه استصيحاباً‬
‫لما تقدم‪ ،‬ذوان لم يكن مأخوذاً فيما تقدم كانت المطالبة به غبناً وحيفاًي‬
‫وأمييا مكسييور الييدراهم والييدنانير فييال يلييزم أخييذو اللتباسييه وجيواز اختالطييه ولييذلك نقصييت قيمتهييا عيين‬
‫المضروب الصحيح‪ ،‬واختلف الفقهاء في كراهيية كسيرها‪ ،‬فيذهب ماليك وأكبير فقهياء المدينية إليى أنيه مكيروو‬
‫ألنه من جملة الفساد في األرض وينكر على فاعليهي وروو عين النبيي صيلى اهلل علييه وسيلم أنيه نهيى عين‬
‫كسر سكة المسلمين الجارية بينهمي‬
‫الباب الرابع عدر‬
‫يحكامه مم للب د‬ ‫فيما تفتل‬

‫بي ي ي ي ي ي ييالد اإلسي ي ي ي ي ي ييالم وتنقسي ي ي ي ي ي ييم علي ي ي ي ي ي ييى بالبي ي ي ي ي ي يية أقسي ي ي ي ي ي ييام‪ :‬حي ي ي ي ي ي ييرم‪ ،‬وحجي ي ي ي ي ي يياز‪ ،‬ومي ي ي ي ي ي ييا عي ي ي ي ي ي ييداهماي‬
‫أما الحرم فمكة وما طاف بها من نصب حرمهيا وقيد ذكرهيا اهلل تعيالى باسيمين فيي كتابيه مكية وبكية‪ ،‬فيذكر‬
‫يياديام عانكم ويياديكم عانام بابطم مكاة مام عباد يم‬ ‫مكلة في قوله عز وجل‪" :‬وهاو الا ي كا‬
‫يظفركم عليام"ي‬
‫ومكة مأخوذ من قولهم تمككت المخ من العظم تمككاً‪ :‬إذا استخرجته عنه ألنها تمك الفاجر عنهيا‬
‫وتخرجه منها على ما حكاو األصمعي وأنند قول الراجز في تلبيته‪:‬‬

‫يا مكة الفاجر مكي مكا *** وال تمكى مذحجاً وعكا‬

‫للاااا ي ببكااااة مباركاااااً"ي‬ ‫وذكي يير بكي يية في ييي قولي ييه عي ييز وجي ييل‪" :‬ام يول بياااات وضااااع للنااااا‬
‫قال األصمعي‪ ،‬وسميت بكة ألن الناس يبك بعضهم بعضاً فيها أو يدفا‪ ،‬وأنند من الرجز‪:‬‬

‫فخله حتى يبك بكيه‬ ‫***‬ ‫إذا النريب أخذته أكه‬

‫واختلف الناس في هذين االسمين فقال قوم‪ :‬هما لغتان والمسمى بهما واحد ألن العرب تبدل الميم‬
‫بالباء فتقول ضربة ال رب وضرب الزب لقرى المخرجين وهذا قول مجاهدي وقيال آخيروني بيل هميا اسيمان‬
‫والمس ييمى بهم ييا ن ييي ان‪ ،‬ألن اخ ييتالف األس ييماء موض ييو الخ ييتالف المس ييمى‪ ،‬وم يين ق ييال به ييذا اختل ييف ف ييي‬
‫المسمى بهما على قولين‪ :‬أحدهما أن مكة اسم البلد كله وبكة اسم البيت وهذا قول إبراهيم النخعيي ويحييى‬
‫بن أبي أيوبي والبياني أن مكية الحيرم كليه وبكية المسيجد وهيذا قيول الزهيرو وزييد بين أسيلمي وحكيى مصيعب‬
‫بن عبد اهلل الزبيرو قال‪ :‬كانت مكة في الجاهليية تسيمى صيالحاً ألمنهيا‪ ،‬وأننيد قيول أبيي سيفيان بين حيرب‬
‫بن أمية البن الحضرمي من الوافر‪:‬‬

‫فيكفيك الندامى من ق يري‬ ‫***‬ ‫أبا مطر هيليم إال صيال‬


‫وتأمن أن يزورك رب جي‬ ‫***‬ ‫وتنزل بلدة عيزت قيديمياً‬

‫وحك ييى مجاه ييد أن م يين أس ييماء مك يية أم زح ييم والباس يية‪ ،‬فأم ييا أم زح ييم ف ييمن الن يياس بتزاحم ييون بهم ييا‬
‫ويتنييازعون‪ ،‬وأمييا الباسيية فمنهييا تييبس ميين الحييد فيهييا أو تحطمييه وتهلكييه‪ ،‬ومنييه قييول اهلل تعييالى‪" :‬وبساات‬
‫الجبال بساً"ي‬
‫وييروو الناسية بيالنون ومعنياو أنهيا تينس مين ألحيد فيهيا أو تطيردو وتنفييهي وأصيل مكية وحرمتهيا ميا‬
‫عظمييه اهلل سييبحانه ميين حرميية بيتييه حتييى جعلهييا ألجييل البيييت الييذو أميير برفييا قواعييدو وجعلييه قبليية عبييادة أم‬
‫القرى كما قال اهلل سبحانه‪" :‬لتن ر يم القرى ومم حولاا"ي‬
‫وحكى جعفر بن محمد عن أبيه محميد بين عليي رضيي اهلل عينهم أن سيبب وضيا البييت والطيواف‬
‫به أن اهلل تعالى قال للمال كية‪" :‬اناي جاعال فاي األرض فليفاة واالوا يتج ال فيااا مام يفساد فياه‬
‫لة وال اني يعلم ما ال ت لموم"ي‬ ‫ويسفة الدماء ونحم نسب بحمدة ونقد‬
‫فغضب عليهم فعاذوا بالعر فطافوا حوله سبعة أطيواف يسترضيون ربهيم فرضيي عينهم وقيال لهيم‬
‫ابنوا لي في األرض بيتاً يعوذ بيه مين سيخطت علييه مين بنيي آدم يطيوف حوليه كميا فعليتم بعرنيي فأرضيى‬
‫للا ي‬ ‫عنهم فبنوا له هذا البيت‪ ،‬فكان أول بيت وضا للناس قال اهلل تعالى "ام يول بيت وضع للنا‬
‫ببكة مباركاً وهدى لل امليم" فلم يختلف أهل العلم أنه أول بيت وضا للناس للعبادة‪ ،‬ذوانما اختلفوا هيل‬
‫كا ن أول بيت وضا لغيرها‪ ،‬فقال الحسن وطا فة قد كان قبله بيوت كبيرة‪ ،‬وقال مجاهد وقتادة لم يكن قبليه‬
‫بيتي‬
‫وفيي قيول تبيارك وتعييالى "مباركااً" تيأويالن‪ :‬أحييدهما أن بركتيه بميا يسيتحق ميين بيواب القصيد إليييهي‬
‫فيجتمييا فيييه الظبييي والييذ ب "وهاادى لل ااالميم" تحتمييل تييأويلين‪:‬‬ ‫والبيياني أنييه أميين لميين دخلييه حتييى الييوح‬
‫أحدهما هدى لهم إلى توحيدوي والباني إلى عبادته في الحج والصالةي‬
‫"فيه ويات بينات مقام ابراهيم ومم دفله كام ومناً"ي‬
‫وكانييت اجييية فييي مقييام إبيراهيم تييأبير قدميييه فيييه وهييو حجيير صييلد‪ ،‬واجييية فييي غييير المقييام‪ :‬الخييا ف‬
‫وهيبيية البيييت عنييد منيياهدته‪ ،‬وامتنييا الطييير ميين العلييو عليييه‪ ،‬وتعجيييل العقوبيية لميين عتييا فيييه‪ ،‬ومييا كييان فييي‬
‫الجاهلية من أصحاب الفيل؟ وميا عطيف علييه قليوب العيرب فيي الجاهليية مين تعظيميه‪ ،‬وأن مين دخليه مين‬
‫الجاهلية وهم غيير أهيل الكتياب وال متبعيي نير يلتزميون أحكاميه حتيى أن الرجيل مينهم كيان ييرى فييه قاتيل‬
‫أخيه وأبيه فال يطلبه ببأرو فيه‪ ،‬وكل ذلك آيات اهلل تعالى ألقاها على قلوب عبادوي‬
‫وأما أمنه في اإلسالم ففي قوله سبحانه وتعالى "ومم دفله كام ومناً" تأويالن أحدهما آمناً من‬
‫النار وهذا قول يحيى بن جعيدة‪ ،‬والبياني آمنياً مين القتيل‪ ،‬ألن اهلل تعيالى أوجيب اإلحيرام عليى داخليه وحظير‬
‫عليييه أن يدخلييه مح يالًي وقييال أيض ياً رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم حييين دخييل مكيية عييام الفييتح حييالالً‪:‬‬
‫"يحلت لي ساعة مم ناار ولم تحل ألحاد مام وبلاي‪ ،‬وال تحال ألحاد مام ب ادي" بيم قيال‪" :‬وهلل‬
‫حج البيت مم استطاع اليه سبي "ي‬ ‫على النا‬
‫فجعييل حجييه فرض ياً بعييد أن صييار فييي الصييالة قبليية‪ ،‬ألن اسييتقبال الكعبيية فييي الصييالة فييرض فييي‬
‫السنة البانية من الهجرة والحج فرض في السنة السادسةي‬
‫ذواذ قييد تعلييق بمكيية للكعبيية ميين أركييان اإلسييالم عبادتييان وباينييت بحرمتهييا سييا ر البلييدان وجييب أن‬
‫نصفها بم نذكر حكم حرمهاي‬
‫فأمييا بناؤهييا فييأول ميين ت يوالو بعييد الطوفييان إب يراهيم عليييه الص يالة والسييالم؛ فذنييه سييبحانه قييال‪" :‬وا‬
‫يرفع ابراهيم القواعد مم البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انة ينت السميع ال ليم"ي‬
‫فدل ما سأالو من القبول على أنهما كان ببنا ها ميأمورين‪ ،‬وسيميت كعبية لعلوهيا ميأخوذ مين قيولهم‬
‫كعبت المرأة إذا عال بيديها ومنيه سيمي الكعيب كعبياً لعليوو وكانيت الكعبية بعيد إبيراهيم صيلى اهلل علييه وسيلم‬
‫ما جرهم والعمالقة إلى أن انقرضوا حتى قال فيهم عامر بن الحارث من الطويل‪:‬‬

‫كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا *** أنيس ولم يسمر بميكة سيامير‬
‫*** صروف الليالي والجدود العوابر‬ ‫بلى نحن كنا أهليهيا فيأبيادنيا‬

‫بعد استيال هم على الحرام لكبرتهم بعد القلة وعزتهم بعد الذلة تأسيساً ما يظهيرو‬ ‫وخلفهم فيها قري‬
‫بعيد إبيراهيم علييه السييالم قصيي بيين‬ ‫اهلل تعيالى فييهم ميين النبيوة‪ ،‬فكييان أول مين جييدد بمياء الكعبيية مين قيري‬
‫كالب وسقفها بخنب الدوم وجريد النخل قال األعنى من الطويل‪:‬‬

‫بناها قصي جدو وابن جرهيم‬ ‫***‬ ‫حلفت ببوبي راهب النام والتي‬
‫ليرتحلن مني على ظهر نيهم‬ ‫***‬ ‫ل ن نب نيران العداوة بينينيا‬

‫بعدو ورسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ابن خمس وعنرين سينة ونيهد بناءهيا وكيان‬ ‫بم بنتها قري‬
‫بابهييا فييي األرض فقييل أبييو حذيفيية بيين المغي يرة يييا قييوم ارفع يوا بيياب الكعبيية حتييى ال تييدخل إال بسييلم فذنييه ال‬
‫يدخلها حين ذ إال من أردتم‪ ،‬فذن جاء أحيد ممين تكرهيون رمييتم بيه فيسيقط فكيان نكياالً لمين رآو فعليت قيري‬
‫ذلك‪ ،‬وسبب بنا ها أن الكعبة استهدمت وكانت فوق القامة فأرادوا تعليتها وكان البحر قد ألقى سفينة لرجيل‬
‫ميين تجييار الييروم إلييى جييدة فأخييذوا خنييبها وكييان فييي الكعبيية حييية يخافهييا النيياس فخرجييت فييوق الكعبيية فنييزل‬
‫إنييا لنرجيوا أن يكييون اهلل سييبحانه قييد رضييي مييا أردنييا فهييدموها وبنوهييا بخنييب‬ ‫طييا ر فاختطفهييا فقالييت قيري‬
‫السييفينة وكانييت علييى بنا هييا إلييى حوصيير بيين الزبييير بالمسييجد ميين الحصييين بيين نمييير وعسييكر النييام حييين‬
‫حيياربوو سيينة أربييا وسييتين فييي زميين يزيييد بيين معاوييية فأخييذ رجيل ميين أصييحابه نييا اًر فييي ليفيية علييى رأس رمييح‬
‫وكانت الريح عاصفة فطارت ني اررة فتعلقيت بأسيتار الكعبية فأحرقتهيا فتصيدعت حيطانهيا واسيودت وتنيابرت‬
‫أحجارها فلما مات يزيد وانصرف الحصين ابن نمير ناروا عبيد اهلل بين الزبيير أصيحابه فيي هيدمها وبنا هيا‬
‫فأنار بيه جيابر بين عبيد اهلل وعبييد ابين عميير وأتياو عبيد اهلل بين عبياس وقيال ال تهيدم بييت اهلل تعيالى فقيال‬
‫ابن الزبير أما ترى الحمام يقا على حيطان البيت فتنيابرت حجارتيه ويظيل أحيدكم يبنيي بيتيه وال يبنيي بييت‬
‫اهلل؛ أال إنييي هادمييه بالغييداة فقييد بلغنييي أن رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم قييال‪" :‬لااو كاناات لنااا ساا ة‬
‫ابراهيم؛ ولج لت له بابيم دروياً وغربياً"ي‬ ‫لبنيته على ي‬
‫وسأل األسود هل سمعت من عا نية رضيي اهلل عنهيا فيي ذليك نيي اً؟ فقيال نعيم أخبرتنيي أن النبيي‬
‫صييلى اهلل عليييه وسييلم قييال‪" :‬ام النفقااة وصاارت بقومااة فاوتصااروا؛ ول اوال حاادثام عااادهم بااالكفر‬
‫لادمته ويعدت فيه ما تكروا" فاستقر رأو ابن الزبير على هدمه فلما أصبح أرسل إلى عبيد بين عميير‬
‫فقيييل هييو نييا م فأرسييل إليييه وأيقظييه وقييال لييه أمييا بلغييك أن النبييي صييلى اهلل عليييه وسييلم قييال‪" :‬ام األرض‬
‫لتضج الى اهلل ت الى مم نومة ال لماء في الضحى"ي‬
‫فهيدمها فأرسيل إليييه ابين عبياس إن كنييت هادمهيا فييال تيد النياس بييال قبلية‪ ،‬فلميا هييدمت قيال النيياس‬
‫كيف نصلي بغير قبلة؟ فقال جابر وزيد صلوا إلى موضعها فهيو القبلية‪ ،‬وأمير ابين الزبيير بموضيعها فسيتر‬
‫ووضا الحجر في تابوت في خرقة حرير‪ ،‬قال عكرمة رأيته فذذا هو ذ ار أو يزييد وكيان جوفيه أبييض مبيل‬
‫الفضيية؛ وجعييل حلييي الكعبيية عنييد الحجبيية فييي خ ازنيية الكعبيية‪ ،‬فلمييا أ ارد بناءهييا حفيير ميين قبييل الحطيييم حتييى‬
‫اسييتخرج أس إبيراهيم عليييه السييالم فجمييا النيياس بييم قييال هييل تعلمييون أن هييذا أس إبيراهيم؟ قييالوا نعييم فبناهييا‬
‫على أس إبراهيم صلى اهلل عليه وسلم وأدخل فيها الحجر ستة أذر وترك منه أربعاً وقيل أدخل سبعة أذر‬
‫وترك بالباً وجعل لها بابين ملصوقين باألرض نرقياً وغربياً يدخل من واحد ويخرج من اجخر وجعل على‬
‫أبيو الجهيم بين‬ ‫بابهما صفا ح الذهب وجعل مفاتيحها من ذهيب وكيان ممين حضير بناءهيا مين رجيال قيري‬
‫حذيفة العدوو فقال عمليت فيي بنياء الكعبية ميرتين واحيدة فيي الجاهليية بقيوة غيالم نفيا وأخيرى فيي اإلسيالم‬
‫بقوة كبير فان وذكر الزبير ابن بكار أن عبد اهلل بن الزبير وجد في الحجر صفا ح حجارة خضر قد أطبق‬
‫بها على قبير فقيال ليه عبيد اهلل بين صيفوان هيذا قبير نبيي اهلل إسيماعيل علييه السيالم فكيف عين تحرييك تليك‬
‫الحجيارة‪ ،‬بييم بقييت الكعبيية فييي أييام الزبييير علييى حالهيا إلييى أن حاربيه الحجيياج وحصيرو فيي المسييجد ونصييب‬
‫عليه المنجانيقات إلى أن ظفر بيه وقيد تصيد بنياء الكعبية بأحجيار المنجنييق فهيدمها الحجياج وبناهيا بيأمر‬
‫على ما هي عليه الييوم فكيان عبيد المليك‬ ‫عبد الملك بن مروان وأخرج الحجر منها وأعادها إلى بناء قري‬
‫بن مروان يقول وددت أني كنت حملت ابن الزبير من أمر الكعبة وبنا ها ما تحملهي‬
‫وأميا كسييوة الكعبيية فقييد روو أبييو هرييرة رضيي اهلل عنييه عيين النبييي صييلى اهلل عليييه وسييلم‪" :‬ام يول‬
‫مم كسا البيت س د اليماني"ي‬
‫بييم كسيياها رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم البييياب اليمانييية بييم كسيياها عميير بيين الخطيياب وعبمييان‬
‫رضي اهلل عنهما القباطي بم كساها يزيد بن معاويية اليديباج الخسيروانيي وحكيى محيارب ابين دبيار أن أول‬
‫ميين كسييا الكعبيية الييديباج خالييد بيين جعفيير بيين كييالب أصيياب لطيميية فييي الجاهلييية وفيهييا نمييط ديبيياج فناطييه‬
‫بالكعبيية‪ ،‬بييم كسيياها ابيين الزبييير والحجيياج الييديباج‪ ،‬بييم كسيياها بنييو أمييية فييي بعييض أيامهييا الحلييل التييي كانييت‬
‫علييى أهييل نج يران فييي ح يربهم‪ ،‬وفوقهييا الييديباج بييم جييدد المتوكييل رخييام الكعبيية وأزرهييا بفضيية وألييبس سييا ر‬
‫حيطانها وسقفها بذهب بم كسا أساطينها الديباج؛ بم لم يزل الديباج كسوتها في الدولة العباسية بأسرهاي‬
‫وأمييا المسييجد الحيرام فقييد كييان فنيياء حييول الكعبيية للطييا فين ولييم يكيين عييل عهييد رسييول اهلل صييلى اهلل‬
‫عليييه وسييلم أبييي بكيير الصييديق رضييي اهلل عنييه جييدار يحيييط بييه‪ ،‬فلمييا اسييتخلف عميير رضييي اهلل عنييه وكبيير‬
‫الناس وسا المسجد وانترى دو اًر هدمها وزداها فيه وهدم عليى قيومن جييران المسيجد أبيوا أن يبيعيوا ووضيا‬
‫لهم األبمان حتى أخذوها بعد ذلك واتخذ للمسجد جدار قصيي اًر دون القامية وكانيت المصيابيح توضيا علييه‪،‬‬
‫وكان عمر رضي اهلل عنه أول من اتخذ جدا اًر للمسجد‪ ،‬فلما استخلف عبمان رضي اهلل عنه ابتيا منيازل‪،‬‬
‫فوسا بها المسجد وأخذ منازل أقوام ووضا لهم أبمانها فضجوا منه عند البيت فقال إنما جرأكم على حلمي‬
‫عنكم فقد فعل بكم عمر رضي اهلل عنه هذا فأقررتم ورضيتم بم أمر بهم إليى الحيبس حتيى كلميه فييهم عبيد‬
‫اهلل بن خالد بن أسد فخلى سبيلهم وبنى للمسجد األروقة حين وسعه‪ ،‬فكان عبمان رضي اهلل عنه أول مين‬
‫اتخذ للمسجد األروقة بم إن الولييد بين عبيد المليك وسيا المسيجد وحميل إلييه أعميدة الحجيارة والرخيام‪ ،‬بيم إن‬
‫المنصور رحمه اهلل زاد في المسجد وبناو و ازد فيه المهدو رحمه اهلل بعدو وعليه استقر بناؤو إلى وقتنا هذاي‬
‫بعييد جييرهم والعمالقيية ينتجعييون جبالهييا وأوديتهييا وال‬ ‫وأمييا مكيية فلييم تكيين ذات منييازل وكانييت ق يري‬
‫يخرجون من حرمها انتساباً إلى الكعبة الستيال هم عليها وتخصصاً بالحرم لحلولهم فيه ويرون أنيه سييكون‬
‫لهم بذلك نأن‪ ،‬وكلما كبر فيهم العدد وننأت فيهم الرياسية قيوو أملهيم وعلميوا أنهيم سييتقدمون عليى العيرب‬
‫وكان فضالؤهم وذوو الرأو والتجربة منهم يتخيلون أن ذلك لرياسة في الدين وتأسييس لنبيوة سيتكون‪ ،‬ألنهيم‬
‫تمسكوا من أمور الكعبة بما هو بالدين أخص‪ ،‬فأول من نعر بذلك مينهم وألهميه كعيب بين ليؤو بين غاليب‬
‫تجتميا إليييه فييي كيل جمعيية‪ ،‬وكييان ييوم الجمعيية يسييمى فيي الجاهلييية عروبيية فسيماو كعييب يييوم‬ ‫وكانيت قيري‬
‫فيقييول علييى مييا حكيياو الزبييير بيين بكييار‪ :‬وأمييا بعييد‪ ،‬فاسييمعوا وتعلميوا‬ ‫الجمعيية‪ ،‬وكييان يخطييب فيييه علييى قيري‬
‫وافهموا‪ ،‬واعلموا أن الليل ساج والنهيار صيا ‪ ،‬واألرض مهياد والجبيال أوتياد‪ ،‬والسيماء بنياء والنجيوم أعيالم‪،‬‬
‫واألولين كياجخرين واليذكر واألنبيى زوج إليى أن ييأتي ميا يهييج‪ ،‬فصيلوا أرحيامكم واحفظيوا أصيهاركم وبميروا‬
‫أموالكم فهل رأيتم مين هاليك رجيا أو مييت انتنير‪ ،‬واليدار أميامكم والظين ميا تقوليون‪ ،‬حيرمكم زينيوو وعظميوو‬
‫وتمسكوا به فسيأتي له نبأ عظيم وسيخرج منه نبي كريم‪ ،‬بم يقول من الطويل‪:‬‬

‫سواء علينا ليلها ونهيارهيا‬ ‫***‬ ‫نهار وليل كل يوم بيحيادث‬


‫وبالنعم الضافي علينا ستورها‬ ‫***‬ ‫يبوبان باألحداث فينا تيأوبياً‬
‫لها عقد ما يستحيل مريرهيا‬ ‫***‬ ‫صروف وأنباء تقلب أهلهيا‬
‫فيخبر أخبا اًر صدوقاً خبيرها‬ ‫***‬ ‫على غفلة يأتي النبي محميد‬
‫بم يقول‪ :‬أما واهلل ل ن كنت فيها ذا سيما وبصير وييد ورجيل لتنصيبت فيهيا تنصيب الجميل وألرقليت‬
‫فيها إرقال الفحل‪ ،‬بم يقول من البيط‪:‬‬

‫*** حين العنيرة تبغي الحق خذالنا‬ ‫يا ليتني ناهد فحواء دعيوتيه‬

‫وهييذا ميين فطيين اإللهامييات التييي تخيلتهييا العقييول فصييدقت وتصييورتها النفييوس فتحققييت بييم انتقلييت‬
‫بيم صيارت اليدار لتنياورهم‬ ‫الرياسة بعدو إلى قصي بن كالب فبنيى بمكية دار النيدوة لييحكم فيهيا بيين قيري‬
‫وعقييد األلوييية فييي حييروبهمي قييال الكلبييي‪ :‬فكانييت أول دار بنيييت بمكيية‪ ،‬بييم تتييابا النيياس فبن يوا ميين الييدور مييا‬
‫استوطنوو‪ ،‬وكلما قربيوا مين عصير اإلسيالم ازدادوا قيوة وكبيرة عيدد حتيى دانيت لهيم العيرب فصيدقت المخيلية‬
‫األولى في الرياسة عليهم‪ ،‬بيم بعيث اهلل سيبحانه نبييه رسيوالً فصيدقت المخيلية البانيية فيي حيدوث النبيوة فييهم‬
‫في من بييه ميين هييدى وجحييد ميين عا ييد‪ ،‬وهيياجر عيينهم صييلى اهلل عليييه وسييلم حييين انييتد بييه األذى حتييى عيياد‬
‫ظاف اًر بعد بمان سنين من هجرته عنهمي‬
‫واختلييف النيياس فييي دخولييه صييلى اهلل عليييه وسييلم مكيية عييام الفييتح هييل دخلهييا عنييوة أو صييلحاً مييا‬
‫إجماعهم على أنه لم يغنم منها ماالً ولم يسب فيها ذرية‪ ،‬فذهب أبو حنيفة ومالك إلى أنه دخلها عنوة فعفا‬
‫عن الغنا م ومن على السبي‪ ،‬ذوان ليمام إذا فتح بلداً عنوة أن يعفو عن غنا مه وممين عليى سيبيه‪ ،‬وذهيب‬
‫النافعي إليى أنيه دخلهيا صيلحاً عقيدو ميا أبيي سيفيان كيان النيرط فييه أن‪" :‬مين أغليق بابيه كيان آمنياً‪ ،‬ومين‬
‫تعلق بأستار الكعبة فهو آمن‪ ،‬ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن"ي‬
‫إال ستة أنفس استبنى قتلهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة وقد مضى ذكرهم وألجل عقد الصلح لم يغنم‬
‫ولم يسب‪ ،‬وليس ليمام إذا فتح بلداً عنوة أن يعفو عن غنا مه وال ممن على سبيه لما فيهما من حقوق اهلل‬
‫تعييالى وحقييوق الغييانمين فصييارت مكيية وحرمهييا حييين لييم تغيينم أرض عنيير إن زرعييت ال يجييوز أن يوضييا‬
‫عليها خراجي‬
‫واختلف الفقهاء في بيا دور مكة ذواجارتها‪ ،‬فمنا أبو حنيفة من بيعها وأجاز إجارتها في غير أييام‬
‫عيين مجاهييد أن النبييي صييلى اهلل عليييه وسييلم قييال‪" :‬مكااة‬ ‫الحييج ومنييا منهمييا فييي أيييام الحييج لرواييية األعمي‬
‫حرام ال يحل بيع رباعاا وال يجور بيوتاا"ي‬
‫وذهييب النييافعي رحمييه اهلل إلييى جيواز بيعهييا ذواجارتهييا‪ ،‬ألن رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم أقييرهم‬
‫عليها بعد اإلسالم بعدما كانت عليه قبله وليم يغنمهيا وليم يعارضيهم فيهيا وقيد كيانوا يتبايعونهيا قبيل اإلسيالم‬
‫وكذلك بعدوي هيذو دار النيدوة‪ ،‬وهيي أول دار بنييت بمكية صيارت بعيد قصيي لعبيد اليدار بين قصيي وابتاعهيا‬
‫معاوية في اإلسالم من عكرمة بن عامر بن هنام بن عبد الدار بن قصي وجعلها دار اإلمارة وكانيت مين‬
‫أنييهر دار ابتيعييت ذكي اًر وأننييرها فييي النيياس خبي اًر‪ ،‬فمييا أنكيير بيعهييا أحييد ميين الصييحابة وابتييا عميير وعبمييان‬
‫رضي اهلل عنهما ما زاداو في المسجد من دور مكة تملك أهلها أبمانها‪ ،‬ولو حيرم ذليك لميا بيذالو مين أميوال‬
‫المسلمين بم جرى به العمل إلى وقتنا هذا فكان إجماعاً متبوعاًي وتحمل رواية مجاهد ما إرسالها على أنيه‬
‫ال يحل بيا رباعها وعلى أهلها تنبيهاً على أنها لم تغنم فتملك عليهم فذلك لم تبا وكذلك حكم اإلجارةي‬
‫أما الحرم فهو ما أطياف بمكية مين جوانبهيا‪ :‬وحيدو مين طرييق المدينية دون التنعييم عنيد بييوت بنيي‬
‫نفار على بالبة أميال‪ ،‬ومن طريق العراق على بنية جبل بالمنقطا على سبعة أميال‪ ،‬ومن طريق الجعرانة‬
‫بنعب آل عبد اهلل بن خالد على تسعة أمييال‪ ،‬ومين طرييق الطيا ف عليى عرفية مين بطين نميرة عليى سيبعة‬
‫أميال‪ ،‬ومن طريق جدة منقطا العنا ر عليى عنيرة أمييال‪ ،‬فهيذا حيد ميا جعليه اهلل تعيالى حرمياً لميا اخيتص‬
‫بييه ميين التحيريم وبيياين بحكمييه سييا ر الييبالد‪ :‬قييال اهلل عييز وجييل‪" :‬وا وااال اب اراهيم رب اج اال ه ا ا بلااداً‬
‫ومناً" يعني مكة وحرمهاي‬
‫"وارزق يهلااه ماام الثم ارات" ألنييه كييان وادي ياً غييير ذو زر ‪ ،‬فسييأل اهلل تعييالى أن يجعييل ألهلييه‬
‫األميين والخصييب ليكون يوا بهمييا فييي رغييد ميين العييي ‪ ،‬فأجابييه اهلل تعييالى إلييى مييا سييأل‪ ،‬فجعلييه حرم ياً آمن ياً‬
‫يتخطي ي ي ي ي ي ييف الني ي ي ي ي ي يياس مي ي ي ي ي ي يين حولي ي ي ي ي ي ييه‪ ،‬وجبي ي ي ي ي ي ييا إليي ي ي ي ي ي ييه بم ي ي ي ي ي ي يرات كي ي ي ي ي ي ييل بلي ي ي ي ي ي ييد حتي ي ي ي ي ي ييى جمعهي ي ي ي ي ي ييا فيي ي ي ي ي ي ييهي‬
‫واختلف الناس في مكة وما حولهيا هيل صيارت حرمياً آمنياً بسيؤال إبيراهيم علييه السيالم أو كانيت قبيل كيذلك‬
‫عل ييى ق ييولين‪ :‬أح ييدهما‪ :‬أنه ييا ل ييم زل حرمي ياً آمني ياً بسي يؤال إبي يراهيم علي ييه الس ييالم ني يم الجب ييابرة والمس ييلطين وم يين‬
‫الخسوف والزالزل‪ ،‬ذوانما سأل إبراهيم عليه السالم ربه سبحانه أن يجعله حرماً آمناً من الجدب والقحط وأن‬
‫يرزق أهله من البمرات لرواية سعيد بن أبي سعيد قال‪:‬‬
‫ام اهلل سبحانه حارم مكاة ياوم فلاق الساموات واألرض‪ ،‬فااي حارام الاى‬ ‫"يياا النا‬
‫يوم القيامة ال يحل المريء يؤمم باهلل واليوم اآلفر يم يسفة باا دماً يو ي ضد بااا داج ارً‪،‬‬
‫واناا ال تحل ألحد ب دي ولم تحل لي اال في ه ه الساعة غضاباً علاى يهلااا‪ ،‬يال وهاي وادر‬
‫ج اب علااى حالاااا باااألم ‪ ،‬يال ليبلاال الداااهد الها ااب‪ ،‬فماام وااال ام رسااول اهلل وااد وتاال باااا‬
‫يحداً فقولوا ام اهلل ت الى ود يحلاا لرسوله ولم يحلاا لة"ي‬
‫والقييول البيياني‪ :‬أن مكيية كانييت حييالالً قبييل دعييوة إب يراهيم عليييه السييالم كسييا ر الييبالد وأنهييا صييارت‬
‫بدعوته حرماً آمناً حين حرمها‪ ،‬كما صارت المدينية بتحيريم رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم ح ارمياً بعيد أن‬
‫كانت حالالً‪ ،‬لرواية األنعث عن نيافا عين أبيي هرييرة قيال رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم‪" :‬ام اباراهيم‬
‫عليه الص ة والس م كام عبد اهلل وفليله‪ ،‬ويني عبد واهلل ورسوله‪ ،‬وام اباراهيم حارم مكاة‪،‬‬
‫لقتااال‪ ،‬وال‬ ‫وانااي حرماات المدينااة مااا باايم ال بيتاااا عضاااهاا وصاايدها‪ ،‬وال يحماال باااا سا‬
‫ب ير"ي‬ ‫يقطع باا دجر اال ل ل‬
‫والذو يختص به الحرم من األحكام التي تبياين بهيا سيا ر اليبالد خمسية أحكيام أحيدها أن الحيرم ال‬
‫يدخل محل قدم إليه حتى يحرم لدخوله إما بحج أو بعمرة يتحلل بها من إحرامهي وقال أبو حنيفة يجوز أن‬
‫يدخلها المحل إذا ليم ييرد حجياً أو عميرة‪ ،‬وفيي قيول النبيي علييه الصيالة والسيالم حيين دخيل مكية عيام الفيتح‬
‫حالالً "يحلت لي ساعة مم ناار لم تحل ألحاد ب ادي" مميا ييدل عليى وجيوب اإلحيرام عليى داخلهيا‪،‬‬
‫إال أن يكون ممن يكبر الدخول إليها لمنافا أهلها كالحطابين والسقايين الذين يخرجون منها غدوة ويعودون‬
‫إليها عنية‪ ،‬فيجوز لهم دخولها محلين لدخول المنقة عليهم في اإلحرام كلما دخلوا فذن علماء مكة أقروهم‬
‫على دخولها محلين فخالفوا حكم مين عيداهم‪ ،‬فيذن دخيل القيادم إليهيا حيالالً فقيد أبيم وال قضياء علييه وال دم‪،‬‬
‫ألن القضاء متعذر؛ فذنه إذا خرج للقضياء كيان إح ارميه اليذو يسيتأنفه مختصياً بيدخول البياني فليم يصيح أن‬
‫يكون قضاء عن دخوله األول فتعذر القضاء وأعيوز فسيقط‪ ،‬وأميا اليدم فيال يلزميه اليدم ألن اليدم يليزم جبيران‬
‫النسك وال يلزم جبراناً ألصل النسكي‬
‫والحكم الباني‪ :‬أن ال يحارب أهلها لتحيريم رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم قتيالهم‪ ،‬فيذن بغيوا عليى‬
‫أهيل العيدل‪ ،‬فقيد ذهيب بعييض الفقهياء إليى تحيريم قتييالهم ميا بغييهم ويضييق عليييهم حتيى يرجعيوا عين بغيييهم‬
‫ويدخلوا فيي أحكيام أهيل العيدلي واليذو علييه أكبير الفقهياء أنهيم يقياتلون عليى بغييهم إذا ليم يمكين ردهيم عين‬
‫البغي إال بقتال ألن قتيال أهيل البغيي مين حقيوق اهلل تعيالى التيي ال يجيوز أن تضيا ‪ ،‬وألن تكيون محفوظية‬
‫في حرمة أولى من أن تكون مضاعفة فيهي‬
‫فأما إقامة الحدود في الحرم فذهب رحمه اهلل إلى أنها تقام فييه عليى مين أتاهيا وال يمنيا الحيرم مين‬
‫إقامتها سواء أتاها في الحرم أو في الحل بم لجأ إلى الحرم وقال أبو حنيفة إن أتاها في الحرم أقيميت فييهي‬
‫ذوان أتاها في الحل بم لجأ إلى الحرم لم يقم عليه فيه وألجئ إلى الخروج معه فذذا خرج أقيمت عليهي‬
‫والحكم الباليث‪ :‬تحيريم صييدو عليى المحيرمين والمحليين مين أهيل الحيرم مين طي أر إلييه‪ ،‬فيذن أصياب‬
‫في صيدو وجب عليه إرساله‪ ،‬فذن تليف فيي ييدو ضيمنه بيالجزاء كيالمحرم‪ ،‬وهكيذا ليو رميي مين الحيرم صييداً‬
‫فييي الحييل ضييمنه ألنييه قاتييل فييي الحييرم وهكييذا لييو رمييي ميين الحييل صيييداً فييي الحييرم ضييمنه ألنييه مقتييول فييي‬
‫الحرم‪ ،‬ولو صيد فيي الحيل بيم أدخيل الحيرم كيان حيم ال ليه عنيد النيافعي رحميه اهلل‪ ،‬وح ارمياً علييه عنيد أبيي‬
‫حنيفة‪ ،‬وال يحرم قتل ما كان مؤذياً من السبا وحنرات األرضي‬
‫والحكييم ال اربييا يحييرم قطييا نييجرة الييذو أنبتييه اهلل تعييالى‪ ،‬وال يحييرم قطييا مييا غرسييه اجدمييون كمييا ال‬
‫يحيرم فيييه ذبييح األنيييس ميين الحييوان‪ ،‬وال يحييرم رعييي خييالو‪ ،‬ويضييمن عاقطعييه ميين محظييور نييجرو‪ ،‬فيضييمن‬
‫النييجرة الكبييرة ببقيرة والنييجرة الصييغيرة بنيياة‪ ،‬والغصيين ميين كييل واحييد منهمييا يسييقطه ميين ضييمان أصييله‪ ،‬وال‬
‫يكون ما استخلف بعد قطا األصل مسقطاً لضمان األصلي‬
‫الحكييم الخييامس أن ليييس لجميييا ميين خييالف دييين اإلسييالم ميين ذمييي أو معاهييد أن يييدخل الحييرم ال‬
‫مقيمياً فييه وال ميا اًر بيه وهيذا مييذهب النيافعي رحميه اهلل وأكبير الفقهياء‪ ،‬وجييوز أبيو حنيفية دخيولهم إلييه إذا لييم‬
‫ف يقربوا المسجد الحرام ب د عامام ه ا"ي‬ ‫يستوطنوو‪ ،‬وفي قوله تعالى‪" :‬انما المدركوم نج‬
‫نص يمنا ما عداو‪ ،‬فذن دخله منرك عزر إن دخله بغير إذن ولم يستبح قتله‪ ،‬ذوان دخله بيذذن ليم‬
‫يعييذر وأنكيير علييى اجذان لييه‪ ،‬وعييزر إن اقتضييت حاليية التعزييير وأخييرج منييه المنييرك آمنياً‪ ،‬ذواذا أراد المنييرك‬
‫دخول الحرم ليسلم فيه منا منه حتى يسلم قبل دخوله‪ ،‬ذواذا مات منرك في الحرم حرم دفنيه فييه ودفين فيي‬
‫الحل‪ ،‬فذن دفن في الحرم نقل إليى الحيل إال أن يكيون قيد بليي فيتيرك فييه كميا تركيت أميوات الجاهليية‪ ،‬وأميا‬
‫سا ر المساجد فيجوز أن يؤذن لهم في دخولهيا ميا ليم يقصيد اليدخول اسيتبذالها بأكيل أو نيوم فيمنعيواي وقيال‬
‫مالك ال يجوز أن يؤذن لهم في دخولها بحالي‬
‫وأما الحجاز فقد قال األصمعي‪ :‬سمي حجا اًز ألنه حجز بين نجد وتهامة‪ ،‬وقال ابن الكلبي‪ :‬سمي‬
‫حجا اًز لما احتجز به من الجبالي‬
‫وما سوى الحرم منه مخصوص من سا ر البالد بأربعية أحكيام‪ :‬أحيدها أن ال يسيتوطنه منيرك مين‬
‫ذمييي وال معاهييد‪ ،‬وجييوزو أبييو حنيفيية وقييد روى عبيييد اهلل عبييد اهلل بيين عتبييا بيين مسييعود رحميه اهلل عيين عا نيية‬
‫رضييي اهلل عنهييا قالييت‪ :‬كييان آخيير مييا عهييد بييه رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم أن قييال‪" :‬ال يجتمااع فااي‬
‫جزيرة ال رب دينام"ي‬
‫وأجلى عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه أهل الذمة عن الحجاز‪ ،‬وضيرب لمين قيدم مينهم تياج اًر أو‬
‫صانعاً مقام بالبة أيام ويخرجون بعد انقضيا ها فجيرى بيه العاميل واسيتقر علييه الحكيم فمنيا أهيل الذمية مين‬
‫اسييتيطان الحجيياز و اليمكنييون ميين دخولييه وال يقيييم الواحييد ميينهم فييي موضييا منييه أكبيير ميين بالبيية أيييام‪ ،‬فييذذا‬
‫انقضت صرف عن موضعه وجاز أن يقيم في غيرو بالبة أيام بم يصرف إلى غيرو‪ :‬فذن أقام بموضا منيه‬
‫أكبر من بالبة أيام عزر إن لم يكن معذو اًري‬
‫والحك ييم الب يياني أن ال ت ييدفن أمي يواتهم وينقلي يوا إن دفني يوا في ييه إل ييى غيي يرو‪ ،‬ألن دف يينهم مس ييتدام فص ييار‬
‫كاالستيطان‪ ،‬إال أن يبعد مسافة إخراجهم منه ويتغيروا إن أخرجوا فيجوز ألجل الضرورة أن يدفنوا فيهي‬
‫والحكييم البالييث أن لمدينيية رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم بالحجيياز حرمياً محظييو اًر مييا بييين البتيهييا‬
‫يمنا من تنفير صيدو وعضد نجرو كحرم مكةي وأباحه أبو حنيفية وجعيل المدينية كغيرهيا‪ ،‬وفيميا قيدمناو مين‬
‫حديث أبي هريرة دليل على أن حرم المدينة محظور فذن قتل صيدو وعضد نجرو فقد قييل إن جيزاءو سيلب‬
‫بيابه‪ ،‬وقيل تعزيروي‬
‫والحكم الرابا أن أرض الحجاز تنقسم الختصاص رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بفتحها قسمين‪:‬‬
‫أحييدهما صييدقات رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم التييي أخييذها بحقيييه‪ ،‬فييذن أحييد حقيييه الخمييس ميين الفيييء‬
‫والغنا مي والحق الباني أربعة أخماس الفيء الذو أفادو اهلل على رسوله مما لم يوجف عليه المسلمون بخبل‬
‫وال ركيياب‪ ،‬فم يا صييار إليييه بواحييد ميين هييذين الحقييين‪ ،‬فقييد رضييخ منييه لييبعض أصييحابه وتييرك باقيتييه لنفقتييه‬
‫وصييالته ومصييالح المسييلمين‪ ،‬حتييى مييات عنييه صييلى اهلل عليييه وسييلم فيياختلف النيياس فييي حكمييه بعييد موتييه‬
‫فجعله قوم موروباً عنه ومقسوماً على المواريث ملكاًي وجعله آخرون ليمام القا م مقامه في حماية البيضية‬
‫وجهيياد العييدوي والييذو عليييه جمهييور الفقهيياء أنهييا صييدقات محرميية الرقيياب مخصوصيية المنييافا مصييروفة فييي‬
‫وجوو المصالح العامة‪ ،‬وما سوى صدقاته أرض عنر ال خيراج عليهيا ألنهيا ميا بيين مغنيوم مليك عليى أهليه‬
‫أو متروك لمن أسلم عليه‪ ،‬وكال األمرين معنور ال خراج عليهي‬
‫فأمييا صييدقات النبييي عليييه الصييالة والسييالم فهييي محصييورة ألنييه قييبض عنهييا فتعينييت وهييي بمانييية‪:‬‬
‫إحييداها وهييي أول أرض ملكهييا رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم وصييية مخيريييق اليهييودو ميين أم يوال بنييي‬
‫النضيري حكى الواقدو أن مخيرييق اليهيودو كيان حبي اًر مين علمياء بنيي النضيير آمين برسيول اهلل صيلى اهلل‬
‫عليه وسلم يوم أحد كانت له سبعة حوا ط وهي المبيت والصافية والدالل وجسنى وبرقة واألعراف والمسربة‬
‫فوصى بها لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم حين أسلم وقال معه بأحد حتى قتل رحمه اهللي‬
‫والصييدقة البانييية أرضييه ميين أميوال بنييي النضييير بالمدينيية‪ ،‬وهييي أول أرض أفاءهييا اهلل علييى رسييوله‬
‫فأجالهم عنها وكف عن دما هم وجعل لهم ميا حملتيه اإلجيل مين أميوالهم إال الحلقية وهيي السيال ‪ ،‬فخرجيوا‬
‫بمييا اسييتقلت إبلهييم إلييى خيبيير والنييام وخلصييت أرضييهم كلهييا لرسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم إال مييا كييان‬
‫ليامين بن عمير وأبي سعد بن وهب فذنهما أسلما قبل الظفر فأحرز لهما إسالمهما جميا أموالهمي بيم قسيم‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ما سوى األرضين من أموالهم على المهاجرين األولييين دون األنصيار إليى‬
‫سهل بن حنيف وأبا دجانة سماك بن خرنة فذنهما ذك ار فق اًر فأعطاهما وحبس األرضين عليى نفسيه فكانيت‬
‫من صدقاته يضعها حييث ينياء وينفيق منهيا عليى أزواجيه‪ ،‬بيم سيلمها عمير إليى العبياس وعليي رضيوان اهلل‬
‫عليهما ليقوما بمصروفهاي‬
‫والصييدقة البالبيية والرابعيية والخامسيية بالبيية حصييون ميين خيبيير بمانييية حصييون‪ :‬نييام والقمييوص ونييق‬
‫والنطاة والكتيبة والوطيح والساللم وحصن الصعب بين معياذ‪ ،‬وكيان أول حصين فتحيه رسيول اهلل صيلى اهلل‬
‫عليه وسلم منها ناعم وعند قتل محمود بن مسلمة أخو محمد بين مسيلمة والبياني القميوص وهيو حصين بين‬
‫أبي الحقيق‪ ،‬ومن سببه اصفطى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم صفية بنت حييي بين أخطيب وكانيت عنيد‬
‫كنانة بن الربيا بن أبي الحقيق فأعتقها رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وتزوجها وجعل عنقها صداقها‪ ،‬بيم‬
‫حصن الصعب بن معاذ وكان أعظم حصون خيبر وأكبرها ماالً وطعامياً وحيوانياً‪ ،‬بيم نيق والنطياة والكتيبية‬
‫فهذو الحصون الستة فتحا عنوة‪ ،‬بم افتتح الوطيح والسياللم وهيي آخير فتيو خيبير صيلحاً بعيد أن حاصيرهم‬
‫بضا عنر ليلة فسألوو أن يسير بهم ويحقن لهم دماءهم ففعل ذلك‪ ،‬وملك من هذو الحصون البمانية بالبة‬
‫حصون الكتيبة والوطيح والساللم‪ :‬أما الكتيبة فأخذها بخمس الغنيمة‪ ،‬وأما الوطيح والسياللم فهميا مميا أفياء‬
‫اهلل علييه ألنيه فتحهييا صيلحاً فصييارت هيذو الحصييون البالبية بييالفيء والخميس خالصيية لرسيول اهلل صييلى اهلل‬
‫عليه وسلم فتصيدق بهيا وكانيت مين صيدقاتهي وقسيم الخمسية الباقيية بيين الغيانمين وفيي جملتهيا وادو خيبير‬
‫وواديا السرير ووادو حاضر على بمانية عنر سهماً‪ ،‬وكانت عدة من قسمت عليه ألفا وأربعما ة وهم أهيل‬
‫الحديبييية ميين نييهد ميينهم خيبيير وميين غيياب عنهييا ولييم يغييب عنهييا إال جييابر بيين عبييد اهلل قسييم لييه كسييهم ميين‬
‫حضرها‪ ،‬وكان فيهم ما تا فيارس أعطياهم سيتما ة سيهم وأليف وما تيا سيهم ألليف ميا تي رجيل‪ ،‬فكانيت سيهام‬
‫جميعهم ألفا وبمانما ة سهم‪ ،‬أعطى لكل ما ة سهماً فلذلك صارت خيبر مقسومة على بمانية عنر سهماًي‬
‫والصدقة السادسة النصف من فدك‪ ،‬فقد كان النبي صلى اهلل عليه وسلم لما فتح خيبر جياءو أهيل‬
‫فدك فصالحوو بسفارة محيصية بين مسيعود عليى أن ليه نصيف أرضيهم ونخلهيم يعياملهم علييه ولهيم النصيف‬
‫اجخير‪ ،‬فصييار النصييف منهييا ميين صييدقاته معامليية مييا أهلهييا بالنصييف ميين بمرتهييا والنصييف اجخيير خالصياً‬
‫لهم إلى أن أجالهم عمر بن الخطاب رضيي اهلل عنيه فييمن أجيالو مين أهيل الذمية عين الحجياز‪ ،‬فقيوم فيدك‬
‫ودفيا إليييهم نصييف القيميية فبلييغ ذلييك سيتين ألييف درهييم‪ ،‬وكييان الييذو قومهييا ماليك بيين التيهييان وسييهل بيين أبييي‬
‫حبميية وزيييد بيين بابييت فصييار نصييفها ميين صييدقات رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم ونصييفها اجخيير لكافيية‬
‫المسلمين‪ ،‬ومصرف النصفين اجن سواءي‬
‫والصدقة السابعة البلث مين أرض وادو القيرى ألن بلبهيا كيان لبنيي عيذرة وبلبيهيا لليهيود فصيالحهم‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم على نصفه‪ ،‬فصارت أبالباً بلبها لرسول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم هيو مين‬
‫صدقاته‪ ،‬وبلبها لليهود‪ ،‬وبلبها لبني عذرة إلى أن أجالهم عمر رضي اهلل عنه عنها وقوم حقهم فيها فبلغت‬
‫قيمته تسعين ألف دينار فدفعها إليهم وقال لبني عيذرة إن ني تم أدييتم نصيف ميا أعطييت ونعطييكم النصيف‬
‫فأعطوو وهو خمسة وأربعيون أليف دينيار فصيار نصيف اليوادو لبنيي عيذرة‪ ،‬والنصيف اجخير البليث منيه فيي‬
‫صدقات رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم والسدس منه لكافة المسلمين‪ ،‬ومصرف جميا النصف سواءي‬
‫والصدقة البامنة موضا سوق بالمدينية يقيال ليه مهير وليذا اسيتقطعها ميروان مين عبميان رضيي اهلل‬
‫عنه فنقم الناس بها عليه‪ ،‬فاحتمل أن يكون إقطا تضمين ال تمليك ليكون له في الجواز وجه‪ ،‬فهذو بمان‬
‫صدقات حكاها أهل السير ونقلها وجوو رواة المغازو‪ ،‬واهلل أعلم بصحة ما ذكرناي‬
‫فأما ميا سيوى هيذو الصيدقات البمانيية مين أمواليه‪ ،‬فقيد حكيى الواقيدو أن رسيول اهلل صيلى اهلل علييه‬
‫وسلم ورث من أبيه عبد اهلل أم أيمن الحبنيية واسيمها بركية‪ ،‬وخمسية أجميال وقطعية مين غينم‪ ،‬وقييل وميوالو‬
‫نقران وابنه صالحاً وقيد نيهد بيد اًر‪ ،‬وورث مين أميه آمنية بنيت وهيب الزهريية دارهيا التيي وليد فيهيا فيي نيعب‬
‫بني علي‪ ،‬وورث من زوجته خديجة بنت خويلد رضي اهلل عنها دارها بمكة بين الصفا والمروة خلف سيوق‬
‫العطييارين وأم يواالً‪ ،‬وكييان حكيييم بيين ح يزام انييترى لخديجيية زيييد بيين حاربيية ميين سييوق عكيياظ بأربعما يية درهييم‬
‫فاستوهبته منها رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم فأعتقيه وزوجيه أم أيمين فوليدت أم أيمين أسيامة بعيد النبيوة‪،‬‬
‫فأما الداران فيذن عقييل بين أبيي طاليب باعهميا بعيد هجيرة رسيول اهلل صيلى اهلل علييه سيلم فلميا قيدم مكية فيي‬
‫حجة الودا قيل له في أو داريك تنزل؟ فقال هيل تيرك لنيا عقييل مين ربيا فليم يرجيا فيميا باعيه عقييل ألنيه‬
‫تغلب عليه ومكة دار حرب يوم ذ فأجرى عليه حكم المستهلك فخرجت هاتان الداران من صدقاتهي‬
‫وأمييا دور أزواج النبييي عليييه الصييالة والسييالم فقييد كييان أعطييى كييل واحييدة ميينهن الييدار التييي تسييكنها‬
‫ووصييى بييذلك لهيين‪ ،‬فييذن كييان ذلييك منييه عطييية تمليييك فهييي خارجيية ميين صييدقاته‪ ،‬ذوان كييان عطييية سييكنى‬
‫ذوارفاق فهي من جملة صدقاته‪ ،‬وقد دخلت اليوم في المسجد وال أحسب منها ما هو خارج عنهاي‬
‫وأما رحل رسول اهلل صلى اهلل علييه وسيلم وآلتيه‪ ،‬فقيد روى هنيام الكلبيي عين عوانية ابين الحكيم أن‬
‫أبا بكر الصديق رضي اهلل عنه دفيا إليى عليي رضيي اهلل عنيه آلية رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم ودابتيه‬
‫وحذاءو وقال ما سوى ذلك صدقةي وروى األسود عن عا نة رضي اهلل عنها قالت‪" :‬توفي رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودو ببالبين صاعاً من نعير" فذن كانت درعه المعروفة بالبتراءي فقد‬
‫حكييى أنهييا كانييت عنييد الحسييين بيين علييي رضيوان اهلل عليهمييا يييوم قتييل فأخييذها عبيييد اهلل بيين زييياد‪ ،‬فلمييا قتييل‬
‫المختار عبيد اهلل بن زياد صارت الدر إلى عباد بن الحصين الحنظلي‪ ،‬بم إن خالد بين عبيد اهلل بين خاليد‬
‫بيين أسيييد وكييان أمييير البصيرة سييأل عبيياداً عنهييا فجحييدو إياهييا فضيربة ما يية سييوط فكتييب إليييه عبييد الملييك بيين‬
‫مروان مبل عباد ال يضرب إنما كان ينبغي أن يقتل أو يعفى عنه بم ال يعرف للدر خبر بعد ذلكي‬
‫أما البردة فقد اختليف النياس فيهيا‪ ،‬فحكيى أبيان بين بعليب أن رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم كيان‬
‫وهبهييا لكعييب بيين زهييير وانييتراها منييه معاوييية رضييي اهلل عنييه وهييي التييي يلبسييها الخلفيياء‪ ،‬وحكييى ضييمرة بيين‬
‫ربيعيية أن هييذو البييردة أعطاهييا رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم أهييل أيليية أمانييا لهييم فأخييذها ميينهم سييعيد بيين‬
‫خاليد بين أبيى أوفييى وكيان عيامالً عليييهم مين قبيل مييروان بين محميد فبعييث بهيا إلييه وكانييت فيي خ از نيه حتييى‬
‫أخذت بعد قتله‪ ،‬وقبل انتراها أبو العباس السفا ببالبما ة ديناري‬
‫وأما القضيب فهو من تركة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم التي هيي صيدقة وقيد صيار ميا البيردة‬
‫من نعار الخالفةي‬
‫أما الخاتم فلبسه بعد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أبو بكر بم عمير بيم عبميان رضيي اهلل عينهم‬
‫حتى سقط من يدو في ب ر فلم يجدو‪ ،‬فهذا نر ما قبض عنه رسول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم مين صيدقته‬
‫وتركتهي‬
‫وأما ما عدا الحرم والحجاز من سا ر البالد‪ ،‬فقد ذكرنا انقسامها أربعة أقسام‪ :‬قسم أسل عليه أهليه‬
‫فيكييون أرض عنيير‪ ،‬وقسييم أحييياو المسييلمون فيكييون بمييا أحيييوو معنييو اًر‪ ،‬وقسييم أحييرزو الغييانمون عنييوة فيكييون‬
‫معني اًري وقسييم صييولح أهلييه عليييه فيكييون في ياً يوضييا عليييه الخيراجي وهييذا القسييم ينقسييم قسييمين‪ :‬أحييدهما مييا‬
‫صييولحوا علييى زوال ملكهييم عنييه فييال يجييوز بيعييه‪ ،‬ويكييون الخ يراج أج يرة ال تسييقط بذسييالم أهلييه فتؤخييذ ميين‬
‫المسييلم وأهييل الذمييةي والبيياني مييا صييولحوا علييى بقيياء ملكهييم عليييه‪ ،‬فيجييوز بيعييه ويكييون الخيراج جزييية تسييقط‬
‫بذسالمهم ويؤخذ من أهل الذمة وال يؤخذ من المسلميني‬
‫ذواذ قد انقسمت البالد على هيذو األقسيام فسننير حكيم أرض السيواد فذنهيا أصيل حكيم الفقهياء فيهيا‬
‫بمييا يعتبيير بييه نظا رهييا وهييذا الس يواد ينييار بييه إلييى سيواد كسييرى الييذو فتحييه المسييلمون علييى عهييد عميير بيين‬
‫الخطيياب رضييي اهلل عنييه ميين أرض الع يراق سييمي س يواداً لس يوادو بييالزر واألنييجار‪ ،‬ألنييه حييين تيياخم جزي يرة‬
‫العييرب التييي ال زر فيهييا وال نييجرة كييانوا إذا أخرجيوا ميين أرضييهم إليييه ظهييرت لهييم خضيرة الييزر واألنييجار‬
‫وهم يجمعون بين الخضرة والسواد في األسيامي كميا قيال الفضيل بين العبياس بين عتبية بين أبيى لهيب وكيان‬
‫أسود اللون من الرمل‪:‬‬
‫أخضر الجلدة من نسل العرب‬ ‫***‬ ‫وأنا األخضر من يعيرفينيي‬

‫فس ييموا خضي يرة العي يراق سي يواداً‪ ،‬وس ييمي ع ارقي ياً الس ييتواء أرض ييه ح ييين خل ييت م يين جب ييال تعل ييو وأودي يية‬
‫تنخفض‪ ،‬والعراق في كالم العرب هو االستواء قال الناعر من السريا‪:‬‬

‫*** سياق من ليس له عراق‬ ‫سقتم إلى الحق لهم وساقوا‬

‫أو ل يييس ل ييه اس ييتواء‪ ،‬وح ييد السي يواد طي يوالً م يين حديب يية الموص ييل إل ييى عب ييادان‪ ،‬وعرض ييه م يين ع ييذيب‬
‫القادسية إليى حليوان يكيون طوليه ما ية وسيتين فرسيخاً وعرضيه بميانين فرسيخاً فأميا العيراق فهيو فيي العيرض‬
‫مستوعب ألرض السواد عرفاً ويقصر عن طوليه فيي العيرف ألن أوليه مين نيرقي دجلية العليث وفيي غربيهيا‬
‫حربي بم يمتد إلى آخر أعمال الصرة من جزيرة عبادان فيكون طوله ما ة وخمسية وعنيرين فرسيخاً يقصير‬
‫عيين الس يواد بخمسيية وبالبييين فرسييخاً وعرضييه مييا تبعييه فييي العييرف بمييانون فرسييخاً كالس يواد قييال قداميية بيين‬
‫جعفيير يكييون ذلييك مكس ي اًر عن يرة آالف فرسييخ وطييول الفرسييخ ابنييا عنيير ألييف ذ ار بالييذ ار المرسييلة ويكييون‬
‫بييذ ار المسيياحة وهييي الييذ ار الهانييمية تسييعة آالف ذ ار فيكييون ذلييك إذا ضييرب فييي مبييل هييو تكسييير فرسييخ‬
‫فييي فرسييخ ابنييين وعن يرين ألييف جريييب وخمسييما ة جريييب‪ ،‬فييذذا ضييرب ذلييك فييي عييدد الف ارسييخ وهييي عن يرة‬
‫آالف فرسخ بلغ ما تي ألف ألف وخمسية وعنيرين أليف أليف جرييب‪ ،‬يسيقط منهيا بيالتخمين مواضيا اليتالل‬
‫واجكام والسباخ واججام ومداس الطرق والمحاج ومجارو األنهيار وعيراض الميدن والقيرى ومواضيا األرجياء‬
‫والبريدات‪ ،‬والقناطر والناذر وأنات والبنيادر ومطيار القصيب وأتياتين اججير وغيير ذليك البليث وهيو خمسية‬
‫وسبعون ألف ألف جريب‪ ،‬يصير الباقي من مساحة العراق ما ة ألف ألف وخمسين ألف أليف جرييب يي ار‬
‫منها النصف ويكون النصف مزروعاً ما ما في الجمييا مين النخيل والكيرم واألنيجار‪ ،‬فيذذا أضييف إليى ميا‬
‫ذكرو قدامة في مساحة العراق ما زاد عليها من بقية السيواد وهيو خمسية وبالبيون فرسيخاً كانيت الزييادة عليى‬
‫تلك المساحة قد ربعها فيصير ذلك مساحة جميا ما يصلح للزر والغرس من أرض السيواد‪ ،‬وفيي المتعيذر‬
‫أن يستوعب زر جميعه‪ ،‬وقد يتعطل منه بالعوارض والحيوادث ميا ال ينحصير‪ ،‬وقيد قييل إنيه بلغيت مسياحة‬
‫السواد في أيام كسرى قبياذ ما ية أليف أليف وخمسيين أليف أليف جرييب فكيان مبليغ ارتفاعيه ميا تي أليف أليف‬
‫وسبعة وسبعين ألف ألف درهم بوزن سبعة‪ ،‬ألنه كان يأخذ على كل جريب درهمياً وقفيي اًز بمنيه بالبية د ارهيم‬
‫وزن المبقال‪ ،‬وأن مساحة ميا كيان ييزر منيه عليى عهيد عمير رضيي اهلل عنيه مين ابنيين وبالبيين أليف أليف‬
‫جريب إلى ستة وبالبين ألف ألف جريبي‬
‫ذواذ قييد اسييتقر مييا ذكرنيياو ميين حييدود الس يواد ومسيياحة مزارعييه‪ ،‬فقييد اختلييف الفقهيياء فييي فتحييه وفييي‬
‫حكمهي فذهب أهل العراق إلى أنه فتح عنوة‪ ،‬لكن لم يقسيمه عمير رضيي اهلل عنيه بيين الغيانمين وأقيرو عليى‬
‫سييكانه وضييرب الخ يراج علييى أرضييه‪ ،‬والظيياهر ميين مييذهب النييافعي رحمييه اهلل فييي الس يواد أنييه فييتح عنييوة‬
‫واقتسمه الغانمون ملكاً بم استنزلهم عمر رضي اهلل عنيه فنزليوا إال طا فية اسيتطاب نفوسيهم بميال عاوضيهم‬
‫بييه عيين حقييوقهم منييه فلمييا خلييص للمسييلمين ضييرب عميير رضييي اهلل عنييه عليييه خ ارج ياًي واختلييف أصييحاب‬
‫النافعي في حكمه‪ ،‬لمذهب أبو سعيد األصطخرو في كبير منهم إليى أن عمير رضيي اهلل عنيه وقفيه عليى‬
‫كافة المسلمين وأقرو في أيدو أربابه بخيراج ضيربه عيل رقياب األرضيين يكيون أجيرة لهيا تيؤدى فيي كيل عيام‬
‫ذوان لييم تقييدر مييدتها لعمييوم المصييلحة فيهييا‪ ،‬وصييارت بوقفييه لهييا فييي حكييم مييا أفيياء هلل علييى رسييوله ميين خيبيير‬
‫والعيوالي وأميوال بنييي النضييير‪ ،‬ويكييون المييأخوذ ميين خراجهيا مصييروفاً فييي المصييالح وال يكييون في ياً مخموسياً‬
‫ألنيه وقيف عليى عامية المسيلمين فصيار مصيرفه فيي عميوم‬ ‫ألنه قد خمسي وال يكون مقصيو اًر عليى الجيي‬
‫وتحصين البغور وبناء الجواما والقناطر وكيراء األنهيار وأرزاق مين تعيم‬ ‫مصالحهم التي منها أرزاق الجي‬
‫بهييم المصييلحة ميين القضيياة والنييهود والفقهيياء والق يراء واأل ميية والمييؤذنين‪ ،‬فهييذا يمنييا ميين بيييا رقابهييا وتكييون‬
‫المعارضيية عليهييا باالنتفييا واالنتقييال أليييد وج يواز التصييرف ال لببييوت الملييك إال علييى مييا أحييدث فيهييا ميين‬
‫غرس وبناء‪ ،‬وقيل أن عمر رضيي اهلل عنيه وقيف السيواد بيرأو عليي بين أبيي طاليب ومعياذ بين جبيل رضيي‬
‫اهلل عنهمييا‪ ،‬وقييال أبييو العبيياس بيين س يريج فييي نفيير ميين أصييحاب النييافعي‪ :‬إن عميير رضييي اهلل عنييه حييين‬
‫استنزل الغانمين عن السواد باعيه عليى األكيرة واليدهاقين بالميال اليذو وضيعه عليهيا خ ارجياً يؤدونيه فيي كيل‬
‫عييام فكييان الخ يراج بمن ياً‪ ،‬وجيياز مبلييه فييي عمييوم المصييالح كمييا قبييل بج يواز مبلييه فييي اإلجييارة وأن بيييا أرض‬
‫السواد يجوز ويكون البيا موجباً للتمليكي‬
‫وأمييا قييدر الخ يراج المضييروب عليهييا‪ ،‬فقييد حكييى عمييرو بيين ميمييون أن عميير رضييي اهلل عنييه حييين‬
‫استخلص السواد بعث حذيفة على ما وراء دجلة وبعث عبمان بن حنيف على ميا دون دجلية‪ ،‬قيال النيعبي‬
‫فمسح عبمان بن حنيف السواد فوجدو ستة وبالبين ألف ألف جريب فوضا عليى كيل جرييب درهمياً وقفيي اًز‪،‬‬
‫قال القاسم‪ :‬بلغني أن القفيز مكيال لهم يدعى النيبرقان‪ ،‬قيال يحييى بين آدم هيو المحتيوم الحجياجيي وروى‬
‫قتادة عن أبي مخلد أن عبمان بن حنيف جعل على كل جريب م الكرم عنيرة د ارهيم وعليى كيل جرييب مين‬
‫النخل بمانية دراهم‪ ،‬وعليى كيل جرييب مين قصيب السيكر سيتة د ارهيم‪ ،‬وعليى كيل جرييب مين الرطبية خمسية‬
‫د ارهييم‪ ،‬وعلييى كييل جريييب ميين البيير أربعيية د ارهييم‪ ،‬وعلييى كييل جريييب ميين النييعير درهمييين فكييان خ يراج البيير‬
‫والنعير فيي هيذو الروايية مخالفياً لخراجهميا فيي الروايية األخيرى‪ ،‬وهيذا الخيتالف النيواحي بحسيب ميا تحتميل‬
‫وكانت ذ ار حذيفة وعبمان بن حنيف ذ ار اليد وقبضية ذوابهامياً مميدوداً‪ ،‬وكيان السيواد فيي أول أييام الفيرس‬
‫جارياً على المقاسمة إلى أن مسحه ووضا الخراج عليه قباذ بن فيروز فارتفا له بالمسياحة ما ية وخمسيون‬
‫ألف ألف درهم بوزن المبقالي‬
‫وكييان السييبب فييي مسيياحته ذوان كييان م قبييل جاري ياً علييى المقاسييمة مييا حكييي أنييه خييرج يوم ياً يتصيييد‬
‫فأفضييى إلييى نييجر ملتييف فييدخل فيييه للصيييد فصييعد إلييى رابييية ينييرف منهييا علييى النييجر ليييرى مييا فيييه ميين‬
‫الصييد‪ ،‬فيرأى اميرأة تحفير فيي بسيتان فييه نخيل ورميان مبمير ومعهيا صيبي يرييد أن يتنياول نيي اً مين الرمييان‬
‫وهي تمنعه‪ ،‬فعجب منها وأنفذ إليها رسوالً يسألها عين سيبب منيا وليدها مين الرميان؟ فقاليت‪ :‬إن للمليك حقياً‬
‫لم يأت القاسم لقبضه ونخياف أن ينيال منيه نيي اً إال بعيد أخيذ حقيه‪ ،‬فيرق المليك لقولهيا وأدركتيه أرفية برعيتيه‬
‫فتقدم إلى وز ار ه بالمساحة التي يقارب قسطها ما يحصل بالمقاسمة لتمتد ييد كيل إنسيان إليى ميا يملكيه فيي‬
‫وقييت حاجتييه إليييه فكييان الفييرس علييى هييذا فييي بقييية أيييامهم وجيياء اإلسييالم فييأقرو عميير بيين الخطيياب علييى‬
‫المساحة والخراج فبلغ ارتفاعه في أيامه ما ة أليف أليف وعنيرين أليف أليف درهيم‪ ،‬وجبياو عبييد اهلل بين زيياد‬
‫ما ة ألف ألف وخمسة وبالبين ألف ألف درهم بغنمه وظلمه‪ ،‬وجباو الحجاج ما ة ألف ألف وبمانية عنير‬
‫ألف أليف بغنيمه وخ اربيه‪ ،‬وجبياو عمير بين عبيد العزييز رحميه اهلل ما ية أليف أليف وعنيرين أليف أليف بعدليه‬
‫وعمارته وكان ابن هبيرة يجبييه ما ية أليف أليف سيوى طعيام الجنيد وأرزاق المقاتلية‪ ،‬وكيان يوسيف ابين عمير‬
‫يحصل منه في كل سنة من ستين ألف ألف إلى سبعين ألف ألف‪ ،‬ويحتسب بعطاء نم قبله من أهل النام‬
‫سييتة عنيير ألييف ألييف‪ ،‬وفييي نفقيية البريييد أربعيية آالف درهييم وهييم فييي الط يوارق ألييف ألييف‪ ،‬ويبقييى فييي بيييوت‬
‫األحداث والعوانق عنرة آالف درهم وقال عبد الرحمن بن جعفر بن سليمان ارتفا هيذا اإلقلييم فيي الحقيين‬
‫ألف ألف ألف بالث مرات‪ ،‬فما نقص من مال الرعية زاد في ميال السيلطان‪ ،‬وميا نقيص مين ميال السيلطان‬
‫زاد في مال الرعية‪ ،‬ولم يزل السواد على المساحة والخراج إلى أن عدل لهم المنصور رحميه اهلل فيي الدولية‬
‫العباسييية عيين الخ يراج إلييى المقاسييمة‪ ،‬ألن السييعر نقييص فلييم تييف الغييالت بخراجهييا وخييرب الس يواد فجعلييه‬
‫مقاسييمة وأنييار أبييو عبيييد اهلل علييى المهييدو أن يجعييل أرض الخيراج مقاسييمة بالنصييف إن سييقي سيييحاً وفييي‬
‫الييدوالي علييى البلييث وفييي الييدواليب علييى الربييا ال نيييء عليييهم سيواو‪ ،‬وأن يعمييل فييي النخييل والكييرم والنييجر‬
‫مساحة خراج تقدر بحسب قربه من األسواق والفرض ويكون البين مبل المقاسمة فذذا بليغ حاصيل الغلية ميا‬
‫بقي بخراجين أخذ عنها خراجاً كامالً‪ ،‬ذواذا نقص ترك فهذا ما جرى في أرض السوادي‬
‫والييذو يوجبييه الحكييم أن خراجهييا هييو المضييروب عليهييا أوالً وتغيي يرو إلييى المقاسييمة إذا كييان لسييبب‬
‫حيادث اقتضياو اجتهيياد األ مية فيكييون أمضيى مييا بقياء سيببه ذواال أعيييد إليى حالييه األول عنيد زوال سييببه‪ ،‬إذ‬
‫ليس ليمام أن ينقض اجتهاد مين تقدميه‪ ،‬فأميا تضيمين العميال ألميوال العنير والخيراج فباطيل ال يتعليق بيه‬
‫النر حكم‪ ،‬ألن العامل مؤتمن يستوفي ما وجب ويؤدو ميا حصيل فهيو كالوكييل اليذو إذا أدى األمانية ليم‬
‫يضمن نقصاناً ولم يملك زيادة وضمان األموال بقدر معليوم يقتضيي االقتصيار علييه فيي تميل ميا زاد وغيرم‬
‫ما نقص‪ ،‬وهذا مناف لوضا العمالة وحكم األمانة فبطلي‬
‫وحكي أن رجالً أتى العباس رضيي اهلل عنيه يتقبيل منيه األبلية بما ية أليف درهيم فضيربه ما ية سيوط‬
‫وصلبه حياً تعزي اًر وأدباًي‬
‫وقد خطيب عمير بين الخطياب رضيي اهلل عنيه النياس فجميا فيي خطبتيه بيين صيفتهم وصيفة واليتيه‬
‫عليييهم وحكييم المييال الييذو يليييه بمييا هييو الص يواب المسييمو والحييق المتبييو ‪ ،‬فقييال‪ :‬أيهييا النيياس اقييرءوا لق يرآن‬
‫تعرفوا به‪ ،‬واعملوا بما فيه تكونوا من أهله‪ ،‬ولين يبليغ ذو حيق أن يطيا فيي معصيية اهلل‪ ،‬إال ذوانيه لين يبعيد‬
‫ميين رزق وليين يقييرب ميين أجييل يقييول المييرء حق ياً‪ ،‬أال ذوانييي مييا وجييدت صييال م يا والنييي اهلل إال بييبالث أداء‬
‫األمانة واألخذ بالقوة والحكم بما أنزل اهلل‪ ،‬أال وأني ما وجدت صال هذا المال إال ببالث‪ :‬أن يؤخذ بحيق؛‬
‫وأن يعطى في حق‪ ،‬وأن يمنا في حق‪ ،‬وأن يمنا من باطل‪ ،‬أال ذوانيي فيي ميالكم كيولي اليتييم إن اسيتغنيت‬
‫استعففت‪ ،‬ذوان افتقرت أكلت بالمعروف كترمم البهيمة األعرابيةي‬
‫عدر‬ ‫الباب الفام‬
‫في احياء الموات واستفراج المياه‬

‫ميين أحيييا مواتياً ملكييه بييذذن اإلمييام وبغييير إذنييه‪ ،‬وقييال أبييو حنيفيية‪ :‬ال يجييوز إحييياؤو إال بييذذن اإلمييام‪،‬‬
‫اماماااااااه"ي‬ ‫ألحاااااااد اال ماااااااا طابااااااات باااااااه نفااااااا‬ ‫لق ي ي يول النبي ي ييي عليي ي ييه الصي ي ييالة والسي ي ييالم‪" :‬لاااااااي‬
‫وفي ي ي ييي قي ي ي ييول النبي ي ي ييي عليي ي ي ييه الصي ي ي ييالة والسي ي ي ييالم‪" :‬مااااااااام يحياااااااااا يرضااااااااااً مواتااااااااااً فااااااااااي لاااااااااه"ي‬
‫دليل على أن ملك الموات معتبر باألحياء دون إذن اإلمامي‬
‫والميوات عنيد النيافعي كيل ميا ليم يكين عيام اًر وال حريمياً لعيامر فهيو ميات ذوان كيان متصيالً بعيامري‬
‫وقال أبو حنيفة‪ :‬الموات ميا بعيد مين العيامر ليم يبلغيه المياء‪ ،‬وقيال أبيو يوسيف‪ :‬الميوات كيل أرض إذا وقيف‬
‫على أدناها من العامر مناد بأعلى صوته لم يسيما أقيرب النياس إليهيا فيي العيامر‪ ،‬وهيذان القيوالن يخرجيان‬
‫عن المعهود في اتصال العمارات ويستوو في إحياء الموات جيرانه واألباعدي وقيال ماليك‪ :‬جي ارنيه مين أهيل‬
‫عامر أحق بذحيا ه من األباعد‪ ،‬وصفة اإلحياء‪ ،‬معتبرة بالعرف فيما يراد ليه اإلحيياء ألن رسيول اهلل صيلى‬
‫اهلل عليييه وسييلم أطلييق ذك يرو إحاليية علييى العييرف المعهييود فيييه‪ ،‬فييذن أراد إحييياء الم يوات للسييكنى كييان إحييياؤو‬
‫بالبناء والتسقيف ألنه أول كمال العمارة التي يمكن سكناهاي‬
‫ذوان أراد إحياءهييا للييزر والغييرس اعتبيير فيييه بالبيية نييروط‪ :‬أح يدها جمييا الت يراب المحيييط بهييا حتييى‬
‫يصير حاج اًز بينها وبين غيرهاي والباني سوق الماء إليها إن كانت يبساً وحبسه عنها إن كانيت بطيا ح ألن‬
‫إحياء لليبس بسوق الماء إليه‪ ،‬ذواحياء البطا ح بحبس الماء عنهيا حتيى يمكين زرعهيا وغرسيها فيي الحياليني‬
‫والبالث حربها‪ :‬والحرث يجما إبارة المعتدل وكسح المسيتعلى وطيم المينخفض‪ ،‬فيذذا اسيتكملت هيذو النيروط‬
‫البالبة كمل اإلحياء وملك المحيي‪ ،‬وغلط بعض أصحاب النافعي فقال‪ :‬ال يملكه حتى يزرعيه أو يغرسيه‪،‬‬
‫وهييذا فاسييد ألنييه بمنزليية السييكنى التييي ال تعتبيير فييي تملييك المسييكون‪ ،‬فييذن زار عليهييا بعييد اإلحييياء ميين قييام‬
‫بحربها وزراعتهيا كيان المحييي مالكياً ليمرض والمبيير مالكياً للعميارة‪ ،‬فيذن أراد ماليك األرض بيعهيا جياز ذوان‬
‫أراد مالك العمارة بيعها فقد اختلف في جوازو فقال أبو حنيفة إن كان له إبارة جاز له بيعها‪ ،‬ذوان لم يكن له‬
‫إبييارة لييم يجييزي وقييال مالييك‪ :‬يجييوز لييه بيييا العمييارة علييى األح يوال كلهييا ويجعييل األكييار ن يريكاً فييي األرض‬
‫بعمارتييهي وقييال النييافعي‪ :‬ال يجييوز لييه بيييا العمييارة بحييال إال أن يكييون لييه فيهييا أعيييان قا ميية كنييجر أو زر‬
‫فيجوز له بيا األعيان دون اإلبارة‪ ،‬ذواذا تحجر على موات كان أحق بذحيا ه من غيرو‪ ،‬فذن تغلب عليه من‬
‫أحياو كان المحيي أحق به من المتحجر‪ ،‬فذن أراد المتحجر على األرض بيعهيا قبيل إحيا هيا ليم يجيز عليى‬
‫الظاهر من مذهب النافعي‪ ،‬وجوزو كبيير مين أصيحابه‪ ،‬ألنيه لميا صيار بيالتحجير عليهيا أحيق بهيا جياز ليه‬
‫بيعهييا كيياألمالك‪ ،‬فعلييى هييذا لييو باعهييا فتغلييب عليهييا فييي يييد المنييترو ميين أحياهييا فقييد زعييم ابيين هري يرة ميين‬
‫أصحاب النافعي أن بمنها ال يسقط عن المنترو لتلف ذليك فيي ييدو بعيد قبضيهي وقيال غييرو مين أصيحابه‬
‫القا لين بجواز بيعه إن البمن يسقط عنه ألن قبضه لم يستقر‪ ،‬فأميا إذا تحجير وسياق المياء وليم يحيرث فقيد‬
‫ملك الماء وما جرى فيه من الموات وحريمه ولم يملك ما سواو ذوان كان به أحق وجاز له بيا ما جرى فييه‬
‫الماء‪ ،‬وفي جواز بيا ما سواو من المحجور ما قدمناو من الوجهيني‬
‫ومييا أحيييي ميين الميوات معنييور ال يجييوز أن يضييرب عليييه خيراج سيواء سييقي بميياء العنيير أو بميياء‬
‫الخراجي وقال أبو حنيفة وأبو يوسف‪ :‬إن ساق إلى ما أحياو ماء العنر كانت أرض عنير‪ ،‬ذوان سياق إليهيا‬
‫م يياء الخي يراج كان ييت أرض خي يراج‪ ،‬وق ييال محم ييد ب يين الحس يين إن كان ييت األرض المحي يياة عل ييى أنه ييار حفرته ييا‬
‫األعياجم فهيي أرض خيراج‪ ،‬ذوان كانيت عليى أنهيار أج ارهييا اهلل عيز وجيل كدجلية والفيرات فهيي أرض عنيير‪،‬‬
‫وقييد أجمييا العراقيييون وغيييرهم علييى أن مييا أحيييي ميين م يوات البص يرة وسييباخها أرض عنييري أمييا علييى قييول‬
‫محمد بن الحسن فمن دجلة البصرة مما أجراو اهلل تعالى من األنهار وميا عليهيا مين األنهيار المحدبية فهيي‬
‫محيياة احتفرهيا المسييلمون فيي الميوات وأمييا عليى قيول أبييي حنيفية فقيد اختلييف أصيحابه فيي تعليييل ذليك علييى‬
‫قولين‪ :‬فجعل بعضهم العلة فيه أن ماء الخراج يغيض في دجلة والفرات‪ ،‬وهيذا التعلييل فاسيد ألن الميد يفييد‬
‫الماء العذب من البحر وال يمتزج بما ه وال تنر ذوان كان المد نربها إال ماء دجلية والفيرات‪ ،‬وقيال أصيحابه‬
‫منهم طلحة بن آدم بل العلة فيه أن ماء دجلية البصيرة فيال يكيون مين مياء الخيراج‪ ،‬ألن البطيا ح ليسيت مين‬
‫أنهار الخراج‪ ،‬وهذا تعليل فاسد أيضاً ألن البطا ح بالعراق انبطحت قبل اإلسيالم فتغيير حكيم األرض حتيى‬
‫صارت مواتاً وليم يعتبير حكيم المياءي وسيببه ميا حكياو صياحب السيير أن مياء دجلية كيان ماضيياً فيي الدجلية‬
‫المعروفة باللغور الذو ينتهي إلى دجلة البصرة من الميدا ن فيي منافيذ مسيتقيمة المسيالك محفوظية الجوانيب‬
‫وكان موضا البطا ح اجن أرض مزار وقرى ذات منازل فلما كيان المليك قبياذ بين فييروز انفيتح فيي أسيافل‬
‫كسكر ببق عظيم أغفل أمرو حتى غلب مياؤو وغيرق مين العميارات ميا عيالو فلميا وليى أبيو نيروان ابنيه أمير‬
‫بيذلك الميياء فتييزحم بالمسيينيات حتييى عيياد بعييض تلييك األرض إليى عمارتهييا وكانييت علييى ذلييك سيينة سييت ميين‬
‫الهجرة وهي السنة التي بعث فيها رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم عبيد اهلل بين حذافية السيهمي إليى كسيرى‬
‫رس يوالً وهييو كسييرى أبرويييز ف يزادت دجليية والف يرات زيييادة عظيميية لييم ييير مبلهييا فانببقييت ببواق ياً عظام ياً اجتهييد‬
‫أبرويز فيي سيكرها حتيى صيلب فيي ييوم واحيد سيبعين سيكارى وبسيط األميوال عليى اإلقطيا فليم يقيدر للمياء‬
‫على حيلة بم ورد المسلمون العراق وتناغلت الفرس بالحروب فكانت الببوق تنفجر فال يلتفت إليها ويعجز‬
‫الييدهاقين عيين سييدها فاتسييعت البطيحيية وعظمييت‪ ،‬فلمييا ولييي معاوييية رضييي اهلل عنييه ولييي ميوالو عبييد اهلل بيين‬
‫دراج خراج العراق فاسيتخرج ليه مين أرض البطيا ح ميا بلغيت غلتيه خمسية آالف أليف درهيم‪ ،‬واسيتخرج بعيدو‬
‫حسان النبطي للوليد بن عبد الملك بم لهنام مين بعيدو كبيي اًر مين أرض البطيا ح‪ ،‬بيم جيرى للنياس عليى هيذا‬
‫إلى وقتنا حتى صارت جوامدها وأكبر‪ ،‬وكان هذا التعليل من أصحاب أبي حنيفة ما مانرحناو من أحيوال‬
‫البطييا ح عييذ ار دعيياهم إليييه مييا نيياهدوا الصييحابة عليييه ميين إجميياعهم علييى أن مييا أحيييي ميين م يوات البص يرة‬
‫أرض عنر وما ذلك لعلة غير اإلحياءي‬
‫وأما حريم ما أحياو من الموات لسيكنى أو زر فهيو عنيد النيافعي معتبير بميا ال تسيتغني عنيه تليك‬
‫األرض من طريقها وفا ها ومجارو ما ها ومغيضيهاي وقيال أبيو حنيفية‪ :‬حيريم أرض ميا بعيد منهيا وليم يبلغيه‬
‫ماؤهاي وقال أبو يوسف‪ :‬حريمها ما انتهى إليه صوت المنيادو مين حيدودها‪ ،‬وليو كيان لهيذين القيولين وجيه‬
‫لمييا اتصييلت عمارتييان وال تالصييقت داران وقييد مصييرت الصييحابة رضييي اهلل عيينهم البصيرة علييى عهييد عميير‬
‫رضييي اهلل عنييه وجعلوهييا خطط ياً لقبا ييل أهلهييا فجعل يوا عييرض نييارعها األعظييم وهييو مربييدها سييتين ذ ارع ياً‪،‬‬
‫وجعلوا عرض ما سواو من النوار عنرين ذ ارعياً‪ ،‬وجعليوا عيرض كيل زقياق سيبعة أذر ‪ ،‬وجعليوا وسيط كيل‬
‫خطيية رحبيية فسيييحة لميرابط خيييلهم وقبييور موتيياهم وتالصييقوا فييي المنييازل ولييم يفعليوا ذلييك إال عيين رأو اتفقيوا‬
‫عليه ونص ال يجوز خالفهي وقيد روى بنيير بين كعيب عين أبيي هرييرة أن رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم‬
‫قال‪" :‬ا ا تدا ير القوم في طريق فليج ل سب ة ي رع"ي‬
‫وأما المياو المستخرجة فتنقسم بالبة أقسام مياو األنهار ومياو آبار ميياو عييون فأميا األنهيار فتنقسيم‬
‫بالبة أقسام‪:‬‬
‫أح ييدها م ييا أجي يراو اهلل تع ييالى م يين كب ييار األنه ييار الت ييي يحتقره ييا اجدمي ييون كدجل يية والفييرات ويس ييميان‬
‫الرافدين فماؤهما يتسا للزر وللناربة‪ ،‬وليس يتصور فيه قصور عن كفاية وال ضرورة تدعو فيه إلى تناز‬
‫أو مناحنة‪ ،‬فيجوز لمن ناء من الناس أن يأخذ منها لضيعته نرباً ويجعيل مين ضييعته إليهيا مغيضياً‪ ،‬وال‬
‫يمنا من أخذ نرب وال يعارض في إحداث مغيضي‬
‫والقسم الباني ما أجراو اهلل تعيالى مين صيغار األنهيار‪ ،‬وهيو عليى ضيربين‪ :‬أحيدهما أن يعليو ماؤهيا‬
‫ذوان لييم يحييبس ويكفييي جميييا أهلييه ميين غييير تقصييير‪ ،‬فيجييوز لكييل ذو أرض ميين أهلييه أن يأخييذ منييه نييرب‬
‫أرضه فيي وقيت حاجتيه وال يعيارض بعضيهم بعضياً‪ ،‬فيذن أراد قيوم أن يسيتخرجوا منيه نهي اًر يسياق إليى أرض‬
‫أخرى أو يجعلوا إليه مغيض نهر آخر نظر‪ ،‬فذن كان ذلك مض اًر بأهل هذا النهير منيا منيه‪ ،‬ذوان ليم يضير‬
‫بهم لم يمناي والضرب الباني أن يسيتقل مياء هيذا النهير وال يعليو للنيرب إال بحبسيه فليمول مين أهيل النهير‬
‫أن يبتدإ بحبسه ليسقى أرضه حتى تكتفي منه وترتوو بم يحبسه من يليه حتى يكون آخرهم أرضاً آخيرهم‬
‫حبسياًي روى عبييادة بين الصييامت‪" :‬يم النبااي صاالى اهلل عليااه وساالم وضااى فااي داارب النفاال ماام‬
‫السيل يم لبعلى يم يدرب وبل األسفل ثم يرسال المااء الاى األسافل الا ي يلياه كا لة حتاى‬
‫ينقضى األرضوم"ي‬
‫وأما قدر ما يحبسه في الماء في أرضه‪ ،‬فقد روى محمد بن إسيحاق عين أبيي ماليك بين بعلبية عين‬
‫الماااء فااي‬ ‫أبيييه‪" :‬يم رسااول اهلل صاالى اهلل عليااه وساالم وضااى فااي وادي مااازور يم يحااب‬
‫األرض الى الك بيم‪ ،‬فإ ا بلل الى الك بيم يرسل الى األفرى"ي‬
‫وقييال مالييك‪ :‬وقضييى فييي سيييل بطحييان بمبييل ذلييك فقييدرو بييالكعبين‪ ،‬وليييس هييذا القضيياء منييه علييى‬
‫العموم في األزمان والبلدان‪ ،‬ألنه مقدر بالحاجةي‬
‫وقييد يختلييف ميين خمسيية أوجييه‪ :‬أحييدها بيياختالف األرضييين‪ ،‬فمنهييا مييا يرتييوو باليسييير ومنهييا ميياال‬
‫يؤتيوو إال بيالكبير‪ :‬والبيياني بيذختالف مييا فيهيا‪ ،‬فييذن لليزر ميين النيرب قييد اًر وللنخيل واألنييجار قيد اًري والبالييث‬
‫باختالف الصيف والنتاء‪ ،‬فيذن لكيل واحيد مين الزميانين قيد اًر‪ ،‬وال اربيا باختالفهيا فيي وقيت اليزر وقبليه‪ ،‬فيذن‬
‫لكل واحد من الوقتين قد اًري والخامس باختالف حيال المياء فيي بقا يه وانقطاعيه‪ ،‬فيذن المنقطيا يؤخيذ منيه ميا‬
‫يدخر والدا م يؤخذ منه ما يستعمل‪ ،‬فالختالفه من هذو األوجه الخمسة لم يكن تحديدو بما قضاو رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم في أحدها وكيان معتبي اًر بيالعرف المعهيود عنيد الحاجية إلييهي فليو سيقى رجيل أرضيه أو‬
‫فجرها فسال من ما ها إلى أرض جارو فغرقها لم يضمن ألنه تصرف في ملكه بمبا ‪ ،‬فذن اجتما فيي ذليك‬
‫الماء سمك كان الباني أحق بصيدو من األول ألنه في ملكهي‬
‫والقسييم البالييث ميين األنهييار مييا احتفيرو اجدميييون لمييا أحيييوو ميين األرضييين فيكييون النهير بييينهم مالكياً‬
‫منيتركاً كالزقيياق المرفيو بييين أهليه ال يخييتص أحيدهم بملكييه‪ ،‬فييذن كيان هييذا النهير بالبصيرة يدخليه ميياء المييد‬
‫فهو يعم جميا أهله ال يتناحون فيه التسا ما ه وال يحتاجون إلى حبسه لعلوو بالمد إلى الحد الذو ترتوو‬
‫منه جميا األرضين بم يقبض بعيد االرتيواء فيي الجيزر‪ ،‬ذوان كيان بغيير البصيرة مين اليبالد التيي ال ميد فيهيا‬
‫وال جييزر فييالنهر مملييوك لميين احتفيرو ميين أربيياب األرضييين ال حييق فيييه لغييرو فييي نييرب منييه وال مغيييض‪ ،‬وال‬
‫يجوز لواحد من أهله أن ينفيرد بنصيب عبيارة علييه وال برفيا ما يه وال إدارة رحيى فييه إال عين مرضياة جمييا‬
‫أهلييه النييتراكهم فيمييا هييو ممنيو ميين التفييرد بييه كمييا ال يجييوز فييي الزقيياق المرفييو أن يفييتح إليييه بابياً‪ ،‬وال أن‬
‫يخرج عليه جناحاً وال يمد عليه ساباطاً إال بمرضاة جميعهمي‬
‫بم ال يخلو حال نربهم منه من بالبة أقسام‪ :‬أحدها أن يتناوبوا عليه باأليام إن قلوا وبالساعات إن‬
‫كبييروا‪ ،‬ويقترعيوا إن تنييازعوا فييي الترتيييب حتييى يسييتقر لهييم ترتيييب األول وميين يليييه ويخييتص كييل واحييد ميينهم‬
‫بنوبتي ي ي ي ي ي ي ي ييه ال يني ي ي ي ي ي ي ي يياركه غي ي ي ي ي ي ي ي ي يرو فيهي ي ي ي ي ي ي ي ييا‪ ،‬بي ي ي ي ي ي ي ي ييم هي ي ي ي ي ي ي ي ييو مي ي ي ي ي ي ي ي يين بعي ي ي ي ي ي ي ي ييدها علي ي ي ي ي ي ي ي ييى مي ي ي ي ي ي ي ي ييا ترتب ي ي ي ي ي ي ي ي يواي‬
‫والقسم الباني أن يقتسموا فم النهر عرضاً بخنبة تأخيذ جيانبي النهير ويقسيم فيهيا حفيور مقيدرة بحقيوقهم مين‬
‫الميياء يييدخل فييي كييل حف يرة منهييا قييدر مييا اسييتحقه صيياحبها ميين خمييس أو عنيير ويأخييذو إلييى أرضييه علييى‬
‫األدواري‬
‫والقسييم البالييث أن يحفيير كييل واحييد ميينهم فييي وجييه أرضييه نيرباً مقييد اًر لهييم باتفيياقهم أو علييى مسيياحة‬
‫أمالكهم ليأخذ من ماء النهر قد حقه ويساوو فيه جميا نركا ه‪ ،‬وليس ليه أن يزييد فييه وال لهيم أن ينقصيوو‬
‫وال لواحد منهم أن يؤخر نرباً مقدماً‪ ،‬كما ليس لواحيد مين أهيل الزقياق المرفيو أن ييؤخر بابياً مقيدماًي ولييس‬
‫لييه أن يقييدم ن يرباً مييؤخ اًر ذوان جيياز أن يقييدم باب ياً مييؤخ اًر‪ ،‬ألن فييي تقييديم البيياب المييؤخر اقتصييا اًر علييى بعييض‬
‫الحييق وفييي تقييديم النييرب المييؤخر زيييادة علييى الحييق‪ ،‬فأمييا ح يريم هييذا النهيير المحفييور فييي الم يوات فهييو عنييد‬
‫النييافعي معتبيير بعييرف النيياس فييي مبلييه‪ ،‬وكييذلك حكييم القنيياة ألن القنيياة نهيير بيياطن وقييال أبييو حنيفيية‪ :‬ح يريم‬
‫النهيير ملقييى طينييهي قييال أبييو يوسييف‪ :‬وحيريم القنيياة مييا لييم يسييح علييى وجييه األرض وكييان جامعياً للميياء ولهييذا‬
‫القول وجه مستحسني‬
‫وأمييا اجبييار فلحافرهييا بالبيية أح يوال‪ :‬أحييدها أن يحفرهييا لسييابلة فيكييون ماؤهييا منييتركاً وحافرهييا فيييه‬
‫كأحييدهمي قييد وقييف عبمييان رضييي اهلل عنييه ب يير روميية فكييان يضييرب بييدلوو مييا النيياس وينييترك فييي ما هييا إذا‬
‫اتسا نرب الحيوان وسقى الزر ‪ ،‬فذن ضاق ماؤها عنهميا كيان نيرب الحييوان أوليى بيه مين اليزر وينيترك‬
‫فيها اجدميون والبها م‪ ،‬فذن ضياق عنهما كان اجدميون بما ها أحق من البها مي‬
‫والحاليية البانييية أن يحتفره ييا الرتفاقييه بما هييا كالبادي يية إذا انتجع يوا أرض ياً وحف ييروا فيهييا ب ي اًر لني يربهم‬
‫ونرب موانيهم كانوا أحق بما ها ما أقاموا عليها في نجعتهم وعليهم بيذل الفضيل مين ما هيا للنياربين دون‬
‫غيرهم فذذا ارتحلوا عنهيا صيارت الب ير سيابلة فتكيون خاصية االبتيداء وعامية االنتهياء‪ ،‬فيذن عيادوا إليهيا بعيد‬
‫االرتحال عنها كانوا هم وغيرهم سواء فيها ويكون السابق إليها أحق بهاي‬
‫والحالة البالبة أن يحتفرها لنفسه ملكاً فما لم يبلغ بالحفر إلى استنباط ما ها لم يستقر ملكه عليهيا‪،‬‬
‫ذواذا اسييتنبط ماءهييا اسييتقر ملك ياً بكمييال اإلحييياء إال أن يحتيياج إلييى طييي فيكييون طيهييا ميين كمييال اإلحييياء‬
‫واستقرار الملك بم يصير مالكاً لها ولحريمهاي‬
‫واختلييف الفقهيياء فييي قييدر حريمهييا‪ ،‬فييذهب النييافعي رحمييه اهلل إلييى أنييه معتبيير بييالعرف المعهييود فييي‬
‫مبلهيياي وقييال أبييو حنيفيية‪ :‬حيريم الب يير للناضييح خمسييون ذارعياً وقييال أبييو يوسييف حريمهييا سييتون ذ ارعياً إال أن‬
‫يكييون رنيياؤها أبعييد فيكييون لهييا منتهييى رنييا هاي قييال أبييو يوسييف وح يريم ب يير العطيين أربعييون ذ ارع ياً‪ ،‬وهييذو‬
‫المقييادير ال تببييت إال بيينص‪ ،‬فييذن جاءهييا نييص كييان متبع ياً ذواال فهييو معلييول وللتقييدير بمنتهييى الرنيياء وجييه‬
‫يصييح اعتبييارو ويكييون داخ يالً فييي العييرف المعتب ير‪ ،‬فييذذا اسييتقر ملكييه علييى الب يير وحريمهييا فهييو أحييق بما هييا‬
‫واختلف أصحاب النيافعي هيل يصيير مالكياً ليه قبيل اسيتقا ه وحيازتيه‪ ،‬فيذهب بعضيهم إليى أنيه يجيرو عليى‬
‫ملكه في ق اررو قبل حيازته؛ كما إذا ملك معدناً ملك ما فيه قبل أخذو‪ ،‬يجوز بيعه قبل اسيتفا ه‪ ،‬ومين اسيتقاو‬
‫بغير إذنه استرجا منهي وقال آخرون ال يملكه إال بعد الحييازة صيلة موضيوعة عليى اإلباحية‪ ،‬وليه أن يمنيا‬
‫ميين التصييرف فيهييا باسييتفا ه فييذن غلبييه ميين اسييتقاء لييم يسييترجا منييه نييي اً‪ ،‬فييذذا اسييتقر حكييم هييذو الب يير فييي‬
‫اختصاصييه بملكهييا واسييتحقاقه لما هييا فلييه سييقي موانيييه وزرعييه ونخيليية أنييجارو‪ ،‬فييذن لييم يفضييل عيين كفايتييه‬
‫فضل لم يلزمه بذل نيء منه إال لمضطر على نفسي‬
‫وروى الحسيين رحمييه اهلل أن رج يالً أتييى أهييل ميياء فاستسييقاهم فلييم يسييقوو حتييى مييات فييأغرمهم عميير‬
‫رضييي اهلل عنييه الدييية‪ ،‬ذوان فضييل منييه بعييد كفايتييه فضييل لزمييه علييى مييذهب النييافعي أن يبييذل فضييل ما ييه‬
‫للنيياربه ميين أربيياب الموانييي والحي يوان دون ال يزر واألنييجار وقييال ميين أصييحابه أبييو عبيييدة بيين جربونيية ال‬
‫يلزمه بيذل الفضيل منيه لحييوان وال زر ي وقيال آخيرون مينهم يلزميه بذليه للحييوان دون اليزر وميا ذهيب إلييه‬
‫النافعي من وجوب بذله للحيوان دون الزر هو المنرو ي روى أبو الزناد عن األعرج عن أبي هريرة قال‪:‬‬
‫قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬مم منع فضل الماء ليمناع باه فضال الكاب من اه اهلل فضال‬
‫رحمته يوم القيامة"ي‬
‫وبذل هذا الفضل معتبر بأربعة نروط‪ :‬أحدها أن يكون في قرار الب ر‪ ،‬فذن استقاو ليم يلزميه بذليه‪،‬‬
‫والبياني أن يكييون متصيالً بكييم يرعيى‪ ،‬فييذن ليم يقييرب مين الكييم ليم يلزمييه بذليه‪ ،‬والبالييث أن ال تجيد الموانييي‬
‫غيرو‪ ،‬فذن وجدت مباحاً غيرو لم يلزمه بذله وعدلت المواني إلى الماء المبا ‪ ،‬فيذن كيان غييرو مين الموجيود‬
‫مملوكاً لزم كل واحد من مالكي الماءين أن يبذل فضل ما ه لمن ورد إليه‪ ،‬فذذا اكتفت المواني بفضل أحد‬
‫الماءين سقط الفرض عن اجخري الرابا أن ال يكون عليه في ورد المواني إلى ما ه ضرر يلحقيه فيي زر‬
‫وال مانية فيذن لحقيه بورودهيا ضيرر منعيت وجياز للرعياة اسيتقاء فضيل المياء لهيا‪ ،‬فيذذا كمليت هيذو النيروط‬
‫األربعة لزمه بذل الفضل وحرم عليه أن يأخذ له بمناً‪ ،‬ويجوز ما اإلخالل بهيذو النيروط أن يأخيذ بمنيه إذا‬
‫باعه مقد اًر بكيل أو وزن‪ ،‬وال يجوز أن يبيعه جزافاً وال مقدا اًر برو مانية أو زر ‪ ،‬ذواذا احتفر ب ر أو ملكهيا‬
‫وحريمها بم احتفر آخر بعد حريمها ب اًر فنضب ماء األول وغار فيها أقر عليها ولم يمنا منهيا‪ ،‬وكيذلك ليو‬
‫حفرهييا لطهييور فتغييير بهييا ميياء األول أقييربي وقييال مالييك إذا نضييب ميياء األول إليهييا أو تغييير بهييا منييا منهييا‬
‫وطمتي‬
‫وأما العيون فتنقسم بالبة أقسام‪ :‬أحدها أن يكون مما أنبا اهلل تعالى ماءها ولم يسيتنبطه اجدمييون‬
‫فحكمهييا حكييم مييا أج يراو اهلل تعييالى ميين األنهييار‪ ،‬ولميين أحيييا أرض ياً بما هييا أن يأخييذ منييه قييدر كفايتييه‪ ،‬فييذن‬
‫تنيياحوا فيييه لضيييفه روعييي مييا أحييي بما هييا ميين الم يوات‪ ،‬فييذن تقييدم فيييه بعضييهم علييى بعييض كييان ألسييبقهم‬
‫إحياء أن يستوفي من منها نرب أرضه بم لمن يليه‪ ،‬فذن قصر النرب عن بعضهم كان نقصانه فيي حيق‬
‫األخير‪ ،‬ذوان انتركوا في اإلحياء على سواء ولم يسبق به بعضهم بعضاً تحاضوا فيه إما بقسمة الماء ذواما‬
‫بالمهايأة عليهي‬
‫والقسييم البيياني أن يسيتنبطها اجدميييون فتكييون ملكياً لميين اسييتنبطها ويملييك معهييا حريمهييا وهييو علييى‬
‫مييذهب النييافعي معتبيير بييالعرف المعهييود فييي مبلهييا ومقييدر بالحاجيية الداعييية إليهيياي وقييال أبييو حنيفيية ح يريم‬
‫العييين خمسييما ة ذ ار ولمسييتنبط هييذو العييين سييوق ما هييا إلييى حيييث نيياء وكييان مييا جييرى فيييه ماؤهييا ملكياً لييه‬
‫وحريمهي‬
‫والقسييم البالييث أن يسييتنبطها الرجييل فييي ملكييه فيكييون أحييق بما هييا لنييرب أرضييه‪ ،‬فييذن كييان قييدر‬
‫كفايتهييا فييال حييق عليييه فيييه غييال لنييارب مضييطري ذوان فضييل عيين كفايتييه أراد أن يحيييي بفضييله أرضياً مواتياً‬
‫فهو أحق به لنرب ما أحيياو ذوان ليم ييردو لميوات أحيياو لزميه بذليه ألربياب الموانيي دون اليزر كفضيل مياء‬
‫الب ر‪ ،‬فذن اعتاض عليه من أرباب الزر جاز‪ ،‬ذوان اعتاض من أربياب الموانيي ليم يجيوز لمين احتفير فيي‬
‫البادييية ب ي اًر فملكهييا أو عينياً اسييتنبطها أو يبيعهييا‪ ،‬وال يحييرم عليييه بمنهيياي وقييال سييعيد بيين المسيييب وابيين أبييي‬
‫ذ ب ال يجوز له بيعها‪ ،‬وال يحرم عليه بمنها‪ ،‬وقال عمر بن عبد العزيز وأبو الزنياد إن باعهيا لرغبية جياز‪،‬‬
‫ذوان باعها لخالء لم يجز وكان أقرب الناس إلى مالك أحق بها بغير بمن‪ ،‬فذن رجا الخالي فهو أملك لهاي‬
‫عدر‬ ‫الباب الساد‬
‫في الحمى واألرفاق‬

‫وحمى الموات هو المنا من إحيا ه إمالكاً ليكون مستبقى اإلباحة لنبت الكم ورعي الموانيي‬
‫"وااااد حمااااى رسااااول اهلل صاااالى اهلل عليااااه وساااالم بالمدينااااة وصاااا د جااااب ً بااااالبقيع"ي‬
‫قال أبو عبيد‪ :‬هو النقيا بالنوني‬
‫وقال‪" :‬ه ا حماي ويدار بيده الى القاع"ي‬
‫وهو قدر ميل فيي سيتة أمييال حمياو لخلييل المسيلمين مين األنصيار والمهياجريني فأميا حميى األ مية‬
‫بعدو فذن حموا به جميا الموات أو أكبرو لم يجز‪ ،‬ذوان حموا أقلة لخاصة من الناس أو ألغنا هم لم يجزي‬
‫ذوان حموو لكافة المسلمين أو للفقراء والمساكين ففي جيوازو قيوالن‪ :‬أحيدهما ال يجيوز ويكيون الحميى‬
‫خاصاً لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم لرواية الصعب ابن جبامة أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم حيين‬
‫حمى البقيا قال‪" :‬ال حمى اال هلل ولرسوله"ي‬
‫والقيول البيياني أن حمييى األ ميية بعييدو جييا ز كجيوازو لهيم‪ ،‬ألنييه كييان يفعييل ذلييك لصييال المسييلمين ال‬
‫لنفسه فكذلك من قام مقامه في مصالحهمي قد حمى أبو بكر رضي اهلل عنه بالربذة ألهل الصدقة واستعمل‬
‫عليه موالو أبا سالمةي وحمى عمر رضي اهلل عنه من النرف مبل ما حماو أبو بكر من الربذة وولى علييه‬
‫مييولى لييه يقييال لييه هنييى وقييال‪ :‬يييا هنييى ضييم جناحييك عيين النيياس‪ ،‬واتييق دعييوة المظلييوم فييذن دعييوة المظلييوم‬
‫مجابيية‪ ،‬وأدخييل رب الص يريمة ورب الغنيميية‪ ،‬ذواييياك ونعييم بيين عفييان وبيين عييوف فذنهمييا إن تهلييك مانيييتهما‬
‫يرجعييان إلييى نخييل وزر ‪ ،‬ذوان رب الص يريمة ورب الغنيميية يييأتيني بعيالييه فيقييول يييا أمييير المييؤمنين أفتيياركهم‬
‫أنا ال أباك فالكم أهون علي من الدينار والدرهم‪ ،‬والذو نفسي بيدو لوال المال الذو أحمل عليه في سيبيل‬
‫اهلل م ييا حمي ييت عل يييهم م يين بالده ييم ن ييب اًري فأم ييا ق ييول رس ييول اهلل ص ييلى اهلل علي ييه وس ييلم "ال حماااى اال هلل‬
‫ولرسوله"‪ :‬فمعناو ال حمى إال على مبل ما حماو اهلل ورسوله للفقراء والمساكين ولمصالح كافة المسيلمين‪،‬‬
‫ال على مبل ما كانوا عليه ف الجاهلية مين تفيرد العزييز مينهم بيالحمى لنفسيه‪ ،‬كاليذو كيان يفعليه كلييب بين‬
‫وا ييل‪ ،‬فذنييه كييان ي يوافى بكلييب علييى ننيياز ميين األرض بييم يسييتعديه ويحمييي مييا انتهييى إليييه ع يواؤو ميين كييل‬
‫الجهات‪ ،‬وينارك الناس فيما عداو حتى كان ذلك سبب قتله‪ ،‬وفيه يقول العباس بن مرداس من الطويل‪:‬‬

‫*** من العز حتى طا وهو قتيلها‬ ‫كما كان يبغيها كليب بظليميه‬
‫*** ذواذ يمنا األقناء منها حلولهيا‬ ‫على وا ل إذ يترك الكلب نابحاً‬
‫ذواذا جييرى علييى األرض حكييم الحمييى اسييتبقاء لمواتهييا سييابالً ومنع ياً ميين إحيا هييا ملك ياً روعييي حكييم‬
‫المحم ييي‪ ،‬ف ييذن ك ييان للكاف يية تس يياوى في ييه جم يييعهم م يين غن ييي وفقي يير ومس ييلم وذم ييي ف ييي رع ييي كلي ي هم بخ يييلهم‬
‫ومانيييتهم‪ ،‬فييذن خييص بييه المسييلمون انييتراك فيييه أغنييياؤهم وفقيراؤهم ومنييا ميينهم أهييل الذميية‪ ،‬ذوان خييص بييه‬
‫الفقراء والمساكين منا منه األغنياء وأهل الذمة وال يجوز أن يخص به األغنياء دون الفقراء وال أهيل الذمية‬
‫دون المسلمين‪ ،‬ذوان خص به نعم الصدقة أو خيل المجاهدين لم ينركهم فيه غيرهم بم يكون الحمى جارياً‬
‫على ما اسيتقر علييه مين عميوم وخصيوص‪ ،‬فليو اتسيا الحميى المخصيوص لعميوم النياس جياز أن ينيتركوا‬
‫فيييه الرتفييا الضييرر عميين خييص بييه‪ ،‬ولييو ضيياق الحمييى العييام عيين جميييا النيياس لييم يجييز أن يخييتص بييه‬
‫أغنيياؤهم‪ ،‬وفييي جيواز اختصياص فقي ار هم بييه وجهييان‪ ،‬ذواذا اسيتقر حكييم الحمييى عليى أرض فأقييدم عليهييا ميين‬
‫أحياها ونقض حماها روعي الحمى‪ ،‬فذن كان مما حماو رسول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم كيان الحميى بابتياً‬
‫واإلحياء باطالً والمتعرض إلحيا ه مردوداً من جو اًر ال سيما إذا كيان سيبب الحميى باقيياً‪ ،‬ألنيه ال يجيوز أن‬
‫يعارض حكم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بنقض وال إبطالي‬
‫ذوان كان من حمى األ مة ويجرو عليه حكيم الحميى كاليذو حمياو رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم‬
‫ألنه حكم نفذ بحق‪ :‬والقول الباني يقر اإلحياء ويكون حكمه أببت من الحمى لتصريح رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم بقوله‪" :‬مم يحيى يرضاً مواتاً فاي له"ي‬
‫وال يجييوز ألحييد ميين اليوالة أن يأخييذ ميين أربيياب الموانييي عوضياً عيين م ارعييي ميوات أو حمييى لقييول‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬المسلموم دركاء في ث ث الماء والنار والكب"ي‬
‫وأمييا األرفيياق فهييو أرفيياق النيياس بمقاعييد األسيواق وأفنييية الن يوار وحيريم األمصييار ومنييازل األسييفار‬
‫فيقسييم بالبيية أقسييام‪ :‬قسييم يخييتص االرتفيياق فيييه بالصييحارى والفل يواتي وقسييم يخييتص االرتفيياق فيييه بأفنييية‬
‫األمالك‪ ،‬وقسم يختص بالنوار والطرقي‬
‫فأم ييا القس ييم األول وه ييو م ييا اخ ييتص بالص ييحارى والفلي يوات فكمن ييازل األس ييفار وحل ييول المي يياو وذل ييك‬
‫ض يربان‪ :‬أحييدهما أن يكييون الجتييياز السييابلة واسييتراحة المسييافرين فيييه فييال نظيير للسييلطان فيييه لبعييدو عنييدو‬
‫وضرورة السابلة إليه‪ ،‬والذو يختص السلطان له من ذلك بذصال عورته وحفظ مياهه والتخلية بين النياس‬
‫وبين نزوله ويكون السابق إلى المنزل أحق بحلوله فيه من المسبوق حتى يرتحل عنه لقول النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪" :‬مم مناخ مم سبق الياا"ي‬
‫فييذن وردوو علييى س يواء وتنييازعوا فيييه نظيير فييي التعييديل بييينهم ممييا يزيييل تنييازعهم وكييذلك البادييية إذا‬
‫انتجع يوا أرض ياً طلب ياً للكييم وارتفاق ياً بييالمرعى وانتقيياالً ميين أرض إلييى أخييرى كييانوا فيمييا نزلييوو وارتحل يوا عنييه‬
‫كالسييابلة ال اعت يراض عليييهم فييي تنقليييهم ورعيييهمي والضييرب البيياني أن يقصييدوا نييزول األرض اإلقاميية فيهييا‬
‫واالستيطان لهيا‪ ،‬فللسيلطان فيي نزولهيا بهيا نظير ي ارعيي فييه األصيلح‪ ،‬فيذن كيان مضي اًر بالسيابلة منعيوا منهيا‬
‫قبل النزول وبعدو‪ ،‬ذوان لم يضر بالسابلة راعى األصلح في نزولهم فيها أو منعهم منهيا ونقيل غييرهم إليهيا‪،‬‬
‫كمييا فعييل عميير حييين مصيير البصيرة والكوفيية نقييل إلييى كييل واحييد ميين المصيرين ميين رأى المصييلحة فيييه لي ال‬
‫يجتما فيه المسافرون فيكون سبباً النتنار الفتنة وسفك الدماء وكما يفعل في إقطا الميوات ميا ييرى‪ ،‬فيذن‬
‫لم يستأذنوو حتى نزلوو لم يمنعهم منه كما ال يمنيا مين أحييى مواتياً بغيير إذنيه ودبيرهم بميا ييراو صيالحاً لهيم‬
‫ونهاهم عن إحداث زيادة من بعيد إال عين إذنيهي روى كبيير بين عبيد اهلل عين أبييه عين جيدو قيال‪ :‬قيدمنا ميا‬
‫عمير بين الخطيياب فيي عمرتيه سيينة سيبا عنيرة فكلمييه أهيل الميياو فييي الطرييق أن يبنيوا بيوتياً فيميا بيين مكيية‬
‫والمدينة لم تكن قبل ذلك‪ ،‬فأذن لهم وانترط عليهم أ‪ ،‬ابن السبيل أحق بالماء والظلي‬
‫وأما القسم البياني وهيو ميا يخيتص بأفنيية اليدور واألميالك‪ ،‬فيذن كيان مضي اًر بأربابهيا منيا المرتفقيون‬
‫منها إال أن يأذنوا بدخول الضرر عليهم فيمكنوا‪ ،‬ذوان كان غير مضر بهم ففي إباحة ارتفاقهم به مين غيير‬
‫إذنهم قوالن‪ :‬أحدهما أن لهم االرتفاق بها ذوان لم يأذن أربابها؛ ألن الحريم مرفق إذا وصيل أهليه إليى حقهيم‬
‫منه ساواهم الناس فيما عداوي والقول الباني أنه ال يجوز االتفاق بحريمهم إال عن إذنهم ألنه تبا ألمالكهيم‬
‫فكييانوا بييه أحييق وبالتصييرف فيييه أخييص‪ ،‬فأمييا ح يريم الجوامييا والمسيياجد‪ ،‬فييذن كييان االتفيياق بييه مض ي اًر بأهييل‬
‫المساجد والجواما منعوا منه ولم يجز للسلطان أن يأذن لهم فيه ألن المصلين به أحق‪ ،‬ذوان لم يكن مضي اًر‬
‫أجاز ارتفاقهم بحريمها‪ ،‬وهل يعتبر فيه إذن السلطان لهم على وجهين من القولين في حريم األمالكي‬
‫وأما القسيم الباليث وهيو ميا اخيتص بأفنيية النيوار والطيرق فهيو موقيوف عليى نظير السيلطان‪ ،‬وفيي‬
‫نظرو وجهان‪ :‬أحدهما أن نظرو فيه مقصور على كفهم عين التعيدو ومينعهم مين اإلضيرار واإلصيال بيينهم‬
‫عند التناجر‪ ،‬وليس له أن يقيم جالساً وال أن يقدم مؤخ اًر ويكون السابق إلى المكان أحق به من المسبوق‪،‬‬
‫والوجه البياني أن نظيرو فييه نظير مجتهيد فيميا ييراو صيالحاً فيي إجيالس مين يجلسيه ومنيا مين يمنعيه وتقيديم‬
‫من يقدمه كما يجتهد في أموال بيت المال ذواقطا الموات وال يجعل السابق منهما إلى المكان أحق به مين‬
‫المسبوق‪ ،‬فذذا انصرف عنه كان هو وغيرو من الغد فيه سواء يراعى فيه السابق إليه وقيال ماليك إذا عيرف‬
‫أحييدهم بمكييان وصييار بييه منييهو اًر كييان أحييق بييه ميين غييرو قطعياً للتنيياز وحسييماً للتنيياجر‪ ،‬واعتبييار هييذا ذوان‬
‫كان له في المصلحة وجه يخرجه عن حكم اإلباحة إلى حكم الملكي‬
‫وأما جلوس العلماء والفقهاء في الجواما والمساجد والتصدو للتيدريس والفتييا فعليى كيل واحيد مينهم‬
‫زاجر من نفسه أن ال يتصدى لما لييس ليه بأهيل فيضيل بيه المسيتهدو وييزل بيه المسترنيد‪ ،‬وقيد جياء األبير‬
‫بأني‬
‫"يجرؤكم على الفتيا يجرؤكم على جراثيم جانم"ي‬
‫والسلطان فيهم من النظر ميا يوجبيه االختييار مين إقي اررو أو إنكيارو‪ ،‬فيذذا أراد مين هيو ليذلك أهيل أن‬
‫يترتيب فيي أحييد المسياجد لتييدريس أو فتيياً نظيير حيال المسيجد‪ ،‬فييذن كيان ميين مسياجد المحييال التيي ال يترتييب‬
‫األ مة فيها مين جهية السيلطان ليم يليزم مين ترتيب فييه للتيدريس والفتييا اسيت ذان السيلطان فيي جلوسيه كميا ال‬
‫يلزم أن يستأذن فيه من ترتب ليمامة‪ ،‬ذوان كان من الجواما وكبار المساجد التي يترتب األ مة فيها بتقلييد‬
‫السلطان روعي في ذلك عرف البلد وعادته في جلوس أمباله‪ ،‬فذن كيان للسيلطان فيي جليوس مبليه نظير ليم‬
‫يكين ليه أن يترتيب للجليوس فييه إال عين إذنيه كميا ال يترتيب ليمامية فييه إال عين إذنيه لي ال يفتيات علييه فيي‬
‫واليته‪ ،‬ذوان لم يكن للسلطان في مبله نظر معهود لم يلزم است ذانه للترتيب فيه وصار كغييرو مين المسياجد‪،‬‬
‫ذواذا ارتسم بموضا من جاما أو مسجد فقد جعليه ماليك أحيق بالموضيا إذا عيرف بيهي واليذو علييه جمهيور‬
‫الفقهاء أن هذا يستعمل في عرف االستحسان وليس بحق منرو ي ذواذا قام عنه زال حقه منه وكان السابق‬
‫فيه والباد"ي‬ ‫إليه أحق لقول اهلل تعالى‪" :‬سواء ال اك‬
‫ويمنا النياس فيي الجواميا والمسياجد مين اسيتطراق حليق الفقهياء والقيراء صييانة لحرمتهياي وقيد روو‬
‫عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قال‪" :‬ال حمى اال في ث ث ثلة الب ر‪ ،‬وطاول الفار ‪ ،‬وحلقاة‬
‫فااو ماا دار فياه بمقاوده ا ا‬ ‫القوم" فأما ثلة الب ار فااو منتااى حريمااا" ويماا طاول الفار‬
‫للتداور والحديث"ي‬ ‫كام مربوطاً‪ ،‬ويما حلقة القوم فاو استدارتام في الجلو‬
‫ذواذا تنيياز أهييل المييذاهب المختلفيية فيمييا يسييوغ فيييه االجتهيياد لييم يعتييرض عليييهم فيييه إال أن يحييدث‬
‫بيينهم تنياف اًر فيكفيوا عنيه‪ ،‬ذوان حيدث منيياز ارتكيب ميا ال يسيوغ فييه االجتهياد كييف عنيه ومنيا منيه‪ ،‬فيذن أقييام‬
‫عليييه وتظيياهر باسييتغواء ميين يييدعو إليييه لييزم السييلطان أن يحسييم بزواجيير السييلطنة ظهييور بدعتييه ويوضييح‬
‫بدال ل النر فساد مقالته‪ ،‬فذن لكل بدعة مستمعاً‪ ،‬ولكل مستغو متبعاً‪ ،‬ذواذا تظاهر بالصال مين اسيتبطن‬
‫ما سواو ترك‪ ،‬ذواذا تظاهر بالعلم من عرى منه هتك ألن الداعي إلى صال ليس فيه مصيلح واليداعي إليى‬
‫علم ليس فيه مضلي‬
‫الباب السابع عدر‬
‫في يحكام اإلوطاع‬

‫ذواقطا السلطان مختص بميا جياز فييه تصيرفه ونفيذت فييه أواميرو‪ ،‬وال يصيح فيميا تعيين فييه مالكيه‬
‫وتميز مستحقهي وهو ضربان‪ :‬إقطا تمليكي ذواقطا استغاللي‬
‫فأما إقطيا التملييك فتنقسيم فييه األرض المقطعية بالبية أقسيام‪ :‬ميوات وعيامر ومعيادن فأميا الميوات‬
‫فعلى ضربين‪ :‬أحدهما ما لم يزل مواتاً على قديم الدهر فلم تجر فيه عميارة وال يببيت علييه مليك فهيذا اليذو‬
‫يجوز للسلطان أن يقطعه من يحييه ومن يعمرو‪ ،‬ويكون اإلقطيا عليى ميذهب أبيي حنيفية نيرطاً فيي جيواز‬
‫اإلحياء ألنه يمنا من إحياء الموات إال بذذن اإلمام‪ :‬وعلى مذهب اإلمام النافعي أن اإلقطا يجعله أحق‬
‫بذحيا ييه ميين غي يرو ذوان لييم يكيين نييرطاً فييي ج يوازو ألنييه يجييوز إحييياء الم يوات بغييير إذن اإلمييام‪ ،‬وعلييى كييال‬
‫المذهبين يكون المقطا أحق بذحيا ه مين غييرو "واد وطاع رساول اهلل صالى اهلل علياه وسالم الزبيار‬
‫باام ال اوام ركااض فرسااه ماام ماوات النقيااع فااأجراه ثاام رمااى بسااوطه رغبااة فااي الزيااادة" فقااال‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يعطوه منتاى سوطه"ي‬
‫والضرب الباني مين الميوات ميا كيان عيام اًر فخيرب فصيار مواتياً عياطالً وذليك ضيربان‪ :‬أحيدهما ميا‬
‫كييان جاهلي ياً كييأرض عيياد وبمييود فهييي كييالموات الييذو لييم يببييت فيييه عمييارة‪ ،‬ويجييوز إقطاعييه قييال رسييول اهلل‬
‫صيلى اهلل علييه وسييلم‪" :‬عااادي األرض هلل ولرسااوله ثاام هاي لكاام منااي"‪ ،‬يعنييي أرض عيادي والضييرب‬
‫الباني ما كان إسالمياً جرى عليه ملك المسلمين بم خرب حتى صار مواتاً عاطالً‪ ،‬فقد اختلف الفقهياء فيي‬
‫حكييم إحيا ييه علييى بالبيية أق يوال‪ :‬فييذهب النييافعي فيييه إلييى أنييه ال يملييك باإلحييياء س يواء عييرف أربابييه أو لييم‬
‫يعرفواي وقال ماليك‪ :‬يمليك باإلحيياء سيواء عيرف أربابيه أو ليم يعرفيواي وقيال أبيو حنيفية رحميه اهلل‪ :‬إن عيرف‬
‫أربابه لم يملك باإلحياء‪ ،‬ذوان لم يعرفوا ملك باإلحياء‪ ،‬ذوان لم يجز على مذهبه أن يملك باإلحياء مين غيير‬
‫إقطييا ‪ ،‬فييذن عييرف أربابييه لييم يجييز إقطاعييه وكييانوا أحييق ببيعييه ذواحيا ييه ذوان لييم يعرف يوا جيياز إقطاعييه وكييان‬
‫اإلقطا نرطاً في جواز إحيا ه‪ ،‬فذذا صار الموات على ما نرحناو إقطاعياً‪ ،‬فمين خصيه اإلميام بيه وصيار‬
‫باإلقطا أحق الناس به لم يستقر ملكه عليه قبل اإلحياء فذن نر فيي إحيا يه صيار بكميال اإلحيياء مالكياً‬
‫له ذوان أمسك عن إحيا ه كان أحق به يداً ذوان لم يصر ملكاً بم روعي إمساكه عن إحيا ه‪ ،‬فذن كيان لعيذر‬
‫ظاهر لم يعترض عليه فيه وأقر في يدو إلى زوال عيذرو‪ ،‬ذوان كيان غيير معيذور قيال أبيو حنيفية ال يعيارض‬
‫فييه قبيل مضيى بيالث سينين‪ ،‬فييذن أحيياو فيهيا ذواال بطيل حكيم إقطاعييه بعيدها احتجاجياً بيأن عمير رضييي اهلل‬
‫عنييه جعييل أجييل اإلقطييا بييالث سيينين‪ ،‬وعلييى مييذهب النييافعي أن تأجيلييه ال يلتييزم ذوانمييا المعتبيير فيييه القييدرة‬
‫على إحيا ه‪ ،‬فذذا مضى عليه زمان يقدر على إحيا ه فيه قيل له إما أن تحييه فيقر في يدك ذواميا أن ترفيا‬
‫يييدك عنييه ليعييود إلييى حالييه قبييل إقطاعييهي وأمييا تأجيييل عميير رضييي اهلل عنييه فهييو قضييية فييي عييين يجييوز أن‬
‫يكون لسبب اقتضاو أو الستحسان رآوي‬
‫فلييو تغلييب علييى هييذا الم يوات المسييتقطا متغلييب فأحييياو فقييد اختلييف العلميياء فييي حكمييه علييى بييالث‬
‫مذاهب‪ :‬مذهب النافعي أن محييه أحق به من مستقطعهي وقال أبو حنيفة إن أحياو قبل بيالث سينين كيان‬
‫ملكاً للمقطا‪ ،‬ذوان أحياو بعدها كان ملكاً للمحييي وقال ماليك إن أحيياو عالمياً باإلقطيا كيان ملكياً للمقطيا‪،‬‬
‫ذوان أحييياو غييير عييالم باإلقطييا خييير المقطييا بييين أخييذو ذواعطيياء المحيييي نفقيية عمارتييه‪ ،‬وبييين تركييه للمحيييي‬
‫والرجو عليه بقيمة الموات قبل إحيا هي‬
‫وأما العامر فضربان‪ :‬أحدهما ما تعين مالكه فال نظر للسلطان فيه إال ما يتعلق بتلك األرض من‬
‫حقوق بيت المال إذا كانت في دار اإلسالم سواء كانت لمسلم أو ذمي‪ ،‬فذن كانت في دار الحيرب التيي ال‬
‫يببت للمسلمين عليها يد فأراد اإلمام أن يقطعها ليملكها المقطا عند الظفر بها جازي‬
‫"وود سأل تميم الداري رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يم يقط اه عياوم البلاد الا ي‬
‫كام منه بالدام وبل فتحه فف ل"ي‬
‫"وسأله يبو ث لبة الفدني يم يقط ه يرضاً كانت بياد الاروم فأعجباه لاة‪ ،‬وواال يال‬
‫تسم وم ما يقول؟ فقال وال ي ب ثة بالحق ليفتحم علية" فكتب له ب لة كتاباً"ي‬
‫وهكذا لو استوهب من اإلمام مال في دار الحرب وهو على ملك أهلها أو استوهب أحد من سبيها‬
‫وذاريها ليكيون أحيق بيه إذا فتحهيا جياز وصيحت العطيية فييه ميا الجهالية بهيا لتعلقهيا بياألمور العاميةي روى‬
‫بم حارثة الطا ي" وال للنبي صلى اهلل عليه وسلم ام فات اهلل‬ ‫النيعبي‪" :‬يم حريم بم يو‬
‫علية الحيرة فأعطني بنت نفيلة"ي‬
‫فلمييا أراد خالييد صييلح أهييل الحييرة قييال لييه حيريم إن رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم جعييل لييي بنييت‬
‫نفيلة فال تدخلها في صلحك ونهد له بنير بين سيعد ومحميد بين مسيلمة فاسيتبناها مين الصيلح ودفعهيا إليى‬
‫حريم فانتريت منه بألف درهم وكانت عجو اًز قد حالت عين عهيدو فقييل ليه ويحيك لقيد أرخصيتها كيان أهلهيا‬
‫ييدفعون إلييك ضييعف ميا سييألت بهيا فقييال ميا كنييت أظين أن عييدداً يكيون أكبيير مين ألييفي ذواذا صيح اإلقطييا‬
‫والتمليييك علييى هييذا الوجييه نظيير حييال الفييتح‪ ،‬فييذن كييان الفييتح عنييوة كييان المسييتقطا والمسييتوهب أحييق بمييا‬
‫اسييتقطعه واسييتوهبه ميين الغييانمين ونظيير فييي الغييانمين‪ ،‬فييذن علم يوا باإلقطييا والهبيية قبييل الفييتح فليييس لهييم‬
‫المطالبيية بعييوض مييا اسييتقطا ووهييب‪ ،‬وأن لييم يعلم يوا حتييى فتح يوا عارضييهم اإلمييام عنييه بمييا يسييتطيب بييه‬
‫نفوسهم كما يستطيب نفوسهم عن غير ذليك مين الغنيا مي وقيال أبيو حنيفية‪ :‬ال يلزميه اسيتطابة نفوسيهم عنيه‬
‫وال عن غيرو من الغنا م إذا رأى المصلحة في أخذها منهمي‬
‫والضرب الباني‪ :‬من العامر ما لم يتعين مالكوو ولم يتميز مستحقوو‪ ،‬وهو على بالبة أقسام‪:‬‬
‫أحدها ما أصفاو اإلمام لبيت المال مين فتيو اليبالد‪ ،‬إميا بحيق الخميس فبأخيذو باسيتحقاق أهليه ليه‪،‬‬
‫ذواما بأن يصطفيه باستطابة نفوس الغانمين عنه فقد اصطفى عمر بن الخطياب رضيي اهلل عنيه مين أرض‬
‫السيواد أميوال كسييرى‪ ،‬وأهييل بيتييه ومييا هييرب عنييه أربابييه أو هلكيوا فكييان مبلييغ غلتهييا تسييعة آالف درهييم كييان‬
‫يصي يرفها ف ييي مص ييالح المس ييلمين ول ييم يقط ييا ن ييي اً منه ييا‪ ،‬ب ييم إن عبم ييان رض ييي اهلل عن ييه أقطعه ييا ألن ييه رأى‬
‫إقطاعهييا إييياو أن يأخييذ منييه حييق الفيييء فكييان ذلييك منييه إقطييا إجييارة ال إقطييا تمليييك فتييوفرت غلتهييا حتييى‬
‫بلغييت علييى مييا قيييل خمسييين ألييف درهييم فكييان منهييا صييالته وعطاييياو بييم تناقلهييا الخلفيياء بعييدو فلمييا كييان عييام‬
‫الجمياجم سيينة ابنتيين وبمييانين فييي فتنية ابيين األنيعث أحييرق الييديون وأخيذ كييل قيوم مييا يليييهم‪ ،‬فهيذا النييو ميين‬
‫العامر ال يجوز إقطا رقبته ألنه قد صيار باصيطفا ه لبييت الميال ملكياً لكافية المسيلمين فجيرى عليى رقبتيه‬
‫حكييم الوقييوف المؤبييدة وصييار اسييتغالله هييو المييال الموضييو فييي حقوقييهي والسييلطان فيييه بالخيييار علييى وجييه‬
‫النظر في األصلح بين أن يستغله لبيت الميال كميا فعيل عمير رضيي اهلل عنيه وبيين أن يتخيير ليه مين ذوو‬
‫المكنة والعمل من يقوم بعميارة رقبتيه بخيراج يوضيا علييه مقيدر بوفيور االسيتغالل ونقصيه كميا فعيل عبميان‬
‫رضي اهلل عنه ويكون الخراج أجرة تصرف في وجيوو المصيالح إال أن يكيون ميأخوذاً بيالخمس فيصيرف فيي‬
‫أهل الخمس‪ ،‬فذن كان ما وضعه من الخراج مقاسمة على النطر من البمار واليزرو جياز فيي النخيل كميا‬
‫ساق رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أهل خيبير عليى النصيف مين بميار النخيل‪ ،‬وجوازهيا فيي اليزر معتبير‬
‫بيياختالف الفقهيياء فييي جيواز المخييابرة‪ ،‬فميين أجازهييا أجيياز الخيراج بهييا وميين منييا منهييا منييا ميين الخيراج بهييا‪،‬‬
‫وقيل بل يجوز الخراج بها‪ ،‬ذوان منا من المخابرة لما يتعلق بها من عموم المصالح التي يتسا حكمها عين‬
‫أحكام العقود الخاصة ويكون العنر واجباً في الزر دون البمر‪ ،‬ألن الزر ملك لزارعيه والبميرة مليك لكافية‬
‫المسلمين مصروفة في مصالحهمي‬
‫والقسم الباني من العامر‪ :‬أرض الخراج فال يجوز إقطا رقابهم تمليكاً ألنها تنقسيم عليى ضيربيني‬
‫ضرب يكون رقابهم وقفاً وخراجها أجيرة‪ ،‬فتملييك الوقيف ال يصيح بذقطاعهيا وال بييا وال هبيةي وضيرب يكيون‬
‫رقابها ملكاً وخراجها جزية فال يصح إقطا مملوك تعين مالكوو‪ ،‬فأما إقطا خراجها فنذكرو بعد في إقطيا‬
‫االستغاللي‬
‫والقسيم الباليث‪ :‬مييا ميات عنيه أربابييه وليم يسيتحقه واربيه بفيرض وال تعصييب فينتقييل إليى بييت المييال‬
‫ميراباً لكافة المسلمين مصروفاً في مصالحهمي وقال أبو حنيفة ميراث من ال وارث له مصروف فيي الفقيراء‬
‫خاصة صدقة عن الميت‪ ،‬ومصرفه عند النافعي في جوو المصالح أعم ألنه قد كان من األمالك الخاصة‬
‫وصار بعدا النتقال إلى بيت المال من األمالك العامةي وقد اختلف أصحاب النافعي فيما انتقيل إليى بييت‬
‫المال من رقاب األموال هل يصير وقفاً عليه بنفس االنتقال إليه؟ عليى وجهيين‪ :‬أحيدهما‪ :‬أنهيا تصيير وقفياً‬
‫لعمييوم مصيرفها الييذو ال يخييتص بجهيية‪ ،‬فعلييى هييذا ال يجييوز بيعهييا وال إقطاعهيياي والوجييه البيياني‪ :‬ال تصييير‬
‫وقفاً حتى يقفها اإلميام‪ ،‬فعليى هيذا ال يجيوز بيعهيا إذا رأى بيعهيا أصيلح لبييت الميال ويكيون بمنهيا مصيروفاً‬
‫في عموم المصالح وفي ذوو الحاجات من أهل الفييء وأهيل الصيدقات وأميا إقطاعهيا عليى هيذا الوجيه فقيد‬
‫قيييل بج يوازو ألنييه لمييا جيياز بيعهييا وصييرف بمنهييا إلييى ميين ي يراو ميين ذوو الحاجييات وأربيياب المصييالح جيياز‬
‫إقطاعه ييا ل ييه ويك ييون تملي ييك رقبته ييا كتملي ييك بمنه ييا وقي ييل إن إقطاعه ييا ال يج ييوز ذوان ج يياز بيعه ييا ألن البي ييا‬
‫معاوضة وهذا اإلقطا صلة واألبمان إذا صارت ناضة لها حكم يخالف في العطاييا حكيم األصيول البابتية‬
‫فافترقا‪ ،‬ذوان كان الفرق بينهما ضعيفاً‪ ،‬وهذا الكالم في إقطا التمليكي‬
‫وأمييا إقطييا االسييتغالل فعلييى ض يربين‪ :‬عنيير‪ ،‬وخيراج‪ :‬فأمييا العنيير‪ :‬فذقطاعييه ال يجييوز ألنييه زكيياة‬
‫ألصناف يعتبر وصف استحقاقها عند دفعها إليهم‪ ،‬وقد يجوز أن ال يكونوا من أهلها وقت استحقاقها ألنها‬
‫تجب بنروط‪ ،‬يجوز أن ال توجد فال تجب فذن وجبت وكان مقطها وقت الدفا مستحقاً كانيت حوالية بعنير‬
‫قيد وجيب عليى ربييه عين هيو ميين أهليه صيح؛ وجياز دفعييه إلييه‪ ،‬وال يصير دينالييه مسيتحقاً حتيى يقبضييه‪ ،‬ألن‬
‫الزكاة ال تملك إال بالقبض‪ ،‬فذن منا من العنر لم يكن له خصماً فيه وكان كامل العنر بالمطالبة أحقي‬
‫وأما الخراج‪ :‬فيختلف حكم إقطاعه باختالف حال مقطعه‪ ،‬وليه بالبية أحيوال أحيدها‪ :‬أن يكيون مين‬
‫أهيل الصيدقات فييال يجيوز أن يقطييا ميال الخيراج ألن الخيراج فييء ال يسييتحقه أهيل الصييدقة كميا ال يسييتحق‬
‫الصدقة أهل الفيء‪ ،‬وجوز أبو حنيفة ذلك ألنه يجوز صرف فيء أهل الصدقةي‬
‫والحاليية البانييية‪ :‬أن يكييون ميين أهييل المصييالح مميين ليييس لييه رزق مفييروض‪ ،‬فييال يصييح أن يقطعييه‬
‫على اإلطالق ذوان جاز أن يعطاو من مال الخيراج ألنيه مين نفيل أهيل الفييء ال مين فرضيه‪ ،‬وميا يعطيى ليه‬
‫إنما هيو مين صيالت المصيالح‪ ،‬فيذن جعيل ليه مين ميال الخيراج نييء أجيرى علييه حكيم الحوالية والتسيبب ال‬
‫حكم اإلقطا فيعتبر في جوازو نرطان‪ :‬أحدهما أن يكيون بميال مقيدر قيد وجيد سيبب اسيتباحتهي والبياني أن‬
‫يك ييون م ييال الخي يراج ق ييد ح ييل ووج ييب ليص ييح التس ييبب علي ييه والحوال يية ب ييه فخ ييرج به ييذين الن ييرطين ع يين حك ييم‬
‫اإلقطا ي‬
‫وهييم أخييص‬ ‫والحاليية البالبيية‪ :‬أن يكييون ميين مرتزقيية أهييل الفيييء وفرضييية الييديوان وهييم أهييل الجييي‬
‫الناس بجواز اإلقطا ألن لهيم أر ازقياً مقيدرة تصيرف إلييهم مصيرف االسيتحقاق ألنهيا تعيويض عميا أرصيدوا‬
‫نفوسهم له من حماية البيضة والذب عين الحيريم فيذذا صيح أن يكونيوا مين أهيل اإلقطيا روعيي حين يذ ميال‬
‫الخراج‪ ،‬فذن له حالين حيال يكيون جزيية وحيال يكيون أجيرة‪ ،‬فأميا ميا كيان منيه جزيية فهيو غيير مسيتقر عليى‬
‫التأيييد ألنيه ميأخوذ ميا بقياء الكفيير و از يل ميا حيدوث اإلسيالم‪ ،‬فيال يجييوز إقطاعيه أكبير مين سينة ألنيه غييير‬
‫موبوق باستحقاقه بعدها‪ ،‬فذن أقطعه سنة بعد حليول واسيتحقاقه صيح‪ ،‬ذوان أقطعيه فيي السينة قبيل اسيتحقاقه‬
‫ففي جوازو وجهاني أحدهما‪ :‬يجوز إذا قيل إن حول الجزية مضروب ليمداءي والبياني‪ :‬ال يجيوز إذا قييل إن‬
‫حييول الجزييية مضييروب للوجييوب‪ ،‬وأمييا مييا كييان ميين الخيراج أج يرة فهييو مسييتقر الوجييوب علييى التأييييد فيصييح‬
‫إقطاعه سنتين وال يلزم االقتصار منه على سنة واحدة‪ ،‬بخالف الجزية التي ال تستقري‬
‫ذواذا كان كذلك فال يخليو حيال إقطاعيه مين بالبية أقسيام‪ :‬أحيدها‪ :‬أن يقيدر سينين معلومية كذقطاعيه‬
‫عنر سنين‪ ،‬فيصح إذا روعي فيه نرطان أحدهما أن يكون رزق المقطا معلوم القدر عند بياذل اإلقطيا ‪،‬‬
‫فذن كان مجهوالً عندو لم يصحي‬
‫والباني‪ :‬أن يكون قدر الخراج معلوماً عند المقطيا وعنيد بياذل اإلقطيا ‪ ،‬فيذن كيان مجهيوالً عنيدهما‬
‫أو عنييد أحييدهما لييم يصييح‪ ،‬ذواذا كييان كييذلك لييم يخييل حييال الخيراج ميين أحييد أميرين إمييا أن يكييون مقاسييمة أو‬
‫مساحة‪ ،‬فذن كان مقاسمة‪ ،‬فمن جوز من الفقهاء وضا الخراج على المقاسمة جعله مين المجهيول اليذو ال‬
‫يجوز إقطاعهي‬
‫ذوان كان الخراج مساحة فهو ضيربان‪ :‬أحيدهما‪ :‬أن ال يختليف بياختالف اليزرو فهيذا معليوم يصيح‬
‫إقطاعهي والباني‪ :‬أن يختلف باختالف الزرو فينظر رزق مقطعه فذن كان في مقابلة أعلى الخراجين صح‬
‫إقطاعه ألنه راض بنقص إن دخل عليه‪ ،‬ذوان كان في مقابلة أقل الخراجين لم يصح إقطاعه ألنه قد يوجيد‬
‫فيه زيادة ال يستحقهاي‬
‫بم يراعى بعد صحة اإلقطا في هذا القسم حال المقطا في مدة اإلقطا فذنها ال تخلو من بالبة‬
‫أحوال‪ :‬أحدها أن يبقى إلى انقضيا ها عليى حيال السيالمة فهيو عليى اسيتحقاق اإلقطيا إليى انقضياء الميدةي‬
‫والحاليية البانييية أن يمييوت قبييل انقضيياء المييدة فيبطييل اإلقطييا فييي المييدة الباقييية بعييد موتييه ويعييود إلييى بيييت‬
‫المال‪ ،‬فذن كانت له ذريية دخليوا فيي إعطياء اليذرارو ال فيي أرزاق الجنيد فكيان ميا يعطونيه سيبباً ال إقطاعياًي‬
‫والحاليية البالبيية أن يحييدث بييه زمانييه فيكييون بيياقي الحييياة مفقييود الصييحة ففييي بقيياء إقطاعييه بعييد زمانتييه قيوالن‬
‫أحدهما‪ :‬أنه باق عليه إلى انقضاء مدتيه إذ قييل إن رزقيه بالزمانية قيد سيقط فهيذا حكيم القسيم األول إذا قيدر‬
‫اإلقطا فيه بمدة معلومةي‬
‫والقسييم البيياني‪ :‬ميين أقسييامه أن يسييتقطعه مييدة حياتييه بييم لعقبييه وربتييه بعييد موتييه فهييذا إقطييا باطييل‪،‬‬
‫ألنه قد خرج بهذا قد خرج اإلقطيا مين حقيوق بييت الميال إليى األميالك الموروبية ذواذا بطيل كيان ميا اجتبياو‬
‫منه مأذوناً فيه عن عقد فاسد فيب أر أهل الخراج بقبضه وحسيب مين جملية رزقيه‪ ،‬فيذن كيان أكبير رد الزييادة؛‬
‫ذوان كيان أقيل رجيا بالبياقي وأظهير السييلطان فسياد اإلطيال حتيى يمنيا ميين القيبض ويمنيا أهيل الخيراج ميين‬
‫الدفا‪ ،‬فذن دفعوو بعد إظهار ذلك لم يب أر منهي‬
‫والقسم البالث‪ :‬أن يستقطعه مدة حياته ففي صحة اإلقطا قوالن‪ :‬أحدهما أنيه صيحيح إذا قييل إن‬
‫حييدوث زمانتييه ال يقتضييي سييقوط رزقييهي والقييول البيياني أنييه باطييل إذا قيييل إن حييدوث زمانتييه يوجييب سييقوط‬
‫رزقييه‪ ،‬ذواذا صييح اإلقطييا فييأراد السييلطان اسييترجاعه ميين مقطعييه جيياز ذلييك فيمييا بعييد السيينة التييي هييو فيهييا‬
‫ويعود رزقه إلى ديوان العطايا فأما في السنة التي هو فيها فينظير‪ ،‬فيذن حيل رزقيه فيهيا قبيل حليول خراجهيا‬
‫ليم يسييترجا منييه فيي سيينته السييتحقاق خراجهيا فييي رزقييه‪ ،‬ذوان حيل خراجهييا قبييل حليول رزقييه جيياز اسييترجاعه‬
‫منه ألن تعجيل المؤجل ذوان كان جا اًز ليس بالزمي‬
‫وأمييا أرزاق مييا عييدا الجييي إذا أقطعيوا بهييا مييال الخيراج فيقسييمون بالبيية أقسييام‪ :‬أحييدها‪ :‬ميين يرتييزق‬
‫على عمل غير مسيتديم كعميال المصيالح وجبياة الخيراج فاإلقطيا بيأرزاقهم ال يصيح ويكيون ميا حصيل لهيم‬
‫به ي ي ي ي ي ي ييا م ي ي ي ي ي ي يين م ي ي ي ي ي ي ييال الخي ي ي ي ي ي ي يراج تس ي ي ي ي ي ي ييبباً وحوال ي ي ي ي ي ي يية بع ي ي ي ي ي ي ييد اس ي ي ي ي ي ي ييتحقاق ال ي ي ي ي ي ي ييرزق وحل ي ي ي ي ي ي ييول الخي ي ي ي ي ي ي يراجي‬
‫والقسييم البيياني‪ :‬ميين يييرزق علييى عمييل مسييتديم ويجييرو رزقييه مجييرى الجعاليية وهييم النيياظرون فييي أعمييال البيير‬
‫التيي يصيح التطييو بهيا إذا ارتزقيوا عليهيا كييالمؤذنين واأل مية فيكيون جعييل الخيراج لهييم فيي أرزاقهييم تسيبباً بييه‬
‫وحوالة عليه وال يكون إقطاعاًي‬
‫والقسم البالث‪ :‬من يرتزق على عمل مستديم ويجيرو رزقيه مجيرى اإلجيارة وهيو مين ال يصيح نظيرو‬
‫إال بوالية وتقليد مبل القضاة والحكام وكتاب الدواوين فيجوز أن يقطعوا بأرزاقهم خراج سنة واحدة‪ ،‬ويحتمل‬
‫والبياني ال يجيوز لميا يتوجيه إلييهم مين العيزل‬ ‫جواز إقطاعهم أكبر من سنة وجهين‪ :‬أحدهما يجوز كيالجي‬
‫واالستبدالي‬
‫وأمييا إقطييا المعييادن وهييي البقييا التييي أودعهييا اهلل تعييالى ج يواهر األرض فهييي ض يربان‪ :‬ظيياهرة‬
‫وباطنةي‬
‫فأما الظاهرة فهي ما كان جوهرها المستود فيها بياز اًر كمعيادن الكحيل والمليح والقيار والينفط‪ ،‬وهيو‬
‫كالماء الذو ال يجوز إقطاعه والناس فيه سواء يأخذو من ورد إليه روى بابت بن سعيد عن أبيه عن جيدو‪:‬‬
‫"يم األبيض بم حمال استقطع رساول اهلل صالى اهلل علياه وسالم ملا ماقرب فأوط اه" فقاال‬
‫التميماي ياا رساول اهلل اناي وردت ها ا الملا فاي الجاهلياة وهاو باأرض‬ ‫األورع بام حااب‬
‫فياا عيره مم ورده يفا ه وهاو مثال المااء ال اد بااألرض فاساتقال األبايض فاي وطي اة‬ ‫لي‬
‫المل " فقال ود يولتة علاى يم تج لاه مناي صادوة" فقاال النباي علياه الصا ة والسا م هاو‬
‫منة صدوة‪ ،‬وهو مثل الماء ال د مم ورده يف ه"ي‬
‫قييال أبييو عبيييد‪ :‬الميياء العييذب هييو الييذو لييه م يواد تمييدو مبييل العيييون واجبيياري وقييال غي يرو هييو الميياء‬
‫المتجما المعد فيذن أقطعيت هيذو المعيادن الظياهرة ليم يكين إلقطاعهيا حكيم وكيان المقطيا وغييرو فيهيا سيواء‪،‬‬
‫وجميا من ورد إليها أسوة منتركون فيها‪ ،‬فذن منعهم المقطا منها كيان بيالمنا متيدياً وكيان لميا أخيذو مالكياً‬
‫ألنييه متعييد بييالمنا ال باألخييذ فكييف عيين المنييا وصييرف عيين مداوميية العمييل ل ي ال يببتييه إقطاع ياً بالصييحة أو‬
‫يصير معه كاألمالك المستقري‬
‫وأما المعادن الباطنة فهي ما كان جوهرهيا مسيتكناً فيهيا ال يوصيل إلييه إال بالعميل كمعيادن اليذهب‬
‫والفضة والصفر والحديد‪ ،‬فهذو وما أنبهها معادن باطنة سواء احتاج المأخوذ منهيا إليى سيبك وتخلييص أو‬
‫لم يحتجي‬
‫وف ي ييي جي ي يواز إقطاعه ي ييا قي ي يوالن‪ :‬أح ي ييدهما ال يج ي ييوز كالمع ي ييادن الظ ي يياهرة وك ي ييل الن ي يياس فيه ي ييا ن ي يير ي‬
‫والقول الباني‪ :‬يجوز إقطاعها لرواية كبير بن عبد اهلل بن عوف المزنيي عين أبييه عين جيدو عين رسيول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬يوطع ب ل بم الحارث الم ادم القبليه جلسياا وغوريااا‪ ،‬وحياث يصال‬
‫ولم يقط ه حق مسلم"ي‬ ‫الزرع مم ود‬
‫وفي الجلسى والغورى تأويالن‪ :‬أحدهما أنه أعالها وأسفلها وهو قول عبد اهلل بن وهبي والباني أن‬
‫الجلسى بالد نجد والغورى بالد تهامة‪ ،‬وهذا قول أبي عبيدة ومنه قول النماخ من الطويل‪:‬‬
‫*** كوقب الحصى جلسيها قد تغو ار‬ ‫فمرت على ماء العذيب وعينهيا‬

‫فعلى هذا يكون المقطا أحق بها وله منا الناس منهاي‬
‫وفي حكمه قيوالن‪ :‬أحيدهما أنيه إقطيا تملييك يصيير بيه المقطيا مالكياً لرقبية المعيدن كسيا ر أمواليه‬
‫في حال عمله وبعد قطعه يجوز له بيعه في حياته وينتقل إلى وربته بعد موتهي‬
‫والقول الباني‪ :‬أنه إقطا إرفاق ال يملك به رقبة المعدن ويملك به االرتفاق بالعمل فييه ميدة مقاميه‬
‫عليييه‪ ،‬وليييس ألحييد أن ينازعييه فيييه مييا أقييام علييى العمييل‪ ،‬فييذذا تركييه زال حكييم اإلقطييا عنييه وعيياد إلييى حييال‬
‫اإلباحة‪ ،‬فذذا أحيى مواتاً بذقطا أو غيير إقطيا فظهير فييه باإلحيياء معيدن ظياهر أو بياطن ملكيه المحييي‬
‫على التأييد كما يملك ما استنبطه من العيون واحتفرو من اجباري‬
‫الباب الثامم عدر‬
‫في وضع الديوام و كر يحكامه‬

‫والديوان موضا لحفظ ما يتعلق بحقوق السلطنة من األعمال واألموال ومن يقوم بها مين الجييو‬
‫والعمال‪ ،‬وفيي تسيميته ديوانياً وجهيان‪ :‬أحيدهما أن كسيرى اطليا ذات ييوم عليى كتياب ديوانيه فيرآهم يحسيبون‬
‫ما أنفسهم فقال ديوانه أو مجانين فسمى موضعهم بهذا االسم بم حذفت الهاء عند كبرة االستعمال تخفيفياً‬
‫لالسييم فقيييل دي يوان‪ ،‬والبيياني أن الييديوان بالفارسييية اسييم النييياطين فسييمى الكتيياب باسييمهم لحييذقهم بيياألمور‬
‫وقوتهم على الجلي والخفي وجمعهم لما نذ وتفرق‪ ،‬بم سمى مكان جلوسهم باسيمهم فقييل دييوان‪ :‬وأول مين‬
‫وضا الديوان في اإلسالم عمر بن الخطاب رضي اهلل عنهي‬
‫اختلف الناس في سبب وضعه له‪ ،‬فقال قوم سيببه أن أبيا هرييرة قيدم علييه بميال مين البحيرين فقيال‬
‫ليه عمير مياذا ج يت بيه فقيال خمسييما ة أليف درهيم فاسيتكبرو عمير فقيال لييه أتيدرو ميا تقيول؟ قيال نعيم ما يية‬
‫ألف خمس مرات فقال عمر أطيب هو؟ فقيال ال أدرو فصيعد عمير المنبير فحميد اهلل تعيالى وأبنيى علييه بيم‬
‫قال‪ :‬أيها الناس قد جاءنا مال كبير‪ ،‬فذن ن تم كلنا لكم كيالً ذوان ن تم عددنا لكم عداً‪ ،‬فقام إليه رجل فقال‬
‫يا أمير المؤمنين قد رأيت األعاجم يدونون ديوناً لهم فدون أنت لنا ديواناًي وقيال آخيرون بيل سيببه أن عمير‬
‫بعث بعباً وكان عندو الهرمزان فقال لعمر هذا بعث قد أعطييت أهليه األميوال‪ ،‬فيذن تخليف مينهم جيل وآجيل‬
‫بمكانه فمن أين يعمل صاحبك به فأببت لهم ديواناً فسأله عن الديوان حتى فسرو لهمي روى عابد بن يحييى‬
‫عن الحارث بن نفيل أن عمير رضيي اهلل عنيه استنيار المسيلمين فيي تيدوين اليديوان فقيال ليه عليي بين أبيي‬
‫طالب رضي اهلل عنه تقسم كل سنة ما اجتما إليك من المال وال تمسك سنة نيي اًي وقيال عبميان بين عفيان‬
‫رضي اهلل عنه أرى ماالً كبيي اًر يتبيا النياس‪ ،‬فيذن ليم يحصيوا حتيى يعيرف مين أخيذ ممين ليم يأخيذ خنييت أن‬
‫ينتنر األمر‪ ،‬فقال خالد بن الوليد قد كنت بالنام ف أرييت ملوكهيا قيد دونيوا ديوانياً وجنيدوا جنيوداً فيدون ديوانياً‬
‫وجنييد جنييوداً فأخييذ بقولييه ودعييا عقيييل بيين أبييي طالييب ومخرميية بيين نوفييل وجبييير بيين مطعييم وكييانوا ميين نييبان‬
‫وقال اكتبوا الناس على منازلهم فبدءوا ببني هانم فكتبوهم بم أتبعوهم أبا بكر وقومه بم عمير وقوميه‬ ‫قري‬
‫وكتبوا القبا ل ووضعوها على الخالفة بم رفعيوو إليى عميري فلميا نظير فييه قيال الي ميا وددت أنيه كيان هكيذا‬
‫ولكيين ابييدءوا بقربيية رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم األقييرب فيياألقرب حتييى تضييعوا عميير حيييث وضييعه اهلل‬
‫فنيكرو العبياس رضيوان اهلل علييه عليى ذلييك وقيال وصيلتك رحيم وروى زييد بيين أسيلم عين أبييه أن بنيي عييدو‬
‫جيياءوا إلييى عميير فقييالوا إنييك خليفيية إنييك خليفيية رسييول اهلل وخليفيية أبييي بكيير وأبييو بكيير خليفيية رسييول اهلل‪ ،‬فلييو‬
‫جعلت نفسك حيث جعلك اهلل سبحانه وجعلك هؤالء القوم الذين كتبوا فقال بخ بخ يا بني عدو أردتم األكل‬
‫علييى ظهييرو وأن أهييب حسييناتي لكييم ال‪ ،‬ولكيينكم حتييى تييأتيكم الييدعوة وأن ينطبييق عليييكم الييدفتر يعنييي ولييو‬
‫تكتبوا آخر الناس؛ إن لي صاحبين سلكا طريقاً فذن خالفتهما خولف بي‪ ،‬ولكنه واهلل ميا أدركنيا الفضيل فيي‬
‫الدنيا وال نرجو البواب عند اهلل تعالى على عملنا إال بمحمد صلى اهلل عليه وسلم فهو نرفنا وقوميه أنيراف‬
‫العرب بم األقرب فياألقرب‪ ،‬وواهلل لي ن جياءت األعياجم بعميل وج نيا بغيير عميل لهيم أوليى بمحميد صيلى اهلل‬
‫عليه وسلم منا يوم القيامة‪ ،‬فذن من قصر به عمله لم يسر به نسبهي وروى عامر أن عمر رضي اهلل عنه‬
‫حييين أراد وضييا الييديوان قييال بميين أبييدأ؟ فقييال لييه عبييد الييرحمن بيين عيوف ابييدأ بنفسييك‪ ،‬فقييال عميير أذك أنييي‬
‫حضرت ما رسول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم وهيو يبيدأ ببنيي هانيم وبنيي عبيد المطليب فبيدأ بهيم عمير بمين‬
‫بطناً بعد بطن حتى استوفى جميا قري ‪ ،‬بم انتهى إلى األنصار‪ ،‬فقال عمر ابيدءوا‬ ‫يليهم من قبا ل قري‬
‫برهط سعد بن معاذ مين األوس بيم بياألقرب فياألقرب لسيعدي وروى الزهيرو عين سيعيد بين المسييب أنيه كيان‬
‫ذلييك فييي المحييرم سيينة عنيرة فلمييا اسييتقر ترتيييب النيياس فييي الييدواوين علييى قييدر النسييب المتصييل برسييول اهلل‬
‫صييلى اهلل عليييه وسييلم وكييان أبييو بكيير رضييي اهلل عنييه يييرى التسييوية بييينهم فييي العطيياء وال يييرى التفضيييل‬
‫بالسابقة‪ ،‬كذلك كان رأو علي رضي اهلل عنه في خالفته وبه أخذ النافعي ومالك‪ ،‬وكيان رأو عمير رضيي‬
‫اهلل عنه التفضيل بالسابقة في اإلسالم‪ ،‬وكيذلك كيان رأو عبميان رضيي اهلل عنيه بعيدو‪ ،‬وبيه أخيذ أبيو حنيفية‬
‫وفقهاء العراقي‬
‫وقيد نظير عمير أبيا بكير حيين سيوى بيين النياس فقيال أتسيوو بيين مين هياجر الهجيرتين وصيلى إليى‬
‫القبلتيين وبيين مين أسيلم عيام الفيتح خيوف السييف؟ فقيال ليه أبيو بكير إنميا عمليوا هلل ذوانميا أجيورهم عليى اهلل‪،‬‬
‫ذوانميا اليدنيا دار بيالغ لل اركيب فقيال ليه عمير ال أجعيل مين قاتيل رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم كمين قاتييل‬
‫معه؛ فلما وضا الديوان فضل بالسابقة ففرض لكل من نهد بد اًر من المهاجرين األولين خمسة آالف درهم‬
‫في كل سنة‪ :‬منهم علي بن أبي طالب‪ ،‬وعبمان بن عفان‪ ،‬وطلحة بين عبييد اهلل‪ ،‬والزبيير بين العيوام‪ ،‬وعبيد‬
‫الييرحمن بيين عييوف رضييي اهلل عيينهم وفييرض لنفسييه معهييم خمسيية آالف درهييم وألحييق بييه العبيياس بيين عبييد‬
‫المطلب والحسن الحسين رضوان اهلل عليهم لمكيانهم مين رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم‪ ،‬وقييل بيل فضيل‬
‫العباس وفرض له سبعة آالف درهم‪ ،‬وفرض لك من نهد بد اًر من األنصار أربعة آالف درهيم‪ ،‬وليم يفضيل‬
‫على أهل بدر أحداً إلى أزواج رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم‪ ،‬فذنيه فيرض لكيل واحيدة مينهن عنيرة آالف‬
‫درهم إال عا نة‪ ،‬فذنه فرض لها ابني عنر ألف درهم‪ ،‬وألحق بهن جويرية بن الحارث وصفية بنيت حييي‪،‬‬
‫وقيييل بييل فييرض لكييل واحييدة ميينهن سييتة آالف درهييم‪ ،‬وفييرض لكييل ميين هيياجر قبييل الفييتح بالبيية آالف درهييم‬
‫ولمن أسلم بعد الفتح ألفي درهم لكيل رجيل وفيرض لغلميان أحيداث مين أبنياء المهياجرين واألنصيار كفي ار ض‬
‫مسلمي الفتح‪ ،‬وفرض لعمر بن أبي سلمة المخزومي أربعة آالف درهم ألن أمه أم سيلمة زوج النبيي صيلى‬
‫اهلل عليه وسلم فقال له محمد بن عبد اهلل بن جح ‪ :‬لم تفضل عمر علينيا وقيد هياجوا آباؤنيا ونيهدوا بيد اًر؟‬
‫فقال عمر أفضله لمكانه من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فليأت الذو يستعتب بأم مبل أم سلمة أعتبيه‪،‬‬
‫وفرض ألسامة بن زيد أربعة آالف درهم فقال له عبد اهلل بين عمير فرضيت ليي بالبية آالف درهيم وفرضيت‬
‫ألسيامة أربعيية آالف درهيم وقييد نييهدت ميا لييم ينييهد أسيامة؟ فقييال عمير زدتييه ألن كييان أحيب إلييى رسييول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم منك وكان أبوو أحب إلى رسول اهلل من أبيك بيم فيرض للنياس عليى منيازلهم وقيراءتهم‬
‫القييرآن وجه ييادهم‪ ،‬وف ييرض أله ييل ال يييمن وق يييس بالن ييام والعي يراق لك ييل رج ييل م يينهم م يين ألف ييين إل ييى أل ييف إل ييى‬
‫خمسما ة إلى بالبما ية‪ ،‬وليم يينقص أحيد منهيا وقيالي لي ن كبير الميال ألفرضين لكيل رجيل أربعية آالف درهيم‬
‫ألفا لفرسه وألفا لسالحه وألفا لسفرو وألفيا يخلفهيا فيي أهليه؛ وفيرض للمنفيوس ما ية درهيم‪ ،‬فيذذا ترعير بليغ بيه‬
‫ما تي درهم‪ ،‬فذذا بلغ زادو‪ ،‬وكان ال يفرض لمولود ني اً حتى يفطم إليى أن سيما اميرأة ذات ليلية وهيي تكيرو‬
‫وليدها عليى الفطيام وهيو يبكيي فسيألها عنيه؟ فقييال‪ :‬إن عمير ال يفيرض للموليود حتيى يفطيم فأنيا أكرهيه علييى‬
‫الفطييام حتييى يفييرض لييه فقييال يييا ول عمييركم احتقييب ميين وزر وهييو ال يعلييم بييم أميير عميير مناديييه فنييادى‪ :‬ال‬
‫تجعلوا أوالدكم بالفطيام فذنيا نفيرض لكيل موليود فيي اإلسيالم‪ ،‬بيم كتيب إليى أهيل العيوالي وكيان يجيرو علييهم‬
‫القوت‪ ،‬فأمر بجريب من الطعام فطحن بم خبز بم برد بم دعا بالبين فأكلوا منه غداهم حتيى أصيدرهم‪ ،‬بيم‬
‫فعل العناء مبل ذلك فقال يكفي الرجل جريبان في كل نهر‪ ،‬وكان يرزق الرجل والمرأة والمملوكية جيريبين‬
‫في كل نهر‪ ،‬كان إذا أراد الرجل أن يدعو على صاحبه قال له قطا اهلل عنك جريبكي‬
‫وكان الديوان موضيوعاً عليى دعيوة العيرب فيي ترتييب النياس فييه معتبي اًر بالنسيب‪ ،‬وتفضييل العطياء‬
‫معتب ي اًر بالسييابقة فييي اإلسييالم وحسيين األبيير فييي الييدين‪ ،‬بييم روعييي فييي التفضيييل عنييد انق يراض أهييل الس يوابق‬
‫فييي ابتييداء وضييعه علييى الييدعوة القريبيية‬ ‫بالتقييدم فييي النييجاعة والييبالء فييي الجهييد‪ ،‬فهييذا حكييم دي يوان الجييي‬
‫والترتيب النرعيي‬
‫وأما ديوان االستيفاء وجباية األموال فجرى هذا األمر فيه بعد ظهور اإلسيالم بالنيام والعيراق عليى‬
‫ما كان عليه من قبل‪ ،‬فكان ديوان النام بالرومية ألنه كان من ممالك الروم وكيان دييوان العيراق بالفارسيية‬
‫ألنه كان من مماليك الفيرس‪ ،‬فليم ييزل أمرهميا جاريياً عليى ذليك إليى زمين عبيد المليك بين ميروان فنقيل دييوان‬
‫النام إلى العربية سنة إحدى وبمانيني‬
‫وكان سبب نقله إليه ما حكاو المدا ني أن بعض كتاب اليروم فيي ديوانيه أراد مياء لدواتيه فبيال فيهيا‬
‫بدالً من الماء فأدبه وأمر سليمان بن سعد أن ينقل الديوان إلى العربيية فسيأله أن يعينيه بخيراج األردن سينة‬
‫ففعل ووالو األردن وكان خراجه ما ة بمانين ألف دينار‪ ،‬فلم تنقص السنة حتى فرغ من الديوان فنقله‪ ،‬وأتى‬
‫بيه عبيد المليك بين ميروان فيدعا سيرجون كاتبيه فعرضيه علييه فغمية وخيرج ك يبياً‪ ،‬فلقييه قيوم مين كتياب اليروم‬
‫فقال لهم اطلبوا المعينة من غير هذو الصناعة وقد قطعها اهلل عنكمي‬
‫أما ديوان الفارسية بالعراق فكان سبب نقليه إليى العربيية أن كاتيب الحجياج كيان يسيمى زادان فيروخ‬
‫كييان معييه صييالح بيين عبييد الييرحمن بكتييب بييين يديييه بالعربييية والفارسييية فوصييله زادان فييروخ بالحجيياج فخييف‬
‫على قلبه فقال صالح ليزادان فيروخ إن الحجياج قربنيي وال آمين علييك أن يقيدمني علييك‪ ،‬فقيال ال تظين ذليك‬
‫فهو إلي أحوج مني إليه ألنه ال يجد من يكفيه حسابه غيرو‪ ،‬فقال صالح واهلل لو ن ت أن أحيول الحسياب‬
‫إلى العربية لفعلت‪ ،‬قال فحول منه ورقة أو سط اًر حتى أرى ففعل بم قتل زادان فيروخ فيي أييام عبيد اليرحمن‬
‫بيين األنييعث‪ ،‬فاسييتخلف الحجيياج صييالحاً مكانييه فييذكر لييه مييا جييرى بينييه وبييين زادان فييروخ‪ ،‬فييأمرو أن ينقلييه‬
‫فأجابه إلى ذلك وأجله فيه أجالً حتى نقليه إليى العربيية‪ ،‬فلميا عيرف ميرد إننياو بين زادان فيروخ ذليك بيذل ليه‬
‫ما يية ألييف درهييم ليظهيير للحجيياج العجييز عنييه فلييم يفعييل‪ ،‬فقييال لييه قطييا اهلل أوصييالك ميين الييدنيا كمييا قطعييت‬
‫أصل الفارسية‪ ،‬فكان عبد الحميد بن يحيى كاتب مروان يقول هلل در صالح ما أعظم منته على الكتابي‬
‫والذو ينتمل عليه ديوان السلطنة ينقسم أربعة أقسامي‬
‫ميين إببييات وعطيياء‪ ،‬والبيياني مييا يخييتص باألعمييال ميين رسييوم وحقييوقي‬ ‫أحييدها مييا يخييتص بييالجي‬
‫والباليث ميا يخيتص بالعميال مين تقلييد وعيزلي وال اربيا ميا يخيتص ببييت الميال مين دخيل وخيراج‪ ،‬فهيذو أربعية‬
‫أقسام تقتضيها أحكام النر يتضمن تفصيلها ما ربما كان لكتاب الدواوين في إفرادها عادة هم بها أخصي‬
‫من إببات وعطاء فذبباتهم في الديوان معتبر ببالبة نروط‬ ‫فأما القسم األول‪ :‬فيما يختص بالجي‬
‫أحييدها‪ :‬الوصييف الييذو يجييوز بييه إببيياتهمي والبيياني‪ :‬السييبب الييذو يسييتحق بييه ت يرتيبهمي والبالييث‪ :‬الحييال التييي‬
‫يقدر به عطاؤهمي‬
‫فأميا نييرط جيواز إببيياتهم فييي اليديوان في ارعييى فيييه خمسيية أوصيياف‪ :‬أحيدها‪ :‬البلييوغ فييذن الصييبي ميين‬
‫فكان جارياً في عطاء الذراروي‬ ‫جملة الذرارو واألتبا ‪ ،‬فلم يجز أن يببت في ديوان الجي‬
‫والبيياني‪ :‬الحري يية‪ ،‬ألن الممل ييوك ت ييابا لس يييدو فك ييان داخي يالً ف ييي عطا ييه‪ ،‬وأس ييقط أب ييو حنيف يية اعتب ييار‬
‫الحرية‪ ،‬وجوز إفراد العبد بالعطاء في ديون المقاتلة‪ ،‬وهو رأو أبي بكر وخالفه فيه عمر اعتبير الحريية فيي‬
‫العطاء‪ ،‬وبه أخذ النافعيي‬
‫والبالث‪ :‬اإلسالم ليدفا عن الملة باعتقادو ويوبق بنصحه واجتهادو‪ ،‬فذن أببيت فييهم ذميياً ليم يجيز‪،‬‬
‫ذوان ارتد منهم مسلم سقطي‬
‫والرابا السالمة من اجفات المانعة من القتال فال يجوز أن يكون زمناً وال أعمى وال أقطا‪ ،‬ويجوز‬
‫أن يكون أخرس أو أصم‪ ،‬فأما األعرج‪ ،‬فذن كان فارساً أببت‪ ،‬ذوان كان راجالً لم يببتي‬
‫والخامس أن يكون فيه إقدام على الحروب ومعرفة بالقتالي فذن ضيعفت منتيه عين اإلقيدام أو قليت‬
‫معرفته بالقتال لم يجز إبباته‪ ،‬ألنه مرصد لما هو عاجز عنه‪ ،‬فذذا تكاملت فيه هذو األوصاف لخمس كان‬
‫موقوفياً عليى الطليب واإليجياب فيكيون منيه الطليب إذا تجيرد عين كيل عميل‪ ،‬ويكيون‬ ‫إبباته في ديوان الجي‬
‫لمين وليي األمير اإلجابية إذا دعيت الحاجيية إلييه‪ ،‬فيذن كيان منيهر االسيم نبيييه القيدر ليم يحسين إذا أببيت فييي‬
‫الديوان أن يحلى فيه وينعت‪ ،‬فذن كان من المغمورين في الناس حلى ونعت‪ ،‬فذكر سينة وقيدو ولونيه وحليي‬
‫وجهه ووصف بما يتمييز بيه عين غييرو‪ ،‬لي ال تتفيق األسيماء وييدعي وقيت العطياء وضيم إليى نقييب علييه أو‬
‫عريف له ليكون مأخوذاً بدركهي‬
‫وأما ترتيبهم في الديوان إذا أببتوا فيه فمعتبر من وجهين‪ :‬أحدهما عام واجخر خاصي‬
‫فأما العام فهو ترتيب القبا ل واألجناس حتى تتميز كيل قبيلية عين غيرهيا وكيل جينس عمين خالفيه‪،‬‬
‫فييال يجمييا فيييه بييين المختلفييين وال يفييرق بييه بييين المتفقييين‪ ،‬لتكييون دعييوة الييديوان علييى نسييق واحييد معييروف‬
‫بالنسب يزول به التناز والتجاذب‪ ،‬ذواذا كان هكذا لم يخل حالهم مين أن يكونيوا عربياً أو عجمياً‪ ،‬فيذن كيانوا‬
‫عرباً تجمعهيم أنسياب وتفيرق بيينهم أنسياب ترتبيت قبيا لهم بيالقربى مين رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم كميا‬
‫فعل عمر رضي اهلل عنه حين دونهمي‬
‫فيبييدأ بالترتيييب فييي أصييل النسييب بييم بمييا يتفيير عنييه‪ ،‬فييالعرب عييدنان وقحطييان‪ ،‬فتقييدم عييدنان علييى‬
‫قحطييان ألن النبييوة فيييهم‪ ،‬وعييدنان يجمييا ربيعيية ومضيير‪ ،‬فتقييدم مضيير علييى ربيعيية ألن النبييوة فيييهم‪ ،‬ومضيير‬
‫يجميا بنيي هانيم وغييرهم‪ ،‬فتقيدم بنيو هانيم‬ ‫ألن النبوة فييهم‪ ،‬وقيري‬ ‫يجما قريناً وغير قري ‪ ،‬فتقدم قري‬
‫ألن النبييوة فيييهم فيكييون بنييو هانييم قطييب الترتيييب بييم بميين يليييهم ميين أقييرب األنسيياب إليييهم حتييى يسييتوعب‬
‫قريناً‪ ،‬بم بمن يليهم في النسب حتى يستوعب جميا مضر‪ ،‬بم بمن يليهم في النسب حتى يستوعب جميا‬
‫عدناني‬
‫وقد رتب أنساب العرب ستة مراتب‪ ،‬فجعلت طبقات أنسابهم هي‪ :‬نعيب‪ ،‬بيم قبيلية‪ ،‬بيم عميارة‪ ،‬بيم‬
‫بط يين ب ييم فخ ييذ‪ ،‬ب ييم فص يييلة‪ :‬فالن ييعب النس ييب األبع ييد مب ييل ع ييدنان وقحط ييان‪ ،‬س ييمي ن ييعباً ألن القبا ي يل من ييه‬
‫تنعبت‪ ،‬بم القبيلة‪ ،‬وهي ما انقسيمت فييه أنسياب النيعب مبيل ربيعية ومضير‪ ،‬سيميت قبيلية لتقابيل األنسياب‬
‫وكنانية‪ ،‬بيم اليبطن‪ ،‬وهيو ميا انقسيمت فييه‬ ‫فيها‪ ،‬بم العمارة‪ ،‬وهي ما انقسمت فيها أنساب القبا ل مبيل قيري‬
‫انساب العمارة مبيل بنيي عبيد منياف وبنيي مخيزوم‪ ،‬بيم الفخيذ وهيو ميا انقسيمت فييه أنسياب اليبطن مبيل بنيي‬
‫هانييم وبنييي أمييية‪ ،‬بييم الفصيييلة وهييي مييا انقسييمت فيهييا أنسيياب الفخييذ مبييل بنييي أبييي طالييب وبنييي العبيياس‪،‬‬
‫فالفخييذ يجمييا الفصييا ل والييبطن يجمييا األفخيياذ‪ ،‬والعمييارة تجمييا البطييون‪ ،‬والقبيليية تجمييا العمييا ر‪ ،‬والنييعب‬
‫يجما القبا ل‪ ،‬ذواذا تباعدت األنساب صارت القبا ل نعوباً والعما ر قبا لي‬
‫ذوان كيانوا عجمياً ال يجتمعييون علييى نسييب فالييذو يجمعهييم عنييد فقييد النسييب أميران‪ :‬إمييا أجنيياس ذوامييا‬
‫بالدي فالمتميزون باإلجناس كالترك والهند بم يتميز الترك أجناساً والهنيد أجناسيا والمتمييزون بيالبالد كاليديلم‬
‫والجبييل‪ ،‬بييم يتميييز الييديلم بلييداناً والجبييل بلييداناً ذواذا تميييزوا باألجنيياس أو البلييدان‪ ،‬فييذن كانييت لهييم سييابقة فييي‬
‫اإلسالم ترتبوا عليها في الديوان‪ ،‬ذوان لم تكن لهم سابقة ترتبوا بالقرب من ولي األمر‪ ،‬فيذن تسياووا فبالسيبق‬
‫إلى طاعتهي‬
‫وأمييا الترتيييب الخيياص فهييو ترتيييب الواحييد بعييد الواحييد يرتييب بالسييابقة فييي اإلسييالم فييذن تكيياف وا فييي‬
‫ا لسابقة ترتبوا بالدين‪ ،‬فذن تقاربوا فيه ترتبوا بالسن؛ فذن تقاربوا فيها ترتبوا بالنجاعة‪ ،‬فذن تقاربوا فيها فولي‬
‫األمر بالخيار بين أن يرتبهم بالقرعة أو يرتبهم عن رأيه واجتهادوي‬
‫وأما تقدير العطاء فمعتبر بالكفاية حتى يستغني بها عن التماس مادة تقطعه عن حماية البيضةي‬
‫والكفاييية معتب يرة ميين بالبيية أوجييه‪ :‬أحييدها عييدد ميين يعولييه ميين الييذرارو والمماليييك والبيياني عييدد مييا‬
‫يرتبطه من الخيل والظهري والبالث الموضا الذو يحله في الغالء والرخص فيقدر كفايته في نفقته وكسوته‬
‫لعامييه كلييه فيكييون هييذا القييدر فييي عطا ييه بييم تعييرض حالييه فييي كييل عييام فييذن زادت رواتبيه الماسيية زيييد‪ ،‬ذوان‬
‫نقصت نقصي‬
‫واختليف الفقهياء إذا تقييدر رزقيه بالكفايية هييل يجيوز أن ييزاد عليهييا؟ فمنيا النيافعي ميين زيادتيه علييى‬
‫كفايته ذوان اتسا المالي ألن أميوال بييت الميال ال توضيا إال فيي الحقيوق الالزمية‪ ،‬وجيوز أبيو حنيفية زيادتيه‬
‫علييى الكفاييية إذا اتسييا المييال لهييا‪ :‬ويكييون وقييت العطييا معلومياً يتوقعييه الجييي عنييد االسييتحقاق‪ ،‬وهييو معتبيير‬
‫بالوقت الذو تستوفي فيه حقوق بيت المال‪ ،‬فذن كانت تستوفي في وقت واحد مين السينة جعيل العطياء فيي‬
‫رأس كل سنة‪ :‬ذوان كانت تستوفي في وقتين جعل العطاء فيي كيل سينة ميرتين‪ ،‬ذواذا كانيت تسيتوفي فيي كيل‬
‫نييهر جعييل العطيياء فيييء رأس كييل نييهر ليكييون المييال مصييروفاً إليييهم عنييد حصييوله‪ ،‬فييال يحييبس عيينهم إذا‬
‫اجتما وال يطالبون به إذا تأخري ذواذا تأخر عنهم العطاء عند بيت المال لعوارض أبطلت حقوقه أو أخرتها‬
‫كانت أرزاقهم ديناً على بيت المال ولييس لهيم مطالبية وليي األمير بيه كميا لييس لصياحب اليدين مطالبية مين‬
‫لسبب أوجبيه أو لعيذر اقتضياو جياز‪ ،‬ذوان كيان لغيير‬ ‫أعسر بدينهي ذواذا أراد ولي األمر إسقاط بعض الجي‬
‫سبب لم يجز ألنهم جي المسلمين في الذب عنهمي‬
‫إخراج نفسه من الديوان جاز ميا االسيتغناء عنيه وليم يجيز ميا الحاجية إلييه‬ ‫ذواذا أراد بعض الجي‬
‫لقتييال فييامتنعوا وهييم أكفيياء ميين حيياربهم سييقطت أرزاقهييم‪ ،‬ذوان ضييعفوا‬ ‫إال أن يكييون معييذو اًري ذواذا جييرد الجييي‬
‫عيينهم لييم تسييقط ذواذا نفقييت دابيية أحييدهم فييي حييرب عييوض عنهييا ذوان نفقييت فييي غييير حييرب لييم يعييوض‪ ،‬ذواذا‬
‫اسيتهلك سيالحه فيهيا عيوض عنيه إن ليم يكين ييدخل فيي تقيدير عطا يه وليم يعيوض إن دخيل فييهي ذواذا جييرد‬
‫لسفر أعطي نفقة سفرو إن لم تدخل في تقدير عطا ه ولم يعط إن دخلت فيه‪ ،‬ذواذا مات أحدهم أو قتل كان‬
‫ما يستحق من عطا ه موروباً عنه على ف ار ض اهلل تعالى وهو دين لوربته في بيت المالي‬
‫عليى قيولين أحيدهما أنيه قيد‬ ‫واختلف الفقهاء في استبقاء نفقياء ذريتيه مين عطا يه فيي دييوان الجيي‬
‫ليذهاب مسيتحقه ويحيالون عليى ميال العنير والصيدقة‪ ،‬والقيول البياني‪ :‬أنيه‬ ‫سقطت نفقتهم مين دييوان الجيي‬
‫يستبقى من عطا ه نفقات ذريته ترغيباً له في المقام وبعباً له على األقدامي‬
‫واختلف الفقهاء أيضاً في سيقوط عطا يه إذا حيدبت بيه زمانية عليى قيولين‪ :‬أحيدهما يسيقط ألنيه فيي‬
‫مقابلة عمل قد عدم‪ ،‬والقول الباني‪ :‬أنه باق على العطاء ترغيباً في التجند واالرتزاقي‬
‫وأما القسم الباني فيما اختص باألعمال من رسوم وحقوق فينمل على ستة فصيول‪ :‬أحيدها تحدييد‬
‫العمل بميا يتمييز بيه مين غييرو وتفصييل نواحييه التيي تختليف أحكامهيا‪ ،‬فيجعيل لكيل بليد حيداً ال ينياركه فييه‬
‫غيرو‪ ،‬ويفصل نواحي كل بلد إذا اختلفت أحكام نواحيهي ذوان اختلفت أحكيام الضييا فيي كيل ناحيية فصيلت‬
‫ضياعه كتفصيل نواحيه ذوان لم تختلف اقتصر على تفصيل النواحي دون الضيا ي‬
‫والفصل الباني أن يذكر حال البلد هل فتح عنوة أو صلحاً وما استقر عليه حكم أرضيه مين عنير‬
‫أو خيراج‪ ،‬وهيل‪ ،‬اختلفيت أحكاميه ونواحييه أو تسياوت؟ فذنيه ال يخليو مين بالبية أحيوال إميا أن يكيون جميعييه‬
‫أرض عنر أو جميعه أرض خراج‪ ،‬أن يكون بعض عن اًر وبعضه خراجاً‪ ،‬فذن كان جميعه أرض عنر ليم‬
‫يلييزم إببييات مسييا حه ألن العنيير علييى الييزر دون المسيياحة‪ ،‬ويكييون مييا اسييتؤنف زرعييه مرفوع ياً إلييى دي يوان‬
‫العنيير ال مسييتخرجاً منييه ويلييزم تسييمية أربابييه عنييد رفعييه إلييى الييديوان ألن وجييوب العنيير فيييه معتبيير بأربابييه‬
‫دون رقيياب األرضييين‪ ،‬ذواذا رفييا الييزر بأسييماء أربابييه ذكيير مبلييغ كيلييه وحييال سييقيه بسيييح أو عمييل الخييتالف‬
‫حكمه ليستوفي على موجبه‪ ،‬ذوان كيان جميعيه أرض خيراج ليزم إببيات مسيا حه ألن الخيراج عليى المسياحة‪،‬‬
‫فذن كان هذا الخراج في حكيم األجيرة ليم يليزم تسيمية أربياب األرضيين ألنيه ال يختليف بذسيالم وال كفير‪ ،‬ذوان‬
‫كان الخيراج فيي حكيم الجزيية ليزم تسيمية أربابيه وصيفهم باإلسيالم والكفير الخيتالف حكميهي بياختالف أهليه‪،‬‬
‫ذوان كان بعضه عن اًر وبعضه خراجاً فصل في ديوان العنر ما كان منه عن اًر وفي دييوان الخيراج ميا كيان‬
‫منه خراجاً الختالف الحكم فيهما وأجرى على كل واحد منهما ما يختص بحكمهي‬
‫والفصييل البالييث أحكييام خ ارجييه مييا اسييتقر علييى مسييا حه هييل هييو مقاسييمة علييى زرعييه أو هييو رزق‬
‫مقييدر علييى خ ارجييه‪ ،‬فييذن كييان مقاسييمة لييزم إذا أخرجييت مسييا ح األرضييين ميين دييوان الخيراج أن يييذكر معهييا‬
‫مبل ييغ المقاس ييمة م يين رب ييا أو بل ييث أو نص ييف ويرف ييا إل ييى ال ييديوان مق ييادير الكي ييول لتس ييتوفي المقاس ييمة عل ييى‬
‫موجبهييا‪ ،‬ذوان كييان الخ يراج ورق ياً لييم يخييل ميين أن يكييون متسيياوياً مييا اخييتالف الييزرو أو مختلف ياً‪ ،‬فييذن كييان‬
‫متساوياً ما اختالف الزرو أخرجت المسا ح من دييوان الخيراج ليسيتوفي خراجهيا وال يليزم أن يرفيا إلييه إال‬
‫ما قبض منها‪ ،‬ذوان كان الخيراج مختلفياً بياختالف اليزرو ليزم إخيراج المسيا ح مين دييوان الخيراج‪ ،‬وأن يرفيا‬
‫إليه أجناس الزرو ليستوفي خراج المساحة على ما يوجبه حكم الزر ي‬
‫والفصل الرابا ذكر من كل بلد من أهل الذمة وما استقر عليهم في عقد الجزية فذن كانت مختلفية‬
‫باليسييار واإلعسييار سييموا فييي الييديوان مييا ذكيير عييددهم ليختبيير حييال يسييارهم وأعسييارهم‪ ،‬ذوان لييم تختلييف فييي‬
‫اليسار واإلعسار جاز االقتصار على ذكر عددهم ووجب مراعاتهم في كل عام ليببت من بلغ ويسيقط مين‬
‫مات أو أسلم لينحصر بذلك ما يستحق من حريتهمي‬
‫والفص ييل الخ ييامس إن ك ييان م يين بل ييدان المع ييادن أن ي ييذكر أجن يياس معادن ييه وع ييدد ك ييل ج يينس منه ييا‬
‫ليستوفي حق المعدن منها وهذا مما ال ينضبط بمساحة وال ينحصر بتقدير الختالفيه ذوانميا ينضيبط بحسيب‬
‫المأخوذ منه إذا أعطي وأنال وال يلزم في أحكام المعادن أن يوصف في الديوان أحكام فتوحها هل هي من‬
‫أرض عنر أو خراج ألن الديوان فيها موضيو السيتيفاء الحيق مين نبلهيا وحقهيا ال يختليف ذليك فيي حقيوق‬
‫العاملين فيها واجخذيني وقد تقيدم القيول فيي اخيتالف الفقهياء فيي أجنياس ميا يؤخيذ حيق المعيادن منيه‪ ،‬وفيي‬
‫قدر المأخوذ منه‪ ،‬فذن لم يكين قيد سيبق لال مية فيهيا حكيم اجتهيدوا إليى الوقيت ب أرييه فيي الجينس اليذو يجيب‬
‫فيه وفي القدر المأخوذ منه وعمل عليه في األمرين معاً إذا كان من أهل االجتهاد‪ ،‬ذوان كان من سبق من‬
‫األ مة والوالة قد اجتهد برأيه في الجينس اليذو يجيب فييه وفيي القيدر الميأخوذ منيه وحكيم بيه فيهيا حكمياً أييدو‬
‫وأمضاو فاستقر حكمه في األجناس التي يجب فيها حتى المعيدن وليم يسيتقر حكميه فيي القيدر الميأخوذ مين‬
‫المع ييدن‪ ،‬ألن حكم ييه ف ييي الج يينس معتب يير بالمع ييدن الموج ييود وحكم ييه ف ييي الق ييدر يعتب يير بالمع ييدن ألن حكم ييه‬
‫بالجنس معتبر بالمعدن الموجود وحكمه في القدر معتبر بالمعدن المفقودي‬
‫والفصل السيادس إن كيان بغي اًر يتياخم دار الحيرب وكانيت أميوالهم دخليت دار اإلسيالم معنيورة عين‬
‫صلح استقر معهم وأببت في دييوان عقيد صيلحهم وقيدر الميأخوذ مينهم مين عنير أو خميس وزييادة علييه أو‬
‫نقصييان منييه‪ ،‬فييذن كييان يختلييف بيياختالف األمتعيية واألم يوال فصييلت فيييه وكييان الييديوان موضييوعاً إلخ يراج‬
‫رسومه و الستيفاء ما يرفا إليه من مقادير األمتعة المحمولة إليهي‬
‫وأما أعنار األموال المنتقلة في دار اإلسيالم مين بليد إليى بليد فمحرمية ال يبيحهيا نير وال يسيوغها‬
‫اجتهيياد وال هييي ميين سياسييات العييدل وال ميين قضييايا النصييفة وقييل مييا تكييون إال فييي الييبالد الجييا رة‪ ،‬وقييد روى‬
‫ال داروم الحداروم"ي‬ ‫عن النبي عليه الصالة والسالم أنه قال‪" :‬در النا‬
‫ذواذا غيرت الوالة أحكام البالد ومقادير الحقوق فيها اعتبر ما فعلوو‪ ،‬فذن كان مسوغاً فيي االجتهياد‬
‫ألمر اقتضاو ال يمنا النر منه لحدوث سبب يسوغ النر الزيادة ألجليه أو النقصيان لحدوبيه جياز وصيار‬
‫الباني هو الحق المسيتوفي دون األولي ذواذا اسيتخرج حيال العميل مين اليديوان جياز أن يقتصير عليى إخيراج‬
‫الحال البانية دون األولىي واألحوط أن يخرج الحالين لجواز أن ييزول السيبب الحيادث فيعيود الحكيم األول؛‬
‫ذوان كان ما أخذ به الوالة من تغيير الحقوق غير مسوغ فيي النير وال ليه وجيه فيي االجتهياد كانيت الحقيوق‬
‫على الحكم األول وكان الباني مردوداً سوء غيروو إلى زيادة أو نقصان‪ ،‬ألن الزيادة ظلم فيي حقيوق الرعيية‬
‫والنقصييان ظلييم فييي حقييوق بيييت المييالي ذواذا اسييتخرج حييال العمييل ميين الييديوان وجييب علييى رافعيية ميين كتيياب‬
‫الدواوين إخراج الحالين إن كان المستدعي إلخراجها من الوالة ال يعلم حالها فيما تقدم‪ ،‬ذوان كان عالماً بهيا‬
‫لييم يلزمييه إخ يراج الحييال األول إليييه ألن علمييه بهييا قييد سييبق وجيياز االقتصييار علييى إخيراج الحييال البانييية مييا‬
‫وصفها بأنها مستحدبةي‬
‫وأما القسم البالث فيما اختص بالعمال من تقليد وعزل‪ ،‬فينتمل على ستة فصول‪ :‬أحدها ذكر من‬
‫يصييح منييه تقليييد العمييال‪ ،‬وهييو معتبيير بنفييوذ األميير وجيواز النظيير‪ ،‬فكييل ميين جيياز نظيرو فييي عمييل نفييذت فيييه‬
‫أوام يرو وصييح منييه تقليييد العمييال عليييه‪ ،‬وهييذا يكييون ميين أحييد بالبيية‪ :‬إمييا ميين السييلطان المسييتولي علييى كييل‬
‫األمييوري ذوام ييا م يين وزي يير التع ييويضي ذوامييا م يين عام ييل ع ييام الوالي يية كعامييل إقل يييم أو مص يير عظ يييم يقل ييد ف ييي‬
‫خصوص األعمال عامالًي فأما وزير التنفيذ فال يصح منه تقليد عامل إال بعد المطالعة واالست ماري‬
‫والفصل الباني من يصح أن يتقلد العمالة‪ ،‬وهو من استقل بكفايته ووبق بأمانته‪ ،‬فذن كانت عمالة‬
‫تفيويض تفتقيير إلييى اجتهيياد روعييي فيهيا الحرييية واإلسييالم‪ ،‬ذوان كانييت عماليية تنفييذ ال اجتهيياد للعامييل فيهييا لييم‬
‫يفتقر إلى الحرية واإلسالمي‬
‫والفصييل البالييث ذكيير العمييل الييذو تقليييدو وهييذا يعتبيير فيييه بالبيية نييروط‪ :‬أحييدها تحديييد الناحييية بمييا‬
‫تتميز به عن غيرهاي والباني تعيين العمل اليذو يخيتص بنظيرو فيهيا مين جبايية أو خيراج أو عنير‪ :‬والباليث‬
‫العلم برسوم العمل وحقوقه على تفصيل ينتفيي عنيه الجهالية‪ ،‬فيذذا اسيتكملت هيذو النيروط البالبية فيي عميل‬
‫علم به المولي والمولى صح التقليد ونفذي‬
‫والفصل الرابا زمان النظر‪ ،‬فال يخلو من بالبة أحوال‪:‬‬
‫أحييدها أن يقييدرو بمييدة محصييورة النييهور أو السيينين‪ ،‬فيكييون تقييديرها بهييذو المييدة مجييوز النظيير فيهييا‬
‫ومانعاً من النظر بعد انقضا هاي وال يكيون النظير فيي الميدة المقييدة الزمياً مين جهية الميولي‪ ،‬وليه صيرفه وال‬
‫اسييتبدال بييه إذا رأى ذلييك صييالحاً‪ ،‬فأمييا لزومييه ميين جهيية العامييل المييولىي فمعتبيير بحييال جارييية عليهييا‪ ،‬فييذن‬
‫كان الجارو معلوماً بما تصح به األجور لزمه العمل في المدة إلى انقضا ها‪ ،‬ألن العمالة فيهيا تصيير مين‬
‫اإلجارات المحضة ويؤخذ العامل فيها بالعمل إلى انقضا ها إجبا اًري والفرق بينهما في تخيير المولي ولومها‬
‫للمولى أنها في جنبة المولي من العقود الخاصة لعقدو لها في حق نفسيه فيجيرو عليهيا حكيم الليزوم ذوان ليم‬
‫يتقدر جارية بما يصح في األجور لم تلزمه الميدة‪ ،‬وجياز ليه الخيروج مين العميل إذا نياء بعيد أن ينهيي إليى‬
‫موليه حال تركه حتى ال يحلو عمله من ناظر فيهي‬
‫والحاليية البانييية أن يقييدر بالعمييل فيقييول المييولي فيييه قييد قلييدتك خ يراج ناحييية كييذا فييي هييذو السيينة أو‬
‫قليدتك صيدقات بليد كيذا فيي هيذا العييام فتكيون ميدة نظيرو مقيدرة بف ارغيه عيين عمليهي فيذذا فيرغ منيه انعيزل عنييه‬
‫وهو قبل فراغه على ما ذكرنا يجوز أن يعزله المولي‪ ،‬وعزله لنفسه معتبر بصحة جارية وفسادوي‬
‫والحالة البالبة أن يكون التقليد مطلقاً فال يقدر بمدة وال عمل‪ ،‬فيقول فيه قد قلدتك خيراج الكوفية أو‬
‫أعن ييار البصي يرة أو حماي يية بغ ييداد‪ ،‬فه ييذا تقلي ييد ص ييحيح ذوان جهل ييت مدت ييه‪ ،‬ألن المقص ييود من ييه اإلذن لجي يواز‬
‫النظر‪ ،‬وليس المقصود منه اللزوم المعتبر في عقود اإليجاراتي‬
‫ذواذا صح التقليد وجاز النظر لم يخل حاله من أحد أمرين‪ :‬إما أن يكون مستديماً أو منقطعياً‪ ،‬فيذن‬
‫كان مستديماً كيالنظر فيي الجبايية والقضياء وحقيوق المعيادن فيصيح نظيرو فيهيا عامياً بعيد عيام ميا ليم يعيزلي‬
‫ذوان كييان منقطع ياً فهييو علييى ض يربين‪ :‬أحييدهما أن ال يكييون معهييود العييود فييي كييل عييام كييالوالي ع يل قسييم‬
‫الغنيمة فينعزل بعد فراغه منها وليس له النظر في قسمة غيرها من الغنا مي والضرب الباني أن يكون عادًا‬
‫في كل عام كالخراج الذو إذا استخرج في عام عادو فيما يليه‪ ،‬فقد اختلف الفقهاء هل يكيون إطيالق تقلييدو‬
‫مقصييو اًر علييى نظيير عامييه أو محميوالً علييى كييل عييام مييا لييم يعييزل عليى وجهييين‪ :‬أحييدهما أنييه يكييون مقصييو اًر‬
‫للنظر على العام الذو هو فيه‪ ،‬فذذا استوفى خراجه أو أخيذ أعنيارو انعيزل وليم يكين ليه أن ينظير فيي العيام‬
‫الباني إال بتقليد مستجد اقتصا اًر على اليقيني والوجه الباني أنه يحمل على جواز النظر في كل عيام ميا ليم‬
‫يعزل اعتبا اًر بالعرفي‬
‫والفصل الخيامس فيي جيارو العاميل عليى عمليه‪ ،‬وال يخليو فييه مين بالبية أحيوال‪ :‬أحيدها أن يسيمى‬
‫معلوم ياً‪ ،‬والبيياني أن يسييمى مجه يوالًي والبالييث أن ال يسييمى بجهييول وال بمعلييوم‪ ،‬فييذن سييمي معلوم ياً اسييتحق‬
‫المسييمى إذا وفييى العماليية حقهييا‪ ،‬فييذن قصيير فيهييا روعييي تقصيييرو‪ ،‬فييذن كييان لتييرك بعييض العمييل لييم يسييتحق‬
‫جيارو مييا قابلييه ذوان كييان لخيانيية منييه مييا اسييتيفاء العمييل اسييتكمل جارييية وارتجييا مييا خييان فيييه‪ ،‬ذوان زاد فييي‬
‫العمل روعييت الزييادة‪ ،‬فيذن ليم تيدخل فيي حكيم عمليه كيان نظيرو فيهيا ميردوداً ال ينفيذ‪ ،‬ذوان كانيت داخلية فيي‬
‫حكم نظرو لم يخل من أحد أمرين‪ :‬إما أن يكون قد أخذها بحق أو ظلم‪ ،‬فذن كان أخيذها بحيق كيان متبرعياً‬
‫بهييا ال يسييتحق لهييا زيييادة علييى المسييمى فييي جاريييه‪ ،‬ذوان كييان ظلم ياً وجييب ردهييا علييى ميين ظلييم بهييا وكييان‬
‫عييدواناً ميين العامييل يؤخييذ بجريرتييه‪ ،‬وأمييا إن سييمي جارييية مجهيوالً اسييتحق جييارو مبلييه فيمييا عمييل‪ ،‬فييذن كييان‬
‫جييارو العمييل مقييدار فييي الييديوان وعمييل بييه جماعيية ميين العمييال صييار ذلييك القييدر هييو جييارو المبييل‪ ،‬ذوان لييم‬
‫يعمل به إال واحداً لم يصر ذلك مألوفاً في جارو المبلي‬
‫وأما إن لم يسم جاريه بمعلوم وال بمجهول فقد اختلف الفقهاء في استحقاقه لجارو مبله على عمله‬
‫علييى أربعيية مييذاهب قالهييا النييافعي وأصييحابه‪ ،‬فمييذهب النييافعي فيهييا أنييه ال جييارو لييه علييى عمل يه ويكييون‬
‫متطوعاً به حتى يسمى جارياً معلوماً أو مجهوالً لخلو عمله من عوض‪ ،‬وقال المزني له جارو مبله ذوان لم‬
‫يسمه الستيفاء عمله عين إذنيهي وقيال أبيو العبياس بين سيريج إن كيان منيهو اًر بأخيذ الجيارو عليى عمليه فليه‬
‫جييارو مبل ييه‪ ،‬ذوان ل ييم ينييهر بأخ ييذ الج ييارو عليييه ف ييال ج ييارو لييه وق ييال أب ييو إسييحاق الم ييروزو م يين أص ييحاب‬
‫النافعي‪ :‬إن دعى إلى العمل في االبتداء أو أمر به فله جارو مبله‪ ،‬فذن ابتدأ بالطلب فأذن ليه فيي العميل‬
‫فال جارو له‪ ،‬ذواذا كيان فيي عمليه ميال يجتبيى فجارييه مسيتحق فييه‪ ،‬ذوان ليم يكين فييه ميال فجارييه فيي بييت‬
‫المال مستحق من سهم المصالحي‬
‫والفصل السادس فيما يصح به التقليد‪ ،‬فيذن كيان نصياً يلفيظ بيه الميولي صيح بيه التقلييد كميا تصيح‬
‫ب ييه س ييا ر العق ييود‪ ،‬ذوان ك ييان ع يين توقي ييا الم ييولي بتقلي ييدو خطي ياً ال لف ييظ ص ييح التقلي ييد وانعق ييدت ب ييه الوالي ييات‬
‫السلطانية إذا اقترنت به نواهد الحال ذوان لم تصح به النقود الخاصة اعتبا اًر بالعرف الجارو فيه‪ ،‬وهذا إذا‬
‫كان التقليد مقصو اًر عليه ال يتعداو إلى استنابة غييرو فييه وال يصيح إذا كيان التقلييد عامياً متعيدياً؛ فيذذا صيح‬
‫التقليد بالنروط المعتبرة فيه وكان العمل قبله خالياً من ناظر تفيرد هيذا الميولى بيالنظر واسيتحق جارييه مين‬
‫أول وقت نظرو فيه‪ ،‬ذوان كان في العمل ناظر قبيل تقلييدو نظير فيي العميل‪ ،‬فيذن كيان ميا ال يصيح االنيتراك‬
‫فيه كان تقليدو الباني عزالً لمول‪ ،‬ذوان كان مما يصح فيه االنتراك روعي العرف الجارو فيه‪ ،‬فذن لم يجز‬
‫العييرف باالنييتراك فيييه كييان عيزالً لييمول‪ ،‬ذوان جييرى العييرف باالنييتراك فيييه لييم يكيين تقليييد البيياني عيزالً لييمول‬
‫وكانا عاملين عليه وناظرين فيه‪ ،‬فيذن قليد علييه منيرف كيان العاميل مباني اًر للعميل وكيان المنيرف مسيتوفياً‬
‫له يمنا من زيادة عليه أو نقصان منه أو تفرد بهي‬
‫وحكييم المنييرف يخييالف حكييم صيياحب البريييد ميين بالبيية أوجييه‪ :‬أحييدها أنييه ليييس للعامييل أن ينفييرد‬
‫بالعمل دون المنرف وله أن ينفرد به دون صاحب البريدي‬
‫والباني أن للمنرف منا العامل مما أفسد فيه وليس ذلك لصاحب البريدي‬
‫والبالييث أن المنييرف ال يلزمييه اإلخبييار بمييا فعلييه العامييل ميين صييحيح وفاسييد إذا انتهييى إليييه‪ ،‬ويلييزم‬
‫صاحب البريد اإلخبار بما فعله العامل من صحيح وفاسد ألن خبر المنرف استعداء وخبر صاحب البريد‬
‫إنهاءي‬
‫والفرق بين خبر اإلنهاء وخبر االستعداء من وجهين‪ :‬أحدهما أن خبر اإلنهاء ينتمل عليى الفاسيد‬
‫والصحيح وخبر االستعداء مختص بالفاسد دون الصحيحي‬
‫والباني أن خبر اإلنهاء فيما رجا عنه العامل وفيما لم يرجا عنه وخبر االستدعاء مختص بما لم‬
‫يرجا عنه دون ما رجا عنه‪ ،‬ذواذا أنكر العامل استعداء المنرف أو إنهاء صاحب البريد لم يكن قول واحد‬
‫منهما مقبوالً عليه حتى يبرهن عنه‪ ،‬فذن اجتمعا على اإلنهاء واالستعداء صار ناهدين عليه فيقبيل قولهميا‬
‫عليه إذا كانا مأمونيني ذواذا طولب العامل برفا الحساب فيما توالو لزمه رفعيه فيي عمالية الخيراج وليم يلزميه‬
‫رفعه في عمالية العنير‪ ،‬ألن مصيرف الخيراج إليى بييت الميالي ومصيرف العنير إليى أهيل الصيدقات وعليى‬
‫مييذهب أبييي حنيفيية يؤخييذ برفييا الحسيياب فييي المييالين النييتراك مصيير فهمييا عنييدو‪ ،‬ذواذا ادعييى عامييل العنيير‬
‫صرف العنر في مستحقه قبل قوله فييه‪ ،‬وليو ادعيى عاميل الخيراج دفيا الخيراج إليى مسيتحقه ليم يقبيل قوليه‬
‫إال بتصديق أو بينةي‬
‫ذواذا أراد العام ييل أن يس ييتخلف عل ييى عمل ييه ف ييذلك ضي يربان‪ :‬أح ييدهما أن يس ييتخلف علي ييه م يين ينف ييرد‬
‫بالنظر فيه دونه‪ ،‬فهذا غير جا ز منه ألنه يجرو مجيرى االسيتبدال‪ ،‬ولييس ليه أن يسيتبدل غييرو بنفسيه ذوان‬
‫جاز له عزل نفسهي‬
‫والضرب الباني أن يسيتخلف علييه معينياً ليه في ارعيي مخيرج التقلييد فذنيه ال يخليو مين بالبية أحيوال‪:‬‬
‫أحدها أن يتضمن إذناً باالستخالف فيجوز له أن يستخلف ويكون من استخلفه نا باً عنه يعزل بعزله إن لم‬
‫يكين مسيمى فيي اإلذن‪ ،‬فيذن سيمي ليه مين يسيتخلفه فقيد اختليف الفقهياء فييه إذا اسيتخلفه هيل ينعيزل بعزلييه‬
‫فقال قوم ينعزل‪ ،‬وقال آخرون ال ينعزلي‬
‫والحالة البانية أن يتضمن التقليد نهياً عن االستخالف‪ ،‬فال يجيوز ليه أن يسيتخلف وعلييه أن ينفيرد‬
‫بالنظر فيه إن قدر عليه‪ ،‬فذن عجز عنيه كيان التقلييد فاسيداً‪ ،‬فيذن نظير ميا فسياد التقلييد صيح مين نظيرو ميا‬
‫اختص باإلذن نم أمر ونهي ولم يصح منه ما اختص اختص بالوالية من عقد وحلي‬
‫والحاليية البالبيية أن يكييون التقليييد مطلقياً ال يتضييمن إذنياً وال نهيياً فيعتبيير حييال العمييل فييذن قييدر علييى‬
‫التفرد بالنظر فيه لم يج أر أن يستخلف عليه‪ ،‬ذوان لم يقدر على التفرد بالنظر فيه جاز له أن يسيتخلف فيميا‬
‫عجز عنه ولم يجز أن يستخلف فيما قدر عليهي‬
‫وأما القسم الرابا فيما اختص بيت المال من دخل وخرج‪ ،‬فهو أن كل ما ل استحقه المسلمون وليم‬
‫يتعين ماله منهم فهو من حقوق بيت المال‪ ،‬فذذا قبض صار بالقبض مضيافاً إليى حقيوق بييت الميال سيواء‬
‫أدخل إلى حرزو أو لم يدخل‪ ،‬ألن بيت المال عبارة عن الجهية ال عين المكيان‪ ،‬وكيل حيق وجيب صيرفه فيي‬
‫مصييالح المس يلمين فهييو حييق علييى بيييت المييال‪ ،‬فييذذا صييرف فييي جهتييه صييار مضييافاً إلييى الخ يراج ميين بيييت‬
‫المال سواء خرج من حرزو أو لم يخرج‪ ،‬ألن ما صار إلى عميال المسيلمين أو خيرج مين أييديهم فحكيم بييت‬
‫المال جار عليه في دخله إليه وخرجهي‬
‫ذواذا كان كذلك فاألموال التي يستحقها المسلمون تنقسم بالبة أقسام‪ :‬فيء وغنيمة وصدقةي‬
‫فأما الفييء فمين حقيوق بييت الميال‪ ،‬ألن مصيرفه موقيوف عليى رأو اإلميام واجتهيادو‪ ،‬وأميا الغنيمية‬
‫فليست من حقوق بيت المال ألنها مستحقة للغانمين الذين تعينوا بحضور الواقعة ال يختلف مصرفها بيرأو‬
‫اإلم ي ي ي ي ي ي ي ييام‪ ،‬وال اجته ي ي ي ي ي ي ي يياد ل ي ي ي ي ي ي ي ييه ف ي ي ي ي ي ي ي ييي م ي ي ي ي ي ي ي يينعهم فل ي ي ي ي ي ي ي ييم تص ي ي ي ي ي ي ي يير م ي ي ي ي ي ي ي يين حق ي ي ي ي ي ي ي ييوق بي ي ي ي ي ي ي ي ييت الم ي ي ي ي ي ي ي ييالي‬
‫وأما خمس الفيء والغنيمة فينقسم بالبة أقسام‪ :‬قسم منه يكون من حقوق بيت المال وهو سهم النبي صيلى‬
‫اهلل عليييه وسييلم المصييروف فييي المصييالح العاميية لوقييوف مصيرفه علييى رأو اإلمييام واجتهييادو‪ ،‬وقسييم منييه ال‬
‫يكون من حقوق بيت المال وهو سهم ذوو القربى‪ ،‬ألنه مستحق لجماعتهم فتعين مالكوو وخيرج عين حقيوق‬
‫بيت المال لخروجه عن اجتهياد اإلميام و أرييه‪ ،‬وقسيم منيه يكيون بييت الميال فييه حافظياً ليه عليى جهاتيه وهيو‬
‫سهم اليتامى والمساكين وابن السبيل إن وجدوا دفا إليهم ذوان فقدوا أحرز لهمي‬
‫وأما الصيدقة فضيربان‪ :‬صيدقة ميال بياطن فيال يكيون مين حقيوق بييت الميال لجيواز أن ينفيرد أربابيه‬
‫بيذخراج زكاتييه فييي أهلهييا‪ ،‬والضيرب البيياني صييدقة مييال ظيياهر كأعنيار الييزرو والبمييار وصييدقات الموانييي‪،‬‬
‫فعند أبي حنيفة أنه من حقوق بيت المال ألنيه يجيوز صيرفه عليى رأو اإلميام واجتهيادو وليم يعينيه فيي أهيل‬
‫السهمين‪ ،‬وعلى مذهب النافعي ال يكون من حقيوق بييت الميال ألنيه معيين الجهيات عنيدو ال يجيوز صيرفه‬
‫علييى غييير جهاتييه‪ ،‬ولكيين اختلييف قولييه هييل يكييون بيييت المييال مح يالً إلح ي ارزو عنييد تعييذر جهاتييه؟ فييذهب فييي‬
‫القديم إلى أن بيت الميال إذا تعيذرت الجهيات يكيون محيالً إلحي ارزو فييه إليى أن توجيد ألنيه كيان ييرى وجيوب‬
‫دفعييه إلييى اإلمييام ورجييا عنييه فييي مسييتجد قولييه إلييى أن بيييت المييال ال يكييون محيالً إلحي ارزو اسييتحقاقاً ألنييه ال‬
‫ييرى فيييه وجيوب دفعييه إليى اإلمييام ذوان جياز أن يييدفا إلييه فييذلك ليم يسييتحق إحي ارزو فييي بييت المييال ذوان جيياز‬
‫إح ارزو فيهي‬
‫وأما المسيتحق عليى بييت الميال فضيربان‪ :‬أحيدهما ميا كيان بييت الميال فييه حير اًز فاسيتحقاقه معتبير‬
‫بالوجود‪ ،‬فذن المال موجوداً فيه كان صيرفه فيي جهاتيه مسيتحقاً وعدميه مسيقط السيتحقاقهي والضيرب البياني‬
‫أن يكون بيت المال مستحقاً فهو على ضربين‪ :‬أحدهما أن يكون مصرفه مستحقاً على وجه البيدل كيأرزاق‬
‫الجنيد وأبمييان الكي ار والسييال فاسييتحقاقه غييير معتبيير بيالوجود وهييو ميين الحقييوق الالزميية مييا الوجييود والعييدم‬
‫فيذن كيان موجيوداً عجيل دفعيه كاليديون ميا اليسياري ذوان كيان معيدوماً وجيب فييه عليى األنظيار كاليديون ميا‬
‫اإلعسييار‪ ،‬والضييرب البيياني أن يكييون مصيرفه مسييتحقاً علييى وجييه المصييلحة واألرفيياق دون البييدل فاسييتحقاقه‬
‫معتبيير بييالوجود دون العييدم‪ ،‬فييذن كييان موجييوداً فييي بيييت المييال وجييب فيييه وسييقط فرضيه عيين المسييلمين‪ ،‬ذوان‬
‫كان معدوماً سقط وجوبه عن بيت المال وكان إن عم ضررو من فروض الكفاية على كافة المسلمين حتيى‬
‫يقوم به منهم من فيه كفاية كالجهاد‪ ،‬ذوان كان مما ال يعم ضررو كوعر طريق قريب يجد الناس طريقاً غيرو‬
‫بعيداً أو انقطيا نيرب يجيد النياس غييرو نيرباً‪ ،‬فيذذا سيقط وجوبيه عين بييت الميال بالعيدم سيقط وجوبيه عليى‬
‫الكافيية لوجييود البييدل‪ ،‬فلييو اجتمييا علييى بيييت المييال حقييان ضيياق عنهمييا واتسييا ألحييدهما صييرف فيمييا يصييير‬
‫منهميا دي ًين فيييه‪ ،‬فليو ضيياق عين كيل واحييد منهميا جيياز ليوالي األمير إذا خيياف الفسياد أن يفتييرض عليى بيييت‬
‫المال ما يصرفه في الديون دون االرتفاق وكان من حدث بعدو من الوالة مأخوذاً بقضا ه إذا اتسا ليه بييت‬
‫المالي‬
‫ذواذا فضلت حقوق بيت المال عن مصرفها‪ ،‬فقد اختلف الفقهاء في فاضله‪ ،‬فيذهب أبيو حنيفية إليى‬
‫أنه يدخر في بيت المال لميا ينيوب المسيلمين مين حيادثي وذهيب النيافعي إليى أنيه يقيبض عليى أميوال مين‬
‫يعم بيه صيال المسيلمين وال ييدخر ألن النوا يب تعيين فرضيها علييهم إذا حيدبت فهيذو األقسيام األربعية التيي‬
‫وضعت عليها قواعد الديواني‬
‫وأما كاتب الديوان وهو صاحب ذمامه‪ ،‬فالمعتبر في صحة واليته نرطان‪ :‬العدالة والكفايةي‬
‫فأما العدالة فمنه مؤتمن على حق بيت المال والرعية فاقتضى أن يكون في العدالة واألمانة عليى‬
‫صفات المؤتمنيني‬
‫وأمييا الكفاييية فمنييه مبانيير لعمييل يقتضييي أن يكييون فييي القيييام مسييتقالً بكفاييية المبان يرين فييذذا صييح‬
‫تقليييدو فالييذو نييدب لييه سييتة أنييياء‪ :‬حفييظ الق يوانين‪ ،‬واسييتيفاء الحقييوق‪ ،‬ذوانبييات الرفييو ‪ ،‬ومحاسييبات العمييال‪،‬‬
‫ذواخراج األحوال‪ ،‬وتصفح الظالماتي‬
‫فأمييا األول منه يا وهييو حفييظ الق يوانين علييى الرسييوم العادليية ميين غييير زيييادة تتحيييف بهييا الرعييية أو‬
‫نقصييان ينييبلم بييه حييق بيييت المييال‪ ،‬فييذن قييررت فييي أيامييه لييبالد اسييتؤنف فتحهييا أو لميوات ابتييدإ فييي إحيا ييه‬
‫أببتهيا فيي دييوان الناحيية ودييوان بييت الميال الجيياما للحكيم المسييتقر فيهيا‪ ،‬ذوان تقدمتيه القيوانين المقيررة فيهييا‬
‫رجا فيها إلى ما أببته أمناء الكتاب إذا وبق بخطوطهم وتسلمه من أمنا هم تحت ختومهم وكانت الخطيوط‬
‫الخارج يية عل ييى ه ييذو الن ييروط مقنع يية ف ييي جي يواز األخ ييذ ب ييه والعم ييل عليه ييا ف ييي الرس ييوم الديواني يية والحق ييوق‬
‫السلطانية‪ ،‬ذوان لم تقنا في أحكام القضاء والنيهادات اعتبيا اًر بيالعرف المعهيود فيهيا كميا يجيوز للمحيدث أن‬
‫يؤدو ما وجدو من سماعه بالخط الذو يبق به ويجيء على قول أبي حنيفة أنه ال يجوز لكاتب الديوان أن‬
‫يعميل عليى الخييط وحيدو حتيى يأخييذو سيماعاً مين لفييظ نفسيه يحفظيه عنييه بقلبيه كميا يقييول فيي روايية الحييديث‬
‫اعتبا اًر بالقضاء والنهادات وهذا ناق مسيتبعدي والفيرق بينهميا أن القضياء والنيهادات مين الحقيوق الخاصية‬
‫التي يكبر المبانر لها والقيم بها فلم يضق الحفظ لها بالقلب فذلك لم يجيز أن يعيول فيهيا عيل مجيرد الخيط‬
‫وأن القوانين الديوانية من الحقوق العامة التي يقل المبانير لهيا ميا كبرتهيا وانتنيارها فضياق حفظهيا بالقليب‬
‫فذلك جاز التعويل فيها على مجرد الخط وكذلك رواية الحديثي‬
‫وأمييا البيياني وهييو اسييتيفاء الحقييوق فهييو علييى ض يربين‪ :‬أحييدهما اسييتيفاؤها مميين وجبييت عليييه ميين‬
‫العامليني والباني استيفاؤها نم القابضين لها من العمال‪ ،‬فأما استيفاؤها من العاملين فيعمل فيه عليى إقيرار‬
‫العمييال بقبضييها‪ ،‬وأمييا العمييل فيهييا علييى خطييوط العمييال بقبضييها فالييذو عليييه كتيياب الييدواوين أنييه إذا عييرف‬
‫الخييط كييان حجيية القييبض س يواء اعتييرف العامييل بأنييه خطييه وأنك يرو إذا قيييس بخطييه المعييروفي والييذو عليييه‬
‫الفقهياء أنيه إن ليم يعتيرف العاميل بأنيه خطيه وأنكيرو لييم يلزميه وليم يكين حجية فيي القيبض ال يسيوغ أن يقيياس‬
‫بخطييه فييي اإلل يزام إجبييا اًر ذوانمييا يقيياس بخطييه إرهاب ياً ليعتييرف بييه طوع ياً‪ ،‬ذوان اعتييرف بييالخط وأنكيير القييبض‬
‫فالظيياهر ميين مييذهب النييافعي أن يكييون فييي الحقييوق السييلطانية خاصيية حجيية للعيياملين بالييدفا وحجيية علييى‬
‫العمال بالقبض اعتبا اًر بالعرف؛ والظاهر من مذهب أبي حنيفة أنه ال يكون حجة عليهم وال للعاملين حتى‬
‫يقر به لفظاً كالديون الخاصة‪ ،‬وفيما قدمناو من الفرق بينهما مقناي‬
‫وأما استيفاؤها من العمال‪ ،‬فيذن كانيت خ ارجياً إليى بييت الميال ليم يحيتج فيهيا إليى توقييا وليي األمير‬
‫وكان اعتراف صاحب بيت المال بقبضها حجة في براءة العمال منها والكالم فيي خيط إذا تجيرد عين إقي اررو‬
‫على ما قدمناو في خطوط العمال أنيه يكيون حجية عليى الظياهر مين ميذهب النيافعي وال يكيون حجية عليى‬
‫الظيياهر ميين مييذهب أبييي حنيفيية‪ ،‬ذوان كانييت خ ارج ياً ميين حقييوق بيييت المييال ولييم تكيين خ ارج ياً إليييه لييم يمييض‬
‫العمال إال بتوقيا ولي األمر وكان التوقيا إذا عرفت صحته حجة مقنعة في جواز الدفاي‬
‫وأما االحتساب به فيحتمل وجهين‪ :‬أحدهما أن يكون االحتساب به موقوفاً على اعتراف الموقا له‬
‫بق ي ي ي ي ييبض م ي ي ي ي ييا تض ي ي ي ي ييمنه‪ ،‬ألن التوقي ي ي ي ي ييا حج ي ي ي ي يية بال ي ي ي ي ييدفا إلي ي ي ي ي ييه ول ي ي ي ي يييس بحج ي ي ي ي يية ف ي ي ي ي ييي الق ي ي ي ي ييبض من ي ي ي ي ييهي‬
‫والوجه الباني يحتسب به العامل في حقوق بيت المال‪ ،‬فذن أنكر صاحب التوقيا القبض حاكم العامل فييه‬
‫وأخييذ العامييل بذقاميية الحجيية عليييه‪ ،‬فييذن عييدمها أحلييف صيياحب التوقيييا وأخييذ العامييل بييالغرام‪ ،‬وهييذا الوجييه‬
‫أخص بعرف الديواني والوجه األول أنيبه بتحقييق الفقيه‪ ،‬فيذن اسيتراب صياحب اليديوان بيالتوقيا ليم يحتسيب‬
‫للعامل به على الوجهين معاً حتى يعرضه على الموقا‪ ،‬فذن اعتيرف بيه صيح وكيان االحتسياب بيه عيل ميا‬
‫تقدم‪ ،‬ذوان أنكرو لم يحتسب به للعامل ونظر في وجه الخيراج‪ ،‬فيذن كيان فيي خياص موجيود رجيا بيه العاميل‬
‫عليييه‪ ،‬ذوان كييان فييي جهييات ال يمكيين الرجييو بهييا سييأل العامييل ال فييي عييرف السييلطنة وال فييي حكييم القضيياء‪،‬‬
‫فذن علم بصحة الخراج فهو من عرف السلطنة مدفو عن إحالف الموقا وفي حكم القضاء يجاب عليهي‬
‫وأمييا البالييث فهييو إببييات الرفييو ‪ ،‬فينقسييم بالبيية أقسييام‪ :‬رفييو مسيياحة وعمييل‪ ،‬ورفييو قييبض واسييتيفاء‪،‬‬
‫ورفييو خييرج ونفقييةي فأمييا رفييو المسيياحة والعمييل‪ ،‬فييذن كانييت أصييولها مقييدرة فييي الييديوان اعتبيير صييحة الرفييا‬
‫بمقابلة األصل وأببت في الديوان إن وافقها‪ ،‬ذوان لم يكن لها في الديوان أصول عميل فيي إبباتهيا عليى قيول‬
‫رافعها‪ ،‬وأما رفو القبض واالستيفاء فيعمل فيي إبباتهيا عليى مجيرد قيول رافعهياي ألنيه يقير بيه عليى نفسيه ال‬
‫لها‪ ،‬وأما رفو الخراج والنفقة فرافعها مد لها فال نقبل دعواو إال بالحجج البالغةي فذن احيتج بتوقيعيات والة‬
‫األمور استعرضها وكان الحكم فيها على ما قدمنا من أحكام التوقيعاتي‬
‫وأمييا ال اربييا وهييو محاسييبة العمييال فيختلييف حكمهييا بيياختالف مييا تقلييدوو‪ ،‬وقييد قييدمنا القييول فيهييا‪ ،‬فييذن‬
‫كانوا من عمال الخراج لزمهم رفا الحساب ووجب على كاتب الديوان محاسبتهم على صحة ما رفعوو‪ ،‬ذوان‬
‫ك ييانوا م يين عم ييال العن يير ل ييم يل ييزمهم عل ييى م ييذهب الن ييافعي رف ييا الحس يياب ول ييم يج ييب عل ييى كات ييب ال ييديوان‬
‫محاسيبتهم علييه؛ ألن العنير عنيدو صيدقة ال يقيف مصيرفها عليى اجتهياد اليوالة‪ ،‬وليو تفيرد أهالهيا بمصيرفها‬
‫أج يزأت ويلييزمهم علييى مييذهب أبييي حنيفيية رفييا الحسيياب ويجييب علييى كاتييب الييديوان محاسييبتهم عليييه‪ ،‬ألن‬
‫مصرف الخراج والعنر عندو منتركي ذواذا حوسب من وجبت عليه محاسبته من العمال نظل‪ ،‬فذن ليم يقيا‬
‫بين العامل وكاتب الديوان حلف كان كاتب الديوان مصدقاً فيي بقاييا الحسياب‪ ،‬فيذن اسيتراب بيه وليي األمير‬
‫كلف ييه إحض ييار ني يواهدو‪ ،‬ف ييذن ازل ييت الريب يية عن ييه س ييقطت اليم ييين في ييه‪ ،‬ذوان ل ييم ت ييزل الريب يية وأراد ول ييي األم يير‬
‫اإلحالف على ذلك أحلف العامل دون كاتب الديوان‪ ،‬ألن المطالبة متوجهية عليى العاميل دون الكاتيب ذوان‬
‫اختلفييا فييي الحسيياب نظيير فييذن كييان اختالفهمييا فييي خ يراج فييالقول فيييه قييول الكاتييب ألنييه منكيير‪ ،‬ذوان كييان‬
‫اختالفهما في مساحة تمكن إعادتها اعتبرت بعد االختالف وعمل فيها على ما يخرج بصحيح االعتباري‬
‫وأمييا الخييامس وهييو إخ يراج األح يوال فهييو استنييهاد صيياحب الييديوان علييى مييا ببييت فيييه ميين ق يوانين‬
‫وحقوق فصيار كالنيهادة واعتبير فييه نيرطان‪ :‬أحيدهما أن ال يخيرج مين األميوال إال ميا عليم صيحته كميا ال‬
‫ينييهد إال بمييا علمييه وتحققييه‪ ،‬والبيياني أن ال يبتييدإ بييذلك حتييى يسييتدعي منييه كمييا ال ينييهد حتييى يستنييهد‪،‬‬
‫والمستدعي إلخراج األموال من نفيذت توقيعاتيه كميا أن المنيهود عنيدو مين نفيذت أحكاميه‪ ،‬فيذذا أخيرج حياالً‬
‫لزم الموقا بذخراجها واألخذ بها والعمل عليها كما يلزم الحاكم تنفيذ الحكم بما ينيهد بيه النيهود عنيدو‪ ،‬فيذن‬
‫استراب الموقا بذخراج الميال جياز أن يسيأله مين أيين أخرجيه ويطالبيه بذحضيار نيواهد اليديوان بهيا‪ ،‬ذوان ليم‬
‫يجز للحاكم أن يسأل ناهداً عين سيبب نيهادته‪ ،‬فيذن أحضيرها ووقيا فيي الينفس صيحتها ازليت عنيه الريبية‪،‬‬
‫ذوان عدمها وذكر أنه أخرجها من حفظه لتقدم علمه بها صار معلول القول‪ ،‬والموقا مخيير بيين قبيول ذليك‬
‫منه أوردو عليه‪ ،‬وليس له استخالفهي‬
‫وأما السادس وهو تصفح الظالمات فهو يختلف بسبب اختالف التظلم‪ ،‬وليس يخليو مين أن يكيون‬
‫الميتظلم ميين الرعيية أو ميين العميال‪ ،‬فييذن كييان الميتظلم ميين الرعيية تظلييم ميين عاميل تحيفييه فيي معاملتييه كييان‬
‫صاحب الديوان فيها حاكماً بينهما وجاز له أن يتصفح الظالمة ويزيل التحيف سواء وقيا النظير إلييه بيذلك‬
‫أو لم يقا‪ ،‬ألنه مندوب لحفظ القوانين واسيتيفاء الحقيوق فصيار بعقيد الواليية مسيتحقاً لتصيفح الظالمية‪ ،‬فيذن‬
‫منا منها امتنا وصار عزالً عن بعض ما كان إليه‪ ،‬ذوان كان المتظلم عامالً جيوزف فيي حسياب أو غيولط‬
‫في معاملة صار صحب الديوان فيها خصماً‪ ،‬وكان المتصفح لها والي األمري‬
‫الباب التاسع عدر‬
‫في يحكام الج ار م‬

‫الج ي ار م محظييورات نييرعية زجيير اهلل تعييالى عنهييا بحييد أو تعزيييز‪ ،‬ولهييا عنييد التهميية حييال اسييتبراء‬
‫تقتضيه السياسة الدينية‪ ،‬ولها عند ببوتها وصحتها حال استيفاء توجيه األحكام النرعيةي‬
‫فأما حالها بعد التهمية وقبيل ببوتهيا وصيحتها فمعتبير بحيال النظير فيهيا‪ ،‬فيذن كيان حاكمياً رفيا إلييه‬
‫رجل قد اتهم بسيرقة أو زنيا ليم يكين لتهمية بهيا تيأبير عنيدو؛ وليم يجيز أن يحبسيه لكنيف وال اسيتبراء‪ ،‬وال أن‬
‫يأخذو بأسباب اإلقرار إجبا اًر‪ ،‬ولم يسما الدعوى عليه في السرقة إال من خصم مستحق لما قرف وراعى ما‬
‫يبدو مين إقيرار المتهيوم أو إنكيارو؛ إن اتهيم بالزنيا ليم يسيما اليدعوى علييه إال بعيد أن ييذكر الميرأة التيي زنيى‬
‫بهيا ويصييف مييا فعليه بهييا بمييا يكييون زنيا بموجبييه للحييد‪ ،‬فيذن أقيير حييدو بموجييب إقي اررو‪ ،‬ذوان أنكيير وكانييت بينيية‬
‫سمعها عليه‪ ،‬ذوان لم تكن أحلفه في اجدميين دون حقوق اهلل تعالى‪ ،‬إذا طلب الخصم اليميني‬
‫ذوان كان النظر اليذو رفيا إلييه هيذا المتهيوم أميي اًر أو مين أوالد األحيداث والمعياون كيان ليه ميا هيذا‬
‫المتهييوم ميين أسييباب الكنييف واالسييتبراء مييا ليييس للقضيياة والحكييام وذلييك ميين تسييعة أوجييه يختلييف بهييا حكييم‬
‫النظريني‬
‫أحييدها أنييه ال يجييوز لممييير أن يسييما قييرف المتهييوم ميين أع يوان اإلمييارة ميين غييير تحقيييق الييدعوى‬
‫المقررة ويرجا إلى قولهم في اإلخبار عن حال المتهوم‪ ،‬وهل هو من أهيل الرييب؟ وهيل هيو معيروف بمبيل‬
‫مييا قييرف بييه أم ال ؟ فييذن بييرءوو ميين مبييل ذلييك خفييت التهميية ووضييعت وعجييل إطالقييه ولييم يغلييط عليييه‪ ،‬ذوان‬
‫قرفوو بأمباله وعرفوو بأنباهه غلظت التهمة وقويت واستعمل فيها مين حيال الكنيف ميا سينذكرو‪ ،‬ولييس هيذا‬
‫للقضاةي‬
‫والباني أن لممير أن يراعي نيواهد الحيال وأوصياف المتهيوم فيي قيوة التهمية وضيعفها‪ ،‬فيذن كانيت‬
‫التهمة زنا وكان المتهوم مطيعاً للناس ذا فكاهة وخالبة قويت التهمة‪ ،‬ذوان كيان بضيدو ضيعفت‪ ،‬ذوان كانيت‬
‫اتهمييه بس يرقة وكييان المتهييوم بهييا ذا عيييارة أو فييي بدنييه آبييار ضييرب أو كييان معييه حييين أخييذ منقييب قويييت‬
‫التهمة‪ ،‬ذوان كان بضدو ضعفت وليس هذا للقضاة أيضاًي‬
‫والبالث أن لممير أن يعجل حبس المتهوم للكنف واالستبراءي واختلف في مدة حبسه لذلك‪ ،‬فذكر‬
‫عبييد اهلل الزبيييرو ميين أصييحاب النييافعي أن حبسييه لالسييتبراء والكنييف مقييدر بنييهر واحييد ال يتجيياوزوي وقييال‬
‫غيرو بل ليس بمقدار وهو موقوف على رأو اإلمام واجتهيادو وهيذا أنيبه ولييس للقضياة أن يحبسيوا أحيداً إال‬
‫بحق وجبي‬
‫والرابا أن يجوز لمميير ميا قيوة التهمية أن يضيرب المتهيوم ضيرب التعزييز ال ضيرب الحيد ليأخيذو‬
‫بالصدق عن حاله فيما قرف به واتهم‪ ،‬فيذن أقير وو مضيروب اعتبيرت حاليه فيميا ضيرب علييه‪ ،‬فيذن ضيرب‬
‫ليقيير لييم يكيين إلق ي اررو تحييت الضييرب حكييم‪ ،‬ذوان ضييرب ليصييدق عيين حالييه وأقيير تحييت الضييرب قطييا ض يربه‬
‫واسييتعيد إقي اررو‪ ،‬فييذذا أعييادو كييان مييأخوذاً بيياإلقرار البيياني دون األول‪ ،‬فييذن اقتصييرت علييى اإلقيرار األول ولييم‬
‫يستعدو لم يضيق عليه أن يعمل باإلقرار األول‪ ،‬ذوان كرهناوي‬
‫والخامس أنه يجوز لممير فيمن تكررت منه الج ار م ولم ينزجر عنها بالحدود أن يستديم حبسه إذا‬
‫استضير النياس بج ار مييه حتيى يمييوت بعيد أن يقييوم بقوتيه وكسيوته ميين بييت المييال لييدفا ضييررو عين النيياس‪،‬‬
‫ذوان لم يكن ذلك للقضاةي‬
‫والسادس أنه يجوز لممير إحالف المتهيوم اسيتبراء لحاليه وتغليظياً علييه فيي الكنيف عين أميرو فيي‬
‫التهمة بحقوق اهلل تعالى وحقوق اجدميين‪ ،‬وال يضييق علييه أن يجعليه بيالطالق والعتياق والصيدقة كاإليميان‬
‫بيياهلل فييي البيعيية السييلطانية‪ ،‬وليييس للقضيياة إحييالف أحييد علييى غييير حييق وال أن يجيياوزوا األيمييان بيياهلل إلييى‬
‫الطالق أو العتقي‬
‫والسابا أن لممير أن يأخذ أهيل الجي ار م بالتوبية إجبيار ويظهير مين الوعييد علييهم ميا يقيودهم إليهيا‬
‫طوعاً‪ ،‬وال يضيق عليهم الوعيد بالقتل فيما ال يجب فيه القتل ألنه وعييد إرهياب يخيرج عين حيد الكيذب إليى‬
‫حين التعزيز واألدب‪ ،‬وال يجوز أن يحقق وعيدو بالقتل فيقتل فيما ال يجب فيه القتلي‬
‫والبامن أنه ال يجوز لممير أن يسما نهادات أهل المال ومن ال يجوز أن يسيما منيه القضياة إذا‬
‫كبر عددهمي‬
‫والتاسا أن لممير النظر في المواببات ذوان لم توجد غرمياً وال حيداً‪ ،‬فيذن ليم يكين بواحيد منهميا أبير‬
‫سما قول مين سيبق باليدعوى ذوان كيان بأحيدهما أبير فقيد ذهيب بعضيهم إليى أنيه يبيدأ بسيما دعيوى مين بيه‬
‫األبر وال يراعي السبقي والذو عليه أكبر الفقهاء أنه يسما قول أسبقهما بالدعوى ويكون المبتيدإ بالمواببية‬
‫أعظمهم ييا جرمي ياً وأغلظهم ييا تأديبي ياً‪ ،‬ويج ييوز أن يخ ييالف بينهم ييا ف ييي التأدي ييب م يين وجه ييين‪ :‬أح ييدهما بحس ييب‬
‫اختالفهما في االقتراف والتعدوي والباني بحسب اختالفهما في الهيبية والتصياون ذواذا رأى مين الصيال فيي‬
‫رد السييفلة أن ينييهرهم وينييادو عليييهم بجي ار مهم سيياغ لييه ذلييك‪ ،‬فهييذو أوجييه يقييا بهييا الفييرق فييي الجي ار م بييين‬
‫نظر األمراء والقضاة في حال االستبراء وقبل ببوت الحد الختصاص األمير بالسياسة واختصاص القضياة‬
‫باألحكامي‬
‫وأم ي ي ييا بع ي ي ييد بب ي ي ييوت جي ي ي ي ار مهم فيس ي ي ييتوو ف ي ي ييي إقام ي ي يية الح ي ي ييدود عل ي ي يييهم أحي ي ي يوال األمي ي ي يراء والقض ي ي يياةي‬
‫وببوتهي ي ييا علي ي يييهم يكي ي ييون مي ي يين وجهي ي ييين‪ :‬إق ي ي يرار وبيني ي يية‪ ،‬ولكي ي ييل واحي ي ييد منهمي ي ييا حكي ي ييم يي ي ييذكر في ي ييي موضي ي ييعهي‬
‫والحدود زواجر وضعها اهلل تعالى للرد عن ارتكاب ما حظير وتيرك ميا أمير بيه لميا فيي الطبيا مين مغالبية‬
‫النهوات الملهية عن وعيد اجخرة بعاجل اللذة‪ ،‬فجعل اهلل تعالى من زواجر الحدود ميا ييرد بيه ذا الجهالية‬
‫حييذ اًر ميين ألييم العقوبيية وخيفيية ميين نكييال الفضيييحة ليكييون مييا حظيير ميين محارمييه ممنوع ياً ومييا أميير بييه ميين‬
‫فروضه متبوعاً فتكون المصلحة أعم والتكليف أتم‪ ،‬قال اهلل تعالى‪" :‬وما يرسلناة اال رحمة لل الميم"ي‬
‫يعن ييي ف باس ييتنقاذهم م يين الجهال يية ذوارن ييادهم م يين الض يياللة وكفه ييم ع يين المعاص ييي وبع ييبهم عل ييى‬
‫الطاعةي‬
‫ذواذا كان كذلك فالزواجر ضيربان‪ :‬حيد وتعزييز‪ :‬فأميا الحيدود فضيربان‪ :‬أحيدهما ميا كيان مين حقيوق‬
‫اهلل تعييالى‪ ،‬والبيياني مييا كييان ميين حقييوق اجدميييين‪ ،‬فأمييا المختصيية بحقييوق اهلل تعييالى فض يربان‪ :‬أحييدهما مييا‬
‫وجب في ترك مفروضي والباني ما وجب في ارتكاب محظوري‬
‫فأما ما وجب في ترك مفروض كتارك الصيالة المفروضية حتيى يخيرج وقتهيا يسيأل عين تركيه لهيا‪،‬‬
‫فذن قال لنسيان أمر بها قضاء في وقيت ذكرهيا وليم ينتظير بهيا مبيل وقتهيا‪ ،‬قيال رسيول اهلل صيلى اهلل علييه‬
‫وسلم‪" :‬مم نام عم ص ة يو نسياا فليصلاا ا ا كرها ف لة ووتاا ال كفارة لاا غير لة"ي‬
‫اهلل‬ ‫ذوان تركها لمرض صالها بحسب طاقته من جلوس أو اضطجا ‪ ،‬قال اهلل تعيالى‪" :‬ال يكل‬
‫نفساً اال وس اا"ي‬
‫ذوان تركه ييا جاح ييداً لوجوبه ييا ك ييان ك يياف اًر‪ ،‬حكم ييه حك ييم المرت ييد يقت ييل ب ييالردة إذا ل ييم يت ييب‪ ،‬ذوان تركه ييا‬
‫اسيتبقاالً لفعلهيا مييا اعت ارفيه بوجوبهييا‪ ،‬فقيد اختلييف الفقهياء فييي حكميه فييذهب أبيو حنيفيية إليى أنييه يضيرب فييي‬
‫وقييت كييل صييالة وال يقتييلي وقييال أحمييد بيين حنبييل وطا فيية ميين أصييحاب الحييديث يصييير بتركهييا كيياف اًر يقتييل‬
‫بالردة‪ ،‬وذهيب النيافعي إليى أنيه ال يكفير بركهيا وال يقتيل حيداً وال يصيير مرتيداً‪ ،‬وال يقتيل إال بعيد االسيتنابة‪،‬‬
‫فذن تاب وأجاب إلى فعلها ترك وأمر بهيا‪ ،‬فيذن قيال أصيليها فيي منزليي وكليت أمانتيه وليم يجبير عليى فعلهيا‬
‫بمنهد من الناس‪ ،‬ذوان امتنا من التوبة ولم يجب إلى فعل الصالة قتل بتركها في الحال على أحد القيولين‬
‫وبعييد بالبيية أيييام فييي القييول البيياني ويقتلييه بسيييف صييب اًر‪ ،‬وقييال أبييو العبيياس ابيين سيريج يقتلييه ضيرباً بالخنييب‬
‫حتى يموت ويعدل عن السيف الموحي ليستدرك التوبة بتطاول المدىي‬
‫واختلف أصحاب النيافعي فيي وجيوب قتليه بتيرك الصيلوات الفوا يت إذا امتنيا مين قضيا ها‪ ،‬فيذهب‬
‫بعضييهم إلييى أن قتلييه بهييا كالموقتيياتي وذهييب آخييرون إلييى أنييه ال يقتييل بهييا السييتقرارها فييي الذميية بييالفوات‬
‫ويصلى عليه بعد قتله ويدفن في مقابر المسلمين ألنه منهم ويكون ماله لوربتهي‬
‫فأما تارك الصيام فال يقتل بذجما الفقهاء ويحبس عن الطعام والنيراب ميدة صييام نيهر رمضيان‬
‫ويؤدب تعزي اًر‪ ،‬فذن أجاب إلى الصيام ترك ووكل إلى أمانته‪ ،‬فذن نوهد آكالً عزر ولم يقتلي‬
‫وأما إذا ترك الزكاة فال يقتل بهيا وتؤخيذ إجبيا اًر مين ماليه‪ ،‬ويعيزر إن كتمهيا بغيير نيبهة‪ ،‬ذوان تعيذر‬
‫أخييذها المتناعييه حييورب عليهييا ذوان أفضييى الحييرب إلييى قتلييه حتييى تؤخييذ منييه كمييا حييارب أبييو بكيير الصييديق‬
‫مانعي الزكاةي‬
‫وأما الحج ففرضه عند النافعي على التراخي ما بين االستطاعة والموت‪ ،‬فال يتصور على مذهبه‬
‫تييأخيرو عيين وقتييه‪ ،‬وهييو عنييد أبييي حنيفيية علييى الفييور‪ ،‬فيتصييور علييى مذهبييه تييأخيرو عيين وقتييه ولكنييه ال يقتييل‬
‫ولكنيه ال يقتيل بيه وال يعيزر علييه‪ ،‬ألنيه يفعليه بعيد الوقييت أداء ال قضياء‪ ،‬فيذن ميات قبيل أدا يه حيد عنيه ميين‬
‫رأس مالهي‬
‫وأمييا الممتنييا ميين حقييوق اجدميييين ميين ديييون وغيرهييا فتؤخييذ منييه جب ي اًر إن أمكيين ويحييبس بهييا إذا‬
‫تعذرت إال أن يكون بها معس اًر فينظر إلى ميسرة فهذا حكم ما وجب بترك المفروضاتي‬
‫وأما ما وجب بارتكاب المحظورات فضربان‪ :‬أحدهما ما كان من حقوق اهلل تعالى وهي أربعة‪ :‬حد‬
‫الزنا‪ ،‬وحد الخمر‪ ،‬وحد السرقة‪ ،‬وحد المحاربةي‬
‫والضييرب الب يياني م ين حق ييوق اجدمي ييين نييي ان‪ :‬ح ييد القييذف بالزن ييا والق ييذف فييي الجني ييات‪ ،‬وس يينذكر‬
‫كالركل واحد منهما مفصالًي‬
‫الفصل األول‬
‫في حد الزنا‬

‫الزنا هو تغييب البالغ العاقل حنفة ذكرو في أحد الفرجين مين قبيل أو دبير ممين ال عصيمة بينهميا‬
‫وال نييبهة‪ ،‬وجعييل أبييو حنيفيية الزنييا مختص ياً بالقبييل دون الييدبر ويسييتوفي فييي حييد الزنييا حكييم ال ازنييي والزانييية‪،‬‬
‫ولكل واحد منهما حالتان‪ :‬بكر ومحصني‬
‫أما البكر فهو الذو ليم يطيأ زوجية بنكياحن فيحيد إن كيان حي اًر ما ية سيوط تفيرق فيي جمييا بدنيه إال‬
‫الوجه والمقاتل ليأخذ كل عضو حقه‪ ،‬بسوط ال حديد فيقتل‪ ،‬وال خلق فال يؤلمي واختليف الفقهياء فيي تغريبيه‬
‫مييا الجلييد‪ ،‬فمنييا منييه أبييو حنيفيية اقتصييا اًر علييى جلييدو‪ ،‬وقييال مالييك يغييرب الرجييل وال تغييرب الم يرأة‪ ،‬وأوجييب‬
‫النافعي تغريبها عاماً عن بلدها إلى مسافة أقلها يوم وليلة‪ ،‬لقوله صلى اهلل عليه وسيلم‪" :‬فا وا عناي واد‬
‫ج ل اهلل لام سبي ً‪ ،‬البكر بالبكر جلد ما ة وتهريب عام والثيب بالثيب جلد ما ة والرجم"ي‬
‫وحد الكافر والمسلم سواء عند النافعي في الجلد والتغريبي‬
‫وأما العبد ومن جرى عليه حكم الرق من المدبر والمكاتب وأم الولد فحدهم في الزنا خمسيون جليدة‬
‫علييى النصييف ميين حييد الحيير لنقصييهم بييالرقي واختلييف فييي تغريييب ميين رق ميينهم فقيييل ال يغييرب لمييا فييي‬
‫التغريب من اإلضرار بسيدو وهو قول مالك‪ ،‬وقيل يغيرب عامياً كيامالً كيالحر‪ ،‬وظياهر ميذهب النيافعي أنيه‬
‫يغرب نصف عام كالجلد في تنصيفه‪ ،‬وأما المحصن فهو الذو أصاب زوجته بنكا صيحيح‪ ،‬وحيدو اليرجم‬
‫باألحجار أو ما قام مقامها حتى يموت وال يلزم توقي مقاتله‪ ،‬بخالف الجلد ألن المقصود بالرجم القتل‪ ،‬وال‬
‫يجلد ما الرجمي وقال داود يجلد ما ة سوط بم يرجم‪ ،‬والجلد منسوخ في المحصني‬
‫"وود رجم النبي صلى اهلل عليه وسلم ما ع ازً ولم يجلده"ي‬
‫وليييس اإلسييالم نييرطاً فييي اإلحصييان‪ ،‬فيييرجم الكييافر كالمسييلم‪ ،‬وقييال أبييو حنيفيية اإلسييالم نييرط فييي‬
‫اإلحصان‪ ،‬فذذا زنا الكافر جلد ولم يرجمي‬
‫"وود رجم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ياودييم زنيا"ي‬
‫وال يرجم إال محصناً‪ ،‬فأما الحرية فهي من نروط اإلحصان‪ ،‬فذذا زنى العبد لم يرجم‪ ،‬ذوان كان ذا‬
‫زوجة جلد خمسيني وقال داود‪ :‬يرجم كالحر‪ ،‬واللواط ذواتيان البهيا م زنيا يوجيب جليد البكير ورجيم المحصين‪،‬‬
‫وقيييل بييل يوجييب قتييل البكيير والمحييص‪ ،‬وقييال أبييو حنيفيية ال حييد فيهمييا‪ ،‬وقييد روو عيين النبيي صييلى اهلل عليييه‬
‫وسلم أنه قال‪" :‬اوتلوا البايمة ومم يتاها"ي‬
‫ذواذا زنى البكر بمحصنة أو المحصن بالبكر جلد البكر منهما ورجم المحصن ذواذا عياود الزنيا بعيد‬
‫الحد حد‪ ،‬ذواذا زنى م ار اًر قبل الحد حد للجميا حداً واحداًي‬
‫والزنا يببت بأحيد أميرين‪ :‬إميا بيذقرار أو بينية‪ ،‬فأميا اإلقيرار‪ ،‬فيذذا أقير البيالغ العاقيل بالزنيا ميرة واحيدة‬
‫طوعاً أقيم عليه الحد‪ ،‬وقال أبو حنيفة ال آخذو حتى يقر أربا ميرات‪ ،‬ذواذا وجيب الحيد علييه بيذق اررو بيم رجيا‬
‫عنه قبل الجلد سقط عنه الحدي وقال أبو حنيفة ال يسقط الحد برجوعه عنه‪ ،‬وأما البينة فهو أن ينهد علييه‬
‫بفعل الزنا أربعة رجال عدول ال امرأة فيهم يذكرون أنهيم نياهدوا دخيول ذكيرو فيي الفيرج كيدخول الميرود فيي‬
‫المكحلة‪ ،‬فذن لم يناهدوا ذلك على هذو الصفة‪ ،‬فذذا قاموا بالنهادة على حقهيا مجتمعيين أو متفيرقين قبليت‬
‫نهادتهمي وقال أبو حنيفة ومالك ال أقبلها إذا تفرقوا في األداء وأجعلهم قذفةي ذواذا نهدوا بالزنا بعيد سينة أو‬
‫أكبر سمعت نهادتهم وقال أبو حنيفة ال أسمعها بعد سنة وأجعلهم قذفة ذواذا لم يكمل نهود الزنا أربعة فهم‬
‫قذفة يحدون في أحد القولين وال يحدون في الباني‪ ،‬ذواذا نهدت البينة على إق اررو بالزنا جاز االقتصار على‬
‫ناهدين في أحد القولين‪ ،‬وال يجوز في القول البياني أقيل مين أربعية‪ ،‬ذواذا رجيم ال ازنيي بالبينية حفيرت ليه ب ير‬
‫عند رجمه ينزل فيها إلى وسطه يمنعيه مين الهيرب‪ ،‬فيذن هيرب اتبيا ورجيم حتيى يميوتي ذوان رجيم بيذق اررو ليم‬
‫تحفر له‪ ،‬ذوان هرب لم يتبا‪ ،‬ويجوز ليمام أو من حكيم برجميه مين اليوالة أن يحضير رجميه‪ ،‬ويجيوز أن ال‬
‫يحضير‪ ،‬وقييال أبييو حنيفيية ال يجييوز أن ييرجم إال بحضييور ميين حكييم برجمييه‪ ،‬وقيد قييال النبييي صييلى اهلل عليييه‬
‫على ه ه المرية فإم اعترفت فارجماا"ي‬ ‫وسلم‪" :‬يعد يا يني‬
‫ويجوز أن ال يحضر النهود رجمه‪ ،‬وقال أبيو حنيفية يجيب حضيورهم وأن يكونيوا أول مين يرجميه‪،‬‬
‫وال تحد حامل حتى تضا وال بعد الوضا حتى يوجد لولدها مرضا ذواذا أدعيى فيي الزنيا نيبهة محتملية مين‬
‫نكا فاسد أو انتبهت عليه بزوجته أو جهل تحريم الزنا وهم حديث اإلسالم درإ بها عنه الحد‪ ،‬قال النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬ادرءوا الحدود بالدباات"ي‬
‫وقييال أبييو حنيفيية إذا انييتبهت عليييه األجنييية لزوجتييه لييم يكيين ذلييك نييبهة لييه وحييد ميين أصييابها‪ ،‬ذواذا‬
‫أصيياب ذات محييرم بعقييد نكييا حييد‪ ،‬وال يكييون العقييد مييا تحريمهييا بييالنص نييبهة فييي درء الحييد‪ ،‬وجعلييه أبييو‬
‫حنيفة نبهة يسقط بها الحد عنه‪ ،‬ذواذا تاب الزاني بعد القدرة عليه لم يسقط عنه الحيد‪ ،‬وليو تياب قبيل القيدرة‬
‫عليه يسقط عنه الحد في أظهر القوليني قال اهلل تعالى‪" :‬ثم ام ربة لل يم عملوا الساوء بجاالاة ثام‬
‫تابوا مم ب د لة ويصلحوا ام ربة مم ب دها لهفور رحيم"ي‬
‫وفي قوله "بجاالة" تأويالن‪ :‬أحدهما بجهالة سوءي والباني لغلبة النهوة ما العلم بأنهيا سيوء وهيذا‬
‫أظهر التأولين‪ ،‬ولكن من جهل بأنها سوء لم يأبم بهيا‪ ،‬وال يحيل ألحيد أن ينيفا فيي إسيقاط حيد عين زان وال‬
‫غيرو‪ ،‬وال يحل للمنر إليه أن ينفا فيه قال اهلل تعيالى‪" :‬مام يدافع دافاعة حسانة يكام لاه نصايب‬
‫مناا ومم يدفع دفاعة سي ة يكم له كفل مناا "ي‬
‫وفييي الحسيينة والسييي ات بييالث تييأويالت‪ :‬أحييدها أن النييفاعة الحسيينة التميياس الخييير لميين ينييفا لييه‪،‬‬
‫والن ييفاعة الس ييي ة التم يياس الن يير ل ييه‪ ،‬وه ييذا ق ييول الحس يين ومجاه ييد‪ ،‬والب يياني أن الحس يينة ال ييدعاء للم ييؤمنين‬
‫والمؤمنييات والسييي ة الييدعاء عليييهم‪ ،‬والبالييث وهييو محتمييل أن الحسيينة تخليصييه ميين الظلييم والسييي ة دفعييه عيين‬
‫الحقي‬
‫وفي الكفل تأويالن أحدهما اإلبم وهو قول الحسن‪ ،‬والباني أنه النصيب‪ ،‬وهو قول السدوي‬
‫الفصل الثاني‬
‫وطع السروة‬

‫كل مال محرز بلغت قيمته نصاباً إذا سرقه بالغ عاقل ال نبهة له في الميال وال فيي حيرزو قطعيت‬
‫يدو اليمنى من مفصل الكو ‪ ،‬فذن سرق بانية بعد قطعه إما من ذلك الميال بعيد إحي ارزو أو مين غييرو قطعيت‬
‫رجليه اليسيرى مين مفصيل الكعيب‪ ،‬فييذن سيرق بالبية قيال أبيو حنيفية ال يقطييا فيهيا؛ وعنيد النيافعي تقطيا فييي‬
‫البالبة يدو اليسرى‪ ،‬وفي الرابعة رجله اليمنى‪ ،‬ذوان سرق خامسة عزر ولم يقتيل‪ ،‬ذوان سيرق مي ار اًر قبيل القطيا‬
‫فليس عليه إال قطا واحدي‬
‫واختلف الفقهاء في قدر النصاب الذو تقطا فيه اليد فذهب النافعي إلى أنه مقدر بما تبلغ قيمتيه‬
‫ربا دينار فصاعداً من غالب الدنانير الجييدةي وقيال أبيو حنيفية هيو مقيدر بعنير د ارهيم أو دينيار‪ ،‬وال يقطيا‬
‫فييي أقييل منييهي وقييدرو إبيراهيم النخعييي بييأربعين درهمياً أو أربعيية دنييانير‪ ،‬وقييدرو ابيين ليلييى بخمسيية د ارهييم وقييدرو‬
‫مالك ببالبة دراهمي وقال داود ويقطا في الكبير والقليل من غير تقديري‬
‫واختليف الفقهيياء فييي الميال الييذو تقطييا فيي اليييد‪ ،‬فييذهب النييافعي إليى أنييه يقطييا فيي كييل مييال حييرم‬
‫على سارقهي وقال أبيو حنيفية ال يقطيا فيميا كيان أصيله مباحياً كالصييد والحطيب والحنيي ي وعنيد النيافعي‬
‫يقطا فيه بعيد تمليكيهي وقيال أبيو حنيفية ال يقطيا فيي الطعيام والرطيبي وعنيد النيافعي يقطيا فييهي وقيال أبيو‬
‫حنيفيية ال يقطييا سييارق المصييحف وعنييد النييافعي يقطيياي وقييال أبييو حنيفيية ال يقطييا إذا سييرق ميين قناديييل‬
‫المسجد أو أستار الكعبة وعند النافعي يقطا‪ :‬ذواذا سرق عبداً صغي اًر ال يعقل أو أعجمياً ال يفهم قطا عند‬
‫النافعيي وقال أبو حنيفة ال يقطا‪ ،‬ولو سرق صبياً صغي اًر لم يقطا وقال مالك يقطاي‬
‫واختلف الفقهاء في الحرز فنذ عنهم داود وليم يعتبيرو قطيا كيل سيارق مين حيرز ميا سيرقه قطيا أو‬
‫غرمي وقال أبو حنيفة إن قطا لم يغرم ذوان أغرم لم يقطاي ذواذا وهبت له السرقة لم يسقط عنه القطاي وقال‬
‫أبو حنيفة يسقط إذا عفا رب الميال عين التقطيا ليم يسيقط قيد عفيى صيفوان بين أميية عين سيارق ردا يه فقيال‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬ال عفا اهلل عني ام عفوت‪ ،‬ويمر بقط ه"ي‬
‫وحكي أن معاوية أتى بلصوص فقطعهم حتى بقي واحد منهم فقدم ليقطا فقال من الطويل‪:‬‬

‫*** بعفوك أن تلقى نكاالً بينيهيا‬ ‫يميني أمير المؤمنين أعيذه يا‬
‫*** وال تقدم الحسناء عيباً ينينهيا‬ ‫يدو كانت الحسناء لو تم سترها‬
‫*** إذا ما نمال فارقتها يمينيهيا‬ ‫فال خير في الدنيا وكانت خبيبية‬
‫فقال معاوية كيف أصنا بك وقد قطعت أصحابك؟ فقالت أم السارق اجعلها من جملة ذنوبك التي‬
‫تت ي ي ي ي ي ي ي ي ييوب إل ي ي ي ي ي ي ي ي ييى اهلل منه ي ي ي ي ي ي ي ي ييا فخل ي ي ي ي ي ي ي ي ييي س ي ي ي ي ي ي ي ي ييبيله‪ ،‬فك ي ي ي ي ي ي ي ي ييان أول ح ي ي ي ي ي ي ي ي ييد ت ي ي ي ي ي ي ي ي ييرك ف ي ي ي ي ي ي ي ي ييي اإلس ي ي ي ي ي ي ي ي ييالمي‬
‫ويسيتوو فيي قطيا السيرقة الرجيل والميرأة والحير والعبيد والمسيلم والكيافر‪ ،‬وال يقطيا صيبي‪ ،‬وال يقطيا المغميي‬
‫عليييه إذا سييرق فييي إغما ييه‪ ،‬وال يقطييا عبييد سييرق ميين مييال سيييدو‪ ،‬وال والييد سييرق ميين مييال ولييدوي وقييال داود‬
‫يقطعاني‬
‫الفصل الثالث‬
‫في حد الفمر‬

‫كل ما أسكر كبيرو أو قليله مين خمير أو نبييذ حيرام حيد نياربه سيواء سيكر منيه أو ليم يسيكري وقيال‬
‫أبو حنيفة يحد من نرب الخمر ذوان لم يسكر‪ ،‬وال يحد من نرب النبيذ حتى يسكري‬
‫والح ييد‪ :‬أن يجل ييد أربع ييين باألي ييدو وأطي يراف البي يياب ويبك ييت ب ييالقول المم ييض والك ييالم الييراد للخب يير‬
‫المأبور فيهي وقيل بل يحد بالسوط اعتبا اًر بسا ر الحدود ويجوز أن يتجياوز األربعيين إذا ليم يرتيد بهيا إليى‬
‫بمييانين جلييدة‪ ،‬فييذن عميير رضييي اهلل عنييه حييد نييارب الخميير أربعييين إلييى أن رأى النيياس تهافييت النيياس فيييه‬
‫فناور الصحابة فيه وقال أرى الناس قد تهافتوا في نرب الخمر فماذا تيرون؟ فقيال عليي علييه السيالم أرى‬
‫أن تحييدو بمييانين‪ ،‬ألنييه إذا نييرب الخميير سييكر‪ ،‬ذواذا سييكر هييذو‪ ،‬ذواذا هييذو افتييرى‪ ،‬فحييدو بمييانين حييد الفرييية‬
‫فجلد فيه عمر بقية أيامه‪ ،‬واأل مة من بعدو بمانين فقال علي عليه السالم‪ :‬ميا أحيد أقييم علييه الحيد فيميوت‬
‫فأجد في نفسي منه ني اً ألحق قتله إال نارب الخمر فذنه نيء رأيناو بعد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬
‫فذن حد نارب الخمر أربعين فمات منها كانت نفسه هد اًر‪ ،‬ذوان حد بمانين فمات ضمنت نفسهي‬
‫وفي قدر ما يضمن منها قوالن‪ :‬أحدهما جما ديته لمجاوزته النص في حيدوي والبياني نصيف ديتيه‬
‫ألن نصف حدو نص ونصفه مزيدي ومن أكرو على نيرب الخمير أو نيربها وهيو ال يعليم أنهيا حيرام فيال حيد‬
‫حيد ألنهيا ال تيروو‪ ،‬ذوان نيربها ليداء ليم يجيد ألنيه ربميا يبي أر بهيا‪ ،‬ذواذا اعتقيد إباحية‬ ‫عليه‪ ،‬ذوان نربها لعط‬
‫النبيذ حد ذوان كان على عدالته‪ ،‬وال يحيد السيكران حتيى يقير بنيرب الخمير المسيكر أو ينيهد علييه نياهدان‬
‫أنه نرب مختا اًر ما لم يعلم أنيه مسيكري قيال أبيو عبييد الزبييرو أحيدو للسيكر وهيذا سيهو‪ ،‬ألنيه قيد يكيرو عليى‬
‫نرب السكري‬
‫وحكييم السييكران فييي جريييان األحكييام عليييه كالصيياحي إذا كييان عاصييياً بسييكرو‪ ،‬فييذن خييرج عيين حكييم‬
‫المعصية إلكراهه على نرب الخمر أو نرب ما ال يعلم أنه مسكر لم يجر عليه قلم كالمغمي عليهي‬
‫واختلف في حد المسكر فذهب أبو حنيفة إلى أن حد السكر ما زال معيه العقيل حتيى ال يفيرق بيين‬
‫األرض والسماء وال يعرف أمه من زوجتهي وحدو أصيحاب النيافعي بأنيه ميا أفضيى بصياحبه إليى أن ييتكلم‬
‫بلسان متكسر ومعنى غير منتظم ويتصرف بحركة مختبط ومنيي متماييل ذواذا جميا بيين اضيطراب الكيالم‬
‫فهما ذوافهاماً وبين اضطراب الحركية منيياً وقيامياً صيار داخيالً فيي حيد السيكر وميا زاد عليى هيذا فهيو زييادة‬
‫في حد السكري‬
‫الفصل الرابع‬
‫والل ام‬ ‫في حد الق‬

‫حد القذف بالزنا بمانون جلدة‪ ،‬ورد النص بها وانعقد اإلجما عليها‪ ،‬ال يزاد فيها وال يينقص منهيا‪،‬‬
‫وهو من حقوق اجدميين يستحق بالطليب ويسيقط بيالعفو‪ ،‬فيذذا اجتمعيت فيي المقيذوف بالزنيا خمسية نيروط‪،‬‬
‫وفي القاذف بالبة نروط وجب الحد فيهي‬
‫أما النروط الخمسة في المقذوف فهي‪ :‬أن يكون بالغاً عاقالً مسلماً ح اًر عفيفاً‪ ،‬فذن كان صيبيا أو‬
‫مجنوناً أو عبداً أو كاف اًر أو ساقط العصمة بزنا حد فيه فال حد على قاذفه ولكن يعزر ألجل األذى ولبذاءة‬
‫اللساني‬
‫وأميا النيروط البالبيية فيي القيياذف فهيي‪ :‬أن يكيون بالغياً عياقالً حي اًر‪ ،‬فيذن كيان صييغي اًر أو مجنونياً لييم‬
‫يحد ولم يعزر‪ ،‬ذوان كان عبداً حد أربا نصف الحد للحر لنصفه بالرقي ويحد الكافر كالمسلم‪ ،‬وتحيد الميرأة‬
‫كالرجييل‪ ،‬ويفسييق القيياذف وال يعمييل بنييهادته فييذن تيياب زال فسييقه وقبلييت نييهادته قبييل الحييد وبعييدوي قييال أبييو‬
‫حنيفية تقبيل نييهادته إن تياب قبييل الحيد‪ ،‬وال تقبيل نييهادته إن تياب بعييد الحيد‪ ،‬والقيذف بيياللواط ذواتييان البهييا م‬
‫كقذف الزنا في وجوب الحدي وال يحد القاذف بالكفر والسرقة ويعزر ألجل األذىي‬
‫والقذف بالزنا ما كيان صيريحاً كقوليه ييا ازنيي أو قيد زنييت أو رأيتيك تزنيي‪ ،‬فيذن قيال ييا فياجر أو ييا‬
‫فاسق أو يا لوطي كان كناية الحتماليه‪ ،‬فيال يجيب بيه الحيد إال أن يرييد بيه القيذف وليو قيال ييا عياهر كانيت‬
‫كناييية عنييد بعييض أصييحاب النييافعي الحتمالييه‪ ،‬وص يريحاً عنييد آخ يرين لقييول النبييي صييلى اهلل عليييه وسييلم‪:‬‬
‫"الولد للفراش ولل اهر الحجر"ي‬
‫وجع ييل مال ييك رحم ييه اهلل التع ييويض في ييه كالصي يريح ف ييي وج ييوب الح ييد‪ :‬والتي يريضي أن يق ييول فيح ييال‬
‫الغضييب والمالحيياة أنييا مييا زنيييت فجعلييه بمبابيية قولييه إنييك زنيييت‪ ،‬وال حييد فييي التع يريض عنييد النييافعي وأبييي‬
‫حنيفة رحمهما اهلل حتى يقر أنه أراد به القذف‪ ،‬فذذا قال يا بن الزانيين كان قاذفاً ألبويه دونه فيحد لهما إن‬
‫طلبا أو أحدهما إال أن يكونا ميتين فيكون الحد موروبياً عنهميا‪ ،‬وقيال أبيو حنيفية‪ :‬حيد القيذف ال ييورث وليو‬
‫أراد المقذوف أن يصالح عن حد القذف بمال لم يجز‪ ،‬ذواذا قذف الرجل أباو حد ليه‪ ،‬ذوان قيذف ابنيه ليم يحيد‬
‫ذواذا لم يحد القاذف حتى زنا المقذوف لم يسقط حد القذفي وقال أبو حنيفة يسقط‪ ،‬ذواذا قذف الرجيل زوجتيه‬
‫بالزنا حد لها إال أن يالعن منهاي‬
‫واللعان أن يقل في المسجد الجاما على المنبر أو عندو بمحضير مين الحياكم ونيهود أقلهيا أربعية‪:‬‬
‫أنهد باهلل إني لمين الصيادقين فيميا رمييت بيه زوجتيي هيذو مين الزنيا بفيالن‪ ،‬وأن هيذا الوليد مين زنيا وميا هيو‬
‫مني إن أراد أن ينفيي الواليد ويكيرر ذليك أربعياً‪ ،‬بيم يقيول فيي الخامسية لعنية اهلل عليي إن كنيت مين الكياذبين‬
‫فيما رميتها به من الزنا بفالن إن كان ذكر الزاني بهيا‪ ،‬ذوان هيذا الوليد مين الزنيا عليى زوجتيه إال أن تالعين‬
‫فتقول أنهد باهلل أن زوجي هذا لمن الكاذبين فيما رماني به من الزنا بفالن‪ ،‬وأن هذا الولد منه وما هو من‬
‫زنا مكرر ذلك أربعاً‪ ،‬بم تقول في الخامسة وعلي غضب اهلل إن كان زوجي هذا من الصادقين فيما رماني‬
‫بييه ميين الزنييا بفييالن فييذذا أكملييت هييذو سييقط حييق الزنييا عنهييا وانتفييى الولييد عيين الييزوج ووقعييت الفرقيية بينهمييا‬
‫وحرمت على األبدي‬
‫واختلييف الفقهيياء فيمييا وقعييت بييه الفرقيية‪ ،‬فييذهب النييافعي إلييى أن الفرقيية واقعيية بلعييان الييزوج وحييدوي‬
‫وقال مالك الفرقة بلعانهما معاًي وقال أبو حنيفة ال تقا الفرقة بلعانهما حتى يفرق بينهما الحاكم‪ ،‬ذواذا قذفت‬
‫الميرأة زوجهييا حييدت ولييم تالعين ذواذا أكييذب الييزوج نفسييه بعييد اللعييان لحييق بييه الولييد وحييد للقييذف ولييم تحييل لييه‬
‫الزوجة عند النافعي وأحلها أبو حنيفةي‬
‫الفصل الفام‬
‫في وود الجنايات وعقلاا‬

‫الجنايات على النفوس بالبة‪ :‬عمد‪ ،‬وخطأ؛ وعمد نبه خطأي‬


‫فأما العمد المحض فهو أن يتعمد قتل النفس بما يقطا بحدو كالحديد أو بميا يميور فيي اللحيم ميوز‬
‫الحديد أو ما يقتل غالباً ببقله كالحجارة والخنب فهو قتل عمد يوجب الحيدي قيال أبيو حنيفية العميد الموجيب‬
‫للقود ما قتل بحيدو مين حدييد وغييرو ذواذا ميار فيي اللحيم ميو اًر‪ ،‬وال يكيون ميا قتيل ببقليه أو ألميه مين األحجيار‬
‫والخنب عمداً وال يوجب قوداًي وحكم العمد عند النافعي أن يكون ولي المقتول حي اًر ميا تكيافؤ اليدمين بيين‬
‫القيود والدييةي وقيال أبييو حنيفية ليولي المقتييول أن ينفيرد بيالقود وليسييت ليه لديية إال عيين مرضياة القاتيلي وولييي‬
‫الدم هو وارث المال من ذكر أو أنبيى بفيرض أو تعصييبي وقيال ماليك أوليياؤو ذكيور الوربية دون إنيابهم وال‬
‫قود لهم إال أن يجتمعوا على استيفا ه‪ ،‬فذن عفا أحدهم سقط القيود وجبيت الدييةي وقيال ماليك ال يسيقط‪ ،‬ذواذا‬
‫كييان فيييهم صييغير أو مجنييون لييم يكيين للبييالغ والعاقييل أن ينفييرد بييالقود وتكييافؤ الييدمين عنييد النييافعي أن ال‬
‫يفضل القاتل على المقتول بحرية وال إسالم‪ ،‬فذن فضل القاتل عليه بأحدهما فقتل حير عبيداً أو مسيلم كياف اًر‬
‫فييال قييود عليييه‪ ،‬وقييال أبييو حنيفيية العتبييار بهييذا التكييافؤ فيقتييل الحيير بالعبييد والمسييلم بالكييافر كمييا يقتييل العبييد‬
‫بالحر والكافر بالمسلم وما فتحاماو النفوس من هذا وتأباو قد منا القا لين به من العمل عليهي‬
‫حكي أنه رفا إلى أبو يوسف القاضي مسلم قتيل كياف اًر فحكيم علييه بيالقود فأتياو رجيل برقعية فألقاهيا‬
‫إليه فذذا فيها مكتوب من السريا‪:‬‬

‫*** جرت وما العادل كالجا ر‬ ‫يا قاتل المسلم باليكيافير‬


‫*** من علماء الناس أو ناعر‬ ‫يا من ببغداد وأط ارفيه يا‬
‫واصبروا فاألجر للصابير‬ ‫***‬ ‫استرجعوا وابكوا على دينكم‬
‫بقتله المؤمن باليكيافير‬ ‫***‬ ‫جاز على الدين أبو يوسيف‬

‫فدخل أبو يوسيف عليى الرنييد وأخبيرو الخبير وأقيرأو الرقعية فقيال ليه الرنييد تيدارك هيذا األمير بحيلية‬
‫ل ال تكون فتنة فخرج أبو يوسف وطالب أصحاب الدم ببينة على صحة الذمة وببوتها فلم ييأتوا بهيا فأسيقط‬
‫القود؛ والتوصل إلى مبل هذا سا غ عند ظهور المصلحة فيهي‬
‫ويقتيل العبيد بالعبيد ذوان فضيلت قيمية القاتيل عليى المقتيولي وقيال أبيو حنيفية ال قيود عليى القاتيل إذا‬
‫زادت قيمته على قيمة المقتولي‬
‫ذواذا اختلف أديان الكفار قيد بعضهم ببعضي ويقاد الرجل بالمرأة والميرأة بالرجيل والكبيير بالصيغير‬
‫والعاقل بالمجنون‪ ،‬وال قود على صبي وال مجنون وال يقاد والد بولدو ويقاد الولد بالوالد واألخ باألخي‬
‫وأما الخطأ المحض فهو أن يتسبب إليه في القتل من غير قصيد‪ ،‬فيال يقياد القاتيل بيالمقتول كرجيل‬
‫رمييى هييدفاً فأمييات إنسيياناً أو حفيير ب ي اًر فوقييا فيهييا إنسييان أو أنيير جناح ياً فوقييا علييى إنسييان أو ركييب دابيية‬
‫فرمحت ووط ت إنساناً أو وضا حج اًر فعبر إنسان فهذا وما أنبهه إذا حدث عنه الموت قتل خطيأ محيض‬
‫يوجييب الدييية دون القييود‪ ،‬وتكييون علييى عاقليية الجيياني ال فييي مالييه مؤجليية فييي بييالث سيينين ميين حييين يمييوت‬
‫القتييلي وقييال أبييو حنيفيية ميين حييين يحكييم الحيياكم بديتييه والعاقليية ميين عييدا اجبيياء واألبنيياء ميين العصييبات‪ ،‬فييال‬
‫يحملييه األب ذوان عييال وال االبيين ذوان سييفل وجعييل أبييو حنيفيية ومالييك اجبيياء واألبنيياء ميين العاقليية‪ ،‬وال يتحمييل‬
‫القاتل ما العاقلة ني اً من الديةي وقال أبو حنيفة ومالك يكيون القاتيل كأحيد العاقلية‪ ،‬واليذو يتحمليه الموسير‬
‫ميينهم فييي كييل سيينة نصييف دينييار أو قييدرو ميين اإلبييل‪ ،‬وال يتحمييل األوسييط ربييا دينييار أو قييدرو ميين اإلبييل‪،‬‬
‫ويتحمل الفقير ني اً منهاي ومن أيسر بعد فقرو تحمل ومن افتقر بعد يسارو لم يتحملي‬
‫ودية نفس الحر المسلم إن قدرت ذهباً أليف دينيار مين غاليب اليدنانير الجييدة‪ ،‬ذوان قيدرت ورقياً إبنيا‬
‫عنيير ألييف درهييمي وقييال أبييو حنيفيية عن يرة آالف درهييم‪ ،‬ذوان كانييت إب يالً فهييي ما يية بعييير أخماس ياً‪ ،‬ومنه ييا‬
‫عنييرون ابنيية مخيياض‪ ،‬وعنييرون ابنيية لبييون‪ ،‬وعنييرون ابيين لبييون وعنييرون حقيية؛ وعنييرون جذعيية‪ ،‬وأصييل‬
‫الدية اإلبل وما عداها بدلي ودية المرأة على النصف من دية الرجال في النفس واألطرافي‬
‫واختلف في دية اليهودو والنصيراني‪ ،‬فيذهب أبيو حنيفية إليى أنهيا كديية المسيلمي وقيال ماليك نصيف‬
‫دية المسلم‪ ،‬وعند النافعي أنها بلث دية المسلم‪ ،‬وأما المجوسي فديته بلبا عنير ديية المسيلم بمانما ية درهيم‬
‫ودية العبد قيمته ما بلغت ذوان زادت على دية الحر أضعافاً عند النافعيي وقال أبو حنيفة ال أبليغ بهيا ديية‬
‫الحر إذا زادت وأنقص منها عنرة دراهمي‬
‫وأما العمد نبه الخطأ فهو أن يكون عامداً في الفعل غير قاصد للقتل كرجل ضيرب رجيالً بخنيبة‬
‫أو رمى بحجر يجوز أن يسلم من مبلها أو يتلف فأفضى إلى قتله أو كمعلم ضرب صبياً بمعهود أو عيزر‬
‫السلطان رجالً على ذنب فتلف فال قود علييه فيي هيذا القتيل‪ ،‬وفييه الديية عليى العاقلية مغلظية وتغليظهيا فيي‬
‫الذهب والورق أن ييزاد عليهيا بلبهيا‪ ،‬وفيي اإلبيل أن تكيون أبالبياً منهيا بالبيون حقية وبالبيون جذعية وأربعيون‬
‫خلفة في بطونها أوالدها وروو أن النبيي صيلى اهلل علييه وسيلم قيال‪" :‬ال تحمال ال اولاة عباداً وال عماداً‬
‫وال صلحاً وال اعترافاً"ي‬
‫ودية الخطأ المحض في الحيرم واألنيهر الحيرم وذو اليرحم مغلظية‪ ،‬وديية العميد المحيض إذا عفيى‬
‫فيه عن القود على جمعهم فعليهم ديية واحيدة ذوان كبيروا؛ وليولي اليدم أن يعفيو عين مين نياء مين هيم ويقتيل‬
‫باقيهم‪ ،‬ذوان عفا عن جميعهم فعليهم دية واحدة تسقط عليهم على عدد رؤوسهم فذن كان بعضهم جارحاً أو‬
‫موج ياً فيالقود فيي الينفس عليى اليذابح والميوجئ والجيار ميأخوذ بحكيم الج ارحية دون الينفسي ذواذا قتيل الواحييد‬
‫جماعة قتل باألول ولزمته في ماله دية الباقيني وقال أبو حنيفة يقتل بجميعهم وال دية عليه؛ ذواذا قتلهم في‬
‫حالة واحدة أقر بينهم وكان القود لمن قر منهم إال أن يتراضى أولياؤهم على تسليم القود ألحدهم فيقاد له‬
‫ويلزم في ماله ديات الباقيني وقال أبو حنيفة يقتيل بجمييعهم وال ديية علييه؛ ذواذا قيتلهم فيي حالية واحيدة أقير‬
‫بينهم وكان القود لمن قر منهم إال أن يتراضى أولياؤهم على تسيليم القيود ألحيدهم فيقياد ليه ويليزم فيي ماليه‬
‫ديات الباقيني ذواذا أمر المطا رجالً بالقتل فيالقود عليى اجمير والميأمور معياً‪ ،‬وليو كيان األمير غيير مطيا‬
‫كان القود على المأمور دون اجمر‪ ،‬ذواذا أكرو على القتل وجب القود على المكروي وفيي وجوبيه عليى المكيرو‬
‫قوالن‪:‬‬
‫وأما لقود في األطراف فكل طرف قطا مين مفصيل ففييه القيود فيقياد مين الييد بالييد والرجيل بالرجيل‬
‫واألصييبا واألنمليية باألنمليية والسيين بمبلهييا‪ ،‬وال تقيياد يمنييى بيسييرى وال علي ياً بسييفلى وال ضييرس بسيين وال بنييية‬
‫برباعية‪ ،‬وال يؤخذ بسن من قد بغر سن من لم يبغر‪ ،‬وال تؤخذ يد سليمة بييد نيالء وال بلسيان نياطق بلسيان‬
‫أخرس‪ ،‬وتؤخيذ الييد الكتابية والصيانعة بييد مين لييس بكاتيب وال صياناي وتؤخيذ العيين بيالعين وتؤخيذ الينجالء‬
‫بالحوالء والعنواء‪ ،‬وال تؤخذ العين القا مية والييد النيالء إال بمبلهيا‪ ،‬ويقياد األنيف اليذو ينيم بياألنف األخنيم‬
‫وأذن السميا بأذن األصمي وقال مالك ال قود عليه ويقاد من العربيي بيالعجمي ومين النيريف باليدنيءي فيذن‬
‫عفييى عيين القييود بهييذو األط يراف إلييى الدييية ففييي اليييدين الدييية الكامليية وفييي أحييدهما نصييف الدييية‪ ،‬وفييي كييل‬
‫أصبا عنر الدية وهو عنر مين اإلبيل‪ ،‬وفيي كيل واحيدة مين أناميل األصيابا بالبية وبليث إال أنملية اإلبهيام‬
‫ففيها خمس من اإلبيل وديية الييدين كيالرجلين إال فيي أناملهميا فيكيون فيي كيل أنملية منهيا خميس مين اإلبيلي‬
‫وفي العينين الدية وفي إحداهما نصف الدية‪ ،‬وال فضل لعين األعور عليى مين لييس بيأعور‪ ،‬وأوجيب ماليك‬
‫رحمييه اهلل فييي عييين األعييور جميييا الدييية‪ ،‬وفييي الجفييون األربييا جميييا الدييية‪ ،‬وفييي كييل واحييد منهييا ربييا الدييية‬
‫وفي األنف الدييةي وفيي إحيداهما نصيف الديية وف اللسيان الديية وفيي اللسيان الديية وفيي النيفتين ربيا الديية‬
‫وفي كل سن خميس مين اإلبيل‪ ،‬وال فضيل لسين عليى ضيرس وال لبنيية عليى ناجيذ وفيي إذهياب السيما الديية‬
‫فييذن قطييا أذنييية فأذهييب سييمعة فعليييه ديتييان‪ ،‬وكييذلك لييو قطييا أنفييه فأذهييب نييمه فعليييه ديتييان‪ ،‬وفييي إذهيياب‬
‫الكالم الديةي فذن قطا لسانه فأذهب كالمه فعليه دية واحيدةي وفيي إذهياب العقيل الدييةي وفيي إذهياب اليذكر‬
‫الدييية‪ ،‬وذكيير الخصييي ومعنييين وغيرهمييا س يواء وقييال أبييو حنيفيية فييي ذكيير العنييين والخصييي حكوميية‪ ،‬وفييي‬
‫االنبيييين الدييية وفييي إحييداهما نصييف الدييية‪ ،‬وفييي بييديي الميرأة ديتهييا‪ ،‬وفييي إحييداهما نصييف الدييية وفييي بييدو‬
‫الرجل حكومةي وقيل ديةي‬
‫وأما النجاج‪ ،‬فأولها الخارصة وهي التي أخذت في الجليد‪ ،‬وال قيود فيهيا وال ديية وفيهيا حكوميةي بيم‬
‫الدامية‪ ،‬وهي التي أخذت في الجلد وأدمت وفيهيا حكومية بيم الدامغية‪ ،‬وهيي التيي قيد خيرج دماؤهيا مين قطيا‬
‫الجليد كالدامغيية وفيي وفيهييا حكومييةي بيم المتالحميية‪ ،‬وهييي التيي قطعييت وأخيذت فييي اللحييم وفيهيا حكومييةي بيم‬
‫الباضعة وهي التي قطعت اللحم بعد الجلد وفيها حكومةي بم السمحاق‪ ،‬وهي التي قطعت جميا اللحيم بعيد‬
‫الجلد وأبقت على عظم الرأس غناوة رقيقة وفيها حكومةي حكومات هذو النجاج تزيد عليى حسيب ترتيبهيا‪،‬‬
‫بيم الموضييحة‪ ،‬وهيي التييي قطعيت الجلييد واللحيم الغنيياوة وأوضيحت عيين العظيم فقبهييا القيود‪ ،‬فييذن عفيى عنهييا‬
‫ففيها خمس من اإلبلي بم الهانمة‪ ،‬وهي التي أوضيحت عين اللحيم حتيى ظهير وهنيمت عظيم اليرأس حتيى‬
‫تكسيير وفيهييا عنيير ميين اإلبييل‪ ،‬فييذن أراد القييود ميين الهنييم لييم يكيين لييه‪ ،‬ذوان أرادو ميين الموضييحة قيييد لييه منهييا‬
‫وأعطييى فييي زيييادة الهنييم خمسياً ميين اإلبييلي وقييال مالييك فييي الهنييم حكومييةي بييم النقليية‪ ،‬وهييي التييي أوضييحت‬
‫وهنمت حتى نظى العظم وزال عن موضعه واحتاج إلى نقله ذواعادته وفيها خميس عنيرة مين اإلبيل‪ ،‬فيذن‬
‫استقاد من الموضحة أعطى في الهنم والتنقييل عني اًر مين اإلبيلي بيم المأمومية وتسيمى الدامغية‪ ،‬وهيي التيي‬
‫وصلت إلى أم الدماغ وفيها بلث الديةي‬
‫وأمييا ج ي ار الجسييد فييال تقييدر دييية نيييء منهييا إال الجافيييةي وعلييى الواصييلة إلييى الجييوف وفيهييا بلييث‬
‫الدية‪ ،‬وال قود في ج ار الجسد إال الموضيحة عين عظيم ففيهيا حكوميةي ذواذا قطعيت أط ارفيه فانيدملت وجبيت‬
‫عليه دياتها ذوان كانت أضعاف دية النفس‪ ،‬ولو مات منها قبل اندمالها كانت عليه دية النفس وسقط ديات‬
‫األطيراف‪ ،‬ولييو مييات بعييد انييدمال بعضييها وجبييت عليييه دييية اليينفس فيمييا لييم ينييدمل مييا دييية األطيراف‪ ،‬وفيمييا‬
‫اندمل مين لسيان األخيرس وييد األنيل واألصيبا ال از يد والعيين القا مية حكومية‪ ،‬والحكومية فيي جمييا ذليك أن‬
‫يقوم الحاكم المجني عليه لو كان عبيداً ليم يجين علييه بيم يقوميه ليو كيان عبيداً بعيد الجنايية علييه ويعتبير ميا‬
‫بين القيمتين من ديته فيكون قدر الحكومة في جنايتهي ذواذا ضرب بطن امرأة فألقت من الضرب جنيناً ميتاً‬
‫ففيه إذا كان ح اًر غرة عبد أو أمة تحملها العاقلة‪ ،‬وليو كيان مملوكياً ففييه عنير قيمية أميه يسيتوو فييه اليذكر‬
‫واألنبى‪ ،‬فذن استهل الجنين صار خاص ففيه الدية كاملةي ويفرق بين الذكر واألنبيى‪ ،‬وعليى كيل قيال نفيس‬
‫ضمن بديتها الكفارة عامداً كان أو خاط اًي وأوجبها أبو حنيفة على الخاطئ‪ ،‬دون العامد والكفارة عتق رقبة‬
‫مؤمنة سليمة من العيوب المضرة بالعمل‪ ،‬فذن أعوزها صام نهرين متتابعين‪ ،‬فيذن عجيز عنيه أطعيم سيتين‬
‫مسكيناً في أحد القولين‪ ،‬وال نيء عليه فيي القيول اجخير ذواذا ادعيى قيوم قيتالً عليى قيوم وميا اليدعوى ليوث‬
‫والليوث أن يعنيوا باليدعوى ميا يوقيا فيي الينفس صيدق الميدعي فيصيير القيول بياللوث وقيول الميدعي فيحلييف‬
‫خمسييين يمينياً ويحكييم لييه بالدييية دون القييود‪ ،‬ولييو نكييل المييدعي عيين اليمييين أو بعضييها حلييف عليييه خمسييين‬
‫يمينياً وبييرإي ذواذا وجييب القيود فييي نفييس أو طيرف لييم يكيين لولييه أن ينفييرد باسييتيفا ه إال بيذذن السييلطاني فييذن‬
‫كان في طرف لم يمكنه السيلطان مين اسيتيفا ه حتيى يتيوالو غييرو‪ ،‬وأجيرو اليذو يتيوالو فيي ميال المقيتص منيه‬
‫دون المقيتص ليهي وقيال أبيو حنيفية تكيون فيي ميال المقيتص ليه دون المقيتص منيه‪ ،‬فيذن كيان القصياص فيي‬
‫نفييس جيياز أن يييأذن لييه السييلطان فييي اسييتيفا ه بنفسييه إذا كييان بابييت اليينفس ذواال اسييتوفاو السييلطان لييه بييأومى‬
‫سيف وأمضاو‪ ،‬فذن تفرد ولي القود باستيفا ه من نفس أو طرف ولم يتعد عزرو السيلطان الفتياتيه علييه وقيد‬
‫صار إلى حقه بالقود فال نيء عليهي‬
‫الفصل الساد‬
‫الت زير‬

‫والتعزييير تأديييب علييى ذنييوب لييم تنيير فيهييا الحييدود‪ ،‬ويختلييف حكمييه بيياختالف حالييه وحييال فاعلييه‪،‬‬
‫فيوافيق الحيدود مين وجيه وهيو أنيه تأدييب استصيال وزجير يختليف بحسيب اخيتالف اليذنب ويخيالف الحييدود‬
‫من بالبة أوجه‪ :‬أحدها أن تأديب ذو الهيبة من أهل للصييانة أخيف مين تأدييب أهيل البيذاء والسيفاهة لقيول‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬يويلوا وي الاي ات عثراتام"ي‬
‫فتدرج الناس على منيازلهم‪ :‬فيذن تسياووا فيي الحيدود المقيدرة فيكيون تعزييز مين جيل قيدرو بياإلعراض‬
‫عنه‪ ،‬وتعزيز من دونه بيالتعنيف ليه وتعزييز مين دونيه بزواجير الكيالم وغايية االسيتخفاف اليذو ال قيذف فييه‬
‫وال سب‪ ،‬بم يعدل بمن دون ذلك إلى الحبس الذو يحبسيو فييه عليى حسيب ذابهيم وبحسيب هفيواتهم‪ ،‬فمينهم‬
‫من يحبس يوماً‪ ،‬ومنهم تقدر غايتيه بنيهر لالسيتبراء والكنيف وبسيتة أنيهر للتأدييب والتقيويم بيم يعيدل بمين‬
‫دون ذلك إلى النفي واإلبعاد إذا تعدت ذنوبة إلى اجتذاب غيرو إليها واستضرارو بهاي‬
‫واختلف في غاية نفيه ذوابعادوي فالظاهر من مذهب النيافعي تقيدر بميا دون الحيول وليو بييوم واحيد‬
‫ل ال يصير مساوياً لتعزير الحول في الزنا‪ ،‬وظاهر مذهب مالك أنه يجوز أن يزاد فيه على الحول بما يرى‬
‫من أسباب الزواجر بم يعدل بمن دون ذلك إلى الضرب ينزلون فييه عليى حسيب الهفيوة فيي مقيدار الضيرب‬
‫وبحسب الرتبة في االمتهان والصيانةي‬
‫واختلف في أكبر ميا ينتهيي إلييه الضيرب فيي التعزييز‪ ،‬فظياهر ميذهب النيافعي أن أكبيرو فيي الحير‬
‫تسعة وبالبون سوطاً لينقص عن أقل الحدود في الخمر‪ ،‬فال يبلغ بالحر أربعين وبالعبد عنريني وقيال أبيو‬
‫حنيفةي أكبير التعزيير تسيعة وبالبيون سيوطاً فيي الحير والعبيد وقيال أبيو يوسيف أكبيرو خمسية وسيبعوني وقيال‬
‫مالك ال حد ألكبرو‪ ،‬ويجوز أن يتجاوز به أكبر الحدود وقيال أبيو عبيد اهلل الزبييرو تعزيير كيل ذنيب مسيتنبط‬
‫من حدو المنرو فيه وأعالو خمسة وسبعون يقصر به عن حد القذف بخمسة أسواط‪ ،‬فذن كان اليذنب فيي‬
‫التعزير بالزنا روعي منه ما كان‪ ،‬فذن أصابوهما بأن نالهم منها ما دون الفرج ضربوهما أعلى التعزير وهو‬
‫خمسة وسبعون سوطاً‪ ،‬ذوان وجدوهما في إزار غير متبانرين ضربوهما أربعين سوطاً ذوان وجدوهما خاليين‬
‫في بيت عليهما بيابهما ضربوهما بالبين سوطاً‪ ،‬ذوان وجدوهما في طريق يكلمها وتكلميه ضيربوهما عنيرين‬
‫سوطاً‪ ،‬ذوان وجدوو يتبعها ولم يقفوا على غير ذلك تحققوا‪ ،‬ذوان وجدوهما ينير إليها وتنيير إلييه بغيير كيالم‬
‫ضربوهما عنرة أسواط‪ ،‬وهكذا يقول في التعزير بسرقة ميا ال يجيب فييه القطيا‪ ،‬فيذذا سيرق نصياباً مين غيير‬
‫حرز ضرب أعلى التعزير خمسة وسبعين سوطاًي ذواذا سرق من حرز أقل من نصاب ضرب ستين سوطاًي‬
‫ذواذا سرق أقل من نصاب من غير حرز ضرب خمسين سيوطاً‪ ،‬فيذذا جميا الميال فيي الحيرز واسيترجا منيه‬
‫قبل إخراجه ضرب أربعين سوطاً‪ ،‬ذواذا نقب الحرز ودخل ولم يأخذ ضيرب بالبيين سيوطاًي ذواذا نقيب الحيرز‬
‫ولم يدخل ضرب عنرين سوطاً‪ ،‬ذواذا تعرض للنقب أو لفتح باب ولم يكمله ضرب عنيرة أسيواطي ذواذا وجيد‬
‫معييه منقييب أو كييان م ارصييد للمييال يحقييق بييم عل ييى هييذو العبييارة فيمييا سييوى هييذين وهييذا الترتيييب ذوان ك ييان‬
‫مستحسناً في الظاهر فقد تجرد االستحان فيه عن دليل يتقدر بيه وهيذا الكيالم فيي أحيد الوجيوو التيي يختليف‬
‫فيها الحد والعزيري‬
‫والوجييه البيياني أن الحييد ذوان لييم يجييز العفييو عنييه وال النييفاعة فيييه فيجييوز فييي التعزييير العفييو عنييه‬
‫وتسييوغ النييفاعة فيييه‪ ،‬فييذن تفييرد التعزييير بحييق السييلطنة حكييم التقييويم ولييم يتعلييق بييه حتييى جدمييي جيياز لييولي‬
‫األميير أن ي ارعييي األصييلح فييي العفييو أو التعزييير وجيياز أن ينييفا فيييه ميين سييأل العفييو عيين الييذنبي روو عيين‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قال‪" :‬ادف وا الي ويقضي اهلل على لسام نبيه ما يداء"ي‬
‫ولو تعلق بالتعزير حتيى جدميي كيالتعزير فيي النيتم والمواببية ففييه حيق للمني وم والمضيروب وحيق‬
‫السييلطنة للتقييويم والتهييذيب‪ ،‬فييال يجييوز لييولي األميير أن يسييقط بعفييوو حييق المن ي وم والمضييروب‪ ،‬وعليييه أن‬
‫يسيتوفي لييه حقييه ميين تعزييير النيياتم والضييارب‪ ،‬فييذن عفييا المضييروب والمني وم كييان ولييي األميير بعييد عفوهمييا‬
‫علييى خيييارو فييي فعييل األصييلح ميين التعزييير تقويمياً والصييفح عنييه عفيواً‪ ،‬فييذن تعييافوا عيين النييتم والضييرب قبييل‬
‫الترافا إليه سقط التعزير اجدمي‪ :‬واختلف في سقوط حق السلطنة عنه والتقويم على الوجهيني‬
‫أحدهما وهو قول أبي عبيد اهلل الزبييرو أنيه يسيقط ولييس ليولي األمير أن يعيزر فييه ألن حيد القيذف‬
‫أغلظ ويسقط حكمه بالعفو فكان حكم التعزير بالسلطنة أسقطي‬
‫والوجه الباني وهو األظهر أن ليولي األمير أن يعيزر فييه ميا العفيو قبيل الت ارفيا إلييه كميا يجيوز أن‬
‫يعييزر فيييه مييا العفييو بعييد الت ارفييا إليييه مخالفيية للعفييو عيين حييد القييذف فييي الموضييعين ألن التقييويم ميين حقييوق‬
‫المصلحة العامة ولو تناتم وتوابب والد من ولد سقط تعزير الوالد في حق الولد ولم يسيقط تعزيير الوليد فيي‬
‫الوالد كما ال يقتل الوالد بولدو‪ ،‬ويقتل الولد بوالدو وكان تعزيير األب مختصياً بحيق السيلطنة والتقيويم ال حيق‬
‫فيه للولد‪ ،‬ويجوز لولي األمر أن ينفرد بالعفو عنه وكان تعزير الولد منتك اًر بين حق الولد وحقوق السلطنة‬
‫فيال يجييوز لييولي األميير أن ينفييرد بييالعفو عنييه مييا مطالبيية الواليد بييه حتييى يسييتوفيه لييه وهييذا الكييالم فييي الوجييه‬
‫الباني الذو يختلف فيه الحد والتعزيري‬
‫والوجه البالث أن الحد ذوان كان ما حدث عنه من التلف هد اًر فذن التعزير يوجب ضمان ما حيدث‬
‫عنيه مين التلييف‪ ،‬قيد أرهييب عمير بين الخطيياب اميرأة فأخمصييت بطنهيا فألقيت جنينهييا ميتياً فنيياور عليياً عليييه‬
‫السالم وحمل دية جنينهاي‬
‫واختلييف فييي محييل دييية التعزييير‪ :‬فقيييل تكييون علييى عاقليية ولييي األميير‪ ،‬وقيييل تكييون فييي بيييت المييال‪،‬‬
‫فأمييا الكفييارة ففييي مالييه إن قيييل إن الدييية علييى عاقلتييه‪ ،‬ذوان قيييل إن الدييية فييي بيييت المييال ففييي محييل الكفييارة‬
‫وجهان‪ :‬أحدهما فيي ماليهي والبياني فيي بييت الميال‪ ،‬وهكيذا المعليم إذا ضيرب صيبياً أدبياً معهيوداً فيي العيرف‬
‫فأفضى إلى تلفيه ضيمن دينيه عليى عاقلتيه والكفيارة فيي ماليهي ويجيوز لليزوج ضيرب زوجتيه إذا ننيزت عنيه‪،‬‬
‫فذن تلفت من ضربه ضمن ديتها على عاقلته إال أن يتعمد قتال فيقاد بهاي‬
‫وأمييا صييفة الضييرب فييي التعزييير فيجييوز أن يكييون بالعصييا وبالسييوط الييذو كسييرت بمرتييه كالحييدي‬
‫واختلف في جوازو بسوط لم تكسر بمرته فذهب الزبيرو إليى جيوازو فيذن زاد فيي الصيفة عليى ضيرب الحيدود‬
‫وأنيه يجيوز أن يبليغ بييه إنهيار اليدم‪ ،‬وذهييب جمهيور أصيحاب النييافعي رضيي اهلل عنيه إلييى حظيرو بسيوط لييم‬
‫تكسيير بمرتييه وألن الضييرب فييي الحييدود أبلييغ وأغلييظ وهييو كييذلك محظييور فكييان فييي التعزييير أولييى أن يكييون‬
‫محظو اًر وال يجوز أن يبلغ بتعزيز إنهار الدم وضرب الحد يجب أن يفرق في البدن كله بعد توقي المواضا‬
‫القاتليية ليأخييذ كييل عض يوا نصيييبه ميين الحييد‪ ،‬وال يجييوز أن يجمييا فييي موضييا وحييد ميين الجسييد واختلييف فييي‬
‫ضرب التعزير فأجراو جمهور أصحاب النافعي مجرى الضرب في تفريقيه وحظير جمعيه‪ ،‬وخيالفهم الزبييرو‬
‫فجوز جمعه في موضا واحد من الجسد ألنه لما جاز إسقاطه عن جميا الجسد جياز إسيقاطه عين بعضيه‬
‫بخالف الحد ويجوز أن يصيل فيي التعزيير حيياً قيد صيلب رسيول اهلل صيلى اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم رجيالً‬
‫على جبل يقال له أبو نابي وال يمنا إذا صلب أداء طعام وال نراب وال يمنا من الوضوء للصالة ويصلي‬
‫مومياً ويعيد إذا أرسل وال يتجاوز بصلبه بالبة أيام‪ ،‬ويجوز في نكال التعزير أن يجر من بيابه إال قيدر ميا‬
‫يستر عورته وينهر في الناس وينادى عليه بذنبه إذا تكرر منه ولم يتب‪ ،‬ويجوز أن يحلق نعرو وال يجوز‬
‫أن تحلق لحيتهي واختلف في جواز تسويد وجوههم؛ فجوزو األكبرون‪ ،‬ومنا منه األقلوني‬
‫الباب ال دروم‬
‫في يحكام الحسبة‬

‫الحسييبة‪ :‬هييي أميير بييالمعروف إذا ظهيير تركتييه ونهييى عيين المنكيير إذا أظهيير فعلييه وقييال اهلل تعييالى‪:‬‬
‫ويناوم عم المنكر"ي‬ ‫"ولتكم منكم يمة يدعوم الى الفير ويأمروم بالم رو‬
‫وهييذا ذوان صييح ميين كييل مسييلم فييالفرق فيييه بييين المتطييو والمحتسييب ميين تسييعة أوجييه‪ :‬أحييدها أن‬
‫فرضيه متعييين عليى المحتسييب بحكيم الوالييية وفرضيه علييى غييرو داخييل فيي فييروض الكفاييةي والبيياني أن قيييام‬
‫المحتسب به من حقيوق تصيرفه اليذو ال يجيوز أن يتنياغل عنيه‪ ،‬وقييام المتطيو بيه مين نوافيل عمليه اليذو‬
‫يجوز أن يتناغل عنه بغيروي‬
‫والبالث أنه منصوب لالستعداء إليه فيما يجب إنكارو‪ ،‬وليس المتطو منصوباً لالستعداءي‬
‫وال ارب ي ي ي ي ييا أن عل ي ي ي ي ييى المحتس ي ي ي ي ييب إجاب ي ي ي ي يية م ي ي ي ي يين اس ي ي ي ي ييتعداو ول ي ي ي ي يييس عل ي ي ي ي ييى المتط ي ي ي ي ييو إجابت ي ي ي ي ييهي‬
‫والخييامس أن عليييه أن يبحييث عيين المنكيرات الظيياهرة ليصييل إلييى إنكارهييا ويفحييص عمييا تييرك ميين المعييروف‬
‫الظاهر ليأمر بذقامته ليس على غيرو من المتطوعة بحث وال فحصي‬
‫والسادس أن له أن يتخذ على إنكارو أعواناً ألنه عمل هو له منصوب ذواليه مندوب ليكون له أقهر‬
‫وعليه أقدر وليس للمتطو أن يندب لذلك أعواناًي‬
‫والسابا أن له أن يعزر في المنكرات الظاهرة ال يتجاوز إلى الحدود وليس للمتطو أن يعزر على‬
‫منكري‬
‫والبييامن أن لييه أن يرتييزق علييى حسييبته ميين بيييت المييال وال يجييوز للمتطييو أن يرتييزق علييى إنكييار‬
‫منكري‬
‫والتاسييا أن لييه اجتهيياد أريييه فيييم تعلييق بييالعرف دون النيير كالمقاعييد فييي األسيواق ذواخيراج األجنحيية‬
‫فيه فيقر وينكر من ذلك ما أداو اجتهيادو إلييه ولييس هيذا للمتطيو فيكيون الفيرق بيين واليي الحسيبة ذوان كيان‬
‫يييأمر بييالمعروف ينهييى عيين المنكيير وب يين غي يرو ميين المتطييوعين ذوان جيياز أن يييأمر بييالمعروف وينهييى عيين‬
‫المنكر من هذو الوجوو التسعةي‬
‫ذواذا كييان كييذلك فميين نييروط والييي الحسييبة أن يكييون حي اًر عييدالً ذا رأو وصيرامة وخنييونة فييي الييدين‬
‫وعلم بالمنكرات الظاهرةي‬
‫واختلف الفقهاء من أصحاب النيافا‪ ،‬هيل يجيوز ليه أن يحميل فيميا ينكيرو مين األميور التيي اختليف‬
‫الفقهاء فيها على أرييه واجتهيادو أم ال ؟ عليى وجهيين‪ :‬أحيدهما وهيو قيول أبيي سيعيد األصيطخرو أن ليه أن‬
‫يحمييل ذلييك علييى أريييه واجتهييادو‪ ،‬فعلييى هييذا يجييب علييى المحتسييب أن يكييون عالم ياً ميين أهييل االجتهيياد فييي‬
‫أحكيام اليدين ليجتهيد أرييه فيميا اختليف فييهي والوجيه البياني لييس ليه أن يحميل النياس عليى أرييه واجتهيادو وال‬
‫يقودهم إلى مذهبه لتسويغ االجتهاد الكافة وفيما اختلف فيه؛ فعلى هذا يجوز أن يكون المحتسب مين غيير‬
‫أهل االجتهاد إذا كان عارفاً بالمنكرات المتفق عليهاي‬
‫وأعلييم أن الحسييبة واسييطة بييين أحكييام بالقضيياء وأحكييام المظييالم‪ ،‬فأمييا مييا بينهييا وبييين القضيياء فهييي‬
‫موافقة ألحكام القضاء من وجهين‪ ،‬ومقصيورة عنيه مين وجهيين و از يدة علييه مين وجهيين‪ :‬فأميا الوجهيان فيي‬
‫موافقتها ألحكام القضاءي‬
‫فأحي ييدهما ج ي يواز االسي ييتعداء إليي ييه وسي ييماعه دعي ييوى المسي ييتعدو علي ييى المسي ييتعدى عليي ييه في ييي حقي ييوق‬
‫اجدميييين‪ ،‬وليييس هييذا علييى عمييوم الييدعاوى‪ ،‬ذوانمييا يخييتص بييالث أنيوا ميين الييدعوى‪ :‬أحييدها أن يكييون فيمييا‬
‫يتعلق ببخس وتطفيف في كيل أو وزن‪ :‬والباني ما يتعليق بغي أو تيدليس فيي مبييا أو بميني والباليث فيميا‬
‫يتعلق بمطل وتأخير لدين مستحق ميا المكنية‪ ،‬ذوانميا جياز نظيرو فيي هيذو األنيوا البالبية مين اليدعاوو دون‬
‫مييا عييداها ميين سييا ر الييدعاوو لتلقهييا بمنكيير ظيياهر هييو منصييوب إلزالتييه واختصاصييها بمعييروف بييين هييو‬
‫منييدوب إلييى إقامتييه‪ ،‬ألن موضييو الحسييبة ألييزم الحقييوق والمعونيية علييى اسييتيفا ها‪ ،‬وليييس للنيياظر فيهييا أن‬
‫يتجاوز ذلك إلى الحكم الناجز والفصل الباتي فهذا أحد وجهي الموافقةي‬
‫والوجه الباني أن له إلزام المدعى علييه للخيروج مين الحيق اليذو علييه ولييس هيذا عليى العميوم فيي‬
‫كييل الحقييوق ذوانمييا هييو خيياص فييي الحقييوق التييي جيياز لييه سييما الييدعوى فيهييا علييى العمييوم فييي كييل الحقييوق‬
‫ذوانما هو خاص في الحقوق التي جاز له سما الدعوى فيها ذواذا وجبت باعتراف ذواقرار ما تمكنيه ذوايسيارو‬
‫فيلزم المقر الموسر الخروج منها ودفعها إلى مستحقها‪ ،‬ألن في تأخيرو لها منكر هو منصوب إلزالتهي‬
‫وأم ييا الوجه ييان ف ييي قص ييورها ع يين أحك ييام القض يياءي فأح ييدهما قص ييورها ع يين س ييما عم ييوم ال ييدعاوو‬
‫الخارجة عن ظواهر المنكرات من اليدعاوى فيي العقيود والمعيامالت وسيا ر الحقيوق والمطالبيات‪ ،‬فيال يجيوز‬
‫أن ينتيدب لسيما اليدعوى لهيا وال أن يتعيرض للحكيم فيهيا ال فيي كبيير الحقيوق وال فيي قليلهيا مين درهيم فمييا‬
‫دونه إال أن ييرد ذليك إلييه بينص صيريح يزييد عليى إطيالق الحسيبة فيجيوز ويصيير بهيذو الزييادة جامعياً بيين‬
‫قضاء وحسبة‪ ،‬فيراعى فيه أن يكون من أهل االجتهاد‪ ،‬ذوان اقتصر به عن مطلق الحسبة فالقضاة والحكام‬
‫بالنظر في قليل ذلك وكبير أحق‪ ،‬فهذا وجهي‬
‫والوجه الباني أنها مقصورة على الحقوق المعترف بها‪ ،‬فأما ما يتداخله التجاحد والتناكر فال يجوز‬
‫ليه النظير فييه‪ ،‬ألن الحيياكم فيهيا يقيف عليى سييما بينية ذواحيالف يميين‪ ،‬وال يجييوز للمحتسيب أن يسيما بينيية‬
‫علييى إببييات الحييق‪ ،‬وال أن يحلييف يمينياً علييى نفييي الحيق والقضيياة والحكييام بسييما البينيية ذواحييالف الخصييوم‬
‫أحقي‬
‫وأما الوجهان في زيادتها على أحكام القضاءي‬
‫فأحييدهما أنييه يجييوز للنيياظر فيهييا أن يتعييرض لنصييفح مييا يييأمر بييه ميين المعييروف وينهييى عنييه ميين‬
‫المنكر ذوان لم يحضرو خصم مستعد‪ ،‬وليس للقاضي أن يتعيرض ليذلك إال بحضيور خصيم يجيوز ليه سيما‬
‫الدعوى منه‪ ،‬فذن تعرض لذلك خرج عن منصب واليته وصار متجو اًز في قاعدة نظروي‬
‫والباني أن للناظر في الحسبة من سيالطة السيلطنة واسيتطالة الحمياة فييم تعليق بيالمنكرات ميا لييس‬
‫للقضيياة ألن الحسييبة موضييوعة للرهبيية‪ ،‬فييال يكييون خييروج المحتسييب إليهييا بالسييالطة والغلظيية تجييو اًر فيهييا وال‬
‫خرقاً والقضاء موضو للمناصفة فهو باألناة والوقار أحق وخروجه عنهما إلى سالطة الحسبة تجوز وخرق‬
‫ألن موضو كل واحد من المنصبين مختلف فالتجوز فيه خروج عن حدوي‬
‫وأم ي ي ي ي ي ي ييا مي ي ي ي ي ي ي ييا بي ي ي ي ي ي ي ييين الحس ي ي ي ي ي ي ييبة والمظي ي ي ي ي ي ي ييالم فينهمي ي ي ي ي ي ي ييا ن ي ي ي ي ي ي ييبه مؤتلي ي ي ي ي ي ي ييف وفي ي ي ي ي ي ي ييرق مختلي ي ي ي ي ي ي ييفي‬
‫فأمييا لنييبه الجيياما بينهمييا فميين وجهييين‪ :‬أحييدهما أن موض يوعهما مسييتقر علييى الرهبيية المختصيية بسييالطة‬
‫الس ييلطنة وق ييوة الصي يرامة‪ ،‬والب يياني جي يواز التع ييرض فيهم ييا ألس ييباب المص ييالح والتص ييلا إل ييى إنك ييار الع ييدوان‬
‫الظاهري‬
‫وأمييا الفييرق بينهمييا فميين وجهييين‪ :‬أحييدهما أن النظيير فييي المظييالم موضييو لمييا عجييز عنييه القضيياة‪،‬‬
‫والنظر في الحسيبة موضيو لميا رفيا عنيه القضياة وليذلك كانيت رتبية المظيالم أعليى ورتبية الحسيبة أخفيض‪،‬‬
‫وجاز لوالي المظالم أن يوقا إلى القضاة والمحتسب ولم يجز للقاضي أن يوقا إلى والي المظالم‪ ،‬وجاز له‬
‫أن يوقيا إلييى المحتسييب ولييم يجييز للمحتسيب أن يوقييا إلييى واحييد منهمييا‪ ،‬فهيذا الفييرق البيياني أنييه يجييوز ليوالي‬
‫المظالم أن يحكم وال يجوز لوالي الحسبة أن يحكمي‬
‫ذواذا اسييتقر مييا وصييفناو ميين موضييو الحسييبة ووضييا الفييرق بينهمييا وبييين القضيياء والمظييالم فهييي‬
‫تن ي ي ي ي ي ي ييتمل علي ي ي ي ي ي ي ييى فصي ي ي ي ي ي ي ييلين‪ :‬أحي ي ي ي ي ي ي ييدهما أمي ي ي ي ي ي ي يير بي ي ي ي ي ي ي ييالمعروفي والبي ي ي ي ي ي ي يياني نهي ي ي ي ي ي ي ييي عي ي ي ي ي ي ي يين المنكي ي ي ي ي ي ي ييري‬
‫فأمييا األميير بييالمعروف فينقسييم بالبيية أقسييام‪ :‬أحييدها مييا يتعلييق بحقييوق هلل تعييالىي والبيياني مييا يتعلييق بحقييوق‬
‫اجدميين‪ ،‬والبالث ما يكون منتركاً بينهماي‬
‫فأما المتعلق بحقوق اهلل عز وجل فضربان‪ ،‬أحدهما يلزم األمر به في الجماعة دون االنفراد كترك‬
‫الجمعة في وطن مسكون‪ ،‬فيذن كيانوا عيدداً قيد اتفيق عليى انعقياد الجمعية بهيم كياألربعين فميا زاد فواجيب أن‬
‫يأخذهم بذقامتها ويأمرهم بفعلها ويؤدب على اإلخالل بها ذوان كانوا عدداً اختلف في انعقاد الجمعة بهم فله‬
‫ولهم أربعة أحوال‪ :‬أحدها أن يتفق رأيه ورأو القوم على انعقاد الجمعة بيذلك العيدد فواجيب علييه أن ييأمرهم‬
‫بذقامتها وعليهم أن يسارعوا إلى أمرو بها ويكون في تأديبهم على تركها أليين مين تأديبيه عليى تيرك ميا نعقيد‬
‫اإلجما عليهي‬
‫والحالة البانية أن يتفق رأيه ورأو القوم على أن الجمعة ال تنعقد بهم فال يجوز أن يأمرهم بذقامتها‬
‫وهو بالنهي عنها لو أقيمت أحقي‬
‫الحالة البالبة أن ييرى القيوم انعقياد الجمعية بهيم والييراو المحتسيب‪ ،‬فيال يجيوز ليه أن يعارضيهم فيهيا‬
‫وال يأمر بذقامتها ألنه اليراو‪ ،‬وال يجوز أن ينهاهم عنها ويمنعهم مما يرونه فرضا عليهمي‬
‫والحاليية الرابعيية أن يييرى المحتسييب انعقيياد الجمعيية بهييم وال ي يراو القييوم فهييذا ممييا فييي اسييتمرار تركييه‬
‫تعطيييل الجمعيية مييا تطيياول الزمييان وبعييدو وكب يرة العييدد وزيادتييه‪ ،‬فهييل للمحتسييب أن يييأمرهم بذقامتهييا اعتبييا اًر‬
‫به ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييذا المعن ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييى أم ال ؟ عل ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييى وجه ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييين ألص ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييحاب الن ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييافعي رض ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييي اهلل عن ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييهي‬
‫أحدهما وهو مقتضى قول أبي سيعيد األصيطخرو أنيه يجيوز ليه أن ييأمرهم بذقامتهيا اعتبيا اًر بالمصيلحة لي ال‬
‫يننأ الصغير على تركها فيظن أنها تسقط ما زيادة العدد كما تسقط بنقصانه‪ ،‬فقد راعى زياد مبل هذا في‬
‫ص يالة النيياس فييي جييامعي البص يرة والكوفيية‪ ،‬فييذنهم كييانوا إذا صييلوا فييي صييحنه فرفع يوا ميين السييجود مسييحوا‬
‫جباهم من التراب فأمر بذلقاء الحصى في صحن المسجد الجاما وقيال لسيت آمين أن يطيول الزميان فييظن‬
‫الصغير إذا ننأ أن مسح الجبهة من أبر السجود سنة في الصالةي‬
‫والوجه البياني ال يتعيرض ألميرهم بهيا ألنيه لييس ليه حميل النياس عليى اعتقيادو‪ ،‬وال أن يأخيذهم فيي‬
‫اليدين ب أرييه ميا تسيويغ االجتهياد فيييه وأنهيم يعتقيدون أن نقصيان العيدد يمنييا مين إجيزاء الجمعيةي وأميا أمييرهم‬
‫بصالة العيد فله أن ييأمرهم بهيا‪ ،‬وهيل يكيون األمير بهيا مين الحقيوق الالزمية أو مين الحقيوق الجيا زة عليى‬
‫وجهين من اختالف أصحاب النافعي فيها هل هي مسنونة أو من فيروض الكفايية؟ فيذن قييل إنهيا مسينونة‬
‫كان األمر بها ندباً‪ ،‬ذوان قيل إنها من فروض الكفاية كان األمر بها حتماًي‬
‫فأمييا صييالة الجماعيية فييي المسيياجد ذواقاميية األذان فيهييا للصييلوات فميين نييعا ر اإلسييالم وعالمييات‬
‫التعبد التي فرق بها رسول اهلل صلى اهلل عليه وسيلم بيين دار اإلسيالم ودار النيرك فيذذا اجتميا أهيل بليد أو‬
‫محليية علييى تعطيييل الجماعيية فييي مسيياجدهم وتييرك األذان فييي أوقييات صييلواتهم كييان المحتسييب منييدوباً إلييى‬
‫أمرهم باألذان والجماعة في الصلوات‪ ،‬وهيل ذليك واجيب علييه ييأبم بتركيه أو مسيتحب ليه يبياب عليى فعليه؟‬
‫على وجهين من اختالف أصحاب النيافعي فيي اتفياق أهيل بليد عليى تيرك األذان واإلقامية والجماعية‪ ،‬وهيل‬
‫يلييزم السييلطان محيياربتهم عليييه أم ال؟ فأمييا تييرك صييالة الجمعيية ميين آحيياد النيياس أو تييرك األذان واإلقاميية‬
‫لصالته فال اعتراض للمحتسب عليه إذا لم يجعله عادة ذوالفاً ألنها مين النيدب اليذو يسيقط باألعيذار إال أن‬
‫يقترن به استرابة أو يجعله إلفاً وعادة ويخاف تعدو ذليك إليى غييرو فيي االقتيداء بيه في ارعيى حكيم المصيلحة‬
‫به في زجرو عما استهان به من سنن عبادته ويكون وعيدو على ترك الجماعة معتب اًر بنواهد حاليه‪ ،‬كاليذو‬
‫روو عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قال‪:‬‬
‫"لقد هممت يم ومار يصاحابي يم يجم اوا حطبااً وومار بالصا ة فياؤ م لااا وتقاام ثام‬
‫الى منازل يووام ال يحضروم الص ة فأحرواا عليام"ي‬ ‫يفال‬
‫وأما ما يأمر به آحاد النياس وأفيرادهم فكتيأخير الصيالة حتيى يخيرج وقتهيا فييذكر بهيا وييأمر بفعلهيا‬
‫وي ارعيى جوابيه عنهيا‪ ،‬فييذن قيال تركتهيا لنسيييان حبيه عليى فعلهيا بعييد ذكيرو وليم يؤدبييه؛ ذوان قيال تركتهيا لتيوان‬
‫وهو إن أدبه زج اًر وأخذو بفعلها جب اًر‪ ،‬وال اعتراض على من أخرها والوقت باق الختالف الفقهياء فيي فضيل‬
‫التأخير‪ ،‬ولكن ليو كانيت الجماعيات فيي بليد قيد اتفيق أهليه عليى تيأخير صيلواتهم إليى آخيرو والمحتسيب ييرى‬
‫فضل تعجيلها فهل له أن يأمرهم بالتعجيل على وجهين ألن اعتبار جميا الناس لتأخيرها يفضي بالصغير‬
‫النانئ إلى اعتقاد أن هذا هو الوقت دون ميا تقيدم وليو عجلهيا بعضيهم تيرك مين آخرهيا مينهم وميا ييراو مين‬
‫التأخيري‬
‫فأما األذان والقنوت في الصلوات إذا خالف فيه رأو المحتسب فال اعتيراض ليه فييه بيأمر وال نهيي‬
‫ذوان كان يرى إذا ما يفعل مسوغاً في االجتهاد لخروجه عن معنى ما قدمناو وكذلك الطهارة إذا فعلهيا عليى‬
‫وج ييه س ييا غ يخ ييالف في ييه رأو المحتس ييب م يين إ ازل يية النجاس يية بالما ع ييات والوض ييوء بم يياء تغي يير بالم ييذرورات‬
‫الطياهرات‪ ،‬أو اقتصيار عليى مسييح أقيل اليرأس أو العفييو عين قيدر درهييم مين النجاسيات فييال اعتيراض ليه فييي‬
‫نيء من ذلك بأمر وال نهي‪ ،‬وكان له في اعتراضه عليهم في الوضوء بنبيذ التمر عند عدم الماء وجهان‪،‬‬
‫لما فيه من اإلفضاء إليى اسيتباحته عليى كيل حيال فذنيه ربميا آل إليى السيكر مين نيربه بيم عليى نظيا ر هيذا‬
‫المبال تكون أوامرو بالمعروف في حقوق اهلل تعالىي‬
‫فأما األمر بالمعروف في حقوق اجدميين فضربان‪ :‬عام وخاصي‬
‫فأميا العييام فكالبلييد إذا تعطيل نيربه أو اسييتهدم سيورو أو كييان يطرقييه بنيو السييبيل ميين ذوو الحاجييات‬
‫فكفيوا عين معييونتهم‪ ،‬فيذن كيان فييي بييت المييال مياالً ليم يتوجييه علييهم فيييه ضيرر أمير بذصييال نيربهم وبنيياء‬
‫سيورهم وبمعونيية بنييي السييبيل فييي االجتييياز بهييم‪ ،‬ألنهييا حقيوق تلييزم بيييت المييال دونهييم‪ ،‬وكييذلك لييو اسييتهدمت‬
‫مساجدهم وجوامعهم‪ ،‬فأما إذا أعوز بيت المال كان األمير ببنياء سيورهم ذواصيال نيربهم وعميارة مسياجدهم‬
‫وجوامعهم وم ارعياة بنيي السيبيل فييهم متوجهياً إليى كافية ذوو األمكنية مينهم وال يتعيين أحيدهم فيي األمير بيه‪،‬‬
‫ذوان نر ذوو المكنة في عملهم وفي مراعاة بني السبيل وبانروا القيام به سقط عين المحتسيب حيق األمير‬
‫به ولم يلزمهم االست ذان في مراعاة بني السبيل وفي بناء ما كيان مهيدوماً‪ ،‬ولكين ليو أرادوا هيدم ميا يعييدون‬
‫بنيياءو ميين المسييترم والمسييتهدم لييم يكيين لهييم اإلقييدام علييى هدمييه فيمييا عييم أهييل البلييد ميين سييورو وجييامعهم إال‬
‫باست ذان ولي األمر دون المحتسب ليأذن لهم في هدميه بعيد تضيمينه القييام بعمارتيه وجياز فيميا خيص مين‬
‫المس يياجد ف ييي العن ييا ر والقبا ييل أال يس ييتأذنوو‪ ،‬وعل ييى المحتس ييب أن يأخ ييذهم ببن يياء م ييا ه ييدموو ول يييس ل ييه أن‬
‫يأخذهم بذتمام ما استأنفوو‪ ،‬فأما إذا كف ذوو المكنة عن بناء ما استهدم وعمارة ما استرم‪ ،‬فذن كيان المقيام‬
‫في البلد ممكناً وكان النرب ذوان قل مقنا تاركهم ذواباوي ذوان تعيذر المقيام فيي البليد لتعطييل نيربه وانيدحاض‬
‫سورة نظر‪ ،‬فذن كان البلد بغ اًر يضر بدار اإلسالم تعطيله ليم يجيز ليولي األمير أن يفسيخ فيي االنتقيال عنيه‬
‫وكييان حكمييه حكييم الن يوازل إذا حييدبت فييي القيييام كافيية ذوو المكنيية بييه وكييان تييأبير المحتسييب فييي مبييل هييذا‬
‫إعالم السلطان به‪ ،‬وترغيب أهل المكنة في عمله ذوان لم يكن هذا البلد بغ اًر مضي اًر بيدار اإلسيالم كيان أميرو‬
‫أيسيرو وحكمييه أخييف ولييم يكيين هييذا للمحتسييب أن يأخييذ أهلييه جبي اًر بعمارتييه‪ ،‬ألن السييلطان أحييق أن يقييوم بييه‪،‬‬
‫وليو اعيوزو الميال فيسيتجدو فيقيول لهيم المحتسيب مييا اسيتدام عجيز السيلطان عنيه أنيتم مخييرون بيين االنتقييال‬
‫عنييه أو التيزام مييا يصييرف فييي مصييالحه التييي يمكيين معهييا دوام اسييتيطانة‪ ،‬فييذن أجييابوو إلييى التيزام ذلييك كلييف‬
‫جمياعتهم ميا تسيمح بيه نفوسيهم ولييم يجيز أن يأخيذ كيل واحيد مينهم فييي عينيه أن يلتيزم جبي اًر ميا ال تسيمح بييه‬
‫نفسه من قليل و كبير ويقول ليخرج كل واحد منكم ما سيهل علييه وطياب نفسياً بيه ومين أعيوزو الميال أعيان‬
‫العمل حتى إذا اجتمعت كفاية المصلحة أو يلو اجتماعها بضمان كل واحد من أهل المكنة قد اًر طاب بيه‬
‫نفسياً نير حين ييذ فيي عمييل المصيلحة وأخييذ كيل ضييامن مين الجماعيية بيالتزام مييا ضيمنه‪ ،‬ذوان كييان مبيل هييذا‬
‫الضييمان ال يلييزم فييي المعييامالت الخاصيية‪ ،‬ألن حكييم مييا عييم ميين المصييالح موسييا فكييان حكييم الضييمان فيييه‬
‫أوسيياي ذواذا عمييت هييذو المصييلحة لييم يكيين للمحتسييب أن يتقييدم بالقيييام بهييا حتييى يسييتأذن السييلطان فيهييا لي ال‬
‫يصير بالتفرد مفتاتاً عليه إذ ليست هذو المصلحة من معهود حسبته فذن قلت ونق است ذان السيلطان فيهيا‬
‫أو خيف زيادة الضرر لبعد است ذانه جاز نروعه فيها من غير است ذاني‬
‫وأما الخاص فكالحقوق إذا مطلت والديون إذا أخرت فللمحتسب أن يأمر بالخروج منها ميا المكنية‬
‫إذا استعداو أصحاب الحقوق‪ ،‬وليس له أن يحبس بها ألن الحبس حكم‪ ،‬وله أن ييالزم عليهيا ألن لصياحب‬
‫الحييق أن يييالزم‪ ،‬وليييس لييه األخييذ بنفقييات األقييارب الفتقييار ذلييك إلييى اجتهيياد نييرعي فيييمن تجييب لييه‪ ،‬ويجييب‬
‫عليييه إال أن يكييون الحيياكم قييد فرضييها فيجييوز لييه أن يأخييذ لييه بأدا هييا‪ ،‬وكييذلك كفاليية ميين تجييب كفالتييه ميين‬
‫الصييغار واالعت يراض ل يه فيهييا حتييى يحكييم بهييا الحيياكم فيجييوز حين ييذ للمحتسييب أن يييأمر بالقيييام بهييا علييى‬
‫النروط المستحقة فيهاي‬
‫وأما قبول الوصايا والودا ا فليس له أن يأمر فيها أعيان الناس وآحادهم ويجوز أن يأمر بها على‬
‫العموم حبا على التعاون بالبر والتقوى‪ ،‬بم على هذا المبال تكون أوامرو بالمعروف في حقوق اجدمييني‬
‫وأمييا األميير بييالمعروف فيمييا كييان منييتركاً بييين حقييوق اهلل تعييالى وحقييوق اجدميييين فكأخييذ األولييياء‬
‫نكيا األيييامى أكفيا هن إذا طلييبن ذواليزام النسيياء أحكيام العييدد إذا فيورقن ولييه تأدييب ميين خيالف فييي العيدة ميين‬
‫النساء وليس له تأديب من امتنا من األولياءي‬
‫ومين نفيى ولييداً قيد وليد فيراض أميه ولحيوق نسييبه أخيذو بأحكيام األدبيياء جبي اًر وعيزرو عيين النفيي أدبياً‪،‬‬
‫ويأخذ السادة بحقوق العبيد واإلمياء وأن ال يكلفيوا مين األعميال ميا ال يطيقيون‪ ،‬وكيذلك أربياب البهيا م يأخيذو‬
‫بعلوفتها إذا قصروا وأن ال يستعملوها فيما ال تطيقي‬
‫ومن أخذ لقيط وقصر في كفالته أمرو أن يقوم بحقوق التقاطه من التزام كفالته أو تسيليمه إليى مين‬
‫يلتزمهييا ويقييول بهييا‪ ،‬وكييذلك واجييد الص يوال إذا قصيير فيهييا يأخييذو بمبييل ذلييك ميين القيييام بهييا ويكييون ضييامناً‬
‫للضالة بالتقصير وال يكون به ضامناً اللقيطي‬
‫ذواذا أسييلم الضييالة إلييى غي يرو ضييمنها؛ وال يضييمن اللقيييط بالتسييليم إلييى غي يرو‪ ،‬بييم علييى نظييا ر هييذا‬
‫المبال يكون أمرو بالمعروف في الحقوق المنتركةي‬
‫وأما النهي عن المنكرات فينقسم بالبة أقسام‪ :‬أحدها ما كان من حقوق اهلل تعالىي والباني ميا كيان‬
‫من حقوق اجدميين‪ ،‬والبالث ما كان منتركاً بين الحقيني‬
‫فأمييا النهييي عنهييا فييي حقييوق اهلل تعييالى فعلييى بالبيية أقسييام‪ :‬أحييدها مييا تعلييق بالعبيياداتي والبيياني مييا‬
‫تعلق بالمحظوراتي والبالث ما تعلق بالمعامالتي‬
‫فأمييا المتعلييق بالعبييادات فكالقاصييد مخالفيية هي اتهييا المنييروعة والمتعمييد تغيييير أوصييافها المسيينونة‬
‫ميبالً ميين يقصييد الجهيير فييي صييالة اإلسيرار‪ ،‬واإلسيرار فييي صييالة الجهيير أو يزيييد فييي الصييالة أو فييي اجذان‬
‫أذكيا اًر غيير مسيينونة‪ ،‬فللمحتسيب إنكارهييا وتأدييب المعانييد فيهيا إذا لييم يقيل بمييا ارتكبيه إمييام متبيو ‪ ،‬وكييذل إذا‬
‫أخ ييل بتطهي يير جس ييدو أو بوب ييه أو موض ييا ص ييالته أنكي يرو علي ييه إذا تحق ييق ذل ييك من ييه‪ ،‬وال يؤاخ ييذو ب ييالتهم وال‬
‫بييالظنون‪ ،‬كالييذو حكييى علييى بعييض النيياظرين فييي الحسييبة أنييه سييأل رج يالً داخ يالً إلييى المسييجد بنعلييين هييل‬
‫يدخل بهما بيت طهارته فلما أنكر ذلك أراد إحالفه عليه‪ ،‬وهيذا جهيل مين فاعليه وتعيدى فييه أحكيام الحسيبة‬
‫وغلييب فيييه سييوء الظنيية‪ ،‬وهكييذا لييو ظيين برجييل أنييه يتييرك الغسييل ميين الجنابيية أو يتييرك الصييالة والصيييام لييم‬
‫يؤاخييذو بييالتهم ولييم يعاملييه باإلنكييار‪ ،‬ولكيين يجييوز لييه بالتهميية أن يعييظ ويحييذر ميين عييذاب اهلل علييى إسييقاط‬
‫حقوقه واإلخالل بمفروضاتهي فذن رآو يأكل في نهر رمضان لم يقدم على تأديبيه إال بعيد سيؤاله عين سيبب‬
‫أكليه إذا التبسيت أحوالييه فربميا كييان مريضياً أو مسيياف اًر أو يلزميه السيؤال إذا ظهييرت منيه إمييارات الرييب‪ ،‬فييذن‬
‫ذكر من األعذار ما يحتمله حالة كف عن زجرو وأمرو بذخفاء أكله ل ال يعرض نفسه للتهمة وال يلزم إحالفه‬
‫عنييد االسييترابة بقولييه ألنييه موكييول إلييى أمانتييه‪ ،‬فييذن لييم يييذكر عييذ اًر جيياهر باإلنكييار عليييه مجيياهرة رد وأدبييه‬
‫تأديب زجر‪ ،‬وهكذا لو علم عذرو في كل أنكر عليه المجاهرة بتعويض نفسيه للتهمية‪ ،‬ولي ال يقتضيى بيه مين‬
‫ذوو الجهالة ممن ال يميز حال عذرو من عيروي‬
‫وأمييا الممتنييا ميين إخ يراج الزكيياة؛ فييذن كييان ميين األم يوال الظيياهرة فعامييل الصييدقة يأخييذها منييه جب ي اًر‬
‫أخص وهو بتعزيرو على الغلول إن لم يجيد ليه عيذ اًر أحيق‪ ،‬ذوان كيان مين األميوال الباطنية فيحتميل أن يكيون‬
‫المحتسب أخص باإلنكار عليه من عامل الصدقة‪ ،‬ألنه اعتراض للعامل فيي األميوال الباطنية‪ ،‬ويحتميل أن‬
‫يكون العامل باإلنكار عليه أخص ألنه لو دفعهيا ليه أجيازو ويكيون تأديبيه معتبي اًر بنيواهد حاليه فيي االمتنيا‬
‫من إخراج زكاته‪ ،‬فذن ذكر أنه يخرجها س اًر وكل إلى أمانته فيهاي ذوان رأى رجالً يتعرض لمسألة الناس في‬
‫طلييب الصييدقة وعلييم أنييه غنييي إمييا بمييال أو عمييل أنكيرو عليييه وأدبييه فيييه وكييان المحتسييب بذنكييارو أخييص ميين‬
‫عامل الصدقة قد فعل عمر رضي اهلل عنه مبل ذلك بقوم من أهل الصدقة ولو رأى عليه آبار الغنيى وهيو‬
‫يسييأل النيياس آالمييه تحريمهييا علييى المسييتغني عنهييا ولييم ينك يرو عليييه لجيواز أن يكييون فييي البيياطن فقي ي اًر‪ ،‬ذواذا‬
‫تعرض للمسألة ذو جليد وقيوة عليى العميل زجيرو وأميرو أن يتعيرض لالحتيراف بعمليه‪ ،‬فيذن أقيام عليى المسيألة‬
‫عيزرو حتيى يقليا عنهيياي ذوان دعيت الحالية عنيد إلحييا مين حرميت علييه المسييألة بميال أو عميل إال أن ينفييق‬
‫على ذو مال جب اًر من ماله ويؤجر ذا العمل وينفق عليه من أجرته لم يكن المحتسب أن يفعل ذليك بنفسيه‬
‫ألن هذا حكم والحكام به أحق فيرفا أمرو إلى الحاكم ليتولى ذلك أو يأذن فيهي‬
‫ذواذا وجد من يتصيدى لعليم النير ولييس مين أهليه مين فقييه أو واعيظ وليم ييأمن اغتيرار النياس بيه‬
‫في سوء تأويل أو تحريف جواب أنكر عليه التصدو لما ليس هو من أهله وأظهر أمرو ل ال يغتر بهي ومن‬
‫أنكل عليه أمرو لم يقدم عليه باإلنكار إال بعد االختباري قد مير عليي بين أبيي طاليب علييه السيالم بالحسين‬
‫البصرو وهو يتكلم عين النياس فياختبرو‪ ،‬فقيال ليه ميا عمياد اليدين؟ فقيال اليور ‪ ،‬فقيال فميا آفتيه؟ قيال الطميا‪،‬‬
‫قييال تكلييم اجن إن ن ي تي وهكييذا لييو ابتييد بعييض المنتسييبين إلييى العلييم قيوالً خييرق بييه اإلجمييا وخييالف فيييه‬
‫اليينص ورد قولييه علميياء عصيرو أنكيرو عليييه وزجيرو عنييه‪ ،‬فييذن أقلييا وتيياب ذواال فالسييلطان بتهييذيب الييدين أحييق‬
‫ذواذا تعرض بعض المفسرين لكتاب اهلل تعالى بتأويل عدل فييه عين ظياهر التنزييل إليى بياطن بدعية تتكليف‬
‫له غمض معانيه أو تفرد بعض اليرواة بأحادييث منياكير تنفير منهيا النفيوس أو يفسيد بهيا التأوييل كيان عليى‬
‫المحتسب إنكار ذليك والمنيا منيه‪ ،‬وهكيذا إنميا يصيح منيه إنكيارو إذا تمييز عنيدو الصيحيح مين الفاسيد والحيق‬
‫من الباطن‪ ،‬وذلك مين أحيد وجهيين‪ ،‬إميا أن يكيون بقوتيه فيي العليم واجتهيادو فييه حتيى ال يخفيى ذليك علييه‪،‬‬
‫ذواما بأن يتفق علماء الوقت على إنكارو وابتداعه فيستعدونه فيه فيعول في اإلنكار على أقاويلهم وفي المنا‬
‫منه على اتفاقهمي‬
‫وأمييا مييا تعلييق بييالمحظورات فهييو أن يمنييا النيياس ميين مواقييف الريييب ومظييان التهميية فقييد قييال النبييي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬دع ما يريبة الى ما ال يريبة"ي‬
‫فيقدم اإلنكار وال يعجل بالتأديب قبل اإلنكاري‬
‫حكى إبراهيم النخعي أن عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه نهى الرجال أن يطوفوا ما النساء فرأى‬
‫رجالً يصلي ما النساء فضربه بالدرة فقال الرجيل واهلل إن كنيت أحسينت لقيد ظلمتنيي‪ ،‬ذوان كنيت أسيأت فميا‬
‫علمتني‪ ،‬فقال عمر أما نهدت عزمتي؛ فقال ميا نيهدت ليك عزمية فيألقى إلييه اليدرة وقيال ليه اقيتص قيال ال‬
‫أقتص اليوم‪ ،‬قال فاعفو عنيي قال ال أعفو‪ ،‬فافترقا على ذليك‪ ،‬بيم لقييه مين الغيد فتغيير ليون عمير فقيال ليه‬
‫الرجل يا أمير المؤمنين كيأني أرى ميا كيان منيي قيد أسير فييك فقيال أجيل‪ ،‬قيال فأنيهد اهلل إنيي قيد عفيوت‬
‫عنك‪ ،‬ذواذا رأى وقفة رجل ما إمرأة في طريق سابل لم تظهر منهما أمارات الريب لم يعترض عليهما بزجر‬
‫وال إنكار فيما يجد الناس بداً من هذاي‬
‫ذوان كانت الوقفة في طريق خال فخلو المكان ريبة فينكرها ال يعجل بالتأديب عليهما حيذ اًر مين أن‬
‫تكون ذات محرم‪ ،‬وليقل إن كانت ذات محرم فصنها عن مواقف الريب‪ ،‬ذوان كانت أجنبية فخف اهلل تعالى‬
‫من خلوة تؤديك إلى معصية اهلل تعال‪ ،‬وليكن زجرو بحسب األماراتي‬
‫حتييى أبييو األزهيير أن ابيين عا نيية رأى رجيالً يكلييم ام يرأة فييي طريييق فقييال لييه إن كانييت حرمتييك فذنييه‬
‫لقبييح بيك أن تكلمهيا بيين النيياس‪ ،‬ذوان ليم تكين حرمتيك فهييو أقيبح‪ ،‬بيم وليى عنييه وجليس للنياس يحيدبهمي فييذذا‬
‫برقعة قد ألقيت في حجرو مكتوب فيها من الكامل‪:‬‬

‫*** سح اًر أكلمهيا رسيول‬ ‫إن التي أبصيرتينيي‬


‫*** كادت لها نفسي تسييل‬ ‫أدت إليي رس ييالة‬
‫*** ذب خصرو ردف بقيل‬ ‫من فاتر االليحياظ يج‬
‫*** يرمي وليس له رسييل‬ ‫متنكباً قوس اليصيبيا‬
‫*** حتى تسما ما نيقيول‬ ‫فلو أن أذنيك بيينينيا‬
‫*** أبرو هو الحسن الجميل‬ ‫لرأيت ما استقبحت مين‬
‫فق أرهييا ابيين عا نيية ووجييد مكتوب ياً علييى أرسييها أبييو ن يواس‪ ،‬فقييال ابيين عا نيية مييالي وللتعييرض ألبييي‬
‫نيواس‪ ،‬وهيذا القييدر مين إنكييار ابين عا نيية كياف لمبليه‪ ،‬وال يكييون لمين نييدب لينكيار ميين والة الحسيبة كافيياً‪،‬‬
‫وليس فيما قال أبيو نيواس تصيريح بفجيور الحتميال أن يكيون إنيارة إليى ذات محيرم ذوان كانيت نيواهد حاليه‬
‫وفحوى كالمه ينطقان بفجورو وريبته فيكون من مبل أبي نواس منك اًر ذوان جاز أن ال يكون من غيرو منك اًري‬
‫فييذذا رأى المحتسييب فييي هييذو الحييال مييا ينكيرو تييأنى وتفحييص و ارعييى نيواهد الحييال ولييم يعجييل باإلنكييار قبييل‬
‫االسيتخبار‪ ،‬كاليذو رواو ابين أبيي الزنياد عين هنيام بين عيروة قيال‪ :‬بينميا عمير بين الخطياب رضيي اهلل عنيه‬
‫يطييوف بالبيييت إذ رأى رج يالً يطييوف وعلييى عانقييه ام يرأة مبييل المهيياة يعنييي حسييناً وجميياالً وهييو يقييول ميين‬
‫السريا‪:‬‬

‫*** موطأ أتبا النيه يوال‬ ‫قدت لهذو جمالً ذليوالً‬


‫*** أحذر أن تسقط أو تزوال‬ ‫أعد لها بالكف أن تمييال‬
‫***‬ ‫أرجو بذاك نا الً جزيال‬

‫فقييال لييه عميير رضييي اهلل عنييه يييا عبييد اهلل ميين هييذو التييي وهبييت لهييا حجييك؟ قييال ام أرتييي يييا أمييير‬
‫المؤمنين‪ ،‬ذوانها حمقاء مرغامة‪ ،‬أكول قمامة‪ ،‬ال يبقى لها خامةي فقال له مالك ال تطلقها؟ قال إنهيا حسيناء‬
‫ال تفرك‪ ،‬وأم صبيان ال تتركي قال فنأنك بهاي‬
‫قال أبيو زييد‪ :‬المرغيام المخيتلط‪ ،‬فليم يقيدم علييه باإلنكيار حتيى اسيتخبرو فلميا انتفيت عنيه الريبية الن‬
‫لهي‬
‫ذواذا جيياهر رجييل بذظهييار الخميير‪ ،‬فييذن كييان مسييلماً أراقهييا عليييه وأدبييه‪ ،‬ذوان كييان ذمي ياً أدبييه علييى‬
‫إظهارهاي‬
‫واختلف الفقهاء في إراقتها عليه‪ ،‬فذهب أبو حنيفة إلى أنها ال تراق علييه‪ ،‬ألنهيا عنيدو مين أميوالهم‬
‫المضمونة في حقوقهمي ومذهب النافعي أنها تراق عليهم ألنها ال تضمن عندو في حق مسلم وال كافري‬
‫وأما المجاهرة بذظهار النبيذ‪ ،‬فعند أبي حنيفة أنه من األموال التي يقر المسلمون عليهيا فيمنيا مين‬
‫إراقته ومن التأديب على إظهاروي وعند النافعي أنه ليس بمال كالخمر وليس فيي إراقتيه غيرم‪ ،‬فيعتبير واليي‬
‫الحسييبة بن يواهد الحييال فيييه فيهنييى فيييه عيين المجيياهرة ويزجيير عليهييا إن كييان لمعيياقرة وال يريقييه عليييه إال أن‬
‫يأمرو بذراقته حاكم من أهل االجتهاد‪ ،‬ل ال يتوجه علييه غيرم إن حيوكم فييهي وأميا السيكران إذا تظياهر بسيكرو‬
‫وسخف بهجرو أدرو على السكر والهجر تعزي اًر ال حداً لقلة مراقبته وظهور سخفهي‬
‫وأما المجاهرة بذظهار المالهي المحرمة المحتسب أن يفصلها حتى تصيير خنيباً لتيزول عين حكيم‬
‫المالهي‪ ،‬ويؤدب المجاهرة بها‪ ،‬وال يكسرها إن كان خنبها يصلح لغير المالهيي‬
‫وأما اللعب فليس يقصد بها المعاصيي ذوانميا يقصيد بهيا إليف البنيات لتربيية األوالدي وفيهيا وجيه مين‬
‫وجييوو التييدبير تقارنييه معصييية بتصييوير ذوات األزواج ومنييابهة األصيينام‪ ،‬فللتمكييين منهييا وجييه‪ ،‬وللمنييا منهييا‬
‫وجي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييه‪ ،‬ويحسي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييب مي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييا تقتضي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يييه ن ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يواهد األح ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يوال يكي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييون إنكي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييارو ذواق ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ارروي‬
‫"ود دفل النبي عليه الص ة والس م على عا دة رضي اهلل عناا وهي تل ب بالبنات فأورهاا‬
‫ولم ينكر علياا"ي‬
‫وحكييى أن أبييا سييعيد األصييطخرو ميين أصييحاب النييافعي تقلييد حسييبة بغييداد فييي أيييام المقتييدر فييأزال‬
‫سوق الدادو ومنا منها وقال ال يصلح إال للنبيذ المحرم وأقير سيوق اللعيب وليم يمنيا منهيا وقيال قيد‪ :‬كانيت‬
‫عا نيية رضييي اهلل عنهييا تلعييب بالبنييات بمنييهد رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم فلييم ينكيرو عليهييا‪ ،‬وليييس مييا‬
‫ذكرو من اللعب بالبعيد من االجتهادي‬
‫يادر فيي‬
‫وأما سوق الدادو فاألغلب من حاله أنه ال يستعمل إال في النبيذ‪ ،‬وقد يجوز أن يستعمل ن اً‬
‫الييدواء وهييو بعيييد‪ ،‬فبيعييه عنييد ميين يييرى إباحيية النبيييذ جييا ز ال يك يرو وعنييد ميين يييرى تحريمييه جييا ز لج يواز‬
‫استعماله في غيرو‪ ،‬ومكروو اعتبا اًر باألغلب من حاله‪ ،‬وليس منيا أبيي سيعيد منيه لتحيريم بيعيه عنيدوي ذوانميا‬
‫منا من المظاهرة بيذفراد سيوقه والمجياهرة ببيعيه إلحاقياً ليه بذباحية ميا اتفيق الفقهياء عليى إباحية مقصيدو ليقيا‬
‫لعوام الناس الفرق بينه وبين غيرو من المباحات‪ ،‬ولييس يمتنيا إنكيار المجياهرة بيبعض المباحيات كميا ينكير‬
‫المجاهرة بالمبا من مبانرة األزواج واإلماءي‬
‫وأما ما لم يظهر من المحظورات فليس للمحتسب أن يتجسس عنها وال أن يهتك األستار حذ اًر من‬
‫االستتار بها‪ ،‬قال النبي عليه الصالة والسيالم‪" :‬مام يتاى مام ها ه القاا ورات داي اً فليساتتر بساتر‬
‫اهلل‪ ،‬فإنه مم يبد لنا صفحته نقم حد اهلل ت الى عليه"ي‬
‫فذن غلب على الظن استسرار قوم بها ألمارات دلت آبار ظهرت فذلك ضيربان‪ :‬أحيدهما أن يكيون‬
‫ذليك فيي انتهياك حرميية يفيوت اسيتدراكها‪ ،‬مبييل أن يخبيرو مين يبييق بصيدقه أن رجيالً خييال بيأمر ليزنيي بهييا أو‬
‫برجل ليقتله‪ ،‬فيجوز له في مبل هذو الحالية أن يتجسيس ويقيدم عليى الكنيف والبحيث حيذ اًر مين فيوات ميا ال‬
‫يستدرك من انتهاك المحارم وارتكاب المحظورات‪ ،‬وهكذا لو عرف ذلك قوم من المتطوعة جاز لهيم اإلقيدام‬
‫على الكنف والبحث في ذلك واإلنكار‪ ،‬كالذو كان من نأن المغيرة بن نعبةي‬
‫فقد روو أنه كان تختلف إليه بالبصرة امرأة من بني هالل يقال لها أم جميل بنت محجم بن األفقم‬
‫وكان لها زوج من بقيف يقال له الحجاج بن عبيد‪ ،‬فبلغ ذلك أبا بكرة بن مسرو وسهل بن معبد ونافا بين‬
‫الحارث وزياد بن عبيد فرصدوو حتى إذا دخلت عليه هجموا عليهما وكان من أمرهم في النهادة عليه عنيد‬
‫عمر رضي اهلل عنه ما هو منهور فلم ينكير علييهم عمير رضيي اهلل عنيه هجيومهم ذوان كيان حيدهم القيذف‬
‫عند قصور النهادةي‬
‫والضرب البياني ميا خيرج عين هيذا الحيد وقصير عين حيد هيذو الرتبية‪ ،‬فيال يجيوز التجسيس علييه وال‬
‫كنف األستار عنهي‬
‫حكي أن عمر رضي اهلل عنه‪ :‬دخل على قوم يتعاقرون على نيراب ويوقيدون فيي أخصياص فقيال‬
‫نهيتكم عن المعاقرة فعاقرتم ونهيتكم عن اإليقعاد في األخصاص فأوقدتم‪ ،‬فقالوا يا أمير الميؤمنين قيد نهياك‬
‫اهلل عيين التجسييس فتجسسييت ونهيياك عيين الييدخول بغييير إذن فييدخلت‪ ،‬فقييال عميير رضييي اهلل عنييه‪ :‬هاتييان‬
‫بهاتين‪ ،‬وانصرف ولم يتعيرض لهيم فمين سيما أصيوات ميمة منكيرة مين دار تظياهر أهلهيا بأصيواتهم أنكرهيا‬
‫خارج الدار ولم يهجم عليه بالدخول‪ ،‬ألن المنكر ظاهر وليس على أن يكنف عما سواو من الباطني‬
‫وأمييا المعييامالت المنكيرة كالزنييا والبيييو الفاسييدة ومييا منييا النيير منييه مييا ت ارضييي المتعاقييدين بييه إذا‬
‫كان متفقاً على حظرو فعلى والي الحسبة إنكارو والمنا منه والزجير علييه وأميرو فيي التأدييب مختليف بحسيب‬
‫األحوال وندة الحظري‬
‫وأما اختلف الفقهاء فيي حظيرو ذواباحتيه فيال ميدخل ليه فيي إنكيارو إال أن يكيون مميا ضيعف الخيالف‬
‫فيه وكان ذريعة إلى محظور متفق عليه كربا النقد فالخالف فيه ضعيف وهو ذريعة إلى ربا النساء المتفيق‬
‫على تحريمه‪ ،‬فهل يدخل في إنكارو بحكم واليته أم ال على ما قدمنا من الوجهيني‬
‫وفييي معنييى المعييامالت ذوان لييم تكيين منهييا عقييود المنيياكح المحرميية ينكرهييا إن اتفييق العلميياء علييى‬
‫حظرهييا‪ ،‬وال يتعييرض إلنكارهييا إن اختلييف الفقهيياء فيهييا إال أن يكييون ممييا ضييعف الخييالف فيييه وكييان ذريعيية‬
‫إلى محظور متفق عليه كالمتعة فربما صارت ذريعة إلى استباحة الزنا‪ ،‬ففي إنكارو لها وجهان‪ ،‬وليكن بدل‬
‫إنكارو لها الترغيب في العقود المتفق عليهاي‬
‫المبيعييات وتييدليس األبمييان فينكيرو ويمنييا منييه ويييؤدب عليييه بحسييب‬ ‫وممييا يتعلييق بالمعييامالت غ ي‬
‫مناااااااا مااااااام غاااااااش"ي‬ ‫الحي ي ييال فيي ي ييهي وروو عي ي يين النبي ي ييي صي ي ييلى اهلل عليي ي ييه وسي ي ييلم أني ي ييه قي ي ييال‪" :‬لاااااااي‬
‫تحريمياً وأعظمهيا مأبمياً فاإلنكيار‬ ‫تدليسياً عليى المنيترو ويخفيى علييه فهيو أغليظ الغي‬ ‫فذن كيان هيذا الغي‬
‫عليه أغلظ والتأديب عليه أند‪ ،‬ذوان كان ال يخفى على المنترو كان أخف مأبمياً وأليين إنكيا اًر‪ ،‬وينظير فيي‬
‫منتريه‪ ،‬فذن انتراو ليبيعه من غيرو توجه اإلنكار على البا ا لغنه وعلى المنترو بابتياعه‪ ،‬ألنه قد يبيعيه‬
‫لمن ال يعلم بغنه؛ فذن كان ينتريه ليستعمله خيرج المنيترو مين جملية اإلنكيار وتفيرد البيا ا وحيدو‪ ،‬وكيذلك‬
‫القول في تدليس األبماني‬
‫ويمنا من تصرية المواني وتحفيل ضروعها عند البيا للنهي عنه فذنه نو من التدليسي‬
‫وممييا هييو عمييدة نظ يرو المنييا ميين التطفييف والييبخس فييي المكاييييل والم يوازين والصيينجات لوعيييد اهلل‬
‫تعالى علييه عنيد نهييه عنيه‪ ،‬ولييكن األدب علييه أظهير والمعاقبية فييه أكبيري ويجيوز ليه إذا اسيتراب بميوازين‬
‫السييوقة ومكيياييلهم أن يختبرهييا ويعايرهييا ولييو كييان لييه علييى مييا عييايرو منهييا طييابا معييروف بييين العاميية ال‬
‫يتعاملون إال به كان أحوط وأسلمي‬
‫فذن فعل ذلك وتعامل قوم بغيرما طبا بطابعيه توجيه اإلنكيار علييهم إن كيان مبخوسياً مين وجهيين‪:‬‬
‫أحدهما لمخالفته في العدول عن مطبوعه ذوانكارو من الحقوق السلطانية والباني للبخس والتطفيف في الحق‬
‫ذوانكييارو ميين الحقييوق النييرعية‪ ،‬فييذن كييان مييا تعيياملوا بييه ميين غييير المطبييو سييليماً ميين بخييس ونقييص توجييه‬
‫اإلنكار عليهم بحق السلطنة وحيدها ألجيل المخالفية‪ ،‬ذوان زور قيوم عليى طابعيه كيان الميزور فييه كيالمبهرج‬
‫كييان اإلنكييار عليييه والتأديييب مسييتحقاً ميين وجهييين‪:‬‬ ‫علييى طييابا الييدراهم والييدنانير فييذن قييرن التزوييير بغ ي‬
‫وهييو أغلييظ التكييوين‪ ،‬ذوان‬ ‫أحيدهما فييي حييق السيلطنية ميين جهيية التزوييري والبيياني ميين جهية النيير فييي الغي‬
‫سلم التزويير مين غي تفيرد باإلنكيار السيلطاني منهميا فكيان أحقهميا‪ ،‬ذواذا اتسيا البليد حتيى احتياج أهليه فييه‬
‫كيالي ن ووزانين ونقادين تخيرهم المحتسب ومنا أن ينتدب ليذلك إال مين ارتضياو مين األمنياء البقيات وكانيت‬
‫أجييورهم ميين بيييت المييال إن اتسييا لهييا‪ ،‬فييذن ضيياق عنهييا قييدرها لهييم حتييى ال يجييرو بييينهم فيهييا اسييتزادة وال‬
‫نقصان فيكون ذلك ذريعة إلى الممايلة والتحييف فيي مكييل أو ميوزوني وقيد كيان األمي ارء يقوميون باختييارهم‬
‫وترتيبهم لذلك ويببتونهم بأسما هم في الدواوين حتى ال يختلط بهم غيرهم ممن ال تؤمن وساطته‪ ،‬فذن ظهر‬
‫ميين أحييد ه يؤالء المختييارين للكيييل والييوزن تحيييف فييي تطفيييف أو ممايليية فييي زيييادة أدب وأخييرج عيين جمليية‬
‫المختارين ومنا أن يتعرض للوساطة بين الناس وكذلك القول في اختيار الداللين يقير مينهم األمنياء ويمنيا‬
‫الخونة‪ ،‬وهذا مما يتوالو والة الحسبة إن قعد عنه األمراءي‬
‫وأما اختيار القسام والز ار فالقضاة أحيق باختييارهم مين والة الحسيبة ألنهيم قيد يسيتنابون فيي أميوال‬
‫األيتام والغيري‬
‫وأما اختيار الحراسيين في القبا ل واألسواق فذلى الحماة وأصيحاب المعياون ذواذا وقيا فيي التطفييف‬
‫تخاصم جاز أن ينظر المحتسب إن لم يكن ما الخصم فيه تجاحد وتناكر‪ ،‬فذن أفضى إلى تجاحد وتنياكر‬
‫كان القضاة أحق بالنظر فيه من والة الحسيبة ألنهيم باألحكيام أحيق وكيان التأدييب فييه إليى المحتسيب‪ ،‬فيذن‬
‫ت يوالو الحيياكم جيياز التصيياله بحكمهييمي وممييا ينك يرو المحتسييب فييي العمييوم وال ينك يرو فييي الخصييوص واجحيياد‬
‫التبييايا بمييا لييم يألفييه أهييل البلييد ميين المكاييييل واألوزان التييي ال تعييرف فيييه ذوان كانييت معروفيية فييي غييرو‪ ،‬فييذن‬
‫تراضى بها ابنان لم يعترض عليهما باإلنكار والمنا‪ ،‬ويمنا أن يرتسم بها قوم من العميوم ألنيه قيد يعياملهم‬
‫فيها من ال يعرفها فيصير مغرو اًري‬
‫وأما ما ينكر من حقوق اجدميين المحضية فمبيل أن يتعيدى رجيل فيي حيد لجيارو أو فيي حيريم ليدارو‬
‫أو في وضا أجذا على جيدارو فيال اعتيراض للمحتسيب فييه ميا ليم يسيتعدو الجيار ألنيه حيق يخصيه فيصيح‬
‫منه العفو عنه والمطالبية بيه‪ ،‬فيذن خاصيمه فييه كيان للمحتسيب النظير فييه إن ليم يكين بينهميا تنياز وتناكيل‬
‫وأخذ المتعدو بذزالة تعديه وكان له تأديبه علييه بحسيب نيواهد الحيال‪ ،‬فيذن تنازعيا كيان الحياكم بيالنظر فييه‬
‫أحيق‪ ،‬وليو أن الجيار أقير جيارو عليى تعدييه وعفيا عين مطالبتيه بهيدم ميا تعيدى فييه بيم عياد مطالبياً بعيد ذلييك‬
‫كان له ذلك وأخذ المتعدو بعد العفو عنه في هيدم ميا بنياو‪ ،‬وليو كيان قيد ابتيدأ البنياء ووضيا األجيذا بيذذن‬
‫الجار بم رجا الجار في إذنه لم يؤخذ الباني بهدمه‪ ،‬لو انتنرت أغصان النجرة إليى دار جيارو كيان للجيار‬
‫أن يستعدو المحتسب حتى يعدييه عليى صياحب النيجرة ليأخيذو بذ ازلية ميا انتنير مين أغصيانها فيي دارو وال‬
‫تأديب عليه‪ ،‬ألن انتنارها ليس من فعله‪ ،‬ولو انتنيرت عيروق النيجرة تحيت األرض حتيى دخليت فيي قيرار‬
‫أرض الجيار لييم يؤخييذ بقلعهييا ولييم يمنييا الجييار مين التصييرف فييي قيرار أرضييه ذوان قطعهييا ذواذا نصييب المالييك‬
‫تنو اًر في دارو فتأذى الجار بدخانه لم يعترض عليه ولم يمنا منه‪ ،‬وكذلك لو نصب في دارو رحى أو وضا‬
‫فيها حدادين أو قصارين لم يمنا ألن للناس التصرف بأمالكهم بما أحبوا وما يجد الناس مين مبيل هيذا بيداً‬
‫ذواذا تعدى مستأجر على أجير في نقصان أجرو أو استزادة عمل كفه عن تعديه وكيان اإلنكيار علييه معتبي اًر‬
‫بن يواهد حالييه‪ ،‬ولييو قصيير األجييير فييي حييق المسييتأجر فنقصييه ميين العم يل أو اسييتزادو فييي األج يرة منعييه منييه‬
‫وأنكرو عليه إذا تخاصما إليه‪ ،‬فذن اختلفا وتناك ار كان الحاكم بينهما أحقي‬
‫ومما يؤخيذ والة الحسيبة بمراعاتيه مين أهيل الصينا ا فيي األسيواق بالبية أصيناف‪ :‬مينهم مين ي ارعيي‬
‫عمله في الوقور والتقصير‪ ،‬ومنهم من يرعى حاله في األمانة والخيانة‪ ،‬ومنهم من يراعي عمله في الجودة‬
‫والرداءةي‬
‫فأما من يراعي في الوقور والتقصير فكالطبيب والمعلمين ألن الطبيب إقداماً على النفيوس يفضيي‬
‫إلى التقصير فيه إلى تلف أو سقم‪ ،‬وللمعلمين من الط ار ق التيي يننيأ الصيغار عليهيا ميا يكيون نقلهيم عنهيا‬
‫بعد الكبر عسي اًر فيقر منهم من توفر عمله وحسنت طريقته ويمنا من قصر وأسياء مين التصيدو لميا يفسيد‬
‫به النفوس وتخبث به اجدابي‬
‫وأما من يراعي حاله في األمانة والخيانة فمبل الصاغة والحاكة والقصارين والصباغين ألنهم ربما‬
‫هربيوا بييأموال النيياس‪ ،‬في ارعييي أهييل البقيية واألمانيية ميينهم فيقييرهم ويبعييد ميين ظهييرت خيانتييه وينييهر أميرو ل ي ال‬
‫يغتر به مين ال يعرفيه‪ ،‬وقيد قييل إن الحمياة ووالة المعياون أخيص بيالنظر فيي أحيوال هيؤالء مين والة الحسيبة‬
‫وهو األنبه‪ ،‬ألن الخيانة تابعة للسرقةي‬
‫وأما من يراعي عمله في الجودة والرداءة فهيو مميا ينفيرد بيالنظر فييه والة الحسيبة‪ ،‬ولهيم أن ينكيروا‬
‫عليهم في العموم فساد العمل ورداءته ذوان لم يكن فيه مستعدي وأما في عمل مخصوص اعتاد الصانا فيه‬
‫العساد والتدليس فذذا استعداو الخصم قابل عليه باإلنكار والزجير‪ ،‬فيذن تعليق بيذلك غيرم روعيي حيال الغيرم‪،‬‬
‫فيذن افتقيير إلييى تقييدير أو تقييم لييم يمكيين للمحتسييب أن ينظير فيييه الفتقييارو إلييى اجتهياد حكمييي وكييان القاضييي‬
‫بييالنظر فيييه أحييق‪ ،‬ذوان لييم يفتقيير إلييى تقييدير وال تقييويم واسييتحق فيييه المبييل الييذو ال اجتهيياد فيييه‪ ،‬وال تنيياز‬
‫فللمحتسب أن ينظر فيه بذلزام الغرم والتأديب على فعله ألنه أخذ بالتناصف وزجر عن التعدوي‬
‫وال يجوز أن يسيعر عليى النياس األقيوات وال غيرهيا فيي رخيص وال غيالء وأجيازو ماليك فيي األقيوات‬
‫ما الغالءي‬
‫وأما ميا ينكير مين الحقيوق المنيتركة بيين حقيوق اهلل تعيالى وحقيوق اجدمييين فكيالمنا مين اإلنيراف‬
‫على منازل الناس‪ ،‬وال يلزم من عال بناؤو أن يسيتر سيطحه ذوانميا يليزم أن ال ينيرف عليى غييرو ويمنيا أهيل‬
‫الذمة من تعلية أبنيتهم على أبنية المسلمين‪ ،‬فيذن ملكيوا أبنيية عاليية أقيروا عليهيا ومنعيوا مين اإلنيراف منهيا‬
‫على المسلمين وأهل الذمة بما نرط عليهم في ذمتهم من لبس الغيار والمخالفية فيي الهي ية وتيرك المجياهرة‬
‫بقولهم في العزير ويمنا عنهم من تعيرض لهيم مين المسيلمين بسيب أو أذى‪ ،‬وييؤدب علييه مين خيالف فييه‪،‬‬
‫ذواذا كان في أ مة المساجد السابلة والجواميا الجفلية مين يطييل الصيالة حتيى يعجيز عنهيا الضيعفاء وينقطيا‬
‫بهييا ذوو المحاجييات أنكيير ذلييك عليييه كمييا أنكيرو رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم علييى معيياذ بيين جبييل حييين‬
‫أطال الصالة بقومه وقال‪" :‬يفتام ينت يا م ا "ي‬
‫فذن أقام على اإلطالة ولم يمتنا منها لم يجز أن يؤديه عليها ولكن يستبدل به من يخففهاي‬
‫ذواذا كان في القضاة من يجب الخصوم إذا قصدوو ويمتنا من النظير بيينهم إذا تحياكموا إلييه حتيى‬
‫تقييف األحكييام ويستضيير الخصييوم فللمحتسييب أن يأخييذو مييا ارتفييا األعييذار بمييا نييدب لييه ميين النظيير بييين‬
‫المتحاكمين وفصل القضاة بين المتنازعين‪ ،‬وال يمنا علو رتبته من إنكار ما قصر فيهي‬
‫قد مر إبراهيم بن بطحاء وليي الحسيبة بجيانبي بغيداد بيدار أبيي عمير بين حمياد وهيو يوم يذ قاضيي‬
‫القضياة فيرأى الخصييوم جلوسياً علييى بابيه ينتظييرون جلوسييه للنظيير بييينهم وقيد تعييالى النهييار وجييرت النييمس‪،‬‬
‫فوقف واستدعى حاجبه وقال‪ :‬تقول لقاضي القضاة الخصوم جلوس على الباب وقيد بلغيتهم النيمس وتيأذوا‬
‫باالنتظ ييار‪ ،‬فذم ييا جلس ييت له ييم أو عي يرفتهم ع ييذرك فيصي يرفوا غ ييداً ويع ييودوا‪ ،‬ذواذا ك ييان ف ييي س ييادة العبي ييد م يين‬
‫يسييتعملهم فيمييا ال يطيقييون الييدوام عليييه كييان ميينعهم واإلنكييار عليييهم موقوفياً علييى اسييتعداد العبيييد علييى وجييه‬
‫اإلنكار والعظة فذذا استعدوو منا حين ذ وزجري‬
‫ذواذا كان من أرباب المواني من يستعملها فيما ال تطييق اليدوام علييه أنكيرو المحتسيب علييه ومنعيه‬
‫منه‪ ،‬ذوان لم يكن فيه مسيتعد إلييه‪ ،‬فيذن أدعيى الماليك احتميال البهيمية لميا يسيتعملها فييه جياز للمحتسيب أن‬
‫ينظيير فيييه ألنييه ذوان افتقيير إلييى اجتهيياد فهييو عرفييي يرجييا فيييه إلييى عييرف النيياس وعيياداتهم‪ ،‬وليييس باجتهيياد‬
‫نرعي والمحتسب ال يمتنا من اجتهاد العرف ذوان امتنا مين اجتهياد النير ي ذواذا اسيتعداو العبيد فيي امتنيا‬
‫سيدو من كسوته ونفقته جاز أن يأمرو بهما ويأخذو بالتزامهما‪ ،‬ولو استعداو من تقصير سييدو فيهميا ليم يكين‬
‫لييه فييي ذلييك نظيير وال إل يزام ألنييه يحتيياج فييي التقييدير إلييى اجتهيياد نييرعي‪ ،‬وال يحتيياج فييي الت يزام األصييل إلييى‬
‫اجتهاد نرعي‪ ،‬ألن التقدير منصوص عليه ولزومه غير منصوص عليهي‬
‫وللمحتسييب أن يمنييا أربيياب السييفن ميين حمييل مييا ال تسييعه ويخيياف منييه غرقهييا‪ ،‬وكييذلك يميينعهم ميين‬
‫المسييير عنييد انييتداد ال يريحي ذواذا حمييل فيهييا الرجييال والنسيياء حجييز بييينهم بحا ييل ذواذا اتسييعت السييفن نصييب‬
‫للنساء مخارج للبراز ل ال يتبرجن عند الحاجةي‬
‫ذواذا كان في أسهل األسواق من يختص بمعاملة النساء راعى المحتسب سيرته وأمانته فذذا تحققها‬
‫منه أقرو على معاملتهن‪ ،‬ذواذا ظهرت منه الريبة وبان عليه الفجور منعه من معاملتهن وأدبه على التعرض‬
‫لهن‪ ،‬وقد قيل إن الحماة ووالة المعاون أخص بذنكار هذا والمنا منه من والة الحسبة ألنه من توابا الزناي‬
‫وينظر إلى الحسبة في مقاعد األسيواق فيقير منهيا ميا ال ضيرر فييه عليى الميارة ويمنيا ميا استضير‬
‫به المارة‪ ،‬وال يقف منعه على االستعداد إليه‪ ،‬وجعله أبو حنيفة موقوفاً على االستعداء إليهي‬
‫ذواذا بنى قوم في طريق سيابل منيا منيه‪ ،‬ذوان اتسيا الطرييق يأخيذهم بهيدم ميا بنيوو وليو كيان المبنيى‬
‫مسجداً ألن مرافق الطرق للساوك ال لمبنيةي‬
‫ذواذا وضييا النيياس األمتعيية واجالت األبنييية فييي مسييالك الن يوار واألس يواق ارتفاق ياً لينقلييوو حيياالً بعييد‬
‫حييال مكن يوا منييه إن لييم يستضيير بييه المييارة‪ ،‬ومنع يوا منييه إن استضييروا بييه وهكييذا القييول فييي إخ يراج األجنحيية‬
‫يقر ما ال يضر ويمنا ما ضر ويجتهيد المحتسيب أرييه فيميا ضير‬ ‫واألسبطة ومجارو المياو وآبار الحنو‬
‫ومييا لييم يضيير ألنييه ميين االجتهيياد العرفييي دون النييرعي‪ :‬والفييرق بييين االجتهييادين أن االجتهيياد النييرعي مييا‬
‫روعي فييه أصيل ببيت حكميه بالنير واالجتهياد العرفيي ميا روعيي فييه أصيل ببيت حكميه بيالعرف‪ ،‬ويوضيح‬
‫الفرق بينهما بتمييز ما يسوغ فييه اجتهياد المحتسيب مميا هيو ممنيو االجتهياد فييهي وليوالي الحسيبة أن يمنيا‬
‫ميين نقييل المييوتى ميين قبييورهم إذا دفنيواي ملييك أو مبييا إال ميين أرض مخصييوبة فيكييون لمالكهييا أن يأخييذ مين‬
‫دفنه فيها بنقله منهاي واختلف في جواز نقلهم من أرض قد لحقها سيل أو ندى فجوزو الزبيرو وأباو غيروي‬
‫ويمنا من خصاء اجدميين والبها م ويؤدب عليه ذوان استحق فيه قيود أو ديية اسيتوفاو لمسيتحقه ميا‬
‫لم يكن فيه تناكر وتناز ي‬
‫ويمنيا مين خضياب النييب بالسيواد إال للمجاهيدة فيي سيبيل اهلل‪ ،‬وييؤدب مين يصيبغ بيه للنسياءي وال‬
‫يمتنا من الخضاب بالحناء والكتم‪ ،‬ويمنا من التكسب بالكهانة واللهو ويؤدب علييه اجخيذ والمعطييي وهيذا‬
‫فضيل يطيول أن يبسييط ألن المنكيرات ال ينحصيير عيددها فتسييتوفيي وفيميا ذكرنياو ميين نيواهد دليييل عليى مييا‬
‫أغفلناوي‬
‫والحسبة من قواعد األمور الدينية‪ ،‬وقد كان أ مة الصدر األول يبانرونها بأنفسهم لعموم صالحها‬
‫وجزيل بوابها‪ ،‬ولكن لما أعرض عنها السلطان ونيدب لهيا مين هيان وصيارت عرضية للتكسيب وقبيول الرنيا‬
‫ألن أمرها وهان على النياس خطرهيا‪ ،‬ولييس إذا وقيا اإلخيالل بقاعيدة سيقط حكمهيا‪ ،‬وقيد أغفيل الفقهياء عين‬
‫بيان أحكامها ما لم يجز اإلخالل به ذوان كان أكبر كتابنا هذا ينتمل عليى ميا قيد أغفليه الفقهياء أو قصيروا‬
‫فيه فذكرنا ما أغفلوو واستوفينا ما قصروا فيهي‬
‫وأنا أسأل اهلل توفيقاً لما توخيناو وعوناً على ما نويناو بمنه ومني ته‪ ،‬وهو حسبي ونعم الوكيل‬

You might also like