Professional Documents
Culture Documents
الماوردي
اإلمامة موضوعة لخالفة النبوة فيي ح ارسية اليدين وسياسية اليدنيا ،وعقيدها لمين يقيوم بهيا فيي األمية
فقالييت طا فيية واجييب باإلجمييا ذوان نييذ عيينهم األصييمي واختلييف فييي وجوبهييا هييل وجبييت بالعقييل أو بالنيير
وجبييت بالعقييل لم ييا فييي طب ييا العقييالء م يين التسييليم لييزعيم يم يينعهم ميين التظ ييالم ويفصييل بي يينهم فييي التن يياز
والتخاصم ،ولوال الوالة لكانوا فوضى مهملين وهمجاً مضياعين ،وقيد قيال األفيوو األودو وهيو نياعر جياهلي
من البسيط:
وال سراة إذا جهياليهيم سيادوا ***** ال يصلح الناس فوضى ال سراة لهم
وقالت طا فة أخرى :بل وجبيت بالنير دون العقيل ،ألن اإلميام يقيوم بيأمور نيرعية قيد كيان مجونياً
في العقل أن ال يرد التعبد بها ،فلم يكن العقل موجبياً لهيا ،ذوانميا أوجيب العقيل أن يمنيا كيل واحيد نفسيه مين
العقييالء عيين التظييالم والتقيياطاي ويأخييذ بمقتضييى العييدل التناصييف والتواصييل ،فيتييدبر بعقييل ال بعقييل غي يرو،
ولكن جاء النر بتفويض األمور إلى وليه في الدين ،قال اهلل عز وجل" :ياا ييااا الا يم ومناوا يطي اوا
اهلل ويطي وا الرسول ويولي األمر منكم"ي ففيرض علينيا طاعية أوليي األمير فينيا وهيم األ مية المتيأمرون
علينيياي وروى هنييام بيين عييروة عيين أبييي طييالا عيين أبييي هري يرة أن رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم قييال:
"سيليكم ب دي والة فيليكم البر ببره ،ويليكم الفاجر بفجوره ،فاسم وا لام ويطي وا في كال ماا
وافق الحق ،فإم يحسنوا فلكم ولام ،وام يساءوا فلكم وعليام"ي
فيذذا ببييت وجيوب اإلماميية ففرضيها علييى الكفايية كالجهيياد وطلييب العليم ،فييذذا قيام بهييا مين هييو أهلهييا
سقط فرضها على الكفايةي ذوان لم يقم بها أحد خرج من الناس فريقان :أحدهما أهل االختيار حتى يختياروا
إمامياً لممية ،والبياني أهيل اإلمامية حتييى ينتصيب أحيدهم ليمامية ،ولييس علييى مين عيدا هيذين الفيريقين ميين
األميية فييي تييأخير اإلماميية حييرج وال مييأبم ،ذواذا تميييز هييذان الفريقييان ميين األميية فييي فييرض اإلماميية وجييب أن
يعتبر كل فريق منهما بالنروط المعتبرة فيهي
فأمييا أهييل االختيييار فالنييروط المعتب يرة فيييهم بالبيية :أحييدها العداليية الجامعيية لنييروطها والبيياني العلييم الييذو
يتوصل به إلى معرفة من يستحق اإلمامة على النروط المعتبرة فيهاي والبالث الرأو والحكمة المؤديان إلى
اختيار من هو ليمامة أصلح وبتدبير المصالح أقوم وأعرف وليس لمن كان في بلد اإلمام عليى غييرو مين
أهييل الييبالد فضييل مزييية تقييديم بهييا عليييه ذوانمييا صييار ميين يحضيير ببلييد اإلمييام متولي ياً لعقييد اإلماميية عرف ياً ال
نرعاً؛ لسبوق علمهم بموته وألن من يصلح للخالفة في األغلب موجودون في بلدوي
وأمييا أهييل اإلماميية فالنييروط المعتبيرة فيييهم سييبعة أحييدها :العداليية علييى نييروطها الجامعييةي والبيياني:
العلم ليؤدو إلى االجتهاد في النوازل واألحكام والبالث :سالمة الحواس من السما والبصر واللسان ليصبح
معها مبانرة ما يدرك بهاي والرابا :سالمة األعضاء من نقص يمنيا عين اسيتيفاء الحركية وسيرعة النهيوض
والخييامس :اليرأو المفضييي إلييى سياسيية الرعييية وتييدبير المصييالحي والسييادس :النييجاعة والنجييدة المؤدييية إلييى
ليورود الينص فييه وانعقياد اإلجميا حماية البيضة وجهاد العيدو ،والسيابا :النسيب وهيو أن يكيون مين قيري
عليه ،وال اعتبار بضرار حين نذ فجوزها في جميا الناس ،ألن أبا بكر الصديق رضي اهلل عنه احتج يوم
السقيفة على األنصار في دفعهيم عين الخالفية عين المنياركة فيهيا حيين قيالوا منيا أميير ومينكم أميير تسيليماً
لروايتييه وتصييديقاً لخبيرو ورضيوا بقولييه نحيين األميراء وأنييتم الييوزراء ،وقييال النبييي صييلى اهلل عليييه مسييلم :قييدموا
قريناً وال تقدموهاي
ليس ما هذا النص المسلم نبهة لتناز فيه وال قول لمخالف لهي
واإلمامة تنعقد من جهتين :أحدهما باختيار أهيل العقيد والحيلي والبياني بعهيد اإلميام مين قبيل :ف ميا
انعقادها باختييار أهيل الحيل والعقيد ،فقيد اختليف العلمياء فيي عيدد مين تنعقيد بيه اإلمامية مينهم عليى ميذاهب
نييتى ،فقالييت طا فيية ال تنعقييد إال بجمهييور أهييل العقييد والحييل ميين كييل بلييد ليكييون الرضيياء بييه عامياً والتسييليم
إلمامته إجماعاً ،وأهذ مذهب مدفو ببيعة أبي بكر رضي اهلل عنه عليى الخالفية باختييار مين حضيرها وليم
ينتظر ببيعته قدوم غا ب عنهاي وقالت طا فة أخرى :أقل من تنعقد به منهم اإلمامة خمسة يجتمعون عليى
عقدها أو يعقدها أحدهم برضا األربعة اسيتالال بيأمرين :أحيدهما أن بيعية أبيي بكير رضيي اهلل عنيه انعقيدت
بخمسيية اجتمع يوا عليهييا بييم تييابعهم النيياس فيهييا ،وهييم :عميير بيين الخطيياب وأبييو عبيييدة بيين الج ي ار وأسيييد بيين
حضييير وبنيير بيين سييعد وسييالم مييولى أبييي حذيفيية رضييي اهلل عيينهم والبيياني أن عميير رضييي اهلل عنييه جعييل
النورى في ستة ليعقد ألحيدهم برضيا الخمسية ،وهيذا قيول أكبير الفقهياء والمتكلميين مين أهيل البصيرةي وقيال
آخرون من علماء الكوفة تنعقد ببالبة يتوالها أحدهم برضا االبنين ليكونوا حاكما وناهدين كما يصح عقيد
النكييا بييولي ونيياهديني وقالييت طا فيية أخييرى :تنعقييد بواحييد ،ألن العبيياس قييال لعلييي رضيوان اهلل عليييه أمييدد
يدك أبايعك فيقول الناس عم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بايا ابن عمه فيال يختليف علييك ابنيان ،وألنيه
حكم وحكم واحد نافذي
فذذا اجتما أهل العقد والحل لالختيار تصفحوا أحوال أهل اإلمامة الموجيودة فييهم نيروطها فقيدموا
للبيعة منهم أكبرهم فضالً وأكملهم نروطاً ومن يسر الناس إلى طاعته وال يتوقفيون عين بيعتيه ،فيذذا تعيين
لهم من بين الجماعة من أداهم االجتهاد إلى اختيارو عرضوها عليه ،فذن أجاب إليها بايعوو عليها وانعقدت
ببيعتهم ليه اإلمامية فليزم كافية األمية اليدخول فيي بيعتيه واالنقيياد لطاعتيه ،ذوان امتنيا مين اإلمامية وليم يجيب
إليهييا لييم يجبيير عليهييا ألنهييا عقييد م ارضيياة واختيييار ال يدخلييه إكيراو وال إجبييار ،وعييدل عنييه إلييى ميين سيواو ميين
مسييتحقيها ،فلييو تكافييأ فييي نييروط اإلماميية ابنييان قييدم لهييا اختيييا اًر أسيينهما ذوان لييم تكيين زيييادة السيين مييا كمييال
البلوغ نرطاً ،فذن بويا أصغرهما سيناً جياز ،وليو كيان أحيدهما أعليم واجخير أنيجا روعيي فيي االختييار ميا
يوجبييه حكييم الوقييت ،فييذن كانييت الحاجيية إلييى فضييل النييجاعة أدعييى النتنييار البغييور وظهييور البغيياة كييان
األنجا أحق ،ذوان كانت الحاجة إلى فضل العلم أدعى لسكون الدماء وظهور أهل البد كان األعلم أحق
فذن وقف االختيار على واحد من ابنين فتنازعاهيا فقيد قيال بعيض الفقهياء يكيون قيدحاً لمنعهميا منهيا ويعيدل
إلى غيرهماي والذو عليه جمهور العلماء والفقهاء أن التناز فيها ال يكون قدحاً مانعاً ،وليس طلب اإلمامة
مكروهاً ،فقد تناز فيها أهل النورى فما رد عنها طالب وال منا منها راغبي
واختلف الفقهاء فيما يقطا بيه تنازعهميا ميا تكيافؤ أحوالهميا ،فقاليت طا فية :يقير بينهميا ويقيدم مين
قر منهماي وقال آخرون :بل يكون أهل االختيار بالخيار في بيعية أيهميا نياءوا مين غيير قرعية ،فليو تعيين
ألهل االختيار واحد هو أفضل الجماعة فبايعوو على اإلمامة وحدث بعدو من هو أفضل منيه؛ وليو ابتيدءوا
بيعة المفضول ما وجود األفضل نظر ،فذن كان ذلك لعذر دعا إليه من كون األفضل غا باً أو مريضاً أو
كون المفضول أطو في الناس وأقرب في القلوب انعقدت بيعة المفضول وصيحت إمامتيهي ذوان بوييا لغيير
عذر فقد اختلف في انعقاد بيعته وصحت إمامته؛ فذهبت طا فة منهم الجاحظ إلى أن بيعته ال تنعقد؛ ألن
االختيار إذا دعا إلى أولي األمرين لم يجيز العيدول عنيه إليى غييرو مميا لييس بيأولى كاالجتهياد فيي األحكيام
النرعية :وقال األكبر من الفقهاء والمتكلمين تجوز إمامتيه وصيحت بيعتيه ،وال يكيون وجيود األفضيل مانعياً
من إمامية المفضيول إذا ليم يكين مقصي اًر عين نيروط اإلمامية ،كميا يجيوز فيي واليية القضياء تقلييد المفضيول
ما وجود األفضل ،ألن زيادة الفضل مبالغة فيي االختييار وليسيت معتبيرة فيي نيروط االسيتحقاق ،فليو تفيرد
في الوقت بنيروط اإلمامية واحيد ليم ينيرك فيهيا غييرو تعينيت فيهيا اإلمامية وليم يجيز أن يعيدل بهيا عنيه إليى
غيروي
واختلييف أهييل العلييم فييي ببييوت إمامتييه وانعقيياد واليتييه بغييير عقييد وال اختيييار؛ فييذهب بعييض فقهيياء
العراق إلى ببوت واليته وانعقاد إمامته وحمل األمة على طاعته ذوان لم يعقدها أهل االختيار ،ألن مقصيود
االختيار تمييز المولى وتميييز هيذا بصيفتهي وذهيب جمهيور الفقهياء والمتلكميين إليى أن إمامتيه ال تنعقيد إال
بالرضييا واالختيييار لكيين يلييزم أهييل االخيتييار عقييد اإلماميية لييه :فييذن اتفقيوا أتميوا؛ ألن اإلماميية عقييد ال يييتم إال
بعقد ،وكالقضاء إذا لم يكن من يصلح له إال واحد لم يصر قاضياً حتى يوالو؛ فركب بعض مين قيال بيذلك
إذا لييم يكيين ميين يصييلح لييه إال واحييد لييم يصيير قاضييياً حتييى ييوالو؛ فركييب بعييض ميين قييال بييذلك المييذهب هييذا
الباب وقال يصير قاضياً إذا تفرد بصيفته إمامياًي وقيال بعضيهم ال يصيير المنفيرد قاضيياً ذوان صيار المنفيرد
إماماً ،وفرق بينهما بأن القضاء نيابة خاصة يجوز صرفه عنه ميا بقا يه عليى صيفته ،فليم تنعقيد واليتيه إال
بتقليييد مسييتنيب لييه واإلماميية ميين الحقييوق العاميية المنييتركة بييين حييق اهلل تعييالى وحقييوق اجدميييين ال يجييوز
صرف من استقرت فيه إذا كان على صفة فلم يفتقر تقليد مستحقها ما تميزو إلى عقد مستببت لهي
ذواذا عقدت اإلمامة إلمامين في بلدين لم تنعقد إمامتهما ألنه ال يجوز أن يكيون لممية إماميان فيي
وقت واحد ذوان نذ قوم فجوزووي
واختلييف الفقهيياء فييي اإلمييام منهمييا منهييا؛ فقالييت طا فيية هييو الييذو عقييدت لييه اإلماميية فييي البلييد الييذو
مات فيها من تندمه ألنهم بعقدها أخص وبالقيام بها أحق وعلى كافة األمة في األمصار كلهيا أن يفوضيوا
عقدها إليهم ويسلموها لمن بايعوو ل ال ينتنر األمر باختالف اجراء وتباين األهواءي وقيال آخيرون بيل عليى
كل واحيد منهميا أن ييدفا اإلمامية عين نفسيه ويسيلمها إليى صياحبه طلبياً لسيالمة وحسيماً للفتنية ليختيار أهيل
العقييد أحييدهما أو غيرهميياي وقييال آخييرون بييل يقيير بينهمييا دفع ياً للتنيياز وقطع ياً للتخاصييم فأيهمييا قيير كييان
باإلمامة أحقي والصحيح في ذلك وما عليه الفقهاء المحققون أن اإلمامة ألسبقهما بيعة وعقداً كالوليين في
نكييا الم يرأة إذا زوجاهييا بييابنين كييان النكييا ألسييبقهما عقييداًي فييذذا تعييين السييابق منهمييا اسييتقرت لييه اإلماميية
وعلى المسبوق تسليم ألمر إليه واليدخول فيي بيعتيه ،ذوان عقيدت اإلمامية لهميا فيي حيال واحيد ليم يسيبق بهيا
أحييدهما فسييد العقييدان ،واسييتأنف العقييد ألحييدهما أو لغيرهمييا ذوان تقييدمت بيعيية أحييدهما أنييكل المتقييدم منهمييا
وقف أمرهما على الكنف فذن تنازعاها وادعى كل واحد منهما أنه األسبق لم تسما دعواو وليم يحليف عنيه
وهكذا لو قطا التناز فيها وسلمها أحدهما إلى اجخر لم تستقر إمامته إال ببينة تنيهد بتقدميه ،وليو أقير ليه
بالتقدم خرج المقر ولم تستقر لآلخر ألنه مقر في حق المسلمين ،فذن نهد له المقر بتقدمه فيهيا ميا نياهد
آخير سييمعت نيهادته إن ذكيير انيتباو األميير عليييه عنيد التنيياز وليم يسييما منييه إن ليم يييذكر االنيتباو لمييا فييي
القولين من التكاذبي
ذواذ دام االنتباو بينهما بعد الكنيف وليم تقيم بينية ألحيدهما بالتقيدم ليم يقير بينهميا ألميرين :أحيدهما
أن اإلمامة عقد والقرعة ال مدخل لها في العقودي
والبيياني :أن اإلماميية ال يجييوز االنييتراك فيهييا والقرعيية ال مييدخل لهييا فيمييا ال يصييح االنييتراك فيهييا
كالمنيياكح ،وتييدخل فيمييا يصييح فيييه االنييتراك كيياألموال ويكييون دوام هييذا االنييتباو مييبطالً لعقييد اإلماميية فيهمييا
ويس ييتأنف أه ييل االختي ييار عقي يدهما ألح ييدهما ،فل ييو أرادوا الع ييدل به ييا عنهم ييا إل ييى غيرهم ييا ،فق ييد قي ييل بجي يوازو
لخروجهما عنهما ،وقيل ال يجوز ألن البيعة لهما قد صرفت اإلمامية عمين عيداهما وألن ،االنيتباو ال يمنيا
ببوتها في أحدهماي
وأما انعقاد اإلمامة بعهيد مين قبليه فهيو مميا انعقيد اإلجميا عليى جيوازو ووقيا االتفياق عليى صيحته
ألمرين عمل المسلمون بهما ولم يتناكروهما ،أحدهما :أن أبا بكر رضي اهلل عنه عهد بها إلى عمر رضي
اهلل عنه فأببت المسلمون إمامته بعهدوي
والبيياني :أن عميير رضييي اهلل عنييه عهييد بهييا إلييى أهييل النييورى فقبلييت الجماعيية دخييولهم فيهييا وهييم
أعيان العصر اعتقاداً لصحة العهد بها وخرج باقي الصحابة منها ،وقال عليي للعبياس رضيوان اهلل عليهميا
حين عاتبه على الدخول في النورى كان أم اًر عظيمياً مين أميور اإلسيالم ليم أر لنفسيي الخيروج منيه فصيار
العهييد بهييا إجماع ياً فييي انعقيياد اإلماميية ،فييذذا أراو اإلمييام أن يعهييد بهييا فعليييه أن يجهييد أريييه فييي األحييق بهييا
واألقوم بنروطها ،فذذا تعين له االجتهاد في واحد نظر فيه ،فذن ليم يكين وليداً وال واليداً جياز أن ينفيرد بعقيد
البيعة له وبتفويض العهد إليهي ذوان لم يستنر فيه أحيداً مين أهيل االختييار ،لكين اختلفيوا هيل ظهيور الرضيا
منهم نرطاً في انعقاد بيعته أوالً فذهب بعض علماء أهل البصرة إلى أن رضا أهل االختيار لبيعته نرط
فييي لزومهييا لمميية ،ألنهييا حييق يتعلييق بهييم فلييم تلييزمهم إال برضييا أهييل االختيييار ميينهمي والصييحيح أن بيعتييه
منعقييدة وأن الرضييا بهييا غييير معتبيير ،ألن بيعيية عميير رضييي اهلل عنييه لييم تتوقييف علييى رضييا الصييحابة؛ وألن
اإلمام أحق بها فكيان اختييارو فيهيا أمضيى ،وقوليه فيهيا أنفيذ؛ ذوان كيان وليي العهيد وليداً أو واليداً فقيد اختليف
فييي جيواز انفيرادو بعقييد البيعيية لييه علييى بالبيية مييذاهبي أحييدها :ال يجييوز أن ينفييرد بعقييد البيعيية لولييد وال لوالييد
حتى يناور فيه أهل االختيار فيرونه أهالً لها فيصح منه حين ذ عقد البيعة لوليد وال لواليد حتيى ينياور فييه
أهييل االختيييار فيرونييه أه يالً لهييا فيصييح منييه حين ييذ عقييد البيعيية لييه ألن ذلييك منييه تزكييية لييه تجييرو مجييرى
النهادة؛ وتقليدو على األمة يجرو مجرى الحكم وهو ال يجوز أن ينهد لوالد وال لولد وال يحكم لواحد منهما
للتهمة العا دة إليه بما جبل مين المييل إلييهي والميذهب البياني :يجيوز أن ينفيرد بعقيدها لوليد وواليد ألنيه أميير
األمة نافذ األمر لهم وعليهم فغلب حكم المنصب على حكم النسب ولم يجعل للتهمة طريقاً على أمانته وال
سبيالً إلى معارضته وصار فيها كعهدو بها إلى غير ولدو ووالدو وهل يكون رضا أهل االختيار بعد صيحة
العهييد معتبي اًر فييي لزومييه لمميية أو ال؟ علييى مييا قييدمناو ميين الييوجهيني والمييذهب البالييث :أنييه يجييوز أن ينفييرد
بعقييد البيعيية لوالييدو وال يجييوز أن ينفييرد بهييا لولييد ،ألن الطبييا يبعييث علييى ممايليية الولييد أكبيير ممييا يبعييث علييى
ممايلة الوالد ولذلك كان كيل ميا يقتنييه فيي األغليب ميذخو اًر لوليدو دون واليدو؛ فأميا عقيدها ألخييه ومين قاربيه
من عصبته ومناسبيه فكعقدها للبعداء األجانب في جواز تفردو بهاي
ذواذا عهد األمام بالخالفة إلى من يصح العهد إليه على النروط المعتبرة فيه كان العهد في الوقت
اليذو يصيح فييه نظير المييولى؛ وقييل وهيو األصيح إنييه ميا بيين عهيد الميولى وموتييه لتنتقيل عنيه اإلمامية إلييى
المولى مستقرة بالقبول المتقدم ،وليس ليمام المولى عزل من عهد إليه ما لم يتغير حاله ذوان جاز له عزل
من استنابه من سا ر خلفا ه ،ألنه مستخلف لهم في حق نفسه فجاز ليه عيزلهم ومسيتخلف ليولي عهيدو فيي
حق المسلمين فلم يكن ليه عزليه كميا ليم يكين ألهيل االختييار عيزل مين بيايعوو إذا ليم يتغيير حاليه ،فليو عهيد
اإلمام بعد عزل األول إلى بان كان عهد البياني بياطالً واألول عليى بيعتيه ،فيذن خليا األول نفسيه ليم يصيح
بيعية البياني حتيى يبتيدإي ذواذا اسيتعفى وليي العهيد ليم يبطيل عهيدو باالسيتعفاء حتيى يعفيى للزوميه مين جهية
المييولي بييم نظيير ،فييذن وجييد غي يرو جيياز اسييتعفاؤو وال إعفيياؤو وكييان العهييد علييى لزومييه ميين جهتييي المييولى
والمييولي؛ ويعتبيير نييروط اإلماميية فييي المييولى ميين وقييت العهييد إليييه ذوان كييان صييغي اًر أو فاسييقاً وقييت العهييد،
وبالغياً عييدالً عنييد مييوت المييولي لييم تصييح خالفتييه حتييى يسييتأنف أهييل االختيييار بيعتييه ،ذواذا عهييد اإلمييام إلييى
غا ييب هييو مجهييول الحييياة لييم يصييح عهييدو ذوان كييان معلييوم الحييياة وكييان موقوف ياً علييى قدومييه ،فييذن مييات
المسيتخلف؛ وليي العهيد علييى غيبتيه اسيتقدمه أهييل االختييار ،فيذن بعيدت غيبتييه واستضير المسيلمون بتييأخير
النظر فيي أميورهم اسيتناب أهيل االختييار نا بياً عنيه يبايعونيه بالنيابية دون الخالفية فيذذا قيدم الخليفية الغا يب
انعزل المستخلف النا ب وكان نظرو قبل قيدوم الخليفية ماضيياً وبعيد قدوميه ميردوداً وليو أراد وليي العهيد قبيل
موت الخليفة أن يرد ما إليه من والية إلى غيرو لم يجز ألن الخالفة ال تستقر له إال بعد موت المستخلف؛
وهكييذا لييو قييال جعلتييه ولييي عهييدو إذا أفضييت الخالفيية إلييي لييم يجييز ألنييه فييي الحييال لييس خليفيية فلييم يصييح
عهدو بالخالفةي ذواذا خلا الخليفة نفسه انتقلت إلى ولي عهدو وقام خلعه مقيام موتيه ،وليو عهيد الخليفية إليى
ابنيين ليم يقيدم أحيدهما عليى اجخير جياز واختيار أهييل االختييار أحيدهما بعيد موتيه كأهيل النيورى فيذن عميير
رضي اهلل عنه جعلها في ستةي
حكى ابن إسحاق عن الزهرو عن ابن عباس قال :وجدت عمر ذات يوم مكروباً فقال ما أدرو ما
أصنا في هذا األمير أقيوم فييه وأقعيد فقليت هيل ليك فيي عليي فقيال إنيه لهيا ألهيل ولكنيه رجيل فيي دعابية
ذواني ألراو لو تولى أمركم لحملكم على طريقة من الحق تعرفونها ،قال قلت فأين أنت من عبمان؟ فقيال ليو
فعلت لحمل ابن أبي معييط عليى رقياب النياس بيم ليم تلتفيت إلييه العيرب حتيى تضيرب عنقيه ،واهلل ليو فعليت
لفعل ولو فعل لفعلوا؛ قيال فقليت فطلحية قيال إنيه لزهيو ميا كيان اهلل ليولييه أمير أمية محميد صيلى اهلل علييه
وسلم ما ما يعلم من زهوو ،قال قلت فالزبير؟ قال إنيه لبطيل ولكنيه يسيأل عين الصيح والميدبا لبقييا بالسيوق
أفذاك يلي أمور المسلمين؟ قال فقلت سعد بن أبي وقاص؟ قال ليس هناك إنه لصاحب مقتب يقاتل عليه؛
فأمييا ولييي أميير فييال ،قييال فقلييت فعبييد الييرحمن بيين عييوف قييال نعييم الرجييل ذكييرت لكنييه ضييعيف ،إنييه واهلل ال
يصلح لهذا األمر يا ابن عباس إال القوو في غير عنف اللين من غير ضيعف ،والممسيك مين غيير بخيل،
والجيواد فييي غييير إس يرافي قييال ابيين عبيياس فلمييا جرحييه أبييو لؤلييؤة وآيييس الطبيييب ميين نفسييه وقييالوا لييه أعهييد
جعلها نورى في ستة وقال :هذا األمر إلى علي وبذ از ه الزبير ،ذوالى عبمان وبذ از ه عبد الرحمن بن عوف
ذوالى طلحة وبذ از ه سعد بن أبي وقاص ،فلما جاز النورى بعد موت عمر رضي اهلل عنه قال عبد الرحمن
اجعلوا أمركم إلى بالبية مينكم ،فقيال الزبيير جعليت أميرو إليى عليي ،وقيال طلحية جعليت أميرو إليى عبميان،
وقييال سييعد جعلييت أمييرو إلييى عبييد الييرحمن فصييارت النييورى بعييد السييتة ه يؤالء البالبيية وخييرج منهييا أول ييك
البالبة ،فقال عبد الرحمن أيكم يب أر من هذا األمر ونجعله إليه واهلل عليه نهيد ليحرص على صيال األمية
فلم يجبه أحد ،فقال عبد الرحمن أتجعلونها إلي وأخرج نفسي منه واهلل علي نهيد على أني ال آلوكم نصحاً
فقيياال نعييم فقييال قييد فعلييت فصييارت النييورى بعييد السييتة فييي بالبيية بييم بعييد البالبيية فييي ابنييين علييي وعبمييان بييم
مضى عبد الرحمن ليستعلم من الناس ما عندهم فلما أجنهم الليل استدعى المسور بن مخرمة وأنركه معه
بييم حضيير فأخييذ علييى كييل واحييد منهمييا العهييود أيهمييا بويييا ليعمييل بكتيياب اهلل وسيينة نبيييه ول ي ن بييايا لغي يرو
ليسييمعن وليطيييعن بييم بييايا عبمييان بيين عفييان فكانييت النييورى التييي دخييل أهييل اإلماميية فيهيا وانعقييد اإلجمييا
عليهييا أص يالً فييي انعقيياد اإلماميية بالعهييد وفييي انعقيياد البيعيية بعييدد يتعييين فيييه اإلماميية ألحييدهم باختيييار أهييل
الحل والعقد ،فال فرق بين أن تجعل نورى في ابنين أو أكبير إذا كيانوا عيدداً محصيو اًري ويسيتفا منهيا أن ال
تجعل اإلمامة بعهدو في غيرهم ،فذذا تعينيت باالختييار فيي أحيدهم جياز لمين أفضيت إلييه اإلمامية أن يعهيد
بها إلى غيرهم ،فذذا تعينت باالختييار فيي أحيدهم جياز لمين أفضيت إلييه اإلمامية أن يعهيد بهيا إليى غييرهم،
وليس ألهل االختيار إذا جعلها اإلمام نورى في عدد أن يختاروا أحدهم في حياة المستخلف العاهد إال أن
يأذن لهم في تقدم االختيار في حياته ألنه باإلمامة أحق فلم يجز أن ينارك فيها ،فذن خافوا انتنار األمير
بعيد موتييه اسييتأذنوو واختياروا إن أذن لهييم ،فييذن صيار إلييى حييال إيياس نظيير ،فييذن زال عنيه أميرو وغييرب عنييه
رأيه فهي كحاله بعد الموت في جواز االختيار ،ذوان كان على تمييزو وصحة رأيه لم يكين لهيم االختييار إال
ع ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يين إذن ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييهي
حكى ابن إسحاق أن عمر رضي اهلل لما دخل منزله مجروحاً سما هدة فقال ما نأن النياس؟ قيالوا يرييدون
الييدخول عليييك فييأذن لهييم ،فقييالوا اعهييد يييا أمييير المييؤمنين اسييتخلف علينييا عبمييان؛ فقييال كيييف يحييب المييال
والجنة فخرجوا من عندو ،بم سما لهم هدة فقال ما نأن الناس؟ قالوا يريدون الدخول عليك فأذن لهم فقالوا
استخلف علينا علي بن أبي طالب ،قال إذن يحملكم على طريقة هي الحق ،قال عبد اهلل بن عمر فاتكيأت
عليه عند ذلك وقلت يا أمير المؤمنين وما يمنعك منه فقال يا بني أتحملها حياً وميتاًي ويجوز للخليفة أن
ينص على أهل االختيار كما يجوز له أن ينص على أهل العهد ،فال يصح إال اختيار من نص عليه كما
ال يصح إال تقليد من عند إليه ألنهما من حقوق خالفتهي
ولييو عهييد الخليفيية إل ييى ابنييين أو أكبيير ورتييب الخالف يية فيييهم فقييال الخليفيية بع ييدو فييالن فييذن م ييات
فالخليفيية بعييد موتييه فييالن فييذن مييات فالخليفيية بعييدو فييالن جيياز وكانييت الخالفيية متنقليية إلييى البالبيية علييى مييا
رتبها ،فقد استخلف رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم على مؤتة زيد بن حاربية وقيال فيذن أصييب فجعفير بين
أبي طالب فذن أصيب فعبد اهلل بن رواحة فذن أصيب فليرتض المسلمون رجالً فتقدم زيد فقتل ،فأخذ الراية
جعفر وتقدم فقتل ،أخذ الراية عبد اهلل بن رواحة فتقدم فقتل فاختار المسلمون بعدو خالد بن الوليد ،ذواذ فعل
النبييي صييلى اهلل عليييه وسييلم ذلييك فييي اإلمييارة جيياز مبلييه فييي الخالفييةي فييذن قيييل هييي عقييد والييية علييى صييفة
ونرط والواليات ال يقف عقدها عليى النيروط والصيفاتي قييل هيذا مين المصيالح العامية التيي يتسيا حكمهيا
على أحكام العقود الخاصة ،فقد عمل بذلك في الدوليتن لم ينكر عليه أحد من علماء العصر ،هذا سليمان
بن عبد الملك عهد إلى عمر بن عبد العزيز بم بعدو إلى يزييد بين عبيد المليكي ولي ن ليم يكين سيليمان حجية
فذقرار من عاصرو مين علمياء التيابعين ومين ال يخيافون فيي الحيق لومية ال يم هيو الحجية؛ وقيد رتبهيا الرنييد
رضي اهلل عنه في بالبة من بنيه في األمين بيم الميأمون بيم الميؤتمن عين منيورة مين عاصيرو ،فيي فضيالء
العلماء؛ فذذا عهد الخليفة إلى بالبة رتب الخالفة فيهم ومات والبالبة أحياء كانت الخالفة من بعدو لمول،
ولييم مييات األول فييي حييياة الخليفيية كانييت الخالفيية بعييدو للبيياني ،ولييو مييات األول والبيياني فييي حييياة الخليفيية
فالخالفة بعدو للبالث ألنه قد استقر لكل واحد من البالبة بالعهد إليه حكم الخالفة بعهيد ،وليو ميات الخليفية
والبالبة من أولياء عهيدو أحيياء وأفضيت الخالفية إليى األول مينهم فيأراد أن يعهيد بهيا إليى غيير االبنيين مميا
يخت يارو لهييا ،فميين الفقهيياء ميين منعييه ميين ذلييك حمييال علييى مقتضييى الترتيييب إال أن يسييتنزل عنهييا مسييتحقها
طوعياًي فقييد عهييد السييفا إلييى المنصييور رحمهمييا اهلل وجعييل العهييد بعهييد لعيسييى بيين موسييى فييأراد المنصييور
تقديم المهدو على عيسى فاستنزله عن العهد عنيواً لحقيه فييه وفقهياء الوقيت عليى تيوافر وتكيابر ليم ييروا ليه
فسحة في صرفه عن والية العهد قس اًر حتى استنزل واستطيبي والظاهر من مذهب النافعي رحمه اهلل وما
عليييه جمهييور الفقهيياء أنييه يجييوز لميين أفضييت إليييه الخالفيية ميين أولييياء العهييد أن يعهييد بهييا إلييى ميين نيياء
ويص يرفها عميين كييان مرتب ياً معييه ويكييون هييذا الترتيييب مقصييو اًر علييى ميين يسييتحق الخالفيية ميينهم بعييد مييوت
المستخلف فذذا أفضت الخالفة منهم إلى أحدهم على مقتضى الترتيب صار أملك بهيا بعهيد فيي العهيد بهيا
إلى من ناء ،ألنه قد صيار فذفضياء الخالفية إلييه عيام الواليية نافيذ األمير فكيان حقيه فيهيا أقيوى وعهيدو بهيا
مؤتية؛ ألنيه كيان أمضى وخلف هذا ما فعله رسول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم مين ترتييب أم ار يه عليى جيي
ورسول اهلل صلى اهلل علييه وسيلم فيي الحيياة حتيى ليم تنتقيل أميورهم إليى غييرو وهيذا يكيون بعيد انتقيال األمير
بموته إلى غيرو فيافترق حكيم العهيديني وأميا اسيتطابة المنصيور نفيس عيسيى بين موسيى فذنميا أراد بيه تيألف
أهله ألنه كان في صدر الدولة والعهد قريب والتكافؤ بينهم منتنر وفي أحنا هم نفيور ميوهن ففعليه سياسية
ذوان كيان فيي الحكيم سيا غاً فعليى هيذا ليو ميات األول مين أوليياء العهيد البالبية بعيد إفضياء الخالفية إلييه وليم
يعهد إلى غيرهما كان الباني هيو الخليفية بعيدو بالعهيد األول وقيدم عليى الباليث اعتبيا اًر بحكيم الترتييب فيهيا،
ولو مات هذا الباني قبل عهدو صار البالث هو الخليفة بعدو ألن صحة عهيد العاهيد تقتضيي ببيوت حكميه
فييي البالبيية مييا لييم يجييدد بعييدو عهييداً يخالفييه فيصييير العهييد فييي األول ميين البالبيية حتمياً وفييي البيياني والبالييث
موقوفاً ألنيه ال يجيوز أن يعيدل عين األول فيانحتم ،ويجيوز أن يعيدل عليى هيذا الميذهب عين البياني والباليث
فوقف ،ولو مات األول من البالبة بعد إفضاء الخالفة إليه من غير أن يعهد إليى أحيد فيأراد أهيل االختييار
أن يختاروا للخالفة غير الباني لم يجز وكذلك لو مات الباني بعد إفضاء الخالفة إلييه ليم يجيز أن يختياروا
لها غير البالث ذوان جاز أن يعهد بها الباني إلى غير البالث ،ألن العهد نص ال يستعمل االختيار إال ميا
عدمه ولكن لو قال الخليفة العاهيد قيد عهيدت إليى فيالن ،فيذن ميات بعيد إفضياء الخالفية إلييه فالخليفية بعيدو
فالن لم تصح خالفية البياني وليم ينعقيد عهيدو بهيا ألنيه ليم يعهيد إلييه فيي الحيال ذوانميا جعليه وليي عهيدو بعيد
إفضاء الخالفة إلى األول،
وقد يجوز أن يموت قبل إفضا ها إليه فال يكون عهد الباني بها منفذاً فلذلك بطل وجاز لمول بعد
إفضاء الخالفة إليه أن يعهيد بهيا إليى غييرو ،ذوان ميات مين غيير عهيد جياز ألهيل االختييار اختييار غيرويقيد
يجييوز أن يمييوت قبييل إفضييا ها إليييه فييال يكييون عهييد البيياني بهييا منفييذاً فلييذلك بطييل وجيياز لييمول بعييد إفضيياء
الخالفة إليه أن يعهد بها إلى غيرو ،ذوان مات من غير عهد جاز ألهل االختيار اختيار غيروي
فذذا استقرت الخالفة لمن تقلدها إما بعهد أو اختيار لزم كافة األمة أن يعرفوا إفضياء الخالفية إليى
مسيتحقها بصييفاته وال يلييزم أن يعرفيوو بعينييه واسييمه إال أهييل اليدين تقييوم بهييم الحجية وبيعييتهم تنعقييد الخالفييةي
وقال سليمان بن جرير :واجب عليى النياس كلهيم معرفية اإلميام بعينيه واسيمه كميا علييهم معرفية اهلل ومعرفية
رسولهي والذو عليه جمهور الناس أن معرفة اإلمام تلزم الكافة على الجملة دون التفصيل ،وليس على كيل
أحد أن يعرفه بعينه واسمه إال عند النوازل التي تحوج إليه ،كما أن معرفة القضاة الذين ينعقد بهم األحكيام
والفقهاء اليذين يفتيون فيي الحيالل والحيرام تليزم العامية عليى الجملية دون التفصييل إال عنيد النيوازل المحوجية
إليييهم ،ولييو لييزم كييل واحييد ميين األميية أن يعييرف اإلمييام بعينييه واسييمه للزمييت الهجيير إليييه ولمييا جيياز تختلييف
األباعد وألفضى ذلك إلى خلو األوطان ولصار من العرف خارجاً وبالفساد عا داً ،ذواذا لزميت معرفتيه عليى
التفصيل الذو ذكرناو فعليى كافية األمية تفيويض األميور العامية إلييه مين غيير افتييات علييه وال معارضية ليه
ليقوم بما وكل إليه من وجوو المصالح وتدبير األعمال ،ويسمى خليفة ألو خلف رسيول اهلل صيلى اهلل علييه
وسييلم فييي أمتييه فيجييوز أن يقييال يييا خليفيية رسييول اهلل وعلييى اإلطييالق فيقييال الخليفيية :واختلفيوا هييل يجييوز أن
يقيال ييا خليفية اهلل فجيوزو بعضيهم لقياميه بحقوقيه فيي خلقيه ولقولييه تعيالى" :وهاو الا ي ج لكام ف ا
األ رض ورفع ب ضكم فوق ب ض درجات"ي
وامتنا جمهور العلماء من جواز ذلك ونسبوا قا له إلى الفجور وقالوا يستخلف من يغيب أو يميوت
واهلل ال يغيييب وال يمييوت ،وقييد قيييل ألبييي بكيير الصييديق رضييي اهلل عنييه يييا خليفيية اهلل فقييال لسييت بخليفيية اهلل
ولكني خليفة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلمي
والذو يلزمه مين األميور العامية عنيرة أنيياء :أحيدها حفيظ اليدين عليى أصيوله المسيتقرة وميا أجميا
عليييه سييلف األميية ،فييذن نجييم مبتييد أو زاغ ذو نييبهة عنييه أوضييح لييه الحجيية وبييين لييه الصيواب وأخييذو بمييا
يلزمه من الحقوق والحدود ،ليكون الدين محروساً من خليل واألمية ممنوعية مين زليل :والبياني تنفييذ األحكيام
بييين المتنيياجرين وقطييا الخصييام بييين المتنييازعين حتييى تعييم النصييفة ،فييال يتعييدى ظييالم وال يضييعف مظلييوم:
وينتنييروا فييي األسييفار آمنييين ميين البالييث حماييية البيضيية والييذب عيين الح يريم ليتصييرف النيياس فييي المعيياي
تغرير بنفس أو مالي والرابا إقامة الحدود لتصان محارم اهلل تعالى عين االنتهياك وتحفيظ حقيوق عبيادو مين
إتييالف واسييتهالكي والخييامس تحصييين البغييور بالعييدة المانعيية والقييوة الدافعيية حتييى ال تظفيير األعييداء بغ يرة
ينتهكيون فيهيا محرمياً أو يسيفكون فيهيا لمسيلم أو يعاهيد دمياً :والسيادس جهياد مين عا يد اإلسيالم بعيد الييدعوة
حتيى ويييدخل فييي الذميية ليقيام بحييق اهلل تعييالى فييي إظهيارو علييى الييدين كلييهي والسيابا جباييية الفيييء الصييدقات
على ما أوجبه النر نصاً واجتهاداً من غير خوف وال عسف والبامن تقيدير العطاييا وميا يسيتحق فيي بييت
المييال ميين غييير سييرف وال تقتييير ودفعييه فييي وقييت ال تقييديم فيييه وال تييأخير ،التاسييا اسييتكفاء األمنيياء وتقليييد
النص ييحاء فيم ييا يف ييوض إل يييهم م يين األعم ييال ويكل ييه إل يييهم م يين األمي يوال لتك ييون األعم ييال بالكف يياءة مض ييبوطة
واألم يوال باألمنيياء محفوظيية ،العانيير أن يبانيير بنفسييه منييارفة األمييور وتصييفح األح يوال؛ لييينهض بسياسيية
الناصح ،وقد األمة وحراسة الملة ،وال يعول على التفويض تناغالً بلذة أو عبادة ،فقد يخون األمين ويغ
بااالحق وال تتبااع قييال اهلل تعييالى" :يااا داود انااا ج لناااة فليفااة فااي األرض فاااحكم باايم النااا
الاوى فيضلة عم سبيل اهلل"ي
فليم يقتصر اهلل سبحانه على التفويض دون المبانرة وال عيذرو فيي االتبيا حتيى وصيفه بالضيالل،
وهذا ذوان كان مستحقاً عليه بحكيم اليدين ومنصيب الخالفية فهيو مين حقيوق السياسية لكيل مسيتر قيال النبيي
عليه الصالة والسالم" :كلكم راع وكلكم مس ول عم رعيته"ي
ولقد أصاب الناعر فيما وصف به الزعيم المدبر حيث يقول (من البسيط):
رحب الذ ار بأمر الحرب مضطلعا *** وقيليدوا أميركيم ليليه دركيم
وال إذا عض مكروو به خينيعيا *** سياعيدو ال مترفاً إن رخاء العي
يكون متبعياً يومياً وميتيبيعيا *** ما زال يحلب در الدهر أنيطيرو
مستحكم الرأو ال فخماً وال ضرعا *** حتى استمر على نيزر ميريرتيه
أفي ال ينام وكل الناس نوام *** من كان حارس دنيا إنه فمن
همان من أمرو حل ذوابرام *** وكيف ترقد عيناً من تضيفه
إذا قييام اإلمييام بمييا ذكرنيياو ميين حقييوق األميية فقييد أدى حييق اهلل تعييالى فيمييا لهييم وعليييهم ،ووجييب لييه
عليييهم حقييان الطاعيية والنص يرة مييا لييم يتغييير حالييهي والييذو يتغييير بييه حالييه فيخييرج بييه عيين اإلماميية نييي ان:
أحييدهما جيير فييي عدالتييه والبيياني نقييص فييي بدنييه ،فأمييا الجيير فييي عدالتييه وهييو الفسييق فهييو علييى ضيربين:
أحييدهما مييا تييابا فيييه النييهوةي والبيياني مييا تعلييق فيييه بنييبهة ،فأمييا األول منهمييا فمتعلييق بأفعييال الجيوار وهييو
ارتكابييه للمحظييورات ذواقدامييه علييى المنك يرات تحكيم ياً للنييهوة وانقييياداً للهييوى ،فهييذا فسييق يمنييا ميين انعقيياد
اإلماميية وميين اسييتدامتها ،فييذذا ط ي أر علييى ميين انعقييدت إمامتييه خييرج منهييا ،فلييو عيياد إلييى العداليية لييم يعييد إلييى
اإلمامة إال بعقد جديدي وقال بعض المتكلمين :يعود إلى اإلمامة بعودو إلى العدالة من غير أن يستأنف له
عقد وال بيعة لعموم واليته ولحوق المنقة في است ناف بيعتيهي وأميا البياني منهميا فمتعليق باالعتقياد المتيأول
بنييبهة تعتييرض فيتييأول لهييا خييالف الحييق ،فقييد اختلييف العلميياء فيهييا ،فييذهب فريييق ميينهم إلييى أنهييا تمنييا ميين
انعقيياد اإلماميية وميين اسييتدامتها ويخييرج بحدوبييه منهييا ألنييه لمييا اسييتوى حكييم الكفيير بتأويييل وجييب أن يسييتوو
حالي الفسق الفسق بتأولي وغير تأويلي وقال كبير من علماء البصيرةي إنيه ال يمنيا مين انعقياد اإلمامية وال
يخرج به منها كما ال يمنا من والية القضاء وجواز النهادةي
وأمييا مييا ط ي أر علييى بدنييه ميين نقييص فينقسييم بالبيية أقسييام :أحييدها نقييص الح يواس ،والبيياني نقييص األعضيياء،
والبالييث نقييص التصييرف ،فأمييا نقييص الحييواس فينقسييم بالبيية أقسييام :قسييم يمنييا ميين اإلماميية ،وقسييم ال يمنييا
منها ،وقسم مختلف فيه ،فأما القسم المانا منها فني ان :أحيدهما زوال العقيل ،والبياني ذهياب البصير ،فأميا
زوال العقل فضربان :أحدهما ما كيان عارضياً مرجيو اليزوال كاإلغمياء فهيذا ال يمنيا مين انعقياد اإلمامية وال
يخييرج منهييا ،ألنييه مييرض قليييل اللييبس سيريا الييزوال ،وقييد أغمييي علييى رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم فييي
مرضه والضرب الباني ما كان الزماً ال يرجى زواله كالجنون والخبل فهو على ضيربين :أحيدهما أن يكيون
مطبقياً دا مياً ال يتخللييه إفاقيية فهييذا يمنييا ميين عقييد اإلماميية واسييتدامتها ،فييذذا طي أر هييذا بطلييت بييه اإلماميية بعييد
تحققه والقطا به؛ والضرب الباني أن يتخلله إفاقة يعود بها إلى حال السالمة فينظير فيهياي فيذن كيان زميان
الخبييل أكبيير ميين زمييان اإلفاقيية فهييو كالمسييتديم يمنييا ميين عقييد اإلماميية واسييتدامتها ويخييرج بحدوبييه منهييا ذوان
كان زمان اإلفاقة أكبر من الخبل منا من عقيد اإلمامية :واختليف فيي منعيه مين اسيتدامتها ،فقييل يمنيا مين
استدامتها كما يمنا من ابتدالها فذذا ط أر بطلت به اإلمامة ،ألن في استدامته إخالالً بالنظر المستحق فيه،
وقييل ال يمنييا ميين اسيتدامة اإلماميية ذوان منييا مين عقييدها فييي االبتيداء ألنييه ي ارعييى فيي ابتييداء عقييدها سييالمة
كاملة وفي الخروج منها نقص كاملي وأما ذهاب البصر فيمنا من عقد اإلمامة واستدامتها فذذا ط أر بطلت
به اإلمامية ألنيه لميا أبطيل واليية القضياء ومنيا ميا جيواز النيهادة فيأولى أن يمنيا مين صيحة اإلمامية ،وأميا
عناء العين وهو أن ال يبصر عند دخول الليل فال يمنا من اإلمامة في عقيد وال اسيتدامة ألنيه ميرض فيي
زمان الدعة يرجى زوالهي وأما ضعف البصر ،فذن كان يعرف به األنخاص إذا رآها لم يمنا من اإلمامة،
ذوان كان يدرك األنخاص وال يعرفها منا من اإلمامة عقداً واستدامةي
وأما القسم الباني من الحواس التيي ال ييؤبر فقيدها فيي اإلمامية فنيي ان :أحيدهما الخنيم فيي األنيف اليذو ال
يدرك به نم الروا حي والباني فقيد اليذوق اليذو يفيرق بيه بيين الطعيوم فيال ييؤبر هيذا فيي عقيد اإلمامية ألنهميا
يؤبران في اللذة وال يؤبران في الرأو والعملي
وأمييا القسييم البالييث ميين الح يواس المختلييف فيهييا فنييي ان الصييمم والخييرس فيمنعييان ميين ابتييداء عقييد
اإلمامة ،ألن كمال األوصاف بوجودهما مفقودي واختلف في الخروج بهما من اإلمامة ،فقالت طا فية يخيرج
بهما منها كما يخرج بذهاب البصر لتأبيرهما في التدبير والعملي وقال آخرون :ال يخيرج بهميا مين اإلمامية
لقيام اإلنارة مقامهما فلم يخرج منها إال بنقص كاملي وقال آخرون :إن كيان يحسين الكتابية ليم يخيرج بهميا
من اإلمامة ،ذوان كان ال يحسنها خرج من اإلمامة بهما ألن الكتابية مفهومية واإلنيارة موهومية ،واألول مين
المييذاهب أصييح ،وأمييا تمتميية اللسييان وبقييل السييما مييا إدراك الصييوت إذا كييان عالي ياً فييال يخييرج بهمييا ميين
اإلمامة إذا حدباي واختلف في ابتيداء عقيدها معهميا ،فقييل يمنيا ذليك مين ابتيداء عقيدها ألنهميا نقيص يخيرج
بهمييا عيين حييال الكمييال ،وقيييل ال يمنييا ألن نبييي اهلل موسييى عليييه السييالم لييم تمنعييه عقييدة لسييانه عيين النبييوة
فأولى أن ال يمنا من اإلمامةي
وأمييا فقييد األعضيياء فينقسييم إلييى أربعيية أقسييام :أحييدها مييا ال يمنييا ميين صييحة اإلماميية فييي عقييد وال
استدامة ،وهو ما ال يؤبر فقدو فيي رأو وال عميل وال نهيوض وال ينيين فيي المنظير ،وذليك مبيل قطيا اليذكر
واألنبيين ،فال يمنا من عقد اإلمامة وال من استدامتها بعد العقد ألن فقد هذين العضوين يؤبر فيي التناسيل
دون اليرأو والحنكيية فيجييرو مجييرى العنيية ،وقييد وصييف اهلل تعييالى يحيييى ب ين زكريييا بييذلك وأبنييى عليييه فقييال:
"وسيداً وحصو ارً ونبياً مم الصالحيم"ي
وفييي الحصييور قيوالن :أحييدهما أنييه العنييين الييذو ال يقييدر علييى إتيييان النسيياء قييال ابيين مسييعود وابيين عبيياسي
والباني أنه من لم يكن له ذكر يغنى به النساء أو كيان كيالنواة قاليه سيعيد بين المسييب ،فلميا ليم يمنيا ذليك
ميين النبييوة فييأولى أن ال يمنييا ميين اإلماميية ،وكييذلك قطييا األذنييين ألنهمييا ال يييؤبران فييي رأو وال عمييل ولهمييا
نييين خفييي يمكيين أن يسييتتر فييال يظهييري والقسييم البيياني مييا يمنييا ميين عقييد اإلماميية وميين اسييتدامتها ،وهييو مييا
يمنييا ميين العمييل كييذهاب اليييدين أو ميين النهييوض كييذهاب الييرجلين ،فييال تصييح معييه اإلماميية فييي عقييد وال
استدامة لعجزو عميا يلزميه مين حقيوق ألمية فيي عميل أو نهضيةي والقسيم الباليث ميا يمنيا مين عقيد اإلماميةي
واختلف في منعه من استدامتها وهو ميا ذهيب بيه بعيض العميل ،أو فقيد بيه بعيض النهيوض كيذهاب إحيدى
اليدين أو إحدى الرجلين فال يصح معه عقد اإلمامة لعجزو عن كمال التصرف ،فذن ط أر بعيد عقيد اإلمامية
ففييي خروجييه منهييا مييذهبان للفقهيياء :أحييدهما يخييرج بييه ميين اإلماميية ألنييه عجييز يمنييا ميين ابتييدا ها فمنييا ميين
استدامتهاي والمذهب الباني أنه ال يخرج به مين اإلمامية ألنيه عجيز يمنيا مين ابتيدا ها فمنيا مين اسيتدامتهاي
والميذهب البياني أنيه ال يخيرج بيه مين اإلمامية ذوان منييا مين عقيدها ،ألن المعتبير فيي عقيدها كميال السييالمة
وفييي الخييروج منهييا كمييال اليينقصي والقسييم ال اربييا مييا ال يمنييا ميين اسييتدامة اإلمامييةي واختلييف فييي منعييه ميين
ابتداء عقدها وهو ما نان وقبح ولم يؤبر في عمل وال في نهضة كجد األنف وسيمل إحيدى العينيين ،فيال
يخرج بيه مين اإلمامية بعيد عقيدها لعيدم تيأبيرو فيي نييء مين حقوقهياي وفيي منعيه مين ابتيداء عقيدها ميذهبان
الفقهيياء :أحييدهما أنييه ال يمنييا ميين عقييدها وليييس ذلييك ميين النييروط المعتب يرة فيهييا لعييدم تييأبيرو فييي حقوقهييا
والمذهب الباني أنه يمنا من عقد اإلمامة وتكون السالمة منه نرطاً معتب اًر في عقدها ليسلم والة المللة من
نين يعاب ونقص يزدرى فتقل الهيبة ،وفي قلتها نفور من الطاعة ،وما أدى إلى هذا فهو نقص في حقوق
األمةي
وأما نقيص التصيرف فضيربان :حجير وقهيري فأميا الحجير فهيو أن يسيتولي علييه أعوانيه مين يسيتبد
بتنفيذ األمور من غير تظاهر بمعصية وال مجاهرة بمناقة ،فيال يمنيا ذليك مين إمامتيه وال يقيد فيي صيحة
واليته ولكن ينظر فيي أفعيال مين اسيتولى عليى أميورو ،فيذن كنيت جاريية عليى أحكيام اليدين ومقتضيى العيدل
يجاز إق اررو عليها تنفيذاً لها ذوامضاء ألحكامها ل ال يقف من األمور الدينية ما يعود بفساد على األمةي ذوان
كانت أفعاله خارجة عن حكم الدين ومقتضى العدل لم يجز إق اررو عليها ولزمه أن يستنصر من يقبض يدو
ويزيل تغلبهي وأميا القهير فهيو أن يصيير مأسيو اًر فيي ييد عيدو قياهر ال يقيدر عليى الخيالص منيه فيمنيا ذليك
عن عقد اإلمامة له لعجزو عن النظر في أمور المسلمين ،وسواء كان العد منركاً أو مسلماً باغيياً ،وليمية
اختيار من عداو من ذوو القدرة ،ذوان أسر بعد أن عقدت له اإلمامية فعليى كافية األمية اسيتنقاذو لميا أوجبتيه
اإلمامة من نصرته وهيو عليى إمامتيه ميا كيان مرجيو الخيالص ميأمول الفكياك إميا بقتيال أو فيداء ،فيذن وقيا
اإليياس منيه ليم يخيل حيال مين أسيرو مين أن يكيون منيركين أو بغياة مسيلمين ،فيذن كيان فيي أسير المنييركين
خرج من اإلمامة للييأس مين خالصيه واسيتأنف أهيل االختييار بيعية غييرو عليى اإلمامية ،فيذن عهيد باإلمامية
في حال أسرو نظر في عهدو ،فذن كيان بعيد اإليياس مين خالصيه كيان عهيدو بياطالً ألنيه عهيد بعيد خروجيه
ميين اإلماميية فلييم يصييح منييه عهييد ،ذوان عهييد قبييل اإلييياس ميين خالصييه وقييت هييو فيييه مرجييو الخييالص صييح
عهدو لبقاء إمامته واستقرت إمامة ولي عهدو باإلياس من خالصه لزوال إمامته ،فليو خليص مين أسيرو بعيد
عهيدو نظيير فيي خالصييه فيذن كييان بعيد اإلييياس منيه لييم يعيد إلييى إمامتيه لخروجييه منيا باإلييياس واسيتقرت فييي
ولي عهدو ذوان خلص قبل اإليياس فهيو عليى إمامتيه ويكيون العهيد فيي وليي العهيد بابتياً ذوان ليم يصير إمامياً
ذوان كان مأسو اًر ما بغاة المسلمين ،فذن كان مرجو الخالص فهو على إمامته ذوان لم يخل حال البغاة مين
أحد أمرين :إما أن يكونوا نصبوا ألنفسهم إماماً أو لم ينصبوا فذن كانوا فوضيى ال إميام هيم فاإلميام مأسيور
في أيديهم على إمامته ألنه بيعته لهم الزمة وطاعته عليهم واجبة فصار معهم كمصيرو ما أهل العدل إذا
صارت تحت الحجير ،وعليى أهيل االختييار أن يسيتنيبوا عنيه نياظ اًر يخلفيه إن ليم يقيدر عليى االسيتنابة ،فيذن
قدر عليها كان أحق باختبار من يستنيبه منهم ،فذن خلا المأسور نفسيه أو ميات ليم يصير المسيتناب إمامياً
ألنها نيابة عن موجود فزالت بفقدو ،ذوان كان أهل البغيي قيد نصيبوا ألنفسيهم إمامياً دخليوا فيي بيعتيه وانقيادوا
لطاعتيه فاإلميام المأسييور فيي أيييديهم خيارج ميين اإلمامية باإليياس ميين خالصيه ،ألنهييم قيد انحييازوا بيدار تفييرد
حكمها عن الجماعة وخرجوا بها عن الطاعة فلم يبق ألهيل العيدل بهيم نصيرة وللمأسيور معهيم قيدرة ،وعليى
أهل االختيار في دار العدل أن يعقيدوا اإلمامية لمين ارتضيوا لهيا ،فيذن خليص المأسيور ليم يعيد إليى اإلمامية
لخروجه منهاي
ذواذا تمهد ما وصفناو من أحكام اإلمامة وعموم نظرها في مصالح الملة وتدبير األمية ،فيذذا اسيتقر
عقدها ليمام انقسم ما صدر عنه من واليات خلفا ه أربعة أقسام :فالقسم األول من تكون واليتيه عامية فيي
األعمال العامة وهم الوزراء ألنهم يستنابون في جميا األمور من غير تخصيصي والقسم الباني من تكيون
واليته عامة في أعمال خاصة وهم أمراء األقاليم والبلدان ألن النظير فيميا خصيوا بيه مين األعميال عيام فيي
جميييا األمييوري والقسييم البالييث :ميين تكييون واليتييه خاصيية فييي األعمييال العاميية وهييم كقاضييي القضيياة ونقيييب
وحامي البغور ومستوفي الخراج وجابي الصدقات ،ألن كل واحد منهم مقصيور عليى نظير خياص الجيو
في جميا األعمال ،والقسم الرابا :من تكون واليته خاصة فيي األعميال الخاصية وهيم كقاضيي بليد أو إقلييم
أو مسييتوفي خ ارجييه أو جييابي صييدقاته أو حييامي بغ يرو أو نقيييب جنييد ،ألن كييل واحييد ميينهم خيياص النظيير
مخصوص العمل ،ولكل واحد من هؤالء الوالة نروط تنعقد بها واليته ويصح معها نظروي
ونحن نذكرها في أبوابها ومواضعها بمني ة اهلل وتوفيقهي
الباب الثاني
في تقليد الوزارة
والييو ازرة علييى ض يربين :و ازرة تفييويض ووزارة تنفيييذ فأمييا و ازرة التفييويض فهييو أن يسييتوزر اإلمييام ميين
يفييوض إليييه تييدبير األمييور ب أريييه ذوامضيياءها علييى اجتهييادو ،وليييس يمتنييا جيواز هييذو الييو ازرة ،قييال اهلل تعييالى
حكاية عن نبيه موسى عليه الصالة والسالم" :واج ال لاي وزيا ارً مام يهلاي هااروم يفاي يدادد باه
يزري ويدركه في يمري"ي
فذذا جاز ذلك في النبوة كان في اإلمامة أجوز ،وألن ما وكل إليى اإلميام مين تيدبير األمية ال يقيدر
على مبانرة جميعه إال باالستنابة ،ونيابة الوزير المنارك له في التدبير أصلح في تنفييذ األميور مين تفيردو
بها ليستظهر به على نفسه وبها يكون أبعد من الزلل وأمنا من الخلل ،ويعتبر في تقليد هذو الو ازرة نيروط
اإلماميية إال النسييب وحييدة ألنييه ممضييى اجراء ومنفييذ االجتهيياد فاقتضييى أن يكييون علييى صييفات المجتهييدين،
ويحتيياج فيهييا إلييى نييرط از ييد علييى نييروط اإلماميية وهييو أن يكييون ميين أهييل الكفاييية فيمييا وكييل إليييه ميين أميير
الحرب والخراج خبرة بهما ومعرفة بتفصيلهما فذنه مبانير لهميا تيارة ومسيتنيب فيهميا أخيرى ،فيال يصيل إليى
اسييتنابة الكفيياة إال أن يكييون ميينهم ،كمييا ال يقييدر علييى المبان يرة إذا قصيير عيينهم ،وعلييى هييذا النييرط مييدار
الو ازرة وبه تنتظم السياسة ،حكى أن المأمون رحمه اهلل كتب في اختييار وزيير :إنيي التمسيت ألميورو رجيالً
جامع ياً لخصييال الخييير ذا عفيية فييي خال قييه واسييتقامة فييي ط ار قييه ،قييد هذبتييه اجداب وأحكمتييه التجييارب ،إن
اؤتمن على األسرار قام بها ذوان قلد مهمات األمور نهض فيها ،يسيكته الحليم وينطقيه العليم وتكفييه اللحظية
وتغنييه اللحميية ،ليه صييولة األميراء وأنيياة الحكمياء وتواضييا العلمياء وفهييم الفقهياء ،إن أحسيين إلييه نييكر ،ذوان
ابتلى باإلساءة صبر ،ال يبيا نصيب يومه بحرمان غدو ،يسترق قلوب الرجال بخالبة لسانه وحسين بيانيه،
وقد جما بعض النعراء هذو األوصاف فأوجزها ووصف بعض وزراء الدولة العباسية بها فقال من الوافر:
فهييذو األوصيياف إذا كملييت فييي الييزعيم المييدبر -وقييل مييا تكمييل -فالصييال بنظ يرو عييام ومييا ينيياط
ب أريييه وتييدبيرو تييام ،ذوان اختلييت فالصييال بحسييبها يختييل والتييدبير علييى قييدرها يعتييل ول ي ن لييم يكيين هييذا ميين
النروط الدينية المحضة فهو من نروط السياسة الممازجة لنروط الدين لما يتعليق بهيا مين مصيالح األمية
واسيتقامة الملييةي فييذذا كملييت نييروط هييذو الييو ازرة فيييمن هيو أهييل لهييا فصييحة التقليييد فيهييا معتبيرة بلفييظ الخليفيية
المستوزر ألنها والية تفتقر إلى عقد والعقيود ال تصيح إال بيالقول الصيريح ،فيذن وقيا ليه بيالنظر وأذن ليه ليم
ييتم التقليييد حكمياً ،ذوان إمضيياء الواليية عرفياً حتيى يعقييد لييه اليو ازرة بلفييظ ينيتمل علييى نيرطين أحييدهما عمييوم
النظر ،والباني النيابة ،فذن اقتصر به على النيابة فقط أبهم ما استنابه فييه مين عميوم وخصيوص أو تنفييذ
وتفويض فلم تنعقد بيه اليو ازرة ،ذواذا جميا بينهميا انعقيدت وتميت ،والجميا بينهميا يكيون مين وجهيين :أحيدهما
وهو باحكام العقود أخص أن يقول قد قلدتك ما إلى نيابة عني فتنعقد به الو ازرة ألنه قد جما له بين عموم
النظر واالستنابة في النظر ،فذن قال له نب عني فيما إلى احتمل أن تنعقد به الو ازرة؛ ألنه قد جما له في
هييذا اللفييظ بييين الييوجهين عمييوم النظيير واالسييتنابة واحتمييل أن ال تنعقييد بييه الييو ازرة ألنييه إذن يحتيياج إلييى أن
يتقدمييه عقييد واإلذن فييي أحكييام العقييود ال تصييح بييه العقييود ،ولكيين لييو قييال قييد اسييتنبتك فيمييا إلييي انعقييدت بييه
الييو ازرة ألنييه عييدل عيين مجييرد اإلذن إلييى ألفيياظ العقييود ،ولييو قييال فيمييا إلييى لييم تنعقييد بييه الييو ازرة الحتمالييه أن
ينظيير فييي تصييفحه أو تنفيييذو أو فييي القيييام بييه ،والعقييد ال ينبييرم بلفييظ محتمييل حتييى يصييله بمييا ينفييي عنييه
االحتمييال وليييس ي ارعييي فيمييا يبان يرو الخلفيياء وملييوك األمييم ميين العقييود العاميية ال ي ارعييي فييي الخاصيية ميين
النييروط المؤكييدة ألميرين :أحييدهما أن ميين عييادتهم االكتفيياء بيسييير القييول عيين كبييرو فصييار ذلييك فيييهم عرفياً
مخصوصاً ،وربما استبقلوا الكالم فاقتصيروا عليى اإلنيارة غيير أنيه لييس يتعليق بهيا فيي النير حكيم لنياطق
سليم فكلك خرجت بالنر من عرفهم ،والبياني أنهيم لقلية ميا يبانيرونه مين العقيود بجعيل نميو لهيذا لحيل فيي
تأهبهم لها موجباً لحميل لفظهيم المجعيل عليى الغيرض المقصيود دون االحتميال المجيرد ،فهيذا وجيهي والوجيه
الباني وهو يعرف المنصب أنبه أن يقول قيد اسيتوزرتك تعيويالً عليى نيابتيك فتنعقيد بيه هيذو اليو ازرة ألنيه قيد
جمييا بييين عمييوم النظيير فيمييا إليييه بقولييه اسييتوزرتك ،ألن نظيير الييو ازرة ع يام وبييين النيابيية بقولييه تعييويال علييى
نيابتك فخرجت عن و ازرة التنفيذ إلى و ازرة التفويض ،وليو قيال قيد فوضيت إلييك و ازرتيي احتميل أن تنعقيد بيه
هذو اليو ازرة أو ذكير التفيويض فيهيا يخرجهيا عين و ازرة التنفييذ إليى و ازرة التفيويض ،ويحتميل أن ال تنعقيد ألن
التفويض من أحكام هذو الو ازرة فافتقر إلى عقيد يتقدميه ،واألول مين االحتميالين أنيبه بالصيواب ،فعليى هيذا
لو قال قد فوضنا إليك الو ازرة صح ألن والة األمور يكنون عين أنفسيهم بلفيظ الجميا ويعظميون عين إفاضية
النيء إليهم فيرسلونه فيقوم قوليه قيد فوضينا إلييك مقيام قوليه فوضيت إلييك وقوليه اليو ازرة مقيام قوليه و ازرتيي،
وهذا أفخم قول عقدت به و ازرة التفويض وأوجزو ،ولو كني غير الملوك عن أنفسيهم بيالجما وتيرك اإلضيافة
لمييا تعلييق بييه حكييم التفييرد واإلضييافة لخروجييه عيين العييرف المعهييود ،فأمييا إذا قييال قييد قلييدناك الييو ازرة لييم يصيير
بهيذا القيول مين وزراء التفيويض حتيى يبينيه بميا يسييتحق بيه التفيويض ألن اهلل تعيالى يقيول عين نبييه موسييى
صلوات اهلل عليه" :واج ل لي وزي ارً مم يهلي هاروم يفي يددد به يزري ويدركه في يمري"ي
فلم يقتصر على مجرد الو ازرة حتى قرنها بندة أزرو ذوانراكه في أمرو ،ألن اسيم اليو ازرة مختليف فيي
انتقاقه على بالبة أوجه :أحدها أنه مأخوذ من اليوزر وهيو البقيل ألنيه يحميل عين المليك أبقاليهي البياني أنيه
مييأخوذ ميين الييوزر وهييو الملجييأ ومنييه قولييه تعييالى "كا ال وزر" أو ال ملجييأ فسييمي بييذلك ،ألن الملييك يلجييأ
إليى أريييه ومعونتيهي والبالييث أنيه مييأخوذ مين األزر وهييو الظهير ،ألن الملييك يقيوى بييوزيرو كقيوة البييدن بييالظهر
وألو هذو المعاني كان منتقاً فليس في واحد منها ما يوجب االستبداد باألموري
ذواذا تقرر ما تنعقد به و ازرة التفويض فالنظر فيها ذوان كان على العموم معتبر بنرطين يقيا الفيرق
بهما بين اإلمامة والو ازرةي أحدهما يختص بالوزير وهو مطالعة اإلمام لما أمضاو من تدبير وأنفذو من والية
وتقليد ل ال يصير باالستبداد كاإلمامي والباني مختص باإلمام وهو أن يتصفح أفعيال اليوزير وتيدبيرو األميور
ليقر منها ما وافق الصواب ويستدرك ما خالفه ألن تدبير األمية إلييه موكيول عليى اجتهياد محميول ،ويجيوز
لهذا الوزير أن يحكيم بنفسيه وأن يقليد الحكيام كميا يجيرو ذليك اإلميام ألن نيروط الحكيم فييه معتبيرةي ويجيوز
أن ينظر في المظيالم ويسيتنيب فيهيا ألن نيروط المظيالم فييه معتبيرةي ويجيوز أن يتيولى الجهياد بنفسيه ،وأن
يقلد من يتوالو ألن نروط الحرب فيه معتبرةي ويجيوز أن يبانير تنفييذ األميور التيي دبرهيا ،وأن يسيتنيب فيي
تنفيذها ،ألن نروط الرأو والتدبير فيه معتبرةي وكيل ميا صيح مين اإلميام صيح مين اليوزير إال بالبية أنيياء،
أحييدها والييية العهييد ،فييذن ليمييام أن يعهييد إلييى ميين يييرى وليييس ذلييك للييوزيري والبيياني أن ليمييام أن يسييتعفي
األمة من اإلمامة وليس ذليك لليوزيري وللباليث أن ليميام أن يعيزل مين قليدو اليوزير ،ولييس لليوزير أن يعيزل
ميين قلييدو اإلمييام ،ومييا سييوى هييذو البالبيية فحكييم التفييويض إليييه يقتضييي ج يواز فعلييه وصييحة نفييوذو منييه ،فييذن
عارضه اإلمام في رد ما أمضاو ،فذن كان في حكم نفذ عن وجهه أوفى الوضا في حقه لم يجز نقيض ميا
وتيدبير نفذ باجتهادو من حكم وال استرجا ما فرق برأيه من ميال ،فيذن كيان فيي تقلييد وال أو تجهييز جيي
إلييى حييث يييرى ،وتييدبير الحيرب بمييا هييو أولييى حيرب جيياز ليمييام معارضيته بعييزل المييولى والعيدول بييالجي
ألن ليمام أن يستدرك ذلك من أفعال نفسه فكان أولى أن يستدركه من أفعال وزيروي
فلييو قلييد اإلمييام واليياً علييى عمييل وقلييد الييوزير غييرو علييى ذلييك العمييل نظيير فييي أسييبقهما بالتقليييد فييذن
كان اإلمام أسبق تقليداً فتقليدو أببت وال والية لمن قلدو الوزير ،ذوان كان تقليد الوزير أسيبق فيذن عليم اإلميام
بما تقدم من تقليد الوزير كيان فيي تقلييدو اإلميام لغييرو عيزل األول واسيت ناف تقلييد البياني فصيح البياني دون
األول ،ذوان لم يعلم اإلمام بما تقدم من تقليد الوزير فتقليد الوزير أببت وتصح والية األول دون الباني ،ألن
تقلييد البياني الجهييل بتقلييد األول ال يكييون عيزالً ولييو عليم بتقلييدوي وقييال بعيض أصييحاب النيافعي رضييي اهلل
عنييه :ال ينعييزل األول مييا علييم اإلمييام بحالييه إذا قلييد غييرو حتييى يعزلييه قيوالً فيصييير بييالقول معييزوالً ال بتقليييد
غيرو ،فعلى هذا إن كيان النظير مميا ال يصيح فييه االنيتراك صيح تقلييدهما فكانيا منيتركين فيي النظير ،فيذن
كان مماالً يصح فيه االنتراك كان تقليدهما موقوفاً على عزل أحدهما ذواقرار اجخر؛ فذن تولى ذلك اإلميام
جاز أن يعزل أيهما ناء ويقر اجخر ،ذوان توالو الوزير جاز أن يعزل من اختص بتقليدو ولم يجز أن يعزل
من قلدو اإلمامي
وأم ييا و ازرة التنفي ييذ فحكمه ييا أض ييعف ون ييروطها أق ييل ،ألن النظ يير فيه ييا مقص ييور عل ييى رأو اإلم ييام
وتدبيرو ،وهذا الوزير وسط بينه وبين الرعايا والوالة يؤدو عنه ما أمر وينفذ عنه ميا ذكير ويمضيي ميا حكيم
ويعيرض علييه ميا ورد مين مهيم وتجيدد مين حيدث مليم ،ليعميل فييه ميا ويخبر بتقلييد اليوالة وتجهييز الجييو
يييؤمر بييه ،فهييو معييين فييي تنفيييذ األمييور وليييس بيوال عليهييا وال متقلييداً لهييا ،فييذن نييورك فييي اليرأو كييان باسييم
الو ازرة أخص ،ذوان لم ينارك فيه كان باسم الواسطة والسفارة أنبه ،وليس تفتقر هذو الو ازرة إليى تقلييد ذوانميا
يراعى فيهيا مجيرد اإلذن وال تعتبير فيي المؤهيل لهيا الحريية وال العليم ،ألنيه لييس ليه أن ينفيرد بواليية وال تقلييد
فتعتبر فيه الحرية ،وال يجوز ليه أن يحكيم فيعتبير فييه العليم ذوانميا هيو مقصيور النظير عليى أميرين :أحيدهما
أن يؤدو إلى الخليفة ،والباني أن يؤدو عنه فيراعي فيه سبعة أوصاف :أحدها األمانة حتى ال يخون فيما
فيما قد استنصيح فييه ،والبياني صيدق اللهجية حتيى يوبيق بخبيرو فيميا يؤدييه ويعميل قد أؤتمن عليه وال يغ
علييى قولييه فيمييا ينهيييهي والبالييث قليية الطمييا حتييى ال يرتنييي فيمييا يلييي وال ينخييد فيتسيياهلي وال اربييا أن يسييلم
فيما بينه وبين الناس من عداوة ونحناء ،فذن العداوة تصيد عين التناصيف وتمنيا مين التعياطفي والخيامس
أن يكيون ذكييو اًر لمييا يؤديييه إليى الخليفيية عنييه ألنييه نياهد لييه وعليييهي والسييادس اليذكاء والفطنيية حتييى ال تييدلس
عليه األمور فتنتبه ،وال تموو عليه فتلتبس ،فال يصح ما انتباهها عيزم وال يصيلح ميا التباسيها حيزم ،وقيد
أفصح بهذا الوصف وزير المأمون محمد بن يزداد حيث يقول من الطويل:
فذن أخطأ المعنى فيذاك ميوات *** إصابة معنى المرء رو كالميه
فيقظته لليعياليميين سيبيات *** إذا غاب قلب المرء عن حفظ لفظه
والسابا أن ال يكيون مين أهيل األهيواء فيخرجيه الهيوى مين الحيق إليى الباطيل ويتيدلس علييه المحيق
من المبطل ،فذن الهوى خاد األلباب وصارف له عين الصيوابي وليذلك قيال النبيي صيلى اهلل علييه وسيلم:
"حبة الديء ي مي ويصم"ي
قال الناعر من السريا:
فذن كان هذا اليوزير منياركاً فيي اليرأو احتياج إليى وصيف بيامن وهيو الحنكية والتجربية التيي تؤدييه
إلى صحة الرأو وصواب التدبير فذن في التجارب خبرة بعواقب األمور ،ذوان لم ينارك فيي اليرأو ليم يحيتج
إلييى هييذا الوصييف ذوان كييان ينتهييي إليييه مييا كبيرة الممارسيية ،وال يجييوز أن تقييوم بييذلك اميرأة ذوان كييان خبرهييا
مقبوالً لما تضمنه معنى الواليات المصروفة عن النساء لقول النبي صلى اهلل علييه وسيلم" :ماا يفلا واوم
يسندوا يمرهم الى امرية"ي
وألن فيها من طلب الرأو وببات العزم ما تضعف عنه النساء ،ومن الظهور في مبانرة األمور ما
هو عليهم محظور ،ويجوز أن يكون هذا الوزير من أهل الذمة ذوان لم يجز أن يكون وزير التفويض منهم،
ويكييون الفييرق بييين هيياتين الييو ازرتين بحسييب الفييرق بينهمييا فييي النظ يرين ،وذلييك ميين أربعيية أوجييه :أحييدها أنييه
يجوز لوزير التفويض مبانرة الحكم والنظر في المظالم ،وليس ذلك لوزير التنفيذي والباني أنيه يجيوز ليوزير
التفويض أن يستبد بتقليد الوالة وليس ذلك لوزير التنفيذي والبالث أنه يجوز لوزير التفويض أن ينفرد بتسيير
وتدبير الحروب وليس ذلك لوزير التنفيذي والرابا أنه يجوز لوزير التفويض أن يتصيرف فيي أميوال الجيو
بيت المال بقبض ما يستحق له ويدفا ما يجب فيه وليس ذليك ليوزير التنفييذ ،ولييس فيميا عيدا هيذو األربعية
مييا يمنييا أهييل الذميية منهييا إال أن يسييتطيلوا فيكون يوا ممنييوعين ميين االسييتطالة؛ ولهييذو الفييروق األربعيية بييين
النظييرين افتيرق فيي أربعيية مين نيروط الييو ازرتين :أحيدها أن الحريية معتبيرة فييي و ازرة التفيويض وغيير معتبيرة
فييي و ازرة التنفيييذي والبيياني أن اإلسييالم معتبيير فييي و ازرة التفييويض وغييير معتبيير فييي و ازرة التنفيييذ والبالييث أن
العلم باألحكام النرعية معتبير فيي و ازرة التفيويض وغيير معتبير فيي و ازرة التنفييذي وال اربيا أن المعرفية بيأمرو
الحرب والخراج معتبرة في و ازرة التفويض وغير معتبرة في و ازرة التنفيذ ،فافترقا في نروط التقليد من أربعية
أوج ي ييه كم ي ييا افترق ي ييا ف ي ييي حق ي ييوق النظ ي يير م ي يين أربع ي يية أوج ي ييه واس ي ييتويا فيم ي ييا ع ي ييداها م ي يين حق ي ييوق ون ي ييروطي
ويجوز للخليفة أن يقلد وزيرو تنفيذ على اجتما وانفيراد ،وال يجيوز أن يقليد وزييرو تفيويض عليى االجتميا
لعموم واليتهما ،كما ال يجوز تقليد إمامين ألنهما ربما تعارضا في العقد والحل والتقليد والعيزل وقيد قيال اهلل
تعي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييالى" :لاااااااااااااااااااااااااو كاااااااااااااااااااااااااام فياماااااااااااااااااااااااااا ولااااااااااااااااااااااااااة اال اهلل لفسااااااااااااااااااااااااادتا"ي
فذن قليد وزييرو تفيويض ليم يخيل حيال تقلييدو لهميا مين بالبية أقسيام :أحيدها أن يفيوض إليى كيل واحيد منهميا
عمييوم النظيير ،فييال يصييح لمييا قييدمناو ميين دليييل وتعليييل وينظيير فييي تقليييدهما ،فييذن كييان فييي وقييت واحييد بطييل
تقلييدهما معياً ،ذوان سييبق أحيدهما اجخير صييح تقلييد السيابق وبطييل تقلييد المسيبوقي والفييرق بيين فسياد التقليييد
والعزل أن فساد التقليد يمنا من نفوذ ما تقدم من نظرو ،والعزل ال يمنا من نفوذ ما تقدم من نظيروي والقسيم
الباني أن ينرك بينهما في النظر على اجتماعهميا فييه وال يجعيل إليى واحيد منهميا أن ينفيرد بيه فهيذا يصيح
وتكون الو ازرة بينهما ال في واحد منهما ،ولهميا تنفييذ ميا اتفيق رأيهميا علييه ،ولييس لهميا تنفييذ ميا اختلفيا فييه
يوزرة قاصيرة علييى و ازرة التفييويض
ويكييون موقوفياً علييى رأو الخليفيية وخارجياً عيين نظيير هييذين ،وتكييون هييذو الي ا
المطلقة مين وجهيين :أحيدهما اجتماعهميا عليى تنفييذ ميا اتفقيا علييه ،والبياني زوال نظرهميا عميا اختلفيا فييه،
فذن اتفقا بعد االختالف نظر ،فذن كان عن رأو اجتمعا على صوابه بعيد اختالفهميا فييه دخيل فيي نظرهميا
وصح تنفييذو منهميا ،ألن ميا تقيدم مين االخيتالف ال يمنيا مين جيواز االتفياق ،ذوان كيان مين متابعية أحيدهما
لصاحبه ما بقا هما على الرأو المختلف فيه فهو على خروجه من نظرهما ألنيه ال يصيح مين النزيير تنفييذ
ما ال يراو صواباًي
والقسم البالث أن ال ينرك بينهما في النظر ويفرد كل واحد منهما بما ليس فيه لمخر نظر ،وهيذا
يكون على أحد وجهين :إما أن يخص كيل واحيد منهميا بعميل يكيون فييه عيام النظير خياص العميل مبيل أن
يرد إلى أحدهما و ازرة بيالد المنيرق ذواليى اجخير و ازرة بيالد المغيرب ،ذواميا أن يخيص كيل واحيد منهميا بنظير
يكون فيه عام العمل خاص النظر مبل أن يستوزر أحدهما على الحرب واجخر على الخراج فيصح التقليد
على كال الوجهين ،غيير أنهميا ال يكونيان وزييرو تفيويض ويكونيان والييين عليى عمليين مختلفيين ،ألن و ازرة
التفويض ما عمت ونفذ أمير اليوزيرين بهيا فيي كيل عميل وكيل نظير ،ويكيون تقلييد كيل واحيد منهميا مقصيو اًر
على ما خص به ،وليس له معارضة اجخر في نظرو وعمله ويجيوز للخليفية أن يقليد وزييرين وزيير تفيويض
ووزييير تنفيييذ فيكييون وزييير التفييويض مطلييق التصييرف ووزييير التنفيييذ مقصييو اًر علييى تنفيييذ مييا وردت بييه أواميير
الخليفة ،وال يجوز لوزير التنفيذ أن يولي معزوالً وال يعزل من والو الخليفة ،وليس لوزير التنفيذ أن يوقا عن
نفسييه وال عيين الخليفيية إال بييأمرو ،ويجييوز لييوزير التفييويض أن يوقييا عيين نفسييه إلييى عمالييه وعمييال الخليفيية
ويل ييزمهم قب ييول توقيعات ييه ،وال يج ييوز أن يوق ييا ع يين الخليف يية إال ب ييأمرو ف ييي عم ييوم أو مخص ييوص ،ذواذا ع ييزل
الخليفة وزير التنفيذ لم يعزل به أحد من الوالة ،ذواذا عزل وزير التفويض انعزل به عميال التنفييذ وليم ينعيزل
به عمال التفويض ألن عمال التنفيذ نياب وعمال التفويض والة ،ويجوز لوزير التفويض أن يستخلف نا بياً
عنه ،وال يجوز لوزير التنفيذ أن يستخلف من ينوب عنه ،ألن االسيتخالف تقلييد فصيح مين وزيير التفيويض
ولم يصح من وزير التنفيذ ،ذواذا نهى الخليفة وزير التفويض عن االستخالف لم يكين ليه أن يسيتخلف ،ذواذا
أذن لييوزير التنفيييذ فييي االسييتخالف جيياز لييه أن يسييتخلف ألن كييل واحييد ميين الييوزيرين يتصييرف عيين أميير
الخليفيية ونهيييه ذوان افتييرق حكمهمييا مييا إطييالق التقليييد ،ذواذا فييوض الخليفيية تييدبير األقيياليم إلييى والتهييا ووكييل
النظيير فيهييا إلييى المس ي ولين عليهييا كالييذو عليييه أهييل زمامنييا جيياز لمالييك كييل إقليييم أن يسييتوزر ،وكييان حكييم
وزيرو معه كحكم وزير الخليفة ما الخليفة في اعتبار الو ازرتين وأحكام النظريني
الباب الثالث
في تقليد اإلمارة على الب د
ذواذا قلد الخليفة أمي اًر على إقليم أو بلد كانت إمارته على ضربين عامة وخاصة :فأما العامة فعلى
ضربين :إمارة استكفاء بعقد عن اختيار ذوامارة استيالء بعقد عن اضطرار فذمارة االستكفاء التي تنعقيد عين
اختيارو فتنمل على عمل محدود ونظر معهود ،والتقليد فيها أن يفوض إليه الخليفة إمارة بلد أو إقليم واليية
علييى جميييا أهلييه ونظ ي اًر فييي العهييود ميين سييا ر أعمالييه فيصييير عييام النظيير فيمييا كييان محييدوداً ميين عمييل
وت يرتيبهم فييي ومعهييوداً ميين نظيير فينييتمل نظ يرو فيييه علييى سييبعة أمييور :أحييدها النظيير فييي تييدبير الجيييو
النواحي وتقدير أرزاقهم إال أن يكون الخليفة قدرها فيدرها عليهمي والباني النظير فيي األحكيام وتقلييد القضياة
والحكام والبالث جباية الخراج وقبض الصدقات وتقليد العمال فيهما وتفريق ما استحق منهاي وال اربيا حمايية
الييدين والييذب عيين الحيريم وم ارعيياة الييدين ميين تغيييير أو تبييديلي والخييامس إقاميية الحييدود فييي حييق اهلل وحقييوق
اجدمي يييني والس ييادس اإلمام يية ف ييي الجم ييا والجماع ييات حت ييى ي ييؤم به ييا أو يس ييتخلف عليه يياي والس ييابا تس يييير
الحجيج من عمله ومن سلكه من غير أهله حتى يتوجهوا معيانين علييه ،فيذن كيان هيذا اإلقلييم بغي اًر متاخمياً
للعييدو واقتييرن بهييا بييامن وهييو جهيياد ميين يليييه ميين األعييداء وقسييم غنييا مهم فييي المقاتليية وأخييذ خمسييها ألهييل
الخمس وتعتبر في هذو اإلمارة النروط المعتبرة في و ازرة التفويض ،ألن الفرق بينهما خصوص الوالية فيي
اإلمارة وعمومها في الو ازرة وليس بين عموم الوالية وخصوصها فرق في النروط المعتبرة فيها بم ينظر في
عقد هذو اإلمارة ،فيذن كيان الخليفية قيد تيوالو كيان ليوزير التفيويض علييه حيق الم ارعياة والتصيفح وليم يكين ليه
عزله وال نقله من إقليم إلى غيروي ذوان كان الوزير قد تفرد بتقليدو فهيو عليى ضيربين :أحيدهما أن يقليدو عين
إذن الخليفة ،فال يجوز له عزله وال نقله من عمله إلى غيرو إال عين إذن الخليفية وأميرو وليو عيزل اليوزير ليم
ينعزل هذا األميري والضرب الباني أن يقلدو عن نفسه فهو نا ب عنه فيجوز له أنه ينفرد بعزليه واالسيتبدال
به بحسب ما يؤديه االجتهاد إليه من النظر في األولى واألصحي ولو أطلق الوزير تقليد األمير فليم يصير
فيه بأنه عن الخليفة وال عن نفسه كان التقليد عن نفسه؛ وليه أن ينفيرد بعزليه ،ومتيى انعيزل هيذا األميير إال
أن يقرو الخليفة على إمارته فيكون ذلك تجديد والية واست ناف تقليد غير أنه ال يحتاج في لفظ العقد إلى ما
يحتيياج إليييه ابتييداء العقييد ميين النييروط ،ويكفييي أن يقييول الخليفيية قييد أقررتييك علييى واليتييك ويحتيياج فييي ابتييدء
العقد أن يقول قد قلدتك ناحية كذا إمارة على أهلها ونظ اًر على جميا ما يتعليق بهيا عليى تفصييل ال يدخليه
إجمال وال يتناوله احتمال ،فذذا قلد الخليفة هيذو اإلميارة ليم يكين فيهيا عيزل لليوزير عين تصيفحها ومراعاتهيا،
ذواذا قلييد الييو ازرة لييم يكيين فيهييا عييزل لهييذا األمييير عيين إمارتييه ألنييه إذا اجتمييا عمييوم التقليييد وخصوصييه فييي
الواليييات السييلطانية كييان عمييوم التقليييد محميوالً فييي العييرف علييى م ارعيياة األخييص وتصييفحه وكييان خصييوص
التلييد محميوالً علييى مبانيرة العمييل وتنفييذوي ويجيوز لهييذا األميير أن يسييتوزر لنفسيه وزيير تنفيييذ بيأمر الخليفيية
وبغيير أميرو ،وال يجيوز أن يسييتوزر وزييير تفيويض إال عيين إذن الخليفية وأميرو ألن وزييير التنفييذ معييين ووزييير
التفييويض مسييتبد ،ذواذا أراد هييذا األمييير أن يزيييد فييي أرازق جينييه لغييير سييبب لييم يجييز لمييا فيييه ميين اسييتهالك
مال في غير حق ،ذوان زادهم لحدوث سبب يقتضيه نظر في السبب ،فيذن كيان مميا يرجيى زواليه ال تسيتقر
بيه الزيييادة علييى التأييييد كالزيييادة لغييالء سييعر أو حييدوث حييدث أو نفقيية فييي حييرب جيياز لممييير أن يييدفا هييذو
الزيادة من بيت المال وال يلزمه اسيت مار الخليفية ألنهيا مين حقيوق السياسية الموكولية إليى اجتهياد ،ذوان كيان
سبب الزيادة مما يقتضي استقرارها على التأييد كالزيادة لحرب أبلوا فيها وقاموا بالبصر حتى انجلت أوقفهيا
ويقيرض على است مار الخليفة فيها ولم يكن له التفرد بذمضا ها ،ويجوز أن يرزق من بلغ من أوالد الجي
لهييم العطيياء بغييير أميير ،وال يجييوز أن يفييرض لجييي مبتييدأ إال بييأمر ،ذواذا فضييل مييال الخ يراج فاضييل عيين
أرزاق جينييه حملييه إلييى الخليفيية ليضييعه فييي بيييت المييال العييام المعييد للمصييالح العاميية ،ذواذا فضييل ميين مييال
الصدقات فاضل عن أهل عمله ليم يلزميه حمليه إليى الخليفية وصيرفه فيي أقيوات أهيل الصيدقات مين عمليه،
ذواذا نقييص مييال الخيراج عيين أرزاق جينييه طالييب الخليفيية تمامييه ميين بيييت المييال ،ولييو نقييص مييال الصييدقات
عن أهل عمله لم يكن له مطالبة الخليفة بتماميه ألن أرزاق الجيي مقيدرة بالكفايية وحقيوق أهيل الصيدقات
معتبرة بالوجودي ذواذا كيان تقلييد األميير مين قبيل الخليفية ليم ينعيزل بميوت الخليفية ،ذوان كيان مين قبيل اليوزير
انعييزل بمييوت الييوزير ألن تقليييد الخليفيية نيابيية عيين المسييلمين وتقليييد الييوزير بمييوت الخليفيية ذوان لييم ينعييزل بييه
األمير ألن الو ازرة نيابة عن الخليفة واإلمارة نيابة عن المسلمين فهذا حكيم أحيد قسيمي اإلميارة العامية وهيي
مقدرة بالكفاية إمارة االستكفاء المعقودة عن اختياريمله لم يكن له مطالبة الخليفة بتمامه ألن أرزاق الجي
وحقوق أهل الصدقات معتبرة بالوجودي ذواذا كان تقليد األمير من قبل الخليفة لم ينعزل بميوت الخليفية ،ذوان
كان من قبل الوزير انعزل بموت الوزير ألن تقليد الخليفة نيابة عن المسيلمين وتقلييد اليوزير بميوت الخليفية
ذوان لييم ينعييزل بييه األمييير ألن الييو ازرة نيابيية عيين الخليفيية واإلمييارة نيابيية عيين المسييلمين فهييذا حكييم أحييد قسييمي
اإلمارة العامة وهي إمارة االستكفاء المعقودة عن اختياري
ونحين نقييدم أمييام القسيم األخييير منهييا حكييم اإلميارة الخاصيية النييتراكهما فييي عقيد االختيييار بييم نييذكر
القسيم البياني فييي إميارة االسييتيالء المعقيودة عيين اضيطرار لنبنييي حكيم االضييطرار عليى حكييم االختييار فيييعلم
فرق ما بينهما من نروط وحقوقي
وسياسيية الرعييية فأمييا اإلمييارة الخاصيية ،فهييو أن يكييون األمييير مقصييور اإلمييارة علييى تييدبير الجييي
وحماية البيضة والذب عن الحريم ،وليس له أن يتعرض للقضاء واألحكام ولجباية الخراج والصدقاتي فأما
إقامة الحدود فما افتقر منها إلى اختيار الختالف الفقهاء فيه وافتقير إليى إقامية بينية لتكيابر المتنيازعين فييه
فليس له التعرض إلقامتها ألنها من األحكيام الخارجية عين خصيوص إمارتيه ،ذوان ليم يفتقير إليى اختييار وال
بينة أو افتقر إليهما فنفذ فيه اجتهاد الحاكم أو إقامة البينة عندوي فال يخلو أن يكون من حقوق اهلل سبحانه
أو من حقوق اجدميين ،فذن كان من حقوق اجدميين كحد القذف والقصياص فيي نفيس أو طيرف كيان ذليك
معتب اًر بحال الطالب ،فذن عدل عنه إلى الحاكم كان الحاكم أحق باستيفا ه لدخوله فيي جملية الحقيوق التيي
ندب الحاكم إلى استيفا ها ،ذوان عيدل الطاليب باسيتيفاء الحيد وللقصياص إليى هيذا األميير كيان األميير أحيق
باستيفا ه ،ألنه ليس بحكم ذوانما هو معونة على اسيتيفاء الحيق وصياحب المعونية هيو األميير دون الحياكم،
فييذن كييان هييذا الحييد ميين حقييوق اهلل تعييالى المحضيية كحييد الزنييا جلييدا أو رجمييا فيياألمير أحييق باسييتيفا ه ميين
الحيياكم لدخولييه فييي ق يوانين السياسيية وموجبييات الحماييية والييذب عيين المليية ،وألن تتبييا المصييالح موكييول إلييى
األميراء المنييدوبين إلييى البحييث عنهييا دون الحكييام المرصييدين لفصييل التنيياز بييين الخصييوم فييدخل فييي حقييوق
اإلمارة ولم يخرج منها إال بنص وخرج من حقوق القضاء فلم يدخل فيها إال بنصي
وأما نظيرو فيي المظيالم ،فيذن كيان مميا نفيذت فييه األحكيام وأمضياو القضياء والحكيام جياز ليه النظير
في استيفا ه معونة للمحق على الباطل وانتزاعاً للمحق من المعترف المماطل ،ألنه موكيول إليى المنيا مين
التظالم والتغالب ومنيدوب إليى األخيذ بالتعياطف والتناصيف ،فيذن كانيت المظيالم مميا تسيتأنف فيهيا األحكيام
ويبتدأ فيها القضاء منا منه هذا األمير؛ ألنه مين األحكيام التيي ليم يتضيمنها عقيد إمارتيه وردهيم إليى حياكم
بلدو؛ فذن نفذ حكمه ألحيدهم بحيق قيام باسيتيفا ه إن ضيعف عنيه الحياكم ،فيذن ليم يكين فيي بليدو حياكم عيدل
بها إلى أقرب الحكام من بلدو إن لم يلحقهما فيي المصيير إلييه منيقة ،فيذن لحقيت ليم يكلفهميا ذليك واسيتأمر
الخليفة فيما تنازعا ،ونفذ حكمه فيهي
وأما تسيير الحجيج من عمله فداخل في أحكام إمارته ،ألنه من جملة المعونات التي ندب لهاي
فأمييا إماميية الصييلوات فييي الجمييا واألعييياد ،فقييد قيييل إن القضيياة بهييا أخييص وهييو بمييذهب النييافعي
أنبه ،وقيل إن األمراء بها أحق وهو بمذهب أبي حنيفية أنيبه ،فيذن تاخميت واليية هيذا األميير بغي اًر ليم يكين
له أن يبتدإ جهاد أهله إال بذذن الخليفة وكان عليه حربهم ودفعهم إن هجموا علييه بغيير إذنيه ،ألن دفعهيم
ميين حقييوق الحماييية ومقتضييى الييذب عيين الح يريم ،ويعتبيير فييي والييية هييذو اإلمييارة النييروط المعتب يرة فييي و ازرة
التنفيذ وزيادة نرطين عليها :هما اإلسالم والحرية ،لما تضمنتها من الواليية عليى أميور دينيية ال تصيح ميا
الكفيير والييرق ،وال يعتبيير فيهييا العلييم والفقييه ،ذوان كييان فزيييادة فضييلي فصييارت نييروط اإلمييارة العاميية معتب يرة
بني ي ي ي ييروط و ازرة التفي ي ي ي ييويض الني ي ي ي ييتراكهما في ي ي ي ييي عمي ي ي ي ييوم النظي ي ي ي يير ذوان اختلفي ي ي ي ييا في ي ي ي ييي خصي ي ي ي ييوص العمي ي ي ي ييلي
ونروط اإلمارة الخاصة تقصر عن نروط اإلمارة العامة بنرط واحد وهو العليم ألن لمين عميت إمارتيه أن
يحكم وليس ذلك لمن خصت إمارته :وليس عليى واحيد مين هيذين األميرين مطالعية الخليفية بميا أمضياو فيي
عمله على مقتضى إمارته إذا كان معهوداً إال على وجه االختيار تظاه اًر بالطاعة ،فذن حدث حيادث غيير
معهييد أوقفيياو علييى مطالعيية اإلمييام وعمييال فيييه بييأمرو ،فييذن خافييا ميين اتسييا الخييرق إن أوقفيياو قامييا بمييا يييدفا
هجومه حتى يرد عليهما إذن الخليفة فيما يعمالن بيه ألن رأو الخليفية إلنيرافه عليى عميوم األميور أمضيى
في الحوادث النازلةي
وأما إمارة االستيالء التي تعقد عن اضطرار فهي أن يستولي األمير بالقوة على بالد يقلدو الخليفية
أمارتها ،ويفوض إليه تدبيرها وسياستها ،فيكون األمير باستيال ه مسيتبداً بالسياسية والتيدبير ،والخليفية بذذنيه
منفييذاً ألحكييام الييدين ليخييرج ميين الفسيياد إلييى الصييحة وميين الحظيير إلييى اإلباحيية ،وهيذا ذوان خييرج عيين عييرف
التقليد المطلق في نروطه وأحكامه فيه من حفظ القوانين النرعية وحراسة األحكيام الدينيية ميا ال يجيوز أن
يتييرك مخييتالً مييدخوالً وال فاسييداً معليوالً ،فجيياز فيييه مييا االسييتيالء واالضييطرار مييا امتنييا فييي تقليييد االسييتكفاء
واالحتيار لوقو الفرق بين نروط المكنة والعجزي
واليذو يييتحفظ بتقليييد المسييتولي مين قيوانين النيير سييبعة أنييياء ،فينيترك فييي التزامهييا الخليفيية الييولي
واألمير المستولي ووجوبها في جهة المستولي أغلظ :أحدها حفظ منصب اإلمامة فيي خالفية النبيوة وتيدبير
أمور الملة ،ليكون ما أوجبه النر من إقامتها محفوظاً وما تفر عنها من الحقوق محروساًي الباني ظهيور
الطاعة الدينية التي يزول معهيا حكيم العنياد فييه وينتفيي بهيا إبيم المباينية ليه ،والباليث :اجتميا الكلمية عليى
األلفيية والتناصيير ال يكييون للمسييلمين يييد علييى ميين س يواهمي وال اربييا :أن تكييون عقييود الواليييات الدينييية جييا زة
واألحكام واألقضية فيها نافذة ال تبطل بفساد عقودها ،وال تسقط بخلل عهودهاي والخامس أن يكون استيفاء
األم يوال النييرعية بحييق تب ي أر بييه ذميية مؤديهييا ويسييتبيحه آخييذهاي والسييادس أن تكييون الحييدود مسييتوفاة بحييق
وقا ميية علييى مسييتحق؛ فييذن جنييب المييؤمن حمييى إال ميين حقييوق اهلل وحييدودوي والسييابا أن يكييون األمييير فييي
حفظ الدين ورعاً عن محارم اهلل ييأمر بحقيه إن أطييا وييدعو إليى طاعتيه إن عصيى ،فهيذو سيبا قواعيد فيي
قوانين النر يحفظ بها حقوق اإلمامة واألحكام األمة فمجلها وجب تقليد المستولي؛ فذن كملت منه نروط
االختيار كان تقليدو حتمياً اسيتدعاء لطاعتيه ودفعياً لمنياقته ومخالفتيه ،وصيار بياإلذن ليه نافيذ التصيرف فيي
حقوق الملة وأحكام األمة وجرى على من استوزرو واستنابه ألحكام مين اسيتوزرو الخليفية واسيتنابه وجياز أن
يستوزر وزير تفويض ووزير تنفيذ فيذن ليم يكميل فيي المسيتولي نيروط االختييار جياز للخليفية إظهيار تقلييدو
واسييتدعاء لطاعتييه وحسييماً لمخالفتييه ومعاندتييه ،أو كييان نفييوذ تصيرفه فييي األحكييام والحقييوق موقوفياً علييى أن
يستنيب له الخليفة فيها لمن قد تكاملت فيه نروطها ليكون كمال النروط فيمن أضيف إلى نيابته جب اًر لما
أعوز من نروطها في نفسه فيصير التقلييد للمسيتولي والتنفييذ مين المسيتنابي وجياز مبيل هيذا ذوان نيذ عين
األصول ألمرين :أحدهما أن الضرورة تسقط ما أعوز من نروط المكنيةي والبياني أن ميا خييف انتنيارو مين
المصييالح العاميية تخفييف نييروطه عيين نييروط المصييالح الخاصيية ،فييذذ صييحت إمييارة االسييتيالء متعينيية فييي
المتولي ذوامارة االستكفاء مقصيورة عليى اختييار المسيتكفيي والبياني أن إميارة االسيتيالء تنيتمل عليى معهيود
النظر ونادروي ذوامارة االستكفاء مقصورة على معهود النظر دون نادروي والرابا أن و ازرة التفويض تصيح فيي
إمارة االستيالء وال تصح في إمارة االسيتكفاء لوقيو الفيرق أن ينظير فيي النيادر والمعهيود ،ذواميارة االسيتكفاء
مقصييورة علييى النظيير المعهييود فلييم تصييح معهييا و ازرة تنييتمل علييى مبلهييا ميين النظيير المعهييود النييتباو حييال
الوزير بالمستوزري
الباب الرابع
في تقليد اإلمارة على الجااد
واإلمارة على الجهاد مختصة بقتال المنركيني وهي على ضربين :أحدهما أن تكون مصورة عليى
وتدبير الحرب؛ فيعتبر فيه نيروط اإلميارة الخاصيةي والضيرب البياني أن يفيوض إليى األميير سياسة الجي
فيها جميا أحكامها من قسيم الغنيا م وعقيد الصيلح ،فيعتبير فيهيا نيروط اإلميارة العامية ،وهيي أكبير الوالييات
الخاصيية أحكام ياً وأوفرهييا فصيوالً وأقسيياماً وحكمهييا إذا خصييت داخييل فييي حكمهييا إذا عمييت ،فاقتص يرنا عليييه
إيجا اًزي
والييذو يتعلييق بهييا ميين األحكييام إذا عمييت سييتة أقسييام :القسييم األول فييي تسيييير الجييي ،وعليييه فييي
السير بهم سيبعة حقيوق :أحيدها الرفيق بهيم فيي السيير اليذو يقيدر علييه أضيعفهم وتحفيظ بيه قيوة أقيواهم ،وال
يجد السير فيهلك الضعيف ويستفر جلد القوو ،وقد قال النبي صيلى اهلل علييه وسيلم" :ها ا الاديم متايم
فأوغلوا فيه برفق ،فإم المنبت ال يرضاً وطع وال ظا ارً يبقى ودر السير الحقحقة"ي
يميار الرفقاة"ي يرييد أن مين ضيعفت وروو عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قيال" :المضا
دابت ييه ك ييان عل ييى الق ييوم أن يس يييروا بس يييرو ،والب يياني أن يتفق ييد خ يييلهم الت ييي يجاه ييدون عليه ييا وظه ييورهم الت ييي
يغير وال حطم ياً كسييي اًر وال أعجييف زارح ياً
يمتطونهييا ،فييال يييدخل فييي خيييل الجهيياد ضييخماً كبي ي اًر وال ضييرعاً صي اً
هيزيالً ،ألنهييا ال تقييي وربمييا كييان ضييعفها وهنياً ،ويتفقييد ظهييور االمتطيياء والركييوب ،فيخييرج منهييا مييا ال يقييدر
عليى السييير ويمنييا ميين حمييل زيييادة علييى طاقتهييا ،قييال اهلل تعييالى" :ويعاادوا لااام ماا اسااتط تم ماام وااوة
ومم رباط الفيل"ي
وقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم" :ارتبطوا الفيل ،فإم ظاورها لكم عز ،وبطوناا لكام
كنز"ي
والبالييث أن ي ارعييي ميين معييه ميين المقاتليية وهييم صيينفان :مسييترزقة ومتطوعيية ،فأمييا المسييترزقة فهييم
أصييحاب الييديوان ميين أهييل الفيييء والجهيياد ،يفييرض لهييم العطيياء ميين بيييت المييال ميين الفيييء بحسييب الغنييي
والحاجةي وأما المتطوعة فهم الخارجون عين اليديوان مين البيوادو واألعيراب وسيكان القيرى واألمصيار اليذين
خرجوا في النفير الذو ندب اهلل تعيالى إلييه بقوليه" :انفاروا ففافااً وثقااالً وجاهادوا باأموالكم وينفساكم
في سبيل اهلل"ي
وفيي قوليه تعيالى" :ففافااً وثقااالً"ي أربعية تيأويالت :أحيدهما نيباناً ونييوخاً قاليه الحسين وعكرميةي
والباني أغنياء وفقراء قاله أبو صالحي والبالث ركباناً ومناة قاله أبو عمري ال اربيا ذا عييال وغيير ذو عييال
قاله الفراء وهؤالء يعطون من الصدقات دون الفيء من سهم رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم الميذكور فيي
آية الصدقات ،وال يجوز أن يعطوا من الفيء ألن حقهم في الصدقات وال يعطى أهل الفيء المسترزقة من
الييديوان ميين مييال الصييدقات ،ألن حقهييم فييي الفيييء ولكييل واحييد ميين الفيريقين مييال ال يجييوز أن ينييارك غييرو
فيه ،وجوز أبو حنيفة صرف كل واحد من المالين إلى كل واحد من الفريقين بحسب الحاجية ،وقيد مييز اهلل
تعييالى بييين الفيريقين فلييم يجييز الجمييا بييين مييا فييرق :وال اربييا أن يعييرف علييى الفيريقين العرفيياءي وينقييل عليهمييا
النقباء ليعرف من عرفا هم ونقبا هم أحيوالهم ويقربيون علييه إذا دعياهم ،فقيد فعيل رسيول اهلل صيلى اهلل علييه
وسلم ذلك في مغازيه وقال اهلل تعالى" :وج لناكم د وباً ووبا ل لت ارفوا"ي
وفيهييا بالبيية تييأويالت :أحييدها أن للنييعوب النسييب األقييرب ،والقبا ييل النسييب األبعييد قالييه مجاهييد،
والباني أن النعوبي عرب قحطان ،والقبا ل عرب عدنان والبالث أن النعوب بطون العجم ،والقبا ل بطون
العيربي والخييامس أن يجعييل لكييل طا فية نييعا اًر يتييداعون بييه ليصييروا متمييزين وباالجتمييا متظييافرين ،روى
عروة بن الزبير عن أبييه" :يم النبي صلى اهلل عليه وسلم ج ال دا ار الماااجريم ياا بناي عباد
يا بني عبياد اهلل ،وسامى فيلاه فيال الرحمم ود ار الفزرج يا بم عبد اهلل ،ود ار األو
اهلل"ي
وم يين في ييه ليخ ييرج م يينهم م يين ك ييان في ييه تخ ييذيل للمجاه ييدين ذوارج يياف والس ييادس أن يتص ييفح الج ييي
للمسييلمين أو عين ياً عليييهم للمنييركيني فقييد رد رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم عبييد اهلل بيين أبييي سييلول فييي
بعض غزواته لتخذيله المسلمين ،وقال تعالى" :وواتلوهم حتى ال تكوم فتنة ويكوم الديم كله هلل"ي
أو ال يفتن بعضكم بعضاًي والسابا أن ال يمالئ من ناسبه أو وافق أرييه ومذهبيه عليى مين باينيه فيي نسيب
أو خالف ييه ف ييي رأو وم ييذهب ،فيظه يير م يين أحي يوال المباين يية م ييا تف ييرق ب ييه الكلم يية الجامع يية تن يياغالً بالتق يياطا
واالخييتالف ،وقييد أغضييى رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم عيين المنييافقين وهييم أضييداد فييي الييدين ،وأجييرى
عليييهم حكييم الظيياهر حتييى قويييت بهييم النييوكة وكبيير بهييم العييدد وتكاملييت بهييم القييوة ،ووكلهييم فيمييا أضييمرته
قلييوبهم ميين النفيياق إلييى عييالم العيييوب المؤاخييذ بضييما ر القلييوبي قييال اهلل تعييالى" :وال تنااازعوا فتفداالوا
وت هب ريحكم"ي
وفيه تأويالن :أحدهما أن المراد بيالريح الدولية قاليه أبيو عبييدة ،والبياني أن الميراد بهيا القيوة فضيرب
الريح بها مبالً لقوتهاي
والقسم الباني من أحكام هذو اإلمارة في تدبير الحرب ،والمنركون في دار الحرب صنفان :صنف
مخييير فييي قتييالهم بييين أم يرين يفعييل ميينهم بلغييتهم دعييوة اإلسييالم فييامتنعوا منهييا وتييابوا عليهييا ،فييأمير الجييي
منهما ميا عليم أنيه األصيلح للمسيلمين وأنكياً للمنيركين مين بيياتهم لييالً ونهيا اًر بالقتيال والتحرييق ،وأن ينيذرهم
بالحرب ويصافهم بالقتالي والصنف الباني :لم تبلغهم دعوة اإلسالم ،وقل أن يكونوا اليوم لما قيد أظهير اهلل
ميين دعييوة رسييوله ،إال أن يكييون قييوم ميين وراء ميين يقابلنييا ميين التييرك والييروم فييي مبييادو المنييرق وأقاصييي
المغرب ال نعرفهم فيحرم علينا اإلقدام على قتالهم غرة وبياتاً بالقتل والتحريق وأن نبدأهم بالقتل قبل إظهار
دعييوة اإلسييالم لهييم ذواعالمهييم ميين معجيزات النبييوة ذواظهييار الحجيية بمييا يقييودهم إلييى اإلجابيية ،فييذن قيياموا علييى
الكفير بعيد ظهورهيا لهييم حياربهم وصياروا فييه كميين بلغيتهم اليدعوة ،قييال اهلل تعيالى" :ادع الاى ساابيل ربااة
بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلام بالتي هي يحسم"ي يعنيي اد إليى ديين ربيك بالحكمية ،وفبهيا
تييأويالن :أحييدهما بييالنبوة ،والبيياني بييالقرآن قييال الكييابي :وفييي الموعظيية الحسيينة تييأويالن :أحييدهما القيرآن فييي
لين من القول قاله الكيابي ،والبياني ميا فييه مين األمير والنهييي "وجاادلام باالتي هاي يحسام"ي أو يبيين
لهم الحق ويوضح لهم الحجة ،فذن بدأ بقتالهم قبل دعا هم إلى اإلسالم ذوانيذارهم بالحجية وقيتلهم غيرة وبياتياً
ضيمن دييات نفوسيهم وكانيت عليى األصيح مين ميذهب النيافعي كيديات المسيلمين ،وقييل بيل كيديات الكفيار
على اختالفها اختالف معتقدهم :وقال أبو حنيفة :ال دية على قيتلهم ونفوسيهم هيدر ،ذواذا تقاتليت الصيفوف
في الحرب جاز لمن قاتل من المسلمين أن يعلمهم بما ينتهر به بين الصفين ويتميز به من جميا الجي
بأن يركب األبلق ذوان كانت خييول النياس دهمياً ونيق اًر ،ومنيا أبيو حنيفية مين اإلعيالم بركيوب األبليق ولييس
لمنعه من ذلك وجه ،روى عبد بن عون اهلل عن عمير عن أبي إسحق أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسيلم
قال يوم بدر" :تسوموا فإم الم كة ود تسومت"ي
ويجوز أن يجيب إلى البراز إذا دعي إليهي فقد دعا أبي بن خلف رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم
إلى البراز يوم أحد فبرز إليه فتله ،وأول حرب نهدها رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يوم بدر ،فبرز إليهم
من األنصار عرف ومسعود ابنا عفراء وعبد اهلل بن رواحة فقالوا ليبرز أكفاؤنا إلينا فما نعرفكم ،فبرز إليهم
بالبيية ميين بنييي هانييم ،بييرز علييي بيين أبييي طالييب إلييى الوليييد فقتلييه ،وبييرز حميزة بيين عبييد المطلييب إلييى عتبيية
فقتله وبرز عبيدة بن الحارث إلى نيبة فاختلفا بضربتين أببيت كيل واحيد منهميا صياحبه وميات نييبة لوقتيه
واحتمل عبيدة حياً قد قدت رجله فمات بالصفراء فقال فيه كعب بن مالك من المتقارب:
**** بدمعك وكفا وال تنيزرو أيا عين جودو وال تبخلي
**** كريم المناهد والعنصرو على سيد هدنا هيليكيه
**** ه لعرف غدا وال منكير عبيدة أمسى وال نرتجيي
بالمبتير **** ل حامية الجي وقد كان يحمي عداة القتا
بم نذرت هنيد بنيت عتبية لوحنيي نيذو اًر إن قتيل حميزة بأبيهيا ييوم أحيد فلميا قتليه بقيرت بطنيه والكيت
كبدو رضوان اهلل عليه وأننأت تقول من السريا:
*** والحرب بعد الحرب ذات سعر نحن جيزينياكيم بييوم بيدر
*** وال أخيي وعيميه وبيكير ما كان عن عتبة لي من صبير
*** نفيت وحني غليل صيدرو سفيت نفسي وقضييت نيذرو
*** حتى تضم أعظمي في قبيرو فنكر وحني على عيميرو
وهذا أقر عليه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسيلم أقيرب أهليه إلييه مين بنيي هانيم وبنيي عبيد المطليب
من مبيارزة ييوم بيدر ميا ضينه بهيم ذوانيفاقه علييهم ،وبيارز أبيياً بنفسيه ييوم أحيد وأذن لعليي علييه السيالم فيي
حرب الخندق والخطب أصعب ،ذوانفاقه صلى اهلل عليه وسلم على علي أكبر بارز عميرو بين عبيد ود لميا
دعا إلى البراز أول يوم فلم يجبه أحد بم دعا إليى البيراز فيي الييوم البياني فليم يجبيه أحيد بيم دعيا إليى البيراز
فييي اليييوم البالييث وقييال حييين رأى اإلحجييام عنييه والحييذر منييه :يييا محمييد ألسييتم تزعمييون أن قييتالكم فييي الجنيية
أحياء عند ربهم يرزقون وقتالنا في النار يعذبون؟ فما يبالي أحدكم ليقدم على كرامة من ربه أو يقيدم عيدواً
إلى النار وأننأ يقول من الكامل:
فقام علي عليه السالم ،فاستأذن رسول اهلل صلى اهلل علييه وسيلم فيي المبيارزة فيأذن ليه وقيال اخيرج
يا علي في حفظ اهلل وعياذو ،فخرج وهو يقول من الكامل:
تك في الهزاهز غير عاجز *** أبنر أتياك يجييب صيو
برجو الغداة نيجياة فيا ز *** ذو نيية وب يص يييرة
يم عليك نا عة اليجينيا ز *** إنييي ألرج ييو أن أق
هر ذكرها عند اليهي از ز *** من طيعينة نيجيالء يب
وتجاوال وبارت عجاجة أخفتهما عن األبصار ،بم انجلت عنهما وعلي رضي اهلل عنه يمسح سييفه
ببييوب عمييرو وهييو قتيييل ،حكيياو محمييد بيين إسييحق فييي مغازيييه ،فييدل هييذان الخب يران علييى ج يواز الب يراز مييا
التغرير بالنفسي فأما إذا أراد المقاتل أن يدعو إلى البراز مبتد اً فقد منعه أبو حنيفية ألن اليدعاء إليى البيراز
واالبتداء بالتطاول بغي ،وجوزو النافعي ألنه إظهار قوة في دين اهلل تعالى ونصرة رسوله ،فقد ندب رسيول
اهلل صلى اهلل عليه وسلم إلى مبله وحث عليه وتخير له ما استظهارو بنفسه من أقدم عليه وبدأ بهي
حكى محمد بن إسحق أن رسول اهلل صلى اهلل علييه وسيلم ظياهر ييوم أحيد بيين درعيين وأخيذ سييفاً
فهزو وقالي مين يأخيذ هيذا السييف بحقيه؟ فقيام إلييه عمير بين الخطياب رضيي اهلل عنيه فقيال أنيا آخيذو بحقيه،
فأعرض عنيه ،بيم هيزو البانيية وقيال مين يأخيذ هيذا السييف بحقيه؟ فقيام إلييه الزبيير بين العيوام وقيال أنيا آخيذو
بحقه فأعرض عنه فوجيدا فيي أنفسيهما ،بيم عرضيه البالبية وقيال مين يأخيذ هيذا السييف بحقيه؟ فقيام إلييه أبيو
دجانية سيماك بين خ ارنية فقيال ومييا حقيه ييا رسيول اهلل؟ قيال أن تضيرب فييي العيدو حتيى ينحنيي ،فأخيذو منييه
وأعليم بعصيابة حميراء كيان إذا أعلييم بهيا علييم النياس أنييه سييقاتل ويبلييي ،ومنيى إلييى الحيرب وهييو يقيول مين
السريا:
إذ قال من يأخذو بحيقيه *** أنا الذو أخذته فيي رقيه
للقادر الرحمن بين خلقيه *** قبلته بعيدليه وصيدقيه
من كان في مغربه ونرقه *** المدرك الفاض فضل رزقه
بم جعل يتبختر بين الصفين فقيال النبيي صيلى اهلل علييه وسيلم" :انااا لمداية يبهضااا اهلل اال
في ه ا الموطم"ي
ودخل في الحرب مبتد اً بالقتال فأبلى وأنكى وهو يقول من السريا:
إال التقى وعمل الميعياد *** ركضاً إلى اهلل بغيير زاد
وكل زاد عرضه النيفياد *** والصبر في اهلل على الجهاد
*** غير التقى والبر والرنياد
ويج ي ي ييوز للمس ي ي ييلم أن يقت ي ي ييل م ي ي يين ظف ي ي يير ب ي ي ييه م ي ي يين مقاتل ي ي يية المن ي ي ييركين محاربي ي ي ياً وغي ي ي يير مح ي ي يياربي
واختلييف فييي قتييل نيييوخهم ورهبييانهم ميين سييكان الصيواما واألدييرة ،فأحييد القييولين فيييهم أنهييم ال يقتلييون حتييى
يقاتلوا ألنهم موادعون كالذراروي والبياني يقتليون ذوان ليم يقياتلوا ألنهيم ربميا أنياروا بيرأو هيو أنكيى للمسيلمين
من القتال ،وقد قتل دريد بن الصمة في حرب هوازن وهو يوم حنين وقد جاوز ما ة سنة من عمرو ورسيول
اهلل صلى اهلل عليه وسلم يراو فلم ينكر قتله ،وكان يقول حيث قتل من الطويل:
فلم يستبينوا الرند إال ضحى الغد *** أمرتهم أمرو بمتعرج اليليوى
غوايتهم وأني غيير ميهيت يد *** فلما عصوني كنت منهم وقد أرى
وال يجوز قتل النساء والولدان في حرب وال في غيرها ما لم يقاتلوا لنهي رسول اهلل صلى اهلل علييه
وسي ييلم عي يين قي ييتلهم ،ونهي ييى رسي ييول اهلل صي ييلى اهلل عليي ييه وسي ييلم عي يين قتي ييل العسي ييفاء والوصي ييفاء ،والعس ي ييفاء:
المسييتخدموني والوصييفاء :المماليييك ،فييذن قاتييل النسيياء والولييدان قوتليوا وقتليوا مقبلييين وال يقتليوا مييدبريني ذواذا
تترسوا في الحيرب بنسيا هم وأطفيالهم عنيد قيتلهم يتيوقى قتيل النسياء واألطفيال ،فيذن ليم يوصيل إليى قيتلهم إال
بقتل النساء واألطفال جاز ،ولو تترسوا بأسارى المسيلمين وليم يوصيل إليى قيتلهم إال بقتيل األسيارى ليم يجيز
قتلهم فذن أفضيى الكيف عينهم إليى اإلحاطية بالمسيلمين توصيلوا إليى الخيالص مينهم كييف أمكينهم وتحيرزوا
أن يعمدوا إلى قتل مسلم في أيديهم ،فذن قتل ضمنه قاتله بالدية والكفارة إن عرف أنه مسلم وضمن الكفارة
وحييدها إن لييم يعرفييهي ويجييوز عقيير خيييلهم ميين تحييتهم إذا قيياتلوا عليهيا ومنييا بعييض الفقهيياء ميين عقرهييا ،وقييد
عقر حنظلة بن الراهب فرس أبي سفيان بن حرب يوم أحد واستعلى عليه ليقتله فرآو ابن نعوب فبيرز إليى
حنظلة وهو يقول من السريا:
بم طعن حنظلة فقتله واستنقذ أبا سفيان منه فخلص أبو سفيان وهو يقول من الطويل:
لدن غدوة حتى دنيت ليغيروب *** وما زال مهرو مزجر الكلب منهم
وأدفعهم عني بركين صيلييب *** أقاتلهم طي ار وأدعيو ليغياليب
ولم أحمل النعماء البن نيعيوب *** ولو ن ت نجاني حصان طيميرة
أللفيت يوم النعف غير ميجييب *** لو ال دفاعي يا ابن حرب ومنهدو
ضيا على أوصاليه وكيلييب *** ولو ال مكر المهر بالعنف قرقرت
فأما إذا أراد المسلم أن يعقر فرس نفسهي فقيد روى أن جعفير بين أبيي طاليب رضيي اهلل عنيه اقيتحم
يوم مؤتة بفرس له نقراء حتى التحم القتال بم نزل عنها وعقرها وقاتل حتى قتل رضيي اهلل عنيه فكيان أول
رجييل ميين المسييلمين عقيير فرسييه فييي اإلسييالم وليييس ألحييد ميين المسييلمين أن يعقيير فرسييه ألنهييا قييوة أميير اهلل
تعالى بذعدادها في جهياد عيدوو حييث يقيول" :ويعادوا لاام ماا اساتط تم مام واوة ومام ربااط الفيال
ترهبوم به عدو اهلل وعدوكم"ي
وجعفر إنما عقر فرسه بعد أن أحيط به فيجوز أن يكون عقرو لهيا لي ال يتقيوى بهيا المنيركون عليى
المسلمين فصار عقرها مباحاً كعقر خيلهم ذواال فجعفر أحفظ لدينه مين أن يفعيل ميا يمنيا منيه النير ،ولميا
عاد جينه تلقاهم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم والمسلمون معه فجعل الناس يحبون على الجيي التيراب
ويقولون يا فرار لم فررتم في سبيل اهلل؟ ورسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول ليس بفرار ،ولكنه الكرار إن
ناء اهللي
فييي سياسييتهم والييذو يلييزمهم فيييهم والقسييم البالييث ميين أحكييام هييذو اإلمييارة مييا يلييزم ميين أمييير الجييي
عنيرة أنييياء :أحييدها ح ارسييتهم ميين غيرة يظفيير بهيا العييدو ميينهم ،وذلييك بييأن يتتبييا المكييامن ويحييوط س يوادهم
بحييرس آمنييون بييه علييى نفوسييهم ورحييالهم ،ليسييكنوا فييي وقييت الدعيية ويييأمنوا مييا وراءهييم فييي وقييت المحاربييةي
والباني :أن يتخير لهيم موضيا نيزولهم لمحاربية عيدوهم ،وذليك أن يكونيوا أوطيأ األرض مكانياً وأكبير مرعيى
وماء وأحرسها أكنافاً وأط ارفياً ليكيون أعيون لهيم عليى المنازلية وأقيوى لهيم عليى المرابطيةي والباليث :إعيداد ميا
إليييه ميين زاد وعلوفيية تفييرق عليييهم فييي وقييت الحاجيية حتييى تسييكن نفوسييهم إلييى مييادة يسييتغنون يحتياج الجييي
عن طلبها ،ليكونوا على الحرب أوفر وعلى منازلية العيدو أقيدري وال اربيا :أن يعيرف أخبيار عيدوو حتيى يقيف
عليهييا ويتصييفح أحوالييه حتييى يخبرهييا فتسييلم ميين مك يرو ويلييتمس الغ يرة فييي الهجييوم عليييهي والخييامس :ترتيييب
فييي مصيياف الحييرب والتعويييل فييي كييل جهيية يميييل العييدو عليهييا بمييدد يكييون عونياً لهيياي والسييادس أن الجييي
يقوو نفوسهم بما ينعرهم من الظفر ويخيل إليهم من أسباب النصر ليقل العد في أعينهم فيكون عليه أج أر
وبالجراءة يتسهل للظفر ،قال اهلل تعالى" :ا يريكام اهلل في منامة ولي ً ولاو يراكاام كثيا ارً لفدالتم
ولتنازعتم في األمر"ي
والسابا :أن يعد أهل الصبر والبالء منهم ببواب اهلل لو كانوا مين أهيل اجخيرة وبيالجزاء والبقيل مين
الغنيمة إن كانوا من أهل الدنيا ،قال اهلل تعالى" :ومن يرد بواب الدنيا نؤته منها ومن يرد بواب اجخرة نؤته
منها"ي
وبيواب الييدنيا الغنيميية وبيواب اجخ يرة الجنيية ،فجمييا اهلل تعييالى فييي ترغيبييه بييين أم يرين ليكييون أرغييب
الفريقيني والبامن :أن يناور ذوو الرأو فيما أعضل ويرجا إلى أهل الحزم فيما أنكل لييأمن الخطيأ ويسيلم
من الزلل فيكون من الظفر أقرب ،قال اهلل تعالى لنبيه" :وداورهم في األمر فإ ا عزمت فتوكل علاى
اهلل"ي
واختلييف أهييل التأويييل فييي أم يرو لنبيييه صييلى اهلل عليييه وسييلم بالمنيياورة مييا مييا أمييدو بييه ميين التوفيييق
وأعانه من التأيييد عليى أربعية أوجيهي أحيدها أنيه أميرو بمنياورتهم فيي الحيرب ليسيتقر ليه اليرأو الصيحيح فييه
فيعمل عليه وهذا قول الحسن ،وقال" :ما تداور ووم وط اال هدوا ألردد يمورهم"ي
والباني أنه أمرو بمناورتهم تأليفاً وتطييباً لنفوسهم ،وهذا قول قتادةي والبالث أنه أمرو بمناورتهم لما
عل ييم فيه ييا م يين الفض ييل وع يياد به ييا م يين النف ييا وه ييذا ق ييول الضي يحاك ،وال ارب ييا أن ييه أمي يرو بمن يياورتهم ليس ييتن ب ييه
المسلمون ويتبعه فيها المؤمنون ذوان كان عن منورتهم غنياً وهذا قول سفياني والتاسيا أن يأخيذ جينيه بميا
أوجبه اهلل تعالى من حقوقه ومر به من حدودو حتى ال يكون بينهم تجوز في دين وال تحيف في حق ،فيذن
من جاهد عن الدين كان أحق الناس بالتام أحكامه والفصل بين حالله وحرامهي
وقال روى حارث بن نبهان عن أبان بن عبمان عن النبيي صيلى اهلل علييه وسيلم أنيه قيال" :انااوا
اهلل في ولوبام الرعب واناوا جيودكم جيودكم عم الفساد ،فإنه ما فسد جيش وط اال و
عم الهلول فإنه ما غال جايش واط اال سالط اهلل علايام الرجلاة ،وانااوا جيوداكم عام الزناا،
فإنه ما زنا جيش وط اال سلط اهلل عليام المؤتام"ي
وقييال أبييو الييدرداءي أيهييا النيياس اعمل يوا صييالحاً قبييل الغييزوة فذنمييا تقيياتلون بأعمييالكم والعانيير أن ال
يمكيين أحييداً ميين جين ييه أن يتنيياغل بتجييارة أو ز ارع يية لص يرفه االهتمييام بهييا ع يين مصييايرة العييدو ،وص ييدق
الجهيياد ،روو عيين النبييي صييلى اهلل عليييه وسييلم أنييه قييال" :بعبييت مرغميية ومرحميية ولييم أبعييث تيياج اًر وال زارعياً
ذوان نر هذو األمة التجار والز ار إال من نح على دينه ،وغ از نبي من أنبياء اهلل تعالى فقال" :ال يهزوم
م ي رجل بناى بنااء لام يكملاه ،وال رجال تازوج باامرية ولام يادفل بااا وال رجال زرع زرعااً لام
يحصده"ي
والقسييم ال اربييا ميين أحكييام هييذو اإلمييارة مييا يلييزم المجاهييدين معييه ميين حقييوق الجهيياد وهييو ض يربان:
أحدهما ما يلزمهم فيي حيق اهلل تعيالى ،والبياني ميا يليزمهم فيي حيق األميير علييهم ،فأميا اليالزم لهيم فيي حيق
اهلل تعالى فأربعة أنياء :أحدها مصابرة العدو عنيد التقياء الجمعيين بيأن ال ينهيزم عنيه مين مبلييه فميا دونيه،
وقد كان اهلل تعالى فرض في أول اإلسالم عليى كيل مسيلم أن يقاتيل عنيرة مين المنيركين ،فقيال" :ياا ييااا
النبي حرض المؤمنيم على القتال ام يكم منكم عدروم صابروم يهلبوا ماا تيم ،وام يكام
منكم ما ة يهلبوا يلفاً مم ال يم كفروا بأنام ووم ال يفقاوم"ي
بم خفف اهلل عز وجل عنهم عند قيوة اإلسيالم وكبيرة أهليه ،فأوجيب عليى كيل مسيلم القيى العيدو أن
اهلل عاانكم وعلاام يم فاايكم ض ا فاً ،فااإم يكاام ماانكم ما ااة يقاتييل رجلييين ميينهم ،فقييال" :اآلم فف ا
يهلبوا يلفيم بإ م اهلل واهلل مع الصابريم"ي صابرة يهلبوا ما تيم ،وام يكم منكم يل
وحرم على كل مسلم أن ينهزم من مبليه إال إلحدى حالتين :إما أن يتحرف لقتال فيولي السيتراحة
أو لمكيدة ويعود إلى قتالهم ،ذواما أن يتحيز إلى ف ة أخرى يجتما معها على قتالهم لقول اهلل تعالى" :ومم
متحيزً الى ف ة فقد باء بهضب مم اهلل"ي
ا دبره اال متحرفاً لقتال يو يولام يوم
وسيواء قربييت الف يية التييي يتحيييز إليهييا أو بعييدت فقييد قييال عميير رضييي اهلل عنييه ألهييل القادسييية حييين
انهزميوا إليييه أنييا ف يية لكييل مسييلم ،ويجييوز إذا زادوا علييى مبليييه ولييم يجييد إلييى المصييابرة سييبيالً أن يييولى عيينهم
غييير متحييرف لقتييال وال متحيييز إلييى ف يية ،هييذا مييذهب النييافعيي واختلييف أصييحابه فيييمن عجييز عيين مقاوميية
مبليه وأنرف على القتل في جواز انهزامه ،فقاليت طا فية :ال يجيوز أن ييولي عينهم منهزمياً ذوان قتيل للينص
فيه وقالت طا فة :يجوز أن يولي ناوياً أن يتحرف لقتال أو بتحيز إلى ف ة ليسلم من القتل وميا بيم خيالف،
فذنه ذوان عجز على المصابرة فليس يعجز عن هذو النيةي وقال أبو حنيفة ال اعتبار بهذا التفصييل والينص
فيه منسوخ وعليه أن يقاتل ما أمكنه ونهزم إذا عجز وخياف القتيلي والبياني أن يقصيد بقتاليه نصيرو ديين اهلل
تعالى ذوابطال ما خالفه من األديان" :ليظاره على الديم كله ولو كره المدركوم"ي
فيكون بهذا االعتقاد حا اًز لبواب اهلل تعالى ومطيعاً له فيي أواميرو ونصيرة دينيه ومستنصي اًر بيه عليى
عييدوو ليستسييهل مييا القييى ،فيكييون أكبيير ببات ياً وأبلييغ نكاييية ،وال يقصييد بجهييادو اسييتفادة المغيينم فيصييير ميين
المكتسييبين ال ميين المجاهييدين ،ف ييذن رسييول اهلل صييلى اهلل علي ييه وسييلم لمييا جمييا أس ييرى بييدر وكييانوا أربع يية
مبلهم نياور أصيحابه فييهمي فقيال عمير :ييا رسيول وأربعين رجالً بعد أن قتل في المعركة من أنراف قري
اهلل اقتل أعداء اهلل أ مة الكفر ورؤوس الضاللة فذنهم كذبوك وأخرجوك ،وقال أبو بكر :هم عنيرتك وأهلك
تجاوز عنهم يستنقذهم اهلل بك من النار ،فدخل رسول اهلل صلى اهلل علييه وسيلم المدينية قبيل األسيرى بييومي
فميين قا ييل القييول مييا قييال عميير وميين قا ييل القييول مييا قييال أبييو بكيير بييم خييرج رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم
على أصحابه وقال" :ما وولكم في ه يم الرجليم؟ ام مثلاما كمثل افوة لاما كانوا مم وبلاما
علااى وااال نااو " رب ال ت ا ر علااى األرض ماام الكااافريم ديااا ارً" ووااال موسااى" "ربنااا اطم ا
يموالام وادادد علاى ولاوبام " وواال عيساى "ام ت ا بام فاإنام عباادة وام تهفار لاام فإناة
ينت ال زيز الحكيم" ووال ابراهيم "فمم تب ني فإنه مني ومم عصاني فإنة غفور رحيم" ام
اهلل سبحانه ليددد ولوب رجال فيه حتاى تكاوم يداد مام الحجاارة ،ويلايم ولاوب رجاال حتاى
تكوم يليم مم اللبم وام يكم منكم عيله ف ينقلب يحد منكم اال بفداء يو ضربة عنق"ي
وفيياداو كييل أسييير بأربعيية آالف درهييم وكييان فييي األسييرى العبيياس بيين عبييد المطلييب أسيرو أبييو اليسيير
وكان العباس رجالً جسماً وأبو اليسر رجيالً مجتمعياً فقيال النبيي صيلى اهلل علييه وسيلم ألبيي اليسير" :كيا
يا يبا اليسر؟ وال يا رسول اهلل لقد يعاانني علياه رجال ماا رييتاه واط ،هي تاه يسرت ال با
ك ا وك ا" فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم لقد يعانة علياه ملاة كاريم وواال لل باا
يفد نفسة وابني يفية عقيل بم يبي طالب ،ونوفل بم الحارث وحليفة عتبة بم عمر" فقال
يااا رس اول اهلل انااي كناات مساالماً ولكاام القااوم اسااتكرهوني فقااال رسااول اهلل صاالى اهلل عليااه
نفسااه وساالم اعلاام بإس ا مة" فااإم كااام مااا ولاات فااإم اهلل ساابحانه يجزيااة" ففاادي ال بااا
وولاه بما ة يووية وفدى كل واحد مم ابني يفيه وحليفاه باأرب يم يووياة" ونازل فاي ال باا
ت الى " يا يياا النبي ول لمام فاي يياديكم مام األسارى ام ي لام اهلل فاي ولاوبكم فيا ارً ياؤتكم
في ارً مما يف منكم ويهفر لكم واهلل غفور رحيم"ي
فلمييا أخييذ رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم فييداء أسييرى بييدر لفقيراء المهيياجرين وحيياجتهم عاتييب اهلل
تعالى نبيه على ما فعل فقال" :ما كام لنبي يم يكوم له يسرى حتى ياثفم فاي األرض" يعنيي بيه
القتل "تريدوم عرض الدنيا" يعني مال الفداء "واهلل يريد اآلفرة" يعني العمل بما يوجب بيواب اجخيرة
"واهلل عزيز حكيم" يعني عزيز فيما كان من نصركمي حكيم فيما أراو لكيم" ،لو ال كتاب مم اهلل سبق
لمسكم فيما يف تم ع اب عظيم"ي
يعني بيه ميال الفيداء الميأخوذ مين األسيرىي وفييه بالبية تيأويالت :أحيدها ليو ال كتياب مين اهلل سيبق
في أهل بدر أن ال يعذبهم لمسكم فيما أخذتم من فداء أسرى بدر عذاب عظيم ،وهيذا قيول مجاهيدي والبياني
لو ال كتاب من اهلل سبق في أنه تستحل الغنا م لمسكم في تعجيلها من أهيل بيدر عيذاب عظييم ،وهيذا قيول
ابين عبيياس رضيوان اهلل عليييهي والبالييث ليو ال كتيياب مين اهلل سييبق أن ال يؤاخييذ أحيداً بعمييل أتياو علييى جهاليية
لمسكم فيما أخذتموو عذاب عظيم ،وهذا قول ابن إسحاق ،فقيال رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم بعيد نيزول
هذو اجية" :لو ع بنا اهلل في ه ه اآلية يا عمر ما نجا غيرة"ي
والبالث من حقوق اهلل تعالى أن يؤدو األمانة فيما حيازو مين الغنيا م وال يغيل أحيد مينهم نيي اً حتيى
يقسيم بيين جمييا الغيانمين ممين نييهد الواقعية وكيان عليى العيدو ييداً ألن لكييل واحيد مينهم فيهيا حقياً؛ قييال اهلل
تعالى" :وما كام لنبي يم يهل ومم يهلل يأت بما غل يوم القيامة"ي
وفيه بالبة تأويالت :أحدها وما كان لنبي أن يغل أصيحابه ويخيونهم فيي غنيا مهم ،وهيذا قيول ابين
عباس رضوان اهلل عليه ،والبياني وميا كيان لنبيي أن يغليه أصيحابه ويخونيوو فيي غنيا مهم وهيذا قيول الحسين
بن قتادةي والباليث ميا كيان لنبيي أن يكيتم أصيحابه ميا بعبيه اهلل تعيالى بيه إلييهم لرهبية مينهم وال لرغبية فييهم،
وهذا قول محمد بن إسحاقي
وال اربيا مين حقييوق اهلل تعيالى أن ال يماييل ميين المنيركين ذا قربيى وال يحييابي فيي نصيرة دييين اهلل ذا
مييودة فييذن حييق اهلل أوجييب ونصيرة دينييه ألييزمي قييال اهلل تعييالى" :يااا يياااا الا يم ومناوا ال تتفا وا عاادوي
وعدوكم يولياء تلقوم اليام بالمودة وود كفروا بما جاءكم مم الحق" اجيةي
نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وقد كتب كتاباً إليى مكية حيين هيم رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم
بغزوهم يعلمهم فيه حال مسيرو إليهم وأنفيذو ميا سيارة ميوالة لبنيي عبيد المطليب فيأطلا اهلل نبييه عليهيا فأنفيذو
علياً والزبير في أبرها حتى أخرجاو من قرن رأسها ،فدعا حاطباً وقال ما حملك على ما صنعت؟ فقال واهلل
يا رسول اهلل إني لمؤمن بياهلل ورسيوله ميا كفيرت وال بيدلت ولكنيي اميرؤ لييس ليي فيي القيوم أصيل وال عنييرة
وكان لي بين أظهرهم أهل وولد فطالعتهم بذلك وعفا عنه رسول اهلل صلى اهلل علييه وسيلم ،وأميا ميا يليزمهم
فييي حييق األمييير عليييهم فأربعيية أنييياء :أحييدها الت يزام طاعتييه والييدخول فييي واليتييه ألن واليتييه عليييهم انعقييدت
وطاعته بالوالية وجبيت ،قيال اهلل تعيالى" :ياا ييااا الا يم ومناوا يطي اوا اهلل ويطي اوا الرساول ويولاي
األمر منكم"ي
وفي أوليي األمير تيأويالن :أحيدهما أنهيم األميراء ،وهيذا قيول ابين عبياس رضيوان اهلل علييهي والبياني
أنهييم العلميياء ،وهييذا قييول جييابر بيين عبييد اهلل والحسيين وعطيياء؛ وروى أبييو صييالح عيين أبييي هري يرة قييال :قييال
رسول اهلل صلى اهلل علييه وسيلم" :مام يطااعني فقاد يطااع اهلل ،ومام يطااع يمياري فقاد يطااعني،
ومم عصاني فقد عصى اهلل ،ومم عصى يميري فقد عصاني"ي
والباني أن يفوضوا األمر إلى رأيه ويكلوو إلى تدبيرو حتى ال تختليف آراؤهيم فتتليف كلميتهم ويفتيرق
جمعهييم ،قييال تعييالى" :ولااو ردوه الااى الرسااول والااى يولااي األماار ماانام ل لمااه ال ا يم يسااتبطونه
منام"ي
فجعل تفويض األمر إلى وليه سبباً لحصول العلم وسداد األمر ،فذن ظهر لهم صواب خفيي علييه
بينييوو لييه وأنيياروا بييه عليييه ،ولييذلك نييدب إلييى المنيياورة ليرجييا بهييا إلييى الص يوابي والبالييث أن يسييارعوا إلييى
امتبال األمر والوقوف عند نهيه وزجرو ،ألنهما من لوازم طاعته فذن توقفيوا عميا أميرهم بيه وأقيدموا عليى ميا
نهاهم عنه فله تأديبهم على المخالفة بحسب أحوالهم وال يغلظي فقد قال اهلل تعيالى" :فبما رحماة مام اهلل
لنت لام ولو كنت فظاً غليظ القلب النفضوا مم حولة"ي
وروى س ي ييعيد ب ي يين المس ي يييب أن النب ي ييي ص ي ييلى اهلل علي ي ييه وس ي ييلم ق ي ييال" :فيااااار ديااااانكم ييساااااره"ي
والرابا أن ال ينازعوو في الغنا م إذا قسمها ويرضوا منه بتعديل القسمة عليهم فقد سوى اهلل تعيالى فيهيا بيين
النييريف والمن ييروف ،وماب ييل ب ييين الق ييوو والض ييعيف ي وروى عم ييرو ب يين ن ييعيب ع يين أبي ييه ع يين ج ييدو" :ام
اتب اوا رساول اهلل صاالى اهلل علياه وساالم عاام حناايم يقولاوم اوساام عليناا في نااا حتااى الناا
واهلل لاو كاام لكام عناه رداؤه فقاال ردوا علاي ردا اي ييااا الناا يلجأه الى دجرة فاافتط
عادد داجر تااماة ن مااً لقسامته علايكم" ومااا يلفيتماوني بفاي ً وال جبانااً وال كا وباً" ثام يفا
واهلل ماالي مام فيا كم وال ها ه الااوبرة اال وبارة مام سانام ب ياره فرف ااا وواال ياا ييااا الناا
مردود فيكم" فأدوا الفيط والمفيط ،فإم الهلول يكوم على يهله عا ارً وناا ارً والفم الفم
ودنا ارً يوم القيامة" فروه رجل مم األنصار بكبة مم فيوط د ر ،فقال يا رسول اهلل يفا ت
ه ه الكبة يعمل باا بر عة بهير لي ود برد فقال يما نصيبي مناا فلة ،فقال يماا ا ا بلهات
ه ا ف حاجة لي فياا ثم طرحاا بيم يديه"ي
والقسم الخامس من أحكام هذو اإلمارة مصابرة األمير قتال العدو ما صابر ذوان تطاولت به المدة،
وال يولي عنه وفيه قوة قال اهلل تعيالى" :ياا ييااا الا يم ومناوا اصابروا وصاابروا ورابطاوا واتقاوا اهلل
ل لكم تفلحوم"ي
وفيييه بالبيية تييأويالت :أحييدها؛ اصييبروا علييى طاعيية اهلل وصييابروا أعييداء اهلل ورابطيوا فييي سييبيل اهلل،
وهذا قول الحسيني والبياني :اصيبروا عليى ديينكم وصيابروا الوعيد اليذو وعيدكم ورابطيوا عيدوو وعيدوكم وهيذا
قول محمد بن كعب والبالث :اصبروا على الجهاد وصابروا العدو ورابطوا بمالزمة البغر وهذا قول زيد بين
أسلمي ذواذا كنت مصابرة القتال من حقوق الجهاد فهي الزمة حتى يظفر بخصلة من أربا خصال :إحداهن
أن يسلموا فيصير لهم باإلسالم ما لنا وعلييهم ميا علينيا ويقيروا عليى ميا ملكيوا مين بيالد وأميوال ،قيال رسيول
حتى يقولوا ال اله اال اهلل ،فإ ا والوها عصاموا اهلل صلى اهلل عليه وسلم" :يمرت يم يواتل النا
مني دماءهم ويموالام اال بحقاا"ي وتصير بالدهم إذا أسلموا دار اإلسالم يجرو عليهم حكم اإلسيالم،
ولييو أسييلم فييي معركيية الحييرب ميينهم طا فيية قلييت أو كبييرت أحييرزوا بذسييالمهم مييا ملك يوا فييي دار الحييرب ميين
أرض ومال فذن ظهر األميير عليى دار الحيرب ليم يغينم أميوال مين أسيلم وقيال أبيو حنيفية :يغينم ميا ال ينقيل
من أرض ودار ،وال يغنم ما ينقل من مال ومتا وهو خالف السنةي
وقييد أسييلم فييي حصييار بنييي قريظيية بعلبيية وأسيييداً ابنييا نييعبة اليهوديييان فييأحرز إسييالمهما أموالهمييا
ويكييون إسييالمهما إسييالماً لصييغار أوالدهييم ولكييل حمييل كييان لهييمي وقييال أبييو حنيفيية إذا أسييلم كييافر فييي دار
اإلسالم لم يكن إسالماً لصغار ولدو ،ولو أسلم في دار الحيرب كيان إسيالماً لصيغار وليدو وال يكيون إسيالماً
للحمل وتكون زوجته والحمل في اً ،ولو دخل مسلم دار الحرب فانترى فيها أرضاً ومتاعاً لم يملك عليه إذا
ظهر المسلمون عليهيا وكيان منيتريها أحيق بهياي وقيال أبيو حنيفية يكيون ميا ملكيه مين أرض في ياً ،والخصيلة
البانية أن يظفرو اهلل تعالى بهم ما مقامهم على نركهم فتسبى ذ ارريهم وتغنم أميوالهم ويقتيل مين ليم يحصيل
في األسر منهمي
ويكون في األسرى مخي اًر في اسيتعمال األصيلح مين أربعية أميوري أحيدها :أن يقيتلهم صيب اًر بضيرب
العنق ،والبانية أن يسترقهم ويجرو عليهم أحكام الرق مين بييا أو عتيق ،والباليث :أن يفيادو بهيم عليى ميال
أو أس ييرىي وال ارب ييا :أن يم يين عل يييهم ويعفي يو ع يينهم ،ق ييال اهلل تع ييالى" :ا ا لقياااتم الااا يم كفاااروا فضااارب
الرواب"ي
وفيييه وجهييان :أحييدهما :أنييه ضييرب رقييابهم صييب اًر بعييد القييدرة عليييهمي والبيياني :أنييه قتييالهم بالسييال
والتدبير حتى يفضي إلى ضرب رقابهم في المعركة ،بم قال" :حتى ا ا يثفنتموهم فددوا الوثاق"ي
يعني باإلبخان :الطعن ويند الوباق :األسري
"فإما منا ب د واما فداء"ي
وفييي الميين ق يوالن :أحييدهما :أنييه العفييو واإلطييالق كمييا ميين رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم علييى
بماميية بيين أبييال بعييد أس يروي البيياني :أنييه العتييق بعييد الييرق ،وهييذا قييول مقاتييلي وأمييا الفييداء ففيييه ههنييا ق يوالن:
أحييدهما :أنييه المفيياداة علييى مييال يؤخييذ أو أسييير يطلييق كمييا فييادى الرسييول صييلى اهلل عليييه وسييلم أسييرى بييدر
علييى مييال وفييادى فييي بعييض الم يواطن رج يالً بييرجليني والب ياني :أنييه البيييا وهييو قييول مقاتييل" :حتااى تضااع
الحرب يوزارها"ي
وفييه تييأويالني أحييدهما :أوزار الكفيير باإلسييالمي والبيياني :أبقيال الحييرب وهييو السييال وفييي المقصييود
بهذا السال الموضو وجهان :أحدهما سال المسيلمين بالنصيري والبياني سيال المنيركين بالهزيمية ولهيذو
األحك ييام األربعي يية ن يير يي ييذكر مي ييا قس ييمة الغنيمي يية بعي ييدي والخص ييلة البالبي يية أن يبي ييذلوا م يياالً علي ييى المسي ييالمة
والموادع يية؛ فيج ييوز أن يقب ييل م يينهم ويي يوادعهم عل ييى ضي يربين :أح ييدهما أن يب ييذلوو ل ييوقتهم وال يجعل ييوو خ ارجي ياً
مستم اًر ،فهذا المال غنيمة ألنه مأخوذ بذيجاف خيل وركاب ،فيقسم بين الغانمين ويكون ذلك أمان لهيم فيي
االنكفاف به عن قتالهم في هذا الجهاد وال يمنيا مين جهيادهم فيميا بعيد ،والضيرب البياني أن يبيذلوو فيي كيل
عييام فيكييون هييذا خ ارجياً مسييتم اًر ويكييون األمييان بييه مسييتق اًر والمييأخوذ ميينهم فييي العييام ألول غنيميية تقسييم بييين
الغانمين وما يؤخذ في األعوام المستقبلة يقسم في أهل الفيء ،وال يجوز أن يعاود جهادهم ما كانوا مقيمين
على بذل المال السيتقرار الموادعية علييه ،ذواذا دخيل أحيدهم إليى دار اإلسيالم كيان ليه يعقيد الموادعية ألميان
علييى نفسييه ومالييه ،فييذن منعيوا المييال ازلييت الموادعيية وارتفييا األمييان ولييزم جهييادهم كغيييرهم ميين أهييل الحييرب،
وقييال أبييو حنيفيية ،ال يكييون ميينعهم ميين مالييك الجزييية والصييلح تقضييا ألمييانهم ،ألنييه حييق عليييهم فييال ينييتقض
العهد بمنعهم منهم كالديون ،فأما حميل أهيل الحيرب هديية ابتيدوها ليم يصير لهيم بالهديية عهيد وجياز حيربهم
بعدها ،ألن العهد ما كان عن عقيدي والخصيلة الرابعية أن يسيألوا األميان والمهادنية ،فيجيوز إذا تعيذر الظفير
بهم وأخذ المال منهم أن يهادنهم على المسالمة في مدة مقدرة يعقد الهدنة عليهيا إذا كيان ليميام قيد أذن ليه
في الهدنة أو فوض األمر إليه ،قد هادن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قريناً عام الحديبية عنير سينيني
ويقتصير فيي مييدة الهدنية علييى أقيل ميا يمكيين وال يجياوز أكبرهييا عنير سينين ،فييذن هيادنهم أكبيير منهيا بطلييت
المهادنة فيما زاد عليها ،ولهم األمان فيها إلى انقضاء مدتها ،وال يجاهدون فيها ما أقاموا عليى العهيد ،فيذن
صلح الحديبيية فسيار إلييهم رسيول اهلل صيلى نقضوو صار حرباً يجاهدون من غير إنذاري قد نقضت قري
اهلل عليه وسلم عام الفتح محارباً حتى فيتح مكية صيلحاً عنيد النيافعي وعنيوة عنيد أبيي حنيفية ،وال يجيوز إذا
نقض يوا عهييدهم أن يقتييل مييا فييي أيييدينا ميين رهييا نهمي قييد نقييض الييروم عهييدهم زميين معاوييية وفييي يييدو رهييا ن
فامتنا المسلمون جميعاً عن قتلهم وخلو سبيلهم وقيالوا وفياء بغيدر خيير مين غيدر بغيدري وقيال النبيي صيلى
اهلل عليه وسلم" :يد األمانة لمم ا تمنة ،وال تفم مم فانة"ي
فييذذا لييم يجيير قتييل الرهييا ن لييم يجييز إطالقهييم مييا لييم يحيياربهم فييذذا حيياربهم وجييب إطييالق رهييا نهم بييم
ينظيير فيييهم ،فييذن كييانوا رجيياالً وجييب إبالغهييم مييأمنهم ،ذوان كييانوا ذرارو نسيياء وأطفيياالً وجييب إيصييالهم إلييى
أهاليهم ألنهيم أتبيا ال ينفيردون بأنفسيهم ،ويجيوز أن ينيترط لهيم فيي عقيد الهدنية رد مين أسيلم مين رجيالهم،
فذذا أسلم أحد منهم رد إلييهم إن كيانوا ميأمونين عليى دميه وليم ييرد إلييهم أن يؤمنيوا علييه ،وال ينيرط رد مين
أس ييلم م يين نس ييا هم ألنه يين ذوات ف ييروج محرم يية ،ف ييذن ان ييترط رده يين ل ييم يج ييز أن ي ييردوا ودف ييا إل ييى أزواجه يين
مهيورهن إذا طلقيني ذواذا ليم تيد إليى عقيد المهادنية ضيرورة ليم يجيز أن يهيادنهم ،ويجيوز أن ييوادعهم أربعيية
أنهر فما دون وال يزيد عليها ،لقوله تعالى" :فسيحوا في األرض يرب ة يدار"ي
وأمييا األمييان الخيياص فيصييح أن يبذلييه كييل مسييلم ميين رجييل وام يرأة حيير وعبييد لقييول صييلى اهلل عليييه
وسييلم" :المساالموم تتكافااأ دماااؤهم وهاام يااد علااى ماام س اواهم ،يس ا ى ب ا متام يدناااهم"ي يعنييي
عبيدهم ،وقال أبو حنيفة :ال يصح أمان العبد إال أن يكون مأذوناً في القتالي
فييي والقسييم السييادس ميين أحكييام هييذو اإلمييارة السيييرة فييي ن يزال العييدو وقتالييهي ويجييوز ألمييير الجييي
حصار العدو أن ينصب عليهم العرادات والمنجنيقاتي قد نصب رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم على أهل
الطا ف منجنيقان ويجوز أن يهدم عليهم منازلهم ويضا عليها البيات والتحريق ،ذواذا رأى في قطيا نخيالهم
ونجرهم صالحاً يستضعفهم به ليظفر بهيم عنيوة أو ييدخلوا فيي السيلم صيلحاً فعيل ،وال يفعيل إن ليم يير فييه
صييالحاً ،قييد قطييا رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم كييروم أهييل الطييا ف فكييان سييبباً فييي إسييالمهم ،وأميير فييي
حييرب بنييي النضييير بقطييا نييو ميين النخييال يقييال لييه األصييفر يييرى نيواو ميين وراء اللحيياء وكانييت اللحيياء منهييا
أحب إليهم من الوضيا فقطيا بهيم وحزنيوا ليه وقيالوا إنميا قطعيت نخلية وأحرقيت نخلية ،ولميا قطيا نخلية قيال
سماك اليهودو في ذلك من المتقارب:
يم على عهد موسى فلم نصرف *** ألسنا وربنا الكيتياب اليحيك
بسهيل تيهيامة واألحينيف *** أنتم رعياء لينياء عيجياف
كذا كل دهر بكم ميجيحيف *** يرون الرعاية ميجيداً ليكيم
عن الظلم والنطق الميوكيف *** فيا أيها النياهيدون انيتيهيو
ر تديل من العادل المنيصيف *** لعل الليالي وصيرف اليدهيو
وعقر النخيل ولم تيخيطيف *** بقتل الينيضيير ذواجيال هيا
فلما فعل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ذلك بهيم جيل فيي صيدور المسيلمين وقيالوا ييا رسيول اهلل:
هل لنا فيما قطعنا من أجر؟ وهل علينا فيما تركناو من وزر؟ فأنزل اهلل تعالى" :ما وط اتم مام ليناة يو
تركتموهاااااااااااااا وا ماااااااااااااة علاااااااااااااى يصاااااااااااااولاا فباااااااااااااإ م اهلل وليفااااااااااااازي الفاساااااااااااااقيم"ي
وفييي لينيية أربعيية أقاويييل :أحييدها أنهييا النخليية ميين أو األصييناف كانييت؟ وهييذا قييول مقاتييلي والبيياني أنهييا كيرام
النخييل وهييذا قييول سييفيان ،والبالييث أنهييا الفسيييلة ،ألنهييا ألييين ميين النخليية ،وال اربييا أنهييا جميييا األنييجار للينهييا
بالحياة ،ويجوز أن يغور علييهم الميياو ويقطعهيا عينهم ذوان كيان فييهم نسياء وأطفيال ،ألنيه مين أقيوى أسيباب
ضعفهم والظفر بهم عنوة وصيلحاً ،ذواذا استسيقى مينهم عطنيان كيان األميير مخيي اًر بيين سيقيه أو منعيه كميا
كييان مخيي اًر فيييه بييين قتلييه أو تركييهي وميين قتييل ميينهم واراو عيين األبصييار ولييم يلييزم تكفينييه ،قييد أميير رسييول اهلل
صلى اهلل عليه وسلم بقتلى بدر فألقوا في القليب؛ وال يجوز أن يحرق بالنار منهم حياً وال ميتاًي
روو عي يين رسي ييول اهلل صي ييلى اهلل عليي ييه وسي ييلم أني ييه قي ييال" :ال ت اااا بوا عباااااد اهلل ب اااا اب اهلل"ي
وقد أحرق أبو بكر رضي اهلل عنه قوماً من أهل الردة ،ولعل ذلك كان منه والخبر لم يبلغيه ،ومين قتيل مين
نهداء المسلمين زمل في بيابه التي قتل فيها ودفن بها ولم يغسل ولم يصل عليه قال رسول اهلل صلى اهلل
عليه وسلم في نهداء أحيد" :زملوهم بكلومام فإنام يب ثوم يوم القياماة ويوداجاام تدافب دمااً،
اللوم لوم الدم والري ري المسة"ي
ذوانما فعل ذلك بهم تكريماً لهم إجراء لحكم الحياة في ذلك قال اهلل تعالى " :وال تحسيبن اليذين قتليوا
في سبيل اهلل أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون "ي
وفيه تأويالن :أحدهما أنهم أحياء في الجنة بعد البعث وليسوا في الدنيا بأحيياءي والبياني وهيو قيول
األكبرين أنهم بعد القتل أحياء االستعمال لظياهر الينص فرقياً بيينهم وبيين مين ليم يوصيف بالحيياةي وال يمنيا
في دار الحرب من أكل طعامهم وعلوفة دوابهم غير محتسب به عليهم ،وال يتعدوا القوت والعلوفة الجيو
إليى مييا سيواهما ميين ملبيوس ومركييوب ،فيذن دعييتهم الضيرورة إلييى ذليك كييان ميا لبسييوو أو ركبيوو أو اسييتعملوو
مسترجعاً منهم في المغنم إن كان باقياً ومحتسباً عليهم من سهمهم إن كان مستهلكاً؛ وال يجيوز ألحيد مينهم
أن يطأ جارية من السبي إال بعد أن يعطاها بسهمه فيطأها بعد االستبراء ،فذن وط ها قبل القسمة عزر وال
يحد ألن له فيها سهماً ووجب عليه مهير مبلهيا ويضياف إليى الغنيمية ،فيذن أحبلهيا لحيق بيه وليدها وصيارت
بييه أم ولييد لييه إن ملكهيياي لعييدوو وال يحكييم عليييه ألن أسييباب الحكييم ظيياهرة وأسييباب النييهادة خافييية فانتفييت
التهميية عنييه فييي الحكييم وتوجهييت إليييه فييي النييهادة ،ذواذا مييات القاضييي انعييزل خلفيياؤو ،ولييو مييات اإلمييام لييم
تنعييزل قضيياته ،ولييو اتفييق أهييل بلييد قييد خييال ميين قيياض علييى أن قلييدوا عليييهم قاضييياً ،فييذن كييان إمييام الوقييت
موجييوداً بطييل التقليييد ،ذوان كييان مفقييوداً صييح التقليييد ونفييذت أحكامييه عليييهم ،فييذن تجييدد بعييدو نظ يرو إمييام لييم
يستدم النظر إال بذذنه ولم ينقض ما تقدم من حكمهي
الباب الفام
في الوالية على حروب المصال
الفصل األول
وما عدا جهياد المنيركين مين قتيال ينقسيم بالبية أقسيام :قتيال أهيل اليردةي وقتيال أهيل البغييي وقتيال
المحيياربيني فأمييا القسييم األول فييي قتييال أهييل الييردة فهييو أن يرتييد قييوم حكييم بذسييالمهم سييواء ولييدوا علييى فطيرة
اإلسييالم أو أسييلموا عيين كفيير ،فلكييال الف يريقين فييي حكييم الييردة س يواء ،فييذذا ارتييدوا عيين اإلسييالم إلييى أو دييين
انتقل يوا إليييه ممييا يجييوز أن يقيير أهلييه عليييه كاليهودييية والنص يرانية ،أو ال يجييوز أن يقيير أهلييه عليييه كالزندقيية
والوبنية ليم يجيز أن يقير مين ارتيد إلييه ،ألن اإلقيرار بيالحق يوجيب التيزام أحكاميهي قيال رسيول اهلل صيلى اهلل
عليه وسلم" :مم بدل دينه فاوتلوه"ي
فذذا كان ممن وجب قتلهم بميا ارتيد عنيه مين ديين الحيق إليى غييرو مين األدييان ليم يخيل حيالهم مين
أحيد أميريني أميا أن يكونيوا فيي دار اإلسييالم نيذاذاً وأفيراداً ليم يتحيييزوا بيدار يتميييزون بهيا عيين المسيلمين فييال
حاجة بنا إلى قتالهم لدخولهم تحت القدرة ويكنيف عين سيبب ردتهيم ،فيذن ذكيروا نيبهة فيي اليدين أوضيحت
لهم بالحجج واألدلة حتى يتبين لهم الحق وأخذوا بالتوبة مما دخلوا فيه مين الباطيل ،فيذن تيابوا قبليت تيوبتهم
مين كيل ردة وعيادوا إليى حكيم اإلسيالم كمييا كيانواي وقيال ماليك :ال أقبيل توبية ميين ارتيد إليى ميا يسيتر بيه ميين
الزندقيية إال أن يبتييد ها ميين نفسييه ،وأقبييل توبيية غي يرو ميين المرتييدين ،وعليييهم بعييد التوبيية قضيياء مييا تركييوو ميين
الصالة والصيام في زمان الردة العترافهم بوجوبه قبيل اليردةي وقيال أبيو حنيفية :ال قضياء علييهم كمين أسيلم
عن كفر ،ومن كان من المرتيدين قيد حيج فيي اإلسيالم قبيل اليردة ليم يبطيل حجيه بهيا وليم يلزميه قضياؤو بعيد
التوبةي وقال أبو حنيفة قد بطل بالردة ولزمه القضاء بعيد التوبية ،ومين أقيام عليى ردتيه وليم يتيب وجيب قتليه
رجالً كان أو امرأةي وقال أبو حنيفة :ال أقتل المرأة بيالردة :وقيد قتيل رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم بيالردة
اميرأة كانيت تكنيى أم رومييان وال يجيوز إقيرار المرتييد عليى ردتيه بجزيية وال عهييد ،وال تؤكيل ذبيحتيه ،وال تيينكح
منه إمرأةي
واختلييف الفقهيياء فييي قييتلهم هييل يعجييل فييي الحييال أو يؤجلييون فيييه بالبيية أيييام علييى قييولين أحييدهما
تعجيل قتلهم في الحال ل ال يؤخر هلل عز وجل حيقي والبياني ينظيرون بالبية أييام لعلهيم يسيتدركونه بالتوبية،
وقد أنذر علي عليه السالم المستورد العجلي بالتوبة بالبة بيم قتليه بعيدها ،ويقتيل صيب اًر بالسييفي وقيال ابين
س يريج ميين أصييحاب الن ييافعي يضييرب الخنييب حتييى يم ييوت ،ألنييه أبطييأ قييتالً م يين السيييف المييوحي وربم ييا
استدرك به التوبية ،ذواذا قتيل ليم يغسيل وليم يصيل علييهي وورو مقبيو اًر ال ييدفن فيي مقيابر المسيلمين لخروجيه
بالردة عنهم وال في مقابر المنركين لما تقدم له من حرمة اإلسالم المباينية لهيم ،ويكيون ماليه في ياً فيي بييت
مال المسلمين مصروفاً في أهل الفيء ألنه ال يربيه عنيه وارث مين مسيلم وال كيافري وقيال أبيو حنيفية ييورث
عنه ما اكتسبه قبل الردة ويكون ما اكتسبه بعد الردة في اًي وقال أبو يوسف يورث عنه ما اكتسب قبل الردة
وبعدها فذذا لحق المرتد بدار الحيرب كيان ميا ليه فيي دار اإلسيالم موقوفياً علييه فيذن عياد إليى اإلسيالم أعييد
عليه ،وأن هلك على اليردة صيار في ياًي وقيال أبيو حنيفية أحكيم بموتيه إذا صيار إليى دار الحيرب وأقسيم ماليه
بين وربته ،فذن عاد إلى دار اإلسالم استرجعت ما بقي في أيديهم مين ماليه وليم أغيرمهم ميا اسيتهلكوو فهيذا
حك ييم المرت ييدين إذا ل ييم ينح ييازوا إل ييى دار وك ييانوا ن ييذاذاً ب ييين المس ييلمين والحال يية الباني يية أن ينح ييازوا إل ييى دار
ينفردون بها عن المسلمين حتى يصيروا فيها ممتنين فيجب قتالهم عليى اليردة بعيد منياظرتهم عليى اإلسيالم
ذوايضييا دال لييه ،ويجييرو علييى قتييالهم بعييد اإلنييذار واإلعييذار حكييم قتييال أهييل الحييرب فييي قتييالهم غ يرة وبيان ياً
ومصافتهم في الحرب جها اًر وقتالهم مقبلين ومدبرين ومن أسر منهم جاز قتله صب اًر إن لم يتب ،وال يجيوز
أن يسترق عند النيافعي رحميه اهلل ذواذا ظهير علييهم ليم تسيب ذ ارريهيم وسيواء مين وليد مينهم فيي اإلسيالم أو
بعد الردة ،وقيل إن من ولد منهم بعد الردة جاز سبيهي وقال أبو حنيفة يجوز سبي من ارتد مين نسيا هم إذا
لحقن بيدار الحيرب ،ذواذا غنميت أميوالهم ليم تقسيم فيي الغيانمين وكيان ميال مين قتيل منهيا في ياً وميال اإلحيياء
موقوفاً ،إن أسلموا رد عليهم ،ذوان هلكوا على ردتهم صار في اً ،وما أنكل أربابه من األموال الغنومة صار
في اً إذا وقا اإلياس من معرفتهم ،وما استهلكه المسلمون عليه في نيا رة الحيرب ليم يضيمن إذا أسيلموا ،وميا
استهلكوا من أموال المسلمين في غير نا رة الحرب مضمون عليهمي
واختلف في ضمنان ما استهلكوو فيي نيا رة الحيرب عليى قيولين :أحيدهما يضيمنونه ،ألن معصييتهم
بييالردة ال تسييقط عيينهم غييرم األميوال المضييمونةي والبيياني ال ضييمان عليييهم فيمييا اسييتهلكوو ميين دم ومييالي قييد
أصاب أهل الردة على عهد أبيي بكير رضيي اهلل عنيه نفوسياً وأواالً عيرف مسيتهلكوها فقيال عمير رضيي اهلل
عنه يدون قتالنا وال ندى قتالهم فقال أبو بكر ال يدون قتالنا وال ندى قتالهم فجرت بذلك سيرته وسيرة من
بعدو وقد أسلم طليحة بعد أن سبي وكيان قيد قتيل وسيبى فيأقرو عمير رضيي اهلل عنيه بعيد إسيالمه وليم يأخيذو
بدم وال مال ،ووفيد أبيو نيجرة بين عبيد العيزى وكيان مين أهيل اليردة عليى عمير بين الخطياب رضيي اهلل عنيه
وهو يقسم الصدقات فقال أعطني فذني ذو حاجة فقال مين أنيت فقيال أبيو نيجرة فقيال أو عيدو اهلل ألسيت
تقول من الطويل:
ذواني ألرجو بعدها أن أعم ار *** ورويت رمحي من كتيبة خالد
بم جعل يعلوو بالدرة في رأسه حتى ولي راجعاً إلى قومه وهو يقول من البسيط:
وكل متخيبيط يومياً ليه ورق *** ضن علينا أبو حفيص بينيا ليه
وحال من دون بعض البغية النفق *** ما زال يضربني حتى حدبيت ليه
والنيخ يقر أحياناً فينيحيميق *** لما رهبت أبا حفص ونرطيتيه
فلم يعرض له عمر رضي اهلل عنه بسوى التعزيز الستطالته بعد اإلسالم ،ولدار اليردة حكيم تفيارق
به دار اإلسالم ودار الحربي
فأما ما تفارق به دار اإلسالم فمن أربعة أوجه :أحدهما أنه ال يجوز أن يهادنوا على الموادعة في
ديارهم ويجوز أن يهادن أهل الحربي والبياني أنيه ال يجيوز أن يصيالحوا عليى ميال يقيرون بيه عليى ردتهيم،
ويجيوز أن يصييالح أهيل الحييربي والباليث أنييه ال يجيوز اسييترقاقهم وال سيبي نسييا هم ،ويجيوز أن يسييترق أهييل
الحييرب وتسييبى نسيياؤهم وال اربييا أنييه ال يملييك الغييانمون أم يوالهم ،ويملكييون مييا غنمييوو ميين مييال أهييل الحييربي
وقال أبو حنيفة رضي اهلل عنهي قيد صيارت دييارهم بيالردة دار حيرب ويسيبون ويغنميون وتكيون أرضيهم في يا
وهم عندو كعبدة األوبان من العربي
وأما ما تفارق به دار اإلسالم فمن أربعية أوجيه :أحيدها وجيوب قتيالهم مقبليين وميدبرين كالمنيركين
والباني إباحة إما هم أسرى وممتنعين والبالث تصير أموالهم في اً لكافة المسيلميني وال اربيا بطيالن منياكحتهم
بمضييي العييدة ذوان اتفق يوا علييى الييردةي وقييال أبييو حنيفيية :تبطييل منيياكحتهم بارتييداد أحييد الييزوجين ،وال تبطييل
بارتدادهما معاً ،ومن ادعيت عليه الردة فأنكرها كان قوله مقبوالً بغيير يمينيه ،وليو قاميت علييه البينية بيالردة
لييم يصيير مسييلماً باإلنكييار حتييى يييتلفظ بالنييهادتين ،ذواذا امتنييا قييوم ميين أداء الزكيياة إلييى اإلمييام العييادل مييا
االعتي يراف بوجوبه ييا ك ييانوا م يين بغ يياة المس ييلمين ،يق يياتلون عل ييى المن ييا من ييه ،وق ييال أب ييو حنيف يية رحم ييه اهلل :ال
يقاتلون ،وقد قاتل أبو بكر رضي اهلل عنه مانعي الزكاة ما تمسكهم باإلسالم حتيى قيالوا واهلل ميا كفرنيا بعيد
إيماننا ولكن نححنا على أموالنا فقال عمر رضي اهلل عنيه عيالم تقياتلهم ورسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم
حتاااى يقولاااوا ال اال اهلل فاااإ ا والوهاااا عصاااموا مناااي دمااااءهم يقييول" :يمااارت يم يواتااال الناااا
ويوالدهم اال بحقاا"ي
قال أبو بكر هذو من حقها :أرأيت لو سألوا ترك الصالة ؟ أرأيت لو سألوا تيرك الصييام؟ أ أرييت ليو
سألوا ترك الحج؟ فذذا ال تبقى عروة من عرى اإلسالم إال انحلت ،واهلل لو منعوني عناقاً وعقاالً مما أعطوو
رسيول اهلل صييلى اهلل عليييه وسيلم لقيياتلتهم عليييه فقييال عمير رضييي اهلل عنييه فنيير اهلل صيدرو للييذو نيير لييه
صدر أبي بكر رضي اهلل عنه ،وقد أبان عن إسالمهم قول زعيمهم حاربة بن سراقة في نعرو من الطويل:
لعل المنيايا قيريب وال نيدرو *** أال فاصطحبينا قبل نا رة الفيجير
فيا عجباً ما بال ملك أبي بيكير *** أطعنا رسول اهلل ما كان بيينينيا
لكالتمر أو أحلى إليهم من التمير *** فذن الذو سألوكم فمينيعيتيميو
كرام على العزاء في ساعة العسر *** سنمنعكم ما كيان فيينيا بيقيية
الفصل الثاني
في وتال يهل البهي
ذواذا بغيت طا فية مين المسيلمين وخيالفوا رأو الجماعية وانفيردوا بميذهب ابتيدعوو ،فيذن ليم يخرجيوا بييه
عن المظاهرة بطاعة اإلمام وال تحيزوا بدار اعتزلوا فيها وكانوا أفراداً متفرقين تنالهم القدرة وتمتيد إلييهم الييد
تركوا ولم يحاربوا وأجريت عليهم أحكام العدل فيما يجب لهم وعليهم من الحقوق والحيدود ،وقيد عيرض قيوم
مين الخيوارج لعليي بين أبيي طاليب رضيوان اهلل عليييه لمخالفية أرييهي وقيال أحيدهم وهيو يخطيب عليى منبيرو ال
حكم إال هلل فقال علي رضي اهلل عنه :كلمة حق أرييد بهيا باطيل لكيم علينيا بيالث ال نمينعكم مسياجد اهلل أن
تييذكروا فيهييا اسييم اهلل ،وال نبييدؤكم بقتييال ،وال نميينعكم الفيييء مييا دامييت أيييديكم معنييا ،فييذن تظيياهروا باعتقييادهم
وهيم عليى اخيتالطهم إليى اعتقياد الحيق وموافقية الجماعية ،وجياز ليميام أن يعيزر مينهم مين تظياهر بالفسيياد
أدباً وزج اًر ولم يتجاوزو إلى قتل وال حدي
روو عيين النبيي صييلى اهلل عليييه وسييلم أنييه قييال" :ال يحاال دم اماارل مساالم اال بإحاادى ثا ث
"ي بهير نف كفر ب د ايمام ،يو زنا ب د احصام يو وتل نف
فذن اعتزلت هذو الف ة الباغية أهل العدل وتحيزت بدار تميزت فيها عن مخالطية الجماعية فيذن ليم
تمتنا عن حق ولم تخرج عن طاعة لم يحاربوا ما أقاموا على الطاعة وتأدية الحقوقي
قد اعتزلت طا فة من الخوارج علياً عليه السالم بالنهر ذوان فولى عليهم عامالً أقاموا عليى طاعتيه
زماناً وهو لهم مواد إلى أن قتلوو فأنفذ إليهم أن سلموا إليى قاتليه فيأبوا وقيالوا كلنيا قتليه قيال فاستسيلموا إليي
أقتل منكم وسار إليهم فضل أكبيرهمي ذوان امتنعيت هيذو الطا فية الباغيية مين طاعية اإلميام ومنعيوا ميا علييهم
ميين الحقييوق وتفييردوا باجتبيياء األميوال وتنفيييذ األحكييام ،فييذن فعليوا ذلييك ولييم ينصييبوا ألنفسييهم إمامياً وال قييدموا
عليهم زعيماً كان ما اجتبوو من األموال غصباً ال تبي أر منيه ذمية ،وميا نفيذوو مين األحكيام ميردداً ال يببيت بيه
حييق ،ذوان فعل يوا ذل ييك وقييد نص ييبوا ألنفسييهم إمامي ياً اجتب يوا بقول ييه األم يوال ونف ييذوا بييأمرو األحك ييام لييم يتع ييرض
ألحكامهم بالرد وال لما اجتبوو بقوله األموال ونفذوا بأمرو األحكام لم يتعيرض ألحكيامهم بيالرد وال لميا اجتبيوو
المطالبية وحوربيوا فيي الحييالين علييى سيواء لينزعيوا عين المباينيية ويفي يوا إليى الطاعيية قيال اهلل تبييارك وتعييالى:
"وام طا فتام مم المؤمنيم اوتتلوا فأصلحوا بيناماا فاإم بهات احاداهما علاى األفارى فقااتلوا
التي تبهي حتى تفئ الى يمر اهلل فإم فاءت فأصالحوا بيناماا بال ادل ويوساطوا ام اهلل يحاب
المقسطيم"ي
وفييي قولييه" :فااإم بهاات احااداهما علااى األفاارى"ي وجهييان :أحييدهما بغييت بالتعييدو فييي القتييال
والباني بغت بالعدول عن الصلح ،وقوله "فقاتلوا التي تبهي" تبغيي بالسييف ردعياً عين البغيي وزجي اًر عين
المخالفةي
وفيي قولييه تعيالى" :حتااى تفاايء الااى يماار اهلل"ي وجهييان :أحيدهما حتييى ترجييا إليى الصييلح الييذو
أمر اهلل تعالى به وهو قول سعيد بن جبيري والباني إلى كتاب اهلل تعالى وسنة رسوله فيما لهم وعليهم وهذا
قول قتادةي
"فإم فااءت" أو رجعيت عين البغيي "فأصالحوا بيناماا بال ادل"ي فييه وجهيان :أحيدهما بيالحقي
والبيياني بكتيياب اهلل تعييالى ،فييذذا قلييد اإلمييام أمي ي اًر علييى قتييال الممتنعت يين ميين البغيياة قييدم قبييل القتييال إنييذارهم
ذواع ي ي ي ي ي ي ي ييذارهم ،ب ي ي ي ي ي ي ي ييم ق ي ي ي ي ي ي ي يياتلهم إذا أص ي ي ي ي ي ي ي ييروا عل ي ي ي ي ي ي ي ييى البغ ي ي ي ي ي ي ي ييي كفاحي ي ي ي ي ي ي ي ياً ال يهج ي ي ي ي ي ي ي ييم غي ي ي ي ي ي ي ي يرة وبياتي ي ي ي ي ي ي ي ياًي
ويخييالف قتييالهم قتييال المنييركين والمرتييدين ميين بمانييية أوجييه :أحييدها أن يقصييد بالقتييال ردعهييم وال يعتمييد بييه
قتلهم ،ويجوز أن يعتمد قتل المنركين والمرتديني والباني أن يقاتهلم مقبلين ،ويكيف عينهم ميدبرين ،ويجيوز
قتال أهل الردة والحرب مقبلين مدبرين ،والبالث أن ال يجهز على جريحهم ذوان جياز اإلجهياز عليى جرحيى
المنركين والمرتديني أمر علي عليه السالم مناديه أن ينادو يوم الجمل :أال ال يتبيا ميدبر وال ييذفف عليى
جريحي والرابا :أن ال يقتل أسراهم ذوان قتل أسرى المنركين والمرتديني ويعتبر أحوال من في األسر منهم،
فمن أمنت رجعته إلى القتال أطلق ،ومن لم تؤمن منه الرجعة حبس إلى انجالء الحرب بم يطلق وليم يجيز
أن يحبس بعدهاي أطلق الحجاج أسي اًر من أصحاب قطرو بن الفجاءة لمعرفية كانيت بينهميا فقيال ليه قطيرو
عد إلى قتال عدو اهلل الحجاج ،فقال هيهات غل يداً مطلقها واسترق رقبة معتنقها ،وأننأ يقول من الكامل:
والخامس :أن ال يغم أموالهم وال يسبى ذ ارريهمي روو عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أنه قال:
"من ت دار اإلس م ما فياا ويباحت دار الدرة ما فياا"ي
والسادسي أن ال يستعان لقتالهم بمنرك معاهد وال ذمي ذوان جاز أن يسيتعلن بهيم عليى فعيال أهيل
الحرب والردةي والسابا :أن ال يهادنهم إلى مدة وال يوادعهم على مال ،فذن هيادنهم إليى ميدة ليم يلزميه ،فيذن
ضعف عن قتالهم انتظر بهم القوة عليهم ،ذوان وادعهم على مال بطلت الميودة ونظير فيي الميال ،فيذن كيان
من في هم أو من صدقاتهم لم يردو عليهم وصرف الصيدقات فيي أهلهيا والفييء فيي مسيتحقيه ،ذوان كيان مين
خيالص أميوالهم ليم يجيز أن يملكيه علييهم ووجيب ردو إلييهم ،والبيامن أن ينصيب علييهم العيرادات ،وال يحييرق
عليهم المساكن وال يقطا عليه النخيل واألنجار ألنها دار إسالم تمنا ما فيها ذوان بغى أهلها ،فذن أحاطوا
بأهييل العييدل وخييافوا ميينهم االصييطالم جيياز أن يييدفعوا عيين أنفسييهم مييا اسييتطاعوا ميين اعتميياد قييتلهم ونصييب
العيرادات عليييهم ،فييذن المسييلم إذا أريييدت نفسييه جيياز لييه الييدفا عنهييا بقتييل ميين أرادهييا إذا كييان ال ينييدفا بغييير
القتل ،وال يجوز أن يستمتا بدوابهم وال سالحهم ،وال يستعان به في قتالهم ويرفيا الييد عنيه فيي وقيت القتيال
وبعدوي وقال أبو حنيفة رضيي اهلل عنيه :يجيوز أن يسيتعان عليى قتيالهم بيدوابهم وسيالحهم ميا كانيت الحيرب
قا مة ،وقد قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم" :ال يحل مال امرل مسلم اال بطيب نفسه منه"ي
فييذذا انجلييت الحييرب ومييا أهييل العييدل لهييم أم يوال ردت عليييهم ،ومييا تلييف منهييا فييي غييير قتييال فهييو
مضمون على متلفه ،وما أتلفوو في نا رة الحرب من نفس ومال فهو هيدر ،وميا أتلفيوو عليى أهيل العيدل فيي
غييير نييا رة الحييرب ميين نفييس ومييال فهييو مضييمون عليييهم ،ومييا أتلفييوو فييي نييا رة الحيرب ففييي وجييوب ضييمانه
عليهم قوالن :أحيدهما يكيون هيد ارً ال يضيمن والبياني يكيون مضيموناً علييهم ألن المعصيية ال تبطيل حقياً وال
تسقط غرماً ،فتضمن النفوس بالقود في العميد والديية فيي الخطيأي ويغسيل قتليى أهيل البغيي ويصيلى علييهم،
ومنا أبو حنيفة من الصالة عليهم عقوبة لهم ،وليس على ميت في الدنيا عقوبة ،وقد قال النبي صيلى اهلل
عليه وسلم" :فرض على يمتي غسل موتاها والص ة عليام"ي
وأما قتلى أهل العدل في معركة الحرب في غسلهم والصالة عليهم فقوالن :أحيدهما ال يغسيلون وال
يصلى عليهم تكريماً وتنريفاً كالنهداء في قتال المنركيني
والباني :يغسلون ويصلى عليهم ذوان قتلوا بغياًي وقد صلى المسلمون على عمرو عبمان رضي اهلل
عنهما ،وصلى بعيد ذليك عليي علييه السيالم ذوان قتليوا ظلمياً وبغيياً ،وال ييرث بياغ قتيل عيادالً ،وال عيادل قتيل
باغياً ،لقول النبي صلى اهلل عليه وسلم" :القاتل ال يرث"ي
وقال أبو حنيفة ،أورث العادل من الباغي ألنه محق وال أورث الباغي من العادل ألنه مبطلي قال
أبو يوسف :أورث كل واحد منهما من صاحبة ألنه متأول في قتله ،ذواذا مير تجيار أهيل الذمية بعنيارة أهيل
البغي فعنر أميوالهم بيم قيدر علييهم عنيروا وليم يجيزهم الميأخوذ مينهم بخيالف الميأخوذ مين الزكيوات ،ألنهيم
مروا بهم مختارين ،والزكوات مأخوذة مين المقيميين المكيرهين ذواذا أتيى أهيل البغيي قبيل القيدرة علييهم حيدوداً
ففي إقامتها عليهم بعد القدرة وجهاني
الفصل الثالث
في وتال مم امتنع مم المحاربيم ووطاع الطرق
ذواذا اجتمعت طا فة من أهل الفساد على نهر السيال وقطيا الطرييق وأخيذ األميوال وقتيل النفيوس
ومنييا السييابلة فهييم المحيياربون الييذين قييال اهلل تعييالى فيييهم" :انمااا ج ازاء ال ا يم يحاااربوم اهلل ورسااوله
يو ويس ا وم فااي األرض فساااداً يم يقتل اوا يو يصاالبوا يو تقطااع ييااديام ويرجلااام ماام ف ا
ينفوا في األرض"ي
فاختلف الفقهاء في حكم هذو اجية على بالبة مذاهب :أحدها أن اإلمام ومين اسيتنابه عليى قتيالهم
ميين ال يوالة بالخيييار بييين أن يقتييل وال يصييلب ،وبييين أن يقتييل ويصييلب وبييين أن يقطييا أيييديهم وأرجلهييم ميين
خ ييالف ،وب ييين أن ينف يييهم م يين األرض ،وه ييذا ق ييول س ييعيد ب يين المس يييب ومجاه ييد وعط يياء ذوابي يراهيم النخع ييي:
والمذهب الباني :أن مين كيان مينهم ذا رأو وتيدبير قتليه وليم يعيف عنيه ،ومين كيان ذا بطي وقيوة قطيا ييدو
عيزرو وحبسيه ،هيذا قيول ماليك بين أنيس وطا فية مين ورجله من خالف ومن ليم يكين مينهم ذا رأو وال بطي
فقهاء المدينية بجعلهيا مرتبية بياختالف صيفاتهم ال بياختالف أفعيالهم والميذهب الباليث :أنهيا مرتبية بياختالف
أفعييالهم ال بيياختالف صييفاتهم ،فميين قتييل وأخييذ المييال :قتييل وصييلب ،وميين قتييل ولييم يأخييذ المييال :قتييل ولييم
يصيلب ،وميين أخيذ المييال وليم يقتييل :قطعيت يييدو ورجلييه مين خييالف ،ومين كبيير وهييب ولييم يقتيل يأخييذ المييال
عزر ولم يقتل ولم يقطا وهو قول ابن عباس والحسن وقتادة والسدو وهو مذهب النافعي رضي اهلل عنهي
وقال أبو حنفية :إن قتلوا وأخذوا المال فاإلمام بالخيار بين قتلهم بم صلبهم وبيين قطيا أييديهم وأرجلهيم مين
خالف بم قتلهم ،ومن كان معهم مهيباً مكب اًر فحكمه كحكمهم ،وأما قوله تعالى" :يو ينفوا في األرض"ي
فقييد اختلييف أهييل التأويييل فيييه علييى أربعيية أقاويييل :أحييدها أنييه إبعييادهم ميين بييالد اإلسييالم :إلييى بييالد
النرك ،وهذا قول مالك بن أنس والحسن وقتادة والزهروي والباني :أنيه إخيراجهم مين مدينية إليى أخيرى وهيذا
قييول عميير بيين عبييد العزيييز رحمييه اهلل وسييعيد بيين جبييير ،والبالييث أنييه الحييبس وهييو قييول أبييي حنيفيية ومالييكي
والرابا وهو أن يطلبوا إلقامة الحدود عليهم فيبعدوا وهيذا قيول ابين عبياس والنيافعي :وأميا قوليه تعيالى" :اال
ال يم تابوا مم وبل يم تقدروا عليام"ي
ففيه ألهل التأوييل سيتة أقاوييل :أحيدها :أنيه وارد فيي المحياربين المفسيدين مين أهيل الكفير إذا تيابوا
ميين نييركهم باإلسييالم ،وأمييا المسييلمون فييال تسييقط التوبيية عيينهم حييداً والحق ياً ،وهييذا قييول ابيين عبيياس والحسيين
ومجاهد وقتادة رضيي اهلل عينهم ،وأميا التا يب بغيير أميان فيال تيؤبر توبتيه فيي سيقوط حيد وال حيق وهيذا قيول
عليي بين أبييي طاليب كييرم اهلل وجهيه والنييعبي ،والباليث :أنيه وارد فيييمن تياب ميين المسيلمين بعييد لحوقيه بييدار
الحرب بيم عياد قبيل القيدرة وهيو قيول عيروة بين الزبيير رضيي اهلل عنيه ،وال اربيا :أنيه وارد فييمن كيان فيي دار
اإلسالم في منعة وتاب قبل القدرة عليه سقطت عقوبته ذوان لم يكن في منعه لم تسقط وهذا قيول ابين عمير
وربيعة والحكم بن عيينة رضي اهلل عنهمي والخامس :أن توبته قبل القدرة عليه ذوان لم يكن فيي منعيه تضيا
عنه جميا حيدود اهلل سيبحانه وال تسيقط عنيه حقيوق اجدمييين وهيذا قيول النيافعيي والسيادس :أن توبتيه قبيل
القدرة عليه تضا عنه جميا الحدود والحقوق إال الدماء وهذا قول مالك بن أنيس فهيذا حكيم اجيية واخيتالف
أهل التأويل فيهاي بم نقول في المحاربين إنهم إذا كانوا على امتناعهم مقيمين قوتليوا كقتيال أهيل البغيي فيي
عامة أحوالهم ويخالفه من خمسية أوجيه :أحيدها أنهيم يجيوز قيالهم مقبليين وميدبرين السيتيفاء الحقيوق مينهم،
وال يجوز اتبا من ولي من أهل البغيي والباني أنه يجوز أن يعميد فيي الحيرب إليى قتيل مين قتيل مينهم وال
يجوز أن يعمد إليى قتيل أهيل البغيي ،والباليث أنهيم يؤاخيذون بميا اسيتهلكوو مين دم وميال فيي الحيرب وغيرهيا
بخالف أهل البغيي والرابا أنه يجوز حبس من أسر منهم السيتبراء حاليه ذوان ليم يجيز حيبس أحيد مين أهيل
البغي ،والخامس أن ما اجتبوو من خراج وأخذوو من صدقات فهو كالمأخوذ غصباً ونهباً ال يسقط عن أهل
الخ يراج والصييدقات حق ياً فيكييون غرمييه عليييهم مسييتحقاً ،ذواذا كييان المييولى علييى قتييالهم مقصييور الوالييية علييى
محاربتهم فليس له بعد القيدرة أن يقييم علييهم حيداً ،وال أن يسيتوفي مينهم حقياً ويلزميه محاربتيه فلييس ليه بعيد
القدرة أن يقيم عليهم حيداً ،وال أن يسيتوفي مينهم حقياً ويلزميه حملهيم إليى اإلميام لييأمر بذقامية الحيدود علييهم
واستيفاء الحقوق منهم ،ذوان كانت واليته عامة على قتيالهم واسيتيفاء الحيدود والحقيوق مينهم فيال بيدأن يكيون
ميين أهييل العلييم والعداليية لينفييذ حكمييه فيمييا يقيمييه ميين حييد ويسييتوفيه ميين حييق ،ذواذا كييان كييذلك كنييف عيين
أحوالهم مين أحيد وجهيين :إميا بيذقرارهم طوعياً مين غيير ضيرب وال إكيراو ،ذواميا بقييام البينية العادلية عليى مين
أنكر ،فذذا علم مين أحيد هيذين اليوجهين ميا فعليه كيل واحيد مينهم مين ج ار ميه نظير ،فمين كيان مينهم قيد قتيل
وأخذ المال قتله وصلبه بعد القتلي وقال مالك يصلب حياً بم يطعنه بالرمح حتى يميوت وهيذا القتيل محتيوم
وال يجييوز العفييو عنييه ،ذوان عفييا عنييه ولييي الييدم كييان عفييوو لغ يواً ويصييلب بالبيية أيييام ال يتجاوزه يا بييم يحطييه
بعدها ،ومن قتل منهم ولم يأخذا المال قتله ولم يصلبه وغسله وصلى عليهي وقيال ماليك يصيلى علييه غيير
من حكم بقتله؛ ومين أخيذ مينهم الميال وليم يقتيل قطيا ييدو ورجليه مين خيالف فكيان قطيا ييدو اليمنيى لسيرقته
وقطا رجله اليسرى لمجاهرته ،ومن جير مينهم وليم يقتيل وليم يأخيذ الميال اقيتص مينهم الجي ار إن كيان فيي
مبلها قصاص ،وفي إحتام القصاص فيي الجيرو وجهيان :أحيدهما أنيه محتيوم وال يجيوز العفيو عنيه كالقتيل
والبياني هيو إلييى خييار مسييتحقة تجيب بمطالبتييه ويسيقط بعفييوو ،ذوان كيان الجيير مميا ال قصيياص فييه وجبييت
دية المجرو إن طلب بها وتسقط إن عفا عنها ،ومن كان منهم مهيباً أو مكب اًر لم يبانر قتالً وال جرحاً وال
أخييذ مييال عييزر أدب ياً وزج ي اًر وجيياز حبسييه ألن الحييبس أحييد التعزي يرين ،وال يجييوز بييه ذلييك؛ ال قطييا وال قتييلي
وجييوز أبييو حنيفيية ذلييك فيييه إلحاقياً بحكييم المبانيرين معييه ،فييذن تييابوا عيين جي ار مهم بعييد القييدرة عليييهم سييقطت
عنهم الم بم دون المظالم وأخذوا بما وجب عليهم من الحدود والحقوق؛ فيذن تيابوا قبيل القيدرة علييهم سيقطت
عينهم مييا المي بم حييدود اهلل سيبحانه ولييم تسييقط عينهم حقييوق اجدمييين؛ فميين كييان مينهم قييد قتيل فالخيييار إلييى
الولي في القصاص منه أو العفو عنه ويسقط بالتوبة إحتام قتله؛ ومين كيان مينهم قيد أخيذ الميال سيقط عنيه
القطا ولم يسقط عنيه الغيرم إال بيالعفو ،ويجيرو عليى المحياربين وقطيا الطيرق فيي األمصيار حكيم قطاعيه
في الصحارى واألسفار؛ وهم ذوان لم يكونوا بالجراءة في األمصار أغليظ جرمياً ليم يكونيوا أخيف حكمياً وقيال
أبو حنيفة يختصون بهذا الحكيم فيي الصيحارى حييث ال ييدرك الغيوث أميا فيي األمصيار أو خارجهيا بحييث
يدرك الغوث فال يجرو عليهم حكيم الجيرأة فيي األمصيار؛ ذواذا أدعيو التوبية قبيل القيدرة علييهم فيذن ليم تقتيرن
بالدعوى أمارات تدل على التوبة لم تقبل دعواهم لها لما في سقوطها من حد قد وجبي ذوان اقترن بدعواهم
أمارات تدل على التوبة ففي قبولها منهم بغير بينة وجهان محتمالن :أحدهما تقبل ليكون ذلك نبهة تسقط
بها الحدوديارى حييث ال ييدرك الغيوث أميا فيي األمصيار أو خارجهيا بحييث ييدرك الغيوث فيال يجيرو علييهم
حكم الجرأة في األمصار؛ ذواذا أدعو التوبة قبل القدرة عليهم فذن لم تقترن بالدعوى أمارات تدل على التوبة
ليم تقبييل دعيواهم لهييا لميا فييي سييقوطها ميين حييد قيد وجييبي ذوان اقتييرن بييدعواهم أميارات تييدل علييى التوبيية ففييي
قبولها منهم بغير بينة وجهان محتمالن :أحدهما تقبل ليكون ذلك نبهة تسقط بها الحدودي
والباني ال تقبل إال بينة عادلة تنهد لهم بالتوبية قبيل القيدرة علييهم ألنهيا حيدود قيد وجبيت ،والنيبهة
ما اقترنت بالفعل ال ما تأخرت عنهي
الباب الساد
في والية القضاء
وال يجييوز أن يقلييد القضيياء إال ميين تكاملييت فيييه نييروطه التييي يصييح معهييا تقليييدو وينفييذ بهييا حكمييه
وهي سبعة :فالنرط األول منها أن يكون رجالً وهذا النرط يجما صفتين البلوغ والذكورية ،فأما البلوغ فذن
غير البالغ ال يجرو عليه قلم وال يتعلق بقوله على نفسه حكم وكان أولى أن ال يتعلق به على غييرو حكيمي
وأمييا الميرأة فليينقص النسيياء عيين رتييب الواليييات ذوان تعليين بقييولهن أحكييامي وقييال أبييو حنيفيية يجييوز أن تقضييي
المرأة فيميا تصيح فيهيا نيهادتها ،وال يجيوز أن تقضيي فيميا ال تصيح فييه نيهادتهاي ونيذ ابين جريير الطبيرو
فجوز قضاءها في جمييا األحكيام ،وال اعتبيار بقيول ييردو اإلجميا ميا قيول اهلل تعيالى" :الرجاال وواماوم
على النساء بما فضل اهلل ب ضام على ب ض"ي
يعني في العقل والرأو ،فلم يجز أن يقمن على الرجالي والنرط الباني وهو مجما على اعتبارو وال
يكتفي فيه العقل الذو يتعلق به التكلييف مين علميه بالميدركات الضيرورية حتيى يكيون صيحيح التميييز جييد
الفطنيية بعيييداً ميين السييهو والغفليية يتوصييل بذكا ييه إلييى إيضييا مييا أنييكل وفصييل مييا أعضييلي والنييرط البالييث
الحريية ،ألن نقيص العبييد عين واليية نفسييه يمنيا مين انعقيياد واليتيه عليى غييرو ،وألن اليرق لميا منييا مين قبييول
النهادة كان أولى أن يمنيا مين نفيوذ الحكيم وانعقياد الواليية وكيذلك الحكيم فييمن ليم تكميل حريتيه مين الميدبر
والمكاتييب وميين رق بعضييه ،وال يمنعييه الييرق أن يفتييي كمييا ال يمنعييه الييرق أن يييروو بعييدم الوالييية فييي الفتييوى
والروايييةي ويجييوز ل ييه إذا عتييق أن يقضييي ذوان ك ييان عليييه والء ألن النس ييب غييير معتب ير ف ييي والييية الحك ييمي
والنييرط ال اربييا :اإلسييالم لكونييه نييرطاً فييي ج يراز النييهادة مييا قييول اهلل سييبحانه وتعييالى" :ولاام يج اال اهلل
للكافريم على المؤمنيم سبي ً"ي
وال يجييوز أن يقلييد الكييافر القضيياء علييى المسييلمين وال علييى الكفيياري وقييال أبييو حنيفيية يجييوز تقلييدو
القضاء بين أهل دينه ،وهذا ذوان كان عرف الوالة بتقليدو جارياً فهيو تقلييد زعامية ور اسية ولييس بتقلييد حكيم
وقضاء ،ذوانما يلزمهم حكمة اللتزامهم ليه ال لزوميه لهيم ،وال يقبيل اإلميام قوليه فيميا حكيم بيينهمي ذواذا امتنعيوا
من تحاكمهم إليه لم يجبروا عليه وكان حكم اإلسالم عليهم أنفذ :والنرط الخيامس العدالية وهيي معتبيرة فيي
كييل واليييةي والعداليية :أن يكييون صييادق اللهجيية ظيياهر األمانيية عفيف ياً عيين المحييارم متوقي ياً المييأبم بعيييداً ميين
الريييب ،مأمونياً فييي الرضييا والغضييب مسييتعمالً لمييروءة مبليية فييي دينييه ودنييياو ،فييذذا تكاملييت فيييه فهييي العداليية
التي تجوز بها نهادته وتصح معهيا واليتيه ذوان انخيرم منهيا وصيف منيا مين النيهادة والواليية فليم يسيما ليه
قول ولم ينفذ له حكمي والنرط السادس السالمة في السيما والبصير ليصيح بهميا إببيات الحقيوق ويفيرق بيين
الطالب والمطلوب ،ويميز المقر من المكر ليتميز ليه الحيق مين الباطيل ،ويعيرف المحيق مين المبطيل ،فيذن
كان ضري اًر كانت واليته باطلية ،وجوزهيا ماليك كميا حيوز نيهادته ،ذوان كيان أصيم فعليى االخيتالف الميذكور
فييي األمانيية فأمييا سييالمة األعضيياء فغييير معتبيرة فيييه ذوان كانييت معتبيرة فييي اإلماميية ،فيجييوز أن يقضييي ذوان
كييان مقعييداً ذا زمانييه ذوان كانييت السييالمة ميين اجفييات أهيييب لييذوو الوالييية والنييرط السييابا أن يكييون عالم ياً
باألحكام النرعية وعلمه بها ينتمل على علم أصولها واالوتياض بفروعهاي
وأصول األحكام في النر أربعيةي أحيدهما علميه بكتياب اهلل عيز وجيل عليى الوجيه اليذو تصيح بيه
معرفيية مييا تضييمنه ميين األحكييام ناسييخاً ومنسييوخاً ومحكم ياً ومتنييابهاً وعموم ياً وخصوص ياً ومجم يالً ومفس ي اًر
والبيياني علمييه بسيينة رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم البابتيية ميين أقوالييه وأفعالييه وطييرق مجي هييا فييي الت يواتر
واجحيياد والصييحة والفسيياد ومييا كييان عيين سييبب أو إطييالقي والبالييث علمييه بتأويييل السييلف فيمييا اجتمعيوا عليييه
واختلفوا فيه ليتبا االجما ويجتهد برأيه في االختالف والرابا علمه بالقياس الموجب ليرد الفيرو المسيكوت
عنها إلى األصول المنطوق بها والمجما عليها حتى يجد طريقاً إلى العلم بأحكام النوازل وتمييز الحق من
الباطل ،فذذا أحاط علمه بهذو األصول األربعة في أحكام النريعة صيار بهيا مين أهيل االجتهياد فيي اليدين،
وجيياز لييه أن يفتييي ويقضييي ،وجيياز لييه أن يسييتفتى ويستقضييى ،ذوان أخييل بهييا أو بنيييء منهييا خييرج ميين أن
يكيون ميين أهييل االجتهياد فلييم يجييز أن يفتيي وال أن يقضييي فييذن قليد القضيياء فحكييم بالصيواب أو الخطييأ كييان
تقليدو بياطالً وحكميه ذوان وافيق الحيق والصيواب ميردوداً ،وتوجيه الحيرج فيميا قضيى بيه علييه وعليى مين قليدو
الحكيم والقضيياء وجيوز أبييو حنيفيية تقلييد القضيياء ميين لييس ميين أهيل االجتهيياد ليسييتفتى فيي أحكامييه وقضيياياو
والييذو عليييه جمهييور الفقهيياء أن واليتييه باطليية وأحكامييه مييردودة ،وألن التقليييد فييي فييرو النيير ضييرورة فلييم
يتحقييق إال فييي ملتييزم الحييق دون ملزمييهي قييد اختبيير رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم معيياذاً حييين بعبييه إلييى
اليمن والياً وقال """"" :بم تحكم؟ وال بكتاب اهلل ،وال فإم لم تجد؟ وال بسنة رسول اهلل واال
فإم لم تجد؟ وال يجتاد برييي ،فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم الحماد هلل الا ي وفاق
رسول اهلل لما يرضي رسوله"ي
فأمييا والييية ميين ال يقييول بخبيير الواحييد فغييير جييا زة ،ألنييه تييارك األصييل قييد اجتمعييت عليييه الصييحابة
وأكبر أحكام النر عنه مأخوذ فصار بمنزلة من ال يقول بحجة اإلجما لليذو ال تجيوز واليتيه ليرد ميا ورد
النص بهي وأما نفاة القياس فضربان :ضرب منهم نفوو واتبعيوا ظياهر الينص وأخيذوا بأقاوييل سيلفهم فيميا ليم
يييرد فيييه نييص وطرح يوا االجتهيياد وعييدلوا عيين الفكيير واالسييتنباط ،فييال يجييوز تقليييدهم الفضيياء لقصييورهم عيين
طرق األحكامي وضرب منهم نفوا القياس واجتهدوا في األحكام تعلقياً بفحيوى الكيالم ومفهيوم الخطياب كأهيل
الظاهري وقد اختلف أصحاب النافعي رضي اهلل عنه فيي جيواز تقلييدهم القضياء عليى وجهيين :أحيدهما ال
يجوز للمعنى المذكوري والباني يجوز ألنهم يعتبرون واضح المعاني ذوان عدلوا عن خفي القياس ،فذذا ببت
مييا وصييفنا ميين النييروط المعتبيرة فييي والييية القضيياء ،فييال يجييوز أن يييولى إال بعييد العلييم باجتماعهييا فيييه؛ إمييا
بتقدم معرفة ،ذواما باختيار ومسألةي قد قلد رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم عليياً علييه السيالم قضياء الييمن
ولم يختبرو لعلمه بيه ولكين وصياو تنبيهياً عليى وجيه القضياء فقيال" :ا ا حضار فصامام بايم يادية فا
تقض ألحدهما حتى تسمع ك م اآلفر"ي
ويجييوز لميين اعتقييد مييذهب النييافعي رحمييه اهلل أن يقلييد القضيياء ميين اعتقييد مييذهب أبييي حنيفيية ألن
للقاضي أن يجتهد برأيه في قضا ه وال يلزمه أن يقلد في النوازل واألحكام من اعتزى إلى مذهبه ،فذذا كيان
نافعياً لم يلزمه المصير في أحكامه إلى أقاويل النيافعي حتيى يؤدييه اجتهيادو إليهيا ،فيذن أداو اجتهيادو إليى
األخذ بقول أبي حنيفة عمل عليه وأخذ به ،وقد منا بعض الفقهاء من اعتيزى إليى ميذهب أن يحكيم بغييرو،
فمنا النافعي أن يحكم بقول أبي حنيفة ،ومنا الحنفي أن يحكم بمذهب النيافعي إذا أداو اجتهيادو إلييه لميا
يتوجه إليه من التهمة والممايلة في القضايا واألحكام ذواذا حكم بمذهب ال يتعيداو كيان أنفيى للتهمية وأرضيى
للخصوم ،وهذا ذوان كانت الساسية تقتضيه فأحكام النر ال توجبه ألن التقليد فيها محظور واالجتهياد فيهيا
مسييتحق ،ذواذا نفييذ قضيياؤو بحكييم وتجييدد مبلييه ميين بعييد أعيياد االجتهيياد فيييه وقضييى بمييا أداو اجتهييادو إليييه ذوان
خالف ما تقدم من حكمه فذن عمر رضي اهلل عنه قضى في المنركة بالتنريك في عام وترك التنريك في
غيرو فقيل له ما هكذا حكمت في العام الماضي ،فقال تلك على ما قضينا وهذو على ما نقضيي
فلييو نييرط المييولى وهييو حنفييي أو نييافعي ميين والء القضيياء أن يحكييم إال بمييذهب النييافعي أو أبييي
حنيفة فهذا على ضربين :أحيدهما أن ينيترط ذليك عمومياً فيي جمييا األحكيام ،فهيذا نيرط باطيل سيواء كيان
موافقاً لمذهب المولى أو مخالفاً ليه ،وأميا صيحة الواليية فيذن ليم يجعليه نيرطاً فيهيا وأخرجيه مخيرج األمير أو
مخرج النهى وقال قد قلدتك القضاء فاحكم بمذهب النافعي رحمه اهلل على وجه األمر أو ال تحكم بمذهب
أبي حنيفة على وجه النهى كانت الوالية صحيحة والنرط فاسداً سواء تضمن أم اًر أو نهياً ويجوز أن يحكم
بما أداو اجتهادو إليه سواء وافق نرطه أو خالفه ويكون انتراط المولي لذلك قيدحاً فيهيا إن عليم أنيه انيترط
ما ال يجوز؛ وال يكون قدحاً إن جهل لكن ال يصح ما الجهل به أن يكون مواليياً وال واليياً ،فيذن أخيرج ذليك
مخرج النرط في عقد الوالية فقال قد قلدتك القضاء على أن ال تحكم فيه إال بمذهب النافعي أو بقول أبي
حنيفيية كانييت الوالييية باطليية ألنييه عقييدها علييى نييرط فاسييدي وقييال أهييل العيراقي تصييح الوالييية ويبطييل النييرط،
والضرب الباني أن يكون النيرط خاصياً فيي حكيم بعينيه ،فيال يخليو النيرط مين أن يكيون أمي اًر أو نهيياً ،فيذن
كيان أمي اًر فقييال لييه أقييد ميين العبييد بييالحر وميين المسييلم بالكييافر واقييتص فييي القتييل بغييير الحديييد كييان أميرو بهييذا
النرط فاسداً بم إن جعله نرطاً في عقد الوالية فسدت ذوان لم يجعله نرطاً فيها صحت وحكم في ذليك بميا
يؤديه اجتهادو إليهي ذوان كان نهياً فهو عليى ضيربين :أحيدهما أن ينهياو عين الحكيم فيي قتيل المسيلم بالكيافر
والحر بالعبد ،وال يقضي فيه بوجوب قود وال بذسقاطه فهذا جا ز ألنه اقتصير بواليتيه عليى ميا عيداو فصيار
ذلك خارجاً عن نظرو ،والضرر الباني أن ال ينهاو عن الحكم وينهاو عن القضاء في القصاصي
فقييد اختلييف أصييحابنا فييي هييذا النهييي هييل يوجييب ص يرفه عيين النظيير فيييه علييى وجهييين أحييدهما أن
يكييون ص يرفاً عيين الحكييم فيييه وخارج ياً عيين واليتييه فييال يحكييم فيييه بذببييات قييود وال بذسييقاطهي والبيياني أنييه ال
يقتضييي الصييرف عنييه ويجييرو عليييه حكييم األميير بييه ويببييت صييحة النظيير إن لييم يجعلييه نييرطاً فييي التقليييد
ويحكم فيه بما يؤديه اجتهادو إليهي
ووالية القضاء تنعقد بما تنعقد به الواليات ما الحضور باللفظ منافهة وما الغيبة مراسلة ومكاتبية
لكن ال بد ما المكاتبة من أن يقترن بها من نواهد الحال ما يدل عليها عند المولى وأهل عملهي
واأللفياظ التييي تنعقيد بهييا الواليية ضيربان :صيريح وكنايييةي فالصيريح أربعيية ألفياظ :قييد قليدتك ووليتييك
واسييتخلفتك واسييتنتك ،فييذذا أتييى بأحييد هييذو األلفيياظ انعقييدت والييية القضيياء وغيرهييا ميين الواليييات وليييس يحتيياج
معها إلى قرينة أخرى إال أن يكون تأكيداً ال نرطاًي فأما الكناية فقد ذكر بعض أصحابنا أنها سبعة ألفياظ:
قد اعتمدت عليك وعولت عليك ورددت إليك وجعلت إليك وفوضت إليك ووكلت إلييك وأسيندت إلييك ،فهيذو
األلفاظ لما تضمنته من االحتمال تضعف في الوالية عن حكم الصريح حتى يقترن بها فيي عقيد الواليية ميا
ينفي عنها االحتمال فتصيير ميا ميا يقتيرن بهيا فيي حكيم الصيريح مبيل قوليه فيانظر فيميا وكلتيه إلييك واحكيم
فيما اعتمدت فيه عليك فتصير الوالية بهذو القرينة ما ما تقدم من الكناية منعقدة ،بم تمامهيا موقيوف عليى
قبول المولي ،فذن كيان التقلييد منيافهة فقبوليه عليى الفيور لفظياً ،ذوان كيان م ارسيلة أو مكاتبية جياز أن يكيون
علييى الت ارخييي ،ويجييوز قبولييه بييالقول مييا الت ارخيييي واختلييف فييي صييحة القبييول بالنييرو فييي النظيير؛ فجييوزو
بعضهم وجعله كالنطق وأباو آخرون حتى يكون نطقاً ألن النرو في النظر فير لعقيد الواليية فليم ينعقيد بيه
قبولهاي ويكون تمام الوالية ما ما ذكرنا من لفظ التقليد معتبي اًر بأربعية نيروط :أحيدها معرفية الميولي للميولى
بأنه على الصفة التي يجوز أن يولى معها ،فذن ليم يعليم أنيه عليى الصيفة التيي تجيوز معهيا تليك الواليية ليم
يصييح تقليييدو ،فلييو عرفهييا بعييد التقليييد اسييتأنفها ولييم يجييز أن تعييول علييى مييا تقييدمهاي والنييرط البيياني :معرفيية
المييولي بمييا عليييه المييولى ميين اسييتحقاق تلييك الوالييية بصييفاته التييي يصييير بهييا مسييتحقاً لهييا وأنييه قييد تقلييدها
وصييار مسييتحقاً لينابيية فيهييا إال أن هييذا نييرط معتبيير فييي قبييول المييولي وجيواز نظيرو وليييس بنييرط فييي عقييد
تقليدو وواليته ،بخالف النرط المتقدم وليس يراعى في هذو المعرفية المنياهدة بيالنظري ذوانميا ي ارعيى انتنيار
يتتابا الخبر والنرط البالث ذكر ما تضيمنه التقلييد مين واليية القضياء أو إميارة اليبالد أو جبايية الخيراج ألن
هييذو نييروط معتب يرة فييي كييل تقليييد فييافتقرت إلييى تسييمية مييا تضييمنت ليييعلم علييى أو نظيير عقييدت فييذن جهييل
فسدت ،والنرط الرابا ذكر تقليد البلد الذو عقدت الوالية علييه ليعيرف بيه العميل اليذو يسيتحق النظير فييه،
وال تصح الوالية ما الجهل به فذذا انعقدت تيم تقلييد الواليية بميا ذكرنيا مين النيروط واحتياج فيي ليزوم النظير
إلييى نييرط از ييد علييى نييروط العقييد وهييو إنيياعة تقليييد المييولى فييي أهييل عملييه ليييذعنوا بطاعتييه وينقييادوا إلييى
حكمه وهو نرط في لزوم الطاعة وليس بنرط في نفوذ الحكم ،فذذا صحت عقداً ولزومياً بميا وصيفنا صيح
فيها نظر المولي والمولى كالوكالة ألنهما معاً استنابة ولم يلزم المقيام عليهيا مين جهية الميولى وال مين جهية
المولي وكان للمولي أن يعزله عنها متى ناء ،وللمولى عيزل نفسيه عنهيا إذا نياء غيير أن األوليى بيالمولي
أن يعزله إال بعذر ،وأن ال يعتزل المولى إال من عذر لما فيي هيذو الواليية مين حقيوق المسيلمين ،فيذذا عيزل
أو اعتزل جب إظهيار العيزل كميا وجيب إظهيار التقلييد حتيى ال يقيدم عليى إنفياذ حكيم وال يغتير بيالترافا إلييه
خصم ،فذن حكم بعد عزله وقد عرف عزله لم ينفذ حكمه ،ذوان حكيم غيير عيالم بعزليه كيان فيي نفيوذ حكميه
وجهان كاختالفهما في عقود الوكيلي
وال تخلو والية القاضي من عموم أو خصوص ،فذن كانت واليته عامة مطلقة التصرف في جمييا
ما تضمنته فنظرو منتمل على عنرة أحكام :أحدها فصل فيي النازعيات وقطيا التنياجر والخصيومات ،إميا
صييلحاً عيين ت يراض وي ارعييي فيييه الجيواز أو إجبييا اًر بحكييم بييات يعتبيير فييي الوجييوبي والبيياني اسييتيفاء الحقييوق
ممن مطل بها ذوايصالها إلى مستحقها بعد ببوت استحقاقها من أحد وجهين :إقرار ،أو بينةي
واختلف في جيواز حكميه فيهيا بعلميه ،فجيوزو ماليك والنيافعي رضيي اهلل عنهميا أصيح قولييه ،ومنيا
منه في القول اجخري وقال أبو حنيفية رحميه اهلل يجيوز أن يحكيم بعمليه فيميا علميه فيي واليتيه وال يحكيم بميا
علميه قبلهيياي والبالييث ببييوت الواليية علييى ميين كييان ممنيو التصييرف بجنييون أو صييغر والحجير عييل ميين يييرى
الحجر علييه لنفسيه أو فلييس حفظياً لمميوال عليى مسيتحقيها وتصيحيحاً ألحكيام العقيود فيهياي وال اربيا النظير
فييي األوقييات بحفييظ أصييولها وتنمييية فروعهييا والقييبض عليهييا وصيرفها فييي سييبيلها ،فييذن كييان عليهييا مسييتحق
للنظر فيها ارعياو ذوان ليم يكين تيوالو ،ألنيه ال يتعيين للخياص فيهيا إن عميت ،ويجيوز أن يقضيي إليى العميوم
ذوان خصت ،والخامس تنفيذ الوصايا على نروط الموصي فيما أباحه النر ولم يحظرو ذوان كانت لمعينين
كييان تنفيييذها باإلقبيياض ،ذوان كانييت فييي موص ييوفين كييان تنفيييذها أن يتعييين مسييتحقوها باالجتهيياد ويملكي يوا
باإلقبيياض فييذن كييان فيهييا وصييي ارعيياو ذوان لييم يكيين ت يوالوي والسييادس تييزويج األيييامى باألكفيياء إذا عييد ميين
األولياء ودعين إلى النكا ،وال يجعله أبو حنيفة رضيي اهلل عنيه مين حقيوق واليتيه لتجيويز تفيرد األييم بعقيد
النكا ي والسابا إقامة الحدود على مستحقيها ،فذن كان من حقوق اهلل تعالى تفرد باستيفا ه من غير طالب
إذا ببت بذقرار أو بينة ،ذوان كان من حقوق اجدميين كيان موقوفياً عليى طليب مسيتحقهي وقيال أبيو حنيفية ال
يسييتوفيها مع ياً إال بخصييم مطالييبي والبييامن النظيير فييي مصييالح عملييه ميين الكييف عيين التعييدو فييي الطرقييات
واألقبية ذواخراج ماال يستحق من األجنحة واألبنية ،وله أن ينفيرد بيالنظر فيهيا ذوان ليم يحضيرو خصيمي وقيال
أبو حنيفة ال يجوز له النظر فيها إال بحضور خصم مستعد ،وهيي مين حقيوق اهلل تعيالى التيي يسيتوو فيهيا
المسيتعدو وغييير المسيتعدو فكييان تفيرد الوالييية بهيا أخييصي والتاسيا تصييفح نيهودو وأمنا ييه واختييار النييا بين
عنييه ميين خلفا ييه فييي إقيرارهم والتعويييل عليييهم مييا ظهييور السييالمة واالسييتقامة وص يرفهم واالسييتبدال بهييم مييا
ظهييور الجيير والخيانييةي وميين ضييعف ميينهم عمييا يعانيييه كييان موليييه بالخيييار فييي أصييلح األم يرين :إمييا أن
يستبدل به من هو أقيوى منيه وأكفيى ،ذواميا أن يضيم إلييه مين يكيون اجتماعيه علييه وأنفيذ وأمضيىي والعانير
التسييوية فييي الحكييم بييين القييوو والضييعيف والعييدل فييي القضيياء بييين المنييروف والنيريف ،وال يتبييا ه يواو فييي
تقصير المحق أو ممايلة مبطل ،قال اهلل تعالى" :يا داود انا ج لناة فليفة في األرض فااحكم بايم
بالحق وال تتباع الااوى فيضالة عام سابيل اهلل ام الا ي يضالوم عام سابيل اهلل لاام النا
ع اب دديد بما نسوا يوم الحساب"ي
وقد استوفى عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه في عهدو إليى أبيي موسيى األنيعرو نيروط القضياء
وبين أحكام التقليد فقال فيه :أما بعد ،فذن القضاء فريضة محكمة وسينة متبعية ،فيافهم إذا أدليي إلييك ،فذنيه
ال ينفا تكلم بحق ال نفاذ له ،وآس بين الناس في وجهك وعدلك ومجلسك حتى ال يطما نريف في حيفيك
وال ييأس ضعيف من عدلكي البينة عليى مين ادعيى واليميين عليى مين أنكير؛ والصيلح جيا ز بيين المسيلمين
إال صلحاً أحل حراماً أو حرم حيالالً ،وال يمنعيك قضياء قضييته أميس فراجعيت الييوم فييه عقليك وهيديت فييه
لرندك أن ترجا إلى الحق فذن الحيق قيديم ،ال يبطليه نييء ومراجعية الحيق خيير مين التميادو فيي الباطيل؛
الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك ما ليس فيي كتياب اهلل تعيالى وال سينة نبييه ،بيم اعيرف األمبيال واألنيباو؛
وقس األمور بنظا رها ،واجعل لمن ادعى حقياً غا بياً أو بينية اميداً ينتهيي إلييه ،فمين أحضير بينية أخيذت ليه
لحقه ذواال استحلل القضية عليه ،فذن ذلك أنفى للنك وأجلى للعمى؛ والمسلمون عدول بعضهم على بعض
إال مجليوداً فيي حيد أو مجربياً علييه نيهادة زور أو ظنينياً فيي والء أو نسيب ،فيذن اهلل عفيا عين األيميان ود أر
بالبيناتي ذواياك والقلق والضجر والتأفف بالخصوم فذن الحق في مواطن الحق يعظم اهلل به األجر ويحسين
به الذكر ،والسالمي
فييذن قيييل ففييي هييذا العهييد خلييل ميين وجهييين :أحييدهما خلييوو ميين لفييظ التقليييد الييذو تنعقييد بييه الواليييةي
والباني اعتبارو في النهود عدالية الظياهر والمعتبير فييه عدالية البياطن بعيد الكنيف والمسيألةي قييل أميا خليوو
عن لفظ التقليد ففييه جوابيان :أحيدهما أن التقلييد تقدميه لفظياً وجعيل العهيد مقصيو اًر عليى الوصياية واألحكيام
والبيياني أن ألفيياظ العهييد تتضييمن معيياني التقلييد مبييل قولييه "فييأفهم إذا أدلييي إليييك" وكقولييه "فميين أحضيير بينيية
أخييذت لييه بحقييه" ذواال اسييتحللت القضييية عليييه فصييار فحييوى هييذو األواميير مييا نيواهد الحييال مغنيياً عيين لفييظ
التقليدي
وأمييا اعتبييارو فييي النييهود عداليية الظيياهر ففيييه جوابييان :أحييدهما أنييه يجييوز أن يكييون مميين يييرى ذلييك
فذكرو إخبا اًر عن إعتقادو فيه ال أم اًر بهي والباني معناو أنهيم بعيد الكنيف والمسيألة عيدول ميا ليم يظهير جير
إال مجلييوداً فييي حييد ،وليييس لهييذا القاضييي ذوان عمييت واليتييه جباييية الخيراج ،ألن مص يرفه موقييوف علييى رأو
غيرو من والة الجيو ي فأما أموال الصدقات فيذن اختصيت بنياظر خرجيت عين عميوم واليتيه ،ذوان ليم ينيدب
لها ناظر فقد تدخل في عموم واليته فيقبضها من أهلها ويصرفها في مستحقيها ألنها من حقوق اهلل تعيالى
فييمن سيماو لهيياي وقييل ال تيدخل فييي واليتيه ويكيون ممنوعياً مين التعيرض لهييا ألنهيا مين حقييوق األميوال التييي
تحمل على اجتهاد األ مة وكذلك القول في إمامة الجما واألعياد ،فأما إن كانت واليته خاصة فهي منعقدة
على خصوصها ومقصورة النظر عليى ميا تضيمنته كمين قليد القضياء فيي بعيض ميا قيدمناو مين األحكيام أو
في الحكم بذقرار دون البينة أو في الديون دون المنياكح أو فيي مقيدر بنصياب فيصيح هيذا التقلييد وال يصيح
للم ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييولى أن يتعي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييداو ألنه ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييا اسي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييتنابة فصي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييحت عمومي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ياً وخصوص ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ياً كالوكالي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييةي
ويجوز أن يكون القاضي عام النظر خاص العمل ،ليقلد النظر في جميا األحكام فيي أحيد جيانبي البليد أو
في محلة منه فينفذ جمييا أحكاميه فيي الجانيب اليذو قليدو والمحلية التيي عينيت ليه ،وينظير فييه بيين سياكنيه
وبين الطار ين إليه ،ألن الطارإ إليه كالساكن فيه إال أن يقتصر به على النظر بين ساكنيه دون الغريبين
والطييار ين إليييه فييال يتعييداهمي ولييو قلييد جميييا البلييد ليييحكم فييي أحييد جانبيييه أو فييي محليية منييه أو فييي دار ميين
دورو جاز له الحكم فيي كيل موضيا منيه ألنيه ال يمكين الحجير علييه فيي مواضيا جلوسيه ميا عميوم واليتيه،
فيذن أخييرج ذلييك خيرج النييرط فييي عقيد الوالييية أبطلهييا وكيان مييردود الحكييم فيي ذلييك الموضييا وغييرو ،ولييو قلييد
الحكيم فيييمن ورد إليييه فييي دارو أو فييي مسييجدو صييح وليم يجييز أن يحكييم فييي غييير دارو وال فييي غييير مسييجدو،
ألنه جعل واليته مقصورة على من ورد إلى دارو أو مسجدو وهم ال يتعينيون إال بيالورود إليهميا فليذلك صيار
حكمييه فيهمييا نييرطاًي قييال أبييو عبييد اهلل الزبيييرو :لييم تييزل األميراء عنييدنا بالبصيرة برهيية ميين الييدهر يستقضييون
قاضييياً علييى المسييجد الجيياما يسييمونه قاضييي المسييجد يحكييم فييي مييا تي درهييم وعن يرين دينييا اًر فمييا دونهييا
ويفرض النفقات وال يتعدى موضعه وال ما قدر لهي
ذواذا قلد قاضيان على بلد لم يخيل حيال تقلييدهما مين بالبية أقسيام :أحيدها أن إليى أحيدهما موضيعاً
منه ذوالى اجخر غيرو فيصح ،ويقتصر كل واحد منهم على النظر فيي موضيعه ،والقسيم البياني أن ييرد إليى
أحييدهما نييو ميين األحكييام ذوالييى اجخيير غي يرو كييرد المييداينات إلييى أحييدهما والمنيياكح إلييى اجخيير فيجييوز ذلييك
ويقتصر كل واحد منهما على النظر في ذلك الحكيم الخياص فيي البليد كليهي والقسيم الباليث أن ييرد إليى كيل
واحد منهما جميا األحكام في جميا البليدي فقيد اختليف أصيحابنا فيي جيوازو ،فمنعيت منيه طا فية لميا يفضيي
إليييه أمرهمييا ميين التنيياجر فييي تجيياذب الخصييوم إليهمييا ،وتبطييل واليتهمييا إن اجتمعييت ،وتصييح والييية األول
منهميا إن افترقيتي وأجازتييه طا فية أخييرى وهيم األكبييرون ألنهيا اسيتنابة كالوكاليية ،ويكيون القييول عنيد تجيياذب
الخصوم قول الطالب دون المطلوب ،فذن تسياويا اعتبير أقيرب الحياكمين إليهميا ،فيذن اسيتويا فقيد قييل يقير
بينهما وقيل يمنعان من التحاكم حتى يتفقا على أحدهماي
ويجوز أن تكون والية القاضي مقصورة على حكومة معينة بين خصمين فال يجوز أن ينفذ النظر
بينهما إلى غيرهما من الخصوم وتكون واليته عليى النظير بينهميا باقيية ميا كيان التنياجر بينهميا باقيياً ،فيذذا
بت الحكم بينهما زالت واليته ،ذوان تجددت بينهميا منياجرة أخيرى ليم ينظير بينهميا إال بيذذن مسيتجد ،فليو ليم
يعين الخصوم وجعل النظر مقصو اًر على األيام وقال قلدتك النظر بين الخصوم في يوم السبت وحدو جاز
نظرو فيه بين الخصوم فيي جمييا اليدعاوو ،وتيزول واليتيه بغيروب النيمس منيه ،وليو قيال قليدتك النظير فيي
كل يوم سبت جاز أيضاً وكان مقصور النظر فيهي فذذا خرج يوم السبت ليم تيزل واليتيه لبقا هيا عليى أمباليه
ميين األيييام ذوان كييان ممنوعياً ميين النظيير فيمييا عييداو ،ولييو قييال ولييم يسييم أحييداً :ميين نظيير فييي يييوم السييبت بييين
الخصوم فهو خليفتي لم يجز للجهل بالمولى ،وألنه قد يجوز أن ينظر فيه من ليس من أهل االجتهاد ،فلو
قييال ميين نظيير فيييه ميين أهييل االجتهيياد فهييو خليفتييي لييم يجييز أيض ياً للجهييل بييه ،وألنييه يصييير تمييييز المجتهييد
موكوالً إلى رأو غيرو من الخصوم ،ولو قال من نظر فيه من مدرسي أصحاب النافعي أو مفتي أصيحاب
أبي حنيفة لم يجز ،وكذلك لو سمى عدداً فقال من نظر فيه من فيالن أو فيالن فهيو خليفتيي ليم يجيز سيواء
قييل العييدد أو كبيير ،ألن المييولى ميينهم مجهييول لكيين إذا قييال رددت النظيير فيييه إلييى فييالن وفييالن وفييالن جيياز
سواء قل العدد أو كبر، ،ألن جميعهم مولى فذذا نظر فيه أحيدهم تعيين وزال نظير البياقين ألنيه ليم يجمعهيم
على النظر ذوانما أفرد به أحدهم ،فذن جمعهم على النظر فيه لم يجز إن كبر عددهم ،وفي جيوازهم إن قيل
وجهان من اختالف أصحابنا في الجما بين قاضييني
فأما طلب القضاء وخطبة الوالة عليه :فذن من غير أهل االجتهاد فيه كان تعرضه لطلبه محظو اًر
وصار بالطلب مجروحاً ،ذوان كان من أهله على السفة التي يجيوز معهيا نظيرو فليه فيي طلبيه بالبية أحيوال:
أحدها أن يكون القضاء في غير مستحقه ،إما لنقص علمه ،ذواما لظهيور جيورو فيخطيب القضياء دفعياً لمين
ال يستحقه ليكون فيمن هو بالقضاء أحق فهذا سا غ لما تضيمنه مين دفيا منكير ،بيم ينظير ،فيذن كيان أكبير
قصدو إزالة غير المستحق كان مأجو اًر ،ذوان كان أكبيرو اختصاصيه بيالنظر فييه كيان مباحياً :والحالية البانيية
أن يكون القضاء في مستحقه ومن هو أهله ويريد أن يعزله عنه إما لعداوة بينهما ذواميا ليجير بالقضياء إليى
نفسيه نفعياً؛ فهيذا الطلييب محظييور وهيو بهييذا الطليب مجييرو ي والحاليية البالبية أن ال يكييون فيي القضيياء نيياظر
وهييو خييال ميين وال عليييه؛ في ارعييي حالييه فييي طلبييه ،فييذن كييان لحاجتييه إلييى رزق القضيياء المسييتحق فييي بييت
المييال كييان طلبييه مباح ياً ،ذوان كييان لرغبيية فييي إقاميية الحييق وخوفييه أن يتعييرض لييه غييير مسييتحق كييان طلبييه
مسييتحباً ،فييذن قصييد بطلبييه المباهيياة والمنزليية فقييد اختلييف فييي كراهييية ذلييك مييا االنفيياق علييى ج يوازو ،فكرهتييه
طا فة ألن طلب المباهاة والمنزلة في الدنيا مكروو ،قال اهلل تعيالى" :تلة الدار اآلفرة نج لاا لل يم ال
يريدوم علواً في األ رض وال فساداً وال اوبة للمتقيم"ي
وذهبت طا فة أخرى إلى أن طلبه لذلك غير مكروو ،ألن طلب المنزلة مما أبيح ليس بمكروو ،وقد
رغب نبي اهلل يوسف عليه السالم إلى فرعون في الواليية والخالفية فقيال" :اج لناي علاى فا از م األرض
اني حفيظ عليم"ي
فطلب الوالية وصف نفسه بميا يسيتحقها بيه مين قوليه "اناي حفايظ علايم" وفييه تيأويالن :أحيدهما
حفييظ لميا اسيتودعتني علييم بميا وليتنييي ،وهيذا قيول عبيد اليرحمن بين زيييد ،والبياني أنيه حفييظ للحسياب عليييم
باأللسن ،وهذا قول إسحاق بن سفياني وخرج هذا القول عن حد التزكية لنفسه والميد لهيا ألنيه كيان لسيبب
دعا إليهي واختلف ألجل ذلك في جواز الوالية من قبل الظالم ،فذهب قوم إلى جوازها إذا عميل بيالحق فيميا
يتوالو ،ألن يوسف عليه السالم تولى من قبل فرعون ليكون بعدله دافعاً لجوروي
وذهبت طا فة أخرى إلى حظرها والمنا من التعرض لها لما فيها من تولى الظالمين والمعونة لهيم
وتزكيتهم بالتقليد أو أمرهمي
وأجييابوا عيين والييية يوسييف عليييه السييالم ميين قبييل فرعييون بجيوابين :أحييدهما أن فرعييون يوسييف كييان
ص ي ي ي ي ييالحاً ذوانم ي ي ي ي ييا الط ي ي ي ي يياغي فرع ي ي ي ي ييون موس ي ي ي ي ييىي والب ي ي ي ي يياني أن ي ي ي ي ييه نظ ي ي ي ي يير ف ي ي ي ي ييي أمالك ي ي ي ي ييه دون أعمال ي ي ي ي ييهي
فأمييا بييذل المييال علييى طلييب القضيياء فميين المحظييورات ألنهييا رنييوة محرميية يصييير البيياذل لهييا والقابييل لهييا
مجروحيني
روى بابييت عيين أنييس "يم رساااول اهلل صااالى اهلل علياااه وسااالم ل ااام الراداااي والمرتداااي
والرايش"ي
والراني :باذل الرنوة :والمرتني قابلهاي والراي :المتوسط بينهماي
وليس لمن تقلد القضاء أن يقبل هدية من خصم وال من أحد من أهل عمله ذوان لم يكين ليه خصيم
ألنه قد يستعديه فيما يليهي
روو ع ي ي ي يين النب ي ي ي ييي ص ي ي ي ييلى اهلل علي ي ي ي ييه وس ي ي ي ييلم أن ي ي ي ييه ق ي ي ي ييال" :هاااااااااادايا األمااااااااااراء غلااااااااااول"ي
فذن قبلها وعجل المكافأة عليها ملكها ،ذوان لم يعجل المكافأة عليها كان بيت المال أحق بها إن تعذر ردها
على المهدو ألنه أولى بها منه ،وليس للقاضي تأخير الخصوم إذا تنازعوا إليه إال من عذري وال يجوز ليه
أن يحجب إال في أوقات االستراحة ،وليس له أن يحكم ألحد من والديه وال مين أوالدو ألجيل التهمية ويحكيم
عليهم الرتفاعها ،وكذلك ال ينهد لهم وينهد عليهم ،وينهد لعدوو وال ينهد عليه ،ويحكم ذوان وطئ من ليم
يدخل في السبي حيد ،ألن وطأهيا زنيا ،وليم يلحيق بيه وليدها إن علقيتي فيذذا عقيدت هيذو اإلميارة عليى غيزوة
واحدة لم يكن ألميرها أن يغيزو غيرهيا سيواء غينم فيهيا أو ليم يغينم ،ذواذا عقيدت عمومياً عامياً بعيد عيام لزميه
معاودة الغزو في كل وقت يقدر على غزو فيه وال يفتر عنه ما ارتفا الموانا إال قدر االسيتراحة وأقيل ميا
يجزيييه أن ال يعطييل عام ياً ميين جهيياد ولهييذا األميير إذا فوضييت إليييه اإلمييارة علييى المجاهييدين أن ينظيير فييي
أحكامهم ويقييم الحيدود علييهم وسيواء مين ارتيزق مينهم أو تطيو ،وال ينظير فيي أحكيام غييرهم ميا كيان سيا اًر
إلى بغرة ،فيذذا اسيتقر فيي البغير اليذو تقليدو جياز أن ينظير فيي أحكيام جمييا أهليه مين مقاتلتيه ورعيتيه ،ذوان
كانت إمارة خاصة أجرى عليها حكم الخصوصي
الباب السابع
في والية المظالم
ونظيير المظييالم هييو قييود المتظييالمين إلييى التناصييف بالرهبيية وزجيير المتنييازعين عيين التجاحييد بالهيبيية
فكييان ميين نييروط النيياظر فيهييا أن يكييون جليييل القييدر ،نافييذ األميير ،عظيييم الهيبيية ظيياهر العفييةي قليييل الطمييا
كبي يير ال ييور ،ألن ييه يحت يياج ف ييي نظي يرو إل ييى س ييطوة الحم يياة وبب ييت القض يياة ،فيحت يياج إل ييى الجم ييا ب ييين ص ييفات
الف يريقين ،وأن يكييون بجالليية القييدر نافييذ األميير فييي الجهتييين ،فييذن كييان مميين يملييك األمييور العاميية كييالوزراء
واألميراء لييم يحييتج النظيير فيهييا إلييى تقليييد وكييان لييه بعميوم واليتييه النظيير فيهييا ،ذوان كييان مميين لييم يفييوض إليييه
عميوم النظيير احتياج إلييى تقليييد وتوليية إذا اجتمعييت فييه النييروط المتقدميية ،وهيذا إنمييا يصيح فيييمن يجييوز أن
يختييار لوالييية العهييد أو لييو ازرة التفييويض أو إلمييارة األقيياليم إذا كييان نظيرو فييي المظييالم عامياً ،فييذن اقتصيير بييه
علييى تنفيييذ مييا عج يز القضيياة عيين تنفيييذو ذوامضيياء مييا قصييرت يييدهم عيين إمضييا ه جيياز أن يكييون دون هييذو
الراتبيية فييي القييدر والخطيير بعييد أن ال تأخييذو فييي الحييق لوميية ال ييم وال يستنييفه الطمييا إلييى رنييوةي فقييد نظيير
رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم المظالم في النرب الذو تنازعه الزبير بن العوام رضي اهلل عنه ورجل مين
األنصيار فحضيرو بنفسيه فقييال الزبيير" :اسااق يناات يااا زبياار ثاام األنصااار فقااال األنصاااري انااه الباام
عمتة يا رسول اهلل فهضاب مام وولاه وواال ياا زبيار يجاره علاى بطناه حتاى يبلال المااء الاى
الك بيم"ي
ذوانما قال أجرو عل بطنه أدباً له لجرأته عليهي واختلف لم أميرو بيذجراء المياء إليى الكعبيين هيل كيان
حقاً بينه لهما حكماً أو كان مباحاً فأمرو به زج اًر على جوابين ،ولم ينتدب للمظالم مين الخلفياء األربعية أحيد
ألنهيم فيي الصيدر األول ميا ظهيور اليدين علييهم بييين مين يقيودو التناصيف إليى الحيق أو يزجيرو اليوعظ عيين
الظلم ،ذوانما كانت المنازعات تجرو بيينهم فيي أميور منيتبهة يوضيحها حكيم القضياء ،فيذن تجيوز مين جفياء
أعيرابهم متجييوز تنيياو الييوعظ أن يييدبر وقييادو العنييف أن يحسيين فاقتصيير خلفيياء السييلف علييى فصييل التنيياجر
بييينهم بييالحكم والقضيياء تعيين ياً للحييق فييي جهتييه النقيييادهم إلييى التزمييه ،واحتيياج علييي رضييي اهلل عنييه حييين
تيأخرت إمامتيه واخيتلط النياس فيهيا وتجيوروا إليى فصيل صيرامة فيي السياسية وزييادة تييقظ فيي الوصيول إليى
غوامض األحكام فكيان أول مين سيلك هيذو الطريقية واسيتقل بهيا وليم يخيرج فيهيا إليى نظير المظيالم المحيض
السييتغنا ه عنييهي وقييال فييي المنبرييية :صييار بمنهييا تسييعاًي وقضييى فييي القارصيية والقامصيية والواقصيية بالدييية
أبالماًي وقضى في ولد تنازعته امرأتان بما أدى إلى فصل القضياء ،بيم انتنير األمير بعيدو حتيى بعيدو حتيى
تجاهر الناس بالظلم والتغالب ولم يكفهم زواجر العظة عن التمانا والتجياذب ،فاحتياجوا فيي رد المتغلبيين
وأنصيياف المغلييوبين إلييى نظيير المظييالم الييذو يمتييزج بييه قييوة السييلطنة بنصييف القضيياء ،فكييان أول ميين أفييرد
للظالمات يوم يتصفح فيه قصص المتظلمين من غير مبانرة للنظر عبد الملك بن مروان ،فكان إذا وقيف
منها على منكل أو احتاج فيها إلى حكم منفذ ردو إلى قاضييه أبيي إدرييس األودو فنفيذ فييه أحكاميه لرهبية
التجييارب ميين عبييد الملييك بيين مييروان فييي عملييه بالحييال ووقوفييه علييى السييبب ،فكييان أبييو ادريييس هييو المبانيير
وعبد الملك هو اجمري بم زاد من جيور اليوالة ظليم العتياة ميا ليم يكفهيم عنيه إال أقيوى األييدو وأنفيذ األوامير،
فكييان عميير بيين عبييد العزيييز رحمييه اهلل أول ميين نييدب نفسييه للنظيير فييي المظييالم فردهييا و ارعييى السيينن العادليية
وأعادهيا ،ورد مظييالم بنييي أمييية علييى أهلهييا حتييى قيييل لييه وقييد نييدد عليييهم فيهييا وأغلييظ إنييا نخيياف عليييك ميين
ردها العواقيب ،فقيال كيل ييوم أتقييه وأخافيه دون ييوم القيامية ال وقيتيهي بيم جليس لهيا مين خلفياء بنيي العبياس
جماعة ،فكان أول من جلس لها المهدو ،بم الهادو ،بم الرنيد ،بم الميأمون في خر مين جليس لهيا المهتيدو
حتى عادت األمالك إلى مستحقيهاي وقد كان ملوك الفرس يرون ذلك من قواعد الملك وقوانين العدل الذو
فييي الجاهلييية حييين كبيير فيييهم ال يعمييم الصييال إال بمراعاتييه وال يييتم التناصييف إال بمبانيرتهي وكانييت قيري
الزعماء وانتنرت فيهم الرياسة وناهدوا مين التغاليب والتجياذب ميا ليم يكفهيم عنيه سيلطان قياهر عقيدوا حلفياً
على رد المظالم وأنصاف المظلوم من الظالم وكان سببه ما حكاو الزبير بين بكيار أن رجيالً مين الييمن مين
بني زبيد قدم مكة معتم اًر ببضاعة فانتراها منه رجل من بني سهم ،وقيل أنه العاص بن وا ل فلوى الرجيل
بحقه فسأله ماله أو متاعه فامتنا عليه فقام على الحجر وأننظ بأعلى صوته من البسيط:
ببطن مكة فأنى الدار والنيفير *** يال قصي لمظلوم بضياعيتيه
بين المقام وبين الحجر والحجر *** وانعث محرم لم تقض حرمتيه
أو ذاهب في ضالل مال معتمر ** أقا م من بني سهم بيذميتيهيم
بيم قييس بين نييبة السييلمي بيا متاعياً عليى أبييي بين خليف فليواو وذهييب بحقيهي فاسيتجار برجيل ميين
بين جما فلم يجرو ،فقال قيس من الرجز:
يال قصي كيف هذا في الحرم *** وحرمة البيت وأحالف الكرم
*** أظلم ال يمنا عني من ظاليم
*** وقد نربت بكأس الذل أنفياسيا إن كان جارك لم تنفعك ذميتيه
*** ال تلق تأديبهم فحناً وال بياسيا فأت البيوت وكن من أهلها صدداً
*** يلق ابن حرب ويلق المرء عباسا ومن يكن بفناء البيت معتصيمياً
*** بالمجد والحزم ما عانا وما ساما بأخالق ميكيميلة قومي قري
*** والمجد يورث أخماساً وأسداسيا ساق الحجيج وهذا نانر فيليج
فتحيالفوا فيي دار فقام أبو سفيان والعباس بن عبد المطلب فيردا علييه ماليه واجتمعيت بطيون قيري
عبد اهلل بين جيدعان عليى رد المظيالم بمكية وأن ال يظليم أحيد إال منعيوو وأخيذوا للمظليوم حقيه ،وكيان رسيول
اهلل صلى اهلل عليه وسلم يوم ذ معهم قبل النبوة وهو ابن خمس وعنرين سنة فعقدو حلف الفضول في دار
عبد اهلل بن جدعان ،فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ذاك اًر للحيال" :لقاد داادت فاي دار عباد اهلل
الفضول مالو دعيت اليه ألجبت ،وما يحب يم لي به حمر الن م"ي بم جدعام حل
في هذا الحلف من البسيط: وأني بقصته وما يزيدو اإلسالم إال ندة فقال بعض قري
*** وزهرة لخير في دار ابن جدعان تيم بن مرة إن سألت وهانيمياً
*** ورقاء في فنن من جذ كتميان متحالفين على الندى ما عيردت
وهذا ذوان كان فعالً جاهلياً دعتهم إليه السياسة فقد صار بحضور رسول اهلل صلى اهلل عليه وسيلم
له وما قاله في تأكيد أمرو حكماً نرعياً وفعالً نبوياًي
فذذا نظر في المظالم من انتدب لها جعل لنظيرو يومياً معروفياً يقصيدو فييه المتظلميون ويراجعيه فييه
المتنييازعون ،ليكييون مييا سيواو ميين األيييام لمييا هييو موكييول إليييه ميين السياسيية والتييدبير إال أن يكييون ميين عمييال
المظالم المنفردين لها فيكون مندوباً للنظر في جميا األيام ،وليكن سهل الحجاب نزو األصحابي
ويستكمل مجلس نظرو بحضيور خمسية أصيناف ال يسيتغنى عينهم وال ينيتظم نظيرو إال بهيم :أحيدهم
الحماة واألوان لجذب القوى وتقويم الجروءي والصنف الباني القضاة والحكام الستعالم ما يببت عندهم مين
الحقييوق ومعرفيية مييا يجييرو فييي مجالسييهم بييين الخصييومي والصيينف البالييث الفقهيياء ليرجييا إليييهم فيمييا أنييكل
ويسألهم عما انتبه وأعضلي والصنف الرابا الكتاب ليببتوا ما جرى بين الخصوم وميا توجيه لهيم أو علييهم
من الحقوق ،والصنف الخيامس النيهود لينيهدهم عليى ميا أوجبيه مين حيق وأمضياو مين حكيم ،فيذذا اسيتكمل
مجلس المظالم بمن ذكرنا من األصناف الخمسة نر حين ذ في نظرهاي
والذو يختص بنظر المظالم ينتمل على عنيرة أقسيام :فالقسيم األول النظير فيي تعيدو اليوالة عليى
الرعييية وأخييذهم بالعسييف فييي السيييرة ،فهييذا ميين لييزوم النظيير فييي المظييالم الييذو ال يقييف علييى ظالميية مييتظلم،
فيكون لسيرة الوالة متصفحاً عن أحوالهم مستكنيفاً ليقيويهم إن أنصيفوا ويكفهيم إن عسيفوا ،ويسيتبدل بهيم إن
لم يصنفواي
حكييي أن عميير بيين عبييد العزيييز خطييب علييى النيياس فييي أول خالفتييه وكانييت ميين أول خطبيية فقييال
لهم :أوصيكم بتقوى اهلل ،فذنه ال يقبل غيرها وال يرحب إال أهلها ،وقد كان قوم من الوالة منعيوا الحيق حتيى
انترى منهم نراء وبذلوا الباطل حتى افتدى منهم فداء ،واهلل لوال سنة من الحيق أميتيت فأحييتهيا وسينة مين
وقتاً واحداًي أصلحوا آخرتكم تصلح لكم دنياكم ،إن ام أر ليس بينه الباطل أحييت فأمتها ما باليت أن أعي
وين آدم إال الموت لمعرق له في الموتي
والقسم البياني :أجيوز العميال فيميا يجبونيه مين األميوال فيرجيا فييه إليى القيوانين العادلية فيي دواويين
األ مة فيحمل النياس عليهيا ويأخيذ العميال بهيا وينظير فيميا اسيتزادوو ،فيذن رفعيوو إليى بييت الميال أمير بيردو،
ذوان أخذوو ألنفسهم استرجعه ألربابهي
فقييد حكييي عيين المهييدو رضييي اهلل عنييه أنييه جلييس يوم ياً المظييالم فرفعييت إليييه قصييص فييي الكسييور
فسأل عنها ،فقال سليمان بن وهب :كان عمر بن الخطياب رضيي اهلل عنيه قسيط الخيراج عليى أهيل السيواد
ومييا فييتح ميين ن يواحي المنييرق والمغييرب ورق ياً وعين ياً وكانييت الييدراهم والييدنانير مضييروبة علييى وزن كسييرى
وقيصر ،وكان أهل البلدان يؤدون ما في أيديهم من المال عدداً وال ينظرون في فضل بعض األوزان عليى
بعيض ،بييم فسييد النيياس فصييار أربيياب الخيراج يييؤدون الطبرييية التييي هييي أربعيية دوانييق وتمسييكوا بييالوافي الييذو
وزنييه وزن المبقييال ،فلمييا ولييي زييياد العيراق طالييب بييأداء اليوافي وألييزمهم الكسييور وجييار فيييه عمييال بنييي أمييية،
إلى أن ولي عبد الملك بن مروان ،فنظير بيين اليوزنين وقيد وزن اليدراهم عليى نصيف وخميس المبقيال وتيرك
المبقييال علييى حالييه ،بييم إن الحجيياج ميين بعييدو أعيياد المطالبيية بالكسييور حتييى أسييقطها عميير بيين عبييد العزيييز
وأعادها من بعدو إلى أيام المنصور إلى أن خرب السواد فأزال المنصور الخراج عن الحنطة والنعير ورقياً
وصيرو مقاسمة وهما أكبر غالت السواد وأبقى اليسير من الحبيوب والنخيل والنيجر عليى رسيم الخيراج وهيو
كمييا يلزمييون اجن الكسييور والمييؤن؛ فقييال المهتييدو معيياذ اهلل أن ألييزم النيياس ظلمياً تقييدم العمييل بييه أو تييأخر،
أسقطوو عن الناس ،فقال الحسن بن مخلد إن أسقط أمير المؤمنين هذا ذهب من أموال السلطان في السنة
ابنا عنر ألف ألف درهم ،فقال المهتدو على أن أقرر حقاً وأزيل ظلماً ذوان أجحف بيت المالي
والقسم البالث :كتاب الدواوين ألنهم أمناء المسلمين على ببوت أميوالهم فيميا يسيتوفونه ليه ويوفونيه
منييه أعييادو؛ فيتصييفح أحيوال مييا وكييل إليييهم ،فييذن عييدلوا بحييق ميين دخييل أو خييرج إلييى زيييادة أو نقصييان إلييى
قوانينه وقابل على تجاوزوي
حكي أن المنصور رضي اهلل عنه بلغه عن جماعة من كتاب دواوينه أنهم زوروا فيه وغيروا فأمر
بذحضارهم وتقدم تأديبهم؛ فقال حدث منهم وهو يضر من الوافر:
*** فقد أتاك بعيد الدار مظلوم تدعون جيران مظلوماً ببابكم
فق ييال م ييا ظالم ييك؟ فق ييال غص ييبني الولي ييد ب يين عب ييد المل ييك ض يييعتي ،فق ييال ي ييا مي يراجم ا تن ييي ب ييدفتر
الصوافي بود في أصفى عبد اهلل الولييد بين عبيد المليك ضييعة فيالن ،فقيال أخرجهيا مين اليدفتر وليكتيب بيرد
ضيييعته إليييه ويطلييق لييه ضييعف نفقتييهي والضييرب البيياني ميين الغصييوب مييا تغلييب عليييه ذوو األيييدو القوييية
وتصرفوا فيه تصرف المالك بيالقهر والغلبية ،فيذا موقيوف عليى تظليم أربابيه وال ينتيز مين غاصيبه إال بأحيد
أربعية أميور ،إميا بيياعتراف الغاصيب ذواقي اررو ،ذوامييا بعليم واليي المظييالم فيجيوز ليه أن يحكييم علييه بعلميه ،ذوامييا
ببينة تنهد على الغاصب بغصبه أو تنيهد للمغصيوب منيه بملكيه ،ذواميا بتظياهر األخبيار اليذو ينفيي عنهيا
التواطؤ ،وال يختلج فيهيا النيكوك ألنيه لميا جياز للنيهود أن ينيهدوا فيي األميالك بظياهر األخبيار كيان حكيم
والة المظالم بذلك أحقي
والقسم السادس :منارفة الوقوف وهي ضربان :عامة وخاصة ،فأما العامة فيبيدأ بتصيفحها ذوان ليم
يكن فيها متظلم ليجريها على سبيلها ويمضيها على نروط واقفها إذا عرفهيا مين أحيد بالبية أوجيه :إميا مين
دواوين الحكام المندوبين لحراسة األحكام ،ذواما من دواوين السلطنة على ما جرى فيهيا مين معاملية أو ببيت
لها من ذكر وتسمية ،ذواما من كتب فيها قديمة تقا في النفس صحتها ذوان ليم ينيهد النيهود بهيا ألنيه لييس
يتعين الخصم فيها فكان الحكم أوسا منه في الوقوف الخاصةي
وأمييا الوقييوف الخاصيية فييذن نظ يرو فيهييا موقييوف علييى تظييالم أهلهييا عنييد التنيياز فيهييا لوقفهييا علييى
خصييوم متعينييين فيعمييل عنييد التنيياجر فيهييا علييى مييا تببييت بييه الحقييوق عنييد الحيياكم وال يجييوز أن يرجييا إلييى
ديوان السلطنة وال إلى ما يببت من ذكرها في الكتب القديمة إذا لم ينهد بها نهود معدلوني
والقسييم السييابا :تنفيييذ مييا وقييف القضيياة ميين أحكامهييا لضييعفهم عيين إنفاذهييا وعجييزهم عيين المحكييوم
عليه لتعززو وقوة يدو أو لعلو قدرو وعظم خطرو ،فيكون ناظر المظالم أقوى يداً وأنفذ أمي اًر فينفيذ الحكيم عليى
م ي ي ي ي ي ي يين توج ي ي ي ي ي ي ييه إلي ي ي ي ي ي ي ييه ب ي ي ي ي ي ي ييانت از م ي ي ي ي ي ي ييا ف ي ي ي ي ي ي ييي ي ي ي ي ي ي ي ييدو أو بذل ازم ي ي ي ي ي ي ييه الخ ي ي ي ي ي ي ييروج مم ي ي ي ي ي ي ييا ف ي ي ي ي ي ي ييي ذمت ي ي ي ي ي ي ييهي
والقسم البامن :النظر فيما عجز عنه النياظرون مين الحميية فيي المصيالح العامية كالمجياهرة بمنكير ضيعف
عن دفعه والتعدو في طريق عجز عن منعه والتحييف فيي ليم يقيدر عليى ردو فيأخيذهم بحيق اهلل تعيالى فيي
جميعه ويأمر بحملهم على موجبهي
والقسم التاسا :مراعاة للعبادات الظاهرة كالجما واألعياد والحيج والجهياد مين تقصيير فيهيا ذواخيالل
بني ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييروطها في ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييذن حقي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييوق اهلل أولي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييى أن تسي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييتوفي وفروضي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييه أحي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييق أن تي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييؤدىي
والقسم العانر :النظر بين المتناجرين والحكم بين المتنازعين فال يخرج في النظر بينهم عن موجب الحق
ومقتض يياو ،وال يس ييوغ أن يحك ييم بي يينهم إال بم ييا يحك ييم ب ييه الحك ييام والقض يياة وربم ييا ان ييتبه حك ييم المظ ييالم عل ييى
الناظرين فيها فيجورون في أحكامها ويخرجون إلى الحد الذو ال يسوغ فيهاي
والفرق بين نظر المظالم ونظر القضاة من عنرة أوجه :أحدها أن لناظر المظالم من فضل الهيبة
وقوة اليد ما ليس للقضياة فيي كيف الخصيوم عين التجاحيد ومنيا الظلمية مين التغاليب والتجياذبي والبياني أن
نظيير المظييالم يخييرج ميين ضيييق الوجييوب إلييى سييعة الج يواز فيكييون النيياظر فيييه أفسييح مجيياالً وأوسييا مقيياالًي
والبالييث أنييه يسييتعمل ميين فضييل اإلرهيياب وكنييف األسييباب باإلمييارات الداليية ون يواهد األح يوال الال حيية مييا
يضيييق علييى الحكييام فيصييل بييه إلييى ظهييور الحييق معرفيية المبطييل ميين المحييقي وال اربييا أن يقابييل ميين ظهيير
ظلمه بالتأديب ويأخذ من بان عدوانه بالتقويم والتهذيبي والخامس أن له من التأني في ترداد الخصوم عند
انيتباو أمييورهم واسيتبهام حقييوقهم ،لييمعن فييي الكنيف عيين أسيبابهم وأحيوالهم ميا لييبس للحكيام إذا سييألهم أحييد
الخصييمين فصييل الحكييم فييال يسييوغ أن يييؤخرو الحيياكم ويسييوغ أن يييؤخرو والييي المظييالمي والسييادس أن لييه رد
الخصوم إذا أعضلوا وساطة األمناء ليفصلوا التناز بينهم صلحاً عن تراضي ،وليس للقاضي ذلك إال عن
رضييى الخصييمين بييالردي والسييابا أن يفسييح فييي مالزميية الخصييمين إذا وضييحت أمييارات التجاحييد ويييأذن فييي
إلزام الكفالة فيما يسوغ فيه التكفل لينقاد الخصوم إلى التناصف ويعدلوا عن التجاحد والتكاذب ،والبامن أنه
يس يما ميين نييهادات المسييتورين مييا يخييرج عيين عييرف القضيياء فييي نييهادة المعييدليني التاسييا أنييه يجييوز لييه
إحالف النهود عند ارتيابه بهم إذا بدلوا أيمانهم طوعياً ويسيتكبر مين عيددهم لييزول عنيه النيك وينفيي عنيه
االرتياب ،وليس ذلك للحاكمي والعانر أنه يجوز أن يبتدإ باستدعاء النهود ويسألهم عما عندهم في تناز
الخصوم ،وعادة القضاة تكليف المدعي إحضيار بينية وال يسيمعونها إال بعيد مسيألته ،فهيذو عنيرة أوجيه يقيا
بها الفيرق بيين نظير المظيالم ونظير القضياء فيي التنياجر والتنياز وهميا فيميا عيداهما متسياويان ،وسنوضيح
من تفصيلهما ما تبين به إطالق ما بينهما من هذو الفروق إن ناء اهلل تعالىي
ذواذا كان كذلك لم يخل حال اليدعوى عنيد الت ارفيا فيهيا إليى واليي المظيالم مين بالبية أحيوال :إميا أن
يقترن بها ما يقويها أو يقتيرن بهيا ميا يضيعفها أو تخليو مين األميرين ،فيذن اقتيرن بهيا ميا يقويهياي فلميا اقتيرن
بها من القوة ستة أحوال تختلف بها قوة الدعوى على التدريجي
فأولها أحوالها :أن يطهر معها كتاب فيه نهود معدلون حضوري والذو يختص نظر في مبل هذو
الييدو نييي ان :أحييدهما يبتييدإ النيياظر فيهييا باسييتدعاء النييهود للنييهادة والبيياني اإلنكييار علييى الجاحييد بحسييب
حالة ونواهد أحواله ،فذذا أحضر النيهود ،فيذن كيان النياظر فيي المظيالم ممين يجيل قيدرة كالخليفية أو وزيير
التفويض أو أمير إقليم راعي من أحوال المتنازعين ميا تقتضييه السياسية مين مبانيرة النياظر بينهميا إن جيل
قدرهما أو رد ذلك إلى قاضيه بمنهد منه إن كانا متسوطين أو على بعد منه إن كانا خامليني
حكي أن المأمون رضي اهلل عنه كيان يجليس للمظيالم فيي ييوم األحيد فينهض ذات ييوم مين مجليس
نظرو فلقته إمرأة في بياب ربة فقالت من البسيط:
*** وأقر القلب هذا الحزن والكم يد من دون ما قلت عيل الصبر والجلد
*** وأحضر الخصم في اليوم الذو أعد هذا أو أن صالة الظهر فانصرفيي
*** أنصفك منيه ذواال الميجيليس األحيد المجلس السبت إن يقض الجلوس لن يا
فانصرفت وحضرت يوم األحد في أول الناس ،فقيال لهيا الميأمون مين خصيمك؟ فقاليت القيا م عليى
أرسييك العبيياس ابيين أمييير المييؤمنين ،فقييال المييأمون لقاضيييه يحيييى بيين أكييبم وقيييل لييوزيرو أحمييد بيين أبييي خالييد
أجلسها معه وأنظر بينهما ،فأجلسها معه ونظر بينهما بحضرة المأمون وجعل كالمها يعلو ،فزجرهيا بعيض
حجابه ،فقال له المأمون دعها فذن الحق أنطقها والباطل أخرسه ،وأمر برد ضياعها عليهيا ،ففعيل الميأمون
في النظر بينهما حيث كان بمنهدو ،ولم يبانرو بنفسه لميا اقتضيته السياسية مين وجهيين :أحيدهما أنيه حكيم
ربما توجه لولدو وربما كان عليه وهو ال يجوز أن يحكم لولدو ذوان جاز أن يحكم عليه ،والبياني أن الخصيم
إمرأة يجل المأمون عن محاورتها وابنه من جاللة القدر بالمكيان اليذو ال يقيدر غييرو عليى إل ازميه الحيق فيرد
النظيير بمنييهد منييه إلييى ميين كفيياو محيياورة الم يرأة فييي اسييتيفاء الييدعوى واستيضييا الحجيية ،وبانيير المييأمون
رضي اهلل عنه تنفيذ الحكم ذوالزام الحقي
والحالة البانية في قوى الدعوى أن يقترن بها كتاب فيه من النهود المعدلين من هو غا ب ،فالذو
يختص بنظر المظالم في مبل هذو الدعوى أربعة أنياء :أحدها إرهاب المدعي عليه فربما تعجل من إق اررو
بقوة الهيبة ما يغني عن سما البينةي والباني التقدم بذحضيار النيهود إذا عيرف مكيانهم وليم ييدخل الضيرر
الناق عليهمي والبالث األمير بمالزمية الميدعي علييه بالبياً ويجهيد أرييه فيي الزييادة عليهيا بحسيب الحيال مين
قوة اإلمارة ودال ل الصحة والرابا أن يظهير فيي اليدعوى ،فيذن كانيت مياالً فيي الذمية كلفيه إقامية كفييل ،ذوان
كانت عيناً قا ماً كالعقار حجر عليه فيها حج اًر ال يرفا بيه حكيم ييدو ورد اسيتغاللها إليى أميين يحفظيه عليى
مستحقه منهما فذن تطاولت المدة ووقيا اإليياس مين حضيور النيهود جياز ليوالي المظيالم أن يسيأل الميدعي
عليه عن دخول يدو ميا تجدييد إرهابيه ،فيذن ماليك بين أنيس رضيي اهلل عنيه ييرى فيي مبيل هيذا الحيال سيؤال
المدعي عليه عن سبب دخول ييدو ذوان ليم ييرو النيافعي وأبيو حنيفية ،وللنياظر فيي المظيالم اسيتعمال الجيا ز
وال يلزم االقتصار على الواجب ،فذن أجاب بما يقطا التناز أمضاو ذواال فصل بينهما بمقتضى النر ي
والحالة البالبة في قوة الدعوى أن يكون في الكتاب المقترن بها نيهود حضيور لكينهم غيير معيدلين
عنيد الحيياكم والييذو يخييتص بنظيير المظييالم أن يتقييدم النياظر فيهييا بذحضييار وسييير أحوالهييا فذنييه يجييدهم علييى
أحوال بالبية إميا أن يكونيوا مين ذوو الهي يات وأهيل الصييانات فالبقية بنيهاداتهم أقيوى ذواميا أن يكونيوا أرذاالً
فال يقوى عليهم لكن يقيوى بهيم إرهياب الخصيم ذواميا أن يكونيوا أوسياطاً فيجيوز ليه بعيد الكنيف عين أحيوالهم
أن يسييتظهر بييذحالفهم إن رأى قبييل النييهادة أو بعييدها تييم هييو فييي سييما نييهادة هييذين الصيينفين بييين بالبيية
أمييور :أحييدها إمييا أن يسييمعها بنفسييه فيييحكم بهييا ذوامييا أن يييرد إلييى القاضييي سييماعها ليؤديهييا القاضييي إليييه
ويكون الحكم إال بها موقوفاً عليه ألن القاضي ال يجوز أن يحكم إال بنهادة من ببت عندو عدالته ذواما أن
يييرد سييماعها إلييى النييهود المعييدلين فييذن رد إليييهم نقييل نييهادتهم إليييه لييم يلييزمهم استكنيياف أح يوالهم ذوان رد
النييهادة عنييدو لمييا يصييح ميين نييهادتهم لييزمهم الكنييف عمييا يقضييي قبييول نييهادتهم لينييهدوا بهييا بعييد العلييم
لصحتها ليكون تنفيذ الحكم بحسبهاي
والحاليية الرابعيية فييي قييوى الييدعوى أن يكييون فييي الكتيياب المقتييرن بهييا نييهادة نييهود مييوتى معييدلين
والكتيياب موبييوق بصييحته ،فالييذو يخييتص بنظيير المظييالم فيييه بالبيية أنييياء :أحييدها إرهيياب المييدعي عليييه بمييا
يضطرو إلى الصدق واالعتراف بالحقي والباني سؤاله عن دخول يدو لجواز أن يكون من وابه ما يتضح به
الحقي والبالث أن يكنف عن الحال من جيران الملك ومن جييران المتنيازعين فييه ليتوصيل بيه إليى وضيو
الحق فذن لم يصل إليه بواحد من هذو البالبة ردهما إلى وساطة محتنم مطا له بهما معرفة وبما تنازعاو
خبرة ليضطرهما بكبرة الترداد وطول المدى إليى التصيادق والتصيالح فيذن أفضيى األمير بينهميا إليى أحيدهما
ذواال بت الحكم على ما يوجبه حكم القضاءي
والحاليية الخامسيية فييي قييوة الييدعوى أن يكييون مييا المييدعي خييط المييدعى عليييه بمييا تضييمنته الييدعوى
فنظر المظالم فيه يقتضي سؤال المدعي عليه عن الخط ،وأن يقال له أهذا خطك ،فذن حكم إق اررو ،ذوان لم
يعترف بصحته فمن والة المظيالم مين حكيم علييه بخطيه إذا اعتيرف بيه ذوان ليم يعتيرف بصيحته وجعيل ذليك
من نواهد الحقوق اعتبا اًر بالعرف ،والذو عليه محققوهم وما ييراو جمييا الفقهياء مينهم أنيه ال يجيوز للنياظر
منهم أن يحكم بمجرد الخيط حتيى يعتيرف بصيفة ميا فييه ،ألن نظير المظيالم ال يبييح مين األحكيام ميا حظيرو
النر ونظر المظالم فيه أن يرجا إلى ما يذكرو من خطه ،فذن قال كتبته ليقرضني وميا أقرضيني أو لييدفا
إلييى بميين مييا بعتييه ومييا دفييا فهييذا ممييا يفعلييه النيياس أحيان ياً ،ونظيير المظييالم فييي مبلييه أن يسييتعمل فيييه ميين
اإلرهاب بحسب ما ينهد به الحال وتقوى به اإلمارة بم يرد إلى الوساطة ،فذن أفضت إلى الصلح ذواال بيت
القاضي الحكم بينهميا بالتحيالف ،ذوان أنكير الخيط فمين والة المظيالم مين يختبير الخيط بخطوطيه التيي كتبهيا
ويكلفه من كبرة الكتابة ما يمنا من التصنا فيها بم يجما بين الخطين فذذا تنابها حكم به عليه وهذا قيول
من جعل اعترافه الخط موجباً للحكم به والذو عليه المحققون منهم أنهم ال يفعليون ذليك للحكيم علييه ولكين
إلرهابييه وتكييون النييبهة مييا إنكييارو للخييط أضييعف منهييا مييا اعت ارفييه بييه وترفييا النييبهة إن كييان الخييط منافي ياً
لخطييه ويعييود اإلرهيياب علييى المييدعي بييم يييردان إلييى الوسيياطة ،فييذن أفضييت الحييال إلييى الصييلح ذواال بييت
القاضي الحكم بينهما باإليماني
والحالة السادسة في قوة الدعوى إظهار الحساب بما تضمنت الدعوى وهيذا يكيون فيي المعيامالت،
وال يخلو حيال الحسياب مين أحيد أميرين :إميا أن يكيون حسياب الميدعي أو حسياب الميدعى علييه ،فيذن كيان
حسياب المييدعي فالنييبهة فيييه أضييعف ،ونظيير المظييالم يرجييا فيي مبلييه إليى م ارعيياة نظييم الحسيياب ،فييذن كييان
مختالً يحتميل فييه اإلدغيال كيان مطرحياً وهيو يضيعفالدعوى أنيبه منيه بقوتهيا ،ذوان كيان نظميه متسيقاً ونقليه
صحيحاً فالبقة به أقوى فينقضي الحساب للمدعي عليه كانت الدعوى به أقيوى ،وال يخليو أن يكيون منسيوباً
إلى خطه أو خط كاتبه ،فذن كان منسوباً إلى خطه فلناظر المناظر فيه أن يسيأل عنيه الميدعى علييه أهيذا
خطك ،فذن اعترف به قيل أتعلم ميا هيو ،فيذن أقير بمعرفتيه قييل أتعليم صيحته فيذن أقير بصيحته صيار بهيذو
البالبيية مق ي اًر بمضييمون الحسيياب فيؤخييذ بمييا فيييه ،فييذن اعتييرف بأنييه خطييه وأنييه لييم يعلييم مييا فيييه ولييم يعتييرف
بصيحته فمين حكيم بيالخط مين والة المظيالم حكيم علييه بموجيب حسييابه ذوان ليم يعتيرف بصيحته وجعيل البقيية
بهذا أقوى من البقة بالخط المرسيل ،ألن الحسياب ال يببيت فييه قيبض ميا ليم يقيبض ،واليذو علييه المحققيون
ميينهم وهييو قييول الفقهيياء أنييه ال يحكييم عليييه بالحسيياب الييذو لييم يعتييرف بصييحته مييا فيييه ،ولكيين يقتضييي ميين
فضيل اإلرهيياب بييه أكبيير ممييا اقتضيياو الخييط المرسييل لمييا تقييدم ذكيرو ميين الفييرق بينهمييا فييي العييرف ،بييم يييردان
بعييدو إلييى الوسيياطة ،بييم إلييى بييت القضيياة ،ذوان كييان الخييط منسييوباً إلييى كاتبييه سي ل عنييه المييدعى عليييه قبييل
سؤال كاتبه ،فذن اعترف بما فيه أخذ به ذوان لم يعترف يسأل عنه كاتبه ،فذن أنكرو ضيعفت النيبهة بذنكيارو
وأرهب إن كان متهمياً وليم يرهيب إن كيان مأمونياً ،فيذن اعتيرف بيه وبصيحته صيار نياهداً بيه عليى الميدعي
عليه فيحكم عليه بنهادته إن كان عدالً ،ويقضي بالنياهد واليميين إميا ميذهباً ذواميا سياسية تقتضييها نيواهد
الحييال ،فييذن لن يواهد الحييال فييي المظييالم تييأبي اًر فييي اخييتالف األحكييام ،ولكييل حييال منهييا فييي اإلرهيياب حييد ال
يتجاوزو تميي اًز بين األحوال بمقتضى نواهدهاي
وأميا إن اقتييرن باليدعوى مييا يضيعفها ،فلمييا اقتيرن بهييا مين الضييعف سيتة أحيوال تنيافي أحيوال القييوة،
فينتقل اإلرهاب بها من جنبة المدعى عليه إلى جنبة المدعيي
فالحالة األولى :أن يقابل بكتاب نهودو حضور معدلون ينهدون بما يوجب بطالن اليدعوى وذليك
من أربعة أوجه :أحدها أن ينهدوا عليه ببيا ما ادعياوي والبياني أن ينيهدوا عليى إقي اررو بيأن ال حيق ليه فيميا
ادعاو ،والبالث أن ينهدوا على إقرار أبيه الذو ذكر انتقال الملك عنه أنه ال حق له فيما ادعاوي والرابا أن
ينييهدوا للمييدعى عليييه بأنييه مالييك لمييا ادعيياو عليييه فبطييل دعيواو بهييذو النييهادة ويقتضييي نظيير تأديبييه بحسييب
حاله ،فذن ذكر أن النهادة باالبتيا كانت على سبيل رهب ذوالجاء ،وهذا قد يفعله الناس أحياناً فينظر فيي
كتاب االبتيا ،فيذن ذكير فييه أنيه مين غيير رهيب وال إلجياء ضيعفت نيبهة هيذو اليدعوى ،ذوان ليم ييذكر ذليك
فيه قويت نبهة الدعوى وكان اإلرهاب في الجهتين بمقتضى نواهد الحالين ورجا إلى الكنف بالمجاورين
والخلطياء ،فيذن بيان ميا يوجيب العييدول عين ظياهر الكتياب عميل علييه ،ذوان لييم ييبن كيان إمضياء الحكيم بمييا
نييهد بييه نييهود االبتيييا أحييق فييذن سييأل إحييالف المييدعى عليييه بييأن ابتياعييه كييان حقياً ولييم يكيين علييى سييبيل
الرهب واإللجاء ،فقد اختلف الفقهاء في جواز إحالفه الخيتالف ميا ادعياو فيذهب أبيو حنيفية رضيي اهلل عنيه
وطا فة من أصحاب النافعي من إحالفه ،ألن متقدم إق اررو مكذب لمتأخر دعواوي ولوالي المظالم أن يعميل
من القوانين بما تقتضيه نواهد الحالين وهكذا لو كانت الدعوى ديناً في الذمية فيأظهر الميدعى علييه كتياب
براءة منه فذكر المدعي أنه أنهد على نفسه قبل أن يقبض ولم يقبض كان إحالف المدعى علييه عليى ميا
تقدم ذكروي
والحالة البانية :أن يكون نهود الكتاب المقابل للدعوى عدوالً غا بين ،فهذا عليى ضيربين :أحيدهما
أن يتضمن إنكارو اعترافاً بالسيبب كقوليه ال حيق ليه فيي هيذو الضييعة ألننيي ابتعتهيا منيه ودفعيت بمنهيا إلييه
وهييذا كتيياب عهييدو باإلنييهاد عليييه فيصييير المييدعى عليييه مييدعياً بكتيياب قييد غيياب نييهودو فيكييون علييى مييا
مضيى ولييه زيييادة يييد وتصييرف فتكييون األمييارة أقييوى ونياهد الحييال أظهيير ،فييذن لييم يببييت بهييا الملييك فيرهبهمييا
بحسب ما تقتضيه نواهد أحوالهما ويأمر بذحضار النهود إن أمكن ويضر ب لحضورهم أجالً يردهما فيه
إلى الوساطة ،فذن أفضت إلى صلح عين تيراض اسيتقر بيه الحكيم وعيدل عين اسيتما النيهادة إذا حضيرت
ذوان لم ينبرم ما بينهما صيلحاً أمعين فيي الكنيف عين جيرانهميا وجييران المليك وكيان ليوالي المظيالم أرييه فيي
زمان الكنف في خصلة من بالبة :منها ما يؤديه اجتهيادو إلييه بحسيب األميارات ونيواهد األحيوالي إميا أن
يييرى انت ي از الضيييعة ميين يييد المييدعى عليييه وتسييليمها إلييى المييدعي إلييى أن تقييوم عليييه بينيية بييالبيا ،ذوامييا أن
يسلمها إلى أمين تكون في يدو ويحفظ استغاللها على مستحقه ،ذواما أن يقرها في يد المدعى عليه ويحجر
عليه فيها ينصب أميناً يحفظ استغاللها ويكون لها حالهميا عليى ميا ييراو واليي المظيالم فيي خصيلة مين هيذو
البالث ما كان راجيياً أحيد أميرين :مين ظهيور الحيق بالكنيف ،أو حضيور النيهود ليمداء ،فيذن وقيا اإليياس
ميينهم بييت الحكييم بينهمييا ،فلييو سييأل المييدعى عليييه احييالف المييدعي أحلفييه لييه وكييان ذلييك بتياً للحكييم بينهميياي
والضييرب البيياني أن ال يتضييمن انكييارو اعت ارف ياً بالسييبب ويقييول هييذو الضيييعة لييي ال حييق لهييذا المييدعي فيهييا
وتكون نهادة الكتاب على المدعي على أحد وجهين :إميا عيل إقي اررو بيأن ال حيق ليه فيهيا ،ذواميا عليى إقي اررو
بأنها ملك المدعى عليه فالضيعة مقرة في يد المدعى عليه وال يجوز انتزاعهيا منيه ،فأميا الحجير علييه فيهيا
وحفظ استغاللها مدة الكنف والوساطة فمعتبر بنواهد أحوالهما واجتهاد والي المظيالم فيميا ييراو بينهميا إليى
أن يببت الحكم بينهماي
وأمييا الحاليية البالبيية :أن نييهود الكتيياب المقابييل لهييذو الييدعوى حضييور غييير معييدلين في ارعييي والييي
المظييالم فيييهم مييا قييدمنا فييي جنبيية المييدعي ميين أح يوالهم الييبالث ،وي ارعييى حييال إنكييارو هييل يتضييمن اعت ارف ياً
بالسبب أم ال ،فيعمل والي المظالم في ذلك بما قدمناو تعويالً على اجتهادو برأيه في نواهد األحوالي
والحالة الرابعة :أن يكون نهود الكتاب موتى معدلين فليس يتعلق به حكم إال في اإلرهاب المجرد
الذو يقتضي فضل الكنف بم في بت الحكم على ما تضمنه اإلنكار من االعتراف بالسبب أم الي
والحالة الخامسة :أن يقابل الميدعى علييه بخيط الميدعي بميا يوجيب إكذابيه فيي اليدعوى فيعميل بميا
قدمناو في الخط ويكون اإلرهاب معتب اًر بناهد الحالي
والحالة السادسة :أن يظهر في الدعوى حساب يقتضي بطيالن اليدعوى فيعميل فييه بميا قيدمناو فيي
الحساب ويكون الكنف واإلرهاب والمطاولة معتب اًر بنواهد األحوال بم يبت الحكم بعد اإلياس قطعاً للن از ي
فأما إن تجردت الدعوى عن أسباب القوة والضعف فلم يقتيرن بهيا ميا يقويهيا وال ميا يضيعفها فنظير
المظالم يقتضي مراعاة حال المتنازعين في غلبية الظين ،وال يخليو حالهميا فييه مين بالبية أحيوال :أحيدها أن
تكون غلبة الظن في جنبة المدعيي والباني أن تكون في جنبة المدعي عليهي والبالث أن يتعدال فيه والذو
يؤبرو غلبة الظن في إحدى الجهتين هو إرهابهما وتغليب الكنف مين جهتهميا ،ولييس لفصيل الحكيم بينهميا
تأبير يعتبر فيه الظنون الغالبة ،فذن كانت غلبة الظن في جنبة المدعي وكانت الريبة متوجهة إلى المدعى
عليييه ،فقييد يكييون ميين بالبيية أوجييه :أحييدها أن يكييون المييدعي مييا خلييوو ميين حجيية يظهيير بهييا مضييعوف اليييد
مسيتالن الجنبيية والمييدعى علييه ذا بييأس وقييدرة ،فييذذا ادعيى عليييه غصييب دار أو ضييعة غلييب فييي الظيين أن
مبله ما لينه واستضعافه ال يتجوز في دعواو على مين كيان ذا بيأس وذا سيطوةي والبياني أن يكيون الميدعي
منييهو اًر بالصييدق واألمانيية والمييدعى عليييه منييهور بالكييذب والخيانيية فيغلييب فييي الظيين صييدق المييدعي فييي
دعواوي والبالث أن تتساوى أحوالهما غير أنه قد عرف للمدعي ييد متقدمية ولييس بعيرف ليدخول ييد للميدعى
علييه سييبب حيادث فالييذو يقتضييه نظيير المظيالم فييي هيذو األحيوال البالبية :نييي ان :أحيدهما إرهيياب المييدعى
عليه لتوجيه الريبة :والباني سيؤاله عين سيبب دخيول ييدو وحيدوث ملكيه فيذن ماليك ابين أنيس رضيي اهلل عنيه
يرى ذلك مذهباً في القضاء ما االرتياب فكان نظر المظالم بيذلك أوليى وربميا أليف الميدعى علييه ميا عليو
منزلتييه عيين مسيياواة خصييمه فييي المحاكميية فينييزل عمييا فييي يييدو لخصييمه عف يواً ،كالييذو حكييى عيين موسييى
الهادو ،جلس يوماً للمظالم وعمارة بن حميزة قيا م عليى أرسيه وليه منيزل فحضير رجيل فيي جملية المتظلميين
يدعي أن عمار غصب ضيعة له فيأمرو الهيادو بيالجلوس معيه للمحاكمية فقيال ييا أميير الميؤمنين إن كانيت
الضيعة له فما أعارضه فيها ،ذوان كانت لي فقد وهبتهيا ليه وميا أبييا موضيعي مين مجليس أميير الميؤمنيني
وربمييا تلطييف والييي المظييالم فييي إيصييال المييتظلم إلييى حقييه بمييا يحفييظ معييه حنييمه المطلييوب أو مواضييعه
المطلوب على ما يحفظ به حنمة نفسه أن يكون منسوباً إلى تخيف ومنا مين حيق كاليذو حكياو عيون بين
محمد أن أهل نهر المرغاب بالبصرة خاصموا فيه المهدو قاضيه عبدو اهلل بن الحسن العنبرو فلم يسيلمه
إليهم وال الهادو بعدو بم قام الرنيد فتظلموا إليه وجعفر بن يحيى ناظر في المظيالم فليم ييردو إلييهم فانيتراو
جعفر بن يحيى مين الرنييد بعنيرين أليف درهيم ووهبيه لهيم وقيال إنميا فعليت هيذا لتعلميوا أن أميير الميؤمنين
لحق لجاج فيه وأن عبدو انتراو فوهبه لكم فقال فيه أنجا السلمي من الكامل:
*** فيها بمنزلة السماك األعزل رد السبا بذو يديه وأهلها
*** والدهر يرعاها يوم أعضل قد أيقنوا بذهابها وهالكهيم
*** بين الجران وبين حد الكلكل فافتكها لهم وهم من دهرهم
*** إن الكريم لكل أمر معضل ما كان يرجى غيرو لفكاكها
فاحتميل مييا فعلييه جعفيير بيين يحييى ميين أن يكييون قييد ابتييداو ميين نفسيه تنزيهياً للرنيييد عيين الييتظلم فيييه
واحتمل أن يكون الرنيد واضعه على هذا ل ال ينسب أبوو وأخوو إلى جور في حق وهو األنبه وأليهما كان
فقد عاد به الحق إلى أهله ما حفظ الحنمة وحسم البذلة أما إن كان غلبة الظين فيي جنبية الميدعى علييه،
فقيد يكيون ذليك مين بالبية أوجيهي أحيدها أن يكيون الميدعي منيهو اًر بيالظلم والخيانية ،والميدعى علييه منيهو اًر
بالنصفة واألمانة ،والباني أن يكون المدعي دني اً مبتذالً والمدعى عليه نزهاً منصوباً فيطلب إحالفيه قصيداً
لبذلتهي والبالث أن يكو ليدخول ييد الميدعى علييه سيبب معيروف ولييس يعيرف ليدعوى الميدعي سيبب فيكيون
غلبيية الظيين فييي هييذو األحيوال البالبيية فييي جنبيية المييدعى عليييه والريبيية متوجهيية إلييى المييدعي ،فمييذهب مالييك
رحمه اهلل إن كانت دعواو في مبل هذو الحالة بعين قا مية ليم يسيمعها إال بعيد ذكير السيبب الواجيب لهيا ذوان
كانييت فييي مييال الذميية لييم يسييمعها إال بعييد أن يقيييم المييدعي بينيية أنييه كييان بينييه وبييين المييدعى عليييه معامليية،
والنافعي وأبو حنيفة رضي اهلل عنهما ال يريان ذلك في حكم القضاءي
فأمييا نظيير المظييالم الموضييو علييى األصييلح فعلييى الجييا ز دون الواجييب ،فيسييوغ فيييه مبييل هييذا عنييد
ظهور الريبة وقصد العنياد ،ويبيالغ فيي الكنيف باألسيباب المؤدبية إليى ظهيور الحيق ويصيون الميدعى علييه
بما اتسا في الحكم ،فذن وقا األمر على التحالف وهيو غايية الحكيم البيات اليذو ال يجيوز دفيا طاليب عنيه
فييي نظيير القضيياء وال فييي نظيير المظييالم إذا لييم يكفييه عنييه اإلرهيياب وال الييوعظ ،فييذن فييرق دعاويييه وأراد أن
يحلف في كل مجلس منها على بعضها قصداً إلعانته وبذلتيه فاليذو يوجبيه حكيم القضياء أن ال يمتنيا مين
تبعييض الييدعاوى وتفرييق األيمييان ،والييذو يتجيه نظيير المظييالم أن ييؤمر المييدعي بجمييا دعاوييه عنييه ظهييور
اإلعنييات منييه ذواخييالف الخصييم علييى جميعهييا يمينياً واحييدة ،فأمييا إن اعتييدلت حييال المتنييازعين وتقابلييت بينيية
المتناجرين ولم يترجا حجة أحدهما بأمارة أو ظنة فينبغي أن يساوو بينها في العظة وهذا مما يتفق علييه
القضيياة ووالة المظييالم بييم يخييتص والة المظييالم بعييد العظيية باإلرهيياب لهمييا معياً لتسيياويهما ،بييم بالكنييف عيين
أصييل الييدعوى وانتقييال الملييك ،فييذن ظهيير بالكنييف مييا يعييرف بييه المحقييق منهمييا عمييل عليييه ذوان لييم يظهيير
بالكنف ما ينفصل به تنازعهما ردهما إلى وساطة وجوو الجييران وأكيابر العنيا ر ،فيذن نجيز بهيا ميا بينهميا
ذواال كان فصل القضاء بينهما وهو خاتمية أمرهميا بحسيب ميا ييراو مين المبانيرة لبيت الحكيم واالسيتنابة فييهي
وربما ترفا إلى والة المظالم في غوامض األحكام ومنيكالت الخصيام ميا يرنيدو إليى الجلسياء ويفتحيه علييه
العلميياء فييال ينكيير ميينهم االبتييداء وال يسييتكبر أن يعمييل بييه فييي االنتهيياء ،كالييذو رواو الزبييير عيين بكييار عيين
إبراهيم الحرمي بن محمد بن معن الغفارو أن امرأة أتت عمير بين الخطياب رضيي اهلل عنيه فقاليت ييا أميير
المؤمنين إن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل وأنا أكرو أن أنكوو وهو يعمل لطاعة اهلل ،فقال لها الزوج نعم
الزوج زوجك فجعلت تكرر عليه القول وهو يكرر عليها الجيواب ،فقيال ليه كعيب بين سيور األسيدو ييا أميير
المؤمنين هيذو اميرأة تنيكو زوجهيا فيي مباعدتيه إياهيا عين ف ارنيه ،فقيال ليه عمير رضيي اهلل عنيه كميا فهميت
امرتييك تنييكوك فقييال أفييي طعييام أو
كالمهييا فيياقض بينهمييا ،فقييال كعييب علييي بزوجهييا فييأتي بييه ،فقييال إن أ
نراب قال ال في واحد منهما ،فقالت المرأة من الرجز :د
ألهى خليلي عن فراني مسجدو *** يا أيها القاضي الحكييم رنيدو
نهيارو ولييليه ميا يرقيدو *** زهدو في مضجعي تيعيبيدو
فاقض القضا يا كعب ال ترددو *** فلست في أمر النساء أحيميدو
أني امرو أذهلني ميا قيد نيزل *** زهدني في فرنها وفي الحيجيل
وفي كتاب اهلل تخيوف جيليل *** في سورة النحل وفي السبا الطول
*** نصيبها في أربا لمن عقيل إن لها حقاً علييك يا رجيل
*** فأعطها ذاك ود عنك العلل
بم قال له قد أحل لك من النساء مبنى وبالث وربا ،فلك بالبة أيام ولياليهن تعبد فيهن ربك ولها
يوم وليلة ،فقال عمر لكعب رضي اهلل عنه ،واهلل ما أدرو من أو أمريك أعجب أمن فهمك أمرهما؟ أم من
حكمك بينهما؟ اذهب فقد وليتيك القضياء بالبصيرة ،وهيذا القضياء مين كعيب واإلمضياء مين عمير رضيي اهلل
عنه كان حكماً بالجا ز دون الواجب ،ألن الزوج ال يلزمه أن يقسم للزوجة الواحدة و ال يجيبها إلى الفي ار
إذا أصابها دفعة واحدة ،فدل هذا على أن لوالي المظالم أن يحكم بالجا ز دون الواجبي
فصل في تووي ات الناظر في المظالم
ذواذا وقا النياظر فيي المظيالم فيي قصيص المتظيالمين إلييه بيالنظر بيينهم ليم يخيل حيال الموقيا إلييه
من أحد أمرين إما أن يكون والياً على ما وقا به إليه أو غير وال عليه ،فذن كيان واليياً علييه كتوقيعيه إليى
القاضي بالنظر بينهما ،فال يخلو حال ما تضمنه التوقيا من أحيد أميرين إميا أن يكيون إذنياً بيالحكم أو إذنياً
بالكنف والوساطة فذن كان إذناً بالحكم جاز له الحكيم بينهميا بأصيل الواليية ويكيون التوقييا تأكييداً ال ييؤبر
فيييه قصييور معانيييه ذوان كييان إذنياً بالكنييف للصييورة أو التوسييط بييين الخصييمين ،فييذن كييان فييي التوقيييا بييذلك
نهيه عن الحكم فيه لم يكن له أن يحكم بينهما وكان هذا النهي عزالً له عن الحكم بينهما وهو عليى عميوم
واليته فيما عداها ألنه لميا جياز أن يتكيون الواليية نيوعين عامية وخاصية جياز أن يكيون العيزل نيوعين عامياً
وخاصاً ،ذوان لم ينهه في الترقيا عن الحكم بينهما حين أمرو بالكنف ،فقد قيل يكون نذر على عموميه فيي
جواز حكمه بينهما ألن أمرو ببعض ما إليه ال يكون منعاً من خيرو ،وقيل بل يكون منعاً من غيرو وقيل بل
يكون ممنوعاً من الحكم بينهما مقصو اًر على ما تضمنه التوقيا من الكنيف والوسياطة ،ألن فحيوى التوقييا
دل علييه بيم ينظير ،فيذن كيان التوقييا بالوسياطة لييم يلزميه إنهياء الحيال إلييه بعيد الوسياطة ،ذوان كيان يكنييف
الصورة لزمه إنهاء حالهما إليه ألنه استخبار منه فلزمه إجابته عنه فهذا حكم توقيعه إلى من له الواليةي
وأميا الحاليية البانييية :وهييو أن يوقيا إلييى ميين ال والييية ليه كتوقيعييه إلييى فقيييه أو نياهد فييال يخلييو حييال
توقيعييه ميين بالبيية أح يوال :أحييدها أن يكييون بكنييف الصييورة ،والبيياني أن يكييون بالوس ياطةي البالييث أن يكييون
بالحكم ،فذن كان التوقيا بكنف الصورة فعليه أن يكنفها وينهي منها ما يصح أن ينهد به ليجيوز للموقيا
أن يحكم به ،فذن أنهيى ميا ال يجيوز أن ينيهد بيه كيان خبي اًر ال يجيوز أن يحكيم بيه الموقيا ولكين يجعليه فيي
نظيير المظييالم ميين األمييارات إلييي يغلييب بهييا حييال أحييد الخص يمين فييي اإلرهيياب وفضييل الكنييف ،فييذن كييان
التوقيا بالوساطة توسط بينهما ولم يقف على ما تضمنه التوقيا من تخصييص الوسياطة ،ألن الوسياطة ال
تفتقيير إلييى تقليييد وال والييية ذوانمييا يفيييد التوقيييا بالوسيياطة تعيييين الوسيييط باختيييار الموقييا وقييود الخصييمين إليييه
اختيييا اًر ،فييذن أفضييت الوسيياطة إلييى صييلح الخصييمين لييم يلزمييه إنهاؤهييا وكييان نيياهداً فيهييا متييى اسييتدعي
للنييهادة أداهييا ،ذوان لييم تقييض الوسيياطة إلييى صييلحهما كييان نيياهداً عليهمييا فبمييا اعترفييا بييه عنييدو يؤديييه إلييى
النيياظر فييي المظييالم إن عيياد الخصييمان إلييى الييتظلم ،وال يلزمييه أداؤو إن لييم يعييودا ذوان كييان التوقيييا بييالحكم
بينهما ،فهذو والية يراعى فيها معاني التوقيا ليكون نظرو محموالً على موجبهي
ذواذا كان كذلك فللتوقيا حياالن :أحيدهما أن يحيال بيه عليى إجابية الخصيم إليى ملتمسيه فيعتبير فييه
حين ذ ما سأل الخصيم فيي ظالمتيه ويصيير النظير مقصيو اًر علييه ،وسيواء خيرج التوقييا مخيرج األمير كقوليه
أجبه إلى ملتمسه ،أو خرج مخرج الحكايية كقوليه أرييك فيي إجابتيه إليى ملتمسيه كيان موقعياً ألنيه ال يقتضيي
والييية يلزمهييا حكمهييا فكييان أمرهييا أخييف فييذن سييأل المييتظلم فييي قصييته الحكييم بينهمييا فييال بييد أن يكييو الخصييم
مسمى والخصومة مذكورة لتصح الواليية عليهيا ،فيذن ليم يسيم الخصيم وليم تيذكر الخصيومة ليم تصيح الواليية
ألنها ليست واليية عامية فيحميل عليى عمومهيا وال خاصية للجهيل بهيا ذوان سيمي ارفيا القصية خصيمه وذكير
خصيومته نظيير فيي التوقيييا بذجابتييه إليى ملتمسييه ،فييذن خيرج مخييرج األمير فوقييا وأجيياب إليى ملتمسييه وعمييل
ممييا التمسييه صييحت واليتييه فييي الحكييم بينهمييا فهييذا التوقيييا ،ذوان خييرج مخييرج الحكاييية للحييال فوقييا أريييك فييي
إجابته إلى ملتمسه فهذا التوقيا خارج في األعميال السيلطانية مخيرج األمير ،والعيرف باسيتعماله فيهيا معتياد
فأميا فييي األحكييام الدينييية فقييد جوزتييه طا فيية ميين الفقهيياء اعتبييا اًر فييي العييرف فييه وصييحت بييه الوالييية ،ومنعييت
طا فة أخرى من جيوازو وانعقياد الواليية بيه حتيى يقتيرن بيه أمير تنعقيد واليتيه بيه اعتبيا اًر بمعياني األلفياظ ،فليو
كيان ارفييا القصيية سييأل التوقيييا بييالحكم بينهمييا فوقييا بذجابتييه إلييى ملتمسييه ميين يعتبيير العييرف المعتيياد صييحت
للوالييية بهييذا التوقيييا ذوان وقييا ميين يعتبيير معيياني األلفيياظ لييم تصييح بييه الوالييية ألنييه سييأل التوقيييا بييالحكم ولييم
يسييأل الحكييمي والحاليية البانييية فييي التوقيعييات أن يحييال فيييه علييى إجابيية الخصييم إلييى مييا سييأل ويسييتأنف فيييه
األمر بما تضمنه فيصير ما تضمنه التوقيا هو المعتبر في الوالية ،فذن كان كذلك فله بالبة أحوال :حيال
كمالي وحال جوازي وحل يخليو عين األميرين فأميا الحالية التيي يكيون التيوقعي فيهيا كمياالً فيي صيحة الواليية
فهو أن يتضمن ني ين :أحدهما األمر بالنظري والباني األمر بالحكم فيذك فيه :انظر بين رافا هذو القصة
وبين خصمه واحكم بينهما بالحق وموجب النر ؟ فذذا كان كذلك جاز ألن الحكم ال يكون إال بالحق الذو
يوجبييه حكييم النييعر ،ذوانمييا يييذكر ذلييك فييي التوقيعييات وصييفاً ال ن يرطاً ،فييذن كييان هييذا التوقيييا جامعياً لهييذين
األمرين من النظر والحكم فهو التوقيا الكامل ويصح به التقليد والوالية ،وأما الحالة التي يكون فيها التوقيا
جا اًز ما قصورو عن حال الكمال فهو أن يتضمن األمر بالحكم دون النظير فييذكر فيي توقيعيه :أحكيم بيين
ارفيا هييذو القصية وبييين خصييمه ،أو يقيول :اقييض بينهمييا فتصيح الوالييية بييذلك ألن الحكيم والقضيياء بينهمييا ال
يكون إال بعد تقدم النظر فصار األمر به متضمناً للنظر ألنه ال يخلو منهي
وأما الحالة التي يكون التوقيا فيها خالياً من كمال وجواز فهو أن يذكر في التوقيا :انظر بينهما،
فال تنعقد بهيذا التوقييا واليية ألن النظير بينهميا قيد يحتميل الوسياطة الجيا زة ويحتميل الحكيم اليالزم وهميا فيي
االحتمال سواء ،فلم تنعقد به ما االحتمال في الوالية ،ذوان ذكر فيه انظر بينما بيالحق ،فقيد قييل أن الواليية
به منعقدة ،ألن الحق ما لزم ،وقيل ال تنعقد به ،ألن الصلح والوساطة حق ذوان لم يلزمه ،واهلل أعلمي
الباب الثامم
في والية النقابة على وي النسب
وهذو النقابة موضوعة على صيانة ذوو األنساب النريفة عن واليية مين ال يكياف هم فيي النسيب وال
يساويهم في النرف ليكون عليهم أحبى وأمرو فيهم أمضى :روو عن النبي صيلى اهلل علييه وسيلم أنيه قيال:
"اعرفوا ينسابكم تصلوا يرحامكم فإنه ال ورب بالرحم ا ا وط ات وام كانات وريباة وال ب اد بااا
ا ا وصلت وام كانت ب يدة"ي
ووالييية هييذو النقابيية تصييح ميين إحييدى بييالث جه ييات :إمييا لميين جهيية الخليفيية المسييتولي علييى ك ييل
األمييور ،ذوامييا مميين فييوض الخليفيية إليييه تييدبير األمييير كييوزير التفييويض وأمييير اإلقليييم ،ذوامييا م ين نقيييب عييام
الوالية استخلف نقيباً خاص الوالية ،فذذا أراد الميولي أن ييولي عليى الطيالبين نقيبياً أو عليى العباسييين نقيبياً
يخييير ميينهم أجلهييم بيت ياً وأكبييرهم فض يالً وأج يزلهم أري ياً فيييولي عليييهم لتجتمييا فيييه نييروط الرياسيية والسياسيية
فيسرعوا إلى طاعته برياسته وتقسيم أمورهم بسياستهي
والنقابة على ضربين :خاصة وعامة :فأما الخاصية فهيو أن يقتصير بنظيرو عليى مجيرد النقابية مين
غير تجاوز لها إلى حكم ذواقامة حد ،فال يكون العلم معتب اًر في نرطهاي
ويلزمه في النقابة على أهله من حقوق النظر ابنا عنر حقاً :أحدها حفظ أنسيابهم مين داخيل فيهيا
وليس منها أو خارج عنها وهو منها ،فيلزمه حفظ الخارج منهيا كميا يلزميه حفيظ اليداخل فيهيا ليكيون النسيب
محفوظاً على صيحته معيزواً إليى جهتيهي والبياني تميييز بطيونهم ومعرفية أنسيابهم حتيى ال يخفيى علييه مينهم
بسنوات وال يتداخل نسب في نسب ويببتهم في ديوانه على تمييز أنسابهمي والبالث معرفة من ولد منهم من
ذكر أو أنبى فيببت ومعرفة من مات منهم فيذكرو حتى ال يضيا نسب المولود إن لم يببته وال يدعي نسيب
الميت غيرو إن لم يذكروي
والرابا أن يأخذو م من اجداب بما يضاهي نرب أنسابهم وكرم محتدهم لتكون حنمتهم في النفوس موفورة
وحرمة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فيهم محفوظةي والخيامس أن ينيزههم عين المكاسيب الدني ية ويمينعهم
من المطالب الخبيبة حتى ال يستقل منهم مبتذل وال يستضام منهم متذللي والسادس أن يكفهم عين ارتكياب
الم بم ويمنعهم من انتهاك المحارم ليكونوا على الدين الذو نصروو أغير ،وللمنكر اليذو أ ازليوو أنكير ،حتيى
ال ينطلييق بييدمهم لسييان وال بنييأنهم إنسييان ،والسييابا أن يميينعهم ميين التسييلط علييى العاميية لن يرفهم والتنييطط
عليييهم لنسييبهم ،فيييدعوهم ذلييك إلييى المقييت والييبغض ،ويبعييبهم علييى المنيياكرة والبعييد ،وينييدبهم إلييى اسييتعطاف
القلوب وتأليف النفوس ليكون الميل إليهم أوفى والقلوب لهم أصفى والبامن أن يكون عوناً لهم فيي اسيتيفاء
الحقوق حتى ال يضعفوا عنهيا وعونياً علييهم فيي أخيذ الحقيوق مينهم حتيى ال يمنعيوا منهيا ليصييروا بالمعونية
لهييم منتصييفين وبالمعونيية عليييهم منصييفين ،فييذن عييدل السيييرة فيييهم إنصييافهم وانتصييافهمي والتاسييا أن ينييوب
عنهم في المطالبة بحقوقهم العامة في سهم ذوو القربى في الفيء والغنيمة الذو ال يختص به أحدهم حتى
يقسم بينهم بحسب ميا أوجبيه اهلل تعيالى لهيمي والعانير أن يمنيا أييامهم أن يتيزوجن إال مين األكفياء لنيرفهن
علييى سييا ر النسيياء صيييانة ألنسييابهن وتعظيم ياً لحييرمتهن أن يتييزوجن غييير ال يوالة أو ييينكحهن غييير الكفيياةي
والحادو عنر أن يقوم ذوو الهفوات منهم فيما سوى الحدود بما ال يبلغ به حداً وال ينهر به دمياً ،ويقبيل ذا
الهي ية مينهم عبرتيه ،ويغفير بعييد اليوعظ زلتيهي والبياني عنير م ارعيياة وقيوفهم بحفيظ أصيولهم وتنميية فروعهييا،
ذواذا لييم يييرد إليييه جبايتهييا ارعييي الجبيياة لهييا فيمييا أخييذوو و ارعييى قسييمتها إذا قسييموو وميييز المسييتحقين لهييا إذا
خصت وراعى أوصافهم فيها إذا نرطت حتى ال يخرج منهم مستحق وال يدخل فيها غير محقي
وأمييا النقابيية العاميية فعمومهييا أن يييرد إليييه فييي النقابيية عليييهم مييا مييا قييدمنا ميين حقييوق النظيير خمسيية
أنياء :أحدها الحكم بينهم فيما تنازعوا فيهي والبياني الواليية عليى أيتيامهم فيميا ملكيووي والباليث إقامية الحيدود
عليييهم فيمييا ارتكبييوو ،وال اربييا تييزويج األيييامى الالتييي ال يتعييين أولييياؤهن أو قييد تعين يوا فعضييلوهني والخييامس
إيقا الحجر على من عته منهم أو سفه ،وفكه إذا أفاق ورند ،فيصير بهذو الخمسة عامة النقابية ،فيعتبير
حين ييذ فييي صييحة نقابتييه وعقييد واليتييه أن يكييون عالم ياً ميين أهييل االجتهيياد ليصييح حكمييه وينفييذ قضيياؤو فييذذا
انعقدت واليته لم يخل حالها من أحد أمرين :إما أن يتضمن صرف القاضيي عين النظير فيي أحكاميه أو ال
يتضمن فذن كانت واليته مطلقة العميوم ال تتضيمن صيرف القاضيي عين النظير فيي أحكيامهم ليم يكين تقلييد
النقيب للنظر في أحكامهم موجباً لصرف القاضي عن النظر في أحكامهم ولم يكن تقليد النقيب للنظر فيي
أحكامهم موجباً لصرف القاضي عنها جاز لك واحد من النقييب والقاضيي النظير فيي أحكيامهم ،أميا النقييب
فخصييوص واليتييه التييي أوجييب دخييولهم فيهييا ،وأمييا القاضييي فعمييوم واليتييه التييي أوجييب دخييولهم فيهييا ،فأيهمييا
حكم في تنازعهم وتنياجرهم وفيي تيزويج أييامهم نفيذ حكميه وجيرى أمرهميا فيي الحكيم عليى أهيل هيذا النسيب
مجرى قاضيين في بلد فأيهما حكم نفذ حكميه بيين متنيازعين وليم يكين لآلخير إذا كيان بحكميه فيي االجتهياد
مس يياغ أن ينقض ييه ،ذوان اختل ييف متنازع ييان م يينهم ف ييدعا أح ييدهما إل ييى حك ييم النقي ييب ودع ييا اجخ يير إل ييى حك ييم
القاض ييي ،فق ييد قي ييل إن ال ييداعي إل ييى نظ يير النقي ييب أول ييى لخص ييوص واليت ييه ،وقي ييل ب ييل هم ييا سي يواء فيكون ييان
كالمتنازعين في التحاكم إلى قاضيين في بلد فيغلب قول الطالب على المطلوب ،فذن تسياويا كيان عليى ميا
قييدمناو ميين الييوجهين :أحييدهما يقيير بينهمييا ويعمييل علييى قييول ميين قيير منهميياي والبيياني يقطييا التنيياز بينهمييا
حتى يتفقا على أحدهما ،ذوان كان في والية النقيب صرف القاضي عن النظر بين أهل هذا النسب لم يجز
للقاضي أن يتعيرض للنظير فيي أحكيامهم سيواء اسيتعدى إلييه مينهم مسيتعد أو ليم يسيتعد ،وخيالف ذليك حيال
القاضيييين فييي جييانبي بلييد إذا اسييتعدى إليييه ميين الجانييب اجخيير مسييتعد يلزمييه أن يعديييه علييى خصييمه للفييرق
بينهما وذل أن والية كل واحد من القاضيين محصورة بمكانه فاستوى حكم الطارإ إليه والقاطن فيه ألنهميا
يصيييران ميين أهلييه ،ووالييية النقابيية محصييورة بالنسييب الييذو ال يختلييف حالييه بيياختالف األميياكن؛ فلييو ت ارضييى
المتنازعييان ميين أهييل هييذا النسييب بحكييم القاضييي ليم يكيين لييه النظيير بينهمييا وال أن يحكييم لهييا أو عليهمييا ألنييه
بالصييرف منهييي عنييه وكييان النقيييب أحييق بييالنظر بينهمييا إذا كييان التنيياز بييينهم ال يتعييداهم إلييى غيييرهم ،فييذن
تعييداهم فتنيياز طييالبي وعباسييي فييدعا الطييالبي إلييى حكييم غييير نقيبييه لخروجييه عيين واليتييه فييذذا أقييام عل ييى
تمانعهمييا ميين اإلجابيية إلييى نقيييب أحييدهما ففيييه وجهييان :أحييدهما يرجعييان إلييى حكييم السييلطان الييذو هييو عييام
الوالية عليهما إذا كان القاضي مصروفاً عن النظر بينهما ليكون السلطان هو الحاكم بينهميا إميا بنفسيه أو
بميين يسييتنيبه علييى الحكييم بينهميياي والوجييه البيياني وهييو أنييبه أن يجتمييا النقيبييان ويحضيير كييل واحييد منهمييا
صاحبه وينتركان فيي سيما اليدعوى وينفيرد بيالحكم بينهميا نقييب المطليوب دون الطاليب ألنيه منيدوب إليى
أن يستوفي من أهله حقوق مستحقيها ،فذن تعلق ببوت الحق ببيته تسما على أحدهما أو يمين يحليف بهيا
أحدهما سما البينة نقيب المنهود عليه دون نقيب المنهود له وأحلف نقيب الحالف دون نقيب المسيتحلف
ليصير الحاكم بينهما هو نقيب المطلوب دون الطالب ،ذوان تمانا النقيبان أن يجتمعا لم يتوجه عليهميا فيي
الوجييه األول مييأبم وتجييه عليهمييا المييأبم فييي الوجييه البيياني وكييان أغلييظ النقيبييين مأبمياً نقيييب المطلييوب منهمييا
الختصاصييه بتنفيييذ الحكييمي فلييو ت ارضييى الطييالبي والعباسييي بالحيياكم إلييى أحييد النقيبييين فحكييم بينهمييا نقيييب
أحدهما نظر ،فذن كان الحاكم بينهما نقيب المطلوب صح حكمه وأخيذ بيه خصيمهي ذوان حكيم بينهميا نقييب
الطالب ففي نفوذ حكمه عليه وجهان :ينفذ حكمه في أحدهما ويرد في اجخر ،ولو أضر أحدهما بينية عنيد
القاضي ليسمعها على خصمه ويكتب بها إلى نقيبه وهو منصرف عن النظر بينهما لم يجز أن يسما بينه
ذوان كان يرى القضياء عليى الغا يب ،ألن حكميه ال ينفيذ عليى مين تقيوم علييه البينية ليو حضير فيأولى أن ال
ينفيذ حكميه علييه ميا الغيبيية ،وليو أراد القاضيي اليذو يييرى القضياء عليى الغا يب سييما بينية عليى رجيل ميين
غييير عملييه ليكتييب بمييا ببييت عنييدو منهييا إلييى قاضييي بلييدو جيياز سييما البينيية عليييه وأهييل هييذين النسييبين إن
حضير أحيدهما عنيدو لييم ينفيذ حكميه علييه ،فكييذلك ليم يجيز أن يسييما البينية علييه ،وليو كييان أحيد هيذين أقيير
عند القاضي لصاحبه بحق جاز أن يكون القاضي ناهداً بيه علييه عنيد نقيبيه وليم يجيز أن يجبير بيه حكمياً
ألن حكمه ال ينفذ عليه ،وهكيذا ليو أقير بيه عنيد غيير النقيبيين كيان نياهداً فييه عنيد نقيبيه ،وليو أقير بيه عنيد
نقيبه جاز وكان حاكماً عليه بذق اررو ،ولو أقر به عند نقيب خصصه ففيه ما قدمناو من اليوجهين يكيون فيي
أحدهما ناهداً يكون في الوجه اجخر حاكمياً فيهيا لميا بينياو مين الفيرق بيين نقييب الطاليب والمطليوب وهكيذا
القيول فييي والييات زعميياء العنييا ر ووالة القبا يل المنفييردين بالوالييات علييى عنييا رهم وقبا لهمييكتيب بمييا ببييت
عنييدو منهييا إلييى قاضييي بلييدو جيياز سييما البينيية عليييه وأهييل هييذين النسييبين إن حضيير أحييدهما عنييدو لييم ينفييذ
حكمييه عليييه ،فكييذلك لييم يجييز أن يسييما البينيية عليييه ،ولييو كييان أحييد هييذين أقيير عنييد القاضييي لصيياحبه بحييق
جيياز أن يكييون القاضييي نيياهداً بييه عليييه عنييد نقيبييه ولييم يجييز أن يجبيير بييه حكمياً ألن حكمييه ال ينفييذ عليييه،
وهكذا لو أقر به عند غير النقيبين كان ناهداً فيه عند نقيبه ،ولو أقر به عند نقيبه جاز وكان حاكماً عليه
بييذق اررو ،ولييو أقيير بييه عنييد نقيييب خصصييه ففيييه مييا قييدمناو ميين الييوجهين يكييون فييي أحييدهما نيياهداً يكييون فييي
الوجه اجخر حاكماً فيها لميا بينياو مين الفيرق بيين نقييب الطاليب والمطليوب وهكيذا القيول فيي والييات زعمياء
العنا ر ووالة القبا ل المنفردين بالواليات على عنا رهم وقبا لهمي
الباب التاسع
في الواليات على امامة الصلوات
واإلمامة على الصلوات تنقسم بالبة أقاسم :أحدها اإلمامة فيي الصيلوات الخميسي والبياني اإلمامية
في صالة الجمعةي والبالث اإلمامية فيي صيلوات النيدب ،فأميا اإلمامية فيي الصيلوات الخميس فنصيب اإلميام
فيها معتبر بحال المساجد التي تقيام فيهيا الصيلوات ،وهيي ضيربان :مسياجد سيلطانية ومسياجد عامييةي فأميا
المساجد السلطانية ففي المساجد والجواما والمناهد ،وما عظم وكبر أهله من المساجد التي يقوم السلطان
بمراعاتها فال يجوز أن ينتدب ليمامة فيها إال من ندبه السلطان لها وقلدو اإلمامية فيهيا لي ال يفتيات الرعيية
عليه فيما هو موكول إليه ،فذذا قلد السلطان فيها إماماً كان أحق باإلمامة فيهيا مين غييرو ،ذوان كيان أفضيل
منييه وأعلييمي وهييذو الوالييية طريقهييا طريييق األولييى ال طريييق اللييزوم والوجييوب ،بخييالف والييية القضيياء والنقابيية
ألميرين :أحيدهما أنييه ليو ت ارضيى النيياس بذميام وصيلى بهييم أجيزأهم وصيحت جميياعتهمي والبياني أن الجماعيية
في الصلوات الخمس من السنن المختارة والفضا ل المستحسنة وليست من الفروض الواجبة في قول جميا
الفقهاء إال داود فذنه تفرد بذيجابها إال من عذر ذواذا كانت من الندب المؤكيد ونيدب السيلطان لهيذو المسياجد
إماماً لم يكن لغيرو أن يتقدم فيها ما حضورو ،فذن غاب واستناب كان من استنابه فيها أحق باإلمامةي ذوان
لييم يسييتنب فييي غيبتييه اسييتأذن اإلمييام فيييمن تقييدم فيهييا إن أمكيين ذوان تعييذر اسييت ذانه ت ارضييى أهييل البلييد فيييمن
يؤمهم ل ال تتعطل جماعتهم ،فذذا حضرت صالة أخرى واإلمام عليى غيبتيه فقيد قييل إن المرتضيى للصيالة
األولييى يتقييدم فييي البانييية وم يا بعييدها إلييى أن يحضيير اإلمييام المييولى ،وقيييل بييل يختييار للصييالة البانييية بييان
يرتضى لها غير األول ل ال يصير هذا االختيار تقلداً سلطانياً ،والذو أراو أولى من إطالق هيذين اليوجهين
أن ي ارعييى حييال الجماعيية فييي الصييالة البانيييةي فييذن حضيير لهييا ميين حضيير فييي األولييى كييان المرتضييى فييي
الجماعة األولى أحق باإلمامة في الصالة البانية ،ذوان حضرها غيرهم كان األول كأحدهم واستأنفوا اختيار
إمام يتقدمهم فذذا صلى إمام هذا المسجد بجماعة وحضر من لم يدرك تلك الجماعة لم يكن لهم أن يصلوا
فيه جماعة وصلوا فيه فرادى لما فيه من إظهار المباينة والتهمة بالمناقة والمخالفة ،ذواذا قلد السلطان لهذا
المسجد إمامين فذن خص كل واحد منهما ببعض الصلوات الخمس جاز وكان كيل واحيد مقصيو اًر عليى ميا
خص به كتقلييد أحيدهما صيالة النهيار وتقلييد اجخير صيالة اللييل فيال يتجياوز كيل واحيد منهميا ميا ردو إلييه،
ذوان قلييد اإلماميية ميين غييير تخصيييص كييل واحييد منهمييا بييبعض الصييلوات لكيين رد إلييى كييل واحييد منهمييا يومياً
غير ييوم صياحبه كيان كيل واحيد منهميا فيي يوميه أحيق باإلمامية فييه مين صياحبه ،فيذن أطليق تقلييدهما مين
غييير تخصيييص كانييا فييي اإلماميية سيواء وأيهمييا سييبق إليهييا كييان أحييق بهييا ولييم يكيين لآلخيير أن يييؤم فييي تلييك
الصالة بقوم آخرين ،ألنه ال يجوز أن يقام في المساجد السلطانية جماعتان في صالة واحدةي
واختلييف فييي السييبق الييذو يسييتحق بييه التقييدم علييى وجهييين :أحييدهما سييبقة بالحضييور فييي المسييجد
والباني سبقة باإلمامة فيه ،فذن حضر اإلمامان في حالة واحدة ليم يسيبق أحيدهما صياحبه ،فيذن اتفقيا عليى
تقييديم أحييدهما كييان أولييى باإلماميية ،ذوان تنازعييا ففيييه وجهييان :أحييدهما يقيير بينهمييا ويتقييدم ميين قيير منهمييا
والباني يرد إلى اختيار أهل المسجد ألحدهماي ويدخل في والية هذا اإلمام تقليد المؤذنين ما لم يصر له
بالصييرف منييه ألن اجذان ميين سيينن الصييلوات التييي ولييى القيييام بهييا فصييار داخيالً فييي الوالييية ،ولييه أن يأخييذ
المؤذنين بما يؤديه اجتهادو إليه في الوقت واألذاني فذن كان نافعياً يرى تعجيل الصلوات في أول األوقات
وترجي ييا األذان ذوافي يراد اإلقام يية أخ ييذ الم ييؤذنين ب ييذلك ،ذوان ك ييان رأيه ييم بخالف ييه ذوان ك ييان حنفيي ياً ي ييرى ت ييأخير
الصلوات إلى آخر األوقات إال المغرب ويرى ترك الترجيا في األذان وتبنية اإلقامة أخذهم بذلك ،ذوان كان
رأيهم بخالفهي بم يعمل اإلمام على رأيه واجتهادو في أحكام صالته ،فذن كان نافعياً ييرى الجهير ببسيم اهلل
الييرحمن الييرحيم والقنييوت فييي الصييبح لييم يكيين للسييلطان أن ينهيياو عيين ذلييك وال للمييأمومين أن ينكييروو عليييه،
وكذلك إن كان حنفياً يرى ترك القنوت في الصبح وترك الجهر بالبسملة عمل عليى أرييه وليم يعيارض فييه،
والفييرق بييين الصييالة واجذان أنييه يييؤدو الصييالة فييي حييق نفسييه فلييم يجييز أن يعييارض فييي اجتهييادوي والمييؤذن
يؤذن في حق غيرو فجاز ن يعارض في اجتهادو فذن أحب المؤذن أنيه ييؤذن لنفسيه عليى اجتهيادو أذن بعيد
األذان العام أذاناً خاصاً لنفسه على رأيه يسر به وال يجهري
والصييفات المعتب يرة فييي تقليييد هييذا اإلمييام خمييس أن يكييون رج يالً عييادالً قار ياً فقيه ياً سييليم اللفييظ ميين
نقص أو لبغي فذن كان صبياً أو عبداً أو فاسقاً صحت إمامته ولم تنعقد واليته ،ألن الصغر والرق والفسيق
يمنا من الوالية وال يمنا من اإلمامةي قد أمر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عمرو بين مسيلمة أن يصيلي
بقومييه وكييان صييغي اًر ألنييه أق يرأهم ،وصييلى رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم خلييف مييولى لييه وقييال" :صاالوا
كل بار وفاجر"ي فل
وال يجوز أن يكون هذا اإلمام امرأة وال خنبى وال أخيرس وال ألبيغ ،ذوان أميت اميرأة أو خنبيى فسيدت
صالة من ا تم بهما من الرجال والخنابى ،ذوان أم ألبغ أو أخرس يبدل الحيروف بأغيارهيا بطليت صيالة مين
ا تم به إال أن يكون على مبل خرسه أو لبغهي وأقل ما على هيذا اإلميام مين القيراءة والفقيه أن يكيون حافظياً
ألم الق يرآن عالم ياً بأحكييام الصييالة ألنييه القييدر المسييتحق فيهييا ،ذوان كييان حافظ ياً لجميييا الق يرآن عالم ياً بجميييا
األحكييام كييان أولييى ذواذا اجتمييا فقيييه ليييس بقييارإ وقييارإ ليييس بفقيييه فالفقيييه أولييى ميين القييارإ إذا كييان يفهييم
الفاتحيية ،ألن مييا يلييزم ميين القيرآن محصييور ومييا ينوبييه ميين الحيوادث فييي الصييالة غييير محصييور ويجييوز أن
يأخييذ هييذا اإلمييام ومأذونييه رزقياً علييى اإلماميية واألذان ميين بيييت المييال ميين سييهم المصييالح ،ومنييا أبييو حنيفيية
ذليك ،وأمييا المسياجد العاميية التييي يبنيهيا أهييل النيوار والقبا ييل فييي نيوارعهم وقبييا لهم فيال اعتيراض للسييلطان
عليهم في أ مة مساجدهم وتكون اإلمامة فيها لمن اتفقوا على الرضا بذمامته ،وليس لهم بعيد الرضيا بيه أن
يصيرفوو عيين اإلماميية إال أن يتغييير حالييه ،وليييس لهييم بعييد رضيياهم بييه أن يسييتخلفوا مكانييه نا بياً عنييه ويكييون
أهل المسجد حق باالختيار ،ذواذا اختلف أهل المسجد في اختييار إميام عميل عليى قيول األكبيرين فيذن تكافيأ
المختلفون اختار السلطان لهم قطعياً لتنياجرهم مين هيو أديين وأسين وأقي أر وأفقيه وهيل يكيون اختييارو مقصيو اًر
على العدد المختلف فيه أو يكيون عا مياً فيي جمييا أهيل المسيجد؟ عليى وجهيين أحيدهما أنيه يكيون مقصيو اًر
على ذلك العدد المختلف في اختيارو أحدهم وال يتعداهم إلى غيرهم التفاقهم عليى تيرك مين عيداهمي والبياني
أنييه يختييار ميين جميييا أهييل المسييجد ميين ييراو إلمامتييه مسييتحقاً ألن السييلطان ال يضيييق عليييه االختييياري ذواذا
بنى رجل مسجداً لم يستحق اإلمامة فيه كان هو وغيرو مين جييران المسياجد سيواء فيي إمامتيه وأذانيهي وقيال
أبيو حنيفية إنيه أحيق باإلمامية واألذان فييهي ذواذا حضيرت جماعيية منيزل رجيل للصيالة فييه كيان ماليك المنييزل
أحقهم باإلمامة فيه ذوان كان دونهم في الفضل ،فذن حضرو السلطان كان في أحد القوانين أحق من المالك
لعموم واليته عليه ،والمالك في القول الباني أحق الختصاصه بالتصرف في ملكهي
وأمييا اإلماميية فييي صييالة الجمعيية فقييد اختلييف الفقهيياء فييي وجييوب تقليييدها ،فييذهب أبييو حنيفيية وأهييل
العيراق إلييى أنهييا ميين الواليييات الواجبييات وأن صييالة الجمعيية ال تصييح إال بحضييور السييلطان أو ميين يسييتنيبه
فيها وذهب النافعي رضيي اهلل عنيه وفقهياء الحجياز إليى أن التقلييد فيهيا نيدب ،وأن حضيور السيلطان لييس
بنرط فيهاي فذن أقامها المصلون وعلى ن ار طها انعقدت وصحت ،وال يجوز أ ،يكون اإلمام فيها عبداً ذوان
لم تنعقد واليتهي وفي جواز إمامة الصبي قوالن :وال يجوز إقامتها إال فيي وطين مجتميا المنيازل يسيكنه مين
تنعقييد بهييم الجمعيية ال يظعنييون عنييه نييتاء وال صيييفاً إال ظعيين حاجيية س يواء كييان مص ي اًر أو قريييةي وقييال أبييو
حنيفة تختص الجمعة باألمصيار ،وال يجيوز إقامتهيا فيي القيرى واعتبير المصير بيأن يكيون فييه سيلطان يقييم
الحدود وقاض ينفذ األحكام واختلف في وجوب الجمعية عليى مين كيان خيارج المصير ،فأسيقطها أبيو حنيفية
عنهم ،وأوجبها النافعي عليهم إذا سمعوا نداءها منهي
واختلف الفقهاء في العدد الذو تنعقد به الجمعة ،فذهب النافعي رضي اهلل عنه إلى أنها ال تنعقيد
إال بأربعين رجالً من أهل الجمعة ليس فيهم امرأة وال عبد وال مسافري
واختلف أصحابه في إمامهم هل يكون از داً على العدد أو واحد منهم ،فيذهب بعضيهم إليى أنهيا ال
تصح إال بأربعين سوى اإلميام ،وقيال أكبيرهم يجيوز أن يكونيوا أربعيين ميا اإلميامي وقيال الزهيرو ومحميد بين
الحسيين تنعقييد بييابني عنيير سييوى اإلمييامي وقييال أكبييرهم يجييوز أن يكون يوا أربعييين مييا اإلمييامي وقييال الزهييرو
ومحمد بن الحسن تنعقد بابني عنر سوى اإلمامي وقال أبو حنيفة والمزني تنعقد بأربعة أحدهم اإلمام وقال
الليث وأبو يوسف تنعقد ببالبة أحدهم اإلمامي وقال أبو بور تنعقد بابنين كسيا ر الجماعيات ،وقيال ماليك ال
اعتبييار بالعييدد فييي انعقادهييا ،ذوانمييا االعتبييار أن يكون يوا عييدداً تبنييى لييه األوطييان غالب ياً ،وال يجييوز أن تقييام
الجمعيية فييي السييفر وال خييارج المصيير إال أن يتصييل بنيياؤوي ذواذا كييان المصيير جامعياً القييرى قييد اتصييل بناؤهييا
حتى اتسا بكبرة أهله كبغداد جاز إقامة الجمعة فيي موضيعه القديمية ،وال يمنيا اتصيال البنييان مين إقامتهيا
في مواضعهاي ذوان كان المصر واحداً في موضا واحد منه ،ذوان كان المصر واحد متصل األبنيية ال يسيا
جامعه جميا أهله لكبرتهم كالبصرة فقد اختلف أصحاب النافعي في جواز إقامة الجمعة في مضيعين منيه
للضرورة بكبرة أهله ،فذهب بعضهم إلى جوازها وأباو آخرون وقال إن ضاق بهيم اتسيعت لهيم الطرقيات فليم
يض ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييطروا إل ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييى تفري ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييق الجمع ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يية ف ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييي مواض ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييا من ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييهي
وقد أقيمت الجمعة في موضعتين في مصر قد منا أهله من تفريق الجمعة فييه ففييه قيوالن :أحيدهما أن ال
جمعة ألسبقهما بذقامتها وعلى المسبوق أن يعييد الصيالة ظهي اًر ،والقيول البياني أن الجمعية للمسيجد األعظيم
الييذو يحضيرو السييلطان سييابقاً كييان أو مسييبوقاً وعلييى ميين صييلى فييي األصييغر إعييادة صييالتهم ظهي اًر ،وليييس
لميين قلييد إماميية الجمعيية أن يييؤم فييي الصييلوات الخمييس ،واختلييف فيييمن قلييد إماميية الصييلوات الخمييس هييل
يسيتحق اإلمامية فييي صيالة الجمعيية فمنعيه منهييا مين جعييل الجمعية فييرداً مبتيدأ ،وجوزهييا ليه ميين جعلهيا ظهي اًر
مقصو اًري ذواذا كان اإلميام فيي الجمعية ييرى أنهيا ال تنعقيد بأقيل مين أربعيين رجيالً وكيان الميأمومون وهيم أقيل
من أربعين رجالً يرون انعقاد الجمعة بهم لم يجيز أن ييؤمهم ووجيب علييه أن يسيتخلف علييهم أحيدهم ،وليو
ك ييان اإلم ييام ي ييرى أنه ييا تنعق ييد بأق ييل م يين أربعي يين رجي يالً والم ييأمومون ال يرون ييه وه ييم أق ييل ل ييم يل ييزم اإلم ييام وال
المأمومين إقامتها ألن المأمومين ال يرونه واإلمام ليم يجيد معيه مين يصيليها ،ذواذا أمير السيلطان اإلميام فيي
الجمعيية أن ال يصييلي بأقييل ميين أربعييين لييم يكيين لييه أن يصييليها بأقييل ميين أربعييين ذوان كييان ييراو مييذهباً ،ألنييه
مقصور الوالية على األربعين ومصروف عما دونها :ويجوز أن يستخلف عليهم من يصليها لصيرف واليية
عنهييا ،ذواذا أم يرو السييلطان أن يصييلي بأقييل ميين أربعييين وهييو ال ي يراو ففييي واليتييه وجهييان أحييدهما أنهييا باطليية
لتعذرها من جهته ،والباني أنها صحيحة ويستخلف عليها من يراو منهمي
وأما اإلمامة في الصيلوات المسينونة مبيل الجمعية فخميس :صيالة العييدين والخسيوفين واالستسيقاء،
وتقليد اإلمامة فيما ندب لجوازها جماعة وفرادىي واختليف فيي حكمهيا فيذهب بعيض أصيحاب النيافعي إليى
أنها من السنن المؤكدةي وذهب آخرون منهم إلى أنها من فيروض الكفايية ،ولييس لمين قليد إمامية الصيلوات
الخمس أو إمامة الجمعة حق في إقامتها إال أن يقلد جميا الصلوات فتدخل في غيرهاي
فأمييا صييالة العيييد فوقتهييا مييا بييين طلييو النييمس وزوالهييا ويختييار تعجيييل األضييحى وتييأخير الفطيير
ويكبيير النيياس فييي ليلتييي العيييدين ميين بعييد غييروب النييمس إلييى حييين أخييذهم فييي صييالة العيييد ويخييتص عيييد
األضحى بالتكبير عقيب الصلوات المفروضة من عبد صالة الظهر من يوم النحر إلى بعد صالة الصيبح
من آخر أيام التنريق ،ويصلي العيدين قبل الخطبة والجمعة بعدها اتباعاً للسنة فيهماي
وتختص صالة العيدين بالتكبيرات الزوا د ،واختلف الفقهاء في عيددها ،فيذهب النيافعي رضيي اهلل
عنييه إلييى أنييه يزيييد فييي األولييى سييبعاً سييوى تكبييرة اإلحيرام وفييي البانييية خمسياً سييوى تكبييرة القيييام قبييل القيراءة
فيهمييا ،وقييال مالييك يزيييد فييي األولييى سييتاً وفييي البانييية خمس ياً سييوى تكبي يرة القيييام وقييال أبييو حنيفيية يكبيير فييي
األولى بالباً قبل القراءة وفي البانية أربعياً سيوى تكبييرة القييام قبيل القيراءة ،ويعميل اإلميام فيي هيذو التكبييرات
الزوا ييد علييى أريييه واجتهييادو ،وليييس لميين والو أن يأخييذو بيرأو نفسييه ،بخييالف العييدد فييي صييالة الجمعيية ألنييه
يصير بذكر العدد في صالة الجمعة خياص الواليية ال يصيير بيذكر التكبيير فيي صيالة العييد خياص الواليية
فافترقاي
فأما صالة الخسوفين فيصليهما من ندبه السلطان لهما أو من عمت واليته فانتملت عليهما وهيي
ركعتان في كل ركعة ركوعان وقيامان يطيل القراءة فيهما فيق أر في القيام األول من الركعة األوليى سي اًر بعيد
الفاتحة بسيورة البقيرة أو بقيدرها مين غيرهيا ويركيا مسيبحاً بقيدر ما ية آيية بيم يرفيا منتصيباً ويقي أر بعيد الفاتحية
بسورة آل عمران أو بقدرها ويركا مسبحاً بقدر بمانين آيية يسيجد سيجدتين كسيا ر الصيلوات؛ بيم يصينا فيي
الركعة البانية كذلك يق أر في قيامها ويسبح في ركوعها ببلث ما ق أر وسبح في الركعة األولى بم يخط بعدهاي
وقييال أبييو حنيفيية يصييلي ركعتييين كسييا ر الصييلواتي ويصييلي لخسييوف القميير كصييالة كسييوف الن يمس جه ي اًر
ألنها من صالة الليلي وقال مالك ال يصلى لخسوف القمر كصالة كسوف النمسي
فأمييا صييالة االستسييقاء فمييذهوب إليهييا عنييد انقطييا المطيير وخييوف الجييدب بتقييدم ميين قلييدها بصيييام
بالبي يية أيي ييام قبلهي ييا والكي ييف فيهي ييا عي يين التظي ييالم والتخاصي ييم ،ويصي ييلح فيهي ييا بي ييين المتني يياجرين والمتخاصي ييمين
والمتهاجرين وهي كصالة العيد في وقتهاي ذواذا قلد صالة العيد في عام جاز ميا إطيالق واليتيه أن يصيليها
في كل عام ميا ليم يصيرفي ذواذا قليد صيالة الكسيوف واالستسيقاء فيي عيام ليم يكين ليه ميا إطيالق واليتيه أن
يصليها في غيرو إال أن يقلد ألن صالة العييد راتبية وصيالة الخسيوف واالستسيقاء عارضية ذواذا مطيروا وهيم
في االستسقاء أتموها خطب بعيدها نيك اًر ،وليو مطيروا قبيل اليدخول فيهيا ليم يصيلوا ونيكروا اهلل تعيالى بغيير
خطبة ،وكيذلك فيي الخسيوف إذا انجليى ،وليو اقتصير فيي االستسيقاء عليى اليدعاء بغيير صيالة أجيزأي وروى
أبو مسلم عين أنيس بين ماليك" :أن أعرابيياً أتيى رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم فقيال ليه :ييا رسيول اهلل لقيد
أتيناك ومالنا بعير يبط وال صبي يصطبح بم أنندو من الطويل:
فقييام رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم يجيير رداءو حتييى صييعد المنبيير فحمييد اهلل وأبنييى عليييه وقييال:
"اللام يسقنا غيثاً غدواً مهيثاً سحاً طبقاً غير ار ث ينبت به الازرع ويماب باه الضارع وتحياي
به األرض ب د موتاا ،وك لة تفرجوم"ي
فمييا اسييتتم الييدعاء حتييى ألقييت السييماء بأرواقهييا فجيياء أهييل البطانيية يصيييحون يييا رسييول اهلل الغييرق
فقال " :حوالينا وال علينا "ي
فانجابت السحاب عن المدينة كاإلكبل ،فضحك رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم حتى بدت فواجدو
بم قال:
هلل در أبي طالب ،لو كان حياً لقرت عيناو من الذو ينند نعرو " فقام علي بن أبيي طاليب فقيال
كأنك يا رسول اهلل أردت قوله من الطويل:
فقام رجل من كنانة فأنند النبي صلى اهلل عليه وسلم نم المتقارب:
*** سقينا بوجه النب المطير لك الحمد والحمد ممن نكر
*** وأنخص معها إليه البصر دعا اهلل خياليقيه دعيوة
*** وأسر حتى رأينا المطر فلم يك إال كذلقياء اليردا
*** ق أغاث به اهلل علياً مضر دفاق العزالى حجم البيعيا
*** أبو طالب أبيض ذا غيرر وكان كما قياليه عيميه
*** م وهذا العيان وذاك الخبر به اهلل أرسل صوب الغميا
فق ي ي ييال النب ي ي ييي ص ي ي ييلى اهلل علي ي ي ييه وس ي ي ييلم" :ام يكااااااام دااااااااعر يحسااااااام فقاااااااد يحسااااااانت"ي
وليس السواد مختص باأل مة في الصلوات التي تقام فيها دعوة السلطان اتباعاً لنعارو اجني وتكرو مخالفته
فيه ذوان لم يرد به نر تحر اًز من مباينتهي ذواذا تغلب من منا الجماعة كان عذ اًر في ترك المجاهرة بها ،أو
إذا أقامها المتغلب ما سوء معتقدة اتبا فيها ،وال يتبا على بدعة يحدبهاي
الباب ال ادر
في الوالية على الحج
وهذو الوالية على الحج ضربان :أحدهما أن تكون عليى تسييير الحجييج والبياني عليى إقامية الحيج،
فأما تسيير الحجيج فهو والية سياسة وزعامة وتدبيري
والني ي ي ي ييروط المعتب ي ي ي ي يرة في ي ي ي ييي المي ي ي ي ييولى :أن يكي ي ي ي ييون مطاع ي ي ي ي ياً ذا رأو وني ي ي ي ييجاعة وهيبي ي ي ي يية وهدايي ي ي ي ييةي
والييذو عليييه فييي حقييوق هييذو الوالييية عنيرة أنييياء :أحييدها جمييا النيياس فييي مسيييرهم ونييزولهم حتييى ال يتفرقيوا
فيخيياف عليييهم التييوى والتغرييير ،والبيياني ت يرتيبهم فييي المسييير والنييزول بذعطيياء كييل طا فيية ميينهم مقيياداً حتييى
يعييرف كييل فريييق ميينهم مقييادو إذا سييار ويييألف مكانييه إذا نييزل ،فييال يتنييازعون فيييه وال يضييلون عنييهي والبالييث
يرفق بهم في السير حتى ال يعجز عنه ضعيفهم وال يضل عنه منقطعهم ،وروو عن النبي صلى اهلل عليه
يمير الرفقة"ي وسلم أنه قال" :الض ي
يرييد أن ميين ضيعفت دوابييه كييان عليى القييوم أن يسيييروا سييروي وال اربييا أن يسييلك بهيم أوضييح الطييرق
وأخصبها ،ويتجنب أجدبها وأوعرهاي والخامس أن يرتاد لهم المياو إذا انقطعت والم ارعيي إذ قليتي والسيادس
أن يحرسييهم إذا نيزال أو يحييوطهم إذا رحليوا حتييى ال يييتخطفهم داعيير وال يطمييا فيييهم متلصييصي والسييابا أن
يمنا عنهم من يصدهم عن المسير ويدفا عنهم من يحصرهم عن الحج بقتيال إن قيدر علييه أو يبيذل ميال
إن أجاب الحجيج إليه وال يسعه أن يجبر أحداً على بذل الخفارة إن امتنيا منهيا حتيى يكيون بياذالً لهيا عفيواً
ومجيباً إليها طوعياً ،فيذن بيذل الميال عليى التمكيين مين الحيج ال يجيبي والبيامن أن يصيلح بيين المتنياجرين
ويتوسط بين المتنيازعين وال يتعيرض للحيم بيينهم إجبيا اًر إال أن يفيوض الحكيم إلييه فيعتبير فييه أن يكيون مين
أهله فيجوز له حين ذ الحكم بينهم فذن دخلوا بليد فييه حياكم جياز ليه ولحياكم البليد أ يحكيم بيينهم فأيهميا حكيم
نفذ حكمه ولو كان التناز بيين الحجييج وأهيل البليد ليم يحكيم بيينهم إال حياكم البليدي والتاسيا أن يقيوم از غهيم
ويؤدب خا نهم ،وال يتجاوز التعزيز إلى الحد إال أن يؤذن له فيه فيسيتوفيه إذا كيان مين أهيل االجتهياد فييه،
فيذن دخييل بليداً فيييه مين يتييولى إقاميية الحيد عليييه مين والييي البليد ،ذوان كييان مييا أتياو المحييدود فيي المحييدود فييي
البلييد فيوالي البلييد أولييى بذقاميية الحييد عليييه ميين والييي الحجيييجي والعانيير أن ي ارعييي اتسييا الوقييت حتييى يييؤمن
الفيوات وال يلجي هم ضييقه إلييى الحييث فيي السييير ،فييذذا وصيل إلييى الميقيات أمهلهييم ليحيرام ذواقامية سييننه فييذن
كان الوقت متسعاً عدل بهم إلى مكة ليخرجوا ما أهلها إلى المواقف ذوان كان الوقيت ضييقاً عدليه بهيم عين
مكة إلى عرفة خوفاً من فواتها فيفيوت الحيج فيذن زميان الوقيوف بعرفية ميا بيين زوال النيمس مين ييوم عرفية
إلى طلو الفجر الباني من يوم النحر ،فمن أدرك الوقيوف بهيا فيي نييء مين هيذا الزميان مين لييل أو نهيار
فقد أدرك الحج ،ذوان فاته الوقوف بها حتى طليا الفجير مين ييوم النحير فقيد فاتيه الحيج وعلييه إتميام ميا بقيي
من أركانه وجبرانه بدم وقضاؤو في العام المقبل إن أمكنه وفيما بعدو إن تعذر عليه ،وال يصير حجة عمرة
بالفوات وال يتحلل بعد الفيوات إال بيذحالل الحيج ،وقيال أبيو حنيفية رحميه اهلل يتحليل بعميل عميرةي وقيال :أبيو
يوسيف يصيير إح ارميه بيالفوات عميرة ،ذواذا وصيل الحجييج إليى مكية فمين ليم يكين عليى الميد مينهم فقيد ازلييت
عنه واليته الوالي على الحجييج فليم تكين ليه علييه ييد؛ ومين كيان مينهم عليى العيود فهيو تحيت واليتيه وملتيزم
أحكام طاعته ،فذذا قضى الناس حجهم أمهلهم األيام التيي جيرت بهيا العيادة فيي إنجياز عال قهيم وال ييرهقهم
فييي الخييروج فيضيربهم ،فييذذا عيياد بهييم صييار بهييم علييى طريييق المدينيية لزيييارة قبيير رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه
وسييلم ليجمييا لهييم بييين حييج بيييت اهلل عييز وجييل وزيييارة قبيير رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم رعاييية لحرمتييه
وقياماً بحقوق طاعته ،ول ن لم يكن ذلك من فروض الحج فهو من ندب النر المسيتحبة وعيادات الحجييج
المستحسنةي
روى نافا عن ابن عمر رضي اهلل عنه أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسيلم قيال" :مام زار وباري
وجبت له دفاعتي"ي
وحكى العتبي قال :كنت عند قبر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فأتاو أعرابي فأقبل وسلم فأحسن
بم قيال ييا رسيول اهلل إنيي وجيدت اهلل تعيالى يقيول" :ولاو يناام ا طلماوا ينفساام جااءوة فاساتهفروا
اهلل واستهفر لام الرسول لوجدوا اهلل تواباً رحيما"ي
وقد ج تك تا باً من ذنبي مستنفعاً بك إلى ربي؛ بم بكى وأننأ يقول من البسيط:
يا خير من دفنت بالقا أعظمه *** فطلب من طيبهن القا واألكم
*** فيه العفاف وفيه الجود والكرم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنيه
بم ركب راحلته وانصرفي قال العتبي فأغفيت اغفاءو فرأيت رسول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم فقيال
لييي يييا عتبييي الحييق األع اربييي وأخبيرو أن اهلل سييبحانه قييد غفيير لييهي بييم يكييون فييي عييودو بهييم ملتزمياً فيييهم ميين
الحقوق ما التزمه في صدرهم حتى يصل بهم إلى البلد الذو سار بهم منه فتنقطا واليته عنهم بالعود إليه،
ذوان كانت الوالية على إقامة الحج فهو فيه بمنزلة اإلمام في إقامة الصيلوات ،فمين نيروط الواليية علييه ميا
النروط المعتبرة في أ مة الصلوات أن يكون عالماً بمناسيك الحيج وأحكاميه ،عارفياً بمواقيتيه وأياميهي وتكيون
مدة واليتيه مقيدرة بسيبعة أييام أولهيا مين صيالة الظهير فيي الييوم السيابا مين ذو الحجية وآخرهيا ييوم الحيالق
وهو النفر الباني في اليوم البالث عنر من ذو الحجة ،وهو فيما قبلها وبعدها أحد الرعايا وليس من الوالة
ذواذا كان مطلق الوالية على إقامة الحج فله إقامته في كيل عيام ميا ليم يصيرف عنيه ،ذوان عقيدت ليه خاصية
على عام واحد لم يتعد إلى غيرو إال عن واليةي
والذو يختص بواليته ويكون نظيرو مقصيو اًر علييه خمسية أحكيام متفيق عليهيا وسيادس مختليف فييه:
أحييدها إنييعا اًر للنيياس بوقييت إح يرامهم والخييروج إلييى منيياعرهم ليكون يوا لييه متبعييين وبأفعالييه مقتييديني والبيياني
تيرتيبهم للمناسييك علييى مييا اسييتقر النيير عليييه ألنييه متبييو فيهييا فييال يقييدم مييؤخ اًر وال يييؤخر مقييدماً سيواء كييان
الترتيب مستحقاً أو مستحباًي والباليث تقيدير المواقيف بمقاميه فيهيا ومسييرو عنهيا كميا تقيدر صيالة الميأمومين
بصيالة اإلمييام وال اربييا اتباعييه فييي األركييان المنييروعة فيهييا والتييأمين علييى أدعيتييه بهييا ليتبعييوو فييي القييول كمييا
تبعيوو فيي العميل وليكيون اجتمييا أدعييتهم أفيتح ألبيواب اإلجابيةي الخييامس إميامتهم فيي الصيلوات فيي األيييام
التييي نييرعت خطييب الحييج فيهييا وجمييا الحجيييج عليهييا وهيين أربييا :فيياألولى ميينهن وهييي أول نييروعه فييي
مسنوناته ومندوباته بعد تقدم إحرامه وأن كان لو أخر احرامه أجزأو أن يصيلي بهيم صيالة الظهير بمكية فيي
اليييوم السييابا ،ويخطييب بعييدها وهييي األولييى ميين خطييب الحييج األربييا مفتتح ياً لهييا بالتلبييية إن كييان محرم ياًي
والتكبير إن كان محالً ،ويعلم الناس أن مسيرهم في غد إلى منى ليخرجوا إليها فيه وهو البامن مين العنير
فينيزل بحيييف منييى ببنييي كنانيية حيييث نييزل رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم منييه ويبيييت بهييا ويسييير بهييم ميين
غدو وهو التاسا ما طلو النمس إلى عرفة على طريق ضيب ويعيود عليى طرييق الميأزمين اقتيداء برسيول
اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم ،وليييكن عا ييداً ميين عييير الطريييق الييذو صييدر منييه ،فييذذا أنييرف علييى عرفيية نييزل
بييبطن عرفيية وأقييام بييه حتييى تييزول النييمس بييم سييار منيه إلييى مسييجد ابيراهيم صييلوات اهلل عليييه بيوادو عرفيية
يخطييب بهييم الخطبيية البانييية ميين خطييب الحييج قبييل الصييالة كالجمعيية ،فييذن جميييا الخطييب منييروعة بعييد
الصالة إال خطبتين خطبة الجمعة وخطبة عرفة ،فذذا خطبها ذكير للنياس فيهيا ميا يليزمهم مين أركيان الحيج
ومناسكه وما يحرم عليهم من محظوراته ،بم يصلي بهيم بعيد الخطبية صيالة الظهير والعصير جامعياً بينهميا
فييي وقييت الظهيير ،ويقصييرهما المسييافرون ويتمهمييا المقيمييون اقتييداء برسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم فييي
جمعه وقصرو ،بم يسير بعد فراغه منهما إلى عرفة وهو الموقف المفروض ،قال رسول اهلل صلى اهلل علييه
وسلم" :الحج عرفة فمم يدرة عرفة فقد يدرة الحج ،ومم فاته عرفة فقد فاته الحج"ي
وحيد عرفيية مييا جيياوز وادو عرفية الييذو فيييه المسييجد ،وليييس المسيجد وال وادو عرفيية ميين عرفيية إلييى
الجبال المقابلة على عرفة كلها فيقف منها عند الجبال البالبة التتعة والنتيعة والتا ب ،فقيد وقيف رسيول اهلل
صييلى اهلل عليييه وسييلم علييى ضييرس ميين التا ييب وجعييل بطيين راحلتييه إلييى المحيراب ،فهييذا أحييب المواقييف أن
يقف اإلمام فيه ،وأينما وقف من عرفة والناس أجزأهم ووقوفه على راحلته ليقتدو به الناس أولى ،بم يسيير
بعد غروب النمس إلى مزدلفة مؤخ اًر صالة المغرب حتيى يجميا بينهيا وبيين العنياء اجخيرة بمزدلفية ،وييؤم
النياس فيهميا ويبييت بمزدلفية وحيدها ميين حييث يفييض مين ميأزمي عرفيية ولييس المأزميان منهيا إليى أن يييأتي
إليى قييرن محسيير وليييس القييرن منهييا ،ويلييتفظ النيياس منهييا حصييى الجمييار بقييدر األنامييل مبييل حصييى الخييذف
ويسير منها بعد الفجر ،ولو سار قبله وبعد نصف الليل أج أز وليس المبييت بهيا ركنياً ،ويجبيرو دم إن تركيهي
وجعلييه أبييو حنيفيية ميين األركييان الواجبيية ،بييم صييار منهييا إلييى المنييعر الحيرام فيقييف منييه يقيير داعيياً ،وليييس
الوقييوف بييه فرضياً ،بييم يسييير إلييى منييى فيبييدأ برمييي جميرة العقبيية قبييل الييزوال تسييا حصيييات بييم ينحييري وميين
ساق معه هدياً من الحجيج بم يحلق أو يقصير يفعيل منهميا ميا نياء ،والحليق ،بيم يتوجيه إليى مكية فيطيوف
بها طواف اإلفاضة وهو الفرض ،ويسيعى بعيد طوافيه إن ليم يسيا قبيل عرفية ،ويجز يه سيعيه قبيل عرفيةي وال
يجز ه طوافه قبلهاي بم يعود إلى منى فيصلي بالناس الظهر ويخطب بعدها وهي الخطبة البالبة من خطب
الحيج األربييا ،ويييذكر النياس مييا بقييي علييهم ميين مناسييكهم وحكيم إحاللهييم األول والبيياني وميا يسييتبيحونه ميين
محظورات اإلحرام بكل واحيد منهميا عليى اإلنفيراد ذوان كيان فقيهياً قيال هيل مين سيا ل ،ذوان ليم يكين فقيهياً ليم
يتعرض للسؤال ويبيت بمنى ليلته ويرمي من غدوي وهو يوم النفر يوم الحادو عنر بعيد اليزوال -الجميار
البالث فذحدى وعنيرين حصياة كيل جميرة سيبا حصييات -ويبييت بهيا ليلتيه البانيية ويرميي مين غيدها وهيو
يوم النفر الجميار اليبالث ،بيم يخطيب بعيد صيالة الظهير الخطبية الرابعية وهيي آخير الخطيب المنيروعة فيي
الحييج ،ويعلييم النيياس أن لهييم فييي الحييج نف يرتين خيييرهم اهلل تعييالى فيهمييا بقولييه" :وا كاااروا اهلل فاااي يياااام
م دودات فمم ت جل في يوميم ف اثم عليه ومم تأفر ف اثم عليه لمم اتقى"ي
ويعلمهييم أن ميين نفيير ميين منييى قبييل غييروب النييمس ميين يومييه هييذا سييقط عنييه المبيييت بهييا والرمييي
للجمييار ميين غييدو وميين أقييام بهييا حتييى غربييت النييمس لزمييه المبيييت بهييا والرمييي فييي غييدو وليييس لهييذا اإلمييام
بحكم واليته أن ينفر في النفر األول ويقيم ليبيت بها وينفر في النفر البياني مين غيدو فيي وييم الحيالق وهيو
اليييوم البالييث عنيير بعييد رمييس الجمييار الييبالث ألنييه متبييو فلييم ينفيير إال بعييد اسييتكمال المناسييك ،فييذذا اسييتقر
حكييم النفيير البيياني انقضييت واليتييه وقييد أدى مييا لزمييه ،فهييذو الحكييام الخمسيية المتعلقيية بواليتييهي وأمييا السييادس
المختلف فيه فبالبة أنياء أحدها إن فعل أحد الحجيج ما يقتضي تعزي اًز أو يوجب فعله حدا ،فذن كان مميا
ال يتعلق بالحج لم يكن له تعزيرو وال حدو ،ذوان كيان مميا يتعليق بيالحج فليه تعزييرو زجي اًر وتأديبياًي وفيي إقامية
الحيد علييه وجهيان :أحييدهما يحيدو ،ألنيه مين أحكييام الحيج ،وفيي اجخير ال يحييدو لخروجيه عين أفعيال الجييج،
والباني ال يجوز أن يحكم بين الحجيج فيميا تنيازعوو مين غيير أحكيام الحيج وفيي حكميه بينهميا فيميا تنيازعوو
من أحكام الحج كالزوجين إذا تنازعا في إيجاب كفارة للوطء ومؤتة القضاء وجهان :أحيدهما يحكيم بينهميا،
والباني ال يحكمي والبالث أن يأتي أحد الحجيج ما يوجب الفدية فله أن يجبرو بوجوبها ويأمرو بذخراجها وهل
يستحق ال ازميه لهيا ويصيير خصيماً ليه فيي المطالبية أم ال عليى وجهيين كميا فيي إقامية الحيدود ويجيوز ليوالي
الحج أن يفتي من استفتاو إذا كان فقيهاً ،ذوان لم يجز أن يحكم وليس له أن ينكر عليهم ميا يسيوغ فعليه إال
فيما يخاف أن يجعله الجاهل قيدوة فقيد أنكير عمير رضيي اهلل عنيه عليى طلحية بين عبييد اهلل لييس المضيرج
في الحج وقال أخاف أن يقتدو بك الجاهل ،وليس له أن يحمل الناس في المناسك عليى مذهبيه ،وليو أقيام
للناس الحج وهو حالل غير محرم كيرو ليه ذليك وصيح الحيج معيه ،وهيو بخيالف الصيالة التيي ال يصيح إن
يؤمهم فيها وهو غير مصل لها ،ولو قصد الناس في الحج التقدم على إمامهم فيه والتيأخير عنيه جياز ذوان
كانييت مخالفيية المتبييو مكروهيية ولييو قصييدوا مخالفتييه فييي الصييالة فسييدت عليييهم صييالتهم الرتبيياط صييالة
المأموم بصالة اإلمام وانتصال حج الناس عن حج اإلمامي
الباب الحادي عدر
في والية الصدوات
الصييدقة زكيياة ،والزكيياة صييدقة ،يفتييرق االسييم ويتفييق المسييمىي وال يجييب علييى المسييلم فييي مالييه حييق
فااااااي المااااااال حااااااق سااااااوى الزكاااااااة"ي س ي ي يواها ،قي ي ييال رسي ي ييول اهلل صي ي ييلى اهلل عليي ي ييه وسي ي ييلم" :لااااااي
والزكاة تجب في األموال المرصدة للنماء إما بأنفسها أو بالعمل فيها طهرة ألهلها ومعونة ألهل السهماني
واألموال المزكاة ضيربان :ظياهرة وباطنية ،فالظياهرة ميا ال يمكين إخفياؤو كيالزر والبميار والموانيي،
والباطنة ما أمكن إخفاؤو من الذهب والفضة وعروض التجارةي وليس لوالي الصيدقات نظير فيي زكياة الميال
الباطن ،وأربابه أحق بذخراج زكاته منه إال أن يبدلها أرباب األميوال طوعياً فيقبلهيا مينهم ويكيون فيي تفريقهيا
عوناً لهم؛ ونظرو مختص بزكاة األموال الظاهرة يؤمر أرباب األموال بدفعها إليهي
وفييي هييذا األميير إذا كييان عييادالً فيهييا قيوالن :أحييدهما أنييه محمييول علييى اإليجيياب وليييس لهييم التفييرد
بذخراجه ييا وال تج ييز هم إن أخرجوهي ياي والق ييول الب يياني محم ييول عل ييى االس ييتجابة إظه ييا اًر للطاع يية ،ذوان تف ييردوا
بذخراجها أجزأتهم ،وله على القولين معاً أن يقاتلهم عليهم إذا امتنعيوا مين دفعياً كميا قاتيل أبيو بكير الصيديق
رضييي اهلل عنييه مييانعي الزكيياة ألنهييم يصيييرون باإلمتنييا ميين طاعيية والة األميير إذا عييدلوا بغيياة ،ومنييا أب يو
حنيفيية رضييي اهلل عنييه ميين قتييالهم إذا أجييابوا علييى إخراجهييا بأنفسييهمي والنييروط المعتبيرة فييي هييذو الوالييية أن
يكون حي اًر مسيلماً عيادالً عالمياً بأحكيام الزكياة إن كيان مين عميال التفيويض ،ذوان كيان منفيذاً قيد عينيه اإلميام
على قدر يأخذو جاز أن ال يكون من أهل العلم بها ويجيوز أن يتقليدها مين تحيرم علييه الصيدقات مين ذوو
القربى ولكن يكون رزقه عن سهم المصالحي
ول ييه إذا قل ييدها بالب يية أحي يوال :أح ييدها أن يقل ييد أخ ييذها وقس ييمها ،فل ييه الجم ييا ب ييين األمي يرين عل ييى م ييا
سننر ،والباني أن يقلد أخذها وينهي عن قسمتها فنظرو مقصور عن األخذ وهو ممنيو مين القسيم والمقليد
بهما بتأخير قسمها مأبوم إال أن يجعل تقلييدها لمين ينفيرد بتعجييل قسيمهاي والباليث أن يطليق تقلييدو عليهيا،
فييال يييؤمر بقسييمها وال ينهييي عنييه فيكييون بذطالقييه محم يوالً علييى عمومييه فييي األم يرين ميين أخييذها وقسييمها،
فصارت الصيدفات مسيتملة عليى األخيذ والقسيم لكيل واحيد منهميا حكيم وسينجما بينهميا فيي هيذا البياب عليى
االختصاري
ونبييدأ بأحكييام أخييذها فنقييول :إن األم يوال الزكيياة أربعيية :أحييدها الموانييي وهييي اإلبييل والبقيير والغيينم
وسميت مانية لرعيها وهي مانيةي
فأما اإلبل فأول نصابها خمس ،وفيها إلى تسا ناة جذعة من الضأن أو بنية من المعز ،والجيذ
ميين الغيينم مييا لييه سييتة أنييهر ،والبنييي منهييا مييا اسييتكمل سيينة ،فييذذا بلغييت اإلبييل عني اًر ففيهييا إلييى أربييا عنيرة
ناتان ،وفي خمس عنرة إلى تسا عنرة بالث نياو وفي العيرين إلى أربا وعنرين أربا نياو ،فيذذا بلغيت
خمسياً وعنيرين عييدل فرضييها عين الغيينم وكييان فيهييا إليى خمييس وبالبييين بنييت مخياض وهييي التييي اسييتكملت
السينة ،فيذن عييدمت فيابن لبييون ذكير ،فييذذا بلغيت سييتاً وبالبيين ففيهيا إلييى خميس وأربعييين ابنية لبييون وهيي مييا
اسييتكملت سيينتين ،فييذذا بلغييت سييتاً وأربعييين ففيهييا إلييى سييتين حقيية وهييي مييا اسييتكملت بييالث سيينين واسييتحقت
الركوب وطروق الفحل ،فذذا بلغت إحدى وسيتين ففيهيا إليى خميس وسيبعين جذعية وهيي ميا اسيتكملت أربيا
سيينين ،فييذذا بلغييت سييتاً وسييبعين ففيهييا إلييى تسييعين بنت ياً لبييون ،فييذذا بلغييت إحييدى وتسييعين ففيهييا إلييى ما يية
وعنيرين حقتييان ،وهييذا مييا ورد بييه اليينص وانعقييد عليييه اإلجمييا ي فييذذا زادت علييى ما يية وعنيرين فقييد اختلييف
الفقهاء في حكم ذلك ،فقال أبو حنيفة يستأنف بها الفرض المبتدأي وقال مالك ال اعتبار بالزييادة حتيى تبليغ
ما يية وبالبييين فيكييون بهييا حقيية وابنتييا لبييوني وقييال النييافعي :إذا زادت علييى ما يية وعن يرين واحييدة كييان فييي
أربعين بنت لبون وفي ما ة وخمسين بالث حقياق ،وفيي ما ية وسيتين أربيا بنيات لبيون ،وفيي ما ية وسيبعين
حقة وبالث بنات لبون ،وفي ما ة وبمانين حقتان وبنتاً لبون :وفي ما ة وتسعين بيالث حقياق وبنيت لبيون،
فييذذا بلغييت مييا تين ففيهييا أحييد فرضييين إمييا أربييا حقيياق أو خمييس بنييات لبييون ،فييذن لييم يوجييد فيهييا إال أحييد
الفرضييين أخييذ ذوان وجييدا معياً أخييذ العامييل أفضييلهما ،وقيييل يأخييذ الحقييا ق ألنهييا أكبيير منفعيية وأقييل مؤنيية ،بييم
على هذا القياس فيما زاد في كل أربعين بنت لبون ،وفي كل خمسين حقةي
وأما البقر ،فأول نصابها بالبون وفيها تبيا ذكر وهو ما استكمل ستة أنهر وقدر عليى اتبيا أميه
فيذن أعطيي تبيعيية أنبيى قبلييت منيه ،فييذذا بلغيت أربعييين ففيهيا مسينة أنبييى وهيي التييي قيد اسييتكملت سينة ،فييذن
أعطي مسناً ذك اًر لم يقبل منه إن كان في بقرة أنبى ،ذوان كانت كلها ذكو اًر فقد قيل يقبل المسن الذكر وقيل
ال يقبلي
واختلف فيما زاد على األربعين من البقر فقال أبو حنيفة في إحدى رواياته يؤخيذ مين خمسيين بقيرة
مسيينة وربيياي وقييال النييافعي :ال نيييء فيهييا بعييد األربعييين حتييى تبلييغ سييتين فيجييب فيهييا تبعييان بييم فيمييا بعييد
الستي ن في كل بالبين تبيا ،وفيي كيل أربعيين مسينة فيكيون فيي سيبعين مسينة وتبييا ،وفيي بميانين مسينتان،
وفييي تسييعين بالبيية أتبعيية وفييي ما يية تبيعييان ومسيينة وفييي ما يية وعن يرة مسيينتان ،وفييي ما يية وعن يرين أحييد
فرضييين كالمييا تين ميين اإلبييل ،إمييا أربعيية أتبعيية أو بييالث مسيينات ،وقيييل يأخييذ العامييل منهمييا مييا وجييد ،فييذن
وجييدهما أخييذ أفضييلهما وقيييل يأخييذ المسيينات ،بييم علييى هييذا القييياس فيمييا زاد فييي كييل بالبييين تبيييا ،وفييي كييل
أربعين مسنةي
وأميا الغينم فيأول نصيابها أربعييون ،وفيهيا إليى ما ية وعنيرين نيياة جذعية أو بنيية مين المعييز ،إال أن
تكون كلها صغا اًر دون الجذا والبنايا فيؤخذ منهيا عليى ميذهب النيافعي صيغيرة دون الجيذ والبنييةي وقيال
مالييك :ال يؤخييذ إال جذعيية أو بنييية ،فييذذا صييارت ما يية ذواحييدى وعن يرين ففيهييا نيياتان إلييى مييا تي نيياة ،فييذذا
صارت ما تي ناة وناة ففيهيا بيالث نيياو إليى أن تبليغ أربعما ية نياة ،فيذذا بلغتهيا ففيهيا أربيا نيياو ،بيم فيي
كل ما ة استكملها من بعد األربعما ة ناةي
ويضييم الضييأن إلييى المعييز والج يواميس إلييى البقيير والبخيياتي إلييى الع يراب ألنهمييا نوعييان ميين جيينس
واحد ،وال يضيم اإلبيل إليى البقير وال البقير إليى الغينم الخيتالف الجينس ويجميا ميال اإلنسيان فيي الزكياة ذوان
تفرقت أموالهي والخلطاء في النصياب يزكيون زكياة الواحيد إذا اجتمعيت فيهيا ني ار ط الخلطية ،وقيال ماليك :ال
تأبير للخلطة حتى يملك واحد منهم نصاباً فيزكون حين ذ زكاة الخلطة وقال أبو حنيفة :ال اعتبيار بالخلطية
ويزكى كل واحد منهم ما له على انفرادوي
وزكيياة الموانييي تجييب بنييرطين :أحييدهما أن تكييون سييا مة ترعييى الكييم فتقييل مؤنتهييا ويتييوفر درهييا
ونسييلها فييذن كانييت عامليية أو معلوف ياً لييم تجييب فيهييا زكيياة علييى مييذهب أبييي حنيفيية والنييافعي وأوجبهييا مالييك
كالسا مةي والنرط الباني أن يحول عليها الحول الذو يستكمل فيه النسل لقول النبي صلى اهلل عليه وسلم:
"ال زكاة في مال حتى يحول عليه الحول"ي
والسخال تزكى بحول أمهاتها إذا ولدت قبل الحول وكانيت األمهيات نصياباً ،فيذن نقصيت األمهيات
عن النصاب فعند أبي حنيفة تزكى بحول األمهات إذا بلغتا نصاباً وعند النيافعي أنهيا يسيتأنف بهيا الحيول
بعييد اسييتكمال النصييابي وال زكيياة فييي الخيييل والبغييال والحمييير وأوجييب أبييو حنيفيية فييي إنيياث الخيييل السييا مة
دينا اًر عن كل فرس ،وقد قال النبي صلى اهلل عليه وسلم" :عفوت لكم عم صدوة الفيل والرويق"ي
ذواذا كان والي الصدقات من عمال التفويض أخذها فيما اختلف الفقهاء فيها على رأيه واجتهادو ال
على اجتهاد اإلمام وال على اجتهاد أرباب األموالي ولم يجيز ليميام أن يينص ليه عليى قيدر ميا يأخيذوي ذوان
كان من عمال التنفيذ عمل فيما اختلف فييه عليى اجتهياد اإلميام دون أربياب األميوال وليم يجيز لهيذا العاميل
أن يجتهد ولزم اإلمام أن ينص له على القيد الميأخوذ ويكيون رسيوالً فيي القيبض منفيذاً الجتهياد اإلميام فعليى
هذا إن كان هذا العامل عبداً أو ذمياً جاز ،فذن كان في زكاة عامة لم يجز ألن فيها والية ال يصح ببوتها
ما الكفر والرق ،ذوان كان في زكاة خاصة نظر ،فذن كان في مال قيد عيرف مبليغ أصيله وقيدر زكاتيه جياز
أن يكون هذا المأمور بقبضه عبداً أو ذمياً ألنه تجرد من حكم الوالية وتخصص بأحكام الرسالة ،ذوان كيان
فيي مييال ليم يعييرف مبلغييه وال قيدر زكاتييه لييم يجيز أن يكييون المييأمور بقبضيه ذميياً ال أؤتميين بيه علييى مييال ال
يعميل فيييه علييى خبيرة وجيياز أن يكييون عبييداً ألن خبيير العبييد مقبييولي ذواذا تييأخر عامييل الصييدقات عيين أربيياب
األموال بعد وجوب زكاتهم فذن كيان بعيد ورود عمليه وتنياغله بغييرهم انتظيروو ألنيه ال يقيدر عليى أخيذو إال
من طا فة بعد طا فة ذوان تأخر عن جميعهم وتجاوز العرف في وقت زكياتهم أخرجوهيا بأنفسيهم ألن األمير
يييدفعها إليييه منييروط بالمكنيية وسيياقط مييا عييدم اإلمكييان ،وجيياز لميين يتييولى إخراجهييا ميين أربيياب األم يوال أن
يعمييل فيهييا علييى اجتهييادو إن كييان ميين أهييل االجتهيياد ذوان لييم يكيين ميين أهلييه اسييتفتى ميين الفقهيياء ميين يأخييذ
بقوله ،وال يلزمه أن يستفتي غيرو ذوان استفتى فقيهين فأفتاو أحدهما بذيجابها وأفتاو اجخر بذسقاطها أو أفتاو
أحيدهما بقيدر وأفتياو اجخيير بيأكبر منيه ،فقيد اختلييف أصيحاب النيافعي فيميا يعمييل بيه منهميا فيذهب بعضييهم
إلى أنه يأخذ بأغلظ القولين حكماًي
وقييال آخييرون يكييون مخيي اًر فييي األخييذ بقييول ميين نيياء منهمييا ،فلييو حضيير العامييل بعييد أن عمييل رب
المال على اجتهاد نفس أو اجتهاد من استفتاو وكان اجتهاد العامل مؤدياً إلى إيجياب ميا أسيقطه أو الزييادة
علييى مييا أخرجييه كييان اجتهيياد العامييل أمضييى إن كييان وقييت اإلمكييان باقيياً ،واجتهيياد رب المييال أنفييذ إن كييان
وقت اإلمكان فا تاً؛ ولو أخذ العامل الزكاة باجتهادو وعمل في وجوبها وأسقطها على رأيه وأدى اجتهاد رب
المييال إلييى إيجيياب مييا أسييقطه أو الزيييادة عيين مييا أخييذو لييزم رب المييال فيمييا بينييه وبييين اهلل تعييالى إخ يراج مييا
أسقطه من أصل أو تركه من زيادة ألنه معترف بوجوبها عليه ألهل السهماني
والمال الباني من أموال الزكاة بمار النخل والنجري فأوجب أبو حنيفة الزكاة في جميعها ،وأوجبهيا
النافعي في بمار النخل والكرم خاصة ،ولم يوجب في غيرهما من جميا الفواكه والبمار زكاةي
وزكاتهييا تجييب بنييرطين :أحييدهما بييدو صييالحها واسييتطابة أكلهييا وليييس علييى ميين قطعهييا قبييل بييدو
الصال زكاة ،ويكرو أن يفعله ف ار اًر من الزكياة ،وال يكيرو إن فعليه لحاجيةي والنيرط البياني أن تبليغ خمسية أو
سيق ،فيال زكياة فيهيا عنيد النيافعي إن كانيت أقيل مين خمسية أو سيق والوسيق سيتون صياعاً والصيا خمسيية
أرطييال وبلييث بييالعراقيي وأوجبهييا أبييو حنيفيية فييي القليييل والكبييير ،ومنييا أبييو حنيفيية ميين خييرص البمييار عل يى
أهلهييا ،وجييوزو النييافعي تقييدي اًر للزكيياة واسييتظها اًر ألهييل السييهمان ،فقييد ولييى رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم
عليى خييرص البمييار عميياالً وقييال لهييم" :فففاوا الفاارن فااإم فااي المااال الوصااية وال ريااة والواط ااة
والنا بة"ي
فالوصية ما يوصى بها أربابهيا بعيد الوفياة والعريية ميا يعيرى للصيالت فيي حيال الحيياة والواط ية ميا
تأكله السابلة منهم ،وسموها واط ة لوط هم األرض ،والنا بة ما ينوب البمار من الجا حي
فأمييا بمييار البص يرة فيخييرص كرومهييا وهييم فييي خرصييها كغيييرهم ،وال يخييرص عليييهم نخلهييا لكبرتييه
ولحوق المنقة في خرصه ،فذنهم يبيحون في التعاون أكل الميارة منهيا ،ذوانميا ميا قيد لهيم الصيدر األول مين
بناياها في يومي الجمعة والبالباء يصرف معظميه فيي أهيل الصيدقات ،وجعيل لهيم فيي عيوض البناييا كبيار
البمييار ،وحملهييا إلييى كرسييي البص يرة ليسييتوفي أعنييارها ميينهم هنيياك ،وليييس يلييزم هييذا غيييرهم فصيياروا بييذلك
مخالفين لمن سواهمي
وال يجوز خرص الكرم والنخل إال بعد بدو الصال فيخرصيان بسي اًر وعنبياً وينظير ميا يرجعيان إلييه
تم ي اًر وزبيب ياً ،بييم يخييير أربابهييا إذا كييانوا أمنيياء بييين ضييمانها بمبلييغ خرصييها ليتص يرفوا فيهييا ويضييمنوا قييدر
زكاتها ،وبين أن تكون في أيديهم أمانة يمنعون من التصرف فيها حتى تتناهى فتؤخذ زكاتها إذا بلغتي
وقييدر الزكيياة العن يير إن سييقيت عييذباً أو س يييحاً ،ونصييف العنيير إن س ييقيت غرب ياً أو نضييحاً ،ف ييذن
سييقيت بهمييا ،فقييد قيييل يعتبيير أعالهمييا ،وقيييل يؤخييذ بقسييط كييل واحييد منهمييا ،ذواذا اختلييف رب المييال والعامييل
فيما سيقيت بيه كيان القيول قيول ربهيا وأحلفيه العاميل اسيتظها اًر فيذن نكيل ليم يلزميه إال ميا اعتيرف بيه ،ويضيم
أنيوا النخييل بعضييها إلييى بعييض وكييذلك أن يوا الكييرم ألن جميعهييا جيينس واحييد ،وال يضييم النخييل إلييى الكييرم
الختالفهما في الجنسي
ذواذا كانت بميار النخيل والكيرم قصيير تمي اًر وزبيبياً ليم تؤخيذ زكاتهميا إال بعيد تنياهي جفافهميا تمي اًر أو
زبيباً ،ذوان كانت مميا ال يؤخيذ إال رطبياً أو عنبياً أخيذ عنير بمنهميا إذا بيعيا ،فيذن احتياج أهيل السيهمان إليى
حقهييم منهمييا رطب ياً أو عنب ياً جيياز فييي أحييد القييولين إذا قيييل إن القسييمة تمييييز نصيييب؛ ولييم يجييز فييي القييول
الباني إذا قيل أن القسمة بياي ذواذا هلكت البمار بعد خرصيها بجا حية مين أرض أو سيماء قبيل إمكيان أداء
الزكاة منها سقطت ،ذوان هلكت بعد إمكان أدا ها أخذتي
والمال البالث الزرو أوجيب أبيو حنيفية الزكياة فيي جميعهيا ،وعنيد النيافعي ال تجيب إال فيميا زرعيه
اجدميون قوتاً مدخ اًر ،وال تجيب عنيدو فيي البقيول والخضير ،وال تجيب عنيد النيافعي فيهميا وال فيميا ال يؤكيل
من القطن والكتان وال فيما يزرعه اجدميون من نبات األودية والجبالي وهي مأخوذة عندو من عنرة أنوا :
البر والنعير واألرز واليذرة والبياقالء واللوبييا والحميص والعيدس واليدخن والجلبياني فأميا العيس فهيو نيو مين
البر ينم إليه وعلييه قنيرتان ال تجيب الزكياة فييه بقنيرته إال إذا بليغ عنيرة أوسيق ،وكيذلك األرز فيي قنيرتهي
وأميا السيلت فهييو نيو ميين النيعير يضيم إليييه ،والجياورس نييو مين اليدخن يضييم إلييه ومييا عيداهما أجنيياس ال
يضم بعضها إلى غيرو وضم مالك النعير إلى الحنطة وضم ما سواهما من القطنيات بعضها إلى بعضي
وزكيياة الييزر تجييب فيييه بعييد قوتييه وانييتدادو ،وال تؤخييذ منييه دياسييه وتصييفيته إذا بلييغ النصييف منييه
ال
خمسة أوسق :وال زكاة فيما دونها ،وأوجبها أبو حنيفة في قليله وكبيرو ذواذا جز المالك زرعه بقالً أو قصي ً
لم تجب زكاو ،ويكرو أن يفعله ف ار اًر من الزكاة ،وال يكرو إن كان لحاجةي
ذواذا ملييك الييذمي أرض عنيير فزرعهييا فقييد اختلييف الفقهيياء فييي حكمهييا ،فييذهب النييافعي إلييى أنييه ال
عنيير فيهييا عليييه وال خ يراجي وقييال أبييو حنيفيية يوضييا عليهييا الخ يراج وال يسييقط عنهييا فييذذا أسييلم سييقط عنهييا
مضاعفة الصدقة :وقال محمد بن الحسين وسيفيان البيورو يؤخيذ منهيا صيدقة المسيلم وال تضياعف بذسيالمه
وقال أبو يوسف يؤخذ منها ضعف الصدقة المأخوذة من المسلمي
ذواذا زر المسييلم أرض خ يراج أخييذ من يه عنييد النييافعي عنيير الييزر مييا خ يراج األرض ،ومنييا أبييو
حنيفية مييا الجميا بينهمييا ،واقتصير علييى أخيذ الخيراج وحيدو ذواذا اسييتأجر أرض خيراج علييى مؤجرهيا والعنيير
علييى مسييتأجرهاي وقييال أبييو حنيفيية :عنيير الييزر علييى المييؤجر وكييذلك المعميير ،فهييذو األم يوال البالبيية كلهييا
أموال ظاهرةي
وأما المال ال اربا فهو الفضة والذهب ،وهما من األموال الباطنة ،وزكاتهما ربا العنر ،لقوليه علييه
الصالة والسالم" :في الورق ربع ال در"ي
ونصيياب الفضيية ما تييا درهييم بييوزن اإلسييالم وزن كييل درهييم منييه سييتة دوانييق وكييل عنيرة منهييا سييبعة
مباقيييلي وفيهييا إذا بلغييت مييا تي درهييم خمسيية د ارهييم هييو ربييا عنييرها وال زكيياة فيهييا إذا نقصييت عيين مييا تين،
وفيما زاد عليها بحسابه وقال أبو حنيفة :ال زكاة فيما زاد على ما تين حتى يبليغ أربعيين درهمياً فيجيب فيهيا
درهم سادس ،والورق المطبوعة والنقار سواءي
وأما الذهب فنصابه عنرون مبقاالً بمباقيل اإلسالم يجب فييه ربيا عنيرة ونصيف مبقيال وفيميا زاد
بحسييابه ،ويسييتوو فيييه خالصييه ومطبوعييهي وال تضييم الفضيية إلييى الييذهب ويعتبيير نصيياب كييل واحييد منهييا مييا
على انفيرادو ،وضيم ماليك وأبيو حنيفية األقيل إليى األكبير وقومياو بقيمية األكبيري ذواذا أتجير باليدراهم واليدنانير
تجييب زكاتهمييا ،وربحهمييا تبييا لهمييا إذا حييال الحييول؛ ألن زكيياة الفضيية والييذهب تجييب بحييول الحييول عليهميياي
وأسييقط داود زكيياة مييال التجييار ونييذ بهييذا القييول عيين الجماعييةي ذواذا اتخييذ ميين الفضيية والييذهب حلي ياً مباح ياً
سقطت زكاتيه فيي أصيح قيول النيافي وهيو ميذهب ماليك ،ووجبيت فيي أضيعفهما وهيو قيول أبيي حنيفيةي ذوان
اتخذ منهما ما حظر من الحلي واألواني وجبت زكاته في قول الجمياي
وأما المعادن فهيي مين األميوال الظياهرة ،واختليف الفقهياء فيميا تجيب فييه الزكياة منهيا ،فأوجبهيا أبيو
حنيفة في كل ما ينطبا من فضة وذهب وصفر ونحاس ،وأسقطها عما ال ينطبا من ما ا وحجر ،أوجبها
أبييو يوسييف فيمييا يسييتعمل منهييا حلي ياً كييالجواهري وعلييى مييذهب النييافعي تجييب فييي معييادن الفضيية والييذهب
خاصة إذا بلغ المأخوذ من كل واحد منهما بعد السبك والتصفية نصياباً ففيي قيدر الميأخوذ مين زكاتيه بالبية
أقاويييل :أحييدها ربييا العنيير كييالمقتني ميين الييذهب والفضييةي والقييول البيياني الخمييس كالركييازي والقييول البالييث
يعتبر حاليه ،فيذن كبيرت مؤنتيه ففييه ربيا العنير ،ذوان قليت مؤنتيه ففييه الخميس ،وال يعتبير فييه الحيول ألنهيا
فا دة تزكى لوقتهاي
وأما الركاز ،فهو كل مال وجد مدفوناً من ضرب الجاهلية في موات أو طريق سيابل يكيون لواجيدو
"ي وقال وعليه خمسه يصرف في مصرف الزكاة ،لقول النبي صلى اهلل عليه وسلم" :وفي الركاز الفم
أبييو حنيفيية :واجييد الركيياز مخييير بييين إظهييارو وبييين إخفا ييه ،واإلمييام إذا ظهيير لييه مخييير بييين أخييذ الخمييس أو
تركه ،وما وجد في األرض مملوكة فهو في الظاهر لماليك األرض ال حيق فييه لواجيدو ،وال نييء فييه عليى
مالكه إال ما يجب من زكاة إن يكن قد أداها عنه ،وما وجد من ضرب اإلسالم مدفوناً أو غير مدفون فهو
لقطة يجب تعريفها حوالً ،فذن جاء صاحبها ذواال فللواجد أن يتملكها مضمونة في ذمته لمالكها إذا ظهري
وعلى عامل الصدقة أن يدعو ألهلها الدفا ترغيباً لهم في المسارعة وتميي اًز لهم من أهل الذمة في
الجزييية وامتبيياالً لقولييه تعييالى" :ف ا ماام يم اوالام صاادوة تطااارهم وتاازكيام باااا وصاال علاايام ام
ص تة سكم لام"ي
ومعنى قوله سبحانه وتعالى "تطارهم وتزكيام باا" أو تطهر ذنوبهم وتزكي أعمالهم وفي قوله
تعييالى "وصاال علاايام" وجهييان :أحييدهما اسييتغفر لهييم ،وهييو قييول ابيين عبيياس رضييي اهلل عنييهي والبيياني أد
لهم ،وهو قول الجمهوري وفي قوله تعالى "ام ص تة سكم لام" أربيا تيأويالت :أحيدها قربية لهيم ،وهيو
قول ابن عباس رضي اهلل عنهي الباني رحمة لهم وهو قول طلحةي البالث تببيت لهم ،وهو قيول ابين قتيبيةي
وال اربييا أميين لهييم وهييو ميين االسييتحباب إن لييم يسييألي وفييي اسييتحقاقه إذا س ي ل وجهييان :أحييدهما مسييتحب،
والباني مستحقي
ذواذا كتم الرجل زكاة ماله وأخفاها عين العاميل ميا عدليه أخيذها العاميل منيه إذا ظهير عليهيا ونظير
في سبب إخفا ها ،فذن كان ليتولى إخراجهيا بنفسيه ليم يعيزرو ،ذوان أخفاهيا ليغلهيا ويمنيا حيق اهلل منهيا عيزرو
ولم يغرمه زييادة عليهياي وقيال ماليك يأخيذ منيه نيطر ماليه لقوليه علييه الصيالة والسيالم" :مام غال صادوة
آلل محمد فياا نصيب"ي فأنا وف ها ودطر ماله عزمة مم عزمات اهلل ،لي
وفي قول النبي عليه الصالة والسالم:
في المال حق سوى الزكاة"ي "لي
ما يصرف هذا الحديث عن ظاهرو من اإليجاب إلى الزجر واإلرهياب كميا قيال" :مام وتال عباده
وتلناه"ي
ذواذا كييان ال يقتييل بعبييدو ذواذا كييان العامييل جييا اًر فييي الصييدقة عييادالً فييي قسييمتها جيياز كتمهييا وأج ي أز
دفعها إليه ،ذواذا كان عادالً في أخذها جا اًر في قسمتها وجب كتمانها منه ولم يجز دفعها إليه ،فيذن أخيذها
طوعاً أو جب اًر ليم يجيزهم عين حيق اهلل تعيالى فيي أميوالهم وليزمهم إخراجهيا بأنفسيهم إليى مسيتحقيها مين أهيل
السهماني وقال مالك يجز هم وال يلزمهم إعادتها ذواذا أقر عامل الصدقات يقبضها من أهلها قبل قوله وقيت
واليته سواء كان مين عميال التفيويض أو مين عميال التنفييذي وفيي قبيول قوليه بعيد عزليه وجهيان تخريجياً مين
القولين في دفا زكاة األموال الظياهرة إلييه ،هيل هيو مسيتحب أو مسيتحق؟ فيذن قييل مسيتحب قبيل قوليه بعيد
العييزل ،ذوان قيييل مسييتحق لييم يقبييل قولييه إال ببينيية ،ولييم يجييز أن يكييون نيياهداً يقبضييها ذوان كييان عييدالً ،ذواذا
ادعى رب الميال إخراجهيا ،فيذن كيان ميا تيأخير العاميل عنيه بعيد إمكيان أدا هيا قبيل قوليه وأحلفيه العاميل إن
اتهميهي وفيي اسييتحقاق هيذو اليميين وجهييان أحيدهما مسيتحقه إن نكييل عنهيا أخيذت منييه الزكياة والوجيه البيياني
استظها اًر إن نكل عنها لم تؤخذ منهي ذوان ادعى ذلك ما حضور العامل لم يقبل قوله في الدفا إن قييل إن
دفعها إلى العامل مستحق وقيل قوله إن قيل إنه مستحبي
وأمييا قسييم الصييدقات ف ييي مسييتحقيها ،فهييي لم يين ذكيير اهلل تعييالى ف ييي كتابييه العزيييز بقولييه" :انماااا
الصدوات للفقراء والمساكيم وال امليم عليااا والمؤلفاة ولاوبام وفاي الروااب والهاارميم وفاي
سبيل اهلل وابم السبيل فريضة مم اهلل واهلل عليم حكيم"ي
بعد أن كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقسمها على رأيه واجتهادو حتى لزمه بعض المنافقين
وقال اعدل يا رسول اهلل فقال" :ثكلتة يمة ا ا لم يعدل فمم ي دل"ي
بم نزلت عليه آية الصدقات بعد فعندما قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسيلم" :ام اهلل ت االى لام
يرض في وسمة األموال بملة مقرب وال بنبي مرسل حتى تولى وسمتاا بنفسه"ي
فواجيب أن تقسييم صيدقات الموانييي وأعنيار الييزر والبمييار وزكياة األميوال والمعيادن وخمييس الركيياز
ألن جميعها زكياة عليى بمانيية أسيهم لمصيناف البمانيية إذا وجيدواي وال يجيوز أن يخيل بصينف مينهمي وقيال
أبيو حنيفيية يجيوز أن يصيرفها إليى أحييد األصيناف البمانييية ميا وجييودهم ،وال يجيب أن يييدفعها إليى جميييعهم،
وفيي تسييوية اهلل تعييالى بييينهم فيي آييية الصييدقات مييا يمنيا ميين االقتصييار علييى بعضيهم ،فواجييب علييى عامييل
الصدقات بعد تكاملها ووجود جمييا مين سيمي لهيا أن يقسيمها عليى بمانيية أسيهم بالتسيوية فييدفا سيهما منيا
إلى الفقراء والفقير هو الذو ال نيء له بم ييدفا السيهم البياني إليى المسياكيني والمسيكين هيو اليذو ليه مياالً
يكفيييه فكييان الفقييير أس يوأ حيياالً منييهي وقييال أبييو حنيفيية المسييكين أس يوأ حيياالً ميين الفقييير وهييو الييذو قييد أسييكنه
العدم ،فيدفا إلى كل واحد منهما إذا اتسعت الزكياة ميا يخيرج بيه مين اسيم الفقير والمسيكنة إليى أدنيى م ارتيب
الغنى وذلك معتبر بحسب حالهم فمنهم من يصير بالدينار الواحد غنياً إذا كان من أهل األسواق يربح فيه
قدر كفايته فيال يجيوز أن ييزاد علييه ،ومينهم مين ال يسيتغني إال بما ية دينيار فيجيوز أن ييدفا إلييه أكبير منيه
ومنهم مين يكيون ذا جليد يكتسيب بصيناعته قيد كفايتيه فيال يجيوز أن يعطيى ذوان كيان ال يمليك درهمياًي وقيدر
أبو حنيفة رضي اهلل عنه أكبر ما يعطاو الفقير والمسكين بما دون ما تي درهم من الورق وما دون عنرين
دين ي ي ي ي ي ي ي ي ييار م ي ي ي ي ي ي ي ي يين ال ي ي ي ي ي ي ي ي ييذهب لي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ال تج ي ي ي ي ي ي ي ي ييب علي ي ي ي ي ي ي ي ي ييه الزك ي ي ي ي ي ي ي ي يياة فيم ي ي ي ي ي ي ي ي ييا أخ ي ي ي ي ي ي ي ي ييذ م ي ي ي ي ي ي ي ي يين الزك ي ي ي ي ي ي ي ي يياةي
بييم السييهم البالييث سييهم العيياملين عليهييا وهييم صيينفان :أحييدهما المقيمييون بأخييذها وجبايتهييا والبيياني المقيمييون
بقسيمتها وتفريقهيا مين أمييين ومبانير ومتبيو وتيابا ،جعييل اهلل تعيالى أجيورهم فيي مييال الزكياة لي ال يؤخيذ ميين
أرباب األموال سواها ،فييدفا إلييهم مين سيهمهم قيدر أجيور أمبيالهم ،فيذن كيان سيهمهم منهيا أكبير رد الفضيل
على باقي السهام ،ذوان كان أقل تممت أجيورهم مين ميال الزكياة فيي أحيد اليوجهين ،ومين ميال المصيالح فيي
الوجه اجخري
والسييهم ال اربييا سييهم المؤلفيية قلييوبهم وهييم أربعيية أصيناف :صيينف يتييألفهم لمعونيية المسييلمين وصيينف
يتألفهم للكيف عين المسيلمين ،وصينف يتيألفهم ليرغبتهم فيي اإلسيالم ،وصينف لترغييب قيومهم وعنيا رهم فيي
اإلسالم ،فمن كان من هذو األصناف األربعة مسلماً جاز أن يعطى من سهم المؤلفة من الزكاة ،ومن كان
منهم منركاً عدل به عن مال الزكاة إلى سهم المصالح من الفيء والغنا مي
والسييهم الخييامس سييهم الرقيياب وهييو عنييد النييافعي وأبييي حنيفيية مصييروف فييي المكيياتبين يييدفا إليييهم
قدر ما يعتقون بهي وقال مالك يصرف في نراء عبيد يعتقوني
والسهم السادس للغارمين ،وهم صنفان :صنف منهم اسيتدانوا فيي مصيالح أنفسيهم فييدفا إلييهم ميا
الفقر دون الغنى ما يقضون به ديونهم ،وصنف منهم استدانوا في مصالح المسلمين فييدفا إلييهم ميا الفقير
والغني قدر ديونهم من غير فضلي
والسهم السابا سهم سبيل اهلل تعالى وهيم الغيزاة ييدفا إلييهم مين سيهمهم قيدر حياجتهم فيي جهيادهم،
فييذن كييانوا يرابطييون فييي البغيير دفييا إليييهم نفقيية ذهييابهم ومييا أمكيين ميين نفقييات مقييامهم ،ذوان كييانوا يعييودون إذا
جاهدوا أعطوا نفقة ذهابهم وعودهمي
وللسييهم البييامن سييهم ابيين السييبيل ،وهييم المسييافرون الييذو ال يجييدون نفقيية سييفرهم يييدفا إليييهم ميين
سييهمهم إذا لييم يكيين سييفر معصييية قييدر كفييايتهم فييي سييفرهم وسيواء ميين كييان ميينهم مبتييد اً بالسييفر أو مجتييا اًزي
وقال أبو حنيفة أدفعه إلى المجتاز دون المبتدإ بالسفري
ذواذا قسيمت الزكياة فيي األصيناف البمانيية ليم يخيل حيالهم بعيدها مين خمسية أقسيام أحيدها أن تكيون
وفق كفايتهم من غير نقص وال زيادة ،فقد خرجوا بما أخذوو من أهل الصيدقات وحيرم علييهم التعيرض لهياي
والقسييم البيياني أن تكييون مقصيرة عيين كفييايتهم فييال يخرجييون ميين أهلهييا ويحييالون ببيياقي كفييايتهم علييى غيرهيياي
والقسييم البالييث أن تكييون كافييية لبعضييهم مقصيرة عيين البيياقين فيخييرج الكتفييون عيين أهلهييا ويكييون المقصييرون
عليى حييالهم مين أهييل الصييدقاتي والقسيم ال اربييا أن تفضيل عيين كفاييية جمييعهم فيخرجييون مين أهلهييا بالكفاييية
ويييرد الفاضييل ميين سييهامهم علييى غيييرهم ميين أقييرب الييبالد إليييهمي والقسييم الخييامس أن تفضييل عيين كفايييات
بعضهم وتعجز عن كفايات الباقين فيرد ما فضل عن المكتفين على من عجز من المقصرين حتى يكتفيي
الفريقاني
ذواذا عييدم بعييض األصييناف البمانييية قسييمت الزكيياة علييى ميين يوجييد ميينهم ولييو كييان صيينفاً واحييد ،وال
ي نقييل سييهم ميين عييدم ميينهم فييي جي يران المييال إال سييهم سييبيل اهلل فييي الغ يزاة فذنييه ينقييل إليييهم ،ألنهييم يسييكنون
البغور في األغلب وتفرق زكاة كل ناحية في أهلها وال يجوز أن تنقل زكاة بلد إلى غيرو إال عند عدم وجود
أهل السهمان فيه ،فذن نقلها عنه ما وجيودهم فييه ليم يجز يه فيي أحيد القيولين وأجيزأو فيي القيول اجخير وهيو
مذهب أبي حنيفة وال يجوز دفا الزكاة إلى كافري وجوز أبو حنيفة دفا زكاة الفطر خاصة إلى اليذمي دون
المعاهد ،وال يجوز دفعها إلى ذوو القربى من بني هانم وبني عبد المطلب تنزيهاً لهيم عين أوسياخ اليذنوب
وجييوز أبييو حنيفيية دفعهييا إليييهمي وال يجييوز أن يييدفا أحييد زكاتييه إلييى ميين تجييب عليييه نفقتييه ميين والييد أو ولييد
لغناهم به إال من سهم الغارمين إذا كانوا منهمي ويجوز أن يدفعها إلى من سواهم من أقاربه ،وصرفها فيهم
أفض ييل م يين األجان ييب وف ييي جيي يران الم ييال أفض ييل م يين األباع ييدي ذواذا حض يير رب الم ييال أقارب ييه إل ييى العام ييل
ليخصييهم بزكيياة مالييه ،فييذن لييم تخييتلط زكاتييه بزكيياة غي يرو خصييهم بهييا فييذن اختلطييت كييانوا فييي المييتلط أسييوة
غيرهم ،لكن ال يخرجهم منها ألن فيها ما هم أحق وأخصي
ذواذا استراب رب المال بالعامل في مصرف زكاته وسأله أن ينرف على قسمتها يلزمه إجابتيه إليى
ذلك ألنه قد برإ منها بدفعها إليه ،ول سأل العالم رب المال أن يحضر قسمتها لم يلزميه الحضيور لبراءتيه
منها بالدفاي ذواذا هلكت الزكاة في يد العالم قبل قسمتها أجزأت رب المال ولم يضمها العاميل إال بالعيدواني
ذواذا أتلفيت الزكيياة فييي يييد رب المييال قبييل وصييولها إلييى العامييل لييم تجيزو وأعادهييا ،ولييو تلييف مالييه قبييل إخيراج
زكاته سقطت عنه إن كان تلفه قبل إمكان أدا ها ،وال تسقط إن كان تلفه بعد إمكان أدا هاي ذواذا ادعيى رب
المال تلف ماله قبل ضمان زكاته كان قوله مقبوالً ذوان اتهمه العامل أحلفه اسيتظها اًري وال يحيوز للعاميل أن
يأخذ رنوة أرباب األموال وال يقبل هداياهمي قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسيلم" :هادايا ال ماال غلاول"
والفرق بين الرنوة والهدية أن الرنوة ما أخذت طلباً والهدية ما بذلت عفواً ،فذذا ظهرت عليى العاميل خيانية
كييان اإلمييام هييو النيياظر فييي حالييه المسييتدرك لخيانتييه دون أربيياب األم يوال ولييم يتعييين ألهييل السييهمان فييي
خصييومته إال أن يتظلميوا إلييى اإلمييام تظلييم ذوو الحاجييات ،وال تقبييل نييهادتهم علييى العامييل للتهميية الالحقيية
بهيم ،فأمييا نيهادة أربيياب األميوال عليييه ،فيذذا كانييت فيي أخييذ الزكياة ميينهم ليم تسييما نيهادتهم ،ذوان كانييت فييي
وضييعه لهييا غييير حقهييا سييمعت ذواذا ادعييى أربيياب األم يوال دفييا الزكيياة إلييى العامييل وأنكرهييا أحلييف أربيياب
األميوال عليى مييا ادعيوو وبر يوا وأحليف العامييل عليى مييا أنكيرو وبييرإ فيذن نييهد بعيض أربيياب األميوال لييبعض
بالدفا إلى العامل ،فذن كان بعد التناكر والتخاصم لم نسما نهادتهم علييه ،ذوان كيان قبلهميا سيمعت وحكيم
على العامل بالغرم ،فذن ادعى بعيد النيهادة أنيه قسيمها فيي أهيل السيهمان ليم يقبيل منيه ألنيه قيد أكيذب هيذو
الدعوى بذنكارو ،فذن نهد له أهل السهمان بأخذها منه لم تقبل نهادتهم ألنه قد أكيذبهم بذنكيار األخيذي ذواذا
أقر العامل بقبض الزكاة وادعى قسمتها في أهل السهمان فأنكروو كان قوليه فيي قسيمتها مقبيوالً ألنيه ميؤمن
فيها ،وقولهم في اإلنكار مقبول في بقاء فقرهم وحاجتهمي ومن ادعى من عند العامل بقدر زكاته ولم يخبرو
بمبلغ ماله جاز أن يأخذها منه على قوليه وليم يأخيذو فذحضيار ماليه جبي اًر ذواذا خطيأ العاميل فيي قسيم الزكياة
ووضعها في غير مستحق لم يضمن فيمن يخفى حاله من األغنياء ،وفي ضمانه لها فييمن ال يخفيى حالية
من ذوو القربى والكفار والعبيد قوالن؛ ولو كان رب المال هيو الخياطئ فيي قسيمتها ضيمنها فييمن ال يخفيى
حاله من ذوو القربى والعبيدي
وفي ضمانها فيمن يخفى حاله من األغنياء قوالن :ويكون حكيم العاميل فيي سيقوط الضيمان أوسيا
ألن نغله أكبر فكان في الخطأ أعذري
الباب الثاني عدر
في وسم الفيء والهنيمة
والختالف الفريقين في حكم المالين ميا بميين وسيوى أبيو حنيفية بينهميا وجيود صيرف كيل واحيد مين
المالين في كل واحد من الفريقيني ذواذا أراد اإلمام أن يصل قوماً لتعود صالتهم بمصالح المسلمين كالرسل
والمؤلفيية جيياز أن يصييلهم ميين مييال الفيييء فقييد أعطييى رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم المؤلفيية يييوم حنييين
فأعطى عيينة بن حصن الفزارو ما ة بعير واألقير بين حياس بين التميميي ما ية بعيير والعبياس بين ميرداس
السلمي خمسين بعي اًر فتسخطها وعتب على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وقال من المتقارب:
فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم لعلي بن أبي طالب" :ا هب فاوطع عني لسانه"ي
فلما ذهب به قال أتريد أن تقطيا لسياني؟ قيال :ال ،ولكين أعطييك حتيى ترضيى فأعطياو فكيان ذليك
قطا لسانهي فأما إذا كانت صلة اإلمام ال تعود بمصيلحة عليى المسيلمين وكيان المقصيود بهيا نفيا المعطيى
خاصة كانت صالتهم من مالهي
روو أن أعرابياً أتى عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه فقال من السريا:
فقييال عميير رضييي اهلل عنييه :إن لييم أفعييل يكييون ميياذا فقييال " :إذا أبييا حفييص ألذهبنييه " فقييال :ذواذا
ذهبت يكون ماذا فقال:
قال فبكى عمر رضي اهلل عنه حتى خضبت لحيتيه وقيال ييا غيالم أعطيه قميصيي هيذا ليذلك الييوم
ال لسييعرو ،أنييا واهلل ال أملييك غييرو ،فجعييل مييا وصييل بييه ميين مالييه ال ميين مييال المسييلمين ،ألن صييلته ال تعييد
بنفا عيل غييرو فخرجيت مين المصيالح العاميةي ومبيل هيذا األع اربيي يكيون مين أهيل الصيدقة ،غيير أن عمير
رضي اهلل عنه لم يعطه منها إما ألجل نعرو الذو استنزله فيه؛ ذواما ألن الصدقة مصروفة في جيرانها ولم
يكن منهمي وكان مما نقمه الناس على عبميان رضيي اهلل عنيه أنيه جعيل كيل الصيلوات مين ميال الفييء وليم
ير الفرق بين األمريني
ويجييوز ليمييام أن يعطييي ذكييور أوالو ميين مييال الفيييء ألنهييم ميين أهلييه ،فييذن كييانوا صييغا اًر كييانوا فييي
إعطاء الذرارو من ذوو السابقة والتقدم ،ذوان كانوا كبا اًر ففي إعطاء المقاتلة من أمبالهمي
حكى ابن إسحاق أن عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما لما بلغ أتى أباو عمر بن الخطاب رضي
اهلل عنه وسأله أن يفرض ليه ففيرض فيي ألفيين ،بيم جياء غيالم مين أبنياء األنصيار قيد بليغ فسيأله أن يفيرض
ففييرض لييه فييي بالبيية آالف فقييال عبييد اهلل يييا أمييير المييؤمنين فرضييت لييي فييي ألفييين وفرضييت لهييذا فييي بالبيية
آالف ولم ينهد أبو هذا ما قد نهدت قال أجل لكنيي أرييت أبيا أميك يقاتيل رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم
ورأيت أبا أم هذا يقاتل ما رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ولمم أكبر من األلفي
وال يجوز ليمام أن يعطي إناث أوالدو من مال الفيء ألنهم من جملة ذريته الداخلين فيي عطا يهي
وأما عبيدو وعبيد غيرو ،فذن لم يكونوا مقاتلة فنفقاتهم في ماله ومال ساداتهم ،ذوان كانوا مقاتلة فقد كان أبيو
بكر رضي اهلل عنه يفرض لهم في العطاء ولم يفرض لهم عمر رضي اهلل عنيهي والنيافعي رحميه اهلل يأخيذ
فيييهم بقييول عميير رضييي اهلل عنييه ،فييال يفييرض لهييم فييي العطيياء ولكيين تيزاد سيياداتهم فييي العطيياء ألجلهييم ألن
زيادة العطاء معتبرة بحال الذرية ،فذن عتقوا جاز أن يفرض لهم فيي العطياء ويجيوز أن يفيرض لنقبياء أهيل
الفيييء فييي عطاييياهم وال يجييوز أن يفييرض لعمييالهم ألن النقبيياء ميينهم والعمييال يأخييذون أج ي اًر علييى عملهييمي
ويجوز أن يكون عامل الفيء من ذوو القربى من بني هانم وبني عبد المطليب وال يجيوز أن يكيون عاميل
الص ييدقات منهم ييا إذا أراد س ييهمه منه ييا إال أن يتط ييو ،ألن بن ييي هان ييم وبن ييي عب ييد المطل ييب تح ييرم عل يييهم
الص ييدقات وال يح ييرم عل يييهم الف يييءي وال يج ييوز لعام ييل الف يييء أن يقس ييم م ييا جب يياو إال ب ييذذني ويج ييوز لعام ييل
الصدقات أن يقسم ما جباو بغير إذن ما لم ينه عنه ،لما قدمناو مين صيرف ميال الفييء عين اجتهياد اإلميام
ومصرف الصدقة نص بالكتابي
وصييفة عامييل الفيييء مييا وجييود أمانتييه ونييهامته تختلييف بحسييب اخييتالف واليتييه فيييه :وهييي تنقسييم
بالبة أقسام :القسم األول :أحدها أن يتولى تقدير أموال الفييء وتقيدير يضيعها فيي الجهيات المسيتحقة منهيا
كوضييا الخ يراج والجزيييةي فميين نييروط والييية هييذا العامييل أن يكييون ح ي اًر مسييلماً مجتهييداً فييي أحكييام الن يريعة
مضطلعاً بالحساب والمساحةي
والقسييم البيياني :أن يكييون عييام الوالييية علييى جباييية مييا اسييتقر ميين أم يوال الفيييء كلهيياي فييالمعتبر فييي
صييحة واليتييه نييروط اإلسييالم والحرييية واالضييطال بالحسيياب والمسيياحة ،وال يعتبيير أن يكييون فقيهياً مجتهييداً
ألنه يتولى قبض ما استقر بوضا غيروي
والقسم البالث :أن يكون خاص الوالية على نو من أموال الفيء خاص فيعتبر ما وليه منها ،فذن
لييم يسييتغن فيييه عيين اسييتنابة اعتبيير فيييه اإلسييالم والحرييية مييا اضييطالعه بنييروط مييا ولييي ميين مسيياحة أو
حساب ،وليم يجيز أن يكيون ذميياً وال عبيداً ،ألن فيهيا واليية ذوان اسيتغنى عين االسيتنابة جياز أن يكيون عبيداً
ألنه كالرسول المأموري وأما كونه ذمياً فينظر فيما رد إليه من مال الفيء ،فذن كانت معاملته فيه ميا أهيل
الذمة كالجزية وأخذ العنر من أموالهم جاز أن يكيون ذميياً ،ذوان كانيت معاملتيه فييه ميا المسيلمين كيالخراج
الموضييو علييى رقيياب األرضييين إذا صييارت فييي أيييدو المسييلمين ففييي جيواز كونييه ذميياً وجهيياني ذواذا بطلييت
والية العامل فقبض مال الفيء ما فساد واليته بروء الدافا مما عليه إذا لم ينهه عن القبض ،ألن القابض
منه مأذن له ذوان فسدت واليته وجرى في القبض مجرى الرسيول ،ويكيون الفيرق بيين صيحة واليتيه وفسيادها
أن له اإلجبار على الدفا ما صحة الوالية وله اإلجبار ما فسادها ،فذن نهيل عين القيبض ميا فسياد واليتيه
لييم يكيين لييه القييبض وال اإلجبييار ولييم يب ي أر الييدافا بالييدفا إليييه إذا علييم بنهيييهي وفييي براءتييه إذا لييم يعلييم بييالنهي
وجهان كالوكيلي
فأمي ييا الغنيمي يية فهي ييي أكبي يير أقاسي ييماً وأحكام ي ياً ألنهي ييا أصي ييل تفي يير عني ييه الفي يييء فكي ييان حكمهي ييا أعي ييمي
وتنتمل على أقسام :أسرىي وسبيي وأرضيني وأموالي
فأما األسرى فهم الرجال المقاتلون من الكفار إذا ظفر المسلمون بأسرهم أحياء فقيد اختليف الفقهياء
فيي حكمهيم؛ فييذهب النيافعي رحميية اهلل إليى أن اإلميام أو ميين اسيتنابه اإلمييام علييهم فيي أميير الجهياد مخييير
فيهم إذا أقاموا على كفرهم في األصلح من أحد أربعة أنياء :ذواما القتل ،ذواما االسيترقاق ،ذواميا الفيداء بميال
أو أسرى ،ذواما المن عليهم بغير فداءي
فذن أسلموا سقط القتل عنهم وكان على خيارو في أحد البالبة ،وقال مالك :يكون مخي اًر بيين بالبية
أنيياء :القتيل أو االسيترقاق أو المفياداة بالرجيال دون الميال ،ولييس ليه المين ،وقيال أبيو حنيفية :يكيون مخيي اًر
بين ني ين القتل أو االسترقاق وليس له المن وال المفاداة بالمال؛ وقد جاء القرآن بالمن والفداء ،قال تعالى:
"فإما مناً ب د واما فداء حتى تضع الحرب يوزارها"ي
ومن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم على أبي عزة الجمحيي ييوم بيدر ونيرط علييه أال يعيود لقتاليه
فعيياد لقتالييه يييوم أحييد فأسيير فييأمر رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم بقتلييه فقييال اميينن علييي فقييال" :ال يلااد
المؤمم مم جحر مرتيم"ي
ولما قتل النضر بن الحارث بالصفراء بعد انكفا يه مين بيدر لميا اسيتوقفته ابنتيه قتيلية ييوم فيتح مكية
وأنندته قولها من الكامل:
فقي ي ي ي ييال النبي ي ي ي ييي صي ي ي ي ييلى اهلل عليي ي ي ي ييه وسي ي ي ي ييلم" :لااااااااااو ساااااااااام ت داااااااااا رها مااااااااااا وتلتااااااااااه"ي
ولو لم يجز المن لما قال هذا ألن أقواله أحكام منروعةي
وأما الفداء فقد أخذ رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم فيداء أسيرى بيدر وفيادى بعيدهم رجيالً بيرجلين،
فذذا ببت خيارو فيمن لم يسلم بين األمور األربعة تصفح أحوالهم واجتهد برأيه فيهم ،فمن علم منه قوة بيأس
وندة نكاية وي س من إسالمه وعلم ما في قتله من وهن قومه قتلة صب اًر مين غيير مبليه ،ومين رآو مينهم ذا
جلييد وقييوة علييى العمييل وكييان مييأمون الخيانيية والخبابيية اسييترقه ليكييون عون ياً للمسييلمين ،ومييا رآو ميينهم مرجييو
اإلسالم أو مطاعاً في قومه ورجا بالمن عليه إما إسالمه أو تألف قومه من علييه وأطلقيه ،ومين وجيد مينهم
ذا مال وجدة وكان بالمسلمين خلة وحاجة فأداو على مال وجعله عدة ليسالم وقوة للمسيلمين ذوان كيان فيي
أسرى عنيرته أحد من المسلمين من رجال أو نساء فأداو على إطالقهم فيكون خيارو في األربعة على وجه
األحوط األصلح ويكون الميال الميأخوذ فيي الفيداء غنيمية تضياف إليى الغنيا م "وال يخيص بهيا مين أسير مين
المسيلمين فييذن رسيول اهلل صييلى اهلل علييه وسييلم دفيا فييداء األسيرى ميين أهيل بييدر إليى ميين أسيرهم قبييل نييزول
قسم الغنيمة فيي الغيانمين :ومين أبيا اإلميام دميه مين المنيركين لعظيم نكايتيه ونيدة أذيتيه بيم أسير جياز ليه
الميين عليييه والعفييو عنييهي قييد أميير رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم بقتييل سييتة عييام الفييتح ولييو تعلقيوا بأسييتار
الكعبة :عبد اهلل بن سعد بن أبي سر كان يكتيب اليوحي لرسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم فيقيول ليه اكتيب
وقيال إنيي أصيرف محميداً حييث ني ت فنيزل فييه قوليه غفور رحييم فيكتيب علييم حكييم بيم ارتيد فلحيق بقيري
تعالى" :ومم وال سأنزل مثل ما ينزل اهلل"ي
وعبد اهلل بن خطل ،كانت له قينتان تغنيان بسبب رسول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم :والحيويرث بين
نفل كان يؤذو رسول اهلل صلى اهلل علييه وسيلمي ومقييس بين حبابية كيان بعيض األنصيار قتيل أخياً ليه خطيأ
فأخذ ينه بم اغتال القاتل فقتله وعاد إلى مكة مرتداً وأنند يقول من الطويل:
يضرج بوبييه دمياء األخياد مسنداً *** نفى النفس أن قد بات بالقا
بلم فتحفى عن وطاء المضاجيا *** وكانت هموم النفس من قبل قتليه
سراة بني النجار أربياب فيار *** بأرت به قه اًر وحملت عيقيليه
وكنت عن اإلسيالم أول ارجيا *** وأدركت بأرو وأضجعت موسيدًا
وسييارة ميوالة لييبعض بنييي المطلييب كانييت تسييب وتييؤذوي وعكرميية بيين أبييي جهييل كييان يكبيير التأليييب
على النبي صلى اهلل عليه وسلم طلباً لبأر أبيهي
فأما عبد اهلل بن سعد أبيي سير فيذن عبميان رضيي اهلل عنيه اسيتأمن ليه رسيول اهلل صيلى اهلل علييه
وسلم فأعرض عنه بم أعاد االسيت مان بانيية فلميا وليي قيال" :ماا كاام فايكم مام يقتلاه حايم يعرضات
عنه ،والوا ه يومأت الينا ب ينة؟ وال ما كام لنبي يم تكوم له فا نة األعايم" وأميا عبيد اهلل
بن خطل فقتله سعيد بن حرييث المخزوميي وأبيو بيرزة األسيلميي وأميا مقييس بين حبابية فقتليه نميلية بين عبيد
اهلل رجل من قومهي وأما الحويرث بن نفيل فقتله علي بن أبي طالب صب اًر بأمر رسيول اهلل صيلى اهلل علييه
وسلم ،بم قال" :ال يقتل وردي ب د ه ا صب ارً اال بقود"ي
وأمييا قينتييا ابيين خطييل فقتلييت إحييداهما وهربييت األخييرى حتييى اسييتؤمن لهييا ميين رسييول اهلل صييلى اهلل
عليييه وسييلم فأمنهيياي وأمييا سييارة فتغيبييت حتييى اسييتؤمن لهييا ميين رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم فأمنهييا بييم
تغيبييت ميين بعييد حتييى أوطأهييا رجييل ميين المسييلمين فرس ياً لييه فييي زمييان عميير بيين الخطيياب رضييي اهلل عنييه
بيياألبطح فقتلهييا ،وأمييا عكرميية بيين أبييي جهييل فذنييه سييار إلييى ناحييية البحيير وقييال ال أسييكن مييا رجييل قتييل أبييا
الحكييم يعنييي أبيياو فلمييا ركييب البحيير قييال لييه صيياحب السييفينة أخلييص قييال ولييم؟ قييال ال يصييلح فييي البحيير إال
اإلخالص فقال واهلل ل ن كان ال يصلح في البحر إال اإلخالص فذنه ال يصلح في البر غيرو فرجيا وكانيت
زوجته بنت الحارث قد أسلمت وهي أم حليم فأخذت له من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أماناً ،وقيل بل
خرجت إليه بأمانه إلى البحر فلما رآو رسول اهلل صلى اهلل علييه وسيلم قيال :مرحبياً بال اركيب المهياجر فأسيلم
فقال له رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم" :ال تسألني اليوم دي اً اال يعطيتة"ي
فقال إني أسيألك أن تسيأل اهلل أن يغفير ليي كيل نفقية أنفقتهيا ألصيد بهيا عين سيبيل اهلل وكيل موقيف
وقفته ألصد به عن سبيل اهلل فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم "اهلل يغفر له ما سأل"ي
فقييال واهلل يييا رسييول اهلل ال أد درهم ياً أنفقتييه فييي النييرك إال أنفقييت مكانييه فييي اإلسييالم درهمييين وال
موقفاً وقفته في النرك إال وقفت مكانه في اإلسالم موقفين فقتل ييوم اليرميوك رضيي اهلل عنيهي وهيذا الخبير
يتعلق به في سيرة الرسول صلى اهلل عليه وسلم أحكام فلذلك استوفيناوي
وأما قتل من أضعفه الهرم أو أعجزته الزمانة أو كان ممن تخلى من الرهبان وأصحاب الصواما،
فذن كانوا يمدون المقاتلة برأيهم ويحرضون على القتال جاز قتلهم عند الظفير بهيم وكيانوا فيي حكيم المقاتلية
بعد األسر ذوان لم يخالطوو في رأو وال تحريض ففي إباحة قتلهم قوالني
وأما السبي فهم النسياء واألطفيال؛ فيال يجيوز أن يقتليوا إذا كيانوا أهيل كتياب لنهيي رسيول اهلل صيلى
اهلل عليه وسلم عن قتل النساء والولدان ويكونيوا سيبياً مسيترقاً يقسيمون ميا الغنيا م ذوان كيان النسياء مين قيوم
ليييس لهييم كتيياب كالدهرييية وعبييدة األوبييان وامتيينعن ميين اإلسييالم ،فعنييد النييافعي يقييتلن ،وعنييد أبييي حنيفيية
يسترققن ،وال يفرق فيمن استرققن بين والدة وولدها لقول النبي صلى اهلل عليه وسلم" :ال توله والادة عام
ولدها"ي
فذن فياد بالسيبي عليى ميال جياز ألن هيذا الفيداء بييا ويكيون ميال فيدا هم مغنومياً مكيانهم وليم يلزميه
اسييتطابة نفييوس الغييانمين عيينهم ميين سييهم المصييالح ،ذوان أراد أن يفييادو بهييم عيين أسييرى ميين المسييلمين فييي
أييدو قيومهم عيوض الغيانمين عينهم مين سيهم المصيالح ،ذوان أراد المين علييهم ليم يجيز إال باسيتطابة نفيوس
الغانمين عنهم إما بالعفو عن حقوقهم منهم ذواما بمال يعوضهم عنهمي فذن كان المن عليهم لمصلحة عامة
جاز أن يعوضهم من سهم المصالح ،ذوان كان لمير يخصيه عيارض عينهم مين ميال نفسيهي ومين امتنيا مين
الغييانمين عيين تييرك حقييه لييم يسييتنزل عنييه إجبييا اًر حتييى يرضييى وخييالف ذلييك حكييم األسييرى الييذو ال يلزمييه
استطابة نفيوس الغيانمين فيي المين علييهم ،ألن قتيل الرجيال مبيا وقتيل السيبي محظيور فصيار السيبي مياالً
مغنوماً ال يستنزلون عنه إال باستطابة النفوسي
وقد استعطفت هوازن النبي صلى اهلل عليه وسلم حين سباهم بحنين وأتاو وفودهم وقد فرق األموال
وقسي ي ي ي ي ييم السي ي ي ي ي ييبي في ي ي ي ي ييذكروو حرمي ي ي ي ي يية رضي ي ي ي ي يياعه في ي ي ي ي يييهم مي ي ي ي ي يين لي ي ي ي ي ييبن حليمي ي ي ي ي يية وكاني ي ي ي ي ييت مي ي ي ي ي يين ه ي ي ي ي ي يوازني
حكى ابن إسحاق أن هوازن لما سبيت وغنمت أموالهم بحنين قدمت وفودهم مسلمين على النبيي صيلى اهلل
عليييه وسييلم وهييو بالجع ارنيية فقييالوا يييا رسييول اهلل لنييا أصييل وعنيييرة وقييد أصييابنا ميين الييبالء ميياال يخفييى عليييك
فامنن علينا من اهلل عليك بم قام منهم أبو صرد زهير بن صرد فقال يا رسول اهلل إنما في الحظا ر عماتك
وخاالتك وحواضنك الال ي كن يكفلنك ولو أنيا ملكنيا للحيارث بين أبيي نيمر أو النعميان بين المنيذر بيم نزلنيا
بمبل المنزل الذو نزلنا رجونا عطفه وجا زته وأنت خير الكفيلين بم أننأ يقول من البسيط:
فإنة الاامرء نارجاوه وندفاااار *** يمانام عالاينا رسول اهلل فاي كرياام
ودر ممزق دملاا في دهرها غباااار *** يمنم على بيضااة واااد عااوااااا
ا فاوة يملؤه مام محاضاااا الدرر *** يمنم على نسوة ود كنت تارضا اااااا
وا تااارية مااا تاأتى وماا تا ر *** اآلم ا ا كانات طاف ً كانت ترض اااا
واساتبق مانا فاإناا م ادر زهاار *** ال تاجا الاناا كامام دالات ن اماته
حالماً حايم يفتبار يا يرجا الانا *** ا لام تاداركاناا نا امااء تاندرهاا
وعانادناا با اد ها ا الايوم نادفر *** اناا لاناداكرة الانا مى وام كاثرت
فقييال رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم" :يبناااؤكم ونساااؤكم يحااب الاايكم يم يمااوالكم؟" فقييالوا
خيرتنييا بييين أموالنييا وأحسييابنا بييل تييرد علينييا أبناءنييا ونسيياءنا فهييم أحييب إلينييا فقييال رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه
وسلم" :يما ما كام لي ولبني عبد المطلب فاو لكم"ي
مييا كييان لنييا فهييو لرسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم وقالييت األنصييار مييا كييان لنييا فهييو وقالييت قيري
لرسيول اهلل ،وقيال األقير بيين حيابس أميا أنيا وبنييو تمييم فيال ،وقيال عيينيية بين حصين أميا أنييا وبنيو في ازرة فييال؛
وقال العباس بن مرداس السلمي أما أنا وبنو سليم فال ،فقاليت بنيو سيليم ميا كيان لنيا فهيو لرسيول اهلل صيلى
اهلل عليه وسلم فقال العباس بن مرداس لنبي سليم قد وهنتم بي فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم" :يماا
ماام تمسااة ماانكم بحقااه ماام ه ا ا الساابي فلااه بكاال انسااام ساات و اان فااردوا الااى النااا
يبناءهم ونساءهم"ي
فردوا ،وكان عيينة قد أخيذ عجيو اًز مين عجيا ز هيوازن وقيال إنيي ال أرى لهيا فيي الحيي نسيباً فعسيى
أن يعظم فداؤها فامتنا من ردها بست قال ص ،فقال أبو صيرد خلهيا عنيك ،فيواهلل ميا فوهيا ببيارد ،وال بيديها
بناهييد ،وال بطنهييا بوالييد ،وال زوجهييا بواحييد ،وال درهييا بماغييد ،فردهييا بسييت قال ييص ،بييم إن عيينيية لقييي األقيير
فنكا إليه فقال إنك ما أخذتها بيضاء غريرة وال نصفاً وبيرة وكان ف السبي النييماء بنيت الحيارث بين عبيد
العزى أخت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم من الرضاعة ،فلما انتهت إلييه قاليت ليه أنيا أختيك فقيال رسيول
اهلل صلى اهلل عليه وسلم :وما عالمة ذلك؟ فقاليت عضية عضضيتنيها وأنيا متوركتيك فعيرف العالمية وبسيط
لها رداءو وأجلسيها علييه وخيرهيا بيين المقيام عنيدو مكرمية أو الرجيو إليى قومهيا ممتعية فاختيارت أن يمتعهيا
ويردها إلى قومها ففعيل النبيي صيلى اهلل علييه وسيلم وذليك قبيل ورود الوفيد ورد السيبي؛ فأعطاهيا غالمياً ليه
يقال له مكحل وجارية فزوجت أحدهما باجخر ففيهم من نسلهما بقيةي
وفي ييي هي ييذا الخبي يير مي ييا األحكي ييام المسي ييتفادة مني ييه سي يييرة يجي ييب أن يتبعهي ييا ال ي يوالة فلي ييذلك اسي ييتوفيناوي
ذواذا كان في السبايا ذوات أزواج بطل نكياحهن بالسيبي سيواء سيبي أزواجهين معهين أم الي وقيال أبيو حنيفية
إن سبين ما أزواجهن فهن على النكا ،ذوان أسلمت مينهن ذات زوج قبيل حصيولها عليى السيبي فهيي حيرة
ونكاحهيا باطيل بانقضياء العيدةي ذواذا قسيم السيبايا فيي الغيانمين حيرم وطيؤهن حتيى يسيتبرين بحيضية إن كين
ميين ذوات األق يراء أو بوضييا الحمييل إن كيين حوامييلي روو أن رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم ميير بسييبي
هوازن فقال" :يال ال توطأ حامل حتى تضع وال غير ات حمل حتى تحيض"ي
وما غلب عليه المنركون من أموال المسلمين وأحرزوو لم يملكوو وكان باقيياً عليى مليك أربابيه مين
المسييلمين؛ فييذن غنميية المسييلمون رد علييى مالكييه مهييم بغييير عييوض وقييال أبييو حنيفيية قييد ملكييه المنييركون إذا
غلبوا عليه ،حتى لو كانت أمة ودخل سيدها المسلم دار الحرب حيرم علييه وطؤهيا ،وليو كانيت أرضياً أسيلم
عنهييا المتغلييب عليهييا كييان أحييق بهييا ذواذا غنمييه المسييلمون كييانوا أحييق بييه ميين مالكييهي وقييال مالييك إن أدركييه
مالكه قبل القسمة كان أحق به ،ذوان أدركه يعدها كيان مالكيه حيق ببمنيه وغانميه أحيق بعينيه ،ويجيوز نيراء
أوالد أهل الحرب منهم كما يجوز سبيهن ،ويجيوز نيراء أوالد أهيل العهيد مينهم وال يجيوز سيبيهن ،وال يجيوز
نراء أوالد أهل الذمة منهم وال يجوز سبيهمي
ويجرو على ما غنمته الواحد واالبنان حكم الغنيمة في أخذ خمسهي وقال أبو حنيفية وصياحباو :ال
يؤخييذ خمسيية حتييى يكون يوا س يريةي واختلف يوا فييي الس يرية ،فقييال أب يو حنيفيية ومحمييد :الس يرية أن يكون يوا عييدداً
كانييت تسييعة وهييذا غييير ممتنع ياً ،وقييال أبييو يوسييف :الس يرية تسييعة فصيياعداً ،ألن س يرية عبييد اهلل بيين جح ي
معتبر عند أكبر الفقهاء ،ألن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بعث عبد اهلل بين أنييس إليى خاليد بين سيفيان
الهذلي سرية وحدة فقتله ،وبعث عمرو بن أمية الضمرو وآخر معه سريةي
ذواذا أسلم األبوان كان إسالماً لصغار أوالدهما من ذكور ذواناث وال يكون إسالماً للبيالغين مينهم إال
أن يكييون البييالغ مجنونياً ،وقييال مالييك :يكييون إسييالم األب إسييالماً لهييم وال يكييون إسييالم األم إسييالماً لهييم ،وال
يكون إسالم األطفال بأنفسهم إسالماً وال ردتهم ردةي وقال أبو حنيفة إسالم الطفل إسالم وردته ردة إذا كان
يعقل ويميز لكن ال يقتل حتى يبلغي وقال أبو يوسف يكون إسالم الطفيل إسيالماً وال تكيون ردتيه ردةي وقيال
مالك في رواية معن عنه إن عرف نفسه صح إسالمه ذوان لم يعرفها لم يصحي
وأما األرضون إذا استولى عليها المسلمون فتقسم بالبة أقسام:
أحدها ما ملكت عنيوة وقهي اًر حتيى فارقوهيا بقتيل أو أسير أو إجيالء؛ فقيد اختليف الفقهياء فيي حكمهيا
بعييد اسييتيالء المسييلمين عليهيياي فييذهب النييافعي رضييي اهلل عنييه إلييى أنهييا تكييون غنيميية كيياألموال تقسييم بييين
الغانمين إال أن يطيبو نفساً بتركها فتوقف على مصالح المسلميني وقال مالك :تصير وقفاً عليى المسيلمين
حين غنمت ،وال يجوز قسمها بين الغانميني وقال أبو حنيفة :اإلمام فيها بالخيار بين قسمتها بين الغانمين
فتك ييون أرضي ياً عني يرية أو يعي ييدها إل ييى أي ييدو المن ييركين بخي يراج يضي يربه عليه ييا فتك ييون أرض خي يراج ويك ييون
المن ييركون به ييا أه ييل ذمي ية أو يقفه ييا عل ييى كاف يية المس ييلمين وتص ييير ه ييذو األرض دار إس ييالم سي يواء س ييكنها
المسييلمون أو أعيييد إليهييا المنييركون لملييك المسييلمين لهييا ،وال يجييوز أن يسييتنزل عنهييا للمنييركين لي ال تصييير
دار حربي
والقسم الباني منها ما ملك منهم عفواً النجال هم عنها خوفياً فتصيير باالسيتيالء عليهيا وقييل بيل ال
تصير وقفاً حتى يقفها اإلميام لفظياً ويضيرب عليهيا خ ارجياً يكيون أجيرو لرقابهيا تؤخيذ ممين عوميل عليهيا مين
مسلم أو معاهد ،ويجما فيها بين خراجها أعنار زروعها وبمارها إال أن تكون البمار مين نخيل كانيت فيهيا
وقت االستيالء عليها ،فتكون تلك النخل وقفاً معها ال يجب في بمرها عنر ،ويكون اإلمام فيها مخي اًر بين
وضا الخراج عليها أو المسافاة على بمرتها ،ويكون ما استؤلف غرسيه مين النخيل معنيو اًر وأرضيه خ ارجياًي
وقييال أبييو حنيفيية :ال يجتمييا العنيير والخ يراج ،ويسييقط العنيير بييالخراج وتصييير هييذو األرض دار إسييالم ،وال
يجوز بيا هذو األرض وال رهنها ،ويجوز بيا ما استحدث فيها من نخل أو نجري
والقسييم البالييث أن يسييتولي عليهييا صييلحاً عييل أن تقيير فييي أيييديهم بخ يراج يؤدونييه عنهييا ،فهييذا علييى
ض يربين :أحييدهما أن يصييالحهم علييى أن ملييك األرض لنييا فتصييير بهييذا الصييلح وقف ياً ميين دار اإلسييالم؛ وال
يجيوز بيعهييا وال رهنهيا ويكييون الخيراج أجيرة ال يسييقط عيينهم بذسيالمهم فيؤخييذ خراجهييا إذا انتقليت إلييى غيييرهم
ميين المسييلمين ،وقييد صيياروا بهييذا الصييلح أهييل عهييد فييذن بييذلوا الجييزو علييى رقييابهم جيياز إق يرارهم فيهييا علييى
التأييييد ،ذوان منعيوا الجزييية لييم يجبييروا عليهييا ولييم يقييروا فيهييا إال المييدة التييي يقيير فيهييا أهييل العهييد وذلييك أربعيية
أنييهر ،وال يجيياوزون السيينةي وفييي إق يرارهم فيهييا مييا بييين األربعيية أنييهر والسييتة وجهيياني والضييرب البيياني أن
يصييالحوا علييى أن األرضييين لهييم ويضييرب عليهييا خ يراج يؤدونييه عنهييا ،وهييذا الخ يراج فييي حكييم الجزييية متييى
أسييلموا سييقط عيينهم ،وال تصييير أرضييهم دار إسييالم وتكييون دار عهييد ،ولهييم بيعهييا ورهنهيياي ذواذا انتقلييت إلييى
مسييلم لييم يؤخييذ خراجهييا ويقييرون فيهييا مييا أقيياموا علييى الصييلح ،وال تؤخييذ جزييية رقييابهم ألنهييم فييي غييير دار
اإلسييالم ،وقييال أبييو حنيفيية قييد صييارت دارهييم بالصييلح بعييد اسييتق اررو معهييم فقييد اختلييف فيييهم فييذهب النييافعي
رحمه اهلل إلى أنهيا إن ملكيت أرضيهم علييهم فهيي عليى حمهيا ،ذوان ليم تمليك صيارت اليدار حربياًي وقيال أبيو
حنيفيية إن كييان فييي دارهييم مسييلم أو كييان بييينهم وبييين دار الحييرب بلييد للمسييلمين فهييي دار حييربي وقييال أبييو
يوسف ومحمد قد صارت دار حرب في األمرين كليهماي
وأما األموال المنقولة فهي الغنا م المألوفة ،وقد كان رسول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم يقسيمها عليى
رأيه ،ولما تناز فيها المهاجرون واألنصار يوم بيدر جعلهيا اهلل عيز وجيل ملكياً لرسيوله يضيعها حييث نياء:
وروى أبييو أماميية البيياهلي قييال :سييألت عبييادة بيين الصييامت عيين األنفييال يعنييي عيين قولييه تعييالى" :يسااألونة
عم األنفال ول األنفال هلل والرسول فاتقوا اهلل ويصلحوا ات بينكم"ي
فقييال عبييادة بيين الصييامت فينييا أصييحاب بييدر أنزلييت حييين اختلفنييا فييي النفييل فسيياءت فيييه أخالقنييا
فانتزعه اهلل سبحانه من أيدينا فجعله إلى رسوله فقسمه بين المسلمين على سواء واصطفى مين غنيمية بيدر
سيفه ذا الفقار وكان سيف منبه بن الحجاج ،وأخذ منها سهمه ولم يخمسها إلى أن أنزل اهلل عيز وجيل بعيد
بييدر قولييه تعييالى" :واعلماااوا انمااا غنماااتم ماام دااايء فااإم هلل فمساااه وللرسااول ولااا ي القرباااى
واليتامى والمساكيم وابم السبيل"ي
فتييولى اهلل سييبحانه قسييمة الغنييا م كمييا تييولى قسييمة الصييدقات ،فكييان أول غنيميية خمسييها رسييول اهلل
صلى اهلل عليه وسلم بعد بدر غنيمة بني قنيقنا ي
ذواذا جمعيت الغنييا م ليم تقسييم ميا قيييام الحييرب حتيى تتجلييى ،لييعلم بانجال هييا تحقيق الظفيير واسييتقرار
الملك ،ول ال يتناغل المقاتلة بها فيهزموا ،فذذا انجلت الحرب كانت تعجييل قسيمتها فيي دار الحيرب وجيواز
مين الصيال ،وقيال أبيو حنيفية :ال يجيوز أن يقسيمها تأخيرها إلى دار اإلسالم بحسب ما ييراو أميير الجيي
في دار الحيرب حتيى تصيير إليى دار اإلسيالم فيقسيمها حين يذ فيذذا أراد قسيمتها بيدأ بأسيالب القتليى فيأعطى
كييل قاتييل سييلب قتيلييه سيواء نييرط اإلمييام لييه ذلييك أو لييم ينييرطهي وقييال أبييو حنيفيية ومالييك إن نييرط لهييم ذلييك
استحقوو ،ذوان لم ينترطه لهم كان غنيمة فينتركون فيها وقد نادى منيادو رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم
بعد حيازة الغنا م" :مم وتل وتي ً فله سلبه"ي
والنرط ما تقدم الغنيمة ال ما تأخر عنها ،وقد أعطي أبا قتادة أسالب قيتالو وكيانوا عنيرين قتييالًي
والسيلب ميا كيان عليى المقتيول مين لبياس يقييه وميا كيان معيه مين سيال يقاتيل بيه وميا كيان تحتيه مين فييرس
يقاتل عليه ،وال يكون ما في المعسكر من أمواله سلباً وهل يكون ما في وسطه من مال وميا بيين يدييه مين
حقيبية سيلباً؟ فييه قيوالن ،وال يخميس السيلب ،وقيال ماليك ،يؤخيذ خمسية ألهيل الخميس ،فيذذا فيرغ مين إعطياء
السييلب فقييد اختلييف فيمييا يصيينعه بعييد مالييك ،يؤخييذ خمسيية ألهييل الخمييس ،فييذذا فييرغ ميين إعطيياء السييلب فقييد
اختلف فيما يصنعه بعد ذلك ،فالصحيح من القولين أنه يبدأ بعد السلب بذخراج الخميس مين جمييا الغنيمية
فيقسيمه بيين أهيل الخمير عليى خمسية أسيهم كميا قييال أبيو حنيفية وأبيو يوسيف ومحميد وماليك :يقسيم الخمييس
علييى بالبيية أسييهم لليتييامى والمسيياكين وابيين السييبيلي وقييال ابيين عبيياس :رضييي اهلل عنييه :يقسييم الخمييس علييى
ستة أسهم :سهم هلل تعالى يصرف في مصالح الكعبةي
وأهل الخمس في الغنيمة هم أهل الخمس في الفيء فيكون سهم من الخمس لرسول اهلل صيلى اهلل
عليييه وسييلم ويصييرف بعييدو للمصييالح ،والسييهم البيياني لييذوو القربييى ميين بنييي هانييم وبنييي المطلييب ،والسييهم
البالييث لليتييامى ،والسي يهم ال اربييا للمسيياكين ،والس ييهم الخييامس لبنييي الس ييبيل ،بييم يرضييخ بع ييد الخمييس أله ييل
الرضخ؛ وهم في القول الباني مقدمون على الخمس ،وأهل الرضخ من ال سهم له من حاضرو الوقعية مين
العبيد والنساء والصبيان والزمنى ،وأهل الذمة يرضخ لهم من الغنيمية بحسيب عنيا هم وال يبليغ برضييخ أحيد
ميينهم سييهم فييارس وال ارحييلي فلييو زال نقييص أهييل الرضييخ بعييد حضييور الوقعيية بعتييق العبييد وبلييوغ الصييبي
ذواسالم الكافري فذن كان لك قبل انقضاء الحرب أسهم لهم ولم يرضيخ ،ذوان كيان ذليك بعيد انقضيا ها رضيخ
لهم ولم يسهم ،بم تقسم الغنيمة بعد إخراج الخمس والرضخ منها بين من نهد الوقعة من أهل الجهاد ،وهم
الرجال األحرار المسلمون األصحاء ينرك فيها من قاتل ومن لم يقاتل ،ألن من لم يقاتل عون للقاتيل وردو
له عند الحاجة ،وقد اختلف في قوله تعالى" :وويل لام ت الوا واتلوا في سبيل اهلل يو ادف وا"ي
على تيأويلين :أحيدهما أنيه تكبيير السيواد وهيذا قيول السيدو وابين جيريج :والبياني أنيه المرابطية عليى
الخيييل وهييو قييول ابيين عييوني وتقسييم الغنيميية بييينهم قسييمة االسييتحقاق ال يرجييا فيهييا إلييى خيييار القاسييم ووالييي
الجهاد ،وقال مالك :مال الغنيمة موقوف عل رأو اإلمام ،إن ناء قسمه بين الغانمين تسوية وتفضيالً ذوان
ناء أنرك معهم غيرهم ممن لم ينهد الوقعة وفي قول النبي صلى اهلل عليه وسيلم" :الهنيمة لمنة دااد
الوو ة"ي
مييا يييدفا هييذا المييذهبي ذواذا اخييتص بهييا ميين نييهد الوقعيية وجييب أن يفضييل الفييارس علييى ال ارجييل
لفضل عنا ه ،واختلف في قدر تفضيله ،فقال أبو حنيفة :يعطى الفارس سهمين والرجل سهماً واحيداًي وقيال
النييافعي :يعطييى الفييارس بالبيية أسييهم وال ارجييل سييهماً واحييداً وال يعطييى سييهم الفييارس إال ألصييحاب الخيييل
خاصة ،ويعطى ركاب البغال والحميير والجميال والفيلية سيهام الرجالية ،وال فيرق بيين عتياق الخييل وهجانهيا،
وقال سليمان ربيعة ال يسهم إال للعتاق السيوابقي ذواذا نيهد الوقعية بفيرس أسيهم ليه ذوان ليم يقاتيل علييهي ذواذا
خلفييه فييي العسييكر لييم يسييهم لييهي ذواذا حضيير الوقعيية بييأفراس لييم يسييهم إال لفييرس واحييد وبييه قييال أبييو حنيفيية
ومحمدي وقال أبو يوسف :يسهم لفرسين وبه قال األوزاعيي وقال ابن عيينة يسهم لميا يحتياج إلييه وال سيهم
لما ال يحتاج إليهي ومن ميات فرسيه بعيد حضيور الوقعية أسيهم ليه ،وليو ميات قبلهيا ليم يسيهم ليه ،وكيذلك ليو
كان هيو المييت :وقيال أبيو حنيفية :إن ميات هيو وأف ارسيه بعيد دخيول دار الحيرب أسيهم ليهي ذواذا جياءهم ميدد
قبل انجالء الحرب ناركوهم في الغنيمة ،ذوان جاءوا بعد انجال ها لم يناركوهم :وقال أبو حنيفية :إن دخليوا
وبيين المتطوعية إذا نيهد دار الحرب قبل انجال ها ناركوهم :ويسيوى فيي قسيمة الغنيا م بيين مرتزقية الجيي
جميعهم الوقعة :ذواذا غي از قيوم بغيير إذن اإلميام كيان ميا غنميوو مخموسياًي وقيال أبيو حنيفية ال بخميسي وقيال
الحسن :ال يملك ما غنمووي
ذواذا دخييل المسييلم دار الحييرب بأمييان أو كييان مأسييو اًر معهييم فييأطلقوو وأمنييوو لييم يجييز أن يغتييالهم فييي
نفس وال مال وعليه أن يؤمنهمي وقال داود أن يغتالهم في أنفسهم وأموالهم إال أن يستأمنوو كما أمنوو فيلزمه
الموادعيية ويحييرم عليييه االغتيييالي ذواذا كييان فييي المقاتليية ميين ظهيير عنيياؤو وأبيير بييالؤو لنييجاعته ذواقدامييه أخييذ
سهمه من الغنيمة أسوة غيرو وزيد من سهم المصالح بحسب عنا ه فذن لذو السابقة واإلقدام حقاً ال يضا
قد عقد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أول راية عقدها في اإلسالم بعد عمه حمزة بن عبد المطلب لعبييدة
بن الحارث فيي نيهر ربييا األول فيي السينة البانيية مين الهجيرة وتوجيه معيه سيعد بين أبيي وقياص إليى أدنيى
ماء بالحجاز وكان أمير المنيركين عكرمية بين أبيي جهيل فرميى سيعد ونكيى ،كيان أول مين رميى سيهماً فيي
سبيل اهلل فقال من الوافر:
*** حميت صحابتي بصدور نبلي أال هل أتى رسول اهلل أنيي
*** بكل حزونة وبكل سيه يل أذود بيهيا أوا ليهيم ذياداً
*** بسهم يا رسول اهلل قبيل يي فما يعيتيد رام فيي عيدو
*** وذو حق أتيت بيه وع يدل وذلك أن دينيك دين صيدق
فلما قدم اعتذر له رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بما سبق إليه وتقدم فيهي
الباب الثالث عدر
في وضع الجزية والفراج
والجزييية والخ يراج حقييان أوصييل اهلل سييبحانه وتعييالى المسييلمين إليهمييا ميين المنييركين يجتمعييان ميين
بالث أوجه ،ويفترقان من بالبة أوجه ،بم تتفر أحاكمهماي
فأما األوجه التي يجتمعيان فيهيا ،فأحيدها أن كيل واحيد منهميا ميأخوذ عين منيرك صيغا اًر ليه وذميةي
والباني أنهما ماال فيء ،يصرفان في أهل الفيءي والبالث أنهما يجبان بحلول الحول وال يستحقان قبلهي
وأما األوجه التي يفترقان فيها :فأحدها أن الجزيية نيص وأن الخيراج اجتهياد والبياني أن أقيل الجزيية
مقييدر بالنيير وأكبرهييا مقييدر باالجتهيياد ،والخيراج أقلييه وأكبيرو مقييدر باالجتهييادي والبالييث أن الجزييية تؤخييذ مييا
بقيياء الكفيير وتقسييط بحييدوث اإلسييالم ،والخيراج يؤخييذ مييا الكفيير واإلسييالمي فأمييا الجزييية فهييي موضييوعة علييى
الرؤوس واسمها منتق من الجزاء ،إما جيزاء عليى كفيرهم ألخيذها مينهم صيغا اًر ،ذواميا جيزاء عليى أماننيا لهيم
ألخذها منهم رفقاًي
واألصل فيها قوله تعالى" :واتلوا ال ي ال يؤمنوم باهلل وال بااليوم اآلفار وال يحرماوم ماا
حرم اهلل ورسوله وال يدينوم ديم الحاق مام الا يم يتاوا الكتااب حتاى ي طاوا الجزياة عام ياد
وهم صاغروم"ي
أما قوله سبحانه "ال يم ال يؤمنوم باهلل" فأهل الكتاب ذوان كانوا معترفين بأن اهلل سبحانه واحيد
فيحتمل نفي هذا اإليمان باهلل تأويلين :أحدهما ال يؤمنون بكتاب اهلل تعالى وهو القيرآن :والبياني ال يؤمنيون
برسوله محمد صلى اهلل عليه وسلم :ألن تصديق الرسل إيماناً بالرسلي
وقوله سبحانه "وال باليوم اآلفر" يحتمل تأويلين أحدهما ال يعرفون وعييد الييوم اجخير ذوان كيانوا
معترفين بالبواب والعقابي والباني ال يصدقون بما وصفه اهلل تعالى من أنوا العذابي
وقوله "وال يحرموم ما حرم اهلل ورسوله" يحتمل تأويلين :أحدهما ميا أمير اهلل سيبحانه بنسيخه
من ن ار عهمي الباني ما أحله اهلل لهم وحرمه عليهمي
وقوليه "ال يدينوم ديام الحاق" فييه تيأويالن :أحيدهما ميا فيي التيوراة واإلنجييل مين اتبيا الرسيول
وهي ي ي ي ي ي ي ي ييذا قي ي ي ي ي ي ي ي ييول الكلبي ي ي ي ي ي ي ي يييي والبي ي ي ي ي ي ي ي يياني الي ي ي ي ي ي ي ي ييدخول في ي ي ي ي ي ي ي ييي اإلسي ي ي ي ي ي ي ي ييالم وهي ي ي ي ي ي ي ي ييو قي ي ي ي ي ي ي ي ييول الجمهي ي ي ي ي ي ي ي ييوري
وقوله "مم ال يم يتوا الكتاب" فيه تأويالن :أحدهما من دين أبناء الذين أوتوا الكتابي والباني مين اليذين
بينهم الكتاب ألنهم من اتباعه كأبنا هي
وقولييه تعييالى "حتاااى ي طاااوا الجزياااة" فيييه تييأويالن أحييدهما حتييى يييدفعوا الجزييية ،والبيياني حتييى
يضمنوها ألن بضمانها يجب الكف عنهمي
وفي الجزية تأويالن :أحدهما أنها من األسماء المجملة التيي ال نعيرف منيا ميا أرييد بهيا إال أن ييرد
بيان والباني من األسماء العامة التي يجب إجراؤها على عمومها إال ما قد خصه الدليلي
وفي قوله سبحانه وتعالى "عم يد" تأويالن أحدهما عن غنى وقدرةي والباني أن يعتقدوا أن لنا في
أخذها منهم يداً وقدرة عليهمي
وفييي قوليه "وهاام صاااغروم" تييأويالن :أحييدهما أذالء مسييتكينيني والبيياني أن تجييرو عليييهم أحكييام
اإلسالم ،فيجب على ولي األمر أن يضا الجزية على رقاب من دخل في الذمة من أهل الكتاب ليقروا بها
في دار اإلسالمي ويلتزم لهم ببذلها حقيان :أحيدهما الكيف عينهمي والبياني الحمايية لهيم ليكونيوا بيالكف آمنيين
وبالحماية محروسيني روى نافا عن عمر قال :كان آخر ما تكليم بيه النبيي صيلى اهلل علييه وسيلم أن قيال:
"احفظوني فاي متاي" والعيرب فيي أخيذ الجزيية مينهم كغييرهم وقيال أبيو حنيفية ال آخيذها مين العيرب لي ال
يجييرو عليييه صييغار ،وال تؤخييذ ميين مرتييد وال دهييرو وال عابييد وبييني وأخييذها أبييو حنيفيية ميين عبييدة األوبييان إذا
كانوا عجماً ولم يأخذها منهم إذا كانوا عربياً ،وأهيل الكتياب هيم اليهيود والنصيارى وكتيابهم التيوراة واإلنجييل،
ويجرو المجوس مجراهم في أخذ الجزية منهم ذوان حرم أكل ذبا حهم ونكيا نسيا همي وتؤخيذ مين الصياب ين
والسامرة إذا وافقوا اليهود والنصيارى فيي أصيل معتقيدهم ذوان خيالفوهم فيي فروعيه ،وال تؤخيذ مينهم إذا خيالفوا
اليهود النصارى في أصل معتقدهمي ومين دخيل فيي اليهوديية والنصيرانية قبيل تبيديلهما أقير عليى ميا دان بيه
منهمييا وال يقيير إن دخييل بعييد تبييديلهما وميين جهلييت حالتييه أخييذت جزيتييه ولييم تؤكييل ذبيحتييهي وميين انتقييل ميين
يهودية إلى نصرانية لم يقر في أصح القولين وأخذ باإلسالم ،فذن عاد إلى دينه الذو انتقل عنه ففيي إقي اررو
عليه قوالن؟ ويهود خيبر وغيرهم في الجزية سواء بذجما الفقهاءي
وال تجييب الجزييية إال علييى الرجييال األحيرار العقييالء ،وال تجييب علييى اميرأة وال صييبي وال مجنييون وال
عبد ألنهيم أتبيا وذ ارروي وليو تفيردت مينهم اميرأة عليى أن تكيون تبعياً ليزوج أو نصييب ليم تؤخيذ منهيا جزيية
ألنها تعب لرجل قومها ذوان كانوا أجانيب منهيا ،وليو تفيردت اميرأة مين دار الحيرب فبيذلت الجزيية للمقيام فيي
دار اإلسالم لم يلزمها ما بذلته وكان ذلك منها كالهبة ال تؤخذ منها إذا امتنعيت ولزميت ذمتهيا ذوان ليم تكين
تبعاً لقومهاي
وال تؤخييذ الجزييية ميين خنبييى منييكل ،فييذن زال إنييكاله وبييان أنييه رجييل أخييذ بهييا فييي مسييتقبل أم يرو
وماضيهي
واختلف الفقهاء في قدر الجزية ،فذهب أبو حنيفة إليى تصينيفهم بالبية أصيناف أغنيياء يؤخيذ مينهم
بمانييية وأربعييون درهم ياً ،وأوسيياط يؤخييذ ميينهم أربعيية وعنييرون درهم ياً وفق يراء يؤخييذ ميينهم ابنييا عنيير درهم ياًي
فجعلها مقدرة األقل واألكبر ومنا من اجتهاد الوالة فيهياي وقيال ماليك ال يقيدر أقلهيا وال أكبرهيا وهيي موكولية
الجتهاد الوالة في الطرفين وذهيب النيافعي إليى أنهيا مقيدرة األقيل بيدينار ال يجيوز االقتصيار عليى أقيل منيه
وعندو غير مقدرة األكبر يرجا فيه إلى اجتهاد الوالة ويجتهد الوالة ويجتهد رأيه في التسوية بين جميعهم أو
التفضيييل بحسييب أحيوالهم ،فييذذا اجتهييد أريييه فييي عقييد الجزييية معهييا علييى مرضيياة أولييى األميير ميينهم صييارت
الزمة لجميعهم وألعقابهم قرناً بعد قرن ،وال يجوز لوال بعدو أن يغيرو إليى نقصيان منيه أو زييادة علييه ،فيذن
صولحوا على مضاعفة الصدقة عليهم ضوعفت كميا ضياعف عمير بين الخطياب رضيي اهلل عنيه ميا تنيوخ
وبهراء وبني تغلب بالنام ،وال تؤخذ من النساء والصبيان ألنها جزية تصرف في أهل الفيء فخالفت الزكاة
المأخوذة من النساء والصبيان ،فذن جميا بينهميا وبيين الجزيية أخيذتا معياً ،ذوان اقتصير عليهيا وحيدها كانيت
جزية إذا لم تنقص في السنة عن ديناري ذواذا صولحوا على ضيافة من مر بهم من المسلمين قدرت علييهم
بالبيية أيييام وأخييذوا بهييا ال ي يزادون عليهييا كمييا صييالح عميير نصييارى النييام علييى ضيييافة ميين ميير بهييم ميين
المسلمين بالبة أيام مما يأكلون ،وال يكلفهم ذبح ناة وال دجاجة وتبييت دوابهم من غيير نيعير وجعيل ذليك
على أهل السواد دون المدن ،فذن لم ينترط عليهم الضييافة ومضياعفة الصيدقة فيال صيدقة علييهم فيي زر
وال بمرة ،وال يلزمهم إضافة سا ل وال سابلي
وينترط عليهم في عقد الجزية نرطان :ومستحق ومستحبي أما المستحق فستة نيروط أحيدها أن
ال يذكروا كتاب اهلل تعالى بطعن فيه وال تحريف لهي والبياني أن ال ييذكروا رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم
بتكذيب وال إزدراءي والبالث أن ال يذكروا دين اإلسالم بذم له وال قد فيه ،والرابا أن ال يصيبوا مسلمة بزنا
وال باسم نكيا ي والخيامس أن ال يفتنيوا مسيلماً عين دينيه وال يتعرضيوا لماليه وال دينيهي والسيادس أن ال يعينيوا
أهييل الحييرب وال يييودوا أغنيييا هم ،فهييذو السييتة حقييوق ملتزميية فتلييزمهم بغييير نييرط ،ذوانمييا تنييترط إنييعا اًر لهييم
وتأكيداً لتغليظ العهد عليهم ويكون ارتكابها بعد النرط نقضاً لعهدهمي
وأما المستحب فستة أنياء أحدها تغيير هي اتهم بلبس الغيار وند الزنار والبياني أن ال يعليوا عليى
المسلمين في األبنية ويكونوا إن لم ينقصوا مساوين لهم والبالث أن ال يسمعوهم أصوات نواقيسهم وال تيالوة
كتبهم وال قولهم في عزيز والمسيح والرابا أن ال يجاهروهم بنرب خمورهم وال بذظهار صلبانهم وخنازيرهمي
والخامس أن يخفوا دفن موتاهم وال يجاهروا بنيدب علييهم وال نياحية ،والسيادس أن يمنعيوا مين ركيوب الخييل
عناقاً وهجاناً وال يمنعوا من ركوب البغيال والحميير ،وهيذو السيتة المسيتحبة ال تليزم بعقيد الذمية حتيى تنيترط
فتصير بالنرط ملتزمة وال يكون ارتكابها بعد النرط نقضاً لعهدهم ،لكن يؤخذون بهيا إجبيا اًر ويؤبيون عليهيا
زج ي اًر ،وال يؤدبييون إن لييم ينييترط ذلييك عليييهمي ويببييت اإلمييام مييا اسييتقر ميين عقييد الصييلح معهييم فييي دواوييين
األمصار ليؤخذوا به إذا تركوو ،فذن لكل قوم صلحاً ربما خالف ما سواو ،وال تجب الجزية علييهم فيي السينة
إال مرة واحدة بعد انقضا ها بنهور هاللية ،ومن مات منهم فيها أخذ من تركته بقدر ما مضى منهاي ومين
أسلم منهم كان ما لزم من جزيته ديناً في ذمته يؤخذ بها وأسقطها أبيو حنيفية بذسيالمه وموتيه ومين بليغ مين
صغارهم أو أفاق من مجاننهم استقبل به حول بم أخذ بالجزيية ،ويؤخيذ العقيير بهيا إذا أيسير وينظير بهيا إذا
أعسر ،وال تسقط عن نيخ وال زمن ،وقيل تسقط عنهما وعن الفقير بها إذا أيسر وينظر بها إذا أعسر ،وال
تسقط عن نيخ وال زمن ،وقيل تسقط عنهما وعن الفقير :ذواذا تنياجروا فيي ديينهم واختلفيوا فيي معتقيدهم ليم
يعارضوا فيه ولم يكنفوا عنه ،ذواذا تنازعوا في حق وترافعوا فيه إلى حاكمهم لم يمنعوا منه ،فذن ترافعوا فييه
إليى حاكمنيا حكيم بيينهم بمييا يوجبيه ديين اإلسيالم وتقييام علييهم الحيدود إذا أتوهيا وميين نقيض مينهم عهيدو بلييغ
مأمنيه بييم كييان حربياً ،ألهييل العهييد إذا دخليوا دار اإلسييالم األمييان علييى نفوسييهم وأميوالهم لهييم أن يقيميوا فيهييا
أربعيية أنييهر بغييير جزييية ،وال يقيم يوا سيينة إال بجزي ية ،وفيمييا بييين الييزمنين خييالف ،ويلييزم الكييف عيينهم كأهييل
الذمة ،وال يلزم الدفا عنهم بخالف أهل الذمةي
ذواذا أمن بالغ عاقل من المسلمين حربياً لزم أمانة كافة المسيلمين ،والميرأة فيي بيذل األميان كالرجيل
والعبد فيه كالحري وقال أبو حنيفة :وال يصح أمان العبد إال أن يكون مأذوناً له في القتيال ،وال يصيح أميان
الصبي وال المجنون ،ومن أمناو فهو حرب إال أن جهل حكم أمانهم فيبلغ مأمنه ويكون حرباًي
ذواذا تظاهر أهل العهد والذمة بقتال المسلمين كانوا حرباً لوقتهم فيقتل مقاتلهم ويعتبر حال ما عيدا
المقاتليية بالرضييى واإلنكيياري ذواذا امتنييا أهييل الذميية ميين أداء الجزييية كييان نقض ياً لعهييدهم ،وقييال أبييو حنيفيية
وييينقض بييه عهييدهم ،وقييال أبييو حنيفيية وييينقض بييه عهييدهم إال أن يلحق يوا بييدار الحييرب ،ويؤخييذ ميينهم جب ي اًر
كالديوني
وال يجوز أن يحدبوا في دار اإلسالم بيعة وال كنيسة ،فذن أحدبوها هيدمت علييهم؛ ويجيوز أن يبنيوا
ما استهدم من بيعهم وكنا سهم العتيقة ،ذواذا نقض أهل الذمة عهدهم لم يستبح بذلك قيتلهم وال غينم أميوالهم
وال سبي ذ ارريهم ما لم يقاتلوا ووجب إخراجهم من بالد المسلمين آمنين حتيى يلحقيوا ميأمنهم مين أدنيى بيالد
النرك ،فذن لم يخرجوا طوعاً أخرجوا كرهاًي
وأما الخراج ،فهو ما وضا على رقاب األرض من حقوق تيؤدى عنهيا وفييه مين نيص الكتياب بينية
خالفيت نيص الجزييية فليذلك كييان موقوفياً علييى اجتهياد األ ميية ،قيال اهلل تعييالى" :يم تسااألام فرجااً ففاراج
ربة فير"ي
وفي قوله أم تسألهم خرجاً وجهان :أحدهما أج اًر ،والباني نفعاًي وفي قوله فخراج ربك خير وجهان:
أحدهما فرزق ربك في الدنيا خير منه وهذا قول الكلبيي والباني فأجر ربك في اجخرة خير منه ،وهذا هول
الكلبي أيضياً ،وقوليه فيأجر ربيك فيي اجخيرة خيير منيه ،هيذا قيول الحسين أيضياًي قيال أبيو عميرو بين العيالء:
والفرق بين الخيرج والخيراج أن الخيرج مين الرقياب والخيراج مين األرضي والخيراج فيي لغية العيرب اسيم للكيراة
والغلة ومنه قول النبي صلى اهلل عليه وسلم" :الفراج بالضمام"ي
وأرض الخراج تتميز عن أرض العنر في الملك والحكمي
واألرضون كلها تنقسم أربعة أقسام :أحدها ما استأنف المسلمون إحياءو فهو أرض عنر ال يجيوز
أن يوضييا عليهييا خيراج ،والكييالم فيهييا يييذكر فييي إحييياء الميوات ميين كتابنييا هييذا والقسييم البيياني مييا أسييلم عليييه
أربابه فهم أحق به ،فتكون على ميذهب النيافعي رحميه اهلل أرض عنير وال يجيوز أن يوضيا عليهيا خيراجي
وقييال أبييو حنيفيية اإلمييام مخييير بييين أن يجعلهييا خ ارج ياً أو عن ي اًر ،فييذن جعلهييا خ ارج ياً لييم يجييز أن تنقييل إلييى
العنيير ،ذوان جعلهييا عن ي اًر جيياز أن تنقييل إلييى الخ يراجي والقسييم البالييث مييا ملييك ميين المنييركين عنييوة وقه ي اًر،
فيكون عليى ميذهب النيافعي رحميه اهلل غنيمية تقسيم بيين الغيانمين وتكيون أرض عنير ال يجيوز أن يوضيا
عليها خراج ،وجعلها مالك وفقاً على المسلمين بخراج يوضا عليهاي وقل أبو حنيفة يكيون اإلميام خيي اًر بيين
األمريني والقسم ال اربا ما صولح عليه المنركون من أرضهم فهي األرض بوضا الخراج عليها وهيي عليى
ضربيني
أح ييدهما م ييا خ ييال عن ييه أهل ييه حص ييلت للمس ييلمين بغي يير قت ييل فتص ييير وفقي ياً عل ييى مص ييالح المس ييلمين
ويضرب عليها الخراج ويكون أجرة تقر على األبد ذوان لم يقدر بمدة لما فيها من عموم المصلحة وال يتغير
بذسي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييالم وال ذم ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يية ،وال يج ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييوز بي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييا رقابه ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييا اعتب ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييا اًر لحك ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييم الوق ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييوفي
والضرب الباني ما أقام فيه أهله وصولحوا على إق اررو في أيديهم بخراج يضرب علييهم فهيذا عليى ضيربين:
أحيدهما أن ينزليوا عين ملكهييا لنيا عنييد صيلحنا فتصييير هيذو األرض وقفياً عليى المسييلمين كاليذو انجلييى عنييه
أهليه ،ويكيون الخيراج المضيروب علييهم أجيرة ال تسيقط بذسيالمهم وال يجيوز لهيم بييا رقيابهم ،ويكونيون أحييق
بهيا ميا أقياموا عليى صيلحهم وال تنتيز مين أييديهم سيواء أقياموا عليى نيركهم أم أسيلموا كميا ال تنتييز األرض
المستأجرة من يد مستأجرها ،وال يسقط عنهم بهذا الخراج جزية رقابهم إن صياروا أهيل ذمية مسيتوطنين ذوان
لم ينتقلوا إن الذمة وأقاموا على حكم العهد لم يجز أن يقروا فيها ستة وجاز إقرارهم فيها دونها بغير جزيةي
والضييرب البيياني أن يسييتبقوها علييى أمالكهييم وال ينزل يوا عيين رقابهييا ويصييالحوا عنهييا بخ يراج يوضييا
عليهييا ،فهييذا الخ يراج جزييية تؤخييذ ميينهم مييا أقيياموا علييى نييركهم وتسييقط عيينهم بذسييالمهم ويجييوز أن ال يؤخييذ
منهم جزية رقابهم ،ويجوز لهم بيا هذو األرض على من ناءوا مينهم أو مين المسيلمين أو مين أهيل الذمية،
فذن تبايعوها فيما بينهم كانت على حكمها في الخراج ذوان بيعت على مسلم سقط عنيه خراجهيا :ذوان بيعيت
على ذمي احتمل أن ال يسقط عنه خراجها لبقاء كفرو ،واحتمل أن يسقط عنه خراجهيا بخروجيه بالذمية عين
عقييدو ميين صييولح عليهييا بييم ينظيير فييي هييذا الخيراج الموضييو عليهييا ،فييذن وضييا علييى مسييا ح الجربييان بييأن
يؤخذ من كل جريب قدر من ورق أو حب ،فذن سقط عن بعضها بذسالم أهله كان ما بقي على حكميه وال
يضم إليه خراج ميا سيقط الجربيان ،فميذهب النيافعي أنيه يحيط عينهم مين ميال الصيلح ميا سيقط منيه بذسيالم
أهليه ،وقييال أبيو حنيفيية يكيون مييال الصيلح باقيياً بكماليه وال يسييقط عين هييذا المسيلم مييا خصيه بذسييالمهي فأمييا
قدر الخراج المضروب فيعتبر بما تحتمله األرض ،فذن عمر رضي اهلل عنه حين وضا الخراج على سيواد
العرق في بعض نواحيه على كل جريب قفي اًز ودرهماً وجرى فيي ذليك عليى ميا اسيتوفقه مين رأو كسيرى بين
قبياذ ،فذنيه أول مين مسيح السيواد ووضيا الخيراج وحيدد الحيدود ووضيا اليدواويني و ارعيى ميا تحتملييه األرض
من غير حيف بمالك وال إجحاف بزار وأخذ مين كيل جرييب قفيي اًز ودرهمياً وكيان القفييز وزنيه بمانيية أرطيال
بمنييه بالبيية درهييم ،وزن المبقييال ،النتنييار ذلييك بمييا ظهيير فييي جاهلييية العييرب قييال زهييير بيين أبييي سييلمى ميين
الطويل:
بي ي ي ي ي ي ييالد اإلسي ي ي ي ي ي ييالم وتنقسي ي ي ي ي ي ييم علي ي ي ي ي ي ييى بالبي ي ي ي ي ي يية أقسي ي ي ي ي ي ييام :حي ي ي ي ي ي ييرم ،وحجي ي ي ي ي ي يياز ،ومي ي ي ي ي ي ييا عي ي ي ي ي ي ييداهماي
أما الحرم فمكة وما طاف بها من نصب حرمهيا وقيد ذكرهيا اهلل تعيالى باسيمين فيي كتابيه مكية وبكية ،فيذكر
يياديام عانكم ويياديكم عانام بابطم مكاة مام عباد يم مكلة في قوله عز وجل" :وهاو الا ي كا
يظفركم عليام"ي
ومكة مأخوذ من قولهم تمككت المخ من العظم تمككاً :إذا استخرجته عنه ألنها تمك الفاجر عنهيا
وتخرجه منها على ما حكاو األصمعي وأنند قول الراجز في تلبيته:
يا مكة الفاجر مكي مكا *** وال تمكى مذحجاً وعكا
للاااا ي ببكااااة مباركاااااً"ي وذكي يير بكي يية في ييي قولي ييه عي ييز وجي ييل" :ام يول بياااات وضااااع للنااااا
قال األصمعي ،وسميت بكة ألن الناس يبك بعضهم بعضاً فيها أو يدفا ،وأنند من الرجز:
واختلف الناس في هذين االسمين فقال قوم :هما لغتان والمسمى بهما واحد ألن العرب تبدل الميم
بالباء فتقول ضربة ال رب وضرب الزب لقرى المخرجين وهذا قول مجاهدي وقيال آخيروني بيل هميا اسيمان
والمس ييمى بهم ييا ن ييي ان ،ألن اخ ييتالف األس ييماء موض ييو الخ ييتالف المس ييمى ،وم يين ق ييال به ييذا اختل ييف ف ييي
المسمى بهما على قولين :أحدهما أن مكة اسم البلد كله وبكة اسم البيت وهذا قول إبراهيم النخعيي ويحييى
بن أبي أيوبي والبياني أن مكية الحيرم كليه وبكية المسيجد وهيذا قيول الزهيرو وزييد بين أسيلمي وحكيى مصيعب
بن عبد اهلل الزبيرو قال :كانت مكة في الجاهليية تسيمى صيالحاً ألمنهيا ،وأننيد قيول أبيي سيفيان بين حيرب
بن أمية البن الحضرمي من الوافر:
وحك ييى مجاه ييد أن م يين أس ييماء مك يية أم زح ييم والباس يية ،فأم ييا أم زح ييم ف ييمن الن يياس بتزاحم ييون بهم ييا
ويتنييازعون ،وأمييا الباسيية فمنهييا تييبس ميين الحييد فيهييا أو تحطمييه وتهلكييه ،ومنييه قييول اهلل تعييالى" :وبساات
الجبال بساً"ي
وييروو الناسية بيالنون ومعنياو أنهيا تينس مين ألحيد فيهيا أو تطيردو وتنفييهي وأصيل مكية وحرمتهيا ميا
عظمييه اهلل سييبحانه ميين حرميية بيتييه حتييى جعلهييا ألجييل البيييت الييذو أميير برفييا قواعييدو وجعلييه قبليية عبييادة أم
القرى كما قال اهلل سبحانه" :لتن ر يم القرى ومم حولاا"ي
وحكى جعفر بن محمد عن أبيه محميد بين عليي رضيي اهلل عينهم أن سيبب وضيا البييت والطيواف
به أن اهلل تعالى قال للمال كية" :اناي جاعال فاي األرض فليفاة واالوا يتج ال فيااا مام يفساد فياه
لة وال اني يعلم ما ال ت لموم"ي ويسفة الدماء ونحم نسب بحمدة ونقد
فغضب عليهم فعاذوا بالعر فطافوا حوله سبعة أطيواف يسترضيون ربهيم فرضيي عينهم وقيال لهيم
ابنوا لي في األرض بيتاً يعوذ بيه مين سيخطت علييه مين بنيي آدم يطيوف حوليه كميا فعليتم بعرنيي فأرضيى
للا ي عنهم فبنوا له هذا البيت ،فكان أول بيت وضا للناس قال اهلل تعالى "ام يول بيت وضع للنا
ببكة مباركاً وهدى لل امليم" فلم يختلف أهل العلم أنه أول بيت وضا للناس للعبادة ،ذوانما اختلفوا هيل
كا ن أول بيت وضا لغيرها ،فقال الحسن وطا فة قد كان قبله بيوت كبيرة ،وقال مجاهد وقتادة لم يكن قبليه
بيتي
وفيي قيول تبيارك وتعييالى "مباركااً" تيأويالن :أحييدهما أن بركتيه بميا يسيتحق ميين بيواب القصيد إليييهي
فيجتمييا فيييه الظبييي والييذ ب "وهاادى لل ااالميم" تحتمييل تييأويلين: والبيياني أنييه أميين لميين دخلييه حتييى الييوح
أحدهما هدى لهم إلى توحيدوي والباني إلى عبادته في الحج والصالةي
"فيه ويات بينات مقام ابراهيم ومم دفله كام ومناً"ي
وكانييت اجييية فييي مقييام إبيراهيم تييأبير قدميييه فيييه وهييو حجيير صييلد ،واجييية فييي غييير المقييام :الخييا ف
وهيبيية البيييت عنييد منيياهدته ،وامتنييا الطييير ميين العلييو عليييه ،وتعجيييل العقوبيية لميين عتييا فيييه ،ومييا كييان فييي
الجاهلية من أصحاب الفيل؟ وميا عطيف علييه قليوب العيرب فيي الجاهليية مين تعظيميه ،وأن مين دخليه مين
الجاهلية وهم غيير أهيل الكتياب وال متبعيي نير يلتزميون أحكاميه حتيى أن الرجيل مينهم كيان ييرى فييه قاتيل
أخيه وأبيه فال يطلبه ببأرو فيه ،وكل ذلك آيات اهلل تعالى ألقاها على قلوب عبادوي
وأما أمنه في اإلسالم ففي قوله سبحانه وتعالى "ومم دفله كام ومناً" تأويالن أحدهما آمناً من
النار وهذا قول يحيى بن جعيدة ،والبياني آمنياً مين القتيل ،ألن اهلل تعيالى أوجيب اإلحيرام عليى داخليه وحظير
عليييه أن يدخلييه مح يالًي وقييال أيض ياً رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم حييين دخييل مكيية عييام الفييتح حييالالً:
"يحلت لي ساعة مم ناار ولم تحل ألحاد مام وبلاي ،وال تحال ألحاد مام ب ادي" بيم قيال" :وهلل
حج البيت مم استطاع اليه سبي "ي على النا
فجعييل حجييه فرض ياً بعييد أن صييار فييي الصييالة قبليية ،ألن اسييتقبال الكعبيية فييي الصييالة فييرض فييي
السنة البانية من الهجرة والحج فرض في السنة السادسةي
ذواذ قييد تعلييق بمكيية للكعبيية ميين أركييان اإلسييالم عبادتييان وباينييت بحرمتهييا سييا ر البلييدان وجييب أن
نصفها بم نذكر حكم حرمهاي
فأمييا بناؤهييا فييأول ميين ت يوالو بعييد الطوفييان إب يراهيم عليييه الص يالة والسييالم؛ فذنييه سييبحانه قييال" :وا
يرفع ابراهيم القواعد مم البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انة ينت السميع ال ليم"ي
فدل ما سأالو من القبول على أنهما كان ببنا ها ميأمورين ،وسيميت كعبية لعلوهيا ميأخوذ مين قيولهم
كعبت المرأة إذا عال بيديها ومنيه سيمي الكعيب كعبياً لعليوو وكانيت الكعبية بعيد إبيراهيم صيلى اهلل علييه وسيلم
ما جرهم والعمالقة إلى أن انقرضوا حتى قال فيهم عامر بن الحارث من الطويل:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا *** أنيس ولم يسمر بميكة سيامير
*** صروف الليالي والجدود العوابر بلى نحن كنا أهليهيا فيأبيادنيا
بعد استيال هم على الحرام لكبرتهم بعد القلة وعزتهم بعد الذلة تأسيساً ما يظهيرو وخلفهم فيها قري
بعيد إبيراهيم علييه السييالم قصيي بيين اهلل تعيالى فييهم ميين النبيوة ،فكييان أول مين جييدد بمياء الكعبيية مين قيري
كالب وسقفها بخنب الدوم وجريد النخل قال األعنى من الطويل:
بناها قصي جدو وابن جرهيم *** حلفت ببوبي راهب النام والتي
ليرتحلن مني على ظهر نيهم *** ل ن نب نيران العداوة بينينيا
بعدو ورسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ابن خمس وعنرين سينة ونيهد بناءهيا وكيان بم بنتها قري
بابهييا فييي األرض فقييل أبييو حذيفيية بيين المغي يرة يييا قييوم ارفع يوا بيياب الكعبيية حتييى ال تييدخل إال بسييلم فذنييه ال
يدخلها حين ذ إال من أردتم ،فذن جاء أحيد ممين تكرهيون رمييتم بيه فيسيقط فكيان نكياالً لمين رآو فعليت قيري
ذلك ،وسبب بنا ها أن الكعبة استهدمت وكانت فوق القامة فأرادوا تعليتها وكان البحر قد ألقى سفينة لرجيل
ميين تجييار الييروم إلييى جييدة فأخييذوا خنييبها وكييان فييي الكعبيية حييية يخافهييا النيياس فخرجييت فييوق الكعبيية فنييزل
إنييا لنرجيوا أن يكييون اهلل سييبحانه قييد رضييي مييا أردنييا فهييدموها وبنوهييا بخنييب طييا ر فاختطفهييا فقالييت قيري
السييفينة وكانييت علييى بنا هييا إلييى حوصيير بيين الزبييير بالمسييجد ميين الحصييين بيين نمييير وعسييكر النييام حييين
حيياربوو سيينة أربييا وسييتين فييي زميين يزيييد بيين معاوييية فأخييذ رجيل ميين أصييحابه نييا اًر فييي ليفيية علييى رأس رمييح
وكانت الريح عاصفة فطارت ني اررة فتعلقيت بأسيتار الكعبية فأحرقتهيا فتصيدعت حيطانهيا واسيودت وتنيابرت
أحجارها فلما مات يزيد وانصرف الحصين ابن نمير ناروا عبيد اهلل بين الزبيير أصيحابه فيي هيدمها وبنا هيا
فأنار بيه جيابر بين عبيد اهلل وعبييد ابين عميير وأتياو عبيد اهلل بين عبياس وقيال ال تهيدم بييت اهلل تعيالى فقيال
ابن الزبير أما ترى الحمام يقا على حيطان البيت فتنيابرت حجارتيه ويظيل أحيدكم يبنيي بيتيه وال يبنيي بييت
اهلل؛ أال إنييي هادمييه بالغييداة فقييد بلغنييي أن رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم قييال" :لااو كاناات لنااا ساا ة
ابراهيم؛ ولج لت له بابيم دروياً وغربياً"ي لبنيته على ي
وسأل األسود هل سمعت من عا نية رضيي اهلل عنهيا فيي ذليك نيي اً؟ فقيال نعيم أخبرتنيي أن النبيي
صييلى اهلل عليييه وسييلم قييال" :ام النفقااة وصاارت بقومااة فاوتصااروا؛ ول اوال حاادثام عااادهم بااالكفر
لادمته ويعدت فيه ما تكروا" فاستقر رأو ابن الزبير على هدمه فلما أصبح أرسل إلى عبيد بين عميير
فقيييل هييو نييا م فأرسييل إليييه وأيقظييه وقييال لييه أمييا بلغييك أن النبييي صييلى اهلل عليييه وسييلم قييال" :ام األرض
لتضج الى اهلل ت الى مم نومة ال لماء في الضحى"ي
فهيدمها فأرسيل إليييه ابين عبياس إن كنييت هادمهيا فييال تيد النياس بييال قبلية ،فلميا هييدمت قيال النيياس
كيف نصلي بغير قبلة؟ فقال جابر وزيد صلوا إلى موضعها فهيو القبلية ،وأمير ابين الزبيير بموضيعها فسيتر
ووضا الحجر في تابوت في خرقة حرير ،قال عكرمة رأيته فذذا هو ذ ار أو يزييد وكيان جوفيه أبييض مبيل
الفضيية؛ وجعييل حلييي الكعبيية عنييد الحجبيية فييي خ ازنيية الكعبيية ،فلمييا أ ارد بناءهييا حفيير ميين قبييل الحطيييم حتييى
اسييتخرج أس إبيراهيم عليييه السييالم فجمييا النيياس بييم قييال هييل تعلمييون أن هييذا أس إبيراهيم؟ قييالوا نعييم فبناهييا
على أس إبراهيم صلى اهلل عليه وسلم وأدخل فيها الحجر ستة أذر وترك منه أربعاً وقيل أدخل سبعة أذر
وترك بالباً وجعل لها بابين ملصوقين باألرض نرقياً وغربياً يدخل من واحد ويخرج من اجخر وجعل على
أبيو الجهيم بين بابهما صفا ح الذهب وجعل مفاتيحها من ذهيب وكيان ممين حضير بناءهيا مين رجيال قيري
حذيفة العدوو فقال عمليت فيي بنياء الكعبية ميرتين واحيدة فيي الجاهليية بقيوة غيالم نفيا وأخيرى فيي اإلسيالم
بقوة كبير فان وذكر الزبير ابن بكار أن عبد اهلل بن الزبير وجد في الحجر صفا ح حجارة خضر قد أطبق
بها على قبير فقيال ليه عبيد اهلل بين صيفوان هيذا قبير نبيي اهلل إسيماعيل علييه السيالم فكيف عين تحرييك تليك
الحجيارة ،بييم بقييت الكعبيية فييي أييام الزبييير علييى حالهيا إلييى أن حاربيه الحجيياج وحصيرو فيي المسييجد ونصييب
عليه المنجانيقات إلى أن ظفر بيه وقيد تصيد بنياء الكعبية بأحجيار المنجنييق فهيدمها الحجياج وبناهيا بيأمر
على ما هي عليه الييوم فكيان عبيد المليك عبد الملك بن مروان وأخرج الحجر منها وأعادها إلى بناء قري
بن مروان يقول وددت أني كنت حملت ابن الزبير من أمر الكعبة وبنا ها ما تحملهي
وأميا كسييوة الكعبيية فقييد روو أبييو هرييرة رضيي اهلل عنييه عيين النبييي صييلى اهلل عليييه وسييلم" :ام يول
مم كسا البيت س د اليماني"ي
بييم كسيياها رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم البييياب اليمانييية بييم كسيياها عميير بيين الخطيياب وعبمييان
رضي اهلل عنهما القباطي بم كساها يزيد بن معاويية اليديباج الخسيروانيي وحكيى محيارب ابين دبيار أن أول
ميين كسييا الكعبيية الييديباج خالييد بيين جعفيير بيين كييالب أصيياب لطيميية فييي الجاهلييية وفيهييا نمييط ديبيياج فناطييه
بالكعبيية ،بييم كسيياها ابيين الزبييير والحجيياج الييديباج ،بييم كسيياها بنييو أمييية فييي بعييض أيامهييا الحلييل التييي كانييت
علييى أهييل نج يران فييي ح يربهم ،وفوقهييا الييديباج بييم جييدد المتوكييل رخييام الكعبيية وأزرهييا بفضيية وألييبس سييا ر
حيطانها وسقفها بذهب بم كسا أساطينها الديباج؛ بم لم يزل الديباج كسوتها في الدولة العباسية بأسرهاي
وأمييا المسييجد الحيرام فقييد كييان فنيياء حييول الكعبيية للطييا فين ولييم يكيين عييل عهييد رسييول اهلل صييلى اهلل
عليييه وسييلم أبييي بكيير الصييديق رضييي اهلل عنييه جييدار يحيييط بييه ،فلمييا اسييتخلف عميير رضييي اهلل عنييه وكبيير
الناس وسا المسجد وانترى دو اًر هدمها وزداها فيه وهدم عليى قيومن جييران المسيجد أبيوا أن يبيعيوا ووضيا
لهم األبمان حتى أخذوها بعد ذلك واتخذ للمسجد جدار قصيي اًر دون القامية وكانيت المصيابيح توضيا علييه،
وكان عمر رضي اهلل عنه أول من اتخذ جدا اًر للمسجد ،فلما استخلف عبمان رضي اهلل عنه ابتيا منيازل،
فوسا بها المسجد وأخذ منازل أقوام ووضا لهم أبمانها فضجوا منه عند البيت فقال إنما جرأكم على حلمي
عنكم فقد فعل بكم عمر رضي اهلل عنه هذا فأقررتم ورضيتم بم أمر بهم إليى الحيبس حتيى كلميه فييهم عبيد
اهلل بن خالد بن أسد فخلى سبيلهم وبنى للمسجد األروقة حين وسعه ،فكان عبمان رضي اهلل عنه أول مين
اتخذ للمسجد األروقة بم إن الولييد بين عبيد المليك وسيا المسيجد وحميل إلييه أعميدة الحجيارة والرخيام ،بيم إن
المنصور رحمه اهلل زاد في المسجد وبناو و ازد فيه المهدو رحمه اهلل بعدو وعليه استقر بناؤو إلى وقتنا هذاي
بعييد جييرهم والعمالقيية ينتجعييون جبالهييا وأوديتهييا وال وأمييا مكيية فلييم تكيين ذات منييازل وكانييت ق يري
يخرجون من حرمها انتساباً إلى الكعبة الستيال هم عليها وتخصصاً بالحرم لحلولهم فيه ويرون أنيه سييكون
لهم بذلك نأن ،وكلما كبر فيهم العدد وننأت فيهم الرياسية قيوو أملهيم وعلميوا أنهيم سييتقدمون عليى العيرب
وكان فضالؤهم وذوو الرأو والتجربة منهم يتخيلون أن ذلك لرياسة في الدين وتأسييس لنبيوة سيتكون ،ألنهيم
تمسكوا من أمور الكعبة بما هو بالدين أخص ،فأول من نعر بذلك مينهم وألهميه كعيب بين ليؤو بين غاليب
تجتميا إليييه فييي كيل جمعيية ،وكييان ييوم الجمعيية يسييمى فيي الجاهلييية عروبيية فسيماو كعييب يييوم وكانيت قيري
فيقييول علييى مييا حكيياو الزبييير بيين بكييار :وأمييا بعييد ،فاسييمعوا وتعلميوا الجمعيية ،وكييان يخطييب فيييه علييى قيري
وافهموا ،واعلموا أن الليل ساج والنهيار صيا ،واألرض مهياد والجبيال أوتياد ،والسيماء بنياء والنجيوم أعيالم،
واألولين كياجخرين واليذكر واألنبيى زوج إليى أن ييأتي ميا يهييج ،فصيلوا أرحيامكم واحفظيوا أصيهاركم وبميروا
أموالكم فهل رأيتم مين هاليك رجيا أو مييت انتنير ،واليدار أميامكم والظين ميا تقوليون ،حيرمكم زينيوو وعظميوو
وتمسكوا به فسيأتي له نبأ عظيم وسيخرج منه نبي كريم ،بم يقول من الطويل:
*** حين العنيرة تبغي الحق خذالنا يا ليتني ناهد فحواء دعيوتيه
وهييذا ميين فطيين اإللهامييات التييي تخيلتهييا العقييول فصييدقت وتصييورتها النفييوس فتحققييت بييم انتقلييت
بيم صيارت اليدار لتنياورهم الرياسة بعدو إلى قصي بن كالب فبنيى بمكية دار النيدوة لييحكم فيهيا بيين قيري
وعقييد األلوييية فييي حييروبهمي قييال الكلبييي :فكانييت أول دار بنيييت بمكيية ،بييم تتييابا النيياس فبن يوا ميين الييدور مييا
استوطنوو ،وكلما قربيوا مين عصير اإلسيالم ازدادوا قيوة وكبيرة عيدد حتيى دانيت لهيم العيرب فصيدقت المخيلية
األولى في الرياسة عليهم ،بيم بعيث اهلل سيبحانه نبييه رسيوالً فصيدقت المخيلية البانيية فيي حيدوث النبيوة فييهم
في من بييه ميين هييدى وجحييد ميين عا ييد ،وهيياجر عيينهم صييلى اهلل عليييه وسييلم حييين انييتد بييه األذى حتييى عيياد
ظاف اًر بعد بمان سنين من هجرته عنهمي
واختلييف النيياس فييي دخولييه صييلى اهلل عليييه وسييلم مكيية عييام الفييتح هييل دخلهييا عنييوة أو صييلحاً مييا
إجماعهم على أنه لم يغنم منها ماالً ولم يسب فيها ذرية ،فذهب أبو حنيفة ومالك إلى أنه دخلها عنوة فعفا
عن الغنا م ومن على السبي ،ذوان ليمام إذا فتح بلداً عنوة أن يعفو عن غنا مه وممين عليى سيبيه ،وذهيب
النافعي إليى أنيه دخلهيا صيلحاً عقيدو ميا أبيي سيفيان كيان النيرط فييه أن" :مين أغليق بابيه كيان آمنياً ،ومين
تعلق بأستار الكعبة فهو آمن ،ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن"ي
إال ستة أنفس استبنى قتلهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة وقد مضى ذكرهم وألجل عقد الصلح لم يغنم
ولم يسب ،وليس ليمام إذا فتح بلداً عنوة أن يعفو عن غنا مه وال ممن على سبيه لما فيهما من حقوق اهلل
تعييالى وحقييوق الغييانمين فصييارت مكيية وحرمهييا حييين لييم تغيينم أرض عنيير إن زرعييت ال يجييوز أن يوضييا
عليها خراجي
واختلف الفقهاء في بيا دور مكة ذواجارتها ،فمنا أبو حنيفة من بيعها وأجاز إجارتها في غير أييام
عيين مجاهييد أن النبييي صييلى اهلل عليييه وسييلم قييال" :مكااة الحييج ومنييا منهمييا فييي أيييام الحييج لرواييية األعمي
حرام ال يحل بيع رباعاا وال يجور بيوتاا"ي
وذهييب النييافعي رحمييه اهلل إلييى جيواز بيعهييا ذواجارتهييا ،ألن رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم أقييرهم
عليها بعد اإلسالم بعدما كانت عليه قبله وليم يغنمهيا وليم يعارضيهم فيهيا وقيد كيانوا يتبايعونهيا قبيل اإلسيالم
وكذلك بعدوي هيذو دار النيدوة ،وهيي أول دار بنييت بمكية صيارت بعيد قصيي لعبيد اليدار بين قصيي وابتاعهيا
معاوية في اإلسالم من عكرمة بن عامر بن هنام بن عبد الدار بن قصي وجعلها دار اإلمارة وكانيت مين
أنييهر دار ابتيعييت ذكي اًر وأننييرها فييي النيياس خبي اًر ،فمييا أنكيير بيعهييا أحييد ميين الصييحابة وابتييا عميير وعبمييان
رضي اهلل عنهما ما زاداو في المسجد من دور مكة تملك أهلها أبمانها ،ولو حيرم ذليك لميا بيذالو مين أميوال
المسلمين بم جرى به العمل إلى وقتنا هذا فكان إجماعاً متبوعاًي وتحمل رواية مجاهد ما إرسالها على أنيه
ال يحل بيا رباعها وعلى أهلها تنبيهاً على أنها لم تغنم فتملك عليهم فذلك لم تبا وكذلك حكم اإلجارةي
أما الحرم فهو ما أطياف بمكية مين جوانبهيا :وحيدو مين طرييق المدينية دون التنعييم عنيد بييوت بنيي
نفار على بالبة أميال ،ومن طريق العراق على بنية جبل بالمنقطا على سبعة أميال ،ومن طريق الجعرانة
بنعب آل عبد اهلل بن خالد على تسعة أمييال ،ومين طرييق الطيا ف عليى عرفية مين بطين نميرة عليى سيبعة
أميال ،ومن طريق جدة منقطا العنا ر عليى عنيرة أمييال ،فهيذا حيد ميا جعليه اهلل تعيالى حرمياً لميا اخيتص
بييه ميين التحيريم وبيياين بحكمييه سييا ر الييبالد :قييال اهلل عييز وجييل" :وا وااال اب اراهيم رب اج اال ه ا ا بلااداً
ومناً" يعني مكة وحرمهاي
"وارزق يهلااه ماام الثم ارات" ألنييه كييان وادي ياً غييير ذو زر ،فسييأل اهلل تعييالى أن يجعييل ألهلييه
األميين والخصييب ليكون يوا بهمييا فييي رغييد ميين العييي ،فأجابييه اهلل تعييالى إلييى مييا سييأل ،فجعلييه حرم ياً آمن ياً
يتخطي ي ي ي ي ي ييف الني ي ي ي ي ي يياس مي ي ي ي ي ي يين حولي ي ي ي ي ي ييه ،وجبي ي ي ي ي ي ييا إليي ي ي ي ي ي ييه بم ي ي ي ي ي ي يرات كي ي ي ي ي ي ييل بلي ي ي ي ي ي ييد حتي ي ي ي ي ي ييى جمعهي ي ي ي ي ي ييا فيي ي ي ي ي ي ييهي
واختلف الناس في مكة وما حولهيا هيل صيارت حرمياً آمنياً بسيؤال إبيراهيم علييه السيالم أو كانيت قبيل كيذلك
عل ييى ق ييولين :أح ييدهما :أنه ييا ل ييم زل حرمي ياً آمني ياً بسي يؤال إبي يراهيم علي ييه الس ييالم ني يم الجب ييابرة والمس ييلطين وم يين
الخسوف والزالزل ،ذوانما سأل إبراهيم عليه السالم ربه سبحانه أن يجعله حرماً آمناً من الجدب والقحط وأن
يرزق أهله من البمرات لرواية سعيد بن أبي سعيد قال:
ام اهلل سبحانه حارم مكاة ياوم فلاق الساموات واألرض ،فااي حارام الاى "يياا النا
يوم القيامة ال يحل المريء يؤمم باهلل واليوم اآلفر يم يسفة باا دماً يو ي ضد بااا داج ارً،
واناا ال تحل ألحد ب دي ولم تحل لي اال في ه ه الساعة غضاباً علاى يهلااا ،يال وهاي وادر
ج اب علااى حالاااا باااألم ،يال ليبلاال الداااهد الها ااب ،فماام وااال ام رسااول اهلل وااد وتاال باااا
يحداً فقولوا ام اهلل ت الى ود يحلاا لرسوله ولم يحلاا لة"ي
والقييول البيياني :أن مكيية كانييت حييالالً قبييل دعييوة إب يراهيم عليييه السييالم كسييا ر الييبالد وأنهييا صييارت
بدعوته حرماً آمناً حين حرمها ،كما صارت المدينية بتحيريم رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم ح ارمياً بعيد أن
كانت حالالً ،لرواية األنعث عن نيافا عين أبيي هرييرة قيال رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم" :ام اباراهيم
عليه الص ة والس م كام عبد اهلل وفليله ،ويني عبد واهلل ورسوله ،وام اباراهيم حارم مكاة،
لقتااال ،وال وانااي حرماات المدينااة مااا باايم ال بيتاااا عضاااهاا وصاايدها ،وال يحماال باااا سا
ب ير"ي يقطع باا دجر اال ل ل
والذو يختص به الحرم من األحكام التي تبياين بهيا سيا ر اليبالد خمسية أحكيام أحيدها أن الحيرم ال
يدخل محل قدم إليه حتى يحرم لدخوله إما بحج أو بعمرة يتحلل بها من إحرامهي وقال أبو حنيفة يجوز أن
يدخلها المحل إذا ليم ييرد حجياً أو عميرة ،وفيي قيول النبيي علييه الصيالة والسيالم حيين دخيل مكية عيام الفيتح
حالالً "يحلت لي ساعة مم ناار لم تحل ألحاد ب ادي" مميا ييدل عليى وجيوب اإلحيرام عليى داخلهيا،
إال أن يكون ممن يكبر الدخول إليها لمنافا أهلها كالحطابين والسقايين الذين يخرجون منها غدوة ويعودون
إليها عنية ،فيجوز لهم دخولها محلين لدخول المنقة عليهم في اإلحرام كلما دخلوا فذن علماء مكة أقروهم
على دخولها محلين فخالفوا حكم مين عيداهم ،فيذن دخيل القيادم إليهيا حيالالً فقيد أبيم وال قضياء علييه وال دم،
ألن القضاء متعذر؛ فذنه إذا خرج للقضياء كيان إح ارميه اليذو يسيتأنفه مختصياً بيدخول البياني فليم يصيح أن
يكون قضاء عن دخوله األول فتعذر القضاء وأعيوز فسيقط ،وأميا اليدم فيال يلزميه اليدم ألن اليدم يليزم جبيران
النسك وال يلزم جبراناً ألصل النسكي
والحكم الباني :أن ال يحارب أهلها لتحيريم رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم قتيالهم ،فيذن بغيوا عليى
أهيل العيدل ،فقيد ذهيب بعييض الفقهياء إليى تحيريم قتييالهم ميا بغييهم ويضييق عليييهم حتيى يرجعيوا عين بغيييهم
ويدخلوا فيي أحكيام أهيل العيدلي واليذو علييه أكبير الفقهياء أنهيم يقياتلون عليى بغييهم إذا ليم يمكين ردهيم عين
البغي إال بقتال ألن قتيال أهيل البغيي مين حقيوق اهلل تعيالى التيي ال يجيوز أن تضيا ،وألن تكيون محفوظية
في حرمة أولى من أن تكون مضاعفة فيهي
فأما إقامة الحدود في الحرم فذهب رحمه اهلل إلى أنها تقام فييه عليى مين أتاهيا وال يمنيا الحيرم مين
إقامتها سواء أتاها في الحرم أو في الحل بم لجأ إلى الحرم وقال أبو حنيفة إن أتاها في الحرم أقيميت فييهي
ذوان أتاها في الحل بم لجأ إلى الحرم لم يقم عليه فيه وألجئ إلى الخروج معه فذذا خرج أقيمت عليهي
والحكم الباليث :تحيريم صييدو عليى المحيرمين والمحليين مين أهيل الحيرم مين طي أر إلييه ،فيذن أصياب
في صيدو وجب عليه إرساله ،فذن تليف فيي ييدو ضيمنه بيالجزاء كيالمحرم ،وهكيذا ليو رميي مين الحيرم صييداً
فييي الحييل ضييمنه ألنييه قاتييل فييي الحييرم وهكييذا لييو رمييي ميين الحييل صيييداً فييي الحييرم ضييمنه ألنييه مقتييول فييي
الحرم ،ولو صيد فيي الحيل بيم أدخيل الحيرم كيان حيم ال ليه عنيد النيافعي رحميه اهلل ،وح ارمياً علييه عنيد أبيي
حنيفة ،وال يحرم قتل ما كان مؤذياً من السبا وحنرات األرضي
والحكييم ال اربييا يحييرم قطييا نييجرة الييذو أنبتييه اهلل تعييالى ،وال يحييرم قطييا مييا غرسييه اجدمييون كمييا ال
يحيرم فيييه ذبييح األنيييس ميين الحييوان ،وال يحييرم رعييي خييالو ،ويضييمن عاقطعييه ميين محظييور نييجرو ،فيضييمن
النييجرة الكبييرة ببقيرة والنييجرة الصييغيرة بنيياة ،والغصيين ميين كييل واحييد منهمييا يسييقطه ميين ضييمان أصييله ،وال
يكون ما استخلف بعد قطا األصل مسقطاً لضمان األصلي
الحكييم الخييامس أن ليييس لجميييا ميين خييالف دييين اإلسييالم ميين ذمييي أو معاهييد أن يييدخل الحييرم ال
مقيمياً فييه وال ميا اًر بيه وهيذا مييذهب النيافعي رحميه اهلل وأكبير الفقهياء ،وجييوز أبيو حنيفية دخيولهم إلييه إذا لييم
ف يقربوا المسجد الحرام ب د عامام ه ا"ي يستوطنوو ،وفي قوله تعالى" :انما المدركوم نج
نص يمنا ما عداو ،فذن دخله منرك عزر إن دخله بغير إذن ولم يستبح قتله ،ذوان دخله بيذذن ليم
يعييذر وأنكيير علييى اجذان لييه ،وعييزر إن اقتضييت حاليية التعزييير وأخييرج منييه المنييرك آمنياً ،ذواذا أراد المنييرك
دخول الحرم ليسلم فيه منا منه حتى يسلم قبل دخوله ،ذواذا مات منرك في الحرم حرم دفنيه فييه ودفين فيي
الحل ،فذن دفن في الحرم نقل إليى الحيل إال أن يكيون قيد بليي فيتيرك فييه كميا تركيت أميوات الجاهليية ،وأميا
سا ر المساجد فيجوز أن يؤذن لهم في دخولهيا ميا ليم يقصيد اليدخول اسيتبذالها بأكيل أو نيوم فيمنعيواي وقيال
مالك ال يجوز أن يؤذن لهم في دخولها بحالي
وأما الحجاز فقد قال األصمعي :سمي حجا اًز ألنه حجز بين نجد وتهامة ،وقال ابن الكلبي :سمي
حجا اًز لما احتجز به من الجبالي
وما سوى الحرم منه مخصوص من سا ر البالد بأربعية أحكيام :أحيدها أن ال يسيتوطنه منيرك مين
ذمييي وال معاهييد ،وجييوزو أبييو حنيفيية وقييد روى عبيييد اهلل عبييد اهلل بيين عتبييا بيين مسييعود رحميه اهلل عيين عا نيية
رضييي اهلل عنهييا قالييت :كييان آخيير مييا عهييد بييه رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم أن قييال" :ال يجتمااع فااي
جزيرة ال رب دينام"ي
وأجلى عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه أهل الذمة عن الحجاز ،وضيرب لمين قيدم مينهم تياج اًر أو
صانعاً مقام بالبة أيام ويخرجون بعد انقضيا ها فجيرى بيه العاميل واسيتقر علييه الحكيم فمنيا أهيل الذمية مين
اسييتيطان الحجيياز و اليمكنييون ميين دخولييه وال يقيييم الواحييد ميينهم فييي موضييا منييه أكبيير ميين بالبيية أيييام ،فييذذا
انقضت صرف عن موضعه وجاز أن يقيم في غيرو بالبة أيام بم يصرف إلى غيرو :فذن أقام بموضا منيه
أكبر من بالبة أيام عزر إن لم يكن معذو اًري
والحك ييم الب يياني أن ال ت ييدفن أمي يواتهم وينقلي يوا إن دفني يوا في ييه إل ييى غيي يرو ،ألن دف يينهم مس ييتدام فص ييار
كاالستيطان ،إال أن يبعد مسافة إخراجهم منه ويتغيروا إن أخرجوا فيجوز ألجل الضرورة أن يدفنوا فيهي
والحكييم البالييث أن لمدينيية رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم بالحجيياز حرمياً محظييو اًر مييا بييين البتيهييا
يمنا من تنفير صيدو وعضد نجرو كحرم مكةي وأباحه أبو حنيفية وجعيل المدينية كغيرهيا ،وفيميا قيدمناو مين
حديث أبي هريرة دليل على أن حرم المدينة محظور فذن قتل صيدو وعضد نجرو فقد قييل إن جيزاءو سيلب
بيابه ،وقيل تعزيروي
والحكم الرابا أن أرض الحجاز تنقسم الختصاص رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بفتحها قسمين:
أحييدهما صييدقات رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم التييي أخييذها بحقيييه ،فييذن أحييد حقيييه الخمييس ميين الفيييء
والغنا مي والحق الباني أربعة أخماس الفيء الذو أفادو اهلل على رسوله مما لم يوجف عليه المسلمون بخبل
وال ركيياب ،فم يا صييار إليييه بواحييد ميين هييذين الحقييين ،فقييد رضييخ منييه لييبعض أصييحابه وتييرك باقيتييه لنفقتييه
وصييالته ومصييالح المسييلمين ،حتييى مييات عنييه صييلى اهلل عليييه وسييلم فيياختلف النيياس فييي حكمييه بعييد موتييه
فجعله قوم موروباً عنه ومقسوماً على المواريث ملكاًي وجعله آخرون ليمام القا م مقامه في حماية البيضية
وجهيياد العييدوي والييذو عليييه جمهييور الفقهيياء أنهييا صييدقات محرميية الرقيياب مخصوصيية المنييافا مصييروفة فييي
وجوو المصالح العامة ،وما سوى صدقاته أرض عنر ال خيراج عليهيا ألنهيا ميا بيين مغنيوم مليك عليى أهليه
أو متروك لمن أسلم عليه ،وكال األمرين معنور ال خراج عليهي
فأمييا صييدقات النبييي عليييه الصييالة والسييالم فهييي محصييورة ألنييه قييبض عنهييا فتعينييت وهييي بمانييية:
إحييداها وهييي أول أرض ملكهييا رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم وصييية مخيريييق اليهييودو ميين أم يوال بنييي
النضيري حكى الواقدو أن مخيرييق اليهيودو كيان حبي اًر مين علمياء بنيي النضيير آمين برسيول اهلل صيلى اهلل
عليه وسلم يوم أحد كانت له سبعة حوا ط وهي المبيت والصافية والدالل وجسنى وبرقة واألعراف والمسربة
فوصى بها لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم حين أسلم وقال معه بأحد حتى قتل رحمه اهللي
والصييدقة البانييية أرضييه ميين أميوال بنييي النضييير بالمدينيية ،وهييي أول أرض أفاءهييا اهلل علييى رسييوله
فأجالهم عنها وكف عن دما هم وجعل لهم ميا حملتيه اإلجيل مين أميوالهم إال الحلقية وهيي السيال ،فخرجيوا
بمييا اسييتقلت إبلهييم إلييى خيبيير والنييام وخلصييت أرضييهم كلهييا لرسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم إال مييا كييان
ليامين بن عمير وأبي سعد بن وهب فذنهما أسلما قبل الظفر فأحرز لهما إسالمهما جميا أموالهمي بيم قسيم
رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ما سوى األرضين من أموالهم على المهاجرين األولييين دون األنصيار إليى
سهل بن حنيف وأبا دجانة سماك بن خرنة فذنهما ذك ار فق اًر فأعطاهما وحبس األرضين عليى نفسيه فكانيت
من صدقاته يضعها حييث ينياء وينفيق منهيا عليى أزواجيه ،بيم سيلمها عمير إليى العبياس وعليي رضيوان اهلل
عليهما ليقوما بمصروفهاي
والصييدقة البالبيية والرابعيية والخامسيية بالبيية حصييون ميين خيبيير بمانييية حصييون :نييام والقمييوص ونييق
والنطاة والكتيبة والوطيح والساللم وحصن الصعب بين معياذ ،وكيان أول حصين فتحيه رسيول اهلل صيلى اهلل
عليه وسلم منها ناعم وعند قتل محمود بن مسلمة أخو محمد بين مسيلمة والبياني القميوص وهيو حصين بين
أبي الحقيق ،ومن سببه اصفطى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم صفية بنت حييي بين أخطيب وكانيت عنيد
كنانة بن الربيا بن أبي الحقيق فأعتقها رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وتزوجها وجعل عنقها صداقها ،بيم
حصن الصعب بن معاذ وكان أعظم حصون خيبر وأكبرها ماالً وطعامياً وحيوانياً ،بيم نيق والنطياة والكتيبية
فهذو الحصون الستة فتحا عنوة ،بم افتتح الوطيح والسياللم وهيي آخير فتيو خيبير صيلحاً بعيد أن حاصيرهم
بضا عنر ليلة فسألوو أن يسير بهم ويحقن لهم دماءهم ففعل ذلك ،وملك من هذو الحصون البمانية بالبة
حصون الكتيبة والوطيح والساللم :أما الكتيبة فأخذها بخمس الغنيمة ،وأما الوطيح والسياللم فهميا مميا أفياء
اهلل علييه ألنيه فتحهييا صيلحاً فصييارت هيذو الحصييون البالبية بييالفيء والخميس خالصيية لرسيول اهلل صييلى اهلل
عليه وسلم فتصيدق بهيا وكانيت مين صيدقاتهي وقسيم الخمسية الباقيية بيين الغيانمين وفيي جملتهيا وادو خيبير
وواديا السرير ووادو حاضر على بمانية عنر سهماً ،وكانت عدة من قسمت عليه ألفا وأربعما ة وهم أهيل
الحديبييية ميين نييهد ميينهم خيبيير وميين غيياب عنهييا ولييم يغييب عنهييا إال جييابر بيين عبييد اهلل قسييم لييه كسييهم ميين
حضرها ،وكان فيهم ما تا فيارس أعطياهم سيتما ة سيهم وأليف وما تيا سيهم ألليف ميا تي رجيل ،فكانيت سيهام
جميعهم ألفا وبمانما ة سهم ،أعطى لكل ما ة سهماً فلذلك صارت خيبر مقسومة على بمانية عنر سهماًي
والصدقة السادسة النصف من فدك ،فقد كان النبي صلى اهلل عليه وسلم لما فتح خيبر جياءو أهيل
فدك فصالحوو بسفارة محيصية بين مسيعود عليى أن ليه نصيف أرضيهم ونخلهيم يعياملهم علييه ولهيم النصيف
اجخير ،فصييار النصييف منهييا ميين صييدقاته معامليية مييا أهلهييا بالنصييف ميين بمرتهييا والنصييف اجخيير خالصياً
لهم إلى أن أجالهم عمر بن الخطاب رضيي اهلل عنيه فييمن أجيالو مين أهيل الذمية عين الحجياز ،فقيوم فيدك
ودفيا إليييهم نصييف القيميية فبلييغ ذلييك سيتين ألييف درهييم ،وكييان الييذو قومهييا ماليك بيين التيهييان وسييهل بيين أبييي
حبميية وزيييد بيين بابييت فصييار نصييفها ميين صييدقات رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم ونصييفها اجخيير لكافيية
المسلمين ،ومصرف النصفين اجن سواءي
والصدقة السابعة البلث مين أرض وادو القيرى ألن بلبهيا كيان لبنيي عيذرة وبلبيهيا لليهيود فصيالحهم
رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم على نصفه ،فصارت أبالباً بلبها لرسول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم هيو مين
صدقاته ،وبلبها لليهود ،وبلبها لبني عذرة إلى أن أجالهم عمر رضي اهلل عنه عنها وقوم حقهم فيها فبلغت
قيمته تسعين ألف دينار فدفعها إليهم وقال لبني عيذرة إن ني تم أدييتم نصيف ميا أعطييت ونعطييكم النصيف
فأعطوو وهو خمسة وأربعيون أليف دينيار فصيار نصيف اليوادو لبنيي عيذرة ،والنصيف اجخير البليث منيه فيي
صدقات رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم والسدس منه لكافة المسلمين ،ومصرف جميا النصف سواءي
والصدقة البامنة موضا سوق بالمدينية يقيال ليه مهير وليذا اسيتقطعها ميروان مين عبميان رضيي اهلل
عنه فنقم الناس بها عليه ،فاحتمل أن يكون إقطا تضمين ال تمليك ليكون له في الجواز وجه ،فهذو بمان
صدقات حكاها أهل السير ونقلها وجوو رواة المغازو ،واهلل أعلم بصحة ما ذكرناي
فأما ميا سيوى هيذو الصيدقات البمانيية مين أمواليه ،فقيد حكيى الواقيدو أن رسيول اهلل صيلى اهلل علييه
وسلم ورث من أبيه عبد اهلل أم أيمن الحبنيية واسيمها بركية ،وخمسية أجميال وقطعية مين غينم ،وقييل وميوالو
نقران وابنه صالحاً وقيد نيهد بيد اًر ،وورث مين أميه آمنية بنيت وهيب الزهريية دارهيا التيي وليد فيهيا فيي نيعب
بني علي ،وورث من زوجته خديجة بنت خويلد رضي اهلل عنها دارها بمكة بين الصفا والمروة خلف سيوق
العطييارين وأم يواالً ،وكييان حكيييم بيين ح يزام انييترى لخديجيية زيييد بيين حاربيية ميين سييوق عكيياظ بأربعما يية درهييم
فاستوهبته منها رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم فأعتقيه وزوجيه أم أيمين فوليدت أم أيمين أسيامة بعيد النبيوة،
فأما الداران فيذن عقييل بين أبيي طاليب باعهميا بعيد هجيرة رسيول اهلل صيلى اهلل علييه سيلم فلميا قيدم مكية فيي
حجة الودا قيل له في أو داريك تنزل؟ فقال هيل تيرك لنيا عقييل مين ربيا فليم يرجيا فيميا باعيه عقييل ألنيه
تغلب عليه ومكة دار حرب يوم ذ فأجرى عليه حكم المستهلك فخرجت هاتان الداران من صدقاتهي
وأمييا دور أزواج النبييي عليييه الصييالة والسييالم فقييد كييان أعطييى كييل واحييدة ميينهن الييدار التييي تسييكنها
ووصييى بييذلك لهيين ،فييذن كييان ذلييك منييه عطييية تمليييك فهييي خارجيية ميين صييدقاته ،ذوان كييان عطييية سييكنى
ذوارفاق فهي من جملة صدقاته ،وقد دخلت اليوم في المسجد وال أحسب منها ما هو خارج عنهاي
وأما رحل رسول اهلل صلى اهلل علييه وسيلم وآلتيه ،فقيد روى هنيام الكلبيي عين عوانية ابين الحكيم أن
أبا بكر الصديق رضي اهلل عنه دفيا إليى عليي رضيي اهلل عنيه آلية رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم ودابتيه
وحذاءو وقال ما سوى ذلك صدقةي وروى األسود عن عا نة رضي اهلل عنها قالت" :توفي رسول اهلل صلى
اهلل عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودو ببالبين صاعاً من نعير" فذن كانت درعه المعروفة بالبتراءي فقد
حكييى أنهييا كانييت عنييد الحسييين بيين علييي رضيوان اهلل عليهمييا يييوم قتييل فأخييذها عبيييد اهلل بيين زييياد ،فلمييا قتييل
المختار عبيد اهلل بن زياد صارت الدر إلى عباد بن الحصين الحنظلي ،بم إن خالد بين عبيد اهلل بين خاليد
بيين أسيييد وكييان أمييير البصيرة سييأل عبيياداً عنهييا فجحييدو إياهييا فضيربة ما يية سييوط فكتييب إليييه عبييد الملييك بيين
مروان مبل عباد ال يضرب إنما كان ينبغي أن يقتل أو يعفى عنه بم ال يعرف للدر خبر بعد ذلكي
أما البردة فقد اختليف النياس فيهيا ،فحكيى أبيان بين بعليب أن رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم كيان
وهبهييا لكعييب بيين زهييير وانييتراها منييه معاوييية رضييي اهلل عنييه وهييي التييي يلبسييها الخلفيياء ،وحكييى ضييمرة بيين
ربيعيية أن هييذو البييردة أعطاهييا رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم أهييل أيليية أمانييا لهييم فأخييذها ميينهم سييعيد بيين
خاليد بين أبيى أوفييى وكيان عيامالً عليييهم مين قبيل مييروان بين محميد فبعييث بهيا إلييه وكانييت فيي خ از نيه حتييى
أخذت بعد قتله ،وقبل انتراها أبو العباس السفا ببالبما ة ديناري
وأما القضيب فهو من تركة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم التي هيي صيدقة وقيد صيار ميا البيردة
من نعار الخالفةي
أما الخاتم فلبسه بعد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أبو بكر بم عمير بيم عبميان رضيي اهلل عينهم
حتى سقط من يدو في ب ر فلم يجدو ،فهذا نر ما قبض عنه رسول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم مين صيدقته
وتركتهي
وأما ما عدا الحرم والحجاز من سا ر البالد ،فقد ذكرنا انقسامها أربعة أقسام :قسم أسل عليه أهليه
فيكييون أرض عنيير ،وقسييم أحييياو المسييلمون فيكييون بمييا أحيييوو معنييو اًر ،وقسييم أحييرزو الغييانمون عنييوة فيكييون
معني اًري وقسييم صييولح أهلييه عليييه فيكييون في ياً يوضييا عليييه الخيراجي وهييذا القسييم ينقسييم قسييمين :أحييدهما مييا
صييولحوا علييى زوال ملكهييم عنييه فييال يجييوز بيعييه ،ويكييون الخ يراج أج يرة ال تسييقط بذسييالم أهلييه فتؤخييذ ميين
المسييلم وأهييل الذمييةي والبيياني مييا صييولحوا علييى بقيياء ملكهييم عليييه ،فيجييوز بيعييه ويكييون الخيراج جزييية تسييقط
بذسالمهم ويؤخذ من أهل الذمة وال يؤخذ من المسلميني
ذواذ قد انقسمت البالد على هيذو األقسيام فسننير حكيم أرض السيواد فذنهيا أصيل حكيم الفقهياء فيهيا
بمييا يعتبيير بييه نظا رهييا وهييذا الس يواد ينييار بييه إلييى سيواد كسييرى الييذو فتحييه المسييلمون علييى عهييد عميير بيين
الخطيياب رضييي اهلل عنييه ميين أرض الع يراق سييمي س يواداً لس يوادو بييالزر واألنييجار ،ألنييه حييين تيياخم جزي يرة
العييرب التييي ال زر فيهييا وال نييجرة كييانوا إذا أخرجيوا ميين أرضييهم إليييه ظهييرت لهييم خضيرة الييزر واألنييجار
وهم يجمعون بين الخضرة والسواد في األسيامي كميا قيال الفضيل بين العبياس بين عتبية بين أبيى لهيب وكيان
أسود اللون من الرمل:
أخضر الجلدة من نسل العرب *** وأنا األخضر من يعيرفينيي
فس ييموا خضي يرة العي يراق سي يواداً ،وس ييمي ع ارقي ياً الس ييتواء أرض ييه ح ييين خل ييت م يين جب ييال تعل ييو وأودي يية
تنخفض ،والعراق في كالم العرب هو االستواء قال الناعر من السريا:
أو ل يييس ل ييه اس ييتواء ،وح ييد السي يواد طي يوالً م يين حديب يية الموص ييل إل ييى عب ييادان ،وعرض ييه م يين ع ييذيب
القادسية إليى حليوان يكيون طوليه ما ية وسيتين فرسيخاً وعرضيه بميانين فرسيخاً فأميا العيراق فهيو فيي العيرض
مستوعب ألرض السواد عرفاً ويقصر عن طوليه فيي العيرف ألن أوليه مين نيرقي دجلية العليث وفيي غربيهيا
حربي بم يمتد إلى آخر أعمال الصرة من جزيرة عبادان فيكون طوله ما ة وخمسية وعنيرين فرسيخاً يقصير
عيين الس يواد بخمسيية وبالبييين فرسييخاً وعرضييه مييا تبعييه فييي العييرف بمييانون فرسييخاً كالس يواد قييال قداميية بيين
جعفيير يكييون ذلييك مكس ي اًر عن يرة آالف فرسييخ وطييول الفرسييخ ابنييا عنيير ألييف ذ ار بالييذ ار المرسييلة ويكييون
بييذ ار المسيياحة وهييي الييذ ار الهانييمية تسييعة آالف ذ ار فيكييون ذلييك إذا ضييرب فييي مبييل هييو تكسييير فرسييخ
فييي فرسييخ ابنييين وعن يرين ألييف جريييب وخمسييما ة جريييب ،فييذذا ضييرب ذلييك فييي عييدد الف ارسييخ وهييي عن يرة
آالف فرسخ بلغ ما تي ألف ألف وخمسية وعنيرين أليف أليف جرييب ،يسيقط منهيا بيالتخمين مواضيا اليتالل
واجكام والسباخ واججام ومداس الطرق والمحاج ومجارو األنهيار وعيراض الميدن والقيرى ومواضيا األرجياء
والبريدات ،والقناطر والناذر وأنات والبنيادر ومطيار القصيب وأتياتين اججير وغيير ذليك البليث وهيو خمسية
وسبعون ألف ألف جريب ،يصير الباقي من مساحة العراق ما ة ألف ألف وخمسين ألف أليف جرييب يي ار
منها النصف ويكون النصف مزروعاً ما ما في الجمييا مين النخيل والكيرم واألنيجار ،فيذذا أضييف إليى ميا
ذكرو قدامة في مساحة العراق ما زاد عليها من بقية السيواد وهيو خمسية وبالبيون فرسيخاً كانيت الزييادة عليى
تلك المساحة قد ربعها فيصير ذلك مساحة جميا ما يصلح للزر والغرس من أرض السيواد ،وفيي المتعيذر
أن يستوعب زر جميعه ،وقد يتعطل منه بالعوارض والحيوادث ميا ال ينحصير ،وقيد قييل إنيه بلغيت مسياحة
السواد في أيام كسرى قبياذ ما ية أليف أليف وخمسيين أليف أليف جرييب فكيان مبليغ ارتفاعيه ميا تي أليف أليف
وسبعة وسبعين ألف ألف درهم بوزن سبعة ،ألنه كان يأخذ على كل جريب درهمياً وقفيي اًز بمنيه بالبية د ارهيم
وزن المبقال ،وأن مساحة ميا كيان ييزر منيه عليى عهيد عمير رضيي اهلل عنيه مين ابنيين وبالبيين أليف أليف
جريب إلى ستة وبالبين ألف ألف جريبي
ذواذ قييد اسييتقر مييا ذكرنيياو ميين حييدود الس يواد ومسيياحة مزارعييه ،فقييد اختلييف الفقهيياء فييي فتحييه وفييي
حكمهي فذهب أهل العراق إلى أنه فتح عنوة ،لكن لم يقسيمه عمير رضيي اهلل عنيه بيين الغيانمين وأقيرو عليى
سييكانه وضييرب الخ يراج علييى أرضييه ،والظيياهر ميين مييذهب النييافعي رحمييه اهلل فييي الس يواد أنييه فييتح عنييوة
واقتسمه الغانمون ملكاً بم استنزلهم عمر رضي اهلل عنيه فنزليوا إال طا فية اسيتطاب نفوسيهم بميال عاوضيهم
بييه عيين حقييوقهم منييه فلمييا خلييص للمسييلمين ضييرب عميير رضييي اهلل عنييه عليييه خ ارج ياًي واختلييف أصييحاب
النافعي في حكمه ،لمذهب أبو سعيد األصطخرو في كبير منهم إليى أن عمير رضيي اهلل عنيه وقفيه عليى
كافة المسلمين وأقرو في أيدو أربابه بخيراج ضيربه عيل رقياب األرضيين يكيون أجيرة لهيا تيؤدى فيي كيل عيام
ذوان لييم تقييدر مييدتها لعمييوم المصييلحة فيهييا ،وصييارت بوقفييه لهييا فييي حكييم مييا أفيياء هلل علييى رسييوله ميين خيبيير
والعيوالي وأميوال بنييي النضييير ،ويكييون المييأخوذ ميين خراجهيا مصييروفاً فييي المصييالح وال يكييون في ياً مخموسياً
ألنيه وقيف عليى عامية المسيلمين فصيار مصيرفه فيي عميوم ألنه قد خمسي وال يكون مقصيو اًر عليى الجيي
وتحصين البغور وبناء الجواما والقناطر وكيراء األنهيار وأرزاق مين تعيم مصالحهم التي منها أرزاق الجي
بهييم المصييلحة ميين القضيياة والنييهود والفقهيياء والق يراء واأل ميية والمييؤذنين ،فهييذا يمنييا ميين بيييا رقابهييا وتكييون
المعارضيية عليهييا باالنتفييا واالنتقييال أليييد وج يواز التصييرف ال لببييوت الملييك إال علييى مييا أحييدث فيهييا ميين
غرس وبناء ،وقيل أن عمر رضيي اهلل عنيه وقيف السيواد بيرأو عليي بين أبيي طاليب ومعياذ بين جبيل رضيي
اهلل عنهمييا ،وقييال أبييو العبيياس بيين س يريج فييي نفيير ميين أصييحاب النييافعي :إن عميير رضييي اهلل عنييه حييين
استنزل الغانمين عن السواد باعيه عليى األكيرة واليدهاقين بالميال اليذو وضيعه عليهيا خ ارجياً يؤدونيه فيي كيل
عييام فكييان الخ يراج بمن ياً ،وجيياز مبلييه فييي عمييوم المصييالح كمييا قبييل بج يواز مبلييه فييي اإلجييارة وأن بيييا أرض
السواد يجوز ويكون البيا موجباً للتمليكي
وأمييا قييدر الخ يراج المضييروب عليهييا ،فقييد حكييى عمييرو بيين ميمييون أن عميير رضييي اهلل عنييه حييين
استخلص السواد بعث حذيفة على ما وراء دجلة وبعث عبمان بن حنيف على ميا دون دجلية ،قيال النيعبي
فمسح عبمان بن حنيف السواد فوجدو ستة وبالبين ألف ألف جريب فوضا عليى كيل جرييب درهمياً وقفيي اًز،
قال القاسم :بلغني أن القفيز مكيال لهم يدعى النيبرقان ،قيال يحييى بين آدم هيو المحتيوم الحجياجيي وروى
قتادة عن أبي مخلد أن عبمان بن حنيف جعل على كل جريب م الكرم عنيرة د ارهيم وعليى كيل جرييب مين
النخل بمانية دراهم ،وعليى كيل جرييب مين قصيب السيكر سيتة د ارهيم ،وعليى كيل جرييب مين الرطبية خمسية
د ارهييم ،وعلييى كييل جريييب ميين البيير أربعيية د ارهييم ،وعلييى كييل جريييب ميين النييعير درهمييين فكييان خ يراج البيير
والنعير فيي هيذو الروايية مخالفياً لخراجهميا فيي الروايية األخيرى ،وهيذا الخيتالف النيواحي بحسيب ميا تحتميل
وكانت ذ ار حذيفة وعبمان بن حنيف ذ ار اليد وقبضية ذوابهامياً مميدوداً ،وكيان السيواد فيي أول أييام الفيرس
جارياً على المقاسمة إلى أن مسحه ووضا الخراج عليه قباذ بن فيروز فارتفا له بالمسياحة ما ية وخمسيون
ألف ألف درهم بوزن المبقالي
وكييان السييبب فييي مسيياحته ذوان كييان م قبييل جاري ياً علييى المقاسييمة مييا حكييي أنييه خييرج يوم ياً يتصيييد
فأفضييى إلييى نييجر ملتييف فييدخل فيييه للصيييد فصييعد إلييى رابييية ينييرف منهييا علييى النييجر ليييرى مييا فيييه ميين
الصييد ،فيرأى اميرأة تحفير فيي بسيتان فييه نخيل ورميان مبمير ومعهيا صيبي يرييد أن يتنياول نيي اً مين الرمييان
وهي تمنعه ،فعجب منها وأنفذ إليها رسوالً يسألها عين سيبب منيا وليدها مين الرميان؟ فقاليت :إن للمليك حقياً
لم يأت القاسم لقبضه ونخياف أن ينيال منيه نيي اً إال بعيد أخيذ حقيه ،فيرق المليك لقولهيا وأدركتيه أرفية برعيتيه
فتقدم إلى وز ار ه بالمساحة التي يقارب قسطها ما يحصل بالمقاسمة لتمتد ييد كيل إنسيان إليى ميا يملكيه فيي
وقييت حاجتييه إليييه فكييان الفييرس علييى هييذا فييي بقييية أيييامهم وجيياء اإلسييالم فييأقرو عميير بيين الخطيياب علييى
المساحة والخراج فبلغ ارتفاعه في أيامه ما ة أليف أليف وعنيرين أليف أليف درهيم ،وجبياو عبييد اهلل بين زيياد
ما ة ألف ألف وخمسة وبالبين ألف ألف درهم بغنمه وظلمه ،وجباو الحجاج ما ة ألف ألف وبمانية عنير
ألف أليف بغنيمه وخ اربيه ،وجبياو عمير بين عبيد العزييز رحميه اهلل ما ية أليف أليف وعنيرين أليف أليف بعدليه
وعمارته وكان ابن هبيرة يجبييه ما ية أليف أليف سيوى طعيام الجنيد وأرزاق المقاتلية ،وكيان يوسيف ابين عمير
يحصل منه في كل سنة من ستين ألف ألف إلى سبعين ألف ألف ،ويحتسب بعطاء نم قبله من أهل النام
سييتة عنيير ألييف ألييف ،وفييي نفقيية البريييد أربعيية آالف درهييم وهييم فييي الط يوارق ألييف ألييف ،ويبقييى فييي بيييوت
األحداث والعوانق عنرة آالف درهم وقال عبد الرحمن بن جعفر بن سليمان ارتفا هيذا اإلقلييم فيي الحقيين
ألف ألف ألف بالث مرات ،فما نقص من مال الرعية زاد في ميال السيلطان ،وميا نقيص مين ميال السيلطان
زاد في مال الرعية ،ولم يزل السواد على المساحة والخراج إلى أن عدل لهم المنصور رحميه اهلل فيي الدولية
العباسييية عيين الخ يراج إلييى المقاسييمة ،ألن السييعر نقييص فلييم تييف الغييالت بخراجهييا وخييرب الس يواد فجعلييه
مقاسييمة وأنييار أبييو عبيييد اهلل علييى المهييدو أن يجعييل أرض الخيراج مقاسييمة بالنصييف إن سييقي سيييحاً وفييي
الييدوالي علييى البلييث وفييي الييدواليب علييى الربييا ال نيييء عليييهم سيواو ،وأن يعمييل فييي النخييل والكييرم والنييجر
مساحة خراج تقدر بحسب قربه من األسواق والفرض ويكون البين مبل المقاسمة فذذا بليغ حاصيل الغلية ميا
بقي بخراجين أخذ عنها خراجاً كامالً ،ذواذا نقص ترك فهذا ما جرى في أرض السوادي
والييذو يوجبييه الحكييم أن خراجهييا هييو المضييروب عليهييا أوالً وتغيي يرو إلييى المقاسييمة إذا كييان لسييبب
حيادث اقتضياو اجتهيياد األ مية فيكييون أمضيى مييا بقياء سيببه ذواال أعيييد إليى حالييه األول عنيد زوال سييببه ،إذ
ليس ليمام أن ينقض اجتهاد مين تقدميه ،فأميا تضيمين العميال ألميوال العنير والخيراج فباطيل ال يتعليق بيه
النر حكم ،ألن العامل مؤتمن يستوفي ما وجب ويؤدو ميا حصيل فهيو كالوكييل اليذو إذا أدى األمانية ليم
يضمن نقصاناً ولم يملك زيادة وضمان األموال بقدر معليوم يقتضيي االقتصيار علييه فيي تميل ميا زاد وغيرم
ما نقص ،وهذا مناف لوضا العمالة وحكم األمانة فبطلي
وحكي أن رجالً أتى العباس رضيي اهلل عنيه يتقبيل منيه األبلية بما ية أليف درهيم فضيربه ما ية سيوط
وصلبه حياً تعزي اًر وأدباًي
وقد خطيب عمير بين الخطياب رضيي اهلل عنيه النياس فجميا فيي خطبتيه بيين صيفتهم وصيفة واليتيه
عليييهم وحكييم المييال الييذو يليييه بمييا هييو الص يواب المسييمو والحييق المتبييو ،فقييال :أيهييا النيياس اقييرءوا لق يرآن
تعرفوا به ،واعملوا بما فيه تكونوا من أهله ،ولين يبليغ ذو حيق أن يطيا فيي معصيية اهلل ،إال ذوانيه لين يبعيد
ميين رزق وليين يقييرب ميين أجييل يقييول المييرء حق ياً ،أال ذوانييي مييا وجييدت صييال م يا والنييي اهلل إال بييبالث أداء
األمانة واألخذ بالقوة والحكم بما أنزل اهلل ،أال وأني ما وجدت صال هذا المال إال ببالث :أن يؤخذ بحيق؛
وأن يعطى في حق ،وأن يمنا في حق ،وأن يمنا من باطل ،أال ذوانيي فيي ميالكم كيولي اليتييم إن اسيتغنيت
استعففت ،ذوان افتقرت أكلت بالمعروف كترمم البهيمة األعرابيةي
عدر الباب الفام
في احياء الموات واستفراج المياه
ميين أحيييا مواتياً ملكييه بييذذن اإلمييام وبغييير إذنييه ،وقييال أبييو حنيفيية :ال يجييوز إحييياؤو إال بييذذن اإلمييام،
اماماااااااه"ي ألحاااااااد اال ماااااااا طابااااااات باااااااه نفااااااا لق ي ي يول النبي ي ييي عليي ي ييه الصي ي ييالة والسي ي ييالم" :لاااااااي
وفي ي ي ييي قي ي ي ييول النبي ي ي ييي عليي ي ي ييه الصي ي ي ييالة والسي ي ي ييالم" :مااااااااام يحياااااااااا يرضااااااااااً مواتااااااااااً فااااااااااي لاااااااااه"ي
دليل على أن ملك الموات معتبر باألحياء دون إذن اإلمامي
والميوات عنيد النيافعي كيل ميا ليم يكين عيام اًر وال حريمياً لعيامر فهيو ميات ذوان كيان متصيالً بعيامري
وقال أبو حنيفة :الموات ميا بعيد مين العيامر ليم يبلغيه المياء ،وقيال أبيو يوسيف :الميوات كيل أرض إذا وقيف
على أدناها من العامر مناد بأعلى صوته لم يسيما أقيرب النياس إليهيا فيي العيامر ،وهيذان القيوالن يخرجيان
عن المعهود في اتصال العمارات ويستوو في إحياء الموات جيرانه واألباعدي وقيال ماليك :جي ارنيه مين أهيل
عامر أحق بذحيا ه من األباعد ،وصفة اإلحياء ،معتبرة بالعرف فيما يراد ليه اإلحيياء ألن رسيول اهلل صيلى
اهلل عليييه وسييلم أطلييق ذك يرو إحاليية علييى العييرف المعهييود فيييه ،فييذن أراد إحييياء الم يوات للسييكنى كييان إحييياؤو
بالبناء والتسقيف ألنه أول كمال العمارة التي يمكن سكناهاي
ذوان أراد إحياءهييا للييزر والغييرس اعتبيير فيييه بالبيية نييروط :أح يدها جمييا الت يراب المحيييط بهييا حتييى
يصير حاج اًز بينها وبين غيرهاي والباني سوق الماء إليها إن كانت يبساً وحبسه عنها إن كانيت بطيا ح ألن
إحياء لليبس بسوق الماء إليه ،ذواحياء البطا ح بحبس الماء عنهيا حتيى يمكين زرعهيا وغرسيها فيي الحياليني
والبالث حربها :والحرث يجما إبارة المعتدل وكسح المسيتعلى وطيم المينخفض ،فيذذا اسيتكملت هيذو النيروط
البالبة كمل اإلحياء وملك المحيي ،وغلط بعض أصحاب النافعي فقال :ال يملكه حتى يزرعيه أو يغرسيه،
وهييذا فاسييد ألنييه بمنزليية السييكنى التييي ال تعتبيير فييي تملييك المسييكون ،فييذن زار عليهييا بعييد اإلحييياء ميين قييام
بحربها وزراعتهيا كيان المحييي مالكياً ليمرض والمبيير مالكياً للعميارة ،فيذن أراد ماليك األرض بيعهيا جياز ذوان
أراد مالك العمارة بيعها فقد اختلف في جوازو فقال أبو حنيفة إن كان له إبارة جاز له بيعها ،ذوان لم يكن له
إبييارة لييم يجييزي وقييال مالييك :يجييوز لييه بيييا العمييارة علييى األح يوال كلهييا ويجعييل األكييار ن يريكاً فييي األرض
بعمارتييهي وقييال النييافعي :ال يجييوز لييه بيييا العمييارة بحييال إال أن يكييون لييه فيهييا أعيييان قا ميية كنييجر أو زر
فيجوز له بيا األعيان دون اإلبارة ،ذواذا تحجر على موات كان أحق بذحيا ه من غيرو ،فذن تغلب عليه من
أحياو كان المحيي أحق به من المتحجر ،فذن أراد المتحجر على األرض بيعهيا قبيل إحيا هيا ليم يجيز عليى
الظاهر من مذهب النافعي ،وجوزو كبيير مين أصيحابه ،ألنيه لميا صيار بيالتحجير عليهيا أحيق بهيا جياز ليه
بيعهييا كيياألمالك ،فعلييى هييذا لييو باعهييا فتغلييب عليهييا فييي يييد المنييترو ميين أحياهييا فقييد زعييم ابيين هري يرة ميين
أصحاب النافعي أن بمنها ال يسقط عن المنترو لتلف ذليك فيي ييدو بعيد قبضيهي وقيال غييرو مين أصيحابه
القا لين بجواز بيعه إن البمن يسقط عنه ألن قبضه لم يستقر ،فأميا إذا تحجير وسياق المياء وليم يحيرث فقيد
ملك الماء وما جرى فيه من الموات وحريمه ولم يملك ما سواو ذوان كان به أحق وجاز له بيا ما جرى فييه
الماء ،وفي جواز بيا ما سواو من المحجور ما قدمناو من الوجهيني
ومييا أحيييي ميين الميوات معنييور ال يجييوز أن يضييرب عليييه خيراج سيواء سييقي بميياء العنيير أو بميياء
الخراجي وقال أبو حنيفة وأبو يوسف :إن ساق إلى ما أحياو ماء العنر كانت أرض عنير ،ذوان سياق إليهيا
م يياء الخي يراج كان ييت أرض خي يراج ،وق ييال محم ييد ب يين الحس يين إن كان ييت األرض المحي يياة عل ييى أنه ييار حفرته ييا
األعياجم فهيي أرض خيراج ،ذوان كانيت عليى أنهيار أج ارهييا اهلل عيز وجيل كدجلية والفيرات فهيي أرض عنيير،
وقييد أجمييا العراقيييون وغيييرهم علييى أن مييا أحيييي ميين م يوات البص يرة وسييباخها أرض عنييري أمييا علييى قييول
محمد بن الحسن فمن دجلة البصرة مما أجراو اهلل تعالى من األنهار وميا عليهيا مين األنهيار المحدبية فهيي
محيياة احتفرهيا المسييلمون فيي الميوات وأمييا عليى قيول أبييي حنيفية فقيد اختلييف أصيحابه فيي تعليييل ذليك علييى
قولين :فجعل بعضهم العلة فيه أن ماء الخراج يغيض في دجلة والفرات ،وهيذا التعلييل فاسيد ألن الميد يفييد
الماء العذب من البحر وال يمتزج بما ه وال تنر ذوان كان المد نربها إال ماء دجلية والفيرات ،وقيال أصيحابه
منهم طلحة بن آدم بل العلة فيه أن ماء دجلية البصيرة فيال يكيون مين مياء الخيراج ،ألن البطيا ح ليسيت مين
أنهار الخراج ،وهذا تعليل فاسد أيضاً ألن البطا ح بالعراق انبطحت قبل اإلسيالم فتغيير حكيم األرض حتيى
صارت مواتاً وليم يعتبير حكيم المياءي وسيببه ميا حكياو صياحب السيير أن مياء دجلية كيان ماضيياً فيي الدجلية
المعروفة باللغور الذو ينتهي إلى دجلة البصرة من الميدا ن فيي منافيذ مسيتقيمة المسيالك محفوظية الجوانيب
وكان موضا البطا ح اجن أرض مزار وقرى ذات منازل فلما كيان المليك قبياذ بين فييروز انفيتح فيي أسيافل
كسكر ببق عظيم أغفل أمرو حتى غلب مياؤو وغيرق مين العميارات ميا عيالو فلميا وليى أبيو نيروان ابنيه أمير
بيذلك الميياء فتييزحم بالمسيينيات حتييى عيياد بعييض تلييك األرض إليى عمارتهييا وكانييت علييى ذلييك سيينة سييت ميين
الهجرة وهي السنة التي بعث فيها رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم عبيد اهلل بين حذافية السيهمي إليى كسيرى
رس يوالً وهييو كسييرى أبرويييز ف يزادت دجليية والف يرات زيييادة عظيميية لييم ييير مبلهييا فانببقييت ببواق ياً عظام ياً اجتهييد
أبرويز فيي سيكرها حتيى صيلب فيي ييوم واحيد سيبعين سيكارى وبسيط األميوال عليى اإلقطيا فليم يقيدر للمياء
على حيلة بم ورد المسلمون العراق وتناغلت الفرس بالحروب فكانت الببوق تنفجر فال يلتفت إليها ويعجز
الييدهاقين عيين سييدها فاتسييعت البطيحيية وعظمييت ،فلمييا ولييي معاوييية رضييي اهلل عنييه ولييي ميوالو عبييد اهلل بيين
دراج خراج العراق فاسيتخرج ليه مين أرض البطيا ح ميا بلغيت غلتيه خمسية آالف أليف درهيم ،واسيتخرج بعيدو
حسان النبطي للوليد بن عبد الملك بم لهنام مين بعيدو كبيي اًر مين أرض البطيا ح ،بيم جيرى للنياس عليى هيذا
إلى وقتنا حتى صارت جوامدها وأكبر ،وكان هذا التعليل من أصحاب أبي حنيفة ما مانرحناو من أحيوال
البطييا ح عييذ ار دعيياهم إليييه مييا نيياهدوا الصييحابة عليييه ميين إجميياعهم علييى أن مييا أحيييي ميين م يوات البص يرة
أرض عنر وما ذلك لعلة غير اإلحياءي
وأما حريم ما أحياو من الموات لسيكنى أو زر فهيو عنيد النيافعي معتبير بميا ال تسيتغني عنيه تليك
األرض من طريقها وفا ها ومجارو ما ها ومغيضيهاي وقيال أبيو حنيفية :حيريم أرض ميا بعيد منهيا وليم يبلغيه
ماؤهاي وقال أبو يوسف :حريمها ما انتهى إليه صوت المنيادو مين حيدودها ،وليو كيان لهيذين القيولين وجيه
لمييا اتصييلت عمارتييان وال تالصييقت داران وقييد مصييرت الصييحابة رضييي اهلل عيينهم البصيرة علييى عهييد عميير
رضييي اهلل عنييه وجعلوهييا خطط ياً لقبا ييل أهلهييا فجعل يوا عييرض نييارعها األعظييم وهييو مربييدها سييتين ذ ارع ياً،
وجعلوا عرض ما سواو من النوار عنرين ذ ارعياً ،وجعليوا عيرض كيل زقياق سيبعة أذر ،وجعليوا وسيط كيل
خطيية رحبيية فسيييحة لميرابط خيييلهم وقبييور موتيياهم وتالصييقوا فييي المنييازل ولييم يفعليوا ذلييك إال عيين رأو اتفقيوا
عليه ونص ال يجوز خالفهي وقيد روى بنيير بين كعيب عين أبيي هرييرة أن رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم
قال" :ا ا تدا ير القوم في طريق فليج ل سب ة ي رع"ي
وأما المياو المستخرجة فتنقسم بالبة أقسام مياو األنهار ومياو آبار ميياو عييون فأميا األنهيار فتنقسيم
بالبة أقسام:
أح ييدها م ييا أجي يراو اهلل تع ييالى م يين كب ييار األنه ييار الت ييي يحتقره ييا اجدمي ييون كدجل يية والفييرات ويس ييميان
الرافدين فماؤهما يتسا للزر وللناربة ،وليس يتصور فيه قصور عن كفاية وال ضرورة تدعو فيه إلى تناز
أو مناحنة ،فيجوز لمن ناء من الناس أن يأخذ منها لضيعته نرباً ويجعيل مين ضييعته إليهيا مغيضياً ،وال
يمنا من أخذ نرب وال يعارض في إحداث مغيضي
والقسم الباني ما أجراو اهلل تعيالى مين صيغار األنهيار ،وهيو عليى ضيربين :أحيدهما أن يعليو ماؤهيا
ذوان لييم يحييبس ويكفييي جميييا أهلييه ميين غييير تقصييير ،فيجييوز لكييل ذو أرض ميين أهلييه أن يأخييذ منييه نييرب
أرضه فيي وقيت حاجتيه وال يعيارض بعضيهم بعضياً ،فيذن أراد قيوم أن يسيتخرجوا منيه نهي اًر يسياق إليى أرض
أخرى أو يجعلوا إليه مغيض نهر آخر نظر ،فذن كان ذلك مض اًر بأهل هذا النهير منيا منيه ،ذوان ليم يضير
بهم لم يمناي والضرب الباني أن يسيتقل مياء هيذا النهير وال يعليو للنيرب إال بحبسيه فليمول مين أهيل النهير
أن يبتدإ بحبسه ليسقى أرضه حتى تكتفي منه وترتوو بم يحبسه من يليه حتى يكون آخرهم أرضاً آخيرهم
حبسياًي روى عبييادة بين الصييامت" :يم النبااي صاالى اهلل عليااه وساالم وضااى فااي داارب النفاال ماام
السيل يم لبعلى يم يدرب وبل األسفل ثم يرسال المااء الاى األسافل الا ي يلياه كا لة حتاى
ينقضى األرضوم"ي
وأما قدر ما يحبسه في الماء في أرضه ،فقد روى محمد بن إسيحاق عين أبيي ماليك بين بعلبية عين
الماااء فااي أبيييه" :يم رسااول اهلل صاالى اهلل عليااه وساالم وضااى فااي وادي مااازور يم يحااب
األرض الى الك بيم ،فإ ا بلل الى الك بيم يرسل الى األفرى"ي
وقييال مالييك :وقضييى فييي سيييل بطحييان بمبييل ذلييك فقييدرو بييالكعبين ،وليييس هييذا القضيياء منييه علييى
العموم في األزمان والبلدان ،ألنه مقدر بالحاجةي
وقييد يختلييف ميين خمسيية أوجييه :أحييدها بيياختالف األرضييين ،فمنهييا مييا يرتييوو باليسييير ومنهييا ميياال
يؤتيوو إال بيالكبير :والبيياني بيذختالف مييا فيهيا ،فييذن لليزر ميين النيرب قييد اًر وللنخيل واألنييجار قيد اًري والبالييث
باختالف الصيف والنتاء ،فيذن لكيل واحيد مين الزميانين قيد اًر ،وال اربيا باختالفهيا فيي وقيت اليزر وقبليه ،فيذن
لكل واحد من الوقتين قد اًري والخامس باختالف حيال المياء فيي بقا يه وانقطاعيه ،فيذن المنقطيا يؤخيذ منيه ميا
يدخر والدا م يؤخذ منه ما يستعمل ،فالختالفه من هذو األوجه الخمسة لم يكن تحديدو بما قضاو رسول اهلل
صلى اهلل عليه وسلم في أحدها وكيان معتبي اًر بيالعرف المعهيود عنيد الحاجية إلييهي فليو سيقى رجيل أرضيه أو
فجرها فسال من ما ها إلى أرض جارو فغرقها لم يضمن ألنه تصرف في ملكه بمبا ،فذن اجتما فيي ذليك
الماء سمك كان الباني أحق بصيدو من األول ألنه في ملكهي
والقسييم البالييث ميين األنهييار مييا احتفيرو اجدميييون لمييا أحيييوو ميين األرضييين فيكييون النهير بييينهم مالكياً
منيتركاً كالزقيياق المرفيو بييين أهليه ال يخييتص أحيدهم بملكييه ،فييذن كيان هييذا النهير بالبصيرة يدخليه ميياء المييد
فهو يعم جميا أهله ال يتناحون فيه التسا ما ه وال يحتاجون إلى حبسه لعلوو بالمد إلى الحد الذو ترتوو
منه جميا األرضين بم يقبض بعيد االرتيواء فيي الجيزر ،ذوان كيان بغيير البصيرة مين اليبالد التيي ال ميد فيهيا
وال جييزر فييالنهر مملييوك لميين احتفيرو ميين أربيياب األرضييين ال حييق فيييه لغييرو فييي نييرب منييه وال مغيييض ،وال
يجوز لواحد من أهله أن ينفيرد بنصيب عبيارة علييه وال برفيا ما يه وال إدارة رحيى فييه إال عين مرضياة جمييا
أهلييه النييتراكهم فيمييا هييو ممنيو ميين التفييرد بييه كمييا ال يجييوز فييي الزقيياق المرفييو أن يفييتح إليييه بابياً ،وال أن
يخرج عليه جناحاً وال يمد عليه ساباطاً إال بمرضاة جميعهمي
بم ال يخلو حال نربهم منه من بالبة أقسام :أحدها أن يتناوبوا عليه باأليام إن قلوا وبالساعات إن
كبييروا ،ويقترعيوا إن تنييازعوا فييي الترتيييب حتييى يسييتقر لهييم ترتيييب األول وميين يليييه ويخييتص كييل واحييد ميينهم
بنوبتي ي ي ي ي ي ي ي ييه ال يني ي ي ي ي ي ي ي يياركه غي ي ي ي ي ي ي ي ي يرو فيهي ي ي ي ي ي ي ي ييا ،بي ي ي ي ي ي ي ي ييم هي ي ي ي ي ي ي ي ييو مي ي ي ي ي ي ي ي يين بعي ي ي ي ي ي ي ي ييدها علي ي ي ي ي ي ي ي ييى مي ي ي ي ي ي ي ي ييا ترتب ي ي ي ي ي ي ي ي يواي
والقسم الباني أن يقتسموا فم النهر عرضاً بخنبة تأخيذ جيانبي النهير ويقسيم فيهيا حفيور مقيدرة بحقيوقهم مين
الميياء يييدخل فييي كييل حف يرة منهييا قييدر مييا اسييتحقه صيياحبها ميين خمييس أو عنيير ويأخييذو إلييى أرضييه علييى
األدواري
والقسييم البالييث أن يحفيير كييل واحييد ميينهم فييي وجييه أرضييه نيرباً مقييد اًر لهييم باتفيياقهم أو علييى مسيياحة
أمالكهم ليأخذ من ماء النهر قد حقه ويساوو فيه جميا نركا ه ،وليس ليه أن يزييد فييه وال لهيم أن ينقصيوو
وال لواحد منهم أن يؤخر نرباً مقدماً ،كما ليس لواحيد مين أهيل الزقياق المرفيو أن ييؤخر بابياً مقيدماًي ولييس
لييه أن يقييدم ن يرباً مييؤخ اًر ذوان جيياز أن يقييدم باب ياً مييؤخ اًر ،ألن فييي تقييديم البيياب المييؤخر اقتصييا اًر علييى بعييض
الحييق وفييي تقييديم النييرب المييؤخر زيييادة علييى الحييق ،فأمييا ح يريم هييذا النهيير المحفييور فييي الم يوات فهييو عنييد
النييافعي معتبيير بعييرف النيياس فييي مبلييه ،وكييذلك حكييم القنيياة ألن القنيياة نهيير بيياطن وقييال أبييو حنيفيية :ح يريم
النهيير ملقييى طينييهي قييال أبييو يوسييف :وحيريم القنيياة مييا لييم يسييح علييى وجييه األرض وكييان جامعياً للميياء ولهييذا
القول وجه مستحسني
وأمييا اجبييار فلحافرهييا بالبيية أح يوال :أحييدها أن يحفرهييا لسييابلة فيكييون ماؤهييا منييتركاً وحافرهييا فيييه
كأحييدهمي قييد وقييف عبمييان رضييي اهلل عنييه ب يير روميية فكييان يضييرب بييدلوو مييا النيياس وينييترك فييي ما هييا إذا
اتسا نرب الحيوان وسقى الزر ،فذن ضاق ماؤها عنهميا كيان نيرب الحييوان أوليى بيه مين اليزر وينيترك
فيها اجدميون والبها م ،فذن ضياق عنهما كان اجدميون بما ها أحق من البها مي
والحاليية البانييية أن يحتفره ييا الرتفاقييه بما هييا كالبادي يية إذا انتجع يوا أرض ياً وحف ييروا فيهييا ب ي اًر لني يربهم
ونرب موانيهم كانوا أحق بما ها ما أقاموا عليها في نجعتهم وعليهم بيذل الفضيل مين ما هيا للنياربين دون
غيرهم فذذا ارتحلوا عنهيا صيارت الب ير سيابلة فتكيون خاصية االبتيداء وعامية االنتهياء ،فيذن عيادوا إليهيا بعيد
االرتحال عنها كانوا هم وغيرهم سواء فيها ويكون السابق إليها أحق بهاي
والحالة البالبة أن يحتفرها لنفسه ملكاً فما لم يبلغ بالحفر إلى استنباط ما ها لم يستقر ملكه عليهيا،
ذواذا اسييتنبط ماءهييا اسييتقر ملك ياً بكمييال اإلحييياء إال أن يحتيياج إلييى طييي فيكييون طيهييا ميين كمييال اإلحييياء
واستقرار الملك بم يصير مالكاً لها ولحريمهاي
واختلييف الفقهيياء فييي قييدر حريمهييا ،فييذهب النييافعي رحمييه اهلل إلييى أنييه معتبيير بييالعرف المعهييود فييي
مبلهيياي وقييال أبييو حنيفيية :حيريم الب يير للناضييح خمسييون ذارعياً وقييال أبييو يوسييف حريمهييا سييتون ذ ارعياً إال أن
يكييون رنيياؤها أبعييد فيكييون لهييا منتهييى رنييا هاي قييال أبييو يوسييف وح يريم ب يير العطيين أربعييون ذ ارع ياً ،وهييذو
المقييادير ال تببييت إال بيينص ،فييذن جاءهييا نييص كييان متبع ياً ذواال فهييو معلييول وللتقييدير بمنتهييى الرنيياء وجييه
يصييح اعتبييارو ويكييون داخ يالً فييي العييرف المعتب ير ،فييذذا اسييتقر ملكييه علييى الب يير وحريمهييا فهييو أحييق بما هييا
واختلف أصحاب النيافعي هيل يصيير مالكياً ليه قبيل اسيتقا ه وحيازتيه ،فيذهب بعضيهم إليى أنيه يجيرو عليى
ملكه في ق اررو قبل حيازته؛ كما إذا ملك معدناً ملك ما فيه قبل أخذو ،يجوز بيعه قبل اسيتفا ه ،ومين اسيتقاو
بغير إذنه استرجا منهي وقال آخرون ال يملكه إال بعد الحييازة صيلة موضيوعة عليى اإلباحية ،وليه أن يمنيا
ميين التصييرف فيهييا باسييتفا ه فييذن غلبييه ميين اسييتقاء لييم يسييترجا منييه نييي اً ،فييذذا اسييتقر حكييم هييذو الب يير فييي
اختصاصييه بملكهييا واسييتحقاقه لما هييا فلييه سييقي موانيييه وزرعييه ونخيليية أنييجارو ،فييذن لييم يفضييل عيين كفايتييه
فضل لم يلزمه بذل نيء منه إال لمضطر على نفسي
وروى الحسيين رحمييه اهلل أن رج يالً أتييى أهييل ميياء فاستسييقاهم فلييم يسييقوو حتييى مييات فييأغرمهم عميير
رضييي اهلل عنييه الدييية ،ذوان فضييل منييه بعييد كفايتييه فضييل لزمييه علييى مييذهب النييافعي أن يبييذل فضييل ما ييه
للنيياربه ميين أربيياب الموانييي والحي يوان دون ال يزر واألنييجار وقييال ميين أصييحابه أبييو عبيييدة بيين جربونيية ال
يلزمه بيذل الفضيل منيه لحييوان وال زر ي وقيال آخيرون مينهم يلزميه بذليه للحييوان دون اليزر وميا ذهيب إلييه
النافعي من وجوب بذله للحيوان دون الزر هو المنرو ي روى أبو الزناد عن األعرج عن أبي هريرة قال:
قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم" :مم منع فضل الماء ليمناع باه فضال الكاب من اه اهلل فضال
رحمته يوم القيامة"ي
وبذل هذا الفضل معتبر بأربعة نروط :أحدها أن يكون في قرار الب ر ،فذن استقاو ليم يلزميه بذليه،
والبياني أن يكييون متصيالً بكييم يرعيى ،فييذن ليم يقييرب مين الكييم ليم يلزمييه بذليه ،والبالييث أن ال تجيد الموانييي
غيرو ،فذن وجدت مباحاً غيرو لم يلزمه بذله وعدلت المواني إلى الماء المبا ،فيذن كيان غييرو مين الموجيود
مملوكاً لزم كل واحد من مالكي الماءين أن يبذل فضل ما ه لمن ورد إليه ،فذذا اكتفت المواني بفضل أحد
الماءين سقط الفرض عن اجخري الرابا أن ال يكون عليه في ورد المواني إلى ما ه ضرر يلحقيه فيي زر
وال مانية فيذن لحقيه بورودهيا ضيرر منعيت وجياز للرعياة اسيتقاء فضيل المياء لهيا ،فيذذا كمليت هيذو النيروط
األربعة لزمه بذل الفضل وحرم عليه أن يأخذ له بمناً ،ويجوز ما اإلخالل بهيذو النيروط أن يأخيذ بمنيه إذا
باعه مقد اًر بكيل أو وزن ،وال يجوز أن يبيعه جزافاً وال مقدا اًر برو مانية أو زر ،ذواذا احتفر ب ر أو ملكهيا
وحريمها بم احتفر آخر بعد حريمها ب اًر فنضب ماء األول وغار فيها أقر عليها ولم يمنا منهيا ،وكيذلك ليو
حفرهييا لطهييور فتغييير بهييا ميياء األول أقييربي وقييال مالييك إذا نضييب ميياء األول إليهييا أو تغييير بهييا منييا منهييا
وطمتي
وأما العيون فتنقسم بالبة أقسام :أحدها أن يكون مما أنبا اهلل تعالى ماءها ولم يسيتنبطه اجدمييون
فحكمهييا حكييم مييا أج يراو اهلل تعييالى ميين األنهييار ،ولميين أحيييا أرض ياً بما هييا أن يأخييذ منييه قييدر كفايتييه ،فييذن
تنيياحوا فيييه لضيييفه روعييي مييا أحييي بما هييا ميين الم يوات ،فييذن تقييدم فيييه بعضييهم علييى بعييض كييان ألسييبقهم
إحياء أن يستوفي من منها نرب أرضه بم لمن يليه ،فذن قصر النرب عن بعضهم كان نقصانه فيي حيق
األخير ،ذوان انتركوا في اإلحياء على سواء ولم يسبق به بعضهم بعضاً تحاضوا فيه إما بقسمة الماء ذواما
بالمهايأة عليهي
والقسييم البيياني أن يسيتنبطها اجدميييون فتكييون ملكياً لميين اسييتنبطها ويملييك معهييا حريمهييا وهييو علييى
مييذهب النييافعي معتبيير بييالعرف المعهييود فييي مبلهييا ومقييدر بالحاجيية الداعييية إليهيياي وقييال أبييو حنيفيية ح يريم
العييين خمسييما ة ذ ار ولمسييتنبط هييذو العييين سييوق ما هييا إلييى حيييث نيياء وكييان مييا جييرى فيييه ماؤهييا ملكياً لييه
وحريمهي
والقسييم البالييث أن يسييتنبطها الرجييل فييي ملكييه فيكييون أحييق بما هييا لنييرب أرضييه ،فييذن كييان قييدر
كفايتهييا فييال حييق عليييه فيييه غييال لنييارب مضييطري ذوان فضييل عيين كفايتييه أراد أن يحيييي بفضييله أرضياً مواتياً
فهو أحق به لنرب ما أحيياو ذوان ليم ييردو لميوات أحيياو لزميه بذليه ألربياب الموانيي دون اليزر كفضيل مياء
الب ر ،فذن اعتاض عليه من أرباب الزر جاز ،ذوان اعتاض من أربياب الموانيي ليم يجيوز لمين احتفير فيي
البادييية ب ي اًر فملكهييا أو عينياً اسييتنبطها أو يبيعهييا ،وال يحييرم عليييه بمنهيياي وقييال سييعيد بيين المسيييب وابيين أبييي
ذ ب ال يجوز له بيعها ،وال يحرم عليه بمنها ،وقال عمر بن عبد العزيز وأبو الزنياد إن باعهيا لرغبية جياز،
ذوان باعها لخالء لم يجز وكان أقرب الناس إلى مالك أحق بها بغير بمن ،فذن رجا الخالي فهو أملك لهاي
عدر الباب الساد
في الحمى واألرفاق
وحمى الموات هو المنا من إحيا ه إمالكاً ليكون مستبقى اإلباحة لنبت الكم ورعي الموانيي
"وااااد حمااااى رسااااول اهلل صاااالى اهلل عليااااه وساااالم بالمدينااااة وصاااا د جااااب ً بااااالبقيع"ي
قال أبو عبيد :هو النقيا بالنوني
وقال" :ه ا حماي ويدار بيده الى القاع"ي
وهو قدر ميل فيي سيتة أمييال حمياو لخلييل المسيلمين مين األنصيار والمهياجريني فأميا حميى األ مية
بعدو فذن حموا به جميا الموات أو أكبرو لم يجز ،ذوان حموا أقلة لخاصة من الناس أو ألغنا هم لم يجزي
ذوان حموو لكافة المسلمين أو للفقراء والمساكين ففي جيوازو قيوالن :أحيدهما ال يجيوز ويكيون الحميى
خاصاً لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم لرواية الصعب ابن جبامة أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم حيين
حمى البقيا قال" :ال حمى اال هلل ولرسوله"ي
والقيول البيياني أن حمييى األ ميية بعييدو جييا ز كجيوازو لهيم ،ألنييه كييان يفعييل ذلييك لصييال المسييلمين ال
لنفسه فكذلك من قام مقامه في مصالحهمي قد حمى أبو بكر رضي اهلل عنه بالربذة ألهل الصدقة واستعمل
عليه موالو أبا سالمةي وحمى عمر رضي اهلل عنه من النرف مبل ما حماو أبو بكر من الربذة وولى علييه
مييولى لييه يقييال لييه هنييى وقييال :يييا هنييى ضييم جناحييك عيين النيياس ،واتييق دعييوة المظلييوم فييذن دعييوة المظلييوم
مجابيية ،وأدخييل رب الص يريمة ورب الغنيميية ،ذواييياك ونعييم بيين عفييان وبيين عييوف فذنهمييا إن تهلييك مانيييتهما
يرجعييان إلييى نخييل وزر ،ذوان رب الص يريمة ورب الغنيميية يييأتيني بعيالييه فيقييول يييا أمييير المييؤمنين أفتيياركهم
أنا ال أباك فالكم أهون علي من الدينار والدرهم ،والذو نفسي بيدو لوال المال الذو أحمل عليه في سيبيل
اهلل م ييا حمي ييت عل يييهم م يين بالده ييم ن ييب اًري فأم ييا ق ييول رس ييول اهلل ص ييلى اهلل علي ييه وس ييلم "ال حماااى اال هلل
ولرسوله" :فمعناو ال حمى إال على مبل ما حماو اهلل ورسوله للفقراء والمساكين ولمصالح كافة المسيلمين،
ال على مبل ما كانوا عليه ف الجاهلية مين تفيرد العزييز مينهم بيالحمى لنفسيه ،كاليذو كيان يفعليه كلييب بين
وا ييل ،فذنييه كييان ي يوافى بكلييب علييى ننيياز ميين األرض بييم يسييتعديه ويحمييي مييا انتهييى إليييه ع يواؤو ميين كييل
الجهات ،وينارك الناس فيما عداو حتى كان ذلك سبب قتله ،وفيه يقول العباس بن مرداس من الطويل:
*** من العز حتى طا وهو قتيلها كما كان يبغيها كليب بظليميه
*** ذواذ يمنا األقناء منها حلولهيا على وا ل إذ يترك الكلب نابحاً
ذواذا جييرى علييى األرض حكييم الحمييى اسييتبقاء لمواتهييا سييابالً ومنع ياً ميين إحيا هييا ملك ياً روعييي حكييم
المحم ييي ،ف ييذن ك ييان للكاف يية تس يياوى في ييه جم يييعهم م يين غن ييي وفقي يير ومس ييلم وذم ييي ف ييي رع ييي كلي ي هم بخ يييلهم
ومانيييتهم ،فييذن خييص بييه المسييلمون انييتراك فيييه أغنييياؤهم وفقيراؤهم ومنييا ميينهم أهييل الذميية ،ذوان خييص بييه
الفقراء والمساكين منا منه األغنياء وأهل الذمة وال يجوز أن يخص به األغنياء دون الفقراء وال أهيل الذمية
دون المسلمين ،ذوان خص به نعم الصدقة أو خيل المجاهدين لم ينركهم فيه غيرهم بم يكون الحمى جارياً
على ما اسيتقر علييه مين عميوم وخصيوص ،فليو اتسيا الحميى المخصيوص لعميوم النياس جياز أن ينيتركوا
فيييه الرتفييا الضييرر عميين خييص بييه ،ولييو ضيياق الحمييى العييام عيين جميييا النيياس لييم يجييز أن يخييتص بييه
أغنيياؤهم ،وفييي جيواز اختصياص فقي ار هم بييه وجهييان ،ذواذا اسيتقر حكييم الحمييى عليى أرض فأقييدم عليهييا ميين
أحياها ونقض حماها روعي الحمى ،فذن كان مما حماو رسول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم كيان الحميى بابتياً
واإلحياء باطالً والمتعرض إلحيا ه مردوداً من جو اًر ال سيما إذا كيان سيبب الحميى باقيياً ،ألنيه ال يجيوز أن
يعارض حكم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بنقض وال إبطالي
ذوان كان من حمى األ مة ويجرو عليه حكيم الحميى كاليذو حمياو رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم
ألنه حكم نفذ بحق :والقول الباني يقر اإلحياء ويكون حكمه أببت من الحمى لتصريح رسول اهلل صلى اهلل
عليه وسلم بقوله" :مم يحيى يرضاً مواتاً فاي له"ي
وال يجييوز ألحييد ميين اليوالة أن يأخييذ ميين أربيياب الموانييي عوضياً عيين م ارعييي ميوات أو حمييى لقييول
رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم" :المسلموم دركاء في ث ث الماء والنار والكب"ي
وأمييا األرفيياق فهييو أرفيياق النيياس بمقاعييد األسيواق وأفنييية الن يوار وحيريم األمصييار ومنييازل األسييفار
فيقسييم بالبيية أقسييام :قسييم يخييتص االرتفيياق فيييه بالصييحارى والفل يواتي وقسييم يخييتص االرتفيياق فيييه بأفنييية
األمالك ،وقسم يختص بالنوار والطرقي
فأم ييا القس ييم األول وه ييو م ييا اخ ييتص بالص ييحارى والفلي يوات فكمن ييازل األس ييفار وحل ييول المي يياو وذل ييك
ض يربان :أحييدهما أن يكييون الجتييياز السييابلة واسييتراحة المسييافرين فيييه فييال نظيير للسييلطان فيييه لبعييدو عنييدو
وضرورة السابلة إليه ،والذو يختص السلطان له من ذلك بذصال عورته وحفظ مياهه والتخلية بين النياس
وبين نزوله ويكون السابق إلى المنزل أحق بحلوله فيه من المسبوق حتى يرتحل عنه لقول النبي صلى اهلل
عليه وسلم" :مم مناخ مم سبق الياا"ي
فييذن وردوو علييى س يواء وتنييازعوا فيييه نظيير فييي التعييديل بييينهم ممييا يزيييل تنييازعهم وكييذلك البادييية إذا
انتجع يوا أرض ياً طلب ياً للكييم وارتفاق ياً بييالمرعى وانتقيياالً ميين أرض إلييى أخييرى كييانوا فيمييا نزلييوو وارتحل يوا عنييه
كالسييابلة ال اعت يراض عليييهم فييي تنقليييهم ورعيييهمي والضييرب البيياني أن يقصييدوا نييزول األرض اإلقاميية فيهييا
واالستيطان لهيا ،فللسيلطان فيي نزولهيا بهيا نظير ي ارعيي فييه األصيلح ،فيذن كيان مضي اًر بالسيابلة منعيوا منهيا
قبل النزول وبعدو ،ذوان لم يضر بالسابلة راعى األصلح في نزولهم فيها أو منعهم منهيا ونقيل غييرهم إليهيا،
كمييا فعييل عميير حييين مصيير البصيرة والكوفيية نقييل إلييى كييل واحييد ميين المصيرين ميين رأى المصييلحة فيييه لي ال
يجتما فيه المسافرون فيكون سبباً النتنار الفتنة وسفك الدماء وكما يفعل في إقطا الميوات ميا ييرى ،فيذن
لم يستأذنوو حتى نزلوو لم يمنعهم منه كما ال يمنيا مين أحييى مواتياً بغيير إذنيه ودبيرهم بميا ييراو صيالحاً لهيم
ونهاهم عن إحداث زيادة من بعيد إال عين إذنيهي روى كبيير بين عبيد اهلل عين أبييه عين جيدو قيال :قيدمنا ميا
عمير بين الخطيياب فيي عمرتيه سيينة سيبا عنيرة فكلمييه أهيل الميياو فييي الطرييق أن يبنيوا بيوتياً فيميا بيين مكيية
والمدينة لم تكن قبل ذلك ،فأذن لهم وانترط عليهم أ ،ابن السبيل أحق بالماء والظلي
وأما القسم البياني وهيو ميا يخيتص بأفنيية اليدور واألميالك ،فيذن كيان مضي اًر بأربابهيا منيا المرتفقيون
منها إال أن يأذنوا بدخول الضرر عليهم فيمكنوا ،ذوان كان غير مضر بهم ففي إباحة ارتفاقهم به مين غيير
إذنهم قوالن :أحدهما أن لهم االرتفاق بها ذوان لم يأذن أربابها؛ ألن الحريم مرفق إذا وصيل أهليه إليى حقهيم
منه ساواهم الناس فيما عداوي والقول الباني أنه ال يجوز االتفاق بحريمهم إال عن إذنهم ألنه تبا ألمالكهيم
فكييانوا بييه أحييق وبالتصييرف فيييه أخييص ،فأمييا ح يريم الجوامييا والمسيياجد ،فييذن كييان االتفيياق بييه مض ي اًر بأهييل
المساجد والجواما منعوا منه ولم يجز للسلطان أن يأذن لهم فيه ألن المصلين به أحق ،ذوان لم يكن مضي اًر
أجاز ارتفاقهم بحريمها ،وهل يعتبر فيه إذن السلطان لهم على وجهين من القولين في حريم األمالكي
وأما القسيم الباليث وهيو ميا اخيتص بأفنيية النيوار والطيرق فهيو موقيوف عليى نظير السيلطان ،وفيي
نظرو وجهان :أحدهما أن نظرو فيه مقصور على كفهم عين التعيدو ومينعهم مين اإلضيرار واإلصيال بيينهم
عند التناجر ،وليس له أن يقيم جالساً وال أن يقدم مؤخ اًر ويكون السابق إلى المكان أحق به من المسبوق،
والوجه البياني أن نظيرو فييه نظير مجتهيد فيميا ييراو صيالحاً فيي إجيالس مين يجلسيه ومنيا مين يمنعيه وتقيديم
من يقدمه كما يجتهد في أموال بيت المال ذواقطا الموات وال يجعل السابق منهما إلى المكان أحق به مين
المسبوق ،فذذا انصرف عنه كان هو وغيرو من الغد فيه سواء يراعى فيه السابق إليه وقيال ماليك إذا عيرف
أحييدهم بمكييان وصييار بييه منييهو اًر كييان أحييق بييه ميين غييرو قطعياً للتنيياز وحسييماً للتنيياجر ،واعتبييار هييذا ذوان
كان له في المصلحة وجه يخرجه عن حكم اإلباحة إلى حكم الملكي
وأما جلوس العلماء والفقهاء في الجواما والمساجد والتصدو للتيدريس والفتييا فعليى كيل واحيد مينهم
زاجر من نفسه أن ال يتصدى لما لييس ليه بأهيل فيضيل بيه المسيتهدو وييزل بيه المسترنيد ،وقيد جياء األبير
بأني
"يجرؤكم على الفتيا يجرؤكم على جراثيم جانم"ي
والسلطان فيهم من النظر ميا يوجبيه االختييار مين إقي اررو أو إنكيارو ،فيذذا أراد مين هيو ليذلك أهيل أن
يترتيب فيي أحييد المسياجد لتييدريس أو فتيياً نظيير حيال المسيجد ،فييذن كيان ميين مسياجد المحييال التيي ال يترتييب
األ مة فيها مين جهية السيلطان ليم يليزم مين ترتيب فييه للتيدريس والفتييا اسيت ذان السيلطان فيي جلوسيه كميا ال
يلزم أن يستأذن فيه من ترتب ليمامة ،ذوان كان من الجواما وكبار المساجد التي يترتب األ مة فيها بتقلييد
السلطان روعي في ذلك عرف البلد وعادته في جلوس أمباله ،فذن كيان للسيلطان فيي جليوس مبليه نظير ليم
يكين ليه أن يترتيب للجليوس فييه إال عين إذنيه كميا ال يترتيب ليمامية فييه إال عين إذنيه لي ال يفتيات علييه فيي
واليته ،ذوان لم يكن للسلطان في مبله نظر معهود لم يلزم است ذانه للترتيب فيه وصار كغييرو مين المسياجد،
ذواذا ارتسم بموضا من جاما أو مسجد فقد جعليه ماليك أحيق بالموضيا إذا عيرف بيهي واليذو علييه جمهيور
الفقهاء أن هذا يستعمل في عرف االستحسان وليس بحق منرو ي ذواذا قام عنه زال حقه منه وكان السابق
فيه والباد"ي إليه أحق لقول اهلل تعالى" :سواء ال اك
ويمنا النياس فيي الجواميا والمسياجد مين اسيتطراق حليق الفقهياء والقيراء صييانة لحرمتهياي وقيد روو
عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قال" :ال حمى اال في ث ث ثلة الب ر ،وطاول الفار ،وحلقاة
فااو ماا دار فياه بمقاوده ا ا القوم" فأما ثلة الب ار فااو منتااى حريمااا" ويماا طاول الفار
للتداور والحديث"ي كام مربوطاً ،ويما حلقة القوم فاو استدارتام في الجلو
ذواذا تنيياز أهييل المييذاهب المختلفيية فيمييا يسييوغ فيييه االجتهيياد لييم يعتييرض عليييهم فيييه إال أن يحييدث
بيينهم تنياف اًر فيكفيوا عنيه ،ذوان حيدث منيياز ارتكيب ميا ال يسيوغ فييه االجتهياد كييف عنيه ومنيا منيه ،فيذن أقييام
عليييه وتظيياهر باسييتغواء ميين يييدعو إليييه لييزم السييلطان أن يحسييم بزواجيير السييلطنة ظهييور بدعتييه ويوضييح
بدال ل النر فساد مقالته ،فذن لكل بدعة مستمعاً ،ولكل مستغو متبعاً ،ذواذا تظاهر بالصال مين اسيتبطن
ما سواو ترك ،ذواذا تظاهر بالعلم من عرى منه هتك ألن الداعي إلى صال ليس فيه مصيلح واليداعي إليى
علم ليس فيه مضلي
الباب السابع عدر
في يحكام اإلوطاع
ذواقطا السلطان مختص بميا جياز فييه تصيرفه ونفيذت فييه أواميرو ،وال يصيح فيميا تعيين فييه مالكيه
وتميز مستحقهي وهو ضربان :إقطا تمليكي ذواقطا استغاللي
فأما إقطيا التملييك فتنقسيم فييه األرض المقطعية بالبية أقسيام :ميوات وعيامر ومعيادن فأميا الميوات
فعلى ضربين :أحدهما ما لم يزل مواتاً على قديم الدهر فلم تجر فيه عميارة وال يببيت علييه مليك فهيذا اليذو
يجوز للسلطان أن يقطعه من يحييه ومن يعمرو ،ويكون اإلقطيا عليى ميذهب أبيي حنيفية نيرطاً فيي جيواز
اإلحياء ألنه يمنا من إحياء الموات إال بذذن اإلمام :وعلى مذهب اإلمام النافعي أن اإلقطا يجعله أحق
بذحيا ييه ميين غي يرو ذوان لييم يكيين نييرطاً فييي ج يوازو ألنييه يجييوز إحييياء الم يوات بغييير إذن اإلمييام ،وعلييى كييال
المذهبين يكون المقطا أحق بذحيا ه مين غييرو "واد وطاع رساول اهلل صالى اهلل علياه وسالم الزبيار
باام ال اوام ركااض فرسااه ماام ماوات النقيااع فااأجراه ثاام رمااى بسااوطه رغبااة فااي الزيااادة" فقااال
رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يعطوه منتاى سوطه"ي
والضرب الباني مين الميوات ميا كيان عيام اًر فخيرب فصيار مواتياً عياطالً وذليك ضيربان :أحيدهما ميا
كييان جاهلي ياً كييأرض عيياد وبمييود فهييي كييالموات الييذو لييم يببييت فيييه عمييارة ،ويجييوز إقطاعييه قييال رسييول اهلل
صيلى اهلل علييه وسييلم" :عااادي األرض هلل ولرسااوله ثاام هاي لكاام منااي" ،يعنييي أرض عيادي والضييرب
الباني ما كان إسالمياً جرى عليه ملك المسلمين بم خرب حتى صار مواتاً عاطالً ،فقد اختلف الفقهياء فيي
حكييم إحيا ييه علييى بالبيية أق يوال :فييذهب النييافعي فيييه إلييى أنييه ال يملييك باإلحييياء س يواء عييرف أربابييه أو لييم
يعرفواي وقال ماليك :يمليك باإلحيياء سيواء عيرف أربابيه أو ليم يعرفيواي وقيال أبيو حنيفية رحميه اهلل :إن عيرف
أربابه لم يملك باإلحياء ،ذوان لم يعرفوا ملك باإلحياء ،ذوان لم يجز على مذهبه أن يملك باإلحياء مين غيير
إقطييا ،فييذن عييرف أربابييه لييم يجييز إقطاعييه وكييانوا أحييق ببيعييه ذواحيا ييه ذوان لييم يعرف يوا جيياز إقطاعييه وكييان
اإلقطا نرطاً في جواز إحيا ه ،فذذا صار الموات على ما نرحناو إقطاعياً ،فمين خصيه اإلميام بيه وصيار
باإلقطا أحق الناس به لم يستقر ملكه عليه قبل اإلحياء فذن نر فيي إحيا يه صيار بكميال اإلحيياء مالكياً
له ذوان أمسك عن إحيا ه كان أحق به يداً ذوان لم يصر ملكاً بم روعي إمساكه عن إحيا ه ،فذن كيان لعيذر
ظاهر لم يعترض عليه فيه وأقر في يدو إلى زوال عيذرو ،ذوان كيان غيير معيذور قيال أبيو حنيفية ال يعيارض
فييه قبيل مضيى بيالث سينين ،فييذن أحيياو فيهيا ذواال بطيل حكيم إقطاعييه بعيدها احتجاجياً بيأن عمير رضييي اهلل
عنييه جعييل أجييل اإلقطييا بييالث سيينين ،وعلييى مييذهب النييافعي أن تأجيلييه ال يلتييزم ذوانمييا المعتبيير فيييه القييدرة
على إحيا ه ،فذذا مضى عليه زمان يقدر على إحيا ه فيه قيل له إما أن تحييه فيقر في يدك ذواميا أن ترفيا
يييدك عنييه ليعييود إلييى حالييه قبييل إقطاعييهي وأمييا تأجيييل عميير رضييي اهلل عنييه فهييو قضييية فييي عييين يجييوز أن
يكون لسبب اقتضاو أو الستحسان رآوي
فلييو تغلييب علييى هييذا الم يوات المسييتقطا متغلييب فأحييياو فقييد اختلييف العلميياء فييي حكمييه علييى بييالث
مذاهب :مذهب النافعي أن محييه أحق به من مستقطعهي وقال أبو حنيفة إن أحياو قبل بيالث سينين كيان
ملكاً للمقطا ،ذوان أحياو بعدها كان ملكاً للمحييي وقال ماليك إن أحيياو عالمياً باإلقطيا كيان ملكياً للمقطيا،
ذوان أحييياو غييير عييالم باإلقطييا خييير المقطييا بييين أخييذو ذواعطيياء المحيييي نفقيية عمارتييه ،وبييين تركييه للمحيييي
والرجو عليه بقيمة الموات قبل إحيا هي
وأما العامر فضربان :أحدهما ما تعين مالكه فال نظر للسلطان فيه إال ما يتعلق بتلك األرض من
حقوق بيت المال إذا كانت في دار اإلسالم سواء كانت لمسلم أو ذمي ،فذن كانت في دار الحيرب التيي ال
يببت للمسلمين عليها يد فأراد اإلمام أن يقطعها ليملكها المقطا عند الظفر بها جازي
"وود سأل تميم الداري رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يم يقط اه عياوم البلاد الا ي
كام منه بالدام وبل فتحه فف ل"ي
"وسأله يبو ث لبة الفدني يم يقط ه يرضاً كانت بياد الاروم فأعجباه لاة ،وواال يال
تسم وم ما يقول؟ فقال وال ي ب ثة بالحق ليفتحم علية" فكتب له ب لة كتاباً"ي
وهكذا لو استوهب من اإلمام مال في دار الحرب وهو على ملك أهلها أو استوهب أحد من سبيها
وذاريها ليكيون أحيق بيه إذا فتحهيا جياز وصيحت العطيية فييه ميا الجهالية بهيا لتعلقهيا بياألمور العاميةي روى
بم حارثة الطا ي" وال للنبي صلى اهلل عليه وسلم ام فات اهلل النيعبي" :يم حريم بم يو
علية الحيرة فأعطني بنت نفيلة"ي
فلمييا أراد خالييد صييلح أهييل الحييرة قييال لييه حيريم إن رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم جعييل لييي بنييت
نفيلة فال تدخلها في صلحك ونهد له بنير بين سيعد ومحميد بين مسيلمة فاسيتبناها مين الصيلح ودفعهيا إليى
حريم فانتريت منه بألف درهم وكانت عجو اًز قد حالت عين عهيدو فقييل ليه ويحيك لقيد أرخصيتها كيان أهلهيا
ييدفعون إلييك ضييعف ميا سييألت بهيا فقييال ميا كنييت أظين أن عييدداً يكيون أكبيير مين ألييفي ذواذا صيح اإلقطييا
والتمليييك علييى هييذا الوجييه نظيير حييال الفييتح ،فييذن كييان الفييتح عنييوة كييان المسييتقطا والمسييتوهب أحييق بمييا
اسييتقطعه واسييتوهبه ميين الغييانمين ونظيير فييي الغييانمين ،فييذن علم يوا باإلقطييا والهبيية قبييل الفييتح فليييس لهييم
المطالبيية بعييوض مييا اسييتقطا ووهييب ،وأن لييم يعلم يوا حتييى فتح يوا عارضييهم اإلمييام عنييه بمييا يسييتطيب بييه
نفوسهم كما يستطيب نفوسهم عن غير ذليك مين الغنيا مي وقيال أبيو حنيفية :ال يلزميه اسيتطابة نفوسيهم عنيه
وال عن غيرو من الغنا م إذا رأى المصلحة في أخذها منهمي
والضرب الباني :من العامر ما لم يتعين مالكوو ولم يتميز مستحقوو ،وهو على بالبة أقسام:
أحدها ما أصفاو اإلمام لبيت المال مين فتيو اليبالد ،إميا بحيق الخميس فبأخيذو باسيتحقاق أهليه ليه،
ذواما بأن يصطفيه باستطابة نفوس الغانمين عنه فقد اصطفى عمر بن الخطياب رضيي اهلل عنيه مين أرض
السيواد أميوال كسييرى ،وأهييل بيتييه ومييا هييرب عنييه أربابييه أو هلكيوا فكييان مبلييغ غلتهييا تسييعة آالف درهييم كييان
يصي يرفها ف ييي مص ييالح المس ييلمين ول ييم يقط ييا ن ييي اً منه ييا ،ب ييم إن عبم ييان رض ييي اهلل عن ييه أقطعه ييا ألن ييه رأى
إقطاعهييا إييياو أن يأخييذ منييه حييق الفيييء فكييان ذلييك منييه إقطييا إجييارة ال إقطييا تمليييك فتييوفرت غلتهييا حتييى
بلغييت علييى مييا قيييل خمسييين ألييف درهييم فكييان منهييا صييالته وعطاييياو بييم تناقلهييا الخلفيياء بعييدو فلمييا كييان عييام
الجمياجم سيينة ابنتيين وبمييانين فييي فتنية ابيين األنيعث أحييرق الييديون وأخيذ كييل قيوم مييا يليييهم ،فهيذا النييو ميين
العامر ال يجوز إقطا رقبته ألنه قد صيار باصيطفا ه لبييت الميال ملكياً لكافية المسيلمين فجيرى عليى رقبتيه
حكييم الوقييوف المؤبييدة وصييار اسييتغالله هييو المييال الموضييو فييي حقوقييهي والسييلطان فيييه بالخيييار علييى وجييه
النظر في األصلح بين أن يستغله لبيت الميال كميا فعيل عمير رضيي اهلل عنيه وبيين أن يتخيير ليه مين ذوو
المكنة والعمل من يقوم بعميارة رقبتيه بخيراج يوضيا علييه مقيدر بوفيور االسيتغالل ونقصيه كميا فعيل عبميان
رضي اهلل عنه ويكون الخراج أجرة تصرف في وجيوو المصيالح إال أن يكيون ميأخوذاً بيالخمس فيصيرف فيي
أهل الخمس ،فذن كان ما وضعه من الخراج مقاسمة على النطر من البمار واليزرو جياز فيي النخيل كميا
ساق رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أهل خيبير عليى النصيف مين بميار النخيل ،وجوازهيا فيي اليزر معتبير
بيياختالف الفقهيياء فييي جيواز المخييابرة ،فميين أجازهييا أجيياز الخيراج بهييا وميين منييا منهييا منييا ميين الخيراج بهييا،
وقيل بل يجوز الخراج بها ،ذوان منا من المخابرة لما يتعلق بها من عموم المصالح التي يتسا حكمها عين
أحكام العقود الخاصة ويكون العنر واجباً في الزر دون البمر ،ألن الزر ملك لزارعيه والبميرة مليك لكافية
المسلمين مصروفة في مصالحهمي
والقسم الباني من العامر :أرض الخراج فال يجوز إقطا رقابهم تمليكاً ألنها تنقسيم عليى ضيربيني
ضرب يكون رقابهم وقفاً وخراجها أجيرة ،فتملييك الوقيف ال يصيح بذقطاعهيا وال بييا وال هبيةي وضيرب يكيون
رقابها ملكاً وخراجها جزية فال يصح إقطا مملوك تعين مالكوو ،فأما إقطا خراجها فنذكرو بعد في إقطيا
االستغاللي
والقسيم الباليث :مييا ميات عنيه أربابييه وليم يسيتحقه واربيه بفيرض وال تعصييب فينتقييل إليى بييت المييال
ميراباً لكافة المسلمين مصروفاً في مصالحهمي وقال أبو حنيفة ميراث من ال وارث له مصروف فيي الفقيراء
خاصة صدقة عن الميت ،ومصرفه عند النافعي في جوو المصالح أعم ألنه قد كان من األمالك الخاصة
وصار بعدا النتقال إلى بيت المال من األمالك العامةي وقد اختلف أصحاب النافعي فيما انتقيل إليى بييت
المال من رقاب األموال هل يصير وقفاً عليه بنفس االنتقال إليه؟ عليى وجهيين :أحيدهما :أنهيا تصيير وقفياً
لعمييوم مصيرفها الييذو ال يخييتص بجهيية ،فعلييى هييذا ال يجييوز بيعهييا وال إقطاعهيياي والوجييه البيياني :ال تصييير
وقفاً حتى يقفها اإلميام ،فعليى هيذا ال يجيوز بيعهيا إذا رأى بيعهيا أصيلح لبييت الميال ويكيون بمنهيا مصيروفاً
في عموم المصالح وفي ذوو الحاجات من أهل الفييء وأهيل الصيدقات وأميا إقطاعهيا عليى هيذا الوجيه فقيد
قيييل بج يوازو ألنييه لمييا جيياز بيعهييا وصييرف بمنهييا إلييى ميين ي يراو ميين ذوو الحاجييات وأربيياب المصييالح جيياز
إقطاعه ييا ل ييه ويك ييون تملي ييك رقبته ييا كتملي ييك بمنه ييا وقي ييل إن إقطاعه ييا ال يج ييوز ذوان ج يياز بيعه ييا ألن البي ييا
معاوضة وهذا اإلقطا صلة واألبمان إذا صارت ناضة لها حكم يخالف في العطاييا حكيم األصيول البابتية
فافترقا ،ذوان كان الفرق بينهما ضعيفاً ،وهذا الكالم في إقطا التمليكي
وأمييا إقطييا االسييتغالل فعلييى ض يربين :عنيير ،وخيراج :فأمييا العنيير :فذقطاعييه ال يجييوز ألنييه زكيياة
ألصناف يعتبر وصف استحقاقها عند دفعها إليهم ،وقد يجوز أن ال يكونوا من أهلها وقت استحقاقها ألنها
تجب بنروط ،يجوز أن ال توجد فال تجب فذن وجبت وكان مقطها وقت الدفا مستحقاً كانيت حوالية بعنير
قيد وجيب عليى ربييه عين هيو ميين أهليه صيح؛ وجياز دفعييه إلييه ،وال يصير دينالييه مسيتحقاً حتيى يقبضييه ،ألن
الزكاة ال تملك إال بالقبض ،فذن منا من العنر لم يكن له خصماً فيه وكان كامل العنر بالمطالبة أحقي
وأما الخراج :فيختلف حكم إقطاعه باختالف حال مقطعه ،وليه بالبية أحيوال أحيدها :أن يكيون مين
أهيل الصيدقات فييال يجيوز أن يقطييا ميال الخيراج ألن الخيراج فييء ال يسييتحقه أهيل الصييدقة كميا ال يسييتحق
الصدقة أهل الفيء ،وجوز أبو حنيفة ذلك ألنه يجوز صرف فيء أهل الصدقةي
والحاليية البانييية :أن يكييون ميين أهييل المصييالح مميين ليييس لييه رزق مفييروض ،فييال يصييح أن يقطعييه
على اإلطالق ذوان جاز أن يعطاو من مال الخيراج ألنيه مين نفيل أهيل الفييء ال مين فرضيه ،وميا يعطيى ليه
إنما هيو مين صيالت المصيالح ،فيذن جعيل ليه مين ميال الخيراج نييء أجيرى علييه حكيم الحوالية والتسيبب ال
حكم اإلقطا فيعتبر في جوازو نرطان :أحدهما أن يكيون بميال مقيدر قيد وجيد سيبب اسيتباحتهي والبياني أن
يك ييون م ييال الخي يراج ق ييد ح ييل ووج ييب ليص ييح التس ييبب علي ييه والحوال يية ب ييه فخ ييرج به ييذين الن ييرطين ع يين حك ييم
اإلقطا ي
وهييم أخييص والحاليية البالبيية :أن يكييون ميين مرتزقيية أهييل الفيييء وفرضييية الييديوان وهييم أهييل الجييي
الناس بجواز اإلقطا ألن لهيم أر ازقياً مقيدرة تصيرف إلييهم مصيرف االسيتحقاق ألنهيا تعيويض عميا أرصيدوا
نفوسهم له من حماية البيضة والذب عين الحيريم فيذذا صيح أن يكونيوا مين أهيل اإلقطيا روعيي حين يذ ميال
الخراج ،فذن له حالين حيال يكيون جزيية وحيال يكيون أجيرة ،فأميا ميا كيان منيه جزيية فهيو غيير مسيتقر عليى
التأيييد ألنيه ميأخوذ ميا بقياء الكفيير و از يل ميا حيدوث اإلسيالم ،فيال يجييوز إقطاعيه أكبير مين سينة ألنيه غييير
موبوق باستحقاقه بعدها ،فذن أقطعه سنة بعد حليول واسيتحقاقه صيح ،ذوان أقطعيه فيي السينة قبيل اسيتحقاقه
ففي جوازو وجهاني أحدهما :يجوز إذا قيل إن حول الجزية مضروب ليمداءي والبياني :ال يجيوز إذا قييل إن
حييول الجزييية مضييروب للوجييوب ،وأمييا مييا كييان ميين الخيراج أج يرة فهييو مسييتقر الوجييوب علييى التأييييد فيصييح
إقطاعه سنتين وال يلزم االقتصار منه على سنة واحدة ،بخالف الجزية التي ال تستقري
ذواذا كان كذلك فال يخليو حيال إقطاعيه مين بالبية أقسيام :أحيدها :أن يقيدر سينين معلومية كذقطاعيه
عنر سنين ،فيصح إذا روعي فيه نرطان أحدهما أن يكون رزق المقطا معلوم القدر عند بياذل اإلقطيا ،
فذن كان مجهوالً عندو لم يصحي
والباني :أن يكون قدر الخراج معلوماً عند المقطيا وعنيد بياذل اإلقطيا ،فيذن كيان مجهيوالً عنيدهما
أو عنييد أحييدهما لييم يصييح ،ذواذا كييان كييذلك لييم يخييل حييال الخيراج ميين أحييد أميرين إمييا أن يكييون مقاسييمة أو
مساحة ،فذن كان مقاسمة ،فمن جوز من الفقهاء وضا الخراج على المقاسمة جعله مين المجهيول اليذو ال
يجوز إقطاعهي
ذوان كان الخراج مساحة فهو ضيربان :أحيدهما :أن ال يختليف بياختالف اليزرو فهيذا معليوم يصيح
إقطاعهي والباني :أن يختلف باختالف الزرو فينظر رزق مقطعه فذن كان في مقابلة أعلى الخراجين صح
إقطاعه ألنه راض بنقص إن دخل عليه ،ذوان كان في مقابلة أقل الخراجين لم يصح إقطاعه ألنه قد يوجيد
فيه زيادة ال يستحقهاي
بم يراعى بعد صحة اإلقطا في هذا القسم حال المقطا في مدة اإلقطا فذنها ال تخلو من بالبة
أحوال :أحدها أن يبقى إلى انقضيا ها عليى حيال السيالمة فهيو عليى اسيتحقاق اإلقطيا إليى انقضياء الميدةي
والحاليية البانييية أن يمييوت قبييل انقضيياء المييدة فيبطييل اإلقطييا فييي المييدة الباقييية بعييد موتييه ويعييود إلييى بيييت
المال ،فذن كانت له ذريية دخليوا فيي إعطياء اليذرارو ال فيي أرزاق الجنيد فكيان ميا يعطونيه سيبباً ال إقطاعياًي
والحاليية البالبيية أن يحييدث بييه زمانييه فيكييون بيياقي الحييياة مفقييود الصييحة ففييي بقيياء إقطاعييه بعييد زمانتييه قيوالن
أحدهما :أنه باق عليه إلى انقضاء مدتيه إذ قييل إن رزقيه بالزمانية قيد سيقط فهيذا حكيم القسيم األول إذا قيدر
اإلقطا فيه بمدة معلومةي
والقسييم البيياني :ميين أقسييامه أن يسييتقطعه مييدة حياتييه بييم لعقبييه وربتييه بعييد موتييه فهييذا إقطييا باطييل،
ألنه قد خرج بهذا قد خرج اإلقطيا مين حقيوق بييت الميال إليى األميالك الموروبية ذواذا بطيل كيان ميا اجتبياو
منه مأذوناً فيه عن عقد فاسد فيب أر أهل الخراج بقبضه وحسيب مين جملية رزقيه ،فيذن كيان أكبير رد الزييادة؛
ذوان كيان أقيل رجيا بالبياقي وأظهير السييلطان فسياد اإلطيال حتيى يمنيا ميين القيبض ويمنيا أهيل الخيراج ميين
الدفا ،فذن دفعوو بعد إظهار ذلك لم يب أر منهي
والقسم البالث :أن يستقطعه مدة حياته ففي صحة اإلقطا قوالن :أحدهما أنيه صيحيح إذا قييل إن
حييدوث زمانتييه ال يقتضييي سييقوط رزقييهي والقييول البيياني أنييه باطييل إذا قيييل إن حييدوث زمانتييه يوجييب سييقوط
رزقييه ،ذواذا صييح اإلقطييا فييأراد السييلطان اسييترجاعه ميين مقطعييه جيياز ذلييك فيمييا بعييد السيينة التييي هييو فيهييا
ويعود رزقه إلى ديوان العطايا فأما في السنة التي هو فيها فينظير ،فيذن حيل رزقيه فيهيا قبيل حليول خراجهيا
ليم يسييترجا منييه فيي سيينته السييتحقاق خراجهيا فييي رزقييه ،ذوان حيل خراجهييا قبييل حليول رزقييه جيياز اسييترجاعه
منه ألن تعجيل المؤجل ذوان كان جا اًز ليس بالزمي
وأمييا أرزاق مييا عييدا الجييي إذا أقطعيوا بهييا مييال الخيراج فيقسييمون بالبيية أقسييام :أحييدها :ميين يرتييزق
على عمل غير مسيتديم كعميال المصيالح وجبياة الخيراج فاإلقطيا بيأرزاقهم ال يصيح ويكيون ميا حصيل لهيم
به ي ي ي ي ي ي ييا م ي ي ي ي ي ي يين م ي ي ي ي ي ي ييال الخي ي ي ي ي ي ي يراج تس ي ي ي ي ي ي ييبباً وحوال ي ي ي ي ي ي يية بع ي ي ي ي ي ي ييد اس ي ي ي ي ي ي ييتحقاق ال ي ي ي ي ي ي ييرزق وحل ي ي ي ي ي ي ييول الخي ي ي ي ي ي ي يراجي
والقسييم البيياني :ميين يييرزق علييى عمييل مسييتديم ويجييرو رزقييه مجييرى الجعاليية وهييم النيياظرون فييي أعمييال البيير
التيي يصيح التطييو بهيا إذا ارتزقيوا عليهيا كييالمؤذنين واأل مية فيكيون جعييل الخيراج لهييم فيي أرزاقهييم تسيبباً بييه
وحوالة عليه وال يكون إقطاعاًي
والقسم البالث :من يرتزق على عمل مستديم ويجيرو رزقيه مجيرى اإلجيارة وهيو مين ال يصيح نظيرو
إال بوالية وتقليد مبل القضاة والحكام وكتاب الدواوين فيجوز أن يقطعوا بأرزاقهم خراج سنة واحدة ،ويحتمل
والبياني ال يجيوز لميا يتوجيه إلييهم مين العيزل جواز إقطاعهم أكبر من سنة وجهين :أحدهما يجوز كيالجي
واالستبدالي
وأمييا إقطييا المعييادن وهييي البقييا التييي أودعهييا اهلل تعييالى ج يواهر األرض فهييي ض يربان :ظيياهرة
وباطنةي
فأما الظاهرة فهي ما كان جوهرها المستود فيها بياز اًر كمعيادن الكحيل والمليح والقيار والينفط ،وهيو
كالماء الذو ال يجوز إقطاعه والناس فيه سواء يأخذو من ورد إليه روى بابت بن سعيد عن أبيه عن جيدو:
"يم األبيض بم حمال استقطع رساول اهلل صالى اهلل علياه وسالم ملا ماقرب فأوط اه" فقاال
التميماي ياا رساول اهلل اناي وردت ها ا الملا فاي الجاهلياة وهاو باأرض األورع بام حااب
فياا عيره مم ورده يفا ه وهاو مثال المااء ال اد بااألرض فاساتقال األبايض فاي وطي اة لي
المل " فقال ود يولتة علاى يم تج لاه مناي صادوة" فقاال النباي علياه الصا ة والسا م هاو
منة صدوة ،وهو مثل الماء ال د مم ورده يف ه"ي
قييال أبييو عبيييد :الميياء العييذب هييو الييذو لييه م يواد تمييدو مبييل العيييون واجبيياري وقييال غي يرو هييو الميياء
المتجما المعد فيذن أقطعيت هيذو المعيادن الظياهرة ليم يكين إلقطاعهيا حكيم وكيان المقطيا وغييرو فيهيا سيواء،
وجميا من ورد إليها أسوة منتركون فيها ،فذن منعهم المقطا منها كيان بيالمنا متيدياً وكيان لميا أخيذو مالكياً
ألنييه متعييد بييالمنا ال باألخييذ فكييف عيين المنييا وصييرف عيين مداوميية العمييل ل ي ال يببتييه إقطاع ياً بالصييحة أو
يصير معه كاألمالك المستقري
وأما المعادن الباطنة فهي ما كان جوهرهيا مسيتكناً فيهيا ال يوصيل إلييه إال بالعميل كمعيادن اليذهب
والفضة والصفر والحديد ،فهذو وما أنبهها معادن باطنة سواء احتاج المأخوذ منهيا إليى سيبك وتخلييص أو
لم يحتجي
وف ي ييي جي ي يواز إقطاعه ي ييا قي ي يوالن :أح ي ييدهما ال يج ي ييوز كالمع ي ييادن الظ ي يياهرة وك ي ييل الن ي يياس فيه ي ييا ن ي يير ي
والقول الباني :يجوز إقطاعها لرواية كبير بن عبد اهلل بن عوف المزنيي عين أبييه عين جيدو عين رسيول اهلل
صلى اهلل عليه وسلم" :يوطع ب ل بم الحارث الم ادم القبليه جلسياا وغوريااا ،وحياث يصال
ولم يقط ه حق مسلم"ي الزرع مم ود
وفي الجلسى والغورى تأويالن :أحدهما أنه أعالها وأسفلها وهو قول عبد اهلل بن وهبي والباني أن
الجلسى بالد نجد والغورى بالد تهامة ،وهذا قول أبي عبيدة ومنه قول النماخ من الطويل:
*** كوقب الحصى جلسيها قد تغو ار فمرت على ماء العذيب وعينهيا
فعلى هذا يكون المقطا أحق بها وله منا الناس منهاي
وفي حكمه قيوالن :أحيدهما أنيه إقطيا تملييك يصيير بيه المقطيا مالكياً لرقبية المعيدن كسيا ر أمواليه
في حال عمله وبعد قطعه يجوز له بيعه في حياته وينتقل إلى وربته بعد موتهي
والقول الباني :أنه إقطا إرفاق ال يملك به رقبة المعدن ويملك به االرتفاق بالعمل فييه ميدة مقاميه
عليييه ،وليييس ألحييد أن ينازعييه فيييه مييا أقييام علييى العمييل ،فييذذا تركييه زال حكييم اإلقطييا عنييه وعيياد إلييى حييال
اإلباحة ،فذذا أحيى مواتاً بذقطا أو غيير إقطيا فظهير فييه باإلحيياء معيدن ظياهر أو بياطن ملكيه المحييي
على التأييد كما يملك ما استنبطه من العيون واحتفرو من اجباري
الباب الثامم عدر
في وضع الديوام و كر يحكامه
والديوان موضا لحفظ ما يتعلق بحقوق السلطنة من األعمال واألموال ومن يقوم بها مين الجييو
والعمال ،وفيي تسيميته ديوانياً وجهيان :أحيدهما أن كسيرى اطليا ذات ييوم عليى كتياب ديوانيه فيرآهم يحسيبون
ما أنفسهم فقال ديوانه أو مجانين فسمى موضعهم بهذا االسم بم حذفت الهاء عند كبرة االستعمال تخفيفياً
لالسييم فقيييل دي يوان ،والبيياني أن الييديوان بالفارسييية اسييم النييياطين فسييمى الكتيياب باسييمهم لحييذقهم بيياألمور
وقوتهم على الجلي والخفي وجمعهم لما نذ وتفرق ،بم سمى مكان جلوسهم باسيمهم فقييل دييوان :وأول مين
وضا الديوان في اإلسالم عمر بن الخطاب رضي اهلل عنهي
اختلف الناس في سبب وضعه له ،فقال قوم سيببه أن أبيا هرييرة قيدم علييه بميال مين البحيرين فقيال
ليه عمير مياذا ج يت بيه فقيال خمسييما ة أليف درهيم فاسيتكبرو عمير فقيال لييه أتيدرو ميا تقيول؟ قيال نعيم ما يية
ألف خمس مرات فقال عمر أطيب هو؟ فقيال ال أدرو فصيعد عمير المنبير فحميد اهلل تعيالى وأبنيى علييه بيم
قال :أيها الناس قد جاءنا مال كبير ،فذن ن تم كلنا لكم كيالً ذوان ن تم عددنا لكم عداً ،فقام إليه رجل فقال
يا أمير المؤمنين قد رأيت األعاجم يدونون ديوناً لهم فدون أنت لنا ديواناًي وقيال آخيرون بيل سيببه أن عمير
بعث بعباً وكان عندو الهرمزان فقال لعمر هذا بعث قد أعطييت أهليه األميوال ،فيذن تخليف مينهم جيل وآجيل
بمكانه فمن أين يعمل صاحبك به فأببت لهم ديواناً فسأله عن الديوان حتى فسرو لهمي روى عابد بن يحييى
عن الحارث بن نفيل أن عمير رضيي اهلل عنيه استنيار المسيلمين فيي تيدوين اليديوان فقيال ليه عليي بين أبيي
طالب رضي اهلل عنه تقسم كل سنة ما اجتما إليك من المال وال تمسك سنة نيي اًي وقيال عبميان بين عفيان
رضي اهلل عنه أرى ماالً كبيي اًر يتبيا النياس ،فيذن ليم يحصيوا حتيى يعيرف مين أخيذ ممين ليم يأخيذ خنييت أن
ينتنر األمر ،فقال خالد بن الوليد قد كنت بالنام ف أرييت ملوكهيا قيد دونيوا ديوانياً وجنيدوا جنيوداً فيدون ديوانياً
وجنييد جنييوداً فأخييذ بقولييه ودعييا عقيييل بيين أبييي طالييب ومخرميية بيين نوفييل وجبييير بيين مطعييم وكييانوا ميين نييبان
وقال اكتبوا الناس على منازلهم فبدءوا ببني هانم فكتبوهم بم أتبعوهم أبا بكر وقومه بم عمير وقوميه قري
وكتبوا القبا ل ووضعوها على الخالفة بم رفعيوو إليى عميري فلميا نظير فييه قيال الي ميا وددت أنيه كيان هكيذا
ولكيين ابييدءوا بقربيية رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم األقييرب فيياألقرب حتييى تضييعوا عميير حيييث وضييعه اهلل
فنيكرو العبياس رضيوان اهلل علييه عليى ذلييك وقيال وصيلتك رحيم وروى زييد بيين أسيلم عين أبييه أن بنيي عييدو
جيياءوا إلييى عميير فقييالوا إنييك خليفيية إنييك خليفيية رسييول اهلل وخليفيية أبييي بكيير وأبييو بكيير خليفيية رسييول اهلل ،فلييو
جعلت نفسك حيث جعلك اهلل سبحانه وجعلك هؤالء القوم الذين كتبوا فقال بخ بخ يا بني عدو أردتم األكل
علييى ظهييرو وأن أهييب حسييناتي لكييم ال ،ولكيينكم حتييى تييأتيكم الييدعوة وأن ينطبييق عليييكم الييدفتر يعنييي ولييو
تكتبوا آخر الناس؛ إن لي صاحبين سلكا طريقاً فذن خالفتهما خولف بي ،ولكنه واهلل ميا أدركنيا الفضيل فيي
الدنيا وال نرجو البواب عند اهلل تعالى على عملنا إال بمحمد صلى اهلل عليه وسلم فهو نرفنا وقوميه أنيراف
العرب بم األقرب فياألقرب ،وواهلل لي ن جياءت األعياجم بعميل وج نيا بغيير عميل لهيم أوليى بمحميد صيلى اهلل
عليه وسلم منا يوم القيامة ،فذن من قصر به عمله لم يسر به نسبهي وروى عامر أن عمر رضي اهلل عنه
حييين أراد وضييا الييديوان قييال بميين أبييدأ؟ فقييال لييه عبييد الييرحمن بيين عيوف ابييدأ بنفسييك ،فقييال عميير أذك أنييي
حضرت ما رسول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم وهيو يبيدأ ببنيي هانيم وبنيي عبيد المطليب فبيدأ بهيم عمير بمين
بطناً بعد بطن حتى استوفى جميا قري ،بم انتهى إلى األنصار ،فقال عمر ابيدءوا يليهم من قبا ل قري
برهط سعد بن معاذ مين األوس بيم بياألقرب فياألقرب لسيعدي وروى الزهيرو عين سيعيد بين المسييب أنيه كيان
ذلييك فييي المحييرم سيينة عنيرة فلمييا اسييتقر ترتيييب النيياس فييي الييدواوين علييى قييدر النسييب المتصييل برسييول اهلل
صييلى اهلل عليييه وسييلم وكييان أبييو بكيير رضييي اهلل عنييه يييرى التسييوية بييينهم فييي العطيياء وال يييرى التفضيييل
بالسابقة ،كذلك كان رأو علي رضي اهلل عنه في خالفته وبه أخذ النافعي ومالك ،وكيان رأو عمير رضيي
اهلل عنه التفضيل بالسابقة في اإلسالم ،وكيذلك كيان رأو عبميان رضيي اهلل عنيه بعيدو ،وبيه أخيذ أبيو حنيفية
وفقهاء العراقي
وقيد نظير عمير أبيا بكير حيين سيوى بيين النياس فقيال أتسيوو بيين مين هياجر الهجيرتين وصيلى إليى
القبلتيين وبيين مين أسيلم عيام الفيتح خيوف السييف؟ فقيال ليه أبيو بكير إنميا عمليوا هلل ذوانميا أجيورهم عليى اهلل،
ذوانميا اليدنيا دار بيالغ لل اركيب فقيال ليه عمير ال أجعيل مين قاتيل رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم كمين قاتييل
معه؛ فلما وضا الديوان فضل بالسابقة ففرض لكل من نهد بد اًر من المهاجرين األولين خمسة آالف درهم
في كل سنة :منهم علي بن أبي طالب ،وعبمان بن عفان ،وطلحة بين عبييد اهلل ،والزبيير بين العيوام ،وعبيد
الييرحمن بيين عييوف رضييي اهلل عيينهم وفييرض لنفسييه معهييم خمسيية آالف درهييم وألحييق بييه العبيياس بيين عبييد
المطلب والحسن الحسين رضوان اهلل عليهم لمكيانهم مين رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم ،وقييل بيل فضيل
العباس وفرض له سبعة آالف درهم ،وفرض لك من نهد بد اًر من األنصار أربعة آالف درهيم ،وليم يفضيل
على أهل بدر أحداً إلى أزواج رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم ،فذنيه فيرض لكيل واحيدة مينهن عنيرة آالف
درهم إال عا نة ،فذنه فرض لها ابني عنر ألف درهم ،وألحق بهن جويرية بن الحارث وصفية بنيت حييي،
وقيييل بييل فييرض لكييل واحييدة ميينهن سييتة آالف درهييم ،وفييرض لكييل ميين هيياجر قبييل الفييتح بالبيية آالف درهييم
ولمن أسلم بعد الفتح ألفي درهم لكيل رجيل وفيرض لغلميان أحيداث مين أبنياء المهياجرين واألنصيار كفي ار ض
مسلمي الفتح ،وفرض لعمر بن أبي سلمة المخزومي أربعة آالف درهم ألن أمه أم سيلمة زوج النبيي صيلى
اهلل عليه وسلم فقال له محمد بن عبد اهلل بن جح :لم تفضل عمر علينيا وقيد هياجوا آباؤنيا ونيهدوا بيد اًر؟
فقال عمر أفضله لمكانه من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فليأت الذو يستعتب بأم مبل أم سلمة أعتبيه،
وفرض ألسامة بن زيد أربعة آالف درهم فقال له عبد اهلل بين عمير فرضيت ليي بالبية آالف درهيم وفرضيت
ألسيامة أربعيية آالف درهيم وقييد نييهدت ميا لييم ينييهد أسيامة؟ فقييال عمير زدتييه ألن كييان أحيب إلييى رسييول اهلل
صلى اهلل عليه وسلم منك وكان أبوو أحب إلى رسول اهلل من أبيك بيم فيرض للنياس عليى منيازلهم وقيراءتهم
القييرآن وجه ييادهم ،وف ييرض أله ييل ال يييمن وق يييس بالن ييام والعي يراق لك ييل رج ييل م يينهم م يين ألف ييين إل ييى أل ييف إل ييى
خمسما ة إلى بالبما ية ،وليم يينقص أحيد منهيا وقيالي لي ن كبير الميال ألفرضين لكيل رجيل أربعية آالف درهيم
ألفا لفرسه وألفا لسالحه وألفا لسفرو وألفيا يخلفهيا فيي أهليه؛ وفيرض للمنفيوس ما ية درهيم ،فيذذا ترعير بليغ بيه
ما تي درهم ،فذذا بلغ زادو ،وكان ال يفرض لمولود ني اً حتى يفطم إليى أن سيما اميرأة ذات ليلية وهيي تكيرو
وليدها عليى الفطيام وهيو يبكيي فسيألها عنيه؟ فقييال :إن عمير ال يفيرض للموليود حتيى يفطيم فأنيا أكرهيه علييى
الفطييام حتييى يفييرض لييه فقييال يييا ول عمييركم احتقييب ميين وزر وهييو ال يعلييم بييم أميير عميير مناديييه فنييادى :ال
تجعلوا أوالدكم بالفطيام فذنيا نفيرض لكيل موليود فيي اإلسيالم ،بيم كتيب إليى أهيل العيوالي وكيان يجيرو علييهم
القوت ،فأمر بجريب من الطعام فطحن بم خبز بم برد بم دعا بالبين فأكلوا منه غداهم حتيى أصيدرهم ،بيم
فعل العناء مبل ذلك فقال يكفي الرجل جريبان في كل نهر ،وكان يرزق الرجل والمرأة والمملوكية جيريبين
في كل نهر ،كان إذا أراد الرجل أن يدعو على صاحبه قال له قطا اهلل عنك جريبكي
وكان الديوان موضيوعاً عليى دعيوة العيرب فيي ترتييب النياس فييه معتبي اًر بالنسيب ،وتفضييل العطياء
معتب ي اًر بالسييابقة فييي اإلسييالم وحسيين األبيير فييي الييدين ،بييم روعييي فييي التفضيييل عنييد انق يراض أهييل الس يوابق
فييي ابتييداء وضييعه علييى الييدعوة القريبيية بالتقييدم فييي النييجاعة والييبالء فييي الجهييد ،فهييذا حكييم دي يوان الجييي
والترتيب النرعيي
وأما ديوان االستيفاء وجباية األموال فجرى هذا األمر فيه بعد ظهور اإلسيالم بالنيام والعيراق عليى
ما كان عليه من قبل ،فكان ديوان النام بالرومية ألنه كان من ممالك الروم وكيان دييوان العيراق بالفارسيية
ألنه كان من مماليك الفيرس ،فليم ييزل أمرهميا جاريياً عليى ذليك إليى زمين عبيد المليك بين ميروان فنقيل دييوان
النام إلى العربية سنة إحدى وبمانيني
وكان سبب نقله إليه ما حكاو المدا ني أن بعض كتاب اليروم فيي ديوانيه أراد مياء لدواتيه فبيال فيهيا
بدالً من الماء فأدبه وأمر سليمان بن سعد أن ينقل الديوان إلى العربيية فسيأله أن يعينيه بخيراج األردن سينة
ففعل ووالو األردن وكان خراجه ما ة بمانين ألف دينار ،فلم تنقص السنة حتى فرغ من الديوان فنقله ،وأتى
بيه عبيد المليك بين ميروان فيدعا سيرجون كاتبيه فعرضيه علييه فغمية وخيرج ك يبياً ،فلقييه قيوم مين كتياب اليروم
فقال لهم اطلبوا المعينة من غير هذو الصناعة وقد قطعها اهلل عنكمي
أما ديوان الفارسية بالعراق فكان سبب نقليه إليى العربيية أن كاتيب الحجياج كيان يسيمى زادان فيروخ
كييان معييه صييالح بيين عبييد الييرحمن بكتييب بييين يديييه بالعربييية والفارسييية فوصييله زادان فييروخ بالحجيياج فخييف
على قلبه فقال صالح ليزادان فيروخ إن الحجياج قربنيي وال آمين علييك أن يقيدمني علييك ،فقيال ال تظين ذليك
فهو إلي أحوج مني إليه ألنه ال يجد من يكفيه حسابه غيرو ،فقال صالح واهلل لو ن ت أن أحيول الحسياب
إلى العربية لفعلت ،قال فحول منه ورقة أو سط اًر حتى أرى ففعل بم قتل زادان فيروخ فيي أييام عبيد اليرحمن
بيين األنييعث ،فاسييتخلف الحجيياج صييالحاً مكانييه فييذكر لييه مييا جييرى بينييه وبييين زادان فييروخ ،فييأمرو أن ينقلييه
فأجابه إلى ذلك وأجله فيه أجالً حتى نقليه إليى العربيية ،فلميا عيرف ميرد إننياو بين زادان فيروخ ذليك بيذل ليه
ما يية ألييف درهييم ليظهيير للحجيياج العجييز عنييه فلييم يفعييل ،فقييال لييه قطييا اهلل أوصييالك ميين الييدنيا كمييا قطعييت
أصل الفارسية ،فكان عبد الحميد بن يحيى كاتب مروان يقول هلل در صالح ما أعظم منته على الكتابي
والذو ينتمل عليه ديوان السلطنة ينقسم أربعة أقسامي
ميين إببييات وعطيياء ،والبيياني مييا يخييتص باألعمييال ميين رسييوم وحقييوقي أحييدها مييا يخييتص بييالجي
والباليث ميا يخيتص بالعميال مين تقلييد وعيزلي وال اربيا ميا يخيتص ببييت الميال مين دخيل وخيراج ،فهيذو أربعية
أقسام تقتضيها أحكام النر يتضمن تفصيلها ما ربما كان لكتاب الدواوين في إفرادها عادة هم بها أخصي
من إببات وعطاء فذبباتهم في الديوان معتبر ببالبة نروط فأما القسم األول :فيما يختص بالجي
أحييدها :الوصييف الييذو يجييوز بييه إببيياتهمي والبيياني :السييبب الييذو يسييتحق بييه ت يرتيبهمي والبالييث :الحييال التييي
يقدر به عطاؤهمي
فأميا نييرط جيواز إببيياتهم فييي اليديوان في ارعييى فيييه خمسيية أوصيياف :أحيدها :البلييوغ فييذن الصييبي ميين
فكان جارياً في عطاء الذراروي جملة الذرارو واألتبا ،فلم يجز أن يببت في ديوان الجي
والبيياني :الحري يية ،ألن الممل ييوك ت ييابا لس يييدو فك ييان داخي يالً ف ييي عطا ييه ،وأس ييقط أب ييو حنيف يية اعتب ييار
الحرية ،وجوز إفراد العبد بالعطاء في ديون المقاتلة ،وهو رأو أبي بكر وخالفه فيه عمر اعتبير الحريية فيي
العطاء ،وبه أخذ النافعيي
والبالث :اإلسالم ليدفا عن الملة باعتقادو ويوبق بنصحه واجتهادو ،فذن أببيت فييهم ذميياً ليم يجيز،
ذوان ارتد منهم مسلم سقطي
والرابا السالمة من اجفات المانعة من القتال فال يجوز أن يكون زمناً وال أعمى وال أقطا ،ويجوز
أن يكون أخرس أو أصم ،فأما األعرج ،فذن كان فارساً أببت ،ذوان كان راجالً لم يببتي
والخامس أن يكون فيه إقدام على الحروب ومعرفة بالقتالي فذن ضيعفت منتيه عين اإلقيدام أو قليت
معرفته بالقتال لم يجز إبباته ،ألنه مرصد لما هو عاجز عنه ،فذذا تكاملت فيه هذو األوصاف لخمس كان
موقوفياً عليى الطليب واإليجياب فيكيون منيه الطليب إذا تجيرد عين كيل عميل ،ويكيون إبباته في ديوان الجي
لمين وليي األمير اإلجابية إذا دعيت الحاجيية إلييه ،فيذن كيان منيهر االسيم نبيييه القيدر ليم يحسين إذا أببيت فييي
الديوان أن يحلى فيه وينعت ،فذن كان من المغمورين في الناس حلى ونعت ،فذكر سينة وقيدو ولونيه وحليي
وجهه ووصف بما يتمييز بيه عين غييرو ،لي ال تتفيق األسيماء وييدعي وقيت العطياء وضيم إليى نقييب علييه أو
عريف له ليكون مأخوذاً بدركهي
وأما ترتيبهم في الديوان إذا أببتوا فيه فمعتبر من وجهين :أحدهما عام واجخر خاصي
فأما العام فهو ترتيب القبا ل واألجناس حتى تتميز كيل قبيلية عين غيرهيا وكيل جينس عمين خالفيه،
فييال يجمييا فيييه بييين المختلفييين وال يفييرق بييه بييين المتفقييين ،لتكييون دعييوة الييديوان علييى نسييق واحييد معييروف
بالنسب يزول به التناز والتجاذب ،ذواذا كان هكذا لم يخل حالهم مين أن يكونيوا عربياً أو عجمياً ،فيذن كيانوا
عرباً تجمعهيم أنسياب وتفيرق بيينهم أنسياب ترتبيت قبيا لهم بيالقربى مين رسيول اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم كميا
فعل عمر رضي اهلل عنه حين دونهمي
فيبييدأ بالترتيييب فييي أصييل النسييب بييم بمييا يتفيير عنييه ،فييالعرب عييدنان وقحطييان ،فتقييدم عييدنان علييى
قحطييان ألن النبييوة فيييهم ،وعييدنان يجمييا ربيعيية ومضيير ،فتقييدم مضيير علييى ربيعيية ألن النبييوة فيييهم ،ومضيير
يجميا بنيي هانيم وغييرهم ،فتقيدم بنيو هانيم ألن النبوة فييهم ،وقيري يجما قريناً وغير قري ،فتقدم قري
ألن النبييوة فيييهم فيكييون بنييو هانييم قطييب الترتيييب بييم بميين يليييهم ميين أقييرب األنسيياب إليييهم حتييى يسييتوعب
قريناً ،بم بمن يليهم في النسب حتى يستوعب جميا مضر ،بم بمن يليهم في النسب حتى يستوعب جميا
عدناني
وقد رتب أنساب العرب ستة مراتب ،فجعلت طبقات أنسابهم هي :نعيب ،بيم قبيلية ،بيم عميارة ،بيم
بط يين ب ييم فخ ييذ ،ب ييم فص يييلة :فالن ييعب النس ييب األبع ييد مب ييل ع ييدنان وقحط ييان ،س ييمي ن ييعباً ألن القبا ي يل من ييه
تنعبت ،بم القبيلة ،وهي ما انقسيمت فييه أنسياب النيعب مبيل ربيعية ومضير ،سيميت قبيلية لتقابيل األنسياب
وكنانية ،بيم اليبطن ،وهيو ميا انقسيمت فييه فيها ،بم العمارة ،وهي ما انقسمت فيها أنساب القبا ل مبيل قيري
انساب العمارة مبيل بنيي عبيد منياف وبنيي مخيزوم ،بيم الفخيذ وهيو ميا انقسيمت فييه أنسياب اليبطن مبيل بنيي
هانييم وبنييي أمييية ،بييم الفصيييلة وهييي مييا انقسييمت فيهييا أنسيياب الفخييذ مبييل بنييي أبييي طالييب وبنييي العبيياس،
فالفخييذ يجمييا الفصييا ل والييبطن يجمييا األفخيياذ ،والعمييارة تجمييا البطييون ،والقبيليية تجمييا العمييا ر ،والنييعب
يجما القبا ل ،ذواذا تباعدت األنساب صارت القبا ل نعوباً والعما ر قبا لي
ذوان كيانوا عجمياً ال يجتمعييون علييى نسييب فالييذو يجمعهييم عنييد فقييد النسييب أميران :إمييا أجنيياس ذوامييا
بالدي فالمتميزون باإلجناس كالترك والهند بم يتميز الترك أجناساً والهنيد أجناسيا والمتمييزون بيالبالد كاليديلم
والجبييل ،بييم يتميييز الييديلم بلييداناً والجبييل بلييداناً ذواذا تميييزوا باألجنيياس أو البلييدان ،فييذن كانييت لهييم سييابقة فييي
اإلسالم ترتبوا عليها في الديوان ،ذوان لم تكن لهم سابقة ترتبوا بالقرب من ولي األمر ،فيذن تسياووا فبالسيبق
إلى طاعتهي
وأمييا الترتيييب الخيياص فهييو ترتيييب الواحييد بعييد الواحييد يرتييب بالسييابقة فييي اإلسييالم فييذن تكيياف وا فييي
ا لسابقة ترتبوا بالدين ،فذن تقاربوا فيه ترتبوا بالسن؛ فذن تقاربوا فيها ترتبوا بالنجاعة ،فذن تقاربوا فيها فولي
األمر بالخيار بين أن يرتبهم بالقرعة أو يرتبهم عن رأيه واجتهادوي
وأما تقدير العطاء فمعتبر بالكفاية حتى يستغني بها عن التماس مادة تقطعه عن حماية البيضةي
والكفاييية معتب يرة ميين بالبيية أوجييه :أحييدها عييدد ميين يعولييه ميين الييذرارو والمماليييك والبيياني عييدد مييا
يرتبطه من الخيل والظهري والبالث الموضا الذو يحله في الغالء والرخص فيقدر كفايته في نفقته وكسوته
لعامييه كلييه فيكييون هييذا القييدر فييي عطا ييه بييم تعييرض حالييه فييي كييل عييام فييذن زادت رواتبيه الماسيية زيييد ،ذوان
نقصت نقصي
واختليف الفقهياء إذا تقييدر رزقيه بالكفايية هييل يجيوز أن ييزاد عليهييا؟ فمنيا النيافعي ميين زيادتيه علييى
كفايته ذوان اتسا المالي ألن أميوال بييت الميال ال توضيا إال فيي الحقيوق الالزمية ،وجيوز أبيو حنيفية زيادتيه
علييى الكفاييية إذا اتسييا المييال لهييا :ويكييون وقييت العطييا معلومياً يتوقعييه الجييي عنييد االسييتحقاق ،وهييو معتبيير
بالوقت الذو تستوفي فيه حقوق بيت المال ،فذن كانت تستوفي في وقت واحد مين السينة جعيل العطياء فيي
رأس كل سنة :ذوان كانت تستوفي في وقتين جعل العطاء فيي كيل سينة ميرتين ،ذواذا كانيت تسيتوفي فيي كيل
نييهر جعييل العطيياء فيييء رأس كييل نييهر ليكييون المييال مصييروفاً إليييهم عنييد حصييوله ،فييال يحييبس عيينهم إذا
اجتما وال يطالبون به إذا تأخري ذواذا تأخر عنهم العطاء عند بيت المال لعوارض أبطلت حقوقه أو أخرتها
كانت أرزاقهم ديناً على بيت المال ولييس لهيم مطالبية وليي األمير بيه كميا لييس لصياحب اليدين مطالبية مين
لسبب أوجبيه أو لعيذر اقتضياو جياز ،ذوان كيان لغيير أعسر بدينهي ذواذا أراد ولي األمر إسقاط بعض الجي
سبب لم يجز ألنهم جي المسلمين في الذب عنهمي
إخراج نفسه من الديوان جاز ميا االسيتغناء عنيه وليم يجيز ميا الحاجية إلييه ذواذا أراد بعض الجي
لقتييال فييامتنعوا وهييم أكفيياء ميين حيياربهم سييقطت أرزاقهييم ،ذوان ضييعفوا إال أن يكييون معييذو اًري ذواذا جييرد الجييي
عيينهم لييم تسييقط ذواذا نفقييت دابيية أحييدهم فييي حييرب عييوض عنهييا ذوان نفقييت فييي غييير حييرب لييم يعييوض ،ذواذا
اسيتهلك سيالحه فيهيا عيوض عنيه إن ليم يكين ييدخل فيي تقيدير عطا يه وليم يعيوض إن دخيل فييهي ذواذا جييرد
لسفر أعطي نفقة سفرو إن لم تدخل في تقدير عطا ه ولم يعط إن دخلت فيه ،ذواذا مات أحدهم أو قتل كان
ما يستحق من عطا ه موروباً عنه على ف ار ض اهلل تعالى وهو دين لوربته في بيت المالي
عليى قيولين أحيدهما أنيه قيد واختلف الفقهاء في استبقاء نفقياء ذريتيه مين عطا يه فيي دييوان الجيي
ليذهاب مسيتحقه ويحيالون عليى ميال العنير والصيدقة ،والقيول البياني :أنيه سقطت نفقتهم مين دييوان الجيي
يستبقى من عطا ه نفقات ذريته ترغيباً له في المقام وبعباً له على األقدامي
واختلف الفقهاء أيضاً في سيقوط عطا يه إذا حيدبت بيه زمانية عليى قيولين :أحيدهما يسيقط ألنيه فيي
مقابلة عمل قد عدم ،والقول الباني :أنه باق على العطاء ترغيباً في التجند واالرتزاقي
وأما القسم الباني فيما اختص باألعمال من رسوم وحقوق فينمل على ستة فصيول :أحيدها تحدييد
العمل بميا يتمييز بيه مين غييرو وتفصييل نواحييه التيي تختليف أحكامهيا ،فيجعيل لكيل بليد حيداً ال ينياركه فييه
غيرو ،ويفصل نواحي كل بلد إذا اختلفت أحكام نواحيهي ذوان اختلفت أحكيام الضييا فيي كيل ناحيية فصيلت
ضياعه كتفصيل نواحيه ذوان لم تختلف اقتصر على تفصيل النواحي دون الضيا ي
والفصل الباني أن يذكر حال البلد هل فتح عنوة أو صلحاً وما استقر عليه حكم أرضيه مين عنير
أو خيراج ،وهيل ،اختلفيت أحكاميه ونواحييه أو تسياوت؟ فذنيه ال يخليو مين بالبية أحيوال إميا أن يكيون جميعييه
أرض عنر أو جميعه أرض خراج ،أن يكون بعض عن اًر وبعضه خراجاً ،فذن كان جميعه أرض عنر ليم
يلييزم إببييات مسييا حه ألن العنيير علييى الييزر دون المسيياحة ،ويكييون مييا اسييتؤنف زرعييه مرفوع ياً إلييى دي يوان
العنيير ال مسييتخرجاً منييه ويلييزم تسييمية أربابييه عنييد رفعييه إلييى الييديوان ألن وجييوب العنيير فيييه معتبيير بأربابييه
دون رقيياب األرضييين ،ذواذا رفييا الييزر بأسييماء أربابييه ذكيير مبلييغ كيلييه وحييال سييقيه بسيييح أو عمييل الخييتالف
حكمه ليستوفي على موجبه ،ذوان كيان جميعيه أرض خيراج ليزم إببيات مسيا حه ألن الخيراج عليى المسياحة،
فذن كان هذا الخراج في حكيم األجيرة ليم يليزم تسيمية أربياب األرضيين ألنيه ال يختليف بذسيالم وال كفير ،ذوان
كان الخيراج فيي حكيم الجزيية ليزم تسيمية أربابيه وصيفهم باإلسيالم والكفير الخيتالف حكميهي بياختالف أهليه،
ذوان كان بعضه عن اًر وبعضه خراجاً فصل في ديوان العنر ما كان منه عن اًر وفي دييوان الخيراج ميا كيان
منه خراجاً الختالف الحكم فيهما وأجرى على كل واحد منهما ما يختص بحكمهي
والفصييل البالييث أحكييام خ ارجييه مييا اسييتقر علييى مسييا حه هييل هييو مقاسييمة علييى زرعييه أو هييو رزق
مقييدر علييى خ ارجييه ،فييذن كييان مقاسييمة لييزم إذا أخرجييت مسييا ح األرضييين ميين دييوان الخيراج أن يييذكر معهييا
مبل ييغ المقاس ييمة م يين رب ييا أو بل ييث أو نص ييف ويرف ييا إل ييى ال ييديوان مق ييادير الكي ييول لتس ييتوفي المقاس ييمة عل ييى
موجبهييا ،ذوان كييان الخ يراج ورق ياً لييم يخييل ميين أن يكييون متسيياوياً مييا اخييتالف الييزرو أو مختلف ياً ،فييذن كييان
متساوياً ما اختالف الزرو أخرجت المسا ح من دييوان الخيراج ليسيتوفي خراجهيا وال يليزم أن يرفيا إلييه إال
ما قبض منها ،ذوان كان الخيراج مختلفياً بياختالف اليزرو ليزم إخيراج المسيا ح مين دييوان الخيراج ،وأن يرفيا
إليه أجناس الزرو ليستوفي خراج المساحة على ما يوجبه حكم الزر ي
والفصل الرابا ذكر من كل بلد من أهل الذمة وما استقر عليهم في عقد الجزية فذن كانت مختلفية
باليسييار واإلعسييار سييموا فييي الييديوان مييا ذكيير عييددهم ليختبيير حييال يسييارهم وأعسييارهم ،ذوان لييم تختلييف فييي
اليسار واإلعسار جاز االقتصار على ذكر عددهم ووجب مراعاتهم في كل عام ليببت من بلغ ويسيقط مين
مات أو أسلم لينحصر بذلك ما يستحق من حريتهمي
والفص ييل الخ ييامس إن ك ييان م يين بل ييدان المع ييادن أن ي ييذكر أجن يياس معادن ييه وع ييدد ك ييل ج يينس منه ييا
ليستوفي حق المعدن منها وهذا مما ال ينضبط بمساحة وال ينحصر بتقدير الختالفيه ذوانميا ينضيبط بحسيب
المأخوذ منه إذا أعطي وأنال وال يلزم في أحكام المعادن أن يوصف في الديوان أحكام فتوحها هل هي من
أرض عنر أو خراج ألن الديوان فيها موضيو السيتيفاء الحيق مين نبلهيا وحقهيا ال يختليف ذليك فيي حقيوق
العاملين فيها واجخذيني وقد تقيدم القيول فيي اخيتالف الفقهياء فيي أجنياس ميا يؤخيذ حيق المعيادن منيه ،وفيي
قدر المأخوذ منه ،فذن لم يكين قيد سيبق لال مية فيهيا حكيم اجتهيدوا إليى الوقيت ب أرييه فيي الجينس اليذو يجيب
فيه وفي القدر المأخوذ منه وعمل عليه في األمرين معاً إذا كان من أهل االجتهاد ،ذوان كان من سبق من
األ مة والوالة قد اجتهد برأيه في الجينس اليذو يجيب فييه وفيي القيدر الميأخوذ منيه وحكيم بيه فيهيا حكمياً أييدو
وأمضاو فاستقر حكمه في األجناس التي يجب فيها حتى المعيدن وليم يسيتقر حكميه فيي القيدر الميأخوذ مين
المع ييدن ،ألن حكم ييه ف ييي الج يينس معتب يير بالمع ييدن الموج ييود وحكم ييه ف ييي الق ييدر يعتب يير بالمع ييدن ألن حكم ييه
بالجنس معتبر بالمعدن الموجود وحكمه في القدر معتبر بالمعدن المفقودي
والفصل السيادس إن كيان بغي اًر يتياخم دار الحيرب وكانيت أميوالهم دخليت دار اإلسيالم معنيورة عين
صلح استقر معهم وأببت في دييوان عقيد صيلحهم وقيدر الميأخوذ مينهم مين عنير أو خميس وزييادة علييه أو
نقصييان منييه ،فييذن كييان يختلييف بيياختالف األمتعيية واألم يوال فصييلت فيييه وكييان الييديوان موضييوعاً إلخ يراج
رسومه و الستيفاء ما يرفا إليه من مقادير األمتعة المحمولة إليهي
وأما أعنار األموال المنتقلة في دار اإلسيالم مين بليد إليى بليد فمحرمية ال يبيحهيا نير وال يسيوغها
اجتهيياد وال هييي ميين سياسييات العييدل وال ميين قضييايا النصييفة وقييل مييا تكييون إال فييي الييبالد الجييا رة ،وقييد روى
ال داروم الحداروم"ي عن النبي عليه الصالة والسالم أنه قال" :در النا
ذواذا غيرت الوالة أحكام البالد ومقادير الحقوق فيها اعتبر ما فعلوو ،فذن كان مسوغاً فيي االجتهياد
ألمر اقتضاو ال يمنا النر منه لحدوث سبب يسوغ النر الزيادة ألجليه أو النقصيان لحدوبيه جياز وصيار
الباني هو الحق المسيتوفي دون األولي ذواذا اسيتخرج حيال العميل مين اليديوان جياز أن يقتصير عليى إخيراج
الحال البانية دون األولىي واألحوط أن يخرج الحالين لجواز أن ييزول السيبب الحيادث فيعيود الحكيم األول؛
ذوان كان ما أخذ به الوالة من تغيير الحقوق غير مسوغ فيي النير وال ليه وجيه فيي االجتهياد كانيت الحقيوق
على الحكم األول وكان الباني مردوداً سوء غيروو إلى زيادة أو نقصان ،ألن الزيادة ظلم فيي حقيوق الرعيية
والنقصييان ظلييم فييي حقييوق بيييت المييالي ذواذا اسييتخرج حييال العمييل ميين الييديوان وجييب علييى رافعيية ميين كتيياب
الدواوين إخراج الحالين إن كان المستدعي إلخراجها من الوالة ال يعلم حالها فيما تقدم ،ذوان كان عالماً بهيا
لييم يلزمييه إخ يراج الحييال األول إليييه ألن علمييه بهييا قييد سييبق وجيياز االقتصييار علييى إخيراج الحييال البانييية مييا
وصفها بأنها مستحدبةي
وأما القسم البالث فيما اختص بالعمال من تقليد وعزل ،فينتمل على ستة فصول :أحدها ذكر من
يصييح منييه تقليييد العمييال ،وهييو معتبيير بنفييوذ األميير وجيواز النظيير ،فكييل ميين جيياز نظيرو فييي عمييل نفييذت فيييه
أوام يرو وصييح منييه تقليييد العمييال عليييه ،وهييذا يكييون ميين أحييد بالبيية :إمييا ميين السييلطان المسييتولي علييى كييل
األمييوري ذوام ييا م يين وزي يير التع ييويضي ذوامييا م يين عام ييل ع ييام الوالي يية كعامييل إقل يييم أو مص يير عظ يييم يقل ييد ف ييي
خصوص األعمال عامالًي فأما وزير التنفيذ فال يصح منه تقليد عامل إال بعد المطالعة واالست ماري
والفصل الباني من يصح أن يتقلد العمالة ،وهو من استقل بكفايته ووبق بأمانته ،فذن كانت عمالة
تفيويض تفتقيير إلييى اجتهيياد روعييي فيهيا الحرييية واإلسييالم ،ذوان كانييت عماليية تنفييذ ال اجتهيياد للعامييل فيهييا لييم
يفتقر إلى الحرية واإلسالمي
والفصييل البالييث ذكيير العمييل الييذو تقليييدو وهييذا يعتبيير فيييه بالبيية نييروط :أحييدها تحديييد الناحييية بمييا
تتميز به عن غيرهاي والباني تعيين العمل اليذو يخيتص بنظيرو فيهيا مين جبايية أو خيراج أو عنير :والباليث
العلم برسوم العمل وحقوقه على تفصيل ينتفيي عنيه الجهالية ،فيذذا اسيتكملت هيذو النيروط البالبية فيي عميل
علم به المولي والمولى صح التقليد ونفذي
والفصل الرابا زمان النظر ،فال يخلو من بالبة أحوال:
أحييدها أن يقييدرو بمييدة محصييورة النييهور أو السيينين ،فيكييون تقييديرها بهييذو المييدة مجييوز النظيير فيهييا
ومانعاً من النظر بعد انقضا هاي وال يكيون النظير فيي الميدة المقييدة الزمياً مين جهية الميولي ،وليه صيرفه وال
اسييتبدال بييه إذا رأى ذلييك صييالحاً ،فأمييا لزومييه ميين جهيية العامييل المييولىي فمعتبيير بحييال جارييية عليهييا ،فييذن
كان الجارو معلوماً بما تصح به األجور لزمه العمل في المدة إلى انقضا ها ،ألن العمالة فيهيا تصيير مين
اإلجارات المحضة ويؤخذ العامل فيها بالعمل إلى انقضا ها إجبا اًري والفرق بينهما في تخيير المولي ولومها
للمولى أنها في جنبة المولي من العقود الخاصة لعقدو لها في حق نفسيه فيجيرو عليهيا حكيم الليزوم ذوان ليم
يتقدر جارية بما يصح في األجور لم تلزمه الميدة ،وجياز ليه الخيروج مين العميل إذا نياء بعيد أن ينهيي إليى
موليه حال تركه حتى ال يحلو عمله من ناظر فيهي
والحاليية البانييية أن يقييدر بالعمييل فيقييول المييولي فيييه قييد قلييدتك خ يراج ناحييية كييذا فييي هييذو السيينة أو
قليدتك صيدقات بليد كيذا فيي هيذا العييام فتكيون ميدة نظيرو مقيدرة بف ارغيه عيين عمليهي فيذذا فيرغ منيه انعيزل عنييه
وهو قبل فراغه على ما ذكرنا يجوز أن يعزله المولي ،وعزله لنفسه معتبر بصحة جارية وفسادوي
والحالة البالبة أن يكون التقليد مطلقاً فال يقدر بمدة وال عمل ،فيقول فيه قد قلدتك خيراج الكوفية أو
أعن ييار البصي يرة أو حماي يية بغ ييداد ،فه ييذا تقلي ييد ص ييحيح ذوان جهل ييت مدت ييه ،ألن المقص ييود من ييه اإلذن لجي يواز
النظر ،وليس المقصود منه اللزوم المعتبر في عقود اإليجاراتي
ذواذا صح التقليد وجاز النظر لم يخل حاله من أحد أمرين :إما أن يكون مستديماً أو منقطعياً ،فيذن
كان مستديماً كيالنظر فيي الجبايية والقضياء وحقيوق المعيادن فيصيح نظيرو فيهيا عامياً بعيد عيام ميا ليم يعيزلي
ذوان كييان منقطع ياً فهييو علييى ض يربين :أحييدهما أن ال يكييون معهييود العييود فييي كييل عييام كييالوالي ع يل قسييم
الغنيمة فينعزل بعد فراغه منها وليس له النظر في قسمة غيرها من الغنا مي والضرب الباني أن يكون عادًا
في كل عام كالخراج الذو إذا استخرج في عام عادو فيما يليه ،فقد اختلف الفقهاء هل يكيون إطيالق تقلييدو
مقصييو اًر علييى نظيير عامييه أو محميوالً علييى كييل عييام مييا لييم يعييزل عليى وجهييين :أحييدهما أنييه يكييون مقصييو اًر
للنظر على العام الذو هو فيه ،فذذا استوفى خراجه أو أخيذ أعنيارو انعيزل وليم يكين ليه أن ينظير فيي العيام
الباني إال بتقليد مستجد اقتصا اًر على اليقيني والوجه الباني أنه يحمل على جواز النظر في كل عيام ميا ليم
يعزل اعتبا اًر بالعرفي
والفصل الخيامس فيي جيارو العاميل عليى عمليه ،وال يخليو فييه مين بالبية أحيوال :أحيدها أن يسيمى
معلوم ياً ،والبيياني أن يسييمى مجه يوالًي والبالييث أن ال يسييمى بجهييول وال بمعلييوم ،فييذن سييمي معلوم ياً اسييتحق
المسييمى إذا وفييى العماليية حقهييا ،فييذن قصيير فيهييا روعييي تقصيييرو ،فييذن كييان لتييرك بعييض العمييل لييم يسييتحق
جيارو مييا قابلييه ذوان كييان لخيانيية منييه مييا اسييتيفاء العمييل اسييتكمل جارييية وارتجييا مييا خييان فيييه ،ذوان زاد فييي
العمل روعييت الزييادة ،فيذن ليم تيدخل فيي حكيم عمليه كيان نظيرو فيهيا ميردوداً ال ينفيذ ،ذوان كانيت داخلية فيي
حكم نظرو لم يخل من أحد أمرين :إما أن يكون قد أخذها بحق أو ظلم ،فذن كان أخيذها بحيق كيان متبرعياً
بهييا ال يسييتحق لهييا زيييادة علييى المسييمى فييي جاريييه ،ذوان كييان ظلم ياً وجييب ردهييا علييى ميين ظلييم بهييا وكييان
عييدواناً ميين العامييل يؤخييذ بجريرتييه ،وأمييا إن سييمي جارييية مجهيوالً اسييتحق جييارو مبلييه فيمييا عمييل ،فييذن كييان
جييارو العمييل مقييدار فييي الييديوان وعمييل بييه جماعيية ميين العمييال صييار ذلييك القييدر هييو جييارو المبييل ،ذوان لييم
يعمل به إال واحداً لم يصر ذلك مألوفاً في جارو المبلي
وأما إن لم يسم جاريه بمعلوم وال بمجهول فقد اختلف الفقهاء في استحقاقه لجارو مبله على عمله
علييى أربعيية مييذاهب قالهييا النييافعي وأصييحابه ،فمييذهب النييافعي فيهييا أنييه ال جييارو لييه علييى عمل يه ويكييون
متطوعاً به حتى يسمى جارياً معلوماً أو مجهوالً لخلو عمله من عوض ،وقال المزني له جارو مبله ذوان لم
يسمه الستيفاء عمله عين إذنيهي وقيال أبيو العبياس بين سيريج إن كيان منيهو اًر بأخيذ الجيارو عليى عمليه فليه
جييارو مبل ييه ،ذوان ل ييم ينييهر بأخ ييذ الج ييارو عليييه ف ييال ج ييارو لييه وق ييال أب ييو إسييحاق الم ييروزو م يين أص ييحاب
النافعي :إن دعى إلى العمل في االبتداء أو أمر به فله جارو مبله ،فذن ابتدأ بالطلب فأذن ليه فيي العميل
فال جارو له ،ذواذا كيان فيي عمليه ميال يجتبيى فجارييه مسيتحق فييه ،ذوان ليم يكين فييه ميال فجارييه فيي بييت
المال مستحق من سهم المصالحي
والفصل السادس فيما يصح به التقليد ،فيذن كيان نصياً يلفيظ بيه الميولي صيح بيه التقلييد كميا تصيح
ب ييه س ييا ر العق ييود ،ذوان ك ييان ع يين توقي ييا الم ييولي بتقلي ييدو خطي ياً ال لف ييظ ص ييح التقلي ييد وانعق ييدت ب ييه الوالي ييات
السلطانية إذا اقترنت به نواهد الحال ذوان لم تصح به النقود الخاصة اعتبا اًر بالعرف الجارو فيه ،وهذا إذا
كان التقليد مقصو اًر عليه ال يتعداو إلى استنابة غييرو فييه وال يصيح إذا كيان التقلييد عامياً متعيدياً؛ فيذذا صيح
التقليد بالنروط المعتبرة فيه وكان العمل قبله خالياً من ناظر تفيرد هيذا الميولى بيالنظر واسيتحق جارييه مين
أول وقت نظرو فيه ،ذوان كان في العمل ناظر قبيل تقلييدو نظير فيي العميل ،فيذن كيان ميا ال يصيح االنيتراك
فيه كان تقليدو الباني عزالً لمول ،ذوان كان مما يصح فيه االنتراك روعي العرف الجارو فيه ،فذن لم يجز
العييرف باالنييتراك فيييه كييان عيزالً لييمول ،ذوان جييرى العييرف باالنييتراك فيييه لييم يكيين تقليييد البيياني عيزالً لييمول
وكانا عاملين عليه وناظرين فيه ،فيذن قليد علييه منيرف كيان العاميل مباني اًر للعميل وكيان المنيرف مسيتوفياً
له يمنا من زيادة عليه أو نقصان منه أو تفرد بهي
وحكييم المنييرف يخييالف حكييم صيياحب البريييد ميين بالبيية أوجييه :أحييدها أنييه ليييس للعامييل أن ينفييرد
بالعمل دون المنرف وله أن ينفرد به دون صاحب البريدي
والباني أن للمنرف منا العامل مما أفسد فيه وليس ذلك لصاحب البريدي
والبالييث أن المنييرف ال يلزمييه اإلخبييار بمييا فعلييه العامييل ميين صييحيح وفاسييد إذا انتهييى إليييه ،ويلييزم
صاحب البريد اإلخبار بما فعله العامل من صحيح وفاسد ألن خبر المنرف استعداء وخبر صاحب البريد
إنهاءي
والفرق بين خبر اإلنهاء وخبر االستعداء من وجهين :أحدهما أن خبر اإلنهاء ينتمل عليى الفاسيد
والصحيح وخبر االستعداء مختص بالفاسد دون الصحيحي
والباني أن خبر اإلنهاء فيما رجا عنه العامل وفيما لم يرجا عنه وخبر االستدعاء مختص بما لم
يرجا عنه دون ما رجا عنه ،ذواذا أنكر العامل استعداء المنرف أو إنهاء صاحب البريد لم يكن قول واحد
منهما مقبوالً عليه حتى يبرهن عنه ،فذن اجتمعا على اإلنهاء واالستعداء صار ناهدين عليه فيقبيل قولهميا
عليه إذا كانا مأمونيني ذواذا طولب العامل برفا الحساب فيما توالو لزمه رفعيه فيي عمالية الخيراج وليم يلزميه
رفعه في عمالية العنير ،ألن مصيرف الخيراج إليى بييت الميالي ومصيرف العنير إليى أهيل الصيدقات وعليى
مييذهب أبييي حنيفيية يؤخييذ برفييا الحسيياب فييي المييالين النييتراك مصيير فهمييا عنييدو ،ذواذا ادعييى عامييل العنيير
صرف العنر في مستحقه قبل قوله فييه ،وليو ادعيى عاميل الخيراج دفيا الخيراج إليى مسيتحقه ليم يقبيل قوليه
إال بتصديق أو بينةي
ذواذا أراد العام ييل أن يس ييتخلف عل ييى عمل ييه ف ييذلك ضي يربان :أح ييدهما أن يس ييتخلف علي ييه م يين ينف ييرد
بالنظر فيه دونه ،فهذا غير جا ز منه ألنه يجرو مجيرى االسيتبدال ،ولييس ليه أن يسيتبدل غييرو بنفسيه ذوان
جاز له عزل نفسهي
والضرب الباني أن يسيتخلف علييه معينياً ليه في ارعيي مخيرج التقلييد فذنيه ال يخليو مين بالبية أحيوال:
أحدها أن يتضمن إذناً باالستخالف فيجوز له أن يستخلف ويكون من استخلفه نا باً عنه يعزل بعزله إن لم
يكين مسيمى فيي اإلذن ،فيذن سيمي ليه مين يسيتخلفه فقيد اختليف الفقهياء فييه إذا اسيتخلفه هيل ينعيزل بعزلييه
فقال قوم ينعزل ،وقال آخرون ال ينعزلي
والحالة البانية أن يتضمن التقليد نهياً عن االستخالف ،فال يجيوز ليه أن يسيتخلف وعلييه أن ينفيرد
بالنظر فيه إن قدر عليه ،فذن عجز عنيه كيان التقلييد فاسيداً ،فيذن نظير ميا فسياد التقلييد صيح مين نظيرو ميا
اختص باإلذن نم أمر ونهي ولم يصح منه ما اختص اختص بالوالية من عقد وحلي
والحاليية البالبيية أن يكييون التقليييد مطلقياً ال يتضييمن إذنياً وال نهيياً فيعتبيير حييال العمييل فييذن قييدر علييى
التفرد بالنظر فيه لم يج أر أن يستخلف عليه ،ذوان لم يقدر على التفرد بالنظر فيه جاز له أن يسيتخلف فيميا
عجز عنه ولم يجز أن يستخلف فيما قدر عليهي
وأما القسم الرابا فيما اختص بيت المال من دخل وخرج ،فهو أن كل ما ل استحقه المسلمون وليم
يتعين ماله منهم فهو من حقوق بيت المال ،فذذا قبض صار بالقبض مضيافاً إليى حقيوق بييت الميال سيواء
أدخل إلى حرزو أو لم يدخل ،ألن بيت المال عبارة عن الجهية ال عين المكيان ،وكيل حيق وجيب صيرفه فيي
مصييالح المس يلمين فهييو حييق علييى بيييت المييال ،فييذذا صييرف فييي جهتييه صييار مضييافاً إلييى الخ يراج ميين بيييت
المال سواء خرج من حرزو أو لم يخرج ،ألن ما صار إلى عميال المسيلمين أو خيرج مين أييديهم فحكيم بييت
المال جار عليه في دخله إليه وخرجهي
ذواذا كان كذلك فاألموال التي يستحقها المسلمون تنقسم بالبة أقسام :فيء وغنيمة وصدقةي
فأما الفييء فمين حقيوق بييت الميال ،ألن مصيرفه موقيوف عليى رأو اإلميام واجتهيادو ،وأميا الغنيمية
فليست من حقوق بيت المال ألنها مستحقة للغانمين الذين تعينوا بحضور الواقعة ال يختلف مصرفها بيرأو
اإلم ي ي ي ي ي ي ي ييام ،وال اجته ي ي ي ي ي ي ي يياد ل ي ي ي ي ي ي ي ييه ف ي ي ي ي ي ي ي ييي م ي ي ي ي ي ي ي يينعهم فل ي ي ي ي ي ي ي ييم تص ي ي ي ي ي ي ي يير م ي ي ي ي ي ي ي يين حق ي ي ي ي ي ي ي ييوق بي ي ي ي ي ي ي ي ييت الم ي ي ي ي ي ي ي ييالي
وأما خمس الفيء والغنيمة فينقسم بالبة أقسام :قسم منه يكون من حقوق بيت المال وهو سهم النبي صيلى
اهلل عليييه وسييلم المصييروف فييي المصييالح العاميية لوقييوف مصيرفه علييى رأو اإلمييام واجتهييادو ،وقسييم منييه ال
يكون من حقوق بيت المال وهو سهم ذوو القربى ،ألنه مستحق لجماعتهم فتعين مالكوو وخيرج عين حقيوق
بيت المال لخروجه عن اجتهياد اإلميام و أرييه ،وقسيم منيه يكيون بييت الميال فييه حافظياً ليه عليى جهاتيه وهيو
سهم اليتامى والمساكين وابن السبيل إن وجدوا دفا إليهم ذوان فقدوا أحرز لهمي
وأما الصيدقة فضيربان :صيدقة ميال بياطن فيال يكيون مين حقيوق بييت الميال لجيواز أن ينفيرد أربابيه
بيذخراج زكاتييه فييي أهلهييا ،والضيرب البيياني صييدقة مييال ظيياهر كأعنيار الييزرو والبمييار وصييدقات الموانييي،
فعند أبي حنيفة أنه من حقوق بيت المال ألنيه يجيوز صيرفه عليى رأو اإلميام واجتهيادو وليم يعينيه فيي أهيل
السهمين ،وعلى مذهب النافعي ال يكون من حقيوق بييت الميال ألنيه معيين الجهيات عنيدو ال يجيوز صيرفه
علييى غييير جهاتييه ،ولكيين اختلييف قولييه هييل يكييون بيييت المييال مح يالً إلح ي ارزو عنييد تعييذر جهاتييه؟ فييذهب فييي
القديم إلى أن بيت الميال إذا تعيذرت الجهيات يكيون محيالً إلحي ارزو فييه إليى أن توجيد ألنيه كيان ييرى وجيوب
دفعييه إلييى اإلمييام ورجييا عنييه فييي مسييتجد قولييه إلييى أن بيييت المييال ال يكييون محيالً إلحي ارزو اسييتحقاقاً ألنييه ال
ييرى فيييه وجيوب دفعييه إليى اإلمييام ذوان جياز أن يييدفا إلييه فييذلك ليم يسييتحق إحي ارزو فييي بييت المييال ذوان جيياز
إح ارزو فيهي
وأما المسيتحق عليى بييت الميال فضيربان :أحيدهما ميا كيان بييت الميال فييه حير اًز فاسيتحقاقه معتبير
بالوجود ،فذن المال موجوداً فيه كان صيرفه فيي جهاتيه مسيتحقاً وعدميه مسيقط السيتحقاقهي والضيرب البياني
أن يكون بيت المال مستحقاً فهو على ضربين :أحدهما أن يكون مصرفه مستحقاً على وجه البيدل كيأرزاق
الجنيد وأبمييان الكي ار والسييال فاسييتحقاقه غييير معتبيير بيالوجود وهييو ميين الحقييوق الالزميية مييا الوجييود والعييدم
فيذن كيان موجيوداً عجيل دفعيه كاليديون ميا اليسياري ذوان كيان معيدوماً وجيب فييه عليى األنظيار كاليديون ميا
اإلعسييار ،والضييرب البيياني أن يكييون مصيرفه مسييتحقاً علييى وجييه المصييلحة واألرفيياق دون البييدل فاسييتحقاقه
معتبيير بييالوجود دون العييدم ،فييذن كييان موجييوداً فييي بيييت المييال وجييب فيييه وسييقط فرضيه عيين المسييلمين ،ذوان
كان معدوماً سقط وجوبه عن بيت المال وكان إن عم ضررو من فروض الكفاية على كافة المسلمين حتيى
يقوم به منهم من فيه كفاية كالجهاد ،ذوان كان مما ال يعم ضررو كوعر طريق قريب يجد الناس طريقاً غيرو
بعيداً أو انقطيا نيرب يجيد النياس غييرو نيرباً ،فيذذا سيقط وجوبيه عين بييت الميال بالعيدم سيقط وجوبيه عليى
الكافيية لوجييود البييدل ،فلييو اجتمييا علييى بيييت المييال حقييان ضيياق عنهمييا واتسييا ألحييدهما صييرف فيمييا يصييير
منهميا دي ًين فيييه ،فليو ضيياق عين كيل واحييد منهميا جيياز ليوالي األمير إذا خيياف الفسياد أن يفتييرض عليى بيييت
المال ما يصرفه في الديون دون االرتفاق وكان من حدث بعدو من الوالة مأخوذاً بقضا ه إذا اتسا ليه بييت
المالي
ذواذا فضلت حقوق بيت المال عن مصرفها ،فقد اختلف الفقهاء في فاضله ،فيذهب أبيو حنيفية إليى
أنه يدخر في بيت المال لميا ينيوب المسيلمين مين حيادثي وذهيب النيافعي إليى أنيه يقيبض عليى أميوال مين
يعم بيه صيال المسيلمين وال ييدخر ألن النوا يب تعيين فرضيها علييهم إذا حيدبت فهيذو األقسيام األربعية التيي
وضعت عليها قواعد الديواني
وأما كاتب الديوان وهو صاحب ذمامه ،فالمعتبر في صحة واليته نرطان :العدالة والكفايةي
فأما العدالة فمنه مؤتمن على حق بيت المال والرعية فاقتضى أن يكون في العدالة واألمانة عليى
صفات المؤتمنيني
وأمييا الكفاييية فمنييه مبانيير لعمييل يقتضييي أن يكييون فييي القيييام مسييتقالً بكفاييية المبان يرين فييذذا صييح
تقليييدو فالييذو نييدب لييه سييتة أنييياء :حفييظ الق يوانين ،واسييتيفاء الحقييوق ،ذوانبييات الرفييو ،ومحاسييبات العمييال،
ذواخراج األحوال ،وتصفح الظالماتي
فأمييا األول منه يا وهييو حفييظ الق يوانين علييى الرسييوم العادليية ميين غييير زيييادة تتحيييف بهييا الرعييية أو
نقصييان ينييبلم بييه حييق بيييت المييال ،فييذن قييررت فييي أيامييه لييبالد اسييتؤنف فتحهييا أو لميوات ابتييدإ فييي إحيا ييه
أببتهيا فيي دييوان الناحيية ودييوان بييت الميال الجيياما للحكيم المسييتقر فيهيا ،ذوان تقدمتيه القيوانين المقيررة فيهييا
رجا فيها إلى ما أببته أمناء الكتاب إذا وبق بخطوطهم وتسلمه من أمنا هم تحت ختومهم وكانت الخطيوط
الخارج يية عل ييى ه ييذو الن ييروط مقنع يية ف ييي جي يواز األخ ييذ ب ييه والعم ييل عليه ييا ف ييي الرس ييوم الديواني يية والحق ييوق
السلطانية ،ذوان لم تقنا في أحكام القضاء والنيهادات اعتبيا اًر بيالعرف المعهيود فيهيا كميا يجيوز للمحيدث أن
يؤدو ما وجدو من سماعه بالخط الذو يبق به ويجيء على قول أبي حنيفة أنه ال يجوز لكاتب الديوان أن
يعميل عليى الخييط وحيدو حتيى يأخييذو سيماعاً مين لفييظ نفسيه يحفظيه عنييه بقلبيه كميا يقييول فيي روايية الحييديث
اعتبا اًر بالقضاء والنهادات وهذا ناق مسيتبعدي والفيرق بينهميا أن القضياء والنيهادات مين الحقيوق الخاصية
التي يكبر المبانر لها والقيم بها فلم يضق الحفظ لها بالقلب فذلك لم يجيز أن يعيول فيهيا عيل مجيرد الخيط
وأن القوانين الديوانية من الحقوق العامة التي يقل المبانير لهيا ميا كبرتهيا وانتنيارها فضياق حفظهيا بالقليب
فذلك جاز التعويل فيها على مجرد الخط وكذلك رواية الحديثي
وأمييا البيياني وهييو اسييتيفاء الحقييوق فهييو علييى ض يربين :أحييدهما اسييتيفاؤها مميين وجبييت عليييه ميين
العامليني والباني استيفاؤها نم القابضين لها من العمال ،فأما استيفاؤها من العاملين فيعمل فيه عليى إقيرار
العمييال بقبضييها ،وأمييا العمييل فيهييا علييى خطييوط العمييال بقبضييها فالييذو عليييه كتيياب الييدواوين أنييه إذا عييرف
الخييط كييان حجيية القييبض س يواء اعتييرف العامييل بأنييه خطييه وأنك يرو إذا قيييس بخطييه المعييروفي والييذو عليييه
الفقهياء أنيه إن ليم يعتيرف العاميل بأنيه خطيه وأنكيرو لييم يلزميه وليم يكين حجية فيي القيبض ال يسيوغ أن يقيياس
بخطييه فييي اإلل يزام إجبييا اًر ذوانمييا يقيياس بخطييه إرهاب ياً ليعتييرف بييه طوع ياً ،ذوان اعتييرف بييالخط وأنكيير القييبض
فالظيياهر ميين مييذهب النييافعي أن يكييون فييي الحقييوق السييلطانية خاصيية حجيية للعيياملين بالييدفا وحجيية علييى
العمال بالقبض اعتبا اًر بالعرف؛ والظاهر من مذهب أبي حنيفة أنه ال يكون حجة عليهم وال للعاملين حتى
يقر به لفظاً كالديون الخاصة ،وفيما قدمناو من الفرق بينهما مقناي
وأما استيفاؤها من العمال ،فيذن كانيت خ ارجياً إليى بييت الميال ليم يحيتج فيهيا إليى توقييا وليي األمير
وكان اعتراف صاحب بيت المال بقبضها حجة في براءة العمال منها والكالم فيي خيط إذا تجيرد عين إقي اررو
على ما قدمناو في خطوط العمال أنيه يكيون حجية عليى الظياهر مين ميذهب النيافعي وال يكيون حجية عليى
الظيياهر ميين مييذهب أبييي حنيفيية ،ذوان كانييت خ ارج ياً ميين حقييوق بيييت المييال ولييم تكيين خ ارج ياً إليييه لييم يمييض
العمال إال بتوقيا ولي األمر وكان التوقيا إذا عرفت صحته حجة مقنعة في جواز الدفاي
وأما االحتساب به فيحتمل وجهين :أحدهما أن يكون االحتساب به موقوفاً على اعتراف الموقا له
بق ي ي ي ي ييبض م ي ي ي ي ييا تض ي ي ي ي ييمنه ،ألن التوقي ي ي ي ي ييا حج ي ي ي ي يية بال ي ي ي ي ييدفا إلي ي ي ي ي ييه ول ي ي ي ي يييس بحج ي ي ي ي يية ف ي ي ي ي ييي الق ي ي ي ي ييبض من ي ي ي ي ييهي
والوجه الباني يحتسب به العامل في حقوق بيت المال ،فذن أنكر صاحب التوقيا القبض حاكم العامل فييه
وأخييذ العامييل بذقاميية الحجيية عليييه ،فييذن عييدمها أحلييف صيياحب التوقيييا وأخييذ العامييل بييالغرام ،وهييذا الوجييه
أخص بعرف الديواني والوجه األول أنيبه بتحقييق الفقيه ،فيذن اسيتراب صياحب اليديوان بيالتوقيا ليم يحتسيب
للعامل به على الوجهين معاً حتى يعرضه على الموقا ،فذن اعتيرف بيه صيح وكيان االحتسياب بيه عيل ميا
تقدم ،ذوان أنكرو لم يحتسب به للعامل ونظر في وجه الخيراج ،فيذن كيان فيي خياص موجيود رجيا بيه العاميل
عليييه ،ذوان كييان فييي جهييات ال يمكيين الرجييو بهييا سييأل العامييل ال فييي عييرف السييلطنة وال فييي حكييم القضيياء،
فذن علم بصحة الخراج فهو من عرف السلطنة مدفو عن إحالف الموقا وفي حكم القضاء يجاب عليهي
وأمييا البالييث فهييو إببييات الرفييو ،فينقسييم بالبيية أقسييام :رفييو مسيياحة وعمييل ،ورفييو قييبض واسييتيفاء،
ورفييو خييرج ونفقييةي فأمييا رفييو المسيياحة والعمييل ،فييذن كانييت أصييولها مقييدرة فييي الييديوان اعتبيير صييحة الرفييا
بمقابلة األصل وأببت في الديوان إن وافقها ،ذوان لم يكن لها في الديوان أصول عميل فيي إبباتهيا عليى قيول
رافعها ،وأما رفو القبض واالستيفاء فيعمل فيي إبباتهيا عليى مجيرد قيول رافعهياي ألنيه يقير بيه عليى نفسيه ال
لها ،وأما رفو الخراج والنفقة فرافعها مد لها فال نقبل دعواو إال بالحجج البالغةي فذن احيتج بتوقيعيات والة
األمور استعرضها وكان الحكم فيها على ما قدمنا من أحكام التوقيعاتي
وأمييا ال اربييا وهييو محاسييبة العمييال فيختلييف حكمهييا بيياختالف مييا تقلييدوو ،وقييد قييدمنا القييول فيهييا ،فييذن
كانوا من عمال الخراج لزمهم رفا الحساب ووجب على كاتب الديوان محاسبتهم على صحة ما رفعوو ،ذوان
ك ييانوا م يين عم ييال العن يير ل ييم يل ييزمهم عل ييى م ييذهب الن ييافعي رف ييا الحس يياب ول ييم يج ييب عل ييى كات ييب ال ييديوان
محاسيبتهم علييه؛ ألن العنير عنيدو صيدقة ال يقيف مصيرفها عليى اجتهياد اليوالة ،وليو تفيرد أهالهيا بمصيرفها
أج يزأت ويلييزمهم علييى مييذهب أبييي حنيفيية رفييا الحسيياب ويجييب علييى كاتييب الييديوان محاسييبتهم عليييه ،ألن
مصرف الخراج والعنر عندو منتركي ذواذا حوسب من وجبت عليه محاسبته من العمال نظل ،فذن ليم يقيا
بين العامل وكاتب الديوان حلف كان كاتب الديوان مصدقاً فيي بقاييا الحسياب ،فيذن اسيتراب بيه وليي األمير
كلف ييه إحض ييار ني يواهدو ،ف ييذن ازل ييت الريب يية عن ييه س ييقطت اليم ييين في ييه ،ذوان ل ييم ت ييزل الريب يية وأراد ول ييي األم يير
اإلحالف على ذلك أحلف العامل دون كاتب الديوان ،ألن المطالبة متوجهية عليى العاميل دون الكاتيب ذوان
اختلفييا فييي الحسيياب نظيير فييذن كييان اختالفهمييا فييي خ يراج فييالقول فيييه قييول الكاتييب ألنييه منكيير ،ذوان كييان
اختالفهما في مساحة تمكن إعادتها اعتبرت بعد االختالف وعمل فيها على ما يخرج بصحيح االعتباري
وأمييا الخييامس وهييو إخ يراج األح يوال فهييو استنييهاد صيياحب الييديوان علييى مييا ببييت فيييه ميين ق يوانين
وحقوق فصيار كالنيهادة واعتبير فييه نيرطان :أحيدهما أن ال يخيرج مين األميوال إال ميا عليم صيحته كميا ال
ينييهد إال بمييا علمييه وتحققييه ،والبيياني أن ال يبتييدإ بييذلك حتييى يسييتدعي منييه كمييا ال ينييهد حتييى يستنييهد،
والمستدعي إلخراج األموال من نفيذت توقيعاتيه كميا أن المنيهود عنيدو مين نفيذت أحكاميه ،فيذذا أخيرج حياالً
لزم الموقا بذخراجها واألخذ بها والعمل عليها كما يلزم الحاكم تنفيذ الحكم بما ينيهد بيه النيهود عنيدو ،فيذن
استراب الموقا بذخراج الميال جياز أن يسيأله مين أيين أخرجيه ويطالبيه بذحضيار نيواهد اليديوان بهيا ،ذوان ليم
يجز للحاكم أن يسأل ناهداً عين سيبب نيهادته ،فيذن أحضيرها ووقيا فيي الينفس صيحتها ازليت عنيه الريبية،
ذوان عدمها وذكر أنه أخرجها من حفظه لتقدم علمه بها صار معلول القول ،والموقا مخيير بيين قبيول ذليك
منه أوردو عليه ،وليس له استخالفهي
وأما السادس وهو تصفح الظالمات فهو يختلف بسبب اختالف التظلم ،وليس يخليو مين أن يكيون
الميتظلم ميين الرعيية أو ميين العميال ،فييذن كييان الميتظلم ميين الرعيية تظلييم ميين عاميل تحيفييه فيي معاملتييه كييان
صاحب الديوان فيها حاكماً بينهما وجاز له أن يتصفح الظالمة ويزيل التحيف سواء وقيا النظير إلييه بيذلك
أو لم يقا ،ألنه مندوب لحفظ القوانين واسيتيفاء الحقيوق فصيار بعقيد الواليية مسيتحقاً لتصيفح الظالمية ،فيذن
منا منها امتنا وصار عزالً عن بعض ما كان إليه ،ذوان كان المتظلم عامالً جيوزف فيي حسياب أو غيولط
في معاملة صار صحب الديوان فيها خصماً ،وكان المتصفح لها والي األمري
الباب التاسع عدر
في يحكام الج ار م
الج ي ار م محظييورات نييرعية زجيير اهلل تعييالى عنهييا بحييد أو تعزيييز ،ولهييا عنييد التهميية حييال اسييتبراء
تقتضيه السياسة الدينية ،ولها عند ببوتها وصحتها حال استيفاء توجيه األحكام النرعيةي
فأما حالها بعد التهمية وقبيل ببوتهيا وصيحتها فمعتبير بحيال النظير فيهيا ،فيذن كيان حاكمياً رفيا إلييه
رجل قد اتهم بسيرقة أو زنيا ليم يكين لتهمية بهيا تيأبير عنيدو؛ وليم يجيز أن يحبسيه لكنيف وال اسيتبراء ،وال أن
يأخذو بأسباب اإلقرار إجبا اًر ،ولم يسما الدعوى عليه في السرقة إال من خصم مستحق لما قرف وراعى ما
يبدو مين إقيرار المتهيوم أو إنكيارو؛ إن اتهيم بالزنيا ليم يسيما اليدعوى علييه إال بعيد أن ييذكر الميرأة التيي زنيى
بهيا ويصييف مييا فعليه بهييا بمييا يكييون زنيا بموجبييه للحييد ،فيذن أقيير حييدو بموجييب إقي اررو ،ذوان أنكيير وكانييت بينيية
سمعها عليه ،ذوان لم تكن أحلفه في اجدميين دون حقوق اهلل تعالى ،إذا طلب الخصم اليميني
ذوان كان النظر اليذو رفيا إلييه هيذا المتهيوم أميي اًر أو مين أوالد األحيداث والمعياون كيان ليه ميا هيذا
المتهييوم ميين أسييباب الكنييف واالسييتبراء مييا ليييس للقضيياة والحكييام وذلييك ميين تسييعة أوجييه يختلييف بهييا حكييم
النظريني
أحييدها أنييه ال يجييوز لممييير أن يسييما قييرف المتهييوم ميين أع يوان اإلمييارة ميين غييير تحقيييق الييدعوى
المقررة ويرجا إلى قولهم في اإلخبار عن حال المتهوم ،وهل هو من أهيل الرييب؟ وهيل هيو معيروف بمبيل
مييا قييرف بييه أم ال ؟ فييذن بييرءوو ميين مبييل ذلييك خفييت التهميية ووضييعت وعجييل إطالقييه ولييم يغلييط عليييه ،ذوان
قرفوو بأمباله وعرفوو بأنباهه غلظت التهمة وقويت واستعمل فيها مين حيال الكنيف ميا سينذكرو ،ولييس هيذا
للقضاةي
والباني أن لممير أن يراعي نيواهد الحيال وأوصياف المتهيوم فيي قيوة التهمية وضيعفها ،فيذن كانيت
التهمة زنا وكان المتهوم مطيعاً للناس ذا فكاهة وخالبة قويت التهمة ،ذوان كيان بضيدو ضيعفت ،ذوان كانيت
اتهمييه بس يرقة وكييان المتهييوم بهييا ذا عيييارة أو فييي بدنييه آبييار ضييرب أو كييان معييه حييين أخييذ منقييب قويييت
التهمة ،ذوان كان بضدو ضعفت وليس هذا للقضاة أيضاًي
والبالث أن لممير أن يعجل حبس المتهوم للكنف واالستبراءي واختلف في مدة حبسه لذلك ،فذكر
عبييد اهلل الزبيييرو ميين أصييحاب النييافعي أن حبسييه لالسييتبراء والكنييف مقييدر بنييهر واحييد ال يتجيياوزوي وقييال
غيرو بل ليس بمقدار وهو موقوف على رأو اإلمام واجتهيادو وهيذا أنيبه ولييس للقضياة أن يحبسيوا أحيداً إال
بحق وجبي
والرابا أن يجوز لمميير ميا قيوة التهمية أن يضيرب المتهيوم ضيرب التعزييز ال ضيرب الحيد ليأخيذو
بالصدق عن حاله فيما قرف به واتهم ،فيذن أقير وو مضيروب اعتبيرت حاليه فيميا ضيرب علييه ،فيذن ضيرب
ليقيير لييم يكيين إلق ي اررو تحييت الضييرب حكييم ،ذوان ضييرب ليصييدق عيين حالييه وأقيير تحييت الضييرب قطييا ض يربه
واسييتعيد إقي اررو ،فييذذا أعييادو كييان مييأخوذاً بيياإلقرار البيياني دون األول ،فييذن اقتصييرت علييى اإلقيرار األول ولييم
يستعدو لم يضيق عليه أن يعمل باإلقرار األول ،ذوان كرهناوي
والخامس أنه يجوز لممير فيمن تكررت منه الج ار م ولم ينزجر عنها بالحدود أن يستديم حبسه إذا
استضير النياس بج ار مييه حتيى يمييوت بعيد أن يقييوم بقوتيه وكسيوته ميين بييت المييال لييدفا ضييررو عين النيياس،
ذوان لم يكن ذلك للقضاةي
والسادس أنه يجوز لممير إحالف المتهيوم اسيتبراء لحاليه وتغليظياً علييه فيي الكنيف عين أميرو فيي
التهمة بحقوق اهلل تعالى وحقوق اجدميين ،وال يضييق علييه أن يجعليه بيالطالق والعتياق والصيدقة كاإليميان
بيياهلل فييي البيعيية السييلطانية ،وليييس للقضيياة إحييالف أحييد علييى غييير حييق وال أن يجيياوزوا األيمييان بيياهلل إلييى
الطالق أو العتقي
والسابا أن لممير أن يأخذ أهيل الجي ار م بالتوبية إجبيار ويظهير مين الوعييد علييهم ميا يقيودهم إليهيا
طوعاً ،وال يضيق عليهم الوعيد بالقتل فيما ال يجب فيه القتل ألنه وعييد إرهياب يخيرج عين حيد الكيذب إليى
حين التعزيز واألدب ،وال يجوز أن يحقق وعيدو بالقتل فيقتل فيما ال يجب فيه القتلي
والبامن أنه ال يجوز لممير أن يسما نهادات أهل المال ومن ال يجوز أن يسيما منيه القضياة إذا
كبر عددهمي
والتاسا أن لممير النظر في المواببات ذوان لم توجد غرمياً وال حيداً ،فيذن ليم يكين بواحيد منهميا أبير
سما قول مين سيبق باليدعوى ذوان كيان بأحيدهما أبير فقيد ذهيب بعضيهم إليى أنيه يبيدأ بسيما دعيوى مين بيه
األبر وال يراعي السبقي والذو عليه أكبر الفقهاء أنه يسما قول أسبقهما بالدعوى ويكون المبتيدإ بالمواببية
أعظمهم ييا جرمي ياً وأغلظهم ييا تأديبي ياً ،ويج ييوز أن يخ ييالف بينهم ييا ف ييي التأدي ييب م يين وجه ييين :أح ييدهما بحس ييب
اختالفهما في االقتراف والتعدوي والباني بحسب اختالفهما في الهيبية والتصياون ذواذا رأى مين الصيال فيي
رد السييفلة أن ينييهرهم وينييادو عليييهم بجي ار مهم سيياغ لييه ذلييك ،فهييذو أوجييه يقييا بهييا الفييرق فييي الجي ار م بييين
نظر األمراء والقضاة في حال االستبراء وقبل ببوت الحد الختصاص األمير بالسياسة واختصاص القضياة
باألحكامي
وأم ي ي ييا بع ي ي ييد بب ي ي ييوت جي ي ي ي ار مهم فيس ي ي ييتوو ف ي ي ييي إقام ي ي يية الح ي ي ييدود عل ي ي يييهم أحي ي ي يوال األمي ي ي يراء والقض ي ي يياةي
وببوتهي ي ييا علي ي يييهم يكي ي ييون مي ي يين وجهي ي ييين :إق ي ي يرار وبيني ي يية ،ولكي ي ييل واحي ي ييد منهمي ي ييا حكي ي ييم يي ي ييذكر في ي ييي موضي ي ييعهي
والحدود زواجر وضعها اهلل تعالى للرد عن ارتكاب ما حظير وتيرك ميا أمير بيه لميا فيي الطبيا مين مغالبية
النهوات الملهية عن وعيد اجخرة بعاجل اللذة ،فجعل اهلل تعالى من زواجر الحدود ميا ييرد بيه ذا الجهالية
حييذ اًر ميين ألييم العقوبيية وخيفيية ميين نكييال الفضيييحة ليكييون مييا حظيير ميين محارمييه ممنوع ياً ومييا أميير بييه ميين
فروضه متبوعاً فتكون المصلحة أعم والتكليف أتم ،قال اهلل تعالى" :وما يرسلناة اال رحمة لل الميم"ي
يعن ييي ف باس ييتنقاذهم م يين الجهال يية ذوارن ييادهم م يين الض يياللة وكفه ييم ع يين المعاص ييي وبع ييبهم عل ييى
الطاعةي
ذواذا كان كذلك فالزواجر ضيربان :حيد وتعزييز :فأميا الحيدود فضيربان :أحيدهما ميا كيان مين حقيوق
اهلل تعييالى ،والبيياني مييا كييان ميين حقييوق اجدميييين ،فأمييا المختصيية بحقييوق اهلل تعييالى فض يربان :أحييدهما مييا
وجب في ترك مفروضي والباني ما وجب في ارتكاب محظوري
فأما ما وجب في ترك مفروض كتارك الصيالة المفروضية حتيى يخيرج وقتهيا يسيأل عين تركيه لهيا،
فذن قال لنسيان أمر بها قضاء في وقيت ذكرهيا وليم ينتظير بهيا مبيل وقتهيا ،قيال رسيول اهلل صيلى اهلل علييه
وسلم" :مم نام عم ص ة يو نسياا فليصلاا ا ا كرها ف لة ووتاا ال كفارة لاا غير لة"ي
اهلل ذوان تركها لمرض صالها بحسب طاقته من جلوس أو اضطجا ،قال اهلل تعيالى" :ال يكل
نفساً اال وس اا"ي
ذوان تركه ييا جاح ييداً لوجوبه ييا ك ييان ك يياف اًر ،حكم ييه حك ييم المرت ييد يقت ييل ب ييالردة إذا ل ييم يت ييب ،ذوان تركه ييا
اسيتبقاالً لفعلهيا مييا اعت ارفيه بوجوبهييا ،فقيد اختلييف الفقهياء فييي حكميه فييذهب أبيو حنيفيية إليى أنييه يضيرب فييي
وقييت كييل صييالة وال يقتييلي وقييال أحمييد بيين حنبييل وطا فيية ميين أصييحاب الحييديث يصييير بتركهييا كيياف اًر يقتييل
بالردة ،وذهيب النيافعي إليى أنيه ال يكفير بركهيا وال يقتيل حيداً وال يصيير مرتيداً ،وال يقتيل إال بعيد االسيتنابة،
فذن تاب وأجاب إلى فعلها ترك وأمر بهيا ،فيذن قيال أصيليها فيي منزليي وكليت أمانتيه وليم يجبير عليى فعلهيا
بمنهد من الناس ،ذوان امتنا من التوبة ولم يجب إلى فعل الصالة قتل بتركها في الحال على أحد القيولين
وبعييد بالبيية أيييام فييي القييول البيياني ويقتلييه بسيييف صييب اًر ،وقييال أبييو العبيياس ابيين سيريج يقتلييه ضيرباً بالخنييب
حتى يموت ويعدل عن السيف الموحي ليستدرك التوبة بتطاول المدىي
واختلف أصحاب النيافعي فيي وجيوب قتليه بتيرك الصيلوات الفوا يت إذا امتنيا مين قضيا ها ،فيذهب
بعضييهم إلييى أن قتلييه بهييا كالموقتيياتي وذهييب آخييرون إلييى أنييه ال يقتييل بهييا السييتقرارها فييي الذميية بييالفوات
ويصلى عليه بعد قتله ويدفن في مقابر المسلمين ألنه منهم ويكون ماله لوربتهي
فأما تارك الصيام فال يقتل بذجما الفقهاء ويحبس عن الطعام والنيراب ميدة صييام نيهر رمضيان
ويؤدب تعزي اًر ،فذن أجاب إلى الصيام ترك ووكل إلى أمانته ،فذن نوهد آكالً عزر ولم يقتلي
وأما إذا ترك الزكاة فال يقتل بهيا وتؤخيذ إجبيا اًر مين ماليه ،ويعيزر إن كتمهيا بغيير نيبهة ،ذوان تعيذر
أخييذها المتناعييه حييورب عليهييا ذوان أفضييى الحييرب إلييى قتلييه حتييى تؤخييذ منييه كمييا حييارب أبييو بكيير الصييديق
مانعي الزكاةي
وأما الحج ففرضه عند النافعي على التراخي ما بين االستطاعة والموت ،فال يتصور على مذهبه
تييأخيرو عيين وقتييه ،وهييو عنييد أبييي حنيفيية علييى الفييور ،فيتصييور علييى مذهبييه تييأخيرو عيين وقتييه ولكنييه ال يقتييل
ولكنيه ال يقتيل بيه وال يعيزر علييه ،ألنيه يفعليه بعيد الوقييت أداء ال قضياء ،فيذن ميات قبيل أدا يه حيد عنيه ميين
رأس مالهي
وأمييا الممتنييا ميين حقييوق اجدميييين ميين ديييون وغيرهييا فتؤخييذ منييه جب ي اًر إن أمكيين ويحييبس بهييا إذا
تعذرت إال أن يكون بها معس اًر فينظر إلى ميسرة فهذا حكم ما وجب بترك المفروضاتي
وأما ما وجب بارتكاب المحظورات فضربان :أحدهما ما كان من حقوق اهلل تعالى وهي أربعة :حد
الزنا ،وحد الخمر ،وحد السرقة ،وحد المحاربةي
والضييرب الب يياني م ين حق ييوق اجدمي ييين نييي ان :ح ييد القييذف بالزن ييا والق ييذف فييي الجني ييات ،وس يينذكر
كالركل واحد منهما مفصالًي
الفصل األول
في حد الزنا
الزنا هو تغييب البالغ العاقل حنفة ذكرو في أحد الفرجين مين قبيل أو دبير ممين ال عصيمة بينهميا
وال نييبهة ،وجعييل أبييو حنيفيية الزنييا مختص ياً بالقبييل دون الييدبر ويسييتوفي فييي حييد الزنييا حكييم ال ازنييي والزانييية،
ولكل واحد منهما حالتان :بكر ومحصني
أما البكر فهو الذو ليم يطيأ زوجية بنكياحن فيحيد إن كيان حي اًر ما ية سيوط تفيرق فيي جمييا بدنيه إال
الوجه والمقاتل ليأخذ كل عضو حقه ،بسوط ال حديد فيقتل ،وال خلق فال يؤلمي واختليف الفقهياء فيي تغريبيه
مييا الجلييد ،فمنييا منييه أبييو حنيفيية اقتصييا اًر علييى جلييدو ،وقييال مالييك يغييرب الرجييل وال تغييرب الم يرأة ،وأوجييب
النافعي تغريبها عاماً عن بلدها إلى مسافة أقلها يوم وليلة ،لقوله صلى اهلل عليه وسيلم" :فا وا عناي واد
ج ل اهلل لام سبي ً ،البكر بالبكر جلد ما ة وتهريب عام والثيب بالثيب جلد ما ة والرجم"ي
وحد الكافر والمسلم سواء عند النافعي في الجلد والتغريبي
وأما العبد ومن جرى عليه حكم الرق من المدبر والمكاتب وأم الولد فحدهم في الزنا خمسيون جليدة
علييى النصييف ميين حييد الحيير لنقصييهم بييالرقي واختلييف فييي تغريييب ميين رق ميينهم فقيييل ال يغييرب لمييا فييي
التغريب من اإلضرار بسيدو وهو قول مالك ،وقيل يغيرب عامياً كيامالً كيالحر ،وظياهر ميذهب النيافعي أنيه
يغرب نصف عام كالجلد في تنصيفه ،وأما المحصن فهو الذو أصاب زوجته بنكا صيحيح ،وحيدو اليرجم
باألحجار أو ما قام مقامها حتى يموت وال يلزم توقي مقاتله ،بخالف الجلد ألن المقصود بالرجم القتل ،وال
يجلد ما الرجمي وقال داود يجلد ما ة سوط بم يرجم ،والجلد منسوخ في المحصني
"وود رجم النبي صلى اهلل عليه وسلم ما ع ازً ولم يجلده"ي
وليييس اإلسييالم نييرطاً فييي اإلحصييان ،فيييرجم الكييافر كالمسييلم ،وقييال أبييو حنيفيية اإلسييالم نييرط فييي
اإلحصان ،فذذا زنا الكافر جلد ولم يرجمي
"وود رجم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ياودييم زنيا"ي
وال يرجم إال محصناً ،فأما الحرية فهي من نروط اإلحصان ،فذذا زنى العبد لم يرجم ،ذوان كان ذا
زوجة جلد خمسيني وقال داود :يرجم كالحر ،واللواط ذواتيان البهيا م زنيا يوجيب جليد البكير ورجيم المحصين،
وقيييل بييل يوجييب قتييل البكيير والمحييص ،وقييال أبييو حنيفيية ال حييد فيهمييا ،وقييد روو عيين النبيي صييلى اهلل عليييه
وسلم أنه قال" :اوتلوا البايمة ومم يتاها"ي
ذواذا زنى البكر بمحصنة أو المحصن بالبكر جلد البكر منهما ورجم المحصن ذواذا عياود الزنيا بعيد
الحد حد ،ذواذا زنى م ار اًر قبل الحد حد للجميا حداً واحداًي
والزنا يببت بأحيد أميرين :إميا بيذقرار أو بينية ،فأميا اإلقيرار ،فيذذا أقير البيالغ العاقيل بالزنيا ميرة واحيدة
طوعاً أقيم عليه الحد ،وقال أبو حنيفة ال آخذو حتى يقر أربا ميرات ،ذواذا وجيب الحيد علييه بيذق اررو بيم رجيا
عنه قبل الجلد سقط عنه الحدي وقال أبو حنيفة ال يسقط الحد برجوعه عنه ،وأما البينة فهو أن ينهد علييه
بفعل الزنا أربعة رجال عدول ال امرأة فيهم يذكرون أنهيم نياهدوا دخيول ذكيرو فيي الفيرج كيدخول الميرود فيي
المكحلة ،فذن لم يناهدوا ذلك على هذو الصفة ،فذذا قاموا بالنهادة على حقهيا مجتمعيين أو متفيرقين قبليت
نهادتهمي وقال أبو حنيفة ومالك ال أقبلها إذا تفرقوا في األداء وأجعلهم قذفةي ذواذا نهدوا بالزنا بعيد سينة أو
أكبر سمعت نهادتهم وقال أبو حنيفة ال أسمعها بعد سنة وأجعلهم قذفة ذواذا لم يكمل نهود الزنا أربعة فهم
قذفة يحدون في أحد القولين وال يحدون في الباني ،ذواذا نهدت البينة على إق اررو بالزنا جاز االقتصار على
ناهدين في أحد القولين ،وال يجوز في القول البياني أقيل مين أربعية ،ذواذا رجيم ال ازنيي بالبينية حفيرت ليه ب ير
عند رجمه ينزل فيها إلى وسطه يمنعيه مين الهيرب ،فيذن هيرب اتبيا ورجيم حتيى يميوتي ذوان رجيم بيذق اررو ليم
تحفر له ،ذوان هرب لم يتبا ،ويجوز ليمام أو من حكيم برجميه مين اليوالة أن يحضير رجميه ،ويجيوز أن ال
يحضير ،وقييال أبييو حنيفيية ال يجييوز أن ييرجم إال بحضييور ميين حكييم برجمييه ،وقيد قييال النبييي صييلى اهلل عليييه
على ه ه المرية فإم اعترفت فارجماا"ي وسلم" :يعد يا يني
ويجوز أن ال يحضر النهود رجمه ،وقال أبيو حنيفية يجيب حضيورهم وأن يكونيوا أول مين يرجميه،
وال تحد حامل حتى تضا وال بعد الوضا حتى يوجد لولدها مرضا ذواذا أدعيى فيي الزنيا نيبهة محتملية مين
نكا فاسد أو انتبهت عليه بزوجته أو جهل تحريم الزنا وهم حديث اإلسالم درإ بها عنه الحد ،قال النبي
صلى اهلل عليه وسلم" :ادرءوا الحدود بالدباات"ي
وقييال أبييو حنيفيية إذا انييتبهت عليييه األجنييية لزوجتييه لييم يكيين ذلييك نييبهة لييه وحييد ميين أصييابها ،ذواذا
أصيياب ذات محييرم بعقييد نكييا حييد ،وال يكييون العقييد مييا تحريمهييا بييالنص نييبهة فييي درء الحييد ،وجعلييه أبييو
حنيفة نبهة يسقط بها الحد عنه ،ذواذا تاب الزاني بعد القدرة عليه لم يسقط عنه الحيد ،وليو تياب قبيل القيدرة
عليه يسقط عنه الحد في أظهر القوليني قال اهلل تعالى" :ثم ام ربة لل يم عملوا الساوء بجاالاة ثام
تابوا مم ب د لة ويصلحوا ام ربة مم ب دها لهفور رحيم"ي
وفي قوله "بجاالة" تأويالن :أحدهما بجهالة سوءي والباني لغلبة النهوة ما العلم بأنهيا سيوء وهيذا
أظهر التأولين ،ولكن من جهل بأنها سوء لم يأبم بهيا ،وال يحيل ألحيد أن ينيفا فيي إسيقاط حيد عين زان وال
غيرو ،وال يحل للمنر إليه أن ينفا فيه قال اهلل تعيالى" :مام يدافع دافاعة حسانة يكام لاه نصايب
مناا ومم يدفع دفاعة سي ة يكم له كفل مناا "ي
وفييي الحسيينة والسييي ات بييالث تييأويالت :أحييدها أن النييفاعة الحسيينة التميياس الخييير لميين ينييفا لييه،
والن ييفاعة الس ييي ة التم يياس الن يير ل ييه ،وه ييذا ق ييول الحس يين ومجاه ييد ،والب يياني أن الحس يينة ال ييدعاء للم ييؤمنين
والمؤمنييات والسييي ة الييدعاء عليييهم ،والبالييث وهييو محتمييل أن الحسيينة تخليصييه ميين الظلييم والسييي ة دفعييه عيين
الحقي
وفي الكفل تأويالن أحدهما اإلبم وهو قول الحسن ،والباني أنه النصيب ،وهو قول السدوي
الفصل الثاني
وطع السروة
كل مال محرز بلغت قيمته نصاباً إذا سرقه بالغ عاقل ال نبهة له في الميال وال فيي حيرزو قطعيت
يدو اليمنى من مفصل الكو ،فذن سرق بانية بعد قطعه إما من ذلك الميال بعيد إحي ارزو أو مين غييرو قطعيت
رجليه اليسيرى مين مفصيل الكعيب ،فييذن سيرق بالبية قيال أبيو حنيفية ال يقطييا فيهيا؛ وعنيد النيافعي تقطيا فييي
البالبة يدو اليسرى ،وفي الرابعة رجله اليمنى ،ذوان سرق خامسة عزر ولم يقتيل ،ذوان سيرق مي ار اًر قبيل القطيا
فليس عليه إال قطا واحدي
واختلف الفقهاء في قدر النصاب الذو تقطا فيه اليد فذهب النافعي إلى أنه مقدر بما تبلغ قيمتيه
ربا دينار فصاعداً من غالب الدنانير الجييدةي وقيال أبيو حنيفية هيو مقيدر بعنير د ارهيم أو دينيار ،وال يقطيا
فييي أقييل منييهي وقييدرو إبيراهيم النخعييي بييأربعين درهمياً أو أربعيية دنييانير ،وقييدرو ابيين ليلييى بخمسيية د ارهييم وقييدرو
مالك ببالبة دراهمي وقال داود ويقطا في الكبير والقليل من غير تقديري
واختليف الفقهيياء فييي الميال الييذو تقطييا فيي اليييد ،فييذهب النييافعي إليى أنييه يقطييا فيي كييل مييال حييرم
على سارقهي وقال أبيو حنيفية ال يقطيا فيميا كيان أصيله مباحياً كالصييد والحطيب والحنيي ي وعنيد النيافعي
يقطا فيه بعيد تمليكيهي وقيال أبيو حنيفية ال يقطيا فيي الطعيام والرطيبي وعنيد النيافعي يقطيا فييهي وقيال أبيو
حنيفيية ال يقطييا سييارق المصييحف وعنييد النييافعي يقطيياي وقييال أبييو حنيفيية ال يقطييا إذا سييرق ميين قناديييل
المسجد أو أستار الكعبة وعند النافعي يقطا :ذواذا سرق عبداً صغي اًر ال يعقل أو أعجمياً ال يفهم قطا عند
النافعيي وقال أبو حنيفة ال يقطا ،ولو سرق صبياً صغي اًر لم يقطا وقال مالك يقطاي
واختلف الفقهاء في الحرز فنذ عنهم داود وليم يعتبيرو قطيا كيل سيارق مين حيرز ميا سيرقه قطيا أو
غرمي وقال أبو حنيفة إن قطا لم يغرم ذوان أغرم لم يقطاي ذواذا وهبت له السرقة لم يسقط عنه القطاي وقال
أبو حنيفة يسقط إذا عفا رب الميال عين التقطيا ليم يسيقط قيد عفيى صيفوان بين أميية عين سيارق ردا يه فقيال
رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم" :ال عفا اهلل عني ام عفوت ،ويمر بقط ه"ي
وحكي أن معاوية أتى بلصوص فقطعهم حتى بقي واحد منهم فقدم ليقطا فقال من الطويل:
*** بعفوك أن تلقى نكاالً بينيهيا يميني أمير المؤمنين أعيذه يا
*** وال تقدم الحسناء عيباً ينينهيا يدو كانت الحسناء لو تم سترها
*** إذا ما نمال فارقتها يمينيهيا فال خير في الدنيا وكانت خبيبية
فقال معاوية كيف أصنا بك وقد قطعت أصحابك؟ فقالت أم السارق اجعلها من جملة ذنوبك التي
تت ي ي ي ي ي ي ي ي ييوب إل ي ي ي ي ي ي ي ي ييى اهلل منه ي ي ي ي ي ي ي ي ييا فخل ي ي ي ي ي ي ي ي ييي س ي ي ي ي ي ي ي ي ييبيله ،فك ي ي ي ي ي ي ي ي ييان أول ح ي ي ي ي ي ي ي ي ييد ت ي ي ي ي ي ي ي ي ييرك ف ي ي ي ي ي ي ي ي ييي اإلس ي ي ي ي ي ي ي ي ييالمي
ويسيتوو فيي قطيا السيرقة الرجيل والميرأة والحير والعبيد والمسيلم والكيافر ،وال يقطيا صيبي ،وال يقطيا المغميي
عليييه إذا سييرق فييي إغما ييه ،وال يقطييا عبييد سييرق ميين مييال سيييدو ،وال والييد سييرق ميين مييال ولييدوي وقييال داود
يقطعاني
الفصل الثالث
في حد الفمر
كل ما أسكر كبيرو أو قليله مين خمير أو نبييذ حيرام حيد نياربه سيواء سيكر منيه أو ليم يسيكري وقيال
أبو حنيفة يحد من نرب الخمر ذوان لم يسكر ،وال يحد من نرب النبيذ حتى يسكري
والح ييد :أن يجل ييد أربع ييين باألي ييدو وأطي يراف البي يياب ويبك ييت ب ييالقول المم ييض والك ييالم الييراد للخب يير
المأبور فيهي وقيل بل يحد بالسوط اعتبا اًر بسا ر الحدود ويجوز أن يتجياوز األربعيين إذا ليم يرتيد بهيا إليى
بمييانين جلييدة ،فييذن عميير رضييي اهلل عنييه حييد نييارب الخميير أربعييين إلييى أن رأى النيياس تهافييت النيياس فيييه
فناور الصحابة فيه وقال أرى الناس قد تهافتوا في نرب الخمر فماذا تيرون؟ فقيال عليي علييه السيالم أرى
أن تحييدو بمييانين ،ألنييه إذا نييرب الخميير سييكر ،ذواذا سييكر هييذو ،ذواذا هييذو افتييرى ،فحييدو بمييانين حييد الفرييية
فجلد فيه عمر بقية أيامه ،واأل مة من بعدو بمانين فقال علي عليه السالم :ميا أحيد أقييم علييه الحيد فيميوت
فأجد في نفسي منه ني اً ألحق قتله إال نارب الخمر فذنه نيء رأيناو بعد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم،
فذن حد نارب الخمر أربعين فمات منها كانت نفسه هد اًر ،ذوان حد بمانين فمات ضمنت نفسهي
وفي قدر ما يضمن منها قوالن :أحدهما جما ديته لمجاوزته النص في حيدوي والبياني نصيف ديتيه
ألن نصف حدو نص ونصفه مزيدي ومن أكرو على نيرب الخمير أو نيربها وهيو ال يعليم أنهيا حيرام فيال حيد
حيد ألنهيا ال تيروو ،ذوان نيربها ليداء ليم يجيد ألنيه ربميا يبي أر بهيا ،ذواذا اعتقيد إباحية عليه ،ذوان نربها لعط
النبيذ حد ذوان كان على عدالته ،وال يحيد السيكران حتيى يقير بنيرب الخمير المسيكر أو ينيهد علييه نياهدان
أنه نرب مختا اًر ما لم يعلم أنيه مسيكري قيال أبيو عبييد الزبييرو أحيدو للسيكر وهيذا سيهو ،ألنيه قيد يكيرو عليى
نرب السكري
وحكييم السييكران فييي جريييان األحكييام عليييه كالصيياحي إذا كييان عاصييياً بسييكرو ،فييذن خييرج عيين حكييم
المعصية إلكراهه على نرب الخمر أو نرب ما ال يعلم أنه مسكر لم يجر عليه قلم كالمغمي عليهي
واختلف في حد المسكر فذهب أبو حنيفة إلى أن حد السكر ما زال معيه العقيل حتيى ال يفيرق بيين
األرض والسماء وال يعرف أمه من زوجتهي وحدو أصيحاب النيافعي بأنيه ميا أفضيى بصياحبه إليى أن ييتكلم
بلسان متكسر ومعنى غير منتظم ويتصرف بحركة مختبط ومنيي متماييل ذواذا جميا بيين اضيطراب الكيالم
فهما ذوافهاماً وبين اضطراب الحركية منيياً وقيامياً صيار داخيالً فيي حيد السيكر وميا زاد عليى هيذا فهيو زييادة
في حد السكري
الفصل الرابع
والل ام في حد الق
حد القذف بالزنا بمانون جلدة ،ورد النص بها وانعقد اإلجما عليها ،ال يزاد فيها وال يينقص منهيا،
وهو من حقوق اجدميين يستحق بالطليب ويسيقط بيالعفو ،فيذذا اجتمعيت فيي المقيذوف بالزنيا خمسية نيروط،
وفي القاذف بالبة نروط وجب الحد فيهي
أما النروط الخمسة في المقذوف فهي :أن يكون بالغاً عاقالً مسلماً ح اًر عفيفاً ،فذن كان صيبيا أو
مجنوناً أو عبداً أو كاف اًر أو ساقط العصمة بزنا حد فيه فال حد على قاذفه ولكن يعزر ألجل األذى ولبذاءة
اللساني
وأميا النيروط البالبيية فيي القيياذف فهيي :أن يكيون بالغياً عياقالً حي اًر ،فيذن كيان صييغي اًر أو مجنونياً لييم
يحد ولم يعزر ،ذوان كان عبداً حد أربا نصف الحد للحر لنصفه بالرقي ويحد الكافر كالمسلم ،وتحيد الميرأة
كالرجييل ،ويفسييق القيياذف وال يعمييل بنييهادته فييذن تيياب زال فسييقه وقبلييت نييهادته قبييل الحييد وبعييدوي قييال أبييو
حنيفية تقبيل نييهادته إن تياب قبييل الحيد ،وال تقبيل نييهادته إن تياب بعييد الحيد ،والقيذف بيياللواط ذواتييان البهييا م
كقذف الزنا في وجوب الحدي وال يحد القاذف بالكفر والسرقة ويعزر ألجل األذىي
والقذف بالزنا ما كيان صيريحاً كقوليه ييا ازنيي أو قيد زنييت أو رأيتيك تزنيي ،فيذن قيال ييا فياجر أو ييا
فاسق أو يا لوطي كان كناية الحتماليه ،فيال يجيب بيه الحيد إال أن يرييد بيه القيذف وليو قيال ييا عياهر كانيت
كناييية عنييد بعييض أصييحاب النييافعي الحتمالييه ،وص يريحاً عنييد آخ يرين لقييول النبييي صييلى اهلل عليييه وسييلم:
"الولد للفراش ولل اهر الحجر"ي
وجع ييل مال ييك رحم ييه اهلل التع ييويض في ييه كالصي يريح ف ييي وج ييوب الح ييد :والتي يريضي أن يق ييول فيح ييال
الغضييب والمالحيياة أنييا مييا زنيييت فجعلييه بمبابيية قولييه إنييك زنيييت ،وال حييد فييي التع يريض عنييد النييافعي وأبييي
حنيفة رحمهما اهلل حتى يقر أنه أراد به القذف ،فذذا قال يا بن الزانيين كان قاذفاً ألبويه دونه فيحد لهما إن
طلبا أو أحدهما إال أن يكونا ميتين فيكون الحد موروبياً عنهميا ،وقيال أبيو حنيفية :حيد القيذف ال ييورث وليو
أراد المقذوف أن يصالح عن حد القذف بمال لم يجز ،ذواذا قذف الرجل أباو حد ليه ،ذوان قيذف ابنيه ليم يحيد
ذواذا لم يحد القاذف حتى زنا المقذوف لم يسقط حد القذفي وقال أبو حنيفة يسقط ،ذواذا قذف الرجيل زوجتيه
بالزنا حد لها إال أن يالعن منهاي
واللعان أن يقل في المسجد الجاما على المنبر أو عندو بمحضير مين الحياكم ونيهود أقلهيا أربعية:
أنهد باهلل إني لمين الصيادقين فيميا رمييت بيه زوجتيي هيذو مين الزنيا بفيالن ،وأن هيذا الوليد مين زنيا وميا هيو
مني إن أراد أن ينفيي الواليد ويكيرر ذليك أربعياً ،بيم يقيول فيي الخامسية لعنية اهلل عليي إن كنيت مين الكياذبين
فيما رميتها به من الزنا بفالن إن كان ذكر الزاني بهيا ،ذوان هيذا الوليد مين الزنيا عليى زوجتيه إال أن تالعين
فتقول أنهد باهلل أن زوجي هذا لمن الكاذبين فيما رماني به من الزنا بفالن ،وأن هذا الولد منه وما هو من
زنا مكرر ذلك أربعاً ،بم تقول في الخامسة وعلي غضب اهلل إن كان زوجي هذا من الصادقين فيما رماني
بييه ميين الزنييا بفييالن فييذذا أكملييت هييذو سييقط حييق الزنييا عنهييا وانتفييى الولييد عيين الييزوج ووقعييت الفرقيية بينهمييا
وحرمت على األبدي
واختلييف الفقهيياء فيمييا وقعييت بييه الفرقيية ،فييذهب النييافعي إلييى أن الفرقيية واقعيية بلعييان الييزوج وحييدوي
وقال مالك الفرقة بلعانهما معاًي وقال أبو حنيفة ال تقا الفرقة بلعانهما حتى يفرق بينهما الحاكم ،ذواذا قذفت
الميرأة زوجهييا حييدت ولييم تالعين ذواذا أكييذب الييزوج نفسييه بعييد اللعييان لحييق بييه الولييد وحييد للقييذف ولييم تحييل لييه
الزوجة عند النافعي وأحلها أبو حنيفةي
الفصل الفام
في وود الجنايات وعقلاا
فدخل أبو يوسيف عليى الرنييد وأخبيرو الخبير وأقيرأو الرقعية فقيال ليه الرنييد تيدارك هيذا األمير بحيلية
ل ال تكون فتنة فخرج أبو يوسف وطالب أصحاب الدم ببينة على صحة الذمة وببوتها فلم ييأتوا بهيا فأسيقط
القود؛ والتوصل إلى مبل هذا سا غ عند ظهور المصلحة فيهي
ويقتيل العبيد بالعبيد ذوان فضيلت قيمية القاتيل عليى المقتيولي وقيال أبيو حنيفية ال قيود عليى القاتيل إذا
زادت قيمته على قيمة المقتولي
ذواذا اختلف أديان الكفار قيد بعضهم ببعضي ويقاد الرجل بالمرأة والميرأة بالرجيل والكبيير بالصيغير
والعاقل بالمجنون ،وال قود على صبي وال مجنون وال يقاد والد بولدو ويقاد الولد بالوالد واألخ باألخي
وأما الخطأ المحض فهو أن يتسبب إليه في القتل من غير قصيد ،فيال يقياد القاتيل بيالمقتول كرجيل
رمييى هييدفاً فأمييات إنسيياناً أو حفيير ب ي اًر فوقييا فيهييا إنسييان أو أنيير جناح ياً فوقييا علييى إنسييان أو ركييب دابيية
فرمحت ووط ت إنساناً أو وضا حج اًر فعبر إنسان فهذا وما أنبهه إذا حدث عنه الموت قتل خطيأ محيض
يوجييب الدييية دون القييود ،وتكييون علييى عاقليية الجيياني ال فييي مالييه مؤجليية فييي بييالث سيينين ميين حييين يمييوت
القتييلي وقييال أبييو حنيفيية ميين حييين يحكييم الحيياكم بديتييه والعاقليية ميين عييدا اجبيياء واألبنيياء ميين العصييبات ،فييال
يحملييه األب ذوان عييال وال االبيين ذوان سييفل وجعييل أبييو حنيفيية ومالييك اجبيياء واألبنيياء ميين العاقليية ،وال يتحمييل
القاتل ما العاقلة ني اً من الديةي وقال أبو حنيفة ومالك يكيون القاتيل كأحيد العاقلية ،واليذو يتحمليه الموسير
ميينهم فييي كييل سيينة نصييف دينييار أو قييدرو ميين اإلبييل ،وال يتحمييل األوسييط ربييا دينييار أو قييدرو ميين اإلبييل،
ويتحمل الفقير ني اً منهاي ومن أيسر بعد فقرو تحمل ومن افتقر بعد يسارو لم يتحملي
ودية نفس الحر المسلم إن قدرت ذهباً أليف دينيار مين غاليب اليدنانير الجييدة ،ذوان قيدرت ورقياً إبنيا
عنيير ألييف درهييمي وقييال أبييو حنيفيية عن يرة آالف درهييم ،ذوان كانييت إب يالً فهييي ما يية بعييير أخماس ياً ،ومنه ييا
عنييرون ابنيية مخيياض ،وعنييرون ابنيية لبييون ،وعنييرون ابيين لبييون وعنييرون حقيية؛ وعنييرون جذعيية ،وأصييل
الدية اإلبل وما عداها بدلي ودية المرأة على النصف من دية الرجال في النفس واألطرافي
واختلف في دية اليهودو والنصيراني ،فيذهب أبيو حنيفية إليى أنهيا كديية المسيلمي وقيال ماليك نصيف
دية المسلم ،وعند النافعي أنها بلث دية المسلم ،وأما المجوسي فديته بلبا عنير ديية المسيلم بمانما ية درهيم
ودية العبد قيمته ما بلغت ذوان زادت على دية الحر أضعافاً عند النافعيي وقال أبو حنيفة ال أبليغ بهيا ديية
الحر إذا زادت وأنقص منها عنرة دراهمي
وأما العمد نبه الخطأ فهو أن يكون عامداً في الفعل غير قاصد للقتل كرجل ضيرب رجيالً بخنيبة
أو رمى بحجر يجوز أن يسلم من مبلها أو يتلف فأفضى إلى قتله أو كمعلم ضرب صبياً بمعهود أو عيزر
السلطان رجالً على ذنب فتلف فال قود علييه فيي هيذا القتيل ،وفييه الديية عليى العاقلية مغلظية وتغليظهيا فيي
الذهب والورق أن ييزاد عليهيا بلبهيا ،وفيي اإلبيل أن تكيون أبالبياً منهيا بالبيون حقية وبالبيون جذعية وأربعيون
خلفة في بطونها أوالدها وروو أن النبيي صيلى اهلل علييه وسيلم قيال" :ال تحمال ال اولاة عباداً وال عماداً
وال صلحاً وال اعترافاً"ي
ودية الخطأ المحض في الحيرم واألنيهر الحيرم وذو اليرحم مغلظية ،وديية العميد المحيض إذا عفيى
فيه عن القود على جمعهم فعليهم ديية واحيدة ذوان كبيروا؛ وليولي اليدم أن يعفيو عين مين نياء مين هيم ويقتيل
باقيهم ،ذوان عفا عن جميعهم فعليهم دية واحدة تسقط عليهم على عدد رؤوسهم فذن كان بعضهم جارحاً أو
موج ياً فيالقود فيي الينفس عليى اليذابح والميوجئ والجيار ميأخوذ بحكيم الج ارحية دون الينفسي ذواذا قتيل الواحييد
جماعة قتل باألول ولزمته في ماله دية الباقيني وقال أبو حنيفة يقتل بجميعهم وال دية عليه؛ ذواذا قتلهم في
حالة واحدة أقر بينهم وكان القود لمن قر منهم إال أن يتراضى أولياؤهم على تسليم القود ألحدهم فيقاد له
ويلزم في ماله ديات الباقيني وقال أبو حنيفة يقتيل بجمييعهم وال ديية علييه؛ ذواذا قيتلهم فيي حالية واحيدة أقير
بينهم وكان القود لمن قر منهم إال أن يتراضى أولياؤهم على تسيليم القيود ألحيدهم فيقياد ليه ويليزم فيي ماليه
ديات الباقيني ذواذا أمر المطا رجالً بالقتل فيالقود عليى اجمير والميأمور معياً ،وليو كيان األمير غيير مطيا
كان القود على المأمور دون اجمر ،ذواذا أكرو على القتل وجب القود على المكروي وفيي وجوبيه عليى المكيرو
قوالن:
وأما لقود في األطراف فكل طرف قطا مين مفصيل ففييه القيود فيقياد مين الييد بالييد والرجيل بالرجيل
واألصييبا واألنمليية باألنمليية والسيين بمبلهييا ،وال تقيياد يمنييى بيسييرى وال علي ياً بسييفلى وال ضييرس بسيين وال بنييية
برباعية ،وال يؤخذ بسن من قد بغر سن من لم يبغر ،وال تؤخذ يد سليمة بييد نيالء وال بلسيان نياطق بلسيان
أخرس ،وتؤخيذ الييد الكتابية والصيانعة بييد مين لييس بكاتيب وال صياناي وتؤخيذ العيين بيالعين وتؤخيذ الينجالء
بالحوالء والعنواء ،وال تؤخذ العين القا مية والييد النيالء إال بمبلهيا ،ويقياد األنيف اليذو ينيم بياألنف األخنيم
وأذن السميا بأذن األصمي وقال مالك ال قود عليه ويقاد من العربيي بيالعجمي ومين النيريف باليدنيءي فيذن
عفييى عيين القييود بهييذو األط يراف إلييى الدييية ففييي اليييدين الدييية الكامليية وفييي أحييدهما نصييف الدييية ،وفييي كييل
أصبا عنر الدية وهو عنر مين اإلبيل ،وفيي كيل واحيدة مين أناميل األصيابا بالبية وبليث إال أنملية اإلبهيام
ففيها خمس من اإلبيل وديية الييدين كيالرجلين إال فيي أناملهميا فيكيون فيي كيل أنملية منهيا خميس مين اإلبيلي
وفي العينين الدية وفي إحداهما نصف الدية ،وال فضل لعين األعور عليى مين لييس بيأعور ،وأوجيب ماليك
رحمييه اهلل فييي عييين األعييور جميييا الدييية ،وفييي الجفييون األربييا جميييا الدييية ،وفييي كييل واحييد منهييا ربييا الدييية
وفي األنف الدييةي وفيي إحيداهما نصيف الديية وف اللسيان الديية وفيي اللسيان الديية وفيي النيفتين ربيا الديية
وفي كل سن خميس مين اإلبيل ،وال فضيل لسين عليى ضيرس وال لبنيية عليى ناجيذ وفيي إذهياب السيما الديية
فييذن قطييا أذنييية فأذهييب سييمعة فعليييه ديتييان ،وكييذلك لييو قطييا أنفييه فأذهييب نييمه فعليييه ديتييان ،وفييي إذهيياب
الكالم الديةي فذن قطا لسانه فأذهب كالمه فعليه دية واحيدةي وفيي إذهياب العقيل الدييةي وفيي إذهياب اليذكر
الدييية ،وذكيير الخصييي ومعنييين وغيرهمييا س يواء وقييال أبييو حنيفيية فييي ذكيير العنييين والخصييي حكوميية ،وفييي
االنبيييين الدييية وفييي إحييداهما نصييف الدييية ،وفييي بييديي الميرأة ديتهييا ،وفييي إحييداهما نصييف الدييية وفييي بييدو
الرجل حكومةي وقيل ديةي
وأما النجاج ،فأولها الخارصة وهي التي أخذت في الجليد ،وال قيود فيهيا وال ديية وفيهيا حكوميةي بيم
الدامية ،وهي التي أخذت في الجلد وأدمت وفيهيا حكومية بيم الدامغية ،وهيي التيي قيد خيرج دماؤهيا مين قطيا
الجليد كالدامغيية وفيي وفيهييا حكومييةي بيم المتالحميية ،وهييي التيي قطعييت وأخيذت فييي اللحييم وفيهيا حكومييةي بيم
الباضعة وهي التي قطعت اللحم بعد الجلد وفيها حكومةي بم السمحاق ،وهي التي قطعت جميا اللحيم بعيد
الجلد وأبقت على عظم الرأس غناوة رقيقة وفيها حكومةي حكومات هذو النجاج تزيد عليى حسيب ترتيبهيا،
بيم الموضييحة ،وهيي التييي قطعيت الجلييد واللحيم الغنيياوة وأوضيحت عيين العظيم فقبهييا القيود ،فييذن عفيى عنهييا
ففيها خمس من اإلبلي بم الهانمة ،وهي التي أوضيحت عين اللحيم حتيى ظهير وهنيمت عظيم اليرأس حتيى
تكسيير وفيهييا عنيير ميين اإلبييل ،فييذن أراد القييود ميين الهنييم لييم يكيين لييه ،ذوان أرادو ميين الموضييحة قيييد لييه منهييا
وأعطييى فييي زيييادة الهنييم خمسياً ميين اإلبييلي وقييال مالييك فييي الهنييم حكومييةي بييم النقليية ،وهييي التييي أوضييحت
وهنمت حتى نظى العظم وزال عن موضعه واحتاج إلى نقله ذواعادته وفيها خميس عنيرة مين اإلبيل ،فيذن
استقاد من الموضحة أعطى في الهنم والتنقييل عني اًر مين اإلبيلي بيم المأمومية وتسيمى الدامغية ،وهيي التيي
وصلت إلى أم الدماغ وفيها بلث الديةي
وأمييا ج ي ار الجسييد فييال تقييدر دييية نيييء منهييا إال الجافيييةي وعلييى الواصييلة إلييى الجييوف وفيهييا بلييث
الدية ،وال قود في ج ار الجسد إال الموضيحة عين عظيم ففيهيا حكوميةي ذواذا قطعيت أط ارفيه فانيدملت وجبيت
عليه دياتها ذوان كانت أضعاف دية النفس ،ولو مات منها قبل اندمالها كانت عليه دية النفس وسقط ديات
األطيراف ،ولييو مييات بعييد انييدمال بعضييها وجبييت عليييه دييية اليينفس فيمييا لييم ينييدمل مييا دييية األطيراف ،وفيمييا
اندمل مين لسيان األخيرس وييد األنيل واألصيبا ال از يد والعيين القا مية حكومية ،والحكومية فيي جمييا ذليك أن
يقوم الحاكم المجني عليه لو كان عبيداً ليم يجين علييه بيم يقوميه ليو كيان عبيداً بعيد الجنايية علييه ويعتبير ميا
بين القيمتين من ديته فيكون قدر الحكومة في جنايتهي ذواذا ضرب بطن امرأة فألقت من الضرب جنيناً ميتاً
ففيه إذا كان ح اًر غرة عبد أو أمة تحملها العاقلة ،وليو كيان مملوكياً ففييه عنير قيمية أميه يسيتوو فييه اليذكر
واألنبى ،فذن استهل الجنين صار خاص ففيه الدية كاملةي ويفرق بين الذكر واألنبيى ،وعليى كيل قيال نفيس
ضمن بديتها الكفارة عامداً كان أو خاط اًي وأوجبها أبو حنيفة على الخاطئ ،دون العامد والكفارة عتق رقبة
مؤمنة سليمة من العيوب المضرة بالعمل ،فذن أعوزها صام نهرين متتابعين ،فيذن عجيز عنيه أطعيم سيتين
مسكيناً في أحد القولين ،وال نيء عليه فيي القيول اجخير ذواذا ادعيى قيوم قيتالً عليى قيوم وميا اليدعوى ليوث
والليوث أن يعنيوا باليدعوى ميا يوقيا فيي الينفس صيدق الميدعي فيصيير القيول بياللوث وقيول الميدعي فيحلييف
خمسييين يمينياً ويحكييم لييه بالدييية دون القييود ،ولييو نكييل المييدعي عيين اليمييين أو بعضييها حلييف عليييه خمسييين
يمينياً وبييرإي ذواذا وجييب القيود فييي نفييس أو طيرف لييم يكيين لولييه أن ينفييرد باسييتيفا ه إال بيذذن السييلطاني فييذن
كان في طرف لم يمكنه السيلطان مين اسيتيفا ه حتيى يتيوالو غييرو ،وأجيرو اليذو يتيوالو فيي ميال المقيتص منيه
دون المقيتص ليهي وقيال أبيو حنيفية تكيون فيي ميال المقيتص ليه دون المقيتص منيه ،فيذن كيان القصياص فيي
نفييس جيياز أن يييأذن لييه السييلطان فييي اسييتيفا ه بنفسييه إذا كييان بابييت اليينفس ذواال اسييتوفاو السييلطان لييه بييأومى
سيف وأمضاو ،فذن تفرد ولي القود باستيفا ه من نفس أو طرف ولم يتعد عزرو السيلطان الفتياتيه علييه وقيد
صار إلى حقه بالقود فال نيء عليهي
الفصل الساد
الت زير
والتعزييير تأديييب علييى ذنييوب لييم تنيير فيهييا الحييدود ،ويختلييف حكمييه بيياختالف حالييه وحييال فاعلييه،
فيوافيق الحيدود مين وجيه وهيو أنيه تأدييب استصيال وزجير يختليف بحسيب اخيتالف اليذنب ويخيالف الحييدود
من بالبة أوجه :أحدها أن تأديب ذو الهيبة من أهل للصييانة أخيف مين تأدييب أهيل البيذاء والسيفاهة لقيول
النبي صلى اهلل عليه وسلم" :يويلوا وي الاي ات عثراتام"ي
فتدرج الناس على منيازلهم :فيذن تسياووا فيي الحيدود المقيدرة فيكيون تعزييز مين جيل قيدرو بياإلعراض
عنه ،وتعزيز من دونه بيالتعنيف ليه وتعزييز مين دونيه بزواجير الكيالم وغايية االسيتخفاف اليذو ال قيذف فييه
وال سب ،بم يعدل بمن دون ذلك إلى الحبس الذو يحبسيو فييه عليى حسيب ذابهيم وبحسيب هفيواتهم ،فمينهم
من يحبس يوماً ،ومنهم تقدر غايتيه بنيهر لالسيتبراء والكنيف وبسيتة أنيهر للتأدييب والتقيويم بيم يعيدل بمين
دون ذلك إلى النفي واإلبعاد إذا تعدت ذنوبة إلى اجتذاب غيرو إليها واستضرارو بهاي
واختلف في غاية نفيه ذوابعادوي فالظاهر من مذهب النيافعي تقيدر بميا دون الحيول وليو بييوم واحيد
ل ال يصير مساوياً لتعزير الحول في الزنا ،وظاهر مذهب مالك أنه يجوز أن يزاد فيه على الحول بما يرى
من أسباب الزواجر بم يعدل بمن دون ذلك إلى الضرب ينزلون فييه عليى حسيب الهفيوة فيي مقيدار الضيرب
وبحسب الرتبة في االمتهان والصيانةي
واختلف في أكبر ميا ينتهيي إلييه الضيرب فيي التعزييز ،فظياهر ميذهب النيافعي أن أكبيرو فيي الحير
تسعة وبالبون سوطاً لينقص عن أقل الحدود في الخمر ،فال يبلغ بالحر أربعين وبالعبد عنريني وقيال أبيو
حنيفةي أكبير التعزيير تسيعة وبالبيون سيوطاً فيي الحير والعبيد وقيال أبيو يوسيف أكبيرو خمسية وسيبعوني وقيال
مالك ال حد ألكبرو ،ويجوز أن يتجاوز به أكبر الحدود وقيال أبيو عبيد اهلل الزبييرو تعزيير كيل ذنيب مسيتنبط
من حدو المنرو فيه وأعالو خمسة وسبعون يقصر به عن حد القذف بخمسة أسواط ،فذن كان اليذنب فيي
التعزير بالزنا روعي منه ما كان ،فذن أصابوهما بأن نالهم منها ما دون الفرج ضربوهما أعلى التعزير وهو
خمسة وسبعون سوطاً ،ذوان وجدوهما في إزار غير متبانرين ضربوهما أربعين سوطاً ذوان وجدوهما خاليين
في بيت عليهما بيابهما ضربوهما بالبين سوطاً ،ذوان وجدوهما في طريق يكلمها وتكلميه ضيربوهما عنيرين
سوطاً ،ذوان وجدوو يتبعها ولم يقفوا على غير ذلك تحققوا ،ذوان وجدوهما ينير إليها وتنيير إلييه بغيير كيالم
ضربوهما عنرة أسواط ،وهكذا يقول في التعزير بسرقة ميا ال يجيب فييه القطيا ،فيذذا سيرق نصياباً مين غيير
حرز ضرب أعلى التعزير خمسة وسبعين سوطاًي ذواذا سرق من حرز أقل من نصاب ضرب ستين سوطاًي
ذواذا سرق أقل من نصاب من غير حرز ضرب خمسين سيوطاً ،فيذذا جميا الميال فيي الحيرز واسيترجا منيه
قبل إخراجه ضرب أربعين سوطاً ،ذواذا نقب الحرز ودخل ولم يأخذ ضيرب بالبيين سيوطاًي ذواذا نقيب الحيرز
ولم يدخل ضرب عنرين سوطاً ،ذواذا تعرض للنقب أو لفتح باب ولم يكمله ضرب عنيرة أسيواطي ذواذا وجيد
معييه منقييب أو كييان م ارصييد للمييال يحقييق بييم عل ييى هييذو العبييارة فيمييا سييوى هييذين وهييذا الترتيييب ذوان ك ييان
مستحسناً في الظاهر فقد تجرد االستحان فيه عن دليل يتقدر بيه وهيذا الكيالم فيي أحيد الوجيوو التيي يختليف
فيها الحد والعزيري
والوجييه البيياني أن الحييد ذوان لييم يجييز العفييو عنييه وال النييفاعة فيييه فيجييوز فييي التعزييير العفييو عنييه
وتسييوغ النييفاعة فيييه ،فييذن تفييرد التعزييير بحييق السييلطنة حكييم التقييويم ولييم يتعلييق بييه حتييى جدمييي جيياز لييولي
األميير أن ي ارعييي األصييلح فييي العفييو أو التعزييير وجيياز أن ينييفا فيييه ميين سييأل العفييو عيين الييذنبي روو عيين
النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قال" :ادف وا الي ويقضي اهلل على لسام نبيه ما يداء"ي
ولو تعلق بالتعزير حتيى جدميي كيالتعزير فيي النيتم والمواببية ففييه حيق للمني وم والمضيروب وحيق
السييلطنة للتقييويم والتهييذيب ،فييال يجييوز لييولي األميير أن يسييقط بعفييوو حييق المن ي وم والمضييروب ،وعليييه أن
يسيتوفي لييه حقييه ميين تعزييير النيياتم والضييارب ،فييذن عفييا المضييروب والمني وم كييان ولييي األميير بعييد عفوهمييا
علييى خيييارو فييي فعييل األصييلح ميين التعزييير تقويمياً والصييفح عنييه عفيواً ،فييذن تعييافوا عيين النييتم والضييرب قبييل
الترافا إليه سقط التعزير اجدمي :واختلف في سقوط حق السلطنة عنه والتقويم على الوجهيني
أحدهما وهو قول أبي عبيد اهلل الزبييرو أنيه يسيقط ولييس ليولي األمير أن يعيزر فييه ألن حيد القيذف
أغلظ ويسقط حكمه بالعفو فكان حكم التعزير بالسلطنة أسقطي
والوجه الباني وهو األظهر أن ليولي األمير أن يعيزر فييه ميا العفيو قبيل الت ارفيا إلييه كميا يجيوز أن
يعييزر فيييه مييا العفييو بعييد الت ارفييا إليييه مخالفيية للعفييو عيين حييد القييذف فييي الموضييعين ألن التقييويم ميين حقييوق
المصلحة العامة ولو تناتم وتوابب والد من ولد سقط تعزير الوالد في حق الولد ولم يسيقط تعزيير الوليد فيي
الوالد كما ال يقتل الوالد بولدو ،ويقتل الولد بوالدو وكان تعزيير األب مختصياً بحيق السيلطنة والتقيويم ال حيق
فيه للولد ،ويجوز لولي األمر أن ينفرد بالعفو عنه وكان تعزير الولد منتك اًر بين حق الولد وحقوق السلطنة
فيال يجييوز لييولي األميير أن ينفييرد بييالعفو عنييه مييا مطالبيية الواليد بييه حتييى يسييتوفيه لييه وهييذا الكييالم فييي الوجييه
الباني الذو يختلف فيه الحد والتعزيري
والوجه البالث أن الحد ذوان كان ما حدث عنه من التلف هد اًر فذن التعزير يوجب ضمان ما حيدث
عنيه مين التلييف ،قيد أرهييب عمير بين الخطيياب اميرأة فأخمصييت بطنهيا فألقيت جنينهييا ميتياً فنيياور عليياً عليييه
السالم وحمل دية جنينهاي
واختلييف فييي محييل دييية التعزييير :فقيييل تكييون علييى عاقليية ولييي األميير ،وقيييل تكييون فييي بيييت المييال،
فأمييا الكفييارة ففييي مالييه إن قيييل إن الدييية علييى عاقلتييه ،ذوان قيييل إن الدييية فييي بيييت المييال ففييي محييل الكفييارة
وجهان :أحدهما فيي ماليهي والبياني فيي بييت الميال ،وهكيذا المعليم إذا ضيرب صيبياً أدبياً معهيوداً فيي العيرف
فأفضى إلى تلفيه ضيمن دينيه عليى عاقلتيه والكفيارة فيي ماليهي ويجيوز لليزوج ضيرب زوجتيه إذا ننيزت عنيه،
فذن تلفت من ضربه ضمن ديتها على عاقلته إال أن يتعمد قتال فيقاد بهاي
وأمييا صييفة الضييرب فييي التعزييير فيجييوز أن يكييون بالعصييا وبالسييوط الييذو كسييرت بمرتييه كالحييدي
واختلف في جوازو بسوط لم تكسر بمرته فذهب الزبيرو إليى جيوازو فيذن زاد فيي الصيفة عليى ضيرب الحيدود
وأنيه يجيوز أن يبليغ بييه إنهيار اليدم ،وذهييب جمهيور أصيحاب النييافعي رضيي اهلل عنيه إلييى حظيرو بسيوط لييم
تكسيير بمرتييه وألن الضييرب فييي الحييدود أبلييغ وأغلييظ وهييو كييذلك محظييور فكييان فييي التعزييير أولييى أن يكييون
محظو اًر وال يجوز أن يبلغ بتعزيز إنهار الدم وضرب الحد يجب أن يفرق في البدن كله بعد توقي المواضا
القاتليية ليأخييذ كييل عض يوا نصيييبه ميين الحييد ،وال يجييوز أن يجمييا فييي موضييا وحييد ميين الجسييد واختلييف فييي
ضرب التعزير فأجراو جمهور أصحاب النافعي مجرى الضرب في تفريقيه وحظير جمعيه ،وخيالفهم الزبييرو
فجوز جمعه في موضا واحد من الجسد ألنه لما جاز إسقاطه عن جميا الجسد جياز إسيقاطه عين بعضيه
بخالف الحد ويجوز أن يصيل فيي التعزيير حيياً قيد صيلب رسيول اهلل صيلى اهلل صيلى اهلل علييه وسيلم رجيالً
على جبل يقال له أبو نابي وال يمنا إذا صلب أداء طعام وال نراب وال يمنا من الوضوء للصالة ويصلي
مومياً ويعيد إذا أرسل وال يتجاوز بصلبه بالبة أيام ،ويجوز في نكال التعزير أن يجر من بيابه إال قيدر ميا
يستر عورته وينهر في الناس وينادى عليه بذنبه إذا تكرر منه ولم يتب ،ويجوز أن يحلق نعرو وال يجوز
أن تحلق لحيتهي واختلف في جواز تسويد وجوههم؛ فجوزو األكبرون ،ومنا منه األقلوني
الباب ال دروم
في يحكام الحسبة
الحسييبة :هييي أميير بييالمعروف إذا ظهيير تركتييه ونهييى عيين المنكيير إذا أظهيير فعلييه وقييال اهلل تعييالى:
ويناوم عم المنكر"ي "ولتكم منكم يمة يدعوم الى الفير ويأمروم بالم رو
وهييذا ذوان صييح ميين كييل مسييلم فييالفرق فيييه بييين المتطييو والمحتسييب ميين تسييعة أوجييه :أحييدها أن
فرضيه متعييين عليى المحتسييب بحكيم الوالييية وفرضيه علييى غييرو داخييل فيي فييروض الكفاييةي والبيياني أن قيييام
المحتسب به من حقيوق تصيرفه اليذو ال يجيوز أن يتنياغل عنيه ،وقييام المتطيو بيه مين نوافيل عمليه اليذو
يجوز أن يتناغل عنه بغيروي
والبالث أنه منصوب لالستعداء إليه فيما يجب إنكارو ،وليس المتطو منصوباً لالستعداءي
وال ارب ي ي ي ي ييا أن عل ي ي ي ي ييى المحتس ي ي ي ي ييب إجاب ي ي ي ي يية م ي ي ي ي يين اس ي ي ي ي ييتعداو ول ي ي ي ي يييس عل ي ي ي ي ييى المتط ي ي ي ي ييو إجابت ي ي ي ي ييهي
والخييامس أن عليييه أن يبحييث عيين المنكيرات الظيياهرة ليصييل إلييى إنكارهييا ويفحييص عمييا تييرك ميين المعييروف
الظاهر ليأمر بذقامته ليس على غيرو من المتطوعة بحث وال فحصي
والسادس أن له أن يتخذ على إنكارو أعواناً ألنه عمل هو له منصوب ذواليه مندوب ليكون له أقهر
وعليه أقدر وليس للمتطو أن يندب لذلك أعواناًي
والسابا أن له أن يعزر في المنكرات الظاهرة ال يتجاوز إلى الحدود وليس للمتطو أن يعزر على
منكري
والبييامن أن لييه أن يرتييزق علييى حسييبته ميين بيييت المييال وال يجييوز للمتطييو أن يرتييزق علييى إنكييار
منكري
والتاسييا أن لييه اجتهيياد أريييه فيييم تعلييق بييالعرف دون النيير كالمقاعييد فييي األسيواق ذواخيراج األجنحيية
فيه فيقر وينكر من ذلك ما أداو اجتهيادو إلييه ولييس هيذا للمتطيو فيكيون الفيرق بيين واليي الحسيبة ذوان كيان
يييأمر بييالمعروف ينهييى عيين المنكيير وب يين غي يرو ميين المتطييوعين ذوان جيياز أن يييأمر بييالمعروف وينهييى عيين
المنكر من هذو الوجوو التسعةي
ذواذا كييان كييذلك فميين نييروط والييي الحسييبة أن يكييون حي اًر عييدالً ذا رأو وصيرامة وخنييونة فييي الييدين
وعلم بالمنكرات الظاهرةي
واختلف الفقهاء من أصحاب النيافا ،هيل يجيوز ليه أن يحميل فيميا ينكيرو مين األميور التيي اختليف
الفقهاء فيها على أرييه واجتهيادو أم ال ؟ عليى وجهيين :أحيدهما وهيو قيول أبيي سيعيد األصيطخرو أن ليه أن
يحمييل ذلييك علييى أريييه واجتهييادو ،فعلييى هييذا يجييب علييى المحتسييب أن يكييون عالم ياً ميين أهييل االجتهيياد فييي
أحكيام اليدين ليجتهيد أرييه فيميا اختليف فييهي والوجيه البياني لييس ليه أن يحميل النياس عليى أرييه واجتهيادو وال
يقودهم إلى مذهبه لتسويغ االجتهاد الكافة وفيما اختلف فيه؛ فعلى هذا يجوز أن يكون المحتسب مين غيير
أهل االجتهاد إذا كان عارفاً بالمنكرات المتفق عليهاي
وأعلييم أن الحسييبة واسييطة بييين أحكييام بالقضيياء وأحكييام المظييالم ،فأمييا مييا بينهييا وبييين القضيياء فهييي
موافقة ألحكام القضاء من وجهين ،ومقصيورة عنيه مين وجهيين و از يدة علييه مين وجهيين :فأميا الوجهيان فيي
موافقتها ألحكام القضاءي
فأحي ييدهما ج ي يواز االسي ييتعداء إليي ييه وسي ييماعه دعي ييوى المسي ييتعدو علي ييى المسي ييتعدى عليي ييه في ييي حقي ييوق
اجدميييين ،وليييس هييذا علييى عمييوم الييدعاوى ،ذوانمييا يخييتص بييالث أنيوا ميين الييدعوى :أحييدها أن يكييون فيمييا
يتعلق ببخس وتطفيف في كيل أو وزن :والباني ما يتعليق بغي أو تيدليس فيي مبييا أو بميني والباليث فيميا
يتعلق بمطل وتأخير لدين مستحق ميا المكنية ،ذوانميا جياز نظيرو فيي هيذو األنيوا البالبية مين اليدعاوو دون
مييا عييداها ميين سييا ر الييدعاوو لتلقهييا بمنكيير ظيياهر هييو منصييوب إلزالتييه واختصاصييها بمعييروف بييين هييو
منييدوب إلييى إقامتييه ،ألن موضييو الحسييبة ألييزم الحقييوق والمعونيية علييى اسييتيفا ها ،وليييس للنيياظر فيهييا أن
يتجاوز ذلك إلى الحكم الناجز والفصل الباتي فهذا أحد وجهي الموافقةي
والوجه الباني أن له إلزام المدعى علييه للخيروج مين الحيق اليذو علييه ولييس هيذا عليى العميوم فيي
كييل الحقييوق ذوانمييا هييو خيياص فييي الحقييوق التييي جيياز لييه سييما الييدعوى فيهييا علييى العمييوم فييي كييل الحقييوق
ذوانما هو خاص في الحقوق التي جاز له سما الدعوى فيها ذواذا وجبت باعتراف ذواقرار ما تمكنيه ذوايسيارو
فيلزم المقر الموسر الخروج منها ودفعها إلى مستحقها ،ألن في تأخيرو لها منكر هو منصوب إلزالتهي
وأم ييا الوجه ييان ف ييي قص ييورها ع يين أحك ييام القض يياءي فأح ييدهما قص ييورها ع يين س ييما عم ييوم ال ييدعاوو
الخارجة عن ظواهر المنكرات من اليدعاوى فيي العقيود والمعيامالت وسيا ر الحقيوق والمطالبيات ،فيال يجيوز
أن ينتيدب لسيما اليدعوى لهيا وال أن يتعيرض للحكيم فيهيا ال فيي كبيير الحقيوق وال فيي قليلهيا مين درهيم فمييا
دونه إال أن ييرد ذليك إلييه بينص صيريح يزييد عليى إطيالق الحسيبة فيجيوز ويصيير بهيذو الزييادة جامعياً بيين
قضاء وحسبة ،فيراعى فيه أن يكون من أهل االجتهاد ،ذوان اقتصر به عن مطلق الحسبة فالقضاة والحكام
بالنظر في قليل ذلك وكبير أحق ،فهذا وجهي
والوجه الباني أنها مقصورة على الحقوق المعترف بها ،فأما ما يتداخله التجاحد والتناكر فال يجوز
ليه النظير فييه ،ألن الحيياكم فيهيا يقيف عليى سييما بينية ذواحيالف يميين ،وال يجييوز للمحتسيب أن يسيما بينيية
علييى إببييات الحييق ،وال أن يحلييف يمينياً علييى نفييي الحيق والقضيياة والحكييام بسييما البينيية ذواحييالف الخصييوم
أحقي
وأما الوجهان في زيادتها على أحكام القضاءي
فأحييدهما أنييه يجييوز للنيياظر فيهييا أن يتعييرض لنصييفح مييا يييأمر بييه ميين المعييروف وينهييى عنييه ميين
المنكر ذوان لم يحضرو خصم مستعد ،وليس للقاضي أن يتعيرض ليذلك إال بحضيور خصيم يجيوز ليه سيما
الدعوى منه ،فذن تعرض لذلك خرج عن منصب واليته وصار متجو اًز في قاعدة نظروي
والباني أن للناظر في الحسبة من سيالطة السيلطنة واسيتطالة الحمياة فييم تعليق بيالمنكرات ميا لييس
للقضيياة ألن الحسييبة موضييوعة للرهبيية ،فييال يكييون خييروج المحتسييب إليهييا بالسييالطة والغلظيية تجييو اًر فيهييا وال
خرقاً والقضاء موضو للمناصفة فهو باألناة والوقار أحق وخروجه عنهما إلى سالطة الحسبة تجوز وخرق
ألن موضو كل واحد من المنصبين مختلف فالتجوز فيه خروج عن حدوي
وأم ي ي ي ي ي ي ييا مي ي ي ي ي ي ي ييا بي ي ي ي ي ي ي ييين الحس ي ي ي ي ي ي ييبة والمظي ي ي ي ي ي ي ييالم فينهمي ي ي ي ي ي ي ييا ن ي ي ي ي ي ي ييبه مؤتلي ي ي ي ي ي ي ييف وفي ي ي ي ي ي ي ييرق مختلي ي ي ي ي ي ي ييفي
فأمييا لنييبه الجيياما بينهمييا فميين وجهييين :أحييدهما أن موض يوعهما مسييتقر علييى الرهبيية المختصيية بسييالطة
الس ييلطنة وق ييوة الصي يرامة ،والب يياني جي يواز التع ييرض فيهم ييا ألس ييباب المص ييالح والتص ييلا إل ييى إنك ييار الع ييدوان
الظاهري
وأمييا الفييرق بينهمييا فميين وجهييين :أحييدهما أن النظيير فييي المظييالم موضييو لمييا عجييز عنييه القضيياة،
والنظر في الحسيبة موضيو لميا رفيا عنيه القضياة وليذلك كانيت رتبية المظيالم أعليى ورتبية الحسيبة أخفيض،
وجاز لوالي المظالم أن يوقا إلى القضاة والمحتسب ولم يجز للقاضي أن يوقا إلى والي المظالم ،وجاز له
أن يوقيا إلييى المحتسييب ولييم يجييز للمحتسيب أن يوقييا إلييى واحييد منهمييا ،فهيذا الفييرق البيياني أنييه يجييوز ليوالي
المظالم أن يحكم وال يجوز لوالي الحسبة أن يحكمي
ذواذا اسييتقر مييا وصييفناو ميين موضييو الحسييبة ووضييا الفييرق بينهمييا وبييين القضيياء والمظييالم فهييي
تن ي ي ي ي ي ي ييتمل علي ي ي ي ي ي ي ييى فصي ي ي ي ي ي ي ييلين :أحي ي ي ي ي ي ي ييدهما أمي ي ي ي ي ي ي يير بي ي ي ي ي ي ي ييالمعروفي والبي ي ي ي ي ي ي يياني نهي ي ي ي ي ي ي ييي عي ي ي ي ي ي ي يين المنكي ي ي ي ي ي ي ييري
فأمييا األميير بييالمعروف فينقسييم بالبيية أقسييام :أحييدها مييا يتعلييق بحقييوق هلل تعييالىي والبيياني مييا يتعلييق بحقييوق
اجدميين ،والبالث ما يكون منتركاً بينهماي
فأما المتعلق بحقوق اهلل عز وجل فضربان ،أحدهما يلزم األمر به في الجماعة دون االنفراد كترك
الجمعة في وطن مسكون ،فيذن كيانوا عيدداً قيد اتفيق عليى انعقياد الجمعية بهيم كياألربعين فميا زاد فواجيب أن
يأخذهم بذقامتها ويأمرهم بفعلها ويؤدب على اإلخالل بها ذوان كانوا عدداً اختلف في انعقاد الجمعة بهم فله
ولهم أربعة أحوال :أحدها أن يتفق رأيه ورأو القوم على انعقاد الجمعة بيذلك العيدد فواجيب علييه أن ييأمرهم
بذقامتها وعليهم أن يسارعوا إلى أمرو بها ويكون في تأديبهم على تركها أليين مين تأديبيه عليى تيرك ميا نعقيد
اإلجما عليهي
والحالة البانية أن يتفق رأيه ورأو القوم على أن الجمعة ال تنعقد بهم فال يجوز أن يأمرهم بذقامتها
وهو بالنهي عنها لو أقيمت أحقي
الحالة البالبة أن ييرى القيوم انعقياد الجمعية بهيم والييراو المحتسيب ،فيال يجيوز ليه أن يعارضيهم فيهيا
وال يأمر بذقامتها ألنه اليراو ،وال يجوز أن ينهاهم عنها ويمنعهم مما يرونه فرضا عليهمي
والحاليية الرابعيية أن يييرى المحتسييب انعقيياد الجمعيية بهييم وال ي يراو القييوم فهييذا ممييا فييي اسييتمرار تركييه
تعطيييل الجمعيية مييا تطيياول الزمييان وبعييدو وكب يرة العييدد وزيادتييه ،فهييل للمحتسييب أن يييأمرهم بذقامتهييا اعتبييا اًر
به ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييذا المعن ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييى أم ال ؟ عل ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييى وجه ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييين ألص ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييحاب الن ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييافعي رض ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييي اهلل عن ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييهي
أحدهما وهو مقتضى قول أبي سيعيد األصيطخرو أنيه يجيوز ليه أن ييأمرهم بذقامتهيا اعتبيا اًر بالمصيلحة لي ال
يننأ الصغير على تركها فيظن أنها تسقط ما زيادة العدد كما تسقط بنقصانه ،فقد راعى زياد مبل هذا في
ص يالة النيياس فييي جييامعي البص يرة والكوفيية ،فييذنهم كييانوا إذا صييلوا فييي صييحنه فرفع يوا ميين السييجود مسييحوا
جباهم من التراب فأمر بذلقاء الحصى في صحن المسجد الجاما وقيال لسيت آمين أن يطيول الزميان فييظن
الصغير إذا ننأ أن مسح الجبهة من أبر السجود سنة في الصالةي
والوجه البياني ال يتعيرض ألميرهم بهيا ألنيه لييس ليه حميل النياس عليى اعتقيادو ،وال أن يأخيذهم فيي
اليدين ب أرييه ميا تسيويغ االجتهياد فيييه وأنهيم يعتقيدون أن نقصيان العيدد يمنييا مين إجيزاء الجمعيةي وأميا أمييرهم
بصالة العيد فله أن ييأمرهم بهيا ،وهيل يكيون األمير بهيا مين الحقيوق الالزمية أو مين الحقيوق الجيا زة عليى
وجهين من اختالف أصحاب النافعي فيها هل هي مسنونة أو من فيروض الكفايية؟ فيذن قييل إنهيا مسينونة
كان األمر بها ندباً ،ذوان قيل إنها من فروض الكفاية كان األمر بها حتماًي
فأمييا صييالة الجماعيية فييي المسيياجد ذواقاميية األذان فيهييا للصييلوات فميين نييعا ر اإلسييالم وعالمييات
التعبد التي فرق بها رسول اهلل صلى اهلل عليه وسيلم بيين دار اإلسيالم ودار النيرك فيذذا اجتميا أهيل بليد أو
محليية علييى تعطيييل الجماعيية فييي مسيياجدهم وتييرك األذان فييي أوقييات صييلواتهم كييان المحتسييب منييدوباً إلييى
أمرهم باألذان والجماعة في الصلوات ،وهيل ذليك واجيب علييه ييأبم بتركيه أو مسيتحب ليه يبياب عليى فعليه؟
على وجهين من اختالف أصحاب النيافعي فيي اتفياق أهيل بليد عليى تيرك األذان واإلقامية والجماعية ،وهيل
يلييزم السييلطان محيياربتهم عليييه أم ال؟ فأمييا تييرك صييالة الجمعيية ميين آحيياد النيياس أو تييرك األذان واإلقاميية
لصالته فال اعتراض للمحتسب عليه إذا لم يجعله عادة ذوالفاً ألنها مين النيدب اليذو يسيقط باألعيذار إال أن
يقترن به استرابة أو يجعله إلفاً وعادة ويخاف تعدو ذليك إليى غييرو فيي االقتيداء بيه في ارعيى حكيم المصيلحة
به في زجرو عما استهان به من سنن عبادته ويكون وعيدو على ترك الجماعة معتب اًر بنواهد حاليه ،كاليذو
روو عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قال:
"لقد هممت يم ومار يصاحابي يم يجم اوا حطبااً وومار بالصا ة فياؤ م لااا وتقاام ثام
الى منازل يووام ال يحضروم الص ة فأحرواا عليام"ي يفال
وأما ما يأمر به آحاد النياس وأفيرادهم فكتيأخير الصيالة حتيى يخيرج وقتهيا فييذكر بهيا وييأمر بفعلهيا
وي ارعيى جوابيه عنهيا ،فييذن قيال تركتهيا لنسيييان حبيه عليى فعلهيا بعييد ذكيرو وليم يؤدبييه؛ ذوان قيال تركتهيا لتيوان
وهو إن أدبه زج اًر وأخذو بفعلها جب اًر ،وال اعتراض على من أخرها والوقت باق الختالف الفقهياء فيي فضيل
التأخير ،ولكن ليو كانيت الجماعيات فيي بليد قيد اتفيق أهليه عليى تيأخير صيلواتهم إليى آخيرو والمحتسيب ييرى
فضل تعجيلها فهل له أن يأمرهم بالتعجيل على وجهين ألن اعتبار جميا الناس لتأخيرها يفضي بالصغير
النانئ إلى اعتقاد أن هذا هو الوقت دون ميا تقيدم وليو عجلهيا بعضيهم تيرك مين آخرهيا مينهم وميا ييراو مين
التأخيري
فأما األذان والقنوت في الصلوات إذا خالف فيه رأو المحتسب فال اعتيراض ليه فييه بيأمر وال نهيي
ذوان كان يرى إذا ما يفعل مسوغاً في االجتهاد لخروجه عن معنى ما قدمناو وكذلك الطهارة إذا فعلهيا عليى
وج ييه س ييا غ يخ ييالف في ييه رأو المحتس ييب م يين إ ازل يية النجاس يية بالما ع ييات والوض ييوء بم يياء تغي يير بالم ييذرورات
الطياهرات ،أو اقتصيار عليى مسييح أقيل اليرأس أو العفييو عين قيدر درهييم مين النجاسيات فييال اعتيراض ليه فييي
نيء من ذلك بأمر وال نهي ،وكان له في اعتراضه عليهم في الوضوء بنبيذ التمر عند عدم الماء وجهان،
لما فيه من اإلفضاء إليى اسيتباحته عليى كيل حيال فذنيه ربميا آل إليى السيكر مين نيربه بيم عليى نظيا ر هيذا
المبال تكون أوامرو بالمعروف في حقوق اهلل تعالىي
فأما األمر بالمعروف في حقوق اجدميين فضربان :عام وخاصي
فأميا العييام فكالبلييد إذا تعطيل نيربه أو اسييتهدم سيورو أو كييان يطرقييه بنيو السييبيل ميين ذوو الحاجييات
فكفيوا عين معييونتهم ،فيذن كيان فييي بييت المييال مياالً ليم يتوجييه علييهم فيييه ضيرر أمير بذصييال نيربهم وبنيياء
سيورهم وبمعونيية بنييي السييبيل فييي االجتييياز بهييم ،ألنهييا حقيوق تلييزم بيييت المييال دونهييم ،وكييذلك لييو اسييتهدمت
مساجدهم وجوامعهم ،فأما إذا أعوز بيت المال كان األمير ببنياء سيورهم ذواصيال نيربهم وعميارة مسياجدهم
وجوامعهم وم ارعياة بنيي السيبيل فييهم متوجهياً إليى كافية ذوو األمكنية مينهم وال يتعيين أحيدهم فيي األمير بيه،
ذوان نر ذوو المكنة في عملهم وفي مراعاة بني السبيل وبانروا القيام به سقط عين المحتسيب حيق األمير
به ولم يلزمهم االست ذان في مراعاة بني السبيل وفي بناء ما كيان مهيدوماً ،ولكين ليو أرادوا هيدم ميا يعييدون
بنيياءو ميين المسييترم والمسييتهدم لييم يكيين لهييم اإلقييدام علييى هدمييه فيمييا عييم أهييل البلييد ميين سييورو وجييامعهم إال
باست ذان ولي األمر دون المحتسب ليأذن لهم في هدميه بعيد تضيمينه القييام بعمارتيه وجياز فيميا خيص مين
المس يياجد ف ييي العن ييا ر والقبا ييل أال يس ييتأذنوو ،وعل ييى المحتس ييب أن يأخ ييذهم ببن يياء م ييا ه ييدموو ول يييس ل ييه أن
يأخذهم بذتمام ما استأنفوو ،فأما إذا كف ذوو المكنة عن بناء ما استهدم وعمارة ما استرم ،فذن كيان المقيام
في البلد ممكناً وكان النرب ذوان قل مقنا تاركهم ذواباوي ذوان تعيذر المقيام فيي البليد لتعطييل نيربه وانيدحاض
سورة نظر ،فذن كان البلد بغ اًر يضر بدار اإلسالم تعطيله ليم يجيز ليولي األمير أن يفسيخ فيي االنتقيال عنيه
وكييان حكمييه حكييم الن يوازل إذا حييدبت فييي القيييام كافيية ذوو المكنيية بييه وكييان تييأبير المحتسييب فييي مبييل هييذا
إعالم السلطان به ،وترغيب أهل المكنة في عمله ذوان لم يكن هذا البلد بغ اًر مضي اًر بيدار اإلسيالم كيان أميرو
أيسيرو وحكمييه أخييف ولييم يكيين هييذا للمحتسييب أن يأخييذ أهلييه جبي اًر بعمارتييه ،ألن السييلطان أحييق أن يقييوم بييه،
وليو اعيوزو الميال فيسيتجدو فيقيول لهيم المحتسيب مييا اسيتدام عجيز السيلطان عنيه أنيتم مخييرون بيين االنتقييال
عنييه أو التيزام مييا يصييرف فييي مصييالحه التييي يمكيين معهييا دوام اسييتيطانة ،فييذن أجييابوو إلييى التيزام ذلييك كلييف
جمياعتهم ميا تسيمح بيه نفوسيهم ولييم يجيز أن يأخيذ كيل واحيد مينهم فييي عينيه أن يلتيزم جبي اًر ميا ال تسيمح بييه
نفسه من قليل و كبير ويقول ليخرج كل واحد منكم ما سيهل علييه وطياب نفسياً بيه ومين أعيوزو الميال أعيان
العمل حتى إذا اجتمعت كفاية المصلحة أو يلو اجتماعها بضمان كل واحد من أهل المكنة قد اًر طاب بيه
نفسياً نير حين ييذ فيي عمييل المصيلحة وأخييذ كيل ضييامن مين الجماعيية بيالتزام مييا ضيمنه ،ذوان كييان مبيل هييذا
الضييمان ال يلييزم فييي المعييامالت الخاصيية ،ألن حكييم مييا عييم ميين المصييالح موسييا فكييان حكييم الضييمان فيييه
أوسيياي ذواذا عمييت هييذو المصييلحة لييم يكيين للمحتسييب أن يتقييدم بالقيييام بهييا حتييى يسييتأذن السييلطان فيهييا لي ال
يصير بالتفرد مفتاتاً عليه إذ ليست هذو المصلحة من معهود حسبته فذن قلت ونق است ذان السيلطان فيهيا
أو خيف زيادة الضرر لبعد است ذانه جاز نروعه فيها من غير است ذاني
وأما الخاص فكالحقوق إذا مطلت والديون إذا أخرت فللمحتسب أن يأمر بالخروج منها ميا المكنية
إذا استعداو أصحاب الحقوق ،وليس له أن يحبس بها ألن الحبس حكم ،وله أن ييالزم عليهيا ألن لصياحب
الحييق أن يييالزم ،وليييس لييه األخييذ بنفقييات األقييارب الفتقييار ذلييك إلييى اجتهيياد نييرعي فيييمن تجييب لييه ،ويجييب
عليييه إال أن يكييون الحيياكم قييد فرضييها فيجييوز لييه أن يأخييذ لييه بأدا هييا ،وكييذلك كفاليية ميين تجييب كفالتييه ميين
الصييغار واالعت يراض ل يه فيهييا حتييى يحكييم بهييا الحيياكم فيجييوز حين ييذ للمحتسييب أن يييأمر بالقيييام بهييا علييى
النروط المستحقة فيهاي
وأما قبول الوصايا والودا ا فليس له أن يأمر فيها أعيان الناس وآحادهم ويجوز أن يأمر بها على
العموم حبا على التعاون بالبر والتقوى ،بم على هذا المبال تكون أوامرو بالمعروف في حقوق اجدمييني
وأمييا األميير بييالمعروف فيمييا كييان منييتركاً بييين حقييوق اهلل تعييالى وحقييوق اجدميييين فكأخييذ األولييياء
نكيا األيييامى أكفيا هن إذا طلييبن ذواليزام النسيياء أحكيام العييدد إذا فيورقن ولييه تأدييب ميين خيالف فييي العيدة ميين
النساء وليس له تأديب من امتنا من األولياءي
ومين نفيى ولييداً قيد وليد فيراض أميه ولحيوق نسييبه أخيذو بأحكيام األدبيياء جبي اًر وعيزرو عيين النفيي أدبياً،
ويأخذ السادة بحقوق العبيد واإلمياء وأن ال يكلفيوا مين األعميال ميا ال يطيقيون ،وكيذلك أربياب البهيا م يأخيذو
بعلوفتها إذا قصروا وأن ال يستعملوها فيما ال تطيقي
ومن أخذ لقيط وقصر في كفالته أمرو أن يقوم بحقوق التقاطه من التزام كفالته أو تسيليمه إليى مين
يلتزمهييا ويقييول بهييا ،وكييذلك واجييد الص يوال إذا قصيير فيهييا يأخييذو بمبييل ذلييك ميين القيييام بهييا ويكييون ضييامناً
للضالة بالتقصير وال يكون به ضامناً اللقيطي
ذواذا أسييلم الضييالة إلييى غي يرو ضييمنها؛ وال يضييمن اللقيييط بالتسييليم إلييى غي يرو ،بييم علييى نظييا ر هييذا
المبال يكون أمرو بالمعروف في الحقوق المنتركةي
وأما النهي عن المنكرات فينقسم بالبة أقسام :أحدها ما كان من حقوق اهلل تعالىي والباني ميا كيان
من حقوق اجدميين ،والبالث ما كان منتركاً بين الحقيني
فأمييا النهييي عنهييا فييي حقييوق اهلل تعييالى فعلييى بالبيية أقسييام :أحييدها مييا تعلييق بالعبيياداتي والبيياني مييا
تعلق بالمحظوراتي والبالث ما تعلق بالمعامالتي
فأمييا المتعلييق بالعبييادات فكالقاصييد مخالفيية هي اتهييا المنييروعة والمتعمييد تغيييير أوصييافها المسيينونة
ميبالً ميين يقصييد الجهيير فييي صييالة اإلسيرار ،واإلسيرار فييي صييالة الجهيير أو يزيييد فييي الصييالة أو فييي اجذان
أذكيا اًر غيير مسيينونة ،فللمحتسيب إنكارهييا وتأدييب المعانييد فيهيا إذا لييم يقيل بمييا ارتكبيه إمييام متبيو ،وكييذل إذا
أخ ييل بتطهي يير جس ييدو أو بوب ييه أو موض ييا ص ييالته أنكي يرو علي ييه إذا تحق ييق ذل ييك من ييه ،وال يؤاخ ييذو ب ييالتهم وال
بييالظنون ،كالييذو حكييى علييى بعييض النيياظرين فييي الحسييبة أنييه سييأل رج يالً داخ يالً إلييى المسييجد بنعلييين هييل
يدخل بهما بيت طهارته فلما أنكر ذلك أراد إحالفه عليه ،وهيذا جهيل مين فاعليه وتعيدى فييه أحكيام الحسيبة
وغلييب فيييه سييوء الظنيية ،وهكييذا لييو ظيين برجييل أنييه يتييرك الغسييل ميين الجنابيية أو يتييرك الصييالة والصيييام لييم
يؤاخييذو بييالتهم ولييم يعاملييه باإلنكييار ،ولكيين يجييوز لييه بالتهميية أن يعييظ ويحييذر ميين عييذاب اهلل علييى إسييقاط
حقوقه واإلخالل بمفروضاتهي فذن رآو يأكل في نهر رمضان لم يقدم على تأديبيه إال بعيد سيؤاله عين سيبب
أكليه إذا التبسيت أحوالييه فربميا كييان مريضياً أو مسيياف اًر أو يلزميه السيؤال إذا ظهييرت منيه إمييارات الرييب ،فييذن
ذكر من األعذار ما يحتمله حالة كف عن زجرو وأمرو بذخفاء أكله ل ال يعرض نفسه للتهمة وال يلزم إحالفه
عنييد االسييترابة بقولييه ألنييه موكييول إلييى أمانتييه ،فييذن لييم يييذكر عييذ اًر جيياهر باإلنكييار عليييه مجيياهرة رد وأدبييه
تأديب زجر ،وهكذا لو علم عذرو في كل أنكر عليه المجاهرة بتعويض نفسيه للتهمية ،ولي ال يقتضيى بيه مين
ذوو الجهالة ممن ال يميز حال عذرو من عيروي
وأمييا الممتنييا ميين إخ يراج الزكيياة؛ فييذن كييان ميين األم يوال الظيياهرة فعامييل الصييدقة يأخييذها منييه جب ي اًر
أخص وهو بتعزيرو على الغلول إن لم يجيد ليه عيذ اًر أحيق ،ذوان كيان مين األميوال الباطنية فيحتميل أن يكيون
المحتسب أخص باإلنكار عليه من عامل الصدقة ،ألنه اعتراض للعامل فيي األميوال الباطنية ،ويحتميل أن
يكون العامل باإلنكار عليه أخص ألنه لو دفعهيا ليه أجيازو ويكيون تأديبيه معتبي اًر بنيواهد حاليه فيي االمتنيا
من إخراج زكاته ،فذن ذكر أنه يخرجها س اًر وكل إلى أمانته فيهاي ذوان رأى رجالً يتعرض لمسألة الناس في
طلييب الصييدقة وعلييم أنييه غنييي إمييا بمييال أو عمييل أنكيرو عليييه وأدبييه فيييه وكييان المحتسييب بذنكييارو أخييص ميين
عامل الصدقة قد فعل عمر رضي اهلل عنه مبل ذلك بقوم من أهل الصدقة ولو رأى عليه آبار الغنيى وهيو
يسييأل النيياس آالمييه تحريمهييا علييى المسييتغني عنهييا ولييم ينك يرو عليييه لجيواز أن يكييون فييي البيياطن فقي ي اًر ،ذواذا
تعرض للمسألة ذو جليد وقيوة عليى العميل زجيرو وأميرو أن يتعيرض لالحتيراف بعمليه ،فيذن أقيام عليى المسيألة
عيزرو حتيى يقليا عنهيياي ذوان دعيت الحالية عنيد إلحييا مين حرميت علييه المسييألة بميال أو عميل إال أن ينفييق
على ذو مال جب اًر من ماله ويؤجر ذا العمل وينفق عليه من أجرته لم يكن المحتسب أن يفعل ذليك بنفسيه
ألن هذا حكم والحكام به أحق فيرفا أمرو إلى الحاكم ليتولى ذلك أو يأذن فيهي
ذواذا وجد من يتصيدى لعليم النير ولييس مين أهليه مين فقييه أو واعيظ وليم ييأمن اغتيرار النياس بيه
في سوء تأويل أو تحريف جواب أنكر عليه التصدو لما ليس هو من أهله وأظهر أمرو ل ال يغتر بهي ومن
أنكل عليه أمرو لم يقدم عليه باإلنكار إال بعد االختباري قد مير عليي بين أبيي طاليب علييه السيالم بالحسين
البصرو وهو يتكلم عين النياس فياختبرو ،فقيال ليه ميا عمياد اليدين؟ فقيال اليور ،فقيال فميا آفتيه؟ قيال الطميا،
قييال تكلييم اجن إن ن ي تي وهكييذا لييو ابتييد بعييض المنتسييبين إلييى العلييم قيوالً خييرق بييه اإلجمييا وخييالف فيييه
اليينص ورد قولييه علميياء عصيرو أنكيرو عليييه وزجيرو عنييه ،فييذن أقلييا وتيياب ذواال فالسييلطان بتهييذيب الييدين أحييق
ذواذا تعرض بعض المفسرين لكتاب اهلل تعالى بتأويل عدل فييه عين ظياهر التنزييل إليى بياطن بدعية تتكليف
له غمض معانيه أو تفرد بعض اليرواة بأحادييث منياكير تنفير منهيا النفيوس أو يفسيد بهيا التأوييل كيان عليى
المحتسب إنكار ذليك والمنيا منيه ،وهكيذا إنميا يصيح منيه إنكيارو إذا تمييز عنيدو الصيحيح مين الفاسيد والحيق
من الباطن ،وذلك مين أحيد وجهيين ،إميا أن يكيون بقوتيه فيي العليم واجتهيادو فييه حتيى ال يخفيى ذليك علييه،
ذواما بأن يتفق علماء الوقت على إنكارو وابتداعه فيستعدونه فيه فيعول في اإلنكار على أقاويلهم وفي المنا
منه على اتفاقهمي
وأمييا مييا تعلييق بييالمحظورات فهييو أن يمنييا النيياس ميين مواقييف الريييب ومظييان التهميية فقييد قييال النبييي
صلى اهلل عليه وسلم" :دع ما يريبة الى ما ال يريبة"ي
فيقدم اإلنكار وال يعجل بالتأديب قبل اإلنكاري
حكى إبراهيم النخعي أن عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه نهى الرجال أن يطوفوا ما النساء فرأى
رجالً يصلي ما النساء فضربه بالدرة فقال الرجيل واهلل إن كنيت أحسينت لقيد ظلمتنيي ،ذوان كنيت أسيأت فميا
علمتني ،فقال عمر أما نهدت عزمتي؛ فقال ميا نيهدت ليك عزمية فيألقى إلييه اليدرة وقيال ليه اقيتص قيال ال
أقتص اليوم ،قال فاعفو عنيي قال ال أعفو ،فافترقا على ذليك ،بيم لقييه مين الغيد فتغيير ليون عمير فقيال ليه
الرجل يا أمير المؤمنين كيأني أرى ميا كيان منيي قيد أسير فييك فقيال أجيل ،قيال فأنيهد اهلل إنيي قيد عفيوت
عنك ،ذواذا رأى وقفة رجل ما إمرأة في طريق سابل لم تظهر منهما أمارات الريب لم يعترض عليهما بزجر
وال إنكار فيما يجد الناس بداً من هذاي
ذوان كانت الوقفة في طريق خال فخلو المكان ريبة فينكرها ال يعجل بالتأديب عليهما حيذ اًر مين أن
تكون ذات محرم ،وليقل إن كانت ذات محرم فصنها عن مواقف الريب ،ذوان كانت أجنبية فخف اهلل تعالى
من خلوة تؤديك إلى معصية اهلل تعال ،وليكن زجرو بحسب األماراتي
حتييى أبييو األزهيير أن ابيين عا نيية رأى رجيالً يكلييم ام يرأة فييي طريييق فقييال لييه إن كانييت حرمتييك فذنييه
لقبييح بيك أن تكلمهيا بيين النيياس ،ذوان ليم تكين حرمتيك فهييو أقيبح ،بيم وليى عنييه وجليس للنياس يحيدبهمي فييذذا
برقعة قد ألقيت في حجرو مكتوب فيها من الكامل:
فقييال لييه عميير رضييي اهلل عنييه يييا عبييد اهلل ميين هييذو التييي وهبييت لهييا حجييك؟ قييال ام أرتييي يييا أمييير
المؤمنين ،ذوانها حمقاء مرغامة ،أكول قمامة ،ال يبقى لها خامةي فقال له مالك ال تطلقها؟ قال إنهيا حسيناء
ال تفرك ،وأم صبيان ال تتركي قال فنأنك بهاي
قال أبيو زييد :المرغيام المخيتلط ،فليم يقيدم علييه باإلنكيار حتيى اسيتخبرو فلميا انتفيت عنيه الريبية الن
لهي
ذواذا جيياهر رجييل بذظهييار الخميير ،فييذن كييان مسييلماً أراقهييا عليييه وأدبييه ،ذوان كييان ذمي ياً أدبييه علييى
إظهارهاي
واختلف الفقهاء في إراقتها عليه ،فذهب أبو حنيفة إلى أنها ال تراق علييه ،ألنهيا عنيدو مين أميوالهم
المضمونة في حقوقهمي ومذهب النافعي أنها تراق عليهم ألنها ال تضمن عندو في حق مسلم وال كافري
وأما المجاهرة بذظهار النبيذ ،فعند أبي حنيفة أنه من األموال التي يقر المسلمون عليهيا فيمنيا مين
إراقته ومن التأديب على إظهاروي وعند النافعي أنه ليس بمال كالخمر وليس فيي إراقتيه غيرم ،فيعتبير واليي
الحسييبة بن يواهد الحييال فيييه فيهنييى فيييه عيين المجيياهرة ويزجيير عليهييا إن كييان لمعيياقرة وال يريقييه عليييه إال أن
يأمرو بذراقته حاكم من أهل االجتهاد ،ل ال يتوجه علييه غيرم إن حيوكم فييهي وأميا السيكران إذا تظياهر بسيكرو
وسخف بهجرو أدرو على السكر والهجر تعزي اًر ال حداً لقلة مراقبته وظهور سخفهي
وأما المجاهرة بذظهار المالهي المحرمة المحتسب أن يفصلها حتى تصيير خنيباً لتيزول عين حكيم
المالهي ،ويؤدب المجاهرة بها ،وال يكسرها إن كان خنبها يصلح لغير المالهيي
وأما اللعب فليس يقصد بها المعاصيي ذوانميا يقصيد بهيا إليف البنيات لتربيية األوالدي وفيهيا وجيه مين
وجييوو التييدبير تقارنييه معصييية بتصييوير ذوات األزواج ومنييابهة األصيينام ،فللتمكييين منهييا وجييه ،وللمنييا منهييا
وجي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييه ،ويحسي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييب مي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييا تقتضي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يييه ن ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يواهد األح ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يوال يكي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييون إنكي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييارو ذواق ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ارروي
"ود دفل النبي عليه الص ة والس م على عا دة رضي اهلل عناا وهي تل ب بالبنات فأورهاا
ولم ينكر علياا"ي
وحكييى أن أبييا سييعيد األصييطخرو ميين أصييحاب النييافعي تقلييد حسييبة بغييداد فييي أيييام المقتييدر فييأزال
سوق الدادو ومنا منها وقال ال يصلح إال للنبيذ المحرم وأقير سيوق اللعيب وليم يمنيا منهيا وقيال قيد :كانيت
عا نيية رضييي اهلل عنهييا تلعييب بالبنييات بمنييهد رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم فلييم ينكيرو عليهييا ،وليييس مييا
ذكرو من اللعب بالبعيد من االجتهادي
يادر فيي
وأما سوق الدادو فاألغلب من حاله أنه ال يستعمل إال في النبيذ ،وقد يجوز أن يستعمل ن اً
الييدواء وهييو بعيييد ،فبيعييه عنييد ميين يييرى إباحيية النبيييذ جييا ز ال يك يرو وعنييد ميين يييرى تحريمييه جييا ز لج يواز
استعماله في غيرو ،ومكروو اعتبا اًر باألغلب من حاله ،وليس منيا أبيي سيعيد منيه لتحيريم بيعيه عنيدوي ذوانميا
منا من المظاهرة بيذفراد سيوقه والمجياهرة ببيعيه إلحاقياً ليه بذباحية ميا اتفيق الفقهياء عليى إباحية مقصيدو ليقيا
لعوام الناس الفرق بينه وبين غيرو من المباحات ،ولييس يمتنيا إنكيار المجياهرة بيبعض المباحيات كميا ينكير
المجاهرة بالمبا من مبانرة األزواج واإلماءي
وأما ما لم يظهر من المحظورات فليس للمحتسب أن يتجسس عنها وال أن يهتك األستار حذ اًر من
االستتار بها ،قال النبي عليه الصالة والسيالم" :مام يتاى مام ها ه القاا ورات داي اً فليساتتر بساتر
اهلل ،فإنه مم يبد لنا صفحته نقم حد اهلل ت الى عليه"ي
فذن غلب على الظن استسرار قوم بها ألمارات دلت آبار ظهرت فذلك ضيربان :أحيدهما أن يكيون
ذليك فيي انتهياك حرميية يفيوت اسيتدراكها ،مبييل أن يخبيرو مين يبييق بصيدقه أن رجيالً خييال بيأمر ليزنيي بهييا أو
برجل ليقتله ،فيجوز له في مبل هذو الحالية أن يتجسيس ويقيدم عليى الكنيف والبحيث حيذ اًر مين فيوات ميا ال
يستدرك من انتهاك المحارم وارتكاب المحظورات ،وهكذا لو عرف ذلك قوم من المتطوعة جاز لهيم اإلقيدام
على الكنف والبحث في ذلك واإلنكار ،كالذو كان من نأن المغيرة بن نعبةي
فقد روو أنه كان تختلف إليه بالبصرة امرأة من بني هالل يقال لها أم جميل بنت محجم بن األفقم
وكان لها زوج من بقيف يقال له الحجاج بن عبيد ،فبلغ ذلك أبا بكرة بن مسرو وسهل بن معبد ونافا بين
الحارث وزياد بن عبيد فرصدوو حتى إذا دخلت عليه هجموا عليهما وكان من أمرهم في النهادة عليه عنيد
عمر رضي اهلل عنه ما هو منهور فلم ينكير علييهم عمير رضيي اهلل عنيه هجيومهم ذوان كيان حيدهم القيذف
عند قصور النهادةي
والضرب البياني ميا خيرج عين هيذا الحيد وقصير عين حيد هيذو الرتبية ،فيال يجيوز التجسيس علييه وال
كنف األستار عنهي
حكي أن عمر رضي اهلل عنه :دخل على قوم يتعاقرون على نيراب ويوقيدون فيي أخصياص فقيال
نهيتكم عن المعاقرة فعاقرتم ونهيتكم عن اإليقعاد في األخصاص فأوقدتم ،فقالوا يا أمير الميؤمنين قيد نهياك
اهلل عيين التجسييس فتجسسييت ونهيياك عيين الييدخول بغييير إذن فييدخلت ،فقييال عميير رضييي اهلل عنييه :هاتييان
بهاتين ،وانصرف ولم يتعيرض لهيم فمين سيما أصيوات ميمة منكيرة مين دار تظياهر أهلهيا بأصيواتهم أنكرهيا
خارج الدار ولم يهجم عليه بالدخول ،ألن المنكر ظاهر وليس على أن يكنف عما سواو من الباطني
وأمييا المعييامالت المنكيرة كالزنييا والبيييو الفاسييدة ومييا منييا النيير منييه مييا ت ارضييي المتعاقييدين بييه إذا
كان متفقاً على حظرو فعلى والي الحسبة إنكارو والمنا منه والزجير علييه وأميرو فيي التأدييب مختليف بحسيب
األحوال وندة الحظري
وأما اختلف الفقهاء فيي حظيرو ذواباحتيه فيال ميدخل ليه فيي إنكيارو إال أن يكيون مميا ضيعف الخيالف
فيه وكان ذريعة إلى محظور متفق عليه كربا النقد فالخالف فيه ضعيف وهو ذريعة إلى ربا النساء المتفيق
على تحريمه ،فهل يدخل في إنكارو بحكم واليته أم ال على ما قدمنا من الوجهيني
وفييي معنييى المعييامالت ذوان لييم تكيين منهييا عقييود المنيياكح المحرميية ينكرهييا إن اتفييق العلميياء علييى
حظرهييا ،وال يتعييرض إلنكارهييا إن اختلييف الفقهيياء فيهييا إال أن يكييون ممييا ضييعف الخييالف فيييه وكييان ذريعيية
إلى محظور متفق عليه كالمتعة فربما صارت ذريعة إلى استباحة الزنا ،ففي إنكارو لها وجهان ،وليكن بدل
إنكارو لها الترغيب في العقود المتفق عليهاي
المبيعييات وتييدليس األبمييان فينكيرو ويمنييا منييه ويييؤدب عليييه بحسييب وممييا يتعلييق بالمعييامالت غ ي
مناااااااا مااااااام غاااااااش"ي الحي ي ييال فيي ي ييهي وروو عي ي يين النبي ي ييي صي ي ييلى اهلل عليي ي ييه وسي ي ييلم أني ي ييه قي ي ييال" :لاااااااي
تحريمياً وأعظمهيا مأبمياً فاإلنكيار تدليسياً عليى المنيترو ويخفيى علييه فهيو أغليظ الغي فذن كيان هيذا الغي
عليه أغلظ والتأديب عليه أند ،ذوان كان ال يخفى على المنترو كان أخف مأبمياً وأليين إنكيا اًر ،وينظير فيي
منتريه ،فذن انتراو ليبيعه من غيرو توجه اإلنكار على البا ا لغنه وعلى المنترو بابتياعه ،ألنه قد يبيعيه
لمن ال يعلم بغنه؛ فذن كان ينتريه ليستعمله خيرج المنيترو مين جملية اإلنكيار وتفيرد البيا ا وحيدو ،وكيذلك
القول في تدليس األبماني
ويمنا من تصرية المواني وتحفيل ضروعها عند البيا للنهي عنه فذنه نو من التدليسي
وممييا هييو عمييدة نظ يرو المنييا ميين التطفييف والييبخس فييي المكاييييل والم يوازين والصيينجات لوعيييد اهلل
تعالى علييه عنيد نهييه عنيه ،ولييكن األدب علييه أظهير والمعاقبية فييه أكبيري ويجيوز ليه إذا اسيتراب بميوازين
السييوقة ومكيياييلهم أن يختبرهييا ويعايرهييا ولييو كييان لييه علييى مييا عييايرو منهييا طييابا معييروف بييين العاميية ال
يتعاملون إال به كان أحوط وأسلمي
فذن فعل ذلك وتعامل قوم بغيرما طبا بطابعيه توجيه اإلنكيار علييهم إن كيان مبخوسياً مين وجهيين:
أحدهما لمخالفته في العدول عن مطبوعه ذوانكارو من الحقوق السلطانية والباني للبخس والتطفيف في الحق
ذوانكييارو ميين الحقييوق النييرعية ،فييذن كييان مييا تعيياملوا بييه ميين غييير المطبييو سييليماً ميين بخييس ونقييص توجييه
اإلنكار عليهم بحق السلطنة وحيدها ألجيل المخالفية ،ذوان زور قيوم عليى طابعيه كيان الميزور فييه كيالمبهرج
كييان اإلنكييار عليييه والتأديييب مسييتحقاً ميين وجهييين: علييى طييابا الييدراهم والييدنانير فييذن قييرن التزوييير بغ ي
وهييو أغلييظ التكييوين ،ذوان أحيدهما فييي حييق السيلطنية ميين جهيية التزوييري والبيياني ميين جهية النيير فييي الغي
سلم التزويير مين غي تفيرد باإلنكيار السيلطاني منهميا فكيان أحقهميا ،ذواذا اتسيا البليد حتيى احتياج أهليه فييه
كيالي ن ووزانين ونقادين تخيرهم المحتسب ومنا أن ينتدب ليذلك إال مين ارتضياو مين األمنياء البقيات وكانيت
أجييورهم ميين بيييت المييال إن اتسييا لهييا ،فييذن ضيياق عنهييا قييدرها لهييم حتييى ال يجييرو بييينهم فيهييا اسييتزادة وال
نقصان فيكون ذلك ذريعة إلى الممايلة والتحييف فيي مكييل أو ميوزوني وقيد كيان األمي ارء يقوميون باختييارهم
وترتيبهم لذلك ويببتونهم بأسما هم في الدواوين حتى ال يختلط بهم غيرهم ممن ال تؤمن وساطته ،فذن ظهر
ميين أحييد ه يؤالء المختييارين للكيييل والييوزن تحيييف فييي تطفيييف أو ممايليية فييي زيييادة أدب وأخييرج عيين جمليية
المختارين ومنا أن يتعرض للوساطة بين الناس وكذلك القول في اختيار الداللين يقير مينهم األمنياء ويمنيا
الخونة ،وهذا مما يتوالو والة الحسبة إن قعد عنه األمراءي
وأما اختيار القسام والز ار فالقضاة أحيق باختييارهم مين والة الحسيبة ألنهيم قيد يسيتنابون فيي أميوال
األيتام والغيري
وأما اختيار الحراسيين في القبا ل واألسواق فذلى الحماة وأصيحاب المعياون ذواذا وقيا فيي التطفييف
تخاصم جاز أن ينظر المحتسب إن لم يكن ما الخصم فيه تجاحد وتناكر ،فذن أفضى إلى تجاحد وتنياكر
كان القضاة أحق بالنظر فيه من والة الحسيبة ألنهيم باألحكيام أحيق وكيان التأدييب فييه إليى المحتسيب ،فيذن
ت يوالو الحيياكم جيياز التصيياله بحكمهييمي وممييا ينك يرو المحتسييب فييي العمييوم وال ينك يرو فييي الخصييوص واجحيياد
التبييايا بمييا لييم يألفييه أهييل البلييد ميين المكاييييل واألوزان التييي ال تعييرف فيييه ذوان كانييت معروفيية فييي غييرو ،فييذن
تراضى بها ابنان لم يعترض عليهما باإلنكار والمنا ،ويمنا أن يرتسم بها قوم من العميوم ألنيه قيد يعياملهم
فيها من ال يعرفها فيصير مغرو اًري
وأما ما ينكر من حقوق اجدميين المحضية فمبيل أن يتعيدى رجيل فيي حيد لجيارو أو فيي حيريم ليدارو
أو في وضا أجذا على جيدارو فيال اعتيراض للمحتسيب فييه ميا ليم يسيتعدو الجيار ألنيه حيق يخصيه فيصيح
منه العفو عنه والمطالبية بيه ،فيذن خاصيمه فييه كيان للمحتسيب النظير فييه إن ليم يكين بينهميا تنياز وتناكيل
وأخذ المتعدو بذزالة تعديه وكان له تأديبه علييه بحسيب نيواهد الحيال ،فيذن تنازعيا كيان الحياكم بيالنظر فييه
أحيق ،وليو أن الجيار أقير جيارو عليى تعدييه وعفيا عين مطالبتيه بهيدم ميا تعيدى فييه بيم عياد مطالبياً بعيد ذلييك
كان له ذلك وأخذ المتعدو بعد العفو عنه في هيدم ميا بنياو ،وليو كيان قيد ابتيدأ البنياء ووضيا األجيذا بيذذن
الجار بم رجا الجار في إذنه لم يؤخذ الباني بهدمه ،لو انتنرت أغصان النجرة إليى دار جيارو كيان للجيار
أن يستعدو المحتسب حتى يعدييه عليى صياحب النيجرة ليأخيذو بذ ازلية ميا انتنير مين أغصيانها فيي دارو وال
تأديب عليه ،ألن انتنارها ليس من فعله ،ولو انتنيرت عيروق النيجرة تحيت األرض حتيى دخليت فيي قيرار
أرض الجيار لييم يؤخييذ بقلعهييا ولييم يمنييا الجييار مين التصييرف فييي قيرار أرضييه ذوان قطعهييا ذواذا نصييب المالييك
تنو اًر في دارو فتأذى الجار بدخانه لم يعترض عليه ولم يمنا منه ،وكذلك لو نصب في دارو رحى أو وضا
فيها حدادين أو قصارين لم يمنا ألن للناس التصرف بأمالكهم بما أحبوا وما يجد الناس مين مبيل هيذا بيداً
ذواذا تعدى مستأجر على أجير في نقصان أجرو أو استزادة عمل كفه عن تعديه وكيان اإلنكيار علييه معتبي اًر
بن يواهد حالييه ،ولييو قصيير األجييير فييي حييق المسييتأجر فنقصييه ميين العم يل أو اسييتزادو فييي األج يرة منعييه منييه
وأنكرو عليه إذا تخاصما إليه ،فذن اختلفا وتناك ار كان الحاكم بينهما أحقي
ومما يؤخيذ والة الحسيبة بمراعاتيه مين أهيل الصينا ا فيي األسيواق بالبية أصيناف :مينهم مين ي ارعيي
عمله في الوقور والتقصير ،ومنهم من يرعى حاله في األمانة والخيانة ،ومنهم من يراعي عمله في الجودة
والرداءةي
فأما من يراعي في الوقور والتقصير فكالطبيب والمعلمين ألن الطبيب إقداماً على النفيوس يفضيي
إلى التقصير فيه إلى تلف أو سقم ،وللمعلمين من الط ار ق التيي يننيأ الصيغار عليهيا ميا يكيون نقلهيم عنهيا
بعد الكبر عسي اًر فيقر منهم من توفر عمله وحسنت طريقته ويمنا من قصر وأسياء مين التصيدو لميا يفسيد
به النفوس وتخبث به اجدابي
وأما من يراعي حاله في األمانة والخيانة فمبل الصاغة والحاكة والقصارين والصباغين ألنهم ربما
هربيوا بييأموال النيياس ،في ارعييي أهييل البقيية واألمانيية ميينهم فيقييرهم ويبعييد ميين ظهييرت خيانتييه وينييهر أميرو ل ي ال
يغتر به مين ال يعرفيه ،وقيد قييل إن الحمياة ووالة المعياون أخيص بيالنظر فيي أحيوال هيؤالء مين والة الحسيبة
وهو األنبه ،ألن الخيانة تابعة للسرقةي
وأما من يراعي عمله في الجودة والرداءة فهيو مميا ينفيرد بيالنظر فييه والة الحسيبة ،ولهيم أن ينكيروا
عليهم في العموم فساد العمل ورداءته ذوان لم يكن فيه مستعدي وأما في عمل مخصوص اعتاد الصانا فيه
العساد والتدليس فذذا استعداو الخصم قابل عليه باإلنكار والزجير ،فيذن تعليق بيذلك غيرم روعيي حيال الغيرم،
فيذن افتقيير إلييى تقييدير أو تقييم لييم يمكيين للمحتسييب أن ينظير فيييه الفتقييارو إلييى اجتهياد حكمييي وكييان القاضييي
بييالنظر فيييه أحييق ،ذوان لييم يفتقيير إلييى تقييدير وال تقييويم واسييتحق فيييه المبييل الييذو ال اجتهيياد فيييه ،وال تنيياز
فللمحتسب أن ينظر فيه بذلزام الغرم والتأديب على فعله ألنه أخذ بالتناصف وزجر عن التعدوي
وال يجوز أن يسيعر عليى النياس األقيوات وال غيرهيا فيي رخيص وال غيالء وأجيازو ماليك فيي األقيوات
ما الغالءي
وأما ميا ينكير مين الحقيوق المنيتركة بيين حقيوق اهلل تعيالى وحقيوق اجدمييين فكيالمنا مين اإلنيراف
على منازل الناس ،وال يلزم من عال بناؤو أن يسيتر سيطحه ذوانميا يليزم أن ال ينيرف عليى غييرو ويمنيا أهيل
الذمة من تعلية أبنيتهم على أبنية المسلمين ،فيذن ملكيوا أبنيية عاليية أقيروا عليهيا ومنعيوا مين اإلنيراف منهيا
على المسلمين وأهل الذمة بما نرط عليهم في ذمتهم من لبس الغيار والمخالفية فيي الهي ية وتيرك المجياهرة
بقولهم في العزير ويمنا عنهم من تعيرض لهيم مين المسيلمين بسيب أو أذى ،وييؤدب علييه مين خيالف فييه،
ذواذا كان في أ مة المساجد السابلة والجواميا الجفلية مين يطييل الصيالة حتيى يعجيز عنهيا الضيعفاء وينقطيا
بهييا ذوو المحاجييات أنكيير ذلييك عليييه كمييا أنكيرو رسييول اهلل صييلى اهلل عليييه وسييلم علييى معيياذ بيين جبييل حييين
أطال الصالة بقومه وقال" :يفتام ينت يا م ا "ي
فذن أقام على اإلطالة ولم يمتنا منها لم يجز أن يؤديه عليها ولكن يستبدل به من يخففهاي
ذواذا كان في القضاة من يجب الخصوم إذا قصدوو ويمتنا من النظير بيينهم إذا تحياكموا إلييه حتيى
تقييف األحكييام ويستضيير الخصييوم فللمحتسييب أن يأخييذو مييا ارتفييا األعييذار بمييا نييدب لييه ميين النظيير بييين
المتحاكمين وفصل القضاة بين المتنازعين ،وال يمنا علو رتبته من إنكار ما قصر فيهي
قد مر إبراهيم بن بطحاء وليي الحسيبة بجيانبي بغيداد بيدار أبيي عمير بين حمياد وهيو يوم يذ قاضيي
القضياة فيرأى الخصييوم جلوسياً علييى بابيه ينتظييرون جلوسييه للنظيير بييينهم وقيد تعييالى النهييار وجييرت النييمس،
فوقف واستدعى حاجبه وقال :تقول لقاضي القضاة الخصوم جلوس على الباب وقيد بلغيتهم النيمس وتيأذوا
باالنتظ ييار ،فذم ييا جلس ييت له ييم أو عي يرفتهم ع ييذرك فيصي يرفوا غ ييداً ويع ييودوا ،ذواذا ك ييان ف ييي س ييادة العبي ييد م يين
يسييتعملهم فيمييا ال يطيقييون الييدوام عليييه كييان ميينعهم واإلنكييار عليييهم موقوفياً علييى اسييتعداد العبيييد علييى وجييه
اإلنكار والعظة فذذا استعدوو منا حين ذ وزجري
ذواذا كان من أرباب المواني من يستعملها فيما ال تطييق اليدوام علييه أنكيرو المحتسيب علييه ومنعيه
منه ،ذوان لم يكن فيه مسيتعد إلييه ،فيذن أدعيى الماليك احتميال البهيمية لميا يسيتعملها فييه جياز للمحتسيب أن
ينظيير فيييه ألنييه ذوان افتقيير إلييى اجتهيياد فهييو عرفييي يرجييا فيييه إلييى عييرف النيياس وعيياداتهم ،وليييس باجتهيياد
نرعي والمحتسب ال يمتنا من اجتهاد العرف ذوان امتنا مين اجتهياد النير ي ذواذا اسيتعداو العبيد فيي امتنيا
سيدو من كسوته ونفقته جاز أن يأمرو بهما ويأخذو بالتزامهما ،ولو استعداو من تقصير سييدو فيهميا ليم يكين
لييه فييي ذلييك نظيير وال إل يزام ألنييه يحتيياج فييي التقييدير إلييى اجتهيياد نييرعي ،وال يحتيياج فييي الت يزام األصييل إلييى
اجتهاد نرعي ،ألن التقدير منصوص عليه ولزومه غير منصوص عليهي
وللمحتسييب أن يمنييا أربيياب السييفن ميين حمييل مييا ال تسييعه ويخيياف منييه غرقهييا ،وكييذلك يميينعهم ميين
المسييير عنييد انييتداد ال يريحي ذواذا حمييل فيهييا الرجييال والنسيياء حجييز بييينهم بحا ييل ذواذا اتسييعت السييفن نصييب
للنساء مخارج للبراز ل ال يتبرجن عند الحاجةي
ذواذا كان في أسهل األسواق من يختص بمعاملة النساء راعى المحتسب سيرته وأمانته فذذا تحققها
منه أقرو على معاملتهن ،ذواذا ظهرت منه الريبة وبان عليه الفجور منعه من معاملتهن وأدبه على التعرض
لهن ،وقد قيل إن الحماة ووالة المعاون أخص بذنكار هذا والمنا منه من والة الحسبة ألنه من توابا الزناي
وينظر إلى الحسبة في مقاعد األسيواق فيقير منهيا ميا ال ضيرر فييه عليى الميارة ويمنيا ميا استضير
به المارة ،وال يقف منعه على االستعداد إليه ،وجعله أبو حنيفة موقوفاً على االستعداء إليهي
ذواذا بنى قوم في طريق سيابل منيا منيه ،ذوان اتسيا الطرييق يأخيذهم بهيدم ميا بنيوو وليو كيان المبنيى
مسجداً ألن مرافق الطرق للساوك ال لمبنيةي
ذواذا وضييا النيياس األمتعيية واجالت األبنييية فييي مسييالك الن يوار واألس يواق ارتفاق ياً لينقلييوو حيياالً بعييد
حييال مكن يوا منييه إن لييم يستضيير بييه المييارة ،ومنع يوا منييه إن استضييروا بييه وهكييذا القييول فييي إخ يراج األجنحيية
يقر ما ال يضر ويمنا ما ضر ويجتهيد المحتسيب أرييه فيميا ضير واألسبطة ومجارو المياو وآبار الحنو
ومييا لييم يضيير ألنييه ميين االجتهيياد العرفييي دون النييرعي :والفييرق بييين االجتهييادين أن االجتهيياد النييرعي مييا
روعي فييه أصيل ببيت حكميه بالنير واالجتهياد العرفيي ميا روعيي فييه أصيل ببيت حكميه بيالعرف ،ويوضيح
الفرق بينهما بتمييز ما يسوغ فييه اجتهياد المحتسيب مميا هيو ممنيو االجتهياد فييهي وليوالي الحسيبة أن يمنيا
ميين نقييل المييوتى ميين قبييورهم إذا دفنيواي ملييك أو مبييا إال ميين أرض مخصييوبة فيكييون لمالكهييا أن يأخييذ مين
دفنه فيها بنقله منهاي واختلف في جواز نقلهم من أرض قد لحقها سيل أو ندى فجوزو الزبيرو وأباو غيروي
ويمنا من خصاء اجدميين والبها م ويؤدب عليه ذوان استحق فيه قيود أو ديية اسيتوفاو لمسيتحقه ميا
لم يكن فيه تناكر وتناز ي
ويمنيا مين خضياب النييب بالسيواد إال للمجاهيدة فيي سيبيل اهلل ،وييؤدب مين يصيبغ بيه للنسياءي وال
يمتنا من الخضاب بالحناء والكتم ،ويمنا من التكسب بالكهانة واللهو ويؤدب علييه اجخيذ والمعطييي وهيذا
فضيل يطيول أن يبسييط ألن المنكيرات ال ينحصيير عيددها فتسييتوفيي وفيميا ذكرنياو ميين نيواهد دليييل عليى مييا
أغفلناوي
والحسبة من قواعد األمور الدينية ،وقد كان أ مة الصدر األول يبانرونها بأنفسهم لعموم صالحها
وجزيل بوابها ،ولكن لما أعرض عنها السلطان ونيدب لهيا مين هيان وصيارت عرضية للتكسيب وقبيول الرنيا
ألن أمرها وهان على النياس خطرهيا ،ولييس إذا وقيا اإلخيالل بقاعيدة سيقط حكمهيا ،وقيد أغفيل الفقهياء عين
بيان أحكامها ما لم يجز اإلخالل به ذوان كان أكبر كتابنا هذا ينتمل عليى ميا قيد أغفليه الفقهياء أو قصيروا
فيه فذكرنا ما أغفلوو واستوفينا ما قصروا فيهي
وأنا أسأل اهلل توفيقاً لما توخيناو وعوناً على ما نويناو بمنه ومني ته ،وهو حسبي ونعم الوكيل