Professional Documents
Culture Documents
مالك الرحبي
) مازن بن أحمد المنسي الغامدي يرحمه ال (
توفي في الساعة الثانية ظهر يوم ) الجمعة (13/12/1426
الحلقة الولى
3
كنا أحيانا وننم ف تلك السنون ما زلنا ف حكم الطفولة!!!..
كنا وال يبلغ بنا التأثر بديثه حت نبكي!!..
ولكنم للسف فجأة وبل مقدمات حرمنا منم هذا الستاذ الليل..
لينقل ف التوجيه ف إدارة التعليم ف النطقة!!!..
لقد كان خطئا فادحا أن يرم الطلب منم هذا العلم ذو الطراز النادر لينقل لعمل إداري
ولكنم ال تعال خلف علينا خيا ف أستاذ آخر ..
كان له فضل علي بشكل خاص..
ل أنساه له أبدا ..إنه الستاذ طلل الشعب..
قال لنا الستاذ طلل :أنا تلميذ للستاذ عمي القرشي ..
فهو أستاذي وشيخي وأستاذكم لذا سنحاول أن نكمل السية على نفس النوال..
لنم أطيل الديث ف مواقف الستاذ طلل بارك ال فيه..
ولكنم سأذكر موقفا له غي مرى حيات للخي إن شاء ال تعال..
أبدى الستاذ طلل ب اهتماما خاصا ..ولقد كنت بمد ال ف فصلي منم النابي..
أحببته حبا يتجاوز حدود الحتام للطالب مع أستاذه ...
لتصبح العلقة علقة شبيهة بود البنم مع والده ..
سجلت ف برامج التوعية ف وقت الفسحة..
وكنت استمع مع الخرينم لتوجيهات الستاذ طلل..
وذات مرة كنت ألعب أمام منزلنا القريب منم الامع فلحظت سيارة شبيهة بسيارة
الستاذ طلل ..انتظرت ول أصل !!! حت يرج صاحبها بعد الصلة..
وفعل خرج الستاذ طلل ..
كان للمعلم حينها مهابة هائلة ف قلوب الطلب خلف ما أسعه اليوم!!
توجهت إليه وسلمت عليه ...فسألن بصرامة :هل صليت؟؟
مسحت قفاي وأرخيت رأسي وقلت ل !!
قال ليش؟؟
استحييت ول أجب فهل سأقول أنا ل أصلي أصل!!!
فهم الال ،ول أنتظر أن يعاتبن توجهت لدورات الياه وتوضأت للصلة..
ث دخلت السجد فركعت أربع ركعات للعشاء..
4
خرجت منم السجد فلم أرى أحدا ..
بعد عدة أيام رأيت سيارة الستاذ طلل مرة أخرى أمام السجد ..
وهذه الرة سابقت الريح لصلي مع الماعة..
وبعد الصلة تعمدت أن أظهر للستاذ خروجي منم السجد..
ابتسم أستاذي ونادان ..
اقتبت منه وقال ل أينم منزلكم..
أشرت له لنزلنا الستأجر حيث قد باع الوالد بيتنا القدي وهو يبن بيتا جديدا ف مطط السحيلي ششرق
الطائف ..
دعوته لزيارتنا فقال الن ل يصلح ول أستطيع ولكنم مكنم أزوركم غدا !!!
رحبت به وواعدته غدا بعد صلة الغرب!!..
ذهبت لوالدي وبلغته بالال ..استغرب الوالد منم الزيارة ..
فليس منم العادة أن يزور معلم تلميذا ف بيته ..
وليس أيضا منم العادة أن يدعوا فت صغي رجل كبيا بغي إذن أهله..
رضخ الوالد للمر الواقع وقال أهل به ..
ف اليوم التال زارنا الستاذ طلل ف بيتنا وتعرف على الوالد ..
وكان والدي حينها مديرا لحدى مدارس الطائف..
كان اللقاء رسيا ..ووالدي منم طبعه رحه ال التكلف مع الضيف..
فيشعر ذلك الضيف بالرج فتنقلب السألة ماملت ف ماملت..
والسؤال لاذا الزيارة؟ وما هدفها؟ وهل كان الستاذ طلل متعمدا لكل ما سبق ؟؟
ذكر الستاذ طلل للوالد أن هناك ميما للشباب ف فتة الجازة النصف سنوية..
ومدة الخيم أسبوع وتنظمه إدارة التعليم ف الطائف ..وقد حث والدي على أن أشارك
ف هذا الخيم!!!
قال الوالد ل بأس بذلك !!
فرحت بذلك وسررت بالفكرة فقد كان ذلك بثابة حلم ل أن أشارك ف عمل كهذا ..
انتهت أيام المتحانات ..
وف صباح يوم منم أيام الربيع الميلة حلن والدي برفقة أخيه الصغي ) عمي(
ف سيارته إل موقع تمع الشاركي ف الخيم...
5
وذلك خلف فناء إدارة التعليم ف الطائف..
وضع والدي ف جيب ثلثي ريال وكذلك ف جيب أخيه ..
أظنم هذا اكب مبلغ حصلت عليه ف حيات منذ ولدت حت ذلك التاريخ!!!
حينما وصشلنا لنطقشة التجمشع هشالن المع الغفيش مشنم الفتيشان مشنم هشم فش سشن أو قريبشا منش ..أذكشر أن
السششاحة امتلت بالقششائب وأكيششاس النششايلون الكششبية الشششوة بششاللبس وبعضششهم أحضششر معششه وسششائد وطشرا
ريح والفة مطوية ببال !!!
أما أنا فجئت بثوب الذي علي وكيس صغي فيه ملبس قليلة للتبديل!!..
غادر الوالد بعد أن تأكد منم الشرفي عنم أن كل شيء على ما يرام..
طلعت الشمس وما زالت الموع تزيد حت غصت بم الساحة ..
ف حوال الساعة الثامنة نادى مشرفوا الخيم على أساء الطلب السجلي ف الخيم..
وركبت ف الباص الدد لموعت ..
كانت وجهتنا لنطقة الشرائع قريبا منم مكة الكرمة شرفها ال..
ف الباص وقف شخص عليه لية حراء وثيابه نظيفة ..وساعته ف اليمي!!!..
كان على وجهه نور الطاعة ..
وقف ليذكرنا بدعاء السفر وسأل:
منم يعرف دعاء السفر؟؟
أول مرة ف حيات أسع بدعاء السفر وال!!..
رددناه جيعا خلفه ..حت حفظته عنم ظهر قلب منذ ذلك الوقت..
طوال الرحلة كان يتبادل الذكور مع زميل له..
قراءة مسابقات ورواية قصص وطرائف ونو ذلك ما يفيد ويتع..
كانت أول رحلة مفيدة وأول مرة أدرك كيف يكنم استغلل الوقت ..
ف مثل هذه الرحلت الليئة بالفائدة والرشاد..
وصلنا لنطقة الخيم ..وهي على يي الداخل إل مكة قبل أن تصل لنقطة التفتيش..
كانت أكوام اليام ملقاة على أرض الخيم..
وطلبوا منم كل مموعة أن تتول تركيب خيامها..
استمتعنا بذلك أيا استمتاع فهذا أول عمل جاد ومتقنم أقوم به بشكل جاعي!!..
وف وقت صلة الظهر اجتمعنا تت خيمة واحدة ضخمة للصلة..
6
ودخل علينا رجل ف عمر الربعينات عليه سيما الصلح ووجه مليء بالدية والصرامة!!!..
وهو الشيخ ممد بنم زاهر الشهري بارك ال ف عمره ول أكنم اعرفه حينها..
امتل قلب وال حينها منم مهابته..
حينما وقف ف وسط اليمة وتكلم ف الموع بتوجيهات عامة وأمر كل شخص منا بالنضباط ..
واستغلل هذه اليام بالنافع الفيد
كان التتيب والنظام والضبط هو السيما البارزة على هذا العمل..
أذكر أن أصحاب أيقظون للصلة قبل الفجر ..
وحينما ذهبت للوضوء أعطونا كاسات بلستيكية ..
بيث يتوضأ الشخص بكأس واحدة فقط!!!
رأيت السجد مضاء والنعال تلء أطرافه!!!..
وحينما وصلت إليه شاهدت الناس كأنم خلية نل منم صوت القرءان..
أمسكت بشخص مر بواري وسألته :هل أذن الصبح؟؟
قال بقي نصف ساعة على الذان !!!
صلى بنا الفجر شخص رقيق وصوته جيل ..
وسعت أشخاصا تأثروا باليات فبكوا !!
وبعد الصلة وقف شخص ليتكلم لدة عشر دقائق ..باطرة ونصيحة..
كان مطلوبا منم كل مموعة أن تتار شخصا يثلها ف الكلمات بعد الصلة ..
ومنم ث يقوم أحد الشرفي بالتعليق على كلمته...
وف الساعة الثامنة يستيقظ كل الخيم لوجبة الفطار ..
ويلزم كل شخص ترتيب مكان نومه ..ول يتكه مبعثرا..
وهنششاك مموعششات تفتششش اليششام وتعششاقب كششل مششنم يهمششل بالضششغط عشششر م شرات أو الزحششف علششى بطنششه..
كانت مشاهد العاقبي تثي الضحك والسرور بي الشاركي ..
كانت البامج متنوعة وحافلة بالفوائد والنشاط والبهجة..
فهناك البامج التفيهية والسرحيات والسابقات والبامج الرياضية..
ومنم الناشط تنظيم الاضرات ..
أول مرة احضر ماضرة كانت ف ذلك الخيم وكان ضيفنا هو الشيخ عبد ال اللل.
الداعيششة الشششهور ..ومششنم زارنششا فش الخيششم للقششاء الاضشرات ..الشششيخ عششائض القرنش والشششيخ سششفر الشوال
7
والشيخ ست العيد والشيخ ممد بنم سعيد القحطان ..وغيهم..
لنم أغرقك أخي القارئ بالتفاصيل عنم هذا الخيم ..
ولكششنم يعلششم الش تعششال كششم كششان لتلششك الواقششف والكلمششات والششدروس مششنم صششدى وتششوجيه أحششد الش تعششال
عليه أن هيئ لذه المة كهؤلء الرجال الذينم يشرفون على تلك البامج النافعة الباركة..
كان مشرفوا الموعات يوقظونا ف ساعة متأخرة منم الليل..
ويأمرونا بالروج خارج اليمة ومنم ث نصف ف خط طويل ونرج برفقة احدهم خارج الخيششم ..ومششنم ثش
يقوم الشرف بتذكينا ووعظنا بكلمات تناسب الدث..
كششانت تلششك الرجششات متعبششة ف ش لظتهششا ولكششنم مششا ي شتتب عليهششا مششنم تششأثي علششى النفششس والعقششل والفكششر
شيء يفوق اليال وصفه..
إن الخششوة القششائمي علششى تلششك البامششج حينمششا يفعلششون مششا يفعلششون إنششا قصششدهم بششذلك هششو غششرس النظششام
واستغلل الوقات وتنمية الشية والوف منم ال تعال ف قلوبنا..
انتهت أيام الخيم ..
وبنهايته يبدأ مشواري الديد ف هذه الياة...
الحلقة الثانية
8
وكان يشرف علينا شخص اسه خالد بنم مسلط البقمي..
كان غاية ف النبل والدب والشهامة ..
ولكنه للسف تغي كثيا بعد أن انصرف للعمل ف التجارة..
وآخر عهدي به إنسان عادي جدا ل تكاد الدعوة والعمل لا يأخذان منم اهتمامه شيئا..
مششنم الواقششف الششت ل تنسششى مششع أب ش سششليمان وهششذه كنيتششه الششت يششب أن ننششاديه بششا حيششث نظششم لنششا رحلششة
لموعة منم طلب الكتبة..
وكانت الرحلة لحد الوديان الميلة ف منطقة الشفا جنوب الطائف..
كلفنا الخأ خالد بذبح الروف وشويه ف برميل ..
على الطريقة العروفة ف صنع الندي
ولكنم لتأخر نضج الطبيخ بسبب قلة خبة الطباخي..
ل يستوي اللحم سوى بعد أذان العصر..
صلينا العصر ..وبطوننا ترتل وتقرقر جوعا وتثيها رائحة الشواء حولنا..
فالنطقة مليئة بالصطافي حينها..
استخرجنا اللحم وعزمنا على أكله حت ولو ل ينضج جيدا فالوع أبصر كما يقولون..
حينما وضعنا السفر واستوى اللحم على الرز العصفر..
هطلت علينا كميات هائلة منم المطار!!..
كأن حبات الطر تصب علينا صبا !!..
لقد استغرق اجتماع السحب وتراكمها دقائق معدودة وال..
ل نشعر بذلك ..واستمررنا ف التهام الطعام البلول!!..
وفجأة صرخأ الصريخ..
وتردد صداه ف كل الوادي :السيل ،السيل!!..
هجم علينا سيل منم فم الوادي ..
حينما أبصرنا التيار يهدر نونا ..
ول الميع ول نلوي على شيء..
جرف التيار السيارات والوادم ..ولكنم ال سلم فقد تدارك الناس بعضهم..
أما السيارات فقد امتلت بالوحل والطي حت سقوفها ..
وأما ننم فقد كنا نراقب تلك الشاهد وننم نرجف تت الشجار نرجف منم البد والوع!!
9
هذا موقف أذكره جيدا منم تلك الرحلت المتعة!!..
تعرفت على شخص بعد ذلك اشتهر بكنيته وهي أبو أسامة..
واسه عبد ال الغامدي ...وهششو صششاحب النشششاد لقصشائد الششريط الششهور هشادم اللشذات ....لششنم يعرفششه
منكم..
وكان جارا لنا ،وهو رجل ذو هأة عالية ف الدعوة على ال ..
وما زال يعمل ف الطابة حت كتابة هذه السطور..
لزمت هذا الرجل عدة سنوات كظله حت ظنم بعض الناس انه والدي!!
وكنت منم شغفي به وعلقت القوية أحب تقليد صوته ومشيته وحركاته..
وأذكر مرة أن أحد الشائخ لقن ف السوق ظانا أن منم يلحقه هو أبو أسامه!!
وكنت مقفيا وأسي بطى سريعة فصار الرجل ينادين بغي اسي فل أرد عليه!!..
وحينما التفت إليه صدم برؤية شخص آخر غي منم يبحث عنه!!!..
كنت حينها أبلغ الرابعة عشر منم عمري تقريبا...
شاركت ف البامج الدورية للمكتبة يوم الربعاء والميس ..منم كل أسبوع..
حت ذلك الوقت كانت علقت بالوالد على مايرام..
فمستواي الدراسي ف الدرسة فوق اليد جدا ..
وللسف فإن بعض الباء جعلوا القياس ف ناح أولدهم..
بدى تفوقهم ف دراستهم دون النظر ف تيزهم ف الوانب الخرى..
حينما التحقت بدرسة هوازن الثانوية..
وكان النظام فيها النظام الشامل أو ما يسمى الطور ..الذي الغي لحقا لفشله الذر يع..
كان هذا النظام يعطي حرية ف اليارات للطالب ..
ف اختيار الدول الناسب له كيفما يشاء..
وكذلك ف اختيار العلم الذي يرغبه..
ل شك أن هذا النظام والرية المنوحة ل كطالب ..
ساهم بشكل أو بآخر ف تدن مستواي الدراسي..
فبسبب ارتاء القبضة كما ف النظام العادي ،وتدن الرقابة ..بسشبب النظشام صشرت أغيشب عشنم الشدروس
والاضرات ف الفصل بزاعم واهية..
ف البداية ظنم الوالد أن القضية هي مرحلة صعبة سأتاوزها..
10
ول يقدر الوقف حق قدره ..وليته فعل ..
ل يسبق ل أن رسبت ف أي سنة ..
ولكنم حصل أن حرمت ف بعض الواد ل بسبب تدن الستوى بل للغياب..
حينما علم الوالد بذلك ظنم أن السبب هو الرفقة لنشغال معهم ف برامج جانبية..
غي مهمة ..فالدراسة والستقبل هي الساس..
وبذلك صار الوالد يضغط علي للتقليل منم روحات وخرجات..
كنت حينها مراهقا ..فاستمرأت أن ينعن الوالد عما كنت أمارسه لسنوات!!..
فلم أطعه فيما يأمرن به..
الذي حصل أن الوالد بشورة منم قريب ل سامه ال ..
قرر حرمان حرمانا مطلقا منم أصحاب..
لقد كان ذلك بالنسبة ل أشبه بنعي منم شرب الاء أو تنفس الواء..
لقد أعطى ذلك الضر مفعول عكسيا فقد تدهورت كثيا ف دراست ول اعد أذاكر دروسي ولششو فعلششت
فإن ذلك يكون بالكراه!!..
أذكر أن الوالد خوفا منم أن ألتقي بأحد منم رفقائي منعن مرة منم صلة الماعة ..
ول يستمر ذلك بطبيعة الال ..
ولكنم كانت تر علي وجبات دسة منم الظر كل فتة!!!
كنت مبا للعلم وطلبه ...وخاصة العلوم الشرعية..
التزمت بلقة الشيخ أحد بنم موسى السهلي ..ف جامع المي أحد ف درس عمششدة الكششام ..وكششذلك
دروس الشيخ صال الزهران بامع الشطبه ..
ف كتاب زاد العاد..
لكنم الشكلة بالنسبة ل هي وسيلة الواصلت للوصول لذا الماكنم..
ويعلم ال كم كنت أعان لضور تلك الدروس..
فكم مرة مشيت عشرات الكيلوات لصل للدرس..
وكم مرة توسلت لار أو صاحب ليوصلن..
ل يكنم هناك رفيق ل لديه سيارة وملتزم بالضور..
لقد كنت شغوفا بالعلم وأحرص أن أكون ف أول الصفوف أمام الشائخ..
أذكر مرة أنن مشيت منم بيتنا ف حي السحيلي وحت جامع الشطبه..
11
لكي أصلي المعة مع شيخنا!!!..
أما حضور ماضرات الشائخ الشهورينم فهذا مال أصب عليه..
منعت منم ذلك كله دفعة واحدة ...
حينها قررت أن أهرب منم البيت للتحق بطلب العلم لدى أحد العلماء..
الحلقة الثالثة..
ل تكنم فكرة الروب منم النزل ومنم الواقع الديد الذي أجبت عليه..
ل تكنم فكرة جاءت على البال فعزمت عليها هكذا!!
بل كانت الفكرة تطبخ ف رأسي عدة أسابيع حت هأمت با ..
ل أجرؤ ف استشارة أحد ف الوضوع ..سوى شخص واحد..
إنا زوجة والدي الديدة..
الالة كما تسمى ف بعض التمعات أما ننم فنناديها بالعمة..
هذه الرأة الطيبة تزوجها الوالد قبل عدة سنوات منم ذلك الوقف..
وهي امرأة عقيم ل ترزق بالذرية ...
وكنت ف تلك الفتة قريبا منها جدا وتثق ب وأثق با..
وكانت تتلطف معي حت كسبت ودي وتعاطفي معها..
وهي امرأة طيبة ومبة للخي وتشجعن عليه..
أوغر ذلك صدر الوالدة علي ف البداية..
ولكنم العمة بفطنتها ونباهتها كسبت رضى أمي ..فسلكت المور على خي..
كانت العمة متعاطفة معي ف منت ..وكنت أطلعها على كل أموري الشخصية تقريبا..
وحينما فاتتها بالوضوع وأنن عازم على أن أخرج منم البيت ..
للتحق بلقة عال منم علماء المة ..
وسوف أسحب ملفي الدراسي وأكملها..ال الكلم..
لقد صورت السألة لا بنرجسية عجيبة ..
هكذا بكل بساطة ..سأنح وستكون المور على ما يرام..
وكانت أمرأه هينة لينة سهلة القناع ..فوافقتن!!..
12
بل قامت مشكورة وأعطتن منم ذهبها فبعته وصرفت نقوده ف سفري وترحلي!!..
ل يكنم البلغ كافيا فاستلفت منم أحد كبار السنم منم يعرفن ف السجد مبلغا وافرا ..
والمد ل أنه ل يسألن عنم مقصدي منم هذا الال!!
كششانت الفششتة حينهششا فششتة إجششازة صششيفية ولكششنم الوالششد سششامه الش أجششبن وبغي ش رضششاي علششى التسششجيل فش
فصل صيفي ..
وهو ما يسمح به النظام الطور..
رجوته وتوسلت إليه أن يعفين منم ذلك
ولكنم بل جدوى فقد أراد منم ذلك معاقبت على تقصيي ف الفصل الدراسي السابق!!
والدي رحه ال معروف ف العائلة بأن لديه حاسة سادسة..
شك منم تصرفات وهدوئي الريب والذي عرف بفطرته أنه سيسبق عاصفة ما!!..
فقد اعتاد أن يران مهموما غارقا ف التفكي ف السابيع النصرمة!!..
فشك ف هدوئي واطمئنان الفاجئ!!!
ولذلك أمر الوالدة بالتحفظ علي ومنعي منم الروج خارج النزل حت للصلة..
وأخذ بطاقة الحوال الشخصية الت ل وصار يملها ف جيبه أينما حل..
حددت يوما معينا للهروب وكان يوم خيس ..ول أذكر تاريه بالتحديد..
ول ادري لا اختت هذا اليوم لسفري!!!...
جهزت حقيبة كبية ذات لون أحر!!!
وللمت فيها بعض ثياب وملبسي واختت مموعة منم الكتب..
وأخفيتها عنم عيون أهلي لكي ل يكتشفوا الطة..
كنت أتربص بالوالد حت آخذ بطاقة أحوال منم جيبه..
ولكنم مهابته العظيمة ف قلب جعلتن أتردد ف فرص كانت مواتية!!..
طلبت منم العمة أن تساعدن ف ذلك فخافت منم العواقب واعتذرت!!
صادف أن سافر الوالد مع إخوت لدة ..يوم الربعاء الذي يسبق يوم السفر
..فاغتممت منم ذلك ..
وخفت منم انكشاف أمري وما أنا عازم عليه..
فأنا ل أستطيع السفر بدون بطاقة أحوال الشخصية..
لذا كان علي النتظار حت يقدم أب منم سفره..
13
سهرت طوال تلك الليلة أنتظر قدوم الوالد..
ووصل للبيت قريبا منم الفجر...
وصعد مباشرة لبيت العمة ..ونام نوما عميقا..
حينما تأكدت منم نومه ..
استخرجت حقيبة سفري ..ووضعتها أمام باب النزل داخل الفناء..
ث صعدت لبيت العمة..
العائلة كلها كانت تغط ف نوم عميق ..
كانت الساعة حينها السابعة صباحا تقريبا..
وبدوء وترقب...
دخلت لصالة النزل فرأيت ثوب الوالد معلقا على الباب!!..
وكنت أعلم أن والدي توقظه أدن حركة ف النزل ..
اقتبت منم الثوب فسحبته بدوء ث فتشته..
فوقعت عين على بطاقت..
هأمت أن آخذ شيئا منم نقوده ولكنن خفت ،وخيا فعلت!!
نزلت منم درج النزل ..و حلت حقيبت على ظهري..
كانت ثقيلة جدا والسافة الت سأقطعها للشارع العام حوال الكيلو مت..
كنت أسي وأتعثر لثقل القيبة وأنظر خلفي خوفا منم الوالد..
لو رآن أحد اليان وبتلك الال فل شك أنه سيتاب ..
وعندها سيحدث مال تمد عقباه...
وصلت للطريق العام وأنا ألث منم التعب..
أشرت لسيارة أجرة وهي منم نوع السوزوكي ونسميه ف النطقة ) الدباب(
سألن السائق عنم وجهت فقلت له خذن إل موقف التكاسي السمى موقف النوب..
وهو الوقف الذي يركب منه السافرون لنوب الملكة..
بثت ف الوقف عنم الجرة التوجهة لدينة أبا!!
ك ششانت أب ششا حينه ششا تع ششج بال ششدعاة والش ششائخ العروفيش ش ..ومنه ششم الش ششيخ ع ششائض القرن شش ..الش ششيخ ع ششوض
القرن ..الشيخ الطحان الشيخ سعيد بنم مسفر وغيهم وغيهم منم الدعاة وطلبة العلم..
لقششد تششوقعت وبغي ش س شؤال ودرايششة بششأن هششؤلء الشششائخ يسششتقبلون طلبششة العلششم القششادمي للطلششب ..فجئششت
14
مهاجرا إليهم أطلب العلم!!!..
ل يستغرق البحث عنم سيارة أجرة متجهة لبا سوى عشر دقائق..
وكنت ف عجلة منم أمري فما يدرين لعل الوالد تديه حنكته فيتلن بتلبيب!!!
كان السائق رجل كبيا ف السنم عمره يتجاوز المسي سنة..
ووجهة يدل على طيبته وضعف شخصيته..
كانت سيارته منم نوع البيجو تمل ثانية ركاب..
كانت رفقت مموعة منم الشباب ..
وهم منم البادية وعلى ملمهم الطيش والشر ..
وعرفت منم احدهم أنم ذاهبون لللتحاق بعملهم الديد ف اليش ف خيس مشيط
وحينما رأيت هؤلء الشباب وتصرفاتم الرعناء..
تذكرت ما حدثن به أخي الذي يعمل ف نفس القطاع..
عنم اللواء )وذكر رقمه ( ف خيس مشيط..
وهو لواء سيء الذكر قد انتشرت بي شبابه الخدرات والتصرفات الشينة!!..
وحينما انطلقنا ف مسينا الطويل لبا..
ارتت كثيا وتنفست الصعداء..
غي أن سروري ل يدم طويل فهؤلء الشباب لنم يسلم هذا الطوع الصغي منم شرهم..
كانت النظرات منم عيونم تقذف الشرر علي..
فهذا الطوع الصغي ل بد أن يكون سببا للمشاكل ف الطريق!!..
حاولت أن أكون لطيفا معهم وبعيدا عنم الحتكاك بم ولكنم هيهات!!
انشغلت بالديث مع السائق وكنت مشورا بواره...
وبعششد مششرور نصششف سششاعة مششنم الرحلششة تقششدم أحششد الشششباب وأشششار بشش شريط كاسششيت أغششان وأمششر السششائق
بإدارته!!
علمت أن سكوت ضعف أمام النكر ..
فقلت للسائق وبماس ظاهر ..ل تشغله ل يوز..
كان هذا التصرف من إعلنا للحرب بالنسبة لؤلء السفهاء!!..
والظاهر أن الركة كانت متعمدة لثارت وقد فعلوا!!
كانوا سبعة وأنا واحد والسائق كان يكنه التصرف ولكنه رجل ضعيف الشخصية
15
قال ل هل لديك شريط قرءان أو ماضرة ..؟؟
قلت ل ..قال إذا خلهم يسمعوا ما يريدوا ..
قلت له هذا ل يوز وحرام..
قال إذا ارجع للخلف ول تستمع للغناء ..
رضخت لم فقد كان هو وأنا أيضا ناف منم هؤلء الفتية!!
تطيت القوم ورجعت للمقعد الخي برفقة أحدهم!!
وبدأت مزامي الشر والطرب تصم الذان..
وكان الشباب يتمايلون ويرقصون طربا وضحكا ..
أما استنشاق دخان السجائر فحدث ول حرج ..
ل يشغلن هذا الال عنم التفكي ما سأقدم عليه منم أهوال
الحلقة الرابعة
16
حاولت أن أتصل بعدد منم أصدقائي وأصحاب ..
ولكنن ل أجرؤ أن أشرح لم أينم أنا وما هو وضعي..
فقد خفت أن يضعفوا أمام والدي وإلاحه فيدلوه على مكان..
أذكر أنن اتصلت على احدهم وخنقتن العبة حينما سعت صوته..
أغلقت السماعة دون أن أكمل حديثي معه..
كانت مشاعري متضاربة بي الوف والرهبة والشعور بالضياع واليأس..
حاولت أن أنام ف تلك الليلة ولكنم بل جدوى ..
كنت مددا على السرير وانظر ف السقف وتصيبن موجات منم البكاء..
كانت تدور ف ميلت عشرات الفكار
ولكنم مع توارد الواطر أصطدم بالواقع الرير الذي أنا فيه..
ذهبت ف اليوم التال لامع الشيخ عائض القرن..
حضرت درسه وكان ف صحيح البخاري..
كان الضور متواضعا للغاية..
هأمت أن اطلب منم الشيخ عائض جلسة خاصة لشرح له وضعي..
ولكنن استحييت وجبنت!!..
سبحان ال أقطع مئات الميال لجله ث حينما أقف أمامه أعجز عنم حديثه..
لقد كان انفصاما ف الشخصية وعجزا غي مبر..
ولكنم يظهر ل أن خوف وارتباكي سبب ل صدمة تعلن أفتقر للتعقل ف القرارات !!
زرت الركز الصيفي ف معهد أبا العلمي..
كان أغلب الشاركي ف الركز ذوو أسنان تقل عن بكثي ..
كان استقبال الشرفي ل ومقابلتهم معي باردة للغاية..
لقد كنت ابث عنم شخص يؤوين منم الضياع..
لقد كنت أريد شخصا عاقل رشيدا..
أجلس بي يديه فأحدثه با يعتلج ف صدري منم آلم وهأوم جلبتها لنفسي بيدي!!
ولكنم مشيئة ال تعال وقدره جعلت هذا اللقاء متأخرا جدا ومع شخصية فذة!!
حينما شعرت أنن غي مرحب ب غادرت الركز ول اعد إليه أبدا..
مكثت أياما أهيم ف السواق وأتشى ف أماكنم النزهة لقضي الوقت..
17
تساءلت مرارا :هل هذا ما جئت منم أجله؟؟
أل أحضر لطلب العلم..
فكرت ف النفقة فهي ل شك يوما ستنضب وبعدها ماذا سأفعل؟؟
ل أحاول التصال بالعائلة طوال تلك الفتة..
رأيت أن بقائي ف أبا مضيعة للوقت والال..
سشعت مششنم قبششل بششأن الريششاض هششي مششأوى أفئششدة طلب العلششم ..مششنم طلب الامعششات والعاهششد فهششي الركششز
الول للصحوة السلمية..
وفيها منم الدعاة والعلماء ما يعجز حصره..
ول شك فهي أرجى منم أبا ف البحث عما جئت لجله..
ويكفي هذه الدينة العريقة شرفا ف ذلك الوقت ..
وجود ساحة الشيخ عبد العزيز بنم باز رحه ال فيها
وهكذا تغيت الوجهة ولتكنم منم أقصى النوب إل وسط الملكة..
توجهت لكتب الطوط واشتيت التذكرة إل الرياض..
ف جواري ف الطائرة كان شخص ملتح عليه سيما الي..
عرف نفسه باسم علي السلطان وهو منم سكان القصيم..
تدثت مع الستاذ علي عنم أمور كثية ..
وعرفت منه أنه منم سكان عنيزة وهو معلم ف العهد العلمي ..
وهو أحد الطلب ف حلقة الشيخ ابنم عثيمي رحة ال عليه العامرة بششالطلب والدارسششي مششنم كششل بقششاع
العال!!..
كان الديث عابرا ولكنه أعطان فكرة شاملة عنم النطقة..
وصلت للرياض ..
لقد كانت الرياض بالنسبة ل وأنا ابنم الدينة الصغية كانت ذا شأن كبي ف النفس..
فمبانيها الكبية وشوارعها الفسيحة ومساحتها الشاسعة تأخذ باللباب..
نزلت ف فندق البطحا وهو مكان أعرفه منم قبل فقد رافقت الوالد له مرارا..
كان سعر القامة معقول وبالملة فقد كنت مقلل ف نفقت..
مكثت عندهم ف الفندق حوال الشهر..
وما زال التصال حت ذلك الي مع العائلة مقطوعا ..
18
ومرة أخرى أعجز عنم أن أتصرف تصرفا راشدا..
فأنا جئت منم الصل منم أجل طلب العلم !!
ولكنم يظهر أن حياة الدعة والراحة الت كنت فيها جعلتن انصرف ولو لفتة عنم القصود!!
ل يكنم هناك شخص أو ل أبث عنم شخص يرشدن ..
كنت أقضي وقت كله ف الغرفة ف الفندق أو ف صالون الرياضة والسبح..
لقد كنت صيدا يسيا للضياع والفسدينم ولكنم الول جلت قدرته حان..
ذات مرة كنت أمارس السباحة ف السبح..
فجاءن شاب نيل منم أهل البادية..
قال هل الاء عميق ؟؟
قلت ل ..وحسبته يعرف السباحة!!..
قفز منم فوره ف وسط الاء..
انغمس فيه ث صعد..
ولكنه صرخأ واستنجد ب لكي أخرجه فهو ل يعرف السباحة!!
التفت حول لنادي موظفي السبح ولكنم ل أحد..
أخذ الرجل يضرب ف الاء ويفق فيه ويشرب منه ..حت كاد أن يهلك..
كنت مبتدئا ف السباحة ولكنم أينم الفر..
ما إن اقتبت منه حت تلن بشدة وسحبن ولطمن على وجهي!!
ث غمسن بشدة ف الاء وتطان ووضع قدمه على رأسي حت خرج منم الاء..
أما أنا فقد كدت أهلك حينها!!
ول أحاول أن أنقذ غريقا بعدها أبدا...
ل يكنم ذلك هو الوقف السيئ الوحيد..
ذات مرة حضر للمسبح شاب عليه سيما الي ..
وكان برفقته عدد منم الشباب الصغار..
ل اذكر مالذي حصل بين وبينه لكنم يبدو أن الرجل مريض مرضا نفسيا..
وتصيبه حالت منم اليجان فيضرب منم حوله دون شعور..
وهششذا م ششا حششدث مع ششي فق ششد ه ششاج عل ششي ك ششالثور وضش شربن عل ششى وجه ششي ضش شربات ك ششادت تقتلنشش ..وتركششت
بصمات على وجهي بقيت حت حي...
19
ل يكنم أحد ليجرأ على الدفاع عن فقد كان رجل مفتول وال حسيبه..
رجعت يومها لغرفت ف الفندق وهذه الرة موسوم بعلمات بارزة!!..
اتصل علي موظف الفندق وطلب من الساب..
نزلت إليه وسددت له مصاريف اليام الاضية..
بقي ف مفظة نقودي فقط مائة وخسون ريال...
وهو ما يغطي مصاريف يوم أو يومي!!!
الحلقة الخامسة
20
حينما رآن ابتسم ابتسامة عريضة ..وقال ل:
هل تعرف السباحة ؟؟
قلت له قليل وأحذرك منم التقدم إل الاء العميق!!..
ابتسم وتلل وجهه وقال إن غرقت ستنقذن أنت!!
ضحكت وقلت له ابث عنم غيي..
وحكيت له الوقف الذي مر علي قبل فتة منم الزمنم مع صاحبنا العراب!!
سألن عنم الكدمات الت على وجهي ..فقد كانت ظاهرة وعميقة!!
ل أرد أن استسل ف تفاصيلها ..فقلت له سقطت !!
عرفن باسه وصافحن وقال أنا أخوك سعود العاشي منم منطقة حائل وأنا منم قبيلة شر ....هل سششعت
بائل وأجا وسلمى؟؟
عرفته باسي ..
سألن عنم عملي ..
قلت له أنا ل اعمل ..
قال ل أينم تقيم ..؟
قلت له هنا ف الفندق!!
قال ألست منم سكان الرياض؟؟
قلت ل أنا منم سكان الطائف!!
قال ل ماذا تفعل هنا ف مدينة الرياض إذا ؟؟ هل تدرس ؟
قلت له أنا جئت لطلب العلم !!..
قال وعند منم تدرس منم العلماء .؟
ل اجبه فأنا ل أبث عنم شيخ حت تلك اللحظة..
ل أدري لاذا استسل الخأ سعود معي ف الديث ولكنه أصر علي أن أرافقه للغداء سويا..
شكرته وتعذرت منه ولكنه أل بشكل كبي حت رضيت..
قال ل وننم نشي ..أنا أملك تسجيلت إسلمية ف حائل ..
واعرف عددا منم الشائخ ف الرياض فإن كنت ترغب ف أن أعرفك عليهم فعلت!!..
صمت ول أجبه!!..
وننم قعود ننتظر الغداء قال ل سعود:
21
أسع أخي أنت لك قصة وأكيد لديك مشكلة وأنا اقرأ ذلك ف وجهك!!
ولو ترغب ف ذكرها ل ول يرجك المر فأرجو أن تبن با ..
فما يدريك لعلي أستطيع مساعدتك !!..
خجلت وال منم كرمه وساحة نفسه..
إن الخأ سعود حينما يقول ل هذا الكلم فهو رجل صادق غي متكلف أو متصنع..
ولقد اكتشفت بعد مالطت للخأ سعود أن معدن هذا الرجل معدن أصيل كالذهب ..
لقد كان الخأ سعود رحة ساقها ال ل فإن مرد إنصاته وسشاعه لقصشت هشو أمششر يشششكر عليشه بششارك الش
فيه..
حدثته بشكلت وأنصت إل لكثر منم ساعة حت برد الطعام ول يأكل منه شيء!!
ل يقاطعن طوال حديثي..
وحينما استكملت قصت ..صمت قليل ث قال ل..
أسعن جيدا ..
أنا رحلت بعد قليل على حائل وسوف ترافقن للمنطقة وستكون ف ضيافت..
ومنم هناك سوف نتدبر حل لشكلتك ...ما رأيك؟؟
بالنسبة ل أنا ل أعرف ال سعود ولكن كالغريق يبحث عنم أي شيء ينقذه..
قلت له ث ماذا ؟؟
قال ثق تاما سنجد حل لشكلتك موضوعك بسيط وسأجد له حل..
أرجوك اصعد لغرفتك ووضب أمتعتك وانتظرن عند الستقبال..
ل يعطن الفرصة -وقد تعمد هذا – حت أفكر ف الوضوع..
وحينما صعدت لغرفت أخذت تول باطري الفكار:
ياترى هل الرجل صادق ؟؟
ماذا لو كان .؟؟؟
ولكنم سيماه الي !! أسئلة تتدد ولكنم ل خيار ل !!
ل اخب الخأ سعود بوضعي الادي ..ولكنم كرمه غي الصطنع..
جعله ياسب الفندق دون مشاورت!!!..
طلب سعود منم سائق التاكسي أن يسرع ..
فقد كان يعلم أنه ليس لدي حجز لقعد ف الطائرة..
22
وبعد قليل التفت إل وقال :
إن سألك أحد منم تكون فقل لم أنك أحد أقربائي وتقيم ف الطائف..
قلت له ولكنم لقب العائلة ؟؟
قال لم أنت فلن الشمري!!
قصد الخأ سعود منم ذلك حايت منم ألسنة الناس وتقيقاتم..
ولكنم لقد دفعت أنا ثنم تلك الغلطة الشرعة والجتماعية ثنا غاليا!!..
وصلنا للمطار واجتهد الخأ سعود حت حصل ل على مقعد ف الطائرة..
كان الخأ سعود يلتفت إل كل فتة ويطمنن بقوله :ل تقلق سوف تل الشكلة..
لقد كنت متأكدا أن سعود ليس لديه عصى سحرية لل وضعي..
ولكنم طيبته وساحته ورطته ف هذا القلب ..
وصلنا لدينة حائل وكان منظر جبالا وهضابا يسحر الناظر..
يابعد حيي كلمة تسمعها عشرات الرات يوميا..
أهل حائل كرماء وأسخياء بشكل عجيب..
والطبيعة البدوية والفطر السليمة هي الغالب على الناس..
توجهنا فورا منم الطار لكان عمل الخأ سعود ..لخذ بعض أوراقه..
اكتشفت أنه ضابط صف ف الرور..
سلمت على أصحابه وعرفن لم بأنن فلن الشمري!!
خجلت منم ذلك أيا خجل فأنا ل اعتد على ذلك اللقب..
لقششد كششان ذكششاء النششاس الفطششري وأسششئلتهم البسششيطة تكشششف بسششهولة بطلن هششذا النتسششاب ..بالضششافة
للكنة الجازية فقد كان المر برمته مفبكا !!
ل تعجبن الال فلم اعتد الكذب ولكنم إرضاء لضيفي تغاضيت ..وصبت
لحظت أن ف النطقة أمنا عجيبا فالناس ينامون ف بيوتم..
ومفتاح السيارة على القود..
هذا ما رأيته بنفسي ف عدة مواقف..
تعرفت على إخوة سعود ف منزله ف حي الطار ..
كانا شابي نسيت أساءهأا
ولكنم طيبة هذه العائلة والواقف الميلة الت عشتها ف بيتهم
23
هي ذكريات عطرة تبقى معي أينما حللت..
الحلقة السادسة
لقد قضيت ف حائل حوال العشرينم يوما أعتبها منم أجل أيام حيات..
الكرم الاتي ..والسماحة وعلوم الرجال كما يقولون..
أشياء متجذرة ف هذا التمع النبيل..
لقد سرن وال أن أنتسب لم وليتن كنت غصنا منم أغصانم..
ولكنم القيقة تبقى هي الفيصل وهي قدر النسان الذي كتبه الالق جل ف عله عليه..
لنم استسل ف تفصيل يوميات ف حائل وف ضيافة الشهم النبيل سعود العاشي..وإخوته.
ل أنسى رحلت الصيد ف وديان حائل ف شالا وشرقها..
وف منطقة جبه وحيه وبقعا وغيها...
أذكر أننا زرنا بيوتا قدية يقول مرافقنا أنا منازل حات الطائي العرب الكري الشهور
يوجد ف النطقة مسجد قدي للغاية ل يبق منه سوى بعض أسواره وله مرابان !!
أحدهأا متجه لبيت القدس والخر متجه للكعبة..
ويزعم أهل النطقة أنه كان كنيسة وحول لسجد ..منذ مئات السني..
ول أدري عنم صحة هذا الكلم...
لكنم الصلة ف هذا السجد وتذكر الجداد قبشل مئشات السشني الشذينم قشد صشلوا وركعشوا ف هشذا السشجد
إن تلك الذكرى تثي ف النفس السكون والشوع ..
ولقد سجدنا عدة ركعات فيه وكان بعض الخوة يبكي تأثرا بالروحانية فيه..
أذكر زيارتنا لنطقة أسها حية وكان برفقتنا شخص نسيت اسه
و يظهر أن لديه خلفية أدبية وشعرية وتاريية ل بأس با..
استغرقت الرحلة للمنطقة حوال الساعتي ..والطريق إليها جلد و غي معبد..
وننم نسي ف الطريق صدنا عددا منم طيور البش أو ما يسمى الجل..
وكانت هي غداءنا ف تلك الرحلة..
حينما وصلنا للمنطقة أشار لنا دليلنا لهة الوادي وقال هناك تقع حية!!
ل نشاهد سوى صخور ضخمة قد تساقطت منم سفوح البال بفعل السيول والمطار..؟؟
24
أوقفنا سيارتنا وترجلنا وصعدنا على الصخور..
مشينا حوال ربع كيلو بي الصخور والنقاض..
وكنا كلما تعمقنا ف الوادي تزداد النطقة باء واخضرارا!!
حينما وصلنا لية سحرنا بتلك الطبيعة اللبة الشورة بي البال..
هي واحة خضراء مليئة بالعشاب والشائش..
وف وسطها برك ماء وجداول صغية تصب منم أعلى الوادي..
أخذ مدثنا يروي لنا أشعارا وقصائد لمرئ القيس
حينما كان سيد هذا الوادي ويغازل الفتيات اللت يأتي لسقي البهائم منم تلك البك..
لقد ترسخت صورة حية كجنة وبساتي ف ذاكرت
وأتن لو أعود لا وأصور للناس تلك الشاهد..
كنا ننطلق كل يومي أو ثلثة برفقة سعود وأصحابه للنزهة والصيد وزيارة الثار..
فقد وافق وجودي معهم وقت عطل وإجازات..
أهل حائل فخورون جدا بأرضهم وطبائعهم ويعتزون بذلك أيا اعتزاز..
وحينما يقدم عليهم ضيف يشبعوه كرما وأنسا حت يتمن أن ل يفارقهم..
أما السمر والديث ف الباري والنوم أحيانا فتلك متعة ل يكنم وصفها..
لقد تناسيت كل ما أنا فيه منم إشكالت وانغمرت ف تلك الرحلة النتقالية!!
سيتها انتقالية لنا وال أعلم كانت تيئة ل ليام ووجوه ومنطقة أخرى
تتلف اختلفا جذريا عما أنا فيه وعما كنت قبل فتة بسيطة عليه!!
كيف تغيت ب الحوال كنت قبل أيام قليلة أعيش كالشرد ..
وهاأنذا أستمتع برفقة يضنم الزمان بثلهم!!..
سها مراحل أو قفزات منم أوضاع سيئة إل وضع جديد يصعب على الرء توقعه أو تيله
ولذلك يقول تعال ) ومنم يتق ال يعل له مرجا ويرزقه منم حيث ل يتسب(..
النسان بطبعه عجول وطماع ويريد أن تسي أوضاعه على هواه ورغباته..
ولكنم القدر بكمة إلية يقود النسان إل الفضل والحسنم لاله ..
حت ولو كرهها وجهل عاقبتها..
ولذلك يقول أمي الؤمني علي بنم أب طالب رضي ال عنه :
لو كشف ال للقه ست القدر لا وجدوا خيا لم ما قدره الالق عليهم سبحانه..
25
كاشفن ال سعود برغبته ف أن يتصل على والدي لكي يطلب أن يصلح بيننا..
ل تناسبن الفكرة وطلبت منه أن يتأن قليل..
فأنا ما زلت أبث عنم قاعدة صلبة اتكئ عليها ..
فأنا ابث على استقرار وليس منم العقول أن يستمر حال هكذا..
احتم رغبت ول ياول أن يضغط علي لكي ل يعلن أظنم أنه تلمل من..
كنت أنام ف ملحق منفصل برفقة إخوة سعود الذينم هم ف سنم قريبة من..
وكان لدي حرية واسعة ف الروج بالسيارة الت وضعت تت تصرف..
ل اتصل حينها بأي ملوق ..منم قريب أو بعيد..
حضرت دروس الشيخ حد الغاوي ف شرح بلوغ الرام
وأعجبن أسلوبه اليسر ف التدريس ..
قال ل أحد طلبه هذا أسلوب تعلمه عنم شيخه ابنم عثيمي..
عرض علي الخأ سعود أن نسافر لنطقة القصيم ..
وذلك برفقة احد أصحابه الذي لديه عمل هناك ليوم واحد ..
فرحت بذلك أيا فرح فالتعة ف اكتشاف مكان جديد هي ما فطر عليه الناس..
الحلقة السابعة
26
كانت تراقبه فتاة انليزية ذات عيون زرقاء وأهداب سحرية..
وهو يتصفح الكتب وينسخ ف الوراق الت بي يديه ..
ول يلحظ هو تلك العيون التوهجة ول تلك القطة التوحشة الت تراقبه!!!
يبدوا أنا امتلءت منه فقررت أن تلك فؤاده..
لقته إل مطعم الامعة واحتالت أن تتعرف عليه؟؟
وبعد قصة طويلة وظريفة ل يصلح ذكرها هنا وقع الرجل ف النهاية ف حبائلها!!
أغرم الفت با و أ غرمت به..
فتزوجا وعاشا معا طوال فتة الدراسة..
ولكنم !!....
كانت أم الفتاة نصرانية متعصبة لدينها ..
فضغطت على ابنتها وحولت حياتا لحيم ،حت تفرقا ول يلتقيا بعدها أبدا..
تأل كثيا لفراقها ولكنه ل يكنم لديه خيار ..
التفت صاحبنا لولده الصغي وكان معنا!!
وقال له :انتبه تعلم أمك!!!
أضحكنا وآنسنا بطرافته الفرطة وسعة صدره ..
حينما وصلنا لبيده كنت أتأمل وجوه الناس!!..
كنت أتصور بريدة ف ميلت مليئة بل قل كل أهلها متدينون !!
ل شك أن الدينم هو الغالب ف الناس ولكنم ل تسلم أي مدينة منم مظاهر السفور والفساد
أو الرجال غي التمسكي بالدي الظاهر الواجب!!!
اللحظ كثرة العمالة السيوية هناك..
فالشوارع منهم غاصة حت ييل إليك انك ف بومباي أو نيودلي!!
كنت أتصور بريدة قبل أن أراها كأنا مثل الامعة تعج بطلبة العلم
الذينم يملون كتبهم وقراطيسهم..
و أسواق الدينة مهجورة سوى منم السوقية أو كبار السنم والشياخأ...
حينما قطعنا طريق بريده الرئيسي والذي يشق الدينة لشقي..
ل ألحظ أي فرق يذكر عنم مدن الملكة الخرى..
أسواق وملت مليئة بل غاصة ودخان وشباب طائش ..
27
اللحظ هو قلة أو انعدام السفور وقلة الهر بالعاصي ..
وهذا ترسخ لدي بالقامة الطويلة ف القصيم لحقا..
توجهنا فورا لشغل الرجل وانقضى سريعا..
فقال سعود ما رأيكم لو نذهب لسجد الشيخ فلن وذكر اسه ونسيته..
هذا السجد مبن على الطراز القدي وما زال أهله يعيشون حياة الولي!!
ل نتدد ف الذهاب فهذا شيء ل نسمع به منم قبل!!
دخلنا للحي ...
الي حديث وبيوته مبنية منم الراسان وعلى أجل واحدث طراز!! ..
وف وسط الي مسجد قدي متهالك البناء وأظنم أصل بناءه منم الطي ولكنه صبغ حديثا..
وكان وقت صلة العصر ..
أذن الؤذن ول نسمعه لن الذان بل ميكرفون..
السجد مفروش بالرمل والناس تصلي على الرمل ..
غالب منم ف السجد هم منم الشيوخأ وكبار السنم وفيهم مموعة منم متوسطي العمار والصغار
تسننا وجلسنا لنتظار المام ...
توقعت أن يدخل علينا شيخ معمم كعمائم السلف وعليه قلنسوة قد أرخي طرفاها
ومشدود وسطه بشد ويتدل منه سيفه!!
فهذا ما نعرفه عنم السلف ول يلو المر منم مبالغة طبعا!!
دخل شيخ نيل ليته مصبوغة بالكتم السود..
ومشيته عليها السكينة والتواضع والضوع ل تعال..
ووجهه أبيض مضيء بنور الطاعة....
وعليه عباءة سوداء وشاغ احر..
طلب منم الؤذن أن يقيم..
قام شيخ كبي من الظهر ل يكاد أن يرى وأقام للصلة..
و صلى بنا المام صلة مرية ل تكنم بالطويلة أو العجلة..
وحينما سلم التف حوله مموعة منم الصبية بأيديهم كتب صغية ..
وقعدوا خاضعي كأن على رؤوسهم الطي ينتظرون منم الشيخ إشارة البدء
سحب المام مهفة منم القصب كانت بواره وقال لحدهم سم..
28
بدأ الفتية كل واحد منهم على حده .بقراءة فصول قصية
منم مؤلفات شيخ السلم ممد بنم عبد الوهاب..
منم كشف الشبهات ومنم الصول الثلثة وقرأ أكبهم منم كتاب التوحيد..
كانوا يقرؤون بصوت خافت وخاشع ملحنم وجاعة السجد مطرقون بإنصات ول تسمع لم هأسا
ل يعلق الشيخ سوى بتصحيح النطق والعبارات..
استغرقت القراءة حوال عشرينم دقيقة ..
وبعدها انصرف الميع وقام المام منم مرابه..
تقدم أصحاب إليه وصافحوه ..
وبقيت أنا أراقب الوقف..
أحببت القصيم منم يومها وأحببت أهلها
فأهلها أهل دينم وصلبة ف الق والتزامهم بالسلم خي التزام..
عدنا لائل وف الطريق عرض علي سعود عرضا كان هو الباب الذي منه
ولت للسعادة والنور إن شاء ال تعال
الحلقة الثامنة
سعت عنم الشيخ ابنم عثيمي رحه ال أول مرة عنم طريق
جارنا ف الي القدي ف الطائف الخأ صال السري..
والذي أصبح الن منم أنشط الدعاة ونشرا للعلم وتعليمه..
حينما هدان ال تعال خصن الشيخ صال وكان حينها ف الرحلة الخية منم الثانوية
خصن بعناية واهتمام فكنت أصحبه دوما للمسجد..
حيث أن باب بيتنا ياور باب منزله مباشرة..
وكان يدثن عنم الشيخ بنم عثيمي وعنم دروسه ف الرم ف العشر الواخر..
وبعد انتقالنا للحي الديد..
ف ذلك العام 1410للهجرة نزلششت برفقششة ششباب الكتبشة للبقشاء بشوار بيششت الش الشرام طشوال فشتة العششر
الواخر...
وحضرت ف سطح الرم درس الشيخ العلمة ابنم عثيمي عليه سحائب الرحة والغفران..
29
كانت تلك أول مرة أرى با هذا العلم الليل..
ف اليوم التال أخذتن الماسة فاقتبت منم كرسي الشيخ فدفعت ثنم اقتاب غاليا..
فلقد أوقفن الشيخ كعادته ف دروسه وسألن سؤال عما كان يتحدث عنه ؟؟
وكنت حينها شارد الذهنم !!..
فما استطعت أن أجيبه!! ..
فأمرن باللوس فشعرت بالجل واليبة حيث فشلت ف أول امتحان معه!!
وما عدت لذلك الكان مرة أخرى..
بل بقيت خلف ظهره أو ف صفوف بعيدة..
وف إحدى رحلتنا لدينة رسول ال صلى ال عليه وسلم..
حضرت درس الشيخ أب بكر الزائري ...
وبكرت بالضور لكون قريبا منم الشيخ فكنت ف الصف الثان أمامه مباشرة..
سعت الطلبة يتهامسون بي بعضهم ..فسمعت احدهم يذكر اسم ابنم عثيمي..؟؟
وبعد دقائق جاء شيخ مسنم قصي ورقيق البنية
ليته بيضاء وشعره ابيض ووجهه أبيض ..وثوبه ابيض عليه غتة بيضاء!!..
وجبهته ناصعة عليها أثر السجود ..وحاجباه عريضان ومليئان بالشعر البيض
ير عباءته خلفه ..
ويشق الصفوف نو القعد الخصص للشيخ أب بكر الزائري!!..
إنه الشيخ ابنم عثيمي!!
هأمت أن أقوم ولكنم كيف ؟؟
فعندما رفعت رأسي ونظرت خلفي ..
رأيت ارتال منم البشر تدق ف الشيخ ابنم عثيمي والذي أصبح خلفي مباشرة!!..
عندما استوى الشيخ على القعد أشار إل بعنف وسخط وقال :
أجلس فقد آذيت إخوانك!!..
جلست مطرقا ..ث بدأ الشيخ حديثه بالمد والصلة ..
فأنصت لكل حرف وكلمة يقولا..
فما يدرين لعله سيفعلها مرة أخرى ويسألن..؟؟
ولقد فعلها وال مرتي ..ف ذلك الدرس!!
30
فأجبته وأنا أتتعتع وأرتف خوفا منه ..ولكنم أجبته با يريد..
فكافأن بكلمة واحده قال ل :أحسنت!!..
هذا الرجل تبه منم النظرة الول..
أحبته مليي السلمي ف كل مكان..
وسعت منم الناس ما زاد حب له ..منم زهده ف معاشه وهيئته ومسكنه..
فلقد سعت حينها أنه يعيش ف بيت منم طي!!..
ولقد زاره اللك ف عنيزة فاستقبله ف هذا البيت منم الطي ..وجلسا سويا على الرض!!
وأنه يأكل ما يرثه ويزرعه بنفسه!!
كانت تلك الصور ف الذهنم إن صحت أو ل تصح...
تثي العجاب والبة للشيخ مع ما وهبه الالق سبحانه
منم علم راسخ وفقه وفهم للشريعة قل نظيه ف زماننا..
كانت فصاحة الشيخ وقوة حجته تبهر مستمعيه..
مع ما يثيه الشيخ منم دعابة ومزاح مع منم يسألم ..
ف تلك اللسة ف الدينة سأل الشيخ سؤال ..
ث نظر حوله بنظرة تذكرك بالصقر حينما يلتفت بثا عنم فريسة!!
وأخذت نبضات قلب تزيد فقد ظننته سيلتفت إل ويسألن..
فأشار للشخص الذي بواري..
وكان رجل بدينا فيه سرة ويلبس الرآة على عينيه..
أشار له الشيخ وقال له :قم..؟؟
بقي الرجل فاغرا فاه ينظر للشيخ كالبله!!
فكرر الشيخ كلمه وقال :أنت قم ،وطقطق بأصبعيه وأشار بسبابته إليه!!
فقال له أنا؟؟ وأشار لنفسه!!
قال :نعم أنت!!
تزحزح الرجل وحاول القيام بتثاقل حت دفع منم بواره !!!
وحينما عل ل يستطع أن يرفع رأسه وبقي ف هيئة كالراكع!!
كان مشهد جاري ذلك يثي الضحك والشفقة معا!!
فالظاهر انه ل يعتد الوقوف أمام الموع وبي يدي إمام منم أئمة السنة كابنم عثيمي!!
31
أغلق الشيخ اليكرفون وناداه ليقتب منه ..
فدنا الرجل منم الشيخ وهو منحن!!
فاقتب الشيخ منم أذنه فهمس فيها بكلمات ل نسمعها!!
فكان الشيخ يهمس ف أذنه والرجل يهز رأسه ويضحك!!..
ث أمره الشيخ بالرجوع واللوس ف مكانه واستأنف درسه..
إن ذلك الوقف والتواضع والسماحة منم رجل ف مكانة الشيخ يعل مبته
تسري للقلب كما تسري النار ف الشيم..
الحلقة التاسعة
32
دخلنا منزله وجلسنا ف ملس الضيوف..
ل يكنم يعلم الرجل عنم الوضوع..
قال له سعود ..هذا الخأ فلن الشمري!!
يا ال ما أثقل تلك العبارة على قلب ولكنه قالا سامه ال..
قال :يرغب ف الدراسة عند الشيخ ممد ونريدك تشفع له عند الشيخ..
رحب الخأ بذلك وتللت أساريره وقال :بكل سرور..
وسأكتب له توصية عند الشيخ ..
سألته هل منم شروط القبول حفظ القرءان أو صحيح البخاري كما سعت؟؟
قال :أبدا هذا ليس بصحيح ويكنك الدراسة عند الشيخ بدون شيء..
أما إذا أردت اللتحاق بالسكنم فل بد منم توصيه ..وسوف اكتبها لك..مت ستذهب؟؟
التفت لسعود فأنا ضيفه ،ومعن ذلك هو أنن سأغادر حائل وأهل حائل..
ويعلم ال تعال صعوبة ذلك على نفسي ..ولكنم لبد منم عمل شيء..
فوالداي ل بد أنما قلقان علي فلو علما أنن لدى عال ادرس
والدراسة على البواب فل بد أن أكمل دراست الثانوية..
لو علما بأن أموري جيده فل شك أن ذلك سيخفف منم وقع الصيبة عليهما..
قال سعود :سوف اذهب ف ناية السبوع لتبوك وسوف أصحبك للقصيم..
ومنم هناك سأسافر لتبوك....
وفعل فقد كتب الخأ الكري تلك التوصية مشكورا ..
ولكنم ما كدر خاطري أنه نسبن لقبيلة أخرى غي قبيلت ..
لقد كان خطئا فادحا سأدفع ثنه غاليا منم سعت لحقا!!!
وضعت التزكية ف جيب وذهبنا للمنزل..
رآن سعود كئيبا فسألن عنم سبب ذلك ..
أخبته بأن منم أسباب زعلي هو أنن سأفارق أناسا أحببتهم منم كل جوارحي..
كما أحب إخوت بل وأكثر..
سأفارق النس والكرم والود والسماحة واللطف ..
ماذا لو ل تصلح أموري هناك..
وما يدرين ماذا ينتظرن ف عنيزة والقصيم..
33
أل أزل شابا غرا صغيا ل تصقله الياة
ماذا لو وقعت ف يد أناس ل يافون ال..
لقد كانت حال استثنائية بكل العايي وفيها منم الغامرة والطيش شيء غي يسي..
دمعت عي سعود وقال ل :
وال إن بقاءك يسرن ويسر إخوت ..
وإنن والوالدة والزوجة وجيع القارب الذينم عرفوك يعدوك كواحد منا..
فلو شئت أن تكث معنا فهذا يسرنا ويسعدنا ولو مكثت ف بيت عشر سني..
ولكنم إن مصلحتك تمن ول بد أن تتصل بعائلتك ووالديك ..
فهما مهما غضبا عليك فسيبقيان اهلك واقرب الناس لك..
وأنت شاب ما زلت ف مقتبل العمر وتب العلم والتحصيل فهذه فرصة ثينة لك..
وثق تاما حت لو انتقلت للعيش ف القصيم فسأبقى قريبا منك تعودن وأعودك
وبصوص تكاليف دراستك وإقامتك فسأتكفل لك بكل فلس تنفقه..
فانظر ماذا ترى وال يقدر لك الصال..
ل شك أن كلم الخأ سعود هو حق ومع التأمل والتفكي فالصلحة تقتضي
أن أتدارك حل مشكلت بكل السبل المكنة..
لقد قدم ل سعود الكثي الكثي..
فيكفي انه آوان وفرج كربت جزاه ال عن خي الزاء..
أخذن ف اليوم التال لسوق السيارات..
فرأيته يبحث عنم سيارة ليشتيها..
قلت له ياسعود أنت ل تتاج لسيارة أخرى!!
فلديك اثنتان وإخوتك غي متاجي..
قال أريد أن اشتي لك سيارة..
أقسمت بال عليه ورفضت رفضا قاطعا وجلست أتادل معه أكثر منم ساعة
حت أقنعته بالعدول عنم ذلك..
ل يكنم سعود رجل غنيا فهو متوسط الال والذي ل اشك فيه أنه سيقتض ذلك الال..
وحت لو ل يقتضه وكان غنيا فكفان منه جوده وسخاؤه ..
فقد كان كل يوم أو يومي يضع ف جيب مبلغا جزيل دون أن أطلبه وال..
34
قال ل مرة لقد زوجت أخت الصغرى قبل أن تأتين بشهر واحد..
وال لو كنت أعرفك حينها وكنت موجودا معنا لزوجتك إياها!!
بارك ال ف سعود وف ماله وولده وكثر ال منم أمثاله..
وليس هذا غريبا على أهل تلك النطقة فمع أن انتشار الهل بالحكام الشرعية بي أهل
الشمال عموما هو الغالب ..إل أنك تد فيهم منم الكرم والود مال تده ف مناطق
أخرى..
حدثن مرة سعود يقول تعطلت سيارت مرة وأنا على طريق عام ..
فتوقف رجل أعراب معه سيارة وانيت داتسنم ذات باب واحد..
..دون أن أشي له ..ومعه زوجته ف داخل السيارة..
فعرف أنه ل يكنم إصلح السيارة ف الال..
ول بد منم إحضار مهندس ..
أمر ذلك الرجل زوجته بالركوب ف صندوق السيارة..
قال سعود :أبدا أنا سأركب ف الصندوق ..ودع الهل ف مكانم!!..
قال الرجل :هي طالق إن ل تركب أنت ف المام وهي ف اللف!!..
ولقد رأيت منم كرمهم وجودهم وافتخارهم بذلك ما يعز نظيه وال..
إن ميزة الكرم لدى الناس هناك أنه جود غي متكلف ..
فهذه سليقتهم وهذه طباعهم توارثوها منم أجدادهم وما زالت راسخة لديهم..
الحلقة العاشرة.
35
تلفظ معي هذا الرجل بكلم فهمت منه أنن غي مرحب ب..
قال ل :أنت لست منم شر وأريدك أن ترج هويتك منم جيبك لتثبت عكس ذلك..
كان متكئا على وسادة ومقابل ل ..ويشي بيده بكل تيه وغرور..
قام أخو سعود إليه فأراد أن يلطمه على وجهه فدفعته وقلت له دعه ليقل ما يقل..
ل يكنم منم اللئق ب أن أحرج الخأ سعود ف بيته فسكت ..
لكنم أخا سعود استدعان للمختصر وقال ل..
دعك منم هذا السفيه وأنا أعرف كل شيء عنك وأنت أكرم عندي منه..
خفف ذلك علي كثيا ففكرة النتساب تلك مع خطئها الشرعي ل تكنم فكرت و هي
شيء مالف لعراف الناس وتقاليدهم وفيها ما فيها!!!
ف اليوم التال سافرنا صباحا للقصيم..
ودعت إخوة سعود ث انطلقنا لرحلة الطلب ..
ل يكنم إخوة سعود على استقامة تامة بالدينم مع مافظتهما على الصلة ف السجد
إل أنما رجلن شهمان طيبان وفيهما منم اللل الميدة ما يفوق كثيا منم
رايتهم منم الافظي على الشعائر الظاهرة..
لقد أتصل علي سعود بعد أربع سنوات منم ذلك اللقاء الخي..
واخبن بب اليم عنم أخويه
فلقد حدث لما حادث بالسيارة على الطريق العام ف أحد طرق الشمال السيئة ..
فتوفيا على الفور رحهما ال رحة واسعة..
وخلف على سعود فيهما خيا ف ذريته وأولده..
مر علي منذ أن خرجت منم بيتنا منم الطائف حوال ثلثة شهور تقريبا..
وهاأنذا أنتقل لنطقة جديدة وال أعلم مالذي ينتظرن..
كنا وسعود ف تلك السفرة صامتي ..فليس ف ميلت أي كلمات أو حوار دار بيننا..
سعود هذا رجل ..ويكفي أن اسيه رجل..
إن منم الناس منم هو كمعدن الديد ومنهم منم هو كالفضة ومنهم منم هو كالذهب..
سعود ف نظري معدنه أثنم منم الذهب وال ..
أنا ل احكم على الرجل منم خلل موقفه هذا معي هذا اتركه للقراء الكرام..
وصدقون يا معاشر القراء الكرام إن سعود ل يعلم عما أكتبه عنه الن..شيئا وال..
36
ولو علم لغضب منم ذلك وكرهه..
فهو يرى عمله ذاك شيئا يتقرب به لربه ول يريد أن يالطه مدح الناس..
إن سعود ل ينتظر منم عمله ذاك أن أكتب عنه أو أن أمده فهو ل يكنم يعلم
ول أنا كنت أعلم أينم تسي بنا المور وما هي خاتتها..
إنن أكتب هذا الكلم وهذه الواقف لسجل لبنائي ما حل بوالدهم..
لروي لم عمنم رويت ومنم خالطت ليعرفوا قدر الرجال وليعرفوا الدب مع الناس
إنن يا أبنائي وأنتم الن أطفال صغار وستكبون إن شاء ال..
اقتطع لكم منم جسدي قطعا صغية مليئة بالآسي والحزان والتراح والعذاب والهات
فأنسجها لكم بذه العبارات لكي تستمتعوا با..
وتكون أنيسا لكم ف دهاليز وظلمات ومضائق الياة..
وأسجل للقراء الكرام ما حدث معي حت يكون للناس فيها عبة لنم أراد ذلك..
إنن أطلب منم إخوت القراء الكرام أن يشاركون هذا الدعاء..
اللهم جازي سعود عن خي الزاء
اللهم بارك له ف ولده وذريته اللهم واغنه منم فضلك واجعله منم عبادك الصالي واختم
له باتة صالة يا ارحم الراحي ..اللهم اجعله منم أهل فردوسك العلى ووالديه
وإخوانه وذريته يارب العالي..
وصلت أنا وسعود إل عنيزة ..
تلك الدينة الصغية الميلة الادئة..
مدينة العلم والعلماء..
دفنم فيها منم العلماء والصالي على قرون مال بم عليم..
ساها أمي الريان باريس ند..
شوارعها جيلة ونظيفة وأهلها كمجمل أهل القصيم فيهم العلم والدينم والدب الرفيع..
دخلت عنيزة وأنا فقي مشرد احل معي حقيبة ملبس وكرتون كتب..
وكنت احل قبل هذا ف جعبت تارب قاسية وخبة بسيطة ف الياة وسذاجة وقلة حيلة ..
دخلت عنيزة وأنا حائر و رأسي متلبد بغيوم الشك والرتياب والضياع ..
ل أكنم أعلم وأنا أدخل عنيزة هل سأمكث فيها يوما أو أسبوعا أو شهرا ..فما يدرين
فأنا منذ شهور أتنقل ف البلد منم مدينة لخرى ..
37
ومنم يد ليد أخرى ولكنم رعاية الكري ورحته سبحانه هي الت ترعان
دخلت وأنا ابلغ السادسة عشر عاما فقط..
وبقيت ف عنيزة أكثر منم اثنت عشرة عاما..
حافلة بالتجارب والواقف الرائعة مع إمام الدنيا وفقيهها شيخنا العلمة
ممد بنم صال العثيمي عليه سحائب الرحة والغفران..
38
لتلك النارة القدية البناء البنية بالطي واللب..
تغن أحد أدباء عنيزة با قائل..على لسان تلك النارة..
وهي تاطب الناس عنم الشيخ ابنم عثيمي قالت :أنا الئذنة وهو النارة!!!..
نعم وال هي الئذنة وهو النارة ..
هذه الئذنة بناها بناء متف قبل عشرات السني وكلف بناؤها عشرون ريال!!..
ولكنم أمي عنيزة زاد البناء عشرة ريالت مكافأة له على إتقان صنعته!!
وهي حت هذه الساعة مازالت شامة تفخر وتشرف على ضرتيها!!
وتغن وتقول ..أنا الئذنة وهو النارة...
اقتبت منم باب السجد فشاهدت لوحة صغية مكتوب عليها تسجيلت إسلمية..
دخلت للتسجيلت فرأيت رجل ملتح ابيض وسيم الطلعة قصي ومتلئ
على وجهه لية قد اختلط سوادها ببياضها..
سلمت عليه ..فرد علي بصوت فيه بة !!
قلت له أينم أجد الشيخ ممد ؟؟
قال الشيخ الن ف الامع وعنده درس حت الساعة العاشرة والنصف..
قلت :وبعد ذلك ..
قال :يذهب ماشيا لبيته ..هل أنت طالب جديد أم تريد الفتوى؟؟
قلت :ل ،أنا أريد اللتحاق بلقة الشيخ..
رحب ب ..وقال أهل بك ف عنيزة ...
ث عرفن باسه ،وقال أنا أخوك عبد الرحنم الليفي ..
قلت له وهل أنت قريب الشيخ الليفي إمام الرم..؟
قال هو أحد أقاربنا..
قلت :أريد التحق بسكنم الطلب منم أقابل؟؟
قال :قابل الشيخ مباشرة وتدث معه فهو صاحب الل والربط!!!
منذ ذلك التاريخ أصبحت ل مع أب صال علقة طيبة ..بارك ال فيه
خرجت منم عنده فسمعت صارخا يصرخأ على اليكرفون ..
بسم ال ونصلي على رسول ال...
عشرة ،عشرة ،عشرة !!
39
ظننتها ماضرة !!!
ولكنم حينما أنصت له عرفت أنه صوت البائع ف سوق الضار القابل للمسجد!!!...
قلت لسعود ماذا ترى؟؟
قال :دعنا لنذهب نفطر وتصلي مع الشيخ صلة الظهر ..وتقابله..
توجهنا لطراف عنيزة ف الزارع اليطة با..
حيث تنتشر البساتي الضراء والزروعة بالنخيل على مد البصر..
جلسنا تت ظلل شجرة واخرج سعود عدة الطبخ ..
وصنعنا الشاي ..والفطار..
كانت آخر جلسة ل مع سعود ف مثل هذه الال..
قلت لسعود :أنت لديك سفر طويل ،فهيا قم وأوصلن للجامع وسوف أتدبر أمري..
وفعل توجهنا للجامع ..وأوقفن أمامه ..ودخلت أنا وسعود لصرحة السجد ..
حينما فتحنا الباب وجدنا الامع خال منم الطلب ..والشيخ قد طلع منم الدرس!!
وضعت متاعي ف زاوية السجد قريبا منم رفوف النعال..
ث خرجت مع سعود..
أردت أن يكون وداعا سريعا!! حت ل ينفطر فؤادي وال ..حزنا وكمدا..
قبلته بي عينيه ودعوت له وانصرفت وأنا تنقن العبة..
دخلت للمسجد فتنهدت وصليت على رسول ال..
تولت بنظري ف الامع ..
لنم ل يعرف الامع يظنم ذلك الزء هو كل الامع..
استصغرته ف البداية ..ولكنم بعد حي عرفت أن ذلك تقسيم متعمد
وهو تقسيم معهود ف النطقة كلها..
ف وسط السجد يقع مراب خشب مقوس ارتفاعه حوال نصف ذراع ..
وبوارة علبة خشبية صغية لوضع النعال!!
وفرشت سجادة منم الفرش الرخيص ..
قد بليت مواضع السجود منها وموضع الركبتي!!
وألقيت بواره مهفة ليوح با المام عنم نفسه منم الر..
وقعت عين على مقعد على يسار الداخل للجامع ارتفاعه ذراع ويتسع لالس واحد فقط
40
ول قوائم له ،يتكئ منم يلس عليه على جدار السجد..
وأمام القعد اسطوانة حدية مدهون مثبت بالرض بسامي قوية
عرضت عليه خشية طولا نصف مت تقريبا فيها فتحات صغية..
لوضع اليكرفونات عليها..
وأمام ذلك القعد قد ألصقت بالرض علمات منحنية كقوس لتتيب صفوف الطلب..
حول شيخهم...
عرفت أن ذلك هو موقع الدروس..
صليت تية السجد واتكأت على الدار ووضعت خدي على كف يدي
أفكر ف حال....
فتح الباب بشدة ودلف منه شخص كبي ف السنم!! ..
وعليه مرآة عريضة وبشت ثقيل !!
حينما رآن نظر ل نظرة حادة ..فصرفت وجهي عنه خوفا منم نظراته..
فلم يعرن كثي انتباه!!
كأنه يقول واحدة بواحدة!!..
وضع نعله خلف موقع المام ث خرج منم السجد!!
كان ذلك الشيخ الذي دخل للمسجد وخرج هو العم عبد ال بنم عمر العمري..
وهو احد أقران الشيخ ابنم عثيمي ف الدراسة على شيخه ابنم سعدي رحه ال..
بعد برهة وجيزة دخل ذلك الشيخ مرة أخرى ..
وتسننم ث نشر مصحفه وانكب عليه..
بقيت وحيدا أرقب باب السجد وارقب حقيبت وكرتون..
خرجت قليل منم باب السجد ،و قفت على الدرج الارجي العريض ..
حيث يقابل الارج منم السجد دكانان أحدهأا مكتوب عليه مركز إحياء التاث ..
وعلى اليسار لوحة مكتوب عليها مؤسسة الستقامة ..وكانت مغلقة!!
دخلت لحياء التاث ،وهي عبارة عنم مكتب خدمات تصوير ..
41
مليء بذكرات دروس الشيخ ابنم عثيمي ،وغيه منم العلماء..
استأذنت البائع بالتصفح فأذن ل..
وسألته :هل هذه منم تأليف الشيخ ..؟؟
قال :كل ،هذه مذكرات مفرغة منم دروس الشيخ ...
خرجت منم عنده ث توجهت للوضوء والستعداد للصلة..
بعد دقائق ...دخل شاب نيل بي الطلعة..
وتقدم لدولب طويل أبيض خلف الراب ملصق بالدار..
ففتحه ث أضاء اليكرفون فأذن ..بصوت عذب وندي أعجز عنم وصفه..
ل اسع ف حيات أذانا جيل مثل أذان ذلك الشاب ..
ل أدري هل ذلك بسبب حب للجامع وأهله أم أن ذلك حق يوافقن عليه آخرون..؟؟
لكنم هذا رأيي الشخصي عنم ذلك الصوت ول شك أن الذواق تتلف ف الكم !!..
فل تلومون إخوت !!!
اسم ذلك الشاب عبد الرحنم الريس بارك ال فيه..فهو جاري ف الصف لسنوات !!
بعدها تتابع الناس ف الدخول للمسجد ولكنم بوتية بطيئة!!
خلف ما رأيته ف الساجد الخرى!! ..
وغالب منم جاء للمسجد هم منم الشباب الستقيم اللتزم ...
تأخر المام فسألت منم بواري :هل الشيخ موجود ؟؟
قال :نعم ولكنه يتأخر..
وبعد مرور حوال خس وأربعي دقيقة منم الذان دخل الشيخ...
هو كما عهدته ل يتغي منم شكله شيء ..
غي أنن هذه الرة أنا منم قدم إليه..
تقدم منم الباب ث خلع نعله وحلها بيده ث سلم على الماعة ..
وقف الؤذن وف يده ميكرفون ذو حبل طويل ما يعلق على الصدر!!..
أقام الصلة ..وكان الشيخ يست بالسواك بيده اليسرى!!
التفت للمؤذن ث تناول منه اليكرفون فعلقه الشيخ على صدره بلمسة إحتافية!!..
ث التفت للناس وأمر الميع بالستواء والتاص..
نظرات الشيخ ثاقبة وحاجباه كثيفان مليئان بالشعر البيض..
42
يثيان ف النفس الرهبة والهابة ..كأن نظرته تتق جسدك اختاقا!!..
قدم وأخر ف الصفوف كأنه قائد جيش !!
حينما اطمأن منم تراص الصفوف واستكمال الول فالول كب الشيخ..
أطال الشيخ ف الركعة الول إطالة ل أعهدها!!...
وف ركوعه وسجوده وسائر الركان يطيل الشيخ تطويل بينا..
فمع كب سنه إل أن نشاطه وتاسكه يساعدانه على تمل تلك الصلة !!
ث إن أغلب منم يصلي معه منم الشباب النشيط..
سوى العم عبد ال العمري سالف الذكر..
ورجل آخر له شأن وأي شان...
رجل مسنم رقيق السم ل تكاد أن ترى ف جسمه مزعة لم..
منحن الظهر ثيابه رثة وهيئته كهيئة مبول أو معتوه !!
ولكنه يمل ف صدره علما كالبال ..
إنه الشيخ الزاهد عبد ال الفال..
حينما رأيته ظننته شحاتا ..
ولكنم سعت عنه وجالسته بعد ذلك فوجدت الرجل واسع الطلع راسخ العلم ..
غي انه زاهد ف الدنيا ومتعها حت إنه ل يتزوج قط!!..
ولعل أن تأت مناسبة للحديث عنم هذا الب بشكل أوسع ..
ختم الشيخ صلته بالسلم ..
ث استغفر بصوت جهوري ..وضج السجد خلفه بالتسبيح والتهليل..
ث استدار الشيخ بفتوة ونشاط كما يستدير الفارس على صهوة فرسه!!..
واستمر ف تسبيحه وتليله..
تطيت الصفوف وجلست بوار الشيخ فألقيت بي يديه توصية صاحب..
فأشار ل الشيخ بيده اليسرى وهزها بعنف أن انتظر ..
فخجلت وشعرت برارة تلئ وجهي حياء منم ذلك الوقف..
حينما استكمل الشيخ تسبيحه قال ماذا تريد..؟؟
فقدمت له الورقة..
فقال :ماذا فيها؟؟
43
قلت :توصية منم فلن..
قال أعرفه وماذا تريد ؟؟
قلت أريد أن ألتحق بلقتك للدراسة لديك...
قرأ الورقة بسرعة ث أعادها وقال :..هذا ل يكفي ل بد مشنم توصشيتي ..ابشث عشنم ششخص آخشر أعرفششه
ليوصي بك!!!..
ث فز منم ملسه وتناول نعله وقام!!!..
بقيت برهة أنظر حول واحتت..؟؟؟
هل انتهى كل شيء ؟؟
ل اطل التفكي بل عزمت أن ألق بالشيخ لكلمه مرة أخرى!!..
خرجت فلحقته فرأيت حشدا منم الناس تسي مع الشيخ..
منهم السائل والستفت ومنهم صاحب الاجة ..
كنت أراقب الشهد وأنا بذو الشيخ ..
يسي الشيخ منم السجد حت بيته ف كل الصلوات..
صيفا وشتاء ..دونا كلل ..
ولقد رأيت فتية نشطاء أقوياء يعجزون عنم لاق الشيخ حينما يسرع الطى!!
بعد تاوز نصف السافة ..ورجوع أكثر الناس..
نظر إل وقال :ايش عندك؟
قلت له :ياشيخ لقد جئتك منم مكان بعيد ول يعرفن أحد سوى فلن الذي أوصى ب..
فماذا أفعل ؟ ل سكنم عندي ول أعرف أحدا هنا ف عنيزة؟؟؟
قال :هل أنت شري منم حائل؟؟
أسقط ف يدي فالورقة فيها فلن الشمري؟؟
فلو قلت غي ما هو مكتوب فهذا ناية الطاف ؟؟
وإن كذبت فل حول ول قوة إل بال !!
تاسكت وقلت :نعم أنا شري؟؟
قال هل يعرفك عبد ال العبيلن رئيس مكتب الدعوة ف حائل؟
قلت :ل وال..
قال هل يعرفك فلن رئيس الكمة؟؟
44
قلت :ل وال ياشيخ!!
قال :ماذا افعل لك تصرف!!
قلت :هل مكنم أن أنزل ف السكنم مع الطلب حت أجد منم يزكين؟؟
أدار الشيخ وجهه نوي..
أخذن الشيخ طول وعرضا بنظره وتأملن ث قال :ل بأس أذهب لمد البجادي !!
وقله أرسلن لك ممد للسكنم مؤقتا !!
قبلت رأسه ورجعت لتاعي..
حلته ث التففت منم خلف السكنم القابل للمسجد..
وشاهدت جوعا منم الطلبة تصعد وتنزل منم باب السكنم..
فرأيت لوحة مكتوب عليها :مكتبة عنيزة الوطنية ..
أسسها الشيخ عبد الرحنم الناصر السعدي..
وها أنذا أدخل السكنم الذي لنم أخرج منه سوى بعد سنوات..
45
قال :ولكنم لجتك؟؟
قلت له :أنا عايش طوال حيات ف الطائف؟؟؟
انتهيت منم تقيق الخأ ممد الظريف ث قال تفضل استح ف الطبخ!!!
دخلت لصالة الطعام ..وهي صالة مفروشة بزل قدي ..
كانت أشكال الطلبة متلفة ومتباينة !!
فتسمع اللهجة الجازية وكذلك لجة ند طبعا..وترى الفغان والفريقي..
جاؤا منم أصقاع الرض ليثنوا ركبهم عند ذلك الب ..
يلس الطلبة حلقا على سفر الطعام..
كانت رائحة الكل تثي الشهية فانتظرت الخأ ممد ليدعون أو غيه منم الطلب !..
فلقد كنت خجل فأنا غريب بينهم ول اعرف أحدا منهم..
غربة ما بعدها غربة وال الستعان!!
تكرم احد الطلبة بعد أن لن أتلمض دجاجة مشوية ل احد حولا..
قال :تفضل كل معنا يا أخي ؟؟
كدت أن أتنع!!
ولكنم الوع أبصر !!..
فانقضضت على طريدت ..ول يزاحن عليها احد ..فظنم شرا ول تسأل عنم الب!!
حينما شبعت وغسلت يدي ..
وخلت الصالة بعد أن ذهب جلهم لغرفهم وبعضهم يقيم خارج السكنم!!
بوار الطبخ ثلجة ذات بابي فيها مالذ منم شراب وعصي وحلويات!! توجد
ولكنم بوارها يلس رجل أفغان كأضخم رجل تراه!!
وله لية كثة وسعت الطلبة يسمونه علء الدينم...
قلت له :ياعلء الدينم ؟؟ هل مكنم اشتي منم هذه الثلجة؟؟
ظننته سيقول هذا بالان تفضل خذ ما تريد!!
قال :ايش تشرب ؟
فطلبت البارد ..فقال :بس واحد ر!!
دفعته طبعا ومنم ذا يرؤ يزعل مثل هذا الخلوق الضخم!!
لكنم هذه الضخامة والسعة ف السم تفي ف داخلها قلبا كبيا ..
46
إن علء الدينم هذا رجل ل كالرجال !!
ول اعرف أحدا ف سكنم الطلب قد اشتكى منه طوال إقامت ف السكنم..
ويكفي ثقة شيخنا ممد به ..
دعونا منم علء الدينم الن ..ولنكمل قصتنا!!..
توسدت حقيبت فنمت ...
استيقظت على أذان عبد الرحنم وما أجله منم نداء..
ل يكنم ف القيبة شيء ياف عليه فتكتها غي عابئ با يصي لا!!
صلى بنا شيخنا صلة العصر ث قرأ عليه قارئ منم كتاب رياض الصالي ) أظنم(
فعلق عليه الشيخ تعليقا مبسطا ميسرا..
واللحظ كثرة الصلي ف صلة العصر عنم صلة الظهر ..
حينما كان الشيخ يتحدث تذكرت رجل يعمل ف هيئة المر بالعروف ف حائل
وهو منم أقرباء سعود وذكر ل أنه منم تلميذ الشيخ ممد القدامى..
اسشه عبشاس العاششي) أو الششمري الششك منش( ..بعشد انتهشاء الشدرس تلق حشول الششيخ حششد مشنم النشاس
منهم السائل ومنهم الستفت وصاحب الاجشة ولقشد رايشت مشا يعشانيه الششيخ مشنم صلف النشاس وجفشاءهم
فرحه ال وعفا عنه
لقت الشيخ وسألته...
هل تقبل توصية عباس الشمري....؟؟
قال :أنعم به وأكرم ...
كنت احتفظ برقم عباس ..
فتوجهت لكابينة الاتف واتصلت عليه..
رد علي عباس بصوت غي الذي عهدته؟؟
كلمته ف الوضوع!!..
قال :أنا مريض ولكنم سوف اتصل على الشيخ وابلغه با تريد إن شاء ال..
رجعت للسكنم وبثت عنم ممد بنم باد..
فطلبت منه غرفة بسرير مريح لكي أضع متاعي فيها!!
ضحك وقال :تعال اريك غرفتك!!
صعدنا للدور الثالث ..ففتح ل الباب ..
47
فرأيت غرفت الرية!!
غرفة صغية ملقى فيها طراحة مهتئة ولاف بال ووسادة مهتة!!
قد فرشت ببساط أقرب حاله أن أسيه أنه هالك!!!
ركز بدرانا رفوف فارغة لوضع الكتب ..فكانت أشبه بعجوز فاغرة ول أسنان لا..
قال تفضل هذه غرفتك!!..
وقال :أنا لست مشرف السكنم!!
إن أردت شيء فكلم الخأ ممد زينم العابدينم !!
قلت له :وأينم أجد ممد زينم العابدينم هذا؟؟
قال هو مسافر وسيأت اليوم منم شرورة ..و هو ينزل ف غرفة ف الدور الثان ..
مع شخص اسه نافع الشمري!!
حينما سعت كلمة )شري( جد الدم ف عروقي !!
فهاأنذا أجاور شريا حقيقيا !!
ث انصرف ..وتركن ف الغرفة..
وأظنه قال ف نفسه :يالذا الحق هل يظنم نفسه سينزل ف غرفة خس نوم!!
جلست على طراحت البالية ..
أنظر لدران الغرفة التسخة !!
سبحان ال ..كيف يرضى الشيخ ممد بذا الال؟؟
ول أكنم اعلم إل بعد حي أن غرفت تلك هي غرفة الضيافة!!
ولكنم بعد فتة والشهادة ل فقد تسنت الوضاع بشكل ملفت..
وجدد السكنم تديدا يليق بقام شيخنا رحه ال رحة واسعة..
وقفت على نافذة الغرفة حيث تشرف نافذت على الشارع العام..
أراقب الرائح والاي كما يقولون!!
لت نسوة كثرا متلفعات بالسواد ..وجالسات على الرصيف ..
وبعد لظات جاء الباص فحملهنم ومكتوب عليه ) مستشفى اللك سعود(
إذا ،هنم مرضات!! ومتستات بذا الست؟؟ ..بل وسعت ان كثيا منهنم غي مسلمات!!
فالسفور كما سبق نادر أو معدوم ...
تركت المرضات اللت يذكرنن بالرض والم فنزلت للمسجد..
48
سألت عنم الدرس ف تلك الليلة ..
فقالوا ل :الدرس الليلة ف كتاب زاد الستنقع ..
سألت أحد الطلب عنم مكتبة قريبة..
فأشار لكتبة ماورة لنوب السجد مكتوب عليها مكتبة المام الذهب..
دخلت للمكتبة وطلبت منم البائع أن يعطين مت الزاد..
فاشتيته ث توجهت للمسجد..
رأيت مموعة منم الكتب موضوعة للحجز أمام الشيخ ..
ول تكنم تلك العادة غريبة علي فقد كنت افعلها ف دروس مشائخنا ف الطائف..
تقدمت وبكل جرأة وصفاقة !!
فالتفت حول هل يران منم احد !!
فأزحت كتابي عنم بعضهما وفرقت بينهما ف الالس ووضعت كتاب بينهما!!..
ولقد اختت الصف الول بل وأمام الشيخ مباشرة!!
لقد كانت تلك الرأة والصفاقة سببا هيئه ال تعال ل لكي يفتح قلب شيخنا الكبي
لشخص مغمور ضائع مثلي...
49
وحينما سلم الشيخ انتظرت قليل ث تطيت الصفوف والرتال..
وللمسجد ضجة هائلة بالتسبيح والتكبي ..كما هي السنة..
توجهت لكان الذي حجزته ورفعت كتاب وجلست ..
قدم مموعة منم الطلب ،وجلسوا حول وقال أحدهم ل..
هذا مكان فلن ..قم وابث لك عنم مكان آخر!!
قلت له :وهل الكان ملك أبيه !!
هذا بيت ال والكان لنم سبق!!
أعتدت على ذلك النقاش منم قبل ف الطائف!!
ابتسم مدثي وأطرق يقرأ ف كتابه!!
كنت غرا ول أدرك عواقب أفعال..
استكملت الصفوف وبقي مكان الذي أنا فيه فرجة صغية !!
كان كل منم حول يرقبن بنظرة إشفاق كأن عيونم تقول ل:
انتظر قليل وستى!!!
جاء شاب آدم اللون مستوي البنية وليته خفيفة!!
وقد خرج منم غرفة بوار مكان الدرس ويظهر أنه منم كبار الطلبة!!
ويمل حقيبة صغية وضعها على مقعد الشيخ ث استدار وجاء نوي!!..
اقتب من ..وقال:
هذا مكان !!
قلت له :أهل بك وزحزحت الذي بواري حت حشرته !!!
وقلت له :تفضل!!
فجلس الرجل وهو غي راض!!
تأخر الشيخ حت يتسننم الراتبه ..ث تطى الصفوف ودخل حت صار أمامنا..
وعل فوق منصة الدرس الصنوعة منم القطيفة الشوة بالقطنم أو ألسفنج الشنم ،ل أدري!!
ث جلس وألقى عباءته خلفه ..
واتكئ على الدار ..
نظر إل فرأى وجها جديدا ل يعهده!!
فنظر لنم بواري وأرخى رموش عينيه ليكز النظر ..
50
وهو يقلب ف أوراق منشورة ف حجره كأنه يتساءل منم هذا؟؟
ث قال الشيخ :أليس الكان ضيق عليكم؟؟
أما أنا فلم أنطق حرفا واحدا ول أترك كأنن ل أسع وخيا فعلت!!
وأما جاري فاستوى ف جلسته وأصلح منم مكانه فصار فسيحا بقدرة قادر!!
ث هز رأسه بعلمة تفيد برضاه !!
انتهى الال على هذا ولكنم يظهر أن الشيخ قال ف نفسه :
ستدفع ثنم جرأتك !!...فهذا الكان له ثنم!! وأي ثنم!!
ابتدأ الشيخ بالمد والصلة على رسول ال ..
وقال :درسنا ف الفصل الاضي ..كذا وكذا ..
ث بدأ براجعة الطلبة عما تلقوه ف الدرس السابق...
كان الطلبة حول يرفعون أيديهم لكي ييبوا ...أيهم يتار..
أما أنا فليس ل ف ذلك النقاش ناقة ول جل!!
الشيخ ممد سهل وبسيط ف كل أموره ..
ف أخلقه ف سته ،ف لباسه ،ف حديثه ،
أما حينما يتعلق المر بالسؤال والنقاش ..فليحمد ال كل منم سلم منم ذلك!!
يقولون إن علم الرجل يظهر منم سؤال الناس له ..
حيث يسهل على كل واحد أن يضر منم كتاب فيفرغه كامل بي يدي الناس!!
لكنم حينما تتوارد عليه السئلة وييطه الناقشون الذكياء..
فحينها يظهر علم العال منم جهله..
وهذا هو منهج الشيخ ف السؤال والنقاش ..
يعود الطلبة على قوة الجة وتمل الدال دونا خوف أو تردد..
ولذلك يتعمد حشر الطالب بأسئلة صعبة ويورد عليه الشكالت ..
فل يفلت منها إل الذكياء والنبهاء..
أما منم يرى ف نفسه عدم الهلية أو يعرف منم حاله انشغال فكره بصاله وولده
فخي له أن ينصرف للصفوف البعيدة وليدس رأسه خلف زاوية أو عمود!!
استمرت الناقشة والراجعة وقت ل بأس به ..
ث ابتدأ الشيخ بالدرس الديد...
51
شيخنا رحه ال فنان ف التدريس قل نظيه ..
أسلوبه يسي ل يشق على البتديء ول يتقره الطالب الد القدي..
فكل يد حاجته وكل يرج وهو راض وفاهم ومستوعب لكلم الشيخ..
الشيخ ممد ليس صاحب كم ولكنه إمام ف الكيف!!
منم المثال الشهورة :
علمن صنعة ول تقرضن مال!!
شيخنا يعلمك صنعة العلم بيث يرس الطالب على كيفية
البحث والناقشة والستدلل والتأصيل ،والدال وكيفية ترتيب الدليل والجة ..
ولذلك يستمر الطالب عند الشيخ سنوات عديدة ول يكمل كتابا واحدا عنده..
ولكنه يرج بفهم ثاقب وقدرة هائلة على الطلب والبحث والستمرار ف التحصيل..
ف دروس شيخنا ف عنيزة منم النادر أن يسال الشيخ الطالب خلل الدرس..
فغالبهم قد جاء له منم أماكنم بعيده بقصد العلم والتحصيل ..
وفيهم منم الطاقة واليوية ما يعلهم حريصي ومتنبهي لكل فائدة ومسألة.
ولكنم الوضع ذلك اليوم متلف !!..
سألن الشيخ ف ذلك الدرس ثلث مرات كأنه يتبن أو سيقول ل :طس !!
وبمد ال بلعت الطعم ول أقع ف الصيدة!!
فقد أجبته با فتحه ال علي ما حصلته عند مشائخنا ف الطائف..
فكان ذلك فأل خي ل بمد ال تعال..
انتهى الدرس الول بعد الذان ..
ث تقدم شاب منم الصف اللفي وجلس بين وبي جاري الغاضب من!!
وعلق اليكرفون على صدره ..ث أخذ يقرأ منم نونية ابنم القيم..
بصوت جع بي العذوبة والرقة ،وجال البيات الت نظمها ابنم القيم رحه ال..
لقد كانت تلك النظومة مع أنا توي ردودا علمية رصينة إل أنا...
حوت حكما ومواعظ وطرائف ل يتقنم نظم قلئدها سوى مثل ابنم القيم وكفى به !!
52
لحظت رجل أفغانيا ذو عمامة عريضة ويلبس الرآة يلس عنم يي الشيخ..
و لحظت الشيخ يستأنس كثيا بالديث معه أو مناقشته ..
وكانت أسئلته وركاكة لسانه العجمي تثي ضحك الطلب ..
كنا نستأنس ونفرح حينما يسأل هداية ال لن شيخنا يسر بذلك ..
ومع عجمته وصعوبة النطق بالعربية لديه حيث انه ل يتكلم سوى بالفصحى الكسرة!!..
إل أن الرجل قد أتقنم علوم اللة منم نو وأصول وأصول تفسي ،بشكل شبه كامل..
أذكر ف درس الفرائض منم مت البهانية السألة العنقودية والت ل يستطع حلها سوى
هداية ال !!
وهي مسألة شائكة ومعقده ل يقدر عليها سوى الراسخي ف الساب والفرائض..
كان هداية ال هذا يسجل دروس الشيخ ف مسجل صغي..
ث يرجع لغرفته فيغلق الباب على نفسه ..
فل ينام حت ينسخ ذلك الشريط على دفت خاص ث يتجه منم فوره للغته الفغانية!!
و هذا ما يفعله كل ليلة طوال ست سنوات جاورته وخبت حاله!!..
انتهى الدرس وتوجهنا للمصلى وكنت وضعت كتابا بوار الؤذن لكي أصلي مكانه..
صليت خلف شيخنا ..وبعد السلم ..تلق مموعة منم الناس حول الشيخ ..
كما هي العادة ف كل صلة سوى صلة الفجر والغرب..
ث قام الشيخ وخرج منم السجد لقته مع الناس وذلك بقصد الفضول فقط ..
كنت أسي بحاذاة الشيخ واستمع لسئلة الطلبة والستفتي..
ولقد فاجأن الشيخ حينما التفت إل وقال:
يبدوا أنك تريد العلم والتحصيل !!
كانت غي متوقعة وال ..
ث قال الشيخ ..هل نزلت ف السكنم؟
قلت :نعم..
كان الطلبة يراقبون هذا الوقف وقلوب بعضهم تفق منم الغية منم هذا الوار
الاص!! والنموذجي!!
قال :إذا عجل بالتزكية حت نسمح لك بالبقاء !!..
قلت له :لقد اتصلت على عباس وهو مريض وقال سيتصل عليك!!
53
قال :خيا إن شاء ال ..ث عدت أدراجي للسكنم..
استبشرت بذا النجاح الذي ل ارتب له شيئا بل توفيق الالق سبحانه وتعال..
دخلت لغرفت فوجدت زائرا ينتظرن!!
وجدت شخصا جالسا ف غرفت..
سلمت عليه ..فرد وقال :هل أنت تسكنم ف هذه الغرفة؟؟
قلت :اليوم نزلت فيها..
قال :إذا سنكون سوية هنا ..أنا أخوك بندر الرب ..
تعارفنا ..قليل ث نزلنا للعشاء ..وهذه الرة ل أنتظر أحدا يدعون!!
حقيقة أن تنام ف غرفة صغية وضيقة مع شخص ل تعرفه شيء مزعج..لنم ل يعتد عليه
خصوصا انه ل يستأذنن احد ف اختيار زميل السكنم..
ولكنم ل خيار ل فإما مع بندر أو الشارع!!
ولكنم بندرا هذا رجل ظريف وحلو العشر ..
وبعد حديث طويل معه اكتشفت طيبته ..
ومع انه رجل انعزال ول يب مالطة الناس ونظراته غي مببة ،لعمقها وحدتا!!!
إل أنن حينما عاشرته وخالطته تبي انه رجل طيب وفاضل..
استأمنته على بعض أموري وكنت أستشيه فيصدق الشورة!!
كنت أخرج للتنزه مع بندر على سيارته الوانيت ف الطعوس اليطة بعنيزة
وما أكثرها!!
ف اليوم التال ..حضرت درس الصباح ..
والذي يستمر منم الساعة الثامنة وحت العاشرة والنصف..
ويدرس فيه الشيخ خسة كتب ..
والضور ف تلك الدروس ليس بالكثرة الت كانت بالمس..
حيث أن هذه الدروس فقط ف موسم الصيف والعطل الدراسية..
كانت الدروس صعبة علي لستواها العال عن..
ومع ذلك فلم انقطع عنها طوال الفتة التبقية منم الصيف والت ل تطل كثيا..
بصوص الكان فقد تسكت بالكان الذي جلست فيه بالمس ..
وذلك لسنوات عديدة بفضل ال تعال..
54
وذلك على رغم عدم رضى جاري سامه ال!!
والذي ستكون ل معه مواقف ستصطدم كثيا منم قراء هذه اللقات..
ولست اقصد منم روايتها الشماتة به أو النيل منه..
فأنا لنم اسيه ول احد منم القراء يعرفه أو يعرفن ..
ول يلوا ذكر القصة منم فائدة وحكم وطرفة !!
ومع أن تلك الواقف حصلت قبل سنوات عديدة إل أنا لنم تر دون اعتبار وتحيص..
والوعد عند رب العالي سبحانه وتعال هو حسبنا ونعم الوكيل..
ف اليوم التال حصل تقريبا ما حصل بالمس غي أن الفاجأ ة كانت وعلى غي التوقع
حينما مشيت مع الشيخ ف عودته لبيته بعد الدرس الصباحي ..
نادان الشيخ وبانزعاج ظاهر وقال ل :لا ل يتصل صاحبك؟؟
قلت له :وال ل أدري ولكنم ف اتصال السابق عليه قال هو مريض..
فلعله اتصل على تلفونكم فلم يبه أحد!!
قال الشيخ :هات رقم تلفونه وسوف أتصل عليه أنا!!
ل أكنم ساعتها أحل رقم عباس فقلت له :سأحضره لك بعد صلة الظهر..
وبعد الصلة ناولت الشيخ ورقة عليها رقم الشيخ عباس ..
كنت قلقا للغاية ..فالشيخ ممد لنم خالطه رجل حازم ..
ول أسهل عليه منم أن يقول ل ارجع منم حيث أتيت!!
وكون الشيخ يطلب رقم عباس ليتصل عليه منم طرفه إن ذلك الفعل هو نبيل وتواضع
منم شيخنا جزاه ال خيا ..ورحه وأسكنه جنات النعيم..
بعد صلة العصر وانتهاء درس العامة ..أشار ل الشيخ وكنت أمامه بوار الؤذن أن الق ب!!
لقته ومشيت بواره ولكنه ل يكلمن ف شيء!!..
انتظر الشيخ حت انتهى الناس وقضى حوائجهم وبقيت أنا وهو بفردنا نسي حت
اقتبنا منم البيت وكنت منتظرا دون أن استبق منه شيء!!
ولكنم يعلم ال سبحانه وتعال أنن قد خفت وظننت الظنون فربا أن أخي سعود أخب
55
عباس بشكلت ..
وبدوره أطلع عباس الشيخ على الاصل !!
قال الشيخ :خلص!!
شدهت وظننت أنه خلص سيخرجن ولكنه استأنف كلمه...
أنا كلمت عباس وهو أثن عليك خيا!!
وسكت!!
قلت ف نفسي :ما معن هذا الكلم؟؟؟
ث أكمل شيخنا وهو يضم يديه ويشي با للمام ويزم شفتيه وقال :
سنقبلك ف السكنم!! بشرط أن تتهد ف الطلب..
لو كان بيدي ف تلك اللحظة أن اصرخأ منم الفرح لفعلت!!
أي خب سعيد هذا !! المد ل رب العالي..
ث قال الشيخ :وأنت يافلن الشمري!!!
اغتنم هذه الفرصة ،خاصة أنك ما زلت ف مقتبل عمرك ..وفقك ال..
انصرفت بعد أن قبلت رأسه ودعوت له..
ما أجل أن ترى بصيص المل بعد اليأس ..ما أجل الشعور بالستقرار
وخاصة ف كنف ورعاية رجل بوزن الشيخ ممد عليه الرحة والرضوان..
ل أطمع ول أحلم بل وال الذي ل إله سواه ول يطر ف بال أن أحصل على أي
امتيازات مادية أو معنوية منم قبل الشيخ ممد ..
بل كان يكفين أن أحصل على ما حصل عليه
اللف سواي منم طلبة العلم الذينم ييطون بشيخنا منم كل صوب كل يبحث عنم
رضاه بعد رضى الالق سبحانه وتعال فهو للجميع بقام الب الان ..
ومنم ذا ل يبحث عنم رضى والده..أو والدته..
وكذلك يكفين ويشرفن أن أتتلمذ على يديه وأحصل على علم قل منه أو كثر..
انرطت بعون ال سبحانه ف طلب العلم والتحصيل فكان هو شغلي وهأي ..
اقتنيت عددا منم الكتب ورتبتها على الرفوف ف غرفت الصغية..
تعرفت على عدد منم الطلب ولكنم ل يكنم اهتمامي منصبا على ذلك..
منم الطلبة الذينم عرفتهم وخالطتهم الخأ نافع الشمري ..
56
وكذلك ال خالد الشمري ..ومنهم الخأ ممد زينم العابدينم!!
هذا الخي هو مشرف السكنم ..
وقد وصل منم شرورة لكي يرتب سكنا له ولزوجته الت دخل با قبل أسابيع!!
وبذلك سينتقل منم السكنم الال والذي هو سكنم للعزاب فقط ليستأجر بيتا له ولعائلته..
الخأ ممد رجل عاقل وفيه حلم وأناة ولذلك كان اختياره للشراف على السكنم هو اختيار موفق..
كان الخأ ممد هو ملذ الطلب عند النم بعد ال فهو الوسيط بينهم وبي الشيخ ..
ولقد كانت مهابة الشيخ ممد رغم تواضعه تنع كثيا منهم عنم ماطبته مباشرة..
ولكنم يكفي أن يوصل الخأ ممد شكاويهم وطلباتم ليبت فيه الشيخ ..
طلبت عنم طريق الخأ ممد أن يوفروا ل كتبا ومراجع فوضعت قائمة كبية بالكتب..
سلمتها لمد ..فظهرت على وجهه ابتسامة صفراء ماكرة !!
وهز رأسه وقال :هل تظنم الشيخ يوافق لك على هذه الكتب؟؟
قلت له قدمها له وسنرى..
وفعل قدم ممد القائمة للشيخ بعد ظهر إحدى اليام فوضعها الشيخ ف جيبه..
بعد يوم أو ف ذلك اليوم بعد العصر نادان ممد وقال :انظر ف ورقتك!!
فوقعت عين على شخاميط بالقلم الحر وضعت على كل الكتب تقريبا وأضيف عليه
للتأكيد علمة X
ووافق على كتابي أو ثلثة وأرفق معها قيمة الكتب نقدا معلقة بالفاتورة!!
أخذتا وحدت ال تعال واشتيت الكتابي فأضفتها لكتبت الصغية..
وعلى كل فقد وفر ف السكنم مكتبة علميشة ل بشأس بشا وتشوي مراجشع كشثية للبشاحثي ومشب القشراءة ..
ومع ذلك فالكتبة شبه خالية ..
والسبب ف ذلك
أن أغلب الطلب قد يسر ال لم مكاتب على حسب تصصاتم ومشاربم ف غرفهم..
فتى الطالب الهتم بعلم الديث والتخريج أكثر كتبه ومراجعه منم ذلك..
وينطبق الال كذلك على طالب الفقه والتفسي وغيها ..
أما أنا فقد كانت مكتبت صغية ولكنها نت وترعرعت حت خرجت منم سكنم الطلب..
وإنه ليعجز عنم حلها الرجال الشداء أول القوة لكثرتا وتنوعها والمد ل!!..
57
الحلقة السابعة عشر
كنت وبمد ال مدا ف الطلب وقد انشغلت بال وتفكيي تاما عنم أي شيء آخر سوى العلم
وطلبه
قد يلومن أحد على عدم اهتمامي بوالدي وأهلي ذلك الي ،وأنا وال أوافقهم هذا اللوم وأستحقه
ولكنم ما اليلة وما الخرج؟؟
ل أكنم ذا رأي وهدى إل أن ال تعال برحته ل يتك المور هكذا تسي بل بتدبي عجيب منه
سبحانه حصلت وقائع هي أصل روايتنا هذه وهي ذروة سنامها ،وسأحكيها ف وقتها كما هي ول بد
منم التمهيد لا ولو طال ذلك!!
حت تتضح الصورة وتنكشف الوراق دون النيل منم أحد بعينه فليس هذا مقصدي وال فلموت ودفن
مع سري عاجل أو آجل أهون على نفسي منم كشف ذلك أو البوح به فال سبحانه يعلم أنن أردت
الفائدة ل ولنم سيقرأ هذه الرواية منم أهلي وأصحاب الذينم رغبوا ف معرفة القيقة ،ول اشك إن شاء
ال أن كثيا منم وقع ف نفوسهم شيء علي حينها حينما يطلعوا على ما سأخطه هنا أنه لو كان
لديهم إنصاف) وهو عزيز ( فل بد أن يزيل كثيا منم اللبس واللط غي القصود..
كذلك ينبغي العلم أنن حينما أحكي ما يفهم منه الثناء على شخصي ل اقصد وال ذلك بل إنن
أروي ما حدث وما مضى عليه حوال المسة عشر سنة خلت ويعلمها كثي منم الطلبة ويشهدون
عليها ،ولست ادعي أنن أكثر الطلبة أو اقلهم تصيل وعلما ولكنم هذه هي القيقة وهذه الصورة
كما وقعت ،ل يأتتين أحد غدا يقول ل أنت تجد شخصك ؟؟
ل والذي بيده علم الساعة ما هذا قصدي بل غايت منم كل ذلك أن أكشف أمرا طالا رغبت ف
كشفه وفضيلة آن الوان لبيانا وبال التوفيق..
لنرجع لروايتنا ...
كما ذكرت توجهت للعلم بكل جوارحي وحصلت خيا عظيما ،والي هنا ل يقاس بالكثرة كما قد
يتبادر لذهنم البعض ،العلم أيها الخوة والخوات لنم ذاق طعمه حقيقة هو التأصيل البن على منهج
سديد تت مظلة عال راسخ العلم..
شيخنا كما سبق بيانه ربانا على الكيف ل على الكم..
إن كثيا منم علماء وطلبة العلم منم زماننا بشكل مباشر أو غي مباشر قد تتلمذوا عليه.
ولو تأملت حال كثي منم نباء زماننا لرأيت منم أول قوائم العلماء الذينم تتلمذوا عليهم هو الشيخ ابنم
58
عثيمي رحه ال..سواء مباشرة أم عنم طريق الشريط والكتاب..
حدثن أحد طلبة العلم ف الردن أن مموعة منم طلبة العلم هناك يستمعون لشرطة دروس الشيخ
على ميكرفون الامع فيتحلق عليه الطلبة ويغص السجد منهم كأنم بي يديه ويستمعون ويدونون ما
يقوله الشيخ منم علم وافر !!..كل ذلك منم شريط!!
كان الشيخ يكلف الطلبة بالبحوث فكنت منم الكثرينم منم ذلك بمد ال ..
كنت أحيانا أجلس أبث منم بعد صلة الفجر فل ارفع رأسي عنم الكتاب حت يؤذن الظهر وأنا ل
أشعر..
كان تريج الديث الواحد على حسب التأصيل العلمي العروف يستغرق أحيانا ثلثي ساعة متواصلة
بدون نوم !!
كل ذلك من قليل مقارنة بفطاحل الطلبة وجهابذته الذينم حصلوا خيا عظيما لدى شيخنا وليس هذا
بستغرب أو مستكثر على تلميذه صغروا أم كبوا ..
ولو شئت لدثتكم عنم عجائب ل يكاد يصدقها الرء عنم مواقف احتفظ فيها عنهم بارك ال فيهم
ونفع بم..
لكنم حصل موقف عجيب وغريب سبب تول بل عمق العلقة بين وبي الشيخ منم حيث ل أشعر
!!!
طلب منا الشيخ أي منم جيع طلبته ،أن يقوموا ببحث حول الفوائد أو الكم منم جواز أن يباح
لرسول ال صلى ال عليه وسلم أن يتزوج أكثر منم أربع نساء...
وكان التكليف بذلك البحث ف دروس الساء ...ول ادري هل كان ف التفسي أم ف درس البخاري
نسيت وال!!
رجعت تلك الليلة وكنت حينها ف غرفة الخأ نافع الشمري ...
حيث أن مراجعه وكتبه كثية...
قرأت ف بعض الراجع مباحث حول هذا الوضوع ولكنها ل ترو الغليل!!
قرأت ف أبواب النكاح منم كتب الفقه والديث فبالكاد استطعت استخراج فوائد مدودة
العدد....دونتها ف دفت عندي ث خرجت للبلكون القابل لنارة السجد ف الهة النوبية منم سكنم
الطلب وأضأت النور ث جلست أتفكر ف السألة ..وكلما طرأت ل حكمة أو فائدة سارعت
بتدوينها ورصدها ث قمت بإضافتها للمبحث..
مر علي الخأ نافع وممد زينم العابدينم وطلبا من النوم..
59
قلت سأفعل و سوف أصعد لغرفت للنوم بعد أن أني كتابة بثي..
وما زلت أدون واكتب وأتفكر حت أذن علي الصبح ول أن دقيقة واحدة بل ل اشعر بالرغبة ف النوم
أصل ..ولقد جعت ف تلك الليلة ما مموعه أربعون فائدة!!
حلت ذلك الدفت ونزلت به لصلة الفجر ..وبعد الصلة لقت الشيخ وسلمته ذلك البحث..ول
أذكر له مراجعي أو ما عانيته منم كتابة هذا البحث ..أو أي شيء فقط سلمته ورجعت لغرفت
فاستسلمت لنوم عميق ول احضر درس الصباح!!
ل أكنم أقدر ما هي نتائج هذا العمل ..بل كل ما كنت أتوقعه أن يصل البحث على تقدير
معنوي وتوجيه ونقد لا فيه ما سيصقل موهبة البحث عندي وهذا يكفين فخرا..
ذهبت لصلة الظهر كما هي العادة وبعد الصلة رافقت الشيخ وصحبته لستفيد أي فائدة خلل
مسيه..
ولكنم حدث مرة أخرى مال يكنم ف السبان ...
طلب الشيخ منم الطلب العودة للسكنم وصرف الناس ث أمسك الشيخ بيدي..
وقال :منم أينم دونت هذا البحث؟؟ وماهي مراجعك؟؟
قلت له وأنا مذهول وخائف كأنن أشعر بارتكاب خطأ أو مصيبة:
قرأت بعض الباحث البسيطة حول الوضوع ولكنم غالب ما دونته استنتجته واستخرجته بنفسي!!
قال :هل أنت متأكد ؟؟
قلت :أي وال هذا ما حصل!!..
ل أشك لظة أن الشيخ ارتاب منم كلمي ول يأخذه ممل الد..
ولكنه ل يرد أن يشعرن بشيء أو يظهر انبهاره ما كتبته رغم حداثة سن وقرب الفتة الت قضيتها
لديه..
اتصل الشيخ بغي علمي على الخأ ممد زينم العابدينم وسأله عن؟؟
نادان الخأ ممد وحقق معي تقيقا غي مباشر !!..
سألته ما القصة؟؟
قال :بثك الذي كتبته هذا يقول الشيخ انه فوق مستواك وأنه كلم عميق ونو هذا الكلم!!..
يقول ممد :ولقد أخبت الشيخ انك ل تنم تلك الليلة حت صلة الصبح ..
ف درس الساء وبعد أذان العشاء وانتهاء الدرس الول..
أخرج الشيخ ذلك الدفت وطلب منم أحد طلبه الكبار أن يقرأه عليه علنا لكي ينقح البحث ..ويكم
60
عليه منم قبل الميع ..ول يب الشيخ الطلب أو القارئ أنه بثي..
وكنت جالسا بوار ذلك القارئ ..
أذكر ذلك الوقف والقارئ هو الشيخ خالد الزين وهو احد أقدم وأقدر الطلب علما وتصيل ..وكان
ذو جرأة على الشيخ ف إبداء رأيه والشيخ يتمه ويتم رأيه...
كان خطي )وما يزال( سيئا للغاية ويصعب علي قراءته أنا فما بالك بغيي!!..
كان الخأ يقرأ ويتوقف بسبب عدم وضوح كلمات وخربشات ل يفهمها غيي!!..
فكنت اقرب نظري له وأصحح العبارات وأساعده ف تجيها !!
نظر إل القارئ بتعجب فقال :هل أنت منم كتب هذا البحث ؟ كأنه يقول اصمت فهذا ل يعنيك
!!
سكت ول أجب ..ول أذكر هل أخبهم الشيخ بأنن أنا كتبت ذلك البحث ف ذلك الدرس أم
لحقا!! ولكنهم ف النهاية علموا!!
أخذ الشيخ ف التعليق على كل فائدة ويصحح العبارات ويقومها ويذف الكرر حت بلغ مموع
الفروق البينة بل تكرار ول تناقض خسة وعشرون فائدة!!..
ل أستطع تذكر ما حصل ف ذلك الدرس ولكنم الذي أعرفه أن شيخنا رحه ال كلما أراد أن يثن
علي أمام احد يقول :فلن الشمري !! كتب بثا متازا ويذكره بذاته منم مناقب!!
حينما أطلع على ذلك البحث )وهو عندي( الن ل أشك أن مستواه العلمي بالنظر الثاقبة هو
متواضع ف ترتيبه وأسلوبه غي أنك حينما تنظر إليه منم ناحية عدد الفوائد وصحتها بصرف النظر عنم
السلوب وما فيه منم خلل والكم عليه كمنهجية دقيقة منم هذه الناحية ل شك أن ذلك يعتب وف
سن ذلك إنازا ..
انظروا للطفل الصغي حينما ترونه يفعل شيئا ميزا كأن يلفظ عبارة جديدة لول مرة أو يقوم بركة ل
يعتد الوالدان على رؤيتها سوف يرون ذلك منه شيئا عجيبا ..وذلك بالنظر لستواه العقلي والسنم ونو
ذلك منم مقاييس ..
أما لو حدث منم غيه منم يكبه بعدة سنوات مثل فهو غي مستغرب بتاتا والفكرة واضحة إن شاء
ال..
ل يهم الن بالنسبة لك أخي الكري أخت الكرية الكم على ما فعلته هل هو إناز أم غي إناز
الهم لكم الن هو معرفة ما حصل بعد ذلك منم طوام ودواهي سأحكيها ف اللقات القادمة بإذن
ال تعال يتبع إن شاء ال..
61
الحلقة الثامنة عشر
62
قال ل :أينم كنت ؟؟ ل حظت أنك تغيبت عنم الدروس عدة أيام!!
لقد كانت لفتة أبوية وحانية افتقدها وال ف تلك اليام..
ما أجل أن يشعرك أحد بالهتمام بك والطمئنان عليك خاصة لو كنت ف ضائقة وكربه..
أما أن تأت تلك اللفتة منم شيخنا فوا ل إن ذلك لشرف ل وأي شرف ..
قلت له :لقد سافرت لائل لزيارة أقربائي !!..
قال ل :ووالديك ؟
شدهت وارتفع حاجباي وعجزت عنم الجابة ولكنم تداركت المر سريعا وقلت:
طبعا والداي نعم!!
دار بيننا الوار التال:
أينم يعمل والدك ؟
قلت له :والدي رجل أعمال!!
ث استأنفت كلمي ..بدون حساب للعواقب ..
ولكنم والدي بين وبينه خلف !!
قال :كيف؟
قلت :ل يب والدي أن اطلب العلم بل يريدن أن اهتم بدراست النظامية فقط!!..
وأخذت ف فبكة كلم على الوالد ما ل يصلح الديث عنه هنا وال يعفو عن فيما
قلت!!
قال ل :وأينم يقيم والدك ؟
قلت له :ف الطائف !!
قال :ال تقل انك ذهبت لرؤية والديك ف حائل؟؟
سكت ول اجبه فعرف الشيخ أن ف المر شيئا ولكنه ل يبال حينها!!
ختم حواره بذه الملة :ل أسح لك مرة أخرى بالسفر حت تأخذ أذنا من فأنا ف مقام والدك !!
ما أجل وقع تلك الكلمات على نفسي هي وال ف نفسي ذلك اليوم ..
كماء بارد شربته بعد عطش شديد ف صحراء قاحلة وساخنة..
لقد بثت تلك الكلمات ف نفسي روحا جديدة وهأة ل يقاومها أي كساد أو تلف ..
رحة ال عليه واسكنه فسيح جناته وجعل ذلك ف ميزان حسناته..
رجعت لغرفت فحكيت لبندر ما حصل بين وبي الشيخ منم حوار..
63
ل يصدق بندر أن يكون هذا التصرف منم الشيخ بذا الشكل !!
فمنم أنت حت تصل على هذه اليزة وهذا الهتمام؟؟
..ولكنم وال هذا ما حصل..
أخذت قلمي وفتحت دفتي وأردت أن اعب عنم سعادت باطرة أو شعر أو أي شيء!!
كتبت رسالة للشيخ ..قلت له فيها ..
أشكرك منم أعماق قلب فوا ل لقد كشانت عبارتشك تلشك كالشاء الششذي يششروي نبتشة أوششكت علشى الششذبول
والفناء..
كششانت عبارات ششا ركيك ششة ومعانيه ششا عميق ششة س ششطرتا بعب ششارات ام ششتزجت بالش ششقاء والع ششذاب والششوف والض ششياع
واليأس ..وسلمتها للشيخ بعد صلة الفجر ..
لقد وقعت تلك الكلمات ف نفس شيخنا موقعا عظيما فدعان بعد درس الساء للسي معه..
قال ل :لقد تأثرت بكلمك وأرجو منك أن تثق ف وتعلن ف مقام أبيك ..
وأريد منك أن تستمر ف الطلب والتحصيل وأرجو منم ال تعال أن ينفع بك السلم والسلمي...
أكدت له مرة أخرى عنم مشاكلي مع والدي وأنه ل يريدن أن اطلب العلم ..
كنت أريد أن افتح موضوعي كله مع الشيخ وليتن فعلت!!
ولكنن جبنت واستحييت أن احكي للشيخ كل شيء ..خوفا منم عواقب كلمي!!
لقد كانت فرصة سانة ولكنم ال تعال كان يريد ل شيئا آخر !!..
ذات ليلة دعا مشرف السكنم الخأ ممد زينم العابدينم الطلب للجتماع مع الشيخ بعد صششلة العشششاء
ف سطوح السكنم ...
أجتمع طلب السكنم وجاء الشيخ وجلس على مقعد قدي ل يكاد يستوي عليه لتهالكه!!
استمع الشيخ لشاكل الطلب وما يعانونه منم صعوبات مادية نو غلء الكتب..
وأششرطة التسششجيل ،وتششدثوا مشع الششيخ حششول ترميششم السشكنم ورفششع قيمشة الكافشآت وتوسششيع الكتبشة وزيششادة
الراجع ونو ذلك غي انه حصل ف تلك اللسة موقف أحرجن للغاية!!
كتبت سؤال للشيخ باسي وبلقب الزيف !!
قال الشيخ :أنت مرة تقول انك كذا ومرة تقول إنك شري وش الصحيح؟؟
وقعت ف حرج شديد ول استطع التعليق ولكنم شيخنا تاوز ذلك وغي الوضوع!!
كيف عرف الشيخ بلقب القيقي؟؟
منم نظام السكنم ل بد أن يكون لك ملف لدى الشرف ومنم متطلبات فتح اللف ..
64
إحضار صورة الوية !!
وضعت صورة الوية ف ملفي وسلمتها مع السية الذاتية للمشرف..
نظر ف وجهي الشرف وقال ل :مكتوب هنا أنت منم القبيلة الفلنية؟؟
وأنت شري ؟؟
كنت قد زورت ف نفسي كلما لبرر هذا الال فقلته فقبله ف الظاهر غي انه نقله
للشيخ بالتأكيد!!
لقد كنت بليدا فلو أنن قلت القيقة وشرحتها لكان خيا منم الزي الذي كنت فيه..
ولنجوت منم الفضيحة الت سأقدم عليها!!
كان الشيخ ف ذلك اللقاء يرسخ ف أذهان طلبته انه فعل والد للجميع ..
فكل الطلبة بل استثناء هم فقراء ومعوزون وفيهم السعودي وغي السعودي..
ولكنهم ف نظر شيخنا سواء جزاه ال عنا خي الزاء..
ف ذلك اللقاء سأل أحد الطلبة الشيخ عنم حضور دروس الشيخ سلمان العودة ف بريدة!!
قال الشيخ :سلمان هو احد العلماء لكنن أنصحكم بالتقيد بضور دروس عال واحد
فإذا شعرت أنكم اكتفيتم ما لديه فل بأس بالنتقال لعال آخر ..
رجعت برفقة الشيخ لبيته وحينما اقتبنا منم البيت بقيت معه أنا والخأ ممد زينم العابدينم ..
أطال الخأ ممد الديث مع الشيخ حت تعب !!
ث ابتعد قليل واقتبت أنا منم الشيخ فجلس على درج ملحق بيته وبقيت واقفا!!
فأردت أن أجلس مقابله على الرض لكمل أسئلت ..فقال ل الشيخ..
أجلس بواري ؟؟
جلست بواره فأكملت أسئلت ث انصرفت ...
65
أو تدن على مكتب حول معاملت ومستندات تتاج لتدقيق ومراجعة فأترك كل
ذلك ..وانكب على جهازي أسطر لكم الفيد والغث!!!
أو تدن ف ساعة سحر والناس حول يشخرون وأنا منهمك ف إضافة عبارة أو مراجعة
قاموس أو سرقة نص!!
مالذي يكتبه مطوع ف هذا الزمان ؟؟
تساؤلت هل هي مشروعة؟؟
هذه للسف صورة سيئة كادت أن ترسخ ف رؤوس الهال منم العوام على كل منم سيماه
الي والستقامة ...قاتل ال العلم الفاسد والسياسة اللعونة!!!
دعونا نرجع لروايتنا ..
لقد كان لحتكاكي بل وماولة الستفادة القصوى منم علم الشيخ سبب ذلك شيئا منم
الودة والقرب منه!!
العال إخوت الكرام يب الد ومنم يسنم الصغاء والستماع إليه ..
ل أكنم أسعى لذلك أو أريده فلذلك ضريبة ليست بالينة !! ..لنم يفهم ما أعنيه!!
ولكنم العلقة زادت وتطورت منم مرد طالب متهد إل طالب ميز ومبوب نوعا
ما!!
ويعلم ال سبحانه وتعال أنن كنت ساذجا بيث أنن ل اشعر بذلك ول أميز ..
أول موقف أذكر ه ف ميلت الن أنن ف ذات ليلة وبعد درس الساء ..
كنت برفقة الشيخ كالعادة حت وصل البيت ..وكان الخأ ممد زينم العابدينم
مشرف السكنم يتعمد أن يلحق الشيخ بسيارته حت النزل ليعرض عليه ما لديه
ما استجد منم نواقص أو معاملت أو طلب مال للسكنم أو نو ذلك ..
كان منم عادة الشيخ أن يرجع الطلب حينما يصل لبيته أو قريبا منه ..
أما أنا فبقيت أتناقش معه ف بعض السائل العلمية حت وصل لباب البيت..
فتح الشيخ باب منزله وكان مظلما منم الارج ول تسمع فيه حركة أو لة ..
قال الشيخ لمد وكان قريبا من :تعش معي أنت وفلن) يقصدن أنا(!!..
العائلة ليست موجودة وأنا لوحدي ف البيت!!
تبادلت أنا وممد النظرات استغرابا منم هذا العرض الغري!!
66
قبلت أنا وممد تلك الدعوة بكل سرور وبل تردد!!
قال لنا :انتظرا حت افتح لكم باب اللحق..
وهو عبارة عنم غرفة مستقلة بطرف النزل ف شاله الغرب..
فتح الشيخ باب اللحق فدلفنا للبيت ..
نزع الشيخ عباءته وعلقها على يده ث قال :سأتسننم وأحضر لكما العشاء !!
ث خرج منم الباب الفاصل بي اللحق والبيت والذي يدخل مباشرة للفناء ..
ف ذلك اللحق كعادة البيوت ف ند ،حيث يزج بي الطراز القدي و ثوب
الداثة!!..
تتوي الغرفة ف صدرها على مشب للنار خلفه مزن مكشوف للحطب ..
وعلى يساره بنيت رفوف رصت عليها دلل القهوة العربية وأباريق الشاي..
وتته توجد مغسلة لغسل الفناجيل وإعداد القهوة والشاي للضيوف..
الغرفة مفروشة بفرش جيل لونه ازرق ..
سألت الخأ ممد ..لقد كنت أظنم قبل حضوري لعنيزة أن الشيخ يقيم ف بيت طين؟؟
قال :لقد انتقل الشيخ لذا النزل عام 1409ول يكنم راغبا ترك بيته الطين!!
ولكنم أبناءه أصروا عليه أن يبن بيتا حديثا ففعل..
قلت :وأينم يقع ذلك البيت ..؟؟
قال :سأريك إياه بعد أن ننتهي منم العشاء ..
بعد قليل ..فتح الباب الفاصل ..فبزت صينية كبية قد أحاط الشيخ عليها بذراعيه
وتوشك أن تقع ..فقمت فحملتها منم يده ..وقلت له :هل ترغب أن أساعدك؟
قال ل :تعال !!...
لقته حافيا فدخل منم باب كبي فانتظرته ظنا أنه سيقدم هو الطعام فأحله للملحق ..
فخرج علي الشيخ وقال :ل يوجد أحد تعال ادخل..
دخلت البيت وكان نور الصالة خافتا ..حت وصلنا الطبخ على يي الداخل ..انشغلت
بالنظر والفضول ..
فأشار الشيخ ل أن تعال واحل الطعام!!
حلت الافظات والصوان الصغية فوضعتها على سفرة الطعام..
كانت تلك أول مرة آكل فيها منم طعام بيت الشيخ ..
67
كان الطعام خفيفا وسهل الضم ولو شئت لذكرته!!
بعدها ساعدت الشيخ ف حل الواعي والسفرة ..
سألت الشيخ وننم بفردنا ف الطبخ :أينم تقع مكتبتكم؟
أمسك بيدي وقادن للجهة الشرقية منم النزل ومررنا بسيب ضيق
ويقع عنم يينه علقات وضع عليها عباءات الشيخ وعنم اليسار درج يقود للقبو.
أخرج الشيخ منم جيبه الذي على صدره شبكا علقت عليه مفاتيح كثية..
ث أدخل أحد الفاتيح ف الباب الغلق الذي أمامنا ..
فدلف للغرفة وأضاء الصباح ..
أي حظ هذا وأي شرف ل أن أدخل بيت شيخنا بل وأدخل مكتبته ..
لقد مر على قدومي لعنيزة منذ ذلك التاريخ وحت تلك الليلة حوال الشهرينم وزيادة..
سأصف مكتبة الشيخ منم الداخل ف اللقة القادمة إن شاء ال ..
الحلقة العشرون..
68
تأت للشيخ رسائل منم كل بلد الدنيا ..
أذكر مرة طلب الشيخ ممد من ومنم الشيخ فهد السليمان جامع فتاويه ..
أن نرد رسائل الناس ونرتبها ونبوبا ففتحنا الظروف ..
فوجدنا رسائل منم البلد العربية ومنم أوروبا وأمريكا وآسيا وأفريقيا ومنم كل بلد الدنيا ..
ورسائل فيها شيكات تبعات ورسائل فيها طلب مؤلفات واستفتاءات..
ورسائل منم مراكز إسلمية ..
سعت الشيخ يقول مرة :أكثر الرسائل الت تأتين هي منم الزائر !!..
ولذلك ل عجب إذا رأيت كثيا منم الطلبة الزائريي ف حلقة الشيخ..
رأيت رسائل منم علماء مشهورينم يستشيون الشيخ ف بعض السائل والنوازل .
ومنهم وبكثرة الشيخ العلمة بكر أبو زيد ..ومنم رأيته كثيا يرص على الستفادة
منم علم الشيخ سواء بالستفتاء أو بسماع دروسه على أشرطة الكاسيت ساحة الشيخ
عبد العزيز آل الشيخ مفت الملكة الال..
وليست مكتبة الشيخ هي ما رأيته تلك الليلة فقط ..
بل إن لديه ف القبو مكتبة أخرى تتوي على الراجع الت تقل مراجعتها ..
و يوجد با عدد منم الخطوطات ..
ومنها مطوطة تفسي الشيخ عبد الرحنم الناصر السعدي العال الشهور ..
السمى بتفسي الكري النان ...
وهذا التفسي قد كتبه الشيخ بط ل يكاد يقرأ على دفت الستاذ
والذي يسمى دفت حسابات )مسك الدفاتر(!!
يلس الشيخ ف اغلب أوقاته بالكتبة وغالبا ل يقيل إل فيها ..
وله ف زاويتاها الشمالية فراش صغي وبطانية قدية يتوسدها ويقيل هناك حت أذان
العصر..
ف تلك الليلة عدت أنا والخأ ممد وف الطريق مررنا بنزل الشيخ القدي..
وسأتكلم إن شاء ال عنم هذا النزل لحقا حينما أحكي عنم زيارة المي
مدوح بنم عبد العزيز لعنيزة..
أرجو أن ل يكون اللل قد دخلكم بتفاصيل قد ل يريدها البعض..
ولكنم أرجو أن يأت زمان يأت فيه منم يتاج لثل هذه العلومات..
69
نرجع لاري ف درس الشيخ ..
كان ذلك الطالب الد يظهر ل الحتام والتقدير ..
كنت أرى ذلك )عنم حسنم نية ( نبل منه وطيبة ..
فكسبن ذلك الشخص وصرت أخرج معه أحيانا بعد الدرس لبيته أو
للمكتبة ونو ذلك ..
أذكر مرة أن الشيخ قال ل :انتبه يافلن منم الناس ل تدثهم بأمورك الاصة ..
ترى الطلبة يسدون بعض !! ونقل ل أثرا عنم ابنم عباس أنه قال :يتحاسد طلبة
العلم ف آخر الزمان كما تتحاسد التيوس ف زروبا!! ..ونو ذلك الكلم..
71
قال الشيخ :دع المر ل وسوف أسجلك ف العهد العلمي...
قبلت وأظهرت الفرح والغتباط وأنا ف داخلي أغلي كالرجل منم الوف!!
قلت له ياشيخنا ...
هل أنا ف حلم ؟؟ أم ف علم ؟؟
أن أكون الن معك ف بيتك مع الشيخ ابنم عثيمي؟؟
ابتسم ودعا ل وقال :ذلك فضل ال يؤتيه منم يشاء ...
التقيت بصاحب ..وجاري ..بعد ذلك فحدثته با كان ...
وكان السفر بعد يومي ...
كان ذلك بثابة حراب أغرسها ف قلبه دون أن أشعر أو أقصد ذلك وال..
دهشت ورب منم حرصه على تثبيطي وتذكيي بالعواقب ..
ولكنم حت تلك الساعة ل ينكشف ل ما يدبره ...
شجعن بندر على الذهاب ...وقال ل تتدد ..
ذات يوم بعد صلة العصر ألتفت إل شاب أعرفه جيدا وهو منم أصحاب جاري ذاك!!
وسألن أسئلة مباشرة فيها وقاحة وصلف ...
قال :ايش اسك؟؟
قلت فلن ..
قال :قلي اسك كامل ..؟؟
قلت :فلن بنم فلن ..ذكرت اسم الب فقط!!..
قال :وما لقب العائلة؟؟
عرفت خللا أنه مرسل لتخويفي منم شيء ما!!
ول أحب هذا الشخص مطلقا ،فهو رجل سيء اللق حقود ..
بعد يومي استعديت للسفر وحزمت حقيبت ..
وطلبت منم جاري ذاك أن يوصلن هو إل بيت الشيخ ...؟؟؟
بل واقتضت منه مبلغا منم الال لصاريفي!!
كنت كمنم يطلب الاء منم بياع الزيت!!
ولقد جاء فعل ف اليوم التال ،ل ليوصلن بل ليعطين رسالة واضحة مفادها ..
لقد حذرتك وأنذرتك ولكنك ل تسمع كلمي وسوف تندم!!..
72
لقد كانت نظراته والت أتيلها الن أمام عين تقذف بالشرر الستطي !!
ث انطلق بسيارته مغضبا بعد أن رد باب سيارته ف وجهي !!
لش اقششدر الوقششف حششق قششدره ..ول ش أكششنم أحسششب المششور بثششل حسششاباته ول ش تكششنم ل ش معرفششة بطبششائع البشششر
اليوانية نعوذ بال منم ذلك..
أطلقت جرس باب منزل الشيخ فخرج أحد أبناء الشيخ ..
وهو يمل حقيبتي ووضعها ف مؤخرة السيارة..
وكانت تظهر على وجهه علمات الغضب وعدم التحيب ب !!
ول يسلم علي أو يبن أينم الشيخ أو ماذا سنفعل !!
أي حال أنا فيه !!
انتظرت ف الارج حوال النصف ساعة حت خرج الشيخ فقال :
أينم كنت ؟؟
أنا أنتظرك؟؟؟
ل أخبه با حصل ..بل سكت وصافحت أبناءه الخرينم ..
يقولون العيون شواهد تكشف ما ف القلوب ..
منذ أول مرة رأيت فيه أبناء الشيخ عرفت أنن لديهم غي مرضي عن بل أنا مغضوب علي..
وإنن أقسم وأجزم أن ذلك كله منم فعل صاحب الذي ظننته صديقا ل!!
فهو أحد أقربائهم والرجل منذ سشنوات عديشدة قريشب منهشم ومشنم الششيخ ..وقشد كسشب ثقتهشم فل ششك
أنه ذو مصداقية ف خبه عن !!
ولقد حاولت مرارا وتكشرارا أن اثبشت لششم أننش شششخص متلششف عمششا صششوره الرجششل عنش ولكششنم بشدون فائشدة
..فالناس للسف حكمهم ف الغالب يتسخ ويتجذر منذ الصدمة الول!!
خاصة أن الوقائع الت حصلت قد زادت المر تعقيدا ..والمد ل..
ولكنم ال سبحانه وتعال عوضن كثيا بشيخنا وليغضب كل الناس عن!!
إذا كان حبك ل صادق فكل الذي فوق التاب تراب..
توجهنا للمطار برفقة سائق الشيخ..
وهي سيارة كابر يس موديل تسعة وسبعي!!
لونا بن مطط بلون البيج !!
يقول السائق ل :أنا أسوق الشيخ منذ خسة عشر عاما بذه السيارة..
73
ولقد باءت كل ماولت وماولت إدارة جامعة المام لتغيي السيارة ..
حيث أن الشيخ يراها سيارة متازة ول يهم شكلها أو موديلها الهم أن توصله
74
ل يكنم هناك أي تأخي فقد وصلنا وقت نداء ركوب السافرينم للطائرة ..
بعد تاوزنا لعاملت السفر جاء مدير الطار للسلم على الشيخ ..
وأدخله ف مكتب الضابط الناوب ..
وقدموا لنا الشاي ..
وحينما استكمل ركوب السافرينم توجهنا للطائرة أنا وشيخنا..
كان مقعد الشيخ على الدرجة الول وذلك على حساب جامعة المام الت
ستستضيف الشيخ لاضرة للمبتعثي منم طلبا خارج الملكة ..
وعادة الشيخ إن سافر على حسابه الشخصي أن يركب الدرجة السياحية ..
لكنم ف عدة مواقف شاهدتا يرفض ربان الطائرة حينما يعلم بوجود الشيخ ..
إل أن ينقل ف الدرجة الول ..إكراما للشيخ وحبا واحتاما له..
ف تلك الرحلة كنت أنا بطبيعة الال ف الدرجة السياحية أو ما يسمى الضيافة..
ولكنم بعد إقلع الطائرة ،جاءن الشيخ بنفسه وقد استأذن ل أن أكون برفقته..
فكنت بواره ف الدرجة الول...
لكم أيها الخوة والخوات أن تدركوا تلك الشاعر الت كانت ف نفسي تلك اللحظات..
كنت أراقب الشيخ وأحاول أن استفيد منم كل تصرفاته فهو قدوة ل ف كل شيء..
بعد شرب القهوة جاء مضيف الطائرة للشيخ وقال له:
هل مكنم أن ترافقن لغرفة قيادة الطائرة ،الكابت يدعوك لو تكرمت ؟؟
قام الشيخ منم مقعده وتوجه لضيفه وبقيت لوحدي حت قرب وصولنا للرياض ..
علما أن الرحلة تستغرق حوال الربعي دقيقة فقط!!
رجع الشيخ وجلس على كرسيه ..
وبدأ ف تلوة حزبه منم القرءان ..حيث يقرأ يوميا جزأينم كاملي منم صدره ...
وصلنا لطار الرياض ونزلنا ف الصالة العامة واستقبلنا مندوب الامعة ..
توجهنا مباشرة لامعة المام ولكتب الدكتور عبد ال التكي مدير الامعة حينها..
سلم الشيخ على الدكتور التكي وسلمت عليه ..وبقيت معهما لدقائق ..
ث خرجت للخارج وانتظرت خروج الشيخ ..
بعد ساعة تقريبا نادان مندوب الامعة وقال :الشيخ يدعوك للحاق به لوقع
الاضرة..
75
نزلت مع الندوب حيث يظهر أن هناك مرج خاص منم مكتب الدكتور عبد ال ..
سألن مندوب الامعة ..هل أنت ابنم الشيخ ؟
قلت :ل ...أنا أحد تلميذه ...
قال ل :هنيئا لك يا أخي هذا الشرف ..
دخلنا لصالة ضخمة جدا وفيها منم الفخامة والنظارة ما يبهر العقول ...
ول يكنم هناك حضور سوى الصفي الول والثان !!
وبعض الناس هنا وهناك!!
حيث أن الاضرة خاصة فقط بالبتعثي وأظنم عددهم حوال الائة وعشرون ..
تدث الشيخ حديثا طويل حول ما يتعلق بسفرهم منم أحكام فقهية ومنم تنبيهات
وتذيرات منم بعض الخطار الت قد تواجههم ف أمور دينهم ..
وبث الشيخ ف نفوسهم الماسة ف الستفادة ما لدى الخرينم والعودة لبلدهم
لكي تنتفع الجيال بم وحذرهم منم الفكار السمومة والت عاد با بعض أبناءن
ونو ذلك منم توجيهات ومعان مفيدة..
ث فتح الباب للسئلة والت أخذت اغلب وقت الاضرة وكانت أسئلة مفيدة للغاية..
بعد انتهاء الاضرة ...توجهنا لكلية الدعوة والعلم وصحب الشيخ
للكلية الدكتور سعيد بنم زعي ول أدري هل هو عميد الكلية أم هو أحد دكاترته..
ودخلنا ف قاعة أصغر منم الول وأظنها تابعة للكلية ..
وكانت غاصة جدا بالطلبة ،وقد امتلء الدرج وأمام البواب وأطراف السرح بالضور..
تدث الشيخ ف كلمة متصرة ث استقبل أسئلة الناس ..
كانت ف تلك اليام أحداث أشغلت الناس والتمع وهي قضية ..
مقتل الشيخ جيل الرحنم ودخول مموعة منم قادة الاهدينم الفغان لولية كنر..
وكانت تلك اليام قد اضطربت آراء الناس حول ما يدث ..
ول أنسى أبدا عشرا ت الوفود الت قدمت على الشيخ ف عنيزة منم مدن الملكة..
والت تستفتيه حول هذا الوضوع خصيصا ..
سئل الشيخ ف تلك القاعة عنم موقفنا ننم كمسلمي منم تلك الفتنة..
فأجاب بكلم مبن على الدليل منم كتاب ال وسنة رسوله ..
وقال :الذي أرى أن توقف التبعات عنم الاهدينم هناك جيعا حت تنتهي الفتنة
76
ول نعينهم ف أن يقتل بعضهم بعضا ..ونو هذا الكلم..
أثارت تلك الفتوى منم الشيخ موجة منم الية والتقب ف وجوه الدكاترة والشائخ
الوجودينم ف القاعة ..
وبعد انتهاء الاضرة ..طلب الدكتور سعيد بنم زعي منم الشيخ أن يزور مكتبهم
دخل الشيخ وكنت معه واجتمع حوله عدد منم الدكاترة ومدراء القسام ..
ودار نقاش علمي مع الشيخ حول فتواه ...
كان النقاش حول قضية كنر والهاد فيه شيء منم الدة ..خاصة منم طرف الشائخ ..
أما الدكتور سعيد الزعي فلم يتكلم بكلمة واحدة ...طوال النقاش..
حينما بلغ النقاش حدا تبعثرت فيه الوراق وتشوشت فيه الفكار قال الشيخ:
سبحان ال ؟؟
هذا هو رأيي الذي أدينم ال به وأنتم قولوا رأيكم ،وليتبع الناس ما يرونه حق
أما أنا فلنم أرسل لشخص فلسا واحدا وأعرف أنه سيستعي به ف إيذاء أخيه
فما بالك بقتاله أو بقتله !!
ولقد رأيت وجه الشيخ ممرا منم الغضب والتوتر..
حينها قال الشيخ سعيد بنم زعي:
ياشيخنا وال ننم نبك ونقدرك ونرى أن رأيك ل تبتغي به غي وجه ال لكنم الخوان
رغبوا ف النقاش والوار حت تتضح لكم الصورة ،فهذا جهاد قد أنفقت عليه مبالغ
طائلة وأرواح كثية ودعم منم هذا البلد وأهله طوال سنوات طويلة فهمنا الكب أن ل
تشوه صورته الناصعة ..
ث قام الدكتور سعيد وقبل رأس الشيخ واعتذر منه وانفض اللس.
بعد ذلك توجهنا لكتب الدكتور عبد ال التكي ومنه خرجنا لصلة الظهر
ف الامع الكبي .....
كنت برفقة الشيخ وكذلك كان معنا الدكتور عبد ال التكي ...
حينما رأى الشيخ المع الائل منم طلبة الامعة والذينم غص بم كل السجد..
77
فل ترى فيه موطئ قدم منم كثرتم..
قال الشيخ :ياأخأ عبد ال كم يتسع هذا الامع..؟؟
قال :حوال الثلثي ألفا ...
ث قال الشيخ :ال الستعان كم سيخرج لنا عالا منم هؤلء !!!
بعد الصلة ألقى الشيخ كلمة قصية ف الصلي يثهم فيها على الرص على العلم
واستغلل الوقات ونو ذلك ...
ث خرجنا بالكاد منم الامع بسبب تكاثر السلمي على الشيخ ..
توجه الشيخ برفقة الدكتور عبد ال التكي ف سيارته الفارهة ..
ول أكنم أعرف وجهتنا فقد كان كل شيء مرتبا مسبقا !!
قالوا ل :أركب ف هذه السيارة وأشاروا لسيارة فيها شاب أدم .عليه مرايات ..
وف الطريق تعارفنا وعرفت مقصدنا ..
كان ذلك الشاب هو ابنم الدكتور سعيد بنم زعي وننم متجهون للغداء ف منزلم..
وصلنا لنزلم فكان ف استقبالنا جع كبي منم الناس ..
ل اعرف منهم سوى منم ذكرت بالضافة لشيخ كبي ضعيف البنية ..
سألت عنه :فقيل ل :هذا الشيخ عبد ال بنم جبينم ..حفظه ال ورعاه ..
حينما ترى ذانك الشيخان الليلن سويا تزداد تلك اللسة رونقا وبائا..
كان الشيخ عبد ال وشيخنا يتبادلن الديث وإجابة الناس حول ما يسألن عنه
بكل أدب وسو يليق بما ..
ل حظت شيخنا مرارا يهمس ف أذن الشيخ عبد ال بكلم فيضحك الشيخ منه!!
بعد ذلك رافقنا شخصا ل اعرفه حينها ..
جسمه وطوله وبنيته اقرب ما يكون منم شيخنا ..؟؟؟
سأل الشيخ :ما عرفتنا على الخأ ؟
فقال :هذا فلن أحد تلميذنا ،ولقد قال ل :إنه يرغب ف صحبت ليستفيد منم علمي
ويدمن كما خدم ابنم مسعود رسول ال صلى ال عليه وسلم..
شعرت بالجل ،وتسمرت ف مقعدي ول أتكلم ..
وصلنا لنزل الرجل ف حي النسيم بشرق الرياض..
بوار جامع الدى القريب منم مدرسة سلح الدود..
78
وننم ننزل أغراضنا سألت الشيخ :منم هذا الرجل؟؟
فقال :هذا أخي عبد الرحنم!!!
الستاذ عبد الرحنم رجل فاضل جدا وخلقه وطيبته وساحة نفسه يشهد عليها جيع
منم عرفه ،وشيخنا يبه ويثق فيه وينزل دوما ف الرياض ف بيته ...
وذلك قبل أن يبن شيخنا بيته ف الرياض والذي هو ملصق لنزل أخيه عبد الرحنم..
حدثن الشيخ عنم مرض أخيه عبد الرحنم ..وهو صغي ..
حيث أنه بقي طريح الفراش مدة منم الزمنم حت يئس الطباء منم علجه ..
فبقي أهله حوله يتقبون ساعة أجله وهم بل حول له ول قوة...
غي أن جارا لم أو أحد أصحابم احضر لم طبيبا شعبيا ..
ففحصه وقلبه يينا ويسارا وهو كالثة الامدة ..
قرر ذلك العال الشعب أن يكويه ف بعض مواضع جسمه ..
فكواه ..ث انتظروا عدة أيام ..
فبدأ عبد الرحنم يستعيد عافيته حت عاد صحيحا كما كان وأفضل ..
والمور بيد ال سبحانه قبل كل شيء...
غي انه للسف وبعد عدد منم السنوات الت كانت فيه علقت مع الخأ عبد الرحنم
متازة ل يتكه صاحبنا حت أغار صدره علي وال الستعان..
كنت أتوقع أننا سنبقى ف منزل الخأ عبد الرحنم طوال فتة بقاءنا ف الرياض..
ولقد أحببت الرجل منم أول ما رأيته ...وأحببت البقاء ف بيته ..
ألقى الشيخ ماضرة تلك الليلة ف إحدى جوامع الرياض ث توجهنا لنزل أبناء عمومة الشيخ
حيث حضر جع ل باس فيه منم القارب متفاوت العمار ..
ومنهم أخو الشيخ الدكتور عبد ال العثيمي الديب الشهور ..
ومنهم ابنم الشيخ البكر عبد ال العثيمي ..وغيهم ..
بعد العشاء رافقنا الخأ عبد ال ابنم الشيخ لنزله الستأجر ..
حيث أنه يقيم ف بشكل مؤقت قبل رجوعه لعنيزة..
كان عبد ال مهذبا جدا وغي متحفظ ..
والظاهر أن صاحبنا ل يلحق أن يفسد المور مع الميع جلة واحدة !!..
ف اليوم التال ..توجهنا بعد العصر للمطار وذلك للعودة للقصيم ...
79
حينما جئنا لتفتيش العادن أخذ جهاز النذار يرن حينما مر الشيخ ؟؟
فأمر العسكري الشيخ بالرجوع وإنزال ما لديه منم معادن ..ول يعرف الشيخ..
ابتسم الشيخ ول يرد إحراج الرجل فبدأ بلع ساعته العلقة ف جيبه ..
فدخل تت الهاز فرن مرة أخرى!!
فعاد الشيخ وأخرج كومة الفاتيح منم جيبه ..وهكذا تكرر ذلك ثلث مرات..
حينها تقدم شاب منم عائلة الشيخ للعسكري وهأس ف أذنه فارتفع حاجباه ..
واحر وجهه خجل وقال :ال الستعان هذا الشيخ ابنم عثيمي ؟؟
وال ما عرفتك ياشيخ ؟؟ اللي ما يعرف الصقر يشويه !!..
ث قبل رأس الشيخ واعتذر منه وأصر أن يصحبه حت أجلسه عند باب السفر
عدنا لعنيزة والعود أحد ولكنم كانت تنتظرن حوادث ل تطر على البال..
لكنم رحة ال تعال سبقت تلك الكائد والشرور فجعلت منم دون ذلك فتحا قريبا!!
وصلنا للمطار استقبلنا نسيب الشيخ الخأ خالد الصلح ..
وأنعم بأب عبد ال علما وخلقا وتفانيا ف الدعوة إل ال ..
والشيخ خالد منم قبيلة حرب ومنم عائلة ثرية ووالداه مقيمان ف جده ولقد أحبه شيخنا
وقربه وزوجه اكب بناته فنعم النسيب ونعم الصهر !!
وهو متخصص ف علوم غي شرعية ف الصل.
حيث هو خريج جامعة البتول والعادن وعمل ف التدريس فتة بسيطة ث فصل ..
والتحق بامعة المام ودرس وحصل على أعلى النسب وهو الن دكتور ف نفس
الامعة وأظنم تصصه مادة العقيدة ...
قادنا الخأ خالد لعنيزة وف الطريق توقف بوار أحد الساجد التقدمة بأطراف عنيزة..
ودخل الشيخ للمسجد وصلى ركعتي سنة القدوم منم السفر..
ل أرى شخصا مافظا على أداء السننم مهما كانت الظروف والوضاع ل أرى مثل شيخنم
ف ذلك ،ل أقول ف كثرة العبادة بل الستمرارية ف كل ظرف ..
تعبدا ل تعال..
80
أذكر مرة موقفا لنم أنساه ...
جاء أحد الطلبة للشيخ وقال له :ياشيخ أليس منم وقع على يده حائل منم وصول الاء
إل البشرة منم صمغ أو دهان ونوه فإنه يب عليه أن يعيد وضوءه وصلته إن صلى
حت ولو جهل أو نسي أو كان قليل ...؟؟
قال :بلى...
قال :ياشيخ إن على يدك أثر دهان !!
وفعل كان على يد الشيخ دهان فشق ذلك عليه ..
وجلس يفكر منذ كم يوم وقع ذلك الدهان على يده؟؟
فقال ل :لقد جاءنا الدهان ف اليوم الفلن وذلك قبل أربعة أيام !!
استقبل القبلة وأعاد جيع الصلوات للربعة أيام الاضية بل بسننها والوتر والضحى ..
ول يعجل ف ذلك بل صلى بكل أناة كما هي عادته!!
وكان ف تلك السنة يبلغ حوال تسعة وستي عاما رحه ال..
ختم صلته ث أوصلن للسكنم ..ونسيت حقيبت ف سيارة خالد..
ل أخب أحدا منم الطلبة بسفري برفقته سوى منم ذكرت ..
ولكنم الب انتشر كما تنتشر النار ف الشيم..
وكنت أشاهد منم غالبهم نظرات الغية الطبيعية والت فطرت عليها قلوب الوادم..
ذكر الافظ ابنم رجب رحه ال ف كتابه الخلص ..
أن السد شيء فطر عليه اللق فهو منم طبائعهم ولكنم الذموم منه ما ترتب عليه
تعد أو إيذاء بلفظ أو بفعل ...
ولكنن ل أحاول إشغال نفسي بردود الفعال على ذلك وعشت بينهم بكل احتام
وسلم ..ولكنم مع بعضهم؟؟
أو مع غالبهم؟؟
سوى صاحبنا ومنم يدور ف فلكه!!..
ظننت أن ذلك اليوم يوم عطلة وليس هناك درس للشيخ هكذا ظننت !!
وما اكذب الظنم!!
شيخنا ل يفرط ف درسه ولو جاء منم سفر بعيد قبله بدقيقة !!
أذكر مرة جئت مع الشيخ منم الرياض برا ..
81
برفقة تلميذه المي عبد الرحنم بنم سعود الكبي ..
وصلنا على أذان الغرب ..
سألت الشيخ :هل الليلة درس ؟؟
قال :نعم .؟ بالتأكيد إن شاء ال اذهب وأحضر كتبك وتوجه للجامع!!
يقول ل أحد الطلبة الذينم حضروا وفاة والدة الشيخ عليها رحة ال ..
يقول ف ذلك اليوم ..توقعنا بل جزمنا أن الشيخ لنم يضر الدرس ؟؟
ولذلك كان الضور ليس بذاك ومع ذلك حضر شيخنا وألقى درسه ..
حفاظا على أمانة التعليم ...
وصدق صلى ال عليه وسلم حينما قال :وإن اللئكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا با
يصنع...
نسيت أن أقول أن الشيخ أحضر معه موافقة رسية منم مدير الامعة
الدكتور عبد ال التكي بقبول ف العهد العلمي ف عنيزة تت اسم فلن الشمري!!
حيث كتبت معروضا للدكتور فشرح عليه بالوافقة ..مع أن الدراسة قد ابتدأت منذ
حوال السبوعي !!
82
ونو هذه السئلة الكثية الت ارتبت فيها!!
وارتبت ف توقيتها بالذات ؟؟
أوقف سيارته أمام النزل وتركها مدارة وبقي يسألن بوقاحة وبقصد اليقاع ب ف
مصيدة!!..
حت ضجرت وارتفعت أصواتنا بالدال والنقاش الرير ...
جدال بي اثني ..
أحدهأا رجل عاقل رشيد عمره فوق الثلثي قد حصل منم العلم والي والستقرار
والظ مال به عليم..
والخر ضائع مشتت ف مقتبل العمر قليل البة والعلم ل أهل له ول بيت ول مال سوى ال سبحانه
وتعال ورحته وفضله ..
قلت له :يافلن ...؟
مالذي تريده منم وراء ذلك ؟ عندها كشف أوراقه
وقال :أنت كذبت ف كل ما قلته !!
ولقد عرفت حقيقتك كلها!!
أنت رجل خطي ..
أنت اسم قبيلتك القيقية كذا ووالدك هو كذا وكذا ..
ث أخذ يسرد حقائق ووقائع تدل على أنه قد تقصى عن حت عرف عن كل شيء!!
ث ختم كلمه بقشوله :أنشا اتصشلت بوالشدك بشالمس وتشدثت معشه وأخشبن بأنشك فشار مشنم النشزل وأنشك قشد
أوقعته برج شديد بفعلك وتركك لدراستك ...ال الكلم ..
ث حينها :انقلبت تعابي وجهه فاسود وتساقط الشرر منم عينيه ..وقال:
أقسم بال إن ل تغادر عنيزة وتتك الشيخ سأفعل بك وأفعل !!...
وهددن بكلم ل ينطق به عاقل فكيف بطالب علم !!
ل يكنم يهمن كلمه بقدر أن أهأن أن يعلم شيخنا بذلك ...
فرق كبي أن أخب الشيخ أنا بالقيقة منم قبل أو أن يبه ذلك الرجل با يريده!!..
هناك فرق شاسع لنم يعلم طبائع الناس بينهما...
ول شك أن القيقة الناصعة هي سلبية مهما كان الناقل ..أنا أم هو
غي أن المر يتلف كثيا حينما يفسر ولو ل يكنم له تبير منطقي!!
83
ث طردن منم سيارته وذهب ..
بقيت أمام باب الشيخ منتظرا لكثر منم نصف ساعة وأنا متدد ماذا سأفعل؟؟
إن رجعت للسكنم وسكت فالعواقب غي معلومة..
وإن تدثت مع الشيخ الن فل ادري هل سيقبل من أم ل ؟؟
احتت حية ل يعلم مداها إل ال تعال...
لقد مرت علي ف الشهور الاضية الت قضيتها ف عنيزة مرت علي أيام جيلة..
ولظات ل تنسى منم الد والجتهاد ..هل يذهب كل ذلك سدى؟؟
هل سيضيع كل ذلك برة قلم أو كيد حاسد؟؟
أنا مطئ ل شك فيما فعلته ..ولكنم هل قصدت ارتكاب ذلك الطأ؟؟
ل أكنم مرما وال أو مرتكبا لعظيمة والمد ل ..
هي أخطاء ولو كانت ف نظر البض جسيمة بنيت على السفه وعدم تقدير المور حق قدرها..
بنيت على عدم الناصح والرشد الصدوق قبل ذلك ..
بنيت على الرمان والضياع والوف ...
هل سأحرم منم ذلك العلم الليل بسبب ذلك الطأ ؟؟
هل سينتهي كل شيء الن ...؟؟؟
84
كنت أتوسم ف تعابي وجهه ،فرأيت منه ابتسامته العتادة !!
غي أنا هذه الرة متكلفة ومصطنعة !!!
بل ومعها احرار شديد ف بشرة الوجه !!!
سلمن القيبة ببود متوقع وقال :انتظر البنم عبد ال و سوف يوصلك الن للسكنم..
ث دخل وقد بدا ل أنه يستعجل الذهاب !!
يبدو أن عبد ال قد وصل برا لعنيزة ف الليلة الاضية ..
ول شك أن هناك أمرا جلل عجله أو شيئا آخر!!!
خرج عبد ال ووضعت القبة خلف السيارة ث جلسنا ف الرتبة المامية..
الخأ عبد ال رجل جريء وصادق ول يعرف اللف والدوران ولذلك دخل ف الوضوع
مباشرة!!
وقال :منم أنت ؟
ومنم بعثك؟
أنت رجل ثبت لنا أنك مادع وكذاب ..
وكذبت على الوالد ف أمور كثية .....
وانطلق يتكلم بكلم كثي ل أستجمعه ...بقيت صامتا طوال السافة القصية للسكنم ..
والت مرت علي كأنا دهر !!
ل أناقشه ،ول أحاول الرد على كلمه ..فواضح جدا أنه قد ملئ قلبه علي وال شاهد
ل أصدق وصولنا للسكنم ..بقيت متسمرا مكان وخفت أن يتم بكلمه بلطمة على
وجهي ..وليته فعل ول يتكلم بكلمه الذي تفوه به!!...
ث قال ل :انزل وخذ حقيبتك ...
نزلت ث لقن وقال :وال ما أضمنك تط ل شيء ف السيارة؟؟
ث حلت متاعي وصعدت لغرفة السكنم والمد ل أنن ل أجد فيها أحدا!!
سقطت على فراشي وبقيت أبكي بكاء الثكلى ..
كان موقفا هائل وكلما شديدا يصعب على منم هو ف سن تمله ..
لقد وصفت بأقذع الوصاف ،ورميت بتهم عظيمة ل استحقها وال ؟؟
لكنم هل ألومهم ؟؟
أنا ل ألوم عبد ال ابنم الشيخ ول عبد الرحنم أخأ الشيخ ول عائلة الشيخ
85
ل ألومهم ول أحل الضغينة عليهم وال الن ..
لقد مرت على تلك القصة سنون عديدة ..
فهي الن فقط ذكريات بقيت ف اليال ..
هم بشر وقد نقل لم عن ما يسئ ..
وثبت لم بعض ما نقل عن فكانت تمة متلبسة بميع تفاصيلها!!
يقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ربا يكنم أحدكم ألنم بجته فأحكم له فيقتطع قطعة مششنم النششار
..إنا أنا بشر !!!( إذا كان هذا منم رسول ال فما بالك بنم سواه..
اللوم كثي منه يقع على ذلك الناقل اللذي امتلء قلبه حقدا وغل علي ل لشيء سوى ظنششه الغششب أننش
جئت لجل منافسته على الكانة الت حصل عليها منم شيخنا..
هل كل منم كان أكثر علما هو خي الناس ؟؟
أل يقل رسول ال صلى الش عليششه وسشلم إن السششد ليأكششل السششنات كمشا تأكشل النششار الطشب مششا فائششدة
العلم الذي تعلمناه إذا كان سيوصلنا لذه الال...؟؟؟
اللوم أيضا يقع علي أنا ف عدم إخبار الشيخ بالوقائع فور قدومي لعنيزة ..
ول اشك ثانية واحدة أن شيخنا لنم يتدد ف حلها بصرف النظر عنم علقت به..
فهشو رجششل علشم وإصشلح ورأيششت مشنم الواقششف مششا هششو أصشعب مشنم مشواقفي سشعى ششيخنا بلهششا والصششلح
فيها ...
كدت أجنم منم الزن والم والضيق ل أكنم أعلم مالذي سأفعله ...
أذن الظهر فلم أطق الستعداد للصلة ...
انتظششرت قششدوم الشششيخ للمسششجد ..حيششث يكننش ش مشششاهدته حينمششا يقششدم ماشششيا ..مششنم نافششذة غرفششت ...
وحينمششا رأيتششه قادمششا زادت حسششرت وألششي عليششه وعلششى تلششك السششاعات الششت قضششيتها معششه ولششو أنششا قليلششة
ولكنها باهظة الثمنم!!
قلت ف نفسي :ما ذنب شيخنا منم هذا كله ؟؟
أنا اللوم وأنا منم يستحق اللوم ؟؟
أنا الذي أسأت إليه ويب علي بصرف النظر عنم كب الطأ وصغره يب علي أن اعتشذر منشه ..وأششرح
له ما حصل ..
استجمعت قواي ونزلت للمسجد وصليت مع الماعة ..
وبعد الصلة رافقت الشيخ لبيته ...
86
ل يكنم يلتفت إل مع أنن كنت أسي بواره فعلمت أن الشيخ غاضب من ..
وال الستعان وعليه التكلن .......
87
صلى ث سلم ث دنا منم مكانه فقال :هات ما عندك!!
بدأت بمد ال والصلة على رسول ال عليه الصلة والسلم ..
قلت يا شيخنا :لقد كنت شابا حبب ال ل العلم وطلبه..
..فمنذ التزامي واستقامت
وأنا منصرف له بكل ما أوتيت منم طاقة وجهد ..
ث رويت للشيخ تفاصيل أموري ما سردت بعضه عليكم ف اللقات الاضية ..
وحدثته عنم مشكلت مع الوالد ..وكذلك عنم سفري للرياض..
ث تعرف على سعود العاشي ..
وقصة النتساب لقبيلة شر ...حت وصلت للقصيم ..
كنت أتدث معه والعبة تنقن ..
وأحاول جاهدا أن ل أفقد أعصاب ..
ل يكنم الشيخ يقاطعن بل كان يستمع ل بكل إنصات ..
مع أن ملمح وجهه ل يظهر منها علمات القبول لكل ما كنت أقوله ..
وله الق ف ذلك فالتهمة قد ضخمت حت وصلت لد أطلعكم عليه لحقا..
حيث ل أعرف كل شيء آنذاك...
شيخنا رجل أريب ولاح وشديد الذكاء ..
فهو ييز الغث منم السمي ويزن المور بوازينم دقيقة ..
هذه الوازينم والقاييس أو العايي ليست مبنية على الوى والظنم والتشكك والبناء على
ذلك ..بل هي مبنية على سب الغوار ودراسة السألة منم جيع وجوهها مع خشية ال
تعال وتأله ومراقبة وابتغاء مرضاته ل تأخذه ف الق لومة لئم ..وهكذا العلماء هم
قال ال تعال ) إنا يشى ال منم عباده العلماء(...
بقيت أتكلم أكثر منم ساعة كاملة ..
فلما ختمت حديثي قال ل :ما فعلته خطأ وتصرف أهوج ..
ولو أنك أطلعتن منم أول المر على ما حصل ..لمكننا التصرف ..ولكنم
قدر ال وما شاء فعل...
أذهب الن للسكنم ،وسوف أرى ماذا يكننا عمله..
قبلت رأس الشيخ وخرجت وأنا خائر القوى ل أكاد أستطيع السي..
88
الحلقة الثامنة والعشرون
رجعت للسكنم وانتقلت لغرفة الخأ ممد زينم العابدينم بأمر منم الشيخ!!
هل هو تفظ علي ؟؟ لكي يراقبن؟؟ أم كان ذلك بسبب آخر أجهله ؟؟
كان الخأ ممد هو غالبا الوسيط بين وبي الشيخ وقد لت مرارا
الخأ ممد يلتقي بصاحب الفتنة!!
ل أقصد منم ذلك أبدا أن أتم الخأ ممد ،فراية ممد وال عندي بيضاء ولكنه رجل
حصيف يسعى للصلح والتقارب بكل الوجوه المكنة .
لقد كانت ردة فعله طوال الشكلة أنه ل يظهر النفعال والغضب بل كظم غيضه
وانتظر ما تصي عليه المور بين وبي الشيخ...
تغيت الوجوه علي وتنكرت النفوس وضاقت علي الرض با رحبت ..
أصبح السكنم بالنسبة ل ككابوس ميف ونفق مظلم ل ناية له
ل يؤذن أحد بكلم أو فعل المد ل ،
ولكنم كانت مرد النظرات والصمت الرهيب حول
يولدان الكآبة والزن والسى ف نفسي ..
ل يكنم الطعام ف السكنم مع الطلبة ل مستساغا بل أصبح غصة ف اللق ..
ولذلك ل أحرص على مالطة الطلبة ول أن أتدث معهم ..
كنت أطلب منم علء الدينم أن يعطين الطعام فأذهب به لغرفت
أو أن أنتظر خروج الطلبة فآت فآكل منم الطعام البارد وحدي..
كنت أجلس ف الغرفة اقرأ القرءان ..
حينما ير الرء بأوقات عصيبة فإنه يتاج لنم يؤنسه ..
لقد كان أنيسي ف تلك الليال القرءان وأنعم به منم أنيس..
لقد كنت أقرأ السور بتأن وتدبر وأشغل فكري بعانيها العظيمة ما أفهمه وأدركه ..
فيكون ف ذلك منم النس والتطمي والتويح ما جعلن أغتبط با أنا فيه!!
منم السور العظيمة الت قرأتا مرارا وتكرارا سورة يوسف ..
89
حيث كنت كلما وصلت لقطع انكشاف شخصية يوسف لخوته وقد صار سيد مصر
تصيبن نوبة بكاء ث يتبعه أمل واستبشار قريب بفرج ال تعال..
منم السور الت تأثرت با كثيا ف تلك اليام سورة فاطر!!
إن ف هذه السورة منم العان والعب والتوجيهات والشارات العظيمة
مالو تأمله الرء لرج بآلف مؤلفة منم العب والفوائد..
منم السور الت تأثرت أيضا با سورة القصص وقصة موسى عليه السلم وإلقاء
أمه له ف التابوت وخوفها عليه ث عيشه وترعرعه ف بيت عدوه
وما وجده ف حياته منم العنت والطاردة والوف حت بعثه ال سبحانه وتعال
لفرعون وقومه وبن إسرائيل ...
القرءان يا إخوت الكرام يا أخوات هو خي صديق ومؤنس ف الشدائد
وصدق ال تعال حينما قال ) أل بذكر ال تطمئنم القلوب(
ف ذاكرت عنم تلك اليام تشويش رهيب فكلما طرقت باب الذاكرة
لكي تفتح ل نافذة أو كوة أو خرقا صغيا نوه ترفض ذلك رفضا قاطعا !!..
كأنا تقول ل :مالك ومال تلك اليام !!...
أل يكف ما ترعته فيها منم آلم هائلة!!
دع تلك الآسي ف جوف ،ول تفتح الباب فتفسد على نفسك ما بقي منم عمرك!!
فيكفيك ما أنت فيه الن منم متاعب أنت ف غن عنم الزيد منها !!..
وخوف أن يأتيك ما كنت تظنه عبة وعظة للخرينم فيكون ف مرد ذكره
تعجيل حتفك !!!
فهل تريد الن أن تنبش الوجاع وتعيد الذكريات الزينة!!
قلت لا :دعينا يا ذاكرت الزينة دعينا نروي للناس ما حصل حت يعتبوا منم حال ..
وليعلموا كيف أن رحة ال سبقت سخطه وعقابه ..
حينما هبت جنود أبليس وأعوانه لنجدة أشرار الناس ف النيل منم علم المة
دعين أحكي لم كيف طردن الناس ورمون بالحجار حت فررت منهم على قارب
صغي غرقت به ف منتصف البحر ..فبقيت أسبح وأسبح حت وصلت للشاطئ القابل!!
ول أكد أصل !!
90
ث زحفت على بطن على الرمال حت ارتفعت على تلة ف الشاطئ ..تشرف
على غابة أمامي ...
فتجولت بناظري حول فرأيت منم خلف الشجار الظلمة ..
عيونا ل تتلف نظراتا عنم تلك النظرات الت فررت منها ..
والت تطورت حالا منم مرد العتاب أو القد ليتبعها اليذاء والطاردة!!
حينها سقطت مغشيا علي ...
دعين أروي لم كيف أن شيخنا لن منم بعيد ملقيا على شاطئ الحزان..
فجاء ذلك الشيخ الليل يسي منم داخل تلك الغابة ووقف على رأسي ...
فرآن ل يكاد يستن ثوب منم العري..
قد تشققت أشداقي منم العطش ..
وقد ضمر بطن منم الوع
وقد تتابعت أنفاسي الضعيفة منم الهد فكدت اتلف وأموت ...
حينها انن الشيخ نوي ..
ووضع يده الباردة على وجهي ومسح با دمعت وقال:
ل تزن يابن إن ال جاعل لك فرجا قريبا !!
لقد ولد الصمت الرهيب حول بعد تلك العجعة الت مرت ف الرياض ولد ذلك
ف نفسي فراغا وخواء ورغبة ف الوت أو النتحار!!
ليس هو النتحار بعن إزهاق الروح بل بالعودة منم حيث أتيت !!
ل أترك فكرة تدور ف خلد أي إنسان إل وفكرت فيها ..
بقيت معلقا بي السماء والرض أيهما يذبن ..
حي ذلك وأنا ف معمعة الفكر استدعيت منم الشيخ ..منم طرف الخأ ممد زينم العابدينم
قال ل شيخنا :استمر ف حضور الدرس مثلك مثل الخرينم ول تقصر ف الطلب ..
وسوف أتدث مع والدك ف الوضوع أو أنه قال :لقد تدثت مع والدك ف الوضوع ؟؟
نسيت وال !!..
91
والنتيجة :إن خطأك وجسارتك على والدك وهروبك منم النزل وتركك لدراستك وتغيي
نسبك كل ذلك ل يوز أن ينعك منم طلب العلم..
كان الشيخ كمثل الطبيب يشخص الرض ويضع يده على موضع الل ث يقرر الدواء ..
هل سيكون بالبت أو بالتياق أم بالمية؟؟؟
قلت له :جزاك ال خيا إن كلمك هذا يعطين بصيص أمل ..
ل أطل معه الديث ...
عدت بعدها للسكنم ..
أتعرفون مالذي فعله صاحبنا ذاك؟؟
لقد صار يصحب شيخنا مشيا على قدميه بعد كل صلة لظنه أنن لنم أجرؤ على
السي مع الشيخ بضوره!!
ظنم ذلك السكي أنن بجرد ذهاب مع الشيخ بعد الدرس فقد كسبت وده !!..
إذا فما حال عشرات الطلب الخرينم ؟؟
هذا منم فضل ال تعال علي والمد ل ..
ف البداية هبته وخشيت شره وبطشه خاصة بعد الذي فعله ف منم إساءة وتشويه سعه..
ولكنن عدت لسابق عهدي فحينها مل وتراجع !!
ولكنه ل يعدم حيلة لنعي منم الي ..
كلف شخصا اعرفه جيدا براقبت فكان ذلك العتوه يسي خلفنا بسيارته السوداء
وينتظرن بعد
كل صلة فيسي بالسيارة حت يصل الشيخ لبيته حينها أسلم على الشيخ وارجع!!
شعر الشيخ بعد أيام با يفعله الرجل فاستدعاه وسأله مالذي يفعله ومنم كلفه بذلك ؟؟
فتعذر بأعذار يعيب علي ذكرها هنا !!
حينما عزمت على حضور الدروس بعد الديث مع شيخنا ..
وجدت أن مكان قد سيطر عليه شخص آخر جاء منم طرف جاري القدي!!
ولكنن ل استسلم لذا التعامل الرخيص البليد...
صرت احضر مبكرا وأنازع على الكان الذي حافظت عليه شهورا حت دان الميع ل
بذلك..
كنت اجلس بوار ذلك القود ولكنم بين وبي قلبه كما بي الشرق والغرب!!
92
والمد ل يشهد علي جيع منم عرفن أنن ل أتفوه نوه ول ف ظهره بعبارة واحدة
تسيء له ..بل كنت أقر بفضله وعلمه وسبقه مع بغضي لفعله معي وال حسيب وحسيبه
بعد عدة أيام استدعيت منم الشيخ مرة أخرى وهذه الرة مع ممد زينم العابدينم..
أذكر تلك اللحظة جيدا كانت بعد صلة عشاء ..
سرنا ثلثتنا إل بيت الشيخ دون مرافق آخر ..
كان الشيخ يتكلم وننم منصتون ،يقول ل..:
فلن قد حل عليك ويريد منك أن تتك عنيزة وهذا ل حق له فيه ول أوافقه عليه ..
ولكنم أنت يب عليك أن تاول كسبه والتودد إليه !..
أو ابتعد عنه ولينصرف كل واحد منكما لطلب العلم ...
ث عاتبن الشيخ ف تدثي مع الرجل ذاته سابقا ف أمور تص الشيخ وكيف أن الناس سيستغلون ذلك
ضدي!!
وأنه زعم أنن جاسوس مدسوس ضد الشيخ !!
وكلفت بالتقرب منه لكي أكسب ثقته ومنم ث أطلع على أسراره وخصوصياته ..
فابعثها لنم اتبعه!!
فقلت له ياشيخ :هل تصدق هذا الكلم ؟؟
صمت الشيخ ول يرد أن يسمع الخأ ممد جوابه !!
خوفا منم أن يصل الكلم لصاحبنا فيفهم أن الشيخ ف صفي وخيا فعل !!
وعدت شيخنا خيا وأن استمر ف العلم وف دراست النظامية إرضاء لوالدي ..
فقال :سوف أتصل على والدك حت يأت هنا لكي أتفاهم معه!!
فقلت له :افعل ياشيخنا ما تراه الصلح وأنا أرضى به ..
ث طلب الشيخ من التأخر قليل ليتكلم مع ممد على انفراد ..
فتكلما قليل وهأا يسران ..ث دعان الشيخ..
فكرر علي كلمه السابق كأنه يتوثق من ث قال ..
سوف أسافر بعد أسبوعي لكة لداء العمرة وسوف اطلب منم والدك الضور لقابلت
هناك!!
ول يذكر ل هل سأرافقه أم ل؟؟
93
الحلقة الثلثاون
لقششد كششانت تلششك القضششية علششى ط شوال عششدة أيششام وقششد تتجششاوز السششبوع مثششار قلششق لشششيخنا فأشششغلت بششاله
وتفكيه ..
خاصة وان صاحبنا ل يتك طريقة أو وسيلة للنيل من إل وفعلها..
ولششول خششوف مششنم غضششب بعششض الخششوة مششنم يعششرف الرجششل لششدثتكم بأشششياء فعلهششا وقالششا ل تكششاد تصششدق
!!..
لقد سعى صاحبنا ف البداية للنيل منم شخصي ووجد مبتغاه ف بعض المور..
ولكنه حينما رأى الوضع توجه للهدوء،أراد إثارة زوبعة أخرى ولكنم هذه الرة منم داخل بيت الشيخ !!
ل أريد سرد تفاصيل ما حدث ما قد يفهم منه النيل منم أبناء الشيخ وزوجه وولده وأقاربه..
فهم وال كرام أبناء كرام ولم ف قلب كل العزة والحتام ويزيد حقهم علي بصلتهم بشيخنا رحه ال
ومهما بدر منهم فل ألومهم واللوم كله أو جله يقع على ذلك الرجل وعلي أنا ف جزء منه كمششا سششبق
بيانه..
لقد سعى صاحبنا ذلك فأفسد قلوبم علي فرأيت منهم منم الفاء والكره والتأفف
ما حطم فؤادي وشق صدري منم السى ..
غي أنه ل يكتف بذلك بل إنه أفسد قلب بعض أقارب الشيخ على الشيخ نفسه ..
ولششو شششئت لششذكرت ذلششك بالسششاء والواقششع ومششا قششاله ،ولكششنم حفظششا لسششر شششيخنا وعششدم الفائششدة مششنم ذلششك
ثانيا أمتنع عنم فتح الباب ...
ولقد آذى ذلك شيخنا وضيق صدره حت حنق على الرجل كما سيأت ذكره لحقا إن شاء ال..
مرت اليام وأوشكت المور أن تعود كسابق عهدها ...
تأثر بعض الطلبة بتلك الواقعة حيث هجرن عدد منهم استهجانا لفعلت ..
انتقل الخأ ممد منم السكنم وعي الخأ دخيل الشمران مشرفا على السكنم لفتة وجيزة
ل تطل..
استدعان مرة وكان يمل ف يده ملفي الذي كان ف أدراج ملفات طلبة السكنم فقال ل:
أنت لست منم قبيلة شر ؟ أنت منم قبيلة كذا؟؟
فقلت له :هذا الوضوع ل يعنيك ث انصرفت وتركته!!
94
كفان ما أنا فيه منم مشاكل حت أفتح على نفسي جبهة جديدة!!
أذكر أنن ف تلك اليام الت سبقت سفري أن أموري مع الشيخ كانت على ما يرام..
وف إحدى الليال بعد صلة العشاء طلبت منم شيخنا أن يوفر ل جهاز تسجيل صغي..
لكي أقوم بتسجيل فتاويه الت يلقيها ف طريقة للبيت ما يصلح للنشر..
أعجب الشيخ بالفكرة ول أدري هل سبقن عليها أحد؟؟
أشتى ل جهازا متازا وباهظ الثمنم ولكنه ثقيل الوزن وينفع للضرب!!
ل تستعجلوا علي سأحكي القصة ل حقا!!
طلب من الشيخ أن أستعد للسفر برفقته لده ...
حيث أنه رتب مع والدي اللقاء هناك ..بعد أداء العمرة...
ل أجرؤ على أن استفسر منم الشيخ ما دار بينه وبي والدي !!
وكنت ف نفسي أقول ) ل تسألوا عنم أشياء إن تبد لكم تسوؤكم(!
اشتيت التذكرة بالدرجة السياحية ...على ذات الرحلة مع الشيخ...
ظنم صاحبنا أن الوضوع انتهى وأنن لنم أعود لعنيزة فقد كان على اتصال بوالدي طوال
السبوعي النصرمة كما سيأت ذكره ..
ولذلك ل حظته مبسوطا مستبشرا مع الطلبة
بلف اليام الالية فهو ل يكاد يرفع رأسه منم الغيظ والغضب!!..
سألت الشيخ هل ستعتمر ؟
قال نعم..
فقلت :هل أشتي ل إحراما ؟
فقال :إن شئت...
ف يوم السفر توجهت لنزل الشيخ فطرقت الباب ..
ففتح ل باب اللحق...
لقد فتح ل الباب شاب ف سن تقريبا وفيه شبه كبي بوجه شيخنا ..
هذا هو عبد العزيز ابنم الشيخ ..
تعرفت عليه ،وفهمت منم كلمه أنه سيكون برفقتنا!!
95
الحلقة الواحدة والثلثاون
قادنا للمطار هذه الرة ابنم الشيخ عبد ال وشيعنا للمطار تقريبا جيع أبناءه
كان الشيخ متوترا على غي العادة وقليل الديث وأنا أتفهم سبب ذلك!!
فلقد كان غالب أبناءه متوجسي منم وجودي ويعتبون دخيل غي مرغوب فيه..
وصلنا للمطار على موعد القلع تقريبا ...
سألن الشيخ وننم متجهون للطائرة أينم إحرامك؟
فقلت له ف الكيس الذي أحله ف يدي..
قال :لو أنك لبسته ف بيتك كان أسهل عليك ...
لحظت أن الششيخ يلبشس الزار مشنم تشت ثشوبه بيشث أنشه إذا حشاذى اليقشات خلشع ثشوبه ثش يلبشس الشرداء
...
وهذا ما كان ...
بقيت أنا وعبد العزيز ابنم الشيخ متجاورينم ف الدرجة السياحية ..
ووالده شيخنا ف الدرجة الول حيث هو مستضاف منم مركز الدعوة ف جده للقاء
ماضرات وندوات ولقاءات عامة ونو ذلك ما سيأت ذكره ..
كان لعامل السنم دور كبي ف تسهيل التعامل مع الخأ عبد العزيز ..
وكذلك لي جانبه وتتعه بالخلق السامية جعل منم رفقته مكسبا ل ..
حششاولت جاهششدا أن أغيش الصششورة الششت رسششها ذلششك الرجششل عنش فش ميلششة جيششع أبنششاء الشششيخ وأقششاربه ،غيش
أنن ل افلح فهو بم أوثق ومنهم أقرب وعلقته أرسخ وأقدم!!
وأنا ف موضع تمة وغريب وثبت علي ما يل بوضعي !!
ولكنها بالتفحص والنظر النصف ليست مبرا للهجران والقطيعة أو الظلم واليذاء!!
بقي ششت أت ششدث أن ششا وعب ششد العزي ششز فش ش أم ششور عام ششة وتنبن ششا ال ششديث فش ش الم ششور الاص ششة فق ششد ك ششان كلن ششا
متحفظا!!
سعت كابت الطائرة يقول على اليكرفون ..
نرحب بفضيلة الشيخ ممد بنم صال العثيمي الرافق لنا على هذه الطائرة ..
96
بعد انقضاء أكثر وقت السفر واقتابنا منم اليقات جاء إلينا الشيخ بنفسه ..
وهو لبس للحرام وليته تقطر منم طيب الدهان ..ويرى أثره على ليته البيضاء..
فقال لنا :قوما والبسا إحرامكما ولبيا للعمرة ...
لبسنا الحرام ولبينا ودخلنا ف النسك..
هبطت الطائرة لطار جده ...
وتوقفت وفتحت أبوابا ...
خرجت أنا وعبد العزيز منم الباب اللفي للطائرة ..وكان هأنا أن ند الشيخ..
ونششنم ننششزل مششنم الششدرج لحظنششا عششددا مششنم السششيارات الفارهششة تقششف أمششام سششلم الطششائرة لتسششتقبل ضششيوفا ل
نعلم أننا ننم القصودون بذلك!!
كان الشيخ واقفا يصافح حشدا منم الناس أمام السلم مباشرة ..
توجهنا للشيخ فأشار لبنه عبد العزيز وإل أن أركبا مع أحد السيارات..
ركبنا ف السيارة وخرجنا منم الطار..
وتوجهنا لي الروضة ف جده..
توقفت السيارات أمام بيت فاره كبي ذا لون أبيض ..
أنزلنا حقائبنا وثقلنا ودخلنا البيت لكي نرتاح قليل..
هذا النزل هو الكان الذي اعتاد شيخنا النزول فيه كل مرة ينزل لده..
وهو منزل الوجيه الشيخ صال بنم إبراهيم الزامل..
هذا الرجل الكري صاحب الرؤة العالية والنبل النادر الب للعلماء ..
رجل قد أغناه ال منم واسع فضله ..فهو منم أثرياء ووجهاء جده يقول ل أحد معارفه:
كان أبو إبراهيم رجل مقبل على الدنيا يلك القصور والفلل ف سويسرا ولندن وأمريك
ث إنه تاب إل ال تعال وتوجه للطاعة فتصدق بزء كبي جدا منم ماله ..
يبه شيخنا حبا جا ،ويكرمه بالنزول ف ضيافته كل مرة ..
سعت منم شيخنا ثناء عاطرا على هذا الرجل ونعم الرجل أبو إبراهيم ..
بارك ال له ف ماله وولده..
مكثنا قليل ووضع لنا الغداء وبعدها توجهنا لكة لداء العمرة...
كان مرافقنا بالضافة إل الشيخ صال الزامل هو دليلنا الخر الخأ علي السهلي..
وهو شاب مب للعلماء منم سكان جده ويتحفك بالديث والطرائف ..
97
فيكون النصب والرهاق ف صحبته متعة!!
بارك ال فيه وجزاه ال خي الزاء...
كان الشيخ طوال الطريق يلب ويرفع صوته بالتلبية ..حت يكاد يبح صوته منم ذلك..
كنت أراقبه وأفعل مثل ما يفعل وأقول مثلما يقول...
وكان يقطع أحيانا ذلك بالديث معنا والسؤال عنم شيء يهم..
غي أنه ف الغالب ل ينقطع عنم الذكر والتسبيح...
98
ل يب شيخنا أن يعرف نفسه لحد فذلك ليس منم شيمه ..
إل إن رأى حاجة لذلك ..
منم الواقف الت أذكرها جيدا ..
ف سنة منم السنوات كنت أسعى بي الصفا والروة معه ...
وكششان الشششيخ بطبيعششة الششال مرمششا ..وكششثي مششنم النششاس ل ييششز جيششد ا حينمششا يكششون مرمششا..فهششو بلف
الشكل العتاد له..
مررنا بوار رجل ف المسينيات يمل مصحفا ف يده ويلبس نعل ف السعى..
فاقتب شيخنا منه وقال له :ل ينبغي لك يا أخي أن تسي ف السعى بنعلك..
فالتفت للشيخ ول يعرفه وأخذه طول وعرضا وقال :هذا منم السنة!!
فقال له الشيخ :نعم هذا منم السنة حينما كان الصفا والروة واديا مفروشا بالصى والشتاب ..أمششا الن
فهو مبلط ولو لبس الناس النعال مثلك لتأذى الصلون منم ذلك ..
فقال الرجل :هذا أمر ل يعنيك وانصرف وترك الشيخ !!
فلحقه شيخنا وقال له :أريد أعرفك بنفسي ،أنا أخوك ف ال ممد بنم صال العثيمي!!
فقال :هو أنت ؟؟
الشيخ؟؟
قال :نعم أنا !!
فانن الرجل وحل نعله وقال :وال ياشيخ ما عرفتك سامن!!
وقبل رأس الشيخ واعتذر منه ...وهي تية تعورف أنا للعلماء!!
فقال الشيخ :سامك ال يا أخي ..لو أنك عرفت الرجال بالق خي منم أن تعرف الق بالرجال!!
ومنم الواقف الت أذكرها جيدا ..أنه ذات مرة كان الشيخ خارجا منم باب الصفا منم الدور الثشان بعشد
صششلة العشششاء ..فلمششح عششامل سششعوديا فش ش البلديششة يطششارد امش شرأة تكششر ونيششة مششنم يبعششنم أمششام الششرم بعششض
الردوات والزينة والنعال ..كانت تري وتمل متاعها اللفشوف ف قطعشة قمشاش وتصشيح وتولشول ..والرجشل
يري خلفها يريد المساك با..
وك ششانت امش شرأة ك ششبية فش ش الس ششنم وه ششو ش ششاب نش ششيط فلحقه ششا عل ششى درج أح ششد ال ششبيوت فأمس ششك بتاعه ششا..
فأخذت تصيح وتتجاه وتبكي بصوت مزن يقطع الفؤاد ..
وهو ل يلتفت إليها ول يرد عليها..
فرأيت الشيخ أحر وجهه وامتلئ غضبا وتوجه لذلك الرجل ..
99
فأمسك به بشدة ونزع القماش منم يده وألقاه ف يد العجوز فطارت به واختفت عنم ناظرنا..
وقال لذلك الشاب الذي صششعق مششنم الوقششف ولش يتششوقعه ويسشتعد لشه ..وكششانت علمشات الشوف والتعجششب
ظششاهرة علششى وميششاه قششال لششه :اذهششب لششديرك وقششل لششه إن ابششنم عششثيمي قششد أطلششق تلششك الشرأة وسششوف أتمششل
السئولية عنم ذلك !!
أعتذر منم الشيخ وقبل يده ورأسه وانصرف ...
100
عندها قمت بدفع باب الصعد وفتحتهما بعد ماولت عديدة وبالكاد فتح!!
ولكنم تبقى الشكلة أنه معلق بي طابقي ،ولكنم منم رحة ال بنا أن بقيت ف أسفله
فتحة بسيطة ..يكنم الرور منه
ولكنم بشقة ،وفيها خطورة حيث منم المكنم أن يتحرك الصعد ف أي لظة فيحصل
مال يمد عقباه !!
نزلت أنا أول فخرجت بنجاح ،وبقيت أل على شيخنا بالنزول حت وافق على
مضض..فتدل منم الباب فخرج والمد ل !!
ولول نفعل ذلك للكنا بل شك ..
والوقف الخر ،
ذات مرة جئنا لنفس السكنم ولكنم هذه الرة كان الصعد عطلنا بالرة ول يعمل..
فكان الواجب علينا الصعود على الدرج لعشر طوابق !!..
صعد الشيخ بكل خفة ورشاقة أما أنا فتعثرت مرارا وهأمت أن أرجع للحرم وأترك
الشيخ!!
فكان الشيخ يسحبن ويرن وهو ابنم السبعي حت وصلت وكاد نفسي ينقطع!!
غي أن الشيخ حينما وصل للسكنم تذكر أن لديه مكالة مع المي عبد ال ول العهد ..
وهي ضرورية ول يكنم تأخيها ..
فقال ل :احضر الاتف لكي اتصل ..فبحثت عنم جهاز الاتف ف كل غرف الشقة..
فلم أجده فتتبعت سلك الاتف الوصل بالفيش فوجدته موصول بغرفة مغلقة وليس لدينا لا مفتاح!!
علمت منم وجه الشيخ وملمه أن ل خيار لديه ..
فقررت النزول لشراء جهاز له ..
فقال ل :سوف انزل معك ..
قلت له :أبدا ،وكنت أعلم أنه سينزل معي ماملة ل تفيفا للمشقة!!
وخوفا علي منم أن أموت قبل الرجوع!!
فأصر على النزول معي فأذعنت لذلك ..
نزلنا وما أسهل النزول كما ما أسهل الدم !!
ننم أهل الدعوة نبن ونتعشب ونعشان أمشا أهشل الششر مشنم أهشل العلمنشة والنفشاق فيهشدمون ومشا أسشهل ذلشك
فالكل يقدر على الدم لنم ل ضمي له أما البناء فهي مهنة الشرفاء ..
101
جعلنا ال منهم..
بثنا ف اللت فوجدنا أجهزة متعددة ومتلفة السعار ..
فكنت أريد شراء جهاز معقول الثمنم حيث أنن علمت أن حاجتنا إليه لكالة واحدة فقط..
غي أن الشيخ له رأي آخر !!
بث عنم أرخص جهاز بالسوق وقيمته عشرة ريالت وهو أشبه بلعب الطفال!!
فقلت له :ياشيخنا هذا ما ينفع لشيء !!
قال :ياولدي مكالة واحدة فقط !!
فأخذناه واستحييت وال منم شراءه ولكنم هذه هي رغبة الشيخ ..
وليس هذا بل منه كما قد يظنم بعض أهل الغفلة بل الشيخ منم أكرم الناس
كما يشهد بذلك منم عرفه ولكنه مقتصد على نفسه بأقصى الدود رحه ال وعفا عنه..
صعدنا الدرج ويا للعذاب !!
فظنم شرا ول تسأل عنم الب..
وصلت للشقة فرميت نفسي تت دش الاء واغتسلت منم العرق والهد!!
دخل شيخنا وأراد إصلح خط التلفون فما استطاع فانتظرن حت خرجت منم المام..
فقال :تعال أصلح ل الاتف..
فتأملت ...ث
قلت له :ليس منم سبيل سوى بقطع سلك تلفون صاحب النزل وتوصيله..
فأب الشيخ وقال :هذا ليس منم الرؤة هل تريده يقول :أفسدوا سلك تلفون!!
فقلت له :ما العمل ؟؟
فبحثنا وتتبعنا السلك حت وصلنا لفيش التلفون ..
فقمت بفكه بسكي ووصلت أسلك تلفوننا البتذل ولكنم أينم اللصق الذي يثبته!!
فقلت :ياشيخ التلفون يعمل ولكنم نتاج للصق فهل سننزل منم اجله للسوق ؟؟
فقال :كل بل أوصل السلك بيديك وأمسك به حت أني الكالة!!
كانت فكرة شاقة ولكنها أهون على نفسي منم النزول منم الدرج ..
اتصل شيخنا على مكتب المي ..فرد عليه عامل البدالة ..فعرف الشيخ بنفسه ..
فرحب به الرجل وقال له سأوصلك بطويل العمر!!..
فاستمر ف النتظار دقائق معدودة حت يوصلوه بالمي وكنت خائفا وال ..
102
أن يرد طويل العمر فيسقط السلك منم يدي فأحاسب حسابا عسيا !!
ولكنم ال سلم ..
كلم شيخنا المي وقضى منه ما يريد ث لففنا التلفون وأهديناه لولد صاحب البيت لكي يتسلوا به!!
103
هل كل صاحب دعوى هو مقبول على الطلق؟؟
أليس كل أحد معرض للخطأ ف التوصيف واللحظة ما يبن عليه
خطأ ف اتاذ القرارات..
أليس رسولنا صلى ال عليه وسلم وهو سيد البشر أخطأ؟؟
كما فعل مع ابنم أم مكتوم فعاتبه رب الللة منم فوق سبع ساوات؟؟
ولكنن لو رجعت للوراء لكان تصرف متلفا للغاية ،فالمد ل على ما قدر...
ل يظهر على شيخنا أي ارتباك أو حرج منم ذلك التصال كما هو حال..
وصلنا لده فوجدنا حشدا كبيا منم الناس ف انتظارنا..
جده هذه هي مدينة الشيخ ممد العثيمي!!
يب شيخنا أهلها وهم أشد حبا له..
وسعت شيخنا مرارا يقول ذلك
ولذلك حينما يعاتب على حظ جدة منه بلف الدن الخرى
يقول هؤلء هم جيان الرم فل تلومونا ببهم!!
ولذلك منم اللحظ كثرة طلبة الشيخ ف عنيزة منم أهل جده ..
وأما الضور الكثيف لاضرات الشيخ ف جده فذلك ل ينافسهم عليه أحد..
نزلنا ف منزل الشيخ صال ..
فبدا أن اللس يغص بالناس ..غي أن هناك ضيفا ميزا ف تلك اللسة لأنساه!!
دخل علينا رجل حجازي الطلعة ،هادي الطباع ،حليق الذقنم ..مؤدب ..
فيه سكون ل تكاد تسمع له حسا ...
تقدم ف اللس ،وحينما رآه الشيخ ..قام له ..وصافحه برارة..
ل يكنم وجهه غريبا علي ،فقد سبق أن رأيته ...
ولكنن ل أميز شخصه؟؟
فبقيت أحلق فيه وهو جالس بوار الشيخ ل يكاد يرفع رأسه منم الجل..
وبعد التدقيق والتمحيص ،انكشفت ل شخصيته ...
فصعقت ،وتعجبت ،وما توقعت أن أرى ذلك أل!!!....
بوار الشيخ !!
إنه الغن الشهور ممد عبده !!
104
مالذي أتى به ؟؟
ومنم دعاه؟؟
يقيم ممد عبده بوار منشزل الششيخ صشال الزامشل ولشه جامع كشبي هنشاك قشد بنشاه ممد عبشده علشى نفقتشه
..
سعنا جيعا بتوبة هذا الغن ..
وكان لقاءنا به ف تلك اليام الت أعلنم توبته منم الغناء واعتزاله له وليته استمر بذلك!!..
غي أنه مورست عليه ضغوط منم جهات معروفة..
فسوغت له الباطل فعاد له وال حسيبنا وحسيبه..
زينوا له أن الغناء مباح خاصة منه ما يسمى بالغناء الوطن ..
كان شيخنا مهتما بحمد وزاره ف بيته مرارا ..
تثبيتا له على الق ولكنم ال ل يرد ذلك ) إنك ل تدي منم أحببت ولكنم ال يهدي منم يشاء(
ورأيته مرة يلس مع الشيخ لوحده وكان يشتكي له منم شدة الضغوط عليه ويبكششي فكششان شششيخنا يصششبه
ويذكره بال ..
ولقد تبع لنا الخأ ممد بتبعات جليلة لقضايا إسلمية عديدة عفا ال عنا وعنه لعلي أذكرها لحقا..
105
وأجهد الشيخ منم النتظار فدخل غرفته ونام..
أذن العصر وتوجهنا للمسجد..
وبعد الصلة عدنا للبيت ..
وبعد نصف ساعة منم الصلة ..رن جرس الاتف...
فرد الشيخ صال الزامل ..فعرفت منم كلمه أنه الوالد ..
وصف له النزل وصفا دقيقا ..ث أغلق السماعة..
ناداه شيخنا وهأس ف أذنه وطلب منه أن يوفر لنا مكانا منعزل عنم الخرينم ..
كان التوتر على أشده من ،بينما شيخنا كأن على فؤاده قالب ثلج!!
وهكشذا الرجشال اللشذينم طحنتهشم اليشاة طحنشا وتعلمشوا مشنم دروسشها يواجهشون الصشاعب بكشل ثبشات ورويشة
واتزان...
ذهبت برفقة الشيخ صال للفيل الاورة حيث سأستقبل الوالد قبل قدوم الشيخ..
بقيت ف الارج واقفا ف الشمس ..ول يقر ل قرار..
كنت أتصور غضب الوالد وهو رجل غضوب منم طبعه فكيف وهو ف هذا الال؟؟
حيث مضى على هروب منم النزل حوال المسة شهور ...
بعد دقائق تقدم حارس الفيل وفتح البواب الضخمة ودخلت سيارة جس كبية لونا احر وأسود وهي
سيارة الوالد الت عهدت..
حينما دخلت مقدمة السيارة وكان بلط الفناء مرتفعا عنم مستوى الشارع ل يظهر ل وجه الوالد..
و لكنم حينما استوت السيارة رأيت وجهه ..
ليته بيضاء متلطة بالسواد كمشا عهشدته ووجهشه عشابس بشل عليشه علمشات الغضشب والنفعشال ..وهشذا مشا
توقعته بالتأكيد !!
كان مشهدا مضطربا يصعب علي وصفه ..
تقدمت لباب السيارة بعد أن استدار با وأوقفها تت الظلت ..
ففتحت الباب فانكببت على يد والدي وقبلتها وقبلت جبهته ..
فأشاح بوجهه عن ول يرد السلم علي ..
ل أتضايق ما فعل فأنا أستحق منه أكثر منم ذلك !!
ل ألحظ أن معه شخصا آخر سوى حينما سلم علي ،فاستدرت للصوت..
فرأيت أحد أصدقاء والدي اللذينم يبهم ويثق فيهم وهشو السشتاذ مششرف الزهرانش السشتاذ مششرف رجشل
106
عاقل ورزينم ويثق والدي بنصحه ولذلك كانت صحبته للوالد ذلك اليوم منم رحة ال ب...
دخلنا لغرفة صغية ملحقة بالفيل حيث تضمنم لنا خصوصية كاملة..
جاء الشيخ صال حينما علم بقشدوم الوالشد فصشافح الوالشد بشرارة ششديدة كمشا هشي عشادته مشع ضشيوفه ولش
يكششنم يعلششم بالوضششوع الششذي بينش وبيش الوالششد ،فأخششذ الشششيخ صششال يثنش علششي وعلششى حرصششي علششى العلششم
وأن أعظم توفيق ل ل أن جعل ل قبول لدى إمام المة الشيخ بنم عثيمي .
لشك أن تلك العبارات الصادقة الت نطق با الشيخ صال والت خرجت منه بدون قصد حيث هشو ل
يعلم عنم القصة أصل ولش يشبه أحد با ،كشان لتلشك الكلمشات أثشر فش الوضششوع فكشأن معناهشا ..يشا أبشا
ممششد ل داعششي للقلششق فقششد حفششظ ال ش لششك ابنششك فليششس هششو كمششنم هششم مششنم أترابششه مششنم الشششباب اللششذينم
اشغلهم اللهو فأضاعوا دينهم ودنياهم
بل إن ال هيأ لبنكم مكانا ل تستطيع أنت ول غيك أن يضعه فيه بل هشو فضششل خشالص مششنم الش عششز
وجل !!
أحضر لنا القهوة والشاي وكنت أخدم الوالد وصاحبه ...
ول نكنم نتحدث بل كان الصمت رهيبا والدوء منذر بشر مستطي !!..
هذا ما تيلته وتوقعته...
107
حيث وصف ذلك العال كيف أنه أصابته هيبشة الوقشف بيش يشدي الليفشة بالقششعريرة والرتبشاك ،فلحشظ
ذلك الأمون وكان رجل داهية ..فأخذ يتحدث مع الشيخ ف أمور خارج الوضع الذي جاء
مشنم أجلششه نششو أحشوال الدينششة الشت قشدم منهشا وكيششف الغلء والرخششص فش السشواق وهشل جشاءهم غيششث ومششا
حال الزرع والضرع ونو ذلك ....يريد منم ذلك كله أن يلطف الو
الشحون ويذهب الروع عنه ...
وهكذا فعل شيخنا ذلك اليوم ..
أخذ يتحدث مع الوالد ويسأله عنم عمله وكيف أحوال الطائف وعنم المطار ونو ذلك
كنت أرقب ف وجه والدي البتهاج..
وأخذت أسارير وجهه بالنفراج رويدا رويدا حشت إذا مشا ششعر الششيخ بتهيئتشه بششدأ ششيخنا فش الشديث فش
الوضوع الهم!!
قششال الشششيخ :تعلمششون أن الخأ فلن ) كنششت أتن ش أن ينششادين بششالبنم وأظششنم الشششيخ تعمششد ذلششك لكمششة
يقصدها فتأمل!!( قد جاء لعنيزة منم أجشل طلشب العلشم وقشد لحظشت منشه حرصشا علشى العلشم وصشدقا ف
الطلششب فقربتششه منش وصششحبته معششي فش بعششض أسششفاري فرأيششت منششه مششا أسششرن وتأكششدت مششنم أمششانته وحرصششه
على التحصيل العلمي..
غيش انششه قششام أحشد طلبتنششا بالتصششال عليكششم وتأكششد مششنم حشاله وأنششه هششارب مششنم بيتششه وجششاء بغيش إذن والششديه
فغضبت منه وحصل أن اتصلت عليكشم مشرارا فدار بيننشا الشديث الشذي تعلمشه وحددنا هشذا الزمشان لكشي
نلتقي واحضر لكم ابنكم فلن لكي ترونه ونقرر ف حاله ماهو الصلح والرشد له ..
سكت الشيخ ث بدأ الوالد ف الديث ...
م ششنم ع ششادة وال ششدي إذا أراد ال ششديث ال ششاد أن يل ششع ش ششاغه ويض ششعها عل ششى حج ششره ويتكلمبص ششوت خ ششافت
وهادئ...
قال :فلن فعل فعل ل يفعله أحد منم الناس ،عصان وعصى أمه وترك دراسته وهرب منم النزل ..
قاطعه الشيخ !!
وقال :يا أبا ممد ل داعي أن تذكر ل ما سبق أن سعته منك ...خاصة وأن وقت ضيق
للغاية ولدي ماضرة الليلة والناس تنتظرن ف الارج ..
سوف أعرض عليك أمرا وأنت قرر ما تراه ف ابنك!!..
شششيخنا رجششل حششازم ويششب الششدخول فش صششلب الوضششوع مباشششرة ،ول يششب النشششغال بتفاصششيل قششد تبعششد
عنم الواقعة الادثة لتنتقل نقدا وتحيصا لا مضى وفات..
108
قال له :
أريششدك أن تششتك فلنششا عنششدي ف ش عنيششزة وسششوف أسششجله ف ش الدرسششة الثانويششة لكششي يكمششل دراسششته ،ولششك
علششي يششا أبششا ممششد أن أراقبششه وأربيششه كمششا أراقششب وأرب ش أحششد أبنششاءي وثششق تامششا أنششه سششيكون تششت رعششايت
ومسئوليت بعد رعاية ال سبحانه فل تنعه منم العلم وطلبه....
أيها الخوة والخوات يصيبن الجشل وأكششاد أذوب مششنم اليششاء حينمشا سشعت هشذه الكلمششات مششنم شششيخنا
رحه ال ..
وال الذي ل إله سواه ل أتوقع أن يقول شيخنا ما قال ول خطر ف بال ..
حينما تقرءون سية شيخنا وذلك حينما انتقلت عشائلته للريشاض وكشان ششيخنا مشنم تلميشذ العلمشة الششيخ
عبد الرحشنم الناصشر السشعدي فكشان لزامشا أن ينتقشل التلميشذ للريشاض مشع عشائلته ولكشنم الششيخ ابشنم سشعدي
طلب منم والد الشيخ ممد أن يبقيه ف عنيزة حت يستمر ف الطلب ..
أنششا ل أقششارن نفسششي والش ش بششذينم العلميش ش الكششبيينم ولكششنم أحكششي ذلششك الوقششف النبيششل مششنم شششيخنا عليششه
سحائب الرحة والرضوان ...
ل يدر ف خلدي أن شيخنا سيقول ذلك ول يكنم متوقعا ما قاله الوالد..
قال والدي وبكل ثقة واطمئنان....
مادام فلن هو ف رعايتك وتت مسئوليتك فأنا أوافق على بقاءه ف عنيزة
بشرط أن يكمل دراسته ويتهد فيها ويبتعد عنم رفقة السوء ..
وله علي ياشيخ ممد أن أرسل له نفقة شهرية قدرها ألفي ر ..
أكاد أعجز أحيانا وأقف متارا ف صياغة بعض العبارات الناسبة ف توصيف بعض الحداث !!
إن لكششل كلمششة رنينششا خاصششا ولنششا ميشزا ولكششل عبششارة وزن ل بششد مششنم مراعششاة نغمششاته حششت تعطششي النطبششاع
الصادق لا ترمي إليه !!
بالختصر ذلك أكب منم طاقت !!
ليتن شاعرا أو أديبا حت أنطق با يعتلج بدواخل نفسي ...
صدقون أيها القراء الكرام أنن حينما أتذكر تلك اليام أو أكتب عنها ..
فإنن أعيش ف جنباتا كالسائل الائر السكي يضر توزيع الغنائم أو الرث!!
109
ما ذا كان حال تلك اللحظات ؟؟
كيف اصف مشاعري حينما سعت ماقاله شيخنا؟؟
كيف أصف حال حينما سعت والدي يقول ما يقول؟؟
بكيت وال ،بكيت بكاء فرح ومرارة معا !!..
ذرفت الدمع وكاد أن يكون نرا جاريا منم دمي ...
بكيت منم الل الذي اكتويت به طوال تلك الشهور الت مرت علي كقرون ..
منم الطائف لبا للرياض لائل ث للقصيم وبينها أمور لو تعلمونا ل أخالكم تودون معرفتها !!
دعوها ل فأنا لوحدي أكتوي با وأجري على ال ...
قمت لوالدي فقبلت يديه ولو قدرت للبسته تاجا منم ذهب أو سورته سوارا منم ياقوت!!
ولكنم هل هذا ما يريده أب ؟؟
هل يريد أب من جزاء أو شكورا ؟؟
ماذا يريد كل أب منم ولده؟؟
إن أجل دعاء يب كل واحد منا عنم ولده أن يقال له...
جعله ال قرة عي لك ...
نريد أبناءنا أن يكونوا قرة عي وكفى !!
أمشا شششيخنا ممشد ..فسششأبقى أبشد الششدهر أدعششو لشه حشت يمعنش الش بششه بشوله وكرمششه فش جنششات النعيششم فش
مقعد صدق عند مليك مقتدر ...
لش تنتهششي القصششة ولش أختششم القششال رغششم قصششره سششوى لعطيكششم فرصششة أيهششا السششادة الكشرام أيتهششا السششيدات
الكريات لكي تستخلصوا العب ما مضى ..وتعلقوا ماشئتم ..
وسوف ألقاكم بعد أسبوع منم مقال هذا لكي نستأنف الزء الثان منم القصة..
والسلم عليكم ورحة ال وبركاته
أخوكم ومبكم مالك الرحب أبو عبد ال..
110
رحلتي إلى النور الجزء الثاني
111
ل تقلق يا أب ...سوف أسعى بكل جهدي لغي الصورة السيئة
الت رستها عنم نفسي ..
تنيت أن ألقه وأذهب للوالدة العزيزة فأطيب خاطرها وأرضيها ..
والت أعلم علم اليقي أنا أشد قلقا وخوفا علي منه ..
ل شك عندي أن والدي ل يكنم مطمئنا علي ف ذلك الال ..
فهو رجل يدرك بفطنته خطورة الوقف بل يدرك ضبابية الستقبل..
فما يدريه قد يكون كل ما رآه وشاهده وسعه هو سراب ..
أو غمامة صيف عنم قريب تقشع!!
والمر بيد ال سبحانه وتعال منم قبل ومنم بعد..
ها أنذا أيها الخوة والخوات الكرام أفتح لكم صفحة جديدة منم
ذكريات وأطوي تلك اليام الليئة بالعذاب والشقاء ..
ولكنم هل انتهى كل شيء ؟؟
هل توقفت دورة الياة ومعاناتا ..؟؟
هل مضت المور على ما يرام ف كل أحوالا؟؟
كل؟؟
إن اليام حبلى بالفاجئات ....
والت قد تكون سارة رقيقة ناعمة....
أو تكون نارا كاوية وعذابا ..
تكفيا للخطايا أورفعة ف الدرجات؟؟
قد يقول قائل :ل أقدم شيخنا على هذا التصرف ..؟؟
والواب :ل أشك أنه كان يعلم عواقب فعله ...
ولكنم كما سبق وذكرت ،أن شيخنا يزن المور بوازينم متلفة!!
هذه القاييس والعايي ...
مبنية على التقوى والشية منم ال تعال والخلص له ..
ل على الوى وسوء الظنم ..وبعد ذلك
فليغضب كل العالي حينها ..
دعون أروي لكم بعض الحداث ف تلك الرحلة ث لنكمل القصة..
112
عدت للمجلس مع الضيوف ..وجلست بوار عبد العزيز ابنم الشيخ ..
والذي ل يشعر با حصل ف تلك اللسة ل هو ول غيه..
سواي أنا وشيخنا ...
بقي الناس يتحدثون مع الشيخ ويستفتونه ..
كان فيهم جع منم مشائخ جده ومب الشيخ أذكر منهم ...
الشيخ علي الكمي ..
الشيخ جعان الزهران ....
الخأ علي السهلي ..
الخأ عبد الادي الكمي ...
والشيخ ممد الشميمري...
وهؤلء المسة تكرر حضورهم ولقائهم بالشيخ ف كثي منم سفراتنا لده...
وللسف نسيت كثيا منم الساء الت ل تسعفن الذاكرة بم!!.
انتهت اللسة قبل أذان الغرب وتوجهنا لامع المي متعب ..
حيث سيلقي شيخنا ماضرة ...
كان المع هائل واللق صلت خارج السجد منم الزحام ..
ألقى شيخنا تلك الاضرة ..
ث بعد الصلة توجه لسيارته العدة له ..
وهي سيارة الشيخ صال الزامل ..
وبالكاد وجدت فيها مكانا ل ولعبد العزيز الذي لزمته ولزمن طوال تلك السفرة...
حينما توجهت السيارة لوجهتها ..
تبعنا قطار منم السيارات !!
والت أشك أنا كانت مدعوة للوليمة العدة للشيخ!!
كانت تلك السيارات لمع منم مب الشيخ ..
والذينم ل أسيهم الطفيليي كما يدعي البعض!!
ولكنهم فتية قد شغفوا بالشيخ و صاروا يلحقونه أينما استقر وحل..
كان ذلك ف بعض الواقف مرجا للشيخ مع مستضيفيه....
فيضطر أحدنا للتوقف ..لتبليغهم بلطف أن الدعوة خاصة فيتقبل الميع ذلك
113
بكل احتام وأدب ..فينصرفوا ..بارك ال فيهم..
توجهنا لي المي فواز ...
حيث كان مضيف الشيخ هو الستاذ عبد الرحنم المودي..
وهو صاحب الشقة الت نزلنا با ف مكة..
نزلنا ف بيته العامر..
ونزلت معنا الموع الت ل تدعى ..
رأيت الرج الشديد ف وجه الضيف منم ذلك ..
والذي أظنم أنه ل يتضايق منم كثرتم فهو رجل سح وكري ..
وبيته فسيح وطعامه كثي...
غي أن السبب سيدركه لحقا منكم منم فطنم !!
بعد جلوسنا ف اللس الفسيح ..والذي غص بالضور
تلق جع كبي منم الطلبة حول الشيخ ..
منهششم السششتفت ومنهششم صششاحب الاجششة ومنهششم مششنم جششاء ليسششتفيد مششنم أدب الشششيخ ..فهششو مدرسششة متنقلششة
رحه ال..
لقد كان الواحد منم السلف يسافر السافات البعيدة منم أجل لقيا عال
لكي ينهل منم علمه وأدبه وسته ..
وهششاهم طلبششة العلششم مششنم جششده ومكششة ونششد والنطقششة الشش شرقية والشششمالية والنوبيششة وغيهششا يقتششدون بسششلفنا
الصال بارك ال ف الميع..
ل أكنم أعرف الدعوينم ول مستوياتم ف التمع ..
ولكنم بعد فتة منم الوقت دخل علينا ضيفان ميزان ل أتوقع أن سأراهم رؤيا العي ول ف أحلمي!!
دخل علينا شابي وسيمي ظاهر عليهما الثراء والسلطة والنفوذ!!
إنما المي سعود بنم فهد بنم عبد العزيز ..
والمي عبد العزيز بنم فهد بنم عبد العزيز ..ابنا اللك!!
وجلسا بوار شيخنا عليه الرحة والرضوان..
كان شيخنا يتكلم معهما بكل بساطة ودون تكلف ..
فأعطى ذلك انطباعا عنم شيخنا يفهمه الميع!!
كان المي عبد العزيز صامتا طوال اللسة تقريبا ..
114
ويظهر أن هذا منم طبعه أو بسبب وجود أخيه الذي يكبه ..
أما المي سعود فيظهر أنه كوالشده وفقششه الش يتحشدث بطلقشة وفيششه فصششاحة ويششب التحششدث مششع الضششور
بل تفظ..
كان الشيخ عبد العزيز الغامدي صاحب مشروع الزواج حاضرا ..
وكان يداعب المي سعود بضرورة أن يبحث له عنم زوجة شابة تكون ضرة منم ضرات أهله!!
فكان ياول الفكاك منه وتصريفه ..ويشيح وجهه عنه..
ولكنم الخأ عبد العزيز رجل ملحاح يريد تزويج خلق ال جيعا..
حت شيخنا ل يسلم منه!!
وبالكاد خرج المي منم مقصلة عبد العزيز الغامدي..
الخأ عبد العزيز لديه مشروع كبي لتزويج الشباب والفتيات ..
والراغبي ف التعدد..
وسعت عنم مشروعه كثيا منه ومنم غيه ..
ول أدري هل ما زال يعمل ف هذا الال أم تغي حاله..
ذات مرة حضر الخأ عبد العزيز رحلة قمت بتنظيمها لموعة منم ضيوف ول العهد المي عبد ال بششنم
عبد العزيز ..
وهم منم إحدى الدول الوروبية وحضر برفقة عدد منهم زوجاتم..
وكان معنا صحفي منم جريدة عكاظ وعدد منم الصورينم ..
طلب الشيخ عبد العزيز أن يلقي كلمة للضيوف ..
فتحدث وكان يتجم له أحد دعاتنا الرافقي بلغة القوم..
ولكنه سامه ال حور موضوع الكلمة وبدء بالديث عنم تعدد الزوجات..
وكان صوته مرتفعا ويصل لزوجات الخوة ..
فسمعنا فرقعة الصحون ورمي الكاسات منم خلف الباص الذي كنم يلسنم فيه..
وضرب البواب!!
حت يصمت هذا الزائر الزعج..
ولكنه استمر ف حديثه ..
فخرج النسوة منم الباص ..
وابتعدن عنم اللس ..والمد ل أننم ل يصبننا بالصى!!
115
ول شك أن أزواجهنم دفعوا ثنم تلك الاضرة لحقا!!
انتهت تلك اللسة المتعة وخرجنا منم بيت الستاذ عبد الرحنم المودي..
وتوجهنا لبيت مضيفنا الشيخ صال الزامل..
تلك الليلة لا مذاق خاص وطعم خاص..
لقد تغيت حيات تاما ذلك اليوم..
لقد انتهت تلك النة الت صارت كالسيف الصلت على عنقي
والذي كنت أنتظره أن يدنو يوما منم عنقي فيقطعه !!
ولكنم ال تعال بدل حال وغي مرى حيات ..
لقد كان لتلك الليلة بق وذلك اليوم وضع فريد ل..
فلقد قابلت أب ..
ورآه شيخنا ..وأرضاه وأقنعه ببقائي عنده تت رعايته ومسئوليته
وحلت عقدة هروب وانتهت بل رجعة والمد ل..
أصبح بقائي للدراسة عند الشيخ شرعيا..
زادت ثقت بنفسي..
وقويت عزيت ..
وارتفعت هأت..
ووضح مقصدي وهدف..
وتغيت ملمح وجهي !!
فكان وجه الواثق ل وجه الائف الرتاب!!
وبدأت منم تلك الليلة تكوينم شخصيت الديدة..
شخصية الطالب الد الواثق منم أصله ونسبه ونفسه !!!
فهذه نعم تتى ومننم جليلة أعجز عنم شكر الالق سبحانه عليها
مدى عمري فله المد وحده والثناء ...
عدنا فوجدنا مكان النوم معدا لنا جيعا..
116
أنا وشيخنا وعبد العزيز ف غرفة سويا..
والخوة الخرون ف غرفة ماورة..
حت شيخنا رحه ال شعرت منه تلك الليلة تبدل وتغيا ..
فرحا بانتهاء مشكلت مع الوالد ...
كنت ألو مع الخأ عبد العزيز وأريه بعض التمارينم الرياضية
وهو ترينم الضغط برفع السم بالعتماد على اليدينم!!
فلمحنا الشيخ ..
فجاء إلينا وقال :ماذا تفعلن؟؟
فقلنا :نتدرب !!
فقال :أل تريدان أن أتدرب معكما ؟؟
تبادلت النظرات مع عبد العزيز ..فانن الشيخ ول ينتظر جوابنا..
وضغط وعجزنا أن ناريه ف ذلك!!
شيخنا منم رآه ول يب طباعه ويعاشره فإنه يشاه ويتلئ قلبه
مهابة منه..
ولقد رأيت أشخاصا يتحدثون مع الشيخ والعرق يتصبب منم وجوههم
هيبة منه ..
ولكنم منم عرفه وعاشره وعاش قريبا منه ..
يرى شخصية أخرى متلفة وفريدة ..
تلزمك بحبته والعجاب بشخصه...
شخصيته جعت بي الزم واللي..
و جعت بي الهابة واللل والرحة واللطف ..
وبي الشجاعة والسماحة..
وبي علو المة والتواضع ..
وبي الد والرح..
و جعت بي الفصاحة وحسنم النطق والتبسط ف الديث..
هو بشر ككل البشر ..يصيبه ما يصيبهم ..
يغضب ويزن ويتأل ..ويضحك ويزح ويازح..
117
ولكنم ال تعال وهبه علما كالبال وإيانا وخلقا وعقل راجحا..
ووفقه وهداه ..وذلك فضل ال يؤتيه منم يشاء..
طلبت منم الشيخ تلك الليلة أن يوقظن معه لصلة الليل ..
منم عادة الشيخ أن ينام على الرض ..دون مراتب أو أسرة..
وذلك ف كل أسفاره ...وكنت أفعل مثله واعتدت على ذلك..
فهو ل يطلب سوى وسائد يضعها تت رأسه..
يلع عمامته ث يقوم بتمريرها على الرض ثلث مرات
ث يقرأ أذكار النوم وينفث على يديه ويسح با على جسده
كما هي السنة..
ث يلف عمامته على وجهه ول يلع ثوبه ..
ويستلقي على يينه ث ينام..
يستيقظ شيخنا على جرس ساعته النبهة الت يملها دوما ف أسفاره
وذلك قبل الفجر بساعة تقريبا..
أوقظن تلك الليلة ..
فتوضأت ..
وصليت الوتر سريعا ..وجلست أراقب الشيخ ماذا يفعل..
صلى ركعتي خفيفتي..
ث صلى خس ركعات تقريبا ..وأت القراءة فيها والركوع والسجود..
وختمها بقنوت طويل بتبتل وخضوع..
حت أذن الفجر...
حينما ختم وتره رفع صوته بالذكر..
سبحان اللك القدوس ثلث مرات ..يد با صوته كما هي السنة..
صلينا الفجر ث عدنا للمنزل فنام حت وقت الضحى..
استيقظنا وأفطرنا ث توجهنا لستكمال برنامج الشيخ..
مكثنا ف جده يوما أو يومي نسيت ذلك!!
ث رجعنا للقصيم...
وصلنا للمطار فاستقبلنا الشيخ خالد الصلح نسيب الشيخ..
118
وف الطريق أوقفنا كما هي عادة شيخنا أمام أحد مساجد عنيزة
وصلى فيها ركعت القدوم منم السفر...
أنزلون أمام سكنم الطلب وتوجه شيخنا لبيته..
حضرت الدرس ذلك اليوم ..ولكنم بوجه جديد وعزية كالديد!!
تفاجأ جاري بوجودي ..شعرت بذلك ولو ل أبصره بعين!!
منم خلل حركاته وارتباكه ث صمته ...
وال شاهد سبحانه ..ومطلع عما عزم عليه..
عدت لبنامي العتاد ..واشتيت كتبا حديثة الطبع..
وحصلت بالان على كمية ل بأس با منم الكتب والراجع الهمة..
حيث خاطب الشيخ جامعة المام ممد بنم سعود السلمية
بطلب كتب ل منم مطبوعات الامعة ..
فبعثوا ل كراتي مليئة باللدات الفاخرة منم مطبوعاتا ومنها
درء تعارض العقل والنقل لشيخ السلم ابنم تيمية..
ومنهاج السنة لشيخ السلم ابنم تيمية أيضا ..
ومموع الفتاوى له وغيها ما ل يضرن..
انتقلت لغرفة أخرى وذلك بأمر شيخنا ..
حيششث اختششار ل ش أن يكششون زميلششي ف ش الغرفششة الخأ مبششوب الباكسششتان وهششو مششنم خية طلبششة شششيخنا خلقششا
وأدبا وعقل ..
كششان يضششر الششدكتوراه حينهششا فش مششادة الششديث فكششانت صشحبته ومرافقتششه مكسششبا ثينششا لشش ..غيش أنششه كششان
كثي السفار لدينة الرياض لتابعة شئون رسالته ..فكنت أبقى ف أحيان كثية لوحدي..
وضعت لنفسي برناما صارما تت إشراف شيخنا ..
مليء بالفظ والراجعة وكتابة البحوث والقراءة ونوها..
وكنت كلما أشكلت علي قضية أو مسألة دونتها ف أوراق عندي ث أقرأها على الشيخ وأسجل أجوبته
بعد الصلوات فيفك طلسها بكل براعة
ويل عقدها بكل ثقة ..
بصوص الدراسة النظامية وبا انه قد مرت فتة طويلة على ابتداء الفصل الدراسي فقد أخرت اللتحاق
بالدرسة حت الفصل التال حيث يسمح النظام الثانوي الطور بذلك...
119
ما منحن فرصة النصراف الكامل لطلب العلم ف حلقة الشيخ...
ذات مرة أخبن الشيخ بأن أمي القصيم وهو المي عبد اللشه بشنم عبشدا لعزيشز سشوف يقشدم لزيشارة سشكنم
طلب الشيخ..
حضر الشيخ للدرس تلك الليلة كما هو العتاد..
ول يتغي منم نط الدرس شيء..
سوى أن النطقة الاطة بالامع قد اكتضت بالعساكر والشرط استعدادا لقدوم المي...
ف خلل الدرس دخل أحد رجال الشرط وتقدم إل الشيخ وهأس ف أذنه..
فقال شيخنا ...ورفع با صوته :بلغ المي أن يتفضل ف السجد ويضر الدرس !!...
خرج رجل الشرطة منم السجد ..
ورجع مرة أخرى وعلى وجهه علمات الوف والوجل والتحرج ..
فهمس مرة أخرى ف أذن الشيخ ..
فقال شيخنا للطلبة :انتظرون قليل وسأرجع..
وخرج حافيا وسلم على المي وطلب منه حضور الدرس مع الطلب حيششث أنشه ل يسشتطيع قطشع درسششه
!!
دخل المي وحاشيته وحرسه وتسننوا ف الصف الول وجلسوا لستماع الدرس ..وانتظار الصلة..
استكمل شيخنا درسه الول والثان بعد الذان كما هي العادة..
ث صلينا العشاء...
بعد الصلة نادى علي الشيخ !!...
وكنت كما هي عادت أصلي بوار الؤذن..
فتقدمت إليه ..وقال ل :اذهب وانتظرن ف غرفتك فسوف
أزورها مع المي!!
نظرت ف وجهه وبلقت فيه !!
فقال :هيا انطلق!!..
انطلقت كالنون ل الوي على شيء ول ادري ماذا افعل..
صعدت لغرفت وقمت بكنسها وترتيبها وتطييبها ..
ولكنم ل يصلح العطار ما أفسده الدهر!!
خجلت وتنيت أن يصرف الشيخ المي لغرف أخرى أحسنم حال
120
وتنظيما وأكثر باء ..
تول شيخنا مع المي ف داخل السكنم..
وأراه الكتبة وقاعة الطعام التواضعة..
ث صعدا للدور الثالث ث للرابع حيث أنا ف انتظارهم..
دخل المي وهو مسك بيد الشيخ..
وخلفهما حشد هائل منم الناس والعسكر ...
ووقفا باب غرفت الصغية !!..
وتول المي بنظره فلم ير شيئا يستحق النظر سوى عدد منم الكتب والدفاتر وعدة الطلب!!
فقال ل المي ...ما اسك؟؟
فقلت :فلن بنم فلن الفلن ..دون تردد ووجل!!
فقال :ونعم فيك !! فرددت تيته ..
ث قال :اجتهد ف العلم..وفقك ال..
وانصرفا ..
الحلقة الربعون
أحششاول ف ش سششرد قصصششي وروايششات هنششا أن أحشششر مواقششف ومنششاقب عششنم شششيخنا بي ش العبششارات والكلمششات
كلما وجدت ذلك سائغا..
ذكرت منذ بداية قصت أنن سأروي موقفا واحدا لشيخنا!!
ومنم خلل السياق بعثرت عددا منم القصص والشواهد
ما يزيد حبكة الوضوع ويعطي له نكهة خاصة..
ويوصل رسائل وانطباعات اقصدها وتفيد القراء الكرام..
أما بالنسبة عنم شخصي فليس لدي شيء يستحق الذكر سوى ما ير
ب منم مواقف مع الشيخ والت هي صلب الوضوع ..
لحظت عددا منم التابعي للقصة يطلبون من الستسال ف الديث
وأنا أتفهم أن القصد منم ذلك معرفة حياة الشيخ ممد بنم عثيمي
121
كما رأيتها وعاصرتا ..وهذا موضوع أوسع وأشل ما يتصور أولئك
و لكنم ما ل يدرك كله ل يتك جله!!...
لذلك سوف يتلف البنامج قليل ..
سأحرص على استكمال قصت حت النهاية وكلما سنحت ل فرصة
لذكر منقبة أو موقف سوف اذكرها وأستسل أحيانا !!..
فأرجو أن ل يصيب ذلك إخوت القراء باللل ..
فهي ل تلو منم فوائد وعب هدان ال وإياكم صراطه الستقيم..
مع أن الذاكرة أحيانا تونن ..لبعد الزمنم وكثرة الشاغل ..
وال خي معي سبحانه..
أرجع لقصتنا..
بعد مرور حوال عشرة أيام منم عودتنا منم جده ..
كلششف الشششيخ الخأ ممششد زيششنم العابششدينم والخأ مبششوب والخأ بنششدر الربش ش بالسششفر معششي للطششائف لكششي
أحضر مكتبت وحاجيات..
نزلنا بسيارة الخأ بندر حيث هي منم نوع النيسان الداتسنم ذات الربعة
أبواب .. ..وتوجهنا للطائف منم طريق عفيف..
وهو طريق طويل ومل ولكنم صحبة هذه الرفقة الصالة ..
تنسيك تعب السفر ومشقته..
حدثنا الخأ ممد عنم ذهابه للجهاد ف أفغانستان ..
وروى لنا قصصه ومشاهداته هناك
وما أذكره أنه ف أحد الليال الظلمة ..
وكان مع مموعة منم الاهدينم العرب والفغان...
طاردتم طائرة روسية..
وقصفتهم بالدافع والصواريخ حيث أن معهم عددا منم السرى
الروس وشيوعيون أفغان..
وروى كيف أنم تكنوا منم إسقاط تلك الطائرة بصاروخأ موجه..
بعد عناء وإثخان فيهم ..منم العدو..
أذكر أيضا ما رواه لنا الخأ مبوب عنم طلبة العلم ف باكستان..
122
وكيف أنم يدون الشقة الائلة ف تصيل العلم
والوصول إل الشيوخأ الثقات ..
وما يواجهه الطالب منم عقبات منم أهله وجاعته الذينم قد يالفونه
العتقد أو النهج..
وكيف أنتقل منم العقيدة الضالة والبتدعة لعقيدة السلف ..
وازدادت رسوخا بعد قدومه للمملكة..
وقال :إن أكب نعمة حصلها هو تكنه منم طلب العلم ف حلقة شيخنا
عليه الرحة والرضوان ..ويغبطه أنداده على ذلك ..
كان انطلقنا منم القصيم بعد صلة العصر تقريبا ..
وسرنا أغلب الليل.. .
ووصلنا لضواحي الطائف بعد منتصف الليل..
كان الديث مع الخوة متعا غي أنم كلما صمتوا ..
أتضايق منم التفكي ما قد يدث ...وأتذكر أنن متوجه لرؤية عائلت..
فافتح بابا للحديث
فينشغل فكري عما أنا مقدم عليه..
ل أكنم أحب أن أتيل ما سيحدث..
ل شك أن عائلت قد وجدت ف نفسها علي ..
ما فعلته..
خاصة وأنن ل أتصل بم شهورا عديدة..
فأنا أبنهم وحق علي أن ل أقاطعهم ..وأصلهم واتصل بم..
وهذا مافعلته بمد ال بعد ذلك طوال بقائي ف القصيم..
حينما اقتبنا منم حينا أصابتن كآبة وخوف وارتباك..
وهو أمر طبيعي جدا...
فالرء حينما يطول بعده عنم أهله وذويه بسفر أو غياب لي سبب
كان ،تصيبه نوبة منم الرتباك والتدد..
قبيل ولوجه دارهم أو ينزل حلتهم..
هذا فيمنم حاله طبيعية وف أمر معتاد؟؟
123
أما حال فهو معقد للغاية ،فالوطأة أشد والوف والتدد أعمق!!..
حينما وصلنا قريبا منم حينا ..
دارت ف ذاكرت تلك اليام الوال..
تذكرت لظة الروب منم البيت..
وكيف أنن خرجت منم البيت خائفا أترقب...
وهاأنذا أعود الن وكلي أمل لعهد جديد وصفحات ميده إن شاء ال
سبحان منم يبدل الحوال ..
طلبت منم الخأ ممد أن يتوقف قليل لنستيح منم عناء السفر..
ويأكل الخوة شيئا ..
وكان مقصدي ف نفسي أن أهيئ فؤادي وعقلي لقابلة العائلة..
تضايق الخأ ممد منم ذلك وكان يرغب أن استضيف الخوة ف بيتنا..
وكلمه مقبول ورأيه أسد..
فهو منم سللة كرام وأهل نوة وشهامة..
فل يرضى الواحد منهم أن يطعم الضيف سوى ف بيته ومنم طعامه
ولكنم وضعيت وحال متلفة للغاية ..
فعاداتنا وتقاليدنا ونوتنا ل تقل عنهم والمد ل ..
يقول الفقهاء..
الكم على الشيء فرع عنم تصوره!!
ويقولون أيضا..
مراعاة الال ،والكم على شواهد العيان كل بسبه ..
فما كنت أحب أن أشغل عائلت أو أشعرهم بتكليف..
خاصة لطول الغيبة ولصوصية وضعي..
على كل..استحنا لفتة منم الزمنم..
ث طلبت الاتف منم صاحب الطعم ..
فاتصلت على البيت..
فردت علي الوالدة..
فرحبت ب وسرت بسماع صوت وكأن شيئا ل يدث!!
124
رضي ال عنم والدت وعفا عنها وجعلن معها ف فردوسه العلى..
قلت لا سنقدم عليكم بعد قليل ..
وسوف ننقل الكتبة فورا ف السيارة!!..
قالت :ألنم تباتوا عندنا؟؟
فقلت لا :ل أريد أن أكلف عليكم والخوان يرغبون الرجوع منم غد!!
فقالت :باتوا عندنا الليلة والصباح رباح!!
توجهنا للبيت ..
واستقبلنا الوالد..
فرحب ب وبالضيوف ..
والمد ل كانت نفسيته متازة ول أرى منه أي تضايق أو انزعاج..
خاصة أن شيخنا بعث معي برسالة للوالد هذا مضمونا..
الخأ الكنم .............حفظه ال
السلم عليكم ورحة ال وبركاته وبعد..
فأريد أن أبشركم أن ابنكم فلن متهد ف دراسته وطلب العلم
ومافظ على صلة الماعة خلف المام ..ال..
وقد بعثته إليكم لكي يمل مكتبته ويسلم على والدته..
ويضر ملف الدراسة لكي يكمل دراسته الثانوية..
ث دعا الشيخ ل وللوالد جزاه ال عن خي الزاء..
وأحتفظ بعدد منم رسائله للوالد عندي ..رحهما ال..
سلمت على أمي وإخوت جيعا ...
اشق شيء ف السفر الطويل والنقطاع عنم اهلك وأحبابك
هو أن تنزل عليك الخبار جلة واحدة وقد يكون بعضها مرا وموجعا
ولذلك أحرص دوما أن اتصل على أهلي باستمرار خوفا منم مرارة
الفواجع دفعة واحدة!!
فاجئن مرض أحد إخوت الكبار برض قريب منم الصرع !!
حيث أصيب بس أو عي ..
فما استطعت الديث معه أو افهم حاله ..فهو ل يكاد يعقل !!
125
سألت الوالدة عنم أمره؟؟
فقالت :وال هو كما ترى ،وما تركنا مستشفى ول عيادة إل
وعرضناه عليهم ،استمرت حالة أخي كذلك لعدة شهور ..
ولكنه تعاف وعادت له صحته وهو الن سيد نفسه وله ذرية وشأن!!
اجتمعت بالعائلة أخيا ..
لقيت العمة ..الت وقفت معي ف منت..
وقلت لا :المد ل فقد أوف ال بظن ونوت!!
فضحكت وفرحت ..
جلست مع إخوت الصغار الذينم اشتقت لم كثيا..
وخاصة أخت الصغرى الت أحبها حبا ل يعلمه إل ال تعال وما زلت..
وكم تألت لفراقها وللبعد عنها فالمد ل الذي جعن بم جيعا..
وجدت كثيا منم كتب وأغراضي معدة ل عند باب البيت بناء على
طلب..
ل يشق علينا تكديسها ف مؤخرة السيارة وبالكاد وسعتها..
بات الخوة ف اللس..
وسهرت طوال الليل مع الوالدة والعائلة ..
حيث كان يوم خيس ...
بعد صلة الفجر ودعت العائلة ..
وتوجهت مع الزملء لكة لداء العمرة ..
أدى الخوة العمرة وبقيت أنا ف السيارة أحرس متاعنا وكتب..
ث رجعنا للقصيم ووصلنا قريبا منم العشاء..
أوقفنا السيارة ..وناديت على عدد منم الزملء ..ليعاونونا
ف نقل الكتب للغرفة ..الت أمتلءت أدراجها أخيا بالكتب!!
ل أن تلك الليلة منم الماس..
ورتبت غرفت ورصصت كتب ف مواضعها حت أذن الفجر..
نزلت للصلة ..
وانتظرت شيخنا أمام باب السجد ..
126
فجاء للمسجد وهو حاف !!
ويضع أعلى عباءته على رأسه..
قبل أن يدليها على كتفه قبيل دخول السجد..
قبلت يديه ورأسه..
وليتنا قبلت قدميه ..
فله الفضل علي بعد ال ف انطلقت الدية ..
جزاه ال عن وعنم السلمي خي الزاء...
127
كنت اقرأ وأراجع تلك الكتب ث أدون تلك التعليلت والقواعد
وف اليوم التال أقرأها على الشيخ وأسجل تعليقاته وتفصيلته
لا ويفرع عليها قواعد أخرى يسردها شيخنا على السليقة دون
مراجعة وتردد ،ما حين ف عقلية وسعة إطلع هذا العال الليل..
رحه ال رحة واسعة..
وذلك فضل ال يؤتيه منم يشاء..
سألته ذات مرة :ياشيخنا هل تراجع أو تضر لدروسك؟؟
فقال :المد ل العلم أحله ف صدري ،ونادرا احتاج للمراجعة!!
ولقد شهدته مرارا ينقل منم حافظته مسائل ونصوصا يتاج الواحد منم
للبحث فيها والتحرير عنها دهرا ،يسوقها الشيخ ببيانه الشاف بكل
ثقة واقتدار ..منم صدره بالنص والكمال!!
كما ذكرت سابقا مرت علي فتة منم الدوء منم قبل صاحبنا العتيد!!
ولكنه ل يصب ول يطق النتظار حيث ظنم ذلك السكي أن البساط
سيسحب أو كاد أن يسحب منم تته وما درى أن شيخنا
قلبه سيسع الميع لو كنا نعقل أو نرشد!!
فاجأن ذات مرة أن لقن وأنا خارج منم السجد ونادى علي!!
فالتفت إليه ..فما صدقت نظري ؟؟
انه صاحب ذاته؟؟
ابتسم ف وجهي ابتسامة ل أكاد أميزها!!
وقال ل :كيف أحوالك وما هي أخبارك؟؟
فقلت ك أنا بي حال والمد ل ...
ل يطل الديث معي بل كان يريد أن يعطين انطباعا معينا ونح فيه!!
لنم يفهم ما اعنيه!!
انصرف فبقيت واقفا حائرا ل اصدق ما جرى..
هل منم العقول أن الرجل عاد لرشده ؟؟
قلت ف نفسي :ل يستغرب ذلك منم طالب علم ف مثل مستواه ..
يعلم ال تعال شدة فرحي با حصل واستبشاري بذلك..
128
وظننت أن ذلك هو ناية تلك الآسي الت ل تليق بطلبة العلم
خصوصا على سعة شيخنا رحه ال..
ف اليوم التال بادرته أنا بالسلم ف صلت الفجر والظهر..
كان قصدي أن استوثق منم الرجل هل ما فعله حقيقة أم أنه كيد ؟؟
جاءن بعد صلة العصر وقال ل :هل مكنم ترافقن لفنجان قهوة ف
بيت؟؟
قلت :لدي برنامج مع الشيخ...
ولكنم لجلك سأذهب معك!!
ركبت معه على سيارته ..
وأنا فرح بذا التقدم الغي متوقع!!
وقطعنا الطريق لبيته الواقع ف أطراف عنيزة..
كان يتحدث ويتبسط ف الكلم ويبتسم ويظهر السرور والفرح..
ما زاد وثوقي واطمئنان..
وما كنت أعلم أنن كالشاة تسقى وتطعم العلف وهي تساق لسكي
الزار !!
وصلت لبيته ،وهو منزل عائلته وكان شبه خال !!
دخلنا اللس ..
ول يقدم ل القهوة والشاي كما هي العادة بل تول الديث بشكل
مفاجئ..لتحقيق وتدقيق !!..
ولكنه كان منم النوع الادئ ول يكنم عاصفا أو مدويا!!
ول أفهمه أنه كذلك إل حينما قال ل :
أريدك أن تفرغ كل ماف جيبك منم أوراق !!
قلت له :لاذا ؟؟
قال :أفعل ما أطلبه منك !!
أخرجت ما ف جيب منم أوراق فبعثرها وفتش فيها ودقق
فقال :أخرج كل ماف جيبك ؟؟
فقلت :ل يوجد شيء سوى مناديل وأقلم..؟؟
129
قال :أخرجها!!
أخرجتها حت ل أترك شيئا ف جيب!!
ل افطنم لقصده حينها!!
فتش ف تلك الاجيات وبث فما أشفى ذلك غليله ونمه!!
فقام إل وأخذ يفتش جيوب بنفسه ورفع شاغي عنم رأسي
وانزلا !!
قلت له :عماذا تبحث يافلن؟؟
قال :ل يعنيك!!
قلت :وكيف ل يعنين؟؟
قال :أنت تفي شيئا ول ادري أينم وضعته ..ولكنم سوف أجده يوما!!
ث أمرن بالروج معه منم النزل ..
خرجنا وكان وجهه مسودا منم الغيظ وهو كظيم ويكاد يفتك ب!!
ركبت للسيارة وأنا خائف منه ..
ول نتكلم حت اقتبنا منم السكنم ..
عندها دار ف فكري شيء!!...
وفهمت ماذا يقصد وعماذا يبحث!!
قلت له :يافلن أما آن لك أن تعقل !!
أنت أحضرتن لبيتك وفتشتن وأهنتن ماذا تريد منم ذلك؟؟
سكت ول يبن !!
قلت له :هل تظنم أنن سحرت الشيخ وأنن اخفي السحر ف جيب؟؟
فالتفت إل ونظر ف عين وكاد أن يوقف السيارة ولكنه نظر أمامه
ول يتحدث بكلمة واحده!!
نزلت منم سيارته وأنا خائر وحزينم منم فعل هذا الائب..
ترددت ف التصال على شيخنا ..
هل أخبه با فعل ذلك الرجل؟؟
ل أصدق وال أن بلغت به الظنون هذا الد!!
هل ياترى لو أخبت الشيخ سيصدق؟؟
130
أليس منم العيب أن اشغل شيخنا بتلك التفاهات؟؟
خاصة بعد انتهاء مشكلت مع الوالد قريبا..
حضرت الدرس تلك الليلة وأنا ل أكاد أشعر با هو حول ..
بعد صلة العشاء انتظرت الشيخ ..
فسألن أينم كنت اليوم؟؟
فقلت له :ذهبت مع فلن ف بيته!!
فتعجب وقال :مع فلن؟؟ صحيح؟؟
كأنه فرح بذلك ..
ث ناولن عباءته ودخل لدورات الياه ..حيث سيذهب بعد ذلك
لزيارة إحدى قريباته كما هي عادته..
ل يكنم لدي فرصة للحديث معه أو إبلغه با فعل صاحبنا معي..
ف اليوم التال ..
ل أقابل الشيخ لصلة الفجر ول المعة ذلك اليوم...
حيث كنت تعبانا وكسول ومتضايقا للغاية ..
رأيت الشيخ منم نافذة غرفت وهو خارج منم السجد منم صلة المعة
ومعه جع منم الناس ومنهم صاحبنا ذاك!!
بعد صلة العصر ..مشيت مع الشيخ وقرأت عليه عددا منم القواعد..
وحينما اقتبنا منم منزله وكنت وحيدا مع الشيخ ..
لحظت صاحبنا يسي بسيارته ويراقبن..
حيث مر بسيارته منم أمام منزل الشيخ..
سلمت على الشيخ ث رجعت للسكنم..
وف الطريق بدر ل أن ارجع للشيخ وأحدثه با ت بالمس..
فرجعت لبيته ..وطرقت الباب ...
فرد علي أهل الشيخ ..فطلبت منهم أن ينادوه...
فقالو ل :انتظر قليل...
حينها ..مر صاحبنا بسيارته مرة أخرى فرآن واقفا أمام بيت الشيخ..
فأوقف السيارة و ترجل منها وتوجه نوي..
131
فاقتب من ..وصرخأ ف وجهي ..
وقال :ماذا تفعل هنا ؟؟
هيا أغرب عنم وجهي ؟؟
فقلت له :أنا أمام بيت الشيخ ،وليس بيتك وهذا ليس منم شأنك!!
فرفع يده فجأة..
ولطمن على وجهي بشدة فسقطت على الرض..
وتبعثرت أوراقي ومسجلي..
فحمل السجل وضرب به على وجهي فسقطت مرة أخرى ثش رمششى بششه علشى جشدار منشزل الشششيخ فتكسشر
ول يعد ذا نفع..
ث دفعن بشدة وعنف وقال :هيا اذهب وإل فعلت بك وفعلت!!
حلت متاعي وأوراقي البعثرة وتنيت أن يرج الشيخ فيى ما حصل بعينه ..ورجعششت للسششكنم وأنششا أبكششي
منم الل والسرة..
سبحان ال ..أهكذا العلم وهكذا حال طلبة العلم؟؟
ومنم ؟؟ منم أقرب الناس للشيخ ؟؟
واعيباه وفضيحتاه على العلم وطلبته!!
وال الذي ل إله سواه إنن أتدث لكم ول أكاد اصدق ما حدث وجرى
دخلت على سكنم الطلبة وطلبت منم علء الدينم أن يعطين هاتفا..
فقال ل :مالذي حصل لوجهك؟؟
فقلت :دعن ياعلء سأخبك لحقا..
فقال :إن هاتفي يستقبل ول يكنم التصال منه..
ولكنم اذهب لتلفون الكتبة فيمكنك التصال منه..
دخلت على مشرف الكتبة وهو الخأ عبيد ال الفغان وهو منم أصحاب القريبي جدا من..
فاستأذنته للتصال على شيخنا لمر هام...
فتفهم المر وعرف أن هناك كارثة حصلت معي!!
فاسشتأذنته أن أخلو بالتلفون ..
ل أكنم ارغب أن يسمع الطلب تلك الهزلة والفضيحة..
فخرج منم الكتبة ول يكنم حينها سواه ورد الباب خلفه..
132
فاتصلت على تلفون الشيخ الاص..
فردت علي أهله وحولتن للشيخ...
حينما سعت صوته ،انفجرت باكيا ول أستطع أن أنطق جلة واحدة مفهومة ..
فقال ل.. :
اهدأ وحدثن با حصل ...
فرويت له القصة وما فعله طالب العلم ذاك معي..
فاستجع شيخنا ،وعرفت الغضب والية منم صوته ..
وقال ل :سوف أرى مالذي سأفعله مع هذا الرجل..
ث أغلق السماعة ....
133
وخيا وأتقى عند ال تعال..
ل يطلب من شيخنا شيئا ول ينهن عنم شيء ول يبن مالذي
جرى بينه وبي ذلك الطالب..
..ول أشك انه استدعاه واستوثق منه ما فعله..
فهو رجل قريب منم الشيخ وهو طالب متهد ف العلم إن ل يكنم اعلم
طلبة الشيخ ف بعض العلوم!!
فأي عار سيجلبه ذلك الرجل لنفسه ولشيخه وللقته ولطلبة العلم لو
أشيع الب حينها؟؟
لو طلب من الشيخ أن أصب وأصمت لفعلت ولكنم سيبقى ف نفسي
شيء!!
ولو أمرن بفعل شيء نو أن أشتكيه أو شيخنا فعل ذلك لكانت
كارثة!!
لذلك سكت الشيخ وكأنه يشي ل أن القرار راجع إل!!
ول أدعي وال أنن كنت راشدا حكيما ف أفعال حينها..
ولكنن كظمت غيضي وفوضت أمري ل سبحانه..
وصمت ول أشتكه للشرطة أو أي جهة تاسبه..
وأنا أحد ال تعال أنن فعلت ذلك ..
فمنذ تلك الشكلة وأنا أشعر ف نفسي أنن جزء منم عائلة هذا العلم
الشهم الكري الذي آوان وكفلن ..
فالمد ل أنن ل أضيق صدره بشيء أو أن أفتح له بابا للمشاكل..
ولكنم هل ارتدع ذلك الرجل السفيه عنم غيه وعقل وتاب عما فعل..
دعون أكمل فصول الرواية وأحداثها وستعرفون مالذي حدث!!
كما سبق ل يطلعن الشيخ عما جرى بينهما..
ولكنن أدركت بعض المور منم خلل تصرفاته..
والت منم خللا نستطيع استنباط ما يري..
حيث انقطع رفيقنا عنم الدروس لفتة طويلة !!
وتوقف عنم القراءة على الشيخ ف درس العصر..
134
بل ل يعد يصلي خلف الشيخ ف السجد كما هي عادته..
ورأيت بينه وبي الشيخ جفوة ..
وأنا ل آمر بذلك ول تسئن !!
كما قال أبو سفيان رضي ال عنه!! ..
فبعد فعلته معي صرت ل أطيق رؤيته ول أطيق ماورته ..
وحينما رجع لضور الدرس بقي سنوات يضر اللقة
دون أن ينطق بكلمة واحدة أو يكلمه شيخنا إل ما ندر..
وكل ذلك منم نتائج أفعاله الشينة معي حينها...
لقد سعى ذلك الرجل طوال بقائي ف عنيزة ف تشويه صورت والنيل
من سواء ف عنيزة عند طلبة الشيخ أو لدى أقاربه وأهله وولده..
وكذلك لدى كل الشائخ الذينم يصل إليهم دون أن يردعه دينم أو خلق
أليس منم العيب أن يكون شغلنا ننم طلبة العلم أن نفتي على بعضا
بعضا ونشغل الناس بثل هذه التفاهات..
ل يظننم جاهل أو مغفل أنن أردت بكتابت عنم تلك القصة النيل منم ذلك
الطالب أو النتقام منم تصرفاته معي !!..
إن هذا سيكون حسابه بي يدي رب العالي سبحانه..
ولو قصدت ذلك لفضحته باسه ولذكرت مازيه باسه..
وهذا مال يليق بنا معاشر طلبة العلم وف ذلك أذية لشيخنا ولهله ..
فدعونا ياإخوت نستفيد منم تلك القصة دون أن ننشغل بعرفة منم هو
فلن أو فلن..
إن كل ما قصدته منم كل ذلك هو رد جزء منم جيل شيخي وأستاذي
ووالدي الشيخ ممد رحه ال ورضي عنه ..
فدعون احكي الكاية واروي الواقعة بكل اطمئنان وراحة ضمي..
إن موقف شيخنا ممد معي هو موقف شريف ونبيل أريد أن أحكيه
للناس لتعرف فضله وعقله وسعة حلمه رحه ال ..
أريد أن يعرف أبنائي و كذلك كل منم اساؤا ب الظنون منم قرب وبعد
أريدهم أن يدركوا ما حصل ويكفين أن تبلغهم القيقة الت أدينم ال
135
با وبعد ذلك فالقرار راجع لم وأمري وأمرهم ل تعال..
لقد شحنم ذلك السكي نفوس بعض الناس حت وصل بم الال أن
يفعلوا أفعال ل تكاد تصدق..
سافر مموعة منم أصحابه بإياء منه للطائف منم أجل أن يستوثقوا
عن لدى منم يعرفن منم الشائخ ..
وليتهم أكتفوا بذلك فليس هناك سوى ما يشرف والمد ل ...
بل كذبوا وافتوا و صوروا لم أنن ف شهور بسيطة قد صرت أقرب
الناس للشيخ فل بد أنن استعملت وسائل غي شرعية وقصدهم أنن
سحرت الشيخ !!
ورجعوا لعنيزة ونشروا بي الناس أنم وجدوا سر السألة
وكيف أنن سأكون خطرا على الشيخ وولده وأهله ..
اختلفت آراء أولئك السفهاء ..
فمنهم منم قال :هو ساحر ..
ومنهم منم قال :بل هو جاسوس ..
ومنهم منم قال :هو !!!
والذي أريد أن يعرفه هؤلء منم يقرأ هذا الكلم اليوم أنن طوال
بقائي ف عنيزة لكثر منم عشر سنوات والذي ل إله سواه ل اسع
شيخنا يقول كلمة واحدة عنم سحر أو جاسوسية ل عن ول عنم أحد
منم طلبته فهو رجل عاقل وحصيف ويشى ال تعال ف أعراض
الناس ويعرف أنه موقوف بي يدي ال ومسئول عنم كل ما يقوله
فليعد أولئك جوابا لربم عما قالوه وافتوه ..
وليأتوا بالبهان إن كانوا صادقي ..
ل يرو ل الشيخ ما يقوله هؤلء عن ول اسعه يتكلم به معي أو
مع غيي ل منم قريب ول منم بعيد ول ياول الستيثاق منم ذلك
فهذه شهادة شرف أعتز با منم الشيخ رحه ال..
كان الشيخ يقول ل :أنت مثل ابنم عباس رض ال عنه حينما قال:
أدركت العلم بثلث )بقلب عقول وجسم غي ملول ولسان سؤول( أو كما
136
قال رضي ال عنه..
ل يشتغل الشيخ ول يشغلن بثل هذه الزعبلت ..
بل كان وفيا معي وبعهده الذي قطعه لوالدي بأن يرعان وأكون تت
نظره وتربيته ..
جاءت أيام الدراسة فدرست ف ثانوية ابنم سعدي وبالكاد ترجت منم الثانوية..
حيث أن نفسي طابت منم الدراسة النظامية ولول ضغط الشيخ علي
لتكتها ول أكمل مطلقا..
جاء رمضان ذلك العام 1412..للهجرة..
حيث يتبع فيه شيخنا برناما صارما ف قراءة القرءان
وتتوقف دروسه تقريبا سوى تدريس بعض البواب الفقهية الت
تتعلق بالصيام ورمضان..
حينما بلغنا الب برؤية اللل ذلك العام ..
ل نتمكنم منم صلة التاويح ليلة الول منم رمضان ..
فلم يبلغ الناس إل متأخرينم وأظنهم أعلنوا ذلك ف آخر الليل ..
ف ذلك الصباح استقبلت الشيخ وهنأته بالشهر الفضيل ..
وسألته عنم برنامه ؟؟
فقال :سأجلس أقرا القرءان ف السجد..
قلت له :سأبقى معك ..
قال :ل دروس سوى قراءة القرءان فحسب..
فقلت :نعم سأفعل إن شاء ال..
وكنت حينها مرهقا ومتعبا ول ان أغلب الليل ..
صلى الشيخ الفجر ذلك اليوم ث بعد التسبيح والذكر ..
دخل لصلى المعة الذي ف مقدمة السجد..
ورمى عباءته على الرض وابتدأ ف قراءة القرءان وهو يسي
ذهابا وإيابا..
فقرأ عشرة أجزاء ..حيث يتم كل ثلثة أيام ..
فتكون ختمته ف الشهر عشر ختمات ..
137
ولو شاء لتمه كله ف يوم واحد ولكنه يرى أن السنة أن ل يقل عنم
ثلث لديث عبد ال بنم عمرو ابنم العاص ..العروف..
و با انه ينزل لكة ويكث العشر ف الرم تدريسا وإفتاء
ولكثرة أشغاله وضيق الوقت فهو يقرأ أيضا بعد صلة العصر ليعوض
عنم نفسه التمات الت يريد أن يقرأها ف مكة ..
ومنم عمل شيخنا انه يواظب على الشيء إذا فعله مهما كانت الظروف
ويتز لذلك ..رحه ال رحة واسعة..
طلب من الشيخ أن أراجع حفظي ث بعد ذلك يسمع ل حينما ينتهي
منم قراءة حزبه ..ف السجد أو وننم نسي لبيته..
حيث ل يكون أحد سوانا..
ويكون ذلك بعد انقضاء حوال ثلث ساعات منم بعد الصلة..
كانت لظات روحانية أجد التعة واللذة ف استذكار تلك اللحظات
الميلة ..
أذكر أن تلك اليام كانت باردة ولذلك يلبس شيخنا عباءته الغليظة
ذات اللون السمى ) العناب ( !!
وكنت أتدثر بعباءت وأقرأ القرءان ويصيبن النعاس أحيانا..
فأنام فيفع شيخنا صوته بالقرءان كأنه يوقظن فأستيقظ وأكمل
حزب..
حاولت مرارا أن أفعل مثل الشيخ وأسي ف السجد كما يسي هو
ولكنن تعبت وعجزت ..
وهو يفعل ذلك لكي ل ينام وينعس ول يكسل ..
ذات مرة ف تلك اليام وننم نسي لبيت الشيخ وحولنا هدوء وسكينة
فالناس كلهم هجوع..
والسواق والشوارع خالية منم الناس والسيارات ..
فل تسمع سوى سقسقة وتغريد العصافي..
طلبت منم الشيخ أن يدثن عنم نفسه ..
وعنم حياته ف شبابه ..
138
فأخذ يروي ل أشياء جيلة سأذكرها ف اللقة القادمة
بول ال تعال ...
139
سامية ل تضرن جيعها ...
ولكنم سأنسجها منم ذاكرت وأضيف عليها أشياء رواها الشيخ ل
ف مواقف أخرى وهي بذات مضمون ما قاله ..دون زيادة أو مبالغة..
ولو كانت عندي مكتوبة أو مسجلة لرقمتها لكم برفها ولكنم للسف
ل يبق سوى ما ف ذاكرت وبالكاد تود معي بشيء!!
قال رحه ال:
كانت عائلتنا فقية ..كأغلب العوائل ف عنيزة حيث مر على الناس
جوع وممصة لقلة المطار ولندرة الال ،ولنعدام المنم ،حيث يعجز
الواحد أن يرج منم عنيزة لبيدة أو لي مدينة أخرى حينما يل
الظلم ..خوفا منم السراق وجاعات النهب والسلب...
كانت عائلتنا تلك بقرة حلوب نشرب منم حليبها ولبنها ونتغذى منم
سنها ولمها ف الواسم ..كما هو الال ف كل بيوت عنيزة..
وكان والدي يذهب نارا للوادي لكي يزرع ويسقي نله وغرسه..
فكنت أساعده ف شؤون عمله ..
حبب ال تعال ل العلم وطلبه قبل أن تنشأ الدارس النظامية
والعاهد ،فالتحقت بلقة شيخنا ابنم سعدي رحه ال مرورا بدروس
بعض تلميذه الكبار اللذينم كانوا يدرسون مبادئ العلوم لصغار الطلبة
ومنهم أنا )يعن الشيخ نفسه(..
فكنت أحرص على المع بي الطلب ومساعدة الوالد رحه ال..
استمر الشيخ عدة سنوات ف الدراسة على شيخه ابنم سعدي
وأقبل الطلبة عليه منم عنيزة وخارجها ..
حيث هو علمة القصيم حينها بل منازع..
يقول الشيخ :كان شيخنا ابنم سعدي رجل حليما ورحيما بطلبه فكان
يشجعنا على الطلب بكل ما توفر له منم إمكانات ..
فكان يثي جو النافسة بي الموعات بالناظرات والادلة
والاورة ،فيكافئ الموعة الفائزة أو الطالب الد بفنة منم
ترات الرطب أو العنب أو بكافأة مالية رمزية ..
140
وكان الشيخ ف دروسه يبسط الكلم ليستوعب الصغي والكبي عنه
وياور طلبه ويازحهم أحيانا ف دروسه ،ما يثي جو الرص
وحب الستماع والستفادة منم علمه وأدبه ..
وكان الشيخ يزور الطلبة ف بيوتم ويضر مناسباتم ويعود مرضاهم
يقول شيخنا :كانت مكتبت حينها عبارة عنم غرفة صغية ،انشر
فيها وتصعب علي فيها الركة سوى بشقة ولا كوة صغية تشرف
على زريبة البقر ول أكنم أتأذى منم روائحها النتنة لنن ل أشم
أصل!!
أراجع ف مكتبت التواضعة دروسي منم كتاب الروض وتفسي
الللي وغيهأا ..
يقول الشيخ :ث مرت بعد ذلك فتة منم الركود العلمي فتضائل عدد
الطلب عند الشيخ ابنم سعدي...
وشغل الناس بأمور سياسية ومذاهب فكرية كالناصرية والقومية
العربية الشتاكية وغيها بسبب العلم النحرف والوجه..
وانفتحت أبواب التجارة والعمل والتعليم ف الامعات والعاهد
فهاجرت كثي منم العوائل للمدن الكبى كالرياض والنطقة الشرقية
وغيها...
يقول الشيخ :ث إنن أصابن ما أصاب الناس فانصرفت عنم دروس
الشيخ واشتغلت بالزراعة ف الوادي مع الوالد ..
قلت له :كم الفتة الت انقطعتم فيها عنم العلم؟؟
قال :خس سنوات تقريبا!!
قلت له :وماذا كنت تعمل حينها ؟؟
قال :أزرع واحصد ول أكنم أذاكر أو أراجع العلم الذي حصلته عنم
الشيخ ابنم سعدي ،وكدت أنسى القرءان غي أنن كنت أراجعه وأنا
أسي على حاري إل الوادي!!
ولول ذاك لنسيته ولكنم ال سلم..
يقول الشيخ :ول يكنم يضر حلقة الشيخ بنم سعدي سوى عدد بسيط
141
منم كبار طلبته ،ومع ذلك صمد الشيخ واستمر ف التعليم والتأليف
والفتاء ..والطابة وتدريس العوام ..دونا انقطاع ..رحه ال
رحة واسعة..
يقول شيخنا :ث إن ال تعال حينما أراد ب خيا ..
جئت يوما لامع الشيخ ابنم سعدي وحضرت درسه لول مرة منذ
سنوات ..
فما عاتبن الشيخ ول نرن لنقطاعي ول يقل ل:
ل غبت ؟؟
أو ل تركت العلم؟؟ أو نو ذلك ...
ما أثر ف نفسي وحبب الشيخ ابنم سعدي لنفسي..
فرفع ذلك السلوك منم الشيخ هأت ..
و توجهت بكل جوارحي للعلم ،فزاحت الكبار وثنيت الركب بي يديه
وحصلت منم علمه وأدبه ما فتح ال علي به ،فحزت رضاه وإعجابه
فقربن وخصن بدروس ل خاصة أو مع خاصة تلميذه..
فقرأت عليه متونا كثية ف الفقه والتفسي والصول والنحو والصرف
والديث والصطلح وغيها منم العلوم النافعة..
وحصل أن انتقلت عائلة الشيخ ممد لدينة الرياض ..
فطلب الشيخ ابنم سعدي منم والد الشيخ ممد كما سبق وذكرنا أن يبقى
شيخنا ف عنيزة ليكمل طلبه للعلم ،حيث رأى الشيخ فيه علمات
النبوغ والنباهة فحرص على بقائه ليستمر ف التحصيل وهذا ما كان..
و بعد سنوات افتتحت العاهد العلمية..
فاستأذن شيخنا منم شيخه ابنم سعدي أن ينتقل للدراسة
ف العهد العلمي ف الرياض ..
فأذن له شيخه ..
يقول شيخنا ..
حينما دخلت قاعة الدرس ف العهد العلمي ف الرياض ..
وتغيت علي وجوه الطلبة اللذينم عهدتم ..
142
وكان الو الدراسي وطرق التدريس متلفة عما أعتدت عليه ..
تنكرت علي المور وضاقت علي نفسي ..
وندمت على حضوري للرياض..
وكان يلس بواري شاب كفيف خلوق وطيب فأحببته واستأنست به
منذ أول لقاء به..
وهو الشيخ العلمة عبد الرحنم الباك العال الشهور ..
يقول الشيخ :وننم ف القاعة وأنا أتدث مع صديقي وجاري
دخل علينا رجل بدوي اليئة اسر البشرة رث الثياب ..
وجلس على مقعد التدريس فقلت ف نفسي:
الن أترك شيخنا ابنم سعدي وعلمه الواسع وطيبته وأرييته
وساحة نفسه ..
وكنت ف بلدي وديرت وبي أقارب وأصحاب
أترك كل ذلك منم أجل أن أتعلم عند هذا الفريقي البدوي..؟؟
ياضيعة العلم والعلماء..
يقول الشيخ :ث إن هذا العراب بدأ ف الكلم ..
فحمد ال وصلى على رسول ال ..
وتكلم ف فنون العلم وصنوفه منم حفظه بل كتاب
فشرق وغرب وتل اليات ونقل أقوال الفسرينم والفقهاء ..
وخلفاتم ،قديها وحديثها..
وذكر الحاديث بأسانيدها وشواهدها والكم عليها..
وروى الشعار والشواهد والنصوص الطويلة ..الائلة وتفجرت أنار العلوم منم بي جنباته
و تدفقت منم لسانه كالسيل الادر ..
علوم وأقوال ليكاد يويها صدر عال لقيناه أو عاصرناه..
فلله دره ..
ما أقوى حجته ..
وما أسد بيانه ..
وما أرفع كعبه ف العلم وبيانه ونقله ..
143
رغم احتقارنا ليئته أول المر ..
يقول الشيخ :ففرحت بذلك أيا فرح ..
وشكرت ال تعال أن تكنت منم لقيا هذا البل الشم والبحر الزاخر..
إنه العلمة الفسر الفقيه النحوي الشيخ ممد المي الشنقيطي رحه ال رحة واسعة..
صاحب التفسي الكبي تفسي أضواء البيان..
أستفدت منم علمه ف التفسي والصول والنحو وغيها..
يقول الشيخ :ولزمت دروس ساحة شيخنا العلمة عبد العزيز بنم عبد ال بنم باز عليه رحة ال ..
فقرأت عليه جزءا منم صحيح البخاري وأبواب الفرائض..
وقد أهتم ب الشيخ وخصن بدروس ف منزله
فقرأت عليه عددا منم التون ف قواعد التفسي والديث وغيها..
وحسبك بذينم العالي الليلي علما وفقها وسعة اطلع ..
عليهم وعلى شيخنا سحائب الرحة والرضوان..
144
السجد..
ووقع اختيار عدد منم الوجهاء على الشيخ ممد ..
رغم أنه ل يكنم أكب الطلبة سنا أو أقدمهم ف حلقة الشيخ ابنم سعدي..
وتبي للناس بعد حي أن اختيارهم لشيخنا كان توفيقا وتسديدا منم ال تعال ..
سبب موت العلمة الفقيه ابنم سعدي رحه ال فراغا ف التعليم
الشرعي ،ولكنم ل يطل الوقت حت سد شيخنا مسده بل كاد ياوز شيخه أو قد فعل!!
سلك شيخنا أسلوب الشيخ ابنم سعدي ف اللقاء حيث التبسيط والتكيز على الكيف ل الكم..
والعجب منم بعض طلبة العلم ف زماننا هذا ..
ترى الواحد منهم يسوق ف الدقيقة الواحدة كما كبيا منم السائل والنقولت ول يكاد يستوعب الطلبشة
منم أستاذهم سوى النزر اليسي منم علمه!! ..
يقول ابنم عباس حب المة رضي ال عنهما..
ف قوله تعال ) وكونوا ربانيي با كنتم تعلمون الكتاب وبا كنتم تدرسون( قال هشم مشنم يبشدؤون بصشغار
العلم قبل كباره..
قشال لش احشدهم يومشا :مششا بششال الشششيخ ابشنم عششثيمي رحشه الش فش دروسششه الشت نسشمعها علششى الششرطة فيهششا
كأنه يدرس أطفال ل طلبة علم ؟؟
قلششت لششه :أنششت تبششالغ فش كلمششك ..لكششنم الشششيخ يبسششط السششألة لن أفهششام النششاس تتفششاوت فيسششتفيد مششنم
كلمه الطالب البتشدئ و كششذلك الطششالب الشد النهششم ....فهشي ربششوع نظشرة وبسششاتي عشامرة كشل يقطشف
منها ما
يسد حاجته ويروي عطشه ..
لقد ورث شيخنا هذا السلوب عنم شيخه ابنم سعدي والشيخ ابنم سعدي
أخشذ هششذا السشلوب عشنم الششيخ ممشد الششنقيطي وليششس هششو صشاحب أضشواء البيشان بششل هششو أحشد العلمششاء
اللذينم مروا على عنيزة ف طريقهشم لدينشة الزبيش فش العشراق حيشث تتلمشذ عليشه الشششيخ ابشنم سششعدي فش فشتة
بقاءه
ف عنيزة واخذ عنه سند رواية الكتب الستة متصلة إل رسول ال صلى ال عليه وسلم..
وبذه الناسشبة يسشرن أن أزف هشذه البششرى لطلبشة ششيخنا ابشنم عشثيمي رحشه الش جيعشا مشنم تتلمشذوا علشى
يديه وحضروا دروسه واستحقوا أن يطلق عليهم عرفا أنم تلميذ لديه بأن لم جيعا نسبا شريف
متصل برسول ال صلى ال عليه وسلم !!
145
هو خي النساب وأفضل وأزكى عند ال لنم اتقى!!
منم نسب الرحم والقرابة ..
وقد أخذ العلم عنم شيخه العلمة عبد الرحنم الناصر السعدي ..
وهو أخذ العلم عنم الشيخ صال بنم عثمان القاضي..
وهو أخذ العلم عنم الشيخ عبد ال بنم عائض..
وهو أخذ العم عنم الشيخ علي بنم ممد بنم علي قاضي عنيزه
وهو أخذ عنم الشيخ العلمة عبد ال بنم عبد الرحنم أبا بطي مفت ند الشهور
وهو أخذ عنم الشيخ أحد بنم حسنم بنم رشيد الحسائي..
وهو أخذ عنم العال الشهي ممد بنم فيوز وهو أخذ عنم والده عبدال بنم فيوز ..
وهو أخذ عنم والده ممد بنم فيوز الد..
وهو أخذ عنم عبد القادر التغلب ..
وهو أخذ عنم ممد البلبان وعنم الشيخ عبد الباقي والد أب الواهب...
146
وهأا أخذا عنم العلمة منصور البهوت ..صاحب الروض..
وهو أخذ عنم يي بنم موسى الجاوي ...صاحب الزاد..
و عنم الشيخ أحد الوفائي وهأا...
عنم الشيخ موسى الجاوي صاحب القناع ...
وهو أخذ عنم الشيخ أحد الشويكي...
وهو أخذ عنم أحد العسكري..
وهو أخذ عنم علي بنم سليمان الرداوي العلمة الشهور منقح الذهب النبلي ..
وهو أخذ عنم ابنم قندس...
وهو أخذ عنم ابنم اللحام...
وهو أخذ عنم الافظ ابنم رجب النبلي..
وهو أخذ عنم شس الدينم ابنم قيم الوزية ...
وهو أخذ عنم شيخ السلم ابنم تيمية ....
وهو أخذ عنم شيخه شس الدينم عبد الرحنم بنم أب عمر صاحب الشرح الكبي..
وهو أخذ عنم عمه موفق الدينم ابنم قدامة ...
وهو أخذ عنم شيخه العابد الزاهد عبد القادر اليلن...
وعنم الافظ ابنم الوزي وعنم ابنم الن الفقيه الشهور وهم ..
أخذوا عنم أب الوفاء بنم عقيل صاحب كتاب الفنون..
وعنم أب الطاب صاحب الداية...
وهأا عنم القاضي أب يعلى...
وهو أخذ عنم أب حامد ...
وهو عنم أب بكر بنم عبد العزيز غلم اللل...
وهو أخذ عنم أب بكر بنم اللل...
وهو أخذ عنم الروزي وأولد المام أحد بنم حنبل صال وعبدال...
وهم أخذوا عنم المام أحد بنم حنبل إمام أهل السنه....
وهو أخذعنم أئمة ومنهم المام ممد بنم إدريس الشافعي...
وسفيان بنم عيينه وهأا عنم عمرو بنم دينار والمام مالك بنم أنس....
وهو أخذ عنم نافع مول ابنم عمر...
147
وهو أخذ عنم صاحب رسول ال الفقيه عبد ال بنم عمر ابنم الطاب رضي ال عنهما...
وهو أخذ عنم إمام التقي ممد رسول ال صلى ال عليه وسلم....
هششذه سلسششلة كريششة مليئششة بششالنجوم الزاهششرة وبششالكرام الوليششاء وعلششى رأسششهم رسش شولنا وحبيبنششا سششيد الوليش ش
والخرينم ممد بنم عبد ال الاشي عليه افضل الصلة والسلم أهديها لكشل طشالب علشم درس علشى يشد
شيخنا العلمة ممد بنم صال العثيمي رحه ال..
148
وكانت تلك أول سفرة ل للطائف بعد ذهاب لحضار حاجيات..
وصلت للمطار ..وتوجهت لكاونت السفر ..
فقال ل الوظف :الطائرة تأخرت !!
فقلت له :وكم ساعة تأخرت؟؟
قال :ل ندري ؟؟
ولكنم طائرتكم الغادرة للرياض سوف تذهب أول منم الرياض إل منطقة الوف
ث تعود للقصيم لتنقل السافرينم إل الرياض!!....
وهي حت هذه اللحظة ل تغادر منم الرياض والفروض أنا غادرت فجرا ..
ونصيحت لك تبدل حجزكم لده ..فهي مغادرة بعد ساعتي....
ترددت بي اليارينم ..
ولكنم ف النهاية عزمت على البقاء للسفر على رحلت الصلية ..
حيث أن رحلت الغادرة منم الرياض للطائف ستكون قريبا منم العصر..
فأملت أن أدركها ..
أل علي أحد زملء السكنم أن أسافر على جده فهي أضمنم ولكنن أبيت !!
غادرت رحلة جده حوال الساعة الادية عشرة حيث تأخرت قليل ..
انتظرت رحلت ف الطار منم الساعة الثامنة صباحا وحت قريبا منم العصر ..
وبلغ ب الهد والنتظار واللل مبلغه ..
حيث ل يعد ل أي خيار آخر سوى تلك الرحلة ..
وأخيا جاءت طائرت حوال الساعة الامسة عصرا ...ول تكد تصل..
انطلقنا للرياض ..ووصلنا بعد أربعي دقيقة ..
ولكنم للسف رحلة الطائف كانت قد غادرت الساعة الثالثة عصرا!!
توجهت لكاونت البيعات لستفسر عنم الرحلة التالية للطائف..
فوجدت طوابي هائلة منم البشر تقف ف صفوف مبعثرة وغي مرتبة ،
يستجدون موظفي الطوط العابسي الشمئزينم!!
وقفت مع الناس حت أذن علينشا الغشرب فغادرنشا الوظفشان الكريشان دون أن يشبا النشاس ..أيشنم وجهتهمشا
!!
وبقينا حشوال النصشف سشاعة والرتششال واقفشة فيهششم الكششبي فش السششنم والريششض وصشاحب الاجششة ،ول تسشل
149
عنم تأفف الناس وتضايقها ؟؟
وأخيا رجع أصحاب السعادة وهم فرحون ويتمايلون ويضحكون بعد
تناول وجبة الفطار وأداء الصلة طبعا بكل خشوع واطمئنان !!
ول بأس قليل منم نيل قسط منم الراحة والستخاء ومعرفة آخر الخبار !!
عاد صاحبانا وهأا يضغان العلك!!
ليطبا نسماتما الزكية منم روائح الطعام الشهي واللذيذ !!
كانا ف قمة النشوة والنشاط بيث أنما ل ينهيا سوى عدد ضئيل منم
السافرينم) الضعفاء( حت أذن عليهما لصلة العشاء ،فانصرفا راشدينم فخورينم
لداء صلة الفرض ومعها ربا !!كم ركعة منم التاويح!! ليوحا عنم نفسيهم
منم عناء العمل والكدة على الناس!!
قد يقول البعض أنن أبالغ ولكنم وال هذا ما حصل ذلك اليوم..
وهو شيء مشاهد للسف ول يفى على الميع..
ونراه ونشاهده بوتية متلفة منم مطار لخر ومنم زمنم لخر ..
وال منم وراء القصد..
أذكر مرة أنن كنت ف ماليزيا ذلك البلد السيوي العملق !!..
وأسيه عملقا ليس بسبب حداثته وتطوره فحسب !!
بل لثقافة شعبه السلم والتمسك بقيم الضارة مع تسكه بدينه ومبادئه!!
كنت بصحبة عدد منم الصحاب ف منطقة اسها )قنت هايلند ( وهي منطقة
ساحرة وخلبة تقع ف شرق العاصمة كواللبور على بعد عشرينم دقيقة تقريبا
)بالناسبة !! سعر التذكرة على التلفريك شاملة ركوب الباص منم العاصمة
وحت مطة التلفريك مع ركوب التلفريك ،جيع ذلك ذهابا بمسة ريالت فقط!!(
حينما وصلت مع أصحاب للطابور الواقف أمام العربات العلقششة والسششماة التلفريششك ،هششالن العششدد الائششل
منم الناس ..
والذينم يقفون ف طوابي ل تكاد تعد ول تصى منم البشر ..منم النساء والطفال والشباب والشيوخأ..
فقلت لصحاب سنصل لول عربة غدا إن شاء ال ..؟؟
فالتفت ل صاحب وقال :أنت ف بلد منظم ياعزيزي أنتظر وستى !!
كان الصف يتحرك بانتظام وبدون توقف ول يتقدم احد على الخر كل يعرف سبيله وحدوده!!..
150
وصلنا لول الصف بعد عشرينم دقيقة تقريبا ..وهذا وال ما حدث!!
دعون أكمل رحلت فمالنا وما لاليزيا ؟؟
أخيا وصلت لسعادة الوظف ف كاونت البيعات ..
تصنعت ابتسامة وردية حت أكسب وده وتعاطفه ورحته..
وكأنن واقف ف طابور للشحاته !!
تكلم معي دون أن ينظر لوجهي الكئيب!!
بكل برود وعنجهية قال :
ماف رحلت رح بر اصرف لك !!
فقلبت حسابات ودرست وضعي النفسي والسدي خلل ثانيتي !!
فلم يطق صاحب النتظار وقال ل :خلصنا يامطوع!!
قلت :يا أخي )وكدت أقفز منم فوق الكاونت واقبل يديه!! (
أنا مواصل منم القصيم وتعبان ..شفلي أي مقعد ولو درجة أول ..ال يليك!!
قال ورفع يده ومسح بالخرى على قفاه :رح سجل انتظار وبعدينم أشتي
التذكرة منم عندي!!
قلت وأنا أمسح بيدي :طيب ل مشكله ،بس إن رجعت عندك هل يب علي
أمسك الطابور مرة ثانية؟؟
قال :طبعا !!
هذا النظام!!
ث أمرن بالنصراف لينهي منم بعدي منم البؤساء!!
توجهت أجر ذيول اليبة للكاونت الذكور..
ويال العجب !!
كل الوجوه عابسة ذلك اليوم ..
العسكر والوظفون و حت عمال النظافة ..
أعوذ بال ...كأننا ف حرب ولسنا ف مطار ..
حينما عبت منم عند نقطة التفتيش ..الداخلية ..
ل أجد مكانا لقف عنده ..منم الزحام وكثرت الرائح والغادي!!
ول يكاد الرء يد مساحة للهواء ليتنفس الواء النظيف !!
151
كنت كلما مر بواري موظف رسي أمسك به و اسأله أينم كاونت النتظار؟؟
يقول ل أحدهم ..يي !!
والخر يقول هناك أمامك ..
وآخر ينظر ل شزرا وباحتقار ول يرد علي !!..كأنن قتلت أباه وأمه!!
ولكنم أخيا دلن عامل النظافة جزاه ال خيا !!..
ويا للعجب ..
حينمشا وصشلت للكشاونت ..رأيششت أكداسششا مشنم البششر أغلبهششم مشنم الاليشات السششيوية مششنم النششد وبنغلدش
وسيلنكا وغيها منم البلدان ..
وأغلبهم بلباس الحرام ..
مكدسة أمام موظف واحد ل تسل عنم وصفه وعنم ملمه ؟؟
وعنم تهمه الفرط ؟؟
حينما ترى صفوفا منم هذا النوع فالوسيلة الوحيدة للوصول للموظف ..
هو أن تتق الرتال بالدفع عنم اليمي والشمال والزاحة وشد الشعور واللطم أحيانا!!
وإل فوا ل لنم تصل إليه أبدا..
أما أنا فبقيت واقفا بكل أدب أنتظر دوري ..
وكنت كلما اقتبت للموظف جاءت أمامي طوابي جديدة
فيعيدن العسكري السر ذو الشوارب الذابلة !!
قائل :منم أول الصف يامطوع!!
شاهدت عامل توجه لوظف الطوط ويظهر انه مسئولم أو مديرهم
فانكب على يده يقبلها ويبكي ويتلوى ويرفع تذكرته ويقول..
وال أنا منم ثلثة يوم ماف أكل وشرب ول نوم أبغى أسافر للدمام!!..
فقال الوظف بعد أن شعر بالرج منم نظر الناس وتمعهم لذا الشهد الخزي!!
الشكلة منم الكفلء يرمون هذول الساكي ول يؤكدون حجوزاتم!!
رمى السيد الشكلة على الكفلء نور ال قلوبنا وعقولنا ؟؟
ف كل مكان ترى المج منم شبابنا للسف !!
وقف مموعة منم الفتية متوسطي العمار والراهقي!!
مستغلي تلك الفوضى والرج والرج !!
152
ودلوا رؤوسهم منم فوق السور العلوي
ف أعلى الطار فوق كاونت النتظار مباشرة !!
وصرخوا على العمالة السكينة التجمهرة أمام الوظف وقالوا لم :تبغون
تسافرون مكة؟؟
روحوا هناك فيشيون عليهم للكاونت الاور ..
فيتاكض الضعاف ويدثون جلبة ..ث يكتشفون أنم خدعوا !!
فيعودون مرة أخرى ..
فيتمايل أولئك الفتية بالضحك والزاح!!
مع أنه ييط بوظف الطوط مندينم منم الشرطة بزعم تنظيم الصفوف والرقام!! ..
وهيهات!! فهما ل يتحركان ساكنا وكأن المر ل يعنيهما ..
إن وظيفششة هششذينم الخششوينم الكرييش ش كمششا شششاهدت بعينش ش هششو السش شوالف والششديث مششع بعضششهما أو مششع
موظف الطوط ول بأس منم التوسط لصديق أو قريب على حساب الساكي اللذينم لم ال تعال!!
ل أريد أن أطيل عليكم وقد فعلت !!
بقصة فارغة وطويلة قد ل تكون مفيدة ..
ولكششنم يعلششم الش ش تعششال أننش ش لش ش أصششل للطششائف سششوى بعششد مششرور أكششثر مششنم أربعيش ش سششاعة مششنم النتظششار
والعذاب أخلف ال علينا خيا !!
153
توجهت لنم نادى على الطائف ..فقلت لم :أريد الطائف ..
فأحاطوا ب كما ييط السوار بالعصم !!..
وأخذوا يتلمظون ب كما تتلمظ الفعى بفريستها..
هذا يقول :يال اوديك مشوار ..وقال الخر :كم تدفع؟؟
وقال الخر بقي عندي راكبي ..
وأحدهم قال :مابقي عندي إل راكب واحد ..
فقلت له :سأذهب معك أنت وينم سيارتك ..
فحمل حقيبت وقال :اتبعن...
وصلت لسيارته الكر يسيدا متوسطة الال !!
موديل !! 82
فوجدت السيارة فيها راكبي اثني فقط !!
فقلت له :وينم الركاب الخرينم ؟؟
قال :كانوا هنا وراحوا !!
بس اصب دقايق ويون ركاب بسرعة !!
قلت له :ياعم أنا مستعجل ولزم أمشي على طول ..
فقال :اصب شوي ل ترمنا منم الرزق ..
انتظرت وكنت ل أكاد أستطيع الوقوف منم العياء ..
ث فكرت قليل وقلت له:
اسع سأدفع لك حق ثلثة ركاب ويال نشي !!
وجدت البلغ ليس بكبي وكنت مرهقا وأريد الوصول للطائف بأسرع ما يكون
فقال ل الرجل وهو ف المسينيات منم عمره وقد مل الشيب حواجبه
وشواربه وما بقي منم ليته وشعر رأسه!! :
طيب ،خلص هات بطاقة أحوالك حت أسجل اسك ..
ناولته البطاقة والبلغ مقدما لثلثة ركاب ..
فذهب للتسجيل ورجع بعد عشر دقائق ول يعد وحيد
بل جاء ومعه راكبي !!
فقلت له :منم هؤلء ؟؟
154
فقال :ركاب !!
قلت :طيب ،أنا دفعت حق ثلثة ركاب رجع ل قروشي اللي دفعتها
لراكبي !!
فقال :وال ما أحد قال لك تدفع !!
ظننت ف البداية الرجل يزح!!
ولكنم رأيت علمات الد بادية على مياه!!
شدهت منم الوقف ،وبقيت أنظر له بية ..
هل جنم هذا الرجل ؟؟
كيف يستحل هذا الال ؟؟
وف شهر رمضان ؟؟
أنا أكتب لكم إخوت الكرام أخوات الكريات ووال لو ل تدث ل القصة
لكدت أن ل أصدق حدوثها ..
كيف طابت نفسه بفعل ذلك وبأي مبر ؟؟
قلت له :ياعم كيف ترضى تطعم أولدك مال حرام؟؟
قال ويظهر أنه استصغرن :أركب وخلينا نشي بدون كلم فاضي!!
العجيب أن الركاب قد شاهدوا ما حدث ول يتكلم منهم أحد ..
ل يكنم لدي فرصة لن أفعل أي شيء فقد اخذ الرجل البلغ وليس معي
مستند يثبت ذلك ويستطيع النكار بكل سهولة ..
ل أذق طعم النوم طوال الطريق منم تصرف هذا الظال ..
وأقسمت بعدها أن ل أركب مع سيارة أجرة تكسي أبدا وهذا ما فعلت!!
قلت له :أوصلن لبيت أهلي على اقل تقدير ..
قال :أوصلك مع الركاب للمحطة !!
هل كون تركت الرجل يفعل ما يفعل دون أن أتصرف أو استد حقي ولو
بالقوة هو جب وخور حيث كنت ضعيف البنية؟؟
هل هو احتام لشيبته وكب سنه؟؟
هل هو بسبب الشهر الفضيل وكوننا صائمي؟؟
هل هو بسبب ربكة الوقف وصغر سن وقلة خبت ف الياة ؟
155
ربا كل ذلك أو بعضه !!
هل أن ال تعال أراد بكمته وتقديره يعلمن أن الياة كلها جهاد وكفاح
فل تركنم ياهذا ول تطمئنم ؟؟
كل ذلك وارد ..
وصلت للطائف ومنذ دخول للمنزل ورؤية الوالدة الكرية والوالد والخوان
والخوات نسيت كل ما مر علي منم تعب ومشقة وإذلل ..
أول شيء فعلته بعد ذلك أنن اتصلت على الشيخ لخبه بوصول..
حيث أمرن هو بذلك ..حت يطمئنم منم وصول المانة الت ف عنقه لصحابه
اتصلت عليه وسلمت عليه وبلغته بوصول فتعجب حينما علم أنن ل أصل إل
بعد يومي!!
قلت له :ياشيخنا الكاية طويلة وخلها على ال تعال ..المد ل أنن وصلت
ث ناولت الوالد السماعة والوالدة فكلمهما وسلم عليهما وقال للوالدة:
ال يعله قرة عي لك!!
بقيت ف الطائف عدة أيام واستمتعت فيها أيا استمتاع حيث أن الشمل قد
اجتمع بفضل ال ث بفضل الشيخ..
ل يدث شيء يستحق الذكر ف تلك اليام ،
استأذنت والدي ونزلت لكة بعد أيام ..
لكي أقابل شيخنا هناك ..وأكون برفقته ..
ف اليوم الوعود أحرمت منم بيتنا ومررت باليقات ومنه لبيت للنسك
ووصلت لكة قبيل صلة الظهر تقريبا ..
وكان موعدي مع الشيخ أن ألقاه قريبا منم مراب المام حيث سيصلي خلفه
لت الشيخ وهو بالحرام يسي متوجها لقصده ومعه الخأ علي السهلي ..
وحدث موقف طالا تكرر معنا ..
حينما اقتب الشيخ منم الصف الول تقدم له جندي منم النود ودفع الشيخ
وقال :صل ياحجي هناك!!
ول يعرف الشيخ طبعا..
فتقبل شيخنا المر واستدار وأراد أن يرجع ،فلمحه الشائخ ف الصف الول
156
فعرفوه ..
فلحق عدد منهم الشيخ وأرجعوه وعنفوا الندي السكي ..
شيخنا رجل بسيط ول يب التعقيد وكثرة النقاش ..
أذكر مرة أننا كنا نريد الدخول لواقف السيارات بوار الرم ..
فردنا الندي وأب كل الباء أن يسمح لنا بالرور ..
فرجعنا ول ندرك الصلة ف الرم بسببه ..
وكان بالمكان أن نتصرف معه بوسائل أخرى!!
ذات مرة ف طريق الدينة القصيم أوقف الشيخ رجل أمنم ومعه أخاه عبد
الرحنم ..فقال له العسكري :هات هويتك ؟؟
فقال الشيخ :هويت ف حقيبت وهي خلف السيارة!!
فقال العسكري :انزل وجب الوية منم القيبة !!..
فتجل الشيخ وفتح القيبة وأخرج هويته للعسكري ..
فنظر لبطاقة أحوال الشيخ فقال :وينم صورتك؟؟
وللعلم هوية الشيخ بدون صورة مكتوب مكان الصورة ) معفى( !!
فقال الشيخ :أنا معفى منم التصوير!!
فقال الندي وشك ف القصة :ليش ؟؟
أول مرة ير علي شخص معفى منم التصوير!!
فقال الستاذ عبد الرحنم :هذا الشيخ ابنم عثيمي!!
فما عرف الرجل الشيخ وقال مستهزئا :كلكم شيوخأ !!
وبالكاد أرجع الوية وسح لم بالرور !!
وهذه قصة قريبة حدثت لموعة منم طلبة العلم منم الردن ..
وعددهم ثلثة..
حيث ذهبوا لداء العمرة وحضروا دروس شيخنا رحه ال ف مكة
وف طريق عودتم للردن حدث لم حادث مروري ف الدينة واصطدمو
بإشارة مرور بسيارتم العتيقة فأتلفوا الشارة ول تعد صالة للستعمال ..
فتحفظت عليهم إدارة الرور وأمر الضابط ببسهم حت يستوف منهم قيمة
157
الشارة كما هو النظام..
فمكثوا ف البس عدة أيام دون نتيجة أو عفو وحاولوا وتلمسوا أن يسمح لم
الضابط بالسفر للردن وسوف يمعون له مبلغ الشارة التالفة ويولونه له
بعد التعهد بذلك..
فرفض الضابط وقال لم :يب أن تدفعوا القيمة أو سوف أحيلكم للمحكمة !!
عندها قال أحدهم :لا ل نتصل على أحد الشائخ ونطلب منه العون فنحنم
عابروا سبيل ولعل ال ييسر لنا فكاكا منم الكرب الذي ننم فيه..
فوقع اختيارهم على الشيخ ممد لقرب العهد به ولعلمهم أن الشيخ لنم يقصر
معهم إن شاء ال ..
ولكنم الشكلة كيف سيصلون للشيخ؟؟
نادوا على الضابط واجتمعوا به ف مكتبه وقالوا جيعا :نريد نتصل على الشيخ
ابنم عثيمي !!
فقال :هل عندكم رقم هاتفه قالوا :ل !!
فقال :أعطون اسه كامل !!
فقالوا :اسه ممد بنم صال العثيمي ..فاتصل على آمر السنتال
فأعطاهم الرقم ..
وبعد معاناة وماولت مضنية لنشغال الط رد الشيخ على الاتف ..
فتكلم أحد الشباب منم الموعة ..وشرح للشيخ الوقف وأنم طلبة علم
قد حبسوا بسبب الادث ..ال القصة..
فقال الشيخ :هات الضابط أتدث معاه !!
فتحدث الشيخ مع الضابط واستوثق منه ،فأكد على ما قالوه ..
فقال له الشيخ :أطلق سراح هؤلء الشباب وسوف أضمنم لك كل البلغ !!
فقال الرجل :وال ل استطيع إطلقهم حت يصلن البلغ !!..
فقال الشيخ :أنا ضامنم لك أن يصلك البلغ غدا إن شاء ال دع هؤلء يذهبون
لولدهم وذويهم ..
فأب الرجل وأصر على ذلك ..
فقال الشيخ :ما اسك لو تكرمت ..؟؟
158
فأعطاه اسه وحدد له طبيعة عمله ..ث أغلق الشيخ السماعة..
بعد مرور فتة منم الوقت رن جرس ذلك الضابط ..
بعد أن ارجع الفتية للحبس..
فكان التحدث منم الطرف الثان مدير عام مرور الدينة ..
فقال :هل اتصل عليك ابنم عثيمي قبل قليل وطلب منك أن تطلق السجناء
فأبيت؟؟
قال :نعم ..
فقال :اتصل علي المي عبد اليد بنم عبد العزيز بنفسه ويقول لك
أطلق هؤلء الشباب فورا ..وقال :هذا ابنم عثيمي لو يأمر على كل شيء
لطعناه!!
فأطلقوا سراحهم ..
حينما صلينا الظهر ذلك اليوم اقتبت منم شيخنا وكان حوله حشد منم الناس
فلما أبصرن نظر إل نظرة أنكرتا !!
فسلمت عليه فقال ل هامسا ف أذن :هل أخذت شيئا منم شعر ليتك؟؟
فقلت :أبدا وال !! لاذا؟؟
فقال :كأن ألحظ أنك خففت منها!! ث أكمل كلمه وقال:
ولتعلم أن قربتك من لعلمي أنك صاحب دينم ،وتتعلم لتعمل بعلمك!!
كانت تلك كما يقولون ضربة معلم ،وتوجيها ل أنساه أبدا ،ول يفوتن القصد والغاية منه !!
والعروف أن شيخنا يفت بتحري اخذ شيء منم اللحية كما هو قول جع منم الفقهاء..
ابتدأنا ف أداء الناسك منم الطواف وكان الزحام شديدا والو خانقا ،مع أننا ف موسم الشتاء!!
انتهينا منم أداء العمرة ث توجهنا لكان استاحتنا وهي شقة تابعة لحد الخوة واسششه ممششد الغامششدي ..
وهو كابت متقاعد ورجل فاضل منم سكان جده..
كنت أنا والخأ علي السهلي مكلفي بتنظيم برنامج الشيخ وتسجيله على أوراق
طوال فتة بقاءه ف مكة ..
159
والبنامج اليومي تقريبا سار بوتية واحدة ول يتلف طوال بقاءنا إل ما ندر
وبالملششة هششو كالتششال :الصششلة فجشرا فش الششرم قريبششا مششنم كرسششي الششدرس فش الطششابق الثششان مششنم الششرم ،ثش
إلقاء الدرس والجابة على الفتاوى القرؤة حت شروق الشمس ،ث التوجه للسششكنم للنششوم حشت قريبششا مشنم
الظهر ..
ث نتوجه للحرم لصلة الظهر ...
ث يعود الشيخ لغرفته ف الرم ليستقبل الفتاوى منم الاتف لساعة وبعدها
يقيل حت قريبا منم أذان العصر ..بعد العصر تفتح بوابة الغرفة للزوار
والطلب والتاجي وذلك حت أذان الغرب ..ويفطر الشيخ مع الناس على
ترات وقهوة وماء زمزم ،وشيئا منم العصيات إن أمكنم إدخالا !!
ث بعد الصلة يتوجه الشيخ لنم حدد ف البنامج ويشتط فيهم شرطان:
أن ل يكون بعيدا عنم الرم ..وثانيا أن يوافق عليه شيخنا
وغالب منم يدعو الشيخ هم منم الشائخ والعلماء وكذلك عدد منم المراء وأصحاب
الشيخ وأقاربه ..
ث يتوجه الشيخ للحرم لصلة العشاء والتاويح ..وذلك ف الطابق العلوي
) السطوح ( قريبا منم كرسي الدرس ..
ث بعد الصلة يتوجه الشيخ لكرسي الدرس ويلقي الدروس وييب على
الفتاوى حت ينادى على صلة القيام ..
فيصلي مع السلمي حت يتم بالقنوت ..
ث يتوجه لطعام السحور وذلك حسب البنامج الدد والكتوب ..
وهكذا طوال أيام العشر الواخر ..حت عودته للقصيم ..
النسان حينما يروي ويدث الناس عنم ذكرياته ومواقف حياته مثله مثل
الراكب على قطار سريع يسي ف درب مدد ولوجهة مقصوده ..
والراوي يتلفت ينة ويسرة ث يكي للناس ما استطاع بصره أن يعيه ويتلقفه !!
ول يظننم ظان انه سيقدر على الحاطة بكل ما رآه ويشاهد فهذا ما تفن
العمار القصية ول يفن ..وال ييسر ويعي على ما تبقى..
ف ذاكرت عنم تلك اليام صور شت مبعثرة وغي مرتبة أنزعها منم أطراف
الذاكرة وأطارد تلك ،فأمسكها وألقيها ف دفتي بعد نظمه ،وتفوتن أخرى
160
فل يكنن اللحاق با فهي طريدة صعبة الراس !!
ويتاج الوصول إليها لهد لعل ال مع اليام يكننا منها!!
يقول الشيخ علي الطنطاوي رحه ال ف مقدمة ذكرياته ) فهذه ذكريات .
حلتها طول حيات ،وكنت أعدها أغلى مقتنيات لجد فيها يوما نفسي ،
وأستجع أمسي ،كما يمل قربة الاء سالك الفازة لتد عنه الوت عطشا ولكنم
طال الطريق ،وانثقبت القربة .فكلما خطوت خطوة قطرت منها قطرة
حت إذا قارب ماؤها النفاد وثقل علي المل وكل من الساعد جاء منم يرتق
خرقها ويمل عن ثقلها ..ال كلمه النفيس رحه ال..
ومع أنن والمد ل ما زلت ف عز شباب ول ابلغ ما بلغه الشيخ علي رحه
ال ف سنه إل أنه وللسف ل يبق ف ذاكرت ما يفيد وينفع الناس سوى
القليل النادر ..
كما سبق وذكرت كان البنامج طوال اليام العشر يسي بنمط واحد ..
وحيث أن الخأ علي قد سبق له أن رافق الشيخ فقد تول تسجيل منم
يدعونا ،ف دفت أو ورقة يملها معه فكان الشيخ يقول له ..
سجل عندك غدا السبت عند الشيخ عبد الرحنم السد يس ..والسحور عند
الشيخ عبد العزيز الميدي وغدا عند فلن وهكذا ..
ما أذكره ف تلك اليام عدد منم الواقف ..
كما ل حظتم ل ينام شيخنا طوال الليل إل أن يغفو قريبا منم النصف ساعة إن
وجد لا متسعا منم الوقت قبل السحور..
ذات يوم ل أتكنم أنا و شيخنا منم النوم نارا بسبب شغل ما ،فأثقل ذلك
علينا جدا فكنت أذهب للمسجد للصلة أو لقراءة القرءان أو لستماع الدروس
فتغلبن عين فأنام ول استطيع القراءة أو الصغاء ..
غي أن الشقة الكب هي على شيخنا رحه ال فهو ل يد فرصة ليستيح
لكثرة الناس والتاجي ..
فتحنا البواب للناس كما هو العادة ف عصر ذلك اليوم وجلس الشيخ للناس
والتاجي وللفتاوى عب الاتف ..
ول تسل عنم حال شيخنا السكي فقد كان يرفع ساعة الاتف ويستمع لسؤال
161
السائل فينام وتسقط ساعة الاتف منم يده فيفعها ويقول :أعد سؤالك فينام
ويكاد يسقط على وجهه دون أن يشعر..
وكان السائل يلس بي يدي الشيخ فيكلمه والشيخ ينصت له ولكنم النوم يغلبه
فينام ويبقى السائل حائرا ول يدري ما يفعل حت أغمز شيخنا فيستيقظ فيقول
:أينم كنا؟؟
واستمر شيخنا ف برنامه حت اليوم التال وصمد للناس حت بلغ به العياء
حدا ل يوصف..
وكانت القاصمة فجر اليوم التال ..حيث أن الشيخ رحه ال نام وهو يستمع
لقراءة السئلة وحوله المع الائل منم الستمعي والقدر باللف وكل يشهد
هذا الوقف وقد يذكره بعضكم !!
..ولقد كان يتوقف أحيانا ف الدرس فيغفو لثوان معدودة ث يكمل حديثه ف
موضوع متلف ..حت ظنم بعض الهال أن الشيخ خرف!!
أما أنا فاستمعت لبعض درسه فلم اقدر على التحمل فبحثت
عنم زاوية ف الرم وتوسدت كتاب ونت نوما عميقا ..
وظننت أن سأستيقظ قبل فراغ الشيخ منم درسه ..
وهذا مال يصل ..
الذي حدث أن شيخنا حينما وصل للسيارة الت تنتظره عند الرم ويقودها الخأ
علي التفت الشيخ حوله فلم يران ..
وكان بإمكانه أن يذهب وسوف ألقه فالدرب ليس ببعيد غي أن شيخنا ل
يفعل ذلك وليته فعل !!
قال لعلي :وينم صاحبنا ؟؟
قال :وال ما رأيته ..
فرجع الشيخ منم فوره لكان درسه وهو بعيد عنم موقف السيارة ،رجع
ليبحث عن والناس حوله ول يعلمون مالذي يفعله الشيخ ..
بقي الشيخ يبحث عن لساعة منم الزمنم ..
حي ذلك استيقظت منم نومي فتلفت حول فوجدت السجد شبه فارغ ..
فقمت وسرت ف السياب على غي هدى كأنن ممور منم شدة التعب..
162
فالتقيت بالشيخ ف منتصف الطريق وحوله عدد منم الطلبة ..فقال ل:
أينم كنت ؟؟ أنا ابث عنك منم ساعة !!
فخجلت وال خجل ل يعلمه إل ال ..ول استطع أن أجيبه منم الياء
لكنم شيخنا بسماحة نفسه ..
تاهل الوضوع لعلمه بسبب ذلك وقال ل :النوم سلطان جائر!!
أنا شاب ف قوت نشاطي ومقتبل عمري وشيخنا رجل سبعين ومع ذلك
يتحمل شيخنا مال أطقه أنا أو غيي منم الشباب ..
أذكر مرة ف حج إحدى السنوات أن شيخنا ل يكنم ينام خلل
أربع وعشرينم ساعة سوى أربع ساعات تقريبا ..
ولقد كان يبلغ منه الهد فينعس وينام وساعة الاتف ف يده ..
فششأقوم أنششا أو أحششد مرافقيششه بغلششق السششماعة وفصششل خششط التلفششون وتششرك الشششيخ وحيششدا ليسشتيح ،فيسششتيقظ
ويقول أينم الاتف ؟؟
فنقول له :أجهدت نفسك ياشيخي ن قليل..
فيقول :الناس متاجة لنم يفتيها وأنا أنام؟؟
هات التلفون ..فيغمنا على إحضاره وننم نشفق عليه منم التعب ..
منم الواقف الت حصلت لنا تلك اليام ..
منم عادة شيخنا أن يتصدق على فقراء الرم منم الفارقة وغيهم ..
وهذا ما يفعله كل عام ..وعرف الناس عنه ذلك ..
فطلب من أنا والخأ علي أن نستقبل الطلبات وندون الساء ونردها ..
وحينما جاء يوم التوزيع وهو قبل العيد بيوم تقريبا ..
تمهر عدد هائل منم الفارقة وغالبهم منم الفتولي وأصحاب الجسام الضخمة
وقوية البنية ..وكان لم جلبة وضجيج فكنا ننادي على الساء فيدخل
الشخص لداخل الغرفة ويستلم ما ييسره ال له ..
غي أن المر خرج عنم السيطرة ول نقدر على ترتيبهم وتنظيمهم ..
وتدافع الناس واختلط الابل بالنابل وخفنا على الشيخ وهو لوحده ف الغرفة
ول يشعر با يصل ف الارج ..
فجهدنا أنا وعلي أن ندخل الغرفة وبالكاد دخلنا ..
163
وأردنا أن نغلق الباب حت يقل عدد الناس ويسهل تنظيمهم ..
ولكنم الشاغبي ل يرقهم هذا التصرف فدفعوا على الباب حت كادوا أن يلعوه
حينها جاء شيخنا ورأى بنفسه الال ..
فقال :خلص أوقفوا التوزيع !!
ل يكنم أن نعطي الناس بذا الشكل..
ولكنم كيف سنغلق الباب ..فنحنم اثني نقف أمام مئات ..
فحاولنا جاهد ينم أن نغلق البواب فلم نقدر ..بل تدافع الناس ودخل عدد منهم ف داخل الغرفة ..
حينها استشط شيخنا غضبا ..وتقدم بنفسه ووقف أمشام رجششل أفريقششي ضشخم الثششة عظيششم الشرأس مفتشول
العضلت ..فوقف شيخنا أمامه ول يكاد يصل بطوله لنصف جسده !!
وهو النحيل ضعيف البنية فأمره بالروج !!
فكأن الفريقي ل يفهم ول يتكلم اللغة العربية ..
فقال له الشيخ :أخرج يارجل ..
فما ترك منم مكانه وصار يرطنم بكلم ل نعيه ..
فحاول الشيخ دفعه وفحص ف الرض بقدميه والرجل ثابت كالبل الراسي
فأشفقت على شيخنا منه ..فتقشدمت إليشه ولطفتشه بالعبشارة ومسشحت علشى ظهشره حت خشرج وكفانشا الش
شره ...
منم الشاكل الت كانت تواجهنا ف الوصول للحرم هو إياد موقف لسيارتنم
وذلك أن سيارة شيخنا ليست فارهة..
وفرها لنا الشيخ صال الزامل جزاه ال خيا ..
وذلك بناء على رغبة الشيخ أن تكون منم السيارات العادية البسيطة..
كما قلت إن الناس تغريها الظاهر وتلهبها الزخارف
فقلما نصل منم البوابي البسطاء على التقدير..
ولذلك نعجز أحيانا ف التعامل معهم ..
ذات مرة مررنا بوار بواب فقلنا له نريد أن نوقف سيارتنا بالواقف ..
164
فقال :هل معكم تصريح ؟؟
فقلنا :ل ..
وحدثناه سرا وهأسنا ف أذنه ..
اسح لنا فمعنا رجل ذو قدر وعلم !!..
فالتفت ورأى شيخنا و سيارته فقدر وفكر ف السألة بناء على ما رآه !!..
أما إن مررت أنا أو علي بالسيارة بدون الشيخ فلو دقت أعناقنا فلنم نصل على
الذن بذلك !!
بناسبة ذكر السيارات ..
حي وصول لعنيزة ..
كان لدى الشيخ سيارتان ..
الول سيارة مازدا بوكسي موديل ثاني ..
وهي سيارة الشيخ ويبها ويهتم با ..
حت أن قراطيس القاعد حينها مازالت عليها ف تلك السنوات..
أما ضرتا الخرى منم السيارات فهي وانيت داتسنم باب واحد
ويقودها أبناء الشيخ ولقد رأيت الشيخ مرارا يركبها ف تنقله ف عنيزة
روى ل أحد الثقات ..
يقول منذ زمنم بعيد حيث ل يكنم شيخنا يلك سيارة ..
اتصل عليه المي سلطان بنم عبد العزيز ودعى الشيخ ليزوره ف مزرعته
العروفة ف القصيم..
فلب شيخنا الدعوة ..واستأجر سائقا أعرابيا ويقود سيارة تاكسي توصله
لزرعة المي..
فكان البوتوكول التابع للمي قد رتب أن يستقبل المي سلطان
شيخنا منم باب السيارة ..
فتوسطت تلك السيارة العتيقة سيارات المي وحشمه وضيوفه
فأصابا الجل والياء أمام أخواتا الفارهات السنم ..
غي أن شيخنا ل يتأثر منم ذلك..
فهو زاهد بالظاهر ول ترك ف مشاعره شيئا ..
165
فلما رأى المي الشيخ ورأى أنه قدم مع سيارة تاكسي ..
تغي وجهه وأشفق على شيخنا ..
وقال :ياشيخ ممد ،ل بد أن نشتي لك سيارة ..
فقال الشيخ :تعبنا وتقضي حاجتنا ..
أنا مرتاح وال يغنيك ويزاك خي..
ولقد روى ل شخص قصة وسألت عنها شيخنا فأكد ل ما حدث..
حيث أن أحد المراء بعث لشيخنا سيارة فارهة جدا هدية منه ..
إكراما للشيخ وحبا فيه ..
فرد شيخنا ذلك وشكر الهدي وقال :اعتب هديتك وصلت وأعفن منم
قبولا!!
شيخنا حينما يرد تلك الدايا ل يقصد احتقار ما يهدى أو منم يقدم
الدية..
أبدا وال ..
غي انه رحه ال رجل بسيط ويب البساطة ول يريد التكلف ف
اللباس والظهر أو الركوب ..عاش على ذلك ومات عليه ..
كما هو شأن سلفنا الصال..
فرسولنا عليه الصلة والسلم قبل هدايا اللوك والمراء كما هو ثابت عنه..
وكان ابنم عمر رضي ال عنه يقبل هدايا اللوك ..كما صح ذلك عنه..
وهو منم هو ف زهده وإتباعه لثار النب عليه السلم وسننه..
وللعلماء ف ذلك تفصيلت وتقسيمات معروفة ..
يرجع لا منم يريد الستقصاء والبحث..
روى ل جع منم الناس ومنهم شيخنا بنفسه ..
أنه ف عام 1407للهجرة حينما زار اللك فهد رحه ال وعفا عنه
منطقة القصيم ..
اتصل اللك على شيخنا وقال له :نريد أن نزورك ف منزلك..
فرحب به الشيخ وقال على الرحب والسعة إن شاء ال..
166
فشقت الواكب الائلة الطرق إل بيت شيخنا وغصت بالنود والعسكر
الطرقات ف عنيزة ..ودوت صفارات الشرط..
وظنم الناس أن الزور هو إحدى قصور عنيزة الفسيحة ..
فتجمعت الشود لذلك الضيف الكري..
وقال الناس :هنيئا لنم سينزل هذا الكري ف داره..
وما علم الناس أن شيخنا هو القصود..
وأن بيته التواضع هو قبلة اللك والمراء ...
فلما ترجل اللك منم سيارته ..
ونزلت الاشية منم الواكب..
تفاجأ اللك وحشده الكبي ..
أن الشيخ ممد يعيش ف بيت منم طي!!
فصعقوا منم ذلك ..وتعجبوا واستغربوا ..
ولعلهم بلغهم المر فظنوه مبالغة..
فدخل اللك البيت ..وتول بنظره فيه وف جدرانه البالية ..
وسقوفه التواضعة..
فما رأى شيئا يرد النظر ويل العي..
170
فوطأن تلك النسوة القاسيات على الجساد النحيلة..
ول يرحنم ضعفهنم ..ول استغاثتهنم !!
عندها حدثت اللبة وصرخنم صراخأ الكلومات
توجعا منم الدهس والرفس!!
ولكنم دون استجابة أو رحة..
فحاولنا ننم جاهدينم أن ندرك الوقف
ونقلل السائر بقدر الستطاع!!..
ولكنم كتيبة الوت تلك مرت وما عبأت بندائنا وترجينا لنم !!..
حت وصلنم للجهة الخرى ومرن عباب الزحام بكل جدارة واقتدار!!
عجيب أمر بعض الجيج والعتمرينم!!
كنت مرة أطوف مع الشيخ حول الكعبة ..
فسمعنا رجل يمل سبحة ف يده..
وكانت منم طولا وعدد حجارتا تزحف ف الرض!!
وجسمه ضخم كالبعي وبشرته سراء ..وشعره أجعد وهو كفيف البصر
سعناه يصرخأ ويدعو :رب اغفر ل وهب ل ملكا ل ينبغي لحد منم بعدي!!
ومرة لق الشيخ رجل نصف رأسه ملوق والنصف الخر غي ملوق..
ومنظره مقزز ..
فقال له الشيخ :ل نصف رأسك ملوق وتركت الخر؟؟
فقال :أنا سأعتمر عمرتي أحدها ل والخرى عنم أمي
فهذه اللقة للعمرة الول!!!
وروى لنا الشيخ صال الزامل حفظه ال أنه سع معتمرا يطوف بالكعبة الشرفة
ويسبح بسبحته ويقول ف تسبيحه :ياحسي ابنم علي ،ياحسي ابنم علي!!
وكنا مرة ف مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم وأراد شيخنا بعد أداء
الصلة أن يسلم على رسول ال عليه الصلة والسلم وصاحبيه ..
وكان الزحام هائل حول القب..
وغالب الزوار منم النسيات السيوية منم الباكستان وغيها ..
171
وحينما رأى العسكر ورجال السبة الواقفي حول القب الشيخ..
طلبوا منا أن نر منم فوق الدرابزينم اليط بالقب..
فهو أسهل علينا وحت نسلم منم الزحام..
فتقدم شيخنا وكنت بواره وسلم على رسول ال قائل:
السلم عليكم ورحة ال وبركاته يارسول ال ..
نشهد أنك بلغت الرسالة وأديت المانة ونصحت للمة وجاهدت ف ال حق
جهاده حت أتاك اليقي ..
ث مر منم أمام قبي صاحبيه وسلم عليهما رضي ال عنهما ..
فأردنا النصراف والنزول ..
ولكنم الشود الت حول القب كان لا رأي آخر!!..
فوجه شيخنا الضيء ..وشكله الميز واهتمام الرس به ..
لفت نظرهم فكأنم قالوا :هذا ول منم الولياء !!
فتقاذفوا للسلم على شيخنا والتبك به!! ..
فكانوا يدون أيديهم لصافحته ..
وبعفوية وطيب نفس مد شيخنا يده للسلم عليهم ومصافحتهم وليته ل يفعل!!
فقد تدافعت الموع وعل بعضهم فوق بعض!!
ول يكتف بعضهم بالسلم..
بل صاروا يتمسحون بيد الشيخ على الوجه والبهة..
وسحب شيخنا وسط الموع وسقطت غتته وعباءته عنم ظهره !!..
ولقد رأيت أحدهم يسك يد شيخنا فمسح با منم رأسه وحت قدميه !!
وشيخنا الضعيف النحيل ل يقدر على الفكاك منهم ..
وكان يعلو ويفق وكادت ذراعه أن تلع ..
فتزاحم العسكر ودفعوا الناس والهالة ..
وفك شيخنا وبالكاد !!
ول أظنه عاد لا منم بعد أبدا!!
روى لنا الشيخ ممد السبيل إمام الرم ف إحدى اللسات ف بيته بضور
شيخنا رحه ال ..
172
أنه ف إحدى سفراته لدولة الباكستان ..بصفته إماما للحرم الشريف..
احتفي به احتفاء كبيا وأكرم منم الكومة والشعب غاية الكرام..
وطلب منه التنقل بي الوليات الباكستانية لزيارة الناس والطلع على أحوال
السلمي ..فوافق الشيخ وكانت وسيلة التنقل هي القطار!!
وبينما هم يسيون ويتعون نظرهم بي الوديان الميلة والناظر اللبة
البهيجة ..
إذ فجأة توقف القطار!!
فظنوا أن هناك عطل ما !!
وقريبا سيستأنفون السي..
ولكنم التوقف طال و استمر لساعات !!
ول يكنم الشيخ السبيل ورفقاؤه يعرفون السبب ..
وبعد مرور وقت طويل منم النتظار وشعور الشيخ ومرافقيه باللل..
جاء ه عدد منم السئولي الباكستانيي منم يشرف على تنظيم تنقل الشيخ
ومعهم التجان ..وعلى وجوههم العبوس والضيق !!
فقال الشيخ :ما القصة؟؟
فتكلم قائدهم وكان مطأطأ الرأس منم الجل وقال :ياشيخ ممد هناك مموعة
منم القرويي منم ويعيش ف القرى حول طريق القطار
قد ربطت نفسها بالبال على سكة الديد !!
وأقسمت أنا لنم تتحرك حت توت !!
أو تنزل أنت للسلم عليهم ..
ولقد باءت كل ماولتنا لثنيهم بالفشل وأكدنا لم باليان الغلظة
أن برنامكم مدد ولديكم..
مشوار طويل واحتفالت ف الدن وهم ف النتظار..
والوقت غي مناسب ..ولعل ذلك يكون ف زيارات أخرى
فرفضوا ول يقتنعوا..
وقالوا :أينم ند شرفا كهذا الشرف ؟؟
كالسلم على إمام الرم الشريف!!..
173
فتعجب الشيخ السبيل منم إصرارهم وحت لو على موتم وتقطيع أجسادهم!!
وقال :إذا ل بأس سأنزل للسلم عليهم..
فقالوا :ياشيخ ممد ننم ناف عليك ..ونشى عليك الغوائل!!
فهؤلء فيهم المج والرعاع وقد يفعلون أمورا ويتصرفون تصرفات
غي حيدة و غي متوقعة !!
ولو سع الناس بفعلتهم لوقفتنا القرى طوال الطريق..
ولكنم الرأي أن تبقى أنت ف القطار ونفتح لك النافذة
ويضرون هم للسلم عليك..
فقال الشيخ :ل بأس فليحضروا..
فجاء الناس وكان عددهم هائل..
وتوافدوا منم الوديان والشعاب ..
فتجمعوا للسلم على إمام الرم ..
فل تسل عمنم صافح و وعمنم قبل وعانق وبكى منم الفرح ..
حت كاد الشيخ أن يتنق منم كثرتم وتمهرهم عليه !!
وهو ذو البنية الضعيفة والسنم الكبي والسم القصي حفظه ال ورعاه..
ولقد ذكر الشيخ السد يس تعليقا على كلم الشيخ السبيل أنه ف إحدى زياراته
فقد عباءته حيث نزعت منه بالقوة !!
ومزقت ووزعت خيوطها بي القبائل وبيعت بأعلى الثان!!
أذكر مرة أن الناس اجتمعت على الشيخ كعادتم بعد صلة العصر
فلفت اجتماع الناس فضول العتمرينم فجاءت مموعة أظنها منم شال أفريقي
فقال ل أحدهم :منم هذا ؟؟
فقلت لم :هذا أحد العلماء والناس تسلم عليه..
فقال :ما اسه؟؟
فقلت :اسه الشيخ ممد بنم عثيمي..
فسمعته يقول لصحابه وهو منصرف :هذا الشيخ اسه ابنم تيمية!!
ومرة كنا خارجي منم الرم ..
وركب الشيخ السيارة ..
174
وكان يقرأ ورقات بي يديه ..
فمدت له يد منم خارج نافذة السيارة ..
ول يلتفت الشيخ جيدا لنم يصافحه ..
وحينما لست يده يد الصافح ..
صرخت أنا با !!
فقد كانت امرأة منم العتمرات !!..
جاءت للسلم على الشيخ حينما رأت الزحام عليه..
فالتفت الشيخ وضحك منم ذلك ..
ول يلحظ أحد ذلك سوانا وإل لقيل ابنم عثيمي يصافح النساء!!
وحاشاه رحه ال..
الحلقة الخمسون
175
ومرورا بسي أصحاب رسولنا ممد صلى ال عليه وسلم
وسي السلف الصال والعلماء واللفاء واللوك وكذلك بعض القصص الاهلية والديثة..
فستجدون أن ذلك أمر متجدد عب الزمان ول يستغرب وقوع ما هو أروع منه وأغرب وأعجب وأنكى
منم ساهم ال تعال ) لقد خلقنا النسان ف أحسنم تقوي ث رددناه أسفل سافلي (
وقوله تعال ) إنه كان ظلوما جهول(
خاصة وأن الدث وقع بي طلبة علم ومنم حلقة الشيخ ابنم عثيمي رحه ال القربة..
وما الغرابة ف ذلك ؟؟
أليسوا بشرا ؟؟
أل يقع ف الصالي ما هو أغرب ؟؟
السؤال الشرعي هو:
هل ذكر مثل هذه الواقف والحداث يفيد ؟؟
ما العبة والكمة منم روايتها؟؟
أليس منم التوقع أن يعقل الناس وتتوب وتنسى تلك الهازل والسفاهات..؟؟
أليس منم الؤسف هو نبش تلك الحداث وإخراجها للناس حت تفتح بابا للقيل والقال؟؟
هذه تساؤلت أوردها على نفسي كل يوم وف كل حلقة أدونا..
و قد جاوبت نفسي وغيي بالتال:
أنا أروي ما حصل كرواية شخصية أو كما ساها احد العلقي الكرام ) سشية ذاتيشة( ابتشدأت مشنم حيشات
الشخصية ث مرورا
بواقف عديدة حت وصلت لشيخنا رحه ال..
ث ستستمر الرواية ...
ف أمور وبلدان تنسي أهوالا وأحداثها ..
كل ما مضى ؟؟؟؟
فما زلنا ف البداية !!
فمنم عنيزة حت كرواتيا حت حرب البوسنة الهولة ث مرور
بكوسوفا ث أفريقيا وبالصوص ف إثيوبيا والسودان والكاميون وتشاد وغيها !!..
فالقصة طويلة والكاية لنم تقف على شيخنا رحه ال أو غيه..
ول أخفيكم أن هذا ما ل أكنم عازما عليه منذ البداية !!
176
فقد عزمت على أن أدون ثلث روايات متفرقة ولكنم بعد مشاورة
وقراءة تارب مثيلة رأيت دمج الوضوع ف تسلسل واحد ..
حت يستوعب القراء تلك الذكريات ول أشتتهم ف ثلث ماور
قد يكون الربط بينها يتاج لعناء ومشقة..
فالفضل إن شاء ال هو استكمال كل مرحلة ث النتقال للمرحلة
الت تليها ..
والظشنم إن ششاء الش أننش لشو تكنشت مشنم السشتمرار علشى نفششس النشوال وهشو تنزيشل خششس حلقشات أسشبوعيا
فالتوقع استكمال القصة ف أقل منم سنة بول ال تعال
يصششدف فش هششذه السششي ذكششر بعششض الوقششائع القيقيششة والششت سششببت فش وقتهششا مشششاكل للشراوي ..فأنششا أمششام
خيارينم اثني:
إما أن أسكت وتبقى القضية مبهمة والتهمة معلقة على رأسي حت
يهنأ مثيوها ويسلموا منم جريرتا وعاقبة فعلهم..
وبالتال يبقى ف القصة فراغات هائلة وعلمات استفهام كبية
فتكون عدية الفائدة بل تكون سببا للتندر والزل..
أو علي أن أكشف الوضوع بكل جوانبه وحذافيه
مع ذكر الساء والوقائع والشواهد وأنا غيش ملم فش ذلشك لننش اللقشة الضشعف و الهشة التلقيشة للظلشم
أو للصفعات واللطم!!
أو علي أن أروي قصت كما يلو ل وأتنب التوصشيف الشدقيق أو تسشمية الصشوم ،قناعشة منش ورضشا با
قدره رب علي
ث لا قد يتتب عنم ذلك منم تشويش على أصحاب تلك الخازي
وهم الن ف غن عنم ذلك!!
وأنا اختت اليار الثالث عنم تفكي واستخارة واستشارة
ورغبة ف البعد عنم الشقاق والنزاع..
ولكنم يبقى اليار الثان واردا إن رأيت أن ف ذلك مصلحة
أولا رضى الالق سبحانه ث الدفاع عنم نفسي ولو كان متأخرا..
إن تعرضت لتعد متجدد منم الطرف العن..
و السؤال هو لاذا ل نستمع للحكاية حت النهاية ث منم بعد ذلك لنحكم عليها..
177
وليتكلم وليعلق ولينبش وليكذب!!
كل منم يريد فعل ذلك فأنا ل اكتب حت هذه اللحظة تلك الرواية ف كتاب أصم !!
بل كتبت كل دعواي وما زعمته ف منتديات حوارية أتلقى فيه منم الثناء أو الذم !!
كل ذلك عندي سواء..
فلماذا ل يسع الميع ما وسعن ووسع الخرينم ؟؟
لاذا إتباع سياسات خرقاء يتتب عليها أمور ل يبذها عاقل ول
يبحث عنها لبيب..
أتن أن تصل رسالت لنم اعنيه ويفهم ما اقصده ويعلم أنن
أحكي وقائع ومشاهد أقسمت على كل كلمة وحرف منها وأشهد
رب سبحانه عليها وهو الول والنصي ..
قد يتضايق بعض الخوة القراء منم كثرة تكراري لثل هذا الكلم
وأقول لم جيعا يا إخوت هناك أناس يتبصون ب منم خلف
الكواليس جبناء وسيأت الوقت قريبا الذي افضحهم فيه ..
ولقد سعت منهم كلما ورسائل بعثوها ...
ألزمتن أن أؤكد على تلك العان والباديء كل مرة ..
وأقول لم لنم أعيد كلمي!!
فلو تادوا ف غيهم وتاوزوا الدود فلنم يكون صدر مالك وحده يويهم !! ..
وسأسع كل منم يعقل ما فعلوه وبعدها فليدفعوا الساب..
حسنا لنرجع لقصتنا ..
انتهى رمضان وأعلنم العيد وعاد الخأ علي بشيخنا لده ومنه رجع بالطائرة للقصيم ..
أما أنا فرجعت لعائلة ف الطشائف وبقيششت هنششاك عششدة أيشام قضشيت فيهشا مششع العائلششة الكريشة ..والمشد لش
..
ث عدت للقصيم ..
فوجدت عنيزة شبه خالية منم الطلبة ..حيث أن أغلب الطلبة لدى عوائلهم وأهليهم..
وحينما شارفت الجازة على النتهاء توافد الطلبة وغص بم الامع ..
قدم لعنيزة طالب منم مدينة الطائف اسه ممد العباد..
وقد سبق أن رأيته ف الطائف قبل قدومي لعنيزة..
178
دون أن اعرفه باسه أو أن احتك به..
هذا الطالب ترى منم وجهه الد والصرامة
ويشع منم عينيه بريق الفطنة والذكاء..
بعد صلة العشاء وخروجنا منم الدرس العتاد..
لق الخأ ممد بشيخنا وكنت معهما أسي كما هي عادت..
انتظر انتهاء الطلب منم أسألتهم ث أبدأ بقراءة ما عندي منم أسئلة وغيها..
تناقش الخأ ممد مع شيخنا ف مسألة فقهية ..
وكششان فش الخأ ممششد حششده فكششان شششيخنا يششرد علششى كلمششه فيد الخأ ممششد علششى الشششيخ بششإيرادات جيلششة
تدل على فطنته..
غي أن أسلوبه كان فظا فهذا ما جعل شيخنا يتد معه أيضا..
اذكر أن الخأ ممد رد على الشيخ فقال له :هذا قول ابنم حزم الظاهري ف اللى..
فاستشط شيخنا غضبا وقال :وهل اللى كتاب منزل منم السماء؟؟
ث أورد عليه كلم ابنم القيم ف ابنم حزم ف كتاب إعلم الوقعي..
فرجع الخأ ممد وبقيت مع الشيخ وحيد ا وكأنه شعر بدته فقد كان شيخنا رحه ال سريع الفيئة!!
فقال ل :يبدوا على هذا الطالب النباهة والفطنة ..
ف اليوم التال ..وكنت جالسا ف مكتبة السكنم ..
جاءنا اتصال منم مستشفى اللك سعود ف عنيزة ..
فرد مشرف الكتبة على الكالة..
فكان التحدث منم الستشفى يقول :حصل حادث لموعة منم طلبة الشيخ ..
فصعدت فورا لغرفة مشرف السكنم وهو حينها الخأ صال الرعشي الرب فأيقظته منم النوم..
ففزع ،وأذكر أنه كان يتحدث مع نفسه منم الروعة..
فتوجهت معه للمستشفى ..
فقابلنا مشرف شئون الرضى حينها وهو الدكتور ممد الركان
فقال لنا :لقد توف ف الال سائق السيارة وسائق السيارة الخرى..
فقلت له :ما اسم السائق ؟؟
فقال :ل نعرف هويته حت الساعة ..ولكنم دعونا نتوجه للثلجة فلعلكم تعرفون اليت!!..
حينما دخلنا ثلجة الوتى أصابتن قشعريرة وخوف وارتباك
179
فلم يسبق ل أن رأيت موقفا كهذا ..وهأمت بتكهما ..
رأينا شخصا مدا على سرير ومغطى بشر شف أبيض ..
وعلى جهة الصدر بقع كبية منم الدم ..
فتقدم الدكتور ممد للجثة منم جهة الرأس ونظر لوجهي ووجه
مرافقي كأنه يقول :هل أنتما مستعدان للتعرف على اليت؟؟
فتسارعت نبضات قلب وكدت أن أتراجع ..
فنزع الغطاء فتأملت اليت فشإذا هشو الخأ ممد العبشاد الشذي كشان يتجشادل بشالمس مشع ششيخنا رحشه الش
!!
ويؤمل شيخنا فيه ما يؤمل!!
رحه ال وعفا عنه وأسكنه الفردوس العلى
تنبيه
للسف فإن تسلسل الحداث عندي قد ل يكون فيه انضباط ودقة كما ينبغي..
قد يصل ان اذكر أحداثا ول استطيع التأكيد عشنم وقشت حصشولا هشل بعشد رمضشان ام قبلشه هشل ف فشتة
الجازة ام ف وقت الدراسة ..
أصششل الحششداث معلششوم وميقششنم منششه لكششنم تديششد الزمششنم بدقششة صششعب للغايششة فششارجوا مششنم اطلششع علششى حششدث
ولديه ملحظة حول الزمنم أو التسلسل أن يسارع بتنبيهي حت أعدل تلك العلومة..
حضر مموعة منم طلبة الشيخ درس الشيخ سليمان العلوان حفظه ال
ف مدينة بريدة ..
الشيخ سليمان العلوان لنم ل يعرفه
كان ف تلك السني شابا ف مقتبل عمره ..
آتاه ال منم العلم الراسخ خاصة ف علم الديث ..
والفهم الثاقب وسعة الطلع ما يبهر البصار ويي اللباب
180
تسامع به طلبة العلم فتقاطروا عليه منم كل مكان ..
ولقد رأيت ف درسه وحضرته مرة واحدة فقط
رأيت منم يكبه مرة أو مرتي ويمل أعل الشهادات العلمية
وقد ثن ركبتيه بي يديه..
وكان درسه بعد صلة الفجر ..
حضره عدد منم طلبة الشيخ وبعد رجوعهم منم الدرس وكان ذلك يوم خيس
أعتضتهم فجأة سيارة يقودها رجل مسنم ومعه مرافق مسنم أيضا..
فاصطدموا به فتطاير الركاب منم السيارتي ..
وضرب مقود السيارة على صدر ممد العباد فمات ف الال..
وتوف أيضا قائد السيارة الخرى رحه ال..
وتشمت السياراتان حت تلفتا تاما ول تعد تصلحان للنتفاع بتاتا..
كانت تلك الادثة الروعة مزرة با تعنيه العبارة منم معن!!
فقد خطف الوت طالبا مدا وهو الخأ ممد العباد رحه ال وأصوله منم اليمنم
وفقد أحد الطلبة إحدى عينيه وكاد يعمى ومكث ف النعاش أسابيع عديدة
وهو الخأ ممد المي السودان
وكسر أللحي السفلي لحدهم وكاد يتلف ويهلك..
وهو الخأ عبد ال حافظ الباكستان
والخر أوشك على الوت فقد تكسرت أضلعه وشل شلل نصفيا
وهذا للسف نسيت اسه وهو منم سكان جده ومنم قبيلة حرب
وقد كان الشد تضررا منم الادث أعانه ال وخلف ال عليه خي
حينما سع شيخنا بالب ..
أراد الذهاب للمستشفى ف عصر ذلك اليوم للطمئنان عليهم بنفسه ..
وقال ل :جهز سيارتك سأذهب معك للمستشفى!!
سيارت منم نوع الالنت اشتيتها منم أخي الكبي بسعر زهيد
و هي سيارة شبه متهالكة!!
و وهيئتها وما وضع عليها منم زخارف ل تليق ب أنا كطالب علم
فكيف بشيخنا !!
181
قد مضى على وجودها معي أياما معدودات ول أتكنم
منم تغيي ما عليها منم زخارف وعبارات مجله !!
حت أن أخي سامه ال قد هبط هيكل السيارة بيث توشك أن تتك بالطريق !!
تفهمون ما أعنيه جيدا !!
عندما قال ل الشيخ :سأذهب معك بسيارتك..
قلت له:
ياشيخي سأستعي سيارة منم احد الزملء ..
فقال :ولا ؟؟
أب أشوف سيارتك ونربا!!
توكل على ال وجهزها ل بعد الصلة عند باب السجد!!
وقعت ف حرج شديد واستحييت أن أركب شيخنا على مثل هذه السيارة الريعة !!
بعد العصر سبقت الشيخ لارج السجد وجهزت له السيارة ..
فلما جاء واقتب من وركب فيها قال ل :مبارك !!
هل هذه سيارتك؟؟
فقلت له :ل ،ياشيخ هذه ليست سيارت هذه لحد الزملء!!
فقام شيخنا مغضبا منم فوره وخرج منم السيارة وأشار لطالب آخر
فركب معه وتركن!!
لقتهم للمستشفى فوجدت سيارت الت تركتها مع صاحب السيارة الت أقودها ..
فأرجعتها له وأخذت تلك العجوز الريعة..
فأوقفتها أمام باب الستشفى !!
فإذا كانت هذه رغبة الشيخ فليكنم!!
لقت بشيخنا وتولت معه على الرضى ..
وكششان ف ش اسششتقبال الشششيخ الرجششل الشششهم والكريش ش الفضششال الششدكتور عبششد ال ش البششداح الشششرف العششام علششى
الستشفى وعدد منم الداريي ..
حينما زرنا الخأ ممد المي وكان ف غيبوبة تامة قال لنا المرض:
هذا الرجل طوال الوقت ف غرفة العمليات..
كان يقرأ القرءان ويسبح ويهلل وهو ف غيبوبة تامة !!..
182
وقف شيخنا على رأسه ودعا له وقرأ عليه ونفث..
ث تنقلنا ف غرف الخوة الخرينم عبد ال والخأ الذي نسيت اسه..
وكان وضع الخي حرج للغاية ما استلزم نقله لدة بعد عدة أسابيع
كانت حاله كما ذكرت خطرة للغاية وكانت معرضة للتطور ف أي لظة وكان ف غيبوبة ..
وبعد فتة تسنت حالته نوعا ما وصار يفتح عينيه ولكنه ل يعرف منم حوله ول يعقل ..
وف إحدى الزيارات حيث كان شيخنا يزور الرضى دوم
حدث موقف عجيب وغريب ..
عندما وقف شيخنا على رأس أخينا الكري
واقتب منه ودعا له وقرأ عليه كما يفعلها كل مرة..
حينها نظر الخأ ف وجه الشيخ فتأمله وكأنه عرفه فابتسم وضحك !!
فقال الشيخ وهو مسك بيده :هل يعرف منم حوله ؟؟
فقال الطبيب :أبدا هو ل يفعل هذا منم قبل !!
وكنا كلما زرناه مع الشيخ يكرر ما فعله دوما فيضحك ويتهلل وجهه ..
فسششبحان مششنم مل قلششوب عبششاده حبششا لششذا العلششم الليششل وخصوصششا تلميششذه الششذينم يرونششه ف ش مقششام الوالششد
الرحيم بل اشد منم ذلك!!
وليخسأ الاسئون!!
هأس أحد الطلب ف أذن الشيخ
وقال له :ياشيخ نريد رؤية الخأ ممد العباد
فقال الشيخ :هو ميت !!
فقال :ياشيخنا ل بأس للعتبار!!
الشخص الذي هأس ف أذن الشيخ وقال له ما قال ..
حدث له حادث بعد سنوات على طريق الدينة القصيم وكانت معه زوجته
وأبناؤه فتوف رحه ال منم فوره ..وسلمت زوجته وأبناؤه..
وقد بلغن الشيخ بوته حينما اتصلت عليه منم البوسنة..
فقال ل :هل سعت بفلن لقد صار عليه حادث وصلينا عليه اليوم..
حينها وال تذكرت كلمته حينما قال لشيخنا :نريد العتبار..
واسه عبد الرحنم داود رحه ال..
183
منم خية الطلبة وأكثرهم حرصا على التحصيل والطلب
عفا ال عنه وجعل مثواه النة..
دخل الطلبة على جثة الخأ ممد وقد وضعت ف داخل الثلجة..
ولا رفع الغطاء عنم وجهه تأمل الشيخ وجهه وسكت قليل ..
وهز رأسه ث دعا له و انصرف..
خرجنا منم الستشفى وكان الشيخ قد رأى على وجهي كرها لا فعله معي
فقال ل :هل أحضرت سيارتك؟؟
فقلت بجل وحياء :نعم..
استحييت وال منم الطلبة ومنم مدير الستشفى أن يروا دابت!!
وصلنا للباب وخرج الشيخ ..وودع مرافقيه
وفتحت له باب السيارة..
وقال قبل أن يركب :هذه هي؟؟
قلت :هي وال !!
فدخل فيها وقرأ دعاء الركوب وأخذ يلمس مراتبها ويسح على مقدمها ويقول:
مبارك يا أبا عبد ال لتهنأ لك وجعلها عونا على الطاعة!!
فخرجنا منم الستشفى واعتذرت منم شيخنا عما بدر من
فقال :ل تجل السيارات كلها سواء الهم توصلك لاجتك..
ث انشغل رحه ال بتقليب الذياع والنظر ف سقفها والتبيك والدعاء
وكأنن أقود أفخم وأرقى طراز ..
رحه ال ما ابسطه وأكرمه وألطفه..
ف اليوم التال صلينا على الخأ ممد العباد بعد صلة المعة..
وأمنا شيخنا رحه ال ..
ث خرج بنفسه وتقدم النازة راجل ..
وقد حلت على الكتاف حت القبة والت تقع ف الهة الشمالية منم عنيزة
وكأن الخوة الذينم يملون النازة استعجلوا ف السي ليلحقوا الشيخ
فقال لم معاتبا :
سيوا على مهل هل تريدون النازة أن تسقط؟؟
184
وصلنا للمقبة وجلس شيخنا على التاب ..
حت يصلي على النازة منم ل يصل..
وحت يضر اليت ويدفنم ..
وضع الخأ ممد رحه ال ف القب ..
وكان والده موجودا ومتأثرا جدا منم فقد ولده ..وقرة عينه ..
خلف ال عليه خيا ..
وجعله فرطا له إل النة..
بكى والده على قبه فأبكى منم حوله ..
نظرت للقبور ذلك اليوم وكانت على مد البصر..
رأيت رجل يسي بعيدا منم بي القبور وكنت اعرفه ..
فسالت :أينم يذهب؟؟
فقالوا :يزور قب شيخه عبد الرحنم بنم سعدي رحه ال
جاء والد الخأ ممد وسلم على شيخنا وقبل يده وبكى بكاء كما تبكي الثكلى
فصبه شيخنا ودعا له ولولده ممد وقال :يلف الول سبحانه عليك ف
إخوان ممد ..فل تتحسر فكلنا موتى وهذا آجال ..ال كلمه رحه ال
ولقد واساه شيخنا ودعاه ف بيته واستضافه طوال بقاءه ف عنيزة ..
مرت اليام تتى وبوتية سريعة ..
وما أسرع ما جاء موسم الستعداد للحج..
حيث أوقف شيخنا الدروس العتادة ..
وشرع ف دورة مركزة ف القراءة منم أبواب الج منم الزاد ومنم كتب الناسك
وكذلك كتابه الصغي ف حجمه الكبي ف قدره التعلق بالضاحي ..
وقد قرأناه عليه وشرحه شرحا وافيا ..
فخرجت بفوائد عظيمة واستطعت الحاطة بتوفيق الول بميع ما يتعلق
بالج والناسك والضحية منم تلك الدروس..
فجزى ال شيخنا خي الزاء ورضي عنه وجعل قبه روضة منم رياض النة
ف اليام الخية منم شهر ذي القعدة ..
وقبل رؤية هلل ذي الجة توجهت مع شيخنا لداء الج..
185
وكان ف استقبالنا الشيخ صال الزامل والخأ علي السهلي وجع كري منم الخوة
البي..
توجهنا لكة شرفها ال لداء العمرة وتللنا بعد ذلك ..
فقد كنا متمتعي كما هو معروف منم أنواع النسك..
أرجعنا السيارة الت كانت معنا للشيخ صال الزامل واستبدلناها
بسيارة جديدة تركت تت تصرفنا !!..
سألت شيخنا :ما هذه السيارة هل هي مهداة؟؟
فقال :كل ،هذه السيارة تابعة لوزارة الشئون السلمية حيث أشرف سنوي
على الدعوة ف صالة الجاج واليناء !!
برنامج شيخنا ف فتة الج برنامج شاق ومرهق با تعنيه الكلمة منم معن
حيششث يتششوي علششى برامششج متتابعششة مششنم دروس وماض شرات وفتششاوى وتنقششل بي ش الخيمششات قبششل وبعششد الششج
وأثناءه ..
ولقد كان يصيبن الفتور والعياء منم كثرة البامج وشيخنا ف قمة نشاطه!!
ف الج كنت أنا رديف شيخنا ول يرافقنا أحد منم أقارب الشيخ أو أصحابه
وكنا طوال فتة بقاءنا ف مكة وكذلك ف ميم الج ف ضيافة شهم سأتدث عنه لحقا..
توجهنا بسيارتنا الديدة )وهي جيب تايوتا لون رمادي(
لكتشب التوعيشة السشلمية الواقعشة فش حشي الشششة والشذي يقشابله جامع ساحة الششيخ عبشد العزيشز بشنم بشاز
رحه ال
حيث كان شيخنا يكث كثيا ف ذلك الكتب لستقبال
الزوار منم العلماء والشائخ والستفتي وأمامه هاتف ل يتوقف عنم الرني
لربع وعشرينم ساعة للفتاوى..
ولسائل أن يتساءل كيف يعرف الناس رقم تلفون الشيخ ف مكة أو ف جده أو غيها منم الدن؟؟
والواب :أن شيخنا قام بطريقة جيلة وسهلة بل هذا الشكال!!
وذلك أن جهاز التلفون ف عنيزة فيه خاصية تويل الكالات ..
186
فمثل لو اتصل شخص لعنيزة على رقم الفتاوى العروف
فسوف يرد عليه التلفون بصوت الشيخ يقول له :
اتصل على الرقم كذا ..فمرة يعطيهم رقمه ف الرياض ومرة ف جده
ومرة ف الدينة وهكذا..
وكان رقم التلفون يتغي ف بعض الحوال يوميا وذلك بالتصال على الهاز وإدخال شفرة معينششه فيملششي
الشيخ بصوته الرقم الديد..
وللمعلومية فشيخنا لديه اهتمام كبي بالتقنيات وخصوصا أجهزة التصالت
وكل منم أراد أن يدخل السرور على شيخنا ويفرحه فعليه أن يبه
بهاز اتصال جديد نزل ف السوق فستجده بعد أيام ف بيته أو مكتبته !!
أذكر مرة أنن طلبت منم الشيخ أن يعطين مبلغا منم نفقت الت يرسلها
الوالد ل على حساب الشيخ حيث أن شيخنا يتفظ با عنده وينفق علي
منها كما ينفق الوالد على ولده ..
191
بل كان لكل يوم برنامج على حده ..
كان شيخنا يلس ف مكتب التوعية الساعات الطويلة ييب على الفتاوى
وحيث أنن ل يكنن الستفادة منم بقائي ..
استأذنت شيخنا لكي أقضي فراغي ف الكتبة التابعة للتوعية..
وجدت أن الكتبة ليست غنية بالراجع التنوعة بل غالب كتبها
حول صنف أو صنفي منم أصناف العلوم ..
و كان قد كلفن شيخنا سابقا بتدوينم بعض البحوث
فاحتجت أن اطلع على عدد كبي منم الراجع ..
فلم تشبع تلك الكتبة نمي ول تكنم مناسبة لصوص البحث..
فاختت كتابا وقعدت لقراءته وكنت أحيانا منم العياء يسقط رأسي على دفة
الكتاب وأنا ل أشعر...
لحظت رجل يداوم اللوس ف الكتبة ..
ووضع أمامه ملدات ضخمة يراجع فيها ويقرأ منه
ويبدوا أنا رسائل علمية ويشرف هو عليها أو هي له !!..
وجهه مستدير وليته بيضاء ووجهه أبيض ومتلئ السم
وليس بالطويل ول بالقصي..
طويل الصمت واضح عليه شدة الياء ..
ولقد جاورته ساعات طويلة دون أن أسعه ينطق أو يهمس بكلمة!!..
سألت عنه فقيل :هذا العال الليل الشيخ صال بنم خزي ..
ولقد توف بعد سنوات ف حادث مروري ف بريدة رحه ال وعفا عنه
زارنا ف يوم اليام وكنت مع شيخنا ..
رجل طالا أحببته وقدرته ..
إنه شيخي وأستاذي الدكتور الشيخ أحد بنم موسى السهلي..
أحد تلميذ علمة النوب الشيخ حافظ الكمي ..
داومت على حضور دروسه ف الطائف لكثر منم عامي
ومع ذلك فلم يكنم يعرفن فقد كان عدد الطلبة كبيا
ول يكنم ل مع الشيخ احتكاك مباشر..
192
دخل على الشيخ ممد وسلم عليه وتدث معه..
حيث هو أيضا منم الشاركي ف برامج التوعية ف الج ..
وبعد انتهاء لقاءه وحديثه مع الشيخ ..
استأذنت شيخنا ممد ولقت الشيخ احد..
فعرفته بنفسي ورويت له أنن أحد تلميذه السابقي..
قال ل :ظننتك ابنم الشيخ!!
وفرح بذلك وسر ودعا ل حيث أنن ل انقطع عنم الطلب وقال ل:
استمسك بغرز هذا العال الليل ..وأنا وال أغبطك على هذه الزية
فاحرص على الستفادة منم علمه فهو فقيه نادر الطراز ..
صارت ل علقة وثيقة بالشيخ أحد استمرت حت هذه
اليام وإن له الفضل علي بعد ال ف حب للعلم وطلبه أول المر
فجزاه ال عن وعنم السلم والسلمي خي الزاء..
بوار منزل الشيخ عبد العزيز بنم باز رحه ال ف الششة ..
تقع عمارة جيلة ذات طوابق عديدة ..
أوقفها أحد السني وهو الشيخ صال التو يري عليه رحة ال
أحد الخيار والوجهاء منم سكان مكة..
أوقف هذه العمارة على الدعوة والدعاة فكانت ف أيام الج تغص
بالعلماء الجلء والدعاة و طلبة العلم الكبار والصغار ..
وكانوا جيعا ف ضيافة مكتب التوعية السلمية ..
ومنم هناك يكون انطلق الموعات الدعوية للمخيمات والساجد والتجمعات السكنية وغيها
كانت تلك العمارة كأنك ترى فيها خلية نل!!..
فهم جنود السلم وحاة العقيدة ..
جزاهم ال عنم السلم والسلمي خي الزاء..
كان لشيخنا أيضا غرفة خاصة ف ذلك السكنم ..
ولكنه حسب علمي ل ينزل فيها مطلقا..
والسبب أن لشيخنا مراجعي كثر
وحت ل يشق على الناس رأى أن يستقل ف مكان خاص له ..
193
فكان زوراه ومراجعوه يرتادون مكانه السابق الذكر..
منم الشائخ الذينم ينزلون ذلك السكنم ..
ساحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الفت العام الال..
ومنهم فضيلة الشيخ صال الفوزان..
ومنهم أيضا الشيخ ممد الدريعي ..
ومنهم الشيخ عبد ال القصي..
والشيخ سليمان الشبانه رحه ال..
والشيخ عبد ال الشبانه ...
وعدد منم مدراء الدعوة ف الداخل والارج
وغيهم كثر منم أعجز عنم عدهم ..ول تضرن أساؤهم
وظن أن الشائخ يتجاوز عددهم الائة..غي الطلبة والدعاة..
ذات مرة دعانا أحد البي لشيخنا للغداء ف ذلك السكنم..
وكان رفيقه ف الغرفة الشيخ صال الفوزان..
كان الغداء الوضوع لنا هو عبارة عنم علب بروست !!
أي وال هذا هو الغداء!!..
والسبب أن الغرفة ضيقة والشائخ عددهم كثي فأينم يضع لم طعاما وفي
فكان اختياره اضطرارا قد فهمه الميع وما ل موه عليه
والظاهر أن ذلك منم عادتم طوال تلك اليام ..
حصل ف ذلك اليوم موقف ظريف..
حيث جلس الشائخ منحشرينم بوار السرة التواضعة ..
وكان أمامي ف صف واحد كأنن أراهم أمامي ..
شيخنا ابنم عثيمي رحه ال
وبواره عنم يينه الشيخ عبد العزيز آل الشيخ
وبواره عنم يساره الشيخ صال الفوزان ..
بالضافة لعدد منم الشائخ والرافقي ..
وقد وضع الطعام بي أيدينا ..
و ل نضع يدنا ف الطعام انتظارا لحد الشائخ..
194
انتظرناه وطال النتظار..
وكاد الطعام يبد..
وكان الشيخ النتظر هو الشيخ ممد الدريعي..
والشيخ الدريعي لنم ل يعرفه رجل كفيف وهو رجل صاحب نكتة وطرفة ومزاح..
وشيخنا يبه وقد زال بينهما حاجز التكلف ..
قال شيخنا للمضيف :اتصل ل على الخأ ممد وسوف أستعجل حضوره..
فأحضر جهاز الاتف واتصل على غرفة الشيخ الدريعي ..
فلما رفع الدريعي السماعة ..وهو جهوري الصوت
و ربا منم قوته ل يتاج ليكرفون !!
غي شيخنا صوته وفخمه وصار يغمغم
ويقول :هل أنت ممد الدريعي ؟؟
فقال :منم معي؟
فقال :يا أبا فلن أنزل وإل فلنم ننتظرك ..
وتبادل الديث والتعليقات وضحكنا منم حديثهما ..
ولقد رأيت الشائخ يتمايلون منم الضحك وخصوصا الشيخ عبد العزيز آل الشيخ
حت دمعت أعينهم منم الضحك!!
ول يعرف الدريعي حت أغلق ساعة الاتف أن شيخنا هو مدثه ..
وعلق بتعليقات ساخرة على شيخنا وصوته وقال:
منم هذا البزر الذي يكلمن ؟؟
وقال :الي أنزل أؤدبك بعصاي!!
وحي نزل لنا وسع صوت شيخنا وعرف انه هو منم كلمه
انكب على شيخنا يقبله وضمه واعتذر منه ..
رحهم ال وعفا عنهم..
وكما قلت فقد نزعت الكلفة بي شيخنا وبي الشيخ الدريعي ..
وعلى النقيض منه تاما شيخ آخر ل أرى شيخنا يتعامل بثل هذ
السلوب سوى معه ومع شيخه ساحة الشيخ ابنم باز..
حيث يله إجلل كبيا ويتبسط معه ف الكلم ويقوم له !!
195
فسألت شيخنا ذات مرة..
قلت:لحظت عليكم حينما تقابلون هذا الشخص أنكم تلونه وتقدرونه تقديرا كبيا؟؟
فقال ل :أنت ل تعرف هذا الرجل فله فش قلب مهابشة ومبشة واحشتام وأخشذ فش الثنشاء عليشه وذكشر أعمشاله
الليلة ومواقفه ف الق حت وال أحببته..
وهذا الرجل العن هو الشيخ عبد الرحنم الفريان رحشه الش مششدير جعيششة تفيشظ القششرءان الكريش فش الريشاض
..
وهو علم منم أعلم مدينة الرياض عليه رحة ال..
ذات ليلة ف تلك اليام ألقى شيخنا درسا ف العقيدة ف جامع فقيه..
ف العزيزية بكة شرفها ال..
فلما انتهى الدرس قال ل الشيخ :هل سجلت كلمي؟؟
فقلت :ل وال ول أكنم احل معي مسجلت تلك اليام!!
فقال :الدرس اليوم كان مفيدا فلعلك تبحث عمنم سجله حت ننسخه منه ..
فلحقت بشاب رأيته قد سجل الدرس ..
وهو طالب علم منم دولة لبنان
فقلت له :اسح ل أن ننسخ شريطكم ..
فقال ل بأس ..
وحينما ركب ف السيارة معي ..
ففوجئ أنه سينسخ الشريط لشيخنا ..؟؟
ول عجب فشيخنا حريص على نشر علمه ويتعبد ل بذلك..
وتوجهنا لحدى التسجيلت السلمية ونسخناه ..
وبعد رجوعنا لعنيزة سلمت لؤسسة الستقامة تلك الشرطة وغيها لكي
يضيفوها للف الشرطة الت قاموا بتصفيتها ونشرها ف الفاق..
كنا ف الساء نرجع لسكننا ف منزل الشيخ إبراهيم آل الشيخ حفظه ال
وكان برفقته عائلته الكرية ومنهم ابنه البكر الشيخ
صال بنم إبراهيم آل الشيخ والذي ورث عنم والده صفاته وأخلقه وسته
قال ل :ل ل تستغل هذه الفرصة بوجودك مع الشيخ وتقرأ عليه بعض
196
الكتب؟؟
فعرضت المر على الشيخ فرحب بذلك
وقال :كونك تركز على كتاب واحد أفضل لك منم أن تتنقل بي الكتب ينة
ويسرة فعليك بضبط مت معي ضبطا كامل ث تنتقل لكتاب آخر ..وهكذ
فطلبت منم الشيخ أن يتار ل كتابا هو يراه..
فاختار أن اقرأ عليه كتاب الختيارات الفقهية لشيخ السلم ابنم تيمية
الذي جعه علء الدينم أبو السنم البعلي رحه ال والتوف عام 803للهجرة
وهو كتاب جليل عظيم النفع جع فيه اغلب آراء شيخ السلم ابنم تيمية
منم خلل كتبه وفتاويه ونظمها ف ملدة واحدة ورتبه على أبواب الفقه
العروفة ..
وقد سبق أن صور ل هذا الكتاب واحتفظ بتلك الصورة عندي وهي الت قرأتا
على شيخنا ودونت عليها تعليقاته وشروحه ..
كنت أقرأ على الشيخ ف البيت أو الكتب أو ف السجد بي الذان
والقامة أو ف الطائرة أو ف السيارة إن كنا مع سائق غيي حسب ما يتيسر منم
وقت فيعلق ويشرح على السألة ث يعطي رأيه ف قول شيخ السلم
فيوافق أو يالف ..
ولقد ظننت قبل أن أقرأ عليه هذا الكتاب أن شيخنا ليالف شيخ
السلم ابنم تيمية سوى ف مسائل معدودة ..
حصرها احد الطلبة بستة عشر مسألة !!
ولكنم تبي ل أن شيخنا يبحث عنم الدليل ول يتعصب لقول الشيخ
فإذا رأى انه خالف الدليل رد قوله كما هو عادة العلماء التهدينم ..
197
القادمي منم البحر والو ..
ف أحكام الج والدينم والعقيدة وغي ذلك ..
ويوزعون عليهم آلف بل مليي الناشي والكتب والصاحف والشرطة..
منم الدعاة ف صالة التفويج ف اليناء صاحب الفضيلة الشيخ
عبد ال القصي وأكرم به وانعم منم عال جليل
لقد تعجبت وال حينما رأيته يقف بنفسه يوزع على الجيج الكتب
وييب على أسئلتهم ..
رغم شدة الر والزحام الانق وانبعاث الروائح الكريهة بسبب القرب منم
أحواض السفنم ...
جاءه رجل منم السودان يعتض عليه ف مسألة عقدية ذكرت ف كتاب قرأه
تتعلق بالقبور والزيارة ونو ذلك..
فوقف له الشيخ عبد ال ياوره بدوء وأدب ويستمع لعتاضاته ..
دون أن يضجر منم كلمه وخزعبلته!!
فلله در دعاتنا فما أحسنم ما يقدمونه للمة ..
ث حظهم منم البعض النيل منم أعراضهم والقدح فيهم!!
يذكرن هو وأمثاله منم الرجال بقول الشاعر :
وليس أخو الاجات منم بات نائما ولكنم أخوها منم يبيت على رحل!!
جعل ال ذلك ف موازينم حسناته هو وعشرات النود الهولي
الذينم يعملون تت إشرافه..
أطمأن شيخنا على أحوالم وتشاور مع الشائخ فيما يقتحون منم برامج
ومناشط وكتب ونو ذلك ..
ث انطلقنا لزيارة صالة الجاج ف الطار..
كانت ف تلك اليام معرفت بالطرق ف جدة ليست بذاك..
ولقد تنا ف الوصول للصالت لكثر منم ساعتي..
أستغرقها شيخنا بقراءة ورده حت تعب ونام !!
وصلنا لدينة الجاج أخيا وقد بلغ بنا التعب مبلغه ..
وهي مدينة با تعنيه الكلمة منم معن..
198
تقوم لعدة أسابيع ث تتفي بي عشية وضحاها ..كما قامت!!
فيها أسواق وبنوك ومال تارية ومستشفيات وجوامع
وكل الدمات العامة الت يتاجها حجاج بيت ال ..
وصلنا هناك ..وكان ذلك بعد صلة الظهر ..
وقد خرج الناس منم السجد الكبي ف وسط الصالت..
حيث كان اللقاء متفق عليه ف الامع وسيلقي شيخنا كلمة للحجيج ..
ولكنم لتأخرنا فقد خرج الناس وبقي السجد شبه خال..
توضأنا ودخلنا للمسجد وصلينا الظهر ..
كان شيخنا مهدا ومرهقا بسبب ضغط اليام الاضية ..
كان الو لطيفا ف السجد وبرودته معتدلة ..
فاستغل شيخنا تلك الدقائق ولف عمامته على وجهه وتوسد يده ونام!!..
فجاء الشائخ فأشرت لم منم بعيد !!
فأشاروا ل :هل هذا الشيخ ؟؟
فحنيت رأسي وقلت لم :نعم ودعوه ينام قليل..
فغط ف نومة هنيئة حت شخر !!..
فسعدت بذلك ..واغتبطت ..
وجلست مع الشائخ ف زاوية السجد حت ل نزعج الشيخ..
ذكر ل شيخنا رحه ال ..
أنه كان ف سنوات ماضية يلقي دروسا للحجاج منم جيع النسيات
وغالبهم منم أفر يقيا..
تقدم له رجل أفريقي ويتكلم العربية وقال للشيخ :أنت تعلم الناس مسائل
مهمة ف العقيدة والحكام ولكنم يول بينك وبينهم اللغة !!
فغالبهم ل يفهم العربية فما رأيك أن أترجم كلمكم بلغة قومي؟؟
فقال الشيخ :ل بأس ..
فتجم ذلك الرجل لشيخنا مدة منم الزمنم ..
وف خلل كلم شيخنا سع لغطا منم خلف الصفوف ..
وقام رجل وقال :ياشيخ إن هذا التجم رجل كذاب !!
199
فهو يرف كلمكم ويبدله بعمد لفساد معتقده ..
فقام مموعة منم الناس وأكدوا كلم الرجل..
فالتفت شيخنا للمتجم وقال له :قم ..وسوف أتكلم بالعربية فمنم يفهم
فليفهم وأمري على ال !!
روى ل احد طلبة العلم الثقات يقول :اجتمعت يوما ف الرم ف شهر رمضان
بعدد منم السلمي الفارقة منم نيجييا والذينم تلقوا لستماع درس شيخنم
ممد رحه ال ف الرم..
وكان بعضهم يبكي برقة ويرفع يديه بالدعاء بكلم ل افهمه!!
فسألتهم :لاذا يبكون ؟؟
فقالوا :كنا مموعة منم النصارى أهدانا أحد طلبة العلم ف نيجييا شريطا
للشيخ ممد ف العقيدة فأسلم بسبب ذلك الشريط ثانية عشر شابا
ومنهم هؤلء الفتية الذينم يبكون فرحا لرؤيتهم للشيخ
ويدعون ال له فالفضل له بعد ال ف إسلمهم !!
وأذكر مرة أنه زار شيخنا ف الج مموعة منم المريكان السود ..
وكانوا يتكلمون العربية بفصاحة مطلقة وكأنم عرب أقحاح؟؟
قالوا للشيخ :ننم تلميذك!!
فقال :ل أذكر أنكم درستم عندي!!
فقالوا :ياشيخ لقد سعنا شروحك منم الشرطة ف الواسطية وكتاب التوحيد
وغيها فنحنم نعتب أنفسنا تتلمذنا عليك!!
ذات ليلة قال ل الشيخ مازحا :لدي درس الليلة الساعة التاسعة ف أمريكا!!
فقلت له ضاحكا ومتعجبا :أتسخر من؟؟
فقال :هل تريد ترى هذا بنفسك؟؟
فدخلت معه للحق بيته ،واتصل عليه شخص منم أمريكا على هاتفه
وقال ياشيخ :ننم جاهزون ؟؟
فإذا هي ماضرة عب الاتف يلقيها شيخنا و يستمع لا ف أكثر منم خسي
مركزا إسلميا ف الوليات التحدة !!
استيقظ شيخنا منم نومه وتلفت حوله ومسح بيديه على وجهه
200
فلما رآه الشائخ قاموا إليه..
وسلموا عليه وتلقوا حوله واستمع لم ولبامهم وحصروا بعض النواقص
والحتياجات منم كتب وغيها ..
ث رجعنا لكة لكي نستعد لداء مناسك الج..
تكفل الشيخ إبراهيم آل الشيخ بتنظيم كل ما يتعلق بجنا
منم تنقل وسكنم وخدمات وتغذية فجزاه ال خي الزاء.
حيث أن لديه فريقا كبيا منم الرجال الخلصي كل قد حدد له عمله ووظيفته
أمرن الشيخ ذلك اليوم بالغتسال للباس الحرام كما هي السنة
واغتسل الشيخ ولبس إحرامه وتدهنم بقارورة كاملة منم الطيب
دهنم با شعر رأسه وليته
حت رأيت الطيب يتقاطر منم ليته..
ولقد فعل شيخنا ذلك تعبدا ل تعال واقتداء برسول ال صلى ال عليه وسلم
كما روت عائشة رضي ال عنها ف إحرامه عليه السلم ..
ركبنا الباص الصغي الخصص لنا وبرفقتنا عائلة الشيخ إبراهيم ف اللف
كان شيخنا يلب ويرفع صوته بالتلبية حت بح صوته ..
كما كان يفعل أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم..
كان السائق متفا وخبيا بالطرق ..
فأوصلنا لخيمنا ف من واللصق لخيم ساحة الشيخ ابنم باز رحه ال
فأنعم با منم جية ..
يتوي الخيم على عدد كثية منم اليام جزء منه مستقل للنساء
تتوسطه خيمة كبية للصلة والدروس..
يلقي فيهنا الشيخ الدروس والكلمات بعد كل صلة ..
ول يد شيخنا ف تلك اليام الفضيلة وقتا للراحة إل ما ندر
فهو كما قال الشاعر:
فلو ل يد ف كفه غي روحه لاد با فليتق ال سائله..
فو ال ل ترى عين ول ادعي أنه ل يوجد!!
ل ترى عين رجل يبذل وقته للعلم والتعليم وتفقيه الناس مثل شيخنا
201
خل شيخه وإمام الميع الشيخ ابنم باز رحهما ال
كان الشيخ ابنم باز رحه ال يل شيخنا ويبه حبا جا
وكان شيخنا يب بشيخه ويصله كما يفعل الولد مع أبيه ..
ويفرح الشيخ ابنم باز حي يعلم بوجود تلميذه البار..
ذات مرة جئنا لنزل ساحة الشيخ ابنم باز ف مكة
فسلم عليه شيخنا وقبل رأس شيخه ..
ث جلس شيخنا ف مكان بعيد عنم الشيخ قليل..
وكان بوار الشيخ ابنم باز يلس أحد الشائخ الفضلء..
فقال الشيخ ابنم باز :وينم الشيخ ممد ؟؟
وضرب بيده على الكرسي الذي بواره ..
فقام الشيخ الذي عنم يينه منم مكانه واستبدله بكان شيخنا..
فل تسل عنم النس وفرح الشيخ ابنم باز بأن يوضع شيخنا ف موضعه الذي
يستحقه ويقدر التقدير الذي يليق به..
ل اعلم أن شيخنا ذهب لدينة يعلم أن شيخه ابنم باز فيه
إل وابتدأ بزيارته والسلم عليه قبل أي شيء آخر..
أذكر مرة ذهبنا لكتب الشيخ ابنم باز ف الرياض..
فقيل لشيخنا :هو ف اجتماع مع اللجنة الدائمة ..
فيهم ساحة الشيخ وكذلك الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الفت الال
والشيخ ابنم غديان والشيخ الفوزان والشيخ بكر أبو زيد..
حينما دخلنا عليهم ..
رأيت الشيخ ابنم باز مادا رجليه على طاولة وضعت أمامه
و حاسر الرأس..
فأراد الرافق أن يلبسه شاغه فقال الشيخ ابنم باز:
ل ..ل يدخل علينا غريب!!
كما قلت كان التلميذ بوار شيخه ف الخيم..
وتابا ف القلوب وتاورا ف قبيهما بكة ف مقبة العدل..
وأرجو الول سبحانه أن يتجاورا ف القصور ف الفردوس العلى
202
الحلقة الخامسة والخمسون
203
أحضر لنا مذياع واستمعنا لطبة مسجد نرة ..
وبعد انتهاءها أمنا شيخنا بالظهر والعصر جعا وقصرا
بعد صلة العصر وانتشار الظلل وضعت بسط خارج الخيم ..
وجلس شيخنا عليها واستقبل القبلة ومكث رافعا يديه يدعوا ويستغيث
حت غربت الشمس..
هأست ف أذنه وهو يدعو بكلم ..
وأرجوا ال تعال الول أن يستجيب لدعائه رحه ال !!
بعد ذلك ركبنا سياراتنا وتوجهنا لزدلفة ..
صلينا الغرب والعشاء وأوترنا وننا ..
عند منتصف الليل استيقظ الشيخ وتعشى ..بعد ذلك افتقنا فرقتي
الكبار ف السنم العوائل تذهب مبكرا للرمي كما رخص بذلك والموعشة الخشرى تكشث لشتمي ف اليشوم
التال..
وكنت أنا والشيخ مع العوائل وكبار السنم ..
قبل أن نصل للجمرة الكبى أمر الشيخ سائق الباص بالتوقف ..
ث قال ل :انظر هل غاب القمر؟؟
فخرجت ونظرت فرأيته على وشك الغياب..
فقال الشششيخ :إلش أن نصشل يكششون قشد غششاب ..توجهنشا للجمشرة ورمينششا ثش توجهنششا للحشرم وطفنششا الفاضشة
وعدنا للمخيم بعد الصبح ..
حلقنا وتللنا ولبسنا الثياب ..
ول أدري هل حلقنا بعد الرمي مباشرة أم بعد رجوعنا للمخيم ؟؟
ومع ذلك فكله مباح !!
اغتسلت ذلك اليوم ولبست أحسنم ثياب ول يكنم معي سواه!!..
وتبخرت بالعود الذي أحضره الشيخ إبراهيم جزاه ال خيا..
قال الشيخ ل :اتصل علي اللك ودعان لقصره للمعايدة ..
فقلت له :هل مكنم أن أرافقكم؟؟
فقال :إن أردت!!
فقلت :بلى أريد..
204
وبا أننا متمتعون فقد بقي علينا الدي..
وقد كلف شيخنا أحد رجال الشيخ إبراهيم العقلء بشراء كبشي أحدهأا عنم شيخنا والخر عن..
جزا ال شيخنا عن خي الزاء فقد تكفل عن بكل شيء..
فهل لعاتب ل ،حق أن يلومن بكتابة هذه الرواية عنم هذا الرجل الكري ؟؟
أل قاتل ال الظلم والبغي!!
قال الشيخ :هيا تعال اذبح هديك!!
فقلت له :وال ل يسبق ل أن ذبت دجاجة فكيف تريدن أذبح هذا الخلوق الكبي؟؟
فقال :اذبه وغيك يتول سلخه وتقطيعه..
فقلت :أعفن..
فقال :أبدا ل أعفيك تعال وسأعلمك وافعل مثلما افعل أنا..
فقدم الكبش الول ووضع شيخنا الشفرة على حلقه فذبه ول يبد ل ذلك عسيا !! ..
فتشجعت وقلت أنا لا!!
فأمسكت بالشفرة وقرب ل كبشي ووضعت الشفرة على حلقه ..
فلما رأيت عيون الكبش تزيغ منم هول ما يقدم عليه ترددت!!
فقال الشيخ ومنم حوله :هيا اذبح وسم وكب ..
فحركت الشفرة فشخر الكبش وهاج وكاد يفلت فكبسه منم بواري وقال :
أجهز عليه !!
فأكملت ذبه وتطاير الدم حت امتل ثوب ووجهي بالدم ..
وسكنم الكبش ..
فنظرت لشيخنا فكان وجهه مضيئا كالصفيحة وهو مبتسم رحه ال ورضي عنه..
قلت له :ل أملك غي هذا الثوب حت أرافقكم للملك..
فقال :مرة ثانيه إن شاء ال ..
تنيت رفقة شيخنا فهي التجربة الول ل ف رؤية هذه الشخصية الكبية ولكنم هذا قدر ال..
ولقد دخلت مع شيخنا للملك فهد رحه ال عدة مرات ..
أذكر مرة أن شيخنا قال ل :سنذهب الليلة للملك فهد ف جده ..
ول يسبق ل رؤية اللك عيانا قبل ذلك اللقاء..
وكان ذلك بعد اجتماعات هيئة كبار العلماء ف الطائف..
205
رجوت شيخنا أن يبدل ملبسه لذلك اللقاء
فهي شبه بالية ولديه ما هو أنظر منها وعباءته معرفطة!!
و نعله تليك ميطة الطراف!!
فأب وقال :أقابلهم با أقابل به رب!!
وأردت أن أبدل ثياب فقال ل :ثوبك جيل ول داعي لتغييه !!
فقلت ف نفسي :يسعن ما يسعه ..رحم ال هذا الرب والزاهد ..
نزلنا لده ووصلنا للقصر ..قريبا منم منتصف الليل..
حينما وقفنا على البوابة نظر الضابط ف وجه الشيخ فعرفه ول يطل ..
وقال للجنود :افتحوا الباب للشيخ ابنم عثيمي ..
دلفنا للقصر الفخم والكبي والذي ل أشاهد له مثيل حت هذه الساعة
ف بائه وجاله وفخامته ..
رزقنا ال وإياكم القصور ف الفردوس العلى..
بثنا عنم موقف لسيارتنا بوار السيارات الفخمة والبهية ..وبالكاد وجدت
ولقد سبق أن رجوت الشيخ أن انزله أمام بوابة اليوان
لكي ينزل هو وسوف ألقه
فرفض وقال :ندخل معا ونرج معا!!
وصلنا لبوابة اليوان وكان الرس وخدم القصر ورجاله كالذر عددا
عنم اليمي والشمائل..
كل منم رآنا جاء للشيخ وسلم عليه ..
فاجأن شيخنا بسرعة خطوه وعجزت عنم مسايرته و كان ير منم تت
أجهزة كشف العادن ول يتوقف لا ول يعبأ با ..
بالنسبة ل أنا فقد أمسك بيدي العسكر مرتي ليدون للتفتيش
فكان الشيخ يشي لم فيتكون إكراما له ..
دخلنا اليوان الول ومنم بعده إل إيوان ابر منه وأجل وأفسح..
ومنه دخلنا للس كبي وهائل ..
يكاد ضوءه وتوهجه يطف البصار..
ومع كب حجمه وفساحته واتساعه إل أنه بل أعمدة تجب الرؤية!!
206
قد رصت ف جيع أطرافه القاعد الوثية والفخمة وعليها منم البشر واللق
منم ل يصيهم إل ال ..
ف صدره كان يلس اللك ..وعرفته منذ أن رأيته ومنذا يفاه ؟؟
رحه ال وعفا عنه ..
حينما رأى اللك شيخنا قام فقام كل منم ف اللس وهذا منم عاداتم
فخجلت واستحييت وهبت ذلك النظر..
فدخلت عنم يي اللس واختفيت خلف الصفوف..
وكنت أراقب ما جرى..
كنت أرى شيخنا يسي لوحده ف وسط اللس الفسيح ..
وتقدم له اللك فالتقيا ف وسط السافة ..فاحتضنا بعضهما بعضا ..
وقبل اللك على انف شيخنا كما هي عادتم..
ف إكرام العلماء..
سعت رجل بواري متعجبا يقول :منم هذا ؟؟
فقال الخر وكان متكئا ويرك سبحته قال :هذا الهندس ابنم عثيمي!!
نرجع لن!!
منم السننم أن ل يأكل التمتع شيئا قبل أن يذوق منم هديه
كما هو الال ف الضحية..
طبخ لنا منم كبد الكبشي فافطرنا عليهما ..
ث خرج الشيخ منم اليمة ودخل على الخيم الاور للسلم على شيخه ابنم باز
للمباركة له بالعيد ..
فاستعرت ثوبا منم احدهم ولقت به ..
فوجدته مع الشيخ ومعهما الشيخ حد الوسى
رفيق الشيخ ابنم باز ف حله وترحاله..
قال ل مرة الشيخ حد :أغبطك على صحبة الشيخ ممد !!
قبلت رأس الشيخ ابنم باز فسأل :منم أنت ؟؟
فقال له شيخنا :هذا أحد تلميذنا واسه فلن بنم فلن..
فدعا ل الشيخ ..
207
رحهم ال ورضي عنهم وجعنا بم ف جنات النعيم
208
شرحنا له هدفنا منم الزيارة ومنم كلفنا بذلك فازداد تاهل لنا!!
ول يفدنا بشيء ول يرد إعطائنا أي معلومات ..
فخرجنا منم عنده وقد بلغ النق بالخوينم الخرينم مداه..
رجعنا للشيخ وشرحنا له ما حصل ..
فاستجع وقال :خيا إن شاء ال !!
ف اليوم الثان وهو الول منم أيام التشريق ..
زارنا ف الخيم الدكتور ممد علي مدير عام البنك السلمي بنفسه!!
وقدم اعتذاره للشيخ عما حصل ول ادري كيف بلغه الوضوع..
وأصر على شيخنا أن يرافقه بنفسه للمسال لرؤية الوضوع على الطبيعة
والدكتور ممد علي رجل مؤدب ومتواضع وخلقه وبشاشته تأسر القلوب
وهكذا كان!!
انطلقنا بسيارته وأصر على الشيخ أن يركب هو ف اللف وشيخنا بوار
السائق وكانت لفتة كرية منه ..
قبل دخولنا للمسال مر بنا الدكتور على مكان الذبح العام حيث يقوم الجاج
بذبح هديهم وهذا خارج إشراف البنك ..
ويا للعجب!!
رأينا ذلك اليوم منظرا ل أنساه ما حييت ..
حيث تكدست عشرات اللوف منم الغنام الذبوحة على مد البصر
واللقاة بعضها على بعض وقد تعفنت وتمعت عليها الشرات وصدرت منها
روائح قاتلة ..
وكان غاية الدكتور أن يري الشيخ دور البنك ف ماولة القضاء على تلك الشكلة
الزمنة ..
حيث رفع عنم الناس حرجا شديدا واوجد لم بديل ملتزما بالضوابط
الشرعية ويبئ الذمة ..
قال لنا الشيخ ذلك اليوم :قبل سنوات بعيدة ف شباب
اشتيت أنا وعدد منم الخوة والصحاب جل لكي نديه عنا جيع
وكنا سبعة..
209
وكان عدد الضاحي ليس بالكثرة الن والجاج اقل..
يقول شيخنا نظرا لوجود عدد كبي منم الفقراء حولنا وكل واحد منهم احضر
سكينه وساطوره بيده!!
فقد حاولنا البتعاد عنهم حت يسهل علينا النحر والسلخ وتقطيع الذبيحة..
قال الشيخ :ما إن سقط جلنا حت تساقط الناس علينا منم كل مكان
فقطعوا البعي وجزءوه ف دقائق معدودة !!
أما الال ألن فهذا الذي نراه وال مأساوي !!
تولنا ف السال وتأكد الشيخ بنفسه منم سلمة طريقة الذبح والنحر وأن
العتب على الناقل سامه ال..
وننم نتجول ف السلخ جاءنا رجل وعيونه غارقة بالدموع ..
فتأملت وجهه فإذا هو صاحبنا الذي دخلنا عليه بالمس وتاهلنا
وقد كان كسيا حزينا فسلم على شيخنا واعتذر منه واعتذر منا جيعا
أخذه شيخنا على انفراد ..
وتدث معه وابتسم ف وجهه وتلل وجه الرجل وضحك !!..
وأخبن الشيخ ل حقا انه نصحه بتك الدخان فوعده بذلك
ولعل ال تعال عافاه..
مرت تلك اليام بوتية واحدة ..
كنا نذهب لرمي المرات مشيا على القدام ..
حيث أن ميمنا ليس ببعيد عنها..
وف الطريق ييب شيخنا عنم أسئلة الناس ..
أذكر أننا ف عودتنا ذات مرة منم الرمي وكان ذلك قبل الغروب بدقائق..
وكانت من شبه خالية حيث عجل كثي منم الجاج كما هي العادة..
فمررنا على رجال يشدون أمتعتهم على سياراتم..
فلما رأى أحدهم شيخنا وكان ف أعلى السيارة اليب يربط متاعه
نادى على الشيخ مستفتيا ويشي بيده :ياشيخ ممد إحنا معجلي
ومثل ما ترى قد يؤذن علينا وما أكملنا متاعنا هل يوز لنا التعجيل ؟؟
فقال الشيخ :ل باس عليكم إن شاء ال ..
210
فهذا رجل استفتاه وهو على سيارته دون أن يتكلف عناء النزول!!
ول أدري هل سألم هل طافوا للوداع أم ل ؟؟
روى ل أحد الطلبة الثقات يقول :مرة كنا نسي مع الشيخ بعد الصلة
منم مسجده لبيته ..فنادى رجل منم سيارته على الشيخ :
ياشيخ ممد ياشيخ ممد أريد أن أسألكم ؟؟
فقال الشيخ له :تعال أنت وسأل فالعلم يؤتى إليه وحق عليك إكرام العلم وأهله..
ول يرد الرجل على الشيخ حياء منم جوابه ..
ولكنم شيخنا لح ف خلف سيارة الرجل عكازا فعرف أنه مبتلى..
فرجع للرجل ودنا منه واستمع لسئلته حت انتهى ..
ل نعجل كما هو التبع منم شيخنا ف كل عام وخلى الخيم وحوله تقريبا
جاءنا ذلك اليوم ضيف كري وهو المي مدوح بنم عبد العزيز وفقه ال
كنت أنه وهو مع الشيخ ثلتنا ل رابع لنا ف السيارة وقال لشيخنا كلمة
أراد منها أن يشد منم عضد الشيخ قال له ف كلم طويل أذكر بعضه :
)ياشيخ ممد أنت وشيخنا ابنم باز أقدما ول تتددا فوا ل إن إخوت الكبار
منم اللك وإخوانه الكرام الخرينم يقولن دائما للوزراء والسئولي
أطيعوا العلماء ول تعصوهم وخصوصا هذينم العالي الليلي ابنم باز والعثيمي
فنحنم بال قمنا ث بما !!(
جزى ال المي مدوح خي الزاء فهو صادق النصح إن شاء ال ول يبتغي منم
ذاك شيئا بارك ال فيه
شهدت منه موقفا أكبته منه ..
حيث أذكر مرة أنه بعث رجل لشيخنا يستفتيه ف أمر وهو:
أن هناك مشروع يدر على المي مدخول كبيا ولكنه يتاج لذا الشروع
لرخصة وكونه أميا ومنم أبناء اللك عبد العزيز فلنم يعسر عليه الصول على
تلك الرخصة ..ولكنه ترج منم ذلك خوفا منم أن يامل كونه أميا !!
وهذا بل شك سيكون!!
فقال شيخنا للوسيط :سلم على المي وبلغه أن الورع أن يتكه وال يلف
عليه بي
211
فتكه رغم أن ربه مضمون وأرباحه كبية للغاية وال يلف عليه خيا منه
ف ماله وولده وأهله ..
زار المي مدوح القصيم ف سنة منم السنوات
وكان ف اغلب بقاءه ف القصيم تلك اليام يكون ف عنيزة
إما ف بيت الشيخ أو ف جامعه أو عند أحد الضيفي له منم عنيزة..
طلب المي مدوح منم شيخنا أن يزور بيته الطي والذي حت تلك السنوات
ل يهد وبقي شاما ف الكان العروف ألن ..شال مسجد العيفري
على شارع الشريية ..
التقينا شيخنا والمي وأنا وجع منم الخوة أمام باب النزل ضحى ..
وفتح شيخنا باب بيته القدي ..
وأخذ يشرح لنا تفاصيل البيت وتقسيماته ..
حينما تدخل منم باب النزل تواجهك ساحة ف وسطها نلة طويلة ..
وعليها حبل للتسلق ..
وذكر الشيخ انه كان يصعد لعلى تلك النخلة فيلقحها أو يصد تره
فقال ل المي مازحا :هل تستطيع الصعود لعلها يافلن؟؟
فحاولت الصعود وما عرفت طريقة شد البل خلف الظهر وهي تسهل كثي ا
الصعود..
فقام شيخنا بنفسه وشده وصعد حت وصل قريبا منم وسطها ونزل..
صعدنا منم الدرج ليينا مكتبته ..
فدخلناها فإذا هي غرفة متوسطة الجم وفيها رفوف قدية وشبه بالية
مكتوب عليها 1381للهجرة ولعله تاريخ التكيب!!
وجدنا ف زاويتها سلكا كهربائيا قويا قد عقف أعله على شكل عصى
وهو متماسك ومغلف ببلستيك اسود قال الشيخ :هذه عصاي كنت استعملها
وأنا أسي ف الظلم إل السجد قبل انتشار الكهرباء..
فحملها المي وكانت ثقيلة ..
واستأذن منم شيخنا أن يهبه إياها ففعل..
وكذلك رأى المي سجادة صلة قدية قد حفر مقدمها منم اثر السجود عليه
212
فقال للشيخ :هل هذه سجادكم ؟؟
قال :نعم ..
فاستو هبه إياها ففعل!!
خشيت أن يستو هب المي الشيخ كل شيء فهمست ف أذنه وقلت :
أريد دواليب الكتب إن كنت لست ف حاجتها !!
فقال :هي بالية !!
فقلت :حت!!
فوافق..
فنقلتها لبيت واحتفظت با سنوات عديدة حت سرقت من!!
ولقد أعطان الشيخ بناء على طلب عددا منم عباءاته القدية جدا وما زالت
عندي حت الن ..
واحتفظ با للذكرى ل للتبك أو شيء آخر والمد ل ..
213
كانوا متجاورينم وعليهم أثر الهد والتعب..
ولقد رأيت رؤوسهم ثلثتهم تفق وتعلوا منم النعاس عفى ال عنهم..
وبذا الحتفال يكون ختام برنامج التوعية السنوي اسأل ال تعال أن يتقبل منا ومنهم والمد ل ..
أوصلت شيخنا لده ومنها سيواصل على القصيم أما أنا فقد رجعت لعائلت
ف الطائف لكي اقضي لديهم فتة نقاهة فقد كنت مصابا بالزكام والمى
الطائف جوه منعش وجيل طوال العام تقريبا ..
ففي الصيف حرارته معتدلة ول تتجاوز حدود العقول!!
كما ف القصيم والرياض مثل..
أما ف الشتاء فإن برودته ليست بشديدة كبودة أبا والباحة مثل..
أذكر أنن قرأت ف كتاب الطالعة ف إحدى سن الدراسة عنم عال غرب
مر على الطائف فمدح مناخها وقال هو منم أفضل الناخات ف العال!!!
ول يظننم ظان أن أمتدحها لنن كنت يوما منم أهلها أو عشت سنوات الول فيها !! ..
أنا أحكي شيئا معلوما ومعروفا للجميع ..
مكثت أياما قليلة ف الطائف ث رجعت للقصيم ..
وصلت لعنيزة ليل..
حيث غبت عنها حوال الشهر..
وكان السكنم كئيبا بسبب قلة الركة وشعرت بانقباض وضيق ..
وهذا شيء طبيعي حيث يشعر النسان بتلك الثار بعد الغياب الطويل
القصيم بالنسبة ل تلك اليام هي موطن فقد كنت أت صلت فيها وحينما كنت أذهب للطششائف فأنششا
أعتب نفسي غي مقيم ..فتحل ل رخص السفر
منذ اليوم الول لدخول لغرفت ف السكنم وأنا اشعر أن هناك اختلفا فيها؟؟
بلغت الشيخ بذلك ..فاستغرب وقال :لعلك واهم ؟؟
فتشت ف أغراضي وأوراقي وأمتعت وكتب فاكتشفت التال:
وجدت عددا منم كتب قد سرقت !!
وهششي عبششارة عششنم كتششب صششورتا مششنم شششيخنا وعليهششا تعليقششاته وحواشششيه بششط يششده وهششي كتششب ثينششة جششدا
واحلها طوال تلك السنوات ف حلي وترحال..
وكذلك فقدت عددا منم أوراق الشخصية وتزكيات سبق أن كتبها ل شيخنا ف مناسبات معينة..
214
وكذلك افتقدت بعض المتعة الهداة أيضا منم شيخنا!!
وكذلك افتقدت عددا منم الرسائل الت كانت بين وبي الشيخ ومم
كان يكتبه الشيخ للوالد وأحتفظ بنسخ منها..
توجست ف الوضوع وقلت ف نفسي :ل يلك مفتاح غرفت سوى أنا وشيخنا ورفيقي ف السكنم !!
ورفيقي رجل ثقة وهو الشيخ مبوب وما حاجته لثل تلك
الغراض وما مصلحته منم أخذها؟؟
ول ابلغ شيخنا حت تأكدت أنا سرقت !!
وعلمت منم سرقها وشهد شاهد على ذلك ل..
أبلغت شيخنا بالاصل ..
أذكر ملمح وجهه حينما أخبته الب ..
لقد حزن وتأثر ابلغ تأثي ..واستجع وكأنه عرف الفاعل فورا ؟؟
دعا بذا الدعاء :اسأل ال تعال أن يضيق صدره كما ضيق صدري حت يرجع تلك الشياء..
جيعكم منم خلل القراءة السابقة للحلقات سيعرف منم هو الفاعل؟؟
لقشد أششتى السشتاذ أدوات لفتشح البشواب ودخشل غرفشت فش فشتة الشج وقلشب كشل حاجيشات ليبحشث عشنم
السحر الخفي ف متاعي !!!
فلما ل يد شيئا ولنم يده سوى ف ميلته الريضة الت أملها عليه شياطي النم والنس عليه !!
حينما ل يد شيئا سرق تلك الاجيات !!
لا؟؟
ل أدري ..
ولكنم التفسي الوحيد لذلك واضح وضوح الشمس لنم له عينان ..
استجاب ال لدعاء شيخنا فلقد بلغن الؤذن عنم ذلك الرجل انه مرض وأصيب بصداع شديد ف رأسه
وتغيب عنم الدرس فتة طويلة ..
دعان الشيخ يوما بعد الصلة وسلمن كرتونا به جيع حاجيات ..
فبحثششت فيهششا فوجششدت جيششع الشششياء السششروقة كاملششة موجششودة سششوى بعششض الوراق والطابششات وجششدت
صورها ول أجد النسخ الصلية
استعادها ل شيخنا لحقا وسلمها ل جزاه ال عن خي الزاء..
أسشحوا لش أيهشا القشراء الكشرام أن أنقششل لكشم هشذه الرسششالة الششت كتبهششا لش ششيخنا رحششه الش ..واسششتجعتها
215
منم يد ذلك العتدي
وهي موجودة عندي ولعل ف نشرها نفعا لنم تأمل وتدبر معانيه
وقد ذكر شيخنا ف الرسالة ذاتا سبب كتابتها ..
يقول شيخنا رحمه ال:هل
بسم ال الرحنم الرحيم
منم ممد الصال العثيمي إل البنم ) ( ....حفظه ال تعال
السششلم عليكششم ورحششة الش وبركششاته وبعششد فقششد سششألتن بششارك الش فيششك أن أضششع لششك منهجششا تسششي عليششه فش
حياتك...
وإن لسال ال تعال أن يوفقنا جيعا لا فيه الدى والرشاد والصشواب والسشداد وأن يعلنشا هشداة مهتشدينم
صالي مصلحي فأقول:
إن كلمششاته تلششك تمششل ف ش كلمششة منهششا معششان سششامية خرجششت مششنم قلششب رجششل امتل علمششا وإيانششا وتقششى
احسبه كذلك وال حسيبه..
ل أرغب ف الستسال حول التصششرف الششذي حشدث مشنم قبشل صشاحبنا فبفضشل الششول سشبحانه منششذ ذلششك
التصرف الهوج الذي بدر منه ل أتلقى أي تصرفات أخرى ملموسة منم قبله سواء بالكلم أو الفعل
وال رب وربه وحسيب وحسيبه مطلع على الفايا وعال بالسرائر..
ويبدوا أنه شعر بيبة أمل كبية حيث ل يصل لبتغاه بفضل ال أول
ث بفضل شيخنا الصيف والعاقل والؤمنم والعال الراسخ..
فأينم تد مثل هذا ؟؟
ذلك فضل ال..
توقف النزاع والصام ولعله إل البد والمد ل ..
وأؤكد للجميع أنن ل أسعى وأهتم بذكر هذا الرجل بعينه بسوء!!
أمام أحد منم الناس كائنا منم كان ..
مقابلة لرمه بقي وكذبه علي ..
ولو أنن أذكر أعماله وتصرفاته فليست سوى للعبة ..
وال يهدينا ويهديه لصراطه الستقيم ..
حينما كتبت بالمس تلك النصيحة الت وجهها شيخنا ل ..
تذكرت أنن قرأتا ف تلك اليام ول شك أنن استفدت منها ..
وحرصت على العمل با بقدر ما آتان ال منم بصية !!..
218
ولكنها اليوم ذات طعم خاص ومذاق متلف..
منششذ ف ششتة بعي ششدة جششدا لش ش أقرأه ششا ولع ششل ه ششذا م ششنم حس ششنات ه ششذه القال ششة أن جعلتنش ش أت ششذكر تلششك الوديعششة
الثمينة..
قرأتا بالمس قراءة تحيص وتدقيق..
تأملت حروفها ..حيث كتبها بيده وبطه الميل..
شمت عطرها الزكي ..على ذلك الورق التواضع ..
أصغيت لا فتدد ف سعي رنينها العذب...
و ضعتها على صدري فامتزجت هأساتا ف الفؤاد ..
تذكرت الوقت الثمي الذي قضاه ف تدوينها..
تذكرت كم أنه تأمل وفكر فيما هو يصلح حال ف دين ودنياي فرقمه..
تذكرت يده حينما قبضت على القلم وأخذت تط تلك الكلمات الصادقة..
تذكرت كيف كان قلبه ف تلك اللحظات ينبض بالرحة والشفقة علي..
خرجت بأمر واضح كالشمس:
أيقنت أنا صدرت منم قلب كبي..
رحك ال يا أبا عبد ال ..
رضي ال عنك ياشيخنا ممد..
فوا ل ما قدرتك حق قدرك وما أوفيتك الوفاء الميل..
وال لو كان ل سبيل إليك لرأيت من غي ما رأيت ..
ووال ياوالدي لو تكنت منم رؤيتك والجتماع بك
لتعبدت رب سبحانه أن أكون خادمك الطيع حت المات..
أنت والدي فعلت ب ما يفعله الوالد بولده وأكثر..
كم مرة سعت أب أحد رحه ال يقول ل بضور شيخنا:
هذا والدك دون !!
قلت له :مه !!
فقال :لقد قدم لك كيت وكيت وفعل لك كذا وكذا..
إن للمة حق على هذا الرجل حق عام!!
أما أنا وغيي فعلينا له حق خاص..
219
يب علينا أن ندفعه له حت المات..
أقله الدعاء وهو منم الوفاء له ..
ونشر علمه ..
وتعريششف النششاس بفضششائله وهششذا الششذي سششاه خليششل الرحششنم إبراهيششم عليششه الصششلة والسششلم) واجعششل لش لسششان
صدق ف الخرينم(
وهاأنذا أحكي بعض جيله ..
كنت ف تلك اليام رغم بري به والمد ل والميع يعرف ذلك
قليل الدراك وهكذا الرء ف فتوته وشبابه ..
قد يدرك ول يدرك !!..
يرى المور ويبصرها ولكنم ل يفهم معانيها ومضامينها وروحها إل ،لحقا..
ل يقرأ بي السطور..
وبالحرى ل يلك آليات تلك القراءة !!
وهذه هي البصية القة..
أي منا ل تسهر والدته يوما بواره وهو صغي حينما يئنم منم الرض ؟؟
أي منششا ل ش يششرى كششم كششان والششده يششرج بششاكرا مششنم منزلششم ويعششود ف ش السششاء وقششد بلششغ بششه العيششاء والتعششب
مبلغه..
كنا نرى تلك التصرفات ولكننا ل ندرك جوهرها ول عمقها..
إنه النان ..
إنا الرحة ..
والبة والشفقة والفداء والتضحية ..
وكل العان السامية تنبعث منم تلك التصرفات جلة واحدة..
تلك العان تكتشفها للسف لحقا ..
بعد سنوات طويلة ..
وغالبا بعد رحيلهم..
فتبقى ف القلب حسرات وآهات ..
وأقول :يا إخوت وأخوات
منم وفقه ال فأبصر القيقة وعلم ذلك علم اليقي وما زال صاحب الفضل
220
حوله وقريبا منه..
فهذا وال الظوظ فل تفلت منه الفرصة..
فدونه النة فهي أقرب له منم شراك نعله!!..
بعد موت والدي عليه رحة ال ..
بشهر تقريبا كنت أسي بسيارت بي الطائف والرياض..
وكنت حينها ل أستيقظ بعد منم هول الصدمة بفقدانه..
كنت أقود السيارة وارى الطريق أمامي ولكنم قلب وعقلي معه رحه ال
يستجع شريط الذكريات الطويل ..
منم الذكريات الزنة..
وحصل ذلك قبل أسبوع منم موته رحه ال..
حيث أنن أثقلت عليه ف موضوع ما!!
وأذكر أنه اتصل علي وعاتبن على ذلك..
حيث وقف ساعات وعان منم هذا المر ..
وكان ذلك على غي قصد من..
ومع ذلك فإنن شعرت بأل ف قلب وحزن
فأوقفت سيارت وبكيت حت كدت افقد وعيي منم البكاء وال ..
رحهم ال ورضي عنهم وجعنا وإياهم ف مقعد صدق عند مليك مقتدر
مرت اليام والساعات وتوالت الليال والمد ل استزدت تصيل..
منم رعايته رحه ال ب حيث درسنا ف تلك اليام مادة الواريث
وهذه الادة منم أصعب علوم الفقه كما هو معلوم..
فكان شيخنا يهون علي الر ويقول :هي سهلة جدا!!
أذكر مرة أنن حضرت ف مدينة الطائف درسا ف علم الواريث ) الفرائض(
عند الشيخ علي بنم ممل العتيب وهو قاضي متقاعد منم الكمة
والشيخ علي متقنم للغاية لذا الفنم..
حينما استمعت لكلمه طوال ساعة وأزيد
ل أستطع فهم كلمة واحدة ..وأغلق علي وعسر ذلك العلم منم ذلك الدرس
فخرجت وأنا مصدوم منم هذا العلم العقد للغاية..
221
ولكنم شيخنا رحه ال كما هي قاعدته )الكيف ل الكم(..
جرد ل هذا العلم منم كل تلك العقبات فصار ميسرا وسهل التناول بمد ال تعال..
فكنت ادرس عنده ف الليل مع الطلب ..وف الطريق لبيته يلي علي السائل
ويتبن ويكلفن بالبحوث حت أدركته جيعا..
وما زلت حت الن أحتفظ بتلك الواجبات وعليها تصحيحاته وتعليقاته
بالقلم الحر..
علمششت أن ش ششيخنا يعششان مششنم قضششية السششاعدات ال ششت يق ششدمها للن ششاس حيششث يأخ ششذ ترتي ششب تلششك المششور
وتدوينها وجردها وقتا ثينا منه..
فعرضت عليه أن أساعده ف ذلك..
وأراد مرة أن يتب جديت ف الوضوع!!
حيث اتصل علي شيخنا ذات يوم ف السكنم..
وقال ل :أريدك تضر للبيت احتاجك ف أمر..
فوصلت لبيته فخرج إل وف يده كيس ..وقال:
هذه النقود تذهب با للبنك وتودعها ف حساب الزكاة..
ول يكنم البلغ كبيا ولكنن ل احل مثله منم قبل!!
ذهبت للبنك مرورا بالبيوت الطينية الواقعة بي شارع الشريية والبنك ف شارع الضليعة..
كانت الشوارع والزقة خالية منم الناس والارة..
فكنت استعجل الطى حت أمر منم تلك الدور الهجورة والخيفة..
دفعت للبنك ذلك البلغ ..
ومنذ ذلك اليوم ولسنوات صرت احل نقود الزكوات والصدقات وغيه
منم البنك للشيخ والعكس..
ولقد كانت تبلغ البالغ أحيانا أرقاما كبية وميفة ..
ومع ذلك فلم يصل أي حادث يذكر سوى موقف وحيد وتافه ل يستحق الذكر!!
ف تلك اليام حدثت حادثة غريبة ل ..
الحلقة الستون
227
حينما رجعت لعنيزة ..
استفسر شيخنا رحه ال من عنم طبيعة الل الذي أشعر به..
فشرحت له وفصلت فقال ل :مرن اليوم بعد صلة العصر ف النزل..
وكان والدي قد قدم لعنيزة مرة أخرى للطمئنان علي..
وكانت ضيافته طوال بقائه هناك ف عنيزة ف منزل شيخنا عليه رحة ال..
ونشأت بينه وبي شيخنا ممد علقة حيمة مليئة بالحتام والتبجيل..
والدي رحه ال رجل حيي وخجول ولكنه إن نطق فلسانه عذب ولبق رحه ال..
ولقد أعجب شيخنا به وبأخلقه وبساطته ف هيئته ولباسه وذكر ذلك ل عنه
وكأنه وشيخنا ف هذا الصوص صنعا منم طينة واحدة!!
كما تقول العامة عندنا..
مششررت أنششا والوالششد علششى شششيخنا بعششد العصششر فنششاولن كيسششا ف ش يششده وكششان يتلفششت ح شوله وكششأنه يسششتعجلنا
بالذهاب وهذا ماكان..
فتشت الكيس فوجدت فيه بقايا طعام !!
منم عظم وبقايا بطيخ مأكول ونو ذلك!!
لقنش ششا الشش ششيخ للسش ششيارة وقش ششال لش ش :أخلش ششط بقايش ششا الطعش ششام فش ش مش ششاء واغتسش ششل بش ششه واغسش ششل بش ششه رأسش ششك علش ششى
الصوص!!
وهذا ما فعلته ول أسأله لنم ذلك الطعام ول أدري هو لنم حت هذه الساعة..
كلفن شيخنا رحه ال ف تلك اليام بعد اعتدال صحت والمد ل ..
بتتيب مزن الكتبة الوطنية ..
وقال ل :إن وجدت كتابا مكررا فخذ نسخة منها لك..
فتحت الخزن فوجدت الرضة قد أكلت جزءا ل يستهان به..
استعنت بعمال السجد ونظفنا الكتب ووضعناها على الرفوف ..
وألقينا بالتالف جدا والوساخأ خارج الخزن..
حصلت على عدد ل بأس به منم الكتب الكررة وكذلك أخذت بعض الكتب بإذن شيخنا..
وأنا أقلب ف تلك الكتب كان يلفت نظري تعليقات ورسائل قليلة أجدها موضوعة بي دفت الكتب..
قرأتا وكان غالبها بط الشيخ عبد الرحنم بنم سعدي رحه ال..
ومؤرخة ..وتاريها قدي يتجاوز المسي سنة وأكثر..
228
والظششاهر أن مكتبششة الشششيخ ابششنم سششعدي أوقفششت أو أنششه أهششدى شششيئا مششنم كتبششه للمكتبششة العامششة والسششماة
) مكتبة عنيزة الوطنية(
وجدت كتيبا اسه ) صفة صلة النب صلى ال عليه وسلم(تأليف أبو عبدالرحنم ناصر الدينم نوح نات
اللبان الساعات!!
عرفششت أنششه كتششاب صششفة الصششلة الشششهور والششذي كتبششه علمششة الششديث الشششيخ اللبششان رحششه الش ..وهششذه
هشي الطبعشة الولش وكتشب عليهشا الششيخ اللبشان وبشط يشده )هديشة الؤلشف إلش حضشرة الششيخ عبشد الرحشنم
ابنم ناصر السعدي 7/12/72هش ناصر الدينم نوح نات اللبان( ..
الشيخ اللبان علم الديث وشيخ العصر ف ذلك ..
وليس مثلي منم يثن عليه أو يسأل عنه ..رحه ال
قرأت مرة كتابا منذ مدة ألفه السشتاذ الديشب عبشد الش بشنم خيشس يشروي فيشه إحدى رحلتشه للششام قبشل
حوال المسي سنة وكان برفقته علمة النساب والدب وصديقه الميششم الشششيخ حشد الاسششر رحششه الش
..
وأظنم أن ثالثهما هو الديب عبد الكري الهيمان ..
ذكر ف كتابه أنه زار الكتبة الظاهرية ف دمشق ..
و ذكششر أنششه شششاهد هنششاك رجل منهمكششا ف ش البحششث والطالعششة وذكششر اسششه وقششال كلمششا بعنششاه :ذلششك هششو
علمة الشام الدث الشيخ ممد ناصر الدينم اللبان .
وكذلك قرأت للشيخ حد الاسر قريبا منم هذا الكلم ف مذكراته وقال عنه:
هو منم أحلس الكتبة الظاهرية..
كششان مششرة بين ش وبي ش الشششيخ علششي اللششب تلميششذ اللبششان الشششهور اتصششال ونقششاش حششول بعششض التخريششات
الديثية..
وكنت أششعر ف نفسشي أن هنشاك جفشوة غيش مفهومشة بيش ششيخنا والششيخ اللبشان والظشاهر أن سشببها هشو
ما يثيه بعض الفسدينم ف الرض بي الشيخي ..
ما سبب شيئا منم تلك الفوة وانقطاع التواصل..
ول يأتين قائل ويزعم أنن أختلق الوضوع منم طرف ..
فمششنم عاصششر قضششية حششرب الليششج ومششا حصششل فيهششا مششنم اختلف وشششقاق وجفششاء بي ش رجششالت الصششحوة
والعلم ،فهم ما أعنيه جيدا!!
قلت للشيخ علي :ما رأيك أن نرتب مكالة هاتفية بي شيخنا ممد والشيخ اللبان ..؟؟
229
ففرح بذلك وأثن على الفكرة وأيدها وقال سوف أرتب مع الشيخ اللبان وأنت رتشب مشع الششيخ ممشد
وسنرى ما يكون..
عرضت المر على الشيخ فقال فورا :ل بأس بذلك وأثن علشى الفكشرة ورغشب فش ذلشك ..وذكشر ل أنشه
لش يشراه مششنم مششدة بعيششدة حيششث كششان آخششر لقششاء بينهمششا فش جششده أو قششال فش مكششة ) ..نسششيت التاريششخ ( و
ذكر أنه تناقش معه حول موضوع الجاب ..
ومنم طرف اللب فقد كان التجاوب ماثل والمد ل..
حددنا التصال أن يكون ف يوم منم اليام الساعة العاشرة صباحا ضحى ..
ول أذكر التاريخ بالتحديد ..وأظنه كان يوم جعة !!
حيث منم عادة شيخنا ف ذلك اليوم التصال على أقربائه والتواصل معهم..
قلت لشيخنا :هل تسمح ل بتسجيل مكالتكما ؟؟
قال :ل بأس بذلك..
حضرت لبيته وثبت له جهاز التسجيل وأخبته كيف يديره ..
ف اليوم الثان بعد صلة الظهر ناولن شريطا وقال :هذا هو تسجيل الكالة ..
توجهت للغرفة مسرعا واستمعت للشريط..
كان التسجيل رديئا وصوت الشيخ اللبان خافتا نوعا ما ..
ولكنن استوعبت كل ما فيه ..
أستفتح شيخنا كلمه وهو التصل بعد السلم عليه قائل له :
معكم أخوكم ممد بنم صال العثيمي ..
فرد عليه اللبان :قديا قال الفقهاء :العرف ل يعرف ..
وفيششه مششنم التحيششة والسششلم والششدعاء والنصششح بيش العلمششاء كمششا عهششدنا فيهششم ذلششك وهششو ظننششا فش مشششائخنا
جزاهم ال عنا خي الزاء..
تششدث كششل منهمششا عششنم نشششاطه وقششال اللبششان :لششدينا المششد ل ش صششحوة سششلفية وإقبششال علششى طلششب علششم
الديث ..ال كلمه
وتكلم شيخنا عنم دروسه وقال :أدرس كتاب البلوغ ويضره بمد ال عدد كبي ..ال كلمه ..
ذكر الشيخ اللبان ف آخر مكالته أنه اتصل عليه اليوم شخص وزعم أن لديه
رسالة منم الشيخ ابنم عثيمي موجهة إليه !!
فقال الشيخ ممد :أبدا وال أنا ل أبعث أحدا برسالة لكم؟؟
230
فتعجب الشيخ اللبان منم ذلك وقال :ال أكب عليه!!
سوف أراه اليوم بعد صلة الظهر أو قال المعة ف جامع صلح الدينم وأرى ما عنده!!
قششال شششيخنا :مششا أكششثر مششا ينقششل النششاس عن ش الكششذب ويلبسششونه علششى النششاس ،وأرجششو منششك تتصششل علششي
وتبن ما يقوله الرجل عن..
واتفقشا علشى ذلشك ..ول أدري مالشذي حصشل بعشد ذلشك وهشل جاء ذلشك الرجشل برسشالته الزعومشة للششيخ
اللبان أم ل !!
وانظر أخي القارئ أخت القارئة لفظ ال تعال لذينم الرجلي الصالي
فلربا كان ف تلك الرسالة شرا وفتنة حيكت بينهما فقدر ال تعال كشف ذلك
بتوفيق منم عنده ..وال أعلم وأحكم سبحانه ..
ليس هذا هو الوقف الوحيد الذي أحتفظ به بي هذينم العلمي الليلي ..
كنت مرة ف جبال البوسنة والرسك وسيأت تفصيل ذلك إن شاء ال ..
التقيت برجل أسر البشرة يكن نفسه باب عبد ال الليب هذا الرجل أسد ف
شجاعته وإقدامه وكان أميا منم أمراء الاهدينم قتل على يد قناص صرب شل ال يده ..
روى ل الخأ أبو عبد ال رحه ال قال :هل تعرف الشيخ اللبان ؟؟
قلت له :ومنم ل يعرف اللبان هو علم ومشهور..
قال :أريدك أن تمل له هذه الرسالة !!
قلت له :وأي رسالة ؟؟
قششال :رؤيششا رآهششا أحششد الصششالي وطلششب من ش أن أنقلهششا للشششيخ وأنششا كمششا تششرى عششاجز وقششد أقتششل ف ش أي
لظة!!
قلت له :حدثن..
قال :كان هناك شاب مصري اسه وحي الدينم حافظا لكتاب ال تعال وكان أميا علششى جيششع القششاتلي
العشرب ف البوسشنة وكشان غايشة فش الششجاعة رغشم صشغر سشنه فقشد قتشل غشدرا وعمشره حشوال 23سشنة رحشه
ال ..
كششان وحششي الششدينم هششذا منكششا وداهيششة وكششان يششوجه الموعششات الكششبية ويرجهششا مششنم بيش الصششاعب الهلكششة
بتوفيق ال تعال..
ذات مرة قادنا وحي الدينم وكان أميا علينا وعلى اليش البوسنوي معا ف تلك
العملية الت انتزعت فيها مناطق شاسعة ف وسط البوسنة منم يد الكروات الونة..
231
يقول أبو عبد ال :ف تلك العملية قصفتنا مدفعية ول ندري مششا هششي الهششة الششت تقصششفنا فاحتششار النششود
منم ذلك وكثر فينا الثخان والقتل فاكتشفنا أن الذي يقصفنا هو اليش البوسنوي خطأ!!
وسبب ذلك عدم توفر أجهزة للتوجيه وتديد مواقع العداء ..
واستمر القصف علينا ول نستطع التقدم لطاردة العداء الاربي ..
عندها أمر وحي الدينم النود بإحراق كومات كبية منم الشائش ..
فانتشرت كومة كبية منم الدخان واتصل على اليش وقال لم :ننم خلف
تلك الكومة التقة وبذا نونا منم موت مقق !!
يقششول أبششو عبششد الش ش :روى لششه ذلششك الشششاب وحششي الششدينم أنششه فش ش ليلششة مششنم الليششال وقبششل قتلششه مششنم قبششل
الكروات بفتة وجيزة رأى ف ما يرى النائم رسول ال صلى ال عليه وسلم بصفته الشرعية العروفة ..
وتدث معه ف أمور وسأله عنم أشياء وف ناية رؤياه قال له :يارسول ال
دلن على رجل أتعلم منه حديثك وسننك أو بذا العن ..
فقال له الرسول صلى ال عليه وسلم :أذهب إل ممد ناصر الدينم اللبان
أو قال له :عليك بكتب ممد ناصر الدينم اللبان ..وأثن عليه وعلى علمه ودينه..
عندما رجعت للمملكة ..
حكيت لشيخنا ما رآه ذلك الشاب رحه ال وكنا حينها ف الطائف..
فقال ل الشيخ :هذي بشرى وينبغي عليك أن تبلغها الخأ اللبان ..
فقلت له :لدي رقمه !!
فناولن التلفون وقال :اتصل عليه الن ..
اتصلت فردت عليه امرأة فرجوتا أن تعطين الشيخ لتدث معه..
فاعتذرت منم ذلك وقالت :الشيخ مريض ول يستطيع أن ييب على أحد..
بعد سنة أو أكثر رويت تلك الرؤيا لحد طلبة العلم منم الردن يقول :ولقد
بلغ با الشيخ اللبان ف جع منم الناس فتأثر جدا وشهق وبكى ودع
لشيخنا وتأثر منم موقفه وحرصه على أن ابلغه ..
ففرحت أنن أوصلت تلك المانة ولو بعد سنوات ..
وبلغته البشرى وال يغفر له ويرحه هو وشيخنا وجيع علمائنا ..
232
الحلقة الواحدة والستون
أذكر مرة أن التاجر العروف ف مكة علوي تونسي دعا شيخنا ابنم عثيمي للعشاء ف بيته العامر..
وكان الستاذ علوي قد دعا عددا كبيا منم وجهاء مكة وعلماءها وتارها احتفاء بشيخنا..
سبقت شيخنا للدخول للمجلس حيث الناس تصافحه وتسلم عليه عند الباب
حينما دخلت رأيت صورة بشرية وتكاد تل الدار منم ضخامتها..
توقعت أن ينكر شيخنا ول يسكت فهو كما عهدته ل تأخذه ف الق لومة لئم..
بقيت أنتظره وتساءلت ف نفسي :مالذي سيحصل؟؟
وضعت ف خاطري عددا منم الحتمالت ..
قطع صوت سلم الشيخ حبل التفكي وركزت النظر على عينيه ما هو انطباعه وتصرفه..
حينمششا توسششط اللششس الفسششيح ل حششظ تلششك الصششورة فتأملهششا ثش أطششرق وهششو يشششي واحششر وجهششه فهششو بيش
خيارينم اثني :إما أن ينكر ويرضي ربه ومعن هذا إما أن تنزع الصورة أو أن يرج منم اللس!!
237
فالول متعذر وفيه مشقة هائلة وحرج والثان أشق وأنكى !!
أو أن يسكت وهذا ما يأباه عليه دينه وخوفه منم ربة ث اقتداء الناس به..
هذا ما تيلته أنا ..
قششال الشششيخ :يششا أخأ علششوي تعليششق هششذه الصششورة ل يششوز وينششع دخششول اللئكششة فششأي بركششة ف ش ملششس ل
تضره اللئكة؟؟
رأيت وجه علوي تونسي تلون بألوان ل أميزها منم الرج والياء..
أسعفه شيخنا وقال له :أحضروا لنا غطاء أو شرشفا وغطوا الصور ..
فتفرجت أساريره وكأن الشيخ أزاح جبل هائل عنم صدره ..
فأمر أحد خدامه فغطى الصورة واستحنا وانتهى الال على ذلك ..
أذكشر مشرة أن ششيخنا دخشل بيشت أحد أقربشاءه وكشان رجل موسشرا وفيشه تعشال وإسشراف علشى نفسشه ..فشأراد
شيخنا تأليف قلبه ودعوته ..
زرناه ف منزله ف جده وكان ملسه مليئا بالتماثيل والسمات اليوانية وغيها ..
لش يتكلششم شششيخنا معششه حششول هششذا الوضششوع فيمششا بششدا لش ..بششل أنششه ركششز معششه علششى المششر الهششم والششذي لششه
الولوية وهو هداية هذا الرجل وإنقاذه منم براثنم الضياع والضلل..
ولقد رأيت شيخنا يتألفه ف الكلم ويتبسط معه ولكأنه يتكلم مع أعلى الناس منزلة وسلطة ..
فكسششب بششذلك قلبششه وأحششب الرجششل ذاك شششيخنا مششنم ذلششك اللششس مششع أنششه اسششتقبلنا ف ش أول المششر بفتششور
وتعال..
وما خرجنا منم بيته بعد ساعات إل وقد امتلت أسارير وجهه بشرا وحبا وإجلل للشيخ ..
ولقد زرناه ف الرة التالية بعد شهور فلم أر تلك التماثيل والسمات أبدا ..
وهكذا هي الدعوة ياعباد ال !!
أكسبوا الناس وتألفوا قلوبم دون أن تتنازلوا مثقال ذرة عنم دينكم !!
فالمد ل المر فيه سعة لنم هداه ال ووفقه ..
جعلن ال وإياكم منهم..
كنا مرة ف دعوة منم الدعوات ف جده وحضرها عدد كبي منم الثقفي ومنهششم وزيششر العلم الششال إيششاد
مدن وكان حينها مديرا لتحرير جريدة عكاظ..
و كذلك حضر عدد منم التغريبيي منم كتاب الصحف الشهورينم والسوبي على تيار العلمنة ..
دار بينهم وبي شيخنا نقاش طويل وعميق ..
238
كان شيخنا يلقمهم بكل حجة منم حججهم عشرا ..
كان مستند شيخنا قال ال قال رسوله وهم يستندون للواقع وقال فلن وفلن..
قال إياد مدن لشيخنا بكل فظاظة :لاذا تتكر العلم ف شخصكم هل الدينم ما تراه أنت أو ابنم بششاز
فقط؟؟
فرد عليه شيخنا وأفحمه بكلم كثي وطويل ستملون منم ذكره ..
وكنت أستغرب كيف مثله ومنم هو ف منصبه وحاله يقول مثل هذا الكلم الساقط عنم مشائخنا ؟؟
إن أصغر مثقف يستطيع الرد على مثل هذا الكلم البائس والشذي خرج مشنم واهشم أو صشاحب هشوى ..
كما قال ربنا ) وجحدوا با واستيقنتها أنفسهم (
أشفقت على شيخنا بسبب كثرتم وكثرة لاجهم وهم كما قال الول:
حجج تساقط كالزجاج تالا ذهبا وكل كاسر مكسور
ول يكنم مششنم الدب أن يشششارك احششد بضششور الششيخ فقششد كنششا جيعشا تلميششذ لششه وليسششوغ لنششا الششاركة معشه
فبقينا صامتي ..
ولكنم حينما انتهى النقاش وقدم العشاء وفض اللس لقت بإياد مدن عند الغاسل ..
فأسعته كلما شديدا فوقف ينظر إل وقد اتسعت حدقة عينه حت كادت تسقط منم وجهه !!..
فلم يكنم يتوقشع أن يتلقشى هشذه الصشفعة منش فقشد كنشت موتشورا ول أدرك حينهشا التصشرف المثشل فش مثشل
هذه الواطنم ..
نرجع لتسلسل رحلتنا !!
عرض الوالد على شيخنا أن نستضيفه ف بيتنا طوال بقاءه ف الطائف..
فقال الشيخ :وال إنن أعتب نفسي ف بيت ولكنم ينعن منم ذلك بعد السافة فمنزلكم يا أبا ممششد فش
الضواحي وهذا فيه مشقة علي فأنا أبث عشنم مكشان قريشب مشنم مكشان دروسشي ودوامشي اليشومي ف اليئشة
..
أليت على الشيخ وأل الوالد ولكنه أصر على ذلك..
وكانت غايتنا أن نتشرف بوجوده ف بيتنا فأي شرف مثل هذا الشرف!!
ملحظة :هذا آخر حلقة أنزلا وأنا مضطر للتوقف عششنم الكتابششة لمششر طششارئ وأعششدكم بششول الش أن أعششود
لكمال اللقات ل حقا إن كتب ال ف العمر بقية ..
والسلم عليكم ورحة ال وبركاته
239
تكملة ...
بسم ال الرحمن الرحيم
مقدمة
المد ل رب العالي والصلة على البعوث رحة للعالي وعلى آله وصحبه الطاهرينم وبعد..
تشاجرت ف هذا الصباح مع قلمي ودار بين وبينه الوار التال:
قال ل وهو غضبان أسفا ..
قلي يا مالك ف رحلتك إل النور مت ستلج النور ياهذا ؟؟
أما زلت تسي ول تصل إليه بعد ؟؟
ث ما هو النور الذي تبحث عنه ؟؟
أهو شيء مسوس أم هو هوس بالغامرات واقتحام لدروب وماهل ف الياة عجيبة ؟؟
مت ستنتهي حكاياتك ؟؟
مت ستتوقف روايتك..
قلت لقلمي :أليست الياة مواقف ..؟؟
قال :بلى ولكنم كل شيء له ناية..
قلت :ما دام ف العمر بقية فستبقى الياة دروسا وعب..
قال :أليس للناس شغل إل بك وبياتك ؟؟
قلششت :بالتأكيششد أن لششدى الخريششنم مثششل مششا لششدي وقششد ل تتمششع لششم بعششض مششا عنششدي ولكششنم يبقششى لكششل
قصته..
ولكنم أعاهدك يا قلمي أن ل اكتب سوى ما أراه مفيدا ل وللخرينم ..
أحس قلمي باللل فهو يدرك أنه لنم يرج بفائدة منم الراء معي..
و قال هات ما لديك فإن أوشك أن أنعس ..
قلت له :أكتب يا صديقي ..
اتكأت على الريكة ..ووضعت يدي على موضع جرح العملية الديدة ..
فأحسست بوخزة الل ..
240
وأغمضت عين فعادت ب الذكرى ..
فسبحت ف عال بعيد ..
عاد ب لعشر سنوات تقريبا
ث بدأت أملي عليه
يقول ل خالد وهو جندي بوسن يبلغ منم العمر خسة وخسون سنة
بال عليك يا مالك اقرأ ل تلك الورقة ..
قلت له أنا ل أفهم حروف قومك ..
زم شفتيه الت ل أسنان تتها حيث ل يعد ف حلقه ريق منم العطش؟؟
عطش ف سراييفو؟؟
حيث النار تري منم حولنا ؟؟
ل تعجبوا يا أخوت ..
فخالد روى ل ف تلك الليلة عجبا..
قال ل خالد :تصدق يا مالك ..
أنن حوصرت ومعي مائة وخسون منم أبناء قريتنا منم كتيبة صربية لدة ثانية أيام وما معنا سلح سوى
بنادق الصيد وشيئا منم الفؤوس والسلح البيض..
وكنا نسمع خلفنا ف القرية بكاء الصبية وصراخأ النساء منم الوع والوف..
والقائد السلم الذي يقودنا يقول :لو غادرنا القرية فسوف يستبيح الصرب ما تبقى لنا منم كرامة ..
ستغتصب النساء وسيذبح الطفال وسيذبح الشيوخأ ..
صبنا يا مالك والصرب منم حولنا يصرخون ويزمرون ..
أينم إخوانكم السلمي ؟؟
سنبيدكم ونبيد السلم منم سراييفو إل مكة ..
ثانية ليال ل نذق النوم ول نطعم فيه لقمة ول نشرب فيه شربة بلى شربنا ..
شربنا البول يامالك..
..
ث هز رأسه كأنه ل يريد إكمال الكاية .
قال ل خالد..
أرجوك إقرا الورقة..
241
قلت هات ..
أخرج الورقة منم جيبه وكانت ملفوفة بعناية ففتحتها وأضأت نورا خافتا منم ساعت
خوفا أن يرقبن القناصة الصرب الذينم ل يبعدون عنا سوى عشرات المتار..
حينها دوى ف الوادي صوت الدفع الصرب..
حيث يقصفنا الصراب كل نصف ساعة ..
ليتأكدوا أننا ما زلنا مستيقظي؟؟
ل نعبا بالصوت فقد اعتدنا عليه ..
فالقذائف تر منم حولنا وترتطم ف البيوت الالكة خلفنا فتتشظى ول تكاد تصيب أحدا..
الورقة مكتوبة بالعربية !!..
يا خالد؟؟
خرجت منم وجهه الكئيب ابتسامة أضاءت ما تبقى منم شحوبة وجهه الكهل..
قال :أعلم ذلك..اقرأها ل أرجوك..
فقرأت..
الاج عثمان هوتشش 1123هش الفاتة آمي!!
ل افهم منها شيء..
سحب خالد من الورقة ونظر ف وجهي نظرة افتخار وهز الورقة ث طواها وأدخلها ف جيبه..
وقال ل حينما ل يد الصرب شيئا ف قريتنا قصفوا القبور فوجدت على قششب جشدي جصششا حفششرت عليششه
تلك العبارات فنسخت ما كتب عليه حت أعيده بعد ننتقم منم هؤلء الوغاد..
قلت له يا خالد ..أل تكي ل قصة حصار تلك الليال الرعبة ..
نظر ف وجهي نظرة غريبة وأرخى رأسه وتدحرجت منم عينششه الغششائرة دمعششة أكششاد اشششعر أن الرض اهششتزت
لا حينما ارتطمت با..
قال :يا مالك يابن ..
با ذا أحدثك وال ما عاد ل عقل يذكر شيئا ..
ث مسح رأسه بكفه الت ترجف ورفع حاجبه للقمر الاط بكومة منم السحب كأنه يستلهمه شيئا ..
وقال غدا سأرويها لك إن شاء ال..
قال ل خالد وكأنه يريد تغيي الديث ..
بالمس يا مالك حدث موقف غريب ..
242
قلت :وهو؟
كنت جالسا ف مكان هذا أراقب البهة أمامي وأتبادل السباب مع الصرب الذي يسمعن واسعه ..
وفجأة سعت جلبة خفيفة خلفي ..
فرأيت رجل عجوزا يسي راكعا ف النادق الفورة ..
وييط به رجلن جلدان تكاد تظنهما أسدان منم استواء اجسامهما !!
متأهبان بالسلح
تساءلت ف نفسي منم هذا الرجل؟؟
رأيتش ششه يتقش ششدم ببطيش ششء فش ش النش ششادق يش ششر علش ششى العسش ششكر ويتكلش ششم معهش ششم ويهمش ششس فش ش آذانش ششم ويربش ششت علش ششى
ظهورهم..
قال ل خالد ..
منم تظنم الرجل..؟؟
قلت وما يدرين؟؟
قال خالد:
اقتب من ذلك الكهل ..
فقال :السلم عليكم..
فرددت عليه السلم..
حاولت أن أميششز وجهشه ولكنشه أدرك خطشورة الوقشف فجلشس بشواري وأششار لش حرسشه بششاللوس والصششمت
..
وخلع قبعته العسكرية ...
وتلت ل صورته ..
إنه علي عزة بيخوفيتش ؟؟
رئيس جهورية البوسنة والرسك؟؟
حدثنا يا مالك ..
ارجع بنا للخلف لاذا قفزت بنا بعيدا ..
ارو لنا عنم شيخك فأنت ل تنهي القصة بعد..
يقول ل القلم ذلك بعد أن أخذته الماسة هيا أكمل ياهذا ..
حدثنا عنم فوزي عسيي ؟؟
243
ذلك الشاب الصال الؤمنم الذي يقيم ف مستشفى القوات السلحة ف الدى فش الطششائف مششنم عششرات
السني ؟؟
والذي كنت ف زياراتك له تستمع إليه يقول:
أمنيت ف الياة أن أرى الشيخ ابنم عثيمي..
أرو لم كيف كشانت مششاعر فشوزي عسشيي حينمشا يشرى نفسشه ف غرفتشه الصشغية فش الستششفى أنشا وهشو
والشيخ ابنم عثيمي ..
وبعد أيها القراء الفاضل ..
يتجدد بكم اللقاء ويعود بنا القلششم لكمششل الكايششة سششائل الششول سششبحانه أن يلهمنش الششق والصشواب وان
ينبن الزلل ويصلح النية ويعلها خالصة لوجهه الكري ..
كم تزدحم الذكريات ف رأسي..
وال منم يومي ل أذق للنوم طعما حية ترددا .با ذا أبدأ ؟؟
مع ما ف القلشب مشنم ششواغل ومشا ف السشد مشنم آلم بسشبب الدويشة الكشثية فالعشذر يتقشدم لكشل قشاريء
عزيز أن يدرك الال ويتفهم الوضع وعلى ال التكلن سبحانه وأخيا عزمت على الكتابششة كيفمششا يكششون
وكيفما يرد ..
أيها الخوة الكرام
قبششل عششدة أيششام وهششو الششامس عشششر مششنم شش شوال وافششق ذلششك التاريششخ يششوم رحيششل شششيخنا ممششد بششنم صششال
العثيمي رحه ال
وذلك فش السشاعة الامسشة وربشع عصشر يشوم الربعشاء الشامس عششر مشنم ششهر ششوال سشنة 1421للهجشرة
ف مدينة جده ..
وستأت تلك القصة مفصلة ف حينها إن شاء ال تعال ..
فاللهم اغفر لشيخنا وارض عنه واجعل قبه روضة منم رياض النة واجعنا بششه ووالشدينا وذرياتنشا وأهلنشا فش
فردوسك العلى وآخر دعوانا أن المد ل رب العالي..
أخوكم
مالك الرحب
244
الحلقة الثالثة والستون
أذكر مرة بعد سنوات منم موقفي مع الشيخ حينما أغلق جبل الدى بسبب المطار..
موقفا لنم أنساه حيث ترعت فيه مرارة اسحوا ل بروايتها لكم ولو طالت..
فقد يكون فيها شيء منم الطرافة ..
كنت عائدا منم جده وكنت ف ضيافة أحد الزملء ..
وقد حلت ف جيب مبلغا بسيطا منم الال..
249
أظنه ل يتجاوز الئة وخسون ريال..
ول تكنم تلك اليام قد شاعت ف الناس بطاقات الصراف الل بل اظنها معدومة..
والال وفي والمد ل ولكنم ل يكنم يدر بلدي أن احتاج للقليل منه فل أجده..
ف الطريق منم بيت صاحب ..
أشار ل رجل مسنم بالتوقف ..
وكششانت حششالته مرثيششة ويظهششر عليششه البششؤس والعيششاء بششل كششان يشششي بثقششل علششى عكششازينم ..فتششوقفت ب شواره
..وقلت له :نعم ياعم..
فقال :لو قدمتن معك يا ولدي لطراف الدينة..
ففتحت له الباب وجلس بواري..
أخذ يدعو ل ويشكرن فقلت له :ل داعي أنا ل افعل شيئا يستاهل الشكر ومقصدك على طريقي..
قشال ل :وددت أنشك كنشت معشي فش جيشزان فأكرمشك كمشا فعلشت معشي فانشا مشنم سشاعة أششي للنشاس فلشم
يتوقف ل احد يظنن الناس أتسول..
سكت قليل ث تنهد وكأنه يريد أن يروي ل معاناته ..
يقول منم أي الناطق أنت ؟؟
قلت له :أنا حاليا أقيم ف منطقة القصيم
قال :منم أي القبائل ..
ث ش قششال :أنششا مششنم قبيلششة كششذا مششنم جي شزان وأحششتف الزراعششة وعنششدي بسششتان فيششه مششا لششذ وطششاب مششنم الف شواكه
والشجار الظليلة ..ياليتك إن جئت ليزان تعرج علي فأكرمك ..
قلت له :وهل عندك أحد تقيم عنده ف جده ..
قششال :أبششدا أنششا كمششا تششرى رجششل كششبي ومريششض جئششت هنششا لحششد الم شراء لكششي احصششل منششه علششى توصششية
للعلج ف إحدى مستشفيات جده ..
ولكششنم للسششف لش أتكششنم مششنم الوصششول للميش مباشششرة لكششثرة النششاس فوضششعت مظروفششا مششع النششاس وسششأرجع
أدراجي ليزان الن..
قلت :ولاذا ل تكث ف جده حت تنتهي معاملتك؟
قال :أبنائي صغار ول يقوم عليهم احد سواي ومزرعت تتاج لرعاية
فل بد أن ارجع لم وبعد أسبوع سأعود لكتب المي لرى النتيجة!!
قلت له :ولاذا ل ترجع بالطائرة إل جيزان فأنت مثقل وطريق العودة طويل..
250
قال :ل اركب الطائرة ف حيات ولست اقدر على قيمتها..
والمد ل سأقف على الطريق العام وسوف أجد منم يتجه على جيزان وسأركب معه !!
تأسفت ف نفسي لال هذا السكي وتنيت فش تلشك اللحظششات لششو كنشت احشل مشال أتششوجه بشه للمطششار
فل أغادره حت يرجع لولده وينام معهم تلك الليلة ولكنم هيهات..
حينما وصلنا لقصده قال ل :يابن كم تطلبن؟؟
قلت له :ل شيء..
ثش ش أخرجششت مفظششة نقششودي فسششحبت منهششا مبلغششا دون أن أراه وقلششت لششه خششذ هششذا الششال اسششتعنم بششه فش ش
طريقك..
فدعا ل وشكرن حت كدت أذوب منم الجل منه ..
ما إن غادر ذلك السكي حت أضاءت إشارة نفاذ الوقود ف سيارت..
وجدت مطة وقود قريبة فأشرت للعامل وقلت له أمله!!
تفقدت مفظت فوجدت فيها مبلغا ل يتجاوز المسة عشر ريال!!
فقفزت خارج السيارة وأطفئت مكينة البنزينم وقلت للعامل يكفي فقط خسة عشر ريال!!
وسيارت منم نوع الرسيدس و بالتأكيد لنم توصلن إل مكة بذه الكمية فكيف إل الطائف!!
وهنا تبدأ الكاية !!
خرجت منم جده وأنا أراقب عداد البنزينم وسرعت متوسطة وأطفأت جهاز
التكييف وبقيت استغفر واهلل وأقول ف نفسي ما الذي سأفعله لو انتهى ب الوقود؟؟
لحظت أن البق يضيء على جبال الدى والت ترى للداخل إل مكة فتوجست خيفة ..
وقلت ف نفسي ماذا لو أغلقوا الطريق؟؟
قبل أن ادخل لكة أضاء العداد بقرب نفاذ الوقود!!
مررت على مكة وأخذت أبث ف رأسي عنم حل لذه الورطة فلم أششعر إل وأنشا فش أطشراف مكشة علشى
طريق الطائف السريع..
لحظت مششنم بعيششد دوريشة مششرور تقششف فش وسششط الطريشق ..ورأيششت كشثيا مششنم السششيارات تعشود أدراجهششا علششى
مكة!!
وقفت أمام الندي ففتل شواربه وقال :وينم رايح؟؟
قلت :الطائف ..
قال الطريق مغلق رح منم السيال!!
251
قلت له :ومت سيفتح ؟
قال :وال ما أدري يكنم ساعة يكنم يوم يكنم يومي؟؟
قلت له :وهل ينع الذهاب للجبل ؟؟
قال :أفضل لك تروح منم السيال ،وإذا تبغى تروح على مسئوليتك تفضل..
شكرته وتوجهت للجبل..
وليتن سعت نصيحته وبقيت ف مكة حت يفرجها الول سبحانه..
بقيششت أسششي بششدوء وأراقششب العششداد وأقششول فش ش نفسششي مششاذا لششو تششوقفت بش ش فش ش منتصششف الطريششق الوحشششة
الظلمة ؟؟
ما لذي سأفعله ؟؟
بنم سأتصل ؟؟
وبالتأكيد سوف يقلق علي أولدي ول وسيلة اتصال لدي !!
وصلت للجبل وف ذات الوقع الذي توقفت أنا وشيخنا بواره قبل سنوات
ولكنن هذه الرة وحيدا فريدا وبل مال!!
وجدت عشرات السيارات متوقفة وكلهم مثلي يأمل أن يفتح الطريق فش سششاعة أو بضششع سششاعات أمششا أنششا
فكنت احل هأا اكب هو هم الوقود!!
نزلت منم سيارت وتوجهت للعسكر لعلي أجد عندهم حل لشكلت التافهة!!
كانوا ف جدال وجلبة مع الناس وكل يروي
مأساته يقول أحدهم دوامي والخر يقول أنا مواصل للجنوب وثالث يقول:
أريد أن أوصل أبنائي للمدرسة..
فيد عليهم النود عودوا للمسيال !!
والسيال لنم ل يعرف النطقة هو الطريق الخر للطائف وهو أبعد قليل منم طريق الدى ..
يقول النود:
الطريششق خطي ش والسششيول قششد جرفششت الصششخور والوامششر تقضششي بنششع التحششرك حششت تصششلح العطششاب ويششزول
الطر..
عدت لسيارت وأطرقت أفكر ف حل لذه الشكلة ..
ومرت حوال الساعتي وكانت كعشر ساعات على نفسي..
شعرت بالدوء منم حول وخفت جلبة الناس وعاد كثي منهم لطريق السيال ..
252
رفعت رأسي فرأيت النود قد جلسوا على بسط ف وسط الطريق وأخذوا
يتبادلون الديث وشرب القهشوة والششاي وكشان الشو عليل ونسشيم الريشاح بعشد منتصشف الليشل أضشفى علشى
الكان النس..
تشجعت وقلت ف نفسي :لا ل أذهب إليهم فأحكي لم حال!!
فالناس لبعضها والطب يسي وهونت المر على نفسي ..
نزلت منم السيارة وقصدتم ..
فلما اقتبت منهم أطفأ احدهم سيجارته وصافحته وقال :ليش ما تنام يا مطوع؟؟
ول يدعن للجلوس ..
قلت له :هل منم جديد ؟؟
التفت وراءه للجبل فلمعت ف السماء أضواء البق ..
وقال :شوفت عينك ما اظنك بتمر الليلة !!
قلت له :لعله بكره الصباح بدري !!
قال :لي تي الشركة ف الصباح وتنظف الطرق لعله الظهر بكره!!
وأفضل لك تروح منم السيال !!
هأمت أن أقشول للعسشكري سشبب تشأخري ولكننش اسشتحييت وخجلشت فرجعشت مشنم عنشده وأنشا ف هشم ل
يعلمه إل ال..
قلت ف نفسي كيف يرأ الناس على السؤال ؟؟
أعوذ بال منم الذل..
رغم أن متاج ومستحق ولكنم ل أدري !!
المد ل على العافاة..
رجعت لسيارت وفتحت نوافذها وتوسدت يدي ونت نوم التوجس والهموم..
أذن علينا الصبح ..
فتوجهت للمسجد الواقع بوار مطة البنزينم ..
وقدمن الؤذن البنجلديشي للصلة ..
وصليت بالناس الفجر..
بعد الصلة بقيت ف السشجد والعامشل ينتظشر خروجشي حشت يغلشق السشجد ..وكنشت أتكلشم معشه وألطفشه
واسأله عنم بلده وكل ذلك أنن هأمت وال أن اطلب منه أن يقرظن أو يهبن عشرينم ريال !!
253
لكي أمل السيارة بوقود يرجعن لكة ولكنم هيهات كيف لششذا السششكي أن يثششق بشششاب عليششه اثششر الششتف
وسيارته فارهة يطلب منه عشرون ريال ..
أو حت عشرة ريالت..
ومرة أخرى منعتن كرامت وصون وجهي عنم السؤال ..
فالمد ل على العافاة..
تكاثرت السيارات بعد صلة الفجر وجاءت منم كل حدب وصوب
وصار الكان غاصا باللق وطلبة الدراس والعلمون وتدافع الناس على العسكر ..
وزاد المر سوءا انه مر موكب رسي فلم يتدد النود بالسماح لم
بالرور فضج الناس وارتفعت الصوات وقالوا :وننم أليس لدينا مصال ؟؟
فقالوا هذا موكب رسي ..
فقال الناس وننم نذهب على مسئوليتنا دعونا نر..
فلم يفلح ذلك ف إقناع النود..
بقيت ارقب الوقف وبدأ الوع يدب ف بطن ..
كنت أسي وأهيم بي السيارات وأتفرس وجوه الناس لعلي أجد أحدا اعرفه
ل يفل ب احد فكل بمه اشتغل..
توجهت لطة الوقود..
وهأمت أن اكلم العامل أن يضع ل وقودا على أن أرجع له بعد يوم باله ..
فتوست ف وجهه فعلمت أن كواكب السماء اقرب ل منم ذلك!!
رجعت للسيارة وحيت الشمس حت صار الو خانقا ..
ف الضحى توجهت للعسكر مرة أخرى وكانت الوجوه جديدة فقد تغي فريق العمل..
ول يكنم الو مشجعا وعلمات العياء بادية عليهم..
اقتبت منهم فلما انتصفت الطريق عدت أدراجي!!
حية وحياء منم ذل سؤالم..
وما عسان سأقول لم :أعطن بال عشرة ريالت ؟؟
أو أنن متاج أو جائع ؟؟
كيف سيكون وجهي حينما يسحب ذلك التعجرف منم جيبه عشرة ريالت
فيلقيها ف يدي فوال لباطنم الرض خي منم ظاهرها ..
254
توجهت للمسجد وتوضأت وبقيت ف ركنه ورفعت رأسي للسماء ودعوت ال بالفرج ..
وصليت الظهر مع الماعة ث عزمت على العودة لكة وقلت وليكنم ما يكنم!!
جلست على القعد وذكرت ال تعال ..
أدرت السيارة فعملت ..
وانطلقت با وسرت با سيا خفيفا..
وبقيت أسبح ال تعال ..
وطلبت منم الول سبحانه اللطف ..
قطعت ربع السافة ونصفها وف كل مرة أقول هاهي ستتوقف!!..
ولكنها ل تذلن..
ف الطريق ..
تذكرت احد زملء الدراسة ف عنيزة وهو مقيم ف مكة ..
وما أكثر منم اعرفهم ف مكة منم الشائخ والعلماء وطلبة العلم ولكنم
كششون اسششألم فش ش مثششل هششذا الششال وفش ش مثششل هششذه القضششية فهششذا حششرج ل يقششدره سششوى مششنم يفهششم واقششع
الال..وال الستعان..
الذي حصل يا إخوت الكرام أنن بفضل الول سبحانه وصلت لكة!!
ول يكنم ل هم سوى أن أصل لكان صاحب ذاك..
توجهت منم فوري فوجدته واقفا أمام مله فشده لرؤيت فهو منم سنوات ل يرن!!
فلما رآن ابتسم ل ابتسامة أنستن كل الم الذي كنت فيه ..
سحبته منم مله وطرت به لطة الوقود وقلت له :أمل ل السيارة بالوقود وكنت عليه جريئا !!
فاخرج بوكه فنثر كنانته جزاه ال خيا ول يسألن وملئها فودعته وقال ل انتظر !!
أينم ستذهب..
ما هي قصتك يا رجل تغد معي!!
قلت له :قصت طويلة سأحكيها لك لحقا ..
فغادرته وهو حائر !!
وعدت له بعد أيام بوجه غي وجهي فحكيت له القصة فغص بالضحك حت سقط على وجهه..
وصلت لولدي عصر ذلك اليوم ..
وكانوا ف غاية القلق ومع ذلك حت هذا اليوم ل ارو لم ما حصل فليقرؤها هنا ..
255
وليت شيخنا كان حيا فيقرأها رحة ال عليه
يتبع إن شاء ال..
256
قالت :نعم ..
جلست أنا وصاحب وقلبت نظري ف غرفة فوزي..
ل تكنم غرفة مريض !!
كأنن ف غرفت ف عنيزة بعد سنوات!!
رفوف كتب آلف الشرطة ..
ملت إسلمية كل شيء يدل على العلم ..
قال ل صاحب :هل أنت متأكد أن هذا صاحبك؟؟
قطع علينا صوت عربية تقتب منم الغرفة ..
فكان نظرنا على الداخل..
قالت المرضة وابتسمت ابتسامة عريضة هذا فوزي وصل..
دعون اصف لكم فوزي..
مقعد على العربية جسمه كأنه عمرة ست سنوات أو عشر!!
ورأسه مكتمل النمو يزيد على العشرينم سنة!!
وجهه كأنه كوكب دري..
جيل وأنت تعجز أن تقول انه جيل..
ابتسم ف وجهنا ابتسامة اعجز عنم وصفها ..
رقيقة عذبة و جيلة ..
كان يلبس ثوبا ازرق وعلى رأسه طاقية بيضاء ناصعة البياض نبتت على وجهه لية صفراء جيلة ..
ووجهه مستدير وصاف كالعسل..
لا رأيناه قمنا له ..
فسلم علينا فدنوت منه لصافحه..
فأرخى رأسه حياء لنه يعجز عنم مصافحت فربت على يده وقبلت جبينه..
وفعل صاحب مثل ما فعلت..
عرفناه بأنفسنا فرحب بنا وشكرنا على زيارته ..
وقال :أنا افرح بزيارة الناس ل ..
كششان يتكلششم و كنششت أفكششر ف ش كلم الفقهششاء أن مششنم أدب الزيششارة للمريششض عششدم الطالششة عنششده حششت ل
تشق عليه ولكنم فوزي هذا منم طراز متلف ..
257
يأسرك بنطقه وأدبه حت ل تريد مغادرته وال ..
ل نرأ عنم سؤاله عنم مرضه وعنم مدة بقائه وما لذي حدث له ..
ولكنه بادرنا بذلك منم خلل كلمه ..
قال :مرضي غريب وساه لنا وهو مرض يتوقف فيه نو السم ماعدا الرأس والعقل ..
حيث تبقى العضاء كما هي دون الرأس فينمو مع السني..
وقال لنا :أنا منذ ست سنوات مقيم هنا !!
وعشائلت فش منطقشة عسشي ونظشرا لشاجت الاسشة للمستششفى فقشد أصشريت علشى الكشوث هنشا حت ل اششق
عليهم بإحضاري دوما ..
وكان هذا هو رأي الطباء..
روى لنش ششا تفاصش ششيل حيش ششاته وبرنش ششامه وقراءتش ششه وانش ششه حفش ششظ جش ششزءا كش ششبيا مش ششنم القش ششرءان وأنش ششه يسش ششتمع للش ششدروس
والاضرات ويقرأ ف الكتب ..
وأنه ل يل منم القراءة ول تضيع عليه دقيقة ف فراغ..
وقال :أن الناس تزوره دوما وأغلبهم ل يعرفهم..
وأحيانا تتوقف الزيارات فتمر عليه السابيع ول يرى أحدا ..
ول يتأفف منم مرضه وحاله ول يشك منم صحته بل كان يمد ال تعال
ويشكره على أن أبقى له عقله ليتمكنم منم الستفادة والدراسة وطلب العلم..
كان فوزي يتحدث وكنت أتأمل وجهه وكلمه وعباراته وأقول ف نفسي..
كم ننم مرومون؟؟
ل دره ..
كم ننم ضعفاء أمام بارج الياة ومشاغلها ..
كان صاحب يستمع لفوزي فأرى ف عينيه الدموع متبسة ما يسمع ..
خرجنا منم عند فوزي وننم واجون ..
أصر على مرافقتنا للخارج ..
فخرج معنا حت وصلنا للمصعد ..
وكان الميع بل استثناء يسلم على فوزي منم مرضات وأطباء وعمال
كلهم يعرفه ويضحك ويبش ف وجهه ..
ماهي أخبارك يا فوزي اليوم..
258
أهل يا فوزي..
وكأنه ليس بريض..
قال لنا وننم نغادره ..
لعلكم تزورون مرة أخرى !!
قلت له :بكل سرور وال ..
فابتسم ابتسامة جيلة أسرت قلب ول أنساها ما حييت ..
بقيت أنا وصاحب نتحدث ف الطريق عنم ذلك الشاب فقال ل:
ل أفرح بزيارة احد كما فرحت اليوم..
رجعت للبيت فحكيت للوالدة عما رأيت ..
وحكيت لكل منم اعرف ما رأيت ..
لساتذت وأصحاب قلت لم :
أذهبوا وزورا هذا الرجل ..
فوال ليس منم رأى كمنم سع..
ل أنقطع عنم زيارة فوزي ..
كنت كلما شعرت بضعف ف هأت وحاجت للنيس ذهبت لزيارته بأي وسيلة مكنة..
بالسيارة بالتاكسي مع زميل كيفما يتيسر ل..
ف إحدى زيارات له وقد أصبحت كالتلميذ له..
قال ل :تصدق يا مالك ل أمنية ؟؟
قلت وما هي ؟
قال :أحب رجل حبا عظيما ..
وليتن أستطيع رؤيته رؤيا العي ..
قلت :ومنم هو..
قال :الشيخ ابنم عثيمي !!..
قلت له :يا فوزي هداك ال وكيف تريد أن نر لك ابنم عثيمي ف الستشفى؟؟؟
دع أمنياتك معقولة يارجل!!
وجم ث ضحك وقال :على كل هذه أمنيت..
ث اخذ يدثن بشغف عنم الشيخ وعنم سعة علمه ودروسه وانه يستمع لشرطته يوميا
259
وكأنه حاضر معه ف الدرس وقال :هل رأيت الشيخ ؟؟
قلت نعم رأيته ف دروس الرم..
فقال ل :صفه ل يا مالك ..
وصفت له الشيخ كما رأيته ..
فقال :هنيئا لك هذه النعمة ..
مرت اليام والليال وحدث لالك ما حدث وطارت به الدنيا جنوبا وشال
واستقر ف القصيم وصار منم سكان عنيزة وانقطعت عن أخبار فوزي
مدة منم الزمنم وشغل مالك بنفسه وحياته الديدة ..
وف تلك السنة أو الت تليها ..
يقدر ال تعال أن يصل للشيخ عبشد الش بشنم منيشع عضشو هيئشة كبشار العلمشاء حادث فش مدينشة الطشائف
حيث ارتطمت به سيارة وهو خارج منم صلة العصر..
فسقط الشيخ وكاد أن يهلك ..
وكانت ف تلك اللحظات سيارة إسعاف مرت بغي ميعاد فحملت الشيخ وهم
ل يعرفونه إل مستشفى اللك فيصل ف الطائف..
فلما رأى الطباء الشيخ وجدوا أن وسط جسمه وخاصششة منطقششة الششوض قششد تكسششرت وان حششالته حرجششة
..
تسامع أبناء الشيخ بالادث وتسامع السئولون بالمر..
فنقل على الفور إل مستشفى القوات السلحة ف الدى ..
فأجريت له العمليات تلو العمليات وعان منم ذلك اشد العاناة ..
ومكث شهورا هناك حت عافاه ال وهو الن بمد ال ف نشاط وعافية سع شيخنا بالادث ..
وكان ذلك قبل وصولنا للطائف..
وكان الشيخ ابنم منيع زميل شيخنا ف هيئة كبار العلماء وكانت علقتهما
وثيقة ولعلي ف حلقات قادمة احكي مواقف جرت بينهما يصلح القام لذكرها..
وصلنا للطائف بعد أسابيع ..
وكان الادث قد حصل ف أول إجازة الصيف ..
ل اسع بب الادث سوى منم الشيخ حينما قال ل:
غدا سنذهب لرؤية الشيخ ابنم منيع ف الستشفى..
260
قلت له :أي مستشفى ياشيخنا !!
فأخرج ورقة منم جيبه فقال:هذا اسه وعنوانه ورقم غرفة الشيخ ..
ف اليوم التال انطلقنا للمستشفى ..
وكان شيخنا مرهقا بعد يوم عناء واجتماعات ..
نام قليل وأنا صامت ..
والصمت يفتح باب التفكي والواجس !!
وأنا ف صمت ذاك تذكرت فوزي عسيي!!
ل أدري وال كيف خطر على بال ..
بعد سنوات تذكرته ..
تذكرت الزيارة الول ..وعشرات الزيارات الت تت بين وبينه..
نظرت لوجه الشيخ فكان نائما فلم أرد إزعاجه..
تنحنحت وما أخف نومه فاستيقظ..
قال :هل وصلنا ؟؟
قلت :تقريبا ..
وما زلنا ف منتصف الطريق ولكنن فرحت باستيقاظه !!
فتوسط ف جلسته ومسح وجهه وتطى قليل ..
ث أخذ يتحدث معي..
انتظرته حت ينهي حديثه ث بادرته بقصة فوزي..
ل يعر الوضوع كثيا ف البداية نظرا لن هأوم السلمي كثية والشيخ
يسمع يوميا آلف القصص الشبيهة فكان يدعو له بالعافية ..
غيت أسلوب وطرحت الوضوع بصيغة جديدة ..
فأنصت الشيخ وأخذ يتعجب منم كلمي عنم ذلك الشاب..
وعلو هأته وجده رغم حاله الغريبة ..
فزاد اهتمام شيخنا به ..
حت قال ل :ل ل نضره عنيزة ليدرس عندنا !!
أسوة بسامي العقيل!!
وهو احد طلبة الشيخ الدينم وسيأت ذكره لحقا عنم شاء ال..
261
قلت له يا شيخنا :الرجل وضعه متلف تاما ..
قلت له :حت أن الرجل له أمنية ف الياة كم مرة سعتها يتمناها..
قال :وهي؟؟
قلت :أن يراك!!
فقال الشيخ :وأينم هو ؟
قلت له :هو مقيم ف الستشفى دائما ..
فسكت الشيخ ث قال :ومت أجد الوقت لزيارته أنت تعرف أشغال..
قلت :هو الن ف نفس الستشفى الذي نقصده..
فقال :خلص رتب ل بعد زيارة الشيخ عبد ال ..
طرت فرحا بذا الب وانتشيت وقلت ف نفسي ..
يا فوزي لعل مناك سيتحقق وأنت غافل ل تدري..
وصلنا للمستشفى وتوجهنا لغرفة الشيخ عبد ال ..
فوجدناه على حال جيدة وهو مدد على سريره
وعنده جع منم الزوار ومنهم التاجر العروف عبد العزيز الميح ..
قبل شيخنا رأس الشيخ ابنم منيع فأمسك الشيخ ابنم منيع رأس شيخنا فقبله ..
وتركتهما ف حالما وانطلقت ابث عنم فوزي ..ل الوي على شيء
سألت عنه فقيل ل موجود!!
ففرحت فقلبت الستشفى رأسا على عقب..
ووجهت له نداء بالسماعات حت بلغوه ..
فوجدته وبالكاد عرفن فقد تغيت ملمي وسنت قليل ..
فقال ل اينك..؟؟
فقلت له :دعك منم خبي الن ..
ألزم غرفتك سآت لك بشيء بعد قليل..
وخرجت منم عنده وتوجهت لغرفة الشيخ ابنم منيع ..
فوجدت شيخنا واقفا يريد الغادرة ..
والناس تصافحه ..
نظر شيخنا ف وجهي واخرج ساعته منم جيبه ونظر فيها كأنه ينتظر موعدا..
262
فتجاهلت ذلك وقلت له :الرجل ف انتظاركم..
قال :هل وجدته ؟؟
قلت :نعم..
ما شاء ال عليك جزاك ال خي..
دخلت على فوزي
فوجدته على سريره
فدخل الشيخ وسلم عليه ..
فلما وقعت عي فوزي على الشيخ كادت عينه ترج منم رأسه ..
ل تسألون إخوت عنم مشاعره ..
ل أستطيع وصفها وال ..
قلت له:
هذه أمنيتك يا فوزي تققت ..
ابنم عثيمي بلحمه ودمه بي يديك!!
اقتب شيخنا منه وجلس على سريره ..
ودنا منم رأسه ومسح عليه ودعا له ..
وقال له وهو مبتسم :كيف حالك يافوزي؟؟
لقد حدثن عنك مالك ..
بقي فوزي صامتا ل يدري ما يقول..
ينظر للشيخ وينظر ف وجهي..
كأنه يقول :هل هذا هو!!
والشيخ صامت ويبتسم منم مشاعر فوزي التضاربة..
هززت رأسي لفوزي حت يتكلم ..
فقال :هذه اسعد لظة ف حيات وال أن تزورن ياشيخنا ف هذه الكان ..
كنت أراك ف التلفزيون والرائد وأتن أن ألقاك..
وكنت أدع ال أن يقق ل ذلك ..
ولكنن ش تششوقعت أن يصششل لش ذلششك بششأن أزورك أنششا ولقششد رجششوت النششاس أن أزور درسششك فش الششرم أو فش
دروسك ف الاضرات فلم يتحصل ل ذلك..
263
قال له شيخنا :ها انذا أمامك وجزى ال البنم مالك على أن دعان لزيارتك..
دار بينهما حديث وبقيت استمتع بذه اللحظات دون أن أتكلم برف واحد..
وأقول ف نفسي :دع فوزي يستمتع فربا لنم يتمكنم منم تكرار ذلك أبدا..
مكث الشيخ عنده لعشر دقائق ث طلب منه الذن فخرجنا ..
وودعت فوزي
ومنذ ذلك التاريخ انقطعت أخباره عن للسف
فاللهم إن كان حيا فوفقه وارض عنه واجعنا به على خي..
وإن كان ميتا فاغفر له وادخله فردوسك العلى واجعه بشيخنا ف جنات النعيم..
يتبع إ ن شاء ال ..
264
ومنهم الخأ سعود الرب ..وهو منم أهل جده ..
توثقت علقتنا ننم الثلثة حت جاءت لنا فكرة السكن سويا خارج سكنم الطلب!!!
ل يكنم شيخنا رغم مشاغله العظيمة لتخفى عليه هواجسي ..
فهو يدركها منم فلتات لسان وارتباكي..
ول يكنم ابغض شيء لديه عندي منم ذلك!!
فكان يقول ل دوما :الثبات الثبات يابن !!
عليك بالستقرار على رأي واحد إن بورك لك فيه فالزمه ول تيد عنه..
قال ل مرة أحد كبار طلبته :وال ما خالفت شيخنا ف أمر رآه إل ندمت
عليه ول سعت توصيته ولزمتها إل ووجدت التوفيق حليفي..
هذا ماقاله الخأ عنم نفسه وواقع حاله ..
كان شيخنا يران غضا قليل البة ضعيف وما زلت ف أول الطريق ..
وهذا هو الواقع ل شك!!
ولذلك كان القرار ف مثل هذه المور راجعا إليه هو الذي يكم فيه با يتناسب مع وضعي..
حينما فاتته ف الوضوع ولت له فيه ..
رفض واستهجنم وغضب..
وقال :ألي توك واصل تدرس وقلنا فلن ماشي ومتهد وتريد تطلع !!
خلك ف العلم ول يشغلك عنه شيء..
غيت الوضوع وتناسيت القصة ..
ومرت شهور بعد ذلك ..
وأنا بمد ل ف خي حال ونسينا موضوع الروج منم السكنم..
إل أن جاء موقف ل أنساه وفتح الوضوع منم جديد..
ولكنم قبل ذلك سأحكي قصة ..
ف إحدى الجتماعات الشهرية مع الشيخ ..
اقتح أحد الطلب أن نعد رحلة شهرية لطلب السكنم ..
لدة يوم واحد للستجمام ..
وأيده جيع الطلبة وفرحوا بذا القتاح ..
وافق شيخنا على ذلك..
265
بل قال :سأكون رفيقكم ف رحلتكم!!..
وافق ذلك هوى ف النفوس وشعرنا بنشوة عجيبة أن يرافقنا هذا الب رغم أشغاله العظيمة..
فجزاه ال عنا خي الزاء..
ف اليوم الوعود وكان يوم خيس..
رتب الشرفون ذلك البنامج وحدد الوقع ..
وكان ذلك لستاحة التاجر العروف الويش..
والواقعة على طريق الذنب على ما أعتقد !!
شال عنيزة..
بصوص تنقلت الشيخ ف عنيزة ففي الغالب ليس ل با علقة..
ولكنن طلبت منه ذلك وقلت له :أنا تت تصرفك شيخنا ..
غي أن الوضع ف عنيزة يتلف ..
فأبناؤه موجودون وهم تت تصرف والدهم فحاجته ل غي واردة ..
قال ل شيخنا قبل موعد الرحلة بأيام
:نسق مع شخص حت يوصلنا للستاحة..
نسقت مع صديقنا القدي الخأ ممد زينم العابدينم..
انطلق الطلبة باكرا ف الصباح ..
أما شيخنا فلم يتحصل له سوى أن يضر بعد صلة الظهر..
مكثت أنا ف غرفت حت أرافق شيخنا..
استغرب الطلبة منم عدم حضوري ..
وقال ل بعضهم معاتبا :تواضع يارجل !!
ابتسمت ف وجه معاتب ول اجبه..
بعد الصلة توجهنا مع شيخنا والخأ ممد للستاحة الذكورة..
قال الشيخ :ايش البنامج ..؟؟
قال له ممد :هناك غداء ث أنت تقرر ماذا يكون بعد ذلك ..
وصلنا بعد حوال عشرينم دقيقة ..
دخلنا منم البوابة الرئيسية ..
وصعدنا بالسيارة على طريق مرصوف لليوان الكبي ..
266
فلما علونا ظهرت لنا الستاحة كاملة ..
كان ترتيبها ومنظرها ساحرا ..
أشجارها منسقه قد رصت على الطرق وانتشر ظللا
وتيط با اللوف منم شجر النخيل ..
وزاد النظر جال تلك البساتي اليطة الغاصة بكل ما يبهر ..
وذلك فضل ال يؤتيه منم يشاء..
توقفنا أمام اليوان وكان طلبة الشيخ ف انتظاره..
نزل فاجتمعوا حوله وسلموا عليه ول تسل عنم فرحهم وابتهاجهم بوجود الشيخ معهم..
دخلنا لليوان الفسيح ..
فشممنا رائحة الطعام ..
وجلس الشيخ وتلق حوله طلبته ..
ث بدأ ف الديث معهم وقال :كيف كان يومكم ؟؟
فكان الديث حديثا غي متكلف كما يتحدث الولد مع أبيه ..
وهذا ما كان يريده شيخنا رحه ال ..
قدمت القهوة والعصيات الباردة ..تسابق الطلبة ف خدمة شيخهم والتحدث معه ..
فكل يدل بدلوه وكان الديث عاما بكل تكلف ول شطط وبأدب مع الشيخ..
منم فوائد تلك الرحلت هو اكتشاف الواهب كما يقولون !!
اكتشفنا أن بيننا طالبا مغمورا ولكنه موهوب !!
موهوب ف مال الطرافة ..
رغم جده واجتهاده ف العلم..
ف البداية استحى منم شيخنا ولكنم إصرار الطلبة عليه وكأنم خبوه ذلك
النهار كله أجبه على الديث ..
الخأ عبد ال باطرف !!
وهو منم سكان جده واصله منم بلد اليمنم..
كان جاري ف الغرفة الاورة ف السكنم ..
ولكنم الو العلمي وانشغالنا بالطلب يقلل لقاءاتنا سوى ف الطعم أو ف الدرس ..
فنادرا ما نتواصل!!
267
استلم عبد ال الشيخ !!
فكان يسمع تعليقاته منم خلف الصفوف ول يراه فيضحك الطلبة ويضحك شيخنا له ول يراه!!
وكان نظر شيخنا ضعيفا ..
ولكنه يعرف هذا الصوت !!
فنادى على هذا الطالب وقال :منم هذا خلوه يتقدم عندي..
أذكر جيدا وكأنن أرى ذلك النظر أمامي الساعة..
حينما وقف عبد ال منم خلف الصفوف وتقدم خجل حت جلس بي يدي شيخنا ..
فلما رآه الشيخ عرفه وقال له:
إيه ياعبدال ايش عندك ؟؟
أتفنا عبد ال وأسرنا بسواليفه مع الشيخ حت قدم طعام الغداء..
قدم الطعام والذي طبخه الطلبة مع العمال ..
فكان جوا عائليا بي الطلبة وشيخهم..
نزع الشيخ بشته ورمى عمامته فوق رأسه ..
وقام منم بي الصفوف وتوجه للمغاسل ..
ث جلس بي الميع وأكل معهم ..
وكان عبد ال باطرف يسأله ف مسائل علمية فيقول له الشيخ :
ياعبد ال أنت الن تسألن وأنا أجيب أسألتك فتلتهم الطعام وأنا أجيبك !!
فضحكنا على عبد ال لن الشيخ ألمه قليل !!
ولكنم شيخنا كان يتحدث بكل بساطة فيضاحك هذا ويرد على كلم هذا
ذكر أحدهم السباحة وقالوا السبح ..
فقال شيخنا :هل سبحتم ؟؟
قالوا :يوجد مسبح ف الارج ..
قال الشيخ :كنا ف أيام الطلب نرج مع شيخنا ابنم سعدي رحه ال فنسبح ف البك والوديان ..
فقال عبد ال :هذا ف أيام الطلب!!
فقال الشيخ :كأنك تقول أنن كبت ول اقدر على ذلك الن!!
فقال :ما أظنك تقدر يا شيخنا !!
فلمعت ف وجه الشيخ ابتسامة وقال :سنرى!!
268
تغدينا ث قدم الشاي ..
وجلسنا حول الشيخ لننظر ما هو فاعل ..
جاء عبد ال وكان الشيخ ينتظره ..
وقال :هاه ياعبد ال فيك حيل..
وكان عبد ال رجل سينا ..ويسي بتثاقل..
قال :على أي شيء ؟؟
قال :السباحة !!
قال :بالتحدي ياشيخ ..
فقام الشيخ منم فوره ..وتوجه لارج اليوان ..
خرجنا معهم فلحقت بالشيخ ..وهأست ف أذنه ..
وقلت له :هل ستسبح بثوبك ..
فقال ل :هل عندك ملبس سباحة ..؟؟؟
قلت :نعم سأحضرها منم السيارة ..
دخل الشيخ لغرفة التغيي وخلع ثيابه ولبس ذلك اللباس ول يلع فلينته ..
خرج الشيخ بغي ما دخل ..دخل بثوبه وغتته ..
وخرج حاسر الرأس ليته بيضاء ناصعة ووجهه أبيض تلمع فيه وجهه ابتسامة أضاءت الكان..
لا رأى الطلبة الشيخ وخصوصا عبد ال ..
اجتمعوا حول السبح ..
فقال شيخنا :طب ياعبد ال ..
فقال :أنت أول !!
حت إذا غرقت أنقذناك !!
فضحكنا ..
فقفز شيخنا ف الاء وسبح وكان عمره حينها حوال الربعة وستون سنة..
ث لقه عبد ال ..
ونزلت أنا وغينا ..
سبح الشيخ مع تلميذه ودار ف السبح ..
وتوسط الاء ووقف فيه بيث يثبت ف وسط الاء ول يتحرك
269
وقال :هكذا كنا نفعل مع شيخنا ..
حاولت أنا ولكنن ل اقدر ..
أما عبد ال الطرف فاكتشفنا انه ل يسبح !!
استمتعنا ف تلك الرحلة مع شيخنا وتواضعه وساحته رحه ال ..
لقد كانت تلك الرحلة مؤثرة ف نفوس الطلبة مع شيخهم ..
فقد عمقت الصلة وقوت الرابطة وزادت البة ..
فجزاه ال عنا خي الزاء..
استأذن الشيخ وخرجت معه برفقة ممد وكان العصر قريبا ..
فقال الشيخ ف طريقنا :أريد أن أقيل ولو عشر دقائق قبل العصر ..
فعرضت عليه أن يأت غرفت التواضعة ف السكنم!!
فقال :ل بأس..
توجهنا للسكنم وكان شبه فارغ..
وصعدنا لغرفت ..
والمد ل أنا كانت مرتبة ونظيفة!!
وضعت له الفراش فنام حت أذن العصر ..
حينما سع النداء استيقظ ..
وتوضئ ف مواضئ السكنم ..
ث دخل الغرفة وتسننم أربع ركعات ..
ث جلس ينتظر موعد القامة ..
قلب نظره ف غرفت فرآها ضيقة جدا !!
وقال :ما شاء ال عليك هذا وأنت الالك!!
حيث تكومت الكتب ف الرفوف وغصت فوضعتها ف أطراف الغرفة
بطريقة مبعثرة ول يكنم الستفادة منها إل بصعوبة ..
هذا غي كتب الخأ مبوب..
فقال شيخنا :تب نغي لك غرفة أوسع ؟؟
قلت له :الغرف كلها متقاربة ..
قال :صحيح حنا يوم بنينا السكنم ما كنا نتوقع هذا القبال منم الطلبة ..
270
ولكنم سنجد حل لك إن شاء ال ..
يتبع إن شاء ال ..
271
ث فتحة بعد معاناة وما إن رأيت الكان حت أصابتن قشعريرة منم اتساخه والروائح الائلة والغبار ...
كل ذلك وأنا ل ادري عنم الاصل !!
قلت للخأ :طيب !!
قال :أظنم هذي بتكون شقتك !!
تلبد وجهي وقلت له :ومنم يقوله ؟؟
قال :الشيخ هو اللي كلفن بالبحث لك عنم سكنم!!
بقيت انظر ف وجهه وأنا صامت ..
وبقي ينظر إل متارا ل يدري ما يقول!!
تذكرت غرفت ف السكنم ف نفسي فحمدت ال على العافية ..
شكرت الرجل وقلت له جزاك ال خي وما قصرت ..
ناولن الفتاح!!
وقال :هذا مفتاحك استودعك ال !!
وغادر!!
تولت ف شقت الديدة !!
غرفششة صششغية عششنم ييش ش الششداخل ثش ش حششام أجلكششم الش ش ..تنبعششث منششه روائششح ..ظششنم شش شرا ول تسششأل عششنم
الب!!
ث بوارها غرفة أخرى واسعة قليل قد نبتت ف جنباتا خيوط العناكب فحولتها إل غرفة أشباح ..
ف زاويتها نافذة متهالكة حاولت فتحها فغمرن منها غبار ل أرى قط مثله ف حيات ..
انتثر على ثياب وشاغي ورأيت أثر ذلك حينما خرجت ف وجوه الناس وهي تضحك منم منظري!!
هذا كل شيء ..
ول يوجد مطبخ !!
جدرانا صفراء ..
أما اليان فهم مموعة منم العمالة العربية والسيوية ..
تفوح ف جنبات العمارة روائح البهارات والطبخ منذ أن تر بوارها..
قابلت شيخنا ظهرا ..
وبادرن قائل :هه!!
كيف رأيت السكنم الديد!!
272
قلت له :وال يا شيخ ودي تشوفه أنت أيش رأيك ؟
وصلنا بوار العمارة وكانت على طريق منزل الشيخ ..
ث استأذن منم الناس ودخل معي ..
كان الشيخ وهو يصعد الدرج يقول :ما شاء ال ..ما شاء ال!!
فكنت أقول ف نفسي :اصب وستى العجب!!
فتحت الباب ..وكنت أراقب تقاسيم وجه الشيخ !!
فرأيته معجبا ما يرى !!
تول فيها ونظر هنا وهناك ..وتول ف غرفها ..
قال :أبد استعنم بال وانزل فيها !!
قلت له :هل أعجبتك يا شيخنا ؟؟
قال :متازة !!
شكرت شيخنا وقلت له :جزاك ال عن خي الزاء ..
ونزلنا وشيعته حت بيته ..
عدت للسكنم وأنا حائر ..
أفكر كيف سأنتقل لذه الرحلة الديدة ..
دخلت غرفة سكن ..
تذكرت مراحل وصول لعنيزة ..
آه كيف سيكون حال ف السكنم الديد..؟؟
ل شك أن النسان يرغب أن يكون الو اليط به مثاليا ..
أنا اعتدت على حياة كما هم أبناء بلدي ..
صحيح أنن عانيت حت وصلت على ما وصلت إليه ..
ولكنم العيش ف مثل ذلك الكان شيء صعب للغاية ل أجربه منم قبل..
هل تريدون أكمل مالذي حصل ؟؟
كانت نفقت ليست بالكبية ..
وقلت للشيخ رحه ال ..
الكان يتاج لتنظيف وشراء أثاث ووو..
فقال ل :صاحب العمارة سوف يفعل لا صيانة!!
273
كان خبا سعيدا ..
وقلت مت سينتهي !!
قال :خلل أيام ..
مررت على السكنم بعد أيام لكي أرى الصيانة الديدة ..
فلما وصلت باب الشقة شمت رائحة الطلء منم الارج..
فاستأنست وأملت شيئا كبيا ..
فتحت الباب فوجدتا قد طليت ولكنم أي طلء!!
ترقيع !!
هنا وهناك وغالبها بالعجون وليس بالطلء..
هذا كل ما فعل!!
اتصلت على صاحب العمارة وقلت له :هل انتهيتم؟؟
قال :خلص انتهينا ويكنك النزول الن!!
استحييت أن ابلغ الشيخ بالاصل ..
واعتبت الوضوع انتهى..
سأفتقد جو العمارة والكتبة والبحوث والطلبة الفاضل لنششزل فش مكشان متلشف الش اعلشم كيشف سششيكون
الال فيه ..
أرجششو أن ل أكششون أثقلششت علششى إخششوت بثششل هششذه التفاصششيل ولكننش ش أريششد أن اشششعر إخششوت الق شراء بششالو
الذي يعيشه طلبة العلم ..
أنا اعلم أن هناك منم طلبة الشيخ منم اعرفهم أو ل أعرفهم ..
وقد يكون بعضهم يقرأ كلمي هذا ..
قد وجدوا منم العنت والظنك والعاناة شيئا تعجز عنم تصديقه ..
أعرف منم ينام طاويا كل ليلة ..
اعرف منم نام أسابيع ف الامع ول يد مأوى يأوي إليه ..
رأيت احدهم ل يد مقصا يقص به أظافره ..
منعهم الياء والعفاف عنم سؤال الناس ..
يضرون الدرس ويرجون ل يعلم عنهم احد إل ال سبحانه ..
ولكنهم يملون ف نفوسهم هأة ورغبة ف العلم تفوق البال ..
274
أولئششك حصششلوا خيا عظيمششا وأعششرف عششددا منهششم الن ف ش بلششدانم هششم شششامة قششد أحيششا ال ش علششى يششديهم
قلوب اللف ..
اتصلت على سعود واحد ودعوتما لرؤية السكنم الديد..
اتفقنا جيعا على أن الكان يتاج لعداد وتهيز !!
جعنا ما لدينا منم مال يسي ..
وأخذنا ف تنظيفها وترقيعها كيفما تيسر ..اختت أنا الغرفة الول على الباب مباشرة ..
وسيكون الخأ سعود واحد سويا ف الغرفة الكبية ..
وهذا ما ت بيننا ..
نقلت مكتبت..
ونقل سعود واحد ما لديهم منم كتب وكانت قليلة فيما اذكر..
اظننا وضعناها ف مكان واحد ل أذكر وال..
كانت مشكلة الطعام !!..
ول أظنم واحدا منا يطبخ !!
وأينم سنطبخ؟؟
قال شيخنا :تأكلون ف السكنم مع الطلب!!
وهذا ما حصل ..
كان التأقلم مع الياة الديدة صعبا للغاية ..
تعودنا على أذان الامع ..
وعلى الو العلمي اليط بنا
كانت النقلة هائلة على النفس وال ..
وأظنم الخوان شعرا با شعرت به..
أما أنا فقد صرت يوميا انزل لباب العمارة ..
وانتظر قدوم الشيخ فأرافقه للمسجد ..
وهذه ميزة جديدة حصلت عليها !!..
ول أكنم اشغله عنم حزبه حيث يقرأ القرءان ف الطريق..
ولكنن كنت أرافقه على كل حال ..
يتبع إن شاء ال ..
275
الحلقة الثامنة والستون
276
اسحوا ل أن اروي لكم إحدى معانات مع النبهات..
اشتيت لسكن الديد منبها فكسرته مرارا وأنا نائم ل أشعر!!
كانت تصيبن كآبة حينما استيقظ بعد خروج الناس منم السجد..
وتزيد كآبت حينما أرى شيخنا ف الظهر فيقول ل أرك فجر اليوم!!
فأرخي رأسي حياء وأخبه أنن نت عنم الصلة!!
فيعرض الشيخ عن معاتبا لتكرر ذلك من!!
كان الخأ سعود ف أول المر أخفنا نوما ولكنه رجل حيي يطرق الباب بأدب ث ينصرف.
فل يغن ذلك عن شيئا..
وليته خلع الباب وأيقظن فل ألومه..
حينما تكررت الال ..
ذهبت لل الساعات فقلت للعامل..
أعطن منبها قويا يصدر صوتا مزعجا !!
كان رجل لبيبا فيما يظهر..
قال :أكيد عندك مشكلة ف النوم !!
عندي لك ساعة متازة تصدر صوت مزعج وإغلق النبه يتاج لشخص مستيقظ!!
يعن ماذا ؟؟
قال :جرب وستى!!
نقدته 120ريال!!
وأخذت ذلك النبه السحري..
حينما رن فجرا قبل الذان أصدر صوتا مهول يذكرك برس الدارس ..
قفزت منم فراشي وبثت عنم مكان الغلق ف النبه فلم أجده !!
بقش ششي النبش ششه يصش ششم أذن ش ش وظننش ششت أن الش ششدار سيسش ششقط مش ششنم صش ششوته حش ششت هأمش ششت أن أرطمهش ششا بش ششه لتلحش ششق
صاحباتا!!
ولكنن استيقظت وهذا هو القصد!!
ذهبت للعامل ضحى وقلت له :كيف أغلق هذه الساعة يا رجل؟؟
ضحك وقال :هنا وأشار لوضع الغلق حيث صنعت الشركة موضعا تتاج لعاناة ومشقة بضغط عششدة
أزرار وعلى كل فقد انتشرت ويعرفها منم يعان مثل معانات حينها!!
277
يقولون إذا كثر الساس قل الحساس ..
بعد مدة اعتدت على صوت جرس تلك الساعة بيث أنن ل أعد استيقظ على صوتا الروع !!
فمنم أينم ل بساعة أخرى!!
جلست مع سعود وأحد وقلت لما أنا عجزت ف أمري رجاء ابثوا ل عنم حل ..؟؟
فاشتكيا أنما صارا يعانيان مثل معانات وبأنما بسبب السهر والبد تفوت عليهما الصلة مرارا ..
قررنا ف تلك الليلة أن نربط الساعة ببل فوق مروحة الغرفة!!
ونرب ذلك فمنم يستيقظ أول يوقظ الخرينم !!
ف اليوم التال سعت جلبة ف الغرفة الاورة
فدخلت على جيان
فرأيت سعود وأحد يقفزان كالاني كل يريد الوصول لتلك الساعة
الرهيبة ليغلق صوتا الذي يصم الذآن!!
ل أنسى أبدا منظرهأا الضحك وهأا يصرخان ويولولن ..
حت انزلها ..
وقال ل :خذ ساعتك هذه ل نريد أن نراها مرة أخرى !!..
سامون إخوت فقصة الساعة والستيقاظ تلك وجدتا ملقاة بالذاكرة أحببت
ذكرها ليقرأها أبنائي ومنم قد يهتم !!..
أذكر مرة أنن ف الطائف قبل أن انتقل للقصيم أنن طلبت منم إحدى
أخوات أن تربط يدي بالطاولة حت ل أغلق النبه الذي بواري ..
ظنتن جننت ولكنها أذعنت لطلب..
فنجحت تلك الفكرة ليام قبل أن اكسر الطاولة!!
وهذه حيلت تلك اليام وال الستعان على زمنم الطاعة والتعبد!!
وضعنا لنا سعود وأحد وأنا
برناما صارما ف الدراسة ..
كل بسب رغبته وتوجهه وطريقته ف التعلم ..
أخونا احد كان يلس وقتا طويل بسجد العيفيي الاور..
يراجع مفوظاته وهو مب للعزلة منم طبعه..
وحصل مفوظات جيده ..
278
وسعود انشغل بدراسته وكتبه وجامعته حيث كان طالبا بامعة المام..
وأنا أكملت برامي الت اعتدت عليها وبوثي
كان اللقاء بيننا تقريبا على الطعام وجلسات بسيطة غي منظمة..
لكنم نبتت بيننا لمة ومودة كبية نت مع اليام..
ول تلوا أبدا منم اللف والنزاع والجر أحيانا !!
وقد كنا جيعا ف مقتبل العمر والياة تارب ولكنم يعلم ال أنن أكنم
للخوينم سعود واحد منم البة والودة مال يحوه الدهر ..
وأحنم لتلك الساعات واليام كما تنم الم على ولدها ..
فسقى ال تلك الليال واليام..
ومصدر اللف إن وجد فهو تافه ول يذكر بوزن الن..
كانت تدور بيننا نقاشات علمية وماورات قد تتطور حت تصل حد الصومة!!..
وهكذا هو جو طلبة العلم الستجدينم حوار ونقاشات ..
فيعود أحدنا لراجعه وينقب عما يؤيد رأيه وف اليوم التال يلقي كل با عنده فل نصل لنتيجة ..
فيبقى الواحد ماصما لصاحبه لاذا ل يتبع رأيي!!
كنا أغرارا وقليلو البة وهكذا الياة ل تتعلم منها سوى بعد فوات الوان!!
أذكر مرة أنه زار الخأ سعود أحد طلبة العلم ف شقتنا ولش أكششنم اعششرف الرجششل مششنم قبششل وفش تلششك اليششام
انتشر ف السواق كتاب للشيخ اللبان أثار ضجة هائلة بي طلبة العلم ..
حول حكم تارك الصلة..
و كنت قد دونت بثا أتعصب فيه لرأي شيخنا الشهور ف السألة وهو الق الذي ل شك فيه عندي
وتتبعت فيه أدلة الشيخ اللبان رحه ال..
ودونت تعليقات عليها وملحظات ..
فكنت مستوعبا للمسألة ومدركا لكثيا منم تفصيلتا ..
وكأن لت منم الطالب ذلك انه ييل لرأي اللبان..
وكان سعود متفيا به فهو ضيفه ويعرف حشدت فل يريشد أن يفتشح بابشا للنقشاش والشذي يعشرف حشق العرفشة
خاتته..
ولكنن انشدفعت عليشه وأخشذت أسشرد عليشه مشنم النصششوص والششواهد والجشج مشا جعلشه بتلجلشج ويشرج مشنم
اللس مغضبا ..
279
فأخذ سعود ف نفسه علي وقال ل :يا أخي ليس هذا وقته!!
ومع ذلك فلم تكنم تلك الواقف البسيطة والتافهة لتؤثر ف حياتنا فلدينا
منم الذكريات واللسات الفيدة والواقف الميدة ما ل يكاد يصر
ل يكنم الخأ سعود وأحد معتادان على اللطة بالشيخ ..
ولقد كنت خي سبيل لما ف ذلك ..
كان شيخنا رحه ال يدخل شقتنا ف الشهر مرارا..
وكان يدعونا دوما لبيته إن جاءه ضيف ..
وكم عادنا إن مششرض أحشدنا وبعشث لنششا مشنم طعشامه وهشداياه وصشلته الشت لش تنقطشع فقششد عششدنا جيانشه مشنم
وجهي ..
جيانه ف بيته القدي والذي عاش فيه اغلب عمره ..
وجيانه ف بيته الديث والواقع ف ناية الشارع ..
ف إحدى زيارت الشيخ للشقة قلت له :ارغب يا شيخ ف شراء وسائد
لكي نتكيء عليها منم برد الدران وإن جاءنا ضيف تملنا معه!!
فقال :ليس هذا بضرورة !!
ويكفيك أن تضع قماشا أو شيئا خلف ظهرك وبذلك تتكيء عليه!!
رحه ال ما أبسطه وأزهده بزخارف الياة..
ولكنه ف النهاية سح ل بشرائها !!
ول تر شهور بعد ذلك حت بدلنا الكان فصار يأتينا الزوار ويقولون لنا..
كأنكم لستم بعزاب !!
يتبع إن شاء ال
الواق ششف ك ششثية ف ششدعونا نك ششي م ششا يعج ششل بالكاي ششة ويوص ششلنا لنهايته ششا عل ششى ل ي ششدخل الل ششل عل ششى القش شراء
الكرام..
وقد يكون بعضكم يرغب أن أفصل أكثر وأن أجعلها كأنا مذكرات يومية ولكنم هيهات..
دون ذلك تنقطع العناق فوال ما أدونه هنا يسقط منم رأسي دون أن ارجع لشيء مكتوب ..
280
فل يلومن لئم ف تقدم بعض المور وتأخر البعض فهذه حيلت وال الستعان..
اتسعت مكتبتنا يوما بعد يوم وهذا ما سهل علينا معاناة التنقل للمكتبة والبحث ف الراجع..
كنا نتمع والخوة الفاضل سعود وأحد فش الكتبشة فنراجشع ويقشرأ كشل كتشابه أو يراجشع حفظشه أو يشدون
بثه ..
ما أحلى تلك اللحظات الدافئة حينما نستيقظ ف الصباح الباكر وخاصششة فش الجششازات فنشششغل الششدافء
ف برد عنيزة القارص وينكب احدنا على كتابه فيغرق فيه فل يرفع رأسه حت أذان الظهر!!
وننم وال ل نشعر باللل ..
وليس ذلك بالدائم على كل حال !!
فمراحل الفتور والضعف ل بد منها ..
ل أنسى تلك الوجبات الدافئة منم طعام النين !!
وهو منم الوجبات الشعبية ف القصيم والت كنا نشتيها منم اللت وهي مغلفة وجاهزة..
فنطبخهششا علششى موقششد كهربششائي متواضششع فلنتهششم تلششك العجينششة الخلوطششة بششالتمر والزبششد والقشششط فتعطيششك
الطاقة وتذهب الوع وتشعرك بالدفئ ..
فتبقى شبعان نشطا طوال نارك!!
أمشا عششنم أوقششات الفشراغ ومشا اقلهششا فكنششا نقظيهشا سشويا فش زيششارة الشزارع اليطششة بعنيششزة ومشا أكثرهششا فكنششا نتنشزه
ونسي بي النخيل الباسقة والظلل الوارفة ..
ذهبنا مرارا لزرعة الشيخ عبد ال اللل والت هي مفتوحة لكل منم يريد دخولا..
فنسبح ف بركتها الكبية ..
خرجنا ف رحلت بسيطة واستأجرنا سيارة جيب سوزوكي!!
أو كنا نستعي مشنم أحد الخشوة سشيارته فنخشرج لصشحراء عنيشزة فنطعشس فيهشا فل تسشل عشنم تطعيشس أهشل
الجاز ف ند!!
ل تكنم حياتنا تسي على رتابة واحدة فنحنم بشر ..
نعيش ف جد وهو غالب شاننا والمد ل ..
ونلطه بالزل والستواح أحيانا ..
كنت قرأت عنم شيخ السلم ابنم تيميشة رحشه الش انشه كشان يقشول عشنم نفسشه كنشت أقشرأ فش تفسشي اليشة
مائششة تفسششي فربششا عسششر علششي مششنم فهمششا فششأخرج وأسششي ف ش ال شزارع أو قششال ف ش الطرقششات وادخششل السششاجد
الهجورة أو القدية وأترغ ف ترابا وابكي وأقول :يا معلم آدم علمن ويا مفهم سليمان فهمن..
281
ولقد فعلتها مرارا كما كان يفعل الشيخ حيث كانت تضيق علي بعض السائل ..
فيفتح ال علي بذلك فتحا عظيما والمد ل ..
ولقد سألت شيخنا رحه ال عنم معن قول الشيخ :مائة تفسي ..
فقال :يقصد شيخ السلم مائة تفسي بعن مائة قول ..
فمنم الستبعد أن يقصد الشيخ مائة كتاب ف الية الواحدة فهشذا مشا يسشتحيل تيلشه ..وهشذا نظيش قشول
العلماء عنم حفظ المام أحد انه حفظ ألف ألف حديث !!!
فالقصود هو الروايات والسانيد ل عدد النصوص الروية ..
وال اعلم ..
زارنا ف تلك الشقة التواضعة إخوة كرام بقيت ذكراهم العطرة ف الذاكرة حت يومي هذا ..
منهششم الشششيخ الفاضششل مصششطفى العششدوي بششارك ال ش فيششه ول ش مششع هششذا الرجششل مواقششف جيلششة سششأذكرها ف ش
حينها إن شاء ال ..
مششنم كششان يعودنششا دومششا جارنششا إمششام السششجد الخأ عبششد العزيششز السششليم وكششم سششعته مشرارا يقششول للخأ سششعود
وأحد :هل تأت امرأة للمنزل فتنظفه لكم؟؟
لا يراه منم ترتيب وتنظيم فيها ل يعهده منم العزاب!!
هذه شهادة ..
كنششت مششدمنا للبحششث العلمششي وقششد شششجعن شششيخنا علششى ذلششك بششل كششان يكلفن ش تقريبششا كششل يششوم بكتابششة
بث بسيط عنم مسألة ث يقرأ بثي وقد يعلق عليه ويشرح..
وخصوصا تريج الحاديث ..
سعته مرارا وقد قالا علنا ف دروسه ..
أنششه نششدم علششى عششدم اشششتغاله بعلششم الششديث حيششث لش يكششنم فش نششد فش تلششك الفششتة أي اهتمششام يششذكر بششذا
العلم العظيم ..
كنششت اجلششس ف ش تريششج الششديث الواحششد وجششع روايششاته وأسششانيده والكششم علششى كششل سششند ورجششل وطبقششة
فأبقى اليوم واليومي حت اسلم البحث للششيخ فيقشرأه ثش يعلششق عليششه بالكتابشة أو شششفهيا فيقششول :ل ،زده
بثا أو هذا يكفي أو نو ذلك ..
وكم كنت أغتبط حينما يعلق بالقبول على ما قلته ويؤكد ما توصلت إليه والمد ل ..
خي منم استعنت به منم طلبة الشيخ ف هذا الال هو الخأ زياد النشيي
وهو شاب جع ال مكتبة حديثية ل يوجد على ما أظنم مثيل لا ف عنيزة بي طلبة العلم..
282
كنت أعوده ف غرفته الباردة دائما ف السكنم!!
أو فش عزبتششه الديششدة فيفتششح ل ش مكتبتششه بششارك ال ش فيششه فششأقلب مراجعهششا واسششتعي بششه إن فششرغ فأجششد بغيششت
عنده ..
كششان الخأ زيششاد يتعجششب من ش أحيانششا حينمششا يران ش أكششاد اقفششز مششنم الفششرح حينمششا احصششل بغيششت بعششد عنششاء
ومشقة !!
شعرت مرارا أنا والخأ سعود وأحد بضعفنا الكبي ف جع فقه المام احد..
حيث أننا نرغب ف معرفة الذهب على الصوص ..
كنشا نششدرس لششدى ششيخنا رحششه الش فقشه المششام أحششد فش الشزاد ولكششنم يتلشط علينشا أحيانششا مشذهبه بالششذاهب
الخرى ..
فحاولنا أن ند طريقة لدراسته على انفراد على احد مشائخ عنيزة العتبينم..
قام الخوينم الكريي بزيارات وماولت مع احد شيوخأ عنيزة
وهو الشيخ ممد بنم عثمان القاضي ..
وهو منم تلميذ الشيخ ابنم سعدي ومنم تلميذ شيخنا أيضا ..ولكنه اعتذر ورفض!!
وقال :ل أستطيع..
وكم زرناه وتوددنا له ولكنه أصر بالرفض..
ولعله ظننا غي جادينم ف السألة ..
كانت قضية ضبط الذهب لوحده أمنية ل ل تتحقق حت هذه اللحظات وال الستعان ..
رغم ما حصلته منم علم شيخنا منم شرح الزاد فهو خي والمد ل ..
ف تلك السنة أو الت تليها ..
حدث حفل السنة ..
حيث أعلنم ف بريدة عنم قرب تريج عدد منم طلبة العلم الذينم حفظوا الكتب الستة !!
حينما سعت منم طلبة العلم منم يذهب لبيدة عنم ذلك البنامج ظننته مبالغة !!..
قلت ف نفسي :البلوغ أو العمدة أما الكتب الستة فمنم سيحفظه ف هذا الزمنم!!
سوى ما سعته عنم الشيخ عبد ال الدويش رحه ال ..فهو فريد زمانه ..هذا ما اعتقدته..
أعلنم عنم حفل السنة قبل أسبوع ..
وتسامع الناس بذلك ..
وأذكر أن الفل كان يوم ثلثاء..
283
قبل الفل بيوم أو يومي قيل لشيخنا ف الدرس :يوم الثلثاء ليس هناك
درس أليس كذلك ؟؟
قال :ول ؟
قيل :حفل السنة!!
قال الشيخ :ل ادع له!!
وجم الطلب وشعرت بيبة ف نفسي وال منم هذا التصرف الغريب..
فقد سعنا منم الستعدادات لذا الفل والدعوات الت وجهت للعلماء
الكبار ف أقطار العال وعلى رأسهم ساحة الشيخ ابنم باز وغيه منم جلة
العلماء ث نفا جيء أن الشيخ ابنم عثمي ل يدع !!
على كل الوضع له قصة سأحكيها بتفصيلها ف اللقة القادمة
يتبع إن شاء ال..
هذا آخر ما ككتب ..وقد كتبه يرحه ال بتاريخ ) :28 2005-11-29هل( 07
المصدر :هل
منتدى أنا المسلم
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=135394
الساحات
http://alsaha2.fares.net/sahat?230@41.n4KvannsOTZ.0@.1dd7b296
284
ملحق
) في وداع والدي أبي محمد رحمه
ال (
http://saaid.net/gesah/158.htm
285
بسم ال الرحنم الرحيم
قبل عدة شهور..
كنت أتنزه على شاطئ البحر
حيث تب الرياح القادمة منم الساحل متناغمة مع موج البحر الدافئ ..
كنت حينها منغمسا ف هأومي وأحزان ..
فقد بلغ ب الني لطفلي الصغيينم معاذ وحنان وأمهما ..
اللذان يبعدان عن آلف الميال..مبلغا عظيما..
لقد كان القهر والغيظ يكويان لعجزي عنم الوصول إليهم..
وزاد المر سؤا فقدي لعزيز على قلب..
إنه والدي عليه سحائب الرحة والغفران..
الذي قتل ف حادث مأساوي ..بي ..مكة والطائف
أل ما أضعف النسان..
لو شق صدري ف ذلك اليوم لا وسع الناس ما فيه منم أسقام وأوجاع..
هذا ما كنت أظنم طبعا!!
كنت ف تلك اللحظة وأنا أراقب غياب الشمس..
أتأمل البحر..
خطرت ل حينها فكرة غريبة:
ياترى لو ألقيت نفسي ف هذا البحر الخيف..
الليء بالظلمات والهالك..
وسبحت عددا منم الميال..
حت أجد سفينة تملن للبلد الت يعيش فيها أبنائي!!..
هل سأنو؟
كم منم القصص اليالية قرأت!!
والت ينجو فيها البطل بغامرة جنونية!!..
ل تلومون فقد كدت أجنم بل جننت فعل!!!
لقد بلغ ب التيه و الشتياق أن فكرت ف المر جديا!!!..
وما منعن منم ذلك والستغراق ف نسج الطة سوى أن لعت ل ف تلك اللحظة...
286
قارورة تفق ف الاء علوا وهبوطا...
كنت أراها منم بعيد ..
ل أبال با كثيا ف أول المر..
لكنم وف أقل منم لة،شاهدت شيئا ميزا ف هذه القارورة..
حسن ذلك وألان عنم جنون!!!
لت أنا مغلقة بإحكام!!!..
ولفت بشريط حريري جيل!!..
وطويت بشكل بديع ف قماش جيل للغاية يبهر النظر..
ييل إل البياض الشرب بمرة..
لفتت نظري وألبت مشاعري وظننت ف تلك القارورة الظنون!!!..
فلربا حوت كنزا !!..
أو أي شيء يدور ف ميلة شخص مثلي..
سرت بحاذاة الشاطئ ماول المساك با
اقتبت منها ،لكنم ل أجرؤ أن أمد يدي لسحبها فالاء عميق وميف..
استمرت الطاردة برهة منم الزمنم..
وأخيا أمسكت با وقد حشرت ف جدار صخري..
رفعتها وكان الظلم قد هبط تقريبا..
سعت إقامة الصلة للمغرب..
ذهبت للمسجد وصليت الغرب مع الماعة..
كنت ف صلت أفكر ف تلك القارورة وقد فعل ف عقلي خنزب الفاعيل!!!..
بعد سلم المام وانصراف الناس..
خطرت ف رأسي خاطره...
ماذا لو كانت هذه الزجاجة عقدة سحر !!
ماذا لو كان ف القارورة شرا ينتظرن!!
..
287
أصابتن هذه الفكرة برهبة حقيقية..
وما يدرين ما هي النتائج إن كانت هذه القارورة توي عفريتا أو شيطانا مريدا أو!!!
وبعد تفكي بسيط عزمت على اكتشاف سر هذه القارورة السحرية وليكنم ما يكنم..
لقد بلغ ب اليأس حدا جعلن ل أبال بأي شيء..
وهكذا النسان إذا مسه الشر يؤسا..
انتظرت قليل حت يرج الصلون منم السجد..
وحي اطمأننت..
فتلت الشريط..
نزعت القماش الريري..
يا ال...
ما أبرد ملمسه وأنعمه..
أدرت الغطاء ..
فاحت منم القارورة رائحة زكية..
ل أشم عطرا كهذا ف الدنيا أبدا..
ل وال ما هذه الرائحة برائحة دنيا!!
عجيب !!
ما هذه الزعبلت!!
أخاطب نفسي!!!..
منم شدة شوقي لا ف داخل القارورة هأمت بتكسيها استعجال لا قد يكون فيها..
هززتا مقلوبة ..
بالكاد تستطيع النظر لا ف داخلها..
ويا ليبة أملي..
لقد كانت شبه فارغة..
سوى منم صحائف رقيقة طويت بإحكام ..وحشيت بطريقة لطيفة بداخل القنينة..
أصبت بيبة أمل لن بلغ ب الطمع البشري حدوده..
وما عسان أن أحلم بغي الدرهم والدينار!!! ..
عانيت ف استخراج الوراق الطوية...
288
استعنت بقلمي لخرجها..
آه!!..
كانت الرائحة الزكية تصدر منم تلك الوراق..إذا!!
ذكرتن تلك الرائحة بريح السك والكافور الذي يوضع على اليت..
سبحان ال!!..
إن ذكريات ف تلك اليام ل تنقطع عنم الوت وما يتعلق به!!.
والظاهر أن ذلك منم نتائج الفجيعة بفقد والدي العزيز....
فهي مرحلة تصيب الكلومي..
ومنم ذا يعز علي أكثر منم والدي رحه ال
ووالدت أطال ال عمرها على الطاعة ورزقن برها..
لقد قام الغسل كما هي السنة بإحضار الكافور والسدر الدقوق..
ليخلطهما بالاء الذي يغسل به اليت..
كنت حينها واقفا على رأس أب عليه رحة ال..
أساعد الغسل ف تغسيل والدي ..
كانت الغرفة مليئة برائحة الوت الزكية!!!
وحدث أن صارت كلما فاحت رائحة عطر منم أي كان..
تذكرن بتلك العطور الت وضعت على أب..
دعونا منم الوت الن!!..
ما سر هذه الوراق..؟؟
وما سر هذه القارورة..؟؟
حي استخرجت لفافة الوراق..
اتكأت على جدار السجد وفتحتها ..
ل يبد عليها أنا مكثت كثيا بداخل القارورة..
ول يظهر عليها أثر رطوبة أبدا!!..
واضح أنا ألقيت ف البحر قبل زمنم قريب..
ف أعلى الصفحة الول ..وبعبارة واضحة كالشمس!!!
وأنا أحلق فيها !!
289
لقد بت وصدمت حينما رأيت الكتوب:..
تسلم هذه الصحيفة لبنائي..
صال وعبد السنم ومازن ووليد وممد وأم شهد وأم هشام وأم باسل ورباب!!!..
السلم عليكم ورحة ال وبركاته !!!!!...
قفزت منم شدة الول!!!!..
ارتعبت !!!..
وقفت الدماء ف عروقي!!!..
غل دماغي خوفا ورعبا !!!
صعقت صرخت ياالي..
..بسم ال الرحنم الرحيم..
ما هذا الذي أرى؟؟
هذه أساء إخوت وأخوات!!!!
رميت تلك الوراق منم يدي..
زحفت للخلف وأنا التفت يينا وشال ..
ياترى هل يران منم احد فيظنن متل ف داخل السجد!!!..
أصابتن رجفة وارتعاد..
بقيت شارد الذهنم لفتة منم الزمنم..
ماذا سأفعل..
هل أنا أحلم ..
رفعت يدي نظرت إليها نفخت فيها..
بصقت على يساري ثلث
بعثرت شعر رأسي..
كل شيء حول يدل على القيقة!!!..
ياللهول ما هذه الرسالة ؟؟
منم كتبها؟؟
ولاذا وجدتا أنا ف البحر؟؟
ولاذا كتب تسلم لبنائي؟؟؟
290
أب قد مات منم شهر..
وأمي بالكاد تكتب..
وجدي قد خرف..
منم هو ..؟؟
منم كاتب هذه الرسالة؟؟
آلف التساؤلت مرت كلمح البصر على ذهن..
رقرقت عيناي ..بالدموع..
بكيت ...
تذكرت والدي..
ما أصعب أن يفقد النسان عزيزا فجأة بل مقدمات..
ل أحزن على فقد أحد كما حزنت عليه..
لقد خطفت النية والدي أحد منم بيننا ..خطفا..
كما تسرق الدأة فريستها منم على مائدة الطعام..
هكذا ..بل مقدمات..
ول إنذار..
حينما نقل إل خب الادث ظننت انه ل يت ..
حيث ل يشأ الناقل أن يفجعن..
قلت ف نفسي ..
سألقى والدي وأقول له ..بصدق..
ل طعم للحياة منم بعدك يابو ممد..
اقتبت بذر منم تلك الوراق ..البعثرة..
عزمت على اكتشاف السر الغامض..
استجمعت قواي..
وقلت ف نفسي ..هه..
وما ضرن!!!
فأنا منذ شهور وأنا أتلقى الخبار الزنة والكوارث حت ..
أصبح قلب حجرا ل مكان للحزن فيه..
291
حزنت وحزنت حت ل يعد للحزن معن!!!
يقول كاتب تلك الوراق..
إل أبنائي العزاء..
أنا والدكم أحد بنم ممد الغامدي ..
قد توفان ال تعال ف الثالث منم شهر ذي الجة ..
وذلك بعد غروب الشمس يوم المعة..
بعد أن صليت صلة الغرب والعشاء قصرا وجعا ..
وذلك ف جبل الدا ف الطائف ..
برفقة ابنت البيبة رباب ..
اكتب لكم هذه الرسالة أيها البناء وأنا بعيد عنكم..
بعيد عنكم بعدا ل يوصفه مقياس ..
فأنا الن ف دار البزخأ !!!..
حيث يكون اليت ف دار انتقال للخرة..
بل بدأت آخرته حقا..
إنن أعيش ف حفرة مظلمة ل رفيق ل فيها ول أنيس..
إل ما قدمت لنفسي ..منم عمل صال..
ل أدري هل ستصدقون أن والدكم يكتب لكم بعد موته!!!..
ل ألومكم يا أبنائي..
ل يسبق لكم أن مررت بثل هذه التجربة الغريبة..
وما منم ميت مثلي خلف أولدا ف سنكم وحالكم...
إل ويتمن أن يفعل ما أفعله ..
إنا آهات يا أبنائي..
إنا كلمات أردت أن أخطها لكم بقلمي ..
وابعثها لكم لتستفيدوا منها..
وتعتبوا با فيها..
إن آخر واحد منكم رأيته هي ابنت الصغية رباب..
أتذكرينم يارباب ..
292
أتذكرينم ياعصفورت الصغية..
حينما نظرت إليك قبل لظات منم الوداع..
أتذكرينم تقاسيم وجه أبيك..
لقد أردت ياحبيبت أن أقول لك كلمة ..
أردت أن أحلك رسالة..
ولكن أشفقت عليك..
أن أحل جسمك الضعيف ..
أمرا ثقيل تعجز عنه البال!!!
ولكنم..
لقد كفان يارباب تلك الضمة الخية ..
ضممتك لصدري لشم عبيك يابنت ..
لقد مضت مشيئة ال أن أرحل منم دونك ...
ث حصل ما حصل منم قدر ال..
أتعلمي يابنت ..الصغية..
أنن بعد الادث ل أمت مباشرة..
لقد استيقظت بعد لظات بسيطة منم الادث..
كان كل هأي أن أراك ..وال
وأطمأن عليك..
زحفت متثاقل وأنا الكهل ابنم الستي سنه...
وقد انفلق رأسي..
وسالت دماء جسدي النحيل منم حول..
لقد أيقنت ياصغيت أنا النهاية..
لقد زحفت يارباب أبث عنك ..
حاولت يابنت أن أصل إليك..
أردت أن اسبق الزمنم إليك ولكنم هيهات هيهات..
وقف ملك الوت على رأسي..
شاما كالطود العظيم..
293
أشار إل إشارة فهمتها وقال ل..
كفى ياأبا ممد كفى أيها الرجل الصال..
إنه أمر ال!!..
نظرت إليه بنظرة توسل..
ولنم حوله منم ملئكة الرحة..
الذينم امتدت منهم الطرقات مد البصر ..
أي وال هذا ما رآه أباك ياعزيزت..
توسلت إليه قائل..
أيها اللك الصال..
أيها اللك الصال..
إنا ابنت..
نظرة واحدة تكفين لطمأن عليها!!..
نظرة واحدة..؟؟
ضمة واحدة ..أرجوك..؟؟
طأطأ برأسه وقال...
يا أبا ممد ..إنن عبد مأمور ..ول راد لمر ال...
المد ل على قدره ..
سعت صوتك يارباب ،سعت استغاثاتك..
أب ،أب ،أب...
ل استطع إجابتك يابنت فقد كنت أنازع الروح...
أحاطت ب ملئكة الرحة ..
فخرجت روحي منم جسدي ..كما يرج الاء منم ف السقاء..
وداعا يابنت العزيزة وليعاك ال ويفظك ويعلك منم الصالات العفيفات..
أيها البناء ..
لكم تنيت أن يزيدن رب الللة ف العمر ساعة أو ساعتي ..
لعود إليكم واجتمع بكم ..للحظات..
لظات أو دقائق ..فقط!!
294
لتشفي شوقي وألي لفراقكم الفاجئ...
أردت أن أعود إليكم لقول لكم وداعا ،وداعا..
لمسح رؤوس..أحفادي..
لوزع ابتسامات صادقة لبنائي..
لهأس ف أذن كل واحد منكم بتوصيات تصلح أمر دينه ودنياه..
آه ..آه ما أشد مرارت ..
اشتقت لم ممد..
زوجت الغالية..
رفيقة درب لربعي سنة..
آه يا أم ممد ..
أنا أدرى الناس بك وبزنك على فراقي..
أدرك كم تدينم منم وجد علي وهذا وال حال معك..
ياأختاه لقد تعذبت بأل فراقك كما تتعذبي..
ولكنم صبا فإن موعدنا النة إن شاء ال..
لو كنت أعلم ف تلك اللحظة حينما جلست أمامي..
قبل ساعة أو أقل منم رحيلي منم هذه الدنيا..
ووضعت يديك على ركبت ...
حينما قلت ل..
أنا ل أذهب بغي إذنك يابو ممد..
لو كنت اعلم بقدر ال تعال ..لضممتك كما يضم الشاب الغر صبيته...
أتذكرينم يا أم ممد ..
كم عشنا ف هذه الياة حلوها ومرها..
ف الطائف والباحة والرياض وجده ..
قصص ل تنسى وذكريات تتعطر با الالس..
لنم ترمي منها أبنائنا وأحفادنا..
حدثيهم ولو قدر ل لدثتهم عنك ..
أحدثهم عنم صبك وتملك ..
295
أحدثهم عنم أربعي خريفا مرت بذكريات عطرة ..
ل يعلم خباياها سوانا بعد ال عز وجل..
وأنت يازوجت الخرى..
يامنم كنت تنتظرين ف جده..
رحتك وال وشفقت عليك..
اسأل ال تعال أن يعوضك خيا ما أخذ منك..
أريد يا أبنائي لو استطعت..
أن أزوركم ف ملسنا العتاد..
اجتمع بكم ف صالة بيت ف مدينة الطائف ف مطط السحيلي..
الذي ل يعد بيت بعد اليوم!!!..
أتذكرون يا أبنائي والدكم ذلك الشيخ الكهل الذي اشتعل رأسه شيبا..
أتذكرون..أباكم..
حينما يدخل عليكم ف صالة البيت..
أو أجلس أمام دكة جارنا سعيد القحطان مع الحباب والصحاب منم أتراب..
أو حينما أحل الفول والتميس كل صباح منم الدكان برفقة هشام أو يزيد..
أو حينما أرجع بعد صلة الظهر ممل بالرائد وأنا مرهق تعبان..
أتذكرون جلسات العصر اليومية وشرب القهوة والشاي..
صدقون..
ل معن لتلك اللحظات ف حينها ولكنها الن ...
نار تتق ف فؤادي..
إنن أتن أن تعود تلك اللحظات لرة واحدة..
لرة واحدة فقط..
لرى شل العائلة حي يتمع..
أريد أن أقبلكم واحتضنكم واحدا واحدا..
كبيكم وصغيكم..
كلكم ف نظري صغار ..ولو كان عمر الواحد منكم أربعي سنه..
اشتقت لحفادي ..
296
يزيد حينما يري ف البيت ويلعب ..
هشام رفيقي ف روحات للبقالة ..
إبراهيم وعبد ال رفاقي للمسجد..
عبد الرحنم ذلك الولد الشقي..
أساء ولي وجنا إننم رياحين ف الدنيا..
احد وباسل وبسام ووليد وفارس..
آه ما أعظم لوعت ...
إن أصعب اللحظات يا أبنائي أن يتمن الرء شيئا يبه..
ولكنه يعجز عنه...
ل أدري كيف ابدأ ..وماذا أقول..
فمشاعري مضطربة للغاية ..
والشوق يدون لسجل آلف الذكريات ف هذه الرسالة..
ولكنم لنم يسمح ل يابنائي سوى بتدوينم بضع صفحات فقط..
سأنزها بأقل العبارات وأصدقها..
أيها البناء العزاء:
إن أول شيء أوصيكم به أن تتقو ال تعال ..
يا أبنائي إن منم خب ليس كمنم سع!!..
ليس منم يدثكم وهو يرى كمنم يدثكم منم كتاب ..
يا أبنائي إن خي الزاد التقوى..
إن خي حل يمله النسان ف هذه الدنيا هي طاعة أو قربة للمول جل وعل..
وال الذي ل إله سواه لسنة واحدة لنا يا أبنائي وف حالنا خي لنا منم كل ما ف الدن
منم بيوت وكنوز وقصور وسيارات فارهة وبنوك وسواه..
صدقون يا أبنائي لو كان ل منم المر شيء وعدت للعمل للت الرض صلة وتسبيحا
وقرءانا ..المد ل على ما قضى ويسر..
إنن ف غب شديد على ساعات وأيام وشهور ل أقضها ف شيء ينفعن يوم الدينم ..
ولكنم العوض فيكم ..إن شاء ال
لقد رأيت كيف ينفع عمل الولد والده..
297
يا أبنائي ننم ف الخرة ف حاجة للحسنة الواحدة
بتسبيحية
أو كلمة معروف
أو ذكر أو صلة ..وقراءة قرءان..
يا أبنائي لو رأيتم ما رأيت لبكيتم كثيا ولضحكتم قليل..
لو رأيتم ما رأيت لا انتفعتم منم الدنيا بشيء..
لو رأيتم الدود والظلمة ف القب وما ير به الؤمنم منم أهوال فكيف بالعاصي..
أبنائي العزاء ...
إن أول أمر أوصيكم به بعد تقوى ال هي الصلة..
إن الصلة كالسور يميك منم النار..
إنا الصلة الت تصلك بربك ف الدنيا ..وتؤنسك ف قبك ف الخرة..
أوصيكم يا أبنائي أن تذروا منم أمور
أحذروا منم ألسنتكم ..فإما أن تقولوا خيا أو اصمتوا..
أحذروا منم آذانكم أن تسمعوا حراما أو تتجسسوا ..
أحذروا منم مال الرام يا أبنائي ..
الربا أموال اليتام ،أموال الناس بالباطل ..مال الرام كله ..الذر الذر منم ذلك..
أخيا يا أحباب ..
أوصيكم أن تتمعوا ول تتفرقوا ..فإن الشيطان يرؤ على منم شذ ...
ول يقتب منكم متمعي...
إنا مئات بل عشرات الوصايا الثمينة الت أعلم نفعها لكم إن شاء ال..
أوصيكم بطاعة ال وتقديها على طاعة كل البشر منم عظم ومنم احتقر..
كما أن ل طلبا هو حق ل عليكم..
ل ترمون ياأولدي منم عمل صال بال الذي قد ملكتموه..
ل ترمون منم دعوة صادقة يا أولدي..
ل ترمون منم صدقاتكم وبركم ..
فأنا وال كالغريق يبحث عنم كل شيء ينقذه منم اللك..
أسأل ال تعال أن يصلح حال وحالكم وأن يهيئ لكم منم أمركم رشدا..
298
وأن يغفر ل خطيئت يوم الدينم ..
وأن يعلن منم ورثة جنة النعيم..
أبوكم أحد
يعلم ال تعال قدر تأثري منم تلك الرسالة فقد انفجرت باكيا ما كتب فيها ..
التف مموعة منم أهل السجد حول حينما سعوا نيب ..
أخذوا يهدؤون منم روعي ويذكرون بال..
قم يا عبد ال
قم وأنا أبوك
قم قم بسم ال عليك
ايش فيك تبكي!!! ..
نظرت منم حول فإذا أمي فوق رأسي توقظن منم النوم !!!..
لقد روعها بكائي ..فاستيقظت منم نومها..
وجاءت توقظن!!..
قم ياولدي قم ..
جلست ومسحت وجهي ..
اجتمع حول منم استيقظ منم نومه ..منم الصبية والخوات...
ل اصدق ما يدور حول..
فقد كنت كالتائه..
طلبت الاء ...
وحينها ...
رن جرس التلفون ..
رفعت والدت السماعة ..فهتف التصل..
السلم عليكم
وعليكم السلم ..
هل هذا منزل الستاذ أحد الغامدي..
نعم تفضل..
299
هل ولده )فلن ( موجود..؟؟
نعم موجود ...منم يبغاه؟؟
معاكم إدارة الباحث ف الطائف؟؟؟
ارتعبت الوالدة وخافت ..فشعر التحدث بذلك ..فقال لا...
ل تقلقي يا أخت القضية أن مكتب المي ممد بنم نايف يبحث عنم ابنك ف موضوع ...
انتهى الفصل الول..
ف وداع والدي أب ممد الفصل الثان
تعصف بالنسان كثي منم الشاكل..
وقل ف هذه الدنيا منم سلم منها..
وقد كان ل منها بمد ال حظ وافر!!!..
فالمد ل الذي ل يمد على مكروه سواه..
لقد سعت كثيا بالمي ممد بنم نايف..
وأذكر أنن سعت به لول مرة على لسان أحد مشائخنا عليه رحة ال..
فقد سعته يثن عليه مرارا..
وقد خدمن هذا الشاب عنم طريق شيخنا الذكور ف قضية سابقة..
وف قضيت هذه حدثت مواقف ل أذكرها منم باب التحدث بالنعم ..
ومنم باب تفريغ شحنات القهر والغيض !!
301
وذلك ف حياة الوالد عليه رحه ال..قبل شهر رمضان عام 25للهجرة..
وجهن صاحب لشخص سيخدمن وقد أوصاه ب خيا..
دخلت على ضابط برتبة مقدم ..
استقبلن بوجه طلق..
قلت له هل أنت فلن ..
قال نعم....
قلت له لقد روحن لك فلن لتدخلن على المي ممد بنم نايف..
قال :ونعم فيك وفيمنم روحك ايش موضوعك؟
أكيد زواج ؟؟أنتم الطاوعة تبون الزواج؟؟
قلت له ل,ا الوضوع هو الصول على جواز...
ل أدري هل فهم عبارت أو ل ...
ومع أنه قرأ الطاب العد إل أنه كرر كلمة الزواج مرارا!! ..
لقد كان هأي حينها أن أحصل على الواز ..فقط
فقد مضى علي عنهم شهورا عدة وزوجت على وشك الوضع..
أذن علينا الظهر ..
فخفت أن أتزحزح منم مكان للصلة !!..
ث ل استطيع الدخول مرة أخرى على المي..
فقد رأيت منم الزحام عند البوابة ما يعلن أفكر بذلك حقا!!!
كل هؤلء جاءوا لقابلة ممد بنم نايف ..
كهول وشبابا ونساء وحت أطفال ومعاقي..
علما أنه ل يقبل ف اللسة سوى ثاني شخصا فقط ف السبوع مرة واحد ة!!..
وهو قليل للغاية لتمع كبي ومشاكله كثية!!
وللسف الواسطة مقدمة على الاجة ف كل أمورنا..
على كل ..كان ف الغرفة معي أربعة أشخاص وكلهم جاءوا بواسطة الضابط الذكور..
ترجنا جيعا أن نقوم لجل الصلة خوفا منم أن تبدأ اللسة أو أن يغيب الضابط..
قال أحد الضور وهو كبي ف السنم ننم جئنا منم أماكنم بعيده وننم مسافرون ..
فيجوز لنا المع!!..
302
تنفست الصعداء ...
وفرحت بذه الجة وأيدته فورا!!!
انتظرنا حوال الساعة نراقب الداخل والارج..
بعد ها نادى الضابط شخصا مدنيا وهأس ف أذنه بكلمات!!..
وقع ف نفسي شك فلربا أراد الرجل تصريفنا وترج منا فقد كنا أربعة...
قال لنا قوموا مع الخأ ..
شكرته وودعته وأنا متار!!..
نزلنا منم الدرج منم الطابق الول أو الثان ل أذكر..
لا وصلنا للسفل أجلسنا مضيفنا الديد على القاعد الرصوصة ف بو الوزارة الفسيح..
أخذت أتبادل النظرات مع أصحاب :هل ياترى عدنا منم الصفر؟؟
هل يب أن نسجل مع الموعات الائلة؟؟
حينما رأيتهم صامتي مطمئني ارتت وبردت أعصاب ..
فالظاهر أنم قد جربوا المر مرارا..
شاهدت مئات البشر يصفون ف صفوف غي منضبطة وف أيديهم اللفات والوراق..
ويقف أمامهم ضباط لتسجيل الساء وتوزيع الرقام..
وكما قلت فالطلب كبي والعروض نزر يسي..
كنت أرى وأنا منهم طبعا!! كيف يتوسط الناس مع مسئول الراسم..
لنم جاء بواسطة فلن وفلن..
وما أسهل أن يقول الضابط لنم يقف أمامه تعال السبوع الاي!!
طيب هل يعرف هذا السئول منم أينم جاء هذا السكي !!
إن بعضهم يأت منم مئات الميال ..منم شال الملكة وجنوبا..
ويا ليت المر أنه يضمنم مقابلة المي ف السبوع التال..
بل يب عليه أن يسجل منم جديد..
وقد يقابل المي وقد ل يقابله !!!..
وقد يعتذر المي منم جلسة ذلك السبوع إل أجل غي منظور!!
إن هذا لشيء مؤسف وال ،فكم منم صاحب حاجة ول حيلة له..
ولكنم إذا ل يكنم إل السنة مركب فما حيلة الضطر إل ركوبا..
303
بعد لظات تركز مموعة منم حرس الراسم ف مواقع مددة منم البهو..
بيث ل يسمح لحد منم الناس بالرور منم تلك الراكز..
وقد كنا ننم ف وسط النطقة ..
ارتت جدا وفرحت بالصوصية الت نلتها بالواسطة!!!..
والعلم بيد ال وحده فقد يكون منم منعوا منم هم أحوج من آلف الرات !!!
ظننت ف البداية أننا سنستقبل المي ف البهو..
ولقد خاب ظن طبعا فالذي أنا فيه هو البداية فقط ..
فنظام البوتوكول معقد وفوضوي للغاية!!..
كما هو حال شعبنا للسف!!
صرخأ فينا ضابط وقال ادخلوا اللس ..
كانت الكراسي فاخرة للغاية ..
وبطرفة عي امتلت القاعد!!!..
ول أجد مكانا للجلوس..
كانت هناك عدة غرف جانبية تيط باللس الكبي ..
وقد حشيت حشوا بالناس..
ويظهر أن بعض الغرف هي لكبار الضيوف !! أظنم هذا!!
مرت أكثر منم ساعة أو ساعتي تللها توزيع مياه للشرب ..
وملة ل أذكر اسها لكنم أتذكر عليها صورة المي نايف ..وزير الداخلية..
وكنت كلما ل حظت حركة واضطرابا منم الناس والعسكر أظنم المي وصل!!..
ولكنم تر الدقائق ثقيلة ول يضر أحد..
بعد فتة منم الزمنم أمر الضباط مموعة منم اللوس بالقيام والدخول ف سيب صغي..
وقد رصوا صفا واحدا بطريقة فيها شيء منم الهانة كما أشعر..
كانت إضاءة السيب ضعيفة وف طرفه اليسر بوابة تدخل منها لكتب يستقبل فيه المي
الناس ..وكل دقيقة ير ضابط ليتأكد منم استواء الصفوف وانضباطها،
فتاه يقدم ويؤخر وهو متنرفز بشكل واضح!!..
ول أدري لا النرفزة !!
فالمر أهون بكثي ول يتاج للقلق ..
304
ث إن منم الناس الوقوف ،منم هم منم هو ف مناصب يب أن تتم ..
ففيهم الكادييون على أعلى التخصصات وشيوخأ القبائل..
وفيهم التجار والثرياء ونوهم..
والواجب أن يتم النسان مهما كان وضعه ..
ول شك أن حسنم التدبي ما يضفي على اللسة والمي باء وتقديرا..
أشغلت تفكيي حول البوابة الت سيأت منها المي!!..
وفعل حيتن !!..
على كل وأنا ف حيت وتفكيي وطول النتظار أخيا..
جاء المي..
هو بشر مثل البشر !!!
طويل متوسط الطويل معتدل البنية عليه سيما التهذيب واللطف !!
مع صرامة ل تفى على ناظر ..فهو بالتأكيد رجل أمنم!!....
ل تلومون ياأخوت على أوصاف فأنا صاحب حاجة ول بد أن أتفرس فيه!!..
جاء يشي سريعا ف حركته بشكل ملفت!!
وهكذا الرجال الادون !!
وقف أمام صف العاقي )وكانوا قليل (ف البهو الارجي..
استمع لكل واحد منهم وأخذ الوراق وسلمها لشخص بواره..
ث دلف علينا..
السلم عليكم ورحة ال وبركاته..
هكذا حيانا المي..
رددنا عليه السلم ث دخل الكتب منم البوابة المامية منم اللس..
وفورا بدأ الناس ف الدخول على المي..
يستقبل المي الناس وهو واقف..
وبعض التكلمي يطيلون الديث معه وبعضهم مثلي ..
يقتله الياء والهابة منم أن يطلب حاجته بشكل مرض..
وعندما وصلت للسيب الظلم أمرنا العسكري باللوس ..
واختار الربعة الوائل ف الصف ليقفوا بوار البوابة ..
305
فالدخول يكون بجموعات أربعة أربعة,ا,ا وهكذا ..
كانت بور العود يل الكان والظاهر أن هذا منم عادة المراء..
أن تبخر الالس بضورهم..
حينما وقفت على الصف أصابتن قشعريرة ..
فقد كنت أفكر ف جواب المي ..
وماذا سأقول له..
ول تض دقيقة حت صرت ف الصف قريبا منه ..
تدث صاحب الذي أمامي ..
بالغ ف السلم والكلم مع المي ما هو معروف ..
ول حظت أن المي يقرب أذنه بشكل مهذب للغاية للشخص التحدث..
ويتكه يتحدث وينصت له حت ينتهي ث ينظر ف عيونه ويبتسم ف وجهه..
ويقول له :ابشر إن شاء ال تقضى حاجتك أو نو هذا الكلم..
ث يلتفت المي لنم بواره ويهمس ف أذنه بكلم ل يسمع..
ولكنم الرافق..يدونه فورا ف مذكرة بيده..
وبعدها جاء دوري ،صافحت المي ..وحييته:
السلم عليكم ورحة ال..
وعليكم السلم ورحة ال ..تفضل ..
قلت له أيها المي ..
أنا قضيت غريبة ،فمنذ شهور سحب جوازي من لنه غرق ف ماء..
وزوجت وأطفال خارج الملكة..
وعملي خارج البلد قد تأذى كثيا بسبب عدم حصول على الواز ..ال الكلم..
قال هل هناك دولة تطلبك ؟؟
قلت أبدا فقد راجعت عدة جهات أمنية منم الباحث للداخلية للجوازات وكلهم أكدوا
أن ملفي نظيف ل مرية فيه..
وبشكل مفاجئ قاطعن المي وأمسك بكتفي وقال اصب شوي!!
وأخذ يهمس ف أذن مرافقه !! والظاهر أنه تذكر شيئا بصوص الشخص الذي قبلي
306
فأراد أن يلي على صاحبه قبل أن ينسى..
ث التفت إل وقال هل معلوماتك ورقم هاتفك مسجله على الطاب..
فقلت نعم ..
قال ل ثق تاما سنتصل عليك..
ث ودعته وانصرفت!!
ل تستغرق القضية دقائق!!
ل أخفيكم أنن خرجت خائبا للغاية ..
هل هذا كل شيء ؟؟ كل هذا النتظار ث ول شيء !!
سنتصل عليك!! فقط..
خرجت منم الداخلية وأنا منكس الرأس مبط حيان..
ولكنن أعطيت نفسي أمل با سعت عنم هذا المي ..منم عدل وأنصاف للمظلوم!!
ولكنم هل يعلم المي ممد لوعت وحنان وشفقت لهلي..؟؟
لو اطلع المي على الغيب وهيهات أن يطلع لكان المر متلفا ..
ولكنه بشر ..ل بد له أن يتأكد منم كلمي!!....
وهكذا فسرت لنفسي وبررت لغيي لكي تف الوطأة علي!!..
مرت اليام ثقيلة كالبال..
و دخل شهر الرحة والغفرة شهر رمضان ..
ف إحدى لياليه العطرة جاءن اتصال ف الساعة الثانية فجرا..
كان ذلك منم صهري..
يبشرن بقدوم الولود الديد..
صدقون لقد فرحت وحزنت ف آن واحد..
فرحت بقدوم ابنت وحزنت لبعدي عنهم ..
إنا نعمة عظيمة ل يشعر با إل منم فقدها رغما عنه...
سينا ابنتنا حنان أمل بالول جل وعل أن يرحنا ويلطف بنا..
كنت أتدث مع أهلي بالاتف يوميا ..
كنت أنفق أسبوعيا على الكالات حوال ألفي ر..
حت أفلست أو أوشكت..
307
اختلفت مع الهة الت كنت اعمل معها ..
ودخلنا معهم ف مشاكل ل يعلم مداها إل ال ..
ومع أنن صاحب حق ومظلوم إل أن مشكلة الواز هي الفيصل..
فأنا مقيد ل أستطيع السفر لبلد العمل لحضار الستندات اللزمة ..الت تبأ ساحت.
استغل بعضهم فرصة غياب عنم مكاتب ليتلعبوا بالوراق والستندات كيفما شاءوا..
ل أشعر بطعم رمضان هذا العام للسف..
ول يظنم ظان أنن غر متصاب ..بل أنا والمد ل رجل أصب على الشدائد..
ولكنها رحة ف قلب على ضعاف وصبيت ..وال الستعان..
و ف الثر كفى بالرء إثا أن يضيع منم يعول..
جاءن اتصال منم مكتب المي وأخبون برقم معاملت ..
وطلب من متابعتهم تلفونيا..
صرت اتصل كل يومي ..
والواب منهم يقول :ما زالت قضيتك عند المي ..ول إفادة حت الساعة..
استدعيت للمباحث ف مدينة الطائف!!..
ول يسبق أن دعيت منم إدارة الباحث مطلقا..
قلقت ف أول المر ..ولكنم أينم مفر؟؟؟
فل بد منم الضور..
شعرت عائلت ف الطائف بقلق شديد وخاصة الوالد عليه رحة ال..
حرصت على تطمينهم وأن المر ل يتعدى الروتي!!..
حينما تلقيت التصال منم الباحث للحضور كان التحدث معي ..
شخصا لبقا ويظهر منم نبته الحتام وساحة النفس..
كان ذلك منم أسباب اطمئنان وزوال الرهبة منم ذلك اللقاء..
نزلت لدينة الطائف ..
ف صباح ذلك اليوم اتصلت على زوجت وأخبتا بالال !!
جنم جنونا فقد خشيت السكينة علي وخشيت أنا أيضا أن يقبض علي!!
قدمت للدارة ..
للسف فإن النود الذينم على باب الدارة يتعاملون بفاء كبي مع الناس..
308
ول ألومهم فثقافتهم ثقافة سطحية ..
وتقدير الناس ومراعاة مشاعرهم ل وجود له ف مبادئهم أصل!!
دخلت الستقبال وطلبت الضابط العن ..
وبعد ثوان جاء اتصال للستقبال على أثرها صعدت برفقة العسكري للطابق الثان..
ل تكنم هذه الزيارة هي الول ل للمباحث!!.
فقد سبق وان جئت بنفسي دون استدعاء مرتي وقابلت نائب مدير الدارة!!..
طلبت منه أن يفيدن عنم وضعي المن؟؟
قال ل :ألي الناس ترب منا وأنت تأت طوعا تبحث ف ملفك؟؟
قلت له إن جوازي مسوك بدعوى أن لدي ملحظة أمنية!!
صور أوراقي وطلب من الضور بعد أسبوع ..
وفعل جئته فأكد ل أنن سليم وبإمكان الذهاب للجوازات لستلم جوازي !!..
وطبعا هذا مال يدث!!..
ولقد كررت ذلك مع مباحث عليشة ف الرياض فكان الواب ماثل!!
عندما وصلت للضابط ..
استقبلن بوجه طلق...
إنه رجل ،يكفي أن أسيه رجل ..
قمة ف الخلق والدب..
لقد ما الضابط الذكور بسنم تعامله ولطفه وكياسته معي كل صور الظلم والتعذيب
والقهر ..الت سعتها عنم رجال الباحث ...
إن الرجل بأدبه وبرفقه يصل لاجته ومراده أسرع وأفضل وأصدق منم طرق العنف..
لقد تولد عنم هذا اللقاء علقة ودية بين وبي هذا الرجل ما زالت حت هذه اللحظة
تتجاوز كل وظيفة ورتبة قيادية لتصبح أخوة وصداقة ورحة وعاطفة..
بارك ال ف أب وليد فهو رجل فعل يثل شعبنا الطيب المي اللوق..
لنم احكي ما ت ف اللقاء ولكنم خرجنا بنتيجة مفادها..
أن ل علقة بالوضوع بالواز ..
ولكنم يظهر ل وليسمح ل أخي فإنن استشفيت منم الوضوع
أن هناك وشاية جاءت عن وعنم مموعة منم الخوة منم جهة معروفة..
309
بالعداء للسلم والسنة ف الكان الذي كنت أعمل فيه..
ولذا ت التحقيق ل للتأكد بل لتبيء ساحت !!
ولكنم هل هذا سبب عدم صرف الواز ؟؟ ال أعلم !!..
ض أم آباؤه الصيكد
منم علمم السود الخصي مكرمة أقومهك البي ك
311
ولكنم هيهات هيهات !!
فقد خطف الوت الوالد ف اليوم الثالث منم ذي الجة
حيث تول عيدنا ميتما حزينا كئيبا وال الستعان...
بعد انتهاء العيد وعودة الناس لعمالم
قدمت للرياض لقابلة المي ممد مرة أخرى..
أتيت لصاحبنا القدم فتكرم مشكورا ببعثي فورا للمراسم لتسجيلي..
دخلت على المي ووقفت أمامه وقلت له بالرف الواحد:
ياأبا نايف إن عاجز عنم الكلم..
لح الشاب المي ف عين الزن وف نبة صوت اليأس فأمسك بيدي وقبضها !!
وأخذ يقرأ ف الطاب الكتوب ..ث نظر إل وقال:
وينم تريد تروح ؟؟
قلت لهلي وعملي..
قال أينم؟؟
312
ومنها الدارة العامة للجوازات..
ووضعت رقم هاتفي بعد أن حددت مشكلت بشكل عام دون تفاصيل..
أقفلت جهازي ونت!!..
وكان الوقت ضحى..
ل شك أنن كنت قلقا ...وتوقعت أن ل يؤذن ظهر ذلك اليوم حت
تيط بنزلنا قوات الشرط و الباحث كما ييط السور بالعصم...
استيقظت منم النوم فوجدت رقم هاتف غريب ..على جوال!!..
اتصلت عليه فرد علي صوت أجش ..
قال هل أنت فلن؟؟
خفت وهأمت أن أغلق السماعة ،قلت :نعم منم يبغاه؟؟
قال أنا منم سكان الدينة وذكر اسه وقبيلته..
أخذ يدعو ل بالفرج ول ينس الدعاء على منم ظلمن..
وأبدى استعداده لدمت وماطبة السئولي ...ال
شكرته وأثنيت على موقفه وطلبت منه أن يتقب ول يستعجل شيء..
أقفلت السماعة بعد انتهاء الادثة..
انتظرت للعصر فلم يتصل أحد..
انتظرت اليوم الول و الثان و الثالث حت نسي الوضوع!!...
حينها حكمت على الفكرة بالفشل على ضوء ما حدث..
أما التجاوب ف موقع الساحات فكان متواضعا بل شبه معدوم..
وحسب علمي فإنه ل يسبق أن تعود الخوة على مثل هذه الواضيع الشخصية..
فقضايا الصال العام لا جهورها العريض...
بينما القضايا الشخصية تعن صاحبها أول وآخرا...
بعثت عددا منم البقيات ،حوال ست برقيات..
ول يتجاوب معي أحد..
والظاهر أن السبب هو غموض القضية وعدم وضوح معالها !!
مسكي وال منم ل حيلة له مثلي..
ل ير علي ف حيات أبدا ضيق وحرج كما حال ف تلك اليام...
313
شعرت بآلم مرض النقرس الت عادت ل بعد غياب طويل..
راجعت الستشفيات وأشغلت بنفسي..
قال ل الطبيب :الكلى لديك فيها ضعف ف نشاطاتا..
وأنت قاب قوسي أو أدن منم الفشل الكلوي..
إنا ل وإنا إليه راجعون..
طيب مالذي سأفعله؟؟
ف خضم هذه الشاكل ...
حدثت الفاجعة الكبى...
والصاعقة القاتلة لا تبقى ف منم رمق حياة وأمل!!..
دعون أروي القصة كاملة..
حصل أن طلبت منم والدي أن يهبن عقارا لكي أرهنه فأحصل على سيولة مالية..
وقد دخلت ف مشروع إعلمي ..أعتبه قفزة ف دنيا العلم السلمي لو ت!!!..
وافق الوالد مشكورا على ذلك ..
وف اليوم الثالث منم ذي الجة ..
اجتمعت بالوالد أنا وكل العائلة ..
سوى منم سافر لاليزيا للسياحة ..قبل عدة أيام...
كانت الوالدة وأخت الكبى أم شهد وأنا نتناقش مع الوالد حول موضوع الرهنم..
وحول الشاريع الت دخلتها ..
ل شك أن الوالد سيقلق علي منم غوائل الزمان وما أكثرها..
أذكر جيدا جلسة الوالد ذلك اليوم ..
كانت اللسة حيمية وعاطفية للغاية ..
وأذكر أن آخر كلمة قلتها له ) إذا ت الوضوع فأنت والدي ولو رفضت فأنت والدي(
ل يكنم الوالد راغبا ف سفر الوالدة للباحة برفقت للقيام بتقييم قيمة الرض..
ولكنم بعد إلاح وترج وافق على ذلك بشرط أن نرجع للبيت ..قبل ظهر اليوم التال..
نزلت لبيت ف الدور الول وأحضرت إحدى الكاميات الديدة لشروعي القادم..
عرضتها عليه فحرك رأسه سرورا با يرى..
جلست الوالدة أمامه بعد أن لبست عبايتها وخارها ..
314
ووضعت يديها على ركبت والدي ..
ل اذكر أبدا أنن شاهدت الوالدة تفعل ذلك منم قبل..
داعبت ليته بيدها وقالت له :أتأذن ل حقا بالذهاب؟؟
وال ما ذهبت وأنت متكدر وغي راض إل كان ذهاب مشقة وعنتا ..أو نو هذا الكلم..
كانت تلك هي نظرة الوداع..الخية ..
كانت آخر ابتسامة وآخرة نظرة بي الثني..
ودعت الوالد وانصرفت عنه ..
إنن أكتب هذه العبارات وكأن أنظر لكل شيء أمامي..
نزلت للسيارة ..
وانتظرت الوالدة ..فلم تتأخر ..
وتوجهنا صوب مدينة الباحة ..
كان ذلك قبل صلة الغرب بنصف ساعة..
عزمنا على تأخي الصلة للعشاء جع تأخي..
الوالدة حفظها ال امرأة خسينية ذربة اللسان..
تطوف بك ف السواليف والكايات شرقا وغربا..
وبا أننا ذاهبون لتقييم العقار فكان الديث عنم الرث الذي ورثه ...
والدي منم جدت مناسبا ..
حدثتن والدت عنم مرض جدت أم الوالد الت توفيت فيه وأنا عمري ثلثة شهور..
حيث اتصلت العمة بوالدي الذي كان مديرا لدرسة ف الطائف..
ويسكنم ف داخل هذه الدرسة حينها هو وعائلته!!
ول تستغربوا أيها القراء الكرام فهذه حقيقة..
وقد أخبتن الوالدة بأنن ولدت بذه الدرسة..
حينما بلغ الوالد برض الده توجه فورا لدينة الباحة لقرية اسها الكرا..
وتقع شال شرق الباحة على يسار الذاهب لطار الباحة القليمي..
عرف الوالد بصعوبة وضع أمه ..
فقرر نقلها لستشفى اللك فيصل ف الطائف ..
كانت ف شبه غيبوبة وتأن تت ثقل الرض ..
315
وصلوا للطائف برفقة أمه وأخته الشقيقة وكانت أمي بانتظارهم بالطائف..
حينما استيقظت الدة منم غيبوبتها ..
سألت عنم والدي !!
فجاء منم فوره..
قالت اته الن ياولدي للباحة وأحضر صكوك العقارات !!
وأصرت وألت بأن ينطلق منم فوره !!..
فقد كانت تشى أن تسرق أو أن تؤخذ منم البيت بغي علم أب..
كانت الدة امرأة حازمة ووالدي ل يعصي لا أمرا أبدا..
توجه الوالد للباحة وأحضر ما طلبته أمه ووصل ف الليل متأخرا متعبا..
حينما عاد أعدت الوالدة الشاي للوالد ليتنشط به منم السفر..
ولكنم حارس العنب طلب منم الوالد الروج لنتهاء فتة الزيارة ..
بقيت الوالدة مع الدة وكنت أنا ثالثهما أما رابعنا فهو ضيف كري!!..
إنه ملك الوت عليه السلم!!
طلبت الدة منم أمي أن تفرق لا شعرها فرقتي وتدهنم رأسها..
لنا تشعر بصداع شديد وما كانت تعلم بأن ذلك منم عوارض الوت..
تددت جدت واتكأت بظهرها على أمي وأخذت أمي تشطها..
صمتت جدت برهة منم الزمان ،وسقطت يداها على الرض..
صاحت با الوالدة ..يافلنه يافلنه..
ل ترد عليها..
وفجأة فتحت الدة عينيها و قالت جدت بعد أن مدت يديها كأنا ترى أحدا..
تعال يابن تعال ياصال..تعال ياحبيب!!
وصال هذا أحد أبناءها الذينم توفو ف عمر السبع سنوات تقريبا..
ث رفعت اصبعها وهزته برفق تريد التشهد ،وتشهدت ث فاضت روحها..
هذا ملخص ما حدثتن به الوالدة ..
وأما والدي فإنه حي مغادرت مع الوالدة للباحة ..
خرج بعدنا بدقائق وتوجه مع أخت الصغية رباب..
تدثن رباب تقول:
316
كان الوالد يازحها ويضاحكها طوال الطريق ..
وكنت أريد أحدثه ف أمور كثية تعنين..
ولكنن حينما رأيته مسرورا يزح كرهت أن أبدل مزاجه الطيب..
ل تكنم تعلم السكينة سر هذا الزاج الطيب !!..
حينما وصل لبل الدى توقف والدي ف الصندقة العدة للصلة الت ف أعلى البل ..
وتأكد منم مصلى النساء فنزل للصلة ..
وقال لا :صلي الغرب والعشاء فربا ل نعيش يابنت!!!
سبحان ال !! هل يعلم اليت بدنو أجله..
هل يبلغ بشيء ال أعلم..
غي أن ل حظت ف والدي إقبال على العبادة ف الشهور الخية با ل عهد ل به..
وتقول أخت وهي رفيقته ف عدة سفرات :
ل تكنم عادته أن يمع الصلة ف السفر..
بل كان يرص أن يصلي كل صلة لوقتها ف السجد أينما وجد...
يدثن شخص زارن للعزاء يقول:
قبل أسبوعي هرب شخص منم الشقق الفروشة التابعة لوالدكم ..
ول يدفع أجرة الشقق...
فقلت له يابو ممد عندك رقم جوال الرجل اتصل عليه وبلغ عنه الشرطة..
قال الوالد ل ،دعه فسوف استجعها منه يوم الدينم فأنا سأحتاجها قريبا!!..
قرأت ف كتاب التذكرة للقرطب ،عنم أثر أن ال تعال إذا أراد بعبده خيا وكل له
ملك ينشطه للطاعة قبل موته ث يقبضه على الطاعة ..وال أعلم.
كان الوالد مع كب سنه يسرع ف قيادة السيارة..
فلقد انطلق بسرعة تفوق الائة وستي ف الطريق السريع بي الطائف ومكة..
وفجأة ظهرت له سيارة ف وسط الط شبه متوقفة..
ويظهر أنا خرجت منم فرجة وسط الطريق...
وقد أنكر ضابط الرور ذلك ..ولكنم أخت أكدته وشاهدت السيارة..
على كل حصل أن تنبه الوالد لتلك السيارة ..
فأدار القود للجهة اليمن لتنحرف الركبة بسرعة قاطعة الطريق منم طرفيه...
317
حينها صرخت الفتاة وسقطت ف تويف السيارة أسفل القاعد..
وهي منم نوع الفرت الدفع الرباعي...
تشاغل الوالد بابنته فقد أيقنم بالكارثة ..
جذبا نوه وضمها لصدره وارتى عليها ..ليحميها..
سقطت السيارة ف الوادي وتقلبت أربع قلبات أو أكثر..
تزقت السيارة فصارت شذر مذر..
وضرب سقفها الديدي منم جهة الخت على رأس الوالد ..
كانت الضربة تلك هي القاتلة ..
أما أخت ففقدت الوعي ..ول تشعر سوى أنا ببطنم الوادي فوق شجرة طلح..
على بعد يتجاوز المسي متا تقريبا ..حيث نفحتها قوة استدارة السيارة ف الواء..
وحصل ما حصل ما ذكرته سابقا ...وال الستعان..
كانت تلك الحداث الؤلة تدور رحاها ف طريق الطائف مكة..
وأنا والوالدة نتحدث عنم الوالد وأمه !!...وبره با وكيفية موتا..
تصادف عجيب !!! ..
تزاحم الناس كالعادة على مكان الادث..
جاء ضابط شهم منم قبيلة عتيبة ...
ومنع التطفلي منم الوصول للفتاة ..حيث ل تعلم بوت الوالد ..حينها..
قال أحد العسكر هل اليت يقرب للفتاة ؟؟
فصاحت البنت وولولت..
فقال لا الضابط :ليس أبوك يا أخت إنه الشخص ف السيارة الثانية..
والدك نقلناه للمستشفى وستلحقينه قريبا ..
لقد قام هذا الشاب النبيل بمع كل ما تناثر منم نقود وذهب ومستندات ..
لكثر منم ساعتي منم بعد الادث..
وسلمها كما هي ل بغي نقصان ..بعد عدة أيام فجزاه ال خيا..
حي وصول لدينة الباحة ...أدركت العشاء ف السجد..
وبعد الصلة توجهت للسوق لشراء هدايا للقارب..
وحينها اتصل علي ابنم العمة!!!...
318
كنت فرحا باتصاله على غي عادته !!
قال ل أينم أنت ؟
قلت له الن وصلت للباحة..
قال والدك أصيب بادث وأختك بي وهو بي ويب عليك الضور!!
ل أسع مثل هذه العبارة منم قبل !! أو أن عقلي منم هول كلمه ل يدركها!!..
طلبته يكرر ما قاله كأنن أبله!!..
وحي أدركت معان عباراته قذفت با ف يدي منم حاجيات..
وحي رأيت الوالدة ف السيارة ..ترددت!!
وقفت أنظر إليها منم خلف السيارة!!
ماذا عسان أقول لا؟؟
ما هي العبارات الناسبة لوقف ميف كهذا!!؟؟
اقتبت منم النافذة واننيت كالسكي حينما ينكسر للسؤال...
ونظرت ف عينيها وقلت لا بصوت خافت وهادئ..
يامه أب صار عليه حادث لزم نرجع للطائف !!
ايش؟ ما فهمت ايش تقول!! تتعتعت قليل ث تاسكت وقالت:
كيف أبوك ياولدي؟؟ ووينه؟؟ وأختك؟؟ عشرات العبارات انطلقت منها..
قلت لا ل أدري خلينا نرجع ونشوف...
استدرت بالسيارة فورا لرحلة العودة..
لنم يعرف طريق النوب ف الليل فهو خطي للغاية ومليء بالدواب..
ومع ذلك فقد أسرعت بشكل جنون للق بأب ممد..
وما كنت أدري حينها أن البيب قد وضع رحاله ف دار غي دارنا وال الستعان..
خلل الطريق ل تتوقف التصالت بين وبي إخوت..
فلقد خرجت العائلة عنم بكرة أبيها حبا لذا الرجل ..
ول يكنم يعلم أحد بوفاته قبل وصولنا..
اتصلت ف الطريق على جيع مستشفيات مكة العروفة ل ..
رابن ..إفادة المرض بنقل الوالد لستشفى الششه وأخت لستشفى النور!!..
لاذا فرقوهأا؟؟ قالوا لعدم وجود أسرة بسبب الج!!..
319
كانت بعض التصالت منم القارب مزعجة..
حيث ل يراعي البعض مشاعر النسان وهو يقود ف طرق خطرة..
ولكنم ال سلم..
أمرتن الوالدة بالتوجه لستشفى الششه فقد كان الم بالوالد أكب!!
ومنم ذا يعز عليها أكثر منم أب ممد!!
ولكنم أخي الكبي حي علم بوجهت وقد علم بوت الوالد حينه
خاطبن بنبة عادية ول يظهر عليها الزن ..بالتوجه لستشفى النور..
كان الواحد منهم يلوا بالمي فيفرغ كل ما ف جعبته منم مشاكل دون ترج ورهبه ..
خرجوا جيعا منم عنده وقد حلت مشاكلهم وطويت صحفهم وهكذا الكمة فلتكنم..
لقد انتشرت قصص ومواقف المي ممد مع هؤلء ف النتديات والواقع ..
إن هذا السلوب الريء ومنم رجل أمنم بل هو الرجل الثالث ف المنم ف كل البلد..
هو بلسم شاف على قلوب كثي منم الشباب الت عصفت بم العواطف..
إنم ف حاجة للقلب الان ولليد الناعمة لتمسح رؤوسهم وترجعهم
برفق ولي لادة الق والصواب..
فهم وال قريبون ،وهينون ،وغالبهم جاهل ضعيف الجة ..
334
ولكنم غيته وحرمانه منم يوجهه أضله عنم السبيل..
لقد كان لذه القابلت أثر هائل ف نفوس كثي منم شبابنا الذينم..انرفوا عنم الادة ..
فكانت سببا لعودتم للحق ،والتزامهم بالنهج السوي..
إن المي ممد بنم نايف قد أقفل بذا السلوب الكيم ..
أبوابا للفتنة والشر ل يعلم مداه إل رب العالي..
وما ضره ذلك !!
ما ضره مقابلة هؤلء الفتية ..فهم ف مقام الخوة والبناء..
إن السياسة الصادقة والبنية على الشفقة والرحة بالمة ..
هي قانون مستنبط منم هدى رسل ال عليهم السلم ومنهم رسولنا ممد صلى ال
عليه وسلم ..كما قال تعال) لقد جاءكم رسول منم أنفسكم حريص عليه ما عنتم
بالؤمني رءوف رحيم(...
بينما ننم نتحدث ..أنا وصاحب ..
وف حوال الساعة التاسعة وربعا دخل علينا المي ممد ..
ل يكنم وجهه غريبا ..
فقد كان لقاءنا الثالث ولكنم هذا الرة ليس أحد سوانا!!..
خرج السائق وبقيت أمام المي لوحدي..
وقفت ف مكان على استحياء منه..
فسلم وصافح برارة ..
قال ل هل أنت فلن ؟؟
قلت نعم أنا هو..
قال أهل وسهل فيك ...
ال يلك يوي ما قلته ف !!..
لقد فشلت واستحييت منم كلمه ..فأردت أن أستوضح القصود..
قلت له مكنيا :
يا أبا نايف وهل قلت فيك مكروها؟؟
قال :أل تقل عن كذا وكذا ؟؟
قلت له حاشاك وال ...فا أنا ل أقصد ما ذكرت ..
335
ويبدوا أن المر نقل إليك على غي حقيقته..
هل قرأت كلمي الذي كتبته أيها المي..؟؟
قال :لقد مررت عليه سريعا ..فقد كنت مشغول بؤتر الرهاب ..
قلت له :إن الكلم اللي نقل لكم أيها المي قد وضع ف غي سياقه..
ولو نقل لكم بنصه غي مبتور لوضح لكم العن..
تفرجت أساريره رضى با قلت ..ث قال:
ولكنم ما علينا :أنا قد أحللتك سواء بنظرك أنت أسأت أو ل تسيء !!
تدثنا ف أمور تفصيلية ل يصلح الديث عنها ..
لكنن كنت استمع للفاظ المي وكلماته وأنظر ف تقاسيم وجهه ..
فأعرف صدق مشاعره وطيبته ..
كنت أحيانا أقاطعه ف كلمه ..
ل يتبم منم جرأت وهذه عادت للسف..
كان يضع يده على يدي ليهدين حي يرغب ف استكمال شيء بدءه..
هذه اللمسات البسيطة...
أكبها ف المي ممد..
أكبها وأذكرها منم حسناته ..
فقد عهدنا منم أمثاله شأنا متلفا ..
ولو قال قائل ينبغي للمي أن يتعامل بأسلوب أشد مع الناس..
لا لمه أحد ..فهو رجل أمنم ..ول بد لنم يثل المنم أن يهاب..
أخذت منم المي عفوا شامل عما صار ..
وأمر بصرف جواز سفر ل ...ومنح أهلي وأبنائي تصحيحا قانونيا لوضعهم..
وهكذا انتهت منت ف لظات كما بدأت ف لظات وال الستعان..
تلكن الفرح ..
المد ل ث المد ل ..
أمسكت بيد المي وضممته كما يضم الولد أباه..
آه لو كان والدي معي ف تلك الساعة ..تذكرته وال ..
خرجت منم عند المي فرحا مسرورا..
336
لول الياء منه لصرخت !!..
سجدت ل تعال على فضله وتوفيقه..
اتصلت بأهلي أم معاذ وبشرتا بالفرج..
ف اليوم الخر نزلت هذا القال ..ف موقع الساحات السياسية..
ياقوم اذهبوا إل ممد بنم نايف فهو يعطي عطاء منم ل يشى الفقر!!!
نعم كان هذا هو عنوان القال !!!..
وقبل أسبوع كان العنوان ..
ياممد ابنم نايف اسجن أو اجعن بأهلي وأبنائي!!!..
فرق بي العنواني كما بي السماء والرض ..
وبينهما كانت معاناة تعلمها أيها القارئ الكري منم هذه السطر..
قلت فيها وأقول ...
اللهم لك المد حدا كثيا طيبا مباركا فيه ..اللهم لك المد عدد مثاقيل البال
اللهم لك المد عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك..
أيها الخوة الكرام..
والدموع تل عيون ..
والقلب ينبض فرحا وشكرا وسرورا..
قد فرج ال الغمة ..
ورفع ال الكربة..
ترددت ف الكتابة ف الوضوع..
حت ينقضي المر كله ..ولكنم..
ل أطق صبا ..ول تذق عين النوم حت أشكر المي الفال..
أفلح وجهك ياممد بنم نايف ..
صبحك ال ومساك بكل عافية وصحة وقوة ف الي..
ساه بعضكم ذئب الداخلية..
وأنا أسيه أبو الميع ...
أخو الميع..
صديق الميع..
337
ل تروع بك مؤمنة يا أبا نايف..
لقد دعان الكري
ابنم الكري..
ابنم الكرام..
بكتبه ..ل
ببيته ..ل
بقصره ...ل
باله ..ل وال..
باهه ..بنفوذه ..بسلطته ..ل وال
هل أرسل ل جيشا ياصرن ..ل وال ..
هل بعث منم يضرن بالقوة..
هل هددن..
هل توعدن ..ل
دعان بسماحته..
بقلبه..
ببشاشته..
بطيبه..
بنقاء معدنه..
بسمو نفسه ..
بسنم استقباله..
بنانه..
برقته..
برحته ..وصفحه وجوده..
كل ذلك منم فضل ال تعال عليه..
أرسل ل لدخل بيته العامر..
ويدثن كما يدث الب ابنه..
استفتح كلمه بكلمة واحدة خارت لا قواي ..
338
وندمت على ما قلت فيه..
روح ال يلك فيما قلته ف!!..
وزاد أن منحن الواز ..وإحضار الهل والبناء ضيوفا لبلدهم..
دفء صدرك ياأبا نايف ذكرن بدفء صدر رجل يرقد ف اللحود..
آه يا أبا نايف ..لو كان ابو ممد حيا ..
آه يا أبا نايف لو كا أبو ممد يرجع لدقيقة واحدة فقط ..
أحكي له ما فعلت ب يابنم الماد..
لذرفت دموعه فرحا با فعلت..
وال لقال ل بيض ال وجهه ...
وكثر ال أمثاله...
وزاده ال منم فضله..
وأصلح ال عياله..
وثقل ال ميزانه..
ويسر ال له أمره..
وأعلى ال ف الخرة ذكره..
ومل ال قلبه نورا..
وبارك له ف رزقه..
وأحسنم له عاقبته..
وشد ال بالصالي أمره..
ولكنم هيهات ..هيهات ..يا أبا نايف
فقد انقضى الجل ..وقال الليل..
ل يستقدمون ول يستأخرون ساعة..
لكنم أعاهدك يا أبا نايف..
أعاهدك أمام ال وأمام خلقه..
أن أدعو لك بالسحر..
أنا ومنم فرجت ل وله الكربة..
وأمرت بقدومهم ... ..إل آخر القال..
339
لقد كان مقال متلئا بالشاعر الياشة ..
ول عجب فقد كتبته بعد القابلة ..
فقد شعرت أنن جرحت المي بقال السابق..
فأردت أن أطيب خاطره وأشعره بصدق كلمي نوه..
ف اليوم التال اتصلت على أحد مستشاريه ..
وطلبت منه أن يطلع على القال ..وطلبت منه أن يطلع المي عليه..
قال إن المي مشغول ..بالؤتر..
أصررت عليه واستحلفته على ذلك..
اتصل علي ف الساء وقال ل ..لقد قرأ المي القال وفرح به وسر
340