You are on page 1of 3

‫‪ -‬بلماضي الحاضر المستقبل ‪:‬‬

‫‪ -‬الفيلسوف الذي استدل على المنطق بالحقيقة ‪.‬‬

‫حكمة؛ أي‬ ‫‪ -‬أصل كلمة فلسفة هو اختصار لكلمتتين يونانبيتين‪ ،‬هما‪ :‬فيلو‪ ،‬وتعني‪ :‬ححبب‪ ،‬وسوفيا‪ :‬تعني ال ح‬
‫حكمة فكان ان جمع جمال بلماضي بين حب المهنة و حكمة القائد‬ ‫إبن معنى الفلسفة هو حح بب ال ح‬
‫فاستحق لقب الفيلسوف الذي قاد به كتيبة المحاربين الى تتويج تاريخي صحيح مليح بدون‬
‫هزيمة جلب به الفرحة الى شعب متعطش للبهجة و النجازات خصوصا في ظل التطورات التي‬
‫تعرفها الجزائر المتطلعة الى غد افضل في كل المجالت ‪ .‬ومن باب اعطاء كل ذي حق حقه كان‬
‫لي فكرة الجتهاد في اظهار ما يتميز به هذا المدرب من خصال انسانية وعملية سيكون بامكاننا‬
‫ان نستلهم منها اشياء تقودنا الى النجاح كل في مجال عمله ‪.‬‬
‫‪ -‬كاريزما بلماضي ‪: bemadi's charisma‬‬
‫‪ -‬من يعرف بلماضي عن قرب يشهد له على طيبة قلبه و حسن تواصله بالخرين و تواضعه مع‬
‫الجميع لكنه في نفس الوقت يصير كالوحش في مجال عمله و يعزل طيبته جانبا و يظهر صرامة‬
‫و تقيدا عاليا بالنضباط سواء فيما تعلق بوقت الحضور الى العمل او تنفيذ المهام من الطواقم‬
‫الفنية الطبية و الدارية او اللعبين يستمد ذلك من قوة شخصيته و ثقته بنفسه منذ كان لعبا و‬
‫هو شخص صدامي ل يخش المواجهة لديه قدرة كبيرة على التخطيط للوصول لهدافه ‪.‬‬
‫‪ -‬تسيير المجموعة ‪: Group management‬‬
‫‪ -‬تسيير المجموعة ‪ Group management‬هو وحدة دراسة قائمة بحد ذاتها تدرس في مجال‬
‫التدريب الرياضي و بلماضي يلتقي مع زين الدين زيدان الذي درس التسيير الرياضي ‪Sports‬‬
‫‪ Management‬لمدة سنة كاملة في المعهد العالي لتكنولوجيا الرياضة في مونبيلي الفرنسية‬
‫في هذه النقطة ‪ .‬بلماضي اكتسب ذلك من خلل عمله في قطر مع نادي الدحيل و المنتخبين‬
‫القطريين الول و الولمبي و الذي نال معهما لقبين‪ .‬ساعده ذلك في تعلم كيفية تسيير المجموعة‬
‫خاصة خلل الدورات المغلقة ‪ .‬التسيير هنا يتطلب فهم نفسية اللعبين الداريين الجمهور‬
‫الصحافة و كل المحيط الذي يعمل فيه الهدف منه هو تقليل الضغط و العراقيل التي بامكانها ان‬
‫تفسد كل شيء حتى و ان جاءت من طرف واحد ‪ .‬مثال على ذلك طيلة شهرين من تجمع‬
‫اللعبين مع بعضهم البعض لم نسمع و لو بمناوشة كلمية حدثت بينهم و هو ما يبين خصال‬
‫الرجل الذي عرف كيف يمتص محيطة بذكاء و جعل الكل يعملون تحت امرته برضى و قابلية ‪.‬‬
‫كما برز ذلك بشكل ذكي حين اقنع بلماضي اشباله بالسفر الى قطر و التدرب و اللعب في درجة‬
‫حرارة وصلت الى ‪ 50‬مع رطوبة عالية و هو يدرك تماما ان ما قام به سيعود بالنفع غلى‬
‫مجموعته حين يسافر الى القاهرة اين ستكون الحرارة اخف حينها سيكون بامكان المحاربين‬
‫التاقلم معها بشكل افضل و هذا ما كان ينقصهم في السابق حيث كانوا يحضرون في ظروف‬
‫بعيدة تماما عن الظروف الحقيقية للمنافسة‪.‬‬
‫‪ -‬فن التصال ‪: Art of communication‬‬
‫‪ -‬ان من الهمية بمكان الهتمام بالتصال في التدريب الرياضي خصوصا في المستوى العالي اين يواجه‬
‫المدرب ضغوطا داخلية وخارجية ‪ .‬التصال يقوم على ثلثة عناصر مرسل متلقي و مادة الرسال‬
‫او الرسالة فان تمكن المدرب من اختيار مادة الرسال المناسبة و عرف عقلية وذهنية المتلقي‬
‫وفق الى الوصول الى هدفه من هذه العملية ‪ .‬بلماضي وصل الى مراده مع لعبيه و محيطه‬
‫حيث يدرك طريقة تفكيرهم و ما هي ردود افعالهم فاختار مادة اتصال تقوم على الخوة و‬
‫الحترام والصرامة في نفس الوقت معادلة لن تنجح ال في ظل العدل الذي طبقه بلماضي على‬
‫الجميع فادركوا انهم امام رجل لديه شخصية عملية معملية تزينها اخلق الرجال التي ل تبخس‬
‫الناس حقوقهم ‪.‬‬
‫‪ -‬غير انه فيما تعلق باتصاله بالصحافة فاتسم طريقته بشيء من الحدة التي كانت في محلها احيانا و‬
‫تعدت حدود الردود المقبولة في احيان اخرى كان يهدف من خلل ذلك امتصاص الضغط ورفعه‬
‫عن لعبيه و حماية محيط عمله من المشوشين سواء كانوا من الصحافة المحلية او الجنبية الى‬
‫درجة ان بعضهم اتهمه بحدة الطباع و العدائية ‪.‬‬
‫‪ -‬الجانب التكتيكي ‪: tactical side‬‬
‫‪ -‬الهتمام بالتحليل ‪: interest in analysis‬‬
‫‪ -‬كما قلتها سابقا كرة القدم اصبحت علوما دقيقة سوى ان الغير دقيق فيها هي النتيجة ‪ .‬الكرة الحديثة‬
‫اصبحت ل غنى لها عن الجبر و الهندسة و الفزياء ‪ ...‬الخ ‪ .‬التحليل بكرة القدم اصبح يعتمد‬
‫على هذه العناصر ‪ .‬المدرب لبد له من التحليل سواء كان قبل المباراة اثناءها و بعدها لما فيه‬
‫من فائدة عظيمة في استقراء طريقة لعب المنافسين و معرفة نقاط قوتهم و ضعفهم و كذا معرفة‬
‫نفس الشيء بالنسبة لفريقه و كما هو معلوم ان التحليل ينقسم الى قسمين ‪ :‬تحليل ترميزي‬
‫‪ Coding analysis‬الذي يعتمد على الحصائيات و الرقام و تحليل تشريحي ‪Detailed‬‬
‫‪ analysis‬يعتمد على تحليل الوضعيات التكتيكية بالفيديو و دراستها بتأني ليقاف خطر‬
‫المنافس و ضربه في مناطق ضعفه و في نفس الوقت معالجة اخطاء الفريق و تنبيه اللعبين‬
‫لصلحها ‪ .‬وهذا بالضبط ما كان يقوم به بلماضي رفقة طاقمه حيث كان يهتم بتفاصيل التفاصيل‬
‫‪ .‬و ظهر ذلك جليا في المنافسة الفريقية من خلل القراءة الصحيحة الدقيقة في جميع المباريات‬
‫التي خاضها بدون هزيمة ‪.‬‬
‫‪ -‬االدمج بين الساليب ‪: Combine styles‬‬
‫‪ -‬بكرة القدم هناك اسلوبان اسلوب استباقي ‪ proactive style‬وي اسلوب تفاعلي‬
‫‪ interactive style‬فالسلوب الول يقوم على المبادرة الى الهجوم و الستحواذ‬
‫‪possession‬على الكرة والسيطرة على المنافس واعتمد الضغط و الضغط المعاكس‬
‫‪ pressing - counter pressing‬لسترجاع الكرة في اسرع وقت وابقاء اللعب دائما في‬
‫منطقة المنافس ‪ .‬و اما الثاني فيقوم على رد الفعل ‪ reaction‬اي التكتل ‪compactness‬‬
‫و اللعب الدفاعي و انتظار اخطاء المنافس و اللعب على المرتدات ‪ counter attacks‬و‬
‫بلماضي مزج بين السلوبين خلل المنافسة ‪ .‬لكن الشيء المثير للهتمام و الذي يدعو لحترام‬
‫هذا المدرب هو المزج بين السلوبين في مباراة واحدة و هذا شيء صعب بكرة القدم ‪ .‬حيث ان‬
‫اتخاذ نهج معين واحد خلل المباراة يتطلب اليات تحتاج الى وقت حيث انها تبدا ببطأ في بداية‬
‫المباراة الى ان تصل الى الذروة في وسط المباراة او نهايتها ‪ .‬غير ان المحاربين تمكنوا من‬
‫ذلك بجدارة و سمح لهم بالتحكم في وتيرة اللعب ‪ control pace of play td‬في كل‬
‫المباريات تقريبا بالشكل الذي يريدونه و هو ما اضر باساليب المنافسين وجعلهم يبدون عاجزين‬
‫عن فهم بلماضي و طريقته في ادارة المباريات و دقائقها التي سيرها بدقة ‪.‬‬
‫‪ -‬نقطة نظام ‪: rule point‬‬
‫‪ -‬كل ما تكلمت عنه سابقا بخصوص بلماضي و مميزاته و اسهبت في ذكر محاسنه و هو يستحق ذلك‬
‫كيف ل و هو الذي انتشل منتخبا كان الى وقت قريب " منكوبا " و جعله متربعا على عرش‬
‫افريقيا " الصعبة " بتضاريسها مناخها سياستها و كواليسها ‪ .‬كل ذلك كان سيسقط في الماء لو‬
‫ل ردة فعل المحاربين الذين استجابوا للمدرب ولم يخذلوه و كانوا عند حسن ظنه و قاتلوا من‬
‫اجل هدف اقنعهم هو به كما قاتلوا من اجل حلم شعبهم الذي كان يتوق لنيل لقب كهذا يبعث امل‬
‫بناء جزائر جديدة في كل المجالت تؤمن بالكفاءة المثابرة و الخلص ل ثم الوطن ‪.‬‬

‫‪ -‬ملحظة ‪:‬‬
‫‪ -‬المانة الدبية تقتضي نقل المقالت بأسماء أصحابها تقديرا لمجهودهم المبذول و تبرئة للذمة من‬
‫الستيلء على افكار و مثابرة الخرين ‪.‬‬

‫‪ -‬بقلم ‪ :‬داود ميلح‬

You might also like