‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬

‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬

‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬
‫ُﻋــدت اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ‪ -‬اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ رﺑطــت اﻟﺑﻠــدﯾن ﻣــن ﺑــﯾن أﻫــم ﻣﺣــددات اﻟــﺳﯾﺎﺳﺔ‬
‫اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ ﻟﻠﯾﺑﯾـﺎ ﺑﻌـد اﻟﺣـرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾـﺔ‪ ،‬وﻛـﺎن ﻟﻠـﻧﻬﺞ اﻟـذي ﺗﺑﻧﺗــﻪ اﻟـﺳﻠطﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣـﺔ ﻓـﻲ ﻟﯾﺑﯾـﺎ ﻓــﻲ‬
‫ﻋﻘــد اﻟﺧﻣــﺳﯾﻧﯾﺎت وأﻏﻠــب ﺳــﻧوات ﻋﻘــد اﻟــﺳﺗﯾﻧﯾﺎت دو اًر ﻣﻣﯾ ـ اًز ﻓــﻲ ﺗطورﻫــﺎ ﻓــﻲ ﺷ ـﺗﻰ اﻟﻣﺟــﺎﻻت ﻣﻣــﺎ‬
‫ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎﻋدة ﻣﻬﻣﺔ ﻟﻠوﺟود اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ َﯾﺿﺎﻫﻲ ﻗﺎﻋدة اﻟﺳوﯾس ﻓﻲ ﻣﺻر‪.‬‬
‫إن اﻟﻣﺗﺗﺑﻊ ﻟﻠـﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ ﻟﻠﯾﺑﯾـﺎ ﺗﺟـﺎﻩ ﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺎ ﯾﻠﻣـس ﺗﺣـوﻻً ﻓـﻲ ﺟواﻧـب ﺗﻠـك اﻟﻌﻼﻗـﺎت‪ ،‬إذ‬
‫اﻧﻘــﺳﻣت ﺗﻠــك اﻟﺟواﻧــب ﻋﻠــﻰ ﻣﺣــورﯾن ﻣــؤﺛرﯾن ﻓــﻲ ﻣــرﺣﻠﺗﯾن ﻣــن ﻧظــﺎم اﻟﺣﻛــم ﻓــﻲ ﻟﯾﺑﯾــﺎ‪ ،‬ﻓﻘ ـد ﺷــﻬدت‬
‫اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﺗواﻓﻘﺎً ﺑﯾن اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن واﻧﺳﺟﺎﻣﺎً واﺿﺣﺎً ﻣﻣﺎ ﺟﻌـل ﻟﻠﯾﺑﯾـﺎ ﻣوﻗﻌـﺎً ﻣﻬﻣـﺎً وﻣﻣﯾـ ًزا‪ ،‬إذ ﺑـرزت‬
‫ﺷﺧـﺻﯾﺎت ﻟﯾﺑﯾـﺔ طـورت اﻟﻌﻼﻗـﺎت ﺑــﯾن اﻟﺟـﺎﻧﺑﯾن‪ ،‬وﺟﻌﻠـت ﻣـن ﻟﯾﺑﯾــﺎ ﺑﻠـداً ﯾﺗﻣﺗـﻊ ﺑﻣﻘوﻣـﺎت اﻗﺗــﺻﺎدﯾﺔ‪،‬‬
‫وﻣوﻗﻌﺎً ﻋﺳﻛرﯾﺎً ﺗﺗﻧـﺎﻓس ﻋﻠﯾـﻪ أﻏﻠـب اﻟﻘـوى اﻟﻌظﻣـﻰ ﺑﻬـدف ﺑﻧـﺎء أواﺻـر ﻣﺗﻣﯾـزة ﻓـﻲ إطـﺎر اﻟﻌﻼﻗـﺎت‬
‫اﻟﺛﻧﺎﺋﯾــﺔ‪ ،‬وﺗﻧﻣﯾــﺔ اﻟﻣــﺻﺎﻟﺢ اﻹﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗــﺿﻣن ﻟــﺑﻌض اﻷط ـراف اﻟﻣﺗــﺻﺎرﻋﺔ ﻧﻔــوذاً وﺗﻔوﻗــﺎ ﻋــﺳﻛرﯾﺎً‬
‫ﻓﻲ ﻣدة ﻏﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺳﺎﺑﻘﺎً واﺿﺣﺎً أدى إﻟﻰ ظﻬور أﺣﻼف وﻣﻌﺎﻫدات دﻓﺎع ﻣﺷﺗرك‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻣرﺣﻠـﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾـﺔ ﻓﻬـﻲ ﻣرﺣﻠـﺔ اﻹطـﺎر اﻟﻌـﺎم ﻟﻠﻌﻼﻗـﺎت اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺔ‪ -‬اﻟﻠﯾﺑﯾـﺔ‪ ،‬واﻟﺗـﻲ ﺗﻣﯾـزت ﺑﻧـوع‬
‫ﻣـن اﻟﺗﺧــﺑط ورﺑﻣـﺎ ﺑﺎﻟﻌداﺋﯾــﺔ‪ ،‬ﻟـﯾس ﻟوﺟــود ﺟﻬـل ﻓــﻲ اﻷﺳـﻠوب اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳــﻲ ٕواﻧﻣـﺎ ﺗﻧــﺎﻣﻲ وﻏﻠﺑـﺔ اﻟﺗﻔــرد‬
‫اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻓﻲ اﺗﺧـﺎذ اﻟﻘـ اررات اﻟﻣﺗـﺳرﻋﺔ اﻟﺗـﻲ أﺛـرت ﺑﺗـداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟوﺿـﻊ اﻟﻌـﺎم ﻓـﻲ ﻟﯾﺑﯾـﺎ وأﻓـرزت‬
‫ﻧوﻋــﺎً ﺟدﯾــداً ﻣــن إدارة اﻟدوﻟــﺔ واﻟﺗــﻲ اﻧﺗﻬﺟــت ﻣــﺷروﻋﺎً ﻓردﯾـ ًـﺎ ﻣﺗﺧــذا ﻣــن ﺑﻌــض اﻷﺣــداث اﻹﻗﻠﯾﻣﯾــﺔ‬
‫واﻟدوﻟﯾ ــﺔ ﺳـ ــﺑﺑﺎً ﻓ ــﻲ زج ﻟﻠﯾﺑﯾـ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﻣﻌﺗـ ــرك ﻧﻣ ــو اﻟﻣﻌﺎرﺿـ ــﺔ اﻟداﺧﻠﯾ ــﺔ‪ ،‬واﺗﺧﺎذﻫـ ــﺎ ﻣ ــن ﺑﻌـ ــض اﻟـ ــدول‬
‫اﻟدﯾﻣﻘراطﯾـ ــﺔ وأﺑرزﻫـ ــﺎ ﺑرﯾطﺎﻧﯾـ ــﺎ ﻣﻧطﻠﻘـ ــﺎً ﻟﺗواﺟـ ــدﻫﺎ ﻓـ ــﻲ ﺗﻠـ ــك اﻟـ ــﺳﺟﺎﻻت اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳـ ــﯾﺔ اﻟﺗـ ــﻲ اﻧﻌﻛـ ــﺳت‬
‫ﺑﺄﺳﻠوب ﻋداﺋﻲ ﺗﺟﺎﻩ اﻟوﺟود اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﯾﺑﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟـرﻏم ﻣـن ﺗﻣﺗـﻊ اﻟﺟـﺎﻧﺑﯾن ﺑﻌﻼﻗـﺎت ذات ﻋﻣـق‬
‫ﻋ ــﺳﻛري واﻗﺗ ــﺻﺎدي‪ ،‬إذ ﺷ ــﻛل اﻫﺗﻣ ــﺎم اﻟ ــﺷرﻛﺎت اﻟﻧﻔطﯾ ــﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺔ ﻣﺣ ــو اًر ﻣ ــن أﺳﺎﺳ ــﯾﺎً ﻓ ــﻲ ﺗﻠ ــك‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺎت‪ ،‬ﻏﯾر إن اﻟﺗﻔرد اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم اﻟذي ﺗﺑﻧـﺎﻩ اﻟـرﺋﯾس اﻟﻠﯾﺑـﻲ ﻣﻌﻣـر اﻟﻘـذاﻓﻲ ﺷـﻛل ﻋﺎﺋﻘـﺎً‬
‫أﻣ ــﺎم ﺗﻧﻣﯾ ــﺔ وﺗط ــور ﺗﻠ ــك اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت ﻣ ــﻊ ﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺎ وﺗوﺟﻬﻬ ــﺎ ﻧﺣ ــو اﻟ ــﺻدام اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳ ــﻲ ﺣﺗ ــﻰ ﺟ ــﺎءت‬
‫ﻗــﺿﯾﺔ اﻟــﺳﻔﺎرة اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻟﻧــدن ﻋــﺎم ‪١٩٨٤‬م‪ ،‬وﺳــﻘوط ﺑﻌــض اﻟــﺿﺣﺎﯾﺎ ﻟﯾﻌﻘــد اﻟﻣــﺷﻬد اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳــﻲ‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻣــن ﻣﺣﺎوﻟــﺔ اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ‪ ،‬ﺗﺣﺟــﯾم ﺗﻠــك اﻟﻘــﺿﯾﺔ ﻣــن أﺟــل ﻣــﺻﺎﻟﺣﻬﺎ اﻻﻗﺗــﺻﺎدﯾﺔ‬
‫وﻻﺳـﯾﻣﺎ اﻟﻧﻔطﯾــﺔ ﻓـﻲ ﻟﯾﺑﯾــﺎ‪ ،‬وﻣــن أﺟـل ﺗوﺿــﯾﺢ ﻣﺟرﯾــﺎت ﺗﻠـك اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺗﺎﺑﻌﻧــﺎ ﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﺑﺣــث ﺑــﺷﻛل‬

‫‪٢٤٩‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻣﻔــﺻل ﻟﻣ ارﺣــل ﺗﻠــك اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﻣــن ﺧــﻼل ﺗﻣﻬﯾــد ﺗــﺎرﯾﺧﻲ وﺻــوﻻً إﻟــﻰ ﺗــﺎرﯾﺦ اﻟﻣــدة اﻟﻣﻌﻧوﻧــﺔ واﻧﺗﻬــﺎءاً‬
‫ﺑﻘطﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﻠدﯾن‪.‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٦٩-١٩٤٤‬م‬
‫ﺗﺗوﺳــط ﻟﯾﺑﯾــﺎ اﻟــﺳﺎﺣل اﻟــﺷﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻘــﺎرة اﻷﻓرﯾﻘﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﺑﺣــر اﻟﻣﺗوﺳــط‪ ،‬وﺗــﺷرف ﻋﻠــﻰ اﻟﺣــوض‬
‫اﻷوﺳــط اﻟﺟﻧــوﺑﻲ ﻟﻬــذا اﻟﺑﺣــر ﻻﻣﺗــداد ﺳــﺎﺣﻠﻬﺎ اﻟــﺷﻣﺎﻟﻲ ﻟﻣــﺳﺎﻓﺔ ‪ ١٢٠٠‬ﻣﯾــل ﻋﻠﯾــﻪ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﺗﻌــد ﻟﯾﺑﯾــﺎ‬
‫ﻫﻣـزة اﻟوﺻــل ﺑــﯾن اﻟــﺷﻣﺎل اﻷﻓرﯾﻘــﻲ‪ ،‬وﻣــﺎ ﯾﺗــﺻل ﺑــﻪ ﻣــن طــرق ﻣواﺻــﻼت ﻣﺑﺎﺷ ـرة إﻟــﻰ آﺳــﯾﺎ‪ ،‬وﺑــﯾن‬
‫ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ وﺑﺎﻗﻲ اﻟﺷﺎطﺊ اﻹﻓرﯾﻘﻲ اﻟﻐرﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﯾط اﻷطﻠﺳﻲ)‪.(١‬‬
‫أﺳﻬﻣت ﻫذﻩ اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺑﺄن ﺗﺷﻛل ﻋﺎﻣﻼً ﻣﻬﻣﺎً ﻟﻸورﺑﯾﯾن ﻓـﻲ اﻟﺗوﺟـﻪ ﻧﺣـو ﻟﯾﺑﯾـﺎ‬
‫ﻋﺑر اﻟﻌﺻور‪ ،‬وﻟﻛﻧﻧﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺗﺣدث ﻋن ﻣرﺣﻠﺔ ﺣدﯾﺛـﺔ ﻓـﻲ ﺗﺎرﯾﺧﻬـﺎ‪ ،‬وﻻﺳـﯾﻣﺎ ﻣرﺣﻠـﺔ اﻟﻌﻘـود اﻷﺧﯾـرة‬
‫ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ‪ ،‬ﻓﻼﺑد أن ﻧذﻛر ﻋـﺎﻣﻼً ﺟدﯾـداً أﺿـﻔﻰ ﻋﻠﯾﻬـﺎ اﻟﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻷﻫﻣﯾـﺔ‪ ،‬إﻻ وﻫـو وﺟـود‬
‫اﻟـ ــﻧﻔط ﻓـ ــﻲ أ ارﺿـ ــﯾﻬﺎ)‪ ،(٢‬وﺗﺣوﻟﻬـ ــﺎ إﻟـ ــﻰ ﻣـ ــﺻدر ﻣﻬـ ــم ﻣـ ــن ﻣـ ــﺻﺎدر إﻧﺗﺎﺟـ ــﻪ‪ ،‬ﻣﻣـ ــﺎ زاد ﻣـ ــن أﻫﻣﯾﺗﻬـ ــﺎ‬
‫اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ‪ ،‬وﻻﺳﯾﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻗرﯾﺑﺔ ﻣن أوروﺑﺎ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ)‪.(٣‬‬
‫)‪(٤‬‬
‫إﻟـﻰ ﺑرﻗـﺔ‪،‬‬ ‫ﺑدأت ﻓﻛرة اﻟﺗﺣﺎﻟف ﺑﯾن ﻟﯾﺑﯾﺎ وﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ أﺛر ﻋـودة اﻟﻣﻠـك إدرﯾـس اﻟـﺳﻧوﺳﻲ‬
‫ﻓــﻲ ﺗﻣ ـوز ‪١٩٤٤‬م‪ ،‬ﻓــﻲ أﻋﻘــﺎب ﻫزﯾﻣــﺔ ﻗ ـوات اﻟﻣﺣــور‪ ،‬وﺗطﻬﯾــر ﻟﯾﺑﯾــﺎ ﻣــن اﻟﻘ ـوات اﻟﻔﺎﺷــﯾﺔ‪ٕ ،‬واﻋــﻼن‬
‫ﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺎ أن ﺑرﻗ ــﺔ ﻟ ــن ﺗﻌ ــود إﻟ ــﻰ اﻟﺣﻛ ــم اﻹﯾط ــﺎﻟﻲ ﻣـ ـرة ﺛﺎﻧﯾ ــﺔ‪ ،‬ﻣﻘﺎﺑ ــل اﻟﻣ ــﺳﺎﻋدة اﻟﺗ ــﻲ ﻗ ــدﻣﻬﺎ اﻟﻣﻠ ــك‬
‫إدرﯾــس اﻟــﺳﻧوﺳﻲ ﻟﻘــﺿﯾﺔ اﻟﺣﻠﻔــﺎء)‪ ،(٥‬وﺑﻣــﺎ أن ﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺎ ﻛﺎﻧــت ﺗﺧطــط ﻟﻌﻘــد ﻣﻌﺎﻫــدة ﺛﻧﺎﺋﯾــﺔ ﻣــﻊ ﻟﯾﺑﯾــﺎ‪،‬‬
‫ﻓﻘد ﺳﻌت إﻟﻰ ذﻟك ﻗﺑل ﻧﻘل اﻟﺳﻠطﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ‪ ،‬وﻋرﺿـت ﺗﻘـدﯾم ﺿـﻣﺎﻧﺔ إﺳـﺗرﻟﯾﻧﯾﺔ‬
‫ﻟﻺﺻ ــدار اﻷول ﻣ ــن اﻟﻧﻘ ــد اﻟﻠﯾﺑ ــﻲ‪ٕ ،‬وادﺧ ــﺎل ﻟﯾﺑﯾ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﻣﻧطﻘ ــﺔ اﻹﺳ ــﺗرﻟﯾﻧﻲ‪ ،‬وﻛ ــذﻟك ﺗﻌﻬ ــدت اﻟﺧزﯾﻧ ــﺔ‬
‫اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ‪ ،‬ﻣﻘﺎﺑــل وﺿــﻊ رﻗﺎﺑــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﯾزاﻧﯾــﺔ‪ ،‬وﻣواﻓﻘــﺔ اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ وﺟــود ﻣوظــف ﺑرﯾطــﺎﻧﻲ‬
‫ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺷؤون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ وﺑﺎﻟﻔﻌل وﻗﻌـت اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾـﺔ اﻟﻣؤﻗﺗـﺔ‬
‫ﺑرﺋﺎﺳ ــﺔ ﻣﺣﻣ ــود اﻟﻣﻧﺗ ــﺻر)‪ ،(٦‬ﻣ ــﻊ اﻟﺣﻛوﻣ ــﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺔ‪ ،‬اﻻﺗﻔﺎﻗﯾ ــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ اﻟﻣؤﻗﺗ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ــﻲ ‪ ١٣‬ﻛ ــﺎﻧون‬
‫اﻷول ‪١٩٥١‬م‪ ،‬ﻋﻠــﻰ أن ﯾــﺳري ﻣﻔﻌوﻟﻬــﺎ ﺣﺗــﻰ ‪ ٣١‬آذار‪١٩٥٢‬م)‪ ،(٧‬وﻓــﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾــﺔ ﻧﺟﺣــت ﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻣﻌﺎﻫدة ﻣﻊ ﻟﯾﺑﯾﺎ‪ ،‬ﻓﻲ ‪ ٢٩‬ﺗﻣوز ‪١٩٥٣‬م‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﻛوﻧت ﻣـن ﺳـﺑﻊ ﻣـواد واﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻋـﺳﻛرﯾﺔ‬
‫ﻣؤﻟﻔــﺔ ﻣــن )‪ (٣٥‬ﻣــﺎدة وﺛﻼﺛــﺔ ﻣﻼﺣــق‪ ،‬واﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ ﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻣﻛوﻧــﺔ ﻣــن ﺧﻣــس ﻣ ـواد‪ ،‬ﻋﻠــﻰ ان ﺗﻛــون ﻣــدة‬

‫‪٢٥٠‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻫ ــدة ﻋ ــﺷرون ﻋﺎﻣ ـ ًـﺎ‪ ،‬وﻛﺎﻧ ــت ﺑﻧودﻫ ــﺎ ﻛﻠﻬ ــﺎ ﺗ ــﺿﻊ ﻟﯾﺑﯾ ــﺎ داﺧ ــل داﺋـ ـرة اﻟﻧﻔ ــوذ اﻟﺑرﯾط ــﺎﻧﻲ ﺑ ــﺷﻛل‬
‫ﻛﺑﯾر)‪.(٨‬‬
‫ﺳﺎرت اﻟﻌﻼﻗـﺎت اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺔ– اﻟﻠﯾﺑﯾـﺔ ﺑـﺷﻛل ﺟﯾـد‪ ،‬إﻻ إن اﻷﻣـور ﺗﻐﯾـرت ﻓـﻲ ﻋـﺎم ‪١٩٥٦‬م‪ ،‬إذ‬
‫ﺑ ــدا واﺿ ــﺣﺎً أن اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺔ‪ -‬اﻟﻠﯾﺑﯾ ــﺔ ﺑ ــدأت ﺑ ــﺎﻟﺗراﺟﻊ ﻓ ــﻲ أﻋﻘ ــﺎب ﻣ ــﺷﺎرﻛﺔ ﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺎ ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﻌدوان اﻟﺛﻼﺛﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺻر ﻓﻲ ‪ ٢٩‬ﺗـﺷرﯾن اﻷول ‪١٩٥٦‬م)‪ ،(٩‬اﻷﻣـر اﻟـذي اﻧﻌﻛـس ﻋﻠـﻰ اﻟﻌﻼﻗـﺎت‬
‫ـدﯾدا‪ ،‬ﻣــن ﺧــﻼل ظﻬــور ﻓﻛ ـرة ﺗﻌــدﯾل اﻟﻣﻌﺎﻫــدة اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ ‪ -‬اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ‬
‫اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ ‪ -‬اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ اﻧﻌﻛﺎﺳــﺎً ﺷـ ً‬
‫ﻟﻛن ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﺣﺎوﻟت إﻗﻧﺎع اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾـﺔ ﺑﺎﻻﺳـﺗﻣرار ﺑﺗﻧﻔﯾـذ ﺑﻧـود اﻟﻣﻌﺎﻫـدة‪ ،‬إذ ﺗـم إﺟـراء ﻣﺑﺎﺣﺛـﺎت‬
‫ﺑــﯾن اﻟﺟــﺎﻧﺑﯾن ﻋﻧــدﻣﺎ ﻗــﺎم ﺳــﻠوﯾن ﻟوﯾــد "‪ ،(١٠)"Selwyn George‬وزﯾــر اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ اﻟﺑرﯾطــﺎﻧﻲ ﺑزﯾــﺎرة‬
‫طراﺑﻠس ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻋﺎم ‪١٩٥٦‬م‪ ،‬وﻧﺟﺢ ﻓﻲ إﻗﻧﺎع اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾـﺔ ﺑﺎﺳـﺗﻣرار اﻟﻌﻼﻗـﺎت وﺗﻌزﯾزﻫـﺎ ﻣـن‬
‫ﺧــﻼل زﯾــﺎدة اﻟﻣﻌوﻧــﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ ﻟﻠﯾﺑﯾــﺎ إﻟــﻰ ﻧــﺻف ﻣﻠﯾــون ﺟﻧﯾــﻪ إﺳــﺗرﻟﯾﻧﻲ)‪ ،(١١‬ﺛــم ﻗــدم دﻋــوة ﻟ ـرﺋﯾس‬
‫اﻟ ــوزراء اﻟﻠﯾﺑ ــﻲ ﻣ ــﺻطﻔﻰ ﺑ ــن ﺣﻠ ــﯾم)‪ ،(١٢‬ﻟزﯾ ــﺎرة ﻟﻧ ــدن ﻻﺳ ــﺗﻛﻣﺎل اﻟﺗرﺗﯾﺑ ــﺎت اﻹﺿ ــﺎﻓﯾﺔ وذﻟ ــك ﻣ ــﺎ ﺗ ــم‬
‫)‪(١٣‬‬
‫ﻓــﻲ ‪١٨‬‬ ‫ـﺳﺎﺣﻠﻲ‬
‫ﺑﺎﻟﻔﻌـل‪ ،‬إذ ﻗـﺎم اﻷﺧﯾـر ﺑزﯾـﺎرة ﻟﻧــدن ﺑرﻓﻘـﺔ وزﯾـر اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ اﻟﻠﯾﺑــﻲ ﻋﻠـﻲ ﺳـﻠﯾﻣﺎن اﻟ ّ‬
‫ﺣزﯾـران ﻋــﺎم‪١٩٥٦‬م‪ ،‬وأﺟــرى ﻣﺑﺎﺣﺛــﺎت ﻣــﻊ اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ‪ ،‬أﺳــﻔرت ﻋــن اﺗﻔــﺎق اﻟﺟﺎﻧﺑــﺎن ﻋﻠــﻰ‬
‫زﯾ ــﺎدة ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﻌوﻧ ــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾـ ــﺔ وﺗزوﯾ ــد اﻟﺟـ ــﯾش اﻟﻠﯾﺑ ــﻲ ﺑﺎﻷﺳـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻼزﻣ ــﺔ‪ ،‬ﻟﺗطـ ــوﯾر ﺳ ــﻼﺣﻲ اﻟطﯾ ـ ـران‬
‫واﻟﺑﺣرﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ)‪.(١٤‬‬
‫ﻟم ﺗﺳﺗﻣر ﺗﻠك اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ طـوﯾﻼً ﻓﻘـد ﺟـرت ﻣﺑﺎﺣﺛـﺎت ﻓـﻲ ﻣطﻠـﻊ ﻋـﺎم ‪١٩٥٧‬م‪ ،‬ﺑـﯾن وﻓـد و ازرة‬
‫)‪(١٥‬‬
‫اﻟ ــذي وﺻ ــل طـ ـراﺑﻠس ﻓ ــﻲ ‪ ١٣‬ﻛ ــﺎﻧون اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ ‪١٩٥٧‬م‪ ،‬وﻣ ــﻊ وﻓ ــد رﻓﯾ ــﻊ‬ ‫اﻟﺧﺎرﺟﯾ ــﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺔ‬
‫اﻟﻣــﺳﺗوى ﻣــن اﻟﺟﺎﻧــب اﻟﻠﯾﺑــﻲ وﺧﻠــص اﻻﺟﺗﻣــﺎع ﻋﻠــﻰ ﻣواﻓﻘــﺔ اﻟوﻓــد اﻟﺑرﯾطــﺎﻧﻲ ﻋﻠــﻰ طﻠــب اﻟﺟﺎﻧــب‬
‫اﻟﻠﯾﺑــﻲ‪ ،‬واﻟــذي ﯾﺗــﺿﻣن ﺗﺧﻔــﯾض ﻋــدد اﻟﻘـوات اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ اﻟﻣوﺟــودة ﻓــﻲ ﻟﯾﺑﯾــﺎ‪ ،‬ﻣــن ﻋــﺷرﯾن أﻟــف إﻟــﻰ‬
‫ﻋﺷرة آﻻف)‪ ،(١٦‬وﻓﻲ ‪ ١٥‬آذار ‪١٩٥٧‬م‪ ،‬وﺻل إﻟﻰ ﻟﯾﺑﯾﺎ وﻓـد أﻣرﯾﻛـﻲ رﻓﯾـﻊ اﻟﻣـﺳﺗوى ﺑرﺋﺎﺳـﺔ ﻧﺎﺋـب‬
‫اﻟرﺋﯾس رﯾﺗﺷﺎرد ﻧﯾﻛﺳون "‪ ،(١٧)"Richard Nixon‬وأﺟرى ﻣﺑﺎﺣﺛـﺎت ﻣـﻊ رﺋـﯾس اﻟـوزراء اﻟﻠﯾﺑـﻲ اﻟـذي‬
‫ﻗــﺎل "إﻧﻧــﺎ ﻣﻘﺗﻧﻌــون إن ﻫــذا اﻟﻣــﺷروع ﯾﻬــدف إﻟــﻰ ﻣــﺳﺎﻋدﺗﻧﺎ وﺗﺣﻘﯾــق اﺳــﺗﻘﻼﻟﻧﺎ ‪ ...‬إﻧﻧــﺎ ﻣﺛــل اﻟــﺷﻌب‬
‫اﻷﻣرﯾﻛ ــﻲ ﻧ ــرﻓض اﻟ ــﺷﯾوﻋﯾﺔ‪ ،(١٨)"...‬وﻓ ــﻲ أﻋﻘ ــﺎب ﺗﻠ ــك اﻟزﯾ ــﺎرة ﻗ ــدﻣت اﻟﺣﻛوﻣ ــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾ ــﺔ طﻠﺑ ــﺎً إﻟ ــﻰ‬
‫‪"Dwight‬‬ ‫‪D.‬‬ ‫اﻟﺣﻛوﻣ ــﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾ ــﺔ ﻟﻠ ــدﺧول ﻓ ــﻲ ﻣ ــﺿﺎﻣﯾن ﻣﺑ ــدأ اﻟـ ـرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛ ــﻲ إﯾزﻧﻬ ــﺎور‬
‫"‪ ،(١٩ ) Eisenhower‬وﻓﻲ ﻋﺎم ‪١٩٥٩‬م‪ ،‬أﺟرت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة اﻷﻣرﯾﻛﯾـﺔ‪ ،‬ﻣﺑﺎﺣﺛـﺎت ﻣﻬﻣـﺔ ﺑﻣـﺎ‬

‫‪٢٥١‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﯾﺧــص اﻷوﺿــﺎع ﻓــﻲ ﻟﯾﺑﯾــﺎ‪ ،‬وﺿــرورة اﺳــﺗﻘرارﻫﺎ ﻣــﻊ وﻓــد ﺑرﯾطــﺎﻧﻲ ﺑرﺋﺎﺳــﺔ رﺋــﯾس اﻟــوزراء اﻟﺑرﯾطــﺎﻧﻲ‬
‫ﻫﺎروﻟد ﻣﺎﻛﻣﯾﻼن "‪.(٢٠)"Harold Macmillan‬‬
‫اﻣﺗﻧــﻊ اﻟﻣﻠ ـك إدرﯾــس اﻟــﺳﻧوﺳﻲ ﻋــن ﺣــﺿور ﻣــؤﺗﻣر اﻟﻘﻣــﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ اﻟﻣﻧﻌﻘــد ﺑﺟــدة ﻓــﻲ ﻛــﺎﻧون‬
‫اﻟﺛـﺎﻧﻲ ﻋــﺎم ‪١٩٦٤‬م‪ ،‬ﻋﻠــﻰ اﻟـرﻏم ﻣــن ﺗوﺟﯾــﻪ اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﻣــﺻرﯾﺔ اﻟــدﻋوة ﻟــﻪ ﻟﻠﻣــﺷﺎرﻛﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣــؤﺗﻣر‪،‬‬
‫واﻟﺗــﻲ ﻛــﺎن ﻣــن أﺑــرز ﻣﺣﺎورﻫــﺎ ﺗــﺻﻔﯾﺔ اﻟﻘواﻋــد اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ واﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣﻧطﻘــﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ وﻻﺳــﯾﻣﺎ‬
‫)‪(٢١‬‬
‫إﻟــﻰ ﺿ ــرورة‬ ‫ﻓــﻲ ﻟﯾﺑﯾــﺎ‪ ،‬وﻓ ــﻲ ‪ ٢٢‬ﺷــﺑﺎط ‪١٩٦٤‬م‪ ،‬دﻋ ــﺎ اﻟ ـرﺋﯾس اﻟﻣــﺻري ﺟﻣ ــﺎل ﻋﺑــد اﻟﻧﺎﺻ ــر‬
‫ﺗــﺻﻔﯾﺔ اﻟﻘواﻋــد اﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻟﯾﺑﯾــﺎ وﻋــدﻫﺎ اﻟــﺳﺑب اﻟــذي ﯾــرﺟﺢ ﻛﻔ ــﺔ )إﺳـــراﺋﯾل( ﻓــﻲ اﻟﻧ ـزاع اﻟﻌرﺑ ــﻲ‬
‫اﻟـﺻﻬﯾوﻧﻲ وﻓـﻲ آذار ‪١٩٦٥‬م أﻋﻠـن رﺋـﯾس اﻟـوزراء اﻟﻠﯾﺑـﻲ ﺣـﺳﯾن ﻣـﺎزق)‪ ،(٢٢‬ﺑـدء ﻣﺑﺎﺣﺛـﺎت ﻟﯾﺑﯾـﺔ ‪-‬‬
‫ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻹﺧﻼء اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻟﯾﺑﯾﺎ)‪.(٢٣‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ‪ -‬اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٠-١٩٧٠‬م‬

‫ﻛﺎن ﻟﺣرب ‪ ٥‬ﺣزﯾران ‪١٩٦٧‬م) ‪ ،(٢٤‬اﻷﺛر اﻟﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣـﺳﺗوى اﻟـﺷﻌﺑﻲ واﻟرﺳـﻣﻲ اﻟﻠﯾﺑـﻲ‪ ،‬إذ‬
‫ـﺣﺎ‪ ،‬إذ ﺧرﺟـت ﺗظـﺎﻫرات ﺷـﻌﺑﯾﺔ ﻓـﻲ ﻟﯾﺑﯾـﺎ ﺗطﺎﻟـب ﺑﺎﻟﻣـﺷﺎرﻛﺔ‬
‫ﺷﻛل ﻣوﻗف اﻟﺷﻌب اﻟﻠﯾﺑﻲ ﻋـﺎﻣﻼً واﺿ ً‬
‫ﺑﺎﻟﺣرب وﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺟﯾوش اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي دﻓـﻊ اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾـﺔ ﺑـﺎﻟرد ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﺑـﺎﻟﻘوة‪ ،‬ﻓﺗوﻟـد ﻟـدى‬
‫اﻟﺟﻣــﺎﻫﯾر اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ ﺷ ــﻌور ﻋــﺎرم ﺑــﺿرورة ﻣﻬﺎﺟﻣ ــﺔ اﻟﻘواﻋــد اﻟﻌــﺳﻛرﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾ ــﺔ رداً ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﻗدﻣﺗ ــﻪ‬
‫اﻟوﻻﯾـﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ ﻣــن ﻣــﺳﺎﻋدات ﻟـ ـ)إﺳـراﺋﯾل( ﻓــﻲ ﺗﻠــك اﻟﺣــرب‪ ،‬ﻛــل ﺗﻠــك اﻟﻣﺗﻐﯾـرات‪ ،‬أﻟﻘــت‬
‫)‪(٢٥‬‬
‫اﻟﺗــﻲ ﺷــﻬدت ﺳــﻧوات ﺣﻛﻣﻬــﺎ اﻷﺧﯾ ـرة ﺻ ـراﻋﺎت طﺎﺣﻧــﺔ ﺑــﯾن‬ ‫ﺑﺛﻘﻠﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻛﺎﻫــل اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ‬
‫اﻟﻘـ ـوات اﻟﻣ ــﺳﻠﺣﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾ ــﺔ وظﻬ ــور ﻣ ارﻛ ــز ﻗ ــوة داﺧ ــل اﻟﺗ ــﺷﻛﯾﻼت اﻟﻌ ــﺳﻛرﯾﺔ اﻷﻣ ــر اﻟ ــذي أﺳ ــﻬم ﻓ ــﻲ‬
‫إﺿﻌﺎف اﻟﺟﯾش واﻧﻘﺳﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔـﺳﻪ أﻣـﺎ اﻟﻣﻠـك ﻓﻘـد ﻛـﺎن ﻓـﻲ ﻣرﻫﻘـﺎ وﻛﺛﯾـ اًر ﻣـﺎ ﺣـﺎول ﺗﻘـدﯾم اﺳـﺗﻘﺎﻟﺗﻪ‬
‫واﻟﺗــﻲ ﻛــﺎن آﺧرﻫــﺎ ﻓــﻲ ﺷــﻬر أب ﻋــﺎم ‪١٩٦٩‬م‪ ،‬اﻷﻣــر اﻟــذي أﺣــدث ﺗراﺟﻌــﺎً ﺳﯾﺎﺳــﯾﺎً ﻓــﻲ اﻟــﺑﻼد ﻣﻣــﺎ‬
‫ﺳــﻬل ﻓــﻲ ظﻬــور ﺗﻧظﯾﻣــﺎت ﺳ ـرﯾﺔ وﻋﻠﻧﯾــﺔ دﻋــت إﻟــﻰ اﻻﻧﻘــﻼب ﻋﻠــﻰ ﺣﻛﻣــﻪ وﻣﻠــﺊ ذﻟــك اﻟﻔ ـراغ)‪،(٢٦‬‬
‫)‪(٢٧‬‬
‫اﻟــذي أﺧــذ ﯾﻌــد ﻧﻔــﺳﻪ‬ ‫وﻟﻌــل ﻣــن أﺑــرز ﺗﻠــك اﻟﺗﻧظﯾﻣــﺎت ﻫــو ﺗﻧظــﯾم اﻟــﺿﺑﺎط اﻟوﺣــدوﯾون اﻷﺣ ـرار‬
‫ﻟﻠﻘﯾـﺎم ﺑﺛــورة ﺿــد اﻟﺣﻛـم اﻟﻣﻠﻛــﻲ ﻷﻧــﻪ ﻛــﺎن ﯾـرى أن اﻟﺗــدﺧل اﻟﻌــﺳﻛري ﻫــو اﻟﺣـل اﻟوﺣﯾــد ﻹﻧﻘــﺎذ اﻟــﺑﻼد‬
‫ﻣﻣﺎ ﻓﯾﻪ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻣت اﻟﺛور ﺑﻘﯾﺎدة ﻣﻌﻣر اﻟﻘذاﻓﻲ)‪.(٢٨‬‬
‫ﻛــﺎن ﻗــﺎدة اﻟﺛــورة اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ ﯾﻘــدرون ﻣــدى ﺧطــورة ﺑﻘــﺎء اﻟﻘواﻋــد اﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ أ ارﺿــﯾﻬم‪ ،‬ﻷﻧﻬــﺎ ﻗــد‬
‫ﺗـﺳﺗﺧدم ﻹﻋـﺎدة اﻟﺣﻛـم اﻟﻣﻠﻛـﻲ‪ ،‬ﻓـﺿﻼً ﻋـن إﻧﻬـﺎ ﺗﻬـدد ﺣرﯾـﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾـﯾن‪ ،‬ﻟـذﻟك أﺑﻠـﻎ ﻣﻧـدوب ﻟﯾﺑﯾـﺎ اﻟـداﺋم‬

‫‪٢٥٢‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓــﻲ اﻷﻣ ــم اﻟﻣﺗﺣــدة ﻓ ــﻲ دورﺗﻬ ــﺎ اﻟﺧﺎﻣــﺳﺔ واﻟﻌ ــﺷرﯾن اﻟﻣﻧﻌﻘــدة ﺑﺗ ــﺎرﯾﺦ ‪ ٧‬ﺗ ــﺷرﯾن اﻷول ‪١٩٦٩‬م‪ ،‬أن‬
‫اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ ﻗــد ﻗــررت ﺗــﺻﻔﯾﺔ ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻘواﻋــد اﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺑﻼدﻫــﺎ وأﻧﻬــﺎ ﻟــن ﺗﻘــوم ﺑﺗﺟدﯾــد أي‬
‫ﻣﻌﺎﻫــدة أو اﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ ﺗﺧــص اﻟﻘواﻋــد اﻟﻌــﺳﻛرﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ اﻟﻣﺗواﺟــدة ﻓــﻲ ﻟﯾﺑﯾــﺎ)‪ ،(٢٩‬ﻟــذﻟك ﻋﻧــدﻣﺎ ﺑــدأت‬
‫اﻟﻣﻔﺎوﺿ ـ ــﺎت ﻓ ـ ــﻲ ‪ ٨‬ﻛ ـ ــﺎﻧون اﻷول ‪١٩٦٩‬م‪ ،‬اﻛﺗ ـ ــﺷﻔت ﺣﻛوﻣـ ـ ــﺔ اﻟﺟﻣﻬورﯾ ـ ــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـؤاﻣرة ﺿـ ـ ــد‬
‫ﻗﯾﺎدﺗﻬــﺎ)‪ ،(٣٠‬وﻗــد اﺗــﺿﺢ ﺑﻌــد ذﻟــك أن ﺧطــط اﻻﻧﻘــﻼب ﻗــد أﻗــرت ﻣــن ﻗﺑــل اﻟــدول اﻟﻐرﺑﯾــﺔ وﺑــﺎﻷﺧص‬
‫)ﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺎ( ﻷن اﻟﻣﺗــﺂﻣرﯾن أرادوا ﺑﻘــﺎء اﻟﻘواﻋــد اﻟﻌــﺳﻛرﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻟﯾﺑﯾــﺎ‪ ،‬ﻟــذﻟك اﺗﻬﻣــت اﻟﺣﻛوﻣــﺔ‬
‫اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺂﻣرون ﺑﺄﻧﻬم أرادوا ﺗﻌﻘﯾد ﻣﺷروع اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺑدأ ﻣﻔﺎوﺿـﺎت ﺣـول ﺗـﺻﻔﯾﺔ اﻟﻘواﻋـد‬
‫اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أراﺿﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻗد ﻧﺟﺣت ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻧـدﻣﺎ ﺟـرت ﻣﺑﺎﺣﺛـﺎت ﻣـن ‪ ١٨‬إﻟـﻰ ‪ ٢٣‬ﻛـﺎﻧون اﻷول‬
‫‪١٩٦٩‬م ﻣــﻊ اﻟﺟﺎﻧــب اﻟﺑرﯾطــﺎﻧﻲ وﺗــم اﻟﺗوﻗﯾــﻊ ﻋﻠــﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ اﻟﺟــﻼء اﻟﺧﺎﺻــﺔ ﺑــﺎﻟﻘوات اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ ﻣــن‬
‫ﻗﺎﻋــدة طﺑــرق ﻋــﺎم ‪١٩٧٠‬م)‪ ،(٣١‬ﻛﻣــﺎ اﺻــدر ﻣﺟﻠــس ﻗﯾــﺎدة اﻟﺛــورة اﻟﻠﯾﺑــﻲ وﺣــﺳب اﻟﻘــﺎﻧون رﻗــم )‪(٧٤‬‬
‫ﻟﻌــﺎم ‪١٩٧١‬م‪ ،‬ﻗ ـ ار اًر ﻧــص ﻋﻠــﻰ إﻧــﺷﺎء ﺷــرﻛﺔ "اﻟﺑرﯾﻘــﺔ ﻟﺗــﺳوﯾق وﺗوزﯾــﻊ اﻟــﻧﻔط" وﻧﻘﻠــﻪ ﻓــﻲ أﯾــدي أول‬
‫ﺷرﻛﺔ ﻧﻔطﯾﺔ وطﻧﯾﺔ وﺑﻧﺳﺑﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ أي)‪.(٣٢)(%١٠٠‬‬
‫وﻋﻠــﻰ أﺛــر ﻓــﺷل ﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺎ ﻓــﻲ إﯾﻘــﺎف اﻻﺣــﺗﻼل اﻹﯾ ارﻧــﻲ ﻟﻠﺟــزر اﻹﻣﺎراﺗﯾــﺔ اﻟــﺛﻼث)‪ ،(٣٣‬ﻗﺎﻣــت‬
‫ﻟﯾﺑﯾﺎ ﺑﺈﺻدار ﻗﺎﻧون رﻗم )‪ (١٠٥‬ﻓﻲ ﻛﺎﻧون اﻷول ‪١٩٧١‬م‪ ،‬واﻟـذي ﻧـص ﻋﻠـﻰ إﻧـﺷﺎء اﻟﻣﻌﻬـد اﻟﻌـﺎﻟﻲ‬
‫ﻟﻠﻧﻔط ﻟﺗطوﯾر اﻟﻛوادر اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻻدارﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻧﻔط‪ ،‬وأﺻدر ﻣﺟﻠـس ﻗﯾـﺎدة اﻟﺛـورة اﻟﻠﯾﺑـﻲ‬
‫ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ‪ ٧‬ﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧون اﻷول ‪١٩٧١‬م‪ ،‬ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ار اًر ﺑﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻣﯾم اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﺷرﻛﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺔ )ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﯾﺗﯾش ﺑﺗروﻟﯾـ ـ ـ ـ ـ ــوم(‬
‫‪ ،(٣٤) British‬ﻟﯾــﺗم إﻧ ــﺷﺎء أول ﺷــرﻛﺔ وطﻧﯾ ــﺔ ﻟﻠﺑﺣــث واﻟﺗﻧﻘﯾ ــب ﻓــﻲ ﻟﯾﺑﯾ ــﺎ‬ ‫"‪Petroleum Bp‬‬
‫واﺳ ــﺗﺛﻣﺎر اﻟ ــﻧﻔط وﻫ ــﻲ "ﺷ ــرﻛﺔ اﻟﺧﻠ ــﯾﺞ اﻟﻌرﺑ ــﻲ")‪ ،(٣٥‬إﻻ إن ﺗﻠ ــك اﻹﺟـ ـراءات ﻟ ــم ﺗﻛ ــن ﻣﺣ ــل ﺗرﺣﯾ ــب‬
‫ﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺎ واﻟــدول اﻷورﺑﯾــﺔ‪ ،‬وﻛــﺎن أول ردة ﻓﻌــل ﻋﻠــﻰ ذﻟــك ﻫــو ﻓــرض ﺣــﺻﺎر ﻋﻠــﻰ اﻟــﻧﻔط اﻟﻠﯾﺑــﻲ ﻓــﻲ‬
‫اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﻣﺎ أﺳﻬم ﻓﻲ ﺗﺄﺟﯾﺞ اﻟﻣوﻗف ﺑﯾن ﻟﯾﺑﯾﺎ واﻟدول اﻷورﺑﯾﺔ)‪.(٣٦‬‬
‫ـﯾﺎ ﻓﻔ ــﻲ ﺷ ــﻬر ﻛ ــﺎﻧون أول ‪١٩٧٣‬م أﻋﻠﻧ ــت‬
‫ﻛﺎﻧــت ردة ﻓﻌ ــل اﻟﺣﻛوﻣ ــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾ ــﺔ إزاء ذﻟ ــك‪ ،‬ﻗﺎﺳـ ً‬
‫ﻟﯾﺑﯾ ــﺎ ﺗ ــﺄﻣﯾم أﺻ ــول )ﺷ ــرﻛﺔ ﻣﯾﺟ ــور ﻫﻧ ــت( "‪ "Major Hunt Company‬اﻟﻧﻔطﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ "ﺣﻘ ــل‬
‫اﻟــﺳرﯾر"‪ ،‬ﺛــم ﺗﺑﻌــﻪ ﻗ ـرار ﺗــﺄﻣﯾم )‪ ( %٥١‬ﻣــن أﺻــول ﻛــل اﻟــﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ اﻷﺧــرى اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ ﻓــﻲ‬
‫ﻣﺟــﺎل اﻟــﻧﻔط ﻓــﻲ ﻟﯾﺑﯾــﺎ)‪ ،(٣٧‬وﻗــد ﺷــﻛل ﻋــﺎم ‪١٩٧٣‬م‪ ،‬ﻋﺎﻣــﺎً ﻣــن اﻟــﺿﻐوطﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺧﻠﻠــت اﻟﻌﻼﻗــﺎت‬
‫اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾـﺔ‪ ،‬واﻟﺗـﻲ اﺗﺟﻬــت ﻧﺣـو اﻟﻘطﯾﻌـﺔ ﻓــﻲ أﺛـر اﻟﺗـداﻋﯾﺎت اﻟﺗــﻲ ﺷـﻬدﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧطﻘـﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ‬

‫‪٢٥٣‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓــﻲ اﻟﻌــﺎم ﻧﻔــﺳﻪ‪ ،‬إذ أدت ﻟﯾﺑﯾــﺎ دو اًر ﻣﻣﯾ ـ اًز ﻓــﻲ اﻟﺣــﺻﺎر اﻟﻧﻔطــﻲ اﻟــذي ﻓرﺿــﺗﻪ اﻟــدول اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟدول اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب ﺣرب ﺗﺷرﯾن ‪١٩٧٣‬م)‪.(٣٨‬‬
‫ﻟــم ﺗﺗوﻗــف ﺳﯾﺎﺳــﺔ ﺣﻛوﻣــﺔ اﻟ ـرﺋﯾس ﻣﻌﻣــر اﻟﻘــذاﻓﻲ‪ ،‬ﻣــن ﺳﯾﺎﺳــﺔ طــرد اﻟــﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ إذ‬
‫أﻗــدﻣت ﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪١٩٧٤‬م ﻋﻠــﻰ ﺗــﺄﻣﯾم ﺛــﻼث ﺷــرﻛﺎت أﻣرﯾﻛﯾــﺔ‪ ،‬وﺑﺣﻠــول ﻋــﺎم ‪١٩٧٥‬م ﻛﺎﻧــت أﺻــول‬
‫ﻣﻌظم اﻟﺷرﻛﺎت ﻗد أﻣﻣت ﺑﺎﻟﻛﺎﻣـل أو أن ﻣﻌظـم أﺻـوﻟﻬﺎ أﺻـﺑﺣت ﻣﻠﻛـﺎً ﻟﻠﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾـﺔ‪ ،‬وﻟﻌـل ﻣـن‬
‫أﺑرزﻫﺎ ﺷرﻛﺔ ﺑﻲ ﺑﻲ )‪.(٣٩)(Bp‬‬
‫ﺷــﻬدت ﻟﯾﺑﯾــﺎ ﺗﺣــوﻻً ﺟــذرﯾﺎً ﻓــﻲ ﺳﯾﺎﺳــﺗﻬﺎ اﻟﺗــﻲ ﻗﺎدﻫــﺎ اﻟـرﺋﯾس ﻣﻌﻣــر اﻟﻘــذاﻓﻲ‪ ،‬وﻓــﻲ ﻣطﻠــﻊ ﻋــﺎم‬
‫‪١٩٧٥‬م‪ ،‬ﺑــدأ ﯾــﺗﺣﻛم ﺑﻣﻘــدرات اﻟدوﻟــﺔ وﯾﻔــرض ﺳــﯾطرﺗﻪ اﻟــﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬــﺎ وﻓــﻲ ﻣطﻠــﻊ ﻋــﺎم ‪١٩٧٦‬م‪،‬‬
‫ﺑدأ اﻟﺗﺣول ﻓﻲ ﺷﻛل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ﻓﻘـد ﻟﺧـص ﻣﻌﻣـر اﻟﻘـذاﻓﻲ ﻓﻠـﺳﻔﺗﻪ اﻟـﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓـﻲ ﻛﺗﺎﺑـﻪ اﻟﻣﻌﻧـون‬
‫"اﻟﻛﺗـــﺎب اﻷﺧـــﺿر")‪ ،(٤٠‬وﻟﻌــل أﺑرزﻫ ــﺎ إن ﻛﺛﻔــت اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾ ــﺔ ﺟﻬودﻫــﺎ ﻟﺗﺟﻧﯾ ــد طﻠﺑــﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌ ــﺎت‬
‫واﻟﺛﺎﻧوﯾﺎت ﻋن طرﯾق اﺳﺗدراﺟﻬم ﻟﺣﺿور اﻟﻣﻌـﺳﻛرات واﻟﻣﻠﺗﻘﯾـﺎت اﻟـﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻌﻘﺎﺋدﯾـﺔ‪ ،‬وﻛـﺎن ﻧﺗﯾﺟـﺔ‬
‫ذﻟــك اﻧــﺿﻣﺎم آﻻف اﻟطﻠﺑــﺔ ﻟﻣﻌ ــﺳﻛرات ﺗدرﯾﺑﯾــﺔ وﺣــﺻوﻟﻬم ﻋﻠــﻰ ﺗ ــدرﯾﺑﺎت أﻣﻧﯾــﺔ وﻋــﺳﻛرﯾﺔ ﺧﺎﺻ ــﺔ‬
‫ﺗــﺿﻣن ﺗــدرﯾﺑﺎت ﻋﻣﻠﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ اﺳــﺗﻌﻣﺎل اﻟــﺳﻼح وطــرق اﻻﻋﺗﻘــﺎل واﻟﺗﺣﻘﯾــق واﻻﺳــﺗﺟواب واﻟﺗﻌــذﯾب‪،‬‬
‫ﻛل ﺗﻠك اﻷﻣور أﺳﻬﻣت ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓـﻲ ﻟﯾﺑﯾـﺎ‪ ،‬إذ أﻋﻠـن اﻟـرﺋﯾس ﻣﻌﻣـر اﻟﻘـذاﻓﻲ ﻓـﻲ ‪ ٢‬آذار‬
‫‪١٩٧٧‬م‪ ،‬اﺳ ــﺗﺑدال ﺗ ــﺳﻣﯾﺔ "اﻟﺟﻣﻬورﯾ ــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾ ــﺔ" إﻟ ــﻰ "اﻟﺟﻣﺎﻫﯾرﯾ ــﺔ اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾ ــﺔ اﻟ ــﺷﻌﺑﯾﺔ" وﺗﺣوﯾ ــل‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣن "اﻟﺟﻣﻬوري" إﻟﻰ اﻟﻧظﺎم "اﻟﺟﻣﺎﻫﯾري" ﻋـن طرﯾـق اﻟﻣـؤﺗﻣرات اﻟـﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻘـرر‬
‫واﻟﻠﺟﺎن اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻔذ‪ ،‬ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﺳﺗﺣواذ اﻟرﺋﯾس ﻣﻌﻣـر اﻟﻘـذاﻓﻲ ﻋﻠـﻰ اﻟـﺳﻠطﺔ ﺑوﺻـﻔﻪ ﻗﺎﺋـد‬
‫اﻟﺛورة)‪.(٤١‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣــث اﻟﺛﺎﻟــث‪ :‬اﻷزﻣــﺔ اﻟــﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ‪ -‬اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻋﻬــد ﻣﺎرﻏرﯾــت ﺗﺎﺗــﺷر‬
‫)‪(٤٢‬‬
‫‪١٩٨٦-١٩٨٠‬م‬ ‫"‪"Margaret Thatcher's‬‬
‫ﺗﻌرﺿـ ــت ﺳﯾﺎﺳـ ــﺔ اﻟﺣﻛوﻣـ ــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾـ ــﺔ إﻟـ ــﻰ اﻟﻧﻘـ ــد ﻣـ ــن اﻟﻣﺟﺗﻣـ ــﻊ اﻟـ ــدوﻟﻲ‪ ،‬وﻻﺳـ ــﯾﻣﺎ اﻟﺣﻛوﻣـ ــﺔ‬
‫اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺳــرﻋﺎن ﻣــﺎ ﺗــﺄﺛرت ﺑﺎﻟــﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻌداﺋﯾــﺔ ﻟﻠ ـرﺋﯾس ﻣﻌﻣــر اﻟﻘــذاﻓﻲ ﺗﺟــﺎﻩ ﺧــﺻوﻣﻪ ﺑﻌــد‬
‫ازدﯾـ ــﺎد اﻷﺧﯾـ ــر ﻣـ ــن ﺣﻣﻼﺗـ ــﻪ ﺿـ ــد ﻣﻌﺎرﺿـ ــﯾﻪ اﻟـ ــﺳﯾﺎﺳﯾﯾن ﻓـ ــﻲ اﻟﺧـ ــﺎرج‪ ،‬وﻻﺳـ ــﯾﻣﺎ ﻋﻠـ ــﻰ اﻷ ارﺿـ ــﻲ‬
‫اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ)‪ ،(٤٣‬ﻓﻔــﻲ ﺣزﯾـ ـران ‪١٩٨٠‬م ﺻــرح اﻟــﺳﻛرﺗﯾر اﻟﻌ ــﺎم اﻟﻣﻌﺗﻣــد ﻓــﻲ اﻟﻣﻛﺗ ــب اﻟــﺷﻌﺑﻲ اﻟﻠﯾﺑ ــﻲ‬
‫ﻣوﺳــﻰ ﻛوﺳــﺎ)‪ ،(٤٤‬ﻋﻼﻧﯾــﺔً إﻧــﻪ ﯾــدﻋم ﻗﺗــل اﻟﻣﻧــﺎوﺋﯾن ﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﻘــذاﻓﻲ ﻓــﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺎ‪ ،‬إﻻ أن اﻷﺧﯾ ـرة‬

‫‪٢٥٤‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻗﺎﻣت ﺑﺎﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﺻﺎرﻣﺔ ﺿـدﻩ‪ ،‬إذ طﻠﺑـت و ازرة اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺔ ﻣـن ﻣوﺳـﻰ ﻛوﺳـﺎ وﺛـﻼث‬
‫ﻟﯾﺑﯾﯾن ﻣﻐﺎدرة اﻷراﺿﻲ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻓو اًر)‪.(٤٥‬‬
‫ﺷــﻬدت اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ– اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ ﺷــﻬدت ﺗﺣــﺳﻧﺎً ﺧــﻼل اﻟــﺳﻧوات اﻟــﺛﻼث اﻟﻼﺣﻘــﺔ‪ ،‬إﻻ أن‬
‫اﻟﺗ ــوﺗر ﻋ ــﺎد ﻣـ ـرة أﺧ ــرى ﺑ ــﯾن ﻋ ــﺎﻣﻲ ‪١٩٨٤-١٩٨٣‬م‪ ،‬إذ ﺷ ــرﻋت اﻟﺣﻛوﻣ ــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾ ــﺔ ﺑﺣﻣﻠ ــﺔ ﺟدﯾ ــدة‬
‫ﻟﺗ ــﺻﻔﯾﺔ ﻣﻌﺎرﺿ ــﯾﻪ ﻓ ــﻲ اﻟﻣﻧﻔ ــﻰ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑ ــل ﻋـ ـزز اﻟﻣﻌﺎرﺿ ــون ﻟﻧظﺎﻣ ــﻪ ﻣ ــن دﻋﺎﯾ ــﺎﺗﻬم ﻓ ــﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺎ‬
‫واﻟﺷرق اﻷوﺳط واﻟﻌواﺻم اﻷورﺑﯾﺔ ﺿد ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻘذاﻓﻲ)‪.(٤٦‬‬
‫ﺷﻬدت اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳـﯾﺔ ﺑـﯾن اﻟﺟـﺎﻧﺑﯾن ﻧﻘطـﺔ ﺗﺣـول ﻛﺑﯾـرة ﻓـﻲ ﺷـﺑﺎط ‪١٩٨٤‬م‪ ،‬إذ أﻋﻠﻧـت‬
‫ﻣﺟﻣوﻋ ــﺔ ﻣ ــن اﻟطﻠﺑ ــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾ ــﯾن ﺗطﻠ ــق ﻋﻠ ــﻰ ﻧﻔ ــﺳﻬﺎ اﺳ ــم "اﻟﻠﺟ ــﺎن اﻟﺛورﯾ ــﺔ" )‪ ،(٤٧‬ﻋ ــن ﺳ ــﯾطرﺗﻬﺎ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫"اﻟﻣﻛﺗــب اﻟ ــﺷﻌﺑﻲ اﻟﻠﯾﺑــﻲ" ﻓ ــﻲ ﻟﻧــدن وﻣﻧ ــذ ذﻟ ــك اﻟﺗــﺎرﯾﺦ ﻟ ــم ﺗﻣــﻧﺢ ﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺎ أي ﻋــﺿو ﻣ ــن أﻋ ــﺿﺎء‬
‫اﻟﻠﺟــﺎن اﻟﺛورﯾــﺔ أي ﺻــﻔﺔ دﺑﻠوﻣﺎﺳــﯾﺔ‪ ،‬وأوﺿــﺢ اﻟﻣــﺳؤوﻟون اﻟﺑرﯾطــﺎﻧﯾون رﻏﺑــﺗﻬم ﺑﺟــﻼء اﻟﻠﯾﺑﯾــﯾن ﻣــن‬
‫ﻟﻧ ــدن وأﻧﻬ ــم ﻟ ــن ﯾﺗﻌ ــﺎﻣﻠوا ﻣﻌﻬ ــم وﻓ ــق اﻟﻘواﻋ ــد اﻟطﺑﯾﻌﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳ ــﯾﺔ‪ ،‬ﻣ ــﺎ ﻟ ــم ﺗﺗﺧ ــذ‬
‫اﻟ ــﺳﻠطﺎت اﻟﻠﯾﺑﯾ ــﺔ ﺧطـ ـوات ﺟ ــﺎدة ﻟﺗﺄﺳ ــﯾس ﺑﻌﺛ ــﺔ دﺑﻠوﻣﺎﺳ ــﯾﺔ رﻓﯾﻌ ــﺔ اﻟﻣ ــﺳﺗوى‪ ،‬وﻣﻣ ــﺎ ﻻﺷ ــك ﻓﯾ ــﻪ إن‬
‫اﺳﺗﯾﻼء "اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺛورﯾﺔ" ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﻠﯾﺑﻲ ﻓـﻲ ﻟﻧـدن ﯾظﻬـر ﺗـﺻﻣﯾم ﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﻘـذاﻓﻲ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺗــﺻﻔﯾﺔ ﻣﻌﺎرﺿــﯾﻪ ﻓــﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺎ وﻗــد ﺗﺑــﻊ ﺗﻠــك اﻟﺣﺎدﺛــﺔ ﻗﯾــﺎم ﺳﻠــﺳﻠﺔ ﻣــن اﻟﺗﻔﺟﯾ ـرات ﺿ ـرﺑت ﻣــدﯾﻧﺗﻲ‬
‫ﻟﻧ ــدن "‪ "London‬وﻣﺎﻧﺷ ــﺳﺗر"‪ "Manchester‬ﻓ ــﻲ ‪ ١١-١٠‬آذار ‪١٩٨٤‬م وأﺟ ــرت و ازرة اﻟداﺧﻠﯾـ ــﺔ‬
‫اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ ﺗﺣﻘﯾﻘــﺎت ﺑــﺷﺄﻧﻬﺎ‪ ،‬وأﻟﻘــت اﻟﻘــﺑض ﻋﻠــﻰ أرﺑﻌــﺔ ﻟﯾﺑﯾــﯾن‪ ،‬ﻣﺗﻬﻣــﺔ ﻟﯾﺑﯾــﺎ ﺑﺗﻠــك اﻟﺗﻔﺟﯾ ـرات‪ ،‬ﻣــن‬
‫ﺟﺎﻧﺑﻬــﺎ ﻧﻔــت اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ ﻋﻼﻗﺗﻬــﺎ ﺑﺎﻟﺣــﺎدث‪ ،‬واﺣﺗﺟــت ﺑــﺷدة ﻋﻠــﻰ ﺗﻠــك اﻹﺟـراءات وأﺿــﺎﻓت أن‬
‫ﻫؤﻻء اﻟﻠﯾﺑﯾـﯾن ‪)):‬اﻟﻣﺣﺗﺟزﯾن ﻫم ﻣن اﻟﺳﯾﺎح واﻟطﻠﺑﺔ واﻟﻣرﺿﻰ اﻟذﯾن ﯾﺗﻠﻘـون اﻟﻌﻼﺟـﺎت اﻟطﺑﯾـﺔ((‬
‫ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ)‪.(٤٨‬‬
‫ﺻﻌدت اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣﻧﻔـﻰ ﺗـﺻﻌﯾد ﻧـﺷﺎطﺎﺗﻬﺎ اﻟدﻋﺎﺋﯾـﺔ ﺿـد ﺣﻛوﻣـﺔ اﻟـرﺋﯾس ﻣﻌﻣـر‬
‫اﻟﻘـذاﻓﻲ‪ ،‬وﻻﺳـﯾﻣﺎ اﻟﺟﺑﻬــﺔ ﻟوطﻧﯾـﺔ ﻹﻧﻘــﺎذ ﻟﯾﺑﯾـﺎ وﺗـزاﻣن ذﻟـك ﻣـﻊ ﺗــﺻﺎﻋد أﻋﻣـﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻣــﺔ ﺿـد اﻟﻧظــﺎم‬
‫ﻓﻲ اﻟداﺧل)‪ ،(٤٩‬إذ ﺗﻣﻛن اﻟﻣﻘﺎوﻣون اﻟﻠﯾﺑﯾﯾن ﻣن ﺗﻔﺟﯾر ﺛﻛﻧﺔ ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﺑـﺎﻟﻘرب ﻣـن ﻣدﯾﻧـﺔ ﺑﻧﻐـﺎزي ﻓـﻲ‬
‫آذار ‪١٩٨٤‬م‪ ،‬ﺗﻠـ ــك اﻷﺣـ ــداث أﺛـ ــﺎرت ﻗﻠـ ــق اﻟﺣﻛوﻣـ ــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾـ ــﺔ‪ ،‬وزادت ﻣـ ــن إﺻ ـ ـرارﻫﺎ ﻋﻠـ ــﻰ ﺗـ ــﺻﻔﯾﺔ‬
‫ﺧﺻوﻣﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن ﻓﻲ اﻟداﺧل واﻟﺧﺎرج‪ ،‬ﻓﺄﻗدﻣت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻠـﻰ ﺷـﻧق طـﺎﻟﺑﯾن ﻓـﻲ ﺟﺎﻣﻌـﺔ طـراﺑﻠس‬
‫ﻓـ ــﻲ ‪ ١٦‬ﻧﯾـ ــﺳﺎن ‪١٩٨٤‬م‪ ،‬ﻣﻣـ ــﺎ أﺛـ ــﺎر اﻣﺗﻌـ ــﺎض اﻟﻣﻧـ ــﺎوﺋﯾن ﻟﻠﺣﻛوﻣـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﺧـ ــﺎرج‪ ،‬وﺻـ ــﻣﻣوا ﻋﻠـ ــﻰ‬

‫‪٢٥٥‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﺗظــﺎﻫر ﻓــﻲ اﻟﯾــوم اﻟﺗــﺎﻟﻲ أﻣــﺎم اﻟﻣﻛﺗــب "اﻟــﺷﻌﺑﻲ اﻟﻠﯾﺑــﻲ"‪ ،‬ﻟﻔــﺿﺢ ﻣﻣﺎرﺳــﺎت اﻟــزﻋﯾم اﻟﻠﯾﺑــﻲ وﺣﻛوﻣﺗــﻪ‬
‫ﺿد ﻣﻧﺎوﺋﯾﻪ)‪ ،(٥٠‬وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد أﻛـدت ﺻـﺣﯾﻔﺔ )دﯾﻠـﻲ ﺗﻠﯾﻐـراف( "‪ "Daily Telicrav‬اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺔ‪،‬‬
‫إن ﻣﻛﺗ ــب اﻹﺗ ــﺻﺎل اﻟﺧ ــﺎرﺟﻲ اﻟﻠﯾﺑ ــﻲ )و ازرة اﻟﺧﺎرﺟﯾ ــﺔ( اﺳ ــﺗدﻋﻰ اﻟ ــﺳﻔﯾر اﻟﺑرﯾط ــﺎﻧﻲ وﻗﺗﻬ ــﺎ‪ ،‬أوﻟﯾﻔ ــر‬
‫ﻣـﺎﯾﻠز "‪ ،(٥١)"Oliver Miles‬ﻓـﻲ ‪ ١٧‬ﻧﯾـﺳﺎن ‪١٩٨٤‬م‪ ،‬ﻟﺗﺣـذﯾرﻩ ﻣـن أن اﻟﻣظـﺎﻫرة ﻗـد ﺗـﺷﻣل أﻋﻣـﺎل‬
‫ﻋﻧـ ــف‪ ،‬وأن اﻟﺣﻛوﻣـ ــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾـ ــﺔ ﻟـ ــن ﺗﻛـ ــون ﻣـ ــﺳؤوﻟﺔ ﻋـ ــن اﻟﻌواﻗـ ــب إذا ﻣـ ــﺎ ﺟـ ــرى ﺗﻧظﯾﻣﻬـ ــﺎ وأﺿـ ــﺎﻓت‬
‫اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ أن دﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﯾن ﻟﯾﺑﯾﯾن‪ ،‬أﺟرﯾﺎ ﻟﻘﺎءاً ﻓـﻲ اﻟﯾـوم ﻧﻔـﺳﻪ ﻣـﻊ ﻣـﺳؤوﻟﻲ و ازرة اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺔ‬
‫ﻟﻺﻋ ـراب ﻋــن ﻗﻠــق ﺣﻛوﻣــﺔ ﺑﻼدﻫﻣــﺎ ﻣــن اﻟﻣظــﺎﻫرة اﻟﻣﺧطــط ﻟﻬــﺎ ﻣــن ﻣﺣﺗﺟــﯾن ﻣﻧﺎﻫــﺿﯾن ﻟﺣﻛوﻣــﺔ‬
‫ﻣﻌﻣــر اﻟﻘــذاﻓﻲ‪ ،‬وﻛــر ار اﻟﺗﺣــذﯾر ﻣــن أن ﻟﯾﺑﯾــﺎ‪ ،‬ﻟــن ﺗﻛــون ﻣــﺳؤوﻟﺔ ﻋــن اﻟﻌواﻗــب‪ ،‬وأﺿــﺎﻓت اﻟــﺻﺣﯾﻔﺔ‬
‫إﻟــﻰ أن اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ‪ ،‬ﻟــم ﺗﺄﺧــذ ﺣﯾﻧﻬــﺎ ﺗﻠــك اﻟﺗﺣــذﯾرات اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻣﺣﻣــل اﻟﺟــد‪ ،‬ﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم‬
‫ﻣ ــن ﺣـ ــﺻوﻟﻬﺎ ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﻘرﯾ ــر اﺳ ــﺗﺧﺑﺎراﺗﻲ أﻛـ ــد وﺟـ ــود أﺳـ ــﻠﺣﺔ وﻣﺗﻔﺟـ ـرات داﺧـ ــل اﻟـ ــﺳﻔﺎرة اﻟﻠﯾﺑﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ‬
‫ﻟﻧدن)‪.(٥٢‬‬
‫ﻓ ــﻲ ﺻ ــﺑﺎح ﯾ ــوم ‪ ١٨‬ﻧﯾ ــﺳﺎن ‪١٩٨٤‬م‪ ،‬أﻛ ــد اﻟﻣ ــﺳؤوﻟون اﻟﺑرﯾط ــﺎﻧﯾﯾن ﻓ ــﻲ و ازرة اﻟﺧﺎرﺟﯾ ــﺔ أن‬
‫اﻟــﺳﻠطﺎت اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ ط ـراﺑﻠس ﺗﻧظــر ﺑﺟدﯾــﺔ ﻟﺗﻠــك اﻟﻣظــﺎﻫرة‪ ،‬ﻻﺳــﯾﻣﺎ ﺑﻌــد ان طﻠﺑــت اﺗﺧــﺎذ ﻣــﺎ ﯾﻠــزم‬
‫ﻹﯾﻘﺎﻓﻬﺎ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻓﻘد أﺣﯾل طﻠب أﻋﺿﺎء اﻟﻣﻛﺗب اﻟـﺷﻌﺑﻲ اﻟﻠﯾﺑـﻲ إﻟـﻰ و ازرة اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺔ وﻣـن‬
‫ﺛم إﻟﻰ اﻟﺷرطﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ إﻻ أن اﻟﻣﻠﻔـت ﻟﻠﻧظـر أن اﻟﺑرﯾطـﺎﻧﯾﯾن ﺳـﻣﺣوا ﻟﻠﻣﺗظـﺎﻫرﯾن ﺑﺎﻟﻣـﺿﻲ ﻗـدﻣﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ﺗظﺎﻫرﺗﻬم)‪ ،(٥٣‬اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ اﺗﺧـﺎذ أﺣـد أﻋـﺿﺎء اﻟـﺳﻔﺎرة اﻟﻠﯾﺑﯾـﺔ ﻗـ ار اًر ﺑـﺈطﻼق اﻟﻧـﺎر ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﻣﺗظــﺎﻫرﯾن وﻛــﺎن ذﻟــك ﻓــﻲ ﺗﻣــﺎم اﻟــﺳﺎﻋﺔ اﻟﻌﺎﺷ ـرة وﻋــﺷرﯾن دﻗﯾﻘــﺔ وﻗــد أﺳــﻔر ذﻟــك ﻋــن ﺟــرح ‪١١‬‬
‫ـﺻﺎ‪ ،‬ﻓ ــﺿﻼً ﻋ ــن ﻣﻘﺗــل اﺣ ــدى ﻋﻧﺎﺻ ــر اﻟــﺷرطﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔ ــﺔ ﺑﺗﻧظ ــﯾم ﺧــط ﺳ ــﯾر اﻟﻣﺗظ ــﺎﻫرﯾن وﻫ ــﻲ‬
‫ﺷﺧ ـ ً‬
‫اﻟﺷرطﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ اﯾﻔون ﻓﻠﯾﺗﺷر "‪.(٥٤)"Yvonne Flecher‬‬
‫ﻓﻲ أﻋﻘـﺎب ذﻟـك اﻟﺣـﺎدث ﺣﺎﺻـرت ﻗـوات اﻷﻣـن اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺔ ﻣﺑﻧـﻰ اﻟـﺳﻔﺎرة اﻟﻠﯾﺑﯾـﺔ ﻟﻣـدة ﻋـﺷرة‬
‫أﯾﺎم‪ ،‬وواﺟﻪ وزﯾـر اﻟداﺧﻠﯾـﺔ اﻟﺑرﯾطـﺎﻧﻲ ﻟﯾـون ﺑرﯾﺗـﺎن)‪ ،(٥٥‬ﻓـﻲ ﺣﻛوﻣـﺔ رﺋﯾـﺳﺔ اﻟـوزراء ﻣرﻏرﯾـت ﺗﺎﺗـﺷر‪،‬‬
‫أزﻣﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺧطورة‪ ،‬إذ ﻟم ﺗﺳﺗطﻊ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻫوﯾﺔ اﻟﻘﺎﺗـل‪ ،‬ﻓـﻲ ﺣـﯾن ادﻋـﻰ‬
‫ﻛــل اﻟــذﯾن ﻛــﺎﻧوا ﻓــﻲ اﻟــﺳﻔﺎرة اﻟﺣــﺻﺎﻧﺔ اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳــﯾﺔ‪ ،‬وﺧــﺷﯾت اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ أن ﯾــؤدي اﻟﻘــﺑض‬
‫ﻋﻠــﻰ أي دﺑﻠوﻣﺎﺳ ــﻲ ﻟﯾﺑ ــﻲ أو اﻋﺗﻘﺎﻟ ــﻪ إﻟــﻰ ﺗﻌـ ـرﯾض ﺣﯾ ــﺎة ﻧﺣ ــو"‪ "٨‬آﻻف ﺑرﯾطــﺎﻧﻲ ﻛ ــﺎﻧوا ﻓ ــﻲ ﻟﯾﺑﯾ ــﺎ‬
‫ﻷﻋﻣﺎل اﻧﺗﻘﺎﻣﯾﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ)‪.(٥٦‬‬

‫‪٢٥٦‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺗوﻗﻌت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﺗطورات اﻷزﻣﺔ ﺑﺳرﻋﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ‪ ،‬إذ أﻗدم طﻼب "ﺛورﯾون" ﻣواﻟون‬
‫ﻓﺿﻼ ﻋن‬
‫ً‬ ‫ﻟﻠرﺋﯾس اﻟﻠﯾﺑﻲ ﻣﻌﻣر اﻟﻘذاﻓﻲ ﺑﻣﺣﺎﺻرة اﻟﺳﻔﺎرة اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ طراﺑﻠس وﺗطوﯾﻘﻬﺎ‪،‬‬
‫ﺷﺧﺻﺎ‪،‬‬
‫ً‬ ‫إﺻدارﻫم أﻣ ًار إﻟﻰ اﻟﺷرطﺔ ﺑﺎﺣﺗﺟﺎز اﻟﺳﻔﯾر اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ وﻣن ﻣﻌﻪ ) أرﺑﻊ وﻋﺷرون‬
‫ﻓﺿﻼ ﻋن ﻗﯾﺎم ﻣﺟﻣوﻋﺔ )ﻏﯾر‬
‫ً‬ ‫ﺑﺿﻣﻧﻬم إﺣدى ﻋﺷر اﻣرأة وطﻔﻠﯾن( داﺧل ﻣﺑﻧﻰ اﻟﺳﻔﺎرة اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ‬
‫ﻣﻌروﻓﺔ( ﺑﺎﺣﺗﺟﺎز ﻧﺎﺋب ﻣدﯾر ﺷرﻛﺔ ﻛﺎﻟﯾدوﻧﯾﺎ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠطﯾران اﻟﻣدﻧﻲ ‪"Caledonia‬‬
‫"‪.(٥٧)Company‬‬
‫أن إﻗ ــدام اﻟ ــﺳﻠطﺎت اﻟﻠﯾﺑﯾ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ إط ــﻼق ﯾ ــد ﻣ ــﺎ ﯾﻌ ــرف )ﺑﺎﻟﻠﺟ ــﺎن اﻟﺛورﯾـ ـﺔ( ﻟﻣﺣﺎﺻـ ـرة اﻟ ــﺳﻔﺎرة‬
‫اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ‪ ،‬ﻟﺗﺟﻧــب ﺗــﺻﻌﯾد اﻟﺗــوﺗر ﻣــﻊ ﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺎ‪ ،‬إذ ﯾﻣﻛــن ﻟﻠﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ اﻻدﻋــﺎء أن ﺗﻠــك اﻟﻠﺟــﺎن‬
‫ﻗــد أﻗ ــدﻣت ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺣﺎﺻـ ـرة اﻟــﺳﻔﺎرة اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺔ ﺑ ــﺷﻛل ﻋﻔ ــوي ودون أواﻣــر ﻣ ــن ﻗﺑ ــل اﻟﺣﻛوﻣ ــﺔ ودون‬
‫اﻟرﺟــوع إﻟﯾﻬ ــﺎ‪ ،‬ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــرﻏم ﻣ ــن ان واﻗ ــﻊ اﻟﺣ ــﺎل ﻛــﺎن ﯾ ــﺷﯾر إﻟ ــﻰ أن أﻋ ــﺿﺎء اﻟﻠﺟـ ـﺎن اﻟﺛورﯾ ــﺔ ﻛ ــﺎﻧوا‬
‫ﻣدﻋوﻣﯾن ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺑل أﻧﻬم ﻛﺎﻧوا ﯾﻘوﻣون ﺑﻌﻣﻠﯾـﺔ إﺻـدار اﻷواﻣـر إﻟـﻰ اﻟـﺷرطﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾـﺔ‪،‬‬
‫وﯾظﻬــر إن إﻗــدام اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻣﺣﺎﺻـرة اﻟــﺳﻔﺎرة اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ ﻛــﺎن ﺑﻣﺛﺎﺑــﺔ رد اﻋﺗﺑــﺎر ﻟﻬﯾﺑﺗﻬــﺎ‪،‬‬
‫ﻓــﺿﻼً ﻋــن ان إﻗــدام اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ اﺣﺗﺟــﺎز ﻧﺎﺋــب ﻣــدﯾر ﺷــرﻛﺔ ﻛﺎﻟﯾــدوﻧﯾﺎ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ وﯾرﺟــﻊ‬
‫ﺳﺑب ذﻟـك إﻟـﻰ ان اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾـﺔ أرادت ان ﺗوﺻـل ﺗﺣـذﯾ اًر إﻟـﻰ اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺔ ﻣﻔـﺎدﻩ أﻧﻬـﺎ ﻗـد‬
‫ﺗﻘدم ﻋﻠﻰ اﺣﺗﺟﺎز رﻫﺎﺋن ﺟدد ﻣـن اﻟﺑرﯾطـﺎﻧﯾﯾن اﻟﻣﺗواﺟـدﯾن ﻓـﻲ ﻟﯾﺑﯾـﺎ ﻓـﻲ ﺣـﺎل اﺳـﺗﻣرت ﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺎ ﻓـﻲ‬
‫ﻣﺣﺎﺻرة ﻣﺑﻧﻰ اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﻠﯾﺑﻲ ﻓﻲ ﻟﻧدن‪ ،‬أو اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺧطـوﻓﯾن اﻟﺑرﯾطـﺎﻧﯾﯾن ﻟﻠﻣـﺳﺎوﻣﺔ ﻣـﻊ‬
‫اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺣــﺎل اﺣﺗﺟــﺎز اﻷﺧﯾ ـرة ﻷﺣــد أﻋــﺿﺎء اﻟﻣﻛﺗــب اﻟــﺷﻌﺑﻲ اﻟﻠﯾﺑــﻲ‪ ،‬وﻣــن أﺟــل‬
‫اﺣﺗواء اﻷزﻣﺔ وﻋدم اﻟﺗﺻﻌﯾد اﻟﺗﻘﻰ وزﯾر اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ اﻟﻠﯾﺑـﻲ اﻟـدﻛﺗور ﻋﻠـﻲ ﻋﺑـد اﻟـﺳﻼم اﻟﺗرﯾﻛـﻲ) ‪،(٥٨‬‬
‫ﺑﺎﻟــﺳﻔﯾر اﻟﺑرﯾطــﺎﻧﻲ ﻓــﻲ ط ـراﺑﻠس وأﺟــرى ﻣﺑﺎﺣﺛــﺎت ﻣﻌ ـﻪ ﺑــﺷﺄن ﻣﻌﺎﻟﺟــﺔ ﺗــداﻋﯾﺎت ﺗــﺄزم اﻟﻌﻼﻗــﺎت ﺑــﯾن‬
‫اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن وﻓﻲ ذﻟك اﻟﻠﻘـﺎء طﻠـب اﻟـﺳﻔﯾر اﻟﺑرﯾطـﺎﻧﻲ ﺿـرورة ﻣﻐـﺎدرة اﻟﻧـﺳﺎء واﻷطﻔـﺎل اﻟﻣﺣﺎﺻـرﯾن ﻓـﻲ‬
‫داﺧــل ﻣﺑﻧــﻰ اﻟــﺳﻔﺎرة اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻟﯾﺑﯾــﺎ‪ ،‬إﻻ إن وزﯾــر اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ اﻟﻠﯾﺑــﻲ رﻓــض ذﻟــك‪ ،‬ﻓﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻣــن‬
‫رﺋﯾﺳﺔ اﻟوزراء اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻣﺎرﻏرﯾـت ﺗﺎﺗـﺷر إﻻ ﻣﺣﺎوﻟـﺔ إﯾﺟـﺎد وﺳـﺎﺋل أﺧـرى ﻟﺣـل اﻷزﻣـﺔ‪ ،‬ﻋـن طرﯾـق‬
‫طـرح ﻣﻘﺗرﺣــﺎن ﻋﻠــﻰ وزﯾــر اﻟداﺧﻠﯾـﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ اﻷول ﯾﻘــﺿﻲ وﺿــﻊ ﺟﻣﯾـﻊ أﻋــﺿﺎء اﻟﻣﻛﺗــب اﻟــﺷﻌﺑﻲ‬
‫اﻟﻠﯾﺑــﻲ ﻓــﻲ طــﺎﺋرة ﺗﻘﻠﻬــم إﻟــﻰ ﻟﯾﺑﯾــﺎ‪ ،‬واﻟﻣﻘﺗــرح اﻟﺛــﺎﻧﻲ أن ﺗﻘطــﻊ اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳــﯾﺔ ﻣــﻊ ﻟﯾﺑﯾــﺎ ﻟﻣــدة‬
‫وﺟﯾزة‪ ،‬ﺑﻌد إن ﺗﺗم ﻋﻣﻠﯾﺔ أﺟراء ﺗﺑﺎدل ﻷﻋﺿﺎء ﺳﻔﺎرﺗﻲ اﻟﺑﻠدﯾن)‪.(٥٩‬‬

‫‪٢٥٧‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﺗﺧـ ــذت ﺑرﯾطﺎﻧﯾـ ــﺎ ﻗرارﻫـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ‪ ٢٢‬ﻧﯾـ ــﺳﺎن ‪١٩٨٤‬م‪ ،‬ﺑﻘطـ ــﻊ اﻟﻌﻼﻗـ ــﺎت اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـ ــﺔ– اﻟﻠﯾﺑﯾـ ــﺔ‪،‬‬
‫وأﺑﻠﻐــت اﻟــﺳﻠطﺎت اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ ﺑــدورﻫﺎ اﻟــﺳﻠطﺎت اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ أﻧــﻪ ﯾﺗوﺟــب ﻋﻠــﻰ ﺟﻣﯾــﻊ ﻛوادرﻫــﺎ اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳــﯾﺔ‬
‫ﻓ ــﻲ ﻟﻧ ــدن‪ ،‬ﻣﻐ ــﺎدرة ﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺎ‪ٕ ،‬واﺧ ــﻼء ﻣﺑ ــﺎﻧﯾﻬم ﻓ ــﻲ ﻣ ــدة ﻻ ﺗﺗﺟ ــﺎوز ﻣﻧﺗ ــﺻف ﻟﯾﻠ ــﺔ ‪ ٣٠-٢٩‬ﻧﯾ ــﺳﺎن‬
‫‪١٩٨٤‬م‪ ،‬وأﺑﻠﻐــت اﻟــﺳﻠطﺎت اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ ذﻟــك ﻟﻠﻣــﺳؤوﻟﯾن اﻟﻠﯾﺑﯾــﯾن أﻧﻬــﺎ ﺳﺗــﺳﺣب ﻛــﺎدر ﺳــﻔﺎرﺗﻬﺎ ﻓــﻲ‬
‫طـ ـراﺑﻠس ﺑﺣﻠ ــول ﻣﻧﺗ ــﺻف ﻟﯾﻠ ــﺔ ‪ ٣٠-٢٩‬ﻧﯾ ــﺳﺎن ‪١٩٨٤‬م‪ ،‬ﻓ ــﺿﻼً ﻋ ــن أﻧﻬ ــﺎ ﺗﺗطﻠ ــﻊ إﻟ ــﻰ أن ﺗﻔ ــﻲ‬
‫اﻟـ ــﺳﻠطﺎت اﻟﻠﯾﺑﯾـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬـ ــﺎ ﺑـ ــﺿﻣﺎن ﻣﻐـ ــﺎدرة اﻟﻣ ـ ـواطﻧﯾن اﻟﺑرﯾطـ ــﺎﻧﯾﯾن ﺑﺄﻣـ ــﺎن وأﻟﻣﺣـ ــت ﺑﺎﻟﺟواﻧـ ــب‬
‫اﻟﻠوﺟﺳﺗﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﻠك اﻟﻐﺎﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺿﻣﻧﻬﺎ اﺳﺗدﻋﺎء وﺳﯾط ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﺎدل)‪.(٦٠‬‬
‫ﻓـﻲ اﻟوﻗــت ﻧﻔـﺳﻪ ﺑــدأ ﻣـﺳؤوﻟون ﺑرﯾطــﺎﻧﯾون آﺧــرون ﺑد ارﺳـﺔ ﻧﺗــﺎﺋﺞ ﻗطـﻊ اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳــﯾﺔ‬
‫ﻣـﻊ ﻟﯾﺑﯾــﺎ وأﺛرﻫـﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻻﻗﺗـﺻﺎدﯾﺔ ﺑــﯾن اﻟﺑﻠـدﯾن‪ ،‬إذ أﻋــرب أﺣــد اﻟﻣـﺳؤوﻟﯾن اﻟﺑرﯾطــﺎﻧﯾﯾن ﻓــﻲ‬
‫ﺗﻘرﯾر ﻛﺗب ﻓﻲ ‪ ٢٧‬ﻧﯾﺳﺎن ‪١٩٨٤‬م ﻋن وﺟﻬﺔ ﻧظرﻩ ﺑﺷﺎن ﻣﺑﯾﻌﺎت اﻷﺳﻠﺣﺔ إﻟﻰ ﻟﯾﺑﯾـﺎ)‪ ،(٦١‬ﻓﺄﻛـد ﻓﯾـﻪ‬
‫اﻧﻪ ﯾﻘـر ﺗﻣﺎﻣـﺎ ﺑﺎﻟﺣﺎﺟـﺔ اﻟﻣﻠﺣـﺔ إﻟـﻰ اﺗﺧـﺎذ ﻣوﻗـف ﺣـﺎزم ﺗﺟـﺎﻩ ﻟﯾﺑﯾـﺎ‪ ،‬إﻻ أﻧـﻪ ﯾﻌﺗﻘـد أن اﻟﺧطـوات اﻟﺗـﻲ‬
‫اﻗﺗرﺣﻬﺎ ﺑﻌض اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﯾن ﺑﻬذا اﻟﺷﺄن ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ أن ﺗـدرس ﺑﻌﻧﺎﯾـﺔ ﻗﺑـل اﺗﺧـﺎذ اﻟﻘـرار‪ ،‬إذ‬
‫أن إﻧﻬــﺎء رﺧــص اﻟﻣﺑﯾﻌــﺎت )ﻷﻏ ـراض ﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ( ﺗﻌــد ﻣــن وﺟﻬــﺔ ﻧظ ـرﻩ ﺧطــوة ﺧطﯾ ـرة )ﯾــﺳﻌﻰ اﻟﻛــل‬
‫ﻟﺗﺟﻧﺑﻬـــﺎ(‪ ،‬وأﺿ ــﺎف )إﻧﻧـــﺎ وﻣﻧـــذ ﻫـــذﻩ اﻟﻠﺣظـــﺔ أﻣﻌﻧـــﺎ اﻟﻧظـــر ﻓـــﻲ اﻟﻣﺑﯾﻌـــﺎت ﻟﻠﯾﺑﯾـــﺎ ﺑﻌﻧﺎﯾـــﺔ‪ ،‬وان‬
‫اﻟﺗـراﺧﯾص اﻟﺗــﻲ ﻣﻧﺣــت ﻫــﻲ ذات ﻣـواد "أﺳــﻠﺣﺔ" ﻏﯾــر ﺣــﺳﺎﺳﺔ "ﻣﺗطــورة"(‪ ،‬ﺑــل إﻧــﻪ رأى أﯾــﺿﺎً أن‬
‫ﺻــﻌوﺑﺎت ﻣﺎﻟﯾ ــﺔ ﻛﺑﯾ ـرة ﺳﺗﻧ ــﺷﺄ ﻟﻌ ــدد ﻣــن اﻟ ــﺷرﻛﺎت ﻋﻠ ــﻰ ﻧﺣــو ﺧطﯾ ــر‪ ،‬إذا ﻣ ــﺎ أﻧﻬــت ﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺎ ﺗﻠ ــك‬
‫اﻟﻌﻘــود‪ ،‬ﺑــﺳﺑب ﺗــوﻗﯾﻌﻬم ﻟﻌﻘــود ﺳــﺎﺑﻘﺔ ﻣــﻊ ﻟﯾﺑﯾــﺎ‪ ،‬وﺑﻬــذا اﻟــﺷﺄن أﺷــﺎر اﻟﻣــﺳؤول اﻟﻠﯾﺑــﻲ إﻟــﻰ أن ﺷــرﻛﺔ‬
‫‪ "Marconi‬اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺔ ﺳ ــﺗﺗﻌرض ﺑ ــﺷﻛل ﺧ ــﺎص ﻟﺧ ــﺳﺎرة ﻛﺑﯾـ ـرة‪ ،‬ﻷﻧﻬ ــﺎ‬ ‫ﻣ ــﺎرﻛوﻧﻲ "‪Company‬‬
‫وﻗﻌت ﻋﻘداً ﻣﻊ ﻟﯾﺑﯾﺎ ﻟﺗﺟﻬﯾزﻫﺎ ﺑرادارات ﺑﻘﯾﻣﺔ ‪ ١٠٠‬ﻣﻠﯾون ﺟﻧﯾﻪ إﺳـﺗرﻟﯾﻧﻲ‪ ،‬وﻣﻣـﺎ زاد ﻣـن ﺗﻌﻘﯾـد ﺗﻠـك‬
‫اﻟﻣــﺷﻛﻠﺔ‪ ،‬أن ﻟﯾﺑﯾــﺎ اﺳــﺗﻠﻣت اﻟ ـرادارات ﻋﺑــر ﯾوﻏــﺳﻼﻓﯾﺎ‪ ،‬وﺑﻣواﻓﻘــﺔ ﻣــن اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ‪ ،‬واﻋﺗﻘــد‬
‫اﻟﻣـﺳؤول اﻟﺑرﯾطــﺎﻧﻲ أن اﻟﻠﯾﺑﯾـﯾن ﺳــﯾﺛﺄرون ﺣﺗﻣــﺎً ﻣـن ﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺎ ﺑﻌـد إﻟﻐــﺎء اﻟﻌﻘــود اﻟﻣدﻧﯾـﺔ اﻟﺗــﻲ وﻗﻌﺗﻬــﺎ‬
‫ﺳــﺎﺑﻘﺎً ﻣـﻊ اﻟــﺷرﻛﺎت اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ‪) ،‬وﺳــﻧﺟد أﻧﻔــﺳﻧﺎ ﻣﻧطﻠﻘــﯾن ﺑﺎﺗﺟــﺎﻩ ﺣــرب ﺗﺟﺎرﯾــﺔ(‪ ،‬وأﺿــﺎف ﻛــذﻟك‬
‫)أﻧــﻪ ﯾﺗﻔــق ﻣــﻊ وﺟﻬــﺔ اﻟﻧظــر اﻟﺗــﻲ ﺗــرى أن ﻻ ﺗــﺳﻣﺢ ﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺎ ﺑﺗﺟﻬﯾــز ﺻــﻔﻘﺎت ﻣﺑﯾﻌــﺎت اﻟــدﻓﺎع‬
‫اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﯾﺑﯾﺎ ﻓﻲ ﻫـذا اﻟوﻗـت‪ ،‬وﯾﻧﺑﻐـﻲ ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﺗﺟﻧـب اﺗﺧـﺎذ ﻋﻣـل ﺳـرﯾﻊ ﺣـول اﻟﻌﻘـود اﻟﻣوﺟـودة‪،‬‬
‫وأن ﺗﻣﻌن اﻟﻧظر ﻣﻠﯾﺎً ﻓﻲ ﻋواﻗﺑﻬﺎ()‪ ،(٦٢‬وﺑﻌـد ﺗـﺳﻠم رﺋﯾـﺳﺔ اﻟـوزراء اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺔ ﻣﺎرﻏرﯾـت ﺗﺎﺗـﺷر ﺗﻠـك‬

‫‪٢٥٨‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﺗﻘ ــﺎرﯾر ﻋﻘ ــدت اﺟﺗﻣﺎﻋ ــﺎً ﺳـ ـرﯾﺎً ﻣ ــﻊ اﻟﻣ ــﺳؤوﻟﯾن اﻟﺑرﯾط ــﺎﻧﯾﯾن ﻓ ــﻲ ‪ ٢٩‬ﻧﯾ ــﺳﺎن ‪١٩٨٤‬م‪ ،‬ﺿ ــم وزﯾـ ـ ار‬
‫اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ واﻟداﺧﻠﯾــﺔ‪ ،‬وﺗــم اﺳــﺗﻌراض آﺧــر اﻟﺗطــورات اﻟﻣﺗرﺗﺑــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻗطــﻊ اﻟﻌﻼﻗــﺎت وﺗــم اﻻﺗﻔــﺎق ﻓــﻲ‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻋﻠﻰ أن ﯾـﺻدر ﺗـﺻرﯾﺢ آﺧـر ﻣـن اﻟﺑرﻟﻣـﺎن ﺑﺄﻗـﺻﻰ ﺳـرﻋﺔ ﻣﻣﻛﻧـﺔ ﺧـﻼل اﻷﺳـﺑوع إذ ﺣـدد‬
‫ﯾــوم اﻟﺛﻼﺛــﺎء ‪ ١‬أﯾــﺎر ‪١٩٨٤‬م‪ ،‬وﺗﻘــرر إﺻــدار ﺗ ــﺻرﯾﺣﯾن ﻓــﻲ اﺟﺗﻣــﺎع ﻣﺟﻠــس اﻟﻌﻣــوم اﻟﺑرﯾط ــﺎﻧﻲ‪،‬‬
‫أﺣــدﻫﻣﺎ ﯾــﺻدرﻩ وزﯾــر اﻟداﺧﻠﯾــﺔ ﺑــﺷﺄن اﻟﻧظــﺎم اﻟﻌــﺎم واﻟﻬﺟ ـرة‪ ،‬واﻟﺛــﺎﻧﻲ ﯾــﺻدرﻩ وزﯾــر اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ ﺑــﺷﺄن‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن )‪.(٦٣‬‬
‫واﺳـﺗﻣ ار اًر ﻓــﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟــﺔ اﻷزﻣــﺔ ﻋﻘــدت رﺋﯾــﺳﺔ اﻟــوزراء اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ ﻣﺎرﻏرﯾــت ﺗﺎﺗــﺷر اﺟﺗﻣــﺎع ﻓــﻲ‬
‫‪ ٣١‬ﻧﯾــﺳﺎن ‪١٩٨٤‬م‪ ،‬ﻣــﻊ وزﯾ ـ ار اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ واﻟداﺧﻠﯾــﺔ‪ ،‬وﻧﺎﻗــﺷت ﻓﯾــﻪ ﻧــﺻوص اﻟﺗــﺻرﯾﺣﺎت اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾــﺔ‬
‫اﻟﻣﻘﺗرﺣـﺔ واﺗﺧــذ ﻗـ ار اًر ﺑــﺷﺄن إﺻـدار ﺗــﺻرﯾﺣﯾن ﻓــﻲ ﯾــوم ‪ ١‬أﯾـﺎر ‪١٩٨٤‬م‪ ،‬إذ ﯾﺗــﺿﻣن ﺗــﺻرﯾﺢ وزﯾــر‬
‫اﻟداﺧﻠﯾــﺔ ﺗﻘرﯾ ـ اًر ﻟﻠﺗطــورات اﻟﺗــﻲ ﺣــدﺛت ﻓــﻲ ﻣﯾــدان ﺳــﺎن ﺟــﯾﻣس "‪ ،" St James Sguare‬واﺗﻔﻘ ـوا‬
‫ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ أن ﯾﺣﺗوي ﺗﺻرﯾﺢ وزﯾر اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻣزﯾـد ﻣـن اﻷدﻟـﺔ ﺣـول اﻟﺧﻠﻔﯾـﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾـﺔ ﻟﺗطـور‬
‫اﻟﻌﻼﻗـﺎت ﻣــﻊ اﻟﻣﻛﺗـب اﻟــﺷﻌﺑﻲ اﻟﻠﯾﺑـﻲ‪ ،‬وأن ﯾﺗﻧــﺎول اﻟﺗــﺻرﯾﺢ ﻗـدر اﻹﻣﻛــﺎن اﻟﺧطـوات اﻟﺗــﻲ ﺳــﺗﺗﺧذﻫﺎ‬
‫اﻟﺣﻛوﻣ ــﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺔ ﻹط ــﻼق ﺳـ ـراح ﻣ ــدﯾر اﻟ ــﺷرﻛﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺔ ﻟﯾ ــدﻧﻐم "‪ "Leadengm‬وﺿ ــرورة أن‬
‫ﯾﻌﻠن وزﯾر اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ اﻧﻪ ﺳﯾﻧﺎﻗش ﻫذﻩ اﻟﻘـﺿﺎﯾﺎ ﺑﺎﻫﺗﻣـﺎم ﻣـﻊ وزراء ﺧﺎرﺟﯾـﺔ اﻟـدول اﻷورﺑﯾـﺔ‬
‫اﻵﺧـرﯾن‪ٕ ،‬وان رﺋﯾـﺳﺔ اﻟــوزراء ﻣﺎرﻏرﯾـت ﺗﺎﺗـﺷر ﺳــﺗطرح ﺑـدورﻫﺎ ﻣوﺿـوع اﻹرﻫــﺎب اﻟـدوﻟﻲ أﺛﻧـﺎء اﻟﻘﻣــﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﻌﻘد ﻓﻲ ﻟﻧدن)‪.(٦٤‬‬
‫ﻓﻲ ‪ ١‬أﯾﺎر ‪١٩٨٤‬م أﺻدر وزﯾـر اﻟداﺧﻠﯾـﺔ اﻟﺑرﯾطـﺎﻧﻲ ﺗـﺻرﯾﺣﺎً ﻓـﻲ ﻣﺟﻠـس اﻟﻌﻣـوم‪ ،‬اﺳـﺗﻌرض‬
‫ﻓﯾ ــﻪ ﺗط ــورات ﺣﺎدﺛ ــﺔ ﻣﯾ ــدان ﺳ ــﺎن ﺟ ــﯾﻣس ﻣﻧ ــذ ‪ ٢٤‬ﻧﯾ ــﺳﺎن‪ ،‬وﻛ ــﺷف ﻓ ــﻲ ﺗ ــﺻرﯾﺣﻪ اﻟﻧﻘ ــﺎب ﻋ ــن أن‬
‫اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺔ رﺣﻠــت ﻓـﻲ ‪ ٢٧‬ﻧﯾــﺳﺎن ‪١٩٨٤‬م اﻟﻣـواطن اﻟﻠﯾﺑــﻲ ﻣﻌﺗـوق)‪ ،(٦٥‬وﻫــو أﺣـد أﻋــﺿﺎء‬
‫اﻟﻠﺟ ــﺎن اﻟ ــﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾ ــﺔ وﻓ ــﻲ ‪ ٢٥‬ﻧﯾ ــﺳﺎن وﺻ ــل إﻟ ــﻰ ﻟﻧ ــدن اﻟﻛوﻟوﻧﯾ ــل اﻟ ــﺷﻌﺑﻲ ﻟﻣﻧﺎﻗ ــﺷﺔ اﻟﺗرﺗﯾﺑ ــﺎت‬
‫ﻟﻣﻐـﺎدرة اﻷﺷــﺧﺎص اﻟﻠﯾﺑﯾــﯾن اﻟﻣﺗواﺟـدﯾن ﻓــﻲ اﻟﻣﺑــﺎﻧﻲ اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳــﯾﺔ ٕوان ﻫـذﻩ اﻟﻣﻧﺎﻗــﺷﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﻬــذﻩ‬
‫اﻟﻣ ــﺳﺎﻟﺔ ﺣ ــﺿرﻫﺎ وﻓ ــد ﺳ ــﻌودي)‪ (٦٦‬ﻣ ــن اﻟدوﻟ ــﺔ اﻟﺗـ ـﻲ ﺳ ــﺗرﻋﻰ ﻣ ــﺻﺎﻟﺢ ﻟﯾﺑﯾ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﻟﻧ ــدن‪ ،‬ﺑﻌ ــد ﻗط ــﻊ‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ)‪.(٦٧‬‬
‫ﻓــﻲ ‪ ٤‬أﯾــﺎر ‪١٩٨٤‬م طﻠﺑــت رﺋﯾــﺳﺔ اﻟــوزراء ﻣﺎرﻏرﯾــت ﺗﺎﺗــﺷر ﺑﯾﺎﻧــﺎت ﺑﺄﻋــداد اﻟطﻠﺑــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾــﯾن‬
‫اﻟدارﺳـﯾن ﻓـﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺎ إذ ﻗـدﻣت و ازرة اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ ﻗﺎﺋﻣـﺔ ﺑﺄﻋـدادﻫم‪ ،‬واﻋﺗﻣـدت ﺗﻠـك اﻹﺣـﺻﺎﺋﯾﺎت ﻋﻠــﻰ‬

‫‪٢٥٩‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻣﻧـﺷورات اﻟﻣﺟﻠـس اﻟﺑرﯾطـﺎﻧﻲ‪ :‬إﺣـﺻﺎﺋﯾﺎت طﻠﺑـﺔ )ﻣـﺎ وراء اﻟﺑﺣـﺎر( "‪ "Overseas‬ﻓـﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺎ)‪،(٦٨‬‬
‫إﻻ أن ﻫذﻩ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﻛﺎﻧـت ﻣﺗـواﻓرة ﻓﻘـط ﺣﺗـﻰ ﻋـﺎﻣﻲ ‪١٩٨٢-١٩٨١‬م‪ ،‬ﻟـذا اﺳـﺗﻌﺎﻧت اﻟـﺳﻠطﺎت‬
‫اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ ﺑــو ازرة اﻟداﺧﻠﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻗــدرت ﺑــدورﻫﺎ أﻋــداد اﻟطﻠﺑــﺔ اﻟﻣﺗواﺟــدﯾن ﻋﻠــﻰ اﻷ ارﺿــﻲ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ‬
‫ﺣﺗﻰ ﻋﺎم ‪١٩٨٤‬م ﺑﻧﺣو ‪ ١٨٠٠‬طﺎﻟب)‪.(٦٩‬‬
‫وﻓـﻲ أﻋﻘـﺎب ذﻟـك ﺑــدأت ﺣﺎﻟـﺔ ﻣـن ﺗﺑــﺎدل اﻻﺗﻬﺎﻣـﺎت ﺑـﯾن ﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺎ وﻟﯾﺑﯾــﺎ‪ ،‬ﺑـﺷﺄن ﻣـﺳﺎﻧدة ﻟﻧــدن‬
‫ﻟﻣﺟﻣوﻋ ــﺔ ﻟﯾﺑﯾ ــﺔ ﺗ ــدرﺑت ﻓ ــﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺎ ﻣﻧﺎوﺋ ــﺔ ﻟﺣﻛ ــم اﻟـ ـرﺋﯾس ﻣﻌﻣ ــر اﻟﻘ ــذاﻓﻲ‪ ،‬وﺗﺄﻛﯾ ــداً ﻟ ــذﻟك أﻋﻠﻧ ــت‬
‫اﻟــﺳﻠطﺎت اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ ‪ ٨‬أﯾــﺎر ‪١٩٨٤‬م أﻧﻬــﺎ أﺣﺑطــت ﻫﺟوﻣــﺎً ﻓﺎﺷــﻼً ﻓــﻲ ﺑــﺎب اﻟﻌزﯾزﯾــﺔ)‪ ،(٧٠‬وﻧــﺻﺢ‬
‫وزﯾر اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ اﻟﺑرﯾطـﺎﻧﻲ رﺋﯾـﺳﺔ اﻟـوزراء ﻣﺎرﻏرﯾـت ﺗﺎﺗـﺷر‪ ،‬ﺑـﺿرورة أن ﺗﺗﻌﺎﻣـل اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺔ‬
‫ﺑﺣـذر ﻣـﻊ اﻟﻧظـﺎم اﻟﻠﯾﺑــﻲ‪ ،‬واﺻـﻔﺎً إﯾـﺎﻩ )ﺑــﺎﻟﺧطﯾر(‪ٕ ،‬وان ﻋﻠﯾﻬـﺎ أن ﺗﺗﺟﻧـب اﺗﺧــﺎذ أي ﻋﻣـل ﯾـؤدي إﻟــﻰ‬
‫اﻟﺗﺻﻌﯾد وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗوﺗر اﻟﻌﻼﻗـﺎت ﻣـﻊ اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾـﺔ‪ ،‬ﺑـﺿﻣﻧﻬﺎ ﻋـدم ﺗـﺷﺟﯾﻊ اﻟﺟﺎﻟﯾـﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﻟﯾﺑﯾ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﻐ ــﺎدرة‪ ،‬إذ إن اﻹﻗ ــدام ﻋﻠ ــﻰ اﺗﺧ ــﺎذ ﺗﻠ ــك اﻟﺧط ــوة ﻗ ــد ﯾﺣ ــول اﻟرﻋﺎﯾ ــﺎ اﻟﺑرﯾط ــﺎﻧﯾﯾن إﻟ ــﻰ‬
‫)رﻫﺎﺋن( ﻓﻲ اﻟﺻراع ﺑﯾن اﻟﺣﻛوﻣﺗﯾن اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ واﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ)‪.(٧١‬‬
‫ﺛــم أﻛــد وزﯾــر اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ اﻟﺑرﯾطــﺎﻧﻲ أﻧــﻪ ﺑــدأ ﺑد ارﺳــﺔ ﻣــﺎ أﺳــﻣﺎﻩ )اﻟﺧطـوات اﻟﺧﺎﺻــﺔ( اﻟﺗــﻲ ﻗـد‬
‫ﺗﻛ ــون ﻣﻔﺗوﺣ ــﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣ ــﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺔ ﻻﺗﺧﺎذﻫ ــﺎ‪ ،‬إذا ﻣ ــﺎ أﻗ ــدم اﻟـ ـرﺋﯾس ﻣﻌﻣ ــر اﻟﻘ ــذاﻓﻲ ﻋﻠ ــﻰ اﺣﺗﺟ ــﺎز‬
‫اﻟﻣـواطﻧﯾن اﻟﺑرﯾطــﺎﻧﯾﯾن ﻓــﻲ ﻟﯾﺑﯾــﺎ‪ ،‬وﺑﻬــذا اﻟــﺷﺄن ذﻛــر وزﯾــر اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ اﻟﺑرﯾطــﺎﻧﻲ إﻧــﻪ ﻋﻣــل اﻟﺗرﺗﯾﺑــﺎت‬
‫اﻟﻼزﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻬــدف ﻟﻌﻘــد اﺟﺗﻣــﺎع طــﺎرئ ﯾــﺿم ﻣــﺳؤوﻟﯾن ﻣــن و ازرة اﻟداﺧﻠﯾــﺔ وو ازرة اﻟــدﻓﺎع وو ازرة‬
‫اﻟﺗﺟــﺎرة واﻟــﺻﻧﺎﻋﺔ وو ازرة اﻟﻧﻘــل‪ ،‬واﻗﺗــرح وزﯾــر اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ أن ﯾ ـرأس ذﻟــك اﻻﺟﺗﻣــﺎع ﺑﻧﻔــﺳﻪ‪ ،‬وأﺿــﺎف‬
‫))إﻧﻪ ﺷرع ﺑدراﺳﺔ طرح اﻟﺗطورات اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ وﻟﯾﺑﯾﺎ ﻋﻠـﻰ وزراء اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ‬
‫اﻷورﺑﯾــــﯾن وواﻓﻘــــت رﺋﯾــــﺳﺔ اﻟــــوزراء ﻣﺎرﻏرﯾــــت ﺗﺎﺗــــﺷر ﻋﻠــــﻰ اﻻﻗﺗراﺣــــﺎت اﻟﺗــــﻲ ﻗــــدﻣﻬﺎ وزﯾــــر‬
‫اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ(()‪.(٧٢‬‬
‫ﻓـﻲ ﺟﺎﻧـب آﺧــر ﺷـﻬدت ﻟﯾﺑﯾـﺎ ﻣزﯾــداً ﻣـن اﻟﺗطــورات اﻟـﺳﻠﺑﯾﺔ ﻣﻧـذ ﺻــﯾف ﻋـﺎم ‪١٩٨٤‬م‪ ،‬أﺧــرت‬
‫ﺣــﺳم ﻣوﺿــوع ﺗــدﻫور اﻟﻌﻼﻗــﺎت ﺑــﯾن اﻟﺟــﺎﻧﺑﯾن‪ ،‬إذ ﺷ ــن اﻟ ـرﺋﯾس ﻣﻌﻣــر اﻟﻘــذاﻓﻲ ﺣﻣﻠــﺔ ﻋﻧﯾﻔــﺔ ﺿ ــد‬
‫ﻣﻧﺎوﺋﯾــﻪ ﻓــﻲ اﻟــداﺧل‪ ،‬واﺗﺧــذ إﺟ ـراءات ﺻــﺎرﻣﺔ ﺑﺣﻘﻬ ــم‪ ،‬ﻣﻧﻬــﺎ إﻋــدام ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻛﺑﯾ ـرة ﻣــن اﻟﻣﻌﺗﻘﻠ ــﯾن‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن)‪ ،(٧٣‬وﻓـﻲ اﻟوﻗـت ﻧﻔـﺳﻪ ﺟـرى ﺗﺣـول ﻛﺑﯾـر ﻓـﻲ اﻟﺟﻬـﺎز اﻷﻣﻧـﻲ اﻟﺗـﺎﺑﻊ ﻟﻠﺣﻛوﻣـﺔ‪ ،‬ﻓﺄﺻـﺑﺣت‬

‫‪٢٦٠‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻛﻠﯾـﺎً ﺑﺄﯾـدي ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻟﻣﯾﻠﯾـﺷﯾﺎت اﻟـﺷﺎﺑﺔ اﻟﺗـﻲ ﻋرﻓـت ﺳـﺎﺑﻘﺎً )ﺑﺎﻟﻠﺟـﺎن‬
‫اﻟﺛورﯾﺔ(‪ ،‬ووﺿﻊ اﻟرﺋﯾس ﻣﻌﻣر اﻟﻘذاﻓﻲ ﺛﻘﺗﻪ ﻓﯾﻬﺎ)‪.(٧٤‬‬
‫ﻓــﻲ ﺑــﺎدرة دﺑﻠوﻣﺎﺳ ـﯾﺔ أﻗــدم اﻟ ـرﺋﯾس اﻟﻠﯾﺑــﻲ ﻣﻌﻣــر اﻟﻘــذاﻓﻲ ﻟﺗﺧﻔﯾــف ﺣــدة ﺗــوﺗر اﻟﻌﻼﻗــﺎت ﺑــﯾن‬
‫ﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺎ وﻟﯾﺑﯾــﺎ إﻟــﻰ ﺗﻘــدﯾم ﻣﻘﺗــرح ﻟﻠﺗﻔــﺎوض ﻋﻠــﻰ إطــﻼق ﺳ ـراح اﻟﻣﺣﺗﺟ ـزﯾن اﻟﺑرﯾطــﺎﻧﯾﯾن ﻓــﻲ ﻟﯾﺑﯾــﺎ‪،‬‬
‫ﻣﻘﺎﺑل إطﻼق ﺳراح اﻟﻠﯾﺑﯾـﯾن اﻟﻣوﺟـودﯾن ﻓـﻲ اﻟـﺳﺟون اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺔ إﻻ إن اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺔ رﻓـﺿت‬
‫ذﻟــك اﻟﻣﻘﺗــرح ﻣﻣــﺎ أﺳــﻔر ﻋــن ﻓــﺷﻠﻪ إﻻ أن اﻟ ـرﺋﯾس اﻟﻠﯾﺑــﻲ ﻣﻌﻣــر اﻟﻘــذاﻓﻲ أﻗــدم ﻋﻠــﻰ اطــﻼق ﺳ ـراح‬
‫ﻣﺣﺗﺟزﯾن ﺑرﯾطﺎﻧﯾﯾن )‪ (٢‬ﻣن أﺻل )‪ (٦‬ﻓﻲ ‪ ٣١‬آب ‪١٩٨٤‬م‪ ،‬وﻗﺎﻟت اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾـﺔ أﻧﻬـﺎ اﺗﺧـذت‬
‫ﺗﻠــك اﻟﺧطــوة ﻟــدواع )إﻧــﺳﺎﻧﯾﺔ ﺑﺣﺗــﺔ()‪ ،(٧٥‬إﻻ أن ذﻟــك ﻟــم ﯾــﺳﻬم ﻓــﻲ ﺗطوﯾــق اﻷزﻣــﺔ‪ ،‬وﻟــم ﯾــﺗم اطــﻼق‬
‫ﺳـ ـراح ﻣ ــدﯾر اﻟ ــﺷرﻛﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺔ "ﻟﯾ ــدﻧﻐم" اﻟﻣﺧﺗط ــف ﻓ ــﻲ ﻟﯾﺑﯾ ــﺎ‪ ،‬إﻻ ﺑﻌ ــد ﻣ ــرور ﺗ ــﺳﻌﺔ أﺷ ــﻬر ﻣ ــن‬
‫اﺣﺗﺟـﺎزﻩ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾــد ﻓــﻲ ﺷــﺑﺎط ‪١٩٨٥‬م)‪ ،(٧٦‬وﻓــﻲ ﺧــﺿم ﺗــوﺗر اﻟﻌﻼﻗــﺎت ﺑــﯾن اﻟﺟــﺎﻧﺑﯾن ﺣــدﺛت أزﻣــﺔ‬
‫ﺟدﯾدة وﺿﻌت ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﻠدﯾن ﻓﻔﻲ آذار ﻋـﺎم ‪١٩٨٦‬م‪ ،‬ﺗﻌـرض ﻧـﺎدي ﻟﯾﻠـﻲ‬
‫ﻓــﻲ ﺑـ ـرﻟﯾن ﺑﺄﻟﻣﺎﻧﯾ ــﺎ إﻟ ــﻰ ﺗﻔﺟﯾ ــر ﻋﻧﯾ ــف)‪ ،(٧٧‬اﺗﻬﻣ ــت ﻋﻧﺎﺻــر ﻟﯾﺑﯾ ــﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾ ــذﻩ‪ ،‬وﺑﻌ ــد أﻛﺛ ــر ﻣ ــن أﺳ ــﺑوع‬
‫وﺟﻬت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة اﻷﻣرﯾﻛﯾـﺔ‪ ،‬ﺿـرﺑﺔ اﻧﺗﻘﺎﻣﯾـﺔ ﻟﻠﯾﺑﯾـﺎ‪ ،‬إذ طﻠـب اﻟـرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛـﻲ روﻧﺎﻟـد رﯾﻐـﺎن‬
‫‪ ،( ٧٨)"Ronald‬ﻣـ ــن رﺋﯾـ ــﺳﺔ اﻟـ ــوزراء اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـ ــﺔ ﻣﺎرﻏرﯾـ ــت ﺗﺎﺗـ ــﺷر‪ ،‬ﺗـ ــﺄﻣﯾن اﺳـ ــﺗﻌﻣﺎل‬ ‫"‪Reagan‬‬
‫اﻟﻣطــﺎرات واﻟﻘواﻋــد اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻬﺟــوم‪ ،‬وﻓﻌــﻼً واﻓﻘــت اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺗﻘــدﯾم اﻟــدﻋم‬
‫ﻟﻸﻣ ـرﯾﻛﯾﯾن‪ ،‬وﻋﻠــﻰ أﺛرﻫ ــﺎ أﺧــذت اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺔ ‪ -‬اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ ﺑﺎﻟﺗــدﻫور‪ ،‬وﻟ ــم ﺗــﺳﺗﺄﻧف اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت‬
‫اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳ ـ ــﯾﺔ ﺑ ـ ــﯾن ﺑرﯾطﺎﻧﯾ ـ ــﺎ وﻟﯾﺑﯾ ـ ــﺎ إﻻ ﻓ ـ ــﻲ ﺗﻣ ـ ــوز ﻋ ـ ــﺎم ‪١٩٩٩‬م‪ ،‬ﺣﯾﻧﻣ ـ ــﺎ أﻗ ـ ــرت اﻟ ـ ــﺳﻠطﺎت اﻟﻠﯾﺑﯾ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻬﺎ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋن اﻏﺗﯾﺎل اﻟﺷرطﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪١٩٨٤‬م)‪.(٧٩‬‬
‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ واﻻﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت‬
‫‪ -١‬ﺷــﻛﻠت اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ– اﻟﻠﯾﺑﯾ ــﺔ ﺟواﻧــب ﻣﻬﻣ ــﺔ ﻓــﻲ ﺗ ــﺎرﯾﺦ اﻟﻌﻼﻗــﺎت ﺑ ــﯾن اﻟﺟــﺎﻧﺑﯾن‪ ،‬ﻓﻘ ــد‬
‫ﻛﺎﻧــت اﻟــﺳﻧوات اﻟﺗــﻲ ﺣﻛﻣﻬــﺎ اﻟﻣﻠــك إدرﯾــس اﻟــﺳﻧوﺳﻲ‪ ،‬ﻣــن أﻓــﺿل ﺳــﻧوات اﻟﺗﻌــﺎون اﻟﺗــﻲ أﺑدﺗــﻪ‬
‫ﻟﯾﺑﯾ ــﺎ ﺗﺟ ــﺎﻩ ﺣﻠﯾﻔﺗﻬ ــﺎ ﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺎ‪ ،‬وﻧﺟﺣ ــت ﻓ ــﻲ اﻹﻓ ــﺎدة ﻣ ــن اﻟوﺟ ــود اﻟﺑرﯾط ــﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻋﻠ ــﻰ اﻷ ارﺿ ــﻲ‬
‫اﻟﻠﯾﺑﯾ ــﺔ‪ ،‬اﻟ ــذي ﻋﺎﺻ ــر ﻣرﺣﻠ ــﺔ ﻣﻬﻣ ــﺔ ﻣ ــن اﻟ ــﺻراع اﻟ ــدوﻟﻲ اﻟ ــذي ﻣﺛﻠﺗ ــﻪ اﻟﺣ ــرب اﻟﺑ ــﺎردة ﺑ ــﯾن‬
‫اﻟﻣﻌﺳﻛرﯾن اﻟدوﻟﯾﯾن‪.‬‬

‫‪٢٦١‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -٢‬إن ﺷﺧـﺻﯾﺔ اﻟﻣﻠـك ادرﯾــس اﻟـﺳﻧوﺳﻲ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ اﻟــرﻏم ﻣـن اﺗﻬﺎﻣــﻪ ﻛﺛﯾـ اًر ﻣـن ﺑﻌــض اﻟـدول ﺑــﺎﻟﻣواﻻة‬
‫ﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺎ‪ ،‬واﺑﺗﻌــﺎدﻩ ﻋــن اﻟﻘوﻣﯾــﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧــﻪ اﺗﺑــﻊ ﺳﯾﺎﺳــﺔ دﺑﻠوﻣﺎﺳــﯾﺔ‪ ،‬وﻗــد ﻧﺟﺣــت ﺣﻛوﻣﺎﺗــﻪ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑــﺔ ﻓــﻲ اﻋﺗﻣــﺎد ﺳﯾﺎﺳــﺔ اﻟﺣــﺻول ﻋﻠــﻰ اﻟﻣزﯾــد ﻣــن اﻟﻣــﺳﺎﻋدات ﻣــن ﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺎ‪ ،‬اﻟﺗــﻲ ﻛﺎﻧــت‬
‫ﺗـوﻟﻲ ﻷﻫﻣﯾـﺔ ﻟﯾﺑﯾـﺎ اﻻﺳـﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣوﻗـﻊ ﺑـدﯾل ﻟﻣــﺻﺎﻟﺣﻬﺎ ﻓـﻲ ﻣـﺻر وﻗﺑـرص‪ ،‬ﺗﻣﻛﻧﻬـﺎ ﻣـن ﺑــﺳط‬
‫ﺳﯾطرﺗﻬﺎ ورﻋﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺑﺣر اﻟﻣﺗوﺳط واﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﻌرﺑﻲ‪.‬‬
‫‪ -٣‬واﺟﻬت اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ﻣﻧذ ﺳﺗﯾﻧﯾﺎت اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﻣواﺟﻬـﺔ ﻋﻧﯾﻔـﺔ ﻣـﻊ اﻟـدول اﻟراﻋﯾـﺔ ﻟﺗﯾـﺎر‬
‫اﻟﻘوﻣﯾ ــﺔ اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ‪ ،‬وﻟﻸﺳ ــف ﻧﺟ ــد إن اﻟﺣﻛوﻣ ــﺔ اﻟﻣ ــﺻرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠ ــﺔ ﺑ ــﺷﺧص اﻟـ ـرﺋﯾس ﺟﻣ ــﺎل ﻋﺑ ــد‬
‫اﻟﻧﺎﺻـر‪ ،‬ﻗـد وﺿـﻊ ﻟﯾﺑﯾـﺎ ﻓـﻲ ﻣﯾـزان اﻟــﺻراع اﻟﻌرﺑـﻲ– اﻟـﺻﻬﯾوﻧﻲ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ اﻟـرﻏم ﻣـن إن ﻋـدداً ﻣــن‬
‫اﻟــدول اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ﻛﺎﻧــت أ ارﺿــﯾﻬﺎ ﻣــﺳرﺣﺎً ﻟﻠﻘواﻋــد اﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ ﺗوﺟــد ﻋﻠــﻰ أ ارﺿــﯾﻬﺎ ﻗواﻋــد أﺟﻧﺑﯾــﺔ‪ ،‬وﻟــم‬
‫ﺗﻧﺎﺻب ﻣﺻر اﻟﻌداء ﻟﺗﻠك اﻟـدول ﻋﻠـﻰ اﻟﻌﻛـس ﻣـن ﻟﯾﺑﯾـﺎ‪ ،‬إذ أﺟﺟـت ﻣـﺷﺎﻋر اﻟﻣﻌﺎرﺿـﯾن ﻟﻠﻣﻠـك‬
‫وﺣﻛوﻣﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻣﻣﺎ اﺿطر اﻟﻣﻠك إﻟـﻰ ﻋﻘـد اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﻟﺟـﻼء اﻟﻘـوات اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺔ ﻋـن اﻷ ارﺿـﻲ اﻟﻠﯾﺑﯾـﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺧﺎﻧﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت اﻟﺑﻼد ﺗﻣر ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫‪-٤‬ﺗ ــﺄﺛرت اﻟ ــﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾ ــﺔ ﺑ ــﺑﻌض اﻷﺣ ــداث اﻹﻗﻠﯾﻣﯾ ــﺔ‪ ،‬واﺗﺧﺎذﻫ ــﺎ ﺳ ــﺑﺑﺎً ﻟﻣﻣﺎرﺳ ــﺔ اﻟ ــﺿﻐوط ﻋﻠ ــﻰ‬
‫ﻣﺣــﺎور اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ– اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ‪ ،‬وﻻﺳــﯾﻣﺎ اﻟﻣﺣــور اﻟﻧﻔطــﻲ واﻟــذي ﻛﺎﻧـت اﻟــﺷرﻛﺎت اﻟﻧﻔطﯾــﺔ‬
‫اء ﻓــﻲ اﺳـﺗﺧراﺟﻪ أم ﺗــﺻدﯾر اﻟــﺑﻌض ﻣﻧـﻪ ﻛوﻧﻬــﺎ ﻣــن أﻫــم‬
‫اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺔ ﺗﺣظـﻰ ﺑﺄﻫﻣﯾــﺔ ﺧﺎﺻـﺔ ﺳـو ً‬
‫أﺳواق ﺗداوﻟﻪ ﻓﻲ أورﺑﺎ‪.‬‬
‫‪ -٥‬إن إﺧﻔــﺎق اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ ﺑﺈﺗﺑﺎﻋــﻪ ﻧﻬﺟــﺎً ﻋــداﺋﯾﺎً ﺗﺟــﺎﻩ اﻟــدول اﻟﻐرﺑﯾــﺔ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻣــن ﺗﻣﺗﻌﻬــﺎ‬
‫ﺑﻌﻼﻗ ــﺎت دﺑﻠوﻣﺎﺳ ــﯾﺔ ﻣ ــﻊ أﻏﻠ ــب ﺗﻠ ــك اﻟﺑﻠ ــدان‪ ،‬ﻣﺗﺧ ــذاً ﻣ ــن اﻟﻌﻣﻠﯾ ــﺎت اﻟﻣ ــﺳﻠﺣﺔ ﺷ ــﻌﺎ اًر ﻟﺗ ــﺻﻔﯾﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر ﻣﺗﻧﺎﺳﯾﺔً اﻟﻘﻣﻊ اﻟذي ﻣﺎرﺳﻪ ﻋﻠﻰ أﻏﻠب ﻣﻌﺎرﺿﻲ ﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ داﺧل اﻟﺑﻼد وﺧﺎرﺟﻪ‪.‬‬
‫‪ -٦‬ﻟــم ﺗﺣــض ﻟﯾﺑﯾــﺎ ﺑﺗــﺎرﯾﺦ ﻣــﺳﺗﻘر ﻣﻧــذ ﻋــﺎم ‪١٩٧٠‬م وﺣﺗــﻰ ﻋــﺎم ‪١٩٨٦‬م‪ ،‬إذ ﺷــﻬدت ﺗﻠــك اﻟﻣــدة‬
‫ﺻ ـراﻋﺎً دﻣوﯾــﺎً ﻛﺛﯾ ـ اًر ﻣــﺎ ﻏﻠﺑــت ﻋﻠﯾــﻪ ﻟﻐــﺔ اﻟﻌــداء ﺗﺟــﺎﻩ اﻟوﺟــود اﻟﻣﻌــﺎرض ﻟﻧظﺎﻣــﻪ‪ ،‬وﻻﺳــﯾﻣﺎ ﻓــﻲ‬
‫ﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺎ اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺗواﺟ ــد ﻓﯾﻬـ ــﺎ اﻟﻛﺛﯾ ــر ﻣ ــن ﻣﻌﺎرﺿـ ــﻲ ﻧظ ــﺎم ﺣﻛ ــم اﻟ ـ ـرﺋﯾس ﻣﻌﻣ ــر اﻟﻘ ــذاﻓﻲ داﺧـ ــل‬
‫أراﺿﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻻﺳﯾﻣﺎ واﻧﻬﺎ دوﻟﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑدﯾﻣﻘراطﯾﺔ واﺿﺣﺔ‪.‬‬

‫‪٢٦٢‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -٧‬اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ﻷﺳﻠوب اﻟﺗﺻﻔﯾﺎت ﻟﻣﻌﺎرﺿﯾﻬﺎ ﺗـﺎرة‪ ،‬وأﺧـرى اﻧﺗﻬـﺎج ﺻـﻧﺎﻋﺔ اﻷزﻣـﺎت‬
‫وﻟﻌـ ــل أﺑرزﻫـ ــﺎ أزﻣـ ــﺔ اﻟـ ــﺳﻔﺎرة اﻟﻠﯾﺑﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﻟﻧـ ــدن ﻋـ ــﺎم ‪١٩٨٤‬م اﻟﺗـ ــﻲ أدت إﻟـ ــﻰ ﻗطـ ــﻊ اﻟﻌﻼﻗـ ــﺎت‬
‫اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﻠدﯾن‪.‬‬
‫‪ -٨‬أﺟﺑ ــر ﺗﻧ ــﺎﻣﻲ اﻷﺳ ــﻠوب اﻟﻌـ ــداﺋﻲ ﺿ ــد ﻣ ــﺻﺎﻟﺢ اﻟ ــدول اﻟﻐرﺑﯾـ ــﺔ‪ ،‬اﻟﺣﻛوﻣ ــﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠـ ــﺔ‬
‫ﺑ ــﺳﯾﺎﺳﺔ رﺋﯾ ــﺳﺔ وزراﺋﻬ ــﺎ ﻣﺎرﻏرﯾ ــت ﺗﺎﺗ ــﺷر‪ ،‬ﺑﺎﻟﺗﻧ ــﺳﯾق ﻣ ــﻊ ﺣﻠﯾﻔﺗﻬ ــﺎ اﻟوﻻﯾ ــﺎت اﻟﻣﺗﺣ ــدة اﻷﻣرﯾﻛﯾ ــﺔ‬
‫ﺑﺗوﺟﯾ ــﻪ ﺿـ ـرﺑﺔ ﻋ ــﺳﻛرﯾﺔ ﻟﻠﯾﺑﯾ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﻋـ ــﺎم ‪١٩٨٦‬م‪ ،‬ﻗ ــد ﻋﻘ ــدت ﺗﻠ ــك اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت وأﻧﻬ ــت اﺣﺗﻣـ ــﺎل‬
‫ﻋودﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -٩‬ﺧﻼﺻــﺔ اﻟﻘــول إﻧــﻪ ﻣــن اﻟﺧطــﺄ اﻟﻛﺑﯾــر اﻧﺗﻬــﺎج ﺳﯾﺎﺳــﺔ ﻋداﺋﯾــﺔ‪ ،‬ﻟﺣــل اﻟﺧﻼﻓــﺎت ﺑــﯾن دول ﺗ ـرﺗﺑط‬
‫ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬـﺎ ﺑﻣﻌﺎﻫـدات ﺻـداﻗﺔ وﺗﻌـﺎون وﻣـﺻﺎﻟﺢ ﻣﺗﺑﺎدﻟـﺔ‪ ،‬وﺗﺟﺎﻫـل ﻗوﺗﻬـﺎ اﻟﻌـﺳﻛرﯾﺔ واﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳـﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻣ ــن ﺧ ــﻼل ﺗﺄﺛﯾرﻫ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﺣ ــﯾط اﻹﻗﻠﯾﻣ ــﻲ واﻟوﺿ ــﻊ اﻟﻌ ــﺎﻟﻣﻲ‪ ،‬وﻫ ــذا ﻣ ــﺎ ﻟﻣ ــﺳﻧﺎﻩ ﻣ ــن اﺧ ــﺗﻼف‬
‫ﺟوﻫري ﺑﯾن إدارة اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﻣﻠﻛﻲ واﻟﻌﻬد اﻟﺟﻣﻬوري‪.‬‬
‫اﻟﻬواﻣش‬
‫)‪ (١‬ﻣﺣﻣد ﻛﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد‪ ،‬اﻟﺷرق اﻷوﺳط ﻓـﻲ اﻟﻣﯾـزان اﻻﺳـﺗراﺗﯾﺟﻲ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑـﺔ اﻷﻧﺟﻠـو اﻟﻣـﺻرﯾﺔ‪ ،‬ط‪ ،٢‬اﻟﻘـﺎﻫرة‪،‬‬
‫‪ ،١٩٥٩‬ص ‪.٣٣٣‬‬
‫)‪ (٢‬ﺻــﻼح اﻟﻌﻘــﺎد‪ ،‬اﻟﺑﺗــرول وأﺛ ـرﻩ ﻓــﻲ اﻟــﺳﯾﺎﺳﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ اﻟﻌرﺑــﻲ‪ ،‬ﻣﻌﻬــد اﻟﺑﺣــوث واﻟد ارﺳــﺎت اﻟﻌرﺑﯾــﺔ‪ ،‬اﻟﻘــﺎﻫرة‪،‬‬
‫‪ ،١٩٧٣‬ص‪.٨٧‬‬
‫)‪ (٣‬ﻣﺣﻣد ﻛﻣﺎل ﻋﺑداﻟﺣﻣﯾد‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.٣٣٥‬‬
‫)‪ (٤‬ﻣﺣﻣد إدرﯾس اﻟﺳﻧوﺳﻲ وﻟد ﻓﻲ ﻋﺎم ‪١٨٩٠‬م وﻫـو أول ﺣـﺎﻛم ﻟﻠﯾﺑﯾـﺎ ﺑﻌـد اﻻﺳـﺗﻘﻼل اﻣﺗـدت ﻓﺗـرة ﺣﻛﻣـﻪ طﯾﻠـﺔ‬
‫اﻷﻋــوام )‪١٩٦٩ -١٩٥١‬م(‪ ،‬وﻫــو ﻣــن اﻟﻌﺎﺋﻠــﺔ اﻟــﺳﻧوﺳﯾﺔ ﻣــن ﺳــﻼﻟﺔ ﻣﺣﻣــد ﺑــن ﻋﻠــﻲ اﻟــﺳﻧوﺳﻲ ﻣؤﺳــس‬
‫اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺳﻧوﺳﯾﺔ‪ ،‬وﻗـد أﻋﻠـن ﻣﺣﻣـد إدرﯾـس ﻓـﻲ ﺑﻧﻐـﺎزي اﻻﺳـﺗﻘﻼل ﺗﻧﻔﯾـذاً ﻟﻘـرار ﻫﯾﺋـﺔ اﻷﻣـم اﻟﻣﺗﺣـدة‪ ،‬وﻗـرار‬
‫اﻟﺟﻣﻌﯾـــﺔ اﻟوطﻧﯾـــﺔ‪ ،‬إن ﻟﯾﺑﯾـــﺎ ﻣﻧـ ــذ ﻛـــﺎﻧون اﻷول ‪١٩٥١‬م أﺻـــﺑﺣت دوﻟـــﺔ ﻣـ ــﺳﺗﻘﻠﺔ ذات ﺳـــﯾﺎدة ﻟـــذﻟك اﺗﺧـ ــذ‬
‫اﻟــﺳﻧوﺳﻲ ﻟﻧﻔــﺳﻪ ﻟﻘــب ﻣﻠــك اﻟﻣﻣﻠﻛــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ اﻟﻣﺗﺣــدة‪ ،‬واﺗﺟــﻪ ﻧﺣــو ﺗوﺣﯾــد ﺑــﻼدﻩ ﺗﺣــت ﻗﯾﺎدﺗــﻪ وﺗﻘوﯾــﺔ دوﻟﺗــﻪ‬
‫ﻓﺄﺳــس أول ﺟﻣﻌﯾــﺔ وطﻧﯾــﺔ ﺗﻣﺛــل ﺟﻣﯾــﻊ اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ‪ .‬ﻟﻠﻣزﯾــد ﯾﻧظــر‪ :‬ﺋــﻲ‪ .‬أ‪ .‬ف‪ .‬دي ﻛﺎﻧــدول‪ ،‬اﻟﻣﻠــك‬
‫إدرﯾس ﻋﺎﻫل ﻟﯾﺑﯾﺎ ‪ ..‬ﺣﯾﺎﺗﻪ وﻋﺻرﻩ‪ ،‬ﺣﻘوق اﻟطﺑﻊ ﻟﻠﻣؤﻟف‪ ،١٩٨٨ ،‬ص ‪.١‬‬
‫)‪ (٥‬ﺑروﺷـﯾن‪ .‬ن‪ .‬إ ‪ :‬ﺗـﺎرﯾﺦ ﻟﯾﺑﯾــﺎ ﻣـن ﻧﻬﺎﯾــﺔ اﻟﻘـرن اﻟﺗﺎﺳــﻊ ﻋـﺷر ﺣﺗـﻰ ﻋــﺎم ‪ ،١٩٦٩‬ﺗرﺟﻣـﺔ‪ :‬ﻋﻣــﺎد ﺣـﺎﺗم‪ ،‬ﻣرﻛــز‬
‫اﻟﺟﻬﺎد اﻟﻠﯾﺑﻲ‪ ،‬طراﺑﻠس‪ ،١٩٨٩ ،‬ص‪.٣٨٣‬‬
‫)‪ (٦‬ﻣﺣﻣ ــود اﻟﻣﻧﺗ ــﺻر‪ :‬أول رﺋ ــﯾس وزراء ﻟﻠﻣﻣﻠﻛ ــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾ ــﺔ ﺑﻌ ــد اﺳ ــﺗﻘﻼﻟﻬﺎ ﻟﻠﻣ ــدة )ﻛ ــﺎﻧون اﻷول ‪١٩٥١‬م‪ -‬ﺷ ــﺑﺎط‬
‫‪١٩٥٤‬م(‪ ،‬ﯾﻧﺣدر ﻣن ﻋﺎﺋﻠﺔ طراﺑﻠﺳﯾﺔ ﺑـﺎرزة وﺗﻠﻘـﻰ ﺗﻌﻠﯾﻣـﻪ ﻓـﻲ ﺟﺎﻣﻌـﺔ روﻣـﺎ‪ ،‬وﻟـم ﯾﻧـﺿم إﻟـﻰ اﻟﺣرﻛـﺔ اﻟوطﻧﯾـﺔ‬

‫‪٢٦٣‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓـﻲ وﻗــت ﻣﺑﻛـر‪ ،‬واﻧﻬﻣــك ﺑـدﻻً ﻣــن ذﻟـك ﻓــﻲ إدارة اﻷﻋﻣــﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾـﺔ ﻟﻌﺎﺋﻠﺗــﻪ‪ ،‬وﻓـﻲ ﻋﻘــد اﻟﺛﻼﺛﯾﻧﯾـﺎت ﻣــن اﻟﻘــرن‬
‫اﻟﻣﻧﺻرم ﻋﻣـل ﻣـدﯾ اًر ﻟﻠوﻗـف اﻟـدﯾﻧﻲ ورﺋﯾـﺳﺎً ﻟﻣﺟﻠـس اﻟﻣدرﺳـﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾـﺎ‪ ،‬وﻓـﻲ ﻋـﺎم ‪١٩٥٠‬م ﻋـﯾن ﻧﺎﺋﺑ ًـﺎ‬
‫ﻟــرﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠ ــس اﻹداري ﻓ ــﻲ طــراﺑﻠس‪ ،‬ﺛ ــم أﺻ ــﺑﺢ ﻋــﺿواً ﻓ ــﻲ اﻟﺟﻣﻌﯾ ــﺔ اﻟوطﻧﯾــﺔ ﻗﺑ ــل أن ﯾﻌ ــﯾن رﺋﯾ ــﺳﺎً ﻷول‬
‫ﺣﻛوﻣﺔ ﻟﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ آذار ﻋـﺎم ‪١٩٥١‬م‪ ،‬اﺧﺗﯾـر رﺋﯾـﺳﺎً ﻟﻠـوزراء ﻟﻠﻣـرة اﻟﺛﺎﻧﯾـﺔ ﻟﻠﻣـدة ﻣـن )‪١٩٦٥-١٩٦٤‬م(‪ .‬ﻟﻠﻣزﯾـد‬
‫ﯾﻧظــر‪ :‬ﻫﻧرﯾﻛــو دي أﻏــﺳطﯾﻧﻲ‪ ،‬ﺳــﻛﺎن ﻟﯾﺑﯾــﺎ‪ ،‬ﺗرﺟﻣــﺔ ﺧﻠﯾﻔــﺔ اﻟﺗﻠﯾــﺳﻲ‪ ،‬اﻟــدار اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ﻟﻠﻛﺗــﺎب‪ ،١٩٨٧ ،‬ج‪،١‬‬
‫ص‪٧٠‬؛ ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻷﻫرام اﻟﻣﺻرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ١٢ ،٣٠٢٨٧‬ﺗﺷرﯾن اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪١٩٦٩‬م؛‬
‫‪John, Ronald Bruce St., Historical Dictionary of Libya, Fourth Edition,‬‬
‫‪Scarecrow press, 2006, p.172.‬‬
‫)‪ (٧‬ﺳﺎﻣﻲ اﻟﺣﻛﯾم‪ ،‬ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﯾﺑﯾﺎ‪ ،‬اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻻﻧﺟﻠو ﻣﺻرﯾﺔ‪ ،‬ط‪ ،٢‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،١٩٧٠ ،‬ص ‪.١٢٢-١٢١‬‬
‫‪(8) Sandars C.T. America's Overseas Garrisons the Leasehold Empire, New‬‬
‫‪York, 2000, p. 49.‬‬
‫)‪ (٩‬ﻣﺣﻣ ــد ﺣ ــﺳن ﺷ ــﻼش‪ ،‬ﺣ ــرب ﺳ ــﯾﻧﺎء ‪ ،١٩٥٦‬ﺑﻐ ــداد‪ ،‬ﻣطﺑﻌ ــﺔ اﻟرﺷ ــﺎد‪ ،١٩٧٢ ،‬ص‪٥٢‬؛ ﻣﺣﻣ ــد اﻟﻬﯾﺛﻣ ــﻲ‪،‬‬
‫اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،١٩٦٨ ،‬ص‪.١١١‬‬
‫)‪ (١٠‬ﺳﻠوﯾن ﻟوﯾد‪ :‬وﻟد ﻋﺎم ‪١٩٠٤‬م ﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑﺎرز ﻓﻲ ﺣزب اﻟﻣﺣﺎﻓظﯾن اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﺷـﻐل ﻣﻧـﺻب وزﯾـر اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ‬
‫ﻟﻠﻣــدة )‪١٩٦٠-١٩٥٥‬م(‪ ،‬ﺛــم ﺷــﻐل ﻣﻧــﺻب وزﯾــر اﻟﺧ ازﻧــﺔ ﺣﺗــﻰ ﻋــﺎم ‪١٩٦٢‬م‪ .‬ﺛــم اﻧﺗﺧــب رﺋﯾــﺳﺎً ﻟﻣﺟﻠــس‬
‫اﻟﻌﻣوم ﻓﻲ ﻋﺎم ‪١٩٧١‬م‪ ،‬وﺗﻘﺎﻋد ﻓﻲ ﻋﺎم ‪١٩٧٦‬م‪ ،‬ﺗوﻓﻲ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪١٩٨٧‬م‪ .‬ﻟﻠﻣزﯾد ﯾﻧظر‪:‬‬
‫‪Selwyn Lloyd-Wikipedia, the free encyclopedia‬‬
‫)‪ (١١‬اﻟﺻﺎدق ﺷﻛري‪ ،‬ﻟﯾﺑﯾﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ،‬طراﺑﻠس ‪ ٣‬ﺗﻣوز ‪.٢٠٠٨‬‬
‫‪mostakbal.org/.../assadiq_shukri_hadraza_030708p3_8.html.‬‬
‫)‪ (١٢‬ﻣ ــﺻطﻔﻰ ﺑ ــن ﺣﻠ ــﯾم‪ :‬رﺋ ــﯾس وزراء ﺳ ــﺎﺑق ورﺟ ــل أﻋﻣ ــﺎل ﻟﯾﺑ ــﻲ‪ ،‬وﻟ ــد ﻓ ــﻲ ‪ ٢٩‬ﻛ ــﺎﻧون اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ ‪١٩٢١‬م ﻓ ــﻲ‬
‫اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬ﯾﻧﺣدر ﻣن أﺳرة اﻣﺗﻬﻧت اﻟﺗﺟﺎرة‪ ،‬أﻧﻬﻰ دراﺳﺗﻪ اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ واﻟﺗﺣق ﺑﻛﻠﯾـﺔ اﻟﻬﻧدﺳـﺔ‬
‫ﻟﯾﺗﺧرج ﻓﯾﻬﺎ ﻋﺎم ‪١٩٤٥‬م‪ ،‬ﻋﻣل ﻣﻬﻧدﺳﺎً ﻓﻲ ﻣﺻر‪ ،‬وﻓـﻲ ﻋـﺎم ‪١٩٥٠‬م اﺳـﺗدﻋﺎﻩ اﻟﻣﻠـك إدرﯾـس اﻟـﺳﻧوﺳﻲ‬
‫ﻟﻠﻌﻣــل وزﯾ ـ اًر ﻟﻸﺷــﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣــﺔ واﻟﻣواﺻــﻼت ﻓــﻲ ﺣﻛوﻣــﺔ ﺑرﻗــﺔ‪ ،‬ﻟﻠﻣــدة )‪١٩٥٧-١٩٥٤‬م(‪ ،‬وﺑﻌــد اﺳــﺗﻘﺎﻟﺗﻪ‬
‫ﻋﯾﻧــﻪ اﻟﻣﻠــك ﻣﺳﺗــﺷﺎ اًر ﺧﺎﺻــﺎً ﻟــﻪ ﺑدرﺟــﺔ رﺋــﯾس وزراء‪ ،‬ﺛــم ﺳــﻔﯾ اًر ﻟﻠﯾﺑﯾــﺎ ﻓــﻲ ﻓرﻧ ـﺳﺎ ﺑــﯾن ﻋــﺎﻣﻲ )‪-١٩٥٨‬‬
‫ـﺻرﻓﺎ‪ ،‬وﺑﻌـد ﺛـورة ‪ ١‬أﯾﻠـول ‪١٩٦٩‬م‪،‬‬
‫ً‬ ‫‪١٩٦٠‬م(‪ ،‬ﺛم ﺗﻔرغ ﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻻت وأﺳس ﻋـدداً ﻣـن اﻟـﺷرﻛﺎت وﻣ‬
‫اﻧﺗﻘل ﻟﻠﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﻌرﺑﻲ وﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬وﻓﻲ ﻋـﺎم ‪١٩٧٥‬م ﺣـﺻل ﻋﻠـﻰ اﻟﺟﻧـﺳﯾﺔ اﻟـﺳﻌودﯾﺔ وﻻ ﯾـزال ﻣﻘﯾﻣ ًـﺎ‬
‫ﻓﯾﻬــﺎ‪ .‬ﯾﻧظــر‪ :‬ﻣــﺻطﻔﻰ أﺣﻣــد ﺑــن ﺣﻠــﯾم‪ ،‬ﻟﯾﺑﯾــﺎ اﻧﺑﻌــﺎث أﻣــﺔ وﺳــﻘوط دوﻟــﺔ‪ ،‬ﻣﻧــﺷورات اﻟﺟﻣــل‪ ،‬ﻛوﻟوﻧﯾــﺎ–‬
‫أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ‪ ،٢٠٠٣ ،‬ص‪.٤‬‬
‫ـﺳﺎﺣﻠﻲ‪ :‬وﻟـد ﺑﻣدﯾﻧــﺔ ﺑﻧﻐـﺎزي ﻓـﻲ ‪ ٣‬ﻧﯾـﺳﺎن ‪١٩٢٤‬م‪ ،‬ﺗﻠﻘــﻰ ﺗﻌﻠﯾﻣـﻪ اﻷﺳﺎﺳـﻲ ﻓـﻲ اﻟﻣــدارس‬
‫)‪ (١٣‬ﻋﻠـﻲ ﺳـﻠﯾﻣﺎن اﻟ ّ‬
‫اﻟﺣﻛوﻣﯾـﺔ اﻹﯾطﺎﻟﯾـﺔ‪ ،‬درس ﻓـﻲ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾـﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺔ ﺑﺎﻟﻘـﺎﻫرة ﻣـن ﻋـﺎم ‪١٩٤٥‬م إﻟـﻰ ‪١٩٤٧‬م‪ ،‬ﻧـﺎل درﺟـﺔ‬
‫"‪ "LL.B‬ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون ﻣ ــن ﺟﺎﻣﻌــﺔ ﻟﻧــدن "‪ "LSE‬ﻋ ــﺎم ‪١٩٥١‬م‪ ،‬ﺣــﺻل ﻋﻠــﻰ ﺷ ــﻬﺎدة ﻣﻬﻧﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘ ــﺎﻧون‬
‫"‪ "Barrister-At-Law‬ﻋـﺎم ‪١٩٥٢‬م‪ ،‬ﺗﻣﻛﻧــﻪ ﻣــن اﻟﻣراﻓﻌــﺔ أﻣــﺎم اﻟﻣﺣـﺎﻛم اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ‪ ،‬ﻋـ ّـﯾن ﻧــﺎظ اًر ﻟﻠﻌــدل‬

‫‪٢٦٤‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓــﻲ وﻻﯾــﺔ ﺑرﻗــﺔ ﻋــﺎم ‪١٩٥٢‬م‪ ،‬ﺛــم ﻋـ ّـﯾن وزﯾـ اًر ﻟﻠﻣواﺻــﻼت واﻟﻣﺎﻟّﯾــﺔ واﻟﻌــدل ﺛــم ﻟﻠﺧﺎرﺟﯾــﺔ ﻣــن ﻋــﺎم‪١٩٥٤‬م‬
‫ﺣﺗــﻰ ﻋــﺎم ‪١٩٥٦‬م‪ ،‬ﺛــم ﺳــﻔﯾ اًر ﻓــﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺎ ﻋــﺎم ‪١٩٥٧‬م‪ ،‬ﺛــم رﺋﯾــﺳﺎً ﻟﻠــدﯾوان اﻟﻣﻠﻛــﻲ )‪١٩٦٥-١٩٥٨‬م(‪،‬‬
‫ﺛـم ﻋـﯾن ﺳــﻔﯾ اًر ﻓـﻲ إﯾطﺎﻟﯾـﺎ ﻋــﺎم ‪١٩٦٥‬م‪ ،‬ﺛـم وزﯾـ اًر ﻟﻠداﺧﻠﯾــﺔ ﻋـﺎم ‪١٩٦٧‬م‪ ،‬اﺳـﺗﻘﺎل ﻣــن ﻣﻧـﺻﺑﻪ ﻋﻠـﻰ أﺛــر‬
‫ﺣ ــدوث ﻧﻛ ــﺳﺔ ﺣزﯾـ ـران ‪١٩٦٧‬م‪ ،‬اﻟﺗﺣ ــق ﺑﺟﺎﻣﻌ ــﺔ ﻗ ــﺎرﯾوﻧس اﻟﻠﯾﺑﯾ ــﺔ ﻋ ــﺎم ‪١٩٧٠‬م ﻟﯾﻌﻣ ــل أﺳ ــﺗﺎذاً ﻟﻠﻐ ــﺎت‬
‫اﻟﻼﺗﯾﻧﯾ ــﺔ واﻹﯾطﺎﻟﯾ ــﺔ واﻹﻧﺟﻠﯾزﯾ ــﺔ ﻧ ــﺎل درﺟ ــﺔ اﻟ ــدﻛﺗوراﻩ ﻓ ــﻲ اﻷدب "‪ "D. Litt‬ﻣ ــن ﺟﺎﻣﻌ ــﺔ ﻓﯾﻧﯾ ــﺳﺎ ﻋ ــﺎم‬
‫ـوﻓﻲ ﯾــوم اﻟﺟﻣﻌــﺔ اﻟﻣواﻓـق ‪ ٢١‬أﯾــﺎر ‪٢٠٠٤‬م‪ ،‬اﻷردن‪ ،‬ودﻓــن ﻓــﻲ ‪٢٤‬‬
‫‪١٩٧٦‬م‪ ،‬ﺗﻘﺎﻋـد ﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪١٩٨٦‬م ﺗ ّ‬
‫أﯾﺎر ‪٢٠٠٤‬م ﺑﻣدﯾﻧﺔ ﺑﻧﻐﺎزي‪ .‬ﻟﻠﻣزﯾد ﯾﻧظر‪ :‬ﻋﻠﻲ اﻟﺳﺎﺣﻠﻲ‪ ،‬وﯾﻛﯾﺑﯾدﯾﺎ اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺣرة‬
‫‪ar.wikipedia.org/wiki/‬‬
‫)‪ (١٤‬ﺑن ﻋﺳﻛر‪ ،‬ﺣدث اﻟﺟﻼء‪ ..‬اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﺟودﻫﺎ وﺟﻼؤﻫﺎ‪ ..‬اﻟﺣﻘﯾﻘـﺔ واﻟزﯾـف‪ ،‬ﻣﺟﻠـﺔ اﻻﻧﻘـﺎذ‬
‫اﻟﻌدد )‪ (٤٧‬أﯾﻠول ‪ ،١٩٩٨‬ص‪.٥٧-٤٨‬‬
‫)‪ (١٥‬ﻋطﯾﺔ ﻣﺳﺎﻫر ﺣﻣد اﻟﻌﺑﯾدي‪ ،‬ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾـﺔ ﺗﺟـﺎﻩ ﻟﯾﺑﯾـﺎ ‪١٩٦٩-١٩٥١‬م‪ ،‬ﻣﺟﻠـﺔ آداب‬
‫اﻟﻔراﻫﯾدي‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ٥‬ﻛﺎﻧون اﻷول ‪ ،٢٠١٢‬ص ‪.٢٠٥‬‬
‫)‪ (١٦‬ﻓـﻲ ﺣﻘﯾﻘـﺔ اﻷﻣـر أن اﻟﺟﺎﻧـب اﻟﻠﯾﺑـﻲ ﻛـﺎن ﻓﻌـﻼً ﯾُﺟـري اﺗـﺻﺎﻻت ﻣـﺳﺗﻣرة ﻣـﻊ ﺳـﻔﯾر اﻟوﻻﯾـﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة ﺑﻠﯾﺑﯾـﺎ‬
‫ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن‪ .‬ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل ﯾﻧظر‪ :‬ﻋطﯾﺔ ﻣﺳﺎﻫر ﺣﻣد اﻟﻌﺑﯾدي‪ ،‬اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪.٢٠٥‬‬
‫)‪ (١٧‬رﯾﺗــﺷﺎرد ﻣﯾﻠﻬــﺎوس ﻧﯾﻛــﺳون‪ :‬وﻟــد ﻓــﻲ )‪ ٩‬ﻛــﺎﻧون اﻟﺛــﺎﻧﻲ ‪١٩١٣‬م وﺗــوﻓﻲ ﻓــﻲ ‪ ٢٢‬ﻧﯾــﺳﺎن ‪١٩٩٤‬م(‪ ،‬ﻫ ــو‬
‫رﺋﯾس اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻊ واﻟﺛﻼﺛﯾن‪ ،‬ﺗﻘﻠد ﻣﻧـﺻﺑﻪ ﺑـﯾن اﻟـﺳﻧوات )‪١٩٧٤-١٩٦٩‬م(‪ ،‬ﺗﺧـرج‬
‫ﻣن ﻣدرﺳﺔ ﻛﻠﯾﺔ وﯾﻧﺗر اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪١٩٣٤‬م‪ ،‬ﺛم ﻓﻲ ﻣدرﺳـﺔ اﻟﺣﻘـوق ‪١٩٣٨‬م‪ ،‬ﻣـﺎرس ﻣﻬﻧـﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣـﺎة‬
‫ﺛــم ﻋﻣــل ﻓــﻲ اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﻔدراﻟﯾــﺔ ﻋــﺎم ‪١٩٤٢‬م‪ ،‬ﺷــﺎرك ﻓــﻲ اﻟﺣــرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ )‪١٩٤٥-١٩٣٩‬م(‪،‬‬
‫واﻧﺗﺧب ﻋﺿواً ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب ﻋـن ﻣدﯾﻧـﺔ ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾـﺎ ﻋـﺎم ‪١٩٤٦‬م‪ ،‬أﺻـﺑﺢ ﺳـﻧﺎﺗو اًر ﻓـﻲ ﻋـﺎم ‪١٩٥٠‬م‪،‬‬
‫ﺛ ــم ﻋ ــﯾن ﻧﺎﺋﺑ ــﺎً ﻟﻠـ ـرﺋﯾس دواﯾ ــت إﯾزﻧﻬ ــﺎور ﻓ ــﻲ ‪١٩٥٢‬م‪ ،‬رﺷ ــﺢ ﻟرﺋﺎﺳ ــﺔ اﻟوﻻﯾ ــﺎت اﻟﻣﺗﺣ ــدة اﻷﻣرﯾﻛﯾ ــﺔ ﻋ ــﺎم‬
‫‪١٩٦٠‬م‪ ،‬ﻟﻛﻧﻪ ﻓﺷل أﻣﺎم ﺟون ﻛﻧدي‪ ،‬وﻓﻲ ﻋﺎم ‪١٩٦٨‬م ﻧﺟﺢ ﻓـﻲ اﻟوﺻـول إﻟـﻰ رﺋﺎﺳـﺔ اﻟوﻻﯾـﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‪ ،‬ﻗﺎم ﺑزﯾﺎرة ﺷﻬﯾرة ﻟﻠﺻﯾن ﻋﺎم ‪١٩٧٢‬م‪ ،‬أﻋﯾد اﻧﺗﺧﺎﺑـﻪ ﻟﻠﻣـرة اﻟﺛﺎﻧﯾـﺔ ﻋـﺎم ‪١٩٧٢‬م‪ ،‬أﻧﻬـﻰ اﻟﺗـدﺧل‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ ﻓﯾﺗﻧـﺎم ﻋـﺎم ‪١٩٧٣‬م‪ ،‬اﺿـطر ﻟﻼﺳـﺗﻘﺎﻟﺔ ﻋﻠـﻰ أﺛـر ﻓـﺿﯾﺣﺔ ووﺗـر ﺟﯾـت ﻓـﻲ ‪١٩٧٤‬م‪ ،‬ﻋـﺎش‬
‫ﻧﯾﻛــﺳون أﻟـ ـ ـ ‪ ٢٠‬ﺳــﻧﺔ ﺑﻌــد اﺳــﺗﻘﺎﻟﺗﻪ ﯾﻣــﺎرس ﺣﯾﺎﺗــﻪ اﻟطﺑﯾﻌﯾــﺔ ﺣﺗــﻰ وﻓﺎﺗــﻪ ﻓــﻲ ‪ ٢٢‬ﻧﯾــﺳﺎن ﻋــﺎم ‪١٩٩٤‬م‪.‬‬
‫ﻟﻠﻣزﯾد ﯾﻧظر‪ :‬رﯾﺗﺷﺎرد ﻧﯾﻛﺳون‪ ،‬ﻣذﻛرات اﻟرﺋﯾس ﻧﯾﻛﺳون )اﻟﺣـرب اﻟﺣﻘﯾﻘﯾـﺔ(‪ ،‬ﺗرﺟﻣـﺔ‪ :‬ﺳـﻬﯾل زﻛـﺎر‪ ،‬ط‪،١‬‬
‫دار ﺣﺳﺎن ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،‬دﻣﺷق‪.١٩٨٣ ،‬‬
‫)‪ (١٨‬ﻋطﯾﺔ ﻣﺳﺎﻫر ﺣﻣد اﻟﻌﺑﯾدي‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.٢٠٢‬‬
‫)‪ (١٩‬دواﯾت إﯾزﻧﻬﺎور‪ :‬وﻟد ﻓﻲ وﻻﯾﺔ ﺗﻛﺳﺎس ﻓﻲ ‪ /١٢‬ت‪١٨٩٠/١‬م‪ ،‬ﺗﺧرج ﻓﻲ أﻛﺎدﯾﻣﯾـﺔ وﯾـﺳت دﯾﻧـﯾن ﻓـﻲ ﻋـﺎم‬
‫‪١٩١٥‬م‪ ،‬وﻣن ﻛﻠﯾـﺔ اﻷرﻛـﺎن ﻓـﻲ ﻛﻧـﺳﺎس ﻋـﺎم ‪١٩٢٩‬م‪ ،‬ﺷـﻐل ﻣﻧﺎﺻـب ﻋـﺳﻛرﯾﺔ ﻫﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻌﺎﺻـﻣﺔ وﻣـﺎ‬
‫وراء اﻟﺑﺣــﺎر وﺣﯾﻧﻣــﺎ ﻫﺎﺟﻣــت اﻟﯾﺎﺑــﺎن ﻣﯾﻧــﺎء ﺑﯾــرل ﻫــﺎرﺑر ﻓــﻲ اﻟﺣــرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾ ـﺔ ﻓــﻲ ‪ ٧‬ﻛــﺎﻧون اﻷول‬

‫‪٢٦٥‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪١٩٤١‬م‪ ،‬رﻗﻲ إﻟﻰ رﺋـﯾس أرﻛـﺎن واﻟﻣـﺳﺎﻋد اﻷول ﻓـﻲ ﻫﯾﺋـﺔ اﻷرﻛـﺎن‪ ،‬وﻣـﺳؤول ﻋـن إدارة ﻗـﺳم اﻟﻌﻣﻠﯾـﺎت ﻓـﻲ‬
‫واﺷﻧطن ﻛﻣﺎ ﻋﯾن ﻗﺎﺋداً ﻟﻠﻘوات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓـﻲ اﻟﺟﺑﻬـﺔ اﻷورﺑﯾـﺔ ﻋـﺎم ‪١٩٤٥-١٩٤٤‬م‪ ،‬ﺛـم ﻋـﯾن رﺋﯾـﺳﺎً ﻟﻘـوات‬
‫ﺷ ــﻣﺎل اﻷطﻠ ــﺳﻲ ﻋ ــﺎم ‪١٩٥٢-١٩٥٠‬م‪ ،‬وﻓ ــﻲ ﻋـ ــﺎم ‪١٩٥٢‬م‪ ،‬ﺗﻘﺎﻋـــد ﻣـ ـن اﻟﺟ ــﯾش‪ ،‬ﺛ ــم ﻓ ــﺎز ﻓ ــﻲ ﻣﻧـــﺻب‬
‫اﻟرﺋﺎﺳﺔ‪ ،‬وﺟدد اﻧﺗﺧﺎﺑﻪ ﻋﺎم ‪١٩٥٦‬م ﻣدة رﺋﺎﺳﯾﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺗوﻓﻲ ﻓﻲ ‪ /٢٨‬آذار‪١٩٦٩/‬م‪ .‬ﯾﻧظر‪:‬‬
‫‪Encycolopedia, Brittan, Op. Cit., Vol.6, PP. 514-516.‬‬
‫)‪ (٢٠‬ﻫﺎروﻟد ﻣﺎﻛﻣﯾﻼن ‪ :Harold Macmillan‬ﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﻲ )‪ ١٠‬ﺷﺑﺎط ‪ ٢٩ –١٨٩٤‬ﻛﺎﻧون اﻷول‬
‫‪١٩٨٦‬م(‪ .‬ﺗوﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ اﻟو ازرة ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﻣن ‪ ١٠‬ﻛﺎﻧون اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪١٩٥٧‬م إﻟﻰ ‪ ١٨‬ﺗﺷرﯾن اﻷول ‪١٩٦٣‬م‪.‬‬
‫‪ar.wikipedia.org/wiki/‬‬ ‫ﻫﺎروﻟد ﻣﺎﻛﻣﯾﻼن وﯾﻛﯾﺑﯾدﯾﺎ‪ ،‬اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺣرة‪.‬‬
‫)‪ (٢١‬ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر‪١٩٧٠-١٩١٨ ) :‬م(‪ ،‬وﻟد ﻓﻲ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ أﻛﻣل دراﺳﺗﻪ اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ﺑـدأ ﺣﯾﺎﺗـﻪ‬
‫اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﻋﺷر ﻣن ﻋﻣرﻩ‪ ،‬ﻗدم ﻋﻠﻰ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻓـؤاد‪ ،‬ﺛـم دﺧـل اﻟﻛﻠﯾـﺔ اﻟﺣرﺑﯾـﺔ ﺑﻌـد‬
‫ان أﻋﻠﻧــت ﻗﺑوﻟﻬــﺎ دﻓﻌــﺔ اﺳــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﺗﺧــرج ﻣﻧﻬــﺎ ﻋــﺎم ‪١٩٣٨‬م‪ ،‬ﺑرﺗﺑــﺔ ﻣــﻼزم ﺛــﺎﻧﻲ‪ ،‬وﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪١٩٥٢‬م ﻗــﺎد‬
‫ﺟﻣــﺎل ﻋﺑــد اﻟﻧﺎﺻــر واﻟﺛ ـوار اﻟﻣــﺻرﯾﯾن ﺛــورة ﺗﻣــوز ﻓــﻲ ﻣــﺻر ﺿــد ﻧظــﺎم اﻟﺣﻛــم اﻟﻣﻠﻛــﻲ‪ ،‬وﻓــﻲ ‪ ١٤‬ﺗــﺷرﯾن‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﺎم ‪١٩٥٤‬م ﺗوﻟﻰ ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﺑﻌد أن ﺗم إﻋﻔﺎء ﻣﺣﻣد ﻧﺟﯾب‪ ،‬ﺑﻘﻲ ﺟﻣـﺎل ﻋﺑـد‬
‫اﻟﻧﺎﺻــر ﺑــﺎﻟﺣﻛم ﺣﺗــﻰ وﻓﺎﺗــﻪ ﻓــﻲ ‪ ٢٨‬أﯾﻠــول ‪١٩٧٠‬م‪ .‬ﻟﻠﻣزﯾــد ﯾﻧظــر‪ :‬ﺳــﻌد أﺑــو اﻟ ـرﯾش‪ ،‬ﺟﻣــﺎل ﻋﺑــد اﻟﻧﺎﺻــر‬
‫آﺧر اﻟﻌرب‪ ،‬ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،٢٠٠٥ ،‬ص‪.٤٦-٢١‬‬
‫)‪ (٢٢‬ﺣﺳﯾن ﯾوﺳف ﻣﺎزق‪ :‬وﻟد ﻓﻲ ﻋﺎم ‪١٩١٨‬م ﻓـﻲ وادي ﺑوﻏـﺳﺎل ﺑـﺎﻟﻘرب ﻣـن ﺗـﺎﻛﻧس إﻟـﻰ اﻟـﺷرق ﻣـن ﺑﻧﻐـﺎزي‬
‫وﻟﺻﻠﺔ واﻟدﻩ ﺑزﻋﻣـﺎء اﻟﻣﻘﺎوﻣـﺔ‪ ،‬اﻋﺗﻘﻠـت اﻟﻌﺎﺋﻠـﺔ وﻧﻔﯾـت إﻟـﻰ ﻣدﯾﻧـﺔ ﺷـﺣﺎت‪ ،‬إذ ﺑﻘـﻲ واﻟـدﻩ ﻓﯾﻬـﺎ ﺣﺗـﻰ وﻓﺎﺗـﻪ ﻋـﺎم‬
‫‪١٩٣٤‬م‪ ،‬درس ﺣﺳﯾن ﻓﻲ ﻣدرﺳـﺔ إﯾطﺎﻟﯾـﺔ ﻓـﻲ ﺷـﺣﺎت‪ ،‬ﻟﻛـن اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻹﯾطﺎﻟﯾـﺔ ﻟـم ﺗـﺳﻣﺢ ﻟـﻪ ﺑﺈﻛﻣـﺎل ﺗﻌﻠﯾﻣـﻪ‪،‬‬
‫وﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪١٩٣٧‬م‪ ،‬ﻋﻣــل ﻛﺄﺣــد اﻟﻣـ ـراﻗﺑﯾن ﻋﻠــﻰ ﻣــﺷروع اﻟطرﯾــق اﻟ ــﺳﺎﺣﻠﻲ اﻟواﺻــل ﺑــﯾن اﻟﺣــدود اﻟﻣ ــﺻرﯾﺔ‪،‬‬
‫واﻟﺣدود اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ‪ ،‬وﻛﺎن ﯾـﻧظم ﺣـﺳﺎﺑﺎت اﻟﻌـﺎﻣﻠﯾن اﻟﻠﯾﺑﯾـﯾن‪ ،‬وﻣـدﺧراﺗﻬم‪ ،‬وﻓـﻲ ﻋـﺎم ‪١٩٤٠‬م ُدﻋـﻲ ﻟزﯾـﺎرة إﯾطﺎﻟﯾـﺎ‬
‫ﻣــﻊ ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن أﻋﯾــﺎن ﺑرﻗــﺔ إذ ﻗــﺎﺑﻠوا ﻫﻧــﺎك ﻣوﺳــﻠﯾﻧﻲ‪ ،‬ﻋــﺎد إﻟــﻰ ﻟﯾﺑﯾــﺎ ﻓــﻲ ‪ ١٠‬ﺣزﯾ ـران ‪١٩٤٠‬م‪ ،‬وﻓــﻲ ﻋــﺎم‬
‫‪١٩٤٦‬م اﻟﺗﻘــﻰ ﻷول ﻣ ـرة ﺑــﺎﻷﻣﯾر إدرﯾــس اﻟــﺳﻧوﺳﻲ وﻗــد أُﻋﺟــب ﺑــﻪ وﻛﺎﻧــت ﺗﻠــك ﺑداﯾــﺔ ﻣــﺳﯾرة ﺣــﺳﯾن ﻣــﺎزق‬
‫اﻟــﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻔــﻲ ‪ ١‬ﺣزﯾ ـران ﻋــﺎم ‪١٩٤٩‬م أﻋﻠــن اﻷﻣﯾــر إدرﯾــس اﺳــﺗﻘﻼل ﺑرﻗــﺔ‪ ،‬وﻛــﺎن ﻣــن اﻟــﺿروري ﺗــﺷﻛﯾل‬
‫ﺣﻛوﻣـﺔ ﻟﻠوﻻﯾــﺔ‪ ،‬ﻓﺗـرأس ﻣﺣﻣــد اﻟــﺳﺎﻗزﻟﻲ ﺣﻛوﻣــﺔ ﺑرﻗــﺔ ﻓـﻲ آذار ﻋــﺎم ‪١٩٥٠‬م‪ ،‬وﻛــﺎن ﺣــﺳﯾن ﻣــﺎزق‪ ،‬اﻟﺑــﺎﻟﻎ ﻣــن‬
‫ﻋﺎﻣﺎ‪ ،‬ﻓﯾﻬﺎ وزﯾ اًر ﻟﻠﻣﻌﺎرف واﻟداﺧﻠﯾﺔ وﺑﻌد اﺳﺗﻘﻼل ﻟﯾﺑﯾﺎ ﺗﺣت ﺣﻛم اﻟﻣﻠك إدرﯾـس اﻟـﺳﻧوﺳﻲ ﻓـﻲ ‪٢٤‬‬
‫اﻟﻌﻣر ‪ً ٣٢‬‬
‫ﻛﺎﻧون اﻷول ‪١٩٥١‬م‪ ،‬ﺗﻐﯾر ﻟﻘب اﻟﺳﺎﻗزﻟﻲ ﻣـن "رﺋـﯾس وزراء" إﻟـﻰ "واﻟـﻲ"‪ ،‬وﺑﻘـﻲ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻣﻧـﺻب ﺣﺗـﻰ أﯾـﺎر‬
‫ﻋــﺎم ‪١٩٥٢‬م ﻋﻧــدﻣﺎ ﺧﻠﻔــﻪ ﺣــﺳﯾن ﻣــﺎزق‪ ،‬ﻗــدم اﺳــﺗﻘﺎﻟﺗﻪ ﻓــﻲ ﺗــﺷرﯾن اﻷول ‪١٩٦١‬م‪ ،‬ﺛــم ﻋــﺎد ﻓــﻲ ﻛــﺎﻧون اﻟﺛــﺎﻧﻲ‬
‫ﻋــﺎم ‪١٩٦٤‬م‪ ،‬ﻋﻧــدﻣﺎ ُﻛﻠّــف ﻣﺣﻣــود اﻟﻣﻧﺗــﺻر ﺑﺗــﺷﻛﯾل ﺣﻛوﻣــﺔ ﺟدﯾــدة ﺗــوﻟﻰ ﻓﯾﻬــﺎ ﻣــﺎزق و ازرة اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ‪ ،‬وﻓــﻲ‬
‫ﺷــﺑﺎط ﻋــﺎم ‪١٩٦٤‬م ﻛﻠــف ﺣــﺳﯾن ﻣــﺎزق ﺑﺑــدء ﻣﻔﺎوﺿــﺎت اﻟﺟــﻼء ﻣــﻊ ﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺎ واﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة‪ ،‬وﻓــﻲ ‪٢٠‬‬
‫ﻓﻛﻠــف ﺣــﺳﯾن ﻣــﺎزق ﺑﺗــﺷﻛﯾل اﻟﺣﻛوﻣــﺔ‪ ،‬وﻗــد اﺳــﺗﻣر‬
‫آذار‪١٩٦٤‬م اﺳــﺗﻘﺎل ﻣﺣﻣــود اﻟﻣﻧﺗــﺻر ﻷﺳــﺑﺎب ﺻــﺣﯾﺔ‪ُ ،‬‬

‫‪٢٦٦‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻣ ـ ــﺎزق ﻓ ـ ــﻲ ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ اﻟﺧط ـ ــﺔ اﻟﺧﻣ ـ ــﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾ ـ ــﺔ اﻻﻗﺗ ـ ــﺻﺎدﯾﺔ )‪١٩٦٨-١٩٦٣‬م( اﺿ ـ ــطر ﻟﻼﺳ ـ ــﺗﻘﺎﻟﺔ ﻓــ ــﻲ ‪٢٩‬‬
‫ﺣزﯾران‪١٩٦٧‬م‪ ،‬ﻟم ﯾﺗوﻟﻰ ﺣﺳﯾن ﻣﺎزق أي ﻣﻧﺻب ﺳﯾﺎﺳﻲ ﺣﺗﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻓـﻲ ‪ ١‬اﯾﻠـول ‪١٩٦٩‬م‪ ،‬وﻋﻧـدﻣﺎ‬
‫ﻗﺎم اﻧﻘﻼب ‪١٩٦٩‬م ﻛﺎن ﺣﺳﯾن ﻣﺎزق ﺧﺎرج اﻟﺑﻼد‪ ،‬ﻟﻛﻧﻪ ﻋﺎد رﻏم ذﻟك‪ ،‬اذ ُﺣـوﻛم وﺳـﺟن‪ ،‬ﻛﻣﻌظـم اﻟﻣـﺳؤوﻟﯾن‬
‫ﻣن اﻟﺣﻘﺑﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ‪ ،‬وأﺛﻧﺎء ﻣﺣﺎﻛﻣﺗﻪ داﻓﻊ ﻋن ﻋﻼﻗﺗﻪ ﻣﻊ اﻟﻣﻠـك إدرﯾـس اﻟـﺳﻧوﺳﻲ‪ ،‬وﺻـدر ﻓـﻲ ﻧﻬﺎﯾـﺔ اﻟﻣطـﺎف‬
‫ﻋﺎم ‪١٩٧٧‬م ﺣﻛﻣﺎً ﺑﺳﺟﻧﻪ ﻋﺷر ﺳﻧوات‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﺧرج ﻣن اﻟﺳﺟن ﻋـﺎم ‪١٩٧٤‬م‪ ،‬ﺑﻘـﻲ ﻣـﺎزق ﯾﻌـﯾش ﻓـﻲ ﻣﻧزﻟـﻪ‬
‫ﻓــﻲ ﻣدﯾﻧــﺔ ﺑﻧﻐــﺎزي ﺣﺗــﻰ وﻓﺎﺗــﻪ ﻓــﻲ ‪ ١٢‬أﯾــﺎر ﻋــﺎم ‪ .٢٠٠٦‬ﻟﻠﻣزﯾــد ﯾﻧظــر‪ :‬ﻣﺣﻣــد ﯾوﺳــف اﻟﻣﻘرﯾــف‪ ،‬ﻟﯾﺑﯾــﺎ ﺑــﯾن‬
‫اﻟﻣﺎﺿــﻲ واﻟﺣﺎﺿــر‪ ،‬ﺻــﻔﺣﺎت ﻣــن اﻟﺗــﺎرﯾﺦ اﻟــﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻣرﻛــز اﻟد ارﺳــﺎت اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠــد‪ ،٢‬أوﻛــﺳﻔورد‪،٢٠٠٤ ،‬‬
‫ص ‪.٣٢٤-٣١٠‬‬
‫)‪ (٢٣‬ﻣــﺻطﻔﻰ أﺣﻣــد ﺑــن ﺣﻠــﯾم‪ ،‬اﻟﻣــﺻدر اﻟــﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪٣٨٧‬؛ إﺑ ـ ارﻫﯾم ﻓﻧﺟــﺎن اﻹﻣــﺎرة‪ ،‬اﻻﻧــﺳﺣﺎب اﻷﻣرﯾﻛــﻲ ﻣــن‬
‫ﻗﺎﻋــدة وﯾﻠــس ﻓــﻲ ﻟﯾﺑﯾــﺎ ‪١٩٧٠‬م‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌــﺔ اﻟﺑــﺻرة‪ ،‬ﻣﺟﻠــﺔ د ارﺳــﺎت ﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ‪ ،‬اﻟﻌــدد اﻟﺧــﺎﻣس ﻋــﺷر ﻛــﺎﻧون اﻷول‬
‫‪ ،٢٠١٣‬ص‪.٢٧٠‬‬
‫)‪ (٢٤‬ﻫــﻲ اﻟﺣــرب اﻟﺗــﻲ ﺷــﻧﺗﻬﺎ )اﺳــراﺋﯾل( ﻋﻠــﻰ اﻟــدول اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ﻣــﺻر‪ ،‬اﻷردن‪ ،‬ﺳــورﯾﺎ‪ ،‬ﻓــﻲ ‪١٩٧٣‬وﺗﻔوﻗــت ﻓﯾﻬــﺎ‬
‫ﻋﺳﻛر ًﯾﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟـدﻋم اﻟﻐرﺑـﻲ ﻟﻬـﺎ‪ .‬ﻟﻠﻣزﯾـد ﯾﻧظـر‪ :‬ﻓـؤاد اﻟﻘـﺻﺎب‪ ،‬أﺳـرار ﺣـرب ﺣزﯾـران‪ ،‬ﺑﯾـروت‪ ،‬ط‪،١٩٦٧ ،١‬‬
‫ص‪ ٧٥‬؛ أﺳﻌد اﻟﺗﺎﺋﻪ‪ ،‬ﯾوﻧﯾو ﻧﻛﺳﺔ أم ﻣؤاﻣرة‪ ،‬ط‪ ،١‬دار اﻟﻧﺿﺎل ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،١٩٨٤ ،‬ص ‪.٤١‬‬
‫)‪ (٢٥‬ﻣﻌﻣــر اﻟﻘــذاﻓﻲ‪ ،‬ﺛــورة اﻟــﺷﻌب اﻟﻌرﺑــﻲ )ﻣــن أﻗ ـوال اﻷخ اﻟﻌﻘﯾــد ﻣﻌﻣــر اﻟﻘــذاﻓﻲ(‪ ،‬و ازرة اﻟﺛﻘﺎﻓــﺔ واﻹﻋــﻼم‪ ،‬ﻟﯾﺑﯾــﺎ‪،‬‬
‫‪ ،١٩٧٢‬ج‪ ،١‬ص‪.١٥‬‬
‫)‪ (٢٦‬ﻫﻧ ــري ﺣﺑﯾ ــب‪ ،‬ﻟﯾﺑﯾ ــﺎ ﺑ ــﯾن اﻟﻣﺎﺿ ــﻲ واﻟﺣﺎﺿ ــر‪ ،‬ﺗرﺟﻣ ــﺔ‪ :‬ﺷ ــﺎﻛر إﺑـ ـراﻫﯾم‪ ،‬ﻣﻧ ــﺷورات اﻟﻣﻧ ــﺷﺄة اﻟ ــﺷﻌﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧ ــﺷر‬
‫واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬طراﺑﻠس‪ ،١٩٨١ ،‬ص ‪٩٨‬؛ ﻣﺻطﻔﻰ ﺑن ﺣﻠﯾم‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.٣٩٧-٣٩٤‬‬
‫)‪ (٢٧‬ﺗﻧظﯾم اﻟﺿﺑﺎط اﻟوﺣدوﯾﯾن اﻷﺣرار‪ :‬ﺗﻌود ﺟـذور ﻫـذا اﻟﺗﻧظـﯾم إﻟـﻰ ﻋـﺎم ‪١٩٥٩‬م‪ ،‬ﻋﻧـدﻣﺎ ﺷـﻛﻠت ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن‬
‫اﻟطﻠﺑــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣدرﺳــﺔ اﻟﺛﺎﻧوﯾــﺔ ﻟﻠﺟﻧــﺔ اﻟﻣرﻛزﯾــﺔ أو اﻟﺧﻠﯾــﺔ اﻷوﻟــﻰ ﻟﻠﺑﻧــﺎء اﻟﺛــوري‪ ،‬ﻓــﺗﻣﻛن اﻟطﻠﺑــﺔ اﻟــذﯾن دﺧﻠـوا ﻓــﻲ‬
‫اﻟﺟﯾش ﻣن ﺗﺷﻛﯾل ﺗﻧظﯾم ﻓﻲ ﺻﻔوف اﻟﺟﯾش ﻻ ﯾﺧﺗﻠط ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣدﻧﻲ ﺑﺻورة ﻣﺑﺎﺷرة ٕواﻧﻣـﺎ ﯾـﺳﯾر ﺑﺧـط ﻣـواز‬
‫ﻟﻪ‪ ،‬وﺷﻛﻠت اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣرﻛزﯾـﺔ ﻟﻠﺗﻧظـﯾم اﻟﻌـﺳﻛري داﺧـل اﻟﻛﻠﯾـﺔ اﻟﻌـﺳﻛرﯾﺔ ﻓـﻲ ﻋـﺎم ‪١٩٦٤‬م‪ ،‬وأﺧـذت ﺗﺗـرك ﻗﺎﻋـدة‬
‫ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻛل دﻓﻌﺔ ﺗﺗﺧرج ﻣن اﻟﻛﻠﯾﺔ‪ .‬ﻟﻠﻣزﯾد ﯾﻧظر‪ :‬ﻣﻌﻣر اﻟﻘذاﻓﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ج‪ ،١‬ص ‪.١١‬‬
‫)‪ (٢٨‬ﻣﻌﻣر اﻟﻘذاﻓﻲ‪ :‬وﻟـد ﻓـﻲ ﻣدﯾﻧـﺔ ﺳـرت ﻋـﺎم ‪١٩٤٣‬م‪ ،‬وﺗﻠﻘـﻰ ﺗﻌﻠﯾﻣـﻪ ﻓـﻲ ﺑﻠدﺗـﻪ ﺛـم أﻛﻣـل د ارﺳـﺗﻪ اﻟﺛﺎﻧوﯾـﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﻣدﯾﻧـﺔ ﺳــﺑﻬﺎ‪ ،‬وﻛــﺎن ﻧﺎﺷـطﺎً ﺳﯾﺎﺳــﯾﺎً ﻣﻧــذ أن ﻛـﺎن طﺎﻟﺑـ ًـﺎ‪ ،‬أﻛﻣــل د ارﺳـﺗﻪ اﻟﻌــﺳﻛرﯾﺔ ﻓــﻲ ﺑﻧﻐـﺎزي ﺗﺧــرج ﻓــﻲ ﻋــﺎم‬
‫‪١٩٦٣‬م‪ ،‬أدى دو اًر ﺑــﺎر اًز ﻓــﻲ اﻹﻧﻘــﻼب اﻟﻌــﺳﻛري اﻟــذي ﻗــﺎدﻩ ﺿــد اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟــﺳﻧوﺳﯾﺔ ﻓــﻲ اﻷول ﻣــن أﯾﻠــول‬
‫‪١٩٦٩‬م‪ ،‬ﺗـزﻋم اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ وأﻋﻠـن اﻟﺟﻣﻬورﯾــﺔ وﺗــوﻟﻰ اﻟـﺳﻠطﺔ )‪٢٠١١-١٩٦٩‬م(‪ .‬ﻟﻠﻣزﯾــد ﯾﻧظــر‪ :‬ﺧﻠﯾــل‬
‫ﺑدوي‪ ،‬أﺳرار ﻋن ﺣﯾﺎة اﻟﻘذاﻓﻲ‪ ،‬ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟﺣوار اﻟﻣﺗﻣدن‪ ،‬اﻟﻌدد ‪.٢٠١٣/٥/١٦ ،٤٠٩٤‬‬
‫)‪ (٢٩‬ﺷ ــﯾﻔدوف وروﻣﺎﻧﺗـــﺳﯾف‪ ،‬اﻟﻌﻼﻗـــﺎت اﻟ ــﺳوﻓﯾﺗﯾﺔ‪ -‬اﻟﻠﯾﺑﯾـــﺔ‪ ،‬ﺗرﺟﻣـــﺔ ﺟ ــﻼل اﻟﻣﺎﺷـــطﺔ‪ ،‬دار اﻟﺗﻘـــدم‪ ،‬ﻣوﺳـــﻛو‪،‬‬
‫‪ ،١٩٨٦‬ص‪.٦٨-٦٦‬‬

‫‪٢٦٧‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (٣٠‬ﺷــﺎرك ﻓﯾﻬــﺎ ﻋــدد ﻣــن ﻛﺑــﺎر اﻟــﺿﺑﺎط ﻓــﻲ اﻟﺟــﯾش اﻟﻠﯾﺑــﻲ اﻟﺟدﯾــد ووزﯾــر اﻟداﺧﻠﯾــﺔ ﻣوﺳــﻰ أﺣﻣــد اﻟﺣﺎﺳــﻲ‬
‫ووزﯾر اﻟدﻓﺎع أﺣﻣد ﺳﻌﯾد اﻟﺣواز‪.‬‬
‫)‪ (٣١‬ﻓرﻗ ــد ﻋﺑ ــﺎس ﻗﺎﺳ ــم اﻟﻣﯾ ــﺎﺣﻲ‪ ،‬ﺗ ــوﺗر اﻟﻌﻼﻗـــﺎت اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳ ــﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺔ– اﻟﻠﯾﺑﯾ ــﺔ ﻧﯾ ــﺳﺎن ‪١٩٨٤‬م– ﺷـــﺑﺎط‬
‫‪١٩٨٥‬م وﻧﺗﺎﺋﺟﻬ ــﺎ‪ ،‬د ارﺳ ــﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾ ــﺔ ﻣ ــن ﺧ ــﻼل اﻟوﺛـــﺎﺋق اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌ ــﺔ اﻟﺑ ــﺻرة‪-‬ﻛﻠﯾ ــﺔ اﻟﺗرﺑﯾ ــﺔ ﻟﻠﻌﻠـــوم‬
‫اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ص‪٢‬؛ ﺷﯾﻔدوف ورﻣﺎﻧﺗﺳﯾف‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.٦٩-٦٨‬‬
‫)‪ (٣٢‬ارﺷـد اﻟﺑـراوي‪ ،‬اﻗﺗــﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻌـﺎﻟم اﻟﻌرﺑــﻲ ﻣـن اﻟﺧﻠــﯾﺞ إﻟـﻰ اﻟﻣﺣــﯾط‪ ،‬ط‪ ،٤‬ﻣﻛﺗﺑـﺔ اﻟﻧﻬــﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ‪ ،‬اﻟﻘــﺎﻫرة‪،‬‬
‫‪ ،١٩٧٨‬ص‪.٤٤٥‬‬
‫)‪ (٣٣‬أﺣﻣــد ﺣ ــﺳﯾن ط ــﻪ اﻟ ــﺳﺎﻣراﺋﻲ‪ ،‬اﻟﻣوﻗــف اﻟﻌرﺑ ــﻲ واﻟ ــدوﻟﻲ ﻣ ــن اﺣ ــﺗﻼل إﯾــران ﻟﻠﺟ ــزر اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ اﻟ ــﺛﻼث ﻋ ــﺎم‬
‫‪ ،١٩٧١‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر )ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة(‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻛرﯾت‪ ،٢٠٠٤ ،‬ص‪.٧٢-٧٠‬‬
‫)‪ (٣٤‬ﻟﯾﻧﯾل ارﺷﺎروﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺑﺗرول وﻣﺷﺎﻛل اﻹﺳﺗﻘﻼل اﻹﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﺗرﺟﻣـﺔ‪ :‬ﻋﺑـداﷲ ﺣﺑـﺔ‪ ،‬دار وﻛﺎﻟـﺔ‬
‫ﻧوﻓﺳﺗﻲ‪ ،‬ﻣوﺳﻛو‪ ،١٩٧٣ ،‬ص ‪.٤٤‬‬
‫)‪ (٣٥‬ﺻﻼح اﻟﻌﻘﺎد‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.٩٦-٩٥‬‬
‫‪(36) Walter Laquer, The Strugyle for the Middle East, The Soviet Union and‬‬
‫‪The Middle East, London, 1969 .PP. 30-31.‬‬
‫‪Oil Almanacs in Arabic–Open Oil‬‬ ‫)‪ (٣٧‬ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻧﻔط ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻘذاﻓﻲ‬
‫)‪ (٣٨‬اﯾــﺎن رﯾﺗﻠ ـ ــدج‪ ،‬اﻟﻌط ـ ــش إﻟــﻰ اﻟ ـ ــﻧﻔط‪ :‬ﻣ ـ ــﺎذا ﺗﻔﻌ ـ ــل أﻣرﯾﻛ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻌ ـ ــﺎﻟم ﻟــﺿﻣﺎن أﻣﻧﻬــﺎ اﻟﻧﻔطــﻲ‪ ،‬اﻟــدار اﻟﻌرﺑﯾــﺔ‬
‫ﻟﻠﻌﻠوم ﻧﺎﺷـرون‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،٢٠٠٦ ،‬ص‪.١٥١‬‬
‫)‪ (٣٩‬ﺻـﻧﺎﻋﺔ اﻟـﻧﻔط ﻓـﻲ ﻋﻬـد اﻟﻘـذاﻓﻲ ‪Oil Almanacs in Arabic–Open Oil‬؛ ﻣﺣﻣـد اﻟرﻣﯾﺣـﻲ‪ ،‬اﻟـﻧﻔط‬
‫واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر ﻋرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻋﺎﻟم اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ ،‬اﻟﻛوﯾت‪ ،١٩٧٨ ،‬ص ‪.١٨‬‬
‫)‪ (٤٠‬اﻟﻛﺗﺎب اﻷﺧﺿر ﻫو ﻛﺗﺎب ﻓﻠـﺳﻔﻲ أﻟﻔـﻪ اﻟـرﺋﯾس اﻟﻠﯾﺑـﻲ اﻟـﺳﺎﺑق ﻣﻌﻣـر اﻟﻘـذاﻓﻲ ﻋـﺎم ‪١٩٧٥‬م‪ ،‬وﻓﯾـﻪ ﯾﻌـرض‬
‫أﻓﻛــﺎرﻩ ﺑــﺷﺄن أﻧظﻣــﺔ اﻟﺣﻛــم وﺗﻌﻠﯾﻘﺎﺗــﻪ ﺣــول اﻟﺗﺟــﺎرب اﻹﻧــﺳﺎﻧﯾﺔ ﻛﺎﻹﺷــﺗراﻛﯾﺔ واﻟﺣرﯾــﺔ واﻟدﯾﻣﻘراطﯾــﺔ‪ ،‬إذ ﯾﻌﺗﺑــر‬
‫ﻫــذا اﻟﻛﺗــﺎب ﺑﻣﺛﺎﺑــﺔ ﻛﺗــﺎب ﻣﻘــدس ﻋﻧــد ﻣﻌﻣــر اﻟﻘــذاﻓﻲ‪ .‬ﻟﻠﻣزﯾــد ﯾﻧظــر‪ :‬ﻣﻌﻣــر اﻟﻘــذاﻓﻲ‪ ،‬اﻟﻛﺗــﺎب اﻷﺧــﺿر‪،‬‬
‫اﻟﻣرﻛز اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻷﺑﺣﺎث ودراﺳﺎت اﻟﻛﺗﺎب اﻷﺧﺿر‪ ،‬طراﺑﻠس‪.١٩٧٦ ،‬‬
‫)‪ (٤١‬ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋﺑ ـ ـ ـ ــد اﻟﻠطﯾ ـ ـ ـ ــف اﺣﻣﯾـ ــدة‪ ،‬اﻷﺻـ ـ ـ ـ ـوات اﻟﻣﻬﻣ ـ ـﺷ ـ ــﺔ‪ :‬اﻟﺧ ـ ـﺿ ـ ــوع واﻟﻌ ـ ـﺻ ـ ــﯾﺎن ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟﯾﺑﯾ ـ ـ ـ ــﺎ أﺛﻧ ـ ـ ـ ــﺎء‬
‫اﻻﺳ ـ ــﺗﻌﻣﺎر وﺑﻌ ـ ــدﻩ‪ ،‬ﻣرﻛـز د ارﺳـ ـ ــﺎت اﻟوﺣـ ـ ــدة اﻟﻌرﺑﯾـﺔ‪ ،‬ﺑﯾـروت‪ ،٢٠٠٩ ،‬ص ‪١٣٨‬؛ ﻛﻔـﺎح ﻋﺑـﺎس رﻣـﺿﺎن‬
‫اﻟﺣﻣداﻧﻲ‪ ،‬ﺣرﻛـﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾـر ﻓـﻲ ﻟﯾﺑﯾـﺎ‪ ،‬ﻣﺟﻠـﺔ ﻣرﻛـز اﻟد ارﺳـﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾـﺔ ﻣرﻛـز اﻟد ارﺳـﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾـﺔ‪ ،٢٠١٢ ،‬ص‬
‫‪٨٠‬؛ ﻓﺗﺣﻲ اﻟﻔﺎﺿﻠﻲ‪ ،‬ﻣن ﺿﺣﺎﯾﺎ اﻹرﻫﺎب‪ :‬ﻣﻌﺳﻛر اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن أﺑرﯾل‪ ،‬ﺻـﺣﯾﻔﺔ ﻟﯾﺑﯾـﺎ اﻟﻣـﺳﺗﻘﺑل‪ ٢٨ ،‬ﺗـﺷرﯾن‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪.٢٠٠٩‬‬
‫)‪ (٤٢‬وﻟدت ﻣﺎرﺟرﯾت ﻫﯾﻠـدا روﺑـرﺗس "‪ "Margaret Hilda Roberts‬ﻓـﻲ ﺟراﻧﺛـﺎم "‪ ،"Grantham‬ﻓـﻲ اﻟﺛﺎﻟـث‬
‫ﻋــﺷر ﻣــن ﺗــﺷرﯾن اﻷول ‪١٩٢٥‬م‪ ،‬ﻛــﺎن واﻟــدﻫﺎ اﻟﻔرﯾــد روﺑﯾ ـﺗس ﻋــﺿواً ﻓــﻲ ﺣــزب اﻟﻣﺣــﺎﻓظﯾن وﻋﻣــدة ﺑﻠدﯾــﺔ‬

‫‪٢٦٨‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺟراﻧﺛــﺎم ﻟﻣــدة وﺟﯾـ ةز وﻣﺎﻟﻛــﺎً ﻟﻣﺣــﻼت ﻟﻠﻣ ـواد اﻟﻐذاﺋﯾــﺔ وﻧﺎﺷــطﺎً اﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺎً ﻓــﻲ أﻧــﺷطﺔ ﺧﯾرﯾــﺔ ﺑﻛﻧــﺎﺋس اﻟﻣدﯾﻧــﺔ‪،‬‬
‫ﺣــﺻﻠت ﻣﺎرﺟرﯾــت ﻋﻠــﻰ ﻣﻧﺣــﺔ ﻣــن ﺟﺎﻣﻌــﺔ أُﻛــﺳﻔورد‪ ،‬ﻋــﺎم ‪١٩٤٣‬م‪ ،‬ﺗزوﺟــت ﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪١٩٥١‬م ﻣــن رﺟــل‬
‫اﻷﻋﻣـﺎل دﯾﻧـﯾس ﺗﺎﺗـﺷر "‪ "Dennis Tatcher‬ﺛـم ﻋﻣﻠـت ﺑـﯾن ﻋـﺎﻣﻲ )‪١٩٦٤-١٩٦١‬م(‪ ،‬ﺳـﻛرﺗﯾرة ﺑرﻟﻣﺎﻧﯾـﺔ‬
‫ﻟوزﯾر اﻟﻣﻌﺎﺷﺎت واﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻘوﻣﯾـﺔ‪ ،‬ﺗـدرﺟت ﺗﺎﺗـﺷر ﻓـﻲ اﻟﻣﻧﺎﺻـب ﺣﺗـﻰ ﺷـﻐﻠت ﻣﻧـﺻب وزﯾـرة دوﻟـﺔ ﻟﻠﺗﻌﻠـﯾم‬
‫ﻋــﺎم ‪١٩٧٠‬م ﻓــﻲ ﺣﻛوﻣــﺔ ادوارد ﻫﯾــث "‪ ،"Edward Heath‬ﻟﻛﻧﻬــﺎ وﻗﻌــت ﻓــﻲ ﺧطــﺄ وأﺛــﺎرت أزﻣــﺔ ﺣﻠﯾــب‬
‫طــﻼب اﻟﻣــدارس وأطﻠﻘــت ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟــﺻﺣف اﻟﻣﻌﺎدﯾــﺔ ﺑ ـ ـ ـ )ﺳــﺎرﻗﺔ اﻟﺣﻠﯾــب( ﻟﻛﻧﻬــﺎ ﻟــم ﺗﻛﺗــرث ﻟﻸﻣــر وواﺻــﻠت‬
‫ﻧﺷﺎطﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻓﺗﻣﻛﻧت ﻣن اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﻓﺳﻬﺎ إدوارد ﻫﯾث ﻓـﻲ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑـﺎت ﺷـﺑﺎط ‪١٩٧٥‬م‪ ،‬وﺣـﺻﻠت‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻣﻧــﺻب ﻗﯾــﺎدة ﺣــزب اﻟﻣﺣــﺎﻓظﯾن وﻓــﻲ اﻧﺗﺧﺎﺑــﺎت ﻧﯾــﺳﺎن ‪١٩٧٩‬م ﻓــﺎز ﺣــزب اﻟﻣﺣــﺎﻓظﯾن‪ ،‬وﻓــﻲ أﯾــﺎر‬
‫‪١٩٧٩‬م‪ ،‬ﻓــﺎزت ﻣﺎرﺟرﯾــت ﺗﺎﺗــﺷر ﻓــﻲ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑــﺎت اﻟﻌﺎﻣــﺔ وأﺻــﺑﺣت أول إﻣ ـرأة رﺋﯾــﺳﺔً ﻟﻠــوزراء ﻓــﻲ ﺗــﺎرﯾﺦ‬
‫ﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺎ‪ ،‬ﺷــﻬدت ﻣــدة ﺣﻛﻣﻬـﺎ ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻷﺣـداث ﻛﺎﻧــت أﺑرزﻫــﺎ ﺣـرب ﻓوﻛﻼﻧــد ‪١٩٨٣‬م‪ ،‬وأزﻣــﺔ اﻟــﺳﻔﺎرة‬
‫اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ‪ ،‬واﻟﻬﺟــوم اﻷﻣرﯾﻛــﻲ ﻋﻠــﻰ ﻟﯾﺑﯾــﺎ‪ ،‬ﺗوﻓﯾــت ﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪ .٢٠١٣‬ﻟﻠﻣزﯾــد ﯾﻧظــر‪ :‬دﯾﻧــﺎ ﻋﻣــﺎرة‪ ،‬ﻧــﺳﺎء اﻟــدﻫﺎء‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ أﺳطورة اﻟﻘـوى اﻟﻧﺎﻋﻣـﺔ ﺗﺗﻬـﺎوى‪ ،‬ﺻـﺣﯾﻔﺔ اﻷﻫـرام اﻟﯾوﻣﯾـﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾـﺔ‪ ،‬اﻟﻌـدد ‪ ١٥ ،٤٦١٥١‬ﻧﯾـﺳﺎن‬
‫‪٢٠١٣‬؛ ﯾوﺳـف ﻏﯾـﺷﺎن‪ ،‬ﻟـﺻوص ﺣﻠﯾــب اﻷطﻔـﺎل‪ ،‬ﺻـﺣﯾﻔﺔ اﻟدﺳــﺗور اﻷردﻧﯾـﺔ‪ ،‬اﻟﻌـدد ‪ ٢٠ ،١٤٢٤٨‬أﯾﻠــول‬
‫‪٢٠١١‬؛ ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟوﺣدة‪ ،‬ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﺎرﯾﺦ ‪ ..‬ﻣﺎرﻏرﯾت ﺗﺎﺗﺷر‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ١٣ ،٧٢٨٩‬أﯾﺎر‪٢٠١١‬؛‬
‫‪Her Rather Ambitious Washington Program’: Margaret Thatcher’s‬‬
‫‪International Visitor Program Visit to the United States in 1967, P. 12.‬‬
‫‪(43) Statement by the RT Hon Sir Geoffrey Howe QC MP to the House of‬‬
‫‪Commons on1 May 1984, Citedin: Margaret Thatcher Foundation, London,‬‬
‫‪N.D. (Hereafter Will be Cited as: MTF).‬‬
‫)‪ (٤٤‬ﻣوﺳﻰ ﻣﺣﻣد ﻛوﺳﺎ‪ :‬دﺑﻠوﻣﺎﺳﻲ وﺳﯾﺎﺳـﻲ ﻟﯾﺑـﻲ‪ ،‬ووزﯾـر اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ اﻟـﺳﺎﺑق‪ ،‬ﻣـن ﻣواﻟﯾـد طـراﺑﻠس ﻋـﺎم ‪١٩٥٠‬م‪،‬‬
‫ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺗوﺳطﺔ ﻣﻌروﻓـﺔ ﻓـﻲ طـراﺑﻠس اﻟﻐـرب‪ ،‬ﺣـﺎﺋز ﻋﻠـﻰ ﺷـﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟـﺳﺗﯾر ﻓـﻲ ﻋﻠـم اﻻﺟﺗﻣـﺎع ﻣـن‬
‫ﺟﺎﻣﻌ ــﺔ ﻣﯾ ــﺷﯾﻐن اﻷﻣﯾرﻛﯾ ــﺔ ﻋ ــﺎم ‪١٩٧٨‬م‪ ،‬ﺑ ــدأ ﺣﯾﺎﺗ ــﻪ اﻟﻣﻬﻧﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ أﺟﻬـ ـزة اﻻﺳ ــﺗﺧﺑﺎرات ﻛﻣ ــﺳؤول ﻋ ــن أﻣ ــن‬
‫اﻟـﺳﻔﺎرات اﻟﻠﯾﺑﯾـﺔ ﻓـﻲ ﺷـﻣﺎل أوروﺑـﺎ‪ ،‬وﻛﺎﻧـت اﻟﻧﻘﻠـﺔ اﻟﻣﻬﻣـﺔ ﻓـﻲ ﺣﯾﺎﺗـﻪ ﻫـﻲ ﺗﻌﯾﯾﻧـﻪ ﻋـﺎم ‪١٩٨٠‬م ﺳـﻔﯾ اًر ﻟﻠﯾﺑﯾـﺎ ﻓــﻲ‬
‫ﻟﻧدن‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾﻣﻛث ﻓﻲ ﻫـذا اﻟﻣﻧـﺻب ﻛﺛﯾـ ًرا‪ ،‬ﺣﯾـث طـردﻩ اﻟﺑرﯾطـﺎﻧﯾون ﻓـﻲ اﻟـﺳﻧﺔ ذاﺗﻬـﺎ‪ ،‬ﺑﻌـدﻣﺎ وردت أﻧﺑـﺎء‬
‫ﻋـن ﻗﯾﺎﻣــﻪ ﺑﺄﻧــﺷطﺔ ﺿــد ﻣﻌﺎرﺿــﯾن ﻟﯾﺑﯾــﯾن ﻋﻠــﻰ اﻷ ارﺿــﻲ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ وﻓــﻲ أوروﺑــﺎ‪ ،‬ﺗــوﻟﻰ ﻛوﺳــﺎ ﻣﻧــﺻب ﻧﺎﺋــب‬
‫وزﯾــر اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻔﺗ ـرة ﻣــن ‪١٩٩٢‬م إﻟــﻰ ‪١٩٩٤‬م‪ ،‬ﻗﺑــل أن ﯾﻌــﯾن ﻋﻠــﻰ رأس ﺟﻬــﺎز اﻻﺳــﺗﺧﺑﺎرات اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ‪،‬‬
‫ﻋﺎﻣﺎ( ﺣﺗﻰ ﺗـم ﺗﻌﯾﯾﻧـﻪ وزﯾـ اًر ﻟﻠﺧﺎرﺟﯾـﺔ‬
‫اﻟﻣﻌروف ﺑﺎﺳم ﺟﻬﺎز اﻷﻣن اﻟﺧﺎرﺟﻲ )إذ ﺷﻐل ﻫذا اﻟﻣﻧﺻب ﻟﻣدة ‪ً ١٥‬‬
‫)أو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﺗﺻﺎل اﻟﺧﺎرﺟﻲ واﻟﺗﻌﺎون اﻟدوﻟﻲ( ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻌـدﯾل وزاري أﻋﻠﻧـﻪ ﻣـؤﺗﻣر‬
‫‪ar.wikipedia.org/wi‬‬ ‫ﺧﻠﻔﺎ ﻟﻌﺑـد اﻟـرﺣﻣن ﺷـﻠﻘم‪.‬‬
‫اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻟﯾﺑﯾﺎ )اﻟﺑرﻟﻣﺎن( ﯾوم ‪ ٤‬آذار ‪ ٢٠٠٩‬م ً‬
‫‪(45) Statement by the RT Hon Sir Geoffrey Howe QC MP to the House of Commons‬‬
‫‪on 1 May 1984, Cited in: MTF.‬‬

‫‪٢٦٩‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(46) Ronen, Yehuhit, Libyas Conflict With Britain: Analysis of a Diplomatic Ruoture,‬‬
‫‪Middile Eastern Studies, Vol. 42. No.2 (Mar.,2006), P. 272.‬‬
‫)‪ (٤٧‬ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف اﻟﻣﻐرﯾف‪ ،‬ﺟراﺋم اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺛورﯾﺔ ﻓـﻲ ﻟﯾﺑﯾـﺎ ﻣـن اﻟﻣـﺳؤول ﻋﻧﻬـﺎ‪ ،‬اﻟﻔـرات ﻟﻠﻧـﺷر واﻟﺗوزﯾـﻊ‪،٢٠٠٩ ،‬‬
‫ص‪.١١‬‬
‫‪(48) Statement by the RT Hon Sir Geoffrey Howe QC MP to the House of Commons‬‬
‫‪on1 May 1984,Cited in: MTF.‬‬
‫)‪ (٤٩‬ﻛﻔﺎح ﻋﺑﺎس رﻣﺿﺎن اﻟﺣﻣداﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.٨٠‬‬
‫)‪ (٥٠‬ﻓرﻗد ﻋﺑﺎس ﻗﺎﺳم اﻟﻣﯾﺎﺣﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.٣‬‬
‫)‪ (٥١‬رﯾﺗــﺷﺎرد أوﻟﯾﻔــر ﻣــﺎﯾﻠز‪ :‬وﻟــد ﻓــﻲ ‪ ٦‬آذار ‪١٩٣٦‬م‪ ،‬ﺗﺧــرج ﻣــن ﺟﺎﻣﻌــﺔ اﻛــﺳﻔورد درس اﻟﻠﻐــﺔ اﻟروﺳــﯾﺔ ﻋــﺎم‬
‫‪١٩٦٠‬م‪ ،‬ﺛـم درس اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ ﻓــﻲ ﻣرﻛـز اﻟــﺷرق اﻷوﺳـط ﻟﻠد ارﺳــﺎت اﻟﻌرﺑﯾـﺔ ﻓــﻲ ﻟﺑﻧـﺎن‪ ،‬اﻧــﺿم إﻟـﻰ اﻟــﺳﻠك‬
‫اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳ ــﻲ ﻋ ــﺎم ‪١٩٦٠‬م‪ ،‬وﻓ ــﻲ ﻋ ــﺎم ‪١٩٦٤‬م ﻋﻣ ــل ﻓ ــﻲ و ازرة اﻟﺧﺎرﺟﯾ ــﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺔ‪ ،‬وﻓ ــﻲ ﻋ ــﺎم ‪١٩٦٦‬م‬
‫أﺻــﺑﺢ اﻟــﺳﻛرﺗﯾر اﻟﺧــﺎص ﻟﻠﻣﻔــوض اﻟــﺳﺎﻣﻲ اﻟﺑرﯾطــﺎﻧﻲ ﻓــﻲ ُﻋﻣــﺎن‪ ،‬وﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪١٩٧٥‬م ﻋــﯾن ﻣﺳﺗــﺷﺎ اًر ﻓــﻲ‬
‫اﻟــﺳﻔﺎرة اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺟــدة‪ ،‬وﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪١٩٧٧‬م اﻧﺗﻘــل إﻟــﻰ أﺛﯾﻧــﺎ‪ ،‬وﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪١٩٨٠‬م أﺻــﺑﺢ رﺋﯾــﺳﺎً ﻟــداﺋرة‬
‫اﻟــﺷرق اﻷدﻧــﻰ وﺷــﻣﺎل أﻓرﯾﻘﯾــﺎ ﻓــﻲ و ازرة اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ ﺛــم ﻋــﯾن ﺳــﻔﯾ اًر ﻓــﻲ ﻟﯾﺑﯾــﺎ ﻋــﺎم ‪١٩٨٤‬م‪ ،‬إذ ﻋﺎﺻــر ﺣﺎدﺛــﺔ‬
‫اﻟــﺳﻔﺎرة اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻟﻧــدن‪ ،‬وﻣــن ﻋــﺎم ‪١٩٨٨-١٩٨٥‬م أﺻــﺑﺢ ﺳــﻔﯾ اًر ﻓــﻲ اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ‪ ،‬ﺑﻌــد‬
‫ﺗﻘﺎﻋدﻩ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪١٩٩٦‬م اﻧﺿم اوﻟﯾﻔر "‪ "MEC‬اﻟدوﻟﯾﺔ وﻫﻲ ﺷرﻛﺔ اﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻟﺗﻌزﯾز اﻷﻋﻣـﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾـﺔ ﻣـﻊ‬
‫اﻟﺷرق اﻷوﺳـط‪ ،‬ﺛـم أﺻـﺑﺢ رﺋﯾـﺳﺎً ﻟﻣﺟﻠـس إدارة "‪ "HOST‬وﻫـﻲ ﻣؤﺳـﺳﺔ ﺧﯾرﯾـﺔ ﺗـﻧظم زﯾـﺎرات إﻟـﻰ اﻟﻣﻧـﺎزل‬
‫اﻟﺒﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺔ ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ اﻷﺟﺎﻧﺐ ﻓﻲ ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ‪ .‬ﻟﻠﻤﺰﯾﺪ ﯾﻨﻈﺮ‪:‬‬
‫‪The Diplomatic Service List 1989 Oliver Miles - Wikipedia, the Free Encyclopedia‬‬
‫‪(page 253), HMSO, ISBN 0-11-591707-1‬‬
‫)‪ (٥٢‬اﻟﻘدس اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬وﺛﺎﺋق ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻟﯾﺑﯾﺎ ﺣذرت ﺣﻛوﻣﺔ ﺗﺎﺗﺷر ﻣرﺗﯾن ﻗﺑل ﻣﻘﺗل اﻟﺷرطﯾﺔ ﻓﻠﯾﺗﺷر أﻣـﺎم ﺳـﻔﺎرﺗﻬﺎ‬
‫ﻓﻲ ﻟﻧدن‪.٢٠١٤ ،‬‬
‫)‪ (٥٣‬ﻓرﻗد ﻋﺑﺎس ﻗﺎﺳم اﻟﻣﯾﺎﺣﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.٤‬‬
‫)‪ (٥٤‬اﯾﻔون ﻓﻠﯾﺗﺷر‪ :‬ﺷرطﯾﺔ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬وﻟدت ﻓﻲ ﻋﺎم ‪١٩٥٨‬م‪ ،‬واﻧﺿﻣت إﻟﻰ ﺟﻬﺎز اﻟﺷرطﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻋﺎم ‪١٩٧٧‬م‪ ،‬واﺳﺗﻣرت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﻣل ﺣﺗﻰ ﻗﺗﻠت ﻋﻠﻰ ﯾد أﺣد أﻋﺿﺎء اﻟﻣﻛﺗب اﻟﻠﯾﺑﻲ اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ ﻟﻧدن‬
‫ﻓﻲ ‪ ١٧‬ﻧﯾﺳﺎن ‪١٩٨٤‬م‪ ،‬ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﻣل ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺑﻧﻰ اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﻠﯾﺑﻲ ﻣن‬
‫اﻟﻣﺗظﺎﻫرﯾن اﻟﻣﻧﺎوﺋﯾن ﻟﺣﻛم اﻟزﻋﯾم اﻟﻠﯾﺑﻲ ﻣﻌﻣر اﻟﻘذاﻓﻲ‪ ،‬وأدى ﻣﻘﺗﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻧﻘطﺎع اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ‬
‫ﺑﯾن ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ وﻟﯾﺑﯾﺎ ﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ‪ ،‬ﺑﻌد ﻣرور ﺳﺗﺔ أﯾﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﻠﻬﺎ‪ .‬ﻟﻠﻣزﯾد ﯾﻧظر‪:‬‬
‫;‪Ralph (J.) Fletcher (1953) Biography-Personal, Addresses, Career‬‬
‫ﺳﯾرﯾل ﺗﺎوﻧﺳد‪ ،‬اﯾﻔون ﻓﻠﯾﺗﺷر‪ ،‬ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟﺣﯾﺎة‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ١٢ ،١٣٣٠٥‬آب ‪ ،١٩٩٩‬ص‪.٧‬‬
‫)‪ (٥٥‬ﻟﯾون ﺑرﯾﺗﺎن‪ ،‬وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ اﻷﺳﺑق ﻓﻲ ﺣﻛوﻣﺔ رﺋﯾﺳﺔ اﻟوزراء ﻣﺎرﺟرﯾت ﺗﺎﺗﺷر اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﺑﯾن‬
‫ﻋﺎﻣﻲ ‪١٩٨٥-١٩٨٣‬م‪ ،‬وﺑﯾن ﻋﺎﻣﻲ ‪١٩٩٩-١٩٨٩‬م‪ ،‬ﺷﻐل ﻣﻧﺻب اﻟﻣﻔوض اﻷوروﺑﻲ‪ ،‬ﺑﯾن ﻋﺎﻣﻲ‬

‫‪٢٧٠‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪١٩٩٣-١٩٨٩‬م ﻧﺎﺋﺑﺎً ﻟرﺋﯾس اﻟﻣﻔوﺿﯾﺔ‪ .‬ﻟﻠﻣزﯾد ﯾﻧظر‪ :‬ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟوﺳط اﻟﺑﺣرﯾﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪٢٢ ،٤٥٢٠‬‬
‫ﻛﺎﻧون اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪.٢٠١٥‬‬
‫)‪ (٥٦‬ﺳﯾرﯾل ﺗﺎوﻧﺳد‪ ،‬اﯾﻔون ﻓﻠﯾﺗﺷر‪ ،‬ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟﺣﯾﺎة‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ١٢ ،١٣٣٠٥‬آب ‪ ،١٩٩٩‬ص‪.٧‬‬
‫)‪ (٥٧‬ﻓرﻗد ﻋﺑﺎس ﻗﺎﺳم اﻟﻣﯾﺎﺣﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ص‪.٧-٥‬‬
‫)‪ (٥٨‬ﻋﻠــﻲ ﻋﺑــد اﻟــﺳﻼم اﻟﺗرﯾﻛــﻲ‪ :‬دﺑﻠوﻣﺎﺳــﻲ ﻟﯾﺑــﻲ وﻟــد ﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪١٩٣٨‬م‪ ،‬ﻣــن أﺑــرز رﺟــﺎل ﻣﻌﻣــر اﻟﻘــذاﻓﻲ‪ ،‬ﺑــدأ‬
‫ﻋﻣﻠﻪ ﻓـﻲ اﻟـﺳﻠك اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳـﻲ ﻣﻧـذ ﻋـﺎم ‪١٩٧٠‬م‪ ،‬إذ أﺻـﺑﺢ ﻣـدﯾ اًر ﻟـﻺدارة اﻟـﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟـﻺدارة اﻷﻓرﯾﻘﯾـﺔ ﻟﻠﻣـدة‬
‫‪١٩٧٣-١٩٧٠‬م‪ ،‬ﺛــم ﻣــدﯾ ًار ‪١٩٧٤-١٩٧٣‬م‪ ،‬ﺛــم وزﯾ ـ اًر ﻟﻠﺧﺎرﺟﯾــﺔ ‪١٩٨٤-١٩٨٢‬م‪ ،‬ﺛــم ﻣﻣﺛــل ﻟﯾﺑﯾــﺎ ﻓــﻲ‬
‫اﻷﻣــم اﻟﻣﺗﺣــدة ‪١٩٩٩-١٩٨٦‬م‪ ،‬وﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪٢٠٠٤‬م أﺻــﺑﺢ اﻟﻣﺳﺗــﺷﺎر اﻟﺧــﺎص ﻟﻣﻌﻣــر اﻟﻘــذاﻓﻲ‪ ،‬وﻋﻧــدﻣﺎ‬
‫ﺳــﺎءت أﺣ ـوال ﻟﯾﺑﯾــﺎ اﺳــﺗﻘﺎل ﻣــن ﻣﻧــﺻﺑﻪ وﻫ ـرب إﻟــﻰ ﻣــﺻر وﺑــدأ ﯾﻌــﺎرض اﻟﻘــذاﻓﻲ‪ :‬ﺻــﺣﯾﻔﺔ اﻻﺧﺑﺎرﯾــﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻘــذاﻓﻲ ﯾﻘ ــف وﺣﯾــداً ﻓ ــﻲ اﻟﻣواﺟﻬ ــﺔ ‪ ..‬وﻻ ﯾﺟــد ﻣ ــن ﯾﻣﺛﻠ ــﻪ‪ ،‬ﻛوﺳــﺎ واﻟﺗرﯾﻛ ــﻲ اﻟﺣﻠﻘ ــﺔ اﻷﺧﯾــرة ﻓ ــﻲ ﺳﻠ ــﺳﻠﺔ‬
‫‪Ar.wikipedia.org/wiki/‬‬ ‫اﻻﺳﺗﻘﺎﻻت‪ ،‬ﺷﺑﺎط ‪.٢٠١١‬‬
‫)‪ (٥٩‬ﺻ ــﺣﯾﻔﺔ اﻟـــﺷرق اﻷوﺳ ــط‪ ،‬ﺗﺎﺗـــﺷر ﺗﺑﻧـــت "اﻟواﻗﻌﯾ ــﺔ" ﻣـــﻊ ﻟﯾﺑﯾ ــﺎ‪ ..‬وﺗرﻛـــت "اﻟﻘﺎﺗـــل" ﯾﻐ ــﺎدر اﻟـــﺳﻔﺎرة‪ ،‬اﻟﻌـــدد‬
‫‪ ٣٠ ،١٣٣٨٦‬ﻛﺎﻧون اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪.٢٠١٤‬‬
‫)‪ (٦٠‬ﻣﻘﺗﺑس ﻣن‪ :‬ﻓرﻗد ﻋﺑﺎس ﻗﺎﺳم اﻟﻣﯾﺎﺣﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.١٣‬‬
‫)‪ (٦١‬ﻧـﺷرت ﺻــﺣﯾﻔﺔ دﯾﻠــﻲ ﻣﯾــل ﺧﺑــر ﯾؤﻛـد أن ﻟﻧــدن ﺑﺎﻋــت ﻟﯾﺑﯾــﺎ ﻣﻌــدات ﻋـﺳﻛرﯾﺔ ﻗﯾﻣﺗﻬــﺎ أﻛﺛــر ﻣــن ‪ ١٥‬ﻣﻠﯾــون‬
‫دوﻻر‪ :‬ﺻﺣﯾﻔﺔ ﻟﯾﺑﯾﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ٢٢ ،‬أﯾﻠول ‪.٢٠٠٩‬‬
‫‪(62) Heseltine letter to Luce PREM, 27 April 1984, No.19/1301f38, Cited in: MTF.‬‬
‫‪(63) No.10 record of Conversation PREM, 30 April 1984, No. 19/1301f7,‬‬
‫‪Cited in: MTF.‬‬
‫‪(64) No.10 record of Conversation PREM, 31 April 1984, No. 19/1301f7, Cited in:‬‬
‫‪MTF.‬‬
‫)‪ (٦٥‬ﻣﻌﺗــوق ﻣﺣﻣــد ﻣﻌﺗــوق‪ ،‬ﻫــو اﻟﻣــﺗﻬم اﻷول ﺑﺣ ــﺎدث ﻣﻘﺗــل اﻟــﺷرطﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ ﻓﻠﯾﺗــﺷر ﻋــﺎم ‪١٩٨٤‬م‪ ،‬ﺷ ــﻐل‬
‫ـﺎﺑﻘﺎ‪ ،‬ﺷــﺎرك ﻓــﻲ ﻗﻣــﻊ اﻻﻧﺗﻔﺎﺿــﺔ اﻟطﻼﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻣــﺎ ﻋــرف‬
‫ﻣﻧــﺻب أﻣــﯾن وزﯾــر اﻟﺧــدﻣﺎت واﻹﺳــﻛﺎن اﻟﻠﯾﺑــﻲ ﺳـ ً‬
‫ﺑﺄﺣــداث اﻟــﺳﺎﺑﻊ ﻣــن ﻧﯾــﺳﺎن ﻋــﺎم ‪١٩٧٦‬م ﻣــن ﻣﻧﻔــذي اﻟﺗــﺻﻔﯾﺎت اﻟﺟــﺳدﯾﺔ ﺿــد ﻋﻧﺎﺻــر اﻟﻠﺟــﺎن اﻟﺛورﯾــﺔ ﻋــﺎم‬
‫‪١٩٧٨‬م‪ ،‬ﻛــﺎن ﻣﺣﻣــد ﻣﻌﺗــوق ﻣﻌــروف ﺑﺎﺗــﺻﺎﻻﺗﻪ اﻟﻘوﯾــﺔ داﺧــل اﻟﻧظــﺎم اﻟﻠﯾﺑــﻲ‪ ،‬ﺑﻣــﺎ ﻓــﻲ ذﻟــك اﻟﻌﻘﯾــد اﻟﻘــذاﻓﻲ‪،‬‬
‫وﻛــﺎن ﻗــد ﺧــدم دﺑﻠوﻣﺎﺳــﯾﺎً ﻓــﻲ اﻟــﺳﻔﺎرة اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻟﻧــدن ﻋــﺎم ‪١٩٨٤‬م وﻛــﺎن ﻣــن ﺑــﯾن اﻟﻣــﺷﺎرﻛﯾن ﻓــﻲ ﺣــﺎدث‬
‫;‪www.marefa.org index. Php‬‬ ‫اﻟـﺳﻔﺎرة‪ .‬ﻟﻠﻣزﯾـد ﯾﻧظـر‪:‬‬
‫ﻣﻌﺗوق ﻣﺣﻣد ﻣﻌﺗوق‪ ،‬ﺻﺣﯾﻔﺔ ﺷـﻔﺎف اﻟـﺷرق اﻷوﺳـط‪ ،‬ﻗﺎﺋﻣـﺔ ﺳـوداء ﺑﺄﺳـﻣﺎء ﻣﻣـوﻟﻲ اﻟﻧظـﺎم اﻟﻠﯾﺑـﻲ اﻟﻣطﻠـوب‬
‫دوﻟﯾﺎ‪ ٢٦ ،‬ﺷﺑﺎط ‪.٢٠١١‬‬
‫ﻣﻼﺣﻘﺗﻬم ً‬
‫)‪ (٦٦‬ﺑﻌـد ﺣــﺎدث اﻟــﺳﻔﺎرة اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻟﻧــدن ﻋـﺎم ‪١٩٨٤‬م ﻗطﻌــت ﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺎ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬــﺎ اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳــﯾﺔ ﺑﻠﯾﺑﯾــﺎ ورﻓــﺿت أن‬
‫ﺗﻘــوم أي دوﻟــﺔ أﺧــرى ﺑرﻋﺎﯾــﺔ اﻟﻣــﺻﺎﻟﺢ اﻟﻠﯾﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻟﻧــدن‪ ،‬ﻟﻛــن اﻟﻣﻣﻠﻛــﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ اﻟــﺳﻌودﯾﺔ ﺗﻣﻛﻧــت ﻣــن إﻗﻧــﺎع‬

‫‪٢٧١‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﺑـﺄن ﺗﺗـوﻟﻰ رﻋﺎﯾـﺔ اﻟﻣـﺻﺎﻟﺢ اﻟﻠﯾﺑﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻟﻧـدن ﺑـﺷرط أن ﺗﻘـﯾم ﺑﻌﺛـﺔ رﻋﺎﯾـﺔ اﻟﻣـﺻﺎﻟﺢ اﻟﻠﯾﺑﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﺳﻔﺎرة‬
‫اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻓﻲ ﻟﻧدن‪ .‬ﻟﻠﻣزﯾد ﯾﻧظر‪ :‬ﺻـﺣﯾﻔﺔ اﻹﻗﺗـﺻﺎدﯾﺔ اﻟـﺳﻌودﯾﺔ‪ ،‬وﻣـﺿﺎت ﻣـن اﻟﻣواﻗـف اﻟـﺳﻌودﯾﺔ اﻟﻣـﺿﯾﺋﺔ‬
‫ﺗﺟﺎﻩ ﻟﯾﺑﯾﺎ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ٢٥ ،٦٥٢٧‬أﻏﺳطس‪.٢٠١١‬‬
‫‪(67) Statement by the Home Secretary, 1 may 1984, Cited in: MTF.‬‬
‫‪(68) Joseph letter to Mt PREM, 4 May 1984, No.19/1302f78, Cited in: MTF.‬‬
‫)‪ (٦٩‬ﻣﻔﻛرة اﻹﺳﻼم‪ ،‬اﻟﻘذاﻓﻲ اﺣﺗﻔظ ﺑﺟﺛث ﻣﻌﺎرﺿﯾﻪ ﻣﻧذ اﻧﻘﻼب ‪١٩٨٤‬م‪ ٢٧ ،‬ﺗﺷرﯾن اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪.٢٠٠١‬‬
‫‪(70) Joseph letter to Mt PREM, 4 May 1984, No.19/1302f78, Cited in: MTF.‬‬
‫‪(71) Howe Minute to MT PREM, 9 May 1984, No.19/1302f58, Cited in: MTF.‬‬
‫‪(72) Record of Conversation (MT-Howe) PREM, 9 May 1984, No.19. f 81, Cited in‬‬
‫‪MTF.‬‬
‫)‪ (٧٣‬ﺳﻠﯾم اﻟرﻗﻌﻲ‪ ،‬ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻌزﯾزﯾﺔ وﻋﻼﻣﺔ ﺑﺎرزة ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺧﻧﺎ اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬ﺻﺣﯾﻔﺔ ﻟﯾﺑﯾﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ٩ ،‬أﯾﺎر ‪.٢٠١٠‬‬
‫)‪ (٧٤‬ﻣﺣﻣد ﻋﺑداﻟﻠطﯾف‪ ،‬اﻟﻘذاﻓﻲ ﻟن ﯾﺗرك ﻟﯾﺑﯾﺎ إﻻ ﺑﺎﻟﻘوة أو اﻟﻣـوت‪ ،‬اﻟﻌـدد ‪ ، ٤٥٣٨٠‬ﺻـﺣﯾﻔﺔ اﻷﻫـرام اﻟرﻗﻣـﻲ‪،‬‬
‫‪ ٦‬آذار ‪.٢٠١١‬‬
‫‪(75) Ronen, Yehuhit, Libyas Conflict with Britain: Analysis of a Diplomatic Ruoture,‬‬
‫‪Middile Eastern Studies, Vol. 42. No.2 (Mar, 2006), P. 276.‬‬
‫)‪ (٧٦‬ﻓرﻗد ﻋﺑﺎس ﻗﺎﺳم اﻟﻣﯾﺎﺣﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.٢٧‬‬
‫)‪ (٧٧‬ﻓﻲ ‪ ٥‬ﻧﯾﺳﺎن ‪١٩٨٦‬م‪ ،‬ﺗﻌرض ﻧﺎدي ﻟﯾﻠﻲ ﻓﻲ ﺑرﻟﯾن اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻟﺗﻔﺟﯾـر ﺑﻌﺑـوة ﻧﺎﺳـﻔﺔ أدت إﻟـﻰ ﻣﻘﺗـل ‪ ٣‬أﺷـﺧﺎص‬
‫ـﺻﺎ إذ ﻛــﺎن ﯾرﺗــﺎدﻩ ﺟﻧــود اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ‪ ،‬إذ ﻗﺗــل اﺛﻧــﯾن ﻣــﻧﻬم وﺟــرح ‪٧٩‬‬
‫واﺻـﺎﺑﺔ ﻧﺣــو ‪ ٢٣٠‬ﺷﺧـ ً‬
‫آﺧ ـرﯾن‪ ،‬ﻛﯾﻧﯾــث ﻓــورد رﻗﯾــب اﻷﻣرﯾﻛــﻲ اﻟﺛــﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺟــﯾﻣس )ﻛــوﯾﻧز(‪ ،‬ﺗــوﻓﻲ ﻣﺗــﺄﺛ اًر ﺑﺟ ارﺣــﻪ ﺑﻌــد ﺷــﻬرﯾن‪ .‬وﺟﻬــت‬
‫اﻻﺗﻬﺎﻣـﺎت ﻟﯾﺑﯾـﺎ ﻣـن ﻗﺑـل اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾـﺔ‪ ،‬وأﻣــر اﻟـرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛـﻲ روﻧﺎﻟـد رﯾﻐـﺎن ﺑﺗوﺟﯾـﻪ ﺿـرﺑﺎت اﻧﺗﻘﺎﻣﯾــﺔ‬
‫ﺿد طـراﺑﻠس وﺑﻧﻐـﺎزي ﻓـﻲ ﻟﯾﺑﯾـﺎ ﺑﻌـد ﻋـﺷرة أﯾـﺎم‪ ،‬وورد أن اﻟﻘـﺻف أﺳـﻔر ﻋـن ﻣﻘﺗـل ‪ ١٥‬ﺷﺧـﺻﺎً ﻋﻠـﻰ اﻷﻗـل‪،‬‬
‫ﺑﯾﻧﻬم إﺑﻧﺔ اﻟﻌﻘﯾد اﻟﻘذاﻓﻲ ﺑﺎﻟﺗﺑﻧﻲ‪ .‬ﻟﻠﻣزﯾد ﯾﻧظر‪:‬‬
‫‪Attentats Von 1986 in Diskothek La Belle in Berlin zu.‬‬
‫)‪ (٧٨‬ﻫــو روﻧﺎﻟــد وﯾﻠــﺳون رﯾﺟــﺎن وﻟــد ﻓــﻲ ‪ ٦‬ﺷــﺑﺎط ‪١٩١١‬م أﺻــﺑﺢ اﻟ ـرﺋﯾس اﻷرﺑﻌــﯾن ﻟﻠوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ‬
‫)‪١٩٨٩-١٩٨١‬م(‪ ،‬ﻛﺎن ﺣﺎﻛﻣﺎ ﻟوﻻﯾﺔ ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ )‪١٩٧٥-١٩٦٧‬م(‪ ،‬ﻋﻣﻠﻪ اﻷﺳﺎﺳـﻲ ﻣﻣـﺛﻼً ﻓـﻲ اﻟﺧﻣـﺳﯾﻧﯾﺎت‬
‫ﺑــرزت ﻗــوة اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة ﻛﻠﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻋﻬــدﻩ ﺣﺗــﻰ ﻧﻬﺎﯾــﺔ وﻻﯾﺗــﻪ اﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ ﻋــﺎم ‪١٩٨٩‬م‪ ،‬ﻓــﻧﺟﺢ ﺑﺎﺳــﺗﻌﺎدة ﺑﻧﻣــﺎ‬
‫وﻗﻧﺎﺗﻬﺎ وﻧﯾﻛﺎراﻏوا وﺗﺷﯾﻠﻲ وﻓﻲ أﻓرﯾﻘﯾﺎ اﺳﺗﻌﺎدت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة أﺛﯾوﺑﯾﺎ ﻣـن ﻣﻧﻐﯾـﺳﺗو ﻫـﯾﻼ ﻣﯾرﯾـﺎم اﻟﻣﺎرﻛـﺳﻲ‬
‫وأﻧﻐوﻻ ﻣن ﺳﺎﻣو ار ﻣﯾﺷﯾل اﻟﻣدﻋوم ﻣن ﻓﯾدﯾل ﻛﺎﺳـﺗرو واﻟـﺳوﻓﯾﺎت‪ ،‬ووﺿـﻊ ﻓـﻲ ﺳـﻠم أوﻟوﯾﺎﺗـﻪ وﺑراﻣﺟـﻪ ﻣﺣﺎرﺑـﺔ‬
‫اﻹﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﯾﺗﻲ وﻣﻌﺎداة اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ وﺗﻔﻛﯾك ﺣﻠـف وارﺷـو وذﻟـك ﺑﺎﻟﺗﻌـﺎون ﻣـﻊ دول أوروﺑﯾـﺔ‪ ،‬وﺣﻘـق ﻣﻌظـم ﻣـﺎ‬
‫وﻋد ﺑﻪ اﻷﻣﯾرﻛﯾﯾن واﻟﺣﻠﻔﺎء ﺑﺷﺄن ﺳﯾﺎﺳﺗﻪ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪:‬ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل ‪:‬ﯾﻧظر‪:‬‬
‫‪The Reagan Administration and the Balancing of America's Competing Interests in‬‬
‫‪the Middil East. P. 15.‬‬
‫)‪ (٧٩‬ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟﺑﯾﺎن‪ ،‬ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﺗﻌﯾد ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﻟﯾﺑﯾﺎ‪ ٨ ،‬ﺗﻣوز‪١٩٩٩‬؛‬
‫‪The Guardian News papers, 8 July 1999.‬‬

‫‪٢٧٢‬‬
 ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ )ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(‬
‫اﻟﻣﺟﻠد )‪ (٧‬اﻟﻌدد )‪ (٢٢‬آب ‪٢٠١٥‬م – ذو اﻟﻘﻌدة ‪١٤٣٦‬ﻫـ‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ – اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠو اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‬
‫م‪ .‬إدرﯾس ﺣردان ﻣﺣﻣود‬
‫م‪ .‬ﺧﺎﻟد ﺳﻌود ﻛﺎظم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻣﻠﺧص‬
‫ﺗﻌُــد اﻟــﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ ﺗﺟــﺎﻩ ﻟﯾﺑﯾــﺎ ﻣــن اﻟﻣواﺿــﯾﻊ اﻟﻣﻬﻣــﺔ وﻟﻌــل اﻟﻣــدة اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ ‪١٩٨٦-١٩٧٠‬م ‪ ،‬ﻗــد‬
‫ﺷﻛﻠت أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟذﻟك ﻧﺎﻗش اﻟﺑﺣث ﻣراﺣل ﺗطور ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣن ﺧـﻼل ﺗﻣﻬﯾـد ﺗـﺎرﯾﺧﻲ وﺛﻼﺛـﺔ ﻣﺑﺎﺣـث ﺗﻧﺎوﻟـت‬
‫ﻣ ارﺣـل اﻟﻌﻼﻗـﺎت ﺑـﯾن اﻟﺟـﺎﻧﺑﯾن وﻣـﺎ ﻧـﺗﺞ ﻋـن ﺛـورة أﯾﻠـول ‪١٩٦٩‬م ‪ ،‬إذ ﺗـﺳﻠم ﺣﻛـم ﻟﯾﺑﯾـﺎ اﻟـرﺋﯾس ﻣﻌﻣـر اﻟﻘـذاﻓﻲ اﻟــذي‬
‫اﻧــﺗﻬﺞ ﺳﯾﺎﺳــﺔ أوﺻــﻠت اﻟﻌﻼﻗــﺎت ﻣــﻊ ﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺎ إﻟــﻰ ﺣﺎﻟــﺔ ﻋــدم اﻻﺳــﺗﻘرار ﺗﺧﻠﻠﺗﻬــﺎ ﺣ ـوادث دﺑﻠوﻣﺎﺳــﯾﺔ واﻗــﺻﺎء ﻟــدور‬
‫اﻟــﺷرﻛﺎت اﻟﻧﻔطﯾــﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ ﻓــﻲ ﻟﯾﺑﯾــﺎ وﺻــوﻻً إﻟــﻰ ﺣﺎﻟــﺔ ﻗطــﻊ اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳــﯾﺔ ﺳــﻧﺔ ‪١٩٨٦‬م ‪ ،‬ﻓــﻲ‬
‫أﻋﻘﺎب أزﻣﺔ اﻟﺳﻔﺎرة اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻟﻧدن‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The British policy is considred according to Lybean is one of‬‬
‫‪most important subjects so the historical period between 1970-1986 is composwd an‬‬
‫‪important issue, so, the researcher discusses the stages of the nelationship between the‬‬
‫‪two sides and what is found about the September Revolution 1969, where Al-Qdthafi‬‬
‫‪has ruleel Lybia When he applied apolicy then made the relations With Britain to a‬‬
‫‪histateed With diplomatic incidents and ther is role to the petrol company and to‬‬
‫‪boycotts diplomatic nelationship in 1986, and the crisis of the Lybean Embassy in‬‬
‫‪London.‬‬

‫‪٢٧٣‬‬