You are on page 1of 10

‫بحث بعنوان‬

‫حقوق المرأة في اإلسالم‬

‫إشراف‪/‬‬
‫د‪.‬‬

‫إعداد‪/‬‬
‫األسم‪:‬‬
‫الرقم الجامعي‪:‬‬
‫الفهرس‬
‫المقدمة ‪3...............................................................................................‬‬

‫وضع المرأة قبل وبعد اإلسالم ‪4........................................................................‬‬

‫وضع المرأة قبل اإلسالم ‪4....................................................................... :‬‬

‫وضع المرأة في اإلسالم ‪4........................................................................ :‬‬

‫حقوق المرأة في اإلسالم ‪5..............................................................................‬‬

‫حقوق المرأة كإبنة وإ خت ‪5....................................................................... :‬‬

‫حقوق المرأة كزوجة ‪5........................................................................... :‬‬

‫حقوق المرأة في العلم ‪6.......................................................................... .‬‬

‫حقوق المرأة في العمل ‪7......................................................................... :‬‬

‫حقوق المرأة في البر والصلة ‪7................................................................... :‬‬

‫حقوق المرأة الشهادة وفي‪ 0‬اإلدالء برأيها ‪7........................................................ :‬‬

‫تكريم المرأة في اإلسالم ‪8..............................................................................‬‬

‫الخاتمة ‪9...............................................................................................‬‬

‫المراجع ‪10............................................................................................‬‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة‬
‫لم تعرف البشرية دينا وال حضارة عنيت بالمرأة كعناية اإلسالم وتعاليمه بها‪ ،‬فالمرأة لها في شريعة اإلسالم االعتبار‬
‫األسمى والمقام األعلى‪ ،‬تتمتع بشخصية محترمة ذات حقوق مقررة‪ ،‬وواجبات معتبرة‪ ،‬وتكريم المرأة في اإلسالم تم وفق‬
‫مبادئ عامة‪ ،‬وصور جامعة‪.‬‬
‫إن المرأة هى نصف المجتمع وهى التى تربى النصف اآلخر وبالتالي يجب القول أن المرأة هي كل المجتمع وهى االم‬
‫واالخت والزوجه واالبنه والخالة والعمة والجارة ومصدر الحنان والعاطفه في الحياة‪ .‬والحق أن هذه المرأة عانت معاناة‬
‫كثيرة‪ ،‬بل كانت ضحية كل نظام‪ ،‬وحسرة كل زمان‪ ،‬صفحات الحرمان‪ ،‬ومنابع األحزان‪ ،‬ظلمت ظلماً‪ ،‬وهضمت هضماً‪ ،‬لم‬
‫تشهد البشرية مثله أبداً‪.‬‬
‫لقد كرم اإلسالم المرأة بأن جعلها مربية األجيال‪ ،‬وربط صالح المجتمع بصالحها‪ ،‬وفساده بفسادها‪ ،‬ألنها تقوم بعمل عظيم‬
‫يتكون منهم المجتمع‪ ،‬ومن المجتمع تتكون الدولة المسلمة‪.‬‬
‫في بيتها‪ ،‬أال وهو تربية األوالد الذين َّ‬
‫وبلغ من تكريم اإلسالم للمرأة أن خصص لها سورة من القرآن سماها «سورة النساء» ولم يخصص للرجال سورة لهم‪ ،‬فدل‬
‫ُّك أَاَّل‬
‫ضى َرب َ‬
‫{وقَ َ‬
‫ذلك على اهتمام اإلسالم بالمرأة‪ ،‬وال سيما األم‪ ،‬فقد أوصى اهلل تعالى بها بعد عبادته فقال عز وجل‪َ :‬‬
‫مكرما لها‪....« :‬والمرأة‬‫ً‬ ‫تَ ْعُب ُدوا ِإاَّل ِإيَّاهُ َوبِاْل َو ِال َد ْي ِن ِإ ْح َس ًانا} [اإلسراء‪ .]23 :‬وقد حملها الرسول أمانة تربية األوالد فقال‬
‫راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها» [متفق عليه]‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وضع المرأة قبل وبعد اإلسالم‬

‫وضع المرأة قبل اإلسالم ‪:‬‬


‫كان الناس يعيشون في فوضى وهمجية قبل اإلسالم وكانت المرأة تعيش في أسوأ الظروف وتعاني ويالت تلك الهمجية‬
‫وتعامل أسوأ معاملة وتباع وتشترى كالسلع وتُنتهك حرمتها وعرضها ‪ ،‬فمنذ والدتها كانت تدفن حية دون ذنب ‪ ،‬وإ ن نجت‬
‫وكبرت تعرضت للزنا واألسر والبيع في األسواق والضرب من األزواج إلى غير ذلك من اآلالم والظلم ‪.‬‬

‫وضع المرأة في اإلسالم ‪:‬‬


‫وعندما جاء اإلسالم صحح كل هذه األوضاع وطهر المجتمع من الرذيلة والعادات السيئة وحفظ للمرأة حقها وكرامتها‬
‫وعرضها ؛ فحرم الزنا ووضع له عقوبة رادعة وشجع على الزواج وأمر بغض البصر وحفظ الفرج ومنع من اإلختالط‬
‫الفاحش وجعل هناك آداباً في دخول المنازل واإلستئذان ووضع اللباس والزينة وكل ذلك للحفاظ على حرمة المرأة وحماية‬
‫ُّ‬
‫والتكفل لها بحياة كريمة بعيدة عن امتهان النفس وضياع الشرف لتعيش‬ ‫حقوقها وكرامتها وحمايتها من اإلستغالل والتعدي‬
‫تحت ظل زوج يحترمها ويتكفل بحقوقها ورعايتها أو أب ودود يرعاها ويغير على عرضها ‪ ،‬وهذا من رحمة اهلل بالعباد‬
‫لينظم حياتهم ويطهرهم ويحفظ لكل ذي حق حقه ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫حقوق المرأة‪ 0‬في اإلسالم‬

‫حقوق المرأة كإبنة وإ خت ‪:‬‬


‫حقها كإبنة على األب هو أن يرعاها ويعلمها ويؤدبها ويتكفل بنفقاتها حتى تبلغ رشدها وتتزوج ‪ ،‬وقد ألزمه بأن يتولى‬
‫تزويجها ويختار لها الزوج الصالح حتى ال تندفع بعاطفتها لزواج من ليس بكفئ لها فيسئ معاملتها أو تضجر بعيشتها‬
‫معه ‪ ،‬ولذا كانت والية األب من باب الحماية للمرأة من نفسها وممن يحاول استغاللها أو زواجها من فاسق أو سئ خلق أو‬
‫معدوم ال يستطيع أن ينفق عليها وعلى أبناءها وكل هذا يعرفه األب بخبرته ومعرفته للرجال ورجاحة عقله واعتدال‬
‫عواطفه وبسؤاله وإ ستقصائه عن الخطاب ‪ ،‬مما يحفظ لها كرامتها قبل الزواج وعند الزواج وبعده ‪ .‬قال رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وسلم ‪ { :‬من كان له ثالث بنات فصبرعليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار يوم‬
‫القيامة }‪ ،1‬وكذلك فإن كان للرجل أخوات وأنفق عليهن وأدبهن فنرجو له الجنة وأن يكن حجاب له من النار‪ .2‬كما كفل‬
‫ول اللَّ ِه صلى اهلل عليه وسلم قَا َل « الَ تُْن َك ُح‬‫اإلسالم للمرأة سواء كانت بكر أو ّثيب حق الموافقة أو الرفض للخطبة ‪ ،‬قال َر ُس َ‬
‫ت »‪.3‬‬‫َن تَ ْس ُك َ‬
‫ال « أ ْ‬ ‫ْم َر َوالَ تُْن َك ُح اْلبِ ْك ُر َحتَّى تُ ْستَْأ َذ َن » قَالُوا َيا َر ُسو َل اللَّ ِه َو َك ْي َ‬
‫ف ِإ ْذُنهَا قَ َ‬ ‫األَي َّ‬
‫ِّم َحتى تُ ْستَأ َ‬
‫ُ‬

‫حقوق المرأة كزوجة ‪:‬‬


‫واإلسالم حفظ للمرأة حقها كزوجة ففرض على الزوج حقوق الزوجة التي تتمثل في ‪:‬‬
‫حقها في الصداق‪: 4‬‬

‫وهو مهر المرأة ويسمى أيضاً نحلة أو فريضة وفي اإلصطالح ‪ :‬هو ما يكون عوضاً في النكاح ‪ ،‬وهو حقاً للمرأة شرعاً‬
‫ص ُدقَاتِ ِه َّن نِ ْحلَةً فَِإن ِط ْب َن لَ ُك ْم َعن َش ْي ٍء ِّم ْنهُ َن ْف ًسا فَ ُكلُوهُ َهنِ ًيئا‬ ‫وقد يكون حاالً أو مؤجالً ‪ ،‬قال تعالى ‪َ { :‬وآتُوْا َّ‬
‫الن َساء َ‬
‫َّم ِر ًيئا }‪.5‬‬
‫حق النفقة‪: 6‬‬

‫‪ 1‬سنن ابن ماجه – ج ‪ / 2‬ص ‪ -1210‬حديث رقم ‪ – 3669‬وصححه األلباني ‪.‬‬


‫‪ 2‬كتاب مجموع فتاوى ومقاالت متنوعة ( بتصرف) – لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – م ‪.357 / 4 :‬‬
‫‪ 3‬صحيح مسلم – النكاح – باب ‪ – 9‬حديث رقم ‪.3538‬‬
‫‪ 4‬فقه األسرة ‪ – 1‬باب الحقوق التي يقتضيها عقد الزواج – ص‪ – 181‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪ 5‬سورة النساء – اآلية ‪.4‬‬
‫‪ 6‬فقه األسرة ‪ – 1‬باب الحقوق التي يقتضيها عقد الزواج – ص‪ – 181‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫فعلى الزوج أن يوفر لزوجته كل ما تحتاج إليه من طعام ومسكن وأثاث وخدمة وكل ما يلزمها بالمعروف ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬
‫{ ِلي ِنف ْق ُذو سع ٍة ِّمن سعتِ ِه }‪ 7‬وقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم في حجة الوداع ‪ .. { :‬فَاتَّقُوا اللَّه ِفى النِّس ِ‬
‫اء فَِإَّن ُك ْم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬
‫ك‬‫ونهُ ‪ .‬فَِإ ْن فَ َعْل َن َذِل َ‬
‫َح ًدا تَ ْك َر ُه َ‬ ‫ِ‬ ‫وجهُ َّن بِ َكِل َم ِة اللَّ ِه َولَ ُك ْم َعلَْي ِه َّن أ ْ‬
‫َن الَ ُيوط ْئ َن فُ ُر َش ُك ْم أ َ‬ ‫استَ ْحلَْلتُ ْم فُُر َ‬
‫وه َّن بِأَم ِ َّ ِ‬
‫ان الله َو ْ‬ ‫َخ ْذتُ ُم ُ َ‬ ‫أَ‬
‫وه َّن ضربا َغ ْير مب ِّر ٍح ولَه َّن علَْي ُكم ِر ْزقُه َّن و ِكسوتُه َّن بِاْلمعر ِ‬
‫وف ‪،8}..‬‬ ‫َ ُْ‬ ‫ُ َ َْ ُ‬ ‫اض ِرُب ُ َ ْ ً َ ُ َ َ ُ َ ْ‬ ‫فَ ْ‬
‫حق المعاشرة بالمعروف‪: 9‬‬
‫وف }‪، 10‬‬ ‫وه َّن بِاْلمعر ِ‬ ‫وهي الصحبة الطيبة بين الزوج والزوجة التي تقوم على المودة والرحمة ‪ ،‬قال تعالى ‪ { :‬وع ِ‬
‫َ ُْ‬ ‫اش ُر ُ‬ ‫َ َ‬
‫َعالَهُ ‪ ،‬فَِإ ْن‬ ‫َع َو َج َش ْى ٍء ِفى ِّ‬
‫الضلَ ِع أ ْ‬ ‫اء َخْيراً ‪ ،‬فَِإَّنه َّن ُخِل ْقن ِم ْن ِ‬
‫ضلَ ٍع ‪َ ،‬وإِ َّن أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وقال صلى اهلل عليه وسلم ‪ «:‬واستَوصوا بِالنِّس ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْْ ُ‬
‫اء َخْيراً »‪ .11‬وقال ‪ { :‬خيركم خيركم ألهله وأنا خيركم‬ ‫َعوج فَاستَوصوا بِالنِّس ِ‬ ‫َذ َه ْب َ ِ‬
‫َ‬ ‫يمهُ َك َس ْرتَهُ ‪َ ،‬وإِ ْن تََر ْكتَهُ لَ ْم َي َز ْل أ ْ َ َ ْ ْ ُ‬
‫ت تُق ُ‬
‫ألهلي }‪ . 12‬وتكون للزوجة على زوجها في المعاشرة بالمعروف ما يلي ‪ :‬أن يوفر لها السكن المناسب _ اإلذن لها بزيارة‬
‫يتز ين لها _ الوفاء لها بالشروط التي اشترطتها عليه في العقد _ عدم العزل عنها إال بإذنها _ إذا دعى للدخول‬
‫والديها _ أن ّ‬
‫والبناء بها فعليه إجابتها إن كان قادر ‪.‬‬
‫حق الرعاية والتوجيه‪: 13‬‬
‫وذلك ألن القوامة في اإلسالم للرجل على أسرته وذلك ألنه الذي يسعى ويكد على حاجات األسرة ليوفر لها الحياة الطيبة لذا‬
‫ض َوبِ َما‬
‫ضهُ ْم َعلَى َب ْع ٍ‬ ‫ِّساء بِ َما فَض َ‬
‫َّل اللّهُ َب ْع َ‬ ‫ون َعلَى الن َ‬‫ام َ‬‫الر َجا ُل قَ َّو ُ‬
‫كان من الفطرة أن تكون له الوالية ‪ ،‬قال تعالى ‪ِّ { :‬‬
‫وه َّن ِفي‬ ‫َّ ِ‬
‫وز ُه َّن فَ ِعظُ ُ‬ ‫ات لِّْل َغ ْي ِب بِ َما َحِف َ‬ ‫ات َح ِاف َ‬ ‫ات قَانِتَ ٌ‬
‫وه َّن َو ْ‬ ‫أَنفَقُوْا ِم ْن أَمو ِال ِهم فَالص ِ‬
‫اه ُج ُر ُ‬ ‫ون ُن ُش َ‬
‫ظ اللّهُ َوالالتي تَ َخافُ َ‬ ‫ظ ٌ‬ ‫َّال َح ُ‬ ‫َْ ْ‬
‫ان َعِليًّا َكبِ ًيرا } ‪ ،‬وعلى الرجل أن يوجه أفراد أسرته‬
‫‪14‬‬
‫ط ْعَن ُك ْم فَالَ تَْب ُغوْا َعلَْي ِه َّن َسبِيالً ِإ َّن اللّهَ َك َ‬
‫وه َّن فَِإ ْن أَ َ‬ ‫ضا ِج ِع َو ْ‬
‫اض ِرُب ُ‬ ‫اْل َم َ‬
‫بما فيهم الزوجة ويعلمهم ما تعلمه من أمور دينه ‪ ،‬وإ ن نشزت الزوجة عن طاعة زوجها أو بغت فعليه أن يؤدبها وال‬
‫يضربها ضرباً مبرحاً ‪ ،‬وهذا هو األفضل للمرأة وللمجتمع ‪.‬‬

‫حقوق المرأة في العلم ‪.‬‬


‫طلب العلم فريضة على كل مسلم وال شك أن كل فروع الشريعة يخاطب بها النساء والرجال معاً ما لم يرد تخصيص‬
‫والنساء شقائق الرجال وسوف يحاسبن وتعرض أعمالهن على اهلل ثم ال يجدن أمامهن إال جنة أو نار لذا البد للمرأة أن‬
‫تطلب العلم لتعرف كيف تعبد اهلل تعالى على بصيرة ‪ ،‬ولقد كان النساء في عهد الرسول يتعلمن من أزواجهن وأبنائهن أمور‬

‫‪ 7‬سورة الطالق – من اآلية رقم ‪.7‬‬


‫‪ 8‬صحيح مسلم – الحج – باب ‪ – 19‬حديث رقم ‪.3009‬‬
‫‪ 9‬فقه األسرة ‪ – 1‬باب الحقوق التي يقتضيها عقد الزواج – ص‪ – 181‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪ 10‬سورة النساء – من اآلية ‪.19‬‬
‫‪ 11‬صحيح البخاري – كتاب النكاح – باب ‪ – 80‬حديث رقم ‪.5186‬‬
‫‪ 12‬الترمذي ‪ ، 3895‬الدارمي ‪ ، 2/159‬وابن حبان في صحيحه ‪ ، 4177‬وإسناده صحيح ‪ .‬وهو منقول من كتاب فقه األسرة ‪.1‬‬
‫‪ 13‬فقه األسرة ‪ – 1‬باب الحقوق التي يقتضيها عقد الزواج – ص‪ – 181‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪ 14‬سورة النساء – اآلية ‪.34‬‬

‫‪6‬‬
‫دينهن كما أن الرسول صلىاهلل عليه وسلم يخصص لهن يوماً ليعلمهن فيه أمور الدين وكن يسألنه ما يخفى عليهن حتى أن‬
‫السيدة عائشة رضي اهلل عنها قالت ‪ {:‬نعم النساء نساء األنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين }‪15‬وذلك عندما‬
‫جاءت أسماء تسأل عن غسل المحيض ‪ ،‬وكذلك فإن من حقوق الزوجة على الزوج التوجيه ومنه اإلرشاد والنصح ‪.‬‬
‫وللنساء الحق في الذهاب للمسجد والتفقه في الدين ‪ ،‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ { :‬ال تمنعوا إماء اهلل مساجد‬
‫اهلل }‪. 16‬‬

‫حقوق المرأة في العمل ‪:‬‬


‫ال شك أن المرأة قد هيأ لها اهلل حق النفقة وأراحها من عناء الكد وراء الرزق رحمة وفضالً منه ‪ ،‬ولكن بعض النساء‬
‫كاألرامل واليتامى والفقراء قد يحتاجن للعمل وفي بعض األحيان مساعدة لألزواج واآلباء وغيره ‪ ،‬فإن دعت الحاجة فللمرأة‬
‫أن تعمل ما تتكسب به على أن يكون عمل شريف وال تتعرض فيه للفتنة واألذى ‪ ،‬بل إن في بعض المجاالت األولى فيها‬
‫عمل النساء كخدمة النساء في مختلف المجاألت كالطب والتمريض والتعليم والخدمة وغيرها ‪ ،‬فكم من مضايقات تقع للنساء‬
‫نتيجة لحاجتهن لخدمة ال يقوم بها إال الرجال وكم من كارثة زنا أو إغتصاب أو سرقة تعرض لها النساء فيما نقرأه في‬
‫وسائل اإلعالم كاإلنترنت نتيجة لعدم توفر نساء يقمن بخدمات النساء في كل المجاالت فتضطر المرأة للتعامل مع الرجال‬
‫والتعرض لفتنتهم مما يوقع بعضهن في حبال الفاحشة برضاهن أو بغير رضاهن ‪ ،‬ولو توفر نساء متعلمات يقمن على‬
‫ّ‬
‫خدمة بنات جنسهن إلغنت األمة عن مشاكل ال حد لها ‪.‬‬

‫حقوق المرأة في البر والصلة ‪:‬‬


‫ومن حق المرأة اإلحسان والبر والصلة من أقاربها وزوجها وأبيها وابنائها ‪ ،‬وقد أوصى النبي صلى اهلل عليه وسلم بالنساء‬
‫في حجة الوداع فقال ‪ .. { :‬فاتقوا اهلل في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان اهلل واستحللتم فروجهن بكلمة اهلل }‪ ،17‬وقال صلى‬
‫اهلل عليه وسلم ‪ { :‬خيركم خيركم ألهله وأنا خيركم ألهلي }‪ ،18‬وللمرأة الحق في صلة الرحم سواء من أقارب األب أو األم‬
‫‪ ،‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ثم إن اهلل خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ من‬
‫القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى قال فذاك لك ثم قال رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم اقرؤا إن شئتم { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في األرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم اهلل فأصمهم وأعمى‬
‫‪19‬‬
‫أبصارهم أفال يتدبرون‪ 0‬القرآن أم على قلوب أقفالها } }‬

‫‪ 15‬صحيح مسلم – ج ‪ / 1‬ص ‪ -261‬حديث رقم ‪.332‬‬


‫‪ 16‬صحيح البخاري – ج ‪ / 1‬ص ‪ – 305‬حديث رقم ‪.858‬‬
‫‪ 17‬صحيح مسلم – ج ‪ / 2‬ص ‪ – 889‬حديث رقم ‪ – 1218‬في حجة الوداع ‪.‬‬
‫‪ 18‬سنن الترمذي – ج ‪ / 5‬ص ‪ – 709‬حديث رقم ‪.3895‬‬
‫‪ 19‬صحيح مسلم – ج ‪ / 4‬ص ‪ -1980‬حديث رقم ‪ - 2554‬باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها] ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫حقوق المرأة الشهادة وفي اإلدالء برأيها ‪:‬‬
‫للمرأة في اإلسالم حق اإلدالء بشهادتها وهي تعدل نصف شهادة الذكر لما علم اهلل تعالى من طبائع النساء العاطفية‬
‫ير }‪ ،20‬وكذلك لها الحق في اإلدالء برأيها فقد استمع أمير‬ ‫ق َو ُه َو اللَّ ِط ُ‬
‫يف اْل َخبِ ُ‬ ‫واستمالتها بالعواطف ‪ { ،‬أَاَل َي ْعلَ ُم َم ْن َخلَ َ‬
‫المؤمنين‪ 0‬عمر ابن الخطاب لتصويب امرأة ‪.‬‬

‫تكريم المرأة في اإلسالم‬


‫‪ -1‬لم يعتبر اإلسالم المرأة مكروهة‪ ،‬أو مهانة‪ ،‬كما كانت في الجاهلية‪ ،‬ولكنه قرر حقيقة تزيل هذا الهوان عنها‪ :‬وهي أن‬
‫أيضا من الواجبات ما يالئم تكوينها وفطرتها‪ ،‬وعلى الرجل بما اختص‬
‫المرأة قسيمة الرجل لها ما له من الحقوق‪ ،‬وعليها ً‬
‫به من الرجولة‪ ،‬وقوة الجلد‪ ،‬وبسطة اليد‪ 0،‬واتساع الحيلة‪ ،‬والصبر على التعب والمكاره‪ ،‬أن يلي رياستها‪ ،‬فهو بذلك وليها‬
‫يحوطها‪ ،‬ويذود عنها بدمه‪ ،‬وينفق عليها من كسب يده‪.‬‬
‫‪ - 2‬ومن مظاهر تكريم المرأة في اإلسالم أن سواها بالرجل في أهلية الوجوب واألداء‪ ،‬وأثبت لها حقها في التصرف‪،‬‬
‫ومباشرة جميع الحقوق كحق البيع‪ ،‬وحق الشراء‪ ،‬وحق الدائن‪ ،‬وحق التملك‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ - 3‬وقد كرم اإلسالم المرأة‪ ،‬وذلك حينما أخبر اهلل تعالى في القرآن بأن اهلل خلقنا من ذكر وأنثى‪ ،‬وجعل ميزان التفاضل‬
‫وبا َوقََبائِ َل ِلتَ َع َارفُوا ِإ َّن‬ ‫ِ‬
‫اس ِإَّنا َخلَ ْقَنا ُك ْم م ْن َذ َك ٍر َوأ ُْنثَى َو َج َعْلَنا ُك ْم ُش ُع ً‬ ‫{يا أَيُّهَا َّ‬
‫الن ُ‬ ‫العمل الصالح والتقوى فقال عز من قائل‪َ :‬‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ير} [الحجرات‪.]13 :‬‬ ‫يم َخبِ ٌ‬
‫أَ ْك َر َم ُك ْم ع ْن َد الله أَتْقَا ُك ْم ِإ َّن اللهَ َعل ٌ‬
‫‪ -4‬ومن مظاهر تكريم المرأة في اإلسالم االهتمام بتعليمها‪ :‬عن أبي سعيد الخدري‪ :‬قالت النساء للنبي‪« :‬غلبنا عليك‬
‫يوما لقيهن فيه‪ ،‬فوعظهن‪ ،‬وأمرهن‪ ،‬فكان مما قال لهن‪ :‬ما منكن امرأة تُقدم‬‫يوما من نفسك‪ ،‬فوعدهن ً‬ ‫الرجال‪ ،‬فاجعل لنا ً‬
‫قدم‪ :‬تحتسب وترضى بموت‬ ‫‪21‬‬
‫حجابا من النار‪ ،‬فقالت امرأة‪ :‬واثنين؟ فقال‪ :‬واثنين»( ) [معنى تُ ّ‬
‫ً‬ ‫ثالثة من ولدها إال كان لها‬
‫أوالدها]‪.‬‬
‫ات واْلمؤ ِمنِين واْلمؤ ِمَن ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ات‬ ‫ين َواْل ُم ْسل َم َ ُ ْ َ َ ُ ْ‬ ‫‪ -5‬ومن مظاهر تكريم اهلل للمرأة أن ذكرها بجانب الرجل قال اهلل تعالى‪ِ{ :‬إ َّن اْل ُم ْسلم َ‬
‫ات واْلمتَص ِّد ِقين واْلمتَص ِّدقَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ات‬ ‫ين َواْل َخاش َع َ ُ َ َ َ ُ َ‬ ‫ين َوالصَّابِ َرات َواْل َخاشع َ‬
‫ين َوالصَّادقَات َوالصَّابِ ِر َ‬
‫ين َواْلقَانتَات َوالصَّادق َ‬
‫َواْلقَانت َ‬
‫ِ‬ ‫َع َّد اللَّهُ لَهُ ْم َم ْغ ِف َرةً َوأ ْ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ات واْلح ِاف ِظين فُروجهم واْلح ِاف َ ِ‬‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫يما}‬
‫َج ًرا َعظ ً‬ ‫ين اللهَ َكث ًيرا َوالذاك َرات أ َ‬ ‫ظات َوالذاك ِر َ‬ ‫َ ُ َ ُْ َ َ‬ ‫ين َوالصَّائ َم َ َ‬ ‫َوالصَّائم َ‬
‫[األحزاب‪.]35 :‬‬

‫‪ 20‬سورة الملك – آية رقم ‪.14‬‬


‫‪21‬‬
‫() أخرجه البخاري (‪ )101‬باب هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الخاتمة‬
‫كرمها اإلسالم ورفع من شأنها كثيراً‪ ،‬وهو الدين الوحيد الذي أعطى المرأة‬
‫المرأة في اإلسالم لها دور مهم وواضح‪ ،‬فقد ّ‬
‫حقوقها وكتب لها حق الميراث والنفقة والرفق وحقوق أخرى كثيرة‪ ،‬ولقد عانت المرأة في التاريخ البشري والواقع المعاصر‬
‫وقائعا مؤلمة من ظلم وبخس واعتداء وانتهاك لكرامتها‪ ،‬وبالمقابل توجد صور مشرقة ووقائع كريمة من إجالل وتكريم‬
‫وتقديس‪.‬‬
‫جاء اإلسالم ليرقي باإلنسان من مستوى اإلنحطاط إلى مستوى الرقي الديني و األخالقي و السلوكي جاء اإلسالم بمبادئ‬
‫ثابتة واضحة ال تقبل تشكيك و ال زحزحة جاءاإلسالم ليعلي من كرامة ومستوى اإلنسان بما فيه الذكر واألنثى على حد‬
‫سواء‬
‫فشرع للرجل قوانين ومبادئ توافق تكوينه الجسماني والعقلي والنفسي وشرع للمرأة قوانين ومبادئ توافق تكوينها الجسماني‬
‫و العقلي و النفسي وفرق اإلسالم بين حقوق و واجبات كل من الطرفين على حد سواء‬

‫‪9‬‬
‫المراجع‬
‫اإلسالم‪ ...‬وتكريم المرأة تأليف ‪ :‬الدكتور حامد الرفاعي ‪ -‬الناشر ‪ :‬مؤتمر العالم اإلسالمي ‪ 1426‬هـ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مكانة المرأة في اإلسالم ‪ ..‬تأليف ‪ :‬الدكتورة فوزية العشماوي ‪ -‬جنيف ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أبو يحيى ‪ ،‬د ‪ .‬محمد حسن ‪ ،‬أهم قضايا المرأة المسلمة ‪ ،‬دار الفرقان ‪ ،‬ط‪ ، 2‬عمان ‪1987 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪10‬‬

You might also like