Professional Documents
Culture Documents
تصنيف الفخار المصري القديم عبر العصور المختلفة
تصنيف الفخار المصري القديم عبر العصور المختلفة
يعتمد تصنيف الفخار المصري القديم يعتمد في تصنيفه علي تصنيفين هما .
وهو تصنيف بتري وتصنيف كيلي وتصنيف حديث وهو تصنيف فينا ،فالتصنيف األول القديم يعتمد علي
الشكل الفني فقط ،وبالتالي فإن عملية التصنيف هي عملية تصنيف غير دقيقة وال تستطيع تحديد فترة زمنية
معينة في تاريخ معين أو التعرف علي مالمح التقنية الصناعية أوالنسيج أو خواص الحرق ألن الفخار قد يكون
معالج بطبقة بطانة . Slip layer
أما التصنيف الحديث وهو تصنيف فينا وهو التصنيف المتعلق بدراسة النسيج وهو تصنيف جيد ولكن به بعض
نقاط الضعف ،حيث أن هذا التصنيف يعتمد علي استخدام الفحص بالعدسات في التعرف علي نوع الخام ،
ولكن استخدام العدسات ال يمكن أن يساعد في التعرف علي نوع الطفلة وما بها من شوائب مثل بقايا الصخور
النارية مثل الميكا بنوعيها والفلسبار والبالجيوكليز واألرثوكليز والروتيل ،وكذلك ال يمكن للعدسات التعرف
علي بعض المواد المالئة وال سيما مسحوق الفخار ومسحوق الحجر الجيري ،كما أنها ال تستطيع أن تقدم
صورة حية عن وجودة تكنولوجيا صناعة الفخار من عدمها من خالل دراسة شكل وحجم وتوزيع حبيبات
الجسم الفخاري وعالقاتها مع بعضها البعض ،فضال عن جودة المعالجات السطحية والتي تثبت مهارة أو عدم
خبرة الصانع .
-أما التصنيف الجديد المقترح يعالج الضعف الذي يعاني منه التصنيف القديم والحديث ( فينا) ألنه يعتمد علي
دراسة الشكل الفني وهو ما يتفق مع تصنيف بتري وكيلي ،ويعتمد أيضا علي دراسة نسيج الفخار وهو ما
يتفق مع تصنيف فينا .
-غير أنه يمتاز عنهما في أنه يستخدم أحدث أساليب الفحص والتحليل التي تعطي صورة حية مرئية توضح
نوع النسيج بدقة متناهية ألنها ذات قوة تكبير تصل إلي 250ألف مرة ،في حين أن قوة تكبير العدسات
المستخدمة في تصنيف فينا محدودة جدا ما بين ( )X 10 -1
-ويمكن ضرب مثال يوضح عيوب تصنيف فينا وهو أنه لم يذكر أن فخار عصر ما قبل األسرات يحتوي علي
مسحوق الفخار ،في حين أثبت الفحص والتحليل لفخار عصر ما قبل األسرات المستخرج من منشية عزت
بالدقهلية أنه يحتوي علي مسحوق الفخار كأحد المواد المالئة المضافة لتحسين خواص الطفلة ،وهو ما يؤكد
قصور تصنيف فينا العتماده علي الفحص بالعدسات فقط وهذا طبيعيا ألن قوة تكبير العدسات محدودة .
-ومن عيوب تصنيف بتري أو فينا أنهما لم يغطيا كافة المواقع األثرية عبر العصور المختلفة وبالتالي أصبح
التصنيف تصنيف غير كامل .
-والتصنيف الجديد المقترح يعتمد علي دراسة النسيج ،واألخير يعتمد علي طبيعة الخام المستخدم وتركيبه
المعدني والكيميائي وما به من شوائب وما أضيف إليه من مواد مالئة بقصد تحسين خواصها ،وكذلك علي
مراحل الصناعة واالستخدام الوظيفي ،ودراسة النسيج تتطلب عمل مسح شامل لشكل الحبيبات وعالقاتها مع
بعضها البعض ،وكذلك دراسة المواد المالئة Tempersوالتي علي أساسها يتم تصنيف الفخار وتأريخه،
وذلك بدراسة الخام ودراسة خواصه البصرية والطبيعية والميكانيكية بعد الحرق في المواقع األثرية المختلفة
خالل نفس العصر وعبر العصور المختلفة كل علي حده ووضعها في كتالوجات .
-ومن خالل تلك المقارنات يمكن علي Dataلكل عصر يمكن الرجوع إليها في التعرف علي نوع النسيج
والعصر بدقة متناهية ،خاصة أنه يصاحب تلك الفحوص والتحاليل عملية تأريخ للفخار بواسطة طريقة
الوميض الحراري الذي يعطي تأريخ معين ودقيق ومحدد .
جـ -توفر العديد من أجهزة تعيين االختبارات المختلفة وهي كما يلي :
ثالثا :تطبيق معملي يوضح الرؤية العلمية إلعادة تصنيف وتأريخ الفخار المصري القديم عبر العصور
نستنتج مما سبق أن دراسة نسيج الفخار األثري يعتبر من الدراسات الهامة جداً في الحقل األثري ،ألنها تتعلق
بمالمح التقنية الصناعية خاصة طبيعة الجسم الطفلي وشكل وحجم الحبيبات ،وعالقتها مع بعضها البعض ،
وطريقة ترسيبها ،فضال عن طبيعة المواد المضافة العضوية وغير العضوية مثل مسحوق الحجر الجيري أو
مسحوق الفخار .
كما تفيد دراسة النسيج في التعرف علي خواص الحرق المختلفة وما أحدثته من تغيير في طبيعة الجسم الطفلي
،وهامة جداً في إظهار مالمح السطح ،وكل ما سبق يلعب دوراً هاما ً في تصنيف نسيج الفخار سواء كان
نسيج طين نيلي أو جيري أو أجنبي .
ومن خالل الزيارات الميدانية للمواقع األثرية المختارة ،ومن خالل عمليات الفحص والتحليل ،تبين أن معظم
القطع الفخارية المستخرجة من المواقع األثرية المختارة تنتمي إلي نوعين من النسيج هما نسيج الطين النيلي
ونسيج الطين الجيري ،ويمكن تناولهما علي النحو التالي :
-تصنيف نسيج الفخار المستخرج من منطقة آثار منشية عزت بالدقهلية )*(.
لقد تم التطبيق علي أربعة قطع فخارية مختلفة األشكال واألحجام ،بعضها جيد الحرق ،وبعضها ردئ الحرق ،
وبعضها مصقول بدرجة عالية جداً ، High Polished Waresولقد تم أخذ بعض العينات الصغيرة جداً
والحديثة الكسر ،ثم أعقب ذلك عمل مقاطع رقيقة منها ،Thinsection
وتم بعد ذلك فحصها بالميكروسكوب المستقطب بغرض التعرف علي مالمح النسيج ،وكانت النتائج
كما يلي :
ولقد أظهر الفحص بالعدسات والميكروسكوب أن معظم القطع تنتمي إلي نسيج الطين النيلي ،وذلك لكونها
تحتوي علي كميات مختلفة من الرمل وبعض المواد العضوية التي توجد كشوائب طبيعية أو مضافة عن عمد
بغرض تحسين خواص الطفلة ،ويتراوح اللون ما بين البني إلي األحمر ،وهما اللونين المميزين للطين النيلي
بعد الحرق وذلك تبعا ً لتصنيف فينا (، )1980
والذي من خالله تم تصنيف الفخار المستخرج من منطقة آثار منشية عزت بالدقهلية كما يلي :
-1القطعة األولي :من خالل الفحص بالعدسات بقوة تكبير ( )10Xاتضح أن العينة رديئة الحرق ،ونسيجها
خشن Coarseمحتوي علي العديد من الحبيبات الجيرية ،واللب بني مائل إلي السواد ،كما أثبت الفحص
بالميكروسكوب أن العينة تحتوي علي حبيبات الكوارتز المختلفة في أحجامها وأشكالها ،ويتدرج حجمها ما بين
الخشن إلي الدقيق ،وبعضها حاد الحواف والبعض اآلخر مستدير الحواف ،كما أظهر الفحص وجود بعض
الكالسيت بدرجة واضحة ،فضالً عن وجود بعض معادن الميكا من نوع المسكوفيت ،والبيروكسين والروتيل
وبعض البقايا العضوية ،وتتضح هذه النتائج كما في الصورة رقــم ( ، )2ومما سبق يتضح أن العينة تنتمي
إلي نسيج الطين النيلي من النوع Nile D
-2القطعة الثانية :اتضح من خالل الفحص بالعدسات بقوة تكبير ( )10Xأن العينة من النوع المعروف High
، Polished Wareوأنها ذات نسيج دقيق ،كما اثبت الفحص بالميكروسكوب أن العينة ذات نسيج دقيق ،
تبدو فيه حبيبات الكوارتز أنها ذات تجانس مختلف ،فبعضها حاد الحواف والبعض اآلخر مستدير الحواف ،
باإلضافة إلي وجود الميكا من البيوتيت ،وبعض معادن الروتيل ،وبعض تجمعات من الطين المحروق ،فضال
عن وجود بعض البقايا العضوية مثل القش المحروق كما في الصورة رقم ( )3ويتضح من خالل ما سبق أن
القطعة الثانية تنتمي إلي نسيج الطين من النوع . Nile A
-3القطعة الثالثة :أثبت الفحص العيني بالعدسة بقوة تكبير ( )10Xأن العينة ذات نسيج دقيق ،كما أنها من
النوع المصقول بدرجة عالية ، High Polished Wareكما أظهر الفحص بالميكروسكوب أن العينة ذات
نسيج دقيق الحبيبات ،غير أنها تحوي بعض حبيبات كوارتز يتدرج حجمها ما بين الدقيق إلي الخشن ،فضالً
عن وجود الكالسيت واألرثوكليز والبالجيو كليز والروتيل والقش والميكا وبعض معادن الحرق كما في الصورة
رقم (. )4
ومما سبق يتضح لنا وتبعا لتصنيف فينا أن القطعة الثالثة تنتمي إلي نسيج الطين النيلي Nile Clayمن
النوع . Nile D
-5القطعة الرابعة :أثبت الفحص العيني بعدسة قوة تكبيرها ( )10Xأن العينة ذات نسيج خشن غير مصقول
يحتوي علي بعض التبن المحروق ، Burntstarwكما أظهر الفحص بالميكروسكوب أن العينة تحتوي علي
حبيبات كوارتز غير متجانسة مختلفة في أحجامها وأشكالها ،ومعظمها مستدير الحواف ،فضال عن وجود
الميكا والكالسيت كما في الصورة رقم (. )5
ويتضح من الفحص العيني بالعدسات وبالميكروسكوب المستقطب أن العينة تنتمي إلي نسيج الطين النيلي
Nile Clayمن النوع Nile Dوذلك طبقا لتصنيف فينا 1980
الزخرفة على األواني الفخارية القديمة
تعد الزخرفة من وسائل إضفاء مظهر جمالي إلى األواني الفخارية إلى جانب كونها تعبر عن
أشياء غالبا ً ما يكون لها صلة بحياة اإلنسان اليومية ذات الصلة بمعتقداته 1كأحزانه وخوفه
وفرحه وتمنيه ورجائه وتقربه وابتعاده .فاإلنسان منذ أن خلق قابل جمال الكون المتمثل
بجباله وأوديته وبحاره وأنهاره وبحيراته وسهوله وصحاريه الصخرية والرملية ونباتاته
المختلفة وحيواناته المتنوعة وطيوره على اختالف أنواعها وأشكالها ،وعليه تفتح ذهنه على
حب الجمال وتتوق إليه والشعور بالراحة النفسية ،فالتقت الدوافع العقدية بالمرغبات الجمالية
.لينتج عنها مسيرة اإلنسان الفنية والتي بدأت بسيطة ووصلت إلى تقدم عظيم
ومما ال شك فيه أن اإلنسان استمد عناصره األولى مما يشاهده حوله فكان مقلداً ثم أصبح
مطوراً مع مرور الزمن إلى أن أصبح مبدعا ً سواء في التنفيذ أو في اختبار العنصر .فشاهد
اإلنسان أشكاالً زخرفية في الطبيعة سواء من النباتات أو األحجار أو المظاهر الطبيعية األخرى
.فأخذ بتقليدها ولكن أيضا ً بدافع من ما يمكن أن يسمى بالخوف والرجاء والحب والكره
ويرجع تاريخ استخدام الزخارف إلى العصور الحجرية وربما البداية تعود إلى العصر الحجري
القديم األعلى عندما كان اإلنسان يستخدم أدواته من العظم والحجر والخشب فأخذ يزخرف
العظم بالحفر عليه باستخدام أداة حجرية ،كما حفر أيضا ً على الخشب أشياء محببة إلى نفسه،
ومع مرور الوقت قام برسم تلك العناصر الزخرفية باستخدام 1األلوان :األحمر واألسود
.واألبيض أو إحداها
وليس هناك أدنى شك حول كون المعثورات األثرية من هذه األشياء قليلة ألنها قابلة للتلف
ومعرضة للكسر ،كما أن العناصر التي ترسم عليها قابلة للتغيير وبطالن أهميتها وبذلك تصبح
األداة غير مهمة أيضا ً فال يعتنى بها ،وبهذا تكون عرضة للتلف ،فإن كان اإلنسان قد نحت
على العظم كأداة أو قطعة سالح رسمة الحية الرقطاء اعتقاداً منه أنه برسمها سيدرأ شرها
ويكسب رضاها ويحصل على خيرها فإن من يأتي بعده قد ال يرى في الحية ما رآه راسمها،
وعوضا ً عن ذلك يرى أن الوعل هو الذي يجب أن يرجى وهو ذو الفائدة فأخذ برسمه وعندها
.تكون األدوات التي تحوي رسم الحية مهجورة وكل شيء يهجر ويضمحل ويزول
ومع مرور الوقت بدأ اإلنسان يستقر في مواقع موسمية وخاصة إبان العصر الحجري القديم
عندما طرأت تحوالت بيئية ومناخية وطبغرافية قادت اإلنسان إلى أن يأوي إلى مأوى يقيم
فيها فترة من الزمن فارتبط بالمكان ونشأت عالقته بمكان إقامته وحنين يراوده من وقت آلخر
يعود حيث كان .ويعرف إنسان هذا العصر باإلنسان ساكن الكهوف وفي داخل هذه الكهوف
جسد اإلنسان أحاسيسه ومعتقداته على جدرانها وسقوفها بواسطة رسمه لما يرى فيه الخير
وما يعتقد أن فيه الشر ،فمن صاحب الخير ينتفع ،وبصاحب الشر يدري الشر؛ فرسم األبقار،
.والحيوانات البحرية الضخمة اآلكلة للبشر ،والدلفين ،والطيور بخاصة طيور البحر
وفي تلك الفترة لم تكن تقنية تحضير األلوان معروفة لدى اإلنسان ،فاستخدم مواد عايشها
واحتك بها كالمغرة الحمراء والحجر الجيري ،أو من مادة الزهور كالعصفر في اللون األصفر؛
فبدأ اإلنسان باستخدام هذه المواد لتشكيل عناصر الزخرفية والمعنوية ،وإن كان ميله دائما ً
إلى استخدام 1األحمر واألسود كل بدرجاته لتوفرهم بالطبيعة بكميات كبيرة وسهولة
.استخدامهما
وباإلضافة إلى اللون األبيض المتوفر طبيعيا ً وتلقائيا ً وإلى جانب الرسوم الحيوانية رسم إنسان
الكهوف عناصر أخرى هندسية ونباتية ،وجل الهندسية مستمدة من الكون مثل المثلثات،
والنباتية مستمدة من الطبيعة وخاصة تلك النباتات التي ترى فيها زهرة اللوتس وسنبلة القمح
.وعسبان النخل وورق التين وما شابه ذلك
ولهذا نرى أن اإلنسان بدأ بالزخرفة منذ عصور قديمة جداً وكانت بدايته بدافع من متطلبات
.حياته والتي هي ناتجة عن متطلباته الحياتية وحياته الفكرية
ومما ال شك فيه أن اإلنسان أخذ يميل إلى التحضر واالستقرار مع مرور الزمن وكثرة األعداء
وشح الموارد باختالفها :المائية والنباتية والحيوانية ،وهي األشياء األساسية لبقائه بعد إرادة
هللا سبحانه وظهر ما يعرف في ما يمكن يسمى قرى بداية من األلف السابع قبل ميالد المسيح
عليه السالم .وعندما استقر االنسان لم يترك حياة الكهوف والرعي والتنقل بل استوطن في
.أجزاء وبقي على طبيعته األولى في أجزاء أخرى
وبعد أن استقر اإلنسان خالل العصر الحجري الحديث بدأ بما يسمى فنون الزخرفة على
مصنوعاته المتنوعة وبخاصة األواني الفخارية فتشهد المجموعات القديمة التي اكتشفت في
أقدم مواقع اإلنسان على استخدامه لأللوان الزخرفية وعلى سبيل المثال موقعي تل حلف
وسامراء القديمة ،وموقع سوسة وسيالك في إيران ،وجتل في تركيا ،في كل هذه المواقع
اكتشفت كميات من األواني الفخارية التي تظهر عليها زخارف متنوعة بألوان متعددة وهذا
يدل على تأصيل الزخرفة في ذاكرة اإلنسان ولم يقتصر اإلنسان على استخدام 1األلوان بل
.استخدم طرقا ً عديدة في إظهار عناصره الزخرفية على األواني الفخارية