Professional Documents
Culture Documents
د. عدنان ابراهيم
د. عدنان ابراهيم
سنبدأ بتعريف اإللحاد كنعرض كيف تطور هذا المفهوـ كاإلشكاالت حوؿ هذا التعريف ،كبعد ذلك أيعقًٌب بلمحة
تاريخية ارجو اف تكوف موجزة الى حد ما ،ألننا اذا اردنا اف نعرض تاريخ مفصل لئللحاد هذا سيستغرؽ مننا الى عشرات
الساعات كيستوعب مننا ألوؼ الصحائف ،لكن سنتناكله بلمحة عامة كاجمالية بإذنه تبارؾ كتعالى ..
في أثناء هذا العرض أحاكؿ أف اعرًٌج كاف اضع اصبعي على األسباب التي دعت إلى اإللحاد؛ ألف كثيرا جدا من هذق
األسباب لم تكن محض اسباب عقلية برهانية استداللية استنتاجية ..ال ،كانت من باب العوامل ..فيه فرؽ بين
السبب كبين العامل أك بين الدليل كبين العلة ..
الموضوع المػيػدلىٌل هو الذم يقوـ دليل ما على برهنته اصاب أك أخطأ ..
الموضوع الميعلىٌل يتبرر بعوامل معينة بعًلىل ال بأدلة ..يعني مثبل :لماذا البلدة الفبلنية مسيحية كػػاثوليكية > هذا
ليس مدلل هذا معلل ،مستحيل اف يقوؿ لك كل فرد من هذق البلدة انا مسيحي كاثوليكي عندم أدلة على ذلك
ت نفسك على ذلك ،انت ابن عوامل معينة ابن علل معينة أم األمر معلل كليس مدلل.. ..مستحيل ،انت كجد ى
أكثر ما ييقاؿ انه اسباب كمبررات لئللحاد هي عوامل اك علل لئللحاد ليست براهين كأدلة ،اذف اإللحاد هو معلل ال مدلل
..لكن لكي ابسط لكم :
اآلف بما ييعرؼ بػػػػػاإللحاد الجديد مثل إلحاد دككينز ك ساـ هيريس كدانيل دينيت كأمثاؿ هؤالء إلحػػػػػادهم يستند كثيرا
على علل على عوامل كليس على أدلة ..يقوؿ لك األدياف هي سبب نكبة البشرية انظر الى الحركب انظر الى تاريخ
الدنيا ..األدياف دائما هي السبب ،لذلك نحن ألحىدنا ! .هذا ليس برهاف ،الموضوع اضيق من هذا بكثير !.
كفي الحلقات المقبلة بإذف اهلل تبارؾ كتعالى سوف ندخل في مواجهة اإللحاد في مقارعة كمنازلة اإللحاد بمعنى أننا
سنعرض بما لدينا من براهين كسنبدأ بهذا ..هذا من باب التحدم القوم .
عموما كاف بعض البلهوتيين بعض رجاؿ الدين عبر العصور يستندكف الى ماييعرؼ بحجة الجهل ككانوا يقولوف للمبلحدة
كربما لػ البلشكوكيين كالبل أدريين" :هيا اثبتوا لنا أنتم أف اللػػػه غير موجود" > كهذا من باب حجة الجهل ،هذا تطبيق
من تطبيقات حجة الجهل في المنطق بمعنى أنك اذا لم تستطع اف تثبت انه غير موجود اذف هو موجود! ،ككأنه نوع
من برهاف الخيلٍف ..
إلى اآلف ايها األخوة لكي نحرر محل النزاع للمواجهة حوؿ قضية كجود اهلل تبارؾ كتعالى كخالق ك مبدع لهذا الوجود ..
هذا الذم نريدق فقط لن نتفرع في قضايا اخرل كلن نتدخل في األدياف ..
تعػػػػػػػػػػػريف اإللحػػػاد
ندخل اآلف في موضوعنا مػػػػػػػػػػاهو اإللحاد ؟
عرٌؼ اإللحاد بمقدمة مختصرة جدا (جولياف بيجيني) :اإللحاد هو اإليماف بعػػدـ كجود إلػػه أك آلػػهة .
ثم ذهب الرجل ينحو بالبلئمة على الذين ربطوا بين اإللحاد كبين اإلنحراؼ المسلكي ..طبعا هذا عبر العصور كخاصة في
العصور الحديثة أكثر الناس يربطوا بين اإللحاد كبين اإلنحراؼ الخيليقي فالملحد هو الخائن يخوف الوطن ،الملحد هو الذم
يدمن الخمر ،الملحد هو الذم يرتكب المفسٌقات ك كجوب الفجور..كأف هذا تجني على المبلحدة .
عموما يتم ربط اإللحاد بنفي األخبلقية – كطبعا هذا كاقعيا غير صحيح يمكن اف تجد ملحدا كتجد لديه اخبلقية عالية
جدا ،لذلك هل يوجد ملحدكف حقيقيوف؟! كهذا يتوقف على تعريف اإللحاد كعلى تبرير األخبلقية إلحاديا هل يمكن ؟؟
فيربطوف بين اإللحاد كبين البل أخبلقية ،اإللحاد معناها ال اخبلقية ،إلحاد معناها ال معنى للحياة..الحياة تفقد معناها..
قاؿ جولياف :غير صحيح .
كارؿ سيقين – ملحد -في كتابه (عالم تسكنه الشياطين) ذكر في مقدمة الكتاب :أنه يمكن أف نضفي على اإلنساف
كعلى الحياة معن نى اجمل بكثير في ظل مفاهيم اإللحاد .من المعاني التي تيفرىض بإسم اإليماف ،كاإليماف باإللػػػه ،المعاني
االغترابية التي تجعل االنساف يغترب عن ماهيته عن حقيقته عن ذاته كإنساف > ..هكذا كاف يزعيم كانا اختلف معه
تمػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػامنا ..طبعا هذق الفكرة نجد أسيسها لدم هيجيل فويىر باخ ككل من تكلم باالغتراب عن الدين بالذات
فوير باخ في جوهر المسيحية ..
أيضا خيرية اإلنساف ،قالك االنساف اليكوف خيٌرا كال طيبا بغير دين كالملحد ليس خيٌرا ،فطبعا المبلحدة يرفضوف هذا.
من األحسن أف التتورطوا حين تناقشوف ملحدا في هذق الفخاخ ،ألف هذق النقاشات الفلسفية معمقة جدا جدا كمن
الصعب اف تصل فيها بسهولة الى مقطع الحق كالى كلمة الفصل النهائية لغير المتخصص تماما ،كقابل ايضا للمكابرة
..اترؾ هذا النقاش كدائما حرٌر محل النزاع ،كمحل النزاع هو يوجد إلػػه أك ال يوجد ..هذا الذم نريدق في األكؿ كتدرٌج
بطريقة كاضحة ..
طبعا هذا التعريف الذم أكردق هذا الكاتب (بيجيني) هذا التعريف يمكن اف نقع عليه في أم معجم ،ستجد نفس
التعريف ..كهذا تعريف معجمي ليس تعريف لفظي ،احذركا التعريفات اللفظية فالتعريفات اللفظية ال تسمن كال تغني
7 | www.dradnanibrahim.com
من جوع كال تيقدـ شيئا ..أحيانا قد يأتيك أحدهم كيقوؿ لك " :ليس هذا معنى اإللحاد ،اإللحاد هو الميل عن الحق،
ألحد عن بمعنى ماؿ عن ،كليس من شرط الملحد اف يكوف منكر لوجود الذات اإللػػهية مستشهدا بقوؿ اهلل تعالى
(كهلل األسماء الحسنى فادعوق بها ك ذركا الذين يلحدكف في اسمائه ) كهذا يعني انهم اعترفوا يوجودق كألحدكا في
اسمائه كعطلوها أك شبهوا كذا > " ....يا اخي اهلل يخليك نحن ال نتكلم عن تعريفات لفظية نحن نتحدث عن
مذهب النفي نتحدث عن مذهب البل ربوبيةAtheismالبل ألوهية ،كما يأتيك احدهم يقوؿ لك :عرٌؼ المعتزلة
..فيقوؿ لك :المعتزلة من االعتزاؿ! ..ال كاهلل فهمت كثير كاستفدت انا ،أهذا يعني المعتزلة ؟!!! األخ اعتزؿ
الدرس فهل يعني اصبح من المعتزلة؟!! ..تعريف لفظي هذا ،ال نريد االشتقاؽ ،فالتعريف االشتقاقي يفيد فقط
كمًهاد لكي نبني عليه تعريفا بالحى ٍد اك بالرسم اك بكليهما ..الى آخرق.
كلذلك دليل (كامبريدج) لئللحاد يقوؿ" :من الصعب اف نضع تعريفا لئللحاد ألف هذا المفهوـ(مذهب اإللحاد) تطور
عبر العصور مواكب نة لتطور مفهوـ اإللػػه" .طبعا ألنه في نهاية المطاؼ هو نفي اإلله ،اإلله الذم تؤمن به الحضارة
هذق غير التي تؤمن به الحضارة تلك ،فأنت قد تنفي هذا اإلله فتػيعىديٌ ملحدا عند ابناء هذق الثقافة ،لكن قد تبقى مؤمنا
عند ثقافة أخرل لم تنفي آلهتها اك إلهها ،في المدينة االغريقية سقراط تمت محاكمته بتهم كثيرة كمن ضمنها اإللحاد
! ..كيف اإللحاد هذا رجل مؤمن !! ..في محاكرة ألفبلطوف يوًثفى كاضح أنه كاف مؤمنا ،طبعا كهذق مشكلته ،كرد
عن سقراط أنه دعى إلى توحيػػػػػػػػد األلهة ،لذلك بعض اإلسبلميين ظن اف سقراط "كاف نبيا" – اهلل اعلم -كسلوؾ
سقراط عجيب كميتته كريمة ايضا ،فيها شرؼ..فدعى الة توحيد األلهة > بالضبط هذا كاف إلحادق ،ألف األغارقة
ضد التوحيد ،كانوا يؤمنوف بتعدد األلهة اكالد كاحفاد كقصص كبيرة ..على كل حاؿ ،فطبعا كونك تنكر تعدد آلهة
المدينة إلحػػػاد ،تنادم بإلػه كاحد > ملحد ..نعم هنا نرل تطور مفهوـ اإللػه ..في حضارة موحًٌدة من يقوؿ بالشرؾ
كبالتعدد لآللهة > يكوف ملحد ..أليس كذلك ؟!
فقالو صعب اف نقدًٌـ تعريفا كاضحا لئللحاد ،هذا يعتمد على مفهوـ اإللػه ..المسيحيوف األكائل كانوا ييحرىقوف ،كانوا
طيريؽ ألف مسيحي كيضعوف عليهم الزيت كييشعلونهم – في عصر الشهداء ييتخذكف مشاعل يضعونهم على جوانب ال ٌ
كمايقاؿ – ألنهم مبلحػػدة ..ماذا انكركا؟
انكركا آلهة االمبراطورية الركمانية اآللهة الوثنية خصوصػػػػػػػػا عبادة االمبراطور ،فكانوا ييحرىقوف ييشعل بهم ألنهم كانوا
اليعبدكف االمبراطور ،قسطنطين اصبحت مسيحية لكن لم يجعلها ديانة رسمية ،كبعدها لما اصبحت المسيحية هي
الديانة الرسمية لئلمبراطورية الركمانية سنة 380ـ > صار الملحد هو من ال يؤمن بعقائد المسيحيين كصار ييعامىل
كملحد كقد ييقتل اك ييسجىن اك ييعذىٌب! ..انعكست اآلية .
ق على من عطٌل شيا من في السياؽ اإلسبلمي هناؾ توسع كثيرا كتجوٌزنا كثيرا في استخداـ مصطلح اإللحاد ،أيطلً ى
صفات اهلل ،على من شبٌه ،على من انكر اصبل من اصوؿ الدين ييعتبر ملحدا ...كلذلك إذا عرفنا اإللحاد بأنه انكار كجود
الذات اإللهية انكار كجود اهلل ليس في الحضارة اإلسبلمية ملحد كاحد كال ابو العبلء المعرٌم كال محمد ابن زكريا الرازم
كال ابن الراكندم كهؤالء كبار المبلحدة المشهورين في تاريخنا لنعود لكتاب الفيلسوؼ العبلمة <عبد الرحمن بدكم>
رحمه اهلل من تاريخ اإللحاد في اإلسبلـ كإلى غيرق ..كبار المبلحدة هؤالء كال كاحد منهم انكر كجود اهلل تبارؾ كتعالى،
لكن انكركا اشياء دكف ذلك ،حتى ابن سينا ،ابن رشد كخاصة ابن سينا انكر العناية اإللهيػة ..متابعة ألرسطو الذم
كاف فكرقي (:اهلل خلق العالم ثم تركه ييدير نفسه ،اهلل اليعلم الجزئيات غير مشغوؿ بها ،اهلل مشغوؿ في التأمل في
ذاته الكريمة) ..كلذلك كيسًما (ابن رشد كابن سينا) باإللحاد .كاختلط مصطلح اإللحاد في السياؽ االسبلمي بمصطلح
الزندقة ..انكار النبوة > الحاد ..يعني محمد ابن زكريا الرازم هذا أسيٌ مشركعه اإللحادم الزندقي – اف جاز التعبير –
إنكػػػار النبوٌة ،ينكر النبوة كيسخر منها ،لكن يؤمن باهلل ،يقوؿ ":اهلل موجود لكن اهلل ليس بحاجة إلى أف يتصل بهذا
العالم عبر بشر ييسمٌوفى رسبل ،مالرسل إال سىحىرة العقل اغنى عنهم " ك ر ٌد عليه العلماء بكتب أخرل .أما هذق
لكن عيػدىٌ هؤالء الى زنادقة ،عيديٌكا مبلحدة ،ألنهم خالفوا التصور السائد لدل المسلمين السنيًٌين بالذات كهكذا ..
نكتفي اف شاءاهلل في هذق الحلقة بهذا القدر على أف نلقاكم في حلقة مقبلة فالسبلـ عليكم كرحمة اهلل تعالى
كبركاته
الحمدهلل كالصبلة كالسبلـ على رسوؿ اهلل كعلى آله كصحبه كمن كاالق ..
اللهم افتح علينا كأنت خير الفاتحين ...أخواني أخواتي السبلـ عليكم كرحمة اهلل تعالى كبركاته ،،
مازلنا مع تعريف اإللحاد في القوانين اك النواميس كما ترجمها بعض العرب ألفبلطوف في محاكرته الشهيرة ،ذكر
افبلطوف ثبلثة اشكاؿ لئللحاد ..الشكل األكؿ يتمثل في انكار األلوهيػػػة اك الربوبية
الشكل الثاني يتمثل في اثبات األلوهية مع انكار العناية الربانية للخلق ،كالعناية الربانية تعني أف اهلل تعالى يعنيه ،مهتم
بشؤف الخليقة بشؤف الكوف كخاصة بمسار ك مصير اإلنساف ،لذلك من لوازـ كمقتضيات العناية اإللهية ارساؿ الرسل
ك إنزاؿ الكتب طبعا هذا اذا فيه عناية إلهية ،يعني كل انساف ينكر العناية اإللهية الزـ اف ينكر النبوة كالرساالت
كالوحي .فأفبلطوف قاؿ هذا الحاد ايضا كإف اعترفت بوجود اهلل تبارؾ كتعالى .
كآخر ضرب من ضركب اإللحاد في تصنيف افبلطوف هو :االعتقاد بأف األلهة يمكن اف تيستجلىب رضاها كييستدفع
سخطيها بتقريب القرابين كتضحية األضاحي ..مع أنه هذا ملمح يتكرر في معظم الديانات ،كله طقوس مشهورة جدا
جدا بتقديم القرابين كتضحية االضاحي التكاد تخلو منه دين من الديانات المشهورة ..قاؿ عنه افبلطوف أنه
إلحػػػػػػػػػػػػاد !
الشكل األكؿ من اشكاؿ اإللحاد انكار األلوهية اإللحاد الصريح نجدق عند الفبلسفة السابقين على سقراط الفبلسفة
الطبيعيوف الذين تقريبا كضعوا اللبنات األكلى كأسس لما صار ييعرىؼ ك إلى اليوـ بالمذهب الطبيعي( ،لكن طبعا اختلف
المفهوـ كاتىٌسعى كثيرا) بمعنى أنهم يؤمنوف بأف الطبيعة هي المبدأ الوحيد الذم علينا أف نكوف كاثقين موقنين به
مكتفيػن به ،كالطبيعة كافية لنكي نفهمها كلكي نفسرها النحتاج الى مبدأ مفارؽ لها؛ ييقاؿ عنه إلػه أك آلهة أك قوة
ماكراء الطبيعة ،الطبيعة كالطبيعة فقط ! ..عجيب ،فعبل هذق مرحلة متقدمة من اإللحاد تاريخيػػػػػػان ،يعني من هؤالء
مثبل (ديموكريتوس) صاحب النظرية الذريىٌػػػػة كهي نظرية في منتهى الذكاء كالتي ظلٌت مهجورة الى القرف الثامن عشر
– نظرية ال احد يعبأ بها ألف الفبلسفة كالمفكرين كانو مأخوذين بنظرية االتصاؿ االرسطية -ارسطو قار ىع
ت اآلف كبشكل قطعي أف ديموكريتوس هذا كسفىٌهىػ يه سفىٌػه كجهة نظرق الذرية كقاؿ عنها غير صحيحة ..طبعا ثب ى
النظرية الصحيحة هي النظرية الذرية كليس النظرية االتصالية نظرية ارسطو ،كهذا فسىٌر كل شيء؛ فسر النفس اك
الركح فسرها ذريٌنا مادينا ..قالك النفس ماهي النفس؟ قاؿ "النفس نفس الشيء تتكوف النفس كما تتكوف أم شيء
آخر لكن من ذرات بعضها كبير كبعضها صغير ك تأخذ اشكاال مختلفة كلها زكائد كمسننات لها يركب بعضها في
بعض ( هكذا يتخيل هو ) كهذق تيكوًٌف كل شيء حتى النفس تتكوف من ذرات" ..فهؤالء كانوا طبيعيين اسسوا
المذهب الطبيعي في تفسير الوجود؛ فالفبلسفة قبل سقراط ( مؤسسو المدرسة المادية كييعرفوف بالفبلسفة الذريين)
يعتبرهم أفبلطوف بأنهم مػػػػػػػػػػػػػػػبلحدة ( ..تالًس) مثبل نظريته الشهيرة في الماء كأصل في الوجود (النظرية العناصر
األربعة) أف الوجود كله مكوف من عناصر – كطبعا كلمة عنصر هو الشيء الذم ال ينحل الى ماهو دكنه – كالعناصر هي
الماء كالهواء كالتراب كالنار ،كطبعا كاضح اآلف في الطبيعة الحديثة هذم ليست بعناصر هذق مركبات ككبلـ فارغ .لكن
هػػػػػػػكذا هم اعتقدكا كهذق خطوات ذكية على فكرة ،الفبلسفة الطبيعيوف كالفبلسفة قبل سقراط يمكن اف ييقاؿ –
كقد قاؿ هذا اكثر من مؤرًٌخ – للعلم أنهم هم الذين ارسوا الدعائم األكلى للعلم الطبيعي؛ يعني بداية نشأة العلم
لنرل كجهة النظر الثانية انكار العناية ،افبلطػػػوف كقف ضد الحاد انكار العناية ؛ قاؿ كجهة النظر هذق اك هذا الموقف
الفكرم ييعادؿ اك يساكم اك يرادؼ القوؿ بػػ كسىل اآللهػػػػة اآللهة كسولة التتقن عملها ألنها ال يتتً ٌميهي ،كل من ال يتم
عمله فهو ال يتقنه على األقل هذا الحد االدنى من االتقاف اإلتمػػػػػػػػػػاـ ..قاؿ افبلطوف هذا يعتبر اتهاما لآللهة انها
عاجزة كمتراخية ك كسولة ،ألنها خلقت االنساف كخلقت الكوف ثم ادارت ظهرها له كهو ليس إلػهان لئلنساف كالكوف
ليس إلػػها ال يستطيع اف يقوـ بنفسه سيحتاج الى نظرها الى التفاتها الى مبلحظتها لكنها ال تفعل كسولة > ..
قاؿ هذا إلحػػػػػػػػػاد ..كهذق كجهة نظر جميلة من افبلطوف انه يعتبر انكار العناية يعادؿ اإللحػػػػػػػػػػاد .
كاخيرا الموقف الثالث المتمثل بإلحاد القرابين كاألضاحي قاؿ افبلطوف :االعتقاد بأف األلهة يمكن اف تيستجلىب رضاها
كييستدفع سخطيها بتقريب القرابين كتضحية األضاحي ييعادًؿ القوؿ بأف اآللهة سخيفة كالقضاة المرتشين الذين
يمكن اف تيزيٌف ضمائرهم كآرائهم بدفع النقود لهم ،قاؿ هذق آلهػػة؟! هذا إلحػػػاد ،كلذلك منع افبلطوف القرابين
الفردية قاؿ عنها أنها الحاد ..لكن خضوعا منه للسائد المجتمعي – نعرؼ افبلطوف كاف في اثينا ككانت لديهم آلهة
كانت تيقرٌب لها القرابين ككاف فيه كهٌاف كفيه معابد – بعدين ياتىٌهىم باإللحاد مثل استاذق سقراط ييقتىل ..قاؿ :ال،
انا ضد القرابين الفردية كمع القرابين الجماعية ..كاضح أنه يينافق نفسه كينافق المجتمع حسب قاعدته كتبريرق العقلي
لوصف مثل هذا المسلك باإللحاد أف القرابين المجموعية أمعن في اإللحاد.
( في القرآف الكريم بالرغم من أنه عندنا االضاحي كعندنا القرابين لكن في القرآف قاؿ تعالى" :لن يناؿ اهلل لحومها كال
دماؤها" عكس التصور االسرائيلي اليهودم في كتبهم أف اهلل يتمخػىٌخ برائحة الحريق كيفرح بهذا جدا كينتشي يحب
رائحة الشواء ! ..فعبل هذا مفهوـ إلحادم كما قاؿ افبلطوف ..لكن في القرآف بشكل كاضح في سورة الحج" " :لن
يناؿ اهلل لحومها كال دماؤها كلكن ينال يه التقول منكم" ..كفي السورة ذاتها في موضعين :اهلل اخبر أف المراد كالمقصود
من تضحية هذق االضاحي أف يأكل منها البائس كالفقير ،كيأكل منها القانع كالمعتر فقط .لكي نفهم فلسفة القرابين
في االسبلـ ،كلؤلسف الى اليوـ تجد من جهلة كأيميين المسلمين كالمسلمات من يقرٌب القرابين من يضحي االضاحي بل
من يصلي الصلوات ينقرها نقرا على خلفية أشبه بػػػاإللحادية ! يريد اف يرش ىو اهلل ..كقد سبق ك ذكرت في خطبة ما
اتفق لبعض الناس معي قلت له :لؤلسف بعض الناس يصلوف يصوموف كيأتوف الكبائر كيأكلوف لحوـ الناس كيلتهموف
اموالهم يخدعونهم يغشونهم ماهذا ! قاؿ :عجيػػػػػب ،كيف يفعلوف كهم يصلوف؟! فقلت له :هم يفعلونه ألنهم
يصلوف ..قاؿ لي :لم افهم ..قلت :لعلهم لو لم يكونو يصلوف لكانو اقرب الى العفة ك الى الشرؼ ك الى االمانة في
المعاملة ..كالذم يقوؿ لك :انا على االقل ال اصلي كال اصوـ لؤلسف الشديد ك أجمع الى هذا ايضا الضحك على
الناس ك تهويٌؿ اموالهم كاغشهم في تجاراتهم اعوذ باهلل إني اذف إلى شق ٌي سأكوف من اهل جهنم ،لكن لما كاف يصلي
كيظن اف الصبلة مرا ىد اهلل بذاته اهلل يفرح بالصبلة هكذا تنقرها نقرا دكف خشوع دكف اف تنهاء عن فحشاء دكف اف
تقربك الى معركؼ هذق الصبلة يحبها اهلل كيريدها > ..اذف هو يتعاطى مع الصبلة كالعياذ باهلل كمخدًٌر للضمير..
يعني صلي من هنا ،كافعل ماشئت ألنك صلىٌيتى يا اخي على االقل الصبلة بحسابها كاالثم بحسابه فنعػػػػتدؿ !؛ كال
يدرم مثل هذا المسكين أنه اف كاف يصلي على هذق الخلفية كبمثل هذا الوعي الزائف ،فإف صبلته حتما ستكوف لعػػنة
عليه ،كقد كرد في بعض األحاديث على كذا في اسانيدها فعبل أف مثل هذق الصبلة تيىلفيٌ كالثوب الخىلىق األسود
نأتي الى العصر الكبلسيكي القديم ببلد االغريق ..عموما ثمة رأياف متعارضاف في ميبلد اإللحاد :
رأم يقوؿ أف اإللحاد لم يولد اال في اكركبا في العصور الحديثة كماقبل ذلك لم هناؾ الحاد ،كلكن االغريق القديمة
عرفت اإللحاد بوجهات نظر فردية فيلسوؼ يقوؿ شيئا ،شكاؾ ،سفسطائي ،فيلسوؼ طبيعي ،لكن ليس كخط
فكرم عاـ ،كبقيت هذق النزعات مفرقة كضعيفة ضد الخط العاـ ،لكن ال ننكر انها نزعات الحادية .
بالنسبة للفبلسفة قبل سقراط ..قد اعطيتكم فكرة سريعة في دركسنا عن الفلسفة تكلمنا عنهم فلن نعيد ذلك،
كلكن نذكٌر :
ب بالملحد األكؿ ألنه كاف يتكلم في قضية األلوهية كيشكك فيها كيقيم بعض الفيلسوؼ (دييغو راس) مثبل ،لي ٌقً ى
األدلة .
(كريتياس) – كهؤالء كلهم كانوا قبل سقراط – كاف يزعم أف اآللهة هي من صنع الخياؿ البشرم كأفكار ييخوىٌؼ بها
المجتمع كيخوٌؼ بها الناس يعني كنظاـ للضبط! ..هذق الفكرة ستتكرر في اكركبا المعاصرة ك أكركبا الحديثة عند
عشرات من المفكرين كأنها من ابداعهم ،هذا كاف في القرف الخامس كالسادس قبل الميبلد،
نفس الفكرة رددها (كارؿ ماركس) في القرف التاسع عشر ،قاؿ " :االدياف كاآللهة كلها ابتداع بشرم لضبط
المجتمعات ألجل االمبراطور كألجل اإلقطاعي كألجل الكنسية رجل الدين ك الرجاؿ االغنياء يتحكموا في الرعية كفي
الضعفاء كالمساكين ..فكرة قديمة هذق ،لعل (كريتياس) اكؿ من قاؿ بها .
ذكرنا اف الذريين بشكل عاـ كفي مقدمهم استاذهم األكبر (ديموكريتوس) شرحوا العالم الطبيعي بمبادمء طبيعية
مادية ،كلم يحتاجوا الى المفارؽ.
(بركتاقوراس) الشكاؾ السفسطائي الشهير ايضا عدىٌ من المبلحدة .
في القرف الثالث قبل الميبلد أقرىٌ فيلسوفياف مشهوراف ايضا بأنهما ال يؤمناف بوجود اآللهة (ستراتو) كالفيلسوؼ
(تيودكركس) .كفي 262قبل الميبلد في القرف الثالث يعني بعد الذريين بثبلثة قركف ،اعرب (هوميركس) عن رأيه
بأف :اآللهو ماهي اال حكاـ تم تأليههم ،يعني اصل كنشوء جذر كفكرة اك عقيدة األلوهة كاف مع حكاـ عاديين بشر
يحكموف الناس ،ملوؾ يعني ،كتم تأليه هؤالء يعني تم رفع مثابة كاعتبار هؤالء ،اف الحاكم مثبل يطلع على كل شيء،
الحاكم قادر على كل شيء ،يجرًٌد من هذق الصفات التضخيمية التعظيمية للحاكم مفهوـ صار ييعرىؼ باأللوهية ،فقيل
اف هناؾ كائنا اعلى من الطبيعة كاعلى من االنساف كاعلى من الزماف كالمكاف اسمه اإللػه ،في الحقيقة مافي شيء
مفارؽ ،هو كاف الحاكم نفسه لما كبرناق كصدقنا هذق االكاذيب كالخرافات كلما جردنا منها هذا الكائن المتسامي الذم
اسميناق اإلله اك اآللهة ،يعني فكرة األلوهية عند (هوميركس) ابتداع بشرم ،كػ (سيغموند فركيد) الذم يقوؿ:
"ابتدعنا اإللػه من خبلؿ النازع الحاصل في البلشعور عند الطفل فينا بين حبه ألبيه كبين كرهه ألبيه ،بين حبه لذاته
كبين توقيرق ألبيه ،بين حبه لرعاية ابيه كحبه لئلستقبلؽ عن ابيه" .
كالحمدهلل كالصبلة كالسبلـ على رسوؿ اهلل كعلى آله كصحبه كمن كاالق
..سبحانك العلم لنا اال ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم ،اللهم علمنا ماينفعنا كانفعنا بما علمتنا علمتنا ك زًدنا علمان
:أما بعد
توقفنا في الحلقة الثالثة عند النموذج النيوتني كهو النموذج االلي الميكانيكي في تفسير الكوف ،حيث انتهى اسحاؽ
نيوتن إلى أف الطبيعة تستطيع اف تخبرنا الكثيػػػػػػػػػر عن اهلل .كما أنه (نيوتن) كاف يؤمن ببساطة العقيدة ك كضوحها،
كيكرق األسرار الدينية ،لذلك اشتبه على بعضهم ك عدىٌقي ربوبيا ،كليس بعيدا اف يعىد كذلك على انه يؤمن بالكتاب
.المقدىٌس كييدافع عنه
مالخطػػػػػػػػر الذم قاـ بها اسحاؽ نيوتن ،كتأسس عليها ك كفاقان لها الهوت علمي جديد ،أم لها اسس علمية كليست
!اسس عقلية محض اك فلسفية صًرؼ ؟
الخطػػػػػر يبريز اذا ادركنا اف هذا البلهوت العلمي قد اعاد تعريف اإللػػه اك اهلل عندهم ،بحيث اختزله في حقيقة مفاهيمية؛
مفهومية هذق الحقيقة تستند على استنتاجات كنظريات كاستخبلصات علميػػػػػػػػػػػػة ،لكن طبيعة العلم متحركة متر ًقٌية
.احيانا متناسخة ،اليوـ النظرية مختلفة كقد تكوف مختلفة تمػػػػػػػػػػاما ،فبل ندرم
كمن جهة ثانية ،انموذج النيوتني في تصوير العالم كبالتالي في استخبلص صفات الرٌب اك الصانع اك الخالق ،هذا النموذج
دىعىم التصور المعركؼ إللػػه الفجػػوات ،كالى اليوـ مفهوـ الفجوات يتعاطى معه قاموس اإللحػػادم ،كباختصار إله الفجوات
يعني شيئا ،كاالف مع نيوتن يعني شيئا آخر ،يعني صار يعني شيئين .كهذا ليس في صالح التصور البلهوتي الذم يريد
.أف يتشبٌث الى آخر المشوار بوجود اهلل تبارؾ كتعالى كحضورق الدائم
المفهوـ الذم كاف معركفا إلله الفجوات أننا نيسنًد الى اله تبارؾ كتعالى عن طريق التفسير كالتعليل كل ماال نجد له
تفسيرا كتعليبلن ،ظاهرة نستطيع اف نعللها بعللها ( يحدث هذا من اجل هذا ..لكن لماذا يحدث هذا؟ هذا غير مفهوـ،
ألف اهلل يريد هذا) ،اضفء المعنى ،خلع المعنى على ما ال نرل معنى له ،يدخل في مفهوـ إله الفجوات ،على حد ما قاؿ
(جاف بوؿ سارتر) الفيلسوؼ الوجودم الملحد في القرف العشرين " :يبدك أف في ذهنً اإلنساف ثقبان ،يمكن اف ندعوق
ب اهلل ،هذا الثٌقب هو الذم حىمىل اإلنساف عبر العصور على اف يتشبٌث بمفهوـ اهلل ك كجود اهلل من أجل اف يضف ىي ثق ى
المعنى على عالم ك كجود ال معنى له " .يحاكؿ اإلنساف ،ال يستطيع اف يتعايش مع عدمية المعنى ،مع عالم ال معنى له،
.ال معنى فيه ،المعنى من كراءق ،فييريد اف يخلق معنى عن طريق التشبٌث بمفهوـ اهلل
طىر لي اليوـ :أريد اف اكشف عن الجذكر العقبلنية كالفلسفية لهذا لبلهوت العلمي النيوتني – أريد اف اكشف هنا بما خ ى
في ظني – الجذكر البعيدة تمت في المدرسية الوسطية ،أم محاكلة عقلنة الدين ،نيعطي دكرا اضافيا للعقل كإف لم
يكن امتيازيان ،هذق بداية .مع اف (رينيه ديكارت) المتوفٌى سنة 1650ـ في القرف السابع عشر ابو العقبلنية الميحدىثة
قاؿ باالستقطاب ،استقطاب عالم الطبيعة بإزاء ماكراء الطبيعة ،الركح ،كالنفس ..الدين ،كالفلسفة ..كرأل (رينيه
ديكارت) – طبعا األصل مع (توـ األكويني) الذم تأثىر بإبن ريشد القائل بإزدكاجية الحقيقة مع انه طعن فيه كاعتبرق
طرىٌ اف يتتلمذ على افكارق (لؤلسف هذق طريقة النفوس الغير ذات كافرا ك زنديقا من باب الشعور بالمرارة ،ألنه اض ي
المصداقية كغير سوية تمامػػا) – الثنائية في الفكر الغربي اكؿ ماتبلور بشكل كاضح مع (رينيه ديكارت) كالى اليوـ لم
يتخلص الفكر الغربي تماما من هذق الثنائية الصارخة بطريقة استقطابية ،فالفلسفة اك العقل عالم كمجاؿ بحياله ،الدين
ل (ديكارت) القوؿ بالخوارؽ كحتى المعجزات .معناها غير عقبلنية بحسب ك الوحي عالم كمجاؿ بحياله ،كلذلك قىبً ى
منظورهم ،قاؿ ألنها ال تنتمي لمجاؿ العقل ،بل تنتمي الى مجاؿ الوحي كالخبر ،هذا له قوانينه الضابطة كحدها على ًحدىا
.التوجد مشكلة اقبله بهذا المعنى ،لكن اذا اردت اف ايحاك ىم يه معنى هذا انها خطوة خطيرة ،اتعرفوف لماذا؟ في
الخطوة المتقدمة سوؼ نرل اف هذق االستقطابية كهذا الفصل غير مبرٌر ،فنعمل على التوحيد كالدمج ،فييصبًح الموضوع
خطير ،لمن ستكوف الحظوة كاألكلوية؟ في السياؽ الغربي كاضح انها ستكوف للعقل ،سيتراجع الدين ،سييشذٌب في
البداية ،سييهذٌب ،في األخير ربما سييػػػػػنفػػى كييلقػػى به ! .الديكارتيوف العًظاـ (مًل براينش)( ،اليب يتس) ،ك(باركخ
.اسبينوزا) هؤالء اشهر الديكارتيين
مًل براينش) كاف كفيٌان الى هذق الثنائية ،ك(اليب يتس) ايضا ،أما (باركخ اسبينوزا) مع انه من خارجي عباءة (
(ديكارت) فقد اختلػػف ،كاف اكثر جراءة من هؤالء الديكارتيين بل اكثر جراءة من (ديكارت) نفسه ،كاستطاع اف
يخطوة الخطوة التي لم يجرؤ (ديكارت) اف يخطوها .طبعا ( بليز باسكاؿ) ككاف مؤمنا متنورا ،كبحماس ليس بهوس
كلكن بحماس ،كتب يقوؿ " :لم اغفر لػ(ديكارت) فعلته ،فقد كاف يسعى في كل فلسفته الى اف يستغني عن اهلل
تبارؾ كتعالى" ،عكس ماييصوًٌر للناس ،ثم يستثني (باسكاؿ) قائبل " :على أنه لما لم يكن قادرا على البى ٍو ًح بهذا
الغرض ،اكتفى بأف ييسند الى الرٌب كظيفة النقر باألصبىع من أجل تحريك الكوف ،كبعد اذف استغنى عنه كلم يىعيد بحاجة
اليه " .هذا الفهم العميق جدا من العالم كالمخترع كالفيلسوؼ كالمتألًٌه ( بليز باسكاؿ) فعبل كجد مصداقهي تماما ،يعني
هذق نهاية المشركع الديكارتي ،كما تنبأ بها ( بليز باسكاؿ) بذكاء منقطع النظير ،فعبل كجدت ترجمتها في الفيزياء
كالميكانيكا النيوتينية تماما! .نيوتن زاد على ذلك بأف نجعل له عبلقة التدخل بين الحين كاآلخر من أجل اصبلح
الخطوة التي خطاها (باركخ اسبينوزا) ككاف اكثر عقبلنية من ديكارت ذاته ،هو أنه تخلى عن هذق الثنائية ،كآمن
بالواحدية بطريقة حلولية ،أم بمعنى اف اهلل ليس شخصا يقبع خارج هذا العالم ،اهلل كالكوف نسيج كاحد ،هذق الركح
السارية ك الحاكمة في الوجود هي اهلل .طبعػػا سيعترض احدكم كيقوؿ لي ال انا قرأت رسالة البلهوت كالسياسة اك
الرسالة في البلهوت ،ك(باركخ اسبينوزا) في اكؿ رسالته يػػػؤكٌد الثنائية ،كيقوؿ " :الدين له مجاله ،كالفلسفة – التي
كانت تعني في كقتهم :العقل+العلم – لها مجالها ،كينبغي اف ييحتفظ لكل مجاؿ بإختصاصاته كامتيازاته " .هذا حل
توفيقي ،يبدك أنها خطور مقنىٌعة من (باركخ اسبينوزا) تحت ضغط المجتمع كالعصر ،كانت تمضي بعيدا في كتابه تجد
انه يعطي األكلوية تقريبا للعقل على الدين ،للفلسفة على الوحي .كبتعبير فيلسوؼ مصر (حسن حنفي) -كهو مترجم
لهذق الرسالة -يقوؿ" :األلغاـ التي زرعها (باركخ اسبينوزا) في عصرق انفجرت فيما بعد كال تزاؿ تنفجر الى اليوـ في
عصرنا هذا" .عبىٌر عنها باأللغاـ ألف (باركخ اسبينوزا) كاف مقنعان كيسير متخفيان ،لو جاهر بكل مايعتقد لكاف سيقتل
.مباشرةن .من هنا خطورة هذا المشركع الجديد مشركع البلهوت العلمي النيوتني
في العصر نفسه ايضا بدأف نرل الصعود في الفكر التجريبي ،كالفلسفة التجريبية ،كفلسفة أثرت على الكثيرين ،هذق
> )الفلسفة اتخذت المنظور المادم ،فطرية األفكار التي اثبتها كحاكؿ اف يبرهنها على طريقته كأخطأ (رينيه ديكارت
كي ًفىر بها اآلف ،مع (جوف لوؾ) اإلنجليزم كهو مفكر كبير ،كفيلسوؼ سياسة كهو اكبر فيلسوؼ استيميلوجي ،بعضهم
يعديٌق المؤسس لئلبستيميلوجيا الحديثة ،في رسالته الشهيرة جدا المعركفة ،قاؿ " :أف اإلنساف يولد صفحة فارغة،
ليس عندق افكار فطرية كال غير فطرية ،كالحواس هي منفذق الى هذا العالم" .فهذق فلسفة تنحو نحو المادية التؤمن
بشيء سابق اك بشيء له مصدر مخالف لما في عالم الطبيعة( ،توماس هوبس) -البركتستانتي كالفيلسوؼ السياسي
االنجليزم الشهير صاحب التنين – عمٌم النظرة المادية على كل شيء ،حتى على العواطف كعلى العقل االنساني ( الذم
.تخيله توماس كأنه زمبركات كاشياء تعمل بطريقة النبض كالضغط) .منظور مػػػػػػادم جاؼ كغليظ
رأينا بعض كبار رجاؿ الدين يتخففوف من الدين بل ينتموف الى اإللحاد ،مثل (جاف ميسلًم) – الذم كاف رجل دين كبيرا
كمشهوران ك كصل الى يرتىب عالية ك خىدىـ الملوؾ ،ككاف كميربٌي ك كواعًظ -كلكنه في آخر حياته انطوىل على الحػػػػػاد،
شرىت مجموعة من اعماله فعػػػػػػػػبل تيعبٌر عن الحاد صريح ،بعض بواعثه ايها االخوة هو النفور من رجاؿ فحين توفي ين ً
الدين ،كمن استخدامهم المهين جدا جدا للدين كللكلمات المقدسة ألجل منافعهم كمصالحهم ك حيثياتهم ،لكن عندق
.اسباب فلسفية كعقلية
مع (ديفيد هيوـ) االسكتلندم سًرنا بإزاء نظرية معرفية شكوكية ،تعتمد التجريب اك التجريب اساسا( ،ديفيد هيوـ)
فيلسوؼ تجريبي حسي ،شكٌك حتى في مفهوـ السببية ذاته ،ك انكر مفهوـ الضركرة ضمن هذا المبدأ ،ك عوىٌؿ على
الحس كالتجربة تعويبل كبيرا ،بمعنى انه افقد كل البلهوت الطبيعي كالبلهوت العلمي ايضا أم اساس ميتافيزيقي يدٌعي
االستناد اليه .كهذا انعطاؼ الى ما يخدـ اإللحاد .سار في خطى (ديفيد هيوـ) الفيلسوؼ األماني النقدم
فبعد اف تساءؿ ذلك الرجل بجانب ( إيلي كيزيل) ،الذم قاؿ حينها ":انبثق صوت في داخلي اسمعه بشكل كاضح
يقوؿ :هػػاهو معلىٌق على المشنقة! " .أم انه ال يوجد إله ! ،فلو كاف يوجد إله لم يكن ليسمح لهذا العدكاف اف يقع.
فهذق مسألة نفسية كليس بتفسير عقلي كال تبرير منطقي لئللحاد ،إنما مسألة نفسية ناتجة من تجربة شخصية.
..كبقي ( إيلي كيزيل) متعايشا مع إلحػػػػػػادق ،فلم يستوعب عقله ك نفسه ضجرىت ك سخطىت
ن بموضوعية المعرفة – كهذا المصطلح تقريبا طرحته الفلسفة التنويرية نػػأتي إلى الفيلسوؼ الكبير (هيػغل) الذم آمػػ ى
تقريبا هم الذين عاشوا في القرف الثامن عشر -في فترة ماييعرىؼ بػ أزمة الوعي األكركبي ،كالمقصود بأزمة الوعي أزمة
نشأت في عصر التنوير ،أزمة تتعلق بالنظر الى الكتاب المقدٌس كصدقيٌته التاريخية ،التنويريوف عاشوا في فترة هذق
األزمة ككانوا سببا ايضا في إحداث هذق األزمة ،لكن التنويريوف ليسػػػػػػػػػػوا مبلحػػدة جميػػػعا اك من عند آخرهم ،انقسموا
الى قسميػن :الى تنويريين مبلحػػدة ،كتنويريين ربػوبييػن ،من الصعب اف تجد تنويريا مؤلٌهان ،من الذين ال يؤمنوف
،ك أكؿ من استخدـ Lightبالبلهوت الكتابي ،بل يؤمنوف ببلهوت العقل .كمصطلح "التنوير" آتية من كلمة النور
هذا المصطلح بشكل أدل في النهاية الى افراز هذا المصطلح المتأخر "التنوير" ربما يكوف (ديكارت) ،في حديثه عن
النٌور الطبيعي – النور الطبيعي هو مايقصد نور العقل – كمن هنا مفهوـ الربوبية ،نؤمن باهلل كخالق كصانع لهذا
الوجود ،لكن ال يتدخل في حياتنا التي يكفي فيها العػػػػػقل ،الذم يستطيع اف يميز من الخير من الشر ،من الصح من
الغلط ،لسنا بحاجة الى شريعة اك الى انبياء ك ريسيل ،طبعا في الترجمات العربية لؤلسف هناؾ خلط كبير ،يترجموف
الربوبي الى األلوهي ..األلوهة تشير الى التعبد كالعبادة .فالعقل سيصير له جدارة أف يناقش الكتاب المقدٌس ..هل
هذق >مشكلة النقد األعػػػػػلى <انت صادؽ؟ هل أنت ثابت تاريخيا؟ ،كهذق مشكلة جديدة ايضا ! اسمها
:المشكلة الكبيرة جدا التي سمٌاها (بوؿ آزار) بػ (أزمة الوعي األكركبي) التي تعني باختصار
هي أزمة العقل األكركبي في النظر إلى كالتعاطي مع "موركثه الديني المسيحي" .كاذف هناؾ الربوبيوف الذين يؤمنوف
باهلل كخالق كصانع لهذا الوجود ،لكن ليس كمشرًٌع ،نعبدق بفعل الخيرات كاإلحسػػاف الى اآلخرين ..كالسياسي
كالعالم كالمخترع األمريكي (بًنيامين فرانكلين) كمثل السياسي البلمع كالشهير الرئيس األمريكي (توماس جيفرسوف)
الذم قاؿ ":الدين الذم أؤمن به كالعقائد يقبلها العقل على أسس من العقل" .كمثل ايضا (فرانسوا فولتير) الذم
قاؿ في قاموسه الفلسفي الشهير " :نريد من الربوبية أف ييعلًٌم الناس كثيرا جدا اشياء تتعلق بالسلوؾ األخبلقي،
"،كأشياء قليػػػلة جدا تتعلق بالعقائد الدينية
على فكرة هذا كبلـ دكننا اف نناقشه كلكنه يؤشر الى شيء خطير ،كيربط معنا بالكبلـ الذم اقتبسته مرتين في سنة (
كاحدة من (البرت شفايتسا) حين قاؿ حاكيا عن توقعه " :أف النصر في المستقبل ك ربما القريب سيكوف لؤلدياف
األخبلقيػػػة!" ،هذق الفكرة تنويرية كأنا موافق من حيث المبدأ على هذق الفكرة) ،بمعنى مثبل اإلسبلـ كهو حق عقيدة
ك شريعة في اعتقادم كمسلم ،لكن إف اصررنا على الطراز اآلف ،كظللنا ميصرٌين على أف نترجمه شريعة اكامر كنواهي
كافعل كال تفعل ،كنبسط ك نىميد ركاؽ هذق الشريعة كحتى اللحية ك حجم اللحية كهيئة اللباس كالنقاب ..الخ ،كل
اذف فنحن سنعمل على أف يبتعد الناس عن الديػػػن كخاصة في هذا >شيء نضع فيه حكم شرعي ..أقوؿ لك
العصر سينفركف كالعكس هو المطلوب ! .كعلى فكرة القرآف مقتصد جدا في التشريع ،من ضمن زيهاء ستة آالؼ
فعندما قاؿ (توماس جيفرسوف) ":الدين الذم أؤمن به كالعقائد يقبلها العقل على أسس من العقل" ،هنا توجد
أكلوية مطلقة للعقل كالوحي يختفي هنا صحيح؟! ،لػػػكن ال يختفي بالكامل ،ألف الوحي ييوحي ،يعني مفهوـ اإلله الطٌيب
الرحيم الميحب مستمد قطعان من الكتاب المقدس (اإلنجيل) ،صحيح هذا اإلله له كجوق ك صور اخرل ..ال ،الدين الربوبي
ال ييحب اف ينظر اليها !( .فولتير) كتب مر نة يخاطب اهلل تبارؾ كتعالى" :يصوٌركنك طاغية جبارة ،ك ابحث فيك عن
ت مسيحيا ،انا ربوبي ،لست مسيحيا فقط من أجل اف احبك اكثر !" .لم يكن (فولتير) ملحدا،الرجل ربوبي أب رحيم ،لس ي
ب علينا أف نخلي ىق يه !" .ألف الحياة التطيب بدكنه ،كالتستمر
متحمٌس ،كاف يقوؿ " :لو أف اهلل غير موجود ،لىوى ىج ى
المجتمعات بدكنه ،قاؿ لماذا تحاربونه! لوال هذا إلله لخانتني زكجتي كلسرقتني خادمتي ..ك(فولتير) ضد نظرية اف
.االخبلؽ الطيبة يمكن اف تقوـ بغير اإليماف باهلل .ففي نهاية المطاؼ الدين يبقى يوحي
كعلى ذًكرًنا لػ (أزمة الوعي) سنتحدث عنها أنها هي بسبب ماييعرىؼ بالنقد األعلى نقد الكتاب المقدىٌس ،هذق قنبلة
فجرها ( رًيتشارد سيموف) الفرنسي ،هو ابو هذق الدراسات ،لكن في الحقيقة هي من القنابل التي زرعها (باركخ
اسبينوزا) .طبعا في رسالة البلهوت كالسياية ،كاضح جدا الجهد الذم بذله (اسبينوزا) في إعادة النظر في الصدقية
التاريخية للكتاب المقدىٌس ،ثم تدعيم المبدأ الجديد في النظر الى الكتاب المقدٌس على ضوء المقررات العقلية كالعلمية،
.كهذا كاف أمرا جديدا خػػػػػارج األشياء الميػػفىكىٌر فيه
.سنكمل في الحلقة المقبلة بإذف اهلل عن (( النقد األعلى )) فالسبلـ عليكم كرحمة اهلل تعالى كبركاته
.
ن الرىٌحًي ًم
ًبسٍمً الٌلى ًه الرىٌحٍمى ً
سىبًٌ ًح اسٍمى رىٌبًكى الٍأىعٍلىى ( )1الىٌذًم خىلىقى ىفسىوىٌل ( )2كىالىٌذًم قى ٌدىرى فىهىدىل ( )3كىالىٌذًم أى ٍخرىجى الٍ ىمرٍعىى
سرىل
سًريؾى لًلٍي ٍ هرى ىكمىا يىخٍفىى ( )7كىنيىي ٌ ( )4فىجىعىىلهي غيثىا نء أىحٍوىل ( )5سىني ٍقرًيئكى فىلىا تى ٍنسىى (ً )6إلىٌا مىا شىاءى الٌلى يه إًٌنىهي يىعٍلىمي الٍجى ٍ
كىري مىنٍ يى ٍخشىى ( )10ىكىيتىجىنىٌبيهىا الٍأىشٍقىى ( )11الىٌذًم يىصٍلىى النىٌارى الٍكي ٍبرىل كرىل ( )9سىيى ٌذى ٌ ت ال ٌذً ٍ ف نىفىعى ً كً ٍر إً ٍ
( )8فى ىذ ٌ
كىر اسٍمى رىٌبًهً فىصىلىٌى ( )12ثيمىٌ لىا يىميوتي فًيهىا ىكلىا يىحٍيىى ( )13قى ٍد أىفٍلىحى مىنٍ ىتىزكىٌى ( )14كى ىذ ى
فى هىذىا لىفًي الصيٌ يحفً الٍأيكلىى ( )15بىلٍ يتؤًٍثريكفى الٍحىيىاةى الديٌنٍيىا ( )16كىالٍآ ًخرى ية خى ٍيره كىأىبٍقىى ( )17إً ٌ
ف إً ٍبرىاهًيمى ىكميوسىى ()19 ( )18صي يح ً
صدؽ اهلل العظيم ..كبلٌغ رسوله الكريم كنحن على ذلك من الشاهدين،،
اللهم اجعلنا من شهدآء الحق القائمين بالقسط ..آمين اللهم آمين.
الحمدهلل رب العالمين ك اشهد اف الاله اال اهلل كحدق ال شريك له ،كاشهد اف سيدنا محمدا عبدق ك رسوله ،اللهم
صلي كسلم كبارؾ عليه كعلى آله الطيبين الطاهرين كعلى صحابته المباركين كاتباعهم بإحساف الى يوـ الدين..
سبحانك العلم لنا اال ماعلمتنا انك النت العليم الحكيم ،اللهم علمنا ماينفعنا كانفعنا بما علمتنا ك زدنا علمان .كاهدنا لما
اختيًلفى فيه من الحق بإذنك انك تهدم من تشاء الى صراط مستقيم ..اللهم آمين
بػػرهػػػػاف النيٌػػظٍم
نأتي الى براهين المؤلهين اك اإللهيين المؤمنين ،كهذق البراهين تتنوع بين براهين فلسفية ،كبين براهين علمية شبه
فلسفية ،التوجد براهين علمية على كجود اهلل ،أف العلم يقف عند حدكد فواعل ك األسباب الطبيعية ،العلم يكفر بكل
اشارة الى ماكراء الطبيعة .نبػدأ بدليل يركنه المؤلهين المؤمنين انه اقول األدلة كأبسطها يمكن اف يستوعبه العامًٌيٌ،
على انه في عمقه دليل قوم جدا جدا جدا ،كليس من السهل البتٌة اف يينقىض ،انه الدليل المعركؼ في االدبيات
البلهوتية سواءا في العلم االسبلمي اك اليهونصراني بدليل < العناية > -كهي تسمية اراها غير موفقة -اك الدليل <
الغائي > -كهي تسمية جيدة في نظرم احرزت اكثرمن ،%60كالتسمية االحسن دليل < النظم أك النظاـ> ،هو
دليل الغائي هو دليل العناية هو دليل النىٌظىم كهو الذم اتخذ في العصر الحديث كبالذات في ثمنينات القرف العشرين
كالى اليوـ اسما معاصرا كله ابعاد كإيحاءات علمية اكثر منها فلسفية هو ( دليل التصميم الذكي ) ،هذا البرهاف هو
نوع من االستدالؿ ،بمعنى ما دليل قياسي له مقدمات ككل دليل ،مقدمة صغرل ،كمقدمة كبرل ،كمقدمة كسطى ،ثم
توجد النتيجة .برهاف التصميم اك برهاف النٌظم اك الدليل الغائي -الذم تحدث عنه بإسهاب على اف جعله خامس ادلته
(توماس اإلكويني) في < الخبلصة البلهوتية > ،كسبق في تقريرق االسبلميوف بشكل عبقرم متفرد تابعهم فيه
(االكويني) كغيرق ( ،كلياـ بيلي) نشر كتابه سنة 1802ـ المشهور جدا في انجلترا < علم البلهوت الطبيعي > ك
ذكر فيه االستعارة الشهيرة أمثولة الساعة أم شبٌه فيه الكوف بالساعة ،فبلبد من هذق الساعة الدقيقة المتآزرة
المتكافلة االجزاء المتعاكنة التي تحكي غائيٌة كقصدية كهدفية البد لها من ميصمًٌم هادؼ عاقل كحكيم كقدير ،ذلك
كاف مثاؿ من امثلة برهاف النظم اك الدليل الغائي اك العناية ..
المقدمة الصغرل حسيىٌة ،يتكفٌى الحس يتمويلنا بها ،البد اف تكوف حسية ،لكن هل يؤثر كوف مقدمة برهاف النظم
الصغرل حسيٌ نة على طبيعة البرهاف كما سقط سقوطا مدكيٌنا (ديفيد هيوـ) في كتابه العظيم < محاكرات في الدين
الطبيعي> ؟ سقط الرجل! ..ظن اف هذا الدليل هو من االدلة التي تنتمي الى الحس يمكن اف يتعاطى العلم الطبيعي
معه ..كهذا غير صحيح ،هو دليل عقلي محض ،هنا (هيوـ) لم يفهم الحقيقة ،لم يكن متمكنا من الفلسفة العقلية.
مقمة الدليل الصغرل حسيػػػىٌة كما تشاهد انت الساعة مصنوعة كهي صناعة بشرية أنت تشاهد صناعة طبيعية ،لن
نقوؿ االف الهية حتى نكوف محايدين ،االف هل هذق الصناعة الطبيعية تيعزل الى الطبيعة بذاتها ك إف تسلسلت
اسبابها ،أك الى شيء خارج الطبيعة الى اهلل تبارؾ كتعالى ،هذق هي التي يتكفل بها برهاف النظم بالجواب عنها ،لكن
هذق المقدمة حسية ،ارل في هذا الجهاز ،في هذق الخلية ،في العضو ،في حركة الكواكب ،في النجوـ في أم شيء في
الكوف ،ارل فيه نظما تصميما ،لذلك العلم هنا يتدخل ،فهو يزكدنا بشواهد كثيرة ييمكن اف تيتخذ صغرل هذا البرهاف،
علم كظائف االعضاء ..علم الٌنيسيج ..علم التشريح ..في علم الفلك ..في الكيمياء ..الفيزياء ..مقدمات كثيرة جدا
نأخذها كهي كلها حسية ..ماذا تقوؿ المقدمة الصغرل الحسية؟ تقوؿ" :هػػػػػذا الشيء منظىٌم" .فقط .لكن تقوله
بطريقتها ،بعد ذلك مقدمة عقليػػػة محض ليست حسية ،ككل منظىٌم البد له من منظًٌم .لماذا ؟ .هذق المقدمة لماذا
فيقوؿ اكلئك الماديوف كاكلئك المبلحدة " توجد تصاميم طبيعية ..المشكلة بهذا ..هذق التصاميم صدفية
اتفاقية" ،كمعنى الصدفة بإختصار :الصدفة يمكن اف تكوف صدفة بالنظر الى الجانب الفاعلي ،اك صدفة بالنظر الى
الجانب الغائي ،الصدفة الفاعلية اليقوؿ بها احد كال المبلحدة كال مادم يقوؿ بها ،ألف الماديين ال ينكركف العلل
الفاعلية ،بل يحترمونها كيلحظونها ،كيطلبونها كبها ييعللوف كيفسركف ،كيفترقػػػوف عن المؤلًٌهة في العلل الغائيػة !
كهذا ليس بالمعنى المعركؼ للصدفة لكنها ليست تحكي شيئا غائيا كهدفا مسبقا ،اك مايسميه (ريتشارد داككنز) -
احد المطورين المحدثين كأحد عتاة المبلحدة المعاصرين -بػ صانع الساعات األعمى ،آلية االنتخاب الطبيعي تصنع نظما
كالساعات ،لكن هذا الصانع أعمى ألنه ليس عقبل اصبل ،هي آلية معينة داركين كشف عنه( ،فرانسيسكو إياال) العالم
الحيوم الكبير الشهير يقوؿ " :إف من أبرز كاخطر االنجازات التي قدمها لنا (تشارلز داركين) هي انه بيىٌن لنا كيف اف
التصميمات المعقدة التي تؤدم كظائف محددة ،ليست معلولة ليست مسببة ليست مصممة عن ذكاء ،كإنما جاءت
كنتيجة لئلصطفاء الطبيعي ،في زمانية طويلة" ..تفسير األشياء بآلية االصطفاء الطبيعي هي احد اعظم كأرسخ اعمدة
اإللحاد المعاصر ،يعني حتى ماكاف يحتج به البلهوتيوف ال يقرٍكسطيوف ،بأف الصدفة ال تيفسًٌر هذا ف طريق المراكمة ألف
الصدفة كما تيراكًم احتماالت بنٌاءة ،يمكن اف تأتي باحتماؿ كاحد هدٌاـ يهدـ كل هذق التراكمات .ال ،االصطفاء
الطبيعي يعرؼ هذا كيقوؿ لك انا اقوؿ هذا ..هي ميقاربة ليست سهلة ،فاالصطفاء الطبيعي اليستبقي اال مايصلح،
ككل ماال يصلح كلو في مرحلة معينة يفنيػػػه! ،كيبقى دائما الذم يصلح ،كهكذا يحدث التطور كيبقى االمتداد .يعني
هذق الحجة البلهوتية القيركسطية انتهت ايضا .كما يقاؿ مثبل لنفترض أف بين يدينا كعػػػاءا معينا كلنفترض اف فيه
احجارا اك كتبا اك قطع خشب مرقمة من كاحد الى عشرة ،لكنها مختلطة ،االف كلما قمنا بخض عنيف لهذا الوعاء
سييعاد ترتب هذق األشياء بداخله ،ماهي احتمالية اف تترتب هذق القطع الخشبية بطريقة متسلسلة تصاعديا ؟!.
المػػادم يقوؿ لك نعم احتمالية موجودة ،صحيح ضعيفة جدا لكنها ليست منعدمة ،كلما طاؿ الزماف هذق احتمالية
تصبح قوية ،فالبلهوت القيركسطية قالت نعم كيمكن اف تترتب من كاحد الى تسعة ،لنفترض عشر مبليين سنة من
اذف المادم اليؤمن بالصدفة على انها نفيي للعلة الفاعلية ،لكنه يقوؿ بالصدفة كاالتفاؽ كنفي للعلة الغػػائية ليس
للعلة الفاعلية ،ك يعزي هذا النظم الى عمل االتفاؽ في صدفة زمانية طويلة جدا ،يعني السبب هنا هو الصدفة ،هو
يفسًٌر بالصدفة ،اك يفسر باالنتخاب الطبيعي ،اك يفسر بخاصية المادة ..هذق نظرية من اخبث النظريات! .خاصية في
المادة انها في زمنية طويلة تنتخب هذق االشكاؿ تيكوٌف التصاميم ،كاضح انها خاصية كلست محتاج الى فرضية إله
مفارؽ للكوف ،المػػادة تفعل هذا كتبرهن هذا! .
لعلكم تنبهتم الى اف اصرار العلماء على تسمية برهاف التصميم الذكي لم يقدـ شيئا جديدا ،ألف برهاف النظم كما
ذكرناق نحن ككما قررق المتكلموف خاصة االسبلميوف منهم ،هو يتضمن بشكل كاضح ،يقو لك ترابط كاتساؽ كغائية
هدفية قصدية ،الذكاء حػػاضر في صلب النظم ،يعني هنػػا لم يقدـ مصطلح التصميم الذكي شيئا جديدا! ،هو ركز
على شيء لم يتنبه له بعض من قرركا هذا البرهاف من الهوتيي اكركبا ،البلهوت االسبلمي تنبه له تمػػػػاما قاؿ لك هذا
ركن من االركاف الثبلثة بغيرق اليكوف نظما( ..كيلياـ دًمسكي) -عالم الرياضيات الشهير كالفيلسوؼ البلهوتي
كصاحب المصطلح المعركؼ في التعقيد المتخصص ،Specialist complexityكصاحب المصطلح (كيلًٌي اك
ؼ أم حرؼ من االحرؼ هو شامل) -يقوؿ " :انا ابحث عن تعقيد متخصص ،كمعناها في مثاله الذم يضربه لك :كالحرٍ ٍ
متخصص لكنه ليس معقدان فيراق (دمسكي) ليس نظما ليس تصميما ،مثاؿ آخر :كاألحرؼ الميهوٌشة مرتبة كراء
بعضها في شكل قطع قطع بحيث التفهم منها شيئا ،هو تعقيػػد لكنه ليس متخصصا اليفيد ايا شيء! ..هنا
(دًمسكي)يقوؿ ال اتحدث عن التعقيد المحض ..آخر مثاؿ :احرؼ مرتبة بشكل معين بحيث تكوف كلمات كهذق
الكلمات تكوف جملة مفهومة ،يقوؿ عنه (دًمسكي) انه تعقيد متخصص ،فيه كظائف معينة فيه معنى فيه داللة فيه
مفهوـ كفي نفس الوقت تجدق تعقيػػد..
الملحد الشهير عالم الفلك (كارؿ سيقىن) –صاحب (كوزموس) -عندق ركاية مشهورة ميثًٌلىت فيلما كهي <
االتصاؿ > Contactتتحدث عن الػ سي تي CeTIالبحث عن الذكاء خارج األرض .دائما نتلقى اشارات من
الفضاء الخارجي ،لكنها إًشارات إلى اآلف على األقل تؤكد انها اشارات عشوائية ليست لها اية داللة كمعنى ،كيحرص
العلماء على تلقيها يهتموا باستقباؿ أم اشارة تحكي ذكاءا في كواكب اخرل مجرات اخرل عوالم اخرل .في ركاية يصوٌر
لنا :في يوـ من االياـ استقبل الراصدكف (حراس بوابات السماء كما ييقاؿ) اشارات ىكضىح انها ذكيػٌة ،كهنا السؤاؿ
لماذا ذكية؟ .كيف عرفنا انها ذكية؟ ،ماهو معيار (كارؿ سيقىن) لجعل الشيء العشوائي الى ذكيان؟ ..يعني يحكي
تصميما ،كإرساؿ اشارة بطريقة معينة >يسمى تصميم ،طبعا (كارؿ سيقىن) في ركايته الخيالية العلمية يقوؿ" :
هذق االشارة كانت عبارة عن اعداد اكلية تتكرر بنسق معين ،كبين كل عدد كآخر فترة زمنية ،تبدأ من 2الى العدد
االكلي 101بالبع تعرفوف االعداد االكلية انها تقبل القسمة على نفسها كعلى العدد كاحد فقط ،طبعا ىفرًح العلماء
كالباحثوف انه فيه ذكاء خارج االرض ،نحن نساءًؿ (كارؿ سيقىن) لماذا اعتمد هذا النمط لتجعله يحكي تصميما ذكيا؟.
ألنه مامن قانوف فيزيائي يقضي بأف تكوف االشارات الراديوية على هذق الهيئة! ،لكن انتبهوا جيدا ..في البحث عن
ال يكوف هذا التصميم ضركريا ،اذا كاف ضركريا اليوجد فيه التصميم الذكي –كهذا ماقاله (دًمسكي) -كاحد مهم جدا أ ٌ
خيار ،فلن يكوف تصميما ذكيا ،ألنه اف كاف تصميما ذكيا > البد اف يحكي إختيػػػػػارا ! ،المصمم كاف عندق اكثر من
فبل يوجد في قوانين الفيزياء شيء ما يجبر على اف االشارات تكوف بهذا الٌنسىق ،كهذق النمطية ...اك ربما حتى الزماف
ايضا محكوـ بمتوالية قد تكوف عددية اك هندسية ..فبليوجد في قوانين الفيزياء مايبرر لنا هذا ،فإذا حدث هذا كحصل
نعػػػػرؼ انه يحكي خطة كتصميما ! .هذق بصمة ذكاء معين ..فنعرؼ اف في الفضاء الخارجي خارج المجرة اك داخل
المجرة اف هناؾ كائنات ذكية تود اف تتصل بنا كتتواصل معنا ،تلك ركاية لػ (كارؿ سيقىن) .
لؤلسف الشديد هذا الكبلـ على كضوحه لكنه ال ييشكل مقدمات ملزمة للماديين كالمبلحدة،يقولوف نختلف كنفترؽ
عنكم ،نؤمن بالعلل الفاعلية..لمى تستبعدكف ايها المؤمنوف ك المؤلٌهة انه بطريق الصدفة كمحض االتفاؽ حاصل كل
ماحصل ..مالذم يمنع من هذا؟!
في القرف التاسع عشر ،كلب حراسة (تشارلز داكرين) – هكذا كانوا يسمونه – عالم األحياء الكبير (كيلياـ هاكسلين)
كاف صديق لداركين كمتعصب جدا لنظرية التطور ،كلما قرأها قاؿ :اللعنة! ،كيف لم افكر بهذا من قبل! .ثم بدأ ييبشٌر
بها في كل المحافل ،حتى اعاد ترتيب افكارق كخياراته االخبلقية على ضوء نظرية التطور ،على كل حاؿ كاف شكوكيا
لم يكن ملحدا ،فػله عبارة ضد المبلحدة بشكل رئيس ،قاؿ " :هؤالء المبلحدة يعتمدكف على ادلة طبيعية غير كافية
ت في مسألة ال ييكتفى فيها بمثل هذق االدلة!" ..كلذلك هو كاف ال أدرينا > كعلى فكرة ييقاؿ اف كغير كافية للبى ٍ
الذم صك هذا المصطلح ألكؿ مرة هو (توماس هاكسلي) .فكاف كيلياـ ال ادريا يقوؿ اهلل موجود اك غير موجود
الادرم ،فاألدلة غير كافية كال كافية ... .طبعا هنا الخطأ الفلسفي ايها االخوة ،كتذكركا دائما عبارة آينشتاين (
ت لكم اف في الدراسة النفسية كدراسات االبداع ،في معظم هذق الدراسات العلمػػػاء فبلسفة ضعفآء ) ..ككما قل ي
معظم المراجع حتى! ،يتأكد دآئما اف اذكى البشر هم > الفبلسفة < ،ثم الفنانوف ،ثم ثالثا هم >العلماء< !!
كلذلك تجد بعض العلماء التطوريين مثل (ستيفين جي قاكلٍت) صاحب كتاب < صخور األزماف > هذا الكتاب كله
يتحدث عن حل مشكلة -ليست مفارقة كليست لمشكلة معضلة – النزاع بين العلم كالدين ،هذق أرٌقت العقلية
الغربية ،كهو انتهى بكل بساطة الى حل توفيقي (الٌريكىاؽ /المجاؿ) – طبعا هذا مصطلح الهوتي في األصل كاالف
يستخدـ في العلم بمعنى آخر -حل األركقة المجاالت ،،الميادين يعني ..كباختصار يقوؿ هذا الكتاب اف الديػػن له مجاله
،،كالعػػػلم له مجآله ،كعلى كل منهما اف يحترـ مجاؿ اآلخر ،أما اذا أبى الدين إال اف يتدخل في ركاؽ العلم ،كأبى العلم اال
اف يتنطع فػ يىبيتٍ في قضايا باحث البلهوت > قاؿ هنا يحصل الخلط كالخبط كلن ننتهي الى نتيجة ! .كيبقى الصراع
محتدما..
كلماذا ذكرنا في سياؽ موضوعنا (توماس هاكسلي)؟
ألنه هو صاحب فرضية القرد اك مبرهنة القرد ،كماذا تقوؿ هذق المبرهنة اك الفرضية؟ تقوؿ كبكل بساطة كهي مجرد
شعر اك خياؿ محض ليس لها عبلقة ال بالعلم كال بالفلسفة ،محض خياؿ ،هلوسة فكرية ،فيقوؿ " :انا اعتقد انه لو
جلس مجموعة من القركد الذكية الشامبانزم ،على آلة الطباعة كتضرب عشوائيا كبقيت على هذا فترة طويلة ،طبعا
كلما طالت الفترة كلما عىظي ىم احتماؿ النجاح ..كنحن نعرؼ اف االحتماالت ييعبر عنها بعدد كسرم يعني :البسط فيه هو
امكاف النجاح ،كالمقاـ فيه هو عدد المحاكالت في اربعين من مية ،يعني االحتماؿ يكوف نهاية اربعة من عشرة ،قاؿ انا
اظن انه بعد فترة طويلة ليس مستبعدا بالمرة اف نجد هذق القردة كقد تمخٌض عن ضربها لآللة العشوائي الغير قاصد
الغير كاعي الدارؾ األعماؿ الكاملة كأعماؿ(كيلياـ شكسبير)" ..يعني اعطيني زمنا كعشوائية النظامية الهادفة ابدا
تعمل..سترل نجاحا.
نكتفي بهذق الحلقة على اف نلقاكم في الحلقات المقبلة بإذف اهلل تعالى كالسبلـ عليكم ك رحمة اهلل كبركاته ..
لم اكمل ماكددت اف اقوله في نهاية الحلقة السابقة كهي :اني لػػن أتورٌط في هذا التوقيت من هذق السلسلة مع
المبلحػػدة كنصرائهم بأف اناقش كيفية تكوٌف بعض النظم المصممة كادخل في نقاش مع التطوٌريين كاحتمالية ذلك
كامكانيته ،الالال ..انا سأبدا من البداية الصحيحة ،سأبدأ من الكوف نفسه ،،اكبر منظومة على االطبلؽ كأهوؿ
منظومة هي الكوف ،ألنه مبدأ االنتخاب الطبيعي المفركض اليعمل في الكونيات اال بتدعيم متكلىٌف ،فضبل اف يعمل في
اـ مسائل الكونيات كهي مسألة نشوء الكوف نفسه ،اليوجد ابدا مجاؿ لئلختيار كاالصطفاء ،يوجد لدم كوف تكوٌف
بطريقة االنفجار العظيم.
كاعتقد انه أم مثقف بسيط كعادم عندق فكرة مبدئية عن نظرية االنفجار الكبير ،كيف كاف الكوف كله
قبل 000 000 13,7,000ثبلثة عشر فاصل سبعة مليار سنة مضغوطا في الشيٌػ ىذيٍذىة اك المتفردة ،حيث كانت
القول االربع :القوة الجاذبية ،كالقوة الكهركمغناطيسية ،كالقوة النوكية الضعيفة ،كالنوكية القوية ،كلها كانت بمثابة
شيء كاحد غير متميز في حيػًٌػز اصغر من البركتوف مبليين مبليين المرات على ما اذكر انه عشرة ايس 32-من متر تقريبا،
شيء مذهل في صغرق بعضهم كصفه بالعدـ .في ظػػركؼ معينة حصل هذا االنفجار الرهيب ،كاالف بدأ الكوف يتمدد
بسرعة هائلة في جميع االتجاهات ،لم يكن هناؾ فراغات اصبل ،ييخلق االتجاق كييخلىق الزماف حتى بهذا االنفجار هكذا،
كعلى كل حاؿ الزماف كالحيًٌز هي مفاهيم بيع ًديىة أم ال ييبحث عنها كأجزاء في الكوف ..انتبهوا ،ككما ذكرت لكم اف
مكمن الصعوبة في المسائل الفلسفية في تصويرها ،بعكس المسائل الرياضية فإذا صوٌرت المسألة الفلسفية بشكل
دقيق كصحيح ،يسهيل حلها كالعكس صحيح ..اذا لم تصورها كلم تتصورها بشكل دقيق يصعب حلها كيظل يتكرر
السؤاؿ ألف التصوير خاطيء ،بمعنى الى اليوـ قد نقع على علماء كبار مشاهير حوؿ العالم كيقولوا لك نحن لم نج ًد اهلل
سىهي لم نمسٌه ،كيف نؤمن بشيء لم نجربه! ..عجيػػب! كمن قاؿ لك اصبل اف اهلل الذم تحت المايكركسكوب ،لم ني ًح ٌ
ييبحث في مسألة كجودق من عدمها ييبحث عنه في عرض اشياء الكوف؟! أم فيلسوؼ إلهػي طرح المسألة بهذق
الطريقة؟! أقػوؿ له يا سيدم العالم الكبير حتى ك إف كاف من حىمىلة جائزة نوبل :ابحث لي باهلل عليك بنفس الطريقة
عن الزمن ؟!! نريد اف نضبط الزماف متلبسا تحت التليسكوب اك المايكركسكوب اك بأم كسيلة ،الزمػػاف كال المكاف
يمكن البحث عنهما في عرض االشياء الطبيعية ،يعني كشيء من اشياء الطبيعة ،كجزء من أجزاء الطبيعة ..أم عالم
فيزيائي يفهم هذا جيدا ..أما الزماف كأما المكاف فيينظر اليها على انهما بػيػعداف يوجداف في االشياء كمع االشياء
كتحيطاف باالشياء ،هذا بيعٍد ليس شيئا! كذلك البحث عن اهلل الييبحث عنه ال كشيء كال كبعد ،لػػػكن كوجػػػود
محيط بكل شيء ك بكل بعد ( هو االكؿ كاآلخر كالظاهر كالباطن) (كهو معكم أينما كنتم) نريد اف نبحث نحن
كإلهيين عن اهلل لكن كفق مفهوـ محدد عن اهلل ،النريد اف نمسخ كنختزؿ لئلله بحيث ييصور انه شيء من اشياء
الطبيعة ،ثم اذا فشلنا بعد ذلك في العثور عليه ككضع االصبع عليه نقوؿ" :آق الػعلم قد فشل ..اهلل ليس موجودا!
(ستيفن هوكينق) كهذا مشهور اكثر من (بوؿ ديفيس) ،له كتاب <تاريخ موجز للزماف> يقوؿ ":لو كاف معدؿ
التمدد بعد ثانية كاحدة من االنفجار ،أم بمعدؿ جزء من مئة مليوف التريليوف جزء من الثانية>إلنهار الكوف على نفسه
قبل اف يصل الى حجمه الحالي" .كاليزاؿ هناؾ ماهو اعجب من هذا ،صديق (ستيفن هوكينق) هو (ركجر بنركز)
فيزيائي كرياضياتي كبير انجليزم ،لديه كتاب اسمه <اباطرة العقل الحديث> يقوؿ فيه ،درس فيه مقدار االحتماؿ اف
يكوف جاء هذا الكوف صدفة ،ظهرت الحياة جاء االنساف بالصدفة ،كيكوف هذا االحتماؿ بمقدار كاحد على عشرة
مرفوعة لعشرة مرفوعة لػأيس ، 123القوقوؿ ،100كلدينا 23صفر ،كالكونتيليوف ،18كلدينا 5مئة ألف ،يعني
كاحد على عشرة مرفوعة الى عشرة مرفوعة أليس مئػة ألف كونتيليوف قوقوؿ ! ..آلآآآ يمكن تخيٌػػػل هػػػذا الرقم !! لو
ذهبت تكتب على كل دقيقة (اليكتركف،نيوتركف..،الخ) في الكوف تكتب صفرا ،اتعتقد انك ستنتهي؟! ماستكتبه
عشرة أيس . 8معناها انه لػو مثبل :رب العالمين كٌلفى انسانا احمقنا كقاؿ له لن ادخلك الجنة كال النار اال اذا نجحت
في هذا االختبار ،فأجاب االحمق ماهو االختبار؟ اف تكتب هذا الرقم بالطريقة العادية (الواحد كأمامه االصفار) ،فقاؿ
االحمق :هذق سهلة ،فذهب المسكين ليكتبها ،فلو عاش ببليين ببليين ببليين ببليين السنوات لػػن يفرغ من كتابة
هذق االصفار!..كستكوف جهنم ارحم له من اف يواصل هذا العمل! .كتبسيطا للناس الذين لم يسمعوا بهذق االرقاـ
كاالمور الحاسبية المحيًٌرة ،عندما نقوؿ عشر أيس 3معناها :ألف ،كاحد كامامه ثبلثة اصفار .. .ك عشرة أيس > 6أم
مليوف ،ك عشرة أيس > 12أم تريليوف ،كاحد ك أمامه اثناعشر صفرا ،ك عشرة أيس > 18كونتيليوف ،كاحد كأمامه
ثمانية عشر صفرا ،ك عشرة أيس > 100القوقوؿ( ..كقصة القوقل :هو عالم رياضيات امريكي فكر في هذا الرقم
> كاحد كأمامه مئة صفر ،ماذا يسميه ،فذهب الى ابن اخته الصغير كناداق :فسأله لدينا كاحد كأمامه مئة صفر ماذا
نسميه ،فأجاب الطفل الصغير الذم مازاؿ صغيرا اليستطيع الكبلـ بوضوح :قوقو ،فأعجبته الكلمة فاستخدمها كػ
اذف كما عرفنا اف برهاف النظم رسالته الرئيسة ك االساسية هي اثبتا كجود اهلل كخالقٌيىىتهي ،ثم بعد ذلك يمكن اف
ييستفاد من برهاف النظم – اذا بسطناق الى برهاف اآليوم -الوصوؿ كاالستدالؿ على بعض صفات هذا الخالق الصانع،
اما اثبات سائر الصفات اإللهية فبرهاف النظم ليس مسؤال عنها ،انتبهوا ،يعني اثبات العدالة اف اهلل عدؿ الذم ال اله
اال هو ،اثبات الحكمة من كل كجه > ال ليس برهاف النظم ! كاثبات اشياء كثيرة اخرل > التقع على عاتق برهاف
النظم . . .فبل يصح اف تورد هذق اإليرادات كإشكاالت على برهاف النظم فهذا خطأ التفكير.
نكتفي بهذق الحلقة على اف نلقاكم في الحلقات المقبلة بإذف اهلل تعالى كالسبلـ عليكم ك رحمة اهلل كبركاته ..
بسم اهلل كالحمد هلل كالصبلة كالسبلـ على رسوؿ اهلل كعلى آله كصحبه كمن كاالق
سبحانك العلم لنا اال ماعلمتنا انك انت العليم الحكيم ،اللهم علمنا بما ينفعنا ،كنفعنا بما علمتنا ك زدنا علما .........
إخواني أخواتي السبلـ عليكم كرحمة اهلل كبركاته ،
كقفنا في الحلقة السابقة عند التطور الكيمياكم ،كفي الحقيقة المعنى لمصطلح التطور الكيمياكم كال التطور الفيزيائي،
التطور الذم نتقبله من حيث االصل هو التطور الحيوم ..كلذلك لديهم مصطلح آخر " :االنتخاب الطبيعي قبل
البيولوجي" ،مصطلح يبدك انه مخيفا .!..النفهم هذا! ،انتم لم تقدموا لنا أم صيغة لئلنتخاب الطبيعي تيفهىم خارج حدكد
الحيوم ،كغير معقوؿ كال ييفهم بأم طريقة ،يعني عدنا الى معضلة "الدجاجة قبل أـ البيضة"! بالمناسبة على ذكر هذق
المفارقة اف احد العلماء األلماف – نسيت اسمه -اعتقد انه حائز على جائزة نوبل اقترح مازحا :اف ييعطى ارسطو جائزة
نوبل للوراثة ،لماذا؟ قاؿ :ألف ارسطو في معلوماته العلمية قدٌـى لنا صورة مبسطة كحقق بها سىبقنا على العلماء
المحدثين حين قاؿ" :المعلومة في البداية" أم المعلومات اكال ،يمعنى اف البيضة قبل الدجاجة .علم الوراثة يقوـ على
هذق الفكرة ،المعلومة اكال ،معنى المعلومة :المخطط ،الخطة ،التصميػػػم ...اليمكن اف تنجز البنية من غير خطة !
الخطة اين نجدها؟ نجدها في الشيفرة DNAخطة متكاملة كاملة،لكي يهربوا من هذق االلتزامات كقعوا في
المفارقة! ..كسبب هذا التشابه بين مصطلحهم الجديد كبين مفارقة "الدجاجة قبل أـ البيضة" باختصار :الشيفرة
الوراثية DNAلكي تعمل نحتاج الى انزيمات ،كاالنزيمات هي نوع من البركتين ،كلكي نبني بركتين نحتاج الى شيفرة
كراثية ،ها نحن ندكر في حلقة مفرغة ! من اين بدأت العملية؟!..كهذا ليس تساؤلي ،انما تساؤؿ علماء االحياء كعلماء
الوراثة ،كهذا التحدم الذم ريفًع في كجه المبلحدة كالتطوريين...
لذلكم قالو هيا نهرب الى فرضية جديدة ...فرضية الػ RNAاكال ،كيقصدكف بها أف الكائنات بدأت بسيطة جدا
شيفرتها الوراثية ليست محمولة في الحمض النوكم DNAال ،بل محمولة في الحمض النوكم RNAهو اكثر بساطة،
كبعد ذلك تم – بمحض الصدفة ايضا -أف سلسلة RNAكجدت سلسلة RNAاخرل مبلئمة لها ( انتم تعرفوف
في الػ RNAانه بدؿ الثايمين يوجد يوراسيل ،كهذا لن يتعرضوا له ،كسنغض الطرؼ عنها) فظي ًفرىت هذق السلسلة
بتلك فتكوٌف لدينا الػ ... ! DNAهكذا ،كضربة ساحر..ليس لديهم تفسير علمي! بل افتراض سخيف جدا كباهت،
كال عليه أم دليل ،مجرد هركب من إلزامات محددة.
حسنا اكؿ تحدم ...كيف تكوٌف الػ RNAنفسه اصبل ؟!! كهو مكوٌف بحسب تتابع محدد ،منتظم كمعقد ،فكيف
نشأ بالصدفة ؟ ...ام مسألة حيوية هي بحث في المعقد ،كقد نقلت لكم عن (ريتشارد دككنز) في الفصل االكؿ من
كتابه أف علم األحياء (تعريفه)] :هو العلم المعني بدراسة المنظومات المعقدة التػػػػي تشي بطابع من التصميم[ اعترؼ
74 | www.dradnanibrahim.com
بذلك ،لكن نحن نقوؿ اف هذا التصميم يعود الى ذكاء أك عقل(بلغتهم التي يفهموها) مثل ماقاؿ (نيوتن)] :ال نقدر
اف نقوؿ أف اإلله هو ركح الكوف ،بل هو مػػػآلك الكوف ك لكل شيء[ طبعا بمعنى عندما تقوؿ اف اهلل هو ركح الكوف
= أم أنه ييعادًؿ الكوف ليس اكبر منه كال اصغر من الكوف ،بمعنى في األخير اف اهلل هو الكوف نفسه ،دخلنا في
نظرية كحدكية ،أم انه الداعي للبحث عن اهلل كػػذكاء كػػعقل كقصد كإرادة كمعنى خارج الوجود هذا الحسي المادم..
(نيوتن) رفض هذق النظرية كقاؿ انا اؤمن باهلل الذم ايعديٌق مالكا للكوف كلكػػػػػل شيء ..كيعني هذا من الناحية
الفلسفية :أف اهلل اكبر من الكوف ،كاكبر من كل شيء ،كبالتالي اكثر (اف جاز التعبير) ذكاءا كعقبل ،ك كعيا مما حتى
ترصدق في الكوف ،كهذا صحيح ألنك سترصد في الكوف عقبل ك كعيا كقصدا ! .كعلى فكرة ،اهلل خلقنا ..كهذق هي
معنى النصوص الدينية سواء عند اليهود أك عند المسلمين اك حتى عند النصارل ،أف اهلل خلق االنساف على صورة الرب..
ليس المقصود معناق بالشكل ..ال ،بل يقصدكف بالصورة أم على الصفة ،كليس كصفات الجبركت مثبل ..الخ ..ال،
بل اكثر صفة مرادة اتعرفوف ماهي؟ انها صفة الفىهٍػػػػػػم .كهذا ظل العلماء يبلحظونه الى اليوـ بمن فيهم (تشارلز
داركين) الذم قاؿ في نصه الذم بعثه لػ (قرام) " :عندق ذكاء كالذم لنا نسبيا" ،ك إلى اليوـ علماء الفيزياء ايضا
يتحدثوف بنفس المنطق( ...هوكنق) قبل اف ييعلن الحادق ماذا قاؿ؟ قاؿ"] :اهلل في نهاية المطاؼ كما نفهمه هو
ماييعادؿ هذق النظم الرياضية التي نفهم بها الوجود"[ ،ككاف (آينشتاين) يقوؿ"] :أحب اف اصل اف اعرؼ كيف خلق
اهلل الكوف ،أحب اف اعرؼ افكار اهلل"[ ،كهذا ممكن جدا ،ألف اهلل خلق كونا يشي بكثير من صفاته ،كهو البرهاف
اآليوم .. ( :إف في ذلك آليات )..كما يذكًر في القرآف الكريم ،كمعنى اآلية :أم هي العبلمة التي تدؿ على صاحبها،
فالكوف يدؿ على صانعه .كهل لدينا القدرة كاللياقة ألف نفهم هذا؟ نعم نحن نفعل هذا ! كالعجيب جد جدا –كهذا
لن ييفسٌر اال بعد اف نفهم -اننا منذ كقت طويل جدا مخلوقوف بذكاء اكثر بكثير مما نحتاجه للبقاء ،لماذا هذا
الذكاء؟! ..كهذا كرٌط الدراكنة فذهبوا يحيكوف حيلة جديدة هي( :التكيف الميسبىق) ..اس هم اعطىوٍنا اياق كلم ييفسر
شيئا ،عند الدراكنة هذق النظرية (التكيف الميسبىق) يتكلم فيها نشوء الذكاء االنساني العجيب الذم هو ابعد بكثير من
حاجات البقاء ،ألف اهلل خلق اإلنساف لكي يعرفه ،كهذا هو المبدأ اإلنساني!( ،إال ليعبدكف ) (إال ليعرفوف) ،هو أراد
ذلك ال اله اال هو ،كهيأ الكوف بحيث جعله قاببل ألف ييعرىؼ ..كلمة (آينشتاين)"] :أكثر األشياء غير قابلة للفهم هو
أف الكوف قابل للفهم"[ ،قاؿ هذا ميحيًٌرقي ،لكنه ليس محيرا لنا ،اذا سلٌمنا باهلل تبارؾ كتعالى ،اذا كافقنا على فرضية
فى األمور تيحىل ! .اهلل خلق الكوف بنظاـ معين ،الكوف كما قاؿ (السًٌير جيمس) في " :هذا الكوف اقرب الى اف اهلل ،أ ٌ
يكوف فكرة منه الى اف يكوف آلة" انتهى التفسير الميكانيكي ،نحن اليوـ في فيزياء آخرل في فىلىك آخر ،قاؿ هذا فكرة،
عالم من المعقولية ،هذا الكوف عالم من العقل ..كأنت عقل ،اذف يمكن اف يتناظراف ،كأف يتراسبل ..كهذا الذم يبرر
نجاحاتنا العلمية ،اآلف نحن نفهم الكوف ك نس ٌخًريق فعبل ال اله اال اهلل ..كيف يتم هذا؟! كهذا ما حىيٌر (آينشتاين).
لنعود كنرل كيف اف سلسلة الػ RNAهذق بتتابع مطلوب منظم دقيق ،كيف تم اختبارها اصبل ،لماذا تبقى؟ نفس
ؼ انه
التساؤؿ على الػ DNAالذم هربوا منه! ..كيف تم انتخاب الػ RNAهذا بالتتابع المطلوب؟! من عر ى
مطلوب؟! مالعمعيار الذم استند اليه االنتخاب الكيمياكم االنتخاب ماقبل الطبيعي ..سمٌه ماشئت،ال
يهمنا..انتخاب xلكي يستبقي بالذات هذا الجزمء ..لماذا ؟؟ الجزمء غير موجود في منظومة ،صحيح؟! كالحػػاؿ أنه
ييشفًٌر لخدمة منظػػػػومة! ،اين هذق المنظومة؟ ليست مخلوقة غير موجودة..مالذم اختارق هذا؟ من الذم استبقاق اذف؟
اعدتونا الى مربع اإلله رغما عنكم ك عنٌا ،اك الى مربع هذق القوة الذكية المسيطرة على الكوف ،لكن االنتخاب االعمى
اليستطيع ،اتعرفوف لماذا؟ ألنه اليوجد تكيف هنا! ،اليوجد نجاح بالمعيار االنتخابي ،انتبهوا ...يجب اف نفهم هذا
الفكرة جيدا لكي نستطيع اف نحاجج بها..
بعد ذلك تورطوا في خطوة اعمق ..قالوا :بالصدفة التقت هذق السلسلة بسلسلة اخرل RNAكبتتابع منظٌم
(بالصدفة)!!يعني الصدفة فسرت التعالق بينهما! الذم سيجعلهما يكوناف جزمء الػ ..DNAالمطلوب ،المادة
/2كلدينا شرط ضركرم غير كافي ،،مثل :االككسجين ضركرم للحياة ،كلكن غير كافي إلستمرارية الحياة من دكف
المصادر األخرل البلزمة للبقاء حيا
/3كلدينا شرط ضركرم كافي ،،هػػو الذم جعل الشيء شيئنا ..إرادة اهلل عٌزى ك
جل }إنىٌما أمري يق إذا أرا ىد شيئنا أف يقوؿى ىلهي كيػػػػػػػػنٍ فىيىكوف {82يس.
اللهم دلٌنا عليك كعرٌفنا بك ،كاربطنا بك ك ال تحرمنا يارب العالمين ..فهذا هو معناها :قاؿ مجرد اف نقوؿ له اذا اردنا يق
ط ضركرمه ككاؼو..ألف تنتًج مشركطها مباشرة ..على فكرة ،هذا تكيف القرآف بلغتنا ،اللغة العربية فإرادة اهلل شر ه
تجعلك تشعر أنه توجد مساحة ييعبىٌر عنها بالكلمات ،إال أنه في كاقع األمر كفي نفس األمر ييسمٌوق ،اليوجد فاصل
زمني ....في إحدل الخطب عندما تكلمت عن اقساـ الثانية ...أنك ستصل الى درجة جزء من مليوف مليوف جزء من
الثانية ،ثم يأتي الكركنوف..كال يوجد منه ! الذم هو أقل مسافة كهو طوؿ ببلنك (عشرة ايس 35-متر) ..طوؿ
ببلنك بالتمػػاـ هو ( 34 – 10 × 1,6من المتر ) ..ارأيت هذا الطوؿ من الزماف كهو اقل شيء في الثانية؟!..
اليوجد كهذا طوؿ كييعتبر عىدىـ ،لكن افترض يوجد شيء بطوؿ ببلنك ...الضػػوء الذم يسير ثبلث مئة ألف كيلو متر
في الثانية ،في كم يقطع مسافته في طوؿ ببلنك؟! ..اصغر زمن ممكن كهو زمن ببلنك كهو يساكم عشرة ايس -
45من الثانية ...زمن ببلنك هو الزمن الذم يستغرقه الضوء لكي يقطع مسافة ببلنك ،كهو الشيء في الوجود اسمه
طوؿ ببلنك باألساس ..لكنه افتراضية العلماء فيما لو كيجًد هذا الزمن .إذا العقل االنساني استطاع اف يتخيل حىدىثان،
فيما لو افترضنا تلك الشيٌذىيذىة ،التي اخترقت جدار طوؿ ببلنك ..كافترضنا انه يوجد ضوء من كوف آخر خلقه اهلل
كاخترؽ الشذيذة ،فتخيل في كم اخترقها ؟!! اخترقها في عشرة ايس 45-من الثانية ...معناها العقل في مقدكرق اف
يتصوٌر أف أمر اهلل تبارؾ كتعالى – حين يريد اهلل -ال يتخلٌف عنه مأمورقي كال حتى اقل من زماف ببلنك هذا !!!! ..
كالعقل يتخيل صفات اهلل على نحو أنسىنًي في صفة اعطاء اهلل امرق في مدة يستغرقها كبلمه ( كن كذا ..ككن
كذا )..حاشا هلل ،لن نعرؼ كيفية صفاته ،ليس كمثله شيء سبحانه ..فيتساءؿ احدهم :كلكن كيف ،فقد خلق
السماكات كاألرض في ستة أياـ ؟! هي إرادته اف تيخلق في ستة اياـ ..مع انه قادر اف يخلقها في اقل زمن !..
كأحدهم يتساءؿ :خلق اهلل رجبل كقاؿ بأمرق اف يكوف فقيرا في سنة ،فدخل الرجل في صفقات خاسرة كتعرض لخسائر
الى اصبح فقيرا في سنة؟! هو أمر اهلل كقوله له اف يكوف فقيرا في سنة!..األمر في سنة! ،على حسب األمر ،كلن
ييتخلٌف عنه .كتوجد أكامر فورية آنية ،لذلك }كما أمر الساعة إال كلمح البصر{النحل 50،كلمح البصر يعني :كاحد على
خمسة عشر من الثانية ! كتردد صور السينما..كما ترل 16صورة تظهر متتالية في الثانية سترل سيٌاؿ من الصور
تتحرؾ فعبل ،لو كانت 12صورة ستراها متقطعة ..إنها كلها آيات ،كهذا ركعة العلم ،كالفكر ،كالبحث ،ركعة
الفلسفة..فالتعلم كالقراءة كالبحث يقرٌب إلى اهلل تبارؾ كتعالى ،كيينضًج اإلنسانية فيك } كعلٌم آدـ
األسماء { البقرة . 31،لهذا آدـ هو مسجود المبلئكة ،ألنه يعرؼ ماالتعرفه المبلئكة ..
على كل حاؿ ،قاؿ(دككنز) " :لنفترض أف هذق الحياة صيػػمًٌمىت في عالم بعيد في الفضاء الخارجي" ..فأحرجه
(بنشتاين) قائبل" :معناها أنت يابركفيسور دككنز تيقًر بالتصميم ك تؤمن به ،لكن بالنسبة لك هذا التصميم تعزكق الى
نجوـ أخرل ،كواكب بعيدة ،الفضاء الخارجي ...لكنك التريد اف تعزكها الى اهلل!" ..إنما هي المكابرة ،كليس فيها حل،
لكن لو عزكناها الى اهلل فيوجد الحل ،كإله الى حد نهائي ،ذات ذكية عاقلة ..كما سماها (نيوتن) مالكا لكل شيء ،هي
ؿ عنها ايضا! ..نحن النرل ابدا انهالمسؤلة عن هذا الشيء كعن البدايات ،كأما التسيير كالسىٌيٍركرة فهو طبعا مسؤ ه
الجزء األكؿ
"التكيٌف الميسبق"
ييقصد به ظهور تغيرات حيوية معينة ،هذق التغيرات ال تخدـ شيئا ييراد اآلف ،لكنها ستخدـ في المستقبل البعيد لماذا
ظهرت ؟ لماذا تم انتخابها ؟!! كهنا االنتخاب الطبيعي يفشل ..يأتي شخص ما كيسألني :اتناقش االنتخاب الطبيعي
اـ تناقش التصميم؟ ..نناقش التصميم ،فمازلنا في برهاف التصميم! ..كهذق تحديات اف هناؾ مصمما ،كهذا المصمم
ليس االنتخاب الطبيعي كما تعتقدق أنت ،بل هو المصمم الذم ال إله إال هو ،فاالنتخاب الطبيعي المفركض ينتخب
إذا كاف اهلل يعمل في عرض عمل القوانين ،فواضح إذا امكىنى تبياف كتفسير الظاهرة بعمل القانوف ال يبقى دكر هلل ،اف
اهلل هنا فرضية غير الزمة ! ..طبعا انا متأكد االف انتم كمسلمين كمسلمات تتعجبوف من هذا المنطق ،تقولوف :هذا
منطق في منتهى السخافة ،كأف القوانين تتحدل اهلل ! كأنها ليست اسلوب اهلل في العمل! كأنها ليست مفعوالت
هلل! لكػػػن هكذا هو الفكر األكركبي ..شيء غريػػػب! .كسأقوؿ لكم لماذا انتهى األمر الى هذق النهاية المأساكية –
كهذا معنى إله الفجوات -اهلل يتعارض مع القوانين أم يعمبلف في عرض كاحد كليس في طوؿ كاحد( ..توماس
كتىب يقوؿ مرة " :كل ماينجح العلم في تفسيرق ،فبالضػػػػركرة اهلل ال دكر له فيه" .ال، هاكسلي)<كلبي داركين> ى
ليس بالضركرة ،هذا كبلـ غبي جدا جدا ،كبلـ غير صحيح البتٌة ،لكنه يقوؿ هذا كفي القرف التاسع عشر ،أما في القرف
العشرين كالحادم كالعشرين يكتب (ستيفن كاينبيرغ) –حامل جائزة نوبل في الفيزياء -في <احبلـ النظرية النهائية>
كاف يقوؿ" :كاف الناس الى غاية القرف التاسع عشر يؤمنوف باهلل مستندين الى براهين من جنس اف األجراـ السماكية
أجراـ خالدة ،كأجراـ بسيطة كمكونة من مادة اخرل -أم انهم يكرركف اسطوانة (ارسطو) – من عالم الكوف كالفساد ،أما
األجراـ العلوية فليست من عالم الكوف كالفساد ،فهذا عالم دائم اثيرم ال ينحلٌ كالبسائط" كيستدلوف بهذا على اهلل
الذم خلقها كعلى جماله ..قاؿ" :أما اليوـ فالناس يركف فيها اشياء من الناحية التكوينية تماما كاألشياء التي على
األرض ..عالم الكوف كالفساد ..نفس العناصر مثل الهيليوـ كالهيدركجين ..الخ .ثم استتلى الرجل لكي يبرهن عن أف
ب عليها ،اذف هو مقتنع بنفس الفكرة! ،نفس فكرة (هاكسلي).. ط ىشىحيلة إله الفجوات مػػػػاعادت تيجدم ،العلم ى
غريب،منشأ هذق الفكرة في منتهى السذاجة بالنسبة لمسلم عالم دينه كعندق تصوٌر كىوٍني لهذق األشياء.
كمػػا قلت لكم أنهم ظنوا اف اهلل كالقوانين متعارضاف..أم أف اهلل شيء ،كالقانوف شيء آخر .يبدك اف هذق الفكرة
السخيفة هو سذاجة المتدينين في األعصار الخالية كخاصة في العصور الوسطى كتصاريحهم الدااائمة "اهلل فعل..اهلل
خلق "..بالجملة دكف الدخوؿ في التفاصيل ،ككاف الناس مقتنعين في كقته ،كلما جاء العلم كلم يعيد مقتنعا بهذا الفهم
الجيمىلي اإلجمالي ،كبدأ يبحث عن علل كعن عوامل تفصيلية ك دقيقة كتفرٌؽ بين الظاهرة كالظاهرة .كنجح العلم أيٌما نجاح
لى هؤالء المتدينوف السذىٌج على االستعصاـ بالموقف السلبي في ظواهر كثيرة اف ييفسٌرها بدأنا نفهم ..لكن ظػػػ ٌ
المستنكر للعلم كبإنجازاته ،كذٌبوق ك كذٌبوا حتى الحواس ،كما حصل لػ (غاليليو) الذم كاد يمكن اف يينصىف من هؤالء
بمجرد اف يلقوا نظرة كاحدة عبر التليسكوب البدائي ،رفضوا ذلك ..فلو نظركا لوجدكا ..لكن رفضوا حتى النظر ،ألنهم
معتقدكف اف الحق في جانبهم كأف الباطل في جانبك ،كاليخضعوف لهذق المنهجية العلمية التجريبية اإلمبريقية..
فصار العلم يتبجٌح كيقدٌـ تفسيراته العلمية الدقيقة لهذق الظاهرة اك تلك إزاء هذا التفسير الجيمىلي الساذج "اهلل
فعل ..اهلل خلق ..اهلل اراد "..إذف رفض العلم بانه يوجد إله كال انه فعل كذا كالخلق كذا ..العلم فقط هو الذم
يعطيني الجواب .كلؤلسف الموقف كله خطأ بسبب إفراط ك تفريط.
طريقة المسلم على العكس تماما ،فهي طريقة مبنية على أف القوانين الطبيعية –بشكل عاـ – هي أسلوب اهلل تبارؾ
كتعالى ..طريقته في العمل ،في تشغيل الوجود .كأنت كلما نجحت كعلم في تقديم تفسير جديد تفصيلي لظاهرة ما،
كلما اعطاؾ زادا جديدا تيقارب به كيفية عمل اهلل في الخلق ،كيف يعمل؟ العلم يقوؿ لك .قاؿ تعالى} :أكلم يىر ٍك أنٌا
خلقنا لهم ممٌا عىمًلىت أيدينا أنعامان فىهيم لها راكبوف{يس ، 71عىمًلىت أيدينا ..يد اهلل تعمل ،كالسؤاؿ كيف تعمل؟
هل رأل أحدنا اهلل مباشرة باألساس ؟ هل رأل يدى اهلل كيف تعمل مباشرةن؟! } ..ليػػس كمثله شيء{ األعراؼ
، 54اهلل عند الموٌحًٌدين عند الميؤلًٌهة كالمًلًٌيين يعمل لكن آل بأسلوب مباشر ،يعمل عبر األسباب التي خلقها كالتي
سبٌبها ك سبٌب بها ،كالعلل التي اعدٌها ..كعلل ميعىدٌة ألشياء هي معلوالتها على أنه هو العلة الحقيقة لكل شيء في
الوجود .لكن لماذا شاء ،مالحكمة أنه شاء اف يعمل عبر األسباب أم عبر القوانين ،عبر النظم ..لماذا ؟!
ألف اهلل تبارؾ كتعالى لو لم ىيشىأ أف يفعل كفق هذق الطريقة لما امكن االستدالؿ عليه اصبل ،كلما فكٌر آدمي في اف
يستدؿ على كجود اهلل ..ألف اإلستدالؿ كله ..ركحه هو النظػػػاـ السببي .لػػذلك –كما نقوؿ دائما – من يينكًر مفهوـ
العًلٌية ،قانوف العًلٌيٌة ،قانوف السببية فهػػػػو يينكًر كل استدالؿ حيث أتى ! كيفضي به األمر الى عدمية مطلقة ،ممنوع
أف ييحدىٌث اك ييناقش..ألنه ببل فائدة اصبل ،على أنه متشبًٌث دكف اف يدرم بمعقولية كسائغية كمشركعية االستدالؿ،
كرىقي ،حتى ميكانيكا الكم،
بالتالي هو متشبًٌث دكف اف يدرم بمعقولية القانوف العقلي <قانوف العًليٌة> ك ييريد اف يين ً
هزيٌق كال تستطيع اصبل ،ميكانيكا الكم حين ذهبت تنفي السببية إنما فيقوؿ :ال ،الميكانيكا هزٌت مبدأ السببية! .ال تى ي
نفتها بالسببية ذاتها ..ببساطة ،ميكانيكا الكم تقوؿ لك :أنا ارل ظواهر معينة خارج نطاؽ السببية هي اآلف تيثبًت
السببة ! ألنها تنطلق من أف لكل ظاهر وة سببان ،فإذا رأينا ظاهرة معينة ،كفيما يظهر ال سبب لها ،سنقوؿ إنها ظاهرة
ال سببية إتكٌاال على مبدأ السببية ..أم أف نفي السببية عملية مستحيلة بغير التشبٌث بالسببية ،لو نفينا السببية فعبل
كبالمطلق كمن حيث أتت –كما قلت لكم -ليس اننا سنتورط في نفي السببية في عالم صيغركم فحسب (كهو عالم
ميكانيكا الكم الذم تشتغل في ميدانها) ،ال ..بل سنتورط في انكار كل استدالؿ ،الحديث يصبح ببل قيمة ،العلم..
الفلسفة ..الخ كالشيء له قيمة ..اللغة ليس لها قيمة ،..التوجد اية عبلقة سببية بين أم شيء كشيء،المسألة اعقد
من هذا فانتبهوا ،القوانين العقلية قوانين جبارة ،اكثر جبركتا من كل قوانين العلم كصياغاته ،فالقوانين العلمية متحركة
كنسبية ..القوانين العقلية كبغير عقل ،ال إمكاف لقياـ العلم اصبل ..اليوجد سعي علمي..لكن هذق مسائل فلسفية
معركفة في مواطنها..
على كل حاؿ ،المؤمن المسلم المًلًٌي يرل –بفضل اهلل تبارؾ كتعالى – اف هاته القوانين ،كهذق النظم إنما هي اسلوب
كطريقة عمل اهلل في الشيٌغيل ،اسلوب اهلل في العمل ،كلذلك التقع في عرض اهلل ..فكيػػف تقع في عرض اهلل كهي
اسلوبه ؟!!!
كهنا مسألة مهمة بخصوص إله الفجوات كهي :اف البشر ظلوا ك مازالو يؤمنوف باهلل ميذ كانوا ..أم قبل نشوء العلم
الحديث قبل القرف السادس عشر ..قبل (كًبلًر) ك (تيخو باها) ك (كوبر نيكوس) ك (غاليليو) ..أم أنه يوجد عًلم اـ
اليوجد فبل فرؽ ،اإليماف موجود ،ألف اإليماف ال يستند الى العلم اصالة ،اإليماف يستند الى العقل ..مًيبلؾ كمناط
اإليماف هو العقل كليس العًلم .العلم عندق دكر تمويني يموًٌننا ببعض األشياء التي تجعلنا نقارب عمل اهلل ،أما كجود اهلل
ككونه هو العلٌة الحقيقية في هذا الوجود كله كفي احداث هذا الكوف كله كإيجادق ،كالكوف قائم به ..كل هذا
العقل أكجبىه ..العقل توصٌل إليه ،بغض النظر عن العلم كاف اك لم يكن نجح..فشل ..اخفق ..هذا اليعنينا..
بعض المبلحد العرب السيٌذىٌج البسطاء (ملحد على نيته) المسكين ،يدٌعوف أف المؤمنوف لم يؤمنوا إال مع العلم الحديث
كفي القرف العشرين ك الواحد كالعشرين مع (ستيفن هوكنج) ..أم اذا آمن (هوكنج) آمنا ..كاذا كىفىر (هوكنج) كفرنا!
..هػػػػػػذق ترهات كليست صحيحة ،ككبلـ ساذج ..في الحلقات األكلى من برهاف النظم قلت اليوجد ثمة برهاف علمي
على كجود اهلل ..مستحيل ،كالذم يقوؿ لك لدم برهاف علمي على كجود اهلل ،قل له :اكال أنت ساذج التفهم ال في
فلسفة العلم كال في الفلسفة العقلية أنت انساف بسيط جدا جدا كمغفٌل ،كال تفهم ماذا تقوؿ ..العلم اليستطيع اف
ييثبت كجود اهلل كليس من شأنه اف يينفي كجود اهلل ..ألف العػػػلم عندق مساحة يشتغل فيها فقػػط كهي ساحة العالم
الطبيعي سواءا الكبركم اك الصغركم ،كعندق مناهج محددة يتوسل بها ،كل ماخرج عن هذق الساحة يقوؿ لك :هذا
ليس من تخصصي ،أم انه لو ثبت بالعلم اف هذا التصميم المعين تصميم ذكي كعبقرم كجميل كفاعل كك ..اذف فاهلل
موجود ..سيقوؿ لك العلم كمادخلي بوجود اهلل كما ادراني بوجود اهلل؟! هنا العلم يقف ..تدخل الميتافيزيقا آآق دخلت
المبادمء العقلية اآلف! من حقٌك كعالم فقط االف اف تقوؿ هذا ،اف هذا الشيء اليثبت كال ينفي ،لكن من حقي انا
كفيلسوؼ اف استغل هذا الشيء الذم اكتشفته انت كعالم كمثاؿ..مادة استخدمها ،ثم أيعمًل فيها آلة القوانين
العقلية .اكؿ هاته القوانين هو قانوف العلية ،كفلسفيا البد لكل معلوؿ من علٌة .انتبهوا ،العلل الفلسفية تختلف عن
العلل العلمية ،كتختلف عن العلة في اذهاف المثقفين العاديين .العلل الفلسفية اليمكن اف تكوف بينها كبين معلولها
فاصلة زمينة ..كهذق األمور اليفهمها الكثير ،هناؾ أيناس كتبو ينتقدكني كأنا ابتسمت ك مضيت ..ككاهلل ليس
كًبران مني اك عجرفة ألني لم أقم بالرد على التعليقات على يخطىبي كمحاضراتي،التي تجدها لؤلسف بكل سذاجة كمن معلٌق
بمنصب الدكتور الفبلني ككذا ..اليفهم كال يعرؼ ماذا يقوؿ المسكين! ،مػػاذا افعل أنا؟! ال كقت لدم ألف ابدأ كأشرح
الفلسفة العقلية ك في مئة صفحة مبػػػاحث العلٌة كالعلٌيٌة ؟!! النستطيع ..الموضوع طويل كمعقد جدا جدا لن يفهمه
المسكين ..كيفكر ييعلٌم عنها كالعامل ..أم ابي عًلىلًي .ابي ليس عًلىلًي كال أمي ! ابدا .العلة التنفصل عن معلولها فيه
تقارف ..فيه اقتراف زمني فلسفيا ،هم اليفهموف هذق األشياء كلها ،كيوجد فرؽ بين العلة بهذا المعنى ،كفرؽ بين
لو حاؿ ،المشكلة في هذق القضايا كما قلت لكم أنه ال العلل الميعًدىٌة! مقدمات كممهًٌدات نسميها علل مجازا .على ك ٌ
يستطيع اف يتصدٌل لها احد إال بعد أف ييحكًم مقدماته كلها ..يفهم علم المنطق كالصٌورم كالمنطق األحاديث ،يفهم
الفلسفة كاقسامها كخاصة العقلية كيتعمق فيها ..يفهم علم الكبلـ االسبلمية كالمسيحية كاليهودية ..يفهما جيدا!،
يفهم بعد ذلك اشياء كثيرة في العلم المعاصر ،كفلسفة العلم ،بعد ذلك ليتقدٌـ ك يتكلم ..مالم تيحسًن هذا فستأتي
بمصائب كتظن نفسك أنك فهماف ،كفي الحقيقة انت لم تفهم شيئا ..هذق هي المشكلة على كل حاؿ ،فاعذركني
على هذا.
اذف البد اف نتبه الى قضية اف اهلل كالقانوف اليتعارضاف بل يتطاكالف ..فالقانوف هو اسلوب عمل اهلل في الخلق،اهلل
يعمل كالقانوف يعمل ،اهلل يعمل بالقانوف..كفقط .كما قاؿ تعالى} :ك ماتشاؤف إال أف يشاء اهلل{التكوير ، 29أثبت
لنا المشيئة ،كأثبت لذاته العىلًيىٌة المشيئة أليس كذلك؟! يسأليك احدهم مستفسرا :ككيف ذلك ..الجى ٍبري كاإلختيار،
كالقضاء كالقىدىر..حسنا اذا شاءاهلل ،مالذم يبقى لمشيئتي انا؟ انتفت مشيئتي! قل له :يا اخي مشيئتك التعمل في
عرض كاحد مع مشيئة اهلل ،كإنما تطاكؿ مع مشيئة اهلل (مشيئة العبد تقع في طوؿ مشيئة الرب الذم ال اله اال هو )
انتبهوا ،مسألة مهمة جدا جدا كتنحل العقدة.
شرٍت الى
في النهاية بصدد حديثي عن إله الفجوات ربما في المحاضرة السابقة من باب التظريٌؼ كليس التطرٌؼ أ ى
مصطلح جديد اقترحه كهو عًلم الفجوات ،أنتم تأخذكف على المتدينين هذا المفهوـ الغالط .كعلى فكرة هو مفهوـ ال
كزف له ،كال تبرير له اال في السياؽ الغربي الفلسفي كالبلهوتي ،اما في السياؽ االسبلمي فبل موضع له ..فتصوير اهلل
كالقانوف على انهما متعارضاف نجم عنه مفهوـ الفجوات ،كالبد اف ينجم ،فما ينجح فيه العلم ،ييستغني فيه عن اهلل،
مايفشل فيه العلم ييفزىع فيه الى اهلل ..اذف هذا إلػػه الفجوات ! لكػػن في الطرح كالتصور االسبلميين اهلل كالقانوف
يتطاكالف كال يتعارضاف فيػػػػػػختفي بالكامل كمن حيث اتى مفهوـ إله الفجوات !!! كيصبح العلم يخدـ مفهوـ اهلل
كيعزز االيماف باهلل كبعمل اهلل كبقيٌوميىٌة اهلل في كونه كعلى كونه ،كبكوف الكوف قائما بربه ال إله اال هو ..
لكن دعونا نتنزىٌؿ اعتباطا ،كنحاكؿ اف نتقمٌص السياؽ الغربي كالفكر كالتصور الغربيين (إله الفجوات عندهم ،كهو غير مبرر
في طرحنا االسبلمي) ،لديهم في خلفيتيهم ايها االخوة ،إله الفجوات ييهرع اليه حين يسجل العلم فشبل في تفسير
ظاهرة معينة ،كلذلك ييسخىر منه ،كعلى فكرة،الى االف المتدينوف المتحمسوف في الغرب من المسيحيين الشعوريا
يشمتوف بالعلم ،كيحبوف اف ييظهركا الشماتة به ،يفعلوف هذا !..كبعضهم متفلسفة كبار ..انظركا العلم قاصر العلم
يفشل ،كحين يفشل في تفسير ظاهرة معينة هو اليفشل اليوـ ،بل يسجل على نفسه مشوارا طويبل من الفشل
فإذا فشل العلم اليوـ في تفسير ظاهرة ،فهو تتويجا لمسار العلم كله الفاشل في تفسير هذق الظاهرة..ام بعد
اربعمئة سنة لم تفسرها فأنت فشل على مدل اربعمئة سنة ،مالذم يضمن لي غدا انك ستنجح؟! اك بعد غد ..اك
تستمر في الفشل..اذف انت فاشل! .ييظهركف الشماتة في العلم ،كهػػػذا ليس من مصلحة الدين..لؤلسف ،لكن هي
معركة ،هذق بعض آثار معركة القيركسطية بين العلم كالدين في السياؽ األكركبي اك الغربي..
اكتفي اف شاءاهلل بهذا القدر لكي اختم كما كعدتكم هذق الحلقات الطويلة في برهاف النظم اك برهاف التصميم لكي
ييفض ىي بنا الحديث اف شاءاهلل تعالى في الحلقة المقبلة الى برهػاف آخر كهو برهاف الحػػدكث
ن جميعا كرحمة اهلل كبركاته.
فأقوؿ قولي هذا كاستغفر اهلل لي كلكم كالسبلـ عليكم كعليك ٌ
بسم اهلل الرحمن الرحيم..الحمدهلل رب العالمين ..ياربًٌ لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كماتحب كترضى ،كاشهد
اف ال إله إال اهلل كحدق الشريك له ،كأشهد أف سيدنا كحبيبنا كنبينا محمدا عبدق ك رسوله ..صلى اهلل كسلٌم كبارؾ
عليه كعلى آله الطيبين الطاهرين كصحابته المباركين الميامين كأتباعهم بإحساف الى يوـ الدين ..سبحانك العلم لنا اال
ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم،اللهم علمنا بما ينفعنا كنفعنا بما علمتنا ك زدنا علما ،اللهم آمين ...أما بعػػػد،