You are on page 1of 117

‫من مأمنه يؤتى احلِذر‬

‫األلعاب اإللكرتونية‬
‫خطر غفلنا عنه يهدد األسرة واجملتمع‬
‫ٌ‬

‫دكتور فهد بن عبد العزيز الغفيلي‬

‫‪1‬‬
‫حفهد بن عبد العزيز الغفيلي ‪1431 ،‬هـ‬
‫فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر‬
‫الغفيلي‪ ،‬فهد بن عبد العزيز‬
‫األلعاب اإللكترونية خطر غفلنا عنه يهدد األسرة‬
‫والمجتمع‪.‬‬
‫فهد بن عبد العزيز الغفيلي – الرياض ‪1431‬هـ‬
‫‪120‬ص ؛ ‪ 14×17‬سم‬
‫ردمك‪978-603-00-5470-1 :‬‬
‫‪-1‬علم نفس الطفل ‪-2‬العدوانية (علم نفس)‬
‫أ‪ .‬العنوان‬ ‫‪-3‬األلعاب اإللكترونية‬

‫‪1431/5897‬هـ‬ ‫ديوي ‪155.4‬‬


‫رقم اإليداع‪1431/5897 :‬هـ‬
‫ردمك‪978-603-00-5470-1 :‬‬

‫‪2‬‬

3
4
‫احملتوايت‬
‫رقم الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫‪7‬‬ ‫إهداء‪....................................................‬‬
‫‪9‬‬ ‫متهيد‪....................................................‬‬
‫‪15‬‬ ‫مقدمة‪...................................................‬‬
‫‪23‬‬ ‫سلبيات األلعاب اإللكرتونية‪...............................‬‬
‫‪57‬‬ ‫مدمن لتلك األلعاب اإللكرتونية؟‪..................‬‬
‫هل ابين ٌ‬
‫‪75‬‬ ‫األلعاب اإللكرتونية على اإلنرتنت‪.........................‬‬
‫‪91‬‬ ‫مناذج ملا حتويه األلعاب إلكرتونية من أفكار ومشاهد‪........‬‬
‫‪105‬‬ ‫حلول ومقرتحات وتوصيات‪..............................‬‬

‫‪5‬‬
6
‫إهداء‬

‫وضحى يف‬
‫يسعدين ويشرفين أن أهدي هذا الكتاب إىل كل من بذل ّ‬
‫سبيل التوعية والتنبيه إىل وجود خماطر هلذا النوع من وسائل الرتفيه‪،‬‬
‫وأخص منهم أخي وصديقي األستاذ ‪ /‬عامر بن حممد املطوع‪ ،1‬فهو ـ‬
‫حسب علمي ـ من أشد املتحمسني والباذلني يف هذا اجملال‪ ،‬فال‬
‫أملك هلم مجيعاً إال الشكر والدعاء ابلسداد والقبول‪.‬‬

‫‪ 1‬األستاذ ‪ /‬عامر بن حممد املطوع‪ ،‬ابحث متخصص يف جمال ملكية فكرية براءات اخرتاع‪،‬‬
‫يف مكتب براءات االخرتاع لدول جملس التعاون‪ ،‬ومل مينعه انشغاله وطبيعة عمله من أن يكون‬
‫ابحثاً وانصحاً يف خماطر األلعاب اإللكرتونية‪ .‬وكلنا جيب أن نكون ذاك الرجل حاملني أكثر‬
‫من هم كلها تص ب يف النهاية ملا فيه نفع هذا البلد املبارك وصونه وحفظه ومعتقده الرابين‬
‫وشريعته السمحة وأبنائه األخيار األطهار‪.‬‬

‫‪7‬‬
8
‫متهيد‬
‫قبل أن أدلف إىل مقدمة هذا اإلصدار رغبت أن أوضح أمراً ملسته‬
‫وشعرت به ورأيت أن من األمهية مبكان أن أبينه وأنوه عنه ليطلع عليه‬
‫القارئ الكرمي قبل أن يقرأ الكتاب ويتمثل يف اعتقاد بعض األشخاص‬
‫أين أو غريي حني نكتب عن إحدى وسائل الرتفيه كاأللعاب اإللكرتونية‬
‫وغريها أننا نسعى لتحرميها أو منعها وحاشا هلل أن يكون هذا مطليب‬
‫فشخصي ال ميلك أهلية الفتوى وال أحقية املنع‪ ،‬ويف اجلانب األخر أان‬
‫ضد فكرة املنع ولكين مع التقنني والضبط وهذا ما أريد أن أصل إليه من‬
‫خالل طرح الكتاب ومن ابب اإلنصاف وإحقاقاً للحق يعلم هللا أين‬
‫حني كنت أحتدث حول هذا املوضوع سواء يف مؤمتر أو حماضرة توعوية مل‬
‫أتلقى أي ردود أفعال سلبية من اآلابء وأولياء األمور بصفة عامة بل إن‬
‫كثرياً منهم كان يتعجب من كثرة الشرور واملفاسد املصاحبة لكث رري من‬
‫األلعاب اإللكرتونية اليت يقتنيها أطفالنا وشبابنا يف منازهلم يف ظل غفلة‬
‫من أولياء أمورهم‪ ،‬ويف املقابل كنت أجد بعض ردود األفعال الغاضبة‬
‫واملستهجنة أحياانً من بعض الشباب املمارسني لتلك األلعاب حبجة أين‬
‫كل شيء وحرماهنم‬‫وغريي من املهتمني يف هذا اجلانب نسعى ملنع ِ‬
‫وأقراهنم منه ومل يبقى سوى األلعاب اإللكرتونية‪ ،‬واحلق أن األصل يف تلك‬

‫‪9‬‬
‫األلعاب أو املفرتض أن تكون للرتفيه الربيء وجتديد النشاط وقضاء بعض‬
‫أوقات املتعة ابلنسبة هلواة هذا النوع من النشاطات اليت متتاز إبجيابيات ال‬
‫حصر هلا وليس اجملال لذكرها هنا‪ ،‬ولكن املتابع وخاصة أولئك املمارسني‬
‫لتلك األلعاب قبل غريهم يعلمون أن يف تلك األلعاب سلبيات ال حصر‬
‫هلا أيضاً خاصة على العقيدة وهي أعز ما ميلك اإلنسان املسلم خالفاً‬
‫للسلبيات الصحية واالجتماعية والنفسية واألسرية وغريها اليت ال يعلمها‬
‫معظم أولياء األمور وال يدركوهنا ومسعاي ومآريب يف هذا اإلصدار أن‬
‫أبينها وأن أوضحها من ابب األمانة والنصح هلذه األمة وهذا اجملتمع‬
‫املسلم احملافظ وما أقول هنا إال كما قال أسالفنا وقدواتنا الطيبني األطهار‬
‫نوح عليه السالم الذي خاطب قومه بقوله‪{ :‬أُبَلِغُ ُكم ِر َساالَ ِت َرِيب‬ ‫من ر‬
‫وأَنصح لَ ُكم}‪ 1‬مث تبعه هود عليه السالم بقوله{أُب لِغُ ُكم ِرس ِ‬
‫االت َرِيب َوأ ََان‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬
‫ني} وصاحل عليه السالم بقوله‪{ :‬قَد أَب لَغتُ ُكم ِر َسالَةَ َرِيب‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لَ ُكم َانص ٌح أَم ٌ‬
‫ت لَ ُكم}‪ 3‬ونفس احلال مع شعيب عليه السالم بقوله تعاىل‪:‬‬ ‫صح ُ‬ ‫َونَ َ‬
‫ِ‬
‫ت لَ ُكم}‪ 4‬أما مسألة القبول والرفض‪،‬‬ ‫صح ُ‬‫{لََقد أَب لَغتُ ُكم ِر َساالَت َرِيب َونَ َ‬

‫‪ 1‬من اآلية (‪ )62‬سورة األعراف‪.‬‬


‫‪ 2‬من اآلية (‪ )68‬سورة األعراف‪.‬‬
‫‪ 3‬من اآلية (‪ )79‬سورة األعراف‪.‬‬
‫‪ 4‬من اآلية (‪ )93‬سورة األعراف‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫ألحد كما يقول عز‬ ‫اهلداية أو خالفها فهي بيد املوىل سبحانه ومل تعط ر‬
‫ت َولَ ِكن اّللَ يَه ِدي َمن يَ َشاء َوُه َو‬ ‫ِ‬
‫ك َال تَهدي َمن أَحبَ ب َ‬ ‫من قائل‪{ :‬إِن َ‬
‫ين}‪ 1‬ولكن مبا أن هللا خص نفسه ابهلداية فقد أو جب‬ ‫ِ ِ‬
‫أَعلَ ُم ابل ُمهتَد َ‬
‫علينا التبليغ والنصح مثلما أوجبه على رسوله عليه السالم نيب هذه األمة‬
‫ومن ذلك قوله سبحانه‪{ :‬ي أَيُّها الرس ُ ِ‬
‫‪2‬‬
‫ك}‬ ‫ك ِمن ربِ َ‬ ‫ول بَلغ َما أُن ِزَل إِلَي َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫مث أوجب علينا السمع والطاعة ملا جاء به الرسول عليه السالم يف مواضع‬
‫ول َواح َذ ُروا فَِإن‬
‫َطيعُوا الر ُس َ‬ ‫َطيعوا اّلل وأ ِ‬ ‫ِ‬
‫كثرية ومنها قوله عز من قائل‪َ {:‬وأ ُ َ َ‬
‫ِ‬
‫ني}‪ 3‬أما أنت أخي قارئ هذا‬ ‫تَ َولي تُم فَاعلَ ُموا أَمنَا َعلَى َر ُسولنَا البَالَغُ ال ُمبِ ُ‬
‫الكتاب خاصة الشباب من هواة تلك األلعاب فكل ما أرجوه منك أن‬
‫تكون معول بناء وأن تقتدي أبنبياء هللا عليهم السالم والصاحلني من‬
‫عباده وأن تقدم العون يف رصد ما تالحظه من مفاسد وخمالفات عقدية‬
‫يف تلك األلعاب وبيانه لذوي االختصاص (سواء كانت هيئات أمر‬
‫مبعروف وهني عن منكر‪ ،‬أقسام الشرط‪ ،‬وزارة اإلعالم‪ ،‬التحذير منه يف‬
‫جمالسك اخلاصة واحمليطني بك‪ ،‬وأضعف اإلميان أن تنكره بقلبك) وقد‬

‫‪ 1‬اآلية (‪ )56‬سورة القصص‪.‬‬


‫‪ 2‬من اآلية (‪ )67‬سورة املائدة‪.‬‬
‫‪ 3‬اآلية (‪ )92‬سورة املائدة‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫رأيت ما أثلج صدري يف بعض املواقع املهتمة ابأللعاب اإللكرتونية من‬
‫قيام مشرفيها والقائمني عليها مبنع نشر أي أخبار أو مقاالت تتحدث‬
‫أمر جيد وفيه تعاون‬ ‫عن بعض األلعاب املخالفة لشريعنا اإلسالمية وهذا ٌ‬
‫على الرب والتقوى ولعله يدخل يف قول املوىل عز وجل‪َ { :‬وال ُمؤِمنُو َن‬
‫ض َيمرو َن ِابلمعر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وف َويَن َهو َن َع ِن‬ ‫َُ‬ ‫ض ُهم أَوليَاء بَع ر َ ُ ُ‬
‫ات بَع ُ‬
‫َوال ُمؤمنَ ُ‬
‫ال ُمن َك ِر}‪ 1‬وإين على يقني أن شبابنا حني يستشعرون الغرض من هذا‬
‫الكتاب وأنه ما وضع إال لتحذير اآلابء وأولياء األمور من خماطر بعض‬
‫تلك األلعاب اإللكرتونية وتنبيههم إىل أمهية مراقبة األبناء ومعرفة نوعية‬
‫األلعاب اليت يقتنون‪ ،‬سوف يقومون بواجبهم هبذا اجلانب خاصة ما‬
‫يتعلق ببيان اخلفاي واألسرار يف بعض األلعاب اليت تقود على خمالفات‬
‫شرعية واليت ال ميكن ألولياء األمور إدراكها فاللعبة كما تعلم أخي‬
‫الشاب ليست كتاابً ميكن تصفحه ومعرفة حمتواه بل إن بعض األلعاب‬
‫رمبا يصعب على بعض املختصني يف اجلهات الرقابية معرفة املفاسد اليت‬
‫به ما مل تتعاون أنت وأمثالك وتضع يديك يف أيديهم وحني ميكن أن‬
‫نقول أبن ثغرة األلعاب اإللكرتونية اليت قد نؤتى منها قد سدها جمموعة‬
‫من الشباب الغيورين الذين مل حيل حبهم وعشقهم لتلك األنشطة من‬

‫‪ 1‬من اآلية(‪ )71‬سورة التوبة‪.‬‬


‫‪12‬‬
‫السعي إلصالحها وبيان الغث والسمني منها وفرز النافع املفيد عن‬
‫الضار الفاسد‪.‬‬
‫أما ابلنسبة هلذا الكتاب فقد كتبته بعد سنوات من املراقبة واملتابعة‬
‫والبحث والتدقيق ويعلم هللا أين كنت أمضي الوقت الطويل يف سبيل‬
‫الوصول إىل املعلومة الصحيحة حىت لو كانت صغرية وما يدعمها من‬
‫دراسات وحقائق ال لشيء إال إلثبات أن بعض تلك األلعاب ال متثل‬
‫خطراً على جمتمعنا املسلم فقط بل صارت خطراً يتهدد البشرية مجعاء وما‬
‫أوردته من دراسات معظمها أجري يف بلدان ال تدين ابإلسالم إال دليل‬
‫على استشعار املختصني يف تلك األصقاع على فداحة اخلطر الذي‬
‫يشكله بعض تلك األلعاب خاصة إن استمر بعضنا يف غفلته غري مدرك‬
‫وال أقول (غري ر‬
‫مبال) ابألضرار املتأتية من هذه الوسائل الرتفيهية‪.‬‬

‫‪13‬‬
14
‫مقدمة‬
‫ر‬
‫إبشكال خمتلفة ومتنوعة فبعد‬ ‫انتشرت يف العقدين األخريين وسائل الرتفيه‬
‫أن كان التلفاز واملذيع مها وسيلتا الرتفيه احلديثتني فقط ابإلضافة إىل‬
‫وسائل الرتفيه البدائية اليت كانت متارسها األجيال السابقة ابستثناء ما‬
‫يعرف بلعبة أاتري اليت كانت النواة تقريباً ملا يعرف اليوم ابأللعاب‬
‫اإللكرتونية اليت وصلت درجة شيوعها إىل أنك لن جتد منزالً واحداً تقريباً‬
‫يف بلد مثل اململكة العربية ال يقتىن أهلوه نوعاً من تلك األلعاب سواء‬
‫كانت جهاز (باليستيشن) ‪ playstation‬أو جهاز (يب إس يب)‬
‫‪ PSP1‬من شركة سوين الياابنية أو جهاز (إكس بوكس) ‪ Xbox‬من‬
‫شركة مايكروسوفت األمريكية أو جهاز (وي) ‪ Wii2‬أو (دي‬
‫إس) ‪ Nintendo DS3‬من شركة نينتيندو اليت تعود ملكيتها لعدة‬
‫ر‬
‫أشخاص من بلدان خمتلفة ومقرها الرئيسي الياابن‪ .‬هذه األجهزة وغريها‬
‫الكثري من الوسائل اليت تدعم ممارسة تلك األلعاب كأجهزة احلاسب‬

‫‪ PSP 1‬تعين بالي ستيشن حممول ‪Play Station Portable‬‬


‫‪ 2‬يف املاضي كان اسم منصة اللعب هذه ريفيلوشن ‪ Revolution‬ويف عام ‪2006‬م‬
‫قامت الشركة بتغيري اإلسم إىل وي ‪ Wii‬حبجة أنه أسهل وميكن نطقه يف أي مكان يف‬
‫العامل وهو ال يرمز ألي شيء سوى الثنني من الالعبني )‪ (ii‬جيلسان جبانب بعض ويلعبان‪.‬‬
‫‪ DS 3‬ترمز إىل جهاز املط ِور ‪Developer's System‬‬
‫‪15‬‬
‫اآليل وأجهزة اهلاتف اجلوال أبنواعها املختلفة وحىت األجهزة احلديثة اليت‬
‫تعد حالياً طفرة يف عامل احلاسوب كاآلي ابد ‪ IPAD‬اليت صارت تدعم‬
‫تلك األلعاب‪ ،‬مبعىن أنه بغض النظر سواء كان لدى العائلة منصات‬
‫فرد من منها صار عرضة لتلك األلعاب‬ ‫اللعب أو ليس لديها فإن كل ر‬
‫وإن اختلفت درجات التأثري والسلبيات املتأتية منها إال أهنا تتضامن يف‬
‫قدرهتا على إصابة مستخدميها ابإلدمان خاصة املراهقني‪ ،‬واستنزاف‬
‫بشكل كبري‪ ،‬ابإلضافة إىل آاثرها السلبية على احلالة الصحية‬‫ر‬ ‫اجليوب‬
‫والنفسية واالجتماعية ملستخدميها‪.‬‬

‫يب إس يب‬ ‫بالي ستيشن ‪3‬‬ ‫بالي ستيشن ‪2‬‬

‫إكس بوكس‬ ‫دي إس نينتيندو‬ ‫وي‬

‫‪16‬‬
‫وإلدراك خطورة وأمهية تلك األلعاب يف نفس الوقت جيدر بنا أن نلقي‬
‫نظرة ولو سريعة على مدى انتشارها يف أحناء العامل وحجم مبيعاهتا‪ ،‬حيث‬
‫أعلنت شركة مايكروسوفت أهنا استطاعت بيع أكثر من (‪ )40‬مليون‬
‫جهاز إكس بوكس يف مجيع أحناء العامل حىت هناية الربع األول من عام‬
‫‪2010‬م كما ارتفعت أرابحها للعام نفسه بنهاية شهر مارس إىل‬
‫(‪ ) 1.67‬مليار دوالر‪ ،‬ويف نفس الشهر أعلنت شركة سكوير إنكس‬
‫الناشرة للعبة اخليال النهائي ‪ final fantasy‬أهنا ابعت أكثر من‬
‫مخسة ماليني ونصف املليون نسخة يف أحناء العامل من اإلصدار الثالث‬
‫عشر لتلك اللعبة )‪ (final fantasy XIII‬يف ظرف أسبوع واحد‬
‫فقط حمققة أعلى مبيعات يف اتريخ األلعاب اإللكرتونية‪ .‬أما سوين فقد‬
‫ابعت حوايل (‪ )60‬مليون جهاز من بالي ستيشن‪ 3‬بنهاية الربع األول‬
‫من عام ‪2010‬م‪ ،‬بينما أتيت منصة نينتيندو وي يف املقدمة كأفضل‬
‫املبيعات على اإلطالق حيث ابعت أكثر من (‪ )70‬مليون جهاز بنهاية‬
‫نفس الفرتة يف كافة أرجاء العامل‪ .‬ومقابل هذه األرقام الضخمة من‬
‫املبيعات يف عامل األلعاب اإللكرتونية فإن هناك من يظن أبن نظرياهتا يف‬
‫احلواسيب اآللية شارفت على االنقراض بسبب انتشار منصات اللعب‬
‫وقوة الشركات الصانعة هلا‪ ،‬إال أن هذا االعتقاد تدحضه األرقام حيث‬

‫‪17‬‬
‫تشري اإلحصائيات إىل أن إمجايل مبيعات األلعاب اخلاصة ابحلواسيب‬
‫ارتفعت هي أيضاً لتصل إىل (‪ )13.1‬مليار دوالر بنهاية عام ‪2009‬م‪.‬‬
‫وأان حني أسوق هذ املعلومات فهو من قبيل االستشهاد حبجم مبيعات‬
‫تلك األجهزة وتلهف الناس على اقتناءها‪.1‬‬

‫ما تزال طفرة تلك األلعاب مستمرة وآخرها ما يسمى مبشروع اناتل‬
‫من مايكروسوفت الذي سيمكن الالعبني من التخلص من أجهزة‬
‫التحكم والتفاعل مع األلعاب من خالل حركات أجسادهم‪ ،‬وهي‬
‫ابملناسبة لن تكون تقنية موجهة لأللعاب بل حىت للتحكم بقنوات‬
‫التلفاز وتصفح اإلنرتنت وغريها‪.‬‬

‫‪ 1‬هذه اإلحصائيات منقولة من عدة مصادر أجنبية متفرقة‪.‬‬


‫‪18‬‬
‫وابلنسبة ملبيعات األلعاب اإللكرتونية يف اململكة فتشري دراسة بعنوان‬
‫مبيعات جتزئة األلعاب اإللكرتونية يف السعودية حىت ‪2013‬م‪ 1‬إىل أن‬
‫نسبة املبيعات ارتفعت حبدود ‪ %14‬وتشكل مبيعات األجهزة ومنصات‬
‫اللعب من حجم املبيعات ما يصل إىل ‪ %63.5‬وترتفع نسبة األلعاب‬
‫املقرصنة لتصل إىل ‪ %90‬من حجم السوق رغم اجلهود اليت تبذهلا‬
‫اجلهات املعنية للحد من االعتداء على امللكية الفكرية‪ ،‬وأان حني اذكر‬
‫تلك النسبة ليعلم القارئ الكرمي حجم املشكلة وأمهية بذل اجلهود للحد‬
‫من القرصنة يف سبيل ضبط وتقنني هذا امليدان‪ .‬وينظر إىل السوق‬
‫السعودي على أنه سوق قادم بقوة وال أدل على ذلك من قيام أحد‬
‫موزعي سوين يف اململكة ابفتتاح أول متجر متخصص ابلباليستيشن (عامل‬
‫الباليستيشن) يف شهر ذي القعدة ‪1430‬ه حضر افتتاحه انئب رئيس‬
‫شركة سوين األوروبية للحواسيب للتسويق و املبيعات روبريت فيسر‬
‫ورئيس سوين يف اخلليج السيد تيم ستوكس‪.‬‬
‫أما ابلنسبة لألسباب اليت جتعلين أكتب يف هذا املوضوع فهي كثرية ولكن‬
‫من أبرزها وأكثرها إاثرة يل أنه أثناء دراسيت لوسائل التقنية املختلفة سواء‬
‫اإلنرتنت‪ ،‬اهلواتف اجلوالة‪ ،‬الفضائيات‪ ،‬أو األلعاب اإللكرتونية كنت أركز‬

‫‪ 1‬نشر مقتطف من الدراسة بواسطة موقع ‪ www.businesswire.com‬بتاريخ ‪2010/5/7‬م‬


‫‪19‬‬
‫على اجلوانب اإلجيابية والسلبية لكل وسيلة من حيث أتثريها على الفكر‬
‫والعقيدة واألعراف والتقاليد وقد توصلت إىل أن لكل وسيلة من الوسائل‬
‫التقنية األربع جوانب إجيابية وأخرى سلبية ابستثناء األلعاب اإللكرتونية‬
‫حيث مل أعثر هلا على إجيابية واحدة ختدم الفكر والعقيدة‪ ،‬بل إين‬
‫وجدت أن هلا جوانب سلبية كثرية جداً ومتشعبة وهي أول ما سوف‬
‫أتطرق إليه يف هذا الكتاب؛ وذلك ألمهيته مث أتناول املوضوع الذي قد‬
‫يؤرق بعض األسر خاصة األمهات واملتمثل يف هل ابين مدمن لتلك‬
‫األلعاب أو كيف اعرف عن كان ابين مدمناً أم ال!‪ ،‬وبعد ذلك سوف‬
‫أحتدث عن األلعاب اإللكرتونية اليت ميكن ممارستها على اإلنرتنت‪ ،‬مث‬
‫أعرض لنماذج من تلك األلعاب وما حيويه بعضها من شرور ومفاسد‬
‫تتناىف مع معتقدان وأعرافنا وتقاليدان‪ ،‬وأختم هذا الكتاب حبول هللا‬
‫وتوفيقه ببعض احللول والتوصيات اليت أرى أمهية األخذ هبا لتحويل هذه‬
‫الوسيلة الرتفيهية إىل وسيلة بناء وتشييد وليس تسلية وترفيه بريء بدالً‬
‫من أن تكون معول هدم لألسرة واجملتمع املسلم‪ ،‬وحىت لبقية اجملتمعات‬
‫البشرية األخرى وهو ما سأوضحه يف ثناي هذا الكتاب إن شاء هللا‪،‬‬
‫راجياً منه العون والسداد وأن يكون ما كتبت خالصاً لوجهه الكرمي إنه‬
‫ويل ذلك والقادر عليه‪ ،‬وصلى هللا وسلم وابرك على نبينا حممد أزكى‬

‫‪20‬‬
‫الربية وأتقاها وأجلها وأبرها‪ ،‬وعلى آله وزوجه وصحبه ومن تبعهم‬
‫إبحسان على يوم الدين‪.‬‬

‫‪21‬‬
22
‫سلبيات األلعاب اإللكرتونية‬

‫قد خيفى على كث رري من األسر مع األسف الشديد األخطار الناجتة عن‬
‫ممارسة أطفاهلم لبعض األلعاب اإللكرتونية وهذه األخطار ال تتوقف على‬
‫جرمية دون أخرى بل هي متتد لتشمل كل اجلرائم واألفعال املستهجنة يف‬
‫خمتلف األعراف والتقاليد البشرية‪ ،‬كما أن سلبياهتا ال حصر وال تتوقف‬
‫شكل دون آخر بل متتد أيضاً لتشمل كافة جوانب احلياة ولعلي هنا‬ ‫على ر‬
‫أذكر بعضاً منها حماوالً اإلجياز ما استطعت وما توفيقي إال ابهلل‪:‬‬

‫‪ )1‬خماطر صحية تظهر على املمارس لتلك األلعاب‪ :‬حيث أظهرت‬


‫دراسة جديدة أن استخدام األطفال لأللعاب اإللكرتونية ألكثر من‬
‫ساعة يوميا يؤدى لزيدة خطر اإلصابة آبالم الرسغ و اإلصبع‪ .‬وتضمنت‬
‫الدراسة ‪ 171‬طفل ترتاوح أعمارهم من ‪ 7‬إيل ‪ 12‬عام‪ .‬وأظهرت النتائج‬
‫أن ‪ %50‬منهم ميارسون تلك األلعاب حوايل نصف ساعة يوميا أما‬
‫ثلثهم فيستخدموهنا لفرتات ترتاوح من ساعة إىل ساعتني يوميا‪ .1‬ولعلنا‬
‫هنا نتوقف على مسألة وقت االستخدام الذي يعد مقبوالً جداً ابلنسبة‬

‫‪ 1‬دراسة أجراها جمموعة من العلماء جبامعة نيويورك األمريكية‪ ،‬نقالً عن موقع جامعة أم القرى‬
‫‪http://uqu.edu.sa/amlbban/ar/69454‬‬
‫‪23‬‬
‫لتلك الفئة خاصة من يستخدمونه ملدة نصف ساعة ومع ذلك ما سلموا‬
‫من بعض العلل الصحية وهذا أظنه يعود إىل وضعية اجللوس اخلاطئة وهنا‬
‫جيب على اآلابء مالحظة ذلك وتدريب أبنائهم على وضعيات جلوس‬
‫صحية‪ ،‬أما ابلنسبة ملن لديهم أعراض إدمان وهو ما سأحتدث عنه يف‬
‫والصفحات التالية من الكتاب واليت تبدأ من ثالث ساعات ونصف‬
‫يومياً وقد متتد لتصل على ستة عشر ساعة يومياً فإن وضعية اجللوس‬
‫ليس هي املشكلة بل جيب أخذ من لوحظت عليه تلك األعراض إىل‬
‫اقرب عيادة نفسية ملعاجلته إن استعصى على األبوين ضبطه وتقنني‬
‫أوقات لعبه‪ .‬كما أظهرت النتائج ارتباط ممارسة تلك األلعاب ابإلصابة‬
‫آبالم الرسغ و اإلصبع و انه كلما طالت فرتة االستخدام كلما زاد األمل‬
‫خصوصا ابلنسبة لصغار السن‪ .‬ويعتقد العلماء أن األطفال الصغار أكثر‬
‫عرضة هلذه اآلالم الن عضالهتم و أواترهم مازالت يف طور النمو‪ .1‬كما‬
‫أظهرت إحدى الدراسات اليت أجريت من خالل تصوير أدمغة املراهقني‬
‫بواسطة أشعة الرنني املغناطيسي ‪ MRI‬وجود عالقة بني األلعاب‬
‫اإللكرتونية العنيفة وأمناط من أنشطة حمددة يف دماغ اإلنسان‪ ،‬حيث‬

‫‪ 1‬دراسة أجراها جمموعة من العلماء جبامعة نيويورك األمريكية دراسة أجراها جمموعة من العلماء جبامعة‬
‫نيويورك األمريكية‪( .‬مرجع سابق)‬
‫‪24‬‬
‫تفيد الدراسة أبن املراهقني الذين يتعرضون ملشاهد عنف ملدة ثالثني‬
‫دقيقة سواء كانت من خالل األلعاب اإللكرتونية أو مشاهد تلفزيونية أو‬
‫سينمائية‪ ،‬حيدث لديهم أمناط خمتلفة من األنشطة عن تلك اليت تظهر‬
‫لدى أقراهنم ممن ال يتعرضون ملشاهد العنف أو حىت يتعرضون هلا ولكن‬
‫ر‬
‫بشكل أقل‪ ،‬ويظهر هذا التفاوت يف منطقة من الدماغ تسمى بريفرونتال‬
‫كورتكس ‪( Prefrontal Cortex‬وهي منطقة من الدماغ مسئولة‬
‫عن ضبط النفس واملستوى األعلى من التفكري) حيث ينخفض مستوى‬
‫النشاط يف هذه املنطقة بعد التعرض ملشاهد العنف‪ ،‬لدرجة شبيهة‬
‫مبستوى النشاط يف نفس املنطقة لدى املراهقني ممن لديهم سوابق يف‬
‫السلوك اإلجرامي‪ ،‬ويف املقابل فإن منطقة أخرى من الدماغ تسمى‬
‫أميغداال ‪( Amygdala‬وهي املنطقة اليت تنشط أثناء شعور اإلنسان‬
‫ابلتهديد أو اخلوف) حيث اتضح زيدة يف نشاطها عند مشاهدة املراهق‬
‫أو ممارسته أللعاب العنف ملدة ثالثني دقيقة‪ ،‬مقارنة أبقراهنم الذين مل‬
‫ميارسوا أو يشاهدوا مناظر عنيفة‪ .1‬كما تذكر إحدى الصحف الربيطانية‬

‫‪ 1‬دراسة علمية بعنوان (التعرض ملشاهد العنف يف األلعاب اإللكرتونية حيدث على املدى‬
‫القصري تغريات يف الدارات الكهرابئية ملناطق من أدمغة املراهقني) قام هبا ينغ وانغ‬
‫‪ Yang Wang‬وآخرين من املتخصصني يف قسمي األشعة والطب النفسي من كلية‬
‫الطب يف جامعة إنديان يف الواليت املتحدة األمريكية ونشرت يف شهر يناير‪2009‬م يف‬
‫‪25‬‬
‫أن أحد املراهقني ويدعى لورينزو أماتو ‪ Lorenzo Amato‬قام‬
‫والده بنقله بصورة عاجلة إىل مستشفى (ليس) يف جنويب إيطاليا بعد‬
‫إصابته مبا شخص مبدئياً على أنه جلطة دماغية تسببت يف عدم قدرته‬
‫على النطق أو إدراك ما جيري حوله‪ ،‬مث اكتشف الحقاً أن ما أصابه كان‬
‫بسبب إمضائه فرتة طويلة من ممارسة األلعاب اإللكرتونية‪ ،‬ويذكر والد‬
‫الطفل أبن ابنه طلب منه فور مغادرته املستشفى أن يرمي جهاز‬
‫الباليستيشن بعيداً حيث يشعر حبالة من الرغبة يف التقيؤ مبجرد التفكري‬
‫يف اللعب كردة فعل عنيفة ملا أصابه من أضرار وتلفيات يف الدماغ‪ .1‬وقد‬
‫أثبتت البحوث العلمية لألطباء يف الياابن أن الومضات الضوئية املنبعثة‬
‫اندرا من الصرع‪ ،‬وأن األطفال أكثر‬
‫نوعا ً‬
‫من الفيديو والتلفاز تسبب ً‬
‫عرضة لإلصابة هبذا املرض فقد استقبل أحد املستشفيات الياابنية ‪700‬‬
‫طفل بعد مشاهدة أحد أفالم الرسوم املتحركة‪ ،‬وبعد دراسة مستمرة تبني‬
‫أن األضواء قد تسبب تشنجات ونوابت صرع فعلية لدى األشخاص‬

‫دورية (تصوير الدماغ والسلوك) العلمية اليت تنشر بواسطة سربنغر للنشر اإلعالمي والعلمي‬
‫يف نيويورك‪.‬‬
‫‪ 1‬صحيفة ديلي تلغراف الربيطانية نشر يف عددها الصادر بتاريخ ‪2008/11/22‬م‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫املصابني ابحلساسية جتاه الضوء والذين يشكلون ‪ %1‬من جمموع سكان‬
‫أي دولة‪.1‬‬
‫‪ )2‬تعويد األطفال على العنف‪ :‬وامليل إىل ممارسته واستخدامه كوسيلة‬
‫أساسية للتعاطي مع أي مشكلة تواجه املمارس لتلك األلعاب‪ ،‬وتشري‬
‫دراسة أمريكية‪ 2‬إىل أن ممارسة األطفال أللعاب الفيديو اليت تتسم‬
‫ابلعنف؛ جتعلهم عدوانيني بشكل أكرب‪ .‬وأظهرت نتائج البحث أن ذلك‬
‫الضرر النفسي ميكن أن يصيب حىت األطفال الذين ميارسون هذه‬
‫األلعاب بشكل عارض‪ .‬وترى الدراسة أن العنف يف األلعاب التفاعلية‬
‫ألعاب الكمبيوتر أكثر ضرراً من العنف الذي يعرضه التلفزيون‪ .‬فقد وجد‬
‫العلماء أن السلوك العدواين‪ ،‬واألفكار العدائية‪ ،‬وحدة الطبع وسرعة‬
‫االنفعال تتزايد بشدة لدى البنني والبنات يف أعقاب لعبهم ألعاابً عنيفة‪،‬‬

‫‪ 1‬أنظر مقالة لألستاذة فاطمة سعد الدين يف منتديت وزارة الرتبية ديسمرب ‪2008‬م‬
‫‪http://www.moeforum.net/vb1/showthread.php?t=229409‬‬
‫‪ 2‬دراسة قامت هبا الدكتورة كارين ديل‪ ،‬املتخصصة يف علم النفس بكلية لينوارراين‪ ،‬مشال‬
‫كارولينا‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫وأن ممارسة األلعاب اإللكرتونية العنيفة لفرتة طويلة من الوقت يدمر‬
‫اإلجنازات العلمية اليت حيققها األطفال‪.‬‬
‫وقد جاءت تلك الدراسة بعد مرور عام على حادثة إطالق النار والقتل‬
‫اليت شهدهتا مدرسة كولومباين الثانوية بوالية كلورادو ‪Columbine‬‬
‫‪ ،High School‬وراح ضحيتها ‪ 12‬طالباً ومعلماً ابإلضافة جلرح‬
‫‪ 24‬آخرين وهي املذحبة اليت لفتت االنتباه بشكل كبري للعنف الذي تعج‬
‫به األلعاب اإللكرتونية‪ ،‬حني قام املراهقان ديالن كليبولد ‪Dylan‬‬
‫‪ Klebold‬وإريك هاريس ‪ Eric Harris‬إبطالق النار يف‬
‫مدرستهما الثانوية فأسقطا ‪ 12‬قتيالً من زمالئهم ابإلضافة ألحد‬
‫املعلمني‪ ،‬وذلك قبل أن يقتال نفسيهما‪ .‬ويف تسجيل تركاه وراءمها‪ ،‬وصفا‬
‫عملية القتل اليت ارتكباها أبهنا ستكون مثل لعبة الفيديو دوم ‪Doom‬‬
‫احملببة إىل قلبيهما‪ .1‬ويقول أحد األطباء النفسانيني ويدعى جريالد بلوك‪:‬‬
‫أبن مرتكيب جرمية القتل كليبولد وهاريس كاان مولعني أبلعاب الكرتونية‬

‫‪ 1‬منقول بتصرف من جملة املعرفة العدد ‪.66‬‬

‫‪28‬‬
‫عنيفة مثل دوم وولفينشتاين ‪Doom & Wolfenstein 3D‬‬
‫واليت ميكن احلصول على نسخة منهما على اإلنرتنت ويشري أحد‬
‫املختصني ويدعى جريالد بلوك إىل أن احلماس والغضب الذي كان‬
‫ينتاهبما أثناء ممارسة تلك األلعاب العنيفة قاما بتفريغه على أرض الواقع‪.1‬‬
‫ويف استطالع أجرته إحدى الصحف السعودية اعرتف خالهلا ‪%96.5‬‬
‫من املشاركني واملشاركات يف التصويت‪ ،‬بقناعتهم الكاملة أبن االلعاب‬
‫االلكرتونية العنيفة اليت يشرتوهنا أبنفسهم طائعني الطفاهلم متثل خطراً‬
‫حقيقياً يتهدد اطفاهلم‪ ،‬ورأت نفس النسبة ان هذه االلعاب االلكرتونية‬
‫العنيفة هلا أتثري سليب على سلوك الطفل واملراهق وتكرس فيه امليل حنو‬
‫اجلرمية والسلوك العنيف ما يعترب يف احملصلة النهائية هتديداً حقيقياً ليس‬
‫على مستوى األفراد وحسب ولكنه يتمدد ليطال اجملتمع ككل‪ .2‬ويف‬
‫تقرير أعده موقع دنيا اإللكرتوين يشري فيه إىل أن نسبة كبرية من األلعاب‬
‫اإللكرتونية تعتمد على التسلية واالستمتاع بقتل اآلخرين وتدمري أمالكهم‬

‫‪ 1‬نقل اخلرب والصورة اخلاصة به من موقع ويكيبيدي النسخة اإلجنليزية ‪en.wikipedia.org‬‬

‫‪ 2‬استطالع للرأي أجرته صحيفة عكاظ مشل ‪ 1016‬مشارك من اجلنسني نشرت نتائجه يف عددها الصادر بتاريخ ‪1428/11/1‬ه ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫واالعتداء عليهم بدون وجه حق‪ ،‬وتعلم األطفال واملراهقني أساليب‬
‫ارتكاب اجلرمية وفنوهنا وحيلها وتنمي يف عقوهلم قدرات ومهارات آلتها‬
‫العنف والعدوان ونتيجتها اجلرمية وهذه القدرات مكتسبة من خالل‬
‫االعتياد على ممارسة تلك األلعاب‪ .‬حيث يقول الدكتور كليفورد هيل‬
‫املشرف العلمي يف اللجنة الربملانية الربيطانية لتقصي مشكلة األلعاب‬
‫اإللكرتونية يف بريطانيا‪ :‬لقد اغتصبت براءة أطفالنا أمام أعيننا ومبساعدتنا‬
‫بل وأبموالنا أيضاً‪ ،‬وحىت لو صودرت مجيع هذه األشرطة فإن األمر‬
‫سيكون متأخراً للغاية يف منع منو جيل ميارس أشد أنواع العنف تطرفاً يف‬
‫التاريخ املعاصر‪ .‬ويف دراسة يف كندا لثالثني ألف من هذه األلعاب‬
‫اإللكرتونية مت رصد اثنني وعشرين ألفاً منها تعتمد اعتماداً مباشراً على‬
‫فكرة اجلرمية والقتل والدماء‪ .‬وذكرت دراسة أمريكية حديثة أن ممارسة‬
‫األطفال أللعاب الكمبيوتر اليت تعتمد على العنف ميكن أن تزيد من‬
‫األفكار والسلوكيات العدوانية عندهم‪ .‬وأشارت الدراسة إىل أن هذه‬
‫األلعاب قد تكون أكثر ضرراً من أفالم العنف التلفزيونية أو السينمائية‬

‫‪30‬‬
‫ألهنا تتصف بصفة التفاعلية بينها وبني الطفل وتتطلب من الطفل أن‬
‫يتقمص الشخصية العدوانية ليلعبها وميارسها‪1.‬‬

‫‪http://www.alwatanvoice.com/arabic/content-44332.html‬‬ ‫‪ 1‬انظر موقع دنيا الوطن الفلسطيين‬

‫‪31‬‬
‫هذه بعض من مشاهد الرعب اليت يراها أطفالنا وهناك ما هو أشد من ذلك وليس من‬
‫املناسب نشره يف هذا الكتاب‪ ،‬وهذا ما يتعامل معه بعض أطفالنا ومراهقينا‪ ،‬وإن كانت تلك‬
‫الصور خميفة فعالً فما ابلكم حني يشاهدها الطفل مبفرده مع درجة عالية من الوضوح وأصوات‬
‫مرعبة تدعم الصورة وقد تصل ألن جتعل الطفل يتسمر يف مكانه دون حراك من شدة اخلوف‪.‬‬

‫ال تكتفي بعض األلعاب ابلقتل فقط بل تغرق يف ذلك حني تفسح اجملال لبطل اللعبة بتقطيع‬
‫اخلصم أبنواع خمتلفة من األسلحة وبطرق وأساليب متنوعة والصورة تغين عن احلديث‪ ،‬وقد‬
‫يالحظ املربون لدينا كثرة استخدام السكاكني واألسلحة احلادة من قبل بعض الطلبة الذين رمبا‬
‫يكون لتلك النوعية من األلعاب أتثريٌ كبريٌ يف تصرفاهتم وقد تكون متابعة تلك االلعاب وما‬
‫حتويه من مشاهد شبيه شارحاً ومفسراً لبعض السلوكيات املستحدثة اليت تفشت يف اآلونة‬
‫األخرية‪ .‬ولدي صور جلرائم حقيقية (انجتة عن حماكاة تلك املشاهد) اشد فضاعة من هذه‬
‫الصور‪ ،‬حني يقوم بعض املراهقني بتطبيق نفس املشاهد يف الصورة اليمىن‪ ،‬وأان هنا ال أابلغ ولو‬
‫كان املقام مناسب لنشرهتا ولكن من ابب احرتام مشاعر القارئ الكرمي اكتفي ابلتنويه عنها‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫هذه مشاهد أيضاً ميارس من خالهلا بطل اللعبة سرقة السيارات بعد قيامه بكسر الزجاج‪ .‬ويف‬
‫الصورة األخرى القيادة املتهورة وعملية الدهس الظاهرة يف الصورة دون أي مباالة حبياة‬

‫اآلخرين‪.‬‬

‫التعدي على رجال األمن من املشاهد املألوفة يف بعض األلعاب اإللكرتونية‪ ،‬ويف الصورة اليمين‬
‫يقتل بطل اللعبة أحد رجال األمن‪ ،‬بينما يف الصورة األخرى مشهد ينم عن عدم احرتام‬
‫للسلطات الرمسية يتم تطبيقه على أرض الواقع‪ ،‬وتعلمون أن مثل هذه املشاهد يستحيل أن‬
‫حتدث قبل عقدين من الزمن أما مع االنفتاح وغفلة بعض أولياء األمور وإدمان قلة من أبنائنا‬
‫على مشاهد تكرس لديهم عدم احرتام النظام فالنتيجة البد ن تكون ما نراه‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ولكن ما يدعو للطمأنينة أن النسبة العظمى من أطفال ومراهقي اململكة‬
‫أو دعين أقول يف حمافظة جدة حيث أجريت الدراسة ولعل ذلك يكون‬
‫مؤشر على حال بقية املدن واحملافظات حيث حلظت وجود عزوف عن‬
‫تلك األلعاب ابلنسبة لألطفال واملراهقني كما يظهر من الرسم البياين‬
‫التايل‪:‬‬
‫ألعاب كرة القدم ‪%33‬‬

‫ألعاب العنف والقتال ‪%6‬‬


‫ال يوجد جهاز ‪%3‬‬

‫يظهر أن كرة القدم حتظى ابلشعبية األوىل بني األلعاب اإللكرتونية األكثر‬
‫تفضيالً ابلنسبة لألطفال واملراهقني يف اململكة وحتديداً يف حمافظة جدة‬
‫بشكل مؤقت) حيث‬ ‫ر‬ ‫(مع مالحظة أن بعض املبحوثني يقيم هناك‬
‫جاءت ابملرتبة األوىل ‪ %33‬فيما ال حتظى ألعاب القتال والعنف سوى‬
‫على ‪ %6‬وهذا مؤشر جيد وإن كان ال يعين ابلضرورة أن البقية اليت متثل‬
‫‪ %94‬ال متارس ألعاب العنف والقتال‪ ،‬فقد يكون العكس ولكنها‬

‫‪34‬‬
‫ليست خياراً أوالً وهذا مهم يظهر لنا عدم إدمان الشرحية الكربى من‬
‫األطفال واملراهقني على تلك النوعية من االلعاب العنيفة‪ ،‬ومن جهة اثنية‬
‫قد نالحظ أن ألعاب العنف حتتل مرتبة متأخرة يف اململكة على الرغم من‬
‫أهنا حتقق مبيعات عالية جداً يف مجيع أحناء العامل ومن ذلك ما أعلنته‬
‫شركة مايكروسوفت حول لعبتها حروب هالو ‪ Halo Wars‬اليت قام‬
‫أكثر من مليوين مستخدم بتنزيلها من اإلنرتنت يف اخلمسة أيم األوىل من‬
‫إطالق اللعبة‪ ،1‬وهذا رمبا يعزز مسألة أمهية التحقق من مستخدمي‬
‫األلعاب اإللكرتونية الذين تتجاوز أعمارهم الثامنة عشر‪ ،‬حيث أن‬
‫دراسيت هنا مسلطة على األطفال واملراهقني بني إحدى عشر سنة ومثانية‬
‫عشر سنة‪ .‬ولعلي ال أغفل مؤشر أخر على أمهية مسالة األلعاب‬
‫اإللكرتونية وإمكانية إحداثها تغيريات جذرية يف جمتمعاتنا وثقافتنا وحىت‬
‫معتقدان‪ ،‬حيث تالحظ الدراسة أن ‪ %3‬فقط ممن مشلهم البحث ليس‬
‫لديهم جهاز ألعاب الكرتونية‪.‬‬
‫ويذكر الدكتور أمحد اجملدوب‪ ،‬مستشار املركز القومي للبحوث‬
‫االجتماعية ابلقاهرة‪ :‬أبن هذه األلعاب تصنع طفالً عني ًفا؛ بسبب‬

‫الرابط التايل‪http://en.wikipedia.org/wiki/Halo_wars :‬‬ ‫‪ 1‬انظر‬

‫‪35‬‬
‫احتوائها على مشاهد عنف ال تنفك عن عقل الطفل‪ ،‬ويبقى أسلوب‬
‫تصرفه يف مواجهة املشاكل اليت تصادفه يغلب عليه العنف‪.1‬‬
‫وكشفت دراسة أملانية نشرهتا دورية جيو فيسن الشهرية أن ألعاب العنف‬
‫اإللكرتونية هي أكرب عامل الجنراف الشباب حنو اجلرمية‪ ،‬ورغم أن‬
‫الباحثني وجدوا أتثريا كبريا للفقر وسوء الرتبية وسوء العالقة بني األبناء‬
‫واآلابء والوسط السيئ على فرص االجنراف للعنف فإهنم رصدوا أمهية‬
‫أكرب أللعاب العنف على الكمبيوتر واكتشفوا أن خطورة هذه األلعاب‬
‫تفوق مشاهدة أفالم العنف والرعب يف التلفزيون‪ ،‬وأهنا متثل السبب‬
‫األكرب الرتكاب اجلنح الصغرية مثل ضرب اآلخرين والتخريب والسخرية‬
‫من األقران والسطو على ماكينة البيع اآليل يف الشوارع‪.2‬‬
‫واملخيف حقاً أن مشاهد العنف ال تقف عند حد فمنتجو تلك األلعاب‬
‫ال يكتفون بتقدمي مشاهد الدماء فقط لألطفال وال ابلرؤوس البشرية وهي‬
‫تتساقط من األجساد بل يغرقون أكثر يف هذا املستنقع حني يقدمون‬
‫مشاهد لصراع بني رجلني ينتهي بسحب قلب اخلصم من أحشائه ورفعه‬

‫‪http://www.islammemo.cc/2005/03/14/4130.html‬‬ ‫‪ 1‬موقع مفكرة اإلسالم‬

‫‪ 2‬انظر جملة االتصاالت والعامل الرقمي بتاريخ ‪1429/6/4‬ه العدد ‪.259‬‬

‫‪36‬‬
‫يف اهلواء وهو ينبض‪ ،‬إعالان للنصر‪ ،‬وأخرى تنتهي بسحب النخاع‬
‫الشوكي مع مججمة اخلصم‪.‬‬
‫‪ )3‬العزلة االجتماعية وامليل إىل االنطوائية‪ :‬حبيث يصري الشاب أو‬
‫املراهق أسرياً لتلك األلعاب لدرجة قد تصل إىل عدم مغادرته غرفته اليت‬
‫أصبحت البيئة األكثر قدرة على احتوائه أو من املمكن أن أقول البيئة‬
‫الوحيدة اليت يرى مدمن األلعاب اإللكرتونية أهنا قادرة على فهمه وتلبية‬
‫رغباته وإفراغ طاقاته‪ ،‬وهبذا اخلصوص يذكر الدكتور منصور بن عسكر‪،‬‬
‫استاذ علم االجتماع‪ :‬أبن الدراسات واألحباث ختلص إىل أن األلعاب‬
‫اإللكرتونية أحدثت لدى الشباب ولعاً وإعجاابً بشخصيات خيالية‬
‫اضطرهتم ألن حيملوا صورهم يف مالبسم وأن يعلقواها يف غرف النوم وهذا‬
‫قاد إىل إحداث مصطلحاً جديداً اطلق عليه بعض الباحثني (ثقافة‬
‫الغرفة) ويقصد به أن غرف النوم لدى الشباب اصبحت حتمل معاين‬
‫ثقافية غري ما اعتاد عليها آابؤهم وأمهاهتم حيث توجد يف الغرف أشكال‬
‫وصور لرموز خيالية أو حقيقية من بالد شىت من الياابن وأورواب وأمريكا‬
‫وغريهم تتجمع هذه الصور يف غرفة واحدة فيصبح وميسي األبناء على‬
‫مشاهدة صور هؤالء الرموز فيضطرهم لتقمص حركات وهيئة هذه‬

‫‪37‬‬
‫الرموز‪ .1‬كما أشارت دراسة قام هبا الطبيب النفساين ديفد غرينفيلد‬
‫مشلت مثانية عشر ألف شخص إىل أن مدمين األلعاب اإللكرتونية‬
‫يشعرون ابلعزلة واالنفصال عن البيئة احمليطة هبم‪ ،‬وال يعود الواحد منهم‬
‫واعياً ابلزمان أو ابملكان‪ ،‬حيث يصبح جزءاً من عامل اللعبة‪ ،‬بل ويشعر‬
‫أنه جيسد شخصية خارقة غري موجوده على أرض الواقع وهذا مؤشر‬
‫خطري‪.2‬‬

‫‪ )4‬أتثريها السليب على حياة الشخص العملية والدراسية‪ :‬حبيث‬


‫ينهمك بعض ممارسي األلعاب اإللكرتونية ومدمين وسائل التقنية بشكل‬
‫عام سواء اإلنرتنت وحىت اهلواتف اجلوالة كالبالك بريي وأيضاً القنوات‬
‫الفضائية‪ ،‬وتصبح تلك الوسيلة شغلهم الشاغل وال يشعرون ابلسعادة إال‬
‫حني يستخدموهنا‪ ،‬بل إن بعضهم قد يشعر بنوع من احلزن بسبب مضي‬
‫الوقت واقرتاب إيقاف ممارسته لتلك الوسيلة التقنية‪ ،‬وابملقابل فإنه يشعر‬

‫‪ 1‬من تقرير صحفي لسلمان السلمان نشرته صحيفة الريض بعنوان ‪ 15019‬األلعاب اإللكرتونية تنتج "ثقافة الغرفة" لدى األحداث يف‬

‫عددها ‪13212‬شارك يف اإلجابة على تساؤالت احملرر الدكتور منصور بن عبد الرمحن بن عسكر أستاذ علم االجتماع املساعد جبامعة‬

‫اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 2‬استطالع للراي قام به الدكتور ديفد غرينفيلد ‪ David Greenfield‬مؤسس مركز إدمان اإلنرتنت والتقنية يف وست هارتفورد‬

‫(الواليت املتحدة) مشل مثانية عشر ألف شخص اتضح أن ما نسبته (‪ )5.9%‬يعانون من أعراض اإلدمان‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫بنوع من النشوة حني يدخل املنزل أو يستيقظ من النوم ويعلم أنه لن‬
‫يكون هناك ما يشغله عن ممارسة هوايته املفضلة‪ ،‬وسيشعر بنوع من‬
‫العصبية إن حاول أحدهم تكليفه أبي شيء أثناء فرتة املمارسة وقد يصل‬
‫هذا حلد أتخره عن عمله أو تغيبه أحياانً ابإلضافة إىل إمهال واجباته‬
‫املدرسة أو التأخر يف النوم لدرجة ال متكنه من استيعاب ما يقال أثناء‬
‫بقاءه يف الفصل‪ .‬وحسب الدراسة اليت أعدها الربوفيسور فرينر هوبف‬
‫الباحث يف علم النفس واليت مشلت ‪ 653‬تلميذاً‪ ،‬فإن مشاهدة املواد‬
‫اإللكرتونية املتعلقة ابلعنف تؤثر سلباً على درجات هؤالء التالميذ يف‬
‫اللغة األملانية واللغة اإلجنليزية‪ .‬ويذكر هوبف إىل أن دراسة أمريكية أخرى‬
‫مشاهبة أعدها الربوفيسور سور كريج أندرسون جبامعة والية أيوا عام‬
‫‪2007‬م أكدت النتيجة اليت توصلت إليها هذه الدراسة‪.1‬‬

‫‪ )5‬عدم إدراك اآلابء ب ٍ‬


‫شكل خاص وأولياء األمور بشكل عام ما‬
‫حتمله بعض تلك االلعاب من سلبيات‪ :‬وما يفاقم املشكلة أن اآلابء هم‬
‫من يشرتي تلك األلعاب أو مينحون األموال لشرائها‪ ،‬واألكثر إيالماً أن‬
‫األب واألم حني يرون أبنائهم ميضون الساعات الطوال يف غرفهم‬

‫‪ 1‬انظر جملة االتصاالت والعامل الرقمي بتاريخ ‪1429/6/4‬ه (مرجع سابق)‬

‫‪39‬‬
‫متسمرين أمام تلك األلعاب خياجلهم شعور ابلسعادة رمبا جتاوز شعور‬
‫بعض اآلابء ممن تفوق أبنائهم هناية السنة الدراسية فهم وبسبب قلة‬
‫الوعي يظنون أن ابنهم أمام أنظارهم وبعيداً عن أصدقاء السوء‪ ،‬وما‬
‫علموا أنه لو خرج (البعض منهم) إىل الشارع وغاب عن األنظار مع أبناء‬
‫اجلريان لرمبا كان أكثر أماانً وأقل ضرراً من اجللوس أمام تلك األلعاب وما‬
‫يف (بعضها) من شرور ومفاسد (وأان هنا ال أعمم) يف حال كان هناك‬
‫إدراك وحسن تربية نتج عنه شعور ابملسئولية وفوق ذلك كله توفيق‬
‫وهداية من الباري عز وجل‪ ،‬كما أن االبن أو البنت حني يكون مبفرده يف‬
‫الغرفة فهو ليس ابلضرورة ساملاً من األقران فاألنواع احلديثة من منصات‬
‫اللعب سواء (اإلكس بوكس) أو (الباليستيشن) أو (الوي) وحىت (الدي‬
‫سي) و(اليب إس يب) كلها تتيح ملقتنيها الدخول على اإلنرتنت والتواصل‬
‫ر‬
‫حسيب‬ ‫مع العبني آخرين من خمتلف أقطار العامل واحلديث معهم دون‬
‫أو رقيب وسوف َييت احلديث عن ذلك يف ر‬
‫جزء الحق من الكتابة حني‬
‫اتكلم عن األلعاب اإللكرتونية على اإلنرتنت‪ .‬ويذكر الدكتور فهد‬
‫اخلرجيي‪ :1‬أبن املشكلة يف هذا النوع من الرتفيه أو كما يسميه (اإلرهاب)‬
‫أنه يكمن يف منازلنا دون أن نشعر به‪ ،‬ويعبث بعقول أطفالنا‪ ،‬وهو‬

‫‪ 1‬الدكتور فهد بن عبدالعزيز اخلرجيي‪ ،‬رئيس قسم اإلعالم يف جامعة امللك سعود املتخصص‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫كذلك أسلوب يقوم على الرتبية طويلة املدى للناشئة دون وعي الوالدين‬
‫أو السلطات األمنية‪.‬‬

‫وما يؤسف له أن كثرياً من أولياء األمور خاصة األبوين ال يعلمون نوعية‬


‫األلعاب اليت يفضلها أبنائهم خاصة املراهقني منهم وهذا ما "تظهره"‬
‫(كمؤشر) دراسة ميدانية أجريتها يف حمافظة جدة مشلت مئة أسرة كل‬
‫واحدة منها تتألف من أحد الوالدين وأحد األبناء أو البنات ممن يدرسون‬
‫يف إحدى املرحلتني املتوسطة أو الثانوية حيث كان لدي استبانة موجهة‬
‫إىل (االبن‪/‬البنت) وأخرى شبيهة هبا موجهة إىل (األب‪/‬األم) حبيث كنت‬
‫أخذ كل و ر‬
‫احد منهما على حدة وأطلب منه تعبئة االستبانة اليت كانت‬
‫أسئلتها تطرح بنظام املقابلة أيضاً حبيث أحصل على اإلجابة الدقيقة‬
‫وأضمن يف نفس الوقت أن الوالد ال ميكنه معرفة إجاابت ابنه أو‬
‫االستفادة منها‪.‬‬
‫وقد جاءت النتائج مثلما كنت متوقعاً حيث اتضح أن معظم اآلابء‬
‫واألمهات ال يعرفون الكثري عن أبنائهم وال عن ما يفعلون داخل منازهلم‬
‫فال نوعية القنوات التلفزيونية اليت يشاهدها األبناء معلومة لكث رري من‬
‫اآلابء وال مواقع اإلنرتنت اليت يتم تصفحها ونفس الشيء ينطبق على‬
‫اهلواتف اجلوالة واأللعاب اإللكرتونية أما أكثر ما أسفت له فهو ما يتعلق‬
‫‪41‬‬
‫ابإلجابة على السؤال الثامن املوجه إىل اآلابء املتعلق‪ :‬هبل هناك قنوات‬
‫موجهة لألطفال هتدف إىل التأثري سلباً على قيمهم وثقافتهم اإلسالمية‬
‫والعربية‪ ،‬حيث جاءت النتائج كما يلي‪:‬‬
‫حيث يرى ‪ %53‬من اآلابء (أب‪ ،‬أم) ممن يشاهد أبنائهم قناة اإلم يب‬
‫سي الثالثة (املوجة لألطفال واملراهقني) واليت تستأثر ب ‪ %72‬من‬
‫األطفال واملراهقني حمل البحث‪ ،‬أهنم شاهدوا أو مسعوا عن ما يدل على‬
‫خطر تلك القناة على القيم اإلسالمية والعربية وهو ما ميثل ‪ %33‬من‬
‫املبحوثني بينما يرى ‪ %18‬منهم عدم وجود قنوات تشكل خطراً على‬
‫القيم اإلسالمية وهو ما ميثل ‪ %11‬من املبحوثني مقابل ‪ %29‬منهم‬
‫قالوا أبهنم ال يعلمون أو غري متأكدين من وجود اخلطر ومع ذلك فإم يب‬
‫سي الثالثة هي القناة املفضلة ألبنائهم وهو ما ميثل ‪ %18‬من املبحوثني‪،‬‬
‫علماً أن نسبة من يشاهدون قناة اإلم يب سي الثالثة تصل إىل ‪ %72‬من‬
‫املبحوثني‪ ،‬وابملقابل فإن نسبة اآلابء ممن يرون خطر اإلم يب سي على‬
‫القيم اإلسالمية ألطفاهلم تشكل ‪ %49‬من إمجايل املبحوثني‪.‬‬
‫‪ ) 6‬األاننية والذاتية املفرطة‪ :‬وهي واحدة أراها من أسوأ سلبيات اإلدمان‬
‫على ممارسة األلعاب اإللكرتونية حبيث ميكن للممارس أن يفعل أي‬
‫شيء يف سبيل احلصول على ما يريد خاصة فيما يتعلق إبشباع رغباته يف‬

‫‪42‬‬
‫ممارسة اللعب أو احلصول على نوع حمدد من األلعاب خاصة تلك اليت‬
‫ميارسها مع أقرانه خارج املنزل‪ ،‬وقد يصل به األمر إىل استخدام العنف‬
‫من أجل احلصول على ما يريد وحىت لو أدى ذلك العنف إىل إراقة‬
‫الدماء وإزهاق األرواح أحياانً بغض النظر عن الضحية كما حصل مع‬
‫أحد املراهقني ويدعى دانيال برتك ‪ Daniel Petric‬والذي يبلغ من‬
‫العمر ‪ 17‬عاماً‪ ،‬حيث كان غاضباً جداً بسبب عدم مساح والده له‬
‫ابللعب بلعبه ‪ Halo3‬وهي لعبة مليئة ابلعنف والدماء حسب تصنيف‬
‫موقع )‪ (ESRB‬وحني اشرتاها دون رضا والديه قام والده أبخذها منه‬
‫عنوة وإخفائها يف خزانة موضوعة يف غرفة النوم‪ ،‬إال أن برتك سرق مفتاح‬
‫اخلزنة وأخذ شريط اللعبة وعثر جبانبها على مسدس والده من نوع (‪9‬م)‪،‬‬
‫ويروي والده مارك ما حدث فيقول‪ :‬كنت أان ووالدته يف الغرفة ودخل‬
‫علينا دانيال الذي كان يبلغ من العمر ذلك الوقت ‪ 16‬عاماً وقال ‪:‬‬
‫لدي مفاجئه لكم‪ ،‬هل لكم أن تغمضوا أعينكم‪ .‬يقول مارك أنه توقع أن‬
‫تكون مفاجئه سارة هلم‪ ،‬والشيء الذي أتذكره أنه قام إبطالق النار حنوي‬
‫وابلتحديد على رأسي‪ ،‬مث أطلق النار على والدته سوزان ‪ 43‬سنه اليت‬
‫ماتت فوراً‪ ،‬مث قام دانيال بوضع املسدس يف يدي وقال ‪ :‬ي أيب ‪ ،‬هاهي‬
‫مسدسك‪ ،‬خذها ‪ .‬ويبكي مارك ويروي عن كيف أنه متكن من البقاء‬

‫‪43‬‬
‫حياً ويقول ‪ :‬جاءت ابنيت وزوجها إىل املنزل ملشاهده إحدى املباريت‬
‫الريضية‪ ،‬وقد مسعت ابين خيربهم بعدم الدخول بقوله‪ :‬ال ميكنكم‬
‫الدخول ألن أمي وأيب لديهم خالف كبري فيما بينهم‪.‬‬

‫والد برتك أثناء إدالءه بشهادته يف احملكمة‪ ،‬مث مطالبته بتخفيف‬


‫احلكم ابلسجن (‪ )23‬عاماً الصادر حبق ابنه‪ ،‬حبجة أن حياة ابنه‬
‫بعد السجن ستكون أفضل‪ ،‬فهل ينتظر بعضنا أن يصري أحد أبنائه‬
‫يف مثل ذاك املوقف ال مسح هللا‪ ،‬إذاً فكل ما علينا مزيداً من املراقبة‬
‫والضبط والتقنني‪.‬‬
‫ويقول القاضي جيمس بريغ املعني للنظر يف القضية أبن هوس برتك بتلك‬
‫اللعبة رمبا حال بينه وبني أن يتصور أو أن يستشعر ما يقوم به‪ ،‬ويف نفس‬

‫‪44‬‬
‫الوقت رفض التماس حمامي الدفاع ابعتبار حالة موكلة نوع من اجلنون‪،‬‬
‫على الرغم من يقني القاضي أبن اجلاين ال يدرك أن عملية القتل تلك‬
‫سوف تقضي على حياة والديه لألبد‪ .‬كما يشري احملامي جيمس كريسي‬
‫أبن ابترك بعد ارتكابه اجلرمية مل َيخذ معه أي شيء سوى شريط لعبة‬
‫هالو ‪ 3‬الذي كان السبب يف حدوث جرمية القتل‪ .1‬وجيدر بنا هنا أن‬
‫نتوقف لنرى حجم الفكر اإلجرامي ومدى تغلغله يف عقل ذلك الصيب‬
‫الذي مل يتجاوز السادسة عشر من عمره ومع ذلك قام مبجموعة من‬
‫األفعال اإلجرامية‬
‫‪ .1‬قتل أبويه‪.‬‬
‫‪ .2‬حماولة إيهام احملققني أبن احلادثة انتحار وليست قتل‪.‬‬
‫‪ .3‬رابطة اجلأش وبرود األعصاب حني حتدث مع شقيقته وطلب‬
‫منها عدم الدخول حبجة وجود خالف بني والديه‪.‬‬
‫‪ .4‬األاننية املفرطة وهي مدار حديثي هنا حيث مل يفكر ذلك املراهق‬
‫سوى بنفسه ويف كيفية حتقيق ما يريد بغض النظر عن الوسيلة لتحقيق‬
‫ذلك وال النتائج املرتتبة على فعلته‪.‬‬

‫‪ 1‬هذه احلادثة وقعت يف بلدة برايتون يف والية أوهايو األمريكية نشرهتا موقع كليفالند بتاريخ ‪2008/12/15‬م‬

‫‪45‬‬
‫ومن املهم أن أشدد هنا وأعيد أمراً أراه يف غاية األمهية وال مانع من‬
‫تكراره من ابب التأكيد عليه وحتليل شخصي مين‪ ،‬حيث يظهر يل أن‬
‫ممارسة تلك األلعاب بشكل يومي وإدماهنا ورمبا كان ذلك منذ سنوات‬
‫مبكرة أيضا أوصل هذا املراهق إىل مرحلة تقمص شخصية أحد أبطال‬
‫تلك األلعاب ومارس ما كان يشاهده طوال تلك الفرتة من عمليات قتل‬
‫وإراقة للدماء‪ ،‬واألخطر من ذلك كله أنه استطاع أن يعيش نفس املشاعر‬
‫اليت كان يعيشها أثناء عمليات القتل حيث خطط هبدوء وتفنن يف عملية‬
‫القتل وحىت حني كان يشاهد أبويه يغرقان بدمائهما مل يؤثر فيه كل ذلك‬
‫بل كان يفكر يف الكيفية اليت تعينه على تربئة ساحته‪ .‬وإن كان هذا‬
‫حيدث ملثل هذا الشاب وغريه كثري فكيف ال أنخذ بعني االعتبار مسألة‬
‫أن أبنائنا ممن ميارسون تلك األلعاب بال رقيب وال حسيب قد ينزلقون يف‬
‫نفس املنزلق أو على األقل قد يتبنون العنف كوسيلة رئيسية يف حل‬
‫مشاكلهم وتصفية حساابهتم مع أقراهنم سواء يف املنزل أو املدرسة أو‬
‫احلي‪ ،‬واألسوأ من ذلك أن هؤالء الشباب رمبا رأوا يف الشخصيات اليت‬
‫تبنت سياسة العنف واختذت من اإلرهاب وسيلة إلمساع نعيقها أبطاالً‬
‫يستحقون أن حيتذى هبم وابلتأكيد أن املنتمني للفئات الضالة لن يتورعوا‬
‫ولن يرتددوا حلظة عن جتنيد أولئك األغرار واستخدامهم كوقود يف‬

‫‪46‬‬
‫عملياهتم اإلرهابية‪ .‬وحىت لو سلمنا وقلنا أبن كل هذا الكالم مبالغ به‬
‫على الرغم من أنه مستند على حقائق وشواهد مثبتة فإين على يقني أبن‬
‫الفئات الضالة ستنتفع من أولئك املراهقني املمارسني أللعاب الفيديو‬
‫العنيفة على األقل بكسب تعاطفهم ومعاداة كل من يسعى إىل حماربتهم‬
‫ومكافحة إرهاهبم وابلطبع على رأس أولئك والة األمر‪ ،‬والعلماء الرابنيني‪،‬‬
‫ورجال األمن‪ ،‬وحىت أولئك املخلصني من منسويب اجلامعات والسلك‬
‫التعليمي الذين أمضوا الساعات يف البحث والتوعية من خطر تلك الفئة‬
‫الباغية‪.‬‬

‫‪ )7‬تعليم الناشئة احتقار األعراف والتقاليد واألنظمة ومن ميثلها‪:‬‬


‫فكل ما َيمر به الدين وحيث عليه البد أن جتد يف تلك االلعاب ما خيلفه‬
‫بدءاً من السرقة والقتل والتفحيط ومعاقرة املسكر كل تلك يتعلمها بعض‬
‫أبنائها ويتعاطون معها على أهنا إجيابيات يف اللعبة وتكسب لفعلها‬
‫النقاط بل إن بعض تلك األلعاب ال تكتفي بذلك بل تدرب ممارسيها‬
‫ومعظمهم من األطفال واملراهقني على الكيفية اليت من خالهلا يصبح‬
‫مروجاً للمخدرات واخلمور أو أهالً ألن يدير حمل قوادة (اكرمكم هللا)‬
‫ولكنها احلقيقة وخمالفة املعتقد واألعراف والتقاليد وانتهاك حرمتها مل‬
‫تكون هاجسنا واحدان بل إهنا أمهت آخرين ينتمون لثقافات خمتلفة عنا‬
‫‪47‬‬
‫وال تبايل مبسائل وأمور دينية نراها أساسية ومع ذلك حني الحظ‬
‫املختصون لديهم ما تشتمل عليه تلك األلعاب انشغلوا مبتابعتها وبيان ما‬
‫ختفيه من مفاسد قبل أن تفتك ابجملتمع أبسره وكما قلت فخطرها‬
‫وضررها ليس حكراً على الدين فقط‪ ،‬وهذا الدكتور سال سيفر يذكر‬
‫(على سبيل املثال فقط)‪ :‬أن لعبة )‪ (first shooter‬األكثر قتالً أو‬
‫السفاح رقم واحد تزيد رصيد الالعب من النقاط كلما تزايد عدد قتاله؛‬
‫وهنا يتعلم الطفل اثنية أن القتل شيء مقبول وممتع‪ .‬فالطفل يف هذه‬
‫اللعبة يشارك يف العنف ابلقتل والضرب والتخريب والسحق واخلطف‬
‫وحنو ذلك‪ ،‬ورمبا كان ذلك مبسدس يف يده فتكون مبثابة تدريب‬
‫طفل أمضى ليس‬‫شخصي فردي له‪ .1‬كيف ابهلل تظنون أو ترجون يف ر‬
‫ساعات وال أيم‪ ،‬بل سنني من عمره يتدرب كل يوم (وإبخالص) على‬
‫مثل تلك القيم وكيف ستكون املخرجات‪ ،‬وأذكر أنين قرأت يف شهر ربيع‬
‫الثاين من عام ‪1431‬هأ خرباً حول جرمية اعتداء ابلسكاكني على أحد‬
‫املراهقني من قبل مخسة من رفاقه يف إحدى حمافظات اململكة ومن يقرأ‬
‫احلادثة ال ميكن له أن يفسرها إال حني يربط بينها وبني ألعاب العنف‬
‫املوجودة يف بعض األلعاب اإللكرتونية فهي تشتمل على مجيع العناصر‬

‫‪ 1‬د‪ .‬سال سيفر‪ ،‬كيف تكون قدوة حسنة ألبنائك‪ ،‬ترمجته إىل العربية ونشرته مكتبة جرير‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫اليت عادة ما تتوفر يف جرائم املراهقني اليت تشربوا العنف من تلك األلعاب‬
‫فالتخطيط والرتبص ابلضحية‪ ،‬مث إهنم اعتدوا عليه ابلسكاكني وكل و ر‬
‫احد‬
‫منهم انل منه وهذا دليل على أمرين األول الربود والالمباالة ابستعطاف‬
‫الضحية واستجدائه وال اخلوف والتقهقر حني شاهدوا الدماء‪ ،‬واألمر‬
‫األخر وجود الرغبة لدى أولئك املراهقني اجلناة يف جتريب وممارسة ما‬
‫تعلموه وما كان يقوم به األبطال يف تلك األلعاب وجتريبه على أرض‬
‫الواقع وهذه فرصة ابلنسبة للمراهق ال يريد أن يفوهتا غري ر‬
‫مبال أن طعنته‬
‫للضحية قد تودي حبياته كما أنه ال يلتفت إىل ما تعلمه من يف املدرسة‬
‫والبيت واملسجد من حرمة دم املسلم وأمهية التواد والرتاحم بني املسلمني؛‬
‫فتلك األلعاب وإدماهنا نسفت مجيع القيم السابقة‪.‬‬

‫كما أن الالمباالة واالحتقار واالزدراء وغريها ممن يف حكمها من‬


‫املفردات ال تتوقف على األنظمة والقوانني واألعراف واملعتقد بل تتجاوزه‬
‫إىل األشخاص والرموز ومن ميثلون السلطة‪ ،‬فمثلما حتتقرهم بعض تلك‬
‫األلعاب فإن املمارس أو املدمن يتشرب هذا النهج ويسعى لتطبيقه على‬
‫أرض الواقع‪ ،‬ويكفي أن نقول أبن تلك األلعاب حترض الشباب‬
‫واملراهقني وحىت األطفال على استخدام العنف وقتل رجال األمن حيث‬
‫تقدم بعض األلعاب اإللكرتونية دروساً جمانية يف كيفية قتلهم أو‬
‫‪49‬‬
‫اختطافهم ابإلضافة إىل االعتداء عليهم واالستيالء على سياراهتم‪ .‬ويذكر‬
‫الدكتور اخلرجيي أنه سأل بعض األطفال عن أهم ما يف بعض األلعاب‬
‫فقالوا أحسن شيء أن تعذب الشرطي‪ ،‬وهنا يتعلم األطفال كيفية قتل‬
‫رجال الشرطة واالستهانة هبم‪ ،‬وضرهبم ضرابً مربحاً حىت القتل ابلعصا أو‬
‫ابلرفس واللكم‪ ،‬إضافة إىل التدرب على االغتيال أبشكاله كافة حىت‬
‫للعجائز واألطفال واألبريء‪.‬‬

‫‪ )8‬عدم إدراك وسائل الرقابة املختلفة ما متثله بعض تلك األلعاب‬


‫املختلفة من أخطار على الفرد واجملتمع‪ :‬فعلى الرغم من قيام جهاتنا‬
‫املختصة بوضع ضوابط وأنظمة صارمة لكث رري من الوسائل اإلعالمية‬
‫ومنعها نشر ما خيل ابآلداب وخيدش احلياء وما يتعرض مع تعاليم ديننا‬
‫حد ال أبس به) وبذهلا جهوداً مضنية يف سبيل تصفية مواقع‬ ‫احلنيف (إىل ر‬
‫اإلنرتنت وحجب غري املتوافق مع أنظمة البلد املستندة أساساً على الشرع‬
‫اإلسالمي املطهر‪ ،‬إال أن ما يتعلق ابأللعاب اإللكرتونية وما ميثله بعضها‬
‫من خطر ملا حتويه من مفاسد ما يزال بعد مل َيخذ النصيب الكايف على‬
‫الرغم من مرور سنوات ليست ابلقصرية على تفشي سلوكيات بني شبابنا‬
‫أتتى بعضها أو كثريٌ منها بسبب انتشار تلك األلعاب‪ ،‬واملتابع سيجد أن‬
‫هناك نوعية من األلعاب تصنف عاملياً على أهنا غري مناسبة إال لفئات‬
‫‪50‬‬
‫البالغني ملا تشتمل عليه من مشاهد تفسخ واحنالل وتعاطي خمدرات‬
‫ومعاقرة للخمور وغريها ومع ذلك فهي تباع دون حسيب أو رقيب بل‬
‫إن بعض العمالة اآلسيويني ممن امتهنوا تلك التجارة واستأثروا هبا خيافون‬
‫حني يدخل حمالهتم األب أو كبري السن بصحبة أطفاله أو بدوهنم‬
‫ويتوجسون من دخوله وال ميكن أن يبيعوه بعض األلعاب اليت يبيعوهنا‬
‫على زابئنهم من املراهقني واألطفال أبسعار زهيدة وقد قمت ابلتجربة‬
‫بنفسي حيث حصرت أمساء عشر ألعاب من تلك العنيفة أو املخلة‬
‫ابألدب والداعية إىل ما خيالف أعراف وتقاليد اجملتمع وحني ذهبت إىل‬
‫أحد احملالت ابلقرب من منزيل مل أحصل عليها ولكن حني أرسلت ابين‬
‫عبد العزيز وكان إذ ذاك يبلغ من العمر (‪ 15‬سنة) جاء هبا مجيعا بل‬
‫واشرتى نسخة حديثة جداً إلحدى األلعاب العنيفة تسمى (غراند ثيفت‬
‫أوتو ‪ )GTA‬مل تكن قد نزلت يف معظم أحناء العامل‪.‬‬
‫وكما أنه ولضعف الرقابة فإن معظم تلك العمالة ال تتورع عن بيع تلك‬
‫األلعاب املصنفة على أهنا للبالغني مثالً على أطفال ال تتجاوز أعمارهم‬
‫عشر ومثان سنوات‬
‫‪ )9‬إصابة املمارسني بنوع من اخلوف واهللع أثناء ممارسة اللعب‬
‫ينعكس على حياهتم االجتماعية‪ :‬ولن استشهد حول ذلك أبحد سوى‬

‫‪51‬‬
‫بقول ر‬
‫بعض ممن مارسوا تلك األلعاب وتعايشوا مع تلك املشاعر‪ ،‬فبعد‬
‫أن أسهبت يف حديثي حول هذه األلعاب مستشهداً أبقوال بعض‬
‫املختصني‪ ،‬لعلي أسوق مقتطفات من حديث أحد مدمين تلك األلعاب‬
‫حيكي من خالله (وبتصرف مين) مشاعره أثناء ممارسة اللعب حيث يذكر‬
‫عن إحدى األلعاب‪ :‬أبهنا جعلت أحاسيسه تغرق متاماً معها‪ ،‬وحيذر أبنه‬
‫على الرغم من روعة قصة اللعبة إال أنه عند تعمقك يف اللعبة ستصاب‬
‫بنوع من االرتياب حول كل ما حييط بك‪ ،‬واألشد من ذلك كله أن‬
‫أحداث اللعبة تدور يف مكان ال ميكن أن تسري فيه خطوتني وحيدا‪.‬‬
‫وحول لعبة أخرى يقول‪ :‬ابلنسبة للكثريين‪ ،‬فإن بعض األلعاب جمرد‬
‫مشاهد خميفة‪ ،‬تنساها فور انتهاء اللعبة‪ ،‬خيفق قلبك بسرعة ملدة قصرية‬
‫مث يعود حلالته الطبيعة العادية‪ ،‬وهذا ال ينطبق على هذه اللعبة‪ ،‬فالطريقة‬
‫اليت تعتمدها يف العبث بعقولنا وأحاسيسنا داخل اللعبة وخارجها جتعلك‬
‫تقيس مدى ضعف القلب البشري؛ فاملطورون تعمدوا وضعنا وسط بيئة‬
‫ال ميكن أن تصبح أكثر فوضوية مما هي عليه من التأثريات الصوتية‬
‫املرعبة‪ ،‬اليت تشمل أصوات وقع األقدام وصراخ األطفال املرعب‪ ،‬وطريقة‬
‫اإلخراج‪ ،‬كلها عوامل ستجعلك تنسى نفسك‪ ،‬وتتسبب يف شلل مؤقت‬
‫ليديك‪ ،‬حبيث أنه يف بعض األحيان‪ ،‬ستخشى ملس جهاز التحكم‪ ،‬ولن‬

‫‪52‬‬
‫تستطيع فعل شيء أثناء هجوم أحد األعداء عليك‪ ،‬كل هذه األشياء‬
‫سببت يل شيئاً من اجلنون‪ ،‬حىت أنه يف بعض األحيان شككت أن من‬
‫يقاتلين يف اللعبة حي ابلفعل و حاولت قتله يف مرات أخرى‪ .‬ويصف‬
‫مشاعره حلظة ممارسة اللعب العنيف واملرعب فيقول‪ :‬لقد جربت هذا‬
‫املوقف واعرف ما هي احلال عليه‪ ،‬نبضات قلبك ترتفع إىل حد أنك‬
‫ستسمع قلبك ينبض يف أذنك‪ ،‬وكلما تريد فعله هو مغادرة املكان أبسرع‬
‫ما ميكنك؛ فبعض األلعاب ال ميكنك أن تلعبها وحدك يف غرفة‬
‫مظلمة‪.1‬‬
‫ما أوردته يف الفقرة السابقة ما هو سوى نزر يسري من جتارب كث رري من‬
‫أبنائنا الذين أدمنوا تلك األلعاب‪ ،‬وإن كان وقع تلك األلعاب هبذه‬
‫الدرجة من القوة والتأثري على شخص يبدو من حديثه ومنطقه أنه رمبا‬
‫يكون قد بلغ من العمر مراحل متقدمة جتاوز معها سين املراهقة‪ ،‬فكيف‬
‫يكون احلال ابلنسبة ملن هم أصغر سناً وأقل نضجاً من األطفال‬
‫واملراهقني‪ ،‬فاألكيد أن تلك األلعاب تفعل أفاعيلها أبولئك الشباب وما‬
‫نالحظه من تصرفاهتم وما يرويه بعض املختصني وذوي العيادات النفسية‬
‫خري برهان على فداحة املخاطر املتأتية من تلك األلعاب‪.‬‬

‫‪http://www.5reeef.com/vb/t12974.html‬‬ ‫‪ 1‬انظر الرابط التايل‪:‬‬


‫‪53‬‬
54
55
‫مدمن لتلك األلعاب اإللكرتونية؟‬
‫هل ابين ٌ‬
‫يعتقد كثريٌ من اآلابء وأولياء األمور بصفة عامة حني يرون أبنائهم‬
‫أمر جي ٌد ال حمالة‪ ،‬ورمبا ظن احلريص‬
‫مستغرقني يف تلك األلعاب أن ذلك ٌ‬
‫منهم أن اهنماكه بتلك األلعاب أهون من خروجه إىل الشارع وقضاءه‬
‫الساعات الطوال خارج املنزل‪.‬‬
‫وما علم أولئك اآلابء أن الشارع قد يكون أحياانً اقل ضرراً من تلك‬
‫األلعاب اليت يتسمر أمامها األبناء لدرجة ينسون معها أنفسهم وميضون‬
‫الساعات الطوال ال يتزحزحون من أماكنهم سوى للذهاب لدورة املياه مث‬
‫يعودون أما بعض صغار السن فرمبا مياطل حىت يف قضاء حاجته ويسوف‬
‫وقد ال يرتك اللعبة إال حني يشعر بتبلل مالبسه وهذه حقيقة ال مبالغة‬
‫فيها ومن أراد التجربة ما عليه سوى مالحظة أطفاله إن كانوا ممن‬
‫يعشقون تلك األلعاب وقد تناقلت وكاالت األنباء قبل مدة خرباً يتعلق‬
‫بوفاة شاب كوري يبلغ من العمر ‪ 31‬عاماً بعد أن أمضى إحدى‬
‫وثالثني ساعة متصلة كان خالهلا ميارس األلعاب االلكرتونية ويذكر اخلرب‬

‫‪56‬‬
‫أن تلك احلالة ليست األوىل يف كوري بل سبقتها حالة شبيهة يف غضون‬
‫ستة أشهر‪.1‬‬
‫وهلذا السبب وغريه رمبا قد يتبادر سؤال لدى األب أو األم حول ما إذا‬
‫كان أيً من األبناء مدمناً أم ال! ولإلجابة على هذا السؤال لعلي أشري‬
‫إىل إحدى الدراسات األملانية اليت حذرت من أن إدمان اللعب على‬
‫أجهزة احلاسب اآليل ال يقل خطورة عن إدمان اخلمر‪ ،‬خاصة وأن‬
‫سلوكيات مدمين اخلمر تتشابه كثرياً مع األعراض املرضية ملدمين اللعب‬
‫على أجهزة احلاسب اآليل‪ ،‬وتذكر الدراسة إىل أن من تتحقق فيه ثالثة‬
‫من املعايري الستة اليت حددهتا منظمة الصحة العاملية لقياس اإلدمان يعترب‬
‫مدمناً‪ ،‬وتتمثل املعايري الستة يف‪:‬‬
‫عدم القدرة على كبح الرغبة يف الشيء‪.‬‬ ‫أ)‬
‫ب) فقدان السيطرة على عدد مرات التعاطي (اللعب)‪.‬‬
‫ج) زيدة اجلرعة (زيدة ساعات اللعب)‪.‬‬
‫ظواهر اإلحساس ابحلرمان‪.‬‬ ‫د)‬
‫إمهال االهتمامات وااللتزامات األخرى‪.‬‬ ‫ه)‬
‫عدم التخلي عن سلوكيات املدمنني رغم العواقب الضارة‪.1‬‬ ‫و)‬

‫‪ 1‬نقلت اخلرب جمموعة من وكاالت األنباء العاملية منها وكالة أنباء الشرق األوسط (أ ش أ)‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫وميكن أن حندد هنا جمموعة من السمات اليت تظهر من خالل سلوك‬
‫الطفل أو املراهق الذي ميارس األلعاب اإللكرتونية واليت وميكن من خالهلا‬
‫معرفة ما إذا كان املمارس لتلك األلعاب مدمناً من عدمه‪:‬‬
‫‪)1‬الرغبة وامليل الشديد لتجربة ما يراه وما ميارسه يف تلك األلعاب‪:‬‬
‫خاصة ألعاب العنف واملصارعة فتجد الطفل ميال إىل التحرش إبخوته يف‬
‫املنزل واالعتداء عليهم ونفس احلال يف املدرسة‪ ،‬واذكر أنين يف إحدى‬
‫املناسبات غري الرمسية خرجت مع جمموعة من الزمالء إىل إحدى‬
‫االسرتاحات القريبة من مدينة الريض وصادف حضور أحد الزمالء ومعه‬
‫إثنني من أبناءه املراهقني الذين مل يتجاوزا اخلامسة عشر إال أهنما مل يتوقفا‬
‫عن املشاجرة طوال الوقت‪ ،‬فسالت األب هل ميارس أبنائك ألعاب‬
‫املصارعة احلرة يف املنزل فأكد يل ذلك متسائالً ولكن كيف عرفت؟!‬
‫فنصحته أن جينبهم تلك األلعاب قدر املستطاع‪ ،‬وأن ينظم وقت لعبهم‬
‫ويتحكم به حبيث ال تزيد مدة اللعب عن ساعة إىل ساعة ونصف يف‬
‫اليوم مع التنويع يف األلعاب فال تكون كلها ألعاب عنف ومصارعة‪ .‬كما‬
‫تذكر أم ألربعة أطفال اعتاد أبناؤها استخدام األلعاب اإللكرتونية ألكثر‬

‫‪ 1‬دراسة أجرهتا جمموعة حبث متخصصة يف دراسة اإلدمان يف "مستشفى شاريته"‬


‫مبدينة برلني األملانية‪ ،‬سقتها هنا بتصرف نقالً عن وكالة األنباء البحرينية‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫من ‪ 3‬ساعات يومياً إىل أهنا كانت يف بداية شرائها إحدى األلعاب‬
‫اإللكرتونية فرحة بتمضية أطفاهلا أوقات فراغهم‪ ،‬لكنها شعرت ابلكثري‬
‫من القلق حني أخذ أطفاهلا بتطبيق ما يرونه يف تلك األلعاب على أرض‬
‫الواقع من خالل إجراء مسابقة بينهم يتنافسون فيها على تكسري وحتطيم‬
‫أكرب عدد ممكن من أواين املطبخ‪ .‬وتقول استشرت طبيباً نفسياً ونصحين‬
‫بتغيري نوع اللعبة‪ .‬ويف كتابه حول العنف يف األلعاب اإللكرتونية يثبت‬
‫أستاذ علم النفس كريغ اندرسون وبصورة قاطعة أن ممارسة األلعاب‬
‫اإللكرتونية العنيفة تزيد من عدوانية األطفال وجتعلهم أقل اهتماماً ومباالة‬
‫بغض النظر عن العمر أو اجلنس أو الثقافة‪ 1.‬واملؤمل أن بعض األطفال قد‬
‫ال يكتفون مبمارسة العنف بل قد يذهب بعضهم إىل ارتكاب جرمية‬
‫القتل رغبة يف خلق أجواء شبيهة بتلك اليت كان يعيشها بطل اللعبة ومن‬
‫ذلك قيام أحد املراهقني الذي مل يتجاوز الرابعة عشر من العمر وكان‬
‫مولع ابأللعاب اإللكرتونية بقتل أخيه ذي العشر سنوات بسكني‪ ،‬ال‬
‫لشيء سوى ملعرفة مشاعر وأحاسيس القاتل بعد ارتكاب جرمية القتل‪.‬‬
‫ويف استبانة أجرهتا إحدى الصحف السعودية اقر ‪ %70,3‬أبهنم الحظوا‬

‫‪ 1‬كتاب آاثر ألعاب الفيديو العنيفة على األطفال واملراهقني‪ :‬النظرية‪ ،‬والبحث‪ ،‬والسياسة‬
‫العامة‪ ،‬للدكتور كريغ أندرسون‪ ،‬نشرته جامعة اكسفور‪ ،‬سنة ‪2007‬م‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫أتثرياً سلبياً عنيفاً يف سلوك أوالدهم أو إخواهنم وأخواهتم الصغار الذين‬
‫يتعاطون ابستمرار مع العاب الكرتونية عنيفة كمطاردات العصاابت املليئة‬
‫ابلكثري من مشاهد ومقاطع الضرب العنيف‪ ،‬والقتل‪ ،‬والدماء واألوصال‬
‫املقطعة املقززة ابلفعل‪ .‬وأهنم الحظوا كثرياً أن األطفال حياولون تقليد‬
‫الكثري من هذه املشاهد واحلركات العنيفة يف هذه األلعاب مما يعترب مؤشرا‬
‫خطريا البد من التنبه له واحلد من آاثره وحماربته‪ .1‬وكشاهد إضايف أيضاً‬
‫على حب ممارسي تلك األلعاب للتقليد واحملاكاة أروي لكم ما حدث‬
‫للمواطن السعودي (ن‪.‬م) الذي يقول بعد أن عدت إىل املنزل رغبت‬
‫ابستخدام جهاز احلاسب‪ ،‬ولكين مل أعثر على توصيلة الكهرابء‪ ،‬فسالت‬
‫أبنائي عنها‪ ،‬فقالوا‪ :‬أبن سامي أخذها ودخل غرفته‪ ،‬فطلبت من شقيقته‬
‫أن حتضرها منه‪ ،‬ولكنها عادت إيل وأخربتين أبنه يرفض فتح ابب الغرفة‪،‬‬
‫وعلى الفور ذهبت إىل غرفته وطرقت الباب ولكنه مل يرد‪ ،‬مث خرجت إىل‬
‫املمر اخلارجي الذي تطل عليه الغرفة وفتحت النافذة تفاجأت أبن سامي‬
‫كان ملقاً على وجهه وطرف سلك التوصيلة ملفوف حول رقبته بينما‬
‫الطرف اآلخر مربوط يف مروحة السقف‪ ،‬ذهبت مسرعاً وكسرت الباب‬
‫وحاولت نزع السلك إال أنين وجدت نبضه متوقفا فقمت إببالغ اجلهات‬

‫‪ 1‬استطالع للرأي أجرته صحيفة عكاظ مشل ‪ 1016‬مشارك من اجلنسني(مرجع سابق)‪.‬‬


‫‪60‬‬
‫األمنية اليت حضرت وأجرت حتقيقاهتا يف املوضوع‪ ،‬واتضح فيما بعد أن‬
‫ابين ذا العشرة أعوام شنق نفسه حماكياً إحدى األلعاب اإللكرتونية حيث‬
‫كان يشاهد عمليات الشنق حتدث ألبطال اللعبة مث يقومون بعد ذلك‬
‫أو بعد انتهاء اللعبة ومع بداية جولة جديدة جيدهم أمامه‪ ،‬ويضيف‬
‫(ن‪.‬م) أن ابنه مل ينتحر ومل يكن يعاين من أي أمراض نفسية‪ ،‬بل كان‬
‫متفوقاً يف دراسته‪ ،‬ولكن أتثري األلعاب اإللكرتونية أوصله إىل ذلك‬
‫املآل‪ .1‬وتعليقاً على ذلك يقول أحد املختصني‪ :2‬إن الطفل كان يف سن‬
‫الطفولة املتأخرة اليت أتيت بعد سن العاشرة وتسبق مرحلة املراهقة ويف هذه‬
‫املرحلة يصل إىل درجة معينة من النضج وخاصة يف جانب اخليال الذي‬
‫يصبح أكثر واقعية خبالف مرحلة الطفولة اليت تتعامل مع األحداث خبيال‬
‫غري واقعي لذلك عندما يشاهد الطفل يف مرحلة الطفولة املتأخرة هذه‬
‫املشاهد يف األفالم املسلسالت يتعامل معها على أهنا واقعية وقد يصل‬
‫األمر إىل حماكاهتا‪ ،‬ويضيف أبن قضية االنتحار يف مثل هذا السن‬
‫مستبعدة متاما حيث إن الطفل يف سن ال يدرك فيه مفاهيم االنتحار وقد‬

‫‪ 1‬مقتطف من خرب نقلته بتصرف نشر يف صحيفة الوطن السعودية بتاريخ ‪1427/5/6‬ه‬
‫‪ 2‬األستاذ‪ /‬سعيد بن علي الزهراين رئيس وحدة اخلدمات اإلرشادية ابإلدارة العامة للرتبية‬
‫والتعليم مبحافظة الطائف‬
‫‪61‬‬
‫أكدت الدراسات أن التفكري يف االنتحار ال يظهر إال يف سن املراهقة‪.1‬‬
‫أما يف ابنكوك (اتيالند) فقد قام أحد املراهقني بطعن سائق سيارة أجرة‬
‫فأرداه قتيالً‪ ،‬وحني سأله احملققون عن سبب ذلك‪ ،‬أجاهبم أبنه رغب أن‬
‫جيرب هل طعن األشخاص ابستخدام السكني سهل يف احلياة الواقعية‬
‫كما هو احلال يف األلعاب اإللكرتونية خاصة لعبة (غراند ثيفت أوتو‬
‫‪ )GTA‬اليت كان بولوات تشينو (‪18‬عاما) مدمناً عليها واليت منعت‬
‫بيعها السلطات التايالندية بعد احلادثة مباشرة‪ .‬ورغم استجداء والديه‬
‫وادعائهم أن ابنهم كان طيباً ومتفوقاً‪ ،‬إال أن ذلك مل يثين القاضي عن‬
‫إصدار حكم إبعدام الصيب ابستخدام احلقنة املميتة‪ 2.‬وهذه اللعبة‬
‫)‪ (GTA‬مسئولة عن كثري من جرائم املراهقني وكانت السلطات األمنية‬
‫يف والية ألباما األمريكية قد رفعت دعوى على صانعي تلك اللعبة مطالبة‬
‫إيها بتعويضات تقدر بعدة ماليني بعد قيام مراهقني بقتل رجلي أمن‪.3‬‬
‫وهو ما حترض وتشجع عليه تلك اللعبة‪.‬‬

‫‪ 1‬صحيفة الوطن السعودية‪( ،‬مرجع سابق)‪.‬‬


‫‪ 2‬خرب نشر يف موقع ‪infoniac.com‬‬
‫‪ 3‬مقتطف من خرب نشرته صحيفة الديلي ميل الربيطانية‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫‪)2‬االهنماك يف اللعب وترك بقية األمور األخرى‪ :‬حبيث ال يكون هناك‬
‫اهتماماً كافياً بوقت النوم وال أبداء الواجبات املدرسة وال املنزلية مع ميل‬
‫إىل العزوف عن املشاركة يف املناسبات العائلية واالجتماعية‪ ،‬وتذكر‬
‫إحدى الدراسات أن ‪ %50‬من ممارسي هذه األلعاب أقروا أبهنم ال‬
‫حيصلون على قسط مناسب من النوم‪ ،‬كما أشار ‪ %40‬إىل مواجهتهم‬
‫لصعوابت يف حياهتم االجتماعية وأكد ‪ %40‬آخرون أهنم يتعرضون‬
‫ملشاكل منزلية بسبب هذه األلعاب‪ ،‬يف حني أشار ‪ %35‬أهنم يفوتون‬
‫وجباهتم الغذائية حىت يتمكنوا من مواصلة اللعب‪ ،‬فيما اعرتف ‪%30‬‬
‫منهم عن ممارستهم هذه األلعاب على حساب العمل‪ .1‬كما تشري دراسة‬
‫أخرى إىل أن مدمين تلك األلعاب حيضون بساعات نوم أقل من أقراهنم‬
‫غري املدمنني يرتاوح بني ساعة وساعة ونصف يومياً‪ ،‬كما أهنم يعانون من‬
‫األرق وإمضاء مدة أطول يف الفراش قبل النوم‪ 2.‬وهبذا اخلصوص فقد‬

‫‪ 1‬دراسة مشلت ‪ 400‬من ممارسي تلك األلعاب قام هبا الباحث الربيطاين الدكتور (جون تشارلتون)‬
‫من جامعة (بولتون)‪ ،‬نقلتها بتصرف من موقع البوابة العربية لألخبار التقنية‪.‬‬
‫‪University of Arkansas in Little‬‬ ‫‪ 2‬دراسة قامت هبا جامعة أركانسس يف ليتل روك‬
‫‪ Rock‬أجريت على ‪ 137‬طالباً متوسط أعمارهم (‪ )22‬سنة معظمهم من النساء (‪)86‬‬
‫امرأة‪ .‬نقلت الدراسة عن موقع ساينس ديلي من مواد ومنشورات حصلت عليها من‬
‫األكادميية األمريكية لطب النوم‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫توصلت إحدى الدراسات إىل أن املراهق يتأخر يف النوم سبع دقائق‬
‫ونصف زيدة عن معدل أتخره الطبيعي قبل النوم بعد لعبه إحدى‬
‫األلعاب اإللكرتونية ملدة مخسني دقيقة قبل النوم مباشرة مقارنة ابلتأخر‬
‫عن النوم ثالث دقائق فقط زيدة على املعدل الطبيعي لتأخر املراهق عن‬
‫النوم بعد مشاهدته فيلماً واثئقياً ملدة مخسني دقيقة‪ .1‬وأظن أبن وقت‬
‫التأخر عن النوم سوف يكون أطول كلما طالت مدة اللعب‪ .‬وتؤكد‬
‫دراسة أمريكية أن النوم لفرتة أقل من ست أو سبع ساعات ىف الليلة يزيد‬
‫من خطر ارتفاع ضغط الدم والبدانة والسكرى والسرطان‪ .‬وتشري الدراسة‬
‫إىل أن األطفال دون سن املدرسة جيب أن ينامون ملدة ‪ 11‬ساعة‪ ،‬ويف‬
‫سن املدرسة ‪ 10‬ساعات‪ ،‬تنخفض تدرجيياً خالل فرتة املراهقة إىل ما‬

‫‪ 1‬دراسة بعنوان أتثري ممارسة األلعاب اإللكرتونية قبل النوم مباشرة على نوم املراهق‪ ،‬قام هبا‬
‫إيدوارد ويفر وجمموعة معه من جامعة فلندرز األسرتالية ‪Flinders University in‬‬
‫‪ ،Adelaide, South Australia‬نشرت يف جملة طب النوم السريري الصادرة يف ‪15‬‬
‫أبريل ‪2010‬م مشلت الدراسة ثالثة عشر مراهقاً بني ‪ 18-14‬سنة ممن كانوا خيلدون للنوم‬
‫بشكل طبيعي جداً أي يف غضون ‪ 15‬دقيقة فقط‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫بني ‪ 7‬و‪ 8‬ساعات عند النضوج أو البلوغ‪ ،‬وللفرتة ذاهتا عندما يصبح‬
‫املرء كبرياً ىف السن‪1.‬‬
‫‪)3‬زايدة ساعات اللعب‪ :‬عن ثالث ساعات ونصف يومياً أو أربعة‬
‫وعشرين ساعة يف األسبوع‪ :‬فهذا مؤشر قوي على أن املمارس لأللعاب‬
‫اإللكرتونية مصاب ابإلدمان يدعم هذا القول دراسة أمريكية توصلت إىل‬
‫أن طفالً أو مراهقاً من بني عشرة يعاين من أعراض اإلدمان املرضي على‬
‫تلك األلعاب‪ ،‬وأظهرت الدراسة أن الذكور مييلون هلذه األلعاب أكثر من‬
‫اإلانث إذ يصل معدل ساعات اللعب يف األسبوع لدى األوالد إىل‬
‫‪ 16,4‬ساعة‪ ،‬ولدى البنات إىل ‪ 9,2‬ساعات‪ .‬وقد يصل هذا املعدل إىل‬
‫‪24‬ساعة يف األسبوع أي ثالث ساعات ونصف يوميا يف احلاالت اليت‬
‫تتضمن مؤشرات إدمان‪ ،‬ويشري املعهد الذي أجرى الدراسة إىل أن إدمان‬
‫األلعاب اإللكرتونية ليس مصنفا على انه حالة مرضية من قبل السلطات‬
‫الطبية األمريكية‪ ،‬ومع ذلك فهو مرتبط مبجموعة من األعراض السريرية‬
‫النفسية أو اجلسدية كالصداع واضطراابت النوم وقلة النظافة اجلسدية‪،‬‬

‫‪ 1‬دراسة أجراها ابحثون ىف مستشفى مايو كلينك األمريكية‪ ،‬نشرت يف شبكة احلياد‬
‫اإلعالمية‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫واألهم من ذلك أن الدراسة تشري إىل ان األطفال واملراهقني حمل‬
‫الدراسة املدمنني على األلعاب اإللكرتونية يبدون سلوكا شبيها بسلوك‬
‫الراشدين من مدمين ألعاب امليسر‪ ،‬فهم يكذبون ويقرتضون املال ويعملون‬
‫قليال‪ 1.‬وال يفوتين هنا ما ذكره أحد املختصني من أن بعض مرضاه‬
‫أفادوا أبهنم ميارسون اللعب ملدة ترتاوح بني (‪ )14-16‬ساعة يومياً بدون‬
‫توقف‪ ،‬ويضيف أبن العواقب ستكون وخيمة جداً لتلك العينة من‬
‫الناس‪ .2‬وابملناسبة فإن من بني ظهرانينا ومن أبنائنا من ميضي نفس العدد‬
‫من الساعات‪ ،‬بل إين وقفت شخصياً على من يضبط املنبه يف منتصف‬
‫الليل أو قبيل الفجر لعمل إجراء معني يف اللعبة خاصة تلك اليت تلعب‬
‫من خالل اإلنرتنت مث يعود للنوم مرة اخرى حبيث يكون النوم هو احلائل‬
‫الوحيد بينه وبني ممارسة اللعب الذي ال حيده زمان وال مكان‪ ،‬بل ويذكر‬
‫يل أحد مدمين تلك األلعاب أبن والده قد طرده وجمموعة معه من‬
‫اجمللس؛ ألهنم كانوا يلعبون الرتافيان طوال وقت جلوسهم معه‪ ،‬وأخرياً‬

‫‪ 1‬نقالً عن وكالة فرانس برس اليت نشرت خرباً حول دراسة أجراها املعهد الوطين لإلعالم‬
‫والعائلة يف جامعة ايوا األمريكية مشلت ‪ 1178‬فردا بني سن الثامنة والثامنة عشرة‪.‬‬
‫‪ 2‬حديث إلخصائي طب نفس األطفال يف عيادات بورمتان كلينك يف مركز اتفيستوك‪،‬‬
‫ريتشارد غراهام ‪ Dr Richard Graham‬ورد ضمن حتقيق أجرته صحيفة ديلي تلغراف‬
‫الربيطانية بواسطة حمررها أورمي خان ونشرته يف عددها الصادر بتاريخ ‪2008/11/22‬م‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫تذكر إحدى شبكات اإلنرتنت أن شاابً صينياً لقى مصرعه يف مشال‬
‫شرق البالد بعد أن ظل ميارس األلعاب اإللكرتونية ملدة سبعة أيم‬
‫متواصلة يف إجازة السنة القمرية اجلديدة يف الصني‪.1‬‬
‫‪)4‬زايدة املشاكل مع العائلة واالختالف معهم ألتفه األسباب خاصة‬
‫الوالدين والزوجة‪ :‬وقد يرتكب بعض املراهقني محاقات تصل إىل‬
‫االعتداء على أحد الوالدين أو كليهما كما حصل للمراهق الذي يدعى‬
‫دنيال ابتريك‪ ،‬والذي أوردت قصته كشاهد على األاننية والذاتية املفرطة‬
‫كأحد أسوأ سلبيات األلعاب اإللكرتونية‪ .‬أو التهديد ابهلروب من املنزل‪،‬‬
‫يف حال منعه أبواه من ممارسة بعض األلعاب اليت أدمن عليها وكشاهد‬
‫على ذلك قيام أحد املراهقني الكنديني ويدعى براندون كرسب‬
‫‪ Brandon Crisp‬يبلغ من العمر مخس عشرة سنة من هواة‬
‫األلعاب اإللكرتونية ابلفرار من منزله بعد أن قام والده مبنعه من اللعب‬
‫مبنصة اللعب املربوطة ابإلنرتنت‪ ،‬حيث يقول والده أبن ابنه كان حمباً‬
‫لريضة اهلوكي ومتفوقاً يف مدرسته وميارس اللعب مع أقرانه إىل أن بدأ‬
‫ممارسة لعبة كول أوف ديويت‪ 4‬بواسطة إكس بوكس اليف على‬

‫‪ 1‬نشر ضمن تقرير حول إدمان اإلنرتنت واأللعاب اإللكرتونية بعنوان (إدمان اإلنرتنت‬
‫صداع مزمن ىف رأس الصني) نشرته شبكة اإلعالم العربية (حميط)‬
‫‪67‬‬
‫اإلنرتنت حيث تعرف على أصدقاء جدد من بلدان شىت وحتولت ممارسة‬
‫تلك اللعبة من هواية إىل إدمان أوصله إىل حد التغيب عن مدرسته من‬
‫أجل ممارسة اللعب لدرجة كانت العائلة تنام فيما هو يسهر حىت الساعة‬
‫الثالثة صباحاً وحني مل يتمكنوا من إقناعه للتوقف عن اللعب لساعات‬
‫متأخرة بل وحىت أحايني كثرية ال يتوقف لتناول الطعام مع أفراد العائلة‪،‬‬
‫اضطر والده إىل إلغاء االشرتاك‪ ،‬فقابله الطفل املراهق ابلتهديد أبنه‬
‫سيرتك املنزل إن مل يعد األمور كما كانت عليه‪ ،‬يقول والده حني هدد‬
‫برتك املنزل وبدأ جيمع مالبسه كنت أظنه ميزح فقلت له ال تنس أخذ‬
‫مالبس ثقيلة تقيك شدة الربدة‪ ،‬إال أن املراهق نفذ هتديده وخرج من‬
‫املنزل وبدالً من املكوث لبعض الوقت لدى أحد أصدقائه كما كانت‬
‫تظن العائلة خرج الصيب ومل يعد وبعد أن أتخر عن الوقت املفرتض‬
‫لعودته بدأ والده يبحث عنه فوجد دراجته اهلوائية وأحد إطاراهتا مثقوابً‬
‫ولكنه مل يعثر عليه‪ ،‬واستمر اختفاء الصيب لفرتة أطول بكثري مما كانت‬
‫تظنه أسرته وبعد ثالثة أسابيع أبلغ جمموعة من الصيادين الشرطة عثورهم‬
‫على جثة صيب يف إحدى الغاابت على بعد أميال من بلدة ابري أونتاريو‬
‫اليت تقطنها عائلة براندون‪.1‬‬

‫‪ 1‬نشر يف جملة إنفورميشن ويك األمريكية ‪ informationweek‬بواسط احملرر بول‬


‫‪68‬‬
‫وتذكر الدكتور سوزان كارين أبن ألعاب الفيديو تؤثر سلباً يف الكيفية اليت‬
‫يتعامل هبا املمارس لتلك األلعاب مع والديه وكذلك تعامل الذكر مع‬
‫بشكل عام وحماولته السيطرة عليها والتحكم هبا‪ ،‬واستحسان‬ ‫ر‬ ‫األنثى‬
‫العنف كوسيلة حلل املشاكل مع اآلخرين‪ ،‬وتؤكد على أمهية قيام األبوين‬
‫مبعرفة نوعية األلعاب اليت ميارسها أبنائهم‪ ،‬والتحقق من مناسبة تصنيف‬
‫اللعبة لعمر األبناءن واألهم من ذلك كله التحدث معهم حول تلك‬
‫األلعاب مع البقاء على أهبة االستعداد للتعامل مع أي مؤشرات تظهر‬
‫على سلوك الطفل أو املراهق من تلك اليت توحي بوجود مشكلة ما حتتاج‬
‫للتدخل املبكر‪1.‬‬
‫وابملناسبة فمسألة إدمان تلك األلعاب ليست حكراً على صغار السن‬
‫واملراهقني بل هناك بعض املدمنني ممن هم يف العقد الرابع واخلامس من‬
‫العمر‪ ،‬بل وهناك من تسبب إدمانه على ممارسه تلك األلعاب يف حدوث‬

‫ماكوغال‪.‬‬
‫‪ 1‬حبث قامت به سوزان كارين أثناء عملها كمرشدة طالبية يف إحدى املدارس املتوسطة‬
‫ملدة اثنيت عشر عاماً‪ ،‬نشرت مقتطفات من البحث يف موقع ديبيت‬
‫‪www.debate.orge‬‬
‫‪69‬‬
‫مشاكل زوجية ومن ذلك ما يعرتف به براد دورانس‪ 1‬من أنه كان ميضي‬
‫‪12‬ساعة يومياً ملمارسة هوايته تلك وكثرياً ما كان يكذب على زوجته‬
‫وحيتال عليها بسبب ذلك حىت وصل به األمر إىل حماولة االنتحار‪ ،‬قبل‬
‫أن يتوقف عن اللعب ويسعى لتأسيس عيادة ملعاجلة املدمنني أمثاله‬
‫ويضيف أبنين مل أمارس تلك األلعاب منذ ما يزيد على عشرة أشهر‪ ،‬وأنه‬
‫شعر أبمهية إجياد الثقة يف عالقته الزوجية احملطمة معتقداً أن األشخاص‬
‫جيب أن يفكروا مبقدار الدمار الذي حيدثه اإلدمان بصفة عامة وحىت‬
‫على ممارسة األلعاب اإللكرتونية ابلنسبة للحياة الزوجية‪.‬‬
‫‪)5‬أتثر التحصيل الدراسي سلباً‪ :‬حيث قد يالحظ أولياء األمور أن‬
‫أبنائهم ممن لديهم أعراض إدمان األلعاب اإللكرتونية ليست لديهم الرغبة‬
‫يف مطالعة كتبهم املدرسية وال حىت أداء الواجبات وهذا قد يالحظ حىت‬
‫ممن لديهم أعراض إدمان على وسائل ترفيه أخرى كهوس مشاهدة‬
‫القنوات الفضائية أو استخدام اإلنرتنت أو احملادثة من خالل وسائل‬
‫الدردشة املختلفة وعلى رأسها أجهزة اهلاتف اجلوال احلديثة ومنها أجهزة‬

‫‪ Brad Dorrance 1‬مؤسس أول جمموعة كندية متخصصة يف دعم ومعاجلة مدمين‬
‫األلعاب اإللكرتونية افتتحت يف شهر نوفمرب ‪2008‬م‪ .‬وهو مقتطف من خرب نشر يف موقع‬
‫)‪.(VG247‬‬
‫‪70‬‬
‫البالك بري‪ ،‬وما مل يتدارك الوالدان هذا اخللل فإن األمر غالباً ما‬
‫يستفحل ويؤثر سلباً على التحصيل النهائي والدرجات املكتسبة‪ ،‬وقد‬
‫كشفت دراسة أجريت بواسطة جامعة دينيسون مبدينة أوهايو األمريكية‬
‫‪ Denison University in Ohio‬أن لأللعاب اإللكرتونية آاثراً‬
‫سلبية تنعكس على التحصيل الدراسي للطالب يف املدرسة‪ ،‬حيث تشري‬
‫الدراسة إىل أن الطالب الذين لديهم منصات اللعب ال يتقدمون دراسياً‬
‫بنفس القدر الذي يتقدم به أقراهنم ممن ليس لديهم تلك األلعاب‪ ،‬كما‬
‫أن الرغبة يف القراءة اقل أيضا‪ ،‬ويذكر روبرت ويس أحد أعضاء الفريق‬
‫الذي أجرى الدراسة‪ :‬أبن نتائج الطالب الذين ال ميلكون أجهزة اللعب‪.‬‬
‫ترتفع مع مرور الوقت‪ ،‬أما الطالب الذي ميلكوهنا‪ ،‬فتبقى نتائجهم اثبتة‬
‫بشكل نسيب‪ .1‬ومبناسبة احلديث عن الرغبة يف القراءة واحندارها كمؤشر‬
‫ر‬
‫بشكل عام‬ ‫خطري على اهنماك الشخص أبمور أخرى تشغله عن القراءة‬
‫وليس فقط الكتب املدرسية بل وحىت الصحف اليومية واجملالت وغريها‬

‫‪ 1‬مأخوذ بتصرف من موقع ‪ VG247‬الذي قام بنشر الدراسة نقالً عن الدورية العلمية‬
‫للعلوم النفسية الصادرة عن مجعية العلوم النفسية األمريكية‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫وإن كان جمتمعاً كمجتمعنا يعاين أساساً من هذه املشكلة بدون وسائل‬
‫ترفيه لدرجة أن بعض األنشطة التجارية اليت كانت من املفرتض أن ختدم‬
‫اجملتمع مل يكتفي أصحاهبا إبيقاف نشاطها بسبب العزوف عنها بل‬
‫أقاموا مكاهنا ما هو على النقيض منها ومن ذلك إغالق إحدى‬
‫املكتبات الصغرية القريبة من منزيل يف حي االزدهار مبدينة الريض بعد‬
‫أكثر من عشر سنوات من اخلدمة ألجد العامل األسيوي (حمبوب) الذي‬
‫كان يديرها يبيع يف أحد حمالت األلعاب اإللكرتونية وحني سألته عن‬
‫التفاصيل أجابين أبن احملل اجلديد يدر أرابحاً جيدة مقارنة ابلسابق وهذا‬
‫ما دعا الكفيل إىل اختاذ القرار والسري مع الركبان حبثاً عن مزيداً من‬
‫الريالت حىت لو كانت العاقبة أفول مز ر‬
‫يد من العقول‪.‬‬

‫ولعلي أختم حديثي حول أعراض اإلدمان ابلتنويه إىل أنه ال ميكن أن‬
‫نغفل مسئولية األسرة واملدرسة يف مسألة تعلق الشباب بتلك األلعاب‪،‬‬
‫حيث يذكر كيث بيكر‪ 1‬املتخصص يف معاجلة مدمين األلعاب‬

‫‪ Keith Bakker 1‬مؤسس ورئيس أوىل العيادات األوربية ملعاجلة مدمين األلعاب‬
‫اإللكرتونية )‪ (The Smith & Jones Centre‬يف امسرتدام‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫اإللكرتونية والذي سبق أن تعاطى مع مئات احلاالت منذ افتتح عيادته‬
‫يف عام ‪2006‬م أبنه اكتشف أن ‪ %90‬من حاالت اإلدمان اليت‬
‫شاهدها تعود إىل عوامل اجتماعية أكثر من كوهنا مشكالت نفسية وأن‬
‫أولئك األطفال حباجة إىل والديهم ومدرسيهم ملساعدهتم يف حل‬
‫مشاكلهم االجتماعية‪ ،‬ويضيف وهلذه األسباب فقد قمنا بتغيري براجمنا‬
‫ملعاجلة مدمين األلعاب اإللكرتونية لنركز على بعض األنشطة اليت هتتم‬
‫مبهارات التواصل االجتماعي للمساعدة يف إعادهتم إىل جمتمعاهتم‪.1‬‬

‫‪ 1‬ورد ضمن حتقيق أجرته اليب يب سي الربيطانية ونشر يف موقعها على اإلنرتنت بواسطة‬
‫حمررها يف أمسرتدام ابدي ماغواير بتاريخ ‪2008/11/25‬م‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫األلعاب اإللكرتونية على اإلنرتنت‬
‫كثرياً ما نصادف إعالانت خمتلفة مبجرد دخولنا على اإلنرتنت تدعوان‬
‫ر‬
‫بشكل واسع وأصبح‬ ‫للعب (أون الين) وهذه البيئة من اللعب انتشرت‬
‫كثري من هواة ممارسة األلعاب اإللكرتونية يفضلوهنا على اللعاب الفردي‬
‫ٌ‬
‫أو مع األصدقاء احمليطني‪ ،‬ومع التطور التقين الرهيب صار هاوي اللعب‬
‫قادراً على الوصول إىل ما يريد من ألعاب من خالل جهاز اللعب أو ما‬
‫يسمى ابملنصة أو من هاتفه اجلوال أو من خالل اإلنرتنت اليت تضم‬
‫مئات بل آالف املواقع اليت تقدم أشكال وألوان من األلعاب كما أن‬
‫ر‬
‫بشكل خاص وهناك مواقع عاملية تقوم‬ ‫هناك مواقع هتتم ابلالعبني العرب‬
‫برتمجة واجهات مواقعها للمستخدم العريب‪ ،‬الذي ميضي عدداً ليس قليالً‬
‫من الساعات ميارس خالهلا اللعب متنقالً من لعبة إىل أخرى أو متسمراً‬
‫على إحداها من تلك الاليت استهوينه فأحس معها بنوع من األمان‬
‫لدرجة صار يصبح وميسي ال ينفك عنها وكدليل على ذلك تشري إحدى‬
‫اإلحصائيات اليت قام هبا موقع التحدي لأللعاب اإللكرتونية على‬
‫اإلنرتنت‪ ،‬إىل أن مستخدمي اإلنرتنت يف اململكة العربية السعودية ميضون‬
‫أوقات ميارسون خالهلا اللعب على اإلنرتنت تصل إىل مخس ساعات‬
‫وقد تزيد إىل سبع ساعات وهي مدة أطول من تلك اليت ميضيها أقراهنم‬
‫‪74‬‬
‫يف البلدان األخرى‪ ،‬كما يدخل مستخدم اإلنرتنت يف السعودية مخس‬
‫إىل ست مرات يف األسبوع مقارنة مبستخدمي األلعاب على اإلنرتنت يف‬
‫أماكن أخرى كمصر وجنوب شرق آسيا حيث ميارسون اللعب ثالث‬
‫‪1‬‬
‫مرات أسبوعياَ ًً وميضون من ساعتني إىل ساعتني ونصف يف املتوسط‪.‬‬
‫ولعلي أص حب القارئ الكرمي ليلقى نظرة سريعة على ثالث أنواع من‬
‫األلعاب واملواقع الشبكية واليت أظنها األبرز واألشهر مع وجود ألعاب‬
‫أخرى مشهورة أيضاً وال يتسع اجملال الستعراض املزيد منها‪.‬‬
‫)‪:(WoW) (World Of Warcraft‬‬ ‫لعبة‪ :‬وورلد أوف ووركرافت‬
‫‪2‬‬
‫وهي واحدة من أشهر األلعاب على اإلنرتنت أطلقتها شركة بليزارد‬
‫األمريكية عام ‪1994‬م مبناسبة مرور عشر سنوات على دخوهلا على‬
‫اإلنرتنت‪ ،‬ويقدر عدد مشرتكيها بنهاية عام ‪2009‬م ب (‪ )12‬مليون‬
‫شخص من خمتلف أحناء العامل‪ ،‬إال أن هذه اللعبة كثرياً ما انتقدت بسبب‬

‫‪ 1‬تصريح جمللة أريبيان بزنس نشر بتاريخ ‪2010/3/30‬م أدىل به اتج ديلوري‪ ،‬كبري مديري‬
‫التشغيل يف موقع حتدي لأللعاب على اإلنرتنت‪.‬‬
‫‪ 2‬شركة بليزارد إنرتتينمنت املتحدة هي شركة أمريكية لتطوير ونشر األلعاب‪ ،‬أنشأها ثالثة‬
‫من خرجيي جامعة كاليفورنيا‪ ،‬لوس أجنلس عام ‪ 1991‬وهم‪( :‬مايكل مورهامي‪ ،‬وألني آدم‪،‬‬
‫وفرانك بريس) طورت الشركة العديد من األلعاب منها ستار كرافت‪ ،‬ووركرافت‪ ،‬و وورلد‬
‫أوف ووركرافت‪( .‬عن موقع ويكيبيدي)‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫إدمان الالعبني عليها حيث تشري بعض الدراسات إىل أن معدل ممارسة‬
‫اللعب يرتاوح بني (‪ 25‬إىل ‪ )40‬ساعة يف األسبوع‪ ،‬بل إن بعض‬
‫املختصني يقول إن إدمان هذه اللعبة شبيه إبدمان الكوكايني‪ ،‬وتقول‬
‫عنها مؤسسة العناية ابلشباب السويدية أبهنا أكثر ألعاب اإلنرتنت‬
‫خطورة وهي كوكايني األلعاب اإللكرتونية‪ ،1‬خاصة بعد أن أمضى أحد‬
‫املراهقني ‪ 24‬ساعة متواصلة من اللعب ومل ينفك عنها إال بعد أن سقط‬
‫مصاابً بتشنجات‪ ،‬كما أهنا مسئولة عن حاالت طالق ليست ابلقليلة‪،‬‬
‫كما يدفع بعض الالعبني املتحمسني مبالغ طائلة يف سبيل احلصول على‬
‫مزاي إضافية ختدمه يف اللعب‪.2‬‬

‫بعض حساابت اللعب يف مواقع تلك األلعاب تباع مببالغ عالية‪ ،‬حبيث يكون صاحبها قد‬
‫ختطى عدة مراحل‪ ،‬فيأيت أحد األشخاص ليشرتي منه حبيث يبدأ من مستويت أعلى مل‬
‫يسبق له أن وصل إليها حيث يستغرق الوصول إليها وقتاً طويالً من اللعب املستمر‪.‬‬

‫‪ 1‬نشر يف صحيفة الديلي تلغراف الربيطانية بتاريخ ‪2009/11/23‬م‬


‫‪ 2‬مقتطف من خرب نشرته صحيفه الديلي ميل بتاريخ ‪2009/2/27‬م‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫ويذكر الدكتور ريتشارد غراهام استشاري الطب النفسي واملتخصص يف‬
‫عالج مدمين تلك األلعاب أبنه يرى أن احلل األمثل ملعاجلة أولئك‬
‫املدمنني وإخراجهم مما هم فيه يتمثل يف مشاركتهم اللعب على اإلنرتنت‪،‬‬
‫ويضيف ولكن مع األسف فشركة بليزرد للرتفيه ‪Blizzard‬‬
‫‪ Entertainment‬املالكة هلذه اللعبة مل ترد بعد وكان تعاوهنم غري‬
‫فاعل‪ ،‬فيما يتعلق مبنحنا اشرتاكاً جمانياً أو على األقل عمل خص رم خاص‬
‫حبكم أننا جهة مدعومة من احلكومة وجيب أن هنتم ابملبالغ املنفقة يف هذا‬
‫اجلانب‪ ،‬كما أن هناك مشكلة تواجههم تتمثل يف أهنم حىت لو دخلوا‬
‫وتقمصوا نفس الشخصيات اليت يتقمصها الالعبون فإنه يلزمهم ساعات‬
‫طويلة من اللعب قبل أن يتقون اللعبة‪ ،‬وليس لديهم حل سوى االستعانة‬
‫ببعض ممارسي اللعبة ليتعاونوا معهم يف سبيل معاجلة املدمنني من‬
‫املراهقني‪ .1‬وأان بودي لو مهست يف أذن الدكتور غراهام وأخربته أبن احلل‬
‫األجنع أن يكرس جهوده يف التوعية وأن حيث أولياء األمور على تربية‬
‫أبنائهم وأن يفرضوا مزيداً من الضبط والرقابة على تصرفاهتم وكيفية‬
‫إمضائهم ألوقات فراغهم‪ ،‬أما الدخول إىل تلك األلعاب ومناصحة‬
‫املمارسني مباشرة فأظنه غري ر‬
‫جمد البتة؛ ومن يفعل ذلك كمن يطلب ممن‬

‫‪ 1‬مقتطف من تقرير نشر يف صحيفة الديلي ميل الربيطانية بتاريخ ‪2009/7/24‬م‪.‬‬


‫‪77‬‬
‫يلج النهر أن ينتبه لنفسه كي ال يبتل مع الفارق‪ ،‬ولكين على يقني أن‬
‫الشاب هن ا وخاصة املدمنني لن يلتفتوا إىل من يناصحهم أثناء ممارسة‬
‫اللعب وما مل يفرض عليهم األمر فرضاً وهذا الذي لن يستطيعه غري‬
‫أولياء األمور‪ ،‬وإال فالشاب خاصة مدمين اللعب لن يتخلى عن تلك‬
‫العادة‪ ،‬فهو من شدة تعلقه هبا قد يهمل واجباته ويتغيب عن مدرسته‪،‬‬
‫وليس من السهولة ثين شاب وصل إىل تلك احلال جبملة يلقيها أحد‬
‫املتخصصني مث إن املدمنني ليسوا واحداً وال عشرة وال حىت ألفاً تركز‬
‫اجلهود حنوهم فنحن هنا نتحدث عن (‪ )12‬مليون لو قلنا ‪ %1‬منهم‬
‫يدمن اللعب التضح حجم اجلهد الذي جيب بذله وهو ما مل يتسىن إال‬
‫حني يستشعر أولياء األمور دورهم ولن يستشعروا إن مل يكن هناك توعية‬
‫صادقة خماطر وأضرار عدم ضبط وتقنني وتوجيه أبنائهم وطرق قضائهم‬
‫أوقات فراغهم‪.‬‬
‫لعبة‪ :‬ترافيان ‪:Travian‬‬
‫ترافيان ‪ Travian‬لعبة أملانية األصل وهي عبارة عن قرية عاملية تقع هبا‬
‫عمليات هنب وسلب ابستخدام أسلحة تقليدية مت أتسيسها يف عام‬
‫‪2004‬م‪ ،‬وانلت جائزة أفضل لعبة على اإلنرتنت يف عام ‪2006‬م‪.‬‬
‫شيوعا)‬
‫تلعب اللعبة يف دورات تدعى سريفر‪ ،‬مدة العادي (وهو األكثر ً‬
‫‪78‬‬
‫حوايل ‪ 300‬يوم‪ ،‬والسريع ‪ 100‬يوم‪ .‬يضم السريفر آالف الالعبني‪،‬‬
‫الذين يبدأون يف قرية صغرية‪ ،‬ليحولوها مع الوقت إىل إمرباطورية اقتصادية‬
‫عسكرية‪ .‬هتدف اللعبة إىل الوصول إىل ما يسمى معجزة العامل‪ ،‬وبناءها‪.‬‬
‫كما أن الوصول إليها يتطلب جهدا كبريا‪ .‬ويدمن هذه اللعبة املاليني من‬
‫الشباب واملراهقني حول العامل والذين استعدت هلم الشركة املشغلة‬
‫ابلتمدد على أكثر من ثالثني اسم نطاق‪ ،‬ونشر اللعبة حبوايل (‪ )33‬لغة‬
‫عاملية‪ ،‬على أكثر من (‪")250‬سريفر" حول العامل‪ .‬وميارس هذه اللعبة‬
‫حالياً أكثر من ثالثة ماليني العب‪ ،‬بينهم الكثري من املشرتكني العرب‪.‬‬

‫كثرياً ما جيد متصفحي اإلنرتنت العرب مثل هذا اإلعالن يف بعض املواقع واملنتديت اليت‬
‫يزورون‪ ،‬وهو ابلطبع يروج للعب الرتافيان جماانً‪ ،‬ولكن بعد أن يندمج الالعب يبدأ بدفع‬
‫األموال وتكبد اخلسائر اليت يصل متوسطها الشهري حبدود (‪ )300‬ريل‪.‬‬
‫وهناك العديد من التحقيقات املصورة واملطبوعة مع جمموعات خمتلفة من‬
‫املشرتكني العرب يف هذه اللعبة وعن أسباب اخنراطهم هبا‪ ،‬حيث يذهب‬
‫‪79‬‬
‫بعضهم إىل أن األسباب اليت تدفعه إىل ممارسة تلك اللعبة يعود إىل رغبته‬
‫يف عمل حتالفات عربية‪ ،‬بدالً من املعاانة املوجودة على أرض الواقع من‬
‫شقاق ونزاعات عربية‪ .‬ويرى آخرون أهنا متثل انعكاس للحرمان من حق‬
‫املشاركة السياسية حيث تتيح اللعبة فرض السيطرة الكاملة على القرية‬
‫وتطويرها واحتالل قرى أخرى من خالل عمل حتالفات مع العبني‬
‫آخرين‪ ،‬كما أن هناك من يدخلها ويستخدم تلك اللعبة بغرض التسلية‬
‫وشغل وقت الفراغ‪.‬‬
‫كثري من الشباب واملراهقني وحىت بعض من‬
‫ولتلك اللعبة اليت أدمنها ٌ‬
‫جتاوز تلك األعمار‪ ،‬الكثري من السلبيات من أبرزها ما يلي‪:‬‬
‫تنشئة األطفال على العنف و الوحشية‪ ،‬مع العلم أن نظام‬ ‫‪)1‬‬
‫هذه اللعبة يعتمد على مبدأ‪(:‬اقتل كل ما هو أمامك لتصل إىل‬
‫املرحلة التالية)‪.‬‬
‫تشجع على السرقة من خالل إاتحة اجملال أمام الالعبني‬ ‫‪)2‬‬
‫لسرقة موارد من قرى غريهم!‬
‫تسبب اإلدمان وضياع الوقت‪ ،‬حيث ميضي بعض الالعبني‬ ‫‪)3‬‬
‫ساعات طويلة يومياً يف اللعب وأليم طويلة جداً تصل إىل (‪)300‬‬
‫يوم وهو احلد األقصى إلكمال اللعبة‪ ،‬مع العلم أن أحد الالعبني‬

‫‪80‬‬
‫أفادين أبنه ال يفصله أحياانً عن اللعبة سوى النوم وقد يضبط املنبه‬
‫إليقاظه يف ساعات متأخرة من الليل من أجل تنفيذ بعض األوامر‬
‫اليت يرى أهنا ضرورية الستمرار تقدمه يف اللعبة‪.‬‬
‫إضاعة املال حيث يدفع بعض الالعبني مبالغ طائلة من‬ ‫‪)4‬‬
‫أجل احلصول على بعض املزاي يف اللعبة تصل آلالف الريالت‪ ،‬كما‬
‫أن بعضهم قد يشرتي قرى جاهزة مببالغ مالية ليست قليلة‪ ،‬مع العلم‬
‫أن قطعيت ذهب تساوي ريل واحد وميكن الشراء بعدة طرق منها‬
‫رسائل اجلوال‪ ،‬كما أن تلك األسعار ارتفعت مؤخراً حيث تكلف‬
‫‪ 16‬قطعة ذهب مبلغ ‪ 12‬ريل‪ ،‬ويصل متوسط صرف الالعبني مالياً‬
‫بني ‪300‬ريل إىل ‪500‬ريل شهريً‪.‬‬
‫تعويد الشباب على ممارسة القمار واملخاطرة ابألموال من‬ ‫‪)5‬‬
‫أجل الكسب‪.‬‬
‫‪ )6‬استغالل بعض الالعبني هلا كوسيلة للمعاكسات‪.‬‬
‫ألعاب خمتلفة على موقع الفيس بوك ‪:facebook‬‬
‫يندر أن جتد مستخدماً لإلنرتنت ال يعرف موقع الفيس بوك االجتماعي‬
‫الذي يضم أكثر من (‪ )400‬مليون مشرتك من خمتلف أحناء العامل بينهم‬
‫(‪ ) 15‬مليون من عاملنا العريب نسبة النساء بينهم (‪ ،)37%‬وميثل‬

‫‪81‬‬
‫السعوديون من مستخدمي هذا املوقع ما يزيد عن (‪ )2.3‬مليون‬
‫مستخدم حوايل نصفهم أقل من (‪ )25‬سنة‪ .‬ويقول كارينغتون مالني‪ :‬إن‬
‫هذا العدد من مستخدمي الفيس بوك العرب يزيد عن عدد مشرتكي‬
‫الصحف يف العامل العريب الذين مل يتجاوزا (‪ )14‬مليون مشرتك‪.1‬‬
‫قام موقع الفيس بوك إبطالق العديد من األلعاب َييت على رأسها لعبة‬
‫(فارم فيل) ‪ FarmVille‬أطلقت يف شهر يونيو ‪2009‬م وخالل أقل من‬
‫شهر بلغت عدد املسجلني بتلك اللعبة عشرة ماليني ويف األربعة أشهر‬
‫التالية ارتفع الرقم إىل ما يزيد على مخسني مليون مشرتك‪ ،‬أما اآلن فريتفع‬
‫عدد املستخدمني إىل (‪ )82‬مليون‪ ،‬وينفق الالعبون مبالغ مالية للحصول‬
‫على بعض مزاي اللعبة‪ ،‬وميكنهم املوقع من ذلك ابستخدام بطاقاهتم‬
‫االئتمانية أو من خالل هواتفهم اجلوالة وحىت عن طريق بعض مواقع‬
‫عدد من السعوديني ممن التقيت‬
‫الدفع املتخصصة عرب اإلنرتنت‪ .2‬ويذكر ٌ‬
‫بشكل عام غريت وجهتهم من‬‫ر‬ ‫هبم أن هذه اللعبة وألعاب الفيس بوك‬
‫لعبة الرتافيان إىل تلك األلعاب اجلديدة‪ .‬إال أن مسئولني عن محاية‬

‫‪ 1‬تقرير أعدته شركة سبوت أون للعالقات العامة ونشرته على موقعها‬
‫‪ www.spotonpr.com‬يف شهر مايو ‪2010‬م‪.‬‬
‫‪ 2‬تقرير نشر على موقع ‪www.inventorspot.com‬‬
‫‪82‬‬
‫البياانت يف أملانيا حذروا من احملاوالت اليت يقوم هبا أصحاب هذه اللعبة‬
‫جلمع املعلومات عن الالعبني‪ ،‬كما ذكر عدد من املشاركني يف اللعبة أهنم‬
‫تعرضوا لسحب غري قانوين من حساابهتم املصرفية‪.1‬‬

‫أما لعبة البوكر أو لعبة القمار اليت تسمى يف موقع الفيس بوك ‪Texas‬‬
‫‪ HoldEm Poker‬واليت يزيد عدد مستخدميها على (‪ )17‬مليون‬
‫العب ميارس خالهلا مجيع املستخدمني لعب القمار ويرحبون وخيسرون‬
‫األموال ويشرتون ما يسمى ابلبوكر تشبس ‪ chips‬أو (الفيش) من‬
‫ابئعيها على اإلنرتنت ويتحدث أحد التحقيقات حول تفشي هذه اللعبة‬
‫بني طلبة املدارس واجلامعات واليت أصبحت تستنفد أمواهلم بعد أن‬
‫صاروا مدمنني عليها‪ ،‬حيث يقر أحد الطلبة أن موقع "الفيس بوك"‬
‫(‪ )facebook‬أسهم يف انتشار لعبة "البوكر" بني الشباب والشاابت‬
‫وخاصة شباب اجلامعات‪ .‬وحيذر أستاذ علم االجتماع الدكتور عزمي‬
‫منصور من تفشي لعبة "البوكر" اليت تعد الوجه اآلخر للقمار العتمادها‬
‫على الرهان املادي وأتثريها السيئ على اجملتمع بعد أن تصبح ممارسة‬
‫أشبه ابإلدمان ما يدفع ممارسها اىل السرقة نظري احلصول على املال‬

‫‪ 1‬مقتطف من خرب نشر يف صحيفة االقتصادية السعودية العدد ‪ 5975‬بتاريخ‬


‫‪1431/3/5‬ه ‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫ليلعب ويعوض خسارته‪ ،‬كما يؤكد أحد طالب اجلامعة أبنه يلعبها يف‬
‫وقت فراغه مع اصدقائة مقابل مبالغ مالية أو املراهنة على شراء‬
‫الساندويتشات أو املشروابت الغازية‪ ،‬ويقضى فيها وقتا طويال ويتهرب‬
‫من أسئلة أهله إببالغهم أنه يدرس مع أصدقائه‪.1‬‬

‫هذه مناذج لبعض اإلعالانت عن أسعار ما يسمى ابلفيش اخلاصة بلعبة البوكر على موقعي‬
‫(فيس بوك)‪ ،‬و(ماي سبيس)‪.‬‬

‫ويذكر (ع‪.‬أ) صاحب أحد مقاهي اإلنرتنت أبن أعمار الشباب الذين‬
‫ميارسون تلك األلعاب ترتاوح بني ‪ 30- 18‬سنة منهم من يلعب البوكر‬
‫يف املوقع مع أصدقاء من دول خمتلفة ومنهم من َييت بصحبة أصدقاءه‬
‫للعب فيها‪ ،‬وميضون أكثر من ‪ 7‬ساعات يوميا وأضاف "ال أستطيع منع‬
‫الزابئن من ممارسة هذه اللعبة ابعتبارها حرية شخصية من انحية و ابب‬

‫‪ 1‬مقتطف من حتقيق بعنوان (انتشار البوكر بني طلبة اجلامعات واملدارس) أجرته سهري‬
‫جرادات نشر يف صحيفة الغد األردنية بتاريخ ‪2008/9/1‬م‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫رزقي من انحية أخرى‪ .‬بينما يقول صاحب مقهى انرتنت(م‪.‬د) ال أحد‬
‫من شباب هذا اجليل َييت إىل املقهى لتصفح االنرتنت بقصد العلم و‬
‫الثقافة بل على العكس يعتربونه وسيلة ربح فهم يرحبون من لعبة البوكر و‬
‫أان أربح منهم حيث أن الشباب يقومون حبجز الكومبيوترات قبل فرتة من‬
‫الزمن و يدفعون ضعف األجر فرتة الليل بسبب الضغط الشديد على‬
‫االنرتنت‪ .‬وتذكر اخلبرية االجتماعية وداد املصري‪ :‬أبنه من الصعب على‬
‫الوالدين معرفة ما إذا كان أح ٌد من أبنائهم من ضحاي القمار االلكرتوين‬
‫خصوصا عند ضعف الرقابة من جهتهم‪ ،‬وأضافت املصري إن هذه اللعبة‬
‫قد تؤدي لإلصابة أبمراض نفسية منها عدم قدرته على التوقف عن‬
‫ممارسة املقامرة وابلتايل سيعاين من شعور بعدم االستقرار والتهيج‬
‫النفسي‪ ،‬كما أن أضرارها ال تتوقف على اخلسائر املادية بل تتعداه إىل‬
‫أضرار اجتماعية فهي هتدد الوقت وتعزل الفرد عن عامله والزوج عن‬
‫زوجته والطالب عن دراسته وهنا ال بد من تدخل األهل وفرضهم الرقابة‬
‫الالزمة‪.1‬‬

‫‪ 1‬مقتطف من حتقيق بعنوان (انتشار لعبة البوكر يف مقاهي اإلنرتنت‪ ،‬مقامرة برداء التسلية)‬
‫أجرته احملررة ميس بركات‪ ،‬نشر على موقع سوري اإلخباري التعليمي ‪http://syria-‬‬
‫‪.news.com/edu/index.php‬‬
‫‪85‬‬
‫ويف حتقيق نشرته جريدة األهرام املصرية يقول كاتب التحقيق تبدأ اللعبة‬
‫أبن تدخل علي موقع الفيس بوك وتبحث عن كلمة بوكر وبعد أن تدخل‬
‫تسجل بريدك اإللكرتوين‪ ،‬وبعد مخس ثوان يقوم املوقع مبنحك‪2000‬‬
‫دوالر افرتاضي لتبدأ اللعب‪ ،‬هناك قائمة تضم جمموعة من الطاوالت علي‬
‫كل منها جيلس‪ 9‬أشخاص يبدأ اللعب مببلغ من‪ 100‬دوالر وختتار‬
‫الطاولة اليت تريد أن جتلس عليها وفقا للمبلغ الذي معك‪ ،‬وعلي الطاولة‬
‫هناك أشخاص حقيقيون جيلسون معك بنات وأوالد من خمتلف أحناء‬
‫العامل‪ ،‬وعلي هامش الصفحة هناك موقع للدردشة اليت تفتح الباب‬
‫للكالم واحلوار بني الالعبني والفائز يف هذه اللعبة هو من يستطيع أن‬
‫يكسب الالعبني الثمانية املوجودين معه على نفس الطاولة وهو ما‬
‫يستغرق العديد من الساعات وبعدها ينتقل الالعب إيل الطاولة األخرى‬
‫األكرب ومع كل مبلغ حيققه الالعب ينال لقبا من األرنب إيل احلصان أو‬
‫األسد أو الوحش حىت يصل إيل املليون دوالر‪ ،‬ويتواصل اللعب والتشويق‬
‫والندماج إيل أن يصل حد القمار وتظهر األموال احلقيقية بشكل غري‬
‫مباشر والن اللعبة ختلق نوعا من اإلدمان يف عملية الربح أو اخلسارة‬
‫فالرابح يريد املزيد واخلاسر يريد التعويض وهنا يبدأ القمار الفعلي حيث‬
‫تتم عمليات بيع للفيشات واألموال االفرتاضية مقابل أموال حقيقية‪ ،‬يتم‬

‫‪86‬‬
‫الدفع عن طريق بطاقة االئتمان‪ .‬وحيكي أحد الالعبني جتربته اخلاصة‬
‫فيقول‪:‬‬

‫دخلت يف مخس ثوان تسلمت‪ 2000‬دوالر وجلست علي احدي‬


‫الطاوالت اخلاصة ابهلواة‪ ،‬وجدت أكثر من‪ 14‬شخصا اعرفهم شخصيا‬
‫يلعبون‪ ،‬بدأت ألعب كسبت يف البداية وضاعفت املبلغ مرتني يف نصف‬
‫ساعة‪ ،‬انتقلت من طاولة إيل أخري‪ ،‬ومتكن من مضاعفة املبلغ إيل‬
‫‪ 100‬ألف دوالر يف مخس ساعات الربح مغر جدا خاصة يف ظل حتقيق‬
‫مكاسب‪ ...‬فاآلن لدي‪ 500‬ألف دوالر بدأ احملاداثت (الدردشة) تنهال‬
‫علي والرسائل واهلداي‪ ،‬حىت تبادل أرقام اهلواتف اليت تنتهي مبكاملة تطلب‬
‫فيها مبلغا سلفا لتواصل اللعب مع وعود برد السلفة يف حالة املكسب‪،‬‬
‫ولكين قررت أن أبيع‪ ،‬فبعت‪ 300‬ألف دوالر بكارت شحن جوال‪ ،‬ويف‬
‫الوقت الذي قررت فيه االنسحاب من اللعبة بعد أن أمضيت أكثر من‪9‬‬
‫ساعات علي االنرتنت ولعبة البوكر خسرت‪ 100‬ألف دوالر (افرتاضية)‬
‫فقررت أن أكمل اللعب حىت أعوض ما خسرته ومابني الربح واخلسارة‬

‫‪87‬‬
‫والدردشة مع الالعبني انقضي نصف الليل وخرجت خاسرا قبل شروق‬
‫الشمس‪.1‬‬

‫‪ 1‬حتقيق أجراه احملرر أمحد الزهري بعنوان (الفيس بوك‪ ،‬صالة قمار مفتوحة) ونشر يف جريدة‬
‫األهرام املصرية بتاريخ ‪1431/4/27‬ه ‪.‬‬
‫‪88‬‬
89
‫مناذج ملا حتويه األلعاب إلكرتونية من أفكار ومشاهد‬

‫كما أسلفت وذكرت يف الصفحات السابقة من هذا الكتاب من حجم‬


‫الفساد يف كث رري من تلك األلعاب‪ ،‬اليت ال يتورع منتجوها عن فعل أي‬
‫شيء يف سبيل احلصول على أكرب قدر من األموال وحتقيق مز ر‬
‫يد من‬
‫األرابح واملكاسب املادية‪ ،‬وال يكتفي ألئك الصناع بتلك املكاسب بل‬
‫ميتد مههم ألمور أخرى كثرية خمتلفة سواء ما كان منها يهمهم مباشرة أو‬
‫تلك املطامع اليت أتيت إبيعاز من جهات أخرى ومن أسوأ املخالفات‬
‫والرسائل اخلفية اليت تبثها تلك األلعاب اخلرافة والشركيات املأخوذة من‬
‫ما كان يدين به اإلغريق قدمياً وقلدهم الرومان قبل بعثة عيسى عليه‬
‫السالم حيث كان هلم آهلة للنار وإله للحب وإله للمطر وللبحار وللقوة‬
‫وغريها (تعاىل هللا عما يقولون علواً كبرياً) وأتيت سلسلة ألعاب ما يسمى‬
‫أبسطورة زيلدا ‪ The Legend of Zelda‬من إنتاج شركة‬
‫نينتيندو‪ ،‬واليت بيع منها ما يزيد على (‪ )47‬مليون نسخة‪ ،‬كشاهد على‬
‫دخول اخلرافة والشركيات يف تلك األلعاب‪ ،‬حيث تدور قصة اللعبة يف‬
‫عامل هايرول (‪ )Hyrule‬اخليايل‪ ،‬حيث هبط منذ زمن بعيد ثالث آهلة‬
‫وأسست ما يسمى بعامل هايرول الذي تدور أحداث اللعبة فيه‪ ،‬وتلك‬
‫‪90‬‬
‫اآلهلة‪ِ :‬دن (‪ )Din‬إله القوة بيديها‪ ،‬خلقت أرض هايرول يف بداية‬
‫الزمن‪ .‬انيرو (‪ )Nayru‬إله احلكمة‪ ،‬استخدمت حكمتها اإلهلية على‬
‫األرض وخلقت السماوات لتعطي العدل والنظام للعامل‪ ،‬وإلرشاد الناس‬
‫يف غياب اآلهلة‪ .‬فارور (‪ )Farore‬إله الشجاعة‪ ،‬نشرت قواها يف‬
‫هايرول خللق كائنات شجاعة لتتبع العدل‪ .‬وكانت شركة إليكرتونيكس‬
‫آرتس ‪ EA‬قد قررت أال تقوم بتوزيع لعبة دانتيز إنفرينو ‪Dante’s‬‬
‫‪ Inferno‬يف الشرق األوسط واليت جتسد ملحمة الكوميدي اإلهلية‬
‫الشعرية اليت ألفها الشاعر اإليطايل دانيت أليغريي ‪ ،‬واليت تتمحور قصتها‬
‫املثرية للجدل حول حماربة الشياطني (ويقصد هبم املسلمني ورموزهم) عرب‬
‫حلقات اجلحيم التسعة‪ .‬ومنذ بدء اللعبة يظهر بطلها انقشاً على كفه‬
‫الصليب ومن يقاتل فهو يقاتل ابسم عباد الصليب‪ ،‬ويعلق على تلك‬
‫اللعبة أحد جمربيها فيقول‪ :‬شاهدت ألعاابً فيها صلبان لكن حلظات‬
‫وخيتفي‪ ،‬لكن يف هذه اللعبة يستمر أمام عينيك وال خيتفي أبداً‪ ،‬ويعلق‬
‫أخر فيقول‪ :‬يعجز لساين عن الك الم مب آ حتتويه هذه اللعبة من إهاانت‬
‫للمالئكة وملك املوت بشكل أخص‪ ،‬ولألنبياء (حممد‪ ،‬وعيسى) عليهم‬
‫السالم مجيعاً ابإلضافة إىل اإلهاانت املوجهة للمس لمني‪ .‬وتدور قصة‬
‫اللعبة حول حماربة املسلمني والقضاء عليهم مجيعاً مبا فيهم أبرز الرموز‬

‫‪91‬‬
‫اإلسالمية كالرسول عليه السالم وصالح الدين وغريهم‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫االنتقال إىل السماء وحماربة ملك املوت الذي أخذ حبيبة البطل ومشاهد‬
‫أخرى كثرية ال يصح التطرق إليها‪ ،‬واإلشكال أن مثل هذه اللعبة ورغم‬
‫منعها يف املنطقة إال أن إبمكان أبنائنا الوصول إليها من خالل اإلنرتنت‬
‫أو من خالل النسخ املقرصنة اليت تدخل بطرق غري مشروعة‪ ،‬وهنا أعيد‬
‫وأؤكد على أمهية الرتبية والتوجيه املقرون ابلضبط واحلزم واملتابعة الدائمة ‪.‬‬

‫أما الشيء الذي ال أجد تفسرياً له فهو قيام شركة سوين إبدراج خلفية‬
‫موسيقية إلحدى لعباهتا تدعى (ليتل بيج بالنيت) ‪Little Big‬‬
‫‪ Planet‬مشتملة على ر‬
‫آيت قرآنية‪ ،‬مث قامت مبصادرة اللعبة بعد أن‬
‫ر‬
‫احتجاجات واسعة من قبل املسلمني يف خمتلف أحناء العامل ومعىن‬ ‫القت‬
‫هذا أن اللعبة وصلت إىل كل مكان وعملية سحبها أو مصادرهتا جاءت‬
‫من ابب ذر الرماد يف العيون‪ .‬ويعلم هللا أين حني شاهدت اللعبة‬
‫واستمعت خللفيتها أنفة الذكر‪ ،‬مل أجد تفسرياً لتصرف سوين إال احلماقة‬
‫اليت ليس هلا حدود‪ ،‬رغم ما حيمله ذلك التصرف من مضامني وإشارات‬
‫سلبية إال أهنا أساءت لشركة سوين قبل كل شيء‪ .‬وهذه مل تكن املرة‬
‫األوىل فقد سبقها أيضاً يف شهر مايو ‪2008‬م قيام شركة فيز اإلعالمية‬
‫ومقرها سان فرانسيسكو األمريكية الناشر ابللغة اإلجنليزية لسلسلة‬
‫‪92‬‬
‫مغامرات جوجو الياابنية (‪) JoJo's Bizarre Adventure‬‬
‫إبظهار صورة ألحد األشخاص وهو يقرأ القرآن ويقول‪ :‬إن القرآن َيمر‬
‫ابلقتل‪ ،‬وهنا أجد العذر ألقتل‪ ،‬مث يضحك‪ .‬وبعد أن القت الشركة‬
‫احتجاجات من مسلمني من خمتلف أحناء العامل قامت ابالعتذار سحب‬
‫العدد وأوقفت إصدار النسخة اإلجنليزية ملدة عام كامل حيث صدرت‬
‫النسخة احلادية عشر منها يف ابريل ‪2009‬م‪.‬‬

‫واحلرب على املسلمني يف بعض تلك األلعاب ومن يقف خلفها ال‬
‫تتوقف عن حد‪ ،‬فهي تصور املسلمني يف مواقف كثرية ابإلرهابيني‬
‫واألعداء الذين جيب التخلص منهم‪ ،‬ومن خالل ممارسة الشاب املسلم‬
‫لتلك األلعاب يكتسب دون وع ري منه حمبة أعداء املسلمني ويتعاطف‬
‫معهم ألنه كما قلنا وأثبتت الدراسات اليت أشرت إليها سلفاً أن ما‬
‫يتعامل معه الطفل أو املراهق يف العامل االفرتاضي يسعى لتطبيقه على‬
‫أرض الواقع‪ ،‬وهلذا هناك العديد من األلعاب اليت تصور احلرب يف‬
‫أفغانستان والعراق وتشجع ممارس اللعبة على قتل األعداء ومتنحه مزاي‬
‫إضافية كلما قتل أو خرب شيئاً خيص أولئك األعداء (والذين هم يف واقع‬
‫األمر إخوانه املسلمني)‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫مشهد يف إحدى األلعاب ولكي يصل الالعب إىل مرحلة أعلى جيب أن يقتل أفغاين‪.‬‬
‫واأللعاب من هذا النوع كثرية وآخرها ‪ Medal of Honor‬الصادرة يف اكتوبر ‪2010‬م‬

‫ولكنه ال يلتفت إىل ذلك‪ ،‬وألن الواليت املتحدة تسعى لتسخري اإلعالم‬
‫ليخدمها يف حتقيق أهدافها يف أحناء العامل مبا فيه العامل اإلسالمي‪ ،‬فقد‬
‫قامت شركة أتومك غيمز ‪ Atomic Games‬األمريكية‬
‫املتخصصة إبنتاج األلعاب احلربية‪ ،‬إبنتاج لعبة حول حرب الفلوجة أمستها‬
‫(ستة أيم يف الفلوجة) تستند على ما حدث يف نوفمرب عام ‪2004‬م‬
‫حبيث تصور اجلنود األمريكيني يف مواجهة األعداء املتمردين من العراقيني‪،‬‬
‫وبعد عن اللعبة قامت العديد من اجلهات ابنتقاد الشركة وحذرت من أن‬
‫ذلك سيرتتب عليه ردود أفعال غاضبة وستعيد لألذهان بشاعة ما حل‬
‫ابلفلوجة وأهلها عندما أجتاح اجليش األمريكي تلك املدينة بغرض‬
‫استعادة السيطرة عليها والقضاء على من أمسوهم ابملتمردين وتسبب ذلك‬
‫‪94‬‬
‫االجتياح يف مقتل ما ال يقل عن ستة آالف مدين عراقي‪ ،‬هذا السيناريو‬
‫يد من ردود األفعال دعا شركة كوانمي ‪Konami‬‬ ‫املستقبلي وخشية مز ر‬
‫الياابنية الشريك والناشر لتلك اللعبة إىل أن تعلن انسحاهبا منها‪ ،‬ورغم‬
‫ذلك فقد أعل نت الشركة األمريكية أهنا سوف تطلق اللعبة يف وقت‬
‫الحق‪.1‬‬

‫أما اخليار اآلخر‪ ،‬حسبما يرى املراقبون‪ ،‬فهو أن يكون املقاومون‬


‫العراقيون يف مواجهة اجلنود األمريكيون ولكن ذلك سيثري جدال أكرب‬
‫داخل الواليت املتحدة نفسها‪ ،‬وعلى شركة “اتوميك قيمز” أن تفكر‬
‫ابألمر ملياُ ق بل إصدارها للعبة اجلديدة املتوقع بعد عام من اآلن‪ ،‬ال‬
‫سيما وأنه قد حكم على رقيب أمريكي بتهمة قتل مدين عراقي غري‬
‫مسلح يف تلك األحداث‪ ،‬أما التحدي اآلخر الذي تواجهه الشركة فهو‬
‫إنتاج لعبة مسلية تستند إىل أحداث حرب بشعة‪.‬‬

‫هذه بعض األفكار اليت تسعى بعض الشركات املنتجة لبعض تلك‬
‫األلعاب متريرها لتلقاها ممارسي تلك األلعاب يف خمتلف أحناء العامل مبا‬
‫فيهم الشباب املسلم‪ ،‬رغبة من تلك الشركات بتحقيق أهداف كثرية من‬

‫‪www.atomic.com‬‬ ‫‪ 1‬أعلنت الشركة عزمها على إطالق اللعبة يف موقعها على اإلنرتنت‬
‫‪95‬‬
‫وراء نشر تلك األفكار اهلدامة والعنصرية جتاه اإلسالم ورموزه واليت‬
‫بطبيعة احلال ختدم جهات معادية ما فتئت تسعى ومنذ قيام الدولة‬
‫اإلسالمية يف املدينة املنورة وحىت اآلن إىل تقويضها وإفساد أهلها‬
‫والتحريض عليهم والصد عن سبيل هللا بكافة السبل واألساليب‪ ،‬ولكن‬
‫هيهات إبذن هللا أن يتأتى هلم ذلك وقد أخرب هللا مبكرهم وعاقبة ذاك‬
‫ين َك َف ُروا‬ ‫ِ ِ‬
‫املكر يف العديد من اآليت القرآنية ومنها قوله تعاىل‪{ :‬إن الذ َ‬
‫ص ُّدوا َعن َسبِ ِيل اّللِ فَ َسيُ ِنف ُقونَ َها ُمث تَ ُكو ُن َعلَي ِهم َحسَرًة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يُنف ُقو َن أَم َوا َهلُم ليَ ُ‬
‫ِ‬
‫ين َك َف ُروا إِ َىل َج َهن َم ُحي َش ُرو َن} وقوله تعاىل‪{ :‬يُِر ُ‬
‫‪1‬‬
‫يدو َن أَن‬ ‫ُمث يُغلَبُو َن َوالذ َ‬
‫‪2‬‬
‫ورهُ َولَو َك ِرَه ال َكافُِرو َن}‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يُط ِف ُؤوا نُ ِ ِ ِ ِ‬
‫ور اّلل أبَف َواههم َو ََي َب اّللُ إال أَن يُتم نُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور اّلل ِأبَف َواه ِهم َواّللُ ُمت ُّم نُوِرهِ َولَو َك ِرَه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقوله تعاىل‪{ :‬يُِر ُ‬
‫يدو َن ليُطف ُؤوا نُ َ‬
‫ال َكافُِرو َن}‪ 3‬وسعيهم إلطفاء نور هللا ال يتوقف على الدين بل يطال أهل‬
‫ذلك الدين ومحاته من املسلمني وخاصة الشباب منهم وهلذا فهم ال‬
‫يبغون لنا خرياً من خالل ترويج ذلك احملتوى املخالف جلميع الشرائع‬
‫السماوية لعله كما ظنوا (خابوا وخسروا) أن يكون بديالً ملا آتنا هللا من‬

‫‪ 1‬اآلية (‪ )36‬سورة األنفال‬


‫‪ 2‬اآلية (‪ )32‬سورة التوبة‬
‫‪ 3‬اآلية (‪ )8‬سورة الصف‬
‫‪96‬‬
‫ين‬ ‫ِ‬
‫فضله ونوايهم ورغباهتم تلك يظهرها قول املوىل عز وجل‪{ :‬ما يَ َوُّد الذ َ‬
‫ني أَن يُنَ زَل َعلَي ُكم ِمن َخ رري ِمن ربِ ُكم‬ ‫ِ‬ ‫َك َفروا ِمن أَه ِل ال ِكتَ ِ‬
‫اب َوالَ ال ُمش ِرك َ‬ ‫ُ‬
‫ِ ِ ‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص بَِرمحَته َمن يَ َشاء َواّللُ ذُو ال َفض ِل ال َعظيم} أما هدفهم‬ ‫َواّللُ َخيتَ ُّ‬
‫وغايتهم وجل مسعاهم فهو أن هنجر ديننا وأن نتخلى عنه ونستبدل‬
‫ود‬
‫نك اليَ ُه ُ‬
‫ضى َع َ‬ ‫ديانهتم به كما يبني لنا ربنا سبحانه يف قوله‪َ { :‬ولَن تَر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫ص َارى َحىت تَتبِ َع ملتَ ُهم قُل إِن ُه َدى اّلل ُه َو اهلَُدى َولَئ ِن ات بَ ع َ‬ ‫َوالَ الن َ‬
‫ك ِم َن اّللِ ِمن َوِريل َوالَ نَصري}‬
‫ِ ر ‪2‬‬
‫اءهم بَع َد ال ِذي َج َ‬
‫اءك ِم َن العِل ِم َما لَ َ‬ ‫أَه َو ُ‬
‫وهللا أسأل أن ال ينسى بنو مليت خاصة فئة الشباب منهم معىن البقاء بال‬
‫نصري وما فيه من اهلوان والضياع والنكوص إىل حقبة من الزمن ال يرغب‬
‫يف عيشها بشر وقد كنا كذلك ويصور حالنا إذ ذاك قوله تعاىل‪:‬‬
‫اس‬ ‫يل ُّمستَض َع ُفو َن ِيف األَر ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َختَافُو َن أَن يَتَ َخط َف ُك ُم الن ُ‬ ‫{ َواذ ُك ُروا إذ أَنتُم قَل ٌ‬
‫ات لَ َعل ُكم تَش ُك ُرو َن}‪ 3‬ومن هذا‬ ‫فَآوا ُكم وأَي َد ُكم بِنَص ِرهِ ورزقَ ُكم ِمن الطيِب ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َ‬
‫املنطلق وجب علينا التيقظ لكل ما َيتينا من أفكار وثقافات تدخل يف‬

‫‪ 1‬اآلية (‪ )105‬سورة البقرة‬

‫‪ 2‬اآلية (‪ )120‬سورة البقرة‬

‫‪ 3‬اآلية (‪ )26‬سورة األنفال‬

‫‪97‬‬
‫ظل غفلة منا وهي يف حقيقتها معاول يستخدمها أعدائنا ضمن‬
‫خمططاهتم لتقويض هذا الدين العظيم‪ ،‬وهذا ما مل ولن حيصل حبول هللا‪.‬‬

‫‪98‬‬
99
‫جدول يوضح مناذج أللعاب يتم تداوهلا بني شبابنا وما حتتويه تلك األلعاب‬
‫من مشاهد حبسب تصنيف ‪ESRB‬‬

‫‪SAW‬‬
‫دماء‪ ،‬وعنف شديد‪ ،‬الفاظ بذيئة‪ ،‬خمدرات‬

‫‪Dead Rising‬‬
‫دماء‪ ،‬عنف شديد‪ ،‬مشاهد إابحية‪ ،‬معاقرة مخور‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪Grand Theft Auto: San Andreas‬‬
‫مشاهد دموية‪ ،‬مشاهد عنف‪ ،‬مشاهد إابحية‪ ،‬ألفاظ بذيئة‪ ،‬مشاهد جنسية‪ ،‬استخدام‬
‫خمدرات‪ ،‬سرقة سيارات‪ ،‬وهذه اللعبة واحدة من أخطر األلعاب وأكثرها إفساداً وتدريباً على‬
‫القتل منعت يف كث رري من البلدان وهي من أكثر األلعاب انتشاراً بني شبابنا رغم أهنا ممنوعة يف‬
‫األسواق إال أهنا تباع للصغار واملراهقني من قبل العمالة اآلسيوية‪.‬‬

‫‪Manhunt 2‬‬
‫حتتوي على مجيع املشاهد السيئة اليت ميكن ختيلها واليت ال ميكن ختيلها وتوصف أبهنا أكثر‬
‫لعبة عنف عرفها عامل األلعاب اإللكرتونية وتقدم ملستخدميها عشرات الطرق يف كيفية القتل‪،‬‬
‫سواء ابستخدام الرصاص‪ ،‬ابستخدام احلبل شنقاً‪ ،‬ابستخدام األكياس البالستيكية خنقاً‪ ،‬أو‬
‫ابستخدام املناشري‪ ،‬والسواطري‪ ،‬والسكاكني‪ ،‬واحلرق‪ ،‬وغريها الكثري‪ ،‬كما أهنا تشجع على‬
‫مقت رجال األمن وتدرب على كيفية التعدي عليهم‪ ،‬وقتلهم‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫‪Peak Entertainment Casinos‬‬
‫لعبة قمار من خالل اإلنرتنت وميكن حتميلها على اجلهاز مباشرة‪( .‬البد أن أشري هنا إىل أن‬
‫مجيع املواقع املخصصة للعب القمار حمجوبة يف اململكة)‪.‬‬
‫هذه مناذج حملتوى مئات اآلالف من األلعاب املنتشرة يف األسواق سواء ما كان منها يباع‬
‫عالنية أو بطرق غري مشروعة‪.‬‬

‫وهذا بيان أخر يوضح جمموعة أخرى من تلك األلعاب وما حتتويه من مشاهد فاسدة‪.‬‬

‫‪102‬‬
103
‫حلول ومقرتحات وتوصيات‬
‫‪)1‬عدم الغفلة عن األبناء‪ :‬وهي أهم نصيحة أوجهها لآلابء وأؤكد من‬
‫خالهلا على هاجسهم األول املتمثل بفلذات األكباد‪ ،‬وإين على يقني‬
‫على حرصهم واهتمامهم‪ ،‬وإال ما كتبت حرفاً من هذا الكتاب‪ ،‬ولكن‬
‫دوري هنا تنبيه بعض أولياء األمور إىل ما يف بعض تلك األلعاب من‬
‫حل يف وقتنا الراهن إال اهتمامهم وعدم غفلتهم عن‬ ‫مفاسد‪ ،‬ليس من ر‬
‫أبنائهم‪ ،‬وأن يتعرفوا على نوعية األلعاب اليت ميارسون‪ ،‬واألهم أن حيددوا‬
‫أوقات اللعب‪ ،‬حبيث ال يزيد وقت اللعب عن ساعتني ولو وصل إىل‬
‫ثالث ساعات كأقصى حد فلن يكون هناك مشكلة خاصة يف أوقات‬
‫العطل الرمسية‪ ،‬كما أن على اآلابء أن ال يرتددوا يف منع أبنائهم من اقتناء‬
‫بعض األلعاب غري املناسبة واليت حتتوي على مشاهد ترفضها األسرة‪ ،‬وقد‬
‫حيتج بعض األبناء أبن زمالءه ميارسون نفس األلعاب وأنه حىت لو منع‬
‫منها يف املنزل فسوف ميارسها يف منازل أصدقائه‪ ،‬وهنا جيدر أبولياء‬
‫األمور أن يكونوا حازمني جداً مع تلك املطالب وأن ال يستجيبوا إليها‬
‫حىت لو أدى األمر هبم إىل عدم ذهاب االبن إىل أولئك الزمالء‪ ،‬أو أخذ‬
‫االتفاق معهم على عدم ممارسة تلك األلعاب يف أي مكان أخر فما هو‬
‫ممنوع هنا غري مسموح به يف أي مكان أخر‪ ،‬ويذكر الكاتب ابتريك‬
‫‪104‬‬
‫فينس‪ :1‬أن الغالبية العظمى من اآلابء مينعون أطفاهلم ممن دون (‪)17‬‬
‫سنة من ممارسة العاب مصنفة إىل أهنا للكبار فقط‪ .‬كما أن بعض صغار‬
‫السن قد يدعي أن والديه مينعون عنه األلعاب املمتعة حبجة أهنا غري‬
‫مناسبة‪ ،‬وهذا غري صحيح وعلى اآلابء التنبه لذلك ففي حمالت االلعاب‬
‫اإللكرتونية أعداد ال أبس هبا من تلك املناسبة ألطفالنا ومراهقينا‪.‬‬

‫‪)2‬التثقيف واملطالعة حول ما يتعلق ابأللعاب اإللكرتونية‪ :‬من املهم‬


‫على اآلابء أن يثقفوا أنفسهم يف هذا اجملال‪ ،‬وال أطالبهم بتعلم اللعب‬
‫وممارسته مع أبنائهم فهذا وإن كان أمراً جيداً إال أنه ال يروق للكثريين‬
‫منهم وكاتب هذه السطور أحدهم حبكم انشغايل وبدالً من ذلك ميكن‬
‫التعرف على بعض اإلمكاانت املوجودة يف منصات اللعب‬
‫كالباليستيشن‪ 3‬واإلكس بوكس وغريها خاصة ما يتعلق بوسائل محاية‬

‫‪ Patricia Vance 1‬رئيس جملس تصنيف الربامج الرتفيهية )‪ (ESRB‬وهي منظمة غري رحبية‬
‫هتتم بتصنيف األلعاب اإللكرتونية موقعها على اإلنرتنت )‪ (www.ESRB.org.‬وهلا‬
‫مصداقية كبرية جداً على مستوى العامل وهي مرجعية يف تصنيفها لكث رري من الشركات العاملة‬
‫يف هذا احلقل‪ .‬وما أوردته مقتطف صغري من مقالة له بعنوان األبوة يف العامل الرقمي نشرت‬
‫يف موقع ‪Video Game Special Edition‬‬

‫‪105‬‬
‫صغار السن‪ ،‬حيث يوجد يف مجيع األجهزة ما يسمى ابلرقابة األبوية‬
‫)‪ (parental control‬ميكن لآلابء أن يضبطوا اجلهاز على‬
‫مستوى حمدد من تصنيفات اللعب يف خاصية اآلمان يف اجلهاز مبجرد‬
‫التأشري عليه فلن يستطيع الطفل أو غريه تشغيل أي ألعاب أعلى من‬
‫التصنيف احملدد إال إبدخال كلمة املرور وإليك بعض اخلطوات اليت ميكن‬
‫أن تستخدمها يف الباليستيشن‪ 3‬وبقية األجهزة تشبهها يف آلية العمل‪:‬‬

‫‪-2‬ادخل قائمة اإلعدادات‬ ‫‪-1‬اذهب إىل القائمة الرئيسية‬


‫‪ Settings menu‬وهذه القائمة يتوجب‬ ‫‪ main menu‬وعادة ما تظهر هذه‬
‫عليك حتريك يد اجلهاز إىل اليسار حىت‬ ‫القائمة يف الصورة مبجرد تشغيل جهاز‬
‫تظهر قائمة اإلعدادات‪ .‬وتضم جمموعة كبرية‬ ‫الباليستيشن‪ .3‬وميكنك طلب ذلك من‬
‫من القوائم منها قائمة إعدادات األمان اليت‬ ‫احملل الذي اقتنيت منه اجلهاز أو‬
‫هتمنا يف اخلطوة التالية‪.‬‬ ‫االستعانة مبن لديهم اخلربة واملعرفة‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫‪-4‬ادخل إىل الرقابة األبوية‬ ‫‪-3‬ادخل إعدادات اآلمان‬
‫‪Parental Control‬‬ ‫‪Security Settings‬‬

‫‪-6‬بعد الدخول ستالحظ وجود قائمة على‬ ‫‪-5‬سيطلب منك إدخال كلمة املرور‬
‫اليمني مكونة من ‪ 11‬مستوى اخرت (‪)1‬‬ ‫‪ password‬وعادة ما تكون‬
‫شديد الرقابة (‪ )11‬رقابة أقل أو )‪(off‬‬ ‫)‪ (0000‬مع العلم أنه من املهم‬
‫بدون رقابة مع مالحظة أنه كلما ارتفع الرقم‬ ‫تغيريها وهذا ما سوف أتطرق إليه يف‬
‫كلما قلت الرقابة‪.‬‬ ‫اخلطوات التالية‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫‪Restrict starting a game with no parental control‬‬
‫‪settings‬‬
‫الحظ هنا أنك بعد أن خترج من قائمة املستويت ستأتيك هذه العبارة‪ ،‬ضع عالمة صح‬
‫على املربع مث موافق مث اضغط على عالمة إكس )‪ (X‬يف جهاز التحكم للخروج من‬
‫الرقابة األبوية واذهب للشاشة التالية‪ .‬وهذه العبارة تعين منع تشغيل أي ألعاب ال حتمل‬
‫تصنيف معتمد‪ ،‬وابملناسبة فهناك العديد من البلدان اليت تعتمد شركة سوين تصنيفاهتا يف‬
‫أجهزهتا مثل الواليت املتحدة وحىت دوالً مثل اتيالند وابكستان لديها تصنيفات معتمدة‬
‫ولكن مع األسف ال يوجد دولة عربية واحدة هتتم بتلك التصنيفات رغم أمهيتها اليت‬
‫تطرقت إىل شيئاً منها يف سالف هذا الكتاب‪.‬‬

‫‪-8‬مث يطلب منك إدخال رقم سري جديد‬ ‫‪-7‬اذهب إىل قائمة تغيري الرقم السري‬
‫مكون من أربعة أرقام أدخله وسيطلب أتكيد‬ ‫‪ change password‬وهي‬
‫الرقم أعد إدخال نفس الرقم السري اجلديد مث‬ ‫موجودة يف قائمة األمان‪ ،‬وميكنك تغيريها‬
‫اضغط ‪ enter‬الحظ أين أدخلت رقم‬ ‫قبل الدخول إىل قائمة الرقابة األبوية‪ .‬غري‬
‫‪ 1431‬وهي ابملناسبة سنة إعداد هذا‬ ‫الرقم وسيطلب منك إدخال الرقم السري‬
‫الكتاب‪.‬‬ ‫القدمي )‪(0000‬‬

‫‪108‬‬
‫‪)3‬إجياد البدائل املناسبة من األلعاب واليت تتوافق مع معتقدان‬
‫ومبادئنا‪ :‬وهذا لن يتأتى إال من خالل توطني صناعة األلعاب‬
‫اإللكرتونية واملسألة ليست بتلك الصعوبة اليت قد تتبادر ألذهان بعضنا‪،‬‬
‫ولنأخذ األمر بطريقة حتليلية ملتطلبات تلك الصناعة اليت حتتاج إىل نفس‬
‫املتطلبات اليت حتتاجها صناعة السينما والرسوم املتحركة ولكن األهم من‬
‫ذلك كله الدعم املعنوي واملادي وفوق ذلك استشعار املسئولية‪ .‬واحلقيقة‬
‫أن توطني تلك األلعاب ليس ابألمر الصعب‪ ،‬وكل ما هو مطلوب بداية‬
‫استقدام بعض املختصني يف هذا اجملال ولن تكلف مرتباهتم الشيء الكثري‬
‫مقارنة مبقدار الفائدة اليت سنجنيها من توظيفهم ويف مقدمتها إنتاج‬
‫العاب مناسبة لثقافتنا ولشريعتنا ابإلضافة إىل تدريب شبابنا من هواة‬
‫هذه احلرفة ومن مث توطينها ولن أابلغ أن قلت تصدير تلك األلعاب إىل‬
‫العامل أبسره يف املستقبل القريب إبذن هللا‪ .‬ومن ابب العلم ابلشيء فإن‬
‫اإلحصائيات األخرية تشري إىل هبوط مرتبات العاملني يف حقل صناعة‬
‫األلعاب اإللكرتونية يف السنوات األخرية لتصل إىل حوايل (‪ )300‬ألف‬
‫ريل سنويً للمربمج‪ ،‬وأقل من (‪ )270‬ألف ريل سنويً ابلنسبة للفنانني‬
‫ورسامي الصور املتحركة‪ ،‬و(‪ )260‬ألف ريل ابلنسبة للمصممني‪،‬‬
‫و(‪ )281‬ألف ابلنسبة للمنتجني‪ ،‬و(‪ )307‬آالف ريل ابلنسبة لفنيي‬

‫‪109‬‬
‫الصوت‪ .1‬وكشاهد على اهتمام الدول بتوطني هذه الصناعية كتب‬
‫الفريد هريميدا (ليب يب سي أون الين)‪ :‬أبنه إن كانت لديك فكرة‬
‫جديدة لتطوير العاب الفيديو يف فرنسا‪ ،‬فستجد يد الدولة متتد إليك‬
‫ابملساعدة‪ ،‬حيث تقدم احلكومة الفرنسية ‪ 4‬ماليني يورو (‪ 2.9‬مليون‬
‫جنيه إسرتليين) ملساعدة مطوري األلعاب يف حتويل أفكارهم إىل حقيقة‪.‬‬
‫وقال فيليب بوتونيت احمللل مبعهد جوبيرت لألحباث يف ابريس‪ :‬حاولت‬
‫احلكومة إعطاء دفعة لإلنرتنت‪ ،‬كما حتاول اآلن أن تفعل ذلك مع قطاع‬
‫األلعاب‪ .‬وهتدف األموال اليت تقدمها احلكومة إىل تشجيع تنمية‬
‫املهارات للحصول على أفكار جديدة لأللعاب واستخدام تكنولوجيا‬
‫اإلبداع‪ .‬وتدفع احلكومة الفرنسية حنو ‪ %40‬من تكلفة اللعبة‪ ،‬ومن املهم‬
‫مالحظة أن احلكومة الفرنسية لن تقدم منحا لأللعاب العنيفة أو‬
‫اإلابحية‪ ،‬وابملناسبة فهذا ليس حكراً على فرنسا فقط بل إن هناك‬
‫العديد من البلدان اليت تدعم هذه الصناعة منها كوري اجلنوبية‪ ،‬ومعظم‬
‫الدول األوروبية‪.‬‬

‫‪ 1‬مأخوذ من تقرير بعنوان (كم من املال ميكن أن تكسب يف عامل صناعة األلعاب‬
‫اإللكرتونية) نشر يف موقع كواتكو ‪kotaku.com‬‬
‫‪110‬‬
‫‪)4‬رفع مستوى وكفاءة ذوي االختصاص‪ :‬سواء من املراقبني أو احملققني‬
‫أو القضاة ملعرفة خماطر تلك األلعاب واحليل اليت يستخدمها بعض الباعة‬
‫ومروجي األلعاب املخالفة من ذوي النفوس الضعيفة وطرقهم يف نشر‬
‫وترويج تلك النوعية من األلعاب ابستخدام كافة األساليب غري املشروعة‬
‫ومن ذلك قيامهم إبدخال بعض األلعاب املصنفة على أهنا للكبار فقط‬
‫ومن مث بيعها على صغار السن ممن مل تتجاوز أعمارهم عشر وسبع‬
‫سنوات‪ ،‬وقيامهم أحياانً بتزييف التصنيف املوضوع على اللعبة وتبديله‬
‫بدالً من أن يكون التصنيف للكبار فوق (‪ )18‬سنة يتم تغيريه إىل‬
‫تصنيف أخر حبيث يكون مناسباً جلميع األعمار مبن فيهم األطفال دون‬
‫سن املدرسة كما هو واضح يف الصورة املصاحبة فينخدع بذلك حىت‬
‫بعض اآلابء الغيورين ممن حيرصون على اصطحاب أطفاهلم عند شراء‬
‫تلك األلعاب‪ ،‬وهنا تظهر أمهية رفع مستوى الوعي لدى املسئول قبل‬
‫غريه ليستشعر اخلطر الكامن الذي صار يتهدد جمتمعه وليكون قادراً على‬
‫التعامل مع تلك املعضلة من حيث البحث والتحري والتحقيق وسن‬
‫القوانني املنظمة لتداول وممارسة تلك االلعاب‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫تقوم بعض العمالة بتغيري تصنيف اللعبة من خالل تعديله يف برامج الرسوميات وتعديله من‬
‫لعبة مناسبة للبالغني )‪ (18+‬إىل لعبة مناسبة للجميع )‪ (E‬كما فعلت أان يف الصورتني‬
‫كنموذج ابستخدام أحد برامج الرسومات‪.‬‬

‫‪)5‬بذل اجلهود الالزمة اليت تشجع على عمل الدراسات والبحوث‪:‬‬


‫ملعرفة حقيقة ما وصل إليه احلال ابلنسبة ملمارسي تلك النوعية من‬
‫األلعاب ومدى تغلغل الشغف مبمارستها يف نفوسهم وما نسبة من وصل‬
‫هبم األمر واستفحل حىت أثر على حياهتم بكافة جوانبها‪ ،‬مع أمهية فتح‬
‫العيادات املتخصصة يف معاجلة هذا النوع من اإلدمان واالستفادة من‬
‫جتربة اآلخرين الذين سبقوان إىل ذلك‪ ،‬فهم قد قاموا بعمل الدراسات‪،‬‬
‫ووضع التصنيفات املالئمة لشرائعهم وثقافاهتم‪ ،‬ومنع بعض األلعاب من‬
‫دخول أسواقهم‪ ،‬وفتح العيادات املتخصصة ملعاجلة املدمنني من شباهبم‬
‫وكل ذلك ابلتأكيد مل َييت ارجتاالً وال جبهود أفراد بل تقف خلفه‬
‫مؤسسات ويدعم من قبل احلكومات يف تلك البلدان وحنن يعلم هللا‬
‫‪112‬‬
‫أوجب علينا من غريان االهتمام هبذا املوضوع الذي صار يفتك بشبابنا‬
‫وحيرضهم على أفعال وتصرفات تتعارض مع تعاليم ديننا احلنيف‪،‬‬
‫وأضرارها النفسية واألسرية واالجتماعية واالقتصادية كثرية تطرقت لشواهد‬
‫منها‪.‬‬
‫‪)6‬وضع تصنيفات واضحة لتلك األلعاب‪ :‬وهذا يتطلب منا اإلسراع‬
‫يف تكوين فريق أو جلنة خمتصة من اجلهات املعنية أو حىت من املتطوعني‬
‫لوضع معايري وتصنيفات واضحة لتلك األلعاب وما حتتويه خاصة أن‬
‫كثرياً من الدول سبقت إىل ذلك ومنها الواليت املتحدة اليت ما إن رأى‬
‫الغيورون على جمتمعاهتم هناك وملسوا حجم األضرار املتأتية من ر‬
‫عدد كبري‬
‫من تلك األلعاب‪ ،‬خاصة ما يتعلق ابنتشار األلعاب العنيفة اليت يباع‬
‫منها ماليني النسخ سنويً وتشكل خطراً على اجملتمعات أبسرها‪ ،‬إال‬
‫وقاموا وعلى رأسهم عضو الكونغرس األمريكي السيناتور جو ليربمان‬
‫‪ Joe Lieberman).‬يف عام ‪1993‬م ابملطالبة إبنشاء هيئة تعىن‬
‫بتقييم تلك األلعاب قبل طرحها يف األسواق ووضع إشارة على علبة‬
‫اللعبة ملساعدة أولياء األمور ملعرفة حمتوى اللعبة والعمر املناسب ملن يلعبها‬
‫ولتثقيفهم حول نوعية األلعاب اليت سيستخدمها األطفال يف الرتفيه عن‬
‫‪113‬‬
‫أنفسهم‪ ،‬ويف السنة التالية مت إنشاء ما يسمى هبيئة تصنيف وسائل الرتفية‬
‫‪(Entertainment Software Rating‬‬ ‫اإللكرتوين‬
‫) ‪ Board‬ويرمز هلا ب )‪ (ESRB‬وهي هيئة غري رحبية ميكن زيرة‬
‫موقعها على اإلنرتنت لالستعالم عن أي لعبة ومدى مالئمتها لألطفال‪.‬‬
‫وإين أمتىن حقيقة أن يتم تشكيل جلنة من اجلهات املختصة هلذا املسعى‬
‫أو أن تتبىن إحدى اجلهات مسألة إنشاء موقع مشابه خيدم األهايل يف‬
‫اململكة العربية السعودية وبقية البلدان العربية توضع به تصنيفات شبيهه‬
‫بتصنيفات املوقع األمريكي مع مالحظة أن ما هو مناسب للمجتمع‬
‫األمريكي ليس ابلضرورة يكون مناسباً جملتمعنا فلدينا شريعة إسالمية ال‬
‫تقبل مبشاهدة مناظر العري وال ابلتعاطي مع بيئات يعاقر أهلها أو‬
‫الالعبون هبا اخلمور وهو ما ترتضيه األعراف والشرائع الغربية وقد تصنف‬
‫بعض تلك األلعاب اليت تشتمل على مشاهد كتلك أبهنا مناسبة‬
‫للجميع‪ ،‬وإن كانت متشددة صنفتها على أهنا مناسبة للكبار والبالغني‬
‫فقط‪ ،‬أما شريعتنا اإلسالمية السمحة فال أتذن بتلك املشاهد وال تسمح‬
‫هبا على اإلطالق ومن هنا تربز أمهية أخذ مسألة اجلدية يف إنشاء املوقع‬

‫‪114‬‬
‫بعني االعتبار خلدمة األسرة املسلمة ولتربئة الذمة أمام هللا سبحانه وتعاىل‬
‫خاصة وأن هذا النوع من األلعاب َيمنه كثري من الناس ويظنون أبنائهم‬
‫يف مأمن حني ميارسوه غري مدركني العواقب الوخيمة اليت قد جتلبها بعض‬
‫أو معظم تلك األلعاب على األسرة واجملتمع أبسرمها‪ .‬وقد قمت بتسجيل‬
‫اسم نطاق الرتفيه اآلمن ‪.com www.t-amin.com‬الرتفيه‪-‬اآلمن‪.‬‬
‫‪ www‬لعل وعسى أن يتم يف املستقبل القريب التعاون مع إحدى‬
‫اجلهات إلنشاء موقع تكون مهمته نشر كل ما يتعلق بوسائل الرتفيه من‬
‫أخبار وتقارير وحتقيقات وبيان اجلديد والنافع واملفيد والتحذير من الضار‬
‫واملخالف ملبادئ ديننا ومعتقدان وال يكون حكراً على األلعاب‬
‫اإللكرتونية فقط بل يشمل كافة وسائل الرتفيه املختلفة خاصة القنوات‬
‫الفضائية املوجهة لألطفال واملراهقني ابإلضافة إىل اهلواتف اجلوالة وما‬
‫يندرج حتتها من ملفات ترسل عرب البلوتوث وأجهزة البالك بريى واآلي‬
‫فون وما شاهبها‪ ،‬كما سيكون هناك اهتمام مبواقع اإلنرتنت املوجهة لتلك‬
‫الفئة من اجملتمع وبيان الوسائل اآلمنة اليت ميكن من خالهلا احلد من‬
‫خطر تلك التقنيات على اجملتمع املسلم بعمومه إن شاء هللا‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫وسالم على خامت‬
‫ٌ‬ ‫وآخر دعواان أن احلمد هلل رب العاملني وصالةٌ‬
‫األنبياء واملرسلني نبينا حممد وعلى آله وزوجه وصحبه ومن تبعهم‬
‫إبحسان أفضل صالةٍ وأزكى سالم‪.‬‬
‫ٍ‬

‫‪116‬‬
‫صدر للمؤلف‬

‫‪ ‬كتاب األمن واإلجراءات الوقائية اليت اختذهتا اململكة‬


‫ملكافحة اجلرمية‪.‬‬
‫‪ ‬كتاب سبع طرق مثالية لتنمية مفرداتك اإلجنليزية‪.‬‬
‫‪ ‬كتاب مخسمائة كلمة من أكثر املفردات اإلجنليزية شيوعاً‬
‫واستخداماً‪.‬‬
‫‪ ‬كتاب حوار مع اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ ‬كتاب هكذا أفكر‪.‬‬
‫‪ ‬كتاب كما وصلتين‪ 300 ،‬رسالة من بريدي اخلاص‪.‬‬

‫‪117‬‬

You might also like