Professional Documents
Culture Documents
الله
1
سلسلة ما هو الحق؟
الخاتيار
في ضوء كلمة
الله
يوسف رياض
طبعة أولى
2001
3
الخاتيار في ضوء كلمة الله
المؤلف :يوسف رياض
3ش أنجه مكتبة الخاوة : ييطُللبَ من
هانم -شبرا – مصر ت5792284 :
brethren_pub@writeme.com بريد الكتروني:
65ش نخلة المطُيعي – تريومف : مصرالجديدة وفروعها:
ت2904003 :
السكندرية 6 :ش الفسطُاط – كليوباترا
ت364406: 6 :ش الجيش المنيا
أسيوط 21 :ش عبدالخالق ثروت ت342028 :
ومن المكتبات المسيحية الكبرى
طبع بمطُبعة الخاوة بجزيرة بدران
رقم اليداع2783/2001 :
ISBN 977-321-033-9 الترقيم الدولى:
4
محتويات الكتاب
9 مقدمة
11 نظرة تاريخية للقضية
بلجايوس وهرطقته -أرمينيوس الهولندي -
الكلفينية مقابل الرمينيوسية -العقيدتان في
مواجاهة -نقاط الضعف ونقاط القوة
5
37 الكل من الله
الدعوة العامة والدعوة الملزمة -النسان هو
موضوع التغيير ل واسطُته -البادئ هو الله -
عطُايا النعمة
6
73 ت عيسو
ت يعقوب وأبغض ي
أحبب ي
معنى »أبغضت عيسو« -سلطُان الله
وعدله -لماذا أحبَ الله يعقوب؟ -لماذا
أبغض الله عيسو؟
7
هل يمكن أن أعرف أني مختار؟
105
مؤمنو تسالونيكي -مختار ومختارة -
علمات الخاتيار -تثبيت الخاتيار -ماذا
بالنسبة لك؟
8
135 نظر لنا شيئا ا أفضل
المجد والحبَ -الحمل والفداء -القصد
والنعمة -وعد الحياة البدية -حكمة الله
المكتومة -سر المسيح -قمة المقاصد
161 الختام
9
مقدمة
هذا الكتاب ،وهو ضمن سلسلة “ما هو الحق” ،يتحدث عععن
أحععد الموضععوعات المهمععة فععي الكتععاب المقععدس ،أعنععي بهععا
“حقيقة الخاتيار” .وهي يتعتبر من أسمى الحقائق التي أعلنهععا
الوحي الكريم ،إذ ل علقة لها بالنسععان أو اسععتحقاقه أو حععتى
تفكيره ،بل هي مرتبطُة بمقاصد الله الزألية وعطُاياه بالنعمععة
للذين عرفهم وأحبهم في الزأل ،الععذين هععم مععدعوون حسععبَ
قصده.
ولقد شعرت من أحاديثي مع بعض إخاوتي المؤمنين بأهمية
الكتابة في هذا الموضوع ،فحقيقة الخاتيار بالسف حقيقة غير
مفهومععة مععن الكععثيرين مععن المععؤمنين ،ومفععترى عليهععا مععن
بعضهم ،وذلك رغم أنها واردة بوضوح في كلمة الله.
ولقد رأيت ،ليمكن فهم الموضوع بصورة أفضععل ،وتغطُيتععه
من جاوانبه المتعععددة ،أن أبععدأ الكتععاب بفصععول تشععتمل علععى
نظرات استهللية ،تتبعها فصول أخارى عن المسععائل الجدليععة،
وما أكثرها ،ثععم أنتقععل مععن الجععدليات إلعى الجععانبَ التعليمععي،
وأخايرا ا نصل إلى قمة الموضوع فععي الفصععول الثلثععة الخايععرة
9
للكتاب.
فععي النظععرات السععتهللية نتحععدث عععن نظععرة تاريخيععة
للقضية ،ثم عن مطُلق سلطُان اللععه ،ومطُلععق عجععز النسععان
وفساده الكلي .وكيف تداخال الله بنعمته المطُلقععة لخلصععنا.
وفعي المسعائل الجدليعة تحعدثنا ععن التوفيعق بيعن نعمعة اللعه
ومسؤولية النسان ،وعن ذنبَ غيععر المختععارين ،وعععن موقععف
الشرار من تلك الحقيقة المجيععدة .ثععم عرجانععا للحععديث عععن
بعض المور الشائكة ،مثععل اليععة» :أحببععت يعقععوب وأبغضععت
عيسععو« ،وأيضععا ا تقسععية الععرب لقلععبَ فرعععون .ثععم إجاابععة
السؤال :هل عيين الله أناسا ا للهلكا؟
ثععم انتقلنععا مععن الجععدليات إلععى الجععانبَ التعليمععي لتلععك
الحقيقة ،لتوضيح ما هو الخاتيععار ومععا ليععس هععو .وهععل يمكععن
للنسان معرفة إن كان مختارا ا أم ل .ومنها تحدثنا عن الفارقا
الكبير بين الخاتيار الن فععي نععور العهععد الجديععد والخاتيععار فععي
الزأمنة السابقة .وكان ل بععد أن نتعععرض لبعععض العتراضععات
على الخاتيار ونرد عليها.
وأخايرا ا وصلنا إلععى ذروة الموضععوع بععأن تحععدثنا عععن ماهيععة
المسععيحية ،وذلععك تمهيععدا ا للوصععول إلععى المعنععى الحقيقععي
للخاتيار ،من خالل الحديث عن المقاصععد اللهيععة الععواردة فععي
الحلقات الخمععس الذهبيععة فععي روميععة :8عع ،30-28ثععم قمععة
المقاصد كما ترد في اليات الولى من الرسالة إلى أفسس.
وطلبتي إلى الله أن يجعل هذا الكتاب ليس فقط مسععاعدا ا
10
لكثيرين لمعرفة تلك الحقيقة الجوهرية في الكتاب المقععدس،
بععل أيضععا حععافزا ا للمععؤمنين علععى المزيععد مععن حيععاة القداسععة
والخدمة والفرح والشكر ،وأن يقود كل نفس مخلصععة وباحثععة
عن الحق إلى المخلص الوحيد في زأمان النعمة ،قبل أن يغلق
الباب.
يوسف رياض
السكندرية
يناير 2001
11
نظرة تاريخية للقضية
1
الخاتيار هو إحدى الحقائق الكتابيععة الععتي كععثر فيهععا الجععدل
على مدى تاريخ الكنيسععة .وسععنذكر فععي هععذا الفصععل فكععرة
سريعة عن هذا الحوار والخلف الذي أثير حول هذه الحقيقععة،
قبل أن نتحدث عن فكر الكتاب المقععدس فععي هععذا الموضععوع
المهم.
بلجايوس وهرطقته
يحتفظ لنا تاريخ الكنيسة البععاكر بععذكر هرطقععة تحمععل اسععم
“الهرطقة البلجايععة” ،نسععباة إلععى صععاحبها وه و راهععبَ أيرلنععدي
اسمه بلجايوس ظهر فععي أواخاععر القععرن الرابععع وأوائععل القععرن
الخامس الميلدي .هععذا الشععخص أنكععر عجععز النسععان الكلععي
وفساد طبيعته التام ،ونادى بأن لدى النسان قوة داخالية لعمععل
الخيععر والوصععول إلععي أعلععى درجاععات القداسععة .وكمععا أنكععر
بلجايوس هذا سقوط النسععان وفسععاده التععام فقععد أنكععر أيضععا ا
عمععل الععروح القععدس فععي النفععس باعتبععاره الطُريععق الوحيععد
11
للخلصا ،ونعمة الله فععي نظعره مجععرد نعداء للنسععان ليمععارس
أفضل ما عنده من نحو الله .إن النسععان فععي نظععر بلجايععوس
يولد في حالة البراءة ،مثل آدم في الجنععة ،وبالتععالي فقععد أنكععر
أيضا ا مب دأ وراثعة الخطُيعة معن آدم .كعل معا فعي المعر أن آدم
بسقوطه أعطُى ذريته قدوة سععيئة .ومععن الجععانبَ الخاععر فععإن
المسيح وحياته هما النموذج المثل للخير والصععلح .لكععن قبععل
المسيح كان هناكا أشععخاصا تممعوا النععاموس الدبععي ،وآخاععرون
بعده ألهمهععم المسعيح بمثععاله أن يسععلكوا طريععق الكمعال ،وأن
يدلوا غيرهم من بعدهم على الطُريق ذاته.
هذه خالصة ما نادى به بلجايوس في هرطقته .ولكععن شععكرا ا
لله الذي عنده دائما ا أبطُاله الذين يدافعون عن الحق :فلما طلع
آريييوس ببععدعته الشععهيرة الشععريرة أقععام اللععه أثناسيييوس
السييكندري ،ثععم لمععا ظهععر بعععده بلجايييوس ،أقععام الععرب
أغسطينوس .1والرب يجيهز البطُال للمأمورية التي يعلم هععو
مسبقا ا أنهم سيقومون بهعا .فلعم يكعن أحعد مناسعبا ا للعرد علعى
بلجايععوس أكععثر مععن أغسععطُينوس الععذي اخاتععبر منتهععى الفسععاد
الدبي ،كما اخاتبر نعمة الله التي ليس لها حدود .فإذ يقول واحد
إن النسان خايير بطُبيعته ،فلن تجد من هو أنسبَ للرد عليععه مععن
12
13 نظرة تاريخية للقضية
أرمينيوس الهولندي
ل يكف الشيطُان أبععدا ا عععن تشععويه الحععق وإفسععاد التعليععم
الصحيح .ولهذا فإننا نجد في أقوال الباء فععي تاريععخ الكنيسععة
الكثير مما يؤيد أفكار بلجايوس هذا ،إلعى أن نصعل إلعى أوائعل
القععرن السععابع عشععر ،حيععث قععام راهععبَ مععن هولنععدا اسععمه
أرمينيوس ،نادى بتعععاليم مفادهععا أن النسععان ليععس فاسععدا ا
تماما ا بحيث يستحيل عليه قبول اليمان للخلصا ،ول هو تحععت
سيطُرة الله المطُلقة بحيث ل يقدر أن يرفض نعمته .وإذ ركز
على مسؤولية النسان ،فقد أمسى تعليم الخاتيار في مفهومه
ل يزيد عن كون الله كلي العلععم ،ويعععرف مسععبقا ا موقععف كععل
إنسان .ولمعرفته موقععف البشععر مععن النعمععة واليمععان فقععد
اخاتار من سوف يؤمن به ،ولم يخت لبر الباقين.
خص أتباع أرمينيوس أفكععار معلمهععم بعععد مععوته فععي
ولقد ل ي
نقععاط تتضععمن العععتراض علععى خامسععة أشععياء هععي :مطُلععق
سلطُان اللعه فعي الخاتيعار ،وعجععز النسععان التععام ،ومحدوديعة
الكفارة ،وفعالية نعمة اللععه وتأثيرهععا الكيععد ،ثععم ضععمان مركععز
القديسين وثباتهم.
13
الخاتيار 14
14
15 نظرة تاريخية للقضية
ويرفض الخطُأ.
النقطة الكلفينييية الثانييية :اخاتيععار اللععه مطُلععق وغيععر
مشروط ،ومبني علي مطُلق سععلطُان اللععه ،ول يتوقععف علععى
شيء في النسان .وفى مقابل ذلك فإن الفكر الرمينيوسععي
يقول إن الخاتيار مشروط :بمعنععى أن اللععه اخاتععار الععذين كععان
يعرف بسابق علمه أنهم سوف يؤمنون.
النقطة الكلفينية الثالثة :محدودية الكفارة :بمعنى أن
المسيح مات لكي يفدي المختارين فقط )مر ،(45 :10وحمل
خاطُايا المؤمنين به دون سواهم ،وتحمل عقوبععة الخطُيععة بععدل ا
من بعض الخطُاة دون غيرهم .وبعد أن حمل المسيح عقوبععة
خاطُايا هؤلء الخطُاة ،فقد أعطُاهم الله اليمان ليؤمنععوا بعمععل
ابنه لجالهم .وفي مقابل ذلك كان أرمينيوس وأتباعه يعيلمععون
مععا بععذل
أن الكفارة عامة ،وتشععمل العععالم أجامععع ،والمسععيح ل ي
نفسه ،بذل نفسه فدية لجال الجميع )1تي .(6 :2
النقطة الكلفينية الرابعة :هي نعمععة اللععه الععتي ل ت يععلرد
وجاهععاد الععروح القععدس الععذي ل ي يقععاوم .فعنععدما يتععدخال اللععه
بالنعمة ،وكذلك عندما يعمععل الععروح القععدس فععي الخععاطئ ،ل
يقدر هذا النسان أن يرفض تلك النعمة أو يتجاهل عمل الروح
القدس فيه .وفى مقابل ذلك فإن أرمينيوس وأتباعه ييعل يمععون
أن النعمة يمكن أن يتقالوم ،وأن عمل الروح القدس ممكععن أن
ييرفض.
النقطة الكلفينية الخامسة :هي أن مركز المؤمن ثععابت
15
الخاتيار 16
16
17 نظرة تاريخية للقضية
17
الخاتيار 18
يسقط مععن النعمععة ، ول يمكن أن يهلك أحععد د مععن الضم
وفعععي هعععذه الحالعععة المختععععععارين فععععععي الزأل ان
يهلك. والمدعوين في الزمان. البد
ي
العقيدتان في مواجاهة
ي عن البيان أننا لسنا ملتزمين السععير وراء هععذا الفريععق
غن ي
أو ذاكا ،ول أن نتقيد بأفكار فريق دون الخار ،ول أن ندافع عععن
معلم أو مذهبَ ،لكننا ملزمون أن نؤمن ونتمسععك بمععا تعلمععه
كلمة الله دون سواها ،وذلك بمقارنة كل أقوال الكتاب معععاا ،ل
آيات معينة تسند فكرا ا دون باقي اليات.
وبحسععبَ فهمنععا لكلمععة اللععه يمكننععا القععول إن لكععل مععن
الفريقين أخاطُاءه .فمثل ا مسألة محدودية الكفععارة فععي الفكععر
الكلفيني غير صحيحة ،لن كفارة الله شاملة للعالم أجامع )1يو
.(2 :2لكن لن هذا ييخرجانا عن موضوع الكتاب ،وهو الخاتيار،
لذلك سنقصر الحديث على النقطُة الثانية من النقاط الكلفينيععة
الخمس.
الخاتيار بالنسبة للفكر الرمينيوسععي هععو اخاتيععار مشععروط،
فالله اخاتار قوما ا بناء على سبق معرفته لقبععول هععؤلء لنعمتععه
وشعورهم بالحاجاة لخلصه .أي أن الله اخاتار من علم بسابق
علمه أنهععم بمحععض إرادتهععم سععيختارون المسععيح .وبكلمععات
18
19 نظرة تاريخية للقضية
على عكس ذلك تماما ا يقف الفكر الكلفيني .فهو ينادى أن
اخاتيار الله لبعض الناس مبني على مطُلق سععلطُان اللععه 1ل
مطُلق علمه فحسبَ .إذ ليس علععى أسععاس أي شععيء فععي
النسععان كالتوبععة واليمععان بنععى اللععه اخاتيععاره للنسععان ،بععل
بععالعكس فععإن اللععه يعطُععي عطُيععة اليمععان للععذين اخاتععارهم.
فاليمان في الشخص جااء نتيجة للخاتيار وليس سببا ا لععه،
وبالتععالي فععإن اخاتيععار اللععه للخععاطئ ،وليععس اخاتيععار الخععاطئ
للمسيح ،هو السببَ الحقيقي للخلصا.
يتطُرف بعض الكلفينيين ويعيلمون أن الله أيضا ا في سلطُانه اخاتار أشخاصععا ا 1
للهلكا ،كما اخاتار غيرهم للخلصا .وهو فكر غير صحيح ،وسوف نرد عليه في
الفصل العاشر.
19
الخاتيار 20
20
21 نظرة تاريخية للقضية
الخلصة
توجاد اليوم في المسععيحية عقيععدتان بالنسععبة لموضععوع الخاتيععار:
العقيدة الكلفينية والعقيدة الرمينيوسععية .وفععي ِكلتععا العقيععدتين
نقاط ضعف ونقاط قوة .أما نقاط القوة فهي في ما تمسكت به
من أقوال الكتاب الصريحة .أما نقاط الضعععف فهععي مععا أنكرتععه
نتيجة استنتاجاات الذهن البشععري .لقععد تمسععك الفكععر الكلفينععي
وبشدة بنعمة الله ،وحسنا ا فعل .كما تمسك الفكر الرمينيوسععي
بمسؤولية النسان ،وهو مععا يشععدد عليععه فعل ا الكتععاب المقععدس.
لكن الرمينيوسيين أخافقوا عندما أنكروا اخاتيار الله المطُلق غيععر
المشروط ،كما أخافق الكلفينيون عندما نادوا بععأن اللععه عي يععن فعي
الزأل أناسا ا للهلكا البدي.
21
مطُلق سلطُان الله
2
حقيقة الخاتيار العتي نتحععدث عنهعا فععي هععذا الكتععاب وثيقعة
الصلة بحقيقة أخارى جاوهرية وهامة هي حقيقة سععلطُان اللععه.
ولقد قال أحدهم إنه ليس عسيرا ا على النسان أن يتصور الله
في أي مكان إل فوقا الععرش! فهعو يقبعل بعالفطُرة أن يكعون
الله في الورشة ،صانعا ا يتقن العالمين بكلمة ،أو في المزرعععة
يمد خاليقته بأزأمنة مثمرة ويمل قلوبنا طعاما ا وسععروراا ،أو فععي
الكنيسة يتقيبل تعبدنا وسجودنا وتقععدماتنا .وهععم يقععرون معنععا
أنه هو الحامل لكل الشياء بكلمة قدرته .أما عندما نقول إنععه
يجلس فوقا العرش ،يفعل ما يشاء في جانععد السععماء وسععكان
الرض ،فهذا ما يلقعى اعتراضعا ا معن قِلبعل بعضعهم فيمعا ييبعدي
الخارون تحفظاتهم عليه.
ترى »ماذا يقول الكتاب« في هذا المر؟
21
)مز » ،(3 :115كل ما شاء الرب صنع في السماوات وفى
الرض ،في البحار وفى كل اللجج« )مز ،(6 :135وأيضععا ا إنععه
»رب السععماء والرض« )أع ،(24 :17وبالجامععال »هععو رب
الكل« )أع .(36 :10
ت أنععى يلوم الله النسان الشرير في المزمور قائ ا
ل» :ظننعع ل
مثلك« )مز .(21 :50لكن ماذا نقول عندما يظن النسان أن
الله أقل منه! فمع أن كثيرين يعتقدون أن للنسان حريععة لأن
يختار الله أو يرفضه ،فإن منهم من يرفض العتقاد فععي حريععة
الله أن يختار من يشاء!! وبينما هععم ل ينكععرون حععق الخععيزاف
ن
فععي الطُيععن أن يشععكل مععن كتلععة واحععدة مععا يشععاء مععن أوا ر
ن للهععوان ،فععإنهم ينكععرون حععق الخععالق علععى
للكرامععة وأوا ر
خاليقته!
أما جاماهير التقياء فإنهم مع داود النععبي يقولععون» :لععك يععا
رب العظمة والجبروت والجلل والبهاء والمجد ،لن لييك كييل
ملك وقد ارتفعت رأسييا ا
ما في السماء والرض .لك يا رب ال ي
على الجميع ،والغنععى والكرامععة مععن لععدنك وأنععت تتسلط
على الجميع« )1أخ ،(11،12 :29ومع أيوب البععار يقولععون
»أمعا هعو فوحعده فمعن يععرده؟ ونفسععه تشععتهى فيفععل« )أي
.(13 :23
الله الذي نتعبد له هو الله الجالس علي العرش ،المتسلط
في مملكة الناس ،وليس الخادم لعوازأهم أو لمزجاتهم .كان
نبوخاذنصععر هععو الملععك العظععم فععي كععل تاريععخ أزأمنععة المععم،
22
23 مطُلق سلطُان الله
المهيمن
لقد سمح الله بععدخاول الخطُيععة ،ومععا زأال يسععمح بحععدوثها،
لكنه مسيطُر عليها ،وفي النهاية يحول الكل لمجده .وهذا مععا
23
الخاتيار 24
1هذه الية بحسبَ حاشية ترجامة داربي النجليزية تعني أن الله يجعل غضععبَ
النسان يحمده ،وأما بقية الغضبَ )أي ما يتجاوزأ الحدود ،ويععرى اللععه بسععابق
علمه أنه لن يمجده( فإنه يحجزه.
24
25 مطُلق سلطُان الله
ت النهاير يا رب،
»كرسيك مثبته منذ القدم .منذ الزأل أنت .رفع ب
ت النهاير صولتها .ترفع النهار عجيجهععا .مععن أصععوات ميععاه
رفع ب
علييى أقييدر« )مععز
كثيرة ،من غمار أمواج البحر ،الرب في ال ع
ت يصععير
.(4-2 :93وفي العهد القديم يقول الرب» :كما قصععد ي
ت يثبعععت« )إش .(24 :14وفعععي العهعععد الجديعععد
وكمعععا نعععوي ي
1
ي كل سلطان
يقول الرب يسوع المقام من الموات» :يدفع إل ي
في السماء وعلي الرض« )مت .(18 :28
وهيا بنا الن في جاولععة سععريعة فععي الخليقععة الواسعععة مععن
حولنا ،لنعرف شيئا ا عن العظمة والسلطُان اللذين ييتصف بهما
ذاكا الععذي يحصععي شعععور رؤوسععنا ،كمععا يحصععي عععدد
الكواكبَ؛ الذي بأمره يسقط العصفور من السماء وتقوم
المبراطوريات على الرض!! وسنرى كيف أن سلطُان الله
هو سلطُان مطُلق على الكل ،من أسمى المخلوقات إلى أدناها.
رد :فل يمكن تجاهله أو رفضه.
وهو سلطُان ل يي ل
1وهاكا المزيد من الشواهد الكتابية التي تؤكد هذه الحقيقية عينهععا :دا نيععال
35 :4؛ أفسس 11،22 :1؛ إشعععياء 11-9 :46؛ مزمععور 3 :115؛ 6 :135؛
رومية .20،22 :9
25
الخاتيار 26
ولقد خالق الله النسان ،لكن آدم سععرعان مععا عصععى اللععه.
فما الذي حدث؟ حقا ا كم كععان سععهل ا وميسععورا ا عنععد اللععه أن
يلشي النسان ،بل والعالم كله ،من الوجاود ،ويخلععق شعععبا ا
جاديدا ا طاهرا ا نقيا ا ل يخطُئ .لكنععه بععدل ذلععك اخاتععار الطُريععق
الكثر تكلفة ،موت ابنه ليفدي البشر ،ثم جاهاد الععروح القععدس
معهععم قائععدا ا إيععاهم للتوبععة ،حععتى مععا يكععون أولئععك المفععديون
جاواهر في إكليله ،يعكسون مجده .وهنا يحتار فكر النسان
أمام صلح الله ورحمته ومطُلق نعمته .لماذا فعععل ذلععك؟
ليس من جاواب سوى أنه قرر أن يكون ذلك كذلك!
ثم انظر إلى السماء من فععوقا ،تجععد »أن نجمععا ا يمتععازأ عععن
نجم 1في المجد« )1كععو .(41، 40 :15لمععاذا؟ مععرة أخاععرى
نقول إنه ليس من تعليععل لععذلك سععوى أن اللععه أراد أن يكععون
ذلك كذلك.
ن
ولنتحول الن إلى بنععي البشععر :فععالله لععم يسععتأذن النسععا ل
أيحبَ أن يأتي إلى الوجاود أم ل ،ول استشععاره أيعن ومععتى ومعاذا
يولد .هل يفضل أن يولد في اللفية الثالثة بعععد المسعيح أم يولععد
قبل الطُوفان؟ في المناطق السععتوائية أو المنععاطق القطُبيععة؟
أن يكون أبيض أم أسود؟ عربيا ا أم أعجمياا؟ ذكرا ا أم أنثى؟
ثم تأمل حياة البشععر :تجععد كيععف يظهععر سععلطُان اللععه فععي
توزأيع بركاته وعطُاياه :فيعطُي بعضهم غنععى وثععروة وبعضععهم
كرامة وسؤددا ا ،وبعضا ا قوة وصععحة ،فيمععا يكععون آخاععرون فععي
1لحظ أن الله لم يخلق الجارام ثم تركها تدور بمجرد قوانين وضعها هو ،بععل
لك ي
ل الشياء بكلمة قدرته« )عبَ .(3 :1 إنه هو »حام د
26
27 مطُلق سلطُان الله
27
الخاتيار 28
28
29 مطُلق سلطُان الله
29
الخاتيار 30
الخلصة
واحد من أمور اللععه غيععر المنظععورة أنععه صععاحبَ سععلطُان مطُلععق ،ل
تحكمععه فععي أعمععاله أيععة قععوانين خاععارج طععبيعته المطُلقععة القداسععة
والصلح .ول يوجاد كائن في الوجاععود يقععدر أن يينععزِل اللععه مععن علععى
عرشه ،وهو ما يسعد قلوب جاميع القديسين .فمععع أنععه مطُلععق اليععد
تماماا ،يفعل ما يشاء في جاند السماء وسكان الرض ،فإنه يفعل ذلك
الظلل،ي من منطُلق طبيعته التي هي نععور ل تشععوبه ذرة واحععدة مععن
ومحبة مطُلقة تبذل بكل سرور وتعطُي بغير حدود.
30
عبودية الرادة
3
ليمكننا فهم حقيقععة الخاتيععار بصععورة أفضععل ،يلزمنععا أنععه كمععا
عرفنا شيئا ا عن الله الذي اخاتار ،نعرف أيضا ا شععيئا ا عععن النسععان
الذي سر الله أن يختاره .1لقد خالق الله النسان مستقيماا ،لكععن
بعد أن سقط النسان في الخطُية لم يعد كمععا خالقععه اللععه .لقععد
صار عبدا ا للخطُية ،كمععا قععال المسععيح فععي يوحنععا » 34 :8الحععق
الحق أقول لكم إن كل من يعمل الخطُية هو عبد للخطُية« .بععل
صار ميتا ا روحيا ا )أف 1 :2؛ لو .(60 :9وبالتالي فل يوجاععد شععيء
يستطُيع النسان أن يعمل لكي يقترب إلى الله .وإن الدعاء بأن
للنسان إرادة حرة ،يقدر بها أن يختار الخيععر وأن يرفععض الشععر،
هو إنكار صريح لكتاب الله وكتععاب الخاتبععار علععي السععواء .فععأن
تتحدث عن إرادة النسان الحرة فععي اخاتيععار المسععيح أو رفضععه،
فهذا يتضمن أن النسان متعادل أمام كل من الخير والشر ،يقدر
1وسوف نذكر أيضا ا في الفصل السادس عشر شيئا ا عععن ذاكا الععذي اخاتارنععا
الله إليه ،لكي به تكتمل أضلع المثلث ،وتتحدد الصورة بأبعادها الثلثععة :اللععه
الذي اخاتار ،والنسان الذي اخاتاره الله ،وإلى أي شيء اخاتاره.
29
أن يميل إلى أيي منهما بالقدر نفسه ،وهذا غير صحيح .لقد صععار
النسان بالسقوط عارفا ا الخير ول يقدر أن يعمله ،وعارفا ا الشععر
ول يقدر أن يمتنع عنه.
مخيير؟
مسيير أم ي
النسان ي
سؤال قديم ما زأالت المناقشات تدور حوله ساخانة :ولعل
السر في عدم حسمه أنه يشبه السؤال :هععل الرمععادي أبيععض
ض ول هععو أسععود. أم أسععود؟ فالحقيقععة أن الرمعادي ليعس أبيعع ل
والنسان ل هو مسيير تماما ا ول هو مخي يععر تمامععاا .فهععو مخي يععر،
لكنه ليس مخييرا ا بل حدود ،أو بصورة مطُلقة .ول يوجاععد كععائن
حر بصعورة مطُلقعة غيعر اللعه وحعده .فحعتى الشعيطُان بكعل
جابروته ليس مطُلق اليد ليعمععل كمععا يريععد :فهععو لكععي يجععرب
أيوب كععان ينبغععي أول ا أن يأخاععذ الذن مععن اللععه ،إذ ل يقععدر أن
يعمععل شععيئا ا للمععؤمن دون إذن مععن الجععالس علععى العععرش.
وحتى الذن الذي أخاععذه كععان محععدوداا ،ومععا كععان يسععتطُيع أن
يتجاوزأ حدوده أبعدا ا )أي 12-6 :1؛ .(6-1 :2وكعذلك الملئكععة
أيضا هم محدودو السععلطُان .حععتى السععرافيم فععي إشعععياء 6
ت للنظر لنععه رقععم النقععص ل
لهم ستة أجانحة ،والرقم ) (6لفِ د
الكمععال .الرقععم ) (7هععو رقععم الكمععال .والععرب لععم يخلععق
السرافيم بسبعة أجانحة ،نعععم لععم يخلقهععم اللععه ولهععم الحريععة
الكاملة للتحععركا ،أو ليتحركععوا بمطُلععق إرادتهععم .صععحيح هععم
أعظم منا قوة وقععدرة ،ومععع ذلععك فععإنهم فععي النهايععة كائنععات
30
31 عبودية الرادة
31
الخاتيار 32
32
33 عبودية الرادة
33
الخاتيار 34
34
35 عبودية الرادة
35
الخاتيار 36
36
37 عبودية الرادة
1في ترجامة داربي "أيها المعتادون الشر" .وفي الترجامة التفسععيرية وردت
هكذا" :هل يمكعن للثيعوبي أن يغيعر جالعده ،أو للنمعر رقطُعه؟ كعذلك أنتعم ل
تقدرون ان تصنعوا خايرا ا بعد ان ألفتم ارتكاب الشر".
37
الخاتيار 38
الخلصة
النسان بالسقوط صار في حالة العجز الكلععي ،ل يقععدر أن يمتنععع
عن الخطُية لو أراد ،مع أنه ل يريد .لقد صار -كما قععال المسععيح
»عبدا ا للخطُية« .بععل صععار ميتععا ا روحيععاا ،والميععت ل يسععتطُيع أن
يعمل شيئا ا ليقترب إلى الله .ولقد أعطُى الله الناموس ،لكن لم
يكن قصد الله من الناموس أن يخلص النسان بواسععطُته ،بععل أن
يعرفه مقدار خاطُيته وعجزه ،ليهرع النسععان إلععى المسععيح :علج ي
الله الوحيد للنسان الخاطئ.
38
الكل من الله
37
الدعوة العامة والدعوة الملزمة
مععن المثععل السععابق أمكننععا أن نفهععم أن هنععاكا دعععوتين
مختلفتين يوجاههما الله إلى البشر :الولى هي دعععوة النجيععل
الحارة لكععل البشععر دون اسععتثناء ،كمععا سنشععرح فععي الفصععل
التعالي ،ويمكععن تسععميتها الععدعوة العامعة .لكععن هنعاكا دعععوة
أخارى بالضافة إلى هذه الععدعوة العامععة لجميععع البشععر يمكععن
تسععميتها الععدعوة الملزمععة .ونريععد الن أن نمععر علععى بعععض
المثلة الكتابية لهذه الدعوة الملزمة والنعمة التي ل ت يلرد:
-1متى العشار :كانت لحظة فاصلة في حياة متى عندما
اجاتازأ يسوع ،وكان متى وقتها جاالسا ا عند مكان الجبايععة،
فنظععر الععرب إليععه نظععرة خااصععة ،ونععاداه قععائل ا لععه:
»اتبعنععي!« .وعلععى الفععور لععبى مععتى النععداء دون أن
يخعالجه أي تعردد ،إذ يقعول العوحي» :فعتركا كعل شعيء
وقام وتبعه« )لو .(27،28 :5لقد وصععلت هععذه الكلمععة
لشخص كان روح الله قد هييأ قلبععه .ومععع أنععه كععان فععي
مكان الطُمع ،ومع أن الثراء العريض كان أمامه ،والمال
الععوفير كععان بيععن يععديه ،لكععن عنععدما بلغتععه دعععوة اللععه
الملزمة تركا الكل وتبع المسيح.
-2زأكا رئيس العشارين :صورة أخاععرى لهععذه الععدعوة
الملزمة نجدها في قصة زأكا رئيس العشارين من مدينة
أريحا )لوقا .(19لقد كان زأكا خااطئا ا مشععهوراا ،محبععا ا
للمال ،وجاشعاا .لكن مقاصد الله كععانت أن يخلععص هععذا
38
39 الكل من الله
39
الخاتيار 40
40
41 الكل من الله
41
الخاتيار 42
البادئ هو الله
في ضوء ما ذكرناه سابقا ا ،من الجميل أن نرى كيف يوضح
الععوحي أن الععرب وليععس النسععان هععو البععادئ دائمععا ا بالعمععل.
42
43 الكل من الله
43
الخاتيار 44
عطُايا النعمة
يمكننا من الوحي أن نتتبع العديد من العطُايا الععتي تلقيناهععا
من الله بالنعمة:
-1التوبة والرجاوع :يقععول الرسععول بطُععرس »ليعطُععي
إسرائيل التوبة وغفران الخطُايا« )أع .(31 :5والمر
نفسه عن المم »إذا ل أعطُى الله المم التوبة للحيعععاة«
)أع .(18 :11وأيضا ا يقول الرسععول بععولس »عسععى أن
يعطُيهم الله توبة لمعرفة الحق« )2تي .(26 ،25 :2
-2اليمان والقبال» :إلععى الععذين نععالوا معنععا إيمانييا ا
ثميناا« )2بط .(1 :1وأيضا ا »يوهبَ لكم ..ل أن تؤمنوا
وأيضععا ا »لنكععم بالنعمععة بععه فقععط« )فععي .(29 :1
مخلصون ،باليمان ،وذلك ليييس منكييم ،هععو عطُيععة
الله« )أف .(8 :2فاليمان شيء نلناه ،كما أنه هبة الله
وعطُيته لن ا .ويقعول العوحي »آمعن جاميعع العذين كعانوا
معينيععن للحيععاة البديععة« )أع .(48 :13عع وهععذا معنععاه
ببساطة أنهم آمنوا لنهععم كععانوا معينيععن للحيععاة البديععة.
والعكععس أيضععا ا صععحيح كقععول المسععيح لبعععض اليهععود
44
45 الكل من الله
1ذكر الرسول بطُرس في هذه الية الجميلععة القععانيم الثلثععة :الب ،والععروح
القدس ،والبن» .مختارين بمقتضى علععم اللععه )الب( السععابق فععي تقععديس
الروح )القدس( للطُاعة ورش دم يسوع المسيح )البن(« أو "لطُاعة يسععوع
المسيح ،ورش دمه" .ويرتبط هنا بكل أقنوم مععن القععانيم الثلثععة أداة ربععط
معينععة .فبالنسععبة للب يقععول ) (byبمقتضععى علععم اللععه الب السععابق.
45
يسععوع المسععيح« )1بععط .(1،2 :1لقععد عمععل الععروح
القدس فينا ،مقدسا ا إيانععا للطُاعععة ،كمععا عمععل مععع أبععي
المؤمنين إبراهيم إذ اخاتاره )إش ،(8،9 :41ودعاه )إش
،(2 :51ولهذا قيل »باليمان إبراهيم لمعا يدععي أط اع«
)عبَ .(8 :11
-6الولدة والحياء» :الذين ولدوا ليس من دم ،ول مععن
مشيئة جاسد ،ول من مشععيئة رجاععل ،بععل مععن اللععه« )يععو
فكما لم يكن لنا دخال في ولدتنعا الولعى معن .(13:1
أبوينععا الجسععديين ،هكععذا فععي مسععألة ولدتنععا مععن اللععه.
ويقول الرسععول يعقععوب عععن اللععه »شععاء فولععدنا« )يععع
.(18 :1عع والمر نفسه أيضا ا عن الحياء ،كقول المسععيح
»كذلك البن أيضا ا يحيي من يشاء« )يو ،(21 :5وقععوله
أيضعا ا لنيقوديمعوس »الريععح تهععبَ حيععث تشععاء ،وتسععمع
صوتها ،لكنك ل تعلم من أين تععأتي ول إلععى أيععن تععذهبَ،
هكذا كل من ولد من الروح« )يو .(8 :3
-7الرادة والعمل» :اللععه هععو العامعل فيكععم أن تريعدوا
وأن تعملوا من أجال المسرة« )في .(12 :2
فماذا بقي لي لعمله أنا؟ لقد بقي لنا جاميعا ا شيء واحععد:
فالمقتضى الوحيد الذي جاعل الله يختارنععا هععو علععم اللععه الب السععابق .فععي
تقديس الععروح -بالنجليزيعة ) (throughفالوسععيلة أو الواسععطُة هععي تقععديس
الروح .وبالنسبة لطُاعة يسععوع المسععيح ورش دم ه يسعتخدم أداة الربعط )
(untoوكأنه اخاتارنا لهذا الهدف ،كي نكون مطُيعين ،ل طاعة الناموس بل
من نوع طاعة المسيح بالذات ،وأيضا ا رش دم يسوع المسيح.
46
47 الكل من الله
أن نظل إلى أبد البدين نعظم النعمة ،ونشكر الله بل انقطُاع.
الخلصة
قصة النسان من البداية توضح لنا حقيقته .فمن جاانبَ النسععان
كانت الخطُية ،ثم كان الهروب من الله والخاتباء مععن وجاهععه )تععك
،(3ثم التوغل في البعد عنه )تك .(4أما الله فهو العذي خاطُعط
مشععروع الخلصا فععي الزأل وأتمععه عنععد انقضععاء الععدهور فععي
الصععليبَ ،ثععم حاصععر الععروح القععدس الخععاطئ عنععدما جاععاء دوره
ليؤمن ،وأتى به إلى الله! لقد قرر في الزأل أن يقيم وليمة نعمة
غنيعة للخطُ اة المس اكين ،وقعدم ابنعه الوحيعد فعي ملعء الزم ان
ليكون هو نفسه تلك الوليمة ،ثم أرسععل الععروح القععدس لكععي مععا
يلزمني بالدخاول إلى وليمة نعمته العجيبة.
47
مسؤولية النسان
5
إن ما تحدثنا عنه فععي الفصععول السععابقة ،وهععو الحععق اللهععي
الصععريح ،ل يتعععارض مطُلقععا ا مععع كععون النسععان مسععؤول ا أمععام
قداسة الله المطُلقة التي تكره الخطُيععة وتععدعوه للتوبععة ،وأمععام
نعمة الله العجيبة التي تحبَ الخععاطئ وتععدعوه لليمععان .ويقععرر
الكتاب بأسلوب ل لبععس فيععه أن نعمععة اللععه قععد ظهععرت لجميععع
الناس ،وأنها تقدم خالصا ا لجميععع البشععر .ومععع أن اللععه بالنعمععة
يقدم ذلك الخلصا للجميع ،إل أن هناكا ما ل يحصى من الملييععن
من البشر ل يبالون بهذه العطُية المجانية ،وعنهم تنطُبق كلمععات
الرسول »كيف ننجو نحن إن أهملنا خالصا هذا مقداره ،قد ابتععدأ
الرب بالتكلم به ،ثم تثبت لنا من الذين سمعوا« )عبَ .(3 :2
الدعوة العامة
ذكرنا في الفصعل السعابق أن هنععاكا دععوة ملزمععة يقعدمها
الروح القدس للنفوس التي يريععد أن يحييهععا ،وهععي تلععك الععتي
أمر بها ذلك الداعي الكريععم عنععدما قععال لعبععده» :اخاععرج إلععى
47
الطُرقا والسياجاات وألزمهم1بالدخاول« )لو .(23 :14لكن
هناكا بالضافة إلععى هععذه الععدعوة الملزمععة ،وأسععبق منهععا ،مععا
يمكن أن نسميه الدعوة العامة .وعن هذا ترد كلمععات الملععك
للخععدام فععي مععتى » 9 :22كععل مععن وجاععدتموه فععادعوه إلععى
العرس« .فالله الذي أحبَ العالم ،حتى بذل ابنعه الوحيعد )يعو
،(16 :3الله الذي يريد أن جاميع الناس يخلصون وإلى معرفة
الحق يقبلون )1تي ،(4 :2وجاه دعوته الغنية بالنعمة إلععى كععل
البشر بدون استثناء .إنها شهادة الله المقدمة إلى كل إنسان
في العالم ،والتي قععال عنهععا الرسععول بععولس »الشععهادة فععي
أوقاتها الخاصة« )1تي .(6 :2و“الوقات الخاصععة” فععي هععذه
الية تعني »ملء الزمان« )غععل ،(4 :4أو »انقضععاء الععدهور«
)عبَ ،(26 :9بعد أن اسععتعلن فشععل النسععان تحععت التععدابير
المختلفة ،وتبرهن عجزه المطُلق عن تخليص نفسععه .عنععدها
أرسععل اللععه ابنععه ليفععدي النسععان الثيععم ،وبعععد قيععامته مععن
الموات ،وصعوده إلى السماء ،فقد أتى الروح القدس ليحمل
تلك الشهادة العجيبة لكل النفوس التي في العالم.
هذه الشهادة هي تلك التي يقععدمها المبشععر للنفععوس الععتي
تسمع النجيل .فالمبشر يوصععل دعععوة النعمععة الغنيععة للجميععع
دون تمييعز ،لن أمعر المسعيح هععو »اذهبعوا إلعى الععالم أجامعع،
و»العبد« في لوقا 14هو صورة للروح القدس ،ولهععذا يقععول لععه السععيد 1
"ألزمهم" .لكن في إنجيل متى عندما تكلم الملك مععع الخععدام لععم يقععل لهععم
"ألزموهم بالدخاول" لن هذا ليس في مقدور الخدام البشععر أن يعملععوه ،بععل
كل ما في مقدورهم هو أن يوجاهوا الدعوة ول شيء أكثر من ذلك.
48
49 مسؤولية النسان
49
الخاتيار 50
50
51 مسؤولية النسان
51
الخاتيار 52
مسؤولية النسان
الكتاب المقدس يعلن بصورة ل تحتمععل أي التبععاس حقيقععة
مسؤولية النسان .فعندما يقدم الله للنسععان دعععوة النجيععل
الغنية المجانية ،فأن يمضي النسان غيععر عععابئ بهععذه الععدعوة
التي تتضمنها بشارة النجيععل الشععجية ،وكالصععل الصععم يسععد
52
53 مسؤولية النسان
أذنيه لكي ل يسمع رنين أجاععراس النعمععة الععتي تععدوي مععع كععل
صباح جاديد ،فإنه يجلبَ على نفسه غضبَ الله.
هناكا العديد من فصول الوحي المقدس تؤك د علعى مس ؤولية
النسان .فيقول العرب ف ي إش عياء » 18 :1هلعم نتحاجاعج يقعول
الععرب .إن كععانت خاطُايععاكم كععالقرمز تععبيض كالثلععج ،وأن كععانت
حمععراء كالععدودي تصععير كالصععوف« .وفععي العهععد الجديععد يقععول
المسيح »هكذا أحبَ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي ل يهلك
كل من يؤمن به بل تكون له الحياة البدية« )يععو ،(16 :3ويقععول
أيضععا ا »مععن يقبععل إلععى ل أخارجاععه خاارجاععاا« )يععو .(37 :6ويقععول
الرسول بولس »لن الكتاب يقول كل من يؤمن به ل يخزى ..لن
كل من يدعو باسم الرب يخلص« )رو .(13-11 :10
ونلحععظ أن اللععه يطُلععبَ مععن الخععاطئ البعيععد أن يتععوب وأن
يععؤمن .فهععو ليععس فقععط يعلععن أن طريععق الخلصا هععو التوبععة
واليمان ،بل إنه يطُلبَ من النسان أن يفعععل ذلععك .فلقععد قععال
المسيح في بداية خادمته »قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله،
فتوبوا وآمنوا بالنجيل« )مر .(15 :1كما قال الرسول بطُععرس
لليهود »فتوبوا وارجاعوا لتمحى خاطُاياكم لكي تأتي أوقات الفرج
من وجاه الرب« )أع .(19 :3كما قال الرسععول بععولس لسععجان
فيلبي »آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتععك« )أع
31 :16؛ انظر أيضا ا أع 21 :20؛ .(20 :26
لو لم يكن النسان مسؤول ا عن اليمان والقبععال والطُاعععة
لما احتوى العهد الجديد علععى دععوة الععرب الصعريحة للخطُععاة
ليأتوا إليه ،ولما تضمن العلن الصريح بدينونة الله على من ل
53
الخاتيار 54
54
55 مسؤولية النسان
الكريم ،ل أن نجنح إلى عقائد البشر التي تمسك بأحد طرفععي
الخيط وتهمل الخار.
إن مسئولية النسان مقررة في كلمة الله بالقدر نفسه من
الوضوح مثل نعمته تماماا .فالمر الول ل يتعععارض مععع المععر
الخاير .1وعندما قال الرسول إن الخلصا بالنعمة فععإنه أضععاف
قائل ا »باليمان« )أف .(8 :2النعمععة واليمععان همععا وجاهععان
لعملة واحدة ،أو هما طرفان لخيعط واحعد .وأن نمسعك بأحععد
الطُرفين ونهمل الخار أمر يؤدي إلى البلبلة والتشععويش .وإن
كان الرسول بولس في رومية 9قد أكد ي مطُلق سععلطُان اللععه
ونعمته في الخاتيار ،فإنه في الصحاح التالي مباشععرة )روميععة
(10أكد ي مسؤولية النسان ،وحتمية اليمان.
وهناكا المزيد من الفصول الكتابية العتي تؤكعد علععى الخطُيعن
معا ا أتركا للقععارئ العزيععز إن أراد أن يقرأهععا بتمعععن ليععرى كيععف
يؤكد الوحي الكريم علعى كعل م ن النعمعة والمسعؤولية فعي آن:
أع 48-46 :13؛ 69-40،44،65-36 :6؛ يوحنععععا 13-11 :1؛
14 :16
1هذا المععر ل ينصععرف فقععط علععى دعععوة الخععاطئ ،بععل يمتععد ليشععمل حيععاة
المععؤمنين أيضععاا .فحيععاة الخدمععة والقداسععة هععي نعمععة مععن جاععانبَ اللععه،
ومسؤولية من جاانبَ المؤمن ،في آن .وكععذلك فهععم أفكععار اللععه .عععن هععذا
يقول الرسول بولس لتيموثاوس في الرسالة الثانية » 7 :2افهععم مععا أقععول«
)هذه هي المسؤولية( ،ثععم يسععتطُرد قععائل ا »فليعطُععك الععرب فهمععا ا فععي كععل
شيء« )هنا تبرزأ النعمة(.
55
الخاتيار 56
56
57 مسؤولية النسان
الخلصة
في كلمة الله خاطُعان واضعحان :الخعط الول مطُلععق نعمععة اللعه،
والخط الخار مسؤولية النسان .النسان مسععؤول ،ل شععك فععي
جاه له الدعوة من لدن اللععه ليقبلهععا أو
ذلك على الطلقا ،ولهذا يتو ي
ليرفضها .أما بالنسبة لنا نحن الذين قبلنععا الععدعوة ،فععإن الفضععل
أول ا وأخايرا ا يعود لنعمة الله.
57
6
ما ذنبَ غير المختارين؟
سؤال مضلل
والسؤال بهذه الصورة غير دقيق ،لنه ل ذنبَ لغير المختععارين
من حيث كونهم لم ييختاروا ،لكن ذنبهم -شأن كل البشر الخارين
-أنهم أخاطُأوا إلى الله.
ولتوضيح ذلععك نسععوقا هععذا المثععل :يعي يععن رئيععس البلد عععادة
بعض الشخاصا بالخاتيار الحر لمجلس الشعبَ .فإذا قتععل رجاععل
شخصا ا ما ،ثم حاول في المحكمة أن يدافع عن جاريمته بععالقول:
81
“أنا قتلت ،لن رئيس الجمهورية لم يخععترني لمجلعس الشعععبَ”،
فل بد أن تتحقق المحكمة معن مععدى سععلمة قععواه العقليععة ،فمععا
دخاععل الجععرم الععذي ارت يكععبَ ،بعععدم اخاتيععار رئيععس البلد لععه؟ إن
الرئيس يختار أناسا ا لكي يشغلوا مناصبَ معينة ،لكن لمععاذا قتععل
هو؟! إن المحكمة تحاسبَ الجاني ليععس لن رئيععس الجمهوريععة
لم يختره ،فهعو فعي هععذا ليععس مسعئو ا
ل ،بععل تحاسعبه لنعه قتعل.
وهكذا أيضا ا الله عندما يحاسبَ الناس ،لن يحاسععبهم عععن سععببَ
عدم اخاتيارهم ،بععل سيحاسععبهم لنهععم أخاطُععأوا عمععدا ا إلععى اللععه،
ولنهم رفضوا التوبة.
يحاول بعضهم تشويه حقيقة الخاتيععار المجيععدة بوضععع تصععوير
سخيف وممسوخ فيقولععون :هععبَ أن أبععا ا حكععم علععى بعععض مععن
أولده بأشد أنواع العقععاب ،بينمععا قععرر أن يسعععد بعضععا ا بعطُايععاه
وخايراتععه ،وذلععك مععن مطُلععق إرادتععه الخاصععة ،فهععل هععذا عععدل؟
والجاابة إن تصرف الب يعتبر تصرفا ا أحمععق ومعيبععاا ،وحاشععا أن
ننسبَ تصرفا ا مثل هذا لله .لكن المر الععذي نبحثععه الن يختلععف
كل الخاتلف عن هذا التشبيه اخاتلف النور عن الظلمة .فالناس
الشرار في وضعهم هذا ليسوا في مركز البناء البرياء ،ول اللععه
القدوس البار هو هنا في مركععز الب الععودود الععذي يععدلل أولده.
بل إن النسان العاصي الشرير هو متهم ثبتت التهمة عليه ،والله
هو ديان كل الرض العادل.
لكن الله قبل أن يحاسععبَ النععاس فععي المسععتقبل باعتبععاره
ديععان كععل الرض ،فععإنه الن يريععد خالصا جاميععع البشععر .إنععه
82
83 ما ذنبَ غير المختارين؟
83
الخاتيار 84
84
85 ما ذنبَ غير المختارين؟
85
الخاتيار 86
86
87 ما ذنبَ غير المختارين؟
87
الخاتيار 88
88
89 ما ذنبَ غير المختارين؟
1الذي هلك هلك بإرادته )مت ،(37 :23وأما الذي خالص فخلص بإرادة الله
»الذين ولدوا ليس من ..مشععيئة جاسععد ،ول من مشيييئة رجاييل ،بععل ميين
الله« )يو (13 :1
89
الخاتيار 90
الخلصة
ليس من المنطُق ول من الحكمة أن نربط في أذهاننا بين اخاتيععار
الله أناسا ا للبركات والمجاد السماوية ،وارتكاب الخارين للخطُية
وجانوحهم إلى العصيان ،ثم بعد ذلك رفضهم الخابار السارة ،التي
تضمن الخلصا لمن يقبلهعا ،عل ى أسعاس ب ذل اللعه ابنعه الوحيعد
لجالهم .والكتاب عندما يعلمنا أن »الكل من الله« ،فإنمععا يقصععد
كل الصلح والخير )يع ،(17 :1أما الشر فل يمكن أن يكون الله
مصدره )يع :1عع .(13وبالنسبة للشرار سععوف يحاسععبهم اللععه
ليس على كونهم لم ييختاروا ،بل سيحاسبهم علععى الخطُايععا الععتي
فعلوها ،وأيضا ا علععى رفضععهم نععداء الععروح القععدس المتكععرر لهععم
للتوبة والرجاوع.
90
7
الشرار وحقيقة الخاتيار
81
مرحبَ بالجميع” .لكععن مععن يععدخال إلععى الععداخال يكتشععف أن
اسمه مكتوب على أحد الموائععد ،تحععت عبععارة “معرفععون مععن
قبل تأسيس العالم”.
ول توجاد كلمات أوضح من كلمات النجيل التي تقدم للنسان
القلق بسببَ خاطُايععاه والععذي يريععد أن يحظععى بععالخلصا .يقععول
اللععه» :التفتععوا إلععي واخالصععوا يععا جاميععع أقاصععي الرض« )إش
.(22 :45وكلمععة اللعه تؤكععد أن كععل مععن ينظععر إلععى المصععلوب
سينال الحياة .أما أن يرفععض شععخص التوبعة رغعم قعول الععوحي
»الله الن يأمر جاميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضيا ا عن
أزأمنة الجهل« )أع ،(30 :17وذلععك بحجععة أنععه قععد ل يكععون مععن
المختارين للحياة البدية ،فهذا أمر ليس فقط غيععر منطُقععي ،بععل
هو أيضا ا في منتهى الحماقة.
أمثلة توضيحية
دعنععي أقتبععس مععن تشععارلس سععبرجاون المثلععة التيععة
للتوضيح:
-1إنني أعلععم أن ليس بععالخبز وحععده يتغععذى الجسععد ،لنععه
»ليس بالخبز وحده يحيا النسان ،بل بكل كلمة تخععرج مععن
فم الله« )مت .(4 :4ول شك أن الله هو الععذي يقععرر إن
كان هذا الخبز هو الذي سععيغذي جاسععدي أم ل .فلععو سععمح
الله ،ربما يكون الخبز سببا ا فععي مععوتي بععدل ا مععن أن يكععون
سببا ا في حياتي .فهل عنععدما أجاععوع أضععع يععدي فععي جايععبي
وأرفض أن آكل من المائدة الممتلئة بالطعمة لني ل أعلم
82
83 الشرار وحقيقة الخاتيار
ما قرره الله ،إن كان الخبز سيقيتني أم يقتلنععي؟ إننععي لععو
فعلت ذلك أكون في هذه الحالة غرا ا أو مجنوناا .وأكون في
ذلك كمن ينتحر ويموت موت أحمق.
-2أو لنفرض شخصا ا آخار يقول :إنني غير متأكععد مععن أنععه
سيكون هناكا محصول في حقلي السنة القادمععة ،لننععي
ل أعلم إن كان الله قععد قععرر أن الحنطُععة تطُلععع وتنضععج.
فربما كل مجهوداتي في الرض تضيع عبثاا .فهنععاكا دود
فععي الرض ،وصععقيع فععي الجععو ،وطيععور فععي السععماء،
وفطُريات في الهععواء ،وكععل هععذه قععد تععدمر محصععولي،
وتجعلني ل أحصل حتى على الحبععوب الععتي ألقيتهععا فععي
الرض .ومع أن كل هذا صحيح ،فهععل مععن المعقععول أن
نتركا الرض دون فلحة لن المزارع ل يعلم إن كان الله
قد قرر أن يعطُيه محصعول ا أم ل؟! أليعس معن الحماقعة
والجهعل أن نجععل مقاصعد اللعه السعرية تكئعة لن ا لكعي
نتكاسل عن قيامنا بمسئولياتنا وواجاباتنا؟!
-3أو لنفترض شخصا ا ثالثا ا مريضاا ،أتى إليه الطُبيبَ حععامل ا
معه الدواء .لكنه مثل صععاحبينا السععابقين ليععس متيقنععا ا
إن كان الدواء سيشفيه أم ل .صععحيح إن الععدواء شععفى
كثيرين قبله ،ولكن لو أن اللعه كعان قعد قعرر أنعه يمعوت
فسوف يموت ،سواء أخاذ العدواء أو لعم يأخاعذ منعه علعى
الطلقا.
ل شععك إن مععن يقععول مثععل هععذا الكلم ليععس إل مجنونععا ا أو
83
الخاتيار 84
ساذجااا .وأنا على يقيععن إنععه ل يوجاععد مععن يتصععرف مثععل هععذه
التصرفات السخيفة .نعم ،وفي أمور الله أيضا ا ل يوجاد عاقععل
يقول :إنني لن أومن بالمسيح لني خاععائف مععن أن أكععون غيععر
مختار .وأنا أميل إلى العتقاد بأن قائل هذه الحجة الخائبة هو
شخص يريد أن يعيش فعي النجاسعة والشععر ،وكلمععه هعذا هعو
محاولععة منععه لتضععليل ضععميره وإفسععاده علععى مبععدأ أن حجععة
سخيفة أفضل من ل شيء ،وأن محععاورة غبيععة أفضععل مععن أن
يقف المرء صامتا ا عن الكلم!
84
85 الشرار وحقيقة الخاتيار
85
الخاتيار 86
86
87 الشرار وحقيقة الخاتيار
87
الخاتيار 88
محاجاة مع المعترضين
يقول البعض إن التعليعم القائعل إن الخلصا هعو معن العرب
وحده ،من شأنه أن يمل قلبَ البشر بالحباط ،وينزع كل تعزية
في الكتاب المقدس من أمعام النفعوس الباحثعة ععن الخلصا.
لكععن دعنععي أؤكععد أن هععذه الحقيقععة المجيععدة ل تتعععارض مععع
حقائق الكتاب المعزية والواضحة في كلمة الله علععى الطلقا
مثل» :تعالوا إلععي يععا جاميععع المتعععبين والثقيلععي الحمععال وأنععا
أريحكم« )مت :11عع (28؛ »أيها العطُاش جاميعععا ا هلمععوا إلععى
الميعاه ،والعذي ليعس لعه فضعة ،تععالوا اشعتروا وكلعوا ،هلمعوا
اشععتروا بل فضععة وبل ثمععن« )إش :55عع (1؛ »مععن يعطُععش
فليأتي ،ومن يرد فليأخاذ ماء حياة مجاناا« )رؤ .(17 :22
ويعترض بعضهم على سلطُان الله في اخاتيار بعععض النععاس.
لكني أقول لذلك المعترض :إن كنت تحبَ حياة التقوى وتشتاقا
مخلصا ا إليها ،فاطلبها من الله وأنت حتما ا سععتنالها .أمععا إذا لععم
تكن تحبَ ول ترغبَ في ذلك ،فأي حق لك أن تقععول :إنععه كععان
يجبَ ،لكي يكون الله عاد ا
ل ،أن يعطُيك ما ل ترغبَ أنععت نفسععيك
فععي الحصععول عليععه؟! إن كنععت تبععالي بغفععران خاطُايععاكا ،وأن
تكون لك الروح المستقيمة ،وأن تحيععا حيععاة القداسععة ،وتتمنععى
صادقا ا أن تكون مختارا ا لهذه المور ،فتعال فععورا ا فععأنت مختععار
لهذه كلها .ولكن إن لم يكن كذلك ،فلماذا تعترض؟ إنك تعتععبر
هذه المور تافهة ومضيعة للوقت ،فكيف تعترض على اللععه أنععه
ظلمك إذا أعطُى هذه المور للمختارين؟ أما إذا كنت ترى أنهععا
88
89 الشرار وحقيقة الخاتيار
89
الخاتيار 90
رضا ا
كذلك .نعم إنه رابح في الذين يخلصون حيث سنكون لمع ِ
لحكمته ولنعمته عندما »ييظِهر في الدهور التية غنععى نعمتععه«
)أف .(7 :2كما أنه بالنسبة أيضا ا للخاطئ الذي رفض التوبة،
لنه يحبَ الخطُية ،سيتمجد الله أيضا ا في هلكه.
الخلصة
الخلصا هو من النعمة الغنية المجانيععة وحععدها .والهلكا هععو مععن
الخطُية والستحقاقا البشري وحدهما .الخلصا هو من الله ،مععن
اللف إلى الياء ،ول فضل لمن خالصععوا علععى الطلقا ،أمععا الهلكا
والدينونة فإنهما من النسان ل من الله ،وكل من يهلك فععإن دمععه
مععن يععده ييطُلععبَ .ويمكععن القععول إن جاهنععم ليسععت فقععط مكانععا ا
يستحقه الخاطئ ،بل إنه مكان اخاتاره لنفسه كل من رفععض ابععن
الله وقبول إنجيل النعمة.
90
ت
ت يعقوب وأبغض ي
عيسو
أحبب ي
8
ل شك أن حقيقة الخاتيار تتضمن العديد من العقبات الععتي
يصععطُدم بهععا عقععل النسععان الطُععبيعي .وواحععدة مععن تلععك
العقبععات هععي اليععة الععتي فععي عنععوان هععذا الفصععل »أحببععت
يعقوب ،وأبغضت عيسو«.
57
الجزء الذي يقول إن الله أبغض عيسععو .رد عليهععا سععبرجاون:
يا سعيدتي هعذا بالنس بة لعي ل يمثعل مشعكلة ،إنمعا المشعكلة
عندي والتي ل أدري لها ح ا
ل ،هي لماذا أحبَ الله يعقوب؟
58
59 أحببت يعقوب وأبغضت عيسو
59
الخاتيار 60
60
61 أحببت يعقوب وأبغضت عيسو
61
الخاتيار 62
62
63 أحببت يعقوب وأبغضت عيسو
63
الخاتيار 64
64
65 أحببت يعقوب وأبغضت عيسو
الرب :من أجال ذنوب أدوم الثلثة والربعة ،ل أرجاععع ،لنععه تبععع
بالسيف أخااه وأفسد مراحمععه ،وغضععبه إلععى الععدهر يفععترس،
وسخطُه يحفظه إلى البد«.
إيعه يعا عيسعو! إن تاريخعك الشخصعي وتاريعخ نسعلك فعي
الكتاب المقدس إنمععا هععو تاريععخ أسععود تمامععا ا :نحععن ل ننسععى
عماليق حفيدكا ،وذريته الذين قال الرب عنهم» :للرب حععرب
مع عماليق من دور إلى دور« )تك 12-9 :36؛ خار 16-8 :17؛
عد ،(20 :24ثم أجااج الذي جااء من عماليق )1صم ،(15ثععم
هامععان الرديععء مععن أجاععاج )إس 1 :3؛ ،(3 :8وأخايععرا ا عائلععة
الهرادسة في العهد الجديععد )الناجايععل وسععفر العمععال( ،تلععك
العائلة المستبيحة والقاتلة! فبغضة الرب لععك هععي إذا ا بغضععة
بارة ،ل يشوبها ذرة واحدة من الظلم.
الخلصة
ل من يعقوب وعيسو ،وأيضا ا معع نسععليهما، في تعاملت الله مع ك ر
نجد أن الرب استخدم النعمة والعدل علععى التععوالي ،وليععس عنععد
الله ظلم على الطلقا .وهو مبدأ ينصرف علععى تعامععل اللععه مععع
جاميع البشر .يمكن القععول إن اللععه تععركا عيسععو علععى مععا كععانه،
وعمععل يعقععوب مععا صععاره .كمععا أن النعمععة جاعلععت مععن شعععبَ
إسرائيل شعبَ الله ،أما عدله فتركا شعبَ أدوم غريبععا ا عنععه إلععى
البد.
65
سى الرب قلبَ
لماذا ق ي
فرعون؟ 9
يشععتمل الصععحاح التاسععع مععن الرسععالة إلععى روميععة علععى
العديععد مععن العقبععات الععتي يصععطُدم بهععا النسععان المفكععر.
فبالضافة إلى المشكلة التي ناقشععناها فععي الفصععل السععابق،
نناقش في هذا الفصل مشكلة أخارى ترد أيضععا ا فععي روميععة 9
سى قلبَ فرعون؟
وهي :كيف يقول الكتاب عن الله إنه ق ي
67
الجسععدية؟ كل ،لنععه علععى هععذا الأسععاس فععإن كل ل مععن نسععل
إسماعيل ونسل عيسو أحق منهم .أ فعلى أساس العمععال إذا ا؟
كل ،فالعجل الذهبي على سعفح جابعل سعيناء ،بععد خاروجاهعم م ن
أرض مصععر ،يشععهد ضععدهم .فكيععف إذاا؟ الجاابععة هععي مطُلععق
سلطُان الله ،وهععو معا قعاله العرب لموسعى عنعد صعععوده للمعرة
الثانية فوقا جابل سيناء» :إني أتراءف على من أتععراءف ،وأرحععم
مععن أرحععم« )خاععر .(19 :33وبمععا أن للععه سععلطُانا ا مطُلقععا ا فععي
إظهار الرحمة ،فإن له الحق في إظهارها لمععن يريععد ،وهععذا فتععح
باب النعمة للمم المساكين.
ويقرر الرسول في هذا الفصل العظيم )رومية (9مطُلععق
سلطُان الله في ثلث دوائر كالتي:
سعععلطُان اللعععه فييي الخاتيييار :إذ اخاتعععار إسعععحاقا ل
إسماعيل ،يعقوب وليس عيسو )ع .(13-7
سلطُان الله في الرحمة :فالشععبَ عنعدما أخاطُعأ فعي
حادثة العجل الذهبي ،وحق عليهعم القضعاء والفنعاء فعإن
الععرب تععدخال بسععلطُانه فععي إظهععار الرحمععة لهععم )ع
.(14،15
سلطُان اللععه في القضيياء :وهععو مععا أظهععره اللععه مععع
فرعون عندما قسى قلبه حععتى يقضععى عليععه عععدل ا لأنععه
يستحق )ع ،(17وهو ما سنناقشه في هذا الفصل.
نعود إلى مشععكلتنا :كيععف يقسععى اللععه قلععبَ فرعععون؟ ومععن
المهم أن نعرف أول ا
68
69 لماذا قسى الرب قلبَ فرعون
69
الخاتيار 70
القساوة ومعانيها
عندما يقول الوحي إن الله قسى قلبَ فرعون فإنه يمكننععا
أن نفهم هذه القساوة المشار إليها هنا بأحد المفاهيم التية:
التقسية بمفهوم إيجابي :بمعنععى أن اللععه هععو مصععدر
التقسية وسببها .لكن هذا المفهوم يجعل الله مصععدرا ا للشععر.
وهو ما يتعارض مع آيات أخاععرى كععثيرة فععي الكتععاب المقععدس،
وبالتالي فإن هذا ل يمكن أن يكون صحيحا ا )انظر تععك 25 :18؛
70
71 لماذا قسى الرب قلبَ فرعون
71
الخاتيار 72
72
73 لماذا قسى الرب قلبَ فرعون
73
الخاتيار 74
74
75 لماذا قسى الرب قلبَ فرعون
75
الخاتيار 76
ن يقعاوم
سي من يشاء ،فلمعاذا يلعوم بععد؟ لنعه لمع ب
من يشاء ويق ي
مشععيئته؟ لكععن أل يوجاععد مععن يقععاوم مشععيئة اللععه؟ ألععم يقععاوم
فرعون مشيئة الله؟ والخاطئ أيضا ا عنععدما يععدعوه اللععه للتوبععة
فيقسي قلبه ،أل يقاوم مشيئته؟ »اللععه الن يععأمر جاميععع النععاس
فععي كععل مكععان أن يتوبععوا« )أع ،(30:17وعليععه فععإن كععل مععن
يرفض التوبة يقاوم مشيئته .وللشرير المستمر فععي عنععاده ثععم
يسأل قائ ا
ل :من يقاوم مشيئته؟ فإني أجايبععه بععالقول» :أنععت هععو
الرجال«.
الخلصة
قسى الرب قلبَ فرعون لن فرعون المتغطُرس قسى قلبه ي لقد
ل .وهي ليست حالة استثنائية ،بل إن كل شخص يقسععي قلبععه أو ا
بتكرار وإصرار رافضا ا ف ي احتقعار نعمعة اللعه ،قعد يتع رض لهعذه
التقسية القضائية ،وفي هذه الحالة ل يكون هناكا أدنعى أمععل فعي
خالصا هذا الشخص.
76
هل عيين الله أناسا ا
للهلكا؟ 1
ذكرنا في الفصل السابق أن النسان إذا قسى قلبه رافضا ا
حق الله ،محتقرا ا أناته ،مزدريا ا بروح نعمته ،فقععد يقسععي اللععه
قلبَ هذا الشخص بأسععلوب قضععائي ،كمععا فعععل مععع فرعععون.
لكن هل يمكن أن نضيف أن الله قد يفعل ذلك مقدماا ،أي قبل
أن تععوجاه للشععخص رسععالة النععذار مععرات ،أو أنععه يفعععل ذلععك
بموجابَ قرار أزألي؟ الجاابة أنه ل يوجاد أي سند في كلمة اللععه
لهذا الفكر .وكما قال أحد الشراح :إن التعليم بأن الله عيين
مسبقا ا مصير كل البشر ،هو تشويه محزن للحق العظيععم
الخاصا بالخاتيار.
واني للهلكا
ل الله لم يهيئ أ
في الصحاح التاسع من رسالة رومية ،وهععو الصععحاح الععذي
انشغلنا به فععي الفصععلين السععابقين ،نقعرأ قععول الرسعول» :أم
ليس للخزاف سلطُان على الطُين أن يصنع من كتلة واحدة إنااء
77
للكرامة وآخار للهوان؟« )رو .(21 :9ونقطُة مجادلة الرسول
هنا أنه إذا كان للخزاف سلطُان ،أفل يكون لله -بالحرى جاععدا ا -
السلطُان أن يفعل بنا ما يشاء؟ والجاابة المؤكدة هي أن الله -
بكل يقين -له هذا السلطُان .لكن الرسول يسععتطُرد موضععحا ا
أن الخزاف عنعده سعلطُان وهعو يفععل ذلعك ،وأمععا اللعه فعنعده
سلطُان لكنه ل يفعل ذلك .إنه ل يفعل ذلك ليععس مععن منطُلععق
أن ليس له السلطُان عليه ،بل مععن منطُلععق طععبيعته الععتي هععي
نور ،والتي هي محبة )يو 5 :1؛ ،(8،16 :4وهنععا يكمععن الفععارقا
العظيم.
لو كان الله قد خالقنا ليلقي بنا جاميعا ا في جاهنم مععا كععان مععن
حقنا أن نقول له :لماذا تفعل هكذا؟ فهو حععر تمامععا ا ليفعععل مععا
يشاء .لكنه هعو ل يفععل ذل ك مطُلق اا .وإننعا نكعرر الق ول إنعه
بحسبَ مطُلق سلطُان الله ،لو أن اللعه عي ي ن أناسعا ا للهلكا لمعا
كان لنا نحن – كطُين في يد الفخععاري -حععق العععتراض .لكععن
المر المباركا أن الله لم يستخدم مطُلقا ا هذا الحق .نعععم اللععه
له سلطُان مطُلق ،كما فهمنا من الفصل الثاني ،لكن هذا جاانبَ
واحد من العملة ،أما الجانبَ الخار فهو صلح الله »الرب صععالح
للكل ،ومراحمه على كل أعميياله« )مععز .(9 :145وصععلح
الله جاعله يستخدم سلطُانه في اتجاه واحد ،هععو اتجععاه البركععة.
»لنه يقول لموسى إني أرحععم مععن أرحععم وأتععراءف علععى مععن
أتراءف« .أما الخارون فهععم الععذين اخاتععاروا مصععيرهم التعععس
بأنفسهم ،كما سيتضح لنا في هذا الفصل.
ولهذا فإن الرسول بولس يسععتطُرد قععائلا ا» :فمععاذا إن كععان
78
79 عل عيين الله أناسا ا للهلكا؟
الله وهو يريد أن يظهر غضبه ويبيين قوته احتمل بأناة كثيرة
آنيععة غضععبَ مهيأة للهلكا« .لحععظ – عزيععزي القععارئ -أن
الرسول لم يقل هنا إن الله هيأ تلك الواني للهلكا؛ حاشععا ،بععل
على العكس قال إن الله »احتمل بأناة كثيرة« :مما يدل علععى
أن هذا لم يكععن متوافقععا ا معع إرادتعه الصععالحة ،فهععو ل يريععد أن
تهلك الناس .ثم يقول »ولكي يبيين غنى مجده على آنية رحمة
قد سبق فأعدها للمجد« .هنععا يقععول الرسععول إن اللععه هععو
الذي أعد أواني الرحمة للمجد.
فالرب إذا ا تعامل مع بعض البشر بالرحمة ،وآخارون تعامععل
ظلمععا ا علععى
معهم بالعععدل .ول يسععتطُيع أحععد أن ينسععبَ للععه ي
الطلقا.
ن أحدا ا يهلك
الله ل يريد أ ي
ي للهلكا ،بععل علععى
إن الله الصالح القععدوس لععم يهيععئ أوانعع ل
العكس من ذلعك يقععول الرسععول إنععه احتمععل بأنععاة كععثيرة آنيععة
مهيأة )اسم مفعول بصيغة المجهععول( للهلكا ،ممععا يععدل
غضبَ ي
على أنه ليس المسؤول عن تهيئتها للهلكا .وليععس ذلععك فقععط
بل يؤكد الوحي أن روح الله يجاهد مع البشر الخطُععاة .فيقععول
الرب في تكوين » 3 :6ل يدين روحي في النسان إلى البععد«،
كما نقرأ في عبرانيين 29 :10قول الرسول »فكم عقابععا ا أشععر
تظنون أنه يحسبَ مستحقا ا من داس ابن الله وحسبَ دم العهد
الذي قدس به دنسا ا ،وازأدرى بروح النعميية« .ومععن الجععانبَ
سععرر بالرأفععة )مععي ،(18 :7
الخار يذكر الوحي صراحة أن اللععه ي ل
79
الخاتيار 80
80
81 عل عيين الله أناسا ا للهلكا؟
81
الخاتيار 82
82
83 عل عيين الله أناسا ا للهلكا؟
83
واحد 1كما أوضحنا في الفصل الول :الحق في كععل مععا تمسععكوا
به من المكتوب ،والضععلل عنععدما أدخالععوا الفكععر البشععري فععوقا
ده.
المكتوب أو ض ي
يقول الرب على فم عبده إشعياء »أفكاري ليست أفكاركم
..لنه كما علت السماوات عن الرض ،هكذا علت طرقي عن
طرقكععم ،وأفكععاري عععن أفكععاركم« )إش .(8،9 :55وعليععه
فالحل الوحيد الِمن الذي يحمعي سعفينة اليمعان معن الجنعوح
ليس ما نراه نحن مناسبا ا ومعقول ا في نظرنا ،بععل مععاذا يقععول
الكتاب .ومع أبي المؤمنين إبراهيم نستطُيع أن نقول» :أديان
ل؟« )تك .(25 :18كل الرض ل يصنع عد ا
مشكلة وتعليق
وهنا ليرد هذا السؤال :ما دام الله – كما أوضععحنا – يريععد أن
جاميع الناس يخلصون ،فلماذا وكيف ل يخلصون؟ والجاابة أنععه
يجبَ أن نميز بين إرادة الله المعلنة ،بمعنى رغبته أو مسععرته،
وإرادة الله النافذة المفعول .إرادة الله -أي رغبتععه -هععي أن
الكل يخلصون ،ولهذا فقد وجاه الله لجميع البشر دعوته العامة
)انظر الفصل الخامس( ،لكنهم وا أسفاه تهاونوا بل ورفضععوا.
وهنا تدخالت إرادته النافذة المفعول.
1في مجمع دورت الععذي سعبقت الشععارة إليعه فععي الفصععل الول أصععر أحععد
اللهوتيين الرمينيين الذين كانوا في المجمع على وضع قضية سععبق التعييععن
للهلكا على رأس القائمة في المناقشة ،لكن المجمع العذي كعان معن أغلبيعة
كلفينية رفض هذا الطُلبَ .وهذا يعطُععي انطُباعععا ا أيععن تكمععن نقععاط الضعععف
ونقاط القوة في كل من العقيدتين.
84
85 عل عيين الله أناسا ا للهلكا؟
الخلصة
نحن ل نجد ف ي ك ل الكت اب أن اللعه عيعن أناسعا ا للهلكا .وعبثعا ا
مععا يسععمى مرسععوم الهلكا البععدي نفتععش فععي كععل الععوحي ع ي
يضعا أي مؤشععر يقععود ا لشخاصا قبل أن يوجادوا .كما أننععا ل نجععد أ
إلى استنتاج وجاود هذا المرسوم ،فليس فقععط أن اللععه لععم يعي يععن
أناسععا ا لجهنععم ،بععل إن جاهنععم أساسععا ا ليسععت معععدة للبشععر علععى
الطلقا ،بل هي معدة لبليس وملئكته )مععت :25عع .(41علععى
العكس فإن الله ل يشاء أن ليِهلك أناس ،بل أن يقبل الجميععع إلععى
التوبة.
85
بعض المور المتخالفة
87
العديد من النصوصا الكتابية عن حقيقة الخاتيار.
يقععول الرسععول فععي روميععة :8عع » 29لن الععذين سععبق
فعرفهم ،سبق فعيينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه« .وعبارة
»لن الععذين« ل تشععير إلععى أحععداث سععوف تحععدث ،لن كلمععة
»الذين« لغويا ا تشير إلى أشخاصا ل إلى أشياء .إذا ا المعرفععة
هنا ليست معرفة الله بما سيجري من أحداث ،بل هي معرفععة
الله لأشخاصا بذواتهم.
نحن نؤمن أن معرفة الله هي معرفة مطُلقة ،وتشععمل كععل
شيء وكل شخص ،لكن معرفععة اللععه بالمسععتقبل شععيء ،ومععا
يقوله الرسول هنا شيء آخار .فهو هنا يتحدث عن معرفة الله
لأشخاصا .ليس أنه ععرف أشعياء عععن هعؤلء الشععخاصا ،بععل
عرفهم هم أنفسهم.
كل ،إن الخاتيار ل يعني معرفة أحداث بل معرفة أشخاصا.
والن ماذا يعني أن الله عرف أشخاصاا؟
غني عن البيان أنه ل يوجاد شخص ل يعرفه اللععه ،لكععني هنععاكا
اخاتلفا ا بين معرفة الله لكل البشر ومعرفععة أخاععرى هععي معرفععة
المعيزة والمحبة .وهناكا فصلن في إنجيل يوحنا يوضععحان هععذه
الحقيقة :ففي يوحنا 6نقرأ عن الذين سعوا وراء المسيح ل حبععا ا
في شخصه ول إيمانا ا بإرساليته بعل طمععا ا فعي أكلعة معن الخعبز
والسمك؛ وعندما لم يجبَ المسيح طلبهم ،ول أعطُععاهم بغيتهععم،
نكصوا علعى أعقعابهم ،ورجاععوا إلعى العوراء .هععؤلء يقعول لهععم
المسيح »الروح هو الذي يحيي ،أما الجسد فل يفيد شعيئاا .الكلم
الذي أكلمكم به هععو روح وحيععاة ،لكععن منكععم قععوم ل يؤمنععون«،
88
89 بعض المور المتخالفة
ويعلق البشير على ذلك بالقول »لن يسوع ِمن البدء علم ميين
هم الذين ل يؤمنون ،ومن هو الذي يسلمه« )يو .(63،64 :6
لكن هذه المعرفة تختلف عن تلك الواردة في الصععحاح العاشععر
من نفس النجيل ،حيث يقول الرب في يوحنا » 14 :10أعرف
خااصتي وخااصععتي تعرفنععي« ،كمععا يقععول أيضععا ا »خارافععي تسععمع
صععوتي ،وأنععا أعرفها فتتبعنععي« )يععو ،(27 :10فهععذه معرفععة
العلقة الخاصة .وبينما المعرفة الولى هي معرفة عامة ،فععالله
يعرف المسععتقبل تمامععا ا كمععا يعععرف الماضععي ،كمععا أنععه يعععرف
البشعر جاميععاا ،لكنعه هنعا يقعول أنعا »أععرف خااصعتي« )معرفعة
المعيزة( .وبعالمعنى السععابق عينععه قععال العرب لبراهيععم» :هعل
يأخافي عن إبراهيم ما أنا فاعله ..لنععي عرفتييه« )تععك -17 :18
.(19ونحن نعلم يقينا ا أن الرب لم يعععرف إبراهيععم فقععط ،ول
عرف سكان مدن الدائرة الشرار الذين أهلكهم فحسبَ ،بل إنه
يعرف أيضا ا جاميع الناس باعتبععاره ديععان كععل الرض الععذي يصععنع
لكنه كان يتكلم مع إبراهيم عععن المعرفععة عدل ا )تك .(25 :18
الخاصة ،معرفة المعيزة أو معرفة الخاتيار.
هذا المر نفسه واضح في نبوة عاموس .فبينمععا نجععد فععي
الصحاحين 1،2من هذه النبوة كلما ا عن المم ،وفيهما يذكر
الرب خاطُاياهم ،مما يعدل علعى أنعه يععرف كعل شعيء عنهعم،
كقول المرنم في المزمور»الرب يعععرف أفكععار النسععان أنهععا
باطلة« )مز ،(11 :94نسمعه في عاموس 2 :3يقول لشعبه
»إياكم فقط عرفت مععن جاميععع قبائععل الرض« )عععا .(2 :3
هذه المعرفة هي معرفة الخاتيار ،كأنه يقول لهم :أنا اخاععترتكم
أنتععم وحععدكم مععن دون بقيععة الشعععوب .وهععو بعينععه مععا قععاله
89
الخاتيار 90
1توجاد بعض اليات تتكلم عن هذا النوع من المعرفة لكن في التجععاه الخاععر:
معرفععة المععؤمن للهععه ،فيقععول الععرب لشعععبه القععديم »إلهععا ا سععواي لست
تعرف ،ول مخلص غيري« )هو .(4 :13المعرفة هنا ل تعنععي معرفععة العلععم
الذي هو عكس الجهل ،بل معرفة الخاتيار والتخصيص واللتجاء والتعبد لواحد
فقط هو الرب.
90
91 بعض المور المتخالفة
91
الخاتيار 92
الله :خادمة النجيل المكروزأ بععه فععي كععل الخليقععة الععتي تحععت
السماء ،وهذه الخدمة تتضمن كل البركات السلبية الععتي كععان
يحتاج إليها الخاطئ مثل الغفران والتحرير والفداء..إلخ .كمععا
أن هناكا خادمة السر :أعني الكنيسة ،جاسععد المسععيح ببركاتهععا
السماوية السامية .وهذه الخدمة ل تخص كل الخليقة ،أو كل
البشر ،بل هنا تبرزأ مسألة الخاتيار.
نعم لول الخطُية لما ذهبَ أحد من البشععر إلععي جاهنععم،
لكن أيضععا ا لععول الخاتيععار لمععا ذهععبَ أحععد إلععى بيععت الب.
والسقوط لم يغيير شيئا ا في مسألة الخاتيار .فأي حق لععي
أنا النسان الخاطئ ،ذرية آدم الساقط في البنويععة للععه ،وفععي
الميراث البدي ،وفي السكنى في بيت الب؟! ل شععيء علععى
الطلقا .وكل من سيحظى بهععذه البركععات فلن اللععه اخاتععاره
في الزأل لها.
92
93 بعض المور المتخالفة
93
الخاتيار 94
94
95 بعض المور المتخالفة
الخلصة
إن مسألة سبق المعرفة بحسبَ رومية 29 :8ل تعني أن الله كان
يعرف ما سيعمله البشر ،فاخاتععار الععذين كععانوا سععيؤمنون ،فمطُلععق
علم الله شيء ومطُلق سلطُان اللععه شععيء آخاععر .والخاتيععار مبنععي
على مطُلق سلطُان الله ،ل مطُلق علمه .إن اخاتيار الله للخععاطئ،
وليس اخاتيار الخاطئ للععه ،هععو السععببَ الحقيقععي للخلصا .ثععم إن
ل كل الدهور عععرف أناسععا ا المفهوم الحقيقي للخاتيار هو أن الله قب ب ل
بأشخاصععهم ،وعيينهععم لسععمى البركععات والمتيععازأات .نعععم عيينهععم
ليكونوا في هذا المكان السمى :بيت الب.
95
هل يمكن أن أعرف أني
مختار؟ 1
هل يستطُيع المؤمن أن يعرف أنه مختار؟ الجاابععة هععي :نعععم
بكل تأكيد ،فمن حق المختارين أن يعرفوا هعذه الحقيقعة الرائعععة
والسامية لتعزيتهم وفرح قلوبهم.
مؤمنو تسالونيكي
يبدأ الرسول بولس رسالته الولى للمؤمنين فععي تسععالونيكي
مقدما ا الشكر لله من جاهتهم ،بسببَ الثمععر المبععاركا الععذي ظهععر
في حياتهم .ثم يتقدم فيقول»:عالمين 1أيهععا الخاععوة المحبوبععون
وهذا يوضععح أنععه يمكننععا مععن من الله اخاتياركم« )1تس .(4:1
الثمر الظاهر في حياة المؤمنين معرفة أنهم مختارون.
والرسول بولس عندما ذهبَ مع سلوانس وتيموثاوس إلععى
تسالونيكي في الرحلة التبشيرية الثانية ،وبشر أهلها ،لم يكععن
97
دم بشارة النجيععل
وقتئذ ر يعرف من هم المختارون ،فالكارزأ ييق ي
لجميع البشر ،كقول الرب له المجد »اذهبوا إلى العالم أجامععع،
لقععد بشععر واكرزأوا بالنجيععل للخليقععة كلهععا« )مععر .(15 :16
بولس ورفيقاه كل التسالونيكيين الذين تقابلوا معهم ،لكن لععم
يتجععاوب الكععل مععع هععذه البشععارة ،بععل آمععن أنععاس بالكلمععة
والخارون لم يؤمنوا .والععذين آمنععوا هععم الععذين قبلععوا الكلمععة
بفرح شديد ،وهم الععذين ظهععرت فيهععم تلععك المععور العظيمععة
المصاحبة للخلصا ،الععتي يقععول عنهععا الرسععول »متععذكرين بل
انقطُعاع عمععل إيمعانكم ،وتعععبَ محبتكعم ،وصععبر رجاعائكم ربنعا
يسوع المسيح« ،وبعدئذ ر يقول الرسول »عععالمين أيهععا الخاععوة
المحبوبون من الله اخاتياركم« .وغني عن البيان أن بولس لم
ي ي
طُلع علععى سععفر الحيععاة فععي السععماء ليعععرف منععه أن هععؤلء
المؤمنين التسالونيكيين من المختارين .كل ،بل إنععه إذ لحععظ
التغيير الواضح فععي حيععاتهم الجديععدة ،ثععم إذ وصععلته أخابععارهم
المفرحة من تيموثاوس ،فقد عرف عععن يقيععن أن هععؤلء حقععا ا
من المختارين!
مختار ومختارة
يكتبَ الرسول بولس في رومية 13 :16عععن واحععد اسععمه
روفس ويقول» :سععلموا علععى روفععس المختار فععي الععرب،
وعلى أمه أمي« .والرجاععح أن روفععس هععذا هععو ابععن سععمعان
المشععار إليععه فععي مرقععس » 21 :15سععمعان القيروانععي أبععو
الكسععندرس وروفععس« .ومععن لقبععه المععذكور هنععا نفهععم أن
98
99 هل يمكن أن أعرف أني مختار؟
سمعان هععذا كععان مععن بلد القيععروان فععي شععمال أفريقيععا ،ول
نعرف الظععروف الععتي أتععت بععه إلععى أرض إسععرائيل فععي أيععام
المسيح .كما نفهم أيضا ا من قصة النجيل أن سمعان هذا لععم
يكن له سابق علقة بالمسيح ،بععل إذ كععان راجاعععا ا مععن الحقععل
سخروه ليحمل الصليبَ خالععف يسععوع .وكععان حملععه الصععليبَ
في ذلك اليوم هو بداية علقته بالمسيح .لكعن يبعدو أنعه أدركا
سريعا ا أن المسيح هو الذي حمل الصليبَ بدل ا عنه ،وليس هععو
الذي حمل الصليبَ خالف يسوع .فآمن به ،كما آمععن بععه أيضععا ا
أبناه ،وأنععه كععان معروفععا ا فععي الكنيسععة الولععى ،وإل لمععا قععال
البشير مرقس عنه »سععمعان ..أبععو الكسععندرس وروفععس«،
فما قيمة أن أعرف اسمي ابنيه إن كانا هما وأبوهما قد هلكوا.
ما أعجععبَ هععذه المعععاملت اللهيععة .فهنععا نحععن نجععد شخصععا ا
سععائرا ا فععي طريقععه ،ي يععؤلمر أمععرا ا تعسععفيا ا بععأن يحمععل صععليبَ
شخص محكوم عليععه ،ولكععن هععذا قععاده لن يتعععرف بالمسععيح
م آمن به وخالص ،وكععذلك ولععداه أيضععاا ،بععل إنالمخيلص ،من ث ي
زأوجاتعه آمنعت أيضعا ا لن بعولس يقععول »سععلموا علعى روفععس
المختار في الرب ،وعلى أمه أمي«!
وبوسعنا أن نقول إن هعذه الحقيقعة المجيعدة ليسعت وقفعا ا
على سمعان فقط دون سواه ،بل إن كل واحد من المختععارين
له حادثة لقاء مع المخلص ،تحكي عن نعمة اللععه العجيبععة فععي
بحثها عنه.
وعندما يصف بولس الرسول روفس هذا بأنه »المختار في
الرب« ،فهذا يجعلنا نتساءل :ما الذي جاعل بععولس يعععرف أن
99
الخاتيار 100
علمات الخاتيار
ل يمكن لواحد أن يدعي أنه اطلع على سععفر الحيععاة وعلععم
عن يقين من هم المختارون لدى الله .ومع ذلك فهناكا العديد
من علمات الخاتيار تؤكد أن الشخص مختار من الله.
تعتبر الطُاعة هي واحدة من أولى الدلة علععى أن الشععخص
مختار مععن اللععه .فلقععد ربععط الرسععول بطُععرس بيععن الخاتيععار
والطُاعة عندما قععال »إلععى ...المختععارين بمقتضععى علععم اللععه
الب السابق ،في تقععديس الععروح للطاعة ،ورش دم يسععوع
المسيح« )1بط .(1،2 :1وهذا معناه أن المختار يعمل الروح
القدس في قلبه ليجعلععه يطُيععع مععن ذات نععوع طاعععة المسععيح
نفسه .وهو ما نراه أيضا ا في حياة الرسول بولس الععذي قععال
للملك أغريباس »من ثم أيها الملك أغريباس لم أكن معاندا ا
للرؤيا السماوية« )أع .(19 :26
100
101 هل يمكن أن أعرف أني مختار؟
101
الخاتيار 102
تثبيت الخاتيار
هناكا العديععد مععن المععؤمنين -وا أسععفاه -يعععوزأهم اليقيععن
بأنهم من المختارين ،وعليهم تنطُبق كلمات الرسععول بطُععرس
»لن الذي ليس عنده هذه ،هو أعمى قصير البصععر ،قععد نسععي
تطُهير خاطُاياه السالفة« )2بط .(9 :1فهذا الشععخص مععع أن
خاطُاياه تطُهرت ،ل يمتلك الفضائل المسيحية التي يكتبَ عنهععا
الرسول» :هذه إذا كانت فيكم وكثرت تصيركم ل متكاسععلين،
ول غير مثمرين لمعرفععة ربنععا يسععوع المسععيح« ،ثععم يسععتطُرد
ل» :لن الذي ليس عنده هذه هعو أعمعى قصعير البصععر قععد قائ ا
نسععي تطُهيععر خاطُايععاه السععالفة .لععذلك بععالكثر اجاتهععدوا أيهععا
الخاوة أن تجعلوا دعوتكم واخاتياركم ثابتين«.
عندما يكون المؤمن في تزعععزع مععن جاهععة إيمععانه يكععون فععي
عذاب .وبعض من أولد الله العزاء ،في إخالصهم وحبهم للرب،
يتمنون الموت عندما تكععون حععالتهم الروحيععة مرتفعععة ،ليضععمنوا
الذهاب إلي السماء ،لنهم ل يضمنون أنفسهم للغد .فإذا كععانت
هذه حالتك أيها القارئ العزيز فععدعني أقععول لععك :إن المسععيحية
تدعونا إلى حياة أسعد من هذه ،حياة الفرح المستمر فععي الععرب
)في ،(4 :4وحياة الثقة الكاملة فعي العرب )ف ي ،(6 :1ل حيعاة
الخوف والشك .يقول الرسول يوحنععا »لن الخععوف لععه عععذاب،
مل في المحبة« )1يو .(18 :4
وأما من خااف فلم يتك ي
لهذا السببَ يكتبَ الرسول بطُرس للمؤمنين قائ ا
ل» :لععذلك
بععالكثر اجاتهععدوا أيهععا الخاععوة أن تجعلععوا دعععوتكم واخاتيععاركم
ثابتين« .ونلحظ أن الرسول في هذه الية وضع الدعوة قبععل
102
103 هل يمكن أن أعرف أني مختار؟
103
الخاتيار 104
104
105 هل يمكن أن أعرف أني مختار؟
الخلصة
من حق كععل مععؤمن -كمععا يعلمنععا الكتععاب المقععدس -أن يعععرف
حقيقة اخاتياره .فكععل مععن أتعى باتضععاع إلعى المسععيح المخلععص،
وقلِبل باليمان عطُايا النعمة ،هو بكل يقين مختار في المسيح قبل
تأسيس العالم .وعلى المؤمن الحقيقي أن يعيش حيععاة التقععوى
والقداسة والثمر ،فيجعل حقيقة اخاتياره ثابتععة لععدى ضععميره هععو،
وضمائر باقي المؤمنين أيضاا.
105
الخاتيار في نور العهد
الجديد 1
وردت كلمة “إكليكتوس” اليونانية ،والتي تععترجام فععي العهععد
الجديد مختار أو مختععارين 22مععرة ،1الرقععم الععذي يرتبععط فععي
الوحي بالبهجة والنعمععة والتسععبيح .فحقيقععة الخاتيعار المجيعدة
مععن شععأنها أن تقععود المععؤمن إلععى الفععرح والسععجود .كمععا أن
الكلمعة “إكلعوجاي” المترجامعة اخاتي ار ت رد 7م رات فعي العهعد
الجديد.
107
ملعععك فعععي الحكعععم -2اخاتييييار لوظيفييية :فوظيفعععة ال ي
الثيوقراطي في إسرائيل قديما ا تمت باخاتيار الععرب لمععن
يشغل هذه الوظيفة .والرب أول ا مسح شاول ملكا ا على
إسرائيل ،ثععم بعععد ذلععك اخاتععار داود ،ثععم سععليمان ونسععله
ملك على شعبه )1صم 13-1 :16؛ 1أخ (4،5 :28؛ كما لل ي
اخاتار سليمان ليبني الهيكل )1أخ .(6 :28والمععر نفسععه
بالنسععبة للخدمععة الكهنوتيععة ،فمععا كععان أحععد يأخاععذ هععذه
الوظيفة بنفسه ،بل المدعو من الله كما هارون أيضا ا )عد
5:17؛ مز 26 :105؛ عبَ (4 :5؛ وفي العهد الجديد اخاتار
المسيح الرسل الثني عشر )لو 16-13 :6؛ يو 70 :6؛ أع
،(2،24 :1وبعدهم اخاتار بولس أيضا ا رسععول ا )أع 15 :9؛
.(14 :22
-3اخاتيار الملئكة :فنحن نعرف أن بعض الملئكعة تبععوا
إبليس في سقوطه ،وبالمقابلععة مععع هععذا الفريععق هنععاكا
فريق آخار ،ظلوا علعى ولئهعم ،ولعم يتبععوا إبليعس ،هعم
الملئكة المختارون ،ويسمون أيضا ا الملئكععة القديسععين
)1تي 21 :5؛ مر .(38 :8
إذا عقدنا مقارنة بين أنواع الخاتيار 1المختلفععة وبيععن اخاتيععار
الكنيسة فسنجد ما يلي:
-1بالنسبة لسرائيل :كان اخاتيارهم كأمععة ،بينمععا اللععه
اخاتارنا نحععن كععأفراد .وسععوف نعععود للتوسععع فععي هععذه
1ول ننسى أن المسيح نفسه هو مختار الله كما نقرأ مثل ا في إشعياء 1 :42؛
1بطُرس 6 ،4 :2
108
109 الخاتيار في نور العهد الجديد
109
الخاتيار 110
1المقصود بالمعرفة هنا ل معرفة الله المطُلقة ،بل معرفة المعيزة ،كما أشرنا في
الفصل الحادي عشر.
110
111 الخاتيار في نور العهد الجديد
1ينادي البعض بأن المؤمنين بالمسيح الن لهععم أن يتمتعععوا بالصععحة الكاملععة
التي ل يصيبها أي مرض ،على أساس أن المسيح في الكفارة حمل أمراضنا.
111
البركة علي الرض ،دلععوا علععي عععدم فهععم الفععارقا بيععن
إسرائيل وبركاته الرضية ،والكنيسة وبركاتها السععماوية
التي ل علقة لها بالرض ،ول بالزمان.
-3اخاتيارهم منذ تأسيس العالم :فطُالمععا أن اخاتيععارهم
أرضععي فل يمكععن أن يكععون مععن قبععل تأسععيس العععالم.
ولذلك فإننا نقرأ أيضا ا في رؤيا 13عن المختارين هنععاكا
أن أسععماءهم مكتوبععة فععي سععفر حيععاة الخععروف منييذ
تأسيس العالم .وهكذا أيضا ا في متى » 34 :25تعععالوا
يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكععم منذ تأسيييس
العالم« .إذا ا فاخاتيارهم بدايته تأسععيس هععذا العععالم ،أي
مع بداية الزمان .والعهد القديم كما نعلم يبدأ مع بدايععة
الزمان ،فأول آية فيه »في البعدء خالعق اللعه السعماوات
والرض« ،أما العهد الجديد فيعود إلى ما هو أسععبق مععن
هععذا البععدء ،إذ يتحععدث كععثيرا ا عععن الزأل )انظععر الفصععل
السادس عشر( .ولهذا فإن الكنيسععة قععد اخاتارهععا اللععه
فععي المسععيح قبععل تأسععيس العععالم ،كمععا سنوضععح فععي
الفصل الثامن عشر )أف .(3 :1
كما وينادون بأن المسيحي له أن يطُلبَ كععل معا يشععتهي ،والععرب بكعل تأكيععد
سيعطُيه ما يطُلبه .هؤلء ييعتبرون هراطقعة ،ومزييفيعن لكلمعة اللعه .فليعس
في الكفارة حمل المسيح أمراضنا بل أنه عندما كععان يشععفي المرضععى فقععد
حمل أمراضهم في نفسه )مت ،(16،17 :8إذ دخال بعععواطفه فععي متععاعبهم
)مر .(34-32 :7لكن نظرا ا لن جاسدنا لم يفتد بعد ،فإن المععؤمن يتعععرض -
إذا سمحت مشيئة الله -للمراض )في 27،30 :2؛ 1تي 23 :5؛ 2تي ،(20 :4
بل وأيضا ا للموت .ونفس المر يقال عععن موضععوع الغنععى والفقععر )انظععر أع
6 :3؛ 1كو 11 :4؛ 2كو 10 :6؛ يع .(5 :2
112
113 الخاتيار في نور العهد الجديد
اخاتيار الكنيسة
والن دعنا نمر على سباعية مرتبطُة باخاتيععار الكنيسععة كمععا
هي واضحة في العهد الجديد:
-1سييلطة الخاتيييار :الخاتيععار هععو عمععل اللععه ،وذلععك
بمقتضى نعمته السيادية »من سيشععتكي علعى مختععاري
الله« )رو (33 :8؛ »المختارين بمقتضى علم 1الله الب
السععابق« )1بععط ،(2 :1انظععر أيضععا ا أفسععس 5-3 :1؛
رومية 30، 29 :8؛ تيطُس .1 :1
-2زأمان الخاتيار :قبل تأسععيس العععالم )أف .(4 :1أي
قبل أن تولد الجبععال أو تبععدأ الرض المسععكونة .فمهمععا
رجاعنا إلى الوراء عصورا ا ودهورا ا وحقباا ،فإننععا لععن نصععل
1والعلم هنا كما سععبق أن ذكرنععا ،ليععس مجععرد المعرفععة ،بععل أيضععا ا النعمععة
والقصد.
113
إلى الزأل ،1عندما لم يكن للكون وجاود ،وعندما لم يكععن
هنععاكا خاليقععة ول حركععة ول زأمععن ،ل شععيء سععوى اللععه
وحده .في تلععك الزأليععة الععتي ل نعلععم عنهععا شععيئاا،
حيث لم يكعن ملكا ييسعيبح ،ول كعروب يطُيععر ،فعي
ذلك الزأل السحيق كان المختارون ف ي فكعر اللعه
ومقاصده الثابتة.
-3مسوغات الخاتيار :الخاتيار هو »حسبَ مسععرة مشععيئة
اللععه« )أف ،(5 :1و»حسععبَ اخاتيععار النعمععة« )رو .(5 :11
وبالتععالي فهععو ليععس مبنيععا ا علععي أي اسععتحقاقا مععن جاععانبَ
النسان) 2رو 13-11:9؛ 20:10؛ 16-4:11؛ يععو .(9فل
العمععال الصععالحة ،ول حععتى التوبععة واليمععان ،كععانت سععببا ا
للخاتيار ،بل هذه كلها جااءت نتيجة له وبرهانا ا عليععه .ولهععذا
فإن الرسول يسععمي أشخاصععا ا بعأنهم مختععارون حععتى قبععل
خالصهم )2تى ،(10 :2تماما ا كما دعععا اللععه جاماعععة بععأنهم
شعبه قبل رجاوعهم إليه )أع .(10 :18
-4غاية الخاتيار :ليس الخاتيار هو لكي ل نهلك ،ول حتى
رد كحلقة متوسععطُة تربععط بيععن
لكي نخلص .فالخلصا ي ل ِ
الخاتيار الزألي والمجعد البعدي )2تعس .(13 :2ولكيمعا
يمكننععا أن نصععل إلععي المجععد كععان يلععزم الخلصا 3مععن
1لقد خالق الله السماوات والرض »في البدء« )تك ،(1 :1ول يوجاد من يقععدر أن
يعرف كم من المليين أو البليين من السنين مععرت منععذ أن خالععق اللععه السععماوات
والرض .لكنا نعرف أن الله اخاتارنا قبل ذلك.
2انظر الفصل الحادي عشر
3هنا نجد المرة الوحيدة في الوحي التي تربعط بيعن الخاتيعار والخلصا .ولنعا
114
115 الخاتيار في نور العهد الجديد
115
الخاتيار 116
الخلصة
مبدأ الخاتيار هو مبدأ قديم ،وهو ما نراه من أول الكتاب المقدس
عندما اخاتار الله إبراهيم ،ثم اخاتار إسحاقا ،ثم اخاتعار يعقعوب ،ث م
اخاتار الشعبَ الرضي ،وهكذا .لكن نوع اخاتيار الكنيسة ،هو نععوع
جاديد ومجيد ،وهو ما سنراه بأكثر وضوح في الفصلين .17،18
116
اعتراضات على الخاتيار
117
يقول »أما الرب ففي هيكععل قدسععه ،فاسععكتي قععدامه يععا كععل
الرض« )حبَ .(20 :2
ليس أن الله حاكم مستبد ،ل يقبل من البشععر مناقشععة ،ول
يريععد للنععاس الفهععم ،حاشععا! فلقععد خالقنععا اللععه علععى شععبهه
كصععورته .وكععثيرا ا عنععدما سععقط القديسععون علععى وجاععوههم
أمععامه ،أقععامهم وعلمهععم أفكععاره ،لن »سععر الععرب لخععائفيه،
وعهده لتعليمهم« )مز .(14 :25
* * *
والناس في اعتراضععاتهم علععى مبعدأ الخاتيععار يتجهعون إلعى
اتجاهات ثلثة :نحو الله ،ونحو المؤمنين ونحو العععالم .فهععم
يقولون إن هذا التعليم يتضمن ظلمعا ا مععن الخععالق لبعععض معن
خاليقته ،وهو ما ل يليق بالله .ثم يقولون إنه قد يقود المؤمنين
للباحية وعدم التدقيق في سلوكهم .ثم يقولون أخايرا ا إنه قععد
يقععود المععؤمنين للنغلقا علععى أنفسععهم ،فيهملععون الكععرازأة
للنفوس الهالكة.
118
119 اعتراضات على الخاتيار
119
الخاتيار 120
يستحق.
ولقد أوضح الرب هذا المبدأ في مثل فعلة الكععرم المععذكور
في متى ،20فهو اتفق في الصباح الباكر مع الفعلععة علععى أن
يعملوا فععي كرمععه مقابععل أن يعطُيهععم فععي آخاععر اليععوم دينععارا ا
واحداا .وهو ما فعله فعل ا معهم فععي آخاععر النهععار .فهععل يكععون
صععاحبَ الكععرم فععي هععذه الحالععة قععد ظلععم أحععداا؟ كل .لكععن
صاحبَ الكرم أعطُى أيضا ا الذي اشتغل سععاعة واحععدة دينععاراا.
أ ليس هذا من حقععه؟ ولمععا اعععترض أحععد العبيععد الععذين اتفععق
معهم على الدينار قال له » يا صاحبَ ما ظلمتك .أما اتفقععت
معي على دينار؟ فخذ الذي لك واذهبَ .فإني أريد أن أعطُي
هذا الخاير مثلك .أ لول ما يحل لي أن أفعل ما أريععد بمععا لععي؟ أم
عينك شريرة لنععي أنععا صععالح؟« .فصععاحبَ الكععرم إذا ا عامععل
بعضا ا بالبر وبعضا ا بالصلح ،لكن هل ظلم أحععداا؟ لععو لععم يعععط
الذي اتفععق معععه علععى الععدينار دينععارا ا لكععان ممكنععا ا أن نتهمععه
بالظلم ،أيمععا كععونه أعطُععى بعضععا ا أكععثر ممععا يسععتحقون ،فهععذا
بالطُبع ليس ظلما ا.
وسواء نال النسان ما يستحقه )وهذا عدل( ،أو لم ينل
من العقاب ما يستحقه )وهذه رحمة( ،أو نال مععن الجععود
والحسان ما لم يكن يستحقه )وهذه نعمععة( ،ففععي كععل
الحوال ليس عند الله ظلم على الطلقا.
وواضح أن الله ليس ملزمعا ا أن يظهعر جاعوده للجميعع .أمعا
الظلم فحاشا أن ننسبه لله.
120
121 اعتراضات على الخاتيار
121
الخاتيار 122
122
123 اعتراضات على الخاتيار
بهم .لكن هذا الفكر أيضا ا غير صحيح لجملة أسباب :الول هو
أن المؤمن عندما يتجه ببشععارة النجيععل إلععى العععالم الخععاطئ
فععإنه يفعععل ذلععك -فععي المقععام الول -إتمامععا ا لوصععية الععرب
لتلميذه »اذهبوا إلى العالم أجامع ،واكععرزأوا بالنجيععل للخليقععة
كلهععا« )مععر .(15 :16فبغععض النظععر عععن النفععوس )مععع أننععا
نحبها( فنحن ،بكرازأتنا للهالكين ،نتمم وصية الرب.
ثم ثانياا :صحيح إن هؤلء المختارين ل بد أن يأتي الععرب بهععم
إليه .لكنه لن يأتي بهم دون وصول الكرازأة إليهم ،لنععه »كيععف
يدعون بمن لم يؤمنوا به؟ وكيف يؤمنون بمن لم يسععمعوا بععه؟
وكيف يسمعون بل كارزأ« )رو .(14 :10وإذا قصععر فريععق مععن
المؤمنين في توصيل كلمة البشارة للنفوس الهالكة ،فإن الرب
سيستخدم غيرهعم .أمعا هعؤلء العذين قصعروا فستضعيع منهعم
فرصة خادمة السيد وربح النفوس له .ذلععك لن اللععه كمععا عييعن
المختارين بأسمائهم ،فإنه حدد طريقة وأسلوب خالصهم .هععذا
السلوب هو النجيل ول شيء آخار سوى النجيععل) 1رو 17 :10؛
1تس 4،5 :1؛ 2تس 13،14 :2؛ أع .(48 :13والرسعول قبعل
أن يقول »انظروا دعوتكم ...اخاتار الله« ،قال» :استحسن الله
أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازأة« )1كو .(28-21 :1وعليععه
فكثيرا ا ما نشاهد شخصا ا بسععيطُا ا يسععتخدمه روح اللععه بكلمععات
قليلة فتخلص النفوس .ذلك لن روح الله عمل بدعوته الفعالة
123
الخاتيار 124
124
125 اعتراضات على الخاتيار
الخلصة
الخاتيار حقيقة مباركة وسامية ،أسععاء الكععثيرون فهمهععا .وهععؤلء
الذين أساءوا فهمهما ادعوا أنها تنسبَ الظلم لله ،مع أنهععا تعظععم
نعمته؛ وادعوا أنها تقود إلى حياة الباحية مع أن اخاتيار الله أناسععا ا
هو ليكونوا قديسععين؛ وادعععوا أنهععا تقععود للنغلقا مععع أنهععا أعظععم
مشجع للقديس ليخبر بفضائل الذي دعاه من الظلمععة إلععى نععوره
العجيععبَ ،وأعظععم مشععجع للمبشععر علععى تحمععل المصععاعبَ فععي
طريق خادمته.
125
إيجابيات الخاتيار
127
يدع أي مجال للعتراض أو التشععكي ،كمععا حععوله فكععر النسععان
المنحرف .فهععو ل يتضععمن أدنععى ظلععم مععن جاععانبَ اللععه ،لكنععه
يفسح في المجال لمدح مجد نعمته ولمدح مجده.
128
129 إيجابيات الخاتيار
129
الخاتيار 130
130
131 إيجابيات الخاتيار
131
الخاتيار 132
132
133 إيجابيات الخاتيار
الخلصة
حقيقة الخاتيار حقيقة مباركة وسامية ،والمعرفة الصععحيحة لهععذه
الحقيقة تعظم نعمة اللععه ،وتنحععي النسععان مععن المشععهد ،فتقععود
المؤمن للتضععاع وتمل قلبععه بععاليقين والثقععة .كمععا تععزوده بمععادة
عظيمة للسجود والشكر ،وتدفعه لحياة التكريس والخدمة.
133
نظر لنا شيئا ا أفضل
135
المسيحية فععي مفهومهععا الصععحيح ،كمععا ذكرنععا ،هععي إعلن
للمور السماوية السععرمدية ،ولكععي يمكععن إعلن هععذه المععور
السماوية كان يلزم أمران:
ل :أن ابن الله الكريم يأتي من السععماء متجسععدا ا »البععن
أو ا
الوحيد الذي هو في حضن الب هو خايبر« )يو .(18 :1
وثانياا :أنه بعد موت المسيح وقيامته وصعوده إلى السععماء،
يأتي الروح القععدس مععن السععماء لكععي يسععكن فععي المععؤمنين
كأفراد ،وفى الكنيسة كجماعة ،ليرشدنا إلى جاميع الحق ،حتى
تلك الحقائق التي لم يقدر المسيح أن يعلنها لتلميذه لما كععان
بينهم بالجسد ،لنهم لم يكونوا بعد يحتملون فععي ذلععك الععوقت
)يو .(12،13 :16
هذان المران العظيمان -إنسععان جاععالس فععي المجععد
بعد إكمال عمل الفداء ،وأقنوم إلهي ساكن على الرض -
هما ما يميزان المسيحية .وبذلك فقط أمكععن إعلن المععور
السماوية السرمدية التي كانت في قلععبَ اللععه تجاهنععا ،والععتي
يمكن تتبعها في سبع فصول في العهد الجديد كالتي:
136
137 نظر لنا شيئا ا أفضل
137
الخاتيار 138
مل كما يعلمنا الكتاب المقععدس مرتبععط بالمحرقععة ،كمععا يرتبععط الععتيس 1ال ل
ح ل
بذبيحة الخطُية.
138
139 نظر لنا شيئا ا أفضل
139
الخاتيار 140
140
141 نظر لنا شيئا ا أفضل
» 45 :15صار آدم ،النسان الول ،نفسا ا حية )وهو بهذا يشير
إلى ما حدث في تكوين 7 :2عندما تلقى آدم النسمة من اللععه
خاالقه ،فصار نفسا ا حية( ،وآدم الخاير روحا ا محييا ا )مشيرا ا إلى
ما عمله المسيح في يوحنا ،22:20في عشععية يععوم القيامععة،
عندما أعطُى تلميذه نوع حياته بعينه( ،فنلنا بععذلك ذات حيععاته
المقام من الموات ،إتماما ا لقععوله الكريععم »أمععا أنععا
كالنسان ي
فقد أتيت لتكون لهم حياة ،ويكون لهم أفضل« )يو .(10 :10
ونلحععظ أن اللععه المنععزه عععن الكععذب وعععد -فععي الزأل -
بإعطُاء الحياة البدية .ترى من وعد الله فععي الزأل حيععث لععم
يكن سوى الب والبن والروح القدس .الجاابة كما نفهمها من
2تيموثاوس 1 :1أن الله وعدنا نحن بها ،لكنععه وعععدنا بهععا فععي
المسيح يسوع.
وعنععدما نقععول إن اللععه وعععد بإعطُائنععا الحيععاة البديععة ،فععي
المسيح ،فهذا يمل القلبَ بالسلم .فلقد أعطُى اللععه آدم فععي
الزمان نوع حياة أقل بكثير من الحياة البدية ،فأضاعها .لكععن
قبل ذلك -في الزأل -كان قصد الله واخاتياره أن يعطُينا نحععن
المؤمنين بالمسيح نوع ل الحياة الفضل والرقى :الحياة البدية.
لكنه رأى أل يعطُينا إياها في ذواتنععا ،بععل فععي المسععيح يسععوع،
ليكون ذلك ضمانا ا لستمرار هذه الحياة!
141
الخاتيار 142
142
143 نظر لنا شيئا ا أفضل
الله منذ الدهور ،مما يعني أنه كان فععي قلععبَ اللععه فععي الزأل.
وعن هذا السر يقععول الرسععول إن الرؤسععاء والسععلطين فععي
السماويات تتعلم حكمة الله المتنوعة .فلقد رأى هؤلء حكمة
الله بواسطُة الكنيسة ،التي هي جاماعععة المختععارين مععن قبععل
تأسيس العالم لكععي يشععاركوا المسععيح فععي مجععده علععى كععل
الكون ،وأن الكنيسة ملء الذي يمل الكل في الكل ،ولها الحق
في بيت الب :أعلععى مكععان فععي السععماء ،المكععان 1الععذي لععم
يدخاله مخلوقا ،ول يسكنه سوى الب والبن والععروح القععدس،
باعتبار أن الله ساكن في نور ل يدنى منععه .إلععى هععذا المكععان
نفسعه صعار للكنيسععة باعتبارهععا أعضعاء لجسععد المسعيح مقععرر
ومقام .قال المسيح »في بيت أبى منازأل كثيرة ..أنا أمضععي
لعد لكم مكاناا ،وإن مضععيت وأعععددت لكععم مكانععا ا آتععي أيضععا ا
ي« )يو .(2،3 :14فمكان الكنيسة البدي ليس آخاذكم إل ي
في الرض الجديدة ،ول حتى في السععماء الجديععدة ،بععل
في بيت الب نفسه .هذا هو قصد الدهور الععذي قصععده
الله في نفسه.
1عندما نقول عن بيععت الب إنععه مكععان ،فععذلك علععي قععدر اسععتيعاب عقولنععا
المحدود .رغم أن بيت الب ل يمكععن أن يكععون مجععرد مكععان ،فععالله ل يحععده
مكان.
143
الخاتيار 144
الخلصة
المسيحية في جاوهرها -كما أعلنها المسيح -هي استعلن للمور
السماوية السرمدية .تلك المععور الععتي عيينهععا اللععه قبععل الععدهور
لمجدنا )بموجابَ الخاتيار( ،والتي من أجال تحقيقهععا كععان التجسععد
وعمل المسيح على الصليبَ ،ثم مجيعء العروح القعدس ليواصععل
هذا العمل ،الععذي سععيكتمل قريبععا ا عنععد الخاتطُععاف ،فنععدركا تلععك
البركة السامية ونتمتع بها.
144
خامس حلقات ذهبية
145
ل بد أن تتم ،لن الذي خاطُط لها هو الله الكلي الحكمة والكلي
القدرة.
يقول الرسول» :لن الذين سععبق فعرفهععم ،سععبق فعينهععم
ليكونععوا مشععابهين صععورة ابنععه ،ليكععون هععو بكععرا ا بيععن إخاععوة
كثيرين .والذين سععبق فعينهععم فهععؤلء دعععاهم أيضععاا ،والععذين
دعاهم فهععؤلء بررهععم أيضععاا ،والععذين بررهععم فهععؤلء مجععدهم
أيضاا«.
إنها -كما ذكرنا -حلقات خاماسية تربط الزأل بالبد ،مرورا ا
بدعوة الله لنا في الزمان.
146
147 خامس حلقات ذهبية
147
سام ر ومقام ر رفيع ،وهذا هو سببق التعيين.1
والن ما هو هذا المركز الذي عيننا الله له؟ نحن نعععرف أن
السماوات سماوات للرب ،وأما الرض فأعطُاها لبني آدم )مز
.(16 :115ومع ذلك فهناكا الن إنسان في المجععد ،سععبق أن
مجد الله لما كان هنا علععى الرض .إنععه ربنععا يسععوع المسععيح.
وهو لم يدخال هناكا بمقتضى حقه الشخصي كالبن الزألي ،بل
بمقتضى ما عمله .هذا الشخص بعد موته وقيامته ارتبط بثمر
كثير ،دخال هو السماء كسابق لجالهم .إنه بلغة روميععة 8بكععر
بين إخاوة كثيرين ،له بينهم المركز الول .أي أنه متحد معهم،
ولو أنه متميز عنهم.
والرسول يقول في أفسععس 5 :1إن اللععه عينهععم للتبنععي،2
وفي هذا التجاه نفسه يقول الرسول هنا إنه عينهععم »ليكونععوا
مشابهين صورة ابنه ،ليكون هو بكرا ا بين إخاععوة كععثيرين« .إذا ا
فالرسول هنا في رومية 8يشير إلى سبق المعرفة ثععم سععبق
التعيين ،وفي أفسععس 5 ،4 :1يشععير إلععى الخاتيععار ثععم سععبق
التعيين .ومن هذا يتأكد لنا -كما فهمنا -أن سبق المعرفة هو
بعينه الخاتيار الذي نتحدث عنه .الخاتيار أو سبق المعرفة هععو
للشخاصا ،بينمععا سععبق التعييععن هععو للبركععات وللمركععز .فععي
الخاتيار نحن مشغولون بالسؤال :لمن الذي له بركات اللععه؟
بينما في سبق التعيين السؤال هو :معا هعي تلعك البركععات؟
نقرأ عن سبق التعيين أيضا ا في أعمال 28 :4؛ 1كو .7 :2 1
148
سبق التعيين 1إذا ا يمثل قصد الله في الخاتيار.
ومن هذا يتضح لنا ما سبق أن ذكرنعاه ،فعالله لعم يخعتر أناسعا ا
لكي يتغلفر خاطُاياهم ،بل اخاتععارهم للحيععاة البديععة .ليععس لكععي ل
يذهبوا إلى جاهنم ،بل ليأتي بهم إلى المجد )عبَ ،(10 :2أو كمععا
يقول هنا» :ليكونوا مشابهين صورة ابنه«.
كان ممكناا أن يعطُينععا اللععه ذات مكععان الملئكععة الععذين لععم
يسقطُوا ،وهم خادام السماء المقتدرون قوة ،وكان مععن شععأن
هذا أن يعتبر فضل ا عظيمععا ا ،أن يرفعع إلععى هعذا المركعز تععراب
الرض الذين أخاطُأوا إليه ،لكنععه لععم يفعععل .وكععان بوسعععه أن
يعطُينا مركععز رؤسععاء الملئكععة ،وهععم الكععاملون فععي الجمععال
)قارن حزقيال ،(28لكنه لو فعل ذلك لما كان في هذه الحالة
قد فعل أفضل ما عنععده مععن جاهععة غنععى مجععد نعمتععه .لكنععه -
تباركا اسععمه -أراد أن يجعلنععا مشععابهين صععورة ابنععه .فنحععن
معيينون للتبني ،لنكون مشابهين صورة ابنه ،وبالتععالي معي ينععون
للميراث )أف .(11 :1
وعنععدما يقععول »يكععون هععو )المسععيح( بكععرا ا بيععن إخاععوة
كثيرين« ،فإن كلمة "بكععر" تأخاععذ فكرنععا إلععى كععونه النسععان.2
م القيامععة لمريععم المجدليععة» :اذهععبي إلععى
ويذكرنا بما قاله يو ل
1من المهم أن نؤكد هنا مرة أخارى أنه إن كععان هنععاكا سععبق تعييععن للبركععات
والمجد ،إل أن الوحي ل يحدثنا مطُلقا ا عن سبق تعيين للهلكا )انظععر الفصععل
العاشر(.
2من جاهة لهوته هو »البن الوحيد« ،ومن جاهة ناسوته هو البكر بيععن الخاععوة
الكثيرين.
149
إخاوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم) «1يععو .(17 :20
حقا ا إنه »ل يستحي أن يدعونا إخاوة« )عبَ .(11 :2
لقد ولدنا بحسبَ الطُبيعة مشععابهين صععورة آدم الول )تععك
،(3 :5ولكن بالنعمة ل بد أن نكون مشابهين صورة ابن الله.
وليس قبل أن نصل إلى المجد سندركا مقدار عظمة عمععل
الفداء ،وكثرة أولئك الخاوة الذين سيكون المسيح بكرا ا بينهم،
وكذا كثرة البناء الذين سيأتي بهععم اللععه إلععى المجععد )عععبَ :2
،(10عندما يمتلئ بهم بيت الب بمنازأله الكثيرة.
1نلحظ أنه لم يقل :إني أصعد إلى أبينا وإلهنا ،بل »إلى أبععي وأبيكععم ،وإلهععي
وإلهكم« .فهو ليس أحد الخاوة ،بل البكر بين هؤلء الخاوة.
2ترد عبارة المدعوين في العهد الجديد 11مرة منها 7مععرات فععي كتابععات
الرسول بولس.
150
151 خامس حلقات ذهبية
بني آدم« )أم ،(4 :8ففي هذه الدعوة العامة تبرزأ المسؤولية
الفردية )الفصل الخامس( .لكننا هنا فعي روميعة 8نقعرأ ععن
قصد الله »المدعوين حسب قصده« .وما دام هذا قصد الله
فهو ل بد أن يتم ،كما يقول النبي »قد حلف رب الجنععود قععائ ا
ل:
أنه كما قصدت يصير ،وكما نويت يثبت« )إش ،24 :14انظععر
أيضا روميععة .(11 :9هععذه هععي إذا ا الععدعوة الفعالععة الملزمععة
)انظر الفصل الرابععع( ،إذ نتجععت عنهععا النتيجععة المرجاععوة ،كمععا
يقععول الرسععول هنععا »والععذين دعععاهم فهععؤلء بررهععم أيضععاا«.
والفرقا بين الدعوتين :الدعوة العامة والدعوة الملزمة ،نتبينه
فععي قععول المسععيح »لن كععثيرين يععدعون )الععدعوة العامععة(،
وقليلين ينتخبون )الععدعوة الملزمععة(« )مععت .(16 :20وهععذه
الدعوة ل يمكن للنسععان أن يقاومهععا بععأن يقسععي قلبععه ،لنهععا
تزيل القساوة من القلبَ .إنها تنزع قلبَ الحجر وتعطُععي بععدلا
منه قلبَ لحم .وهكذا فإن الله معنا تداخال بقوته ،كي ما
يتمم مقاصد محبته.
في الحلقتين السابقتين رأينا المقاصد المصممة في الزأل،
بينما تشرح لنععا هععذه الحلقععة تتميععم تلععك المقاصععد فععي ملععء
الزمععان .فهععذه الععدعوة الفعالععة إذا ا هععي الععتي ربطُععت معععا ا
المقاصد اللهية لنحولنععا )سععبق المعرفععة وسععبق التعييععن( مععن
جاانبَ ،وخالصنا )التبرير والتمجيد( من الجانبَ الخار.
يخبرنا المسيح عن هذه الدعوة الفعالة في يوحنا 10إذ يقول
عن شخصه الكريم باعتباره الراعي الصععالح إنععه »يععدعو خارافععه
151
الخاتيار 152
الخاصة بأسماء ويخرجاها« ،نعم يخرجاها مما كععانت قبل ا فيععه )يععو
.(3،16،27 :10والمثلة على ذلك في الوحي كععثيرة :زأكععا )لععو
،(10-1 :19المرأة السامرية )يو ،(30 -1 :4الخصي الحبشي
)أع ،(39-26 :8شاول الطُرسوسي )أع ،(22-1 :9ليديا بياعععة
وسععععجان فيلععععبي )أع -19 :16 الرجاععععوان )أع ،(15-13 :16
...(34الخ
والوحي يربط بيعن الخاتيعار والعدعوة فيقعول فعي 2بطُعرس
ا وأيضا » 10 :1اجاتهدوا ...أن تجعلوا دعوتكم واخاتياركم ثابتين«،
يقول الرسععول »لمععا سععر اللععه الععذي أفرزأنععي مععن بطُععن أمععي،
ودعاني بنعمته أن يعلن ابنه فيي« )غععل 15 :1انظععر أيضععا ع ،(6
ويقول »الذي خالصنا ودعانا دعععوة مقدسععة ...بمقتضععى القصععد
والنعمة« )2تي .(9 :1ومن هذا نفهم أن هذه الدعوة هي عمل
داخالي في روح النسان بنعمة الله )1بط 15 :1؛ 9 :2قععارن رو
.(29 :11
يمكن القععول إن اللععه دعععا المختععارين :خاارجايععا ا بالنجيععل )
1تععس ،(12 :2وداخاليععا ا بععالروح القععدس .الععدعوة الخارجايععة
وصلت إلى الذان ،والدعوة الداخالية وصلت إلى القلبَ .وقععد
يقدر النسان على أن يوجاه الدعوة الولى ،لكععن ليععس سععوى
روح الله يقوى على الثانية.
152
153 خامس حلقات ذهبية
1وفي 2تسالونيكي 13 :2يجمل الرسول تلك الخطُة في أمور ثلثة ،إذ يشير
إلى الحلقات الولى والثالثة والخامسة من حلقاتنععا الذهبيععة ،فيقععول» :أن اللععه
اخاتاركم منذ البدء للخلصا ،بتقديس الروح وتصديق الحق ،المر الذي دعاكم
إليه بإنجيلنا ،لقتناء مجد ربنا يسوع المسيح«.
153
الخاتيار 154
ض
،(17ل يتأثر بالزمن كما هو الحال معنا ،فهو ليس عنده ما ر
وحاضر ومستقبل ،بل كل المور قدامه على قععدم المسععاواة،
فإنه هنا يقول إن الله مجدهم.
الخلصة
مقاصد الله الزألية ل بد أن تتم ،وهي تتكععون مععن خامععس حلقععات
رائعة وعجيبة ،تبدأ بالزأل حيث الخاتيار والتعيين ،مععرورا ا بععالزمن
حيث الدعوة والتبرير ،انتهااء بالبد حيث المجد ،وحيث يصععل اللععه
إلى غرضه من الخاتيععار وهععو أن نكععون نحععن الخلئععق المسععكينة
والسععاقطُة مشععابهين صععورة ابنععه ،ليكععون هععو بكععرا ا بيععن إخاععوة
كثيرين .هذا هو الخاتيار ،بل هذا هو المشروع الزألي بيععن أقععانيم
اللهوت :خاطُطُوا له ،وبدأوه ،وواصلوه ،وسوف يختمونه.
154
قمة المقاصد
155
رجااء دعوته
نظرا ا لن موضوع هذه الرسالة هو السععر فإننععا نتوقععع أنهععا
تولي موضوع الخاتيار أهمية خااصة .وهو فعل ا ما بدأت به هذه
الرسالة العظيمة.
يقول الرسول» :مباركا الله ،أبو ربنا يسوع المسيح ،الععذي
باركنا بكععل بركععة روحيععة فععي السععماويات فععي المسععيح ،كمععا
اخاتارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبل لوم قدامه
في المحبة«.
تنشغل تلك اليات بأولى الموضوعات التي أشععار إليهععا
الرسععول بعععد ذلععك فععي العععداد 19-17عنععدما صععلى لجاععل
القديسين في أفسس لكي يعطُيهععم إلععه ربنععا يسععوع المسععيح
روح الحكمة والعلن في معرفته ،مسععتنيرة عيععون )قلععوبهم(
ليعلموا ثلثة أشياء في منتهى الهمية
أول ا :ما هو رجااء دعوته -وهو مععا تحععدث عنععه الرسععول
في أصحاح 5-3 :1وهو ما سنتحدث عنه في هذا الفصل.
ثانيا ا :ما هو غنى مجد ميراثه فعي القديسعين -وهعو معا
تحدث عنه الرسول في أصحاح 14-8 :1
ثالثييا ا :ومععا هععي عظميية قييدرته الفائقععة نحونععا نحععن
المععؤمنين ،حسععبَ عمععل شععدة قععوته .وهععو مععا أشععار إليععه
الرسول في أصحاح 20 :1وحتى أصحاح 10 :2
وتحدثنا اليتان 3،4من هذا الصععحاح عععن سععباعية جاميلععة
من البركات التي في قلبَ الله أبينا من نحونا كالتي:
156
157 قمة المقاصد
157
الخاتيار 158
وهو باركنا بكل بركة روحية :ول تمتع بالبركات الروحية إل
بالروح القدس.
ثععم إنععه باركنععا بكععل بركععة روحيععة فععي السععماويات فييي
المسيح :ليكون المسيح هو الضامن لها.
فالب الصالح هو مصدر تلك البركات ،والبععن المبععاركا هععو
الضامن لها ،والروح القدس يهيئ لنا جاو تمتعنا بها.
وليس ذلك فقط ،بل إن العععداد مععن - 14-3وهععي تحععدثنا
عن الماضي )ع 6-3أ( ،والحاضععر )ع 6ب ،(9-والمسععتقبل )ع
- (14-10نجد في كل قسم من هذه القسععام الثلثععة إشععارة
إلى أحد أقانيم اللهوت :الب واخاتياره لنععا فععي الماضععي ،ثععم
البن وسفك دمه الكريم لجالنا في ملء الزمان ،وأخايععرا ا خاتععم
الععروح القععدس للمععؤمن وصععيرورته عربععون ميراثنععا البععدي
المجيد.
وكما يرتبط اللععه فععي ثععالوث أقععانيمه بالخاتيععار فععي فاتحععة
رسالة أفسس ،فإننععا نجععد المععر نفسععه فععي افتتاحيععة رسععالة
بطُععرس الولععى حيععث يقععول الرسععول» :إلععى ..المختععارين
بمقتضى علم الله الب السابق ،في تقديس الروح للطُاعععة،
ورش دم يسوع المسيح« )1بط .(1،2 :1فيععذكر الرسععول
أن مشععروع اللععه هععذا قععد صععممه الب فععي الزأل )الخاتيععار(،
وموله البن في ملء الزمان ،متكفل ا بالكلفة الكععبيرة لتمععامه
)الععدم الكريععم( ،ويقععوم الععروح القععدس بتنفيععذه فععي عععرض
الزمععان ،إذ يعمععل فععي قلععوب المختععارين بععدعوته الفعالععة
الملزمععة ،قائععدا ا إيععاهم للطُاعععة ،طاعععة يسععوع المسععيح ،أي
158
159 قمة المقاصد
159
الخاتيار 160
160
161 قمة المقاصد
161
الخاتيار 162
162
163 قمة المقاصد
الخلصة
موه أن الله فععي الزأل كععان يقصععد لنععا عظمة الخاتيار الزألي وس ر
بركات أسمى بكثير من تلك التي كانت لدم في الجنة .وبمجيء
المسععيح لععم تتععم فقععط معالجععة الثععار المترتبععة علععى السععقوط
والخطُية ،بل استعلنت مقاصده الزألية الصالحة من نحونا .وبهذا
تمجععدت نعمععة اللععه عنععدما أمكععن لبشععر خاطُععاة ومسععاكين ل أن
يساكنوا الله فحسععبَ ،وأن يعطُيهععم مععا يلععزم ذلععك ،بععل أن تزيععد
النعمة فتعطُينا ما هو حسبَ مسرة مشيئته
163
الختام
لقد تحدثنا في هذا الكتاب عن حالة النسان التعسة ،وعن فساده
الكامل بالسقوط .لكن من الجانبَ الخار تحدثنا عن عظمة اللععه
الكلي السلطُان والكلي النعمعة ،وععن عظمعة اخاتي اره لن ا ،ومعا
دعانا إليه .فلقد تداخال في طريقنا ل ليرجاعنععا إلععى مععا كنععا عليععه
قبل السقوط ،بل إلى ما لم يكن لنا قط ول خاطُععر لنععا علععى بععال.
مثل ا قبل السقوط لم يكن قديسا ا وبل لوم ،المععر الععذي صععار لنععا
الن .ولقد صارت لنا كععل بركععات المسععيحية السععامية والعجيبععة
والععتي ليسععت لي واحععد مععن قديسععين التععدابير الخاععرى خاععارج
الكنيسة .وإننا نختم هذا الكتاب الععذي انشععغلنا فيععه بواحععدة مععن
أعظم إعلنات الععوحي الكريععم ،أعنععي حقيقععة الخاتيععار ،بعبععارات
قالها أحد القديسين" :نحن ل نعرف الن ،يا اللععه ،مععا هععذا الععذي
فعلته ،ولماذا فعلته ،لكننا عن يقين سنعرف في ما بعد .ونحن ل
نجرؤ ،ول نسألك لماذا ولي سببَ؟ لكننا نسععألك أن تفتععح عيععون
أذهاننا لكي ندركا ونعلم ما هو رجااء دعوتك .آمين".
81
بقلم المؤلف
تأملت في الموعظة على الجبل
طبعة وحي الكتاب المقدس
ثالثة
الشيطُان
معجزات المسيح
مواسم الرب
طبعة ثالثة مختصر شرح سفر الرؤيا
الصليبَ وكلمات المصلوب.
المعمودية المسيحية
طبعة ثلث حقائق أساسية في اليمان المسيحي
خاامسة
المسيح الطُبيبَ العظيم
المسيح المنقذ العظيم
المسيح الرفيق العظيم
شهود يهوه
المسيح المتألم
أجاراس النعمة
رحلة الكنيسة
الصلة النموذجاية
ييييييي يي ييييييي ييييييي
عودة الهارب
في مجمع الناصرة
تحت الطبع
83
المزامير المسياوية
84