You are on page 1of 6

‫رحلة يقين‬

‫‪ ‬اعداد‪ :‬الدكتور إياد القنيبي‬


‫‪ ‬تقديم ‪ :‬معاذ بولمعيز‬
‫اذا كان كلما ألقي أمامنا شبهة اهتز إيماننا‪ ،‬اذن فإيماننا يشبه طاولة دعاماتها ضعيفة‬
‫ألن الشبهات تؤدي إلى انكسار اإليمان ‪.‬‬
‫إذن وجب علينا بيان الدعائم التي تق‪,,‬دم لن‪,,‬ا إجاب‪,,‬ات كافي‪,,‬ة ش‪,,‬افية عن التس‪,,‬اؤالت كي‬
‫تتحول هذه األخيرة الى ركيزة نضيفها الى دعائم طاولتنا‪.‬‬
‫كما يقول الدكتور محمد الدراز‪:‬‬
‫" فليعلموا أن كل شبهة تقام في وجه الحق الواضح ‪،‬سيحيلها الحق الى حجة لنفسه‬
‫يضمها الى حججه و بيناته"‬
‫وسنبدأ الحكاية من إثباث وجود هللا عز وجل ثم إثباث أن محمد رسول هللا وخطابنا‬
‫سيكون موجها للمؤمن والملحد والمشكك‪.‬‬
‫وكما قلنا سابقا فاإلنسان إما مصدق أو شاك او مكذب ‪،‬فاليقين هو التصديق الجازم‬
‫الذي ال يخالطه الشك ‪،‬ولكن هذا التصديق يتفاوت الى درجات من شخص إلى آخر‬
‫وهذه الدرجات تتأثر بما يسمى ب "جاذبية الشكوك والتردد" ‪.‬‬
‫سنشرح هذا اآلن وسنعطي أمثلة ‪:‬‬

‫التصديق الذي‬ ‫التصديق متفاوت‬


‫اليقين‬ ‫ال يخالطه الشك‬ ‫الدرجات‬

‫جاذبية‬
‫الشكوك‬
‫والتردد‬
‫نًّش به اإليم‪,,,‬ان واليقين ببس‪,,,‬تان في‪,,,‬ه أش‪,,,‬جار ك‪,,,‬ل ش‪,,,‬جرة ج‪,,,‬ذورها مغروس‪,,,‬ة في‬
‫األرض ‪،‬ولكن يتفاوت عمق الجذور وكلما زاد عمقها قلت نسبة إقتالع الشجرة ‪.‬‬
‫ولذلك حتى صاحب اليقين يحتاج الى سقي شجرة يقينه حتى ال تجف و‬
‫تموت ‪،‬وتنمووتنفع ‪.‬‬
‫هذا السقي الذي ضربنا بيه المثال ه‪,‬و التفك‪,‬رو الت‪,‬دبر في أدل‪,‬ة وج‪,‬ود هللا ع‪,‬ز وج‪,‬ل‬
‫حيث قال تعالى {َو َي ِز يُد ُهَّللا اَّلِذيَن اْه َت َدْو ا ُه ًد ى}‪.‬‬
‫وخد مثال النبي إبراهيم عليه السالم ‪،‬حيث اليمكن التشكيك بيقين‪,,‬ه بوج‪,,‬ود هللا حاش‪,,‬اه‬
‫ولكن ذلك لم يمنعه من أن يصل إلى أعلى درجات اليقين باهلل ‪.‬‬
‫{وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن ق‪,,‬ال بلى ولكن ليطمئن‬
‫قلبي}‪.‬‬

‫وسنبدأ بأصل األصول بإثباث وجود هللا عز وجل‪،‬لنؤسس القاعدة ال‪,‬تي منه‪,‬ا ننطل‪,‬ق الى م‪,‬ا‬
‫بعدها‪.‬‬
‫وأول األصول على وجود هللا هي الفطرة والعقل ‪،‬وسنتكلم في البداية الفطرة‪،‬فما هي الفطرة‬
‫؟ وكيف تذل على وجود هللا تعالى ؟‪.‬‬
‫فالفطرة هي قوى واندفاعات مودعة في نفس اإلنسان‪،‬تظهر آثاره‪,,‬ا عن‪,,‬د نم‪,,‬وه وتفاعل‪,,‬ه م‪,,‬ع‬
‫بيئته‪،‬ويمكن تشبيه الفطرة بنظ‪,,‬ام تش‪,‬غيل الكم‪,,‬بيوتر ‪،‬ه‪,,‬ذا النظ‪,,‬ام ال‪,,‬ذي ل‪,,‬ه مكون‪,,‬ات تتع‪,,‬اون‬
‫وتألف فيما بينها لتعطي إنسان سويا ‪.‬‬
‫فاهلل تعالى هدى اإلنسان بالفطرة إلى األمور التالية ‪:‬‬
‫اإلقرار بالخالق والحاجة اليه وكذلك اللجوء إليه عند الشدائد‬ ‫‪‬‬
‫تكوين المسلمات العقلية والتي بها يفهم خطاب هذا الخالق وتكليفه إياه‬ ‫‪‬‬
‫السؤال الى غاية الوجود ومصيره بعد موته‬ ‫‪‬‬
‫النزعة الفطرية للخير والعدل والصالح وكراهية للشر والظلم والفساد‬ ‫‪‬‬
‫الغرائز االزمة للمعيشة بشكل سوي‬ ‫‪‬‬

‫وكيف نفسر تكون هذه الحزمة ذاتها في كل نفس جديدة تولد ؟‬


‫أقر بعض الملحدين بالمأزق ومنهم الفيلسوف البريطاني الملحد توماس نيجل‪Thomas‬‬
‫‪ Nagel‬في كتابه المعروف بعنوان ‪mind and cosmos :why the materlialist‬‬
‫‪.néodarwinien conception of nature is almost false‬‬
‫والكتاب يستعرض ثالث قضايا أساسية موضحا عجز المادة الداروينية عن تقديم الحل‬
‫لها وهي الوعي واالدراك والقيم‪.‬‬
‫أما بقية الملحدين منهم من أنكر وجود هذه المكونات في اإلنسان ابتداءا من والدته ومنهم‬
‫من أراد ربطها بالمادة وكال الطرفين وقعا في التخبط كما سنبين الحقا‬

You might also like