Professional Documents
Culture Documents
وبعد 000فإنى لما نظرت الى وجوب شكر المنعم وتكرار إحسانه على المقل والمعدم استأذنت سيد
ومجمع الفضائل وبحرها بأن أتقرب الى جوده بجدي وهزلي فَأ َِذ َن لى في ذلك اعجابا منه
ِّ ملوك األرض
بالتلطف على كرم سجاياه ورغبة في التلطف الى جزيل عطاياه على احسانه الشامل للسائل مبذول لطالبه بغير
وسائل وأنا القائل فيه:
ٍ
عجب أن يس ـ ــأل الجود عنكم ومن
وجودكم ٍ
غاد علينـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ورايح
فحينئذ شرعت في تأليفه بأمر مسفر فالحه ورجاء نجاحه وجعلته مختصراً قائما بنفسه غير محتاج الى
غيره ماخال األبواب المنقولة من كتب الطب فإني لم اتعرض لشيء منها اذا كان مما يصح ومنها ما اليصح
وانما اثبتوها في كتبهم نقال من مواضعها وكذلك ابواب النقرس والقياس فى النساء انتخبت كثيرا منها لم
يصح وانما الغرض المقصود في هذا الكتاب المباشرة الى لذة المباشرة بوجودها ال اإلشتغال بطلب مفقودها
فإن قيل إن فيه ماهو زيادة منقولةـ من طب وغيره فالجواب عنه انني انما نقلته لإلستشهاد به وتصحيح ما اضعه
فيه وسميته رشد اللبيب الى معاشرة الحبيب ومغني الناكح عن الطبيب ،وقسمته أربعة عشر بابا تحتوي على
فنون منها مايشهد للجاهل على مباشرتها ،ويعلم العاقل المنصف اني لم اتمها فقد وصف الخمر بحقيقتها قوم
من األقوام عند ظاهره وسراير طاهره بما يعجز اكثر العارفين بها عن بعضه واليطيقونه وان جحدوا على تفطنه
1
ولم يشهد عليهم أحد بشربها والحكم عليهم حاكم بها وانما ع ّدوا ذلك من دقيق نظرهم وصفةـ فكرهم واني
اقول :
الحمد هلل استفتحنا بذكره واستجبنا لذكره وصلى اهلل على سيدنا محمد مبلغ أمره ونهيه وعلى آله
وأصحابه اولي تصديق ونصرة وشرف وكرم ومجد وعظمة؛ الحمد هلل الذي زين األبكار بالنهود في الصدور
وجعل سيقان النساء مساطبا لإليور ،الذي خلقهاـ كاألرماح للطعن في األكساس ال في الحجور الجاعل في
مقاعدـ األرحام مقياس مابين القبل والدبر وإدخال المخاصي على األشفار عند إدخال القاتل المذكور ومبدع
أفواه األكساس على قدر رؤوس الذكور وفضَّل حب البنات على البنين وأجاز القعود على ِ
الح ْر المقبب
السمين والجلوس على أطراف القدم ورهز الكس وجمع األكتاف بين يديه ومص الشفه بشفتيه وجعل نهد
المرأة تحت نهديه وفخذ المرأة على فخذيه وجعل على باب الرحم خصيتيه وهزها هزاً ظريفاً وعانقها عناقا
عنيفا ،فاستفيقوا رحمكم اهلل لهذه اللذه اللطيفه فطوبى لمن لطم خداً أسيالً وضم خصراً نحيالً وركب ِح َّراً
كبيرا وأسرع في إنزال مائه عسالً وأغرزه في ِ
الح ْر حتى الشعرة اليتيمه ،وأشكره شكر من حك الشفرين ثم
عمق بينهما اإلير؛ حكي عن بعض األصدقاء والخالن ونياكي الجيران من شقوق الحيطان بأن ِ
الحر يقول يا ُ َ
همي يا همي اإلير رايح يقتلني ،فقال اإلير :أنا ال أقتل وال أستقتل الحاج بيض يشهد علي ،فقال الحاج بيض:
أنا ال أشهد وال أُستشهد فأنت يا أخي عامل لك سرداب تدخل فيه زي النشاب وأنا أقف عند الباب أخبط دون
أن ترد علي جواب .
2
لكم من النساء مثنى وثالث ورباع؛ قال صاحب الثناء والجبين األبلج (من احتاج إلى الزواج فليتزوج منهن
أربع) ومن أراد الحظ واإلئتـناس فليأخذ الحبشيات اإلناث وعليكم باألبكار األخيار ،وقيل ان خير النساء
الثيبات ،وإياكم ان تتزوجوا العجائز فانهن غير صالحات وخذوا من النكاح أطيبه وأعذبه وأحسنوا في الجماع
وانكحوا من البيض الطوال ومن السمر القصار ومن عمرها اربعة عشر سنه إلى الثالثين ومن تعدى هذه السنين
فهي عجوز في الغابرين واقطعوا العمر في أكل وشرب وفرح وطرب وضحك وانشراح ورقص ومزاح فيا
وقوم أبا العروق األعور الجبار ولعب فيه حتى يقف مثل العمود الذي يلين؛ قال سعادة من كشف على ِ
الح ْر َّ
المؤلف وال تنسوا أيها اإلخوان من البوس والعض واإللتصاق والتفاف الساق بالساق والمص في الشفايف
الرقاق وهو مع ذلك الينسى الزوايا واألركان وال يغفلـ عن السقف والحيطان ،وأوصيكم أيتها النسوان بوصية
فاحفظوها وفي السر والعلن ال تنسوها وفي كل ليله استعملوها :قوموا على أكساسكم انتفوها ومن النيك ال
تمنعوها فأي امرأة تصدقت على زوجها ِ
بح ِّرها إالَّ حصل لها الخير العظيم خصوصا اذا سرحت رأسها وأرخت
مقاصيصهاـ ولبست أفخر ما عندها وأيضا اذا فاتحته بالشهيق والغنج الرقيق فإنه يحبها العدو والصديق ألن
الغنج الزائد يقوم اإلير الراقد؛ ُر ِو َ
ي عن إبليس لعنه اهلل أنه قال الجيده تأتي يوم القيامه راكبة على ظهر دب
ور ِو َ
ي عنه أيضا أنه قال القحبه والعرق منها يصب ومنادي ينادي لها هذا جزاكي يامن اعتكفت على فرد زب؛ ُ
تأتي يوم القيامه راكبة على ظهر ُمهره وعليها حلة خضراء ومنادي ينادي لها ادخلي الجنة لكثرة ما عندك من
الشفقهـ والحنان يا من ال تركتي وال بقيتي في قلب من قصدك حسره وال امتنعت من النيك وال مره !!؛ جعلنا
اهلل واياكم ممن يعانق األبكار ويفتح لهن األشفار ويجامعهن آناء الليل وأطراف النهار فهذا مذهبي ومذهب
أجدادي وأبي من قبل ومذهب المحبين العاشقين ونعوذ باهلل من الماكرين وأن يجعلنا واياكم من المجاهدين
في هذه االكساس المقببين .
أيها الناس انكحوا من البنات الناعمات الباهرات فيا سعادة من عادتها أن تدخل الحمام في أكثر األيام
وتغتسل في البيت وتتمشط بالمشط والزيت وتنتف بالنوره وال تبقي على ِح ِّرها وال شعره منثوره وتتطيب
بالطيب فإن اإلير في ِح ِّرها يغيب وتتعطر بأنواع العطورات كما تفعلـ الظبيات وتلف شعرها ثم تمشي الهوينى
وقد لبست أخف الثياب وأسهلها للخلع والناس نيام فإذا وصلت المقام تكشف اللثام وتـنادي بأعذب كالم
وتقعد له في حجره تلصق صدرها بصدره حتى يطيب قلبه ويقف إيره وتتجعلهـ ينظر الى المعاصم فعند ذلك
يصير إيره قائم وال عاد يسمع فيها كالم ،فرحم اهلل رجال ترفق بزوجته وأكد شهوتها على شهوتهـ وأحضر لها
ما تطلبه واستقبلها بالبشاشه ورهن من أجلها ثوبه وقماشه وكسى وتصدق ونفق ووعد وصدق فمن فعل هذه
عمن قَبِل هذا الوصيه
الفعال صار ممن يُعشق ثم يعطيها رشف اللسان وتنظر الى كل نهر وبستان ،اللهم ارض َّ
ممن كان ابن ناس أو بنت ناس أو سريه اللهم أرض عن السيدة المحجوبه صاحبة الدالل السندسيه المعسولة
المباسم اللطيفة الكالم الظريفة الحديث ،اللهم ارض عن ست العشاق التي تطل من الباب والطاق تنتظر
ومن جفنها مكحول وشعرها مسبول األميرة المصانه على الدوام فرحانه ،اللهم ارض عن
الحبيب المشتاق َ
صاحبة الردف الثقيل والطرف الكحيل ِ
والح ْر الكبير من هي بالكرم مشهوره وبطنها طبقات مطوية وسرتها
3
بالمسك والزبد محشيه وتحتها شيئا مقبب هائل صاحب بياض وسمنه من لزمها تلهَّى عن الفرض والسنه،
صاحبة األلفاظ الواضعهـ من تسمى الست الصالحه ،اللهم ارض عنهم أجمعين 00آمين أقول قولي وأستغفر اهلل
العظيم لي ولكم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات األحياء منهم واألموات وان الشيطان يأمركم
بالفحشاء والمنكر .
قيل إن النساء يحتجن الى حسن التعاملـ وقت النيك فتحتاج الى غنجة يمانيه وشهقة حبشيه وسخونة
سودانيه ومشخة حلبيه وعنق شركسيه وحذاقة مصريه وخصر مغربيةـ ورهز عراقية وبكاء بوالقيه وشخير
تونيسية فمن كان فيها هذه األوصاف تكن ست النساء وللبسط والنيك محببة؛ روي من كالم أحد األصحاب
حين سأله الحجاج الثقفي فقال له :ما تقول في بنت العشره ،قال :لوزة مقشره ،قال :فبنت العشرين ،قال :قرة
عين الناظرين ،قال :فبنت الثالثين ،قال :هي جنان النعيم ،قال :فبنت األربعين ،قال :لذة المتقين ،قال :فبنت
الخمسين ،قال :ذات شحم ولحم ولين ،قال :فبنت الستين ،قال :آية للسائلين ،قال :فبنت السبعين ،قال:
عجوز في الغابرين ،قال :فبنت الثمانين ،قال :دعنا من أصحاب الجحيم ،قال :فبنت التسعين ،قال :ال تصلح
للدنيا وال للدين ،قال :بنت المئة ،قال :حية أفعى.
والحق الواجب علينا ان نستغفر اهلل تعالى على كل حال ونستعيذه من عثرات اللسان واألقوال إنه ولي
الدنيا واآلخرة واهل للتقوى والمغفرة،ـ وهذه فهرسةـ أبواب الكتاب واهلل سبحانه وتعالى الموفق للصواب واليه
المرجع والمآب وهو حسبى ونعم الوكيل :
الب ــاب الثاني :في ذكر النكاح واختالف مذاهب الناس فيه .
الب ــاب الثالث :فيما يدل على عظم قدر النكاح عند ذوات االفراح .
الب ــاب الرابع :فيما تحب النساء من الرجال وما يكرهون منهم .
الباب الخامس :فيما يحب الرجال من النساء وما يكرهون منهم .
الباب السادس :في اختالف الرجال و النساء فى االحوال والشهوات في النكاح وذكر فروج النساء وهيئاتها
في الكبر والصغر واسمائها ،وذكر ايور الرجال وهيئاتهم في الكبر والصغر واسمائهم وذكر االستمناء باليد
وهو المسمى جلد عميره والقبل وما جاء في جميع ذلك من االشعار والحكايات الغريبة .
البــاب السابع :في ذكر ابواب هيئة النكاح وما يتعلق به وهي ثالثون هيئة والرهز وانواعه .
4
الب ــاب الثامن :فيما تحب معرفته من منافع الباه ومضراته المجربة وادوية ذلك لالغنياء والفقراء ومتوسطي
الحال والفقر اجد الكل بحسب مايناسبه على قدر حاله وذكر طالسم وخواتم مجربةـ لذلك وذكر الرهز
وانواعه .
البــاب التاسع :في ذكر السحاق والساحقاتـ وماوقع بينهن والحكايات واالشعار.
البــاب العاشر :في فضل الجواري الحسان وما وقع لكل منهن من المفاخراتـ والمنادمات والحكايات
واالشعار وكيفية تأليفهم وهيئة الزب عليهم وذكر الة الزب عليهم .
الباب الحادي عشر :في فضل الغلمان الحسان على بقية الغلمان وما وقع بينهم من المفاخرات والمنادمات
والحكايات الغريبة في ذلك .
الباب الثاني عشر :في ذكر القيادة واهلها وكيد النساء ومكر العجائز وحيلهن وماوقع في ذلك من الحكايات
الغريبة .
الباب الثالث عشر :فيما يجب فيه الحزم من قبل النساء وحكايات عنهن فيماوقع لهن من الحيل والمكر
والخدع ونسبة ذلك .
الباب الرابع عشر :في نوادر وحكايات واشعار شذت عن األبواب المتقدمهـ وحكايات عن جحا وآداب
المضاجعةـ وآداب المجامعةـ والوصايا في شراء الرقيق األبيض وغيره وغش التجار فيهم وآداب العروس وشيء
من أخبار العشق والعشاق وحكايات أدبية في سماعها تهيج للباه وقوة الشهوة ووصايا طريفة للنايك والمنيوك،
ثم خاتمة الكتاب وهذه سياقة األبواب على ترتيبه المذكور واهلل عز وجل اسأل حسن عاقبة األمور ومسامحةـ
الكاتب المضطر المعذور وخالصة كل ميسور انه على ما يشاء قدير وباإلجابة قدير .
5
الباب االول
في فضل النكاح والترغيب فيه
قال اهلل عزوجل ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة
والخيل المسومةـ واألنعام والحرث ) فهذه شهوات الدنيا ،وبدأ بذكر النساء لعلمه تعالى بموقفهن من قلوب
الرجال قال تعالى ( فأنكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثالث ورباع ) فأباح للرجل الواحد اربعاً لطفاً منه
بخلقهـ ورحمة بهم عندما تتجاوز بهم الشهوة الى المحظور عليهم ،قال النبي صلى اهلل عليه وعلى آله وصحابته
وسلم في تفسير قوله تعالى ( وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ) ان الرجل يتزوج المرأة
الغريبة يقع بينهما األلفة ثم تلى صلى اهلل عليه وسلم ( وجعل بينكم مودة ورحمة ) ،وروى عن النبى صلى اهلل
عليه وسلم انه قال لرجل :ألك زوجة ؟ ،قال :ل ،قال :وأنت صحيح سليم،؟ قال :نعم ،قال :انك اذاً من
اخوان الشياطين ،ان شراركم غرابكم وان ارذل امواتكم غرابكم ،ان المتزوجين هم المبرون من الخنى،
والذي نفسي بيده ما للشيطان سالح ابلغ في الصالحين من الرجال والنساء من ترك النكاح .وقال ابراهيم بن
ميسرة قال لي طاؤوس :لتتزوجن أو ألقولن لك ماقال عمر رضى اهلل عنه ألبي الزوايد فقلت :وماقال له؟ ،قال:
قال له :مايمنعكـ عن النكاح إالّعجوز أو فجور ،وقال سعيد بن جبير :قال لي عبد اهلل بن عباس :ألك زوجة؟،
قلت :ال ،قال :فتزوج فإن خير هذه االمة من كان اكثرها نساء؛ وقال صلى اهلل عليه وسلم :تناكحوا تناسلوا
فإني مباه بكم األمم يوم القيامة؛ وقال صفوان :إنما الدنيا متاع وليس متاعها افضل من زوجة صالحة ،وقال
النبي صلى اهلل عليه وسلم :انما الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة؛ قال الشاعر :
6
الباب الثاني
في ذكر النكاح واختالف مذاهب الناس فيه
استشار رجل الشعبي في التزويج ،فقال له :إن صبرت عن الباه فاتق اهلل والتتزوج وان لم تصبر فأتق
اهلل وتزوج؛ قال النبي صلى اهلل عليه وسلم :إياكم وخطر الدمن؛ فقيل له :وما خطر الدمن يارسول اهلل قال:
المرأة الحسناء في المنبت السوء؛ وقال صلى اهلل عليه وسلم :إحفظوا نطفكم فان العرق دساس؛ وقال عثمان
بن العاص ألوالده :الناكح مغترس فلينظر أحدكم حيث يضع غرسه فإن عرق السوء يردي ولو بعد حين؛ وقال
صفي :اليكفينكم جمال النساء عن النسب؛ وقال أيضا يوصى بعض اوالده :يابني إياك واختيار اللئيمة لما
عندها من المال فإن المال يذهب ويبقى في حالك اللوم الذي اليعنيه شئ؛ ومنه اخذ الشاعر قوله :
وقيل لعائشة رضي اهلل عنها :أي النساء أفضل؟ ،قالت :التى ال تعرف عيب القال وال تهتدي لمكر
الرجال فارغة القلب إالّ من الزينة لبعلها واإلهتمام في الصيانة على أهلها؛ وقيل إياك والحمقاء فان نكاحها قذر
وولدها ضائع؛ قال صلى اهلل عليه وسلم :إن النساء لعب فمن اتخذ لعبة فليستحسنها؛ وقال صلى اهلل عليه
وسلم :أكرم النساء أحسنهن وجوها وأرخصهن مهوراً؛ وقال حيي بن أخطب رضي اهلل عنه :عليك إذا تزوجت
بوجه يستأنس اليه ،فالمرأة منظر النظر وقرة عينه وحسن الصورة او نقمة تلقاك؛ وقيل لحكيم :أي النساء
وحكي ان امرأة جاءت الى الحسن البصري رضي
اشهر ،قال :التي تخرج من عندها كارهاً وتعود اليها والهاً؛ ُ
اهلل عنه فقالت له :أفتــنني في الرجال يا ابا سعيد ان يتزوجوا على النساء ،قال :نعم؛ فقالت :أعلى مثلي؛
وكشفت قناعا عن وجه كأنه القمر؛ فلما ولّت؛ قال الحسن :ما على رجل تكون عنده مثل هذه؛ وفي رواية
بكى مما اقبل عليه من الدنيا وما ادبر وقال الشاعر :
7
ذكر أن رجالً رغب في القباح فشاور رجالً حكيما في التزويج ،فقال له :إياك والجمال فإنه مطمع
للرجال ولن تصادق مداح رآها أبداً االّ وجدت إنائك و قد أُكل منه؛ وقال بعضهم :إياك والجمال فأنه مطمع
الرجال وأنشد يقول :
وقيل لحكيم وقد تزوج بقبيحة :هالّ تزوجت بحسناء ،فقال :إخترت من الشر اقله ذكراً كمن اختار
البكر على الثيب؛ قال صلى اهلل عليه وسلم :عليكم باألبكار فإنهن اطيب افواها وأنق ارحاما؛ وقال عليه
السالم :إن لم تتزوج بكراً فتزوج مطلقة والتتزوج مميتة تقول رحم اهلل زوجي لقد وكلني بعده الى غير كفؤ؛
وقال علي بن الجهم انشدت امرأة قولي وهي هذه األبيات :
فأجابتني :
8
حتى يسير مع الن ـ ـ ـ ـ ــظام و يثقبا
ذُكر في من اختار العجائز ومدحهن؛ فقد قال رجل لرجل وقد تزوج عجوزاً :إن اختيارك العجوز يدل
على عمى القلب وقلة اللّب واسترخاء الزب والتماس سهولةـ الفالج عن اإليالج ،فقال :كال إن العجوز اقنع
بالتيسير واصبر على تقلب الدهور واقل مشاغبة وتؤثر التذلل وتجتـنب التذلل وتصبر على اإلذالل وتؤمن من
والدتها في الزيادة في العيال ،إن اتسع الرزق صانت ماله وإن ضاق سترت حاله ،فانها تبعد الغيور ومطية ذي
األير العنور التستبق اليها الظنون وال تثبت معها القرون ألوف غير عروف والعيوف؛ فقال له اآلخر :لقد
حسنت القبائح وزينت المفاضح؛ و في ذكر من كره العجائز وعابهن قال رجل لرجل :ما تزوجت؟ ،قال:
نصفاً ،قال :شراء النصفين في يدك؛ قال الشاعر :
وقيل :مجامعةـ العجوز يُخاف منه موت ال ُف ْجأة؛ وقال حكيم :خير نصف الرجل آخره ،يذهب جملة
وتـظهر حكمه ،وشر نصف المرأة آخره فيسوء خلقهاـ ويج ّد لسانها ويعقم فرجها .
قال اعرابي يهجو امرأته :
9
و في ذكر من كره الزواج البتةُ ،سئِل حكيم عن التزويج ،فقال :ثـقل ظهر وشوك دهر؛ وسئل آخر
فقال :مكابدة العزبة أيسر من اإلحتيال لمصلحة العيال؛ وقال بعض األعراب :التتزوج ألربع فإن كل واحدة
تأخذك بجماعها وأنت وحدك ،وال بثالث فإنهن كاألماني فتصير بينهن كالقدر فيكوينك كيا ،وال بأثنتين فإنهن
ضرتان تكوينك كالجمرتين ،وال بواحدة فإنك تحيض اذا حاضت وتلد اذا ولدت ،فقيل له :قد نهيت عن كل
ما أباحه اهلل تعالى ،فما تصنع؟ ،فقال :عبادة الرحمن؛ وقال رجل آلخر :كنا في أمالك فالن فقال لنا :التقل في
أمالكه ولكن قل في اهالكه ثم أنشده :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــ
10
الباب الثالث
فيما يدل على عظم قدر النكاح عند ذوات األفراح
النكاح والجماع والبضاع والبقال والوطي والباه كلها واشباهها كنايات وحقيقة فعلها النيك ،وله من
قلوب النساء موقع عظيم وقدر كريم فهو وسواس صدورهن وقوام جسومهن وريحان قلوبهن وحبيب
نفوسهن ،وان الرجال يعتقدون انهم يشاركوهن في الشهوة ويقاسموهن في اللذة وهذا صحيح ولكن ما لهم
إالّ القسم اليسير والسهم الحقير ومعظم الشهوة وسلطانها للنساء دون الرجال ،وروى ان النبي صلى اهلل عليه
وسلم قال :للنساء تسعة أعشار الشهوة وللرجال العشر ولكن الغالب عليهن الحياء عن مطالبة الرجال بذلك؛
ومن عاداتهن انكار الشهوة وجحد محبة الرجال وأصل ذلك ما يروى في بعض األخبار ان اهلل عز وجل لما
وهم بها فحال جبريل بينه
خلق حوى آلدم عليهما السالم والقى فيه شهوة النكاح ورآها فأعجبته فهرش إليها ّ
وبينها ،وقال له :السبيل لك إليها إالّ بمهر ،قال له :وما مهرها ،فقال له :قل سبحان اهلل والحمد هلل وال إله إالّ
اهلل واهلل أكبر والحول والقوة إالّ باهلل العلي العظيم وهي الباقيات الصالحات ،فقال :هذا مهرها قد وصل اليها،
فلما غشيها وفرغ أعجبها ،فقالت له :ما هذا؟ ،فقال :شيء يسمى النيك ،فقالت له :زدني منه فأنه طيب ،فأمر
اهلل تعالى جبريل عليه السالم أن يضربها بصوت الحياء ،فضربها به فأستحت ،فقال جبريل آلدم :أتحبها؟ ،قال:
نعم ،فقال جبريل لها :أتحبينه؟ ،قالت :ال ،وكانت محبتها له تسعة أعشار محبته لها فصار الحياء وإنكار
المحبة فيهن وراثة؛ ويحكي عن زبيدة بنت جعفرـ أم األمين أن الرشيد لما سافر الى بالد فارس خرجت يوما
وهى سكرى ،فكتبت بفحمة في إيوان كسرى قول أبي نواس :
و إن طـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِرب فأبكه
وكانت خلفهاـ جارية لها فقرأت ماكتبته ،فقالت لها :ماهذا ياسيدتي؟ ،فالتفتت إليها مغضبة وقالت:
يابلهاء ماأخذت هذا االّ من أصل قوي ،هذا أبونا آدم لما ناك أمنا حواء قالت له :ماهذا ؟ ،قال :شيء يسمى
النيك ،فقالت له :زدني منه فإنه طيب؛ فإن أنكرن وقلن انتم اشد شهوة واحرص على النكاح منا بدليل
مطالبتكم لنا به واكراهكم إيّانا عليه قيل ليس مطالبة الرجل المرأة بالنكاح ألنه أشد منها شهوة له وانما هو
بمعنى الفحولية والعادة الجارية بقوة نفس الذكر على األنثى في جميع الحيوان ألنها تبع له في مراده وليس هو
فأما اذا يئست من طمعها منه وخاب رجاؤها فيه لفجر فيها الفجور
تبعا لها في مرادها وهي واثـقة منه بمطالبتها ّ
11
ٍ
حينئذ أظهرت ما كانت تستره واقرت بما كانت تنكره كإمرأة و لم تستطع اإلستدالل عليه لرغبة او رهبة ،و
العزيز مع سيدنا يوسف لما قالت :اآلن حصحص الحق؛ وتُهتك المرأة عند إمتناع الرجل عنها أعظم من تهتكه
وحكي عن بعضهم ان سجاح قد إدعت النبوة في ايام مسيلمة الكذاب وهي بنت المنذر بن
عند إمتناعها عليه؛ ُ
تميم ،وقيل سجاح بنت عقار ،وكانت قد اشتهرت واستمالت خلقا من الناس وآمنوا بها وكان مسيلمة من
الناس الذين بلغها عنه الكثير فرحلت اليه من ارضها الى اليمامةـ في جماعةـ ممن آمن بها من قومها لمناظرته
فلما لقيته قالت له :ماآتيك؟ ،قال :انني مانكت امرأة إالّ احبتني وآمنت بي ،قالت :فأسمعني اقرب شيء نزل
عليك فقال :
و إن شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــئت به أجمع
فقالت :بل به اجمع يانبي اهلل ،ثم دخلت معهـ فلما اشتد عليها العمل ضرطت فقال :ماهذا؟ ،فقالت:
علي العمل الذي نزل عليك يا نبي اهلل ،ثم آمنت به ورضيت بالوقوف معه ،فقال لقومها:ـ أي الصلوات
ثقل ّ
أثقل عليكم؟ ،قالوا :صالة العشاء وصالة الفجر ،فقال :قد حططتهما عنكم وجعلتهما مهرها فهل تراها
رضيت بترك رياستها التي زينها لها الشيطان .ثم إنا نرى البكر اذا زفت الى زوجها التزال نافرة منه مستوحشة
اليؤنسها منه كثرة الرغائب واليعطفهاـ عليه جزيل المواهب حتى يفتقها ،فتأنس إليه بعد وحشتها وتميل اليه و
ليس لذلك سبب غير وسيلة النيك ولذاذته؛ ولما خطب دريد بن الفهد الخنساء الى أبيها عمرو بن الرشيد قال
له :مثلها اليملك عليها ،فإن أمرها بيدها فاخطبها الى نفسها ،فأرسل اليها يخطبها وكان شيخا كبيراً قد جاوز
المائة ،فقالت له :سأنظر في أمري ،ثم قالت لجارية لها :إذهبي بعده من حيث اليراك فانظري اليه حين يبول
فان كان بوله يحفر األرض ففيه بقية الجماع وإن كان بوله يسبح في األرض وال يحفرها فليس لي فيه حاجة،
فذهبت الجارية ثم رجعت إليها واخبرتها :إن بوله لم يحفر األرض ،فردته وقالت :ما كنت راغبة عزيز ابن
عمي ،فذهب عنها خائباً وهجاها فلم تجبه ،فقيل لها :هال تجيبيه ،فقالت :ال أجمع عليه رداً وهجاء فلم
12
تكشف عن شيء من أحوالها غير آلة النكاح على اشتهارها بالعفاف وشرف النفس؛ ويُروى ان عمر بن
الخطاب خرج ليلة يطوف في المدينة واذا به يسمع امرأة تنشد شعرا تقول فيه :
فسأل عمر بن الخطاب رضى اهلل عن هذه الفتاة ،فأُخبر ان زوجها بعث في غزاة ،فسأل بعض النساء :كم تصبر
المرأة عن زوجها؟ ،فقالت احداهن :ستة أشهر ،فأمر اال يبقى الرجل أكثر من ذلك؛ ونظرت امرأة الى زوجها
إلي ،فقيل :أليس يجيد الطعن ،قالت :أما الطعن الذي
في الحرب وهو يجيد الطعن فقالت :رب أعنه ليرجه َّ
كاس من الحسب عا ٍر من النسب يصلصل معك في دارك ينفعني فال؛ و قال رجل المرأة :هل لك في ابن عم ٍ
ويقلبك يمينا وشماال ال يواصل ثالثاً في ٍ
واحد يدخل الحمام طرفي النهار؟ ،فقالت له :ياهذا اليُسمعن هذا
في عيوباً إن رضيت بها منك ،وتزوجت به؛ وخطب رجل امرأة فأكثرت عليه الشروط وعنتت ،فقال لها :إن ّ
احتملت مااشترطت ،فقالت له :ماهي ،فقال :أنا شره في النكاح بطيء الفراغ سريع اإلقامة،ـ فقالت :ياجارية
احضري أهل المحلة يشهدون بتزويجه على بركة اهلل تعالي فإن الرجل سارح اليعرف الخير من الشر؛ وخطب
رجل امرأة إلى نفسها فقالت له :إن في نقرز و أخاف ان أرى فيك ما أتقزز به فال تنتفع بي بعد ذلك ،فقال:
أرجو أن ال تري ذلك مني ،فتزوج بها فجلس يوماً على المائدة فجعل يلتقط ما يسقط فيأكله ،فقالت له :أما
كان في المائدة ما يغنيك عن هذا ،فذكر قولها له وعلم أنها تقززت منه ،فقال :بلغنا أنه يزيد في الباه فصارت
وحكي ان امرأة شكت زوجها الى قاضي وسألته ان يفرق بينها
بعد ذلك تفتت الخبز من غير أن يراها ليلتقطه؛ ُ
وبينه ،فقال لها القاضي :إن بان لي منه ما يوجب الفراق فبها وإالّ فال سبيل الى ذلك ،فأسفرت عن وجهها
وانشدت تقول :
13
و نتبع الخطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب الخطابا
فكشف القاضي عن امره فوجده عنين؛ وانشد بعض األعراب في ذلك :
ومرضت عجوز فأتى ابنها لها بالطبيب فرآها متزينة بأثواب مصبغة فعرف الطبيب حالها فقال إلبنها :ما
أحوجها الي زوج ،فقال اإلبن :ما للعجوز ولألزواج ،فقالت له :ويحك هل الطبيب أعلم أم انت؟ ،و أنشدت
ألوالدها شعرا :
14
فإن أبيتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم فإنني جامحه
وحكي أن همام بن مرة كان له ثالث بنات قد كبرن وامتنع عن تزويجهن غيرةً عليهن وترفعاً ،فقالت إحداهن
بيتا من الشعر :
فقال :نعم يابنيه أهب لك بيضة ،و قالت الثانية بلباس الشعر :
حن قلبي
أهم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام بن مرة ّ
فقال :نعم يابنيه أهب لك فرساً ،وقالت الثالثة بيتا من الشعر :
فقال لهن :خزاكن اهلل وزوجنهن؛ وخرجت جارية من دار الرشيد وفي يدها مروحةـ مكتوب عليها الحرة إلى
إيرين احوج من األير الى جاريتين؛ وحكي ان بيت المأمون كان فيه جارية تصلح له فراشه ،فينما هو ذات يوم
في مجلس حكمه إذ سمع في ناحية من الدار رقصاً فقال :للخادم أنظر ما هذا ،فدخل ثم خرج و قال :تلك
ماجن تغني ولؤلؤة ترقص ،و كانتا ماجنتين ،فأمر الحاضرين باإلنصراف ،ودخل الى حجرة ماجن فرآها من
حيث ال تراه فإذا هي تغني وتقول :
15
أال يا دار كم تحوين من ك ــس و من غلمة
فقال لها المأمون :ما تقولين يا جارية؟ ،فقالت :الشيء يا أمير المؤمنين ،كنت على خلوة وماظننت ان أمير
علي ،ثم قالت :هيه يا أمير المؤمنين شباب ونعمة وفراغ في الليل ،فقال :لها لسنا نقعد عن
يسمع ّ
المؤمنين ّ
زيارتك إن شاء اهلل تعالى ،فقالت :ال تراني إال كما قال القائل :
فضحك منها ودخل الحجرة فقضى حاجتها فلما فرغ قال لها :ويلك أما كفاك أن جعلتيني طيانا حتى
صيرتيني ضعيفا ،فقالت :لوال ذلك ما أكلت على جوعي هذا الرغيف الواحد ،فقال :أخزاك اهلل ما أسرع
جوابك ،ثم دخل بها فعاودها ،فقالت اآلخرى :و إذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فأرزقوهم
منه ،فضحك و دخل بها فقضى حاجتها؛ ولما زفت بوران بنت الحسن بن سهيل الى المأمون كتبت إليه جاريته
غريب وكانت من حظاياه رقعة فيها :
16
بنجم مأمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــونـ الورى يجري
وكان بعضهم إذا غضبت زوجته عليه دخل عليها و بادر الى رفع رجليها واستعمال نكاحها فقالت له
يوماً وقد فرغ منها :قاتلك اهلل كلما اشتد غضبي جئتني بشفيع ال استطيع رده؛ و أنشد بعضهم:
17
من الحب في قولـ ـ ـ ــه يخالفه العمل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــ
18
الباب الرابع
فيما يحب النساء من الرجال
إن النساء مجبوالت على حب اإلير الكبير فان انكرن ذلك فانما هو استحياء على ماتقدم ذكره ومن
الدليل الواضح على ذلك ماروته عائشة رضى اهلل عنها :ان رفاعة القرظي طلق امرأته وبت طالقها فتزوجها عبد
الرحمن بن الزبير فجاءت الى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فقالت :يارسول اهلل ،إني كنت عند رفاعة
فطلقني وبت طالقي فتزوجني عبد الرحمن بن الزبير وإنه يا رسول اهلل ما معه اال مثل الهدبة ،فتبسم رسول اهلل
صلى اهلل عليه وسلم وقال :لعلك تريدين أن ترجعي الى رفاعة؟ .. ،ال حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك،
يعني عبد الرحمن .
وخطب رجل من العرب فنزل ببيت أحدهم فدخل للضيافة فرأى في نهايتة الحسن والجمال ورجال
ذميما قبيح الوجه يدخل ويخرج ويأمر وينهي فقال الضيف للمرأة :ما هذا منك ؟ ،فقالت :هو زوجي ،فما
سؤالك عنه؟ ،فقال :لقد رحمت جمالك من قبحه ،فقالت :واهلل لو استدبرك بما يستقبلني به لعظم في صدرك
وحسن في عينيك فخرج وزهد في ضيافتها؛ وخطب معلم امرأة وكان قبيح الوجه فأعرضت عنه فقال لها:
واهلل ألمألن بيتك خيرا وفرجك إيراً ،فتزوجت به ولم تره كما قال فقالت :
19
فمن إيره ال يدور بخـ ـ ـ ـ ـ ــلد أنثى
واجمعوا على ان اكبر اإليور اثنى عشر إصبعا وأوسطها تسع وأصغرها ستة ،وقالوا :إن زاد على ذلك
أو نقص فهو من باب الندرة ،ومنهن الماجنات من اذا جامعهاـ الرجل وله إير صغير ولم يشف غلمتها تعاطست
وتساعلت فيخرج عند ذلك إيره من فرجها فتضحك منه وتخجله قال الشاعر :
وأصل هذا ان الفرزدق كان ذميما الى الغاية ،وكان يخطب ابنة عمه النوار بنت ايمن الى نفسها ولم يكن لها
ولي غيره فتنفر منه وتكرهه ،فخطبها رجل من بني عبد اهلل بن دارم فرضيته وارسلت الى الفرزدق :أن زوجني
من هذا الرجل ،فقال :أو تشهدين على نفسك أنك قد رضيت بمن زوجتك به ففعلت ،فلما توثق منها قال:
أرسلي الى القوم فليأتوا ،فلما جاء بنوا عبد اهلل بن دارم فشحنوا مسجد بني مجاشع ،جاء الفرزدق فحمد اهلل
تعالى وأثنى عليه وقال :قد علمتم ان النوار ولَّتني أمرها ورضيت بمن أزوجها ،اشهدكم اني زوجتها من نفسي
على مئة ناقة حمراء الوبر سود الحدق ،فنفرت النوار منه واحتكمت ألمراء البصرة ان يطلقوها منه وقالت:
إتقاء للسانه
إنما تزوجني بالخديعة والمكر ،فسألوها احضار الشهود فأبى الشهود ان يشهدوا على الفرزدق ً
فأرادت الشخوص الى عبد اهلل بن الزبير وكان يدعى له بالخالفة في الحجاز والعراق فتحاشى الناس حملها إليه
خوف هجاؤه ،فأتت فتية من بني عدي بن زيد مناة يقال لهم بنوا أم القشير فسألتهم برحم يجمعهم واياها
فحملوها و بلغ ذلك الفرزدق فأستنهض أناسا من أهل البصرة فأنهضوه و أعانوه بعدة من اإلبل ونفقةـ فتتبع
النوار وانشد يقول :
20
فأدركوها وقد قدمت مكة فأستجارت بخولة بنت منظور بن الريان امرأة عبد اهلل بن الزبير واجتمع إليه
أوالد عبد اهلل كلهم فأستشهدوه واستحدثوه ثم سعوا له الى ابيهم فجعل يشفعهم في الظاهر فاذا صار الى
خولة ثنته عن رأيه فيميل الى معونة النوار فقال الفرزدق :
فبلغ ابن الزبير شعره فلقيه في المسجد وهو خارج منه فضغط حلقهـ حتى كاد يقتله ثم قال بيت الشعر؛ ثم
دخل الى النوار فقال لها :ان شئت امضيت نكاحه فهو ابن عمك واقرب الناس اليك وان شئت فرقت بينكما
ثم ضربت عنقه فال يهجوا احداً ،و كانت النوار امرأة صالحة فقالت :أو ما غير هذا؟ ،قال :ال ،قالت :أما
القتل فال احب أن يقتل ولكني أمضي امره لعل اهلل تعالى يجعل في كرهي له خيرا ،فدفعها اليه عبد اهلل بن
الزبير .
ومما تحبه المرأة ايضا ابطاء إنزال الرجل مالم يمعن ويتجاوز الحد لتتمكن من شهوتها ويستخرج حنايا
لذتها ،وأما اذا تجاوز اإلبطاء غايته وخرج عن حده حصل الضجر ووقعت الكراهة وعادت الحسنات سيئات
السيما اذا كانت المرأة سريعةـ اإلنزال وال يكاد ينجو منهن من ذلك إالّ عالمات هذا الفن وعبقريات هذه
الصناعة وسأذكر ذلك مستوفيا ان شاء اهلل تعالى؛ و مما تحبه المرأة ايضا شدة الضم عند الجماع السيما عند
اإلنزال منها أو منه وجذبها اليه بشعرها دون اإليالم ،واحسن الضم أن يجامع الرجل على يساره والمرأة على
يمينها ثم يدخل يده اليسار من تحت كتفها ويجعل يدها اليمنى من تحت رقبته ممدودة وإن شاء توسد بها
مثنية ،ثم يجعل يده اليمنى من تحت عضدها او على خاصرتها ويدها اليسرى من فوق عضده أو على رقبته ثم
يلقي يده اليسار على ظهرها ويكون اكثر ضماً اليه بها ،هذا اذا كانت رقيقة ،و يمكن ضمها بالعضدين إذا
الرق ،فإن كانت سمينة ضخمة أمال يساره على رقبتها وشغل كفه بلمس شعرها من
كانت صغيرة أو مفرطةـ ّ
خلفهاـ وقبض عليه بعض القبض وكان أكثر ضمه لها باليمين ويجتهد أن يكون فمه وفمها متقابلين على استواء
واحد ،فإنه اذا ارتفع فم احدهما على فم اآلخر احتاج المرتفع أن يميل رقبته الى خلفهـ فيتألم لذلك؛ ومما
تكرهه المرأة سرعةـ إنزال الرجل قبل إنزالها وخاصة اذا استحكمت شهوتها وقرب إنزالها وفترت اعضاؤها
فإن ذلك يترك نار غلمتها مشتعلةـ وجوارحها بإلتهاب اللذة مشتغلة ،فمنهن من يخدر باطن فرجها حتى تحبس
شهوتها لإلنزال فتتخدَّر له جميع أعضائها ،فإن انقطعت عنها حركة اإلير في ذلك الوقت أُجبرت شهوتها على
21
اإلنزال وخمدت أعضاؤها وبقى ذلك لوقت على نفس حالة التخدير لم يتحلل فيأخذها مثل السبات الى أن
ِ
ينجل ،وربما أسقمهاـ ذلك إذا أدمن عليها؛ ومنهن من يختلج باطن فرجها عند قرب إنزالها فيختلج معهـ
أعضاؤها والتكاد تستقر ،فإذا انقطعت عنها حركة اإلير لم تزل تتبع الرجل وتضمه إليها وتفحس بفرجها على
إيره حتى تنزل ،فلذلك يحببن قوة الرهز عند إنزالهن فيهيِّج ذلك ساكن شهوتها ويبعث لذتها؛ ومن اشد
المكروه عندهن العزل عنهن ونزع اإلير عن المرأة في ذلك الحال كنزع فؤادها ،ألنه إنما يقوى رهز الرجل
ويشتد انتشاره وصالبته عند إنزاله فيهيِّج بذلك شهوتها وتأتي إليها لذتها ،ثم ان حرارة ماء الرجل في لهوات
فرج المرأة بمنزلة برد الماء في لهوات الظمآن فيكون حالهما عند فقد الماء سواء .
و يُحكى ان بعض القضاة كانت له جارية وكان يعزل عنها فدخل عليها يوما فرأته كئيبا محزونا فاقداً
ضالته تائهاً في أمره فقال :عُزلت عن القضاء ،فضحكت ثم قالت :ياسيدي ذق مرارة العزل طالما قد اذقتنيه
مراراً؛ و رأت امرأة رجل من المعتزلة و قد اجتمع عليه جماعةـ يجرونه الى بعض الحكام بشيء أنكروه منه،
ِ
ولست عالمةً فسألَتهم عن قصته فقالوا :إنه معتزلي ،فأخذت نعلها وصفعتهـ به فقيل لها :لم يستحق منك هذا
بأمره ،فقالت :أليس هو يعزل عن النساء والعزل في السنة مكروه؛ ومما تكرهه المرأة نظر الرجل الى وجهها
عند إستحكام شهوتها ألن أعضائها كلها تنحل والتبقى على حالها ولو حرصت فمنهن من تعلو نفسها ومنهن
من تشخص عيناها ومنهن من يُغشى عليها وهى التي تسمى الربوخ وهو من الصفات المستحسنة فيهن،
فالمتثبتة منهن من تغطي وجهها وتميل به عن وجه الرجل ما استطاعت ،ولذلك تحب المرأة نيك السكران
إلشتغالهـ بالسكر عن تمييز حالها وألن جماع السكران أقوى من جماع الصاحي من حيث انقياد عقلهـ للسكر
واسالم نفسه لسلطان الشهوة والنكاح ،ومنهن من يغلب عليها الحياء فال تكاد تطاوع الرجل على نيكها
بالنهار ،ومما يكرهنه الشيب فان كان الشيخ شيخ الشعر شاب اإلير اغتفرن له ذلك واحتملنه منه بعد التجربة
له و األختبار ،فمما قلته في ذلك :
22
بها ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعراً أبيض يومض
والشيب مع األلفاظ أحب اليهن من الشبيبة مع الفتور ،ومن الناس من يكلف نفسهه صباغ الشيب
وتغييره مع فتور إيره وضعف آلته تحبباً إليهن وتقرباً الى قلوبهن بتغيير الخضاب وتزوير الشباب ولم يدر أن
المزورين بالخضاب أنه اشترى جارية بارعة في الجمال
المنتقد خبير والمتصفح بصير كما يُحكى عن بعض ِّ
واألدب فلما جامعهاـ وجدت فتوراً وضعفاـ في الباه فتأملته فلم تشك في شبابه لسواد شعره فتركته حتى نام
وأخذت ليمونة خضراء فعصرتها على لحيته ففسخ الشيب وذهب الخضاب فقالت :من التزوير أتيت ،فلما
انتبه ورأى ما فعلت قال لها :ما هذا ؟ ،قالت :طلع نور اليقين وذهبت ظلمة الشك فأخجلته ،وباعها من يومها،
ومما قلته في المعنى :
23
غيَّر لون الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيب من ذقنه
24
هذا الذي قد كن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت أعرفه
وال بأس ان يخضب الرجل شيبه مع وجود الباه والقوة على النكاح ،وشيب العانة عندهن أشد كراهة
من سائر الجسد ،ومنهن من تكره الشيب وتنفر منه وال تلتفت إلى ما بعده من منفعتها،ـ واكثر من تكون هذا
فيهن يغلب عليها حداثة السن ،ومما قلته في الشيب :
و منهن من تكره اللحية وال تريد إالَّ األمرد وهو مما يعير به بعضهن البعض ،وأكثر ما يكون هذا فيمن
تشتغل بالسحاق أو قد افلتت منه؛ قالت امرأة تُعير أخرى من سخافة ما كان بينهما من سحاق و انقطع بعشق
صبي أمردِ :
نفس ِ
ك أنك التحفت بغالم مغنوج يقر لغيرك كما تقرين له ،فقالت لها :يارعناء إنه بذلك الغنج كبر
إيره وكثر خيره و لكن من شؤمكـ أنك عشقت من يطعنك بلحيته ويغرزك بشعرته؛ و قال األعشى في ذلك :
و كلهن يكرهن األزب الكثير الشعر الغليظ ،فإن كان مع ذلك أشيب كان اشد كراهة وأشنع منظراً ،وجمع
األزب زب و قلت في ذلك :
25
تعش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق الزب إذا الح لها
و من المكروه الشديد عندهن الذي الصبر لهن عليه نتن الرئحة كالصنان والزفر والبخر ،فإن ذلك
ينفر الشهوة ويطرد اللذة ويُبغض المحبوب ويزهد في المطلوب ،فال ينبغي للرجل أن يغفل عن تعاهد نفسه
وتفقد أحواله بإزالة ما يقدر عليه ،و يعلم انها تريد منه مثل ما يريد منها وتكره منه مايكره منها وال يغتر بما
تظهره له من التجمل واإلعظام واإلغضاء على المكروه فال يأمن أن تفضحه إذا حصحص الحق فإن لهن عند
كي أن ابن أيمن بن فاتك ِ
وح َالغضب تنكر ومحنة بالتزور وإظهار لما يكتمنه عند الرضا ولو قَد َم العهد؛ ُ
األسدي كان شيخا كبيرا أبرص وكانت له امرأة من كلب ذات حسن ودين ،فبينما هو نائم معهاـ في يوم شديد
الحر استيقظ والعرق يجري بينهما فقال :في نفسه ما في األرض لزوجها امرأة اشد حبا من هذه لي وقال لها:
أتحبينني؟ ،قالت :هل أنكرت شيئا؟ ،قال :ال ،ولكن أحببت ان أكون على يقين ،قالت :نعم إني ألحبك ،قال:
و اهلل ،قالت :سألتني بعظيم وأكره أن أصدقك فتغضب ،فقال :الأغضب إن صدقت ،فقالت :لو كنت عجوزاً
شمطاء برصاء عوراء هل كنت تحبني؟ ،فقال لها :إلحقي بأهلك ،قالت :أنت جنيت هذا ،وفارقته .
ويُحكى عن بعض المياسير انه كان يعشق امرأة أو جارية له وكان فيه بخر شديد وكانت تتكلف
مواصلتهـ لِ َما يصير إليها منه من كثرة العطايا ،فضمهما المضجع يوما فبسط لحافه عليه وعليها وقال لها :تمنى
علي ماشئت ،فلما وجدت الكرب قالت :أتمنى الخروج من الكنيف ،فأخزته ولم يعطفهاـ اليه ما مضى من ّ
عطاية وال مستقبل جباية؛ ويُحكى أن عبد الملك بن مروان كان يُكنَّى أبا الريان لتساقط الذباب على فمه،
فعض تفاحة يوماً ورمى بها الى إحدى نسائه فأخذتها ودعت بسكين فقال :ما تصنعين بها؟ ،قالت :أميط
األذى ،فغضب عليها وطلقها ،ولم تطق الصبر والمجاملة له مع عظيم شأنه وجاللة سلطانه؛ ومما يكرهن أيضا
س الشيخ الهرم ،والماجنات منهن يزعمن أنهن يعرفن رائحته من خلف الدار حيث ال يرونه؛ وسمعت ممن ال
ن َف َ
أشك في صدقه أن نسوة اجتمعن في عرس فقالت واحدة منهن :إني ألجد رائحة شيخ ،فكذبنها ،فحلفت ان
الح َجر حتى وجدن شيخاً
الح َجر ،فقاموا فما زلن يتفقدن ُ
معنا في الدار شيخاً ،فقالت إحداهن :قوموا نبحث ُ
في موضع من الدار متبرح عنهن؛ وللشيب رائحة غير رائحة الشعر األسود وال تخفى على النساء وال على
الرجال تظهر مع العرق في الثياب وإذا بُ َّل الشيب بالماء ظهرت منه رائحة كرائحة الصوف وتزول إذا خضب؛
وحكي أنه كان للخليل بن احمد صديق ويكنى أبا المعال مولى لبني يشكر ،وكان شيخاً أصلع شديد الصلع
ُ
26
فبينما هو والخليل جالسان عند قصر أوس إذ مرت بهما امرأة يقال لها أم عثمان من ولد المعارك بن عثمان
ومعهاـ بنات لها ،فقال ابو المعال للخليل :يا أبا عبد الرحمن أال تتكلم مع هذه المرأة ،فقال له :ويلك ال تفعل
ولما ضغط عليه دعى المرأة اليه ،فأتت وجلست وبناتها يتروحن ،فقال لها ابافإنهن يملكن لكل أم ٍر جواباَّ ،
المعال :يا أمة اهلل هل لك زوج؟ ،قالت :ال واهلل وال لواحدة منَّا ،قال :فهل لَ ُك َّن في أزواج؟ ،قالت :وددنا
ذلك ،قال :أنا اتزوجك وهذا يتزوج إحدى بناتك ،قالت له :أما أنت فقد بالك اهلل ببالئين أما احدهما فانه قرح
رأسك بمسحاة وجعل في قفاك عفصة بيضاء فصرت كأنما في قفاك نخامة تظهر وإن أخفيتها بحمرة ،فلو
كنت اذا ابتليت خضبت السواد فغطيت عوارك هذا الذي أبداه اهلل منك! ،ثم قالت له :أظنك من رهط
األعشى؟ ،فقال لها :ال بل أنا مولى لبني يشكر ،قالت :أفتروي بيت األعشى حيث يقول:
فما بقى بعد هذا إال الموت هو أولى ،ثم التفتت الي الخليل فقالت له :من أنت يا أبا عبداهلل؟ ،فقال:
انا الخليل بن احمد ،كفى ...رحمك اهلل فقد واهلل نهيته عن الكالم وحذرته فأبى ،فقالت له :أما انت فقد
نصحت له ولكن َأما علم هذا األحمق أن النساء يختبرون من الرجال المسحالني المنظرانى المخبرانى الغليظ
القصرة العظيم الكمرة الذي إذا طعن حفر واذا اخطأ قشر واذا أخرجه عقر ،فضحك الخليل وقامت المرأة
وبناتها يتهادين فتمثل أبو المعال يقول :
27
ثم اكملت قائلة :أقسم باهلل لو ان لكل واحدة منا من اإلجماع بعدد ما اهدى العكلي لعمرة بنت الحارث
النميري ما أعطيناك وال صاحبك منها شيئا ،فقال لها الخليل :انشدك اهلل كم كانت هذه الهدية؟ ،قالت :أراك
حاذقا بالتحميس قليل الرواية للشعر وانشدته قول العكلي :
ِ
لح ِّرك يا عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة ألف عير
قصر! هل أحضر إلستها نصيبا من الهدية ولم يجعلها فارغة ؟ ،قالت :أشفق على
فقال الخليلَ :أما إنه فقد َّ
هديته أن تحترق ،ألم تروى بيت جرير مفردـ :
ومما تكره المرأة انبطاح الرجل على صدرها عند الجماع وارتفاع عجزه وذلك عندهن من انعكاس
َّ
وحت عجزها وضعف رهزه ثم الحال ومجانبة الفرض ألن الرجل إذا وضع صدره على صدر المرأة ثقل عليها
انعكس اإلير عن حنك الكس إلى أسفله وهذا نيك األحداث والرجال الذين لم يتعودوا عليه وال لذة للمرأة فيه
28
ألنه إنما تنفجر ينابيع شهوتها وتـنحدر مياه شهوتها ولذتها من لهوات ِ
الحر ومن ذلك حديث أم الورد حين قيل
المهر شوطاً أو
لها :أي الرجال أحب اليك ..الشاب أم الكهل ؟ فقالت :أما الشاب الذي يمعج معجاتـ ُ
شوطين ثم يريض في جانب الميدان ..ال واهلل و لكن كهل يضع فريسته على األرض يتعبها سحبا وجراً .
ويُحكى أن امرؤ القيس لما دخل بزوجته أم جندب ليلة زفافها صارت تقول له :أصبح الصبح ياخير
الفتيان ،فيقوم فيرى الليل على حاله مراراً ،فلما اصبح الصبح قال لها :ماحملكـ على ما كنت تقولين لي؟،
قالت :الكراهة فيك ألنك ثقيل الصدر خفيف العجز سريع اإلراقة بطيء اإلقامة،ـ فسكت عنها حتى جرى بينه
وبين علقمة بن عبده الشاعر منازعة في الشعر وادَّعا كل واحد منهما أنه أشعر من اآلخر فتحاكما الى ام
جندب فحكمت لعلقمة وفضلت شعره على شعر أمرؤ القيس ،فقال لها :لقد علمت أني أشعر منه لكنك
علي ،ثم طلقها فتزوجها علقمة وهو الذي يُسمى علقمة الفحل. عشقتيه ففضلتيه َّ
ومن المكروه عندهن رخاوة اإلير وانحالله و يُسمينه النقانق إلنثنائه وعدم استقالله بنفسه ويشبهنه
بالنقانق المعروفة،ـ ويكرهن أيضا الشبق المغتلم الذي اليفتر من النكاح وال يشبع منه وهذا يُسمى داء
اإلنتصاب ،فصاحبه ينكح نكاحا ضروريا ال لذة فيه وال للمرأة لتجاوزه حد الكرهة والملل ،وقد ذكرت
مايمكن التحرز منه والعالج باألدوية ،والذي ال سبيل الى إزالته كال ُخلُق والعاهات فنسأل اهلل العافية منها وقد
وضع أهل الطب ادوية كما ذكرت وهى موجودةـ في أكثر كتب الباه ....واهلل تعالى المسؤل عن حسن العاقبة
وطولِه و قوته وحوله .
بمنِّه ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
29
الباب الخامس
فيما يحب الرجال من النساء و ما يكرهونه
كل شيئ يكرهنه النساء من الرجال يكرهه الرجال من النساء مما تقدم ذكره وأيضاً يكره منهن رطوبة
الفرج وخشونة مدخله و وسع مسلكه وصغر حجمه واندخاسه الى داخل الفخذين ويستحب خالف ذلك كله
وتُكره المستغلمة التى ال تشبع من النيك وال تنتظر وقته ،فأحسن أحوالها أن تصادف من به داء اإلنتصاب فال
يفرق بينهما إالَّ الموت كالذي يقول :
30
و يعجبني ِ
منك عنـ ـ ـ ـ ـ ــد الجماع
قال بعض األطباء الحكمة في الغنج أن يأخذ السمع حظه من الجماع فيسهل خروج الماء جراء ماسمع
وإن الماء يخرج من تحت كل جزء من البدن ولهذا ورد تحت كل شيء جنابة وكل جزء له نصيب من اللذة
فنصيب العينين النظر ونصيب المنخرين التخيشم الطيب ولهذا شرع التطيب للجماع ونصيب الشفتين التقبيل
ونصيب اللسان المص والرشف ونصيب السن العض ولهذا ذكر في الحديث هالَّ بكراً تالعبها وتالعبك،
ونصيب الذكر اإليالج ونصيب اليدين اللمس وبقية أسافل البدن المماسة ونصيب سائر أعالي البدن الضم
والمعانقةـ ولم يبقى إال حاسة األذن فنصيبها سماع الغنج؛ وال بد في أثناء ذلك من نخير دقيق وتنهد رقيق
يقوي شهوة الرجل ويحثه
وعضة إثر قبلة أو قبلة في اثر عضة منه أو منها يسمى ثمر الهوى فإن ذلك كله مما ِّ
على المعاودة السيما إن استعملت الخالعة وذلك معدود من صفاتهن المستحسنة ،وقد روى عن النبي صلى
اهلل عليه وسلم أنه قال :خير نسائكم التي اذا خلعت ثوبها خلعت معهـ الحياء فإذا لبسته لبست معه الحياء؛ يعني
مع زوجها .
وحكي عن أحد القضاة المستقلين أنه تزوج امرأة وكانت مطبوعةـ على الخالعة عند الجماع فلما خال
ُ
بها وجامعها سمع منها ما لم يسمعه قبل ذلك فنهاها عنه فلما عاودها المرة الثانية لم يسمع منها شيئاً من ذلك
فلم يجد من نفسه نشاطاً كالمرة األولى وال انبعثت له تلك اللذة ،فقال لها :إرجعي الى ما كنت تقولين سابقاً
استطعت ،ومن دقيق هذه الصبغة أن يكون غنج المرأة ورهز الرجل متطابقين كاإليقاع علىِ واجتنبي الحياء ما
الغناء وال يخرج أحدهما عن اآلخر وقد قلت في ذلك :
31
ويكره النهاقة وهى التي يعلوا صوتها في الغنج بالنخير والشهيق تطبعاً من غير طبع وتصنعا من غير
صنعة وتكلفا من غير إحسان فهي تقلِّب القلب وتُـنفر الشهوة َف َه ُّم نايكها المفارقة والخالص منها وقلت في
ذلك :
والسكوت ممن هذه حالتها اجمل ،وكثير من النساء من تستعمل السكوت عند النيك لكن مع رشاقة
الحركة وإظهار القبول للنيك وضم الرجل إليها وتقبيله مرة بعد مرة ومساعدته بالرهز ،وهذه صفة غير مكروهة
السيما للمتعاشقين ومن يخشى الرقيب ،وإذا كانت المرأة بليدة طبعاً وتكلفت التعلم جاءت بكل أمر منكر،
وقد تتعود المرأة عند نزول شهوتها أحواالً مكروهة وال تقدر على تركها ويعسر عليها إزالتها وتصير فيها طبعاً
والزما ،فمنهن من تعض الرجل حتى تؤلمه ومنهن من تجعلهـ تحتها وتعلوه وال تستلذ بغيره؛ ودخلت ذات مرة
المسجد الجامع بزبيد لصالة الجمعةـ فجلس الى جانبي شيخ كبير السن يظهر عليه آثار التعقل فسمعته يقول:
اللهم إني أتوب اليك من النكاح فقلت له :يا شيخ لم تتوب من سنن األنبياء؟ ،فقال :إني تزوجت باألمس صبية
فلما أردت أن انكحها نكحتني ،فقلت له :وكيف تنكحك امرأة؟ ،قال :القتني على قفاي وعلتني فطلقتها من
وقتها وتبت؛ وقد يتعودـ الرجل عند إنزاله عادة ال يستطيع تركها وال تتم لذته إالَّ بها .
وحكي عن بعض التابعين أنه قيل له :بلغنا أنك تـنخر عند النكاح؟ ،فقال :أما النخير فال ولكن يعتادني
ُ
في تلك الحالة حمحمة كحمحمةـ الفرس؛ وأعرف من أهل زماننا رجالً من الفقهاء كان إذا جامع وأنزل صرخ
عند إنزاله صرخة يسمعها أبعد جيرانه وكان ال يخفى وقت جماعه عن أحد منهم ،وسئل عن ذلك :هل هو ال
يجده؟ ،فقال :ال أجد إالَّ القوة في اللذة فال أقدر على السكوت؛ وأعرف منهم من إذا جامع المرأة وقرب
إتزاله واستنزال شهوته غُ ِش َي عليه؛ ويكره الغديوطه وهى التى تحدث عند اإلنزال وهو داء يصيب الرجال
والنساء ،قالت إعرابية في المعنى :
32
ويُحكى ان رجال كان له جارية في غاية الجمال والحسن وكانت غديوطة فباعها فردت عليه بعيبها
مراراً كثيرةً فباعها مرة على رجل بثمن جزيل لحسنها ،فأقامت معه زمانا طويال وهو يتوقع إعادتها عليه
كعادتها في السابق ،فلما طال األمد أرسل اليها يسألها عن ترك عادتها عليه؟ ،فقالت له :إني وجدته من أهل
صنعتي ،يعني غديوطا وال يحسن نيك المرأة إال مستلقياً فخفي نبع األنبوب في وقع الشؤبوب ،تريد وقوع
حدته على حدتها ورأى لي عليه المنة إلحتمالي منه ذلك؛ و تكره الممتـنعة على الرجل عند مطالبته إياها
بالنكاح وكثير منهن من تفعل ذلك تعمداً وقصداً وتتوهم أنه يزيدها حظوة عند الرجل ويقوي شهوته لها وذلك
من فساد عقلهاـ ألن المراة متى فعلت ذلك مع الرجل نفرت شهوته منها وانقلب قلبه عنها ومتى هم بنكاحها
وذكر ما يعانيه منها لم تنشط نفسه إليها وربما أورث ذلك التهاجر والبغضاء بينهما والسيما ان كان ذلك دائماً
يقوي الشهوة من الرجل ورأيت ذلك من طبع الحمير فإنمنها؛ ومن الناس من يستحب ذلك ويقول هو ِّ
الحمار كلما رمحته األتان إشتدت غلمته ...واهلل اعلم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
33
ما يُكره من خلق النساء مجمال ومفصال :
يُكره منهن الطويلة المفرطة الطول التى إذا جامعها الرجل القصير واراد تقبيلها سبح على صدرها
مسافة فإذا أراد نيكها بعد التقبيل قال لها :كان اهلل معك،ـ فهو معهاـ بين وداع وتقبيل؛ وتُكره القصيرة المفرطة
في القصر أيضا ،فأما إذا كان قصرها غير مفرط فأكثر الناس ال يكرهه ويرون أن نكاح القصيرة ألذ ،وقيل من
أراد لذة النكاح فعليه بالقصار ومن أراد نجابة الولد فعليه بالطوال؛ قال الحجاج :من تزوج قصيرة ولم يحمد
على مهرها؛ وتُكره المرأة العارية الجسم من اللحم البارزة العظام؛ وتُكره القمناج وهى
لذتها في النكاح كان ّ
الفرطة الجسم مع رخاوة لحم وشحم البطن؛ وتُكره الضهباء وهى التي ليس لها ثديان وقيل هي التي التحيض
وهو مما يُكره ايضا؛ ويُكره فيهن الزعر وهو قلة الشعر على جانبي الجبهة؛ و يُكره الغمم وهو استيالء الشعر
على اكثر الجبهة؛ ويُكره ايضا الكلف والنمش في الوجه ونتوء الجبهة وضيقها والريب وهو كثرة شعر
الحاجبين والمرط وهو تساقط الشعر منهما واعوجاج األنف والفطس وهو انبطاح األنف والخوص وهو عور
العينين والحوص وهو ضيق مؤخرة العين وقيل هو ضيق احدهما والحيف وهو ان يكون احد العينين زرقاء
واألخرى سوداء والشتر وهو انقالب الجفن والخزر وهو ان تكون كأنها تنظر بمؤخرة عينها وقيل هو ضيق
العينين ايضا ِ
والقبل وهو ان تكون كأنها تنظر الى طرف أنفها والحول وهو معروف والخفش وهو صغر العينين
وضعف البصر من اصل الخلقه والجهر وهو طول األسنان والكسس وهو صغر األسنان والنعل وهو اقبال
األسنان إلى باطن الفم والفقم وهو تقدم األسنان العليا على السفلى والقلح وهو صفرة األسنان والطرامة وهي
خضرة األسنان؛ ويُكره عظم اللسان ورداءت مخارج الكالم وابدال الحروف والفأفأة وهي التي تردد الكالم
بالفاء والتمتمة وهي التي تردد الكالم بالتاء والرثث وهو عجمة في اللسان وقد تُستحب اللثغة مالم تكثر؛
ويكره الشرم وهو انقطاع احد الشفتين وقيل الشرم في الشفة العليا ِ
والعلَم في السفلى؛ ويُكره طول اللحيين ُ
والذقن والفم؛ ويُكره الهنع وهو قصر العنق؛ ويُكره ظهور العصبتين المستطيلتين في جانبي الحلق وهما
األخدعان؛ ويُكره نتوء الحنجرة وعذر الثغر وهى ثغرة النحر وهى التي بين الترقوتين؛ ويكره نتوء عظم الصدر؛
ويُكره الطرطب وهو الثدي الطويل؛ ويُكره انقالب رؤوس الثديين الى الداخل او الى الخارج أو كِبَر احدهما
وصغر اآلخر؛ ويُكره الحدا وهو التي أفرط صغر ثديها الى غاية؛ ويُكره رقة العضدين والساعدين وغلظ الكفين
واألنامل؛ ويُكره طول الظهر وانعام وسطه؛ وتُكره الرسخى وهى قليلة اللحم للعجز والفخذين؛ وتُكره النحر أو
هي الناتئة السرة؛ والرقباء وهى الصغيرة الفرج ،قال بعضهم يهجو زوجته :
34
وتُكره اللحياء وهي التي لم تختن وقيل هي المنتنة الريح؛ والكرواء وهي الدقيقة الساقين؛ ويُكره نبات الشعر
على الساقين وعلى الذراعين؛ ويُكره غلظ القدمين أو احدهما وبروز الكعبين وطول العقبين وظهور العرقوبين
وهما العصب الغليظ المتوتر فوق العقبين .
يُستحب حسن تركيب الوجه وتدويره ووضأته وتناسب اجزائه وهو مستودع الحسن ومستقر الجمال
ومرآة النظر ومراد الناظم وفيه اكثر الجوارح المعشوقة .ويستحب الصباحة في الوجه والحالوة في العينين
والمالحة في الثغر والجمال في األنف والظرف في اللسان والرشاقة في القد واللباقة في الشمائل والوضاءة
في البشرة والشعر؛ وتُستحب الفرعاء وهى ذات الشعر الطويل الكثير؛ ويستحب اتساع الجبهة مالم يتجاوز
الى الصلع والزعر ،والصلع انحسار الشعر عن مقدم الجبهة والزعر انحساره عن جانب الجبهة ،فإذا كان الزعر
ع واذا كان في المرأة قيل ُز ْعراً وال يقال نزعا؛ ويستحب تناسب الوجه مع كرسي الرأس
في الرجل قيل أ ْن َز ْ
بأن ال يكون الرأس خارجا عليه بكثير وال ناقصا عنه بقليل وال تكون الهامة ناتئة وال الجبهة ضيقة وال ناتئة،
ويستحب الزجج بينهما وهو ان يكون بينهما لُجة ال شعر فيها والعرب تستحسنه وتمدحه باألشعار واليمدحون
القـرن؛ ويُستحب الدعج في العينين وهو شدة سوادهما مع اتساعهما ،والزج وهو ان يكون بياض العينين
والح َور وهو
محيطا بسوادهما بحيث ان ال يغيب من السواد شيء تحت الجفن ،والنجل وهو شدة سعتهاَ ،
شدة سوادهما في شدة بياضهما ،والوطف وهو يشبه بعين الظبي في حال الدعة واإلطمئنان مالم يذعر واحسن
ما تكون عينه في تلك الحال؛ ويُستحب في األنف الشمم وهو ارتفاع قصبته مع استواء أعاله والقنا فيه
يستحب وهو احديداب قصبته وشخوص ارنبته وذقنها مالم يفرط ،وفي صفةـ الرسول صلى اهلل عليه وسلم:
أقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من ال يتأمله أشم؛ ويقال امرأة انوف أي طيبة رائحة األنف؛ ويُستحب اعتدال
لحم الوجه وان ال تكون الوجنتان ناتئتين على جانبي األنف وال غاربتين يعلو عليهما العظم الذي في أعالهما؛
ويُستحب سالسة الخدين ومالستهما؛ ويُستحب في الثغر الرتل وهو حسن تـنضيد األسنان واستواء منابتها،
والشنبه وهو برد األسنان وعذوبتها وقيل هو تحدد في اطرافها حين تطلع؛ ويدل على حداثة المسن الريق
الذي يجري على األسنان و يلوح من باطن األسنان من شدة البياض كالزند في السيف والوشر هو تعمد تحديد
األسنان وترقيقها تحسنا لها وهو منهي عنه؛ قال النبي صلى اهلل عليه وسلم :لعن اهلل الواشرة والمستوشرة؛
ويُستحب ال ُفلْج في األسنان وهو خالف اللصص وهو سمرة في الشفتين وهي مما تستحسنه العرب وتمدحه
قال بعضهم :
35
ويستحب ِ
صغَر الفم وتناسب الشفتين في حسن مقدارهما من غير افراط في الكبر فيخرج الى البز وال افراط ُ
في الصغر فيكونان كأنهما جلدتان واليستلذ بهما عند التقبيل؛ ويستحب الوشم وهو تسويد اللثة العليا وحسن
تكشف الشفتين عند اإلبتسام بأن ال تبتسم الشفة العليا حتى يبدوا آخر اللثة والينزل حتى يغطي بعض األسنان
والتـنتأ أحداهما على األخرى عند انطابقهما ،والوشم منهي عنه قال النبي صلى اهلل عليه وسلم :لعن اهلل
الواشمة والمستوشمة؛ ويقال للمرأة اذا كانت طيبة الفم رسوف؛ واحسن ما سمعت في وصف الشفاة اللُّمس
وحسن األسنان قول الشاعر :
َّ
تكشف عن سـ ــمط من الدر خاتمه
ويستحب فصاحة اللسان وحسن النغمة ورخامة الصوت فان حسن الكالم وعذوبته من اقوى دواعي
العشق واسلب لقلب المستمع ،ورب قبيحة عُشقت لحسن كالمها ومليحة تُركت لرداءته ،وربما سبق حسن
النغمة الى سمع الرجل فعشق قبل الرؤية ،وقد احسن بشار بن برد في قوله :
36
يا قوم أُذني لبعض الحي عاشـ ــقةٌ
و يُستحب التـلع في العنق وهو طوله والجيد وهو امتداده وحسن سبكه؛ ويُستحب امتالء النقرة وهي نقرة
ومالستَه والترايب فيه وهى عظام الصدر ما بين الترقوة إلى
َ النحر وقد تقدم ذكرها؛ ويستحب اتساع الصدر
37
التـندوة ،والترقوة العظم الذي بين نقرة النحر والعانق والتندوة مغرز الثدي وال يكون فيها شيئا ناتئا وال بارزا
وال عاريا ،قال امرؤ القيس يصف امرأة :ترابيها مصقولةـ كالسنجلجل ،و السنجلجل يعني بها المرأة وهي كلمةٌ
معربه ،وأن ال يكون بين الصدر والبطن موضع منخفس؛ ويستحب الثدي الناهد وهو الذي قد نهد و روميه َّ
أصبح مستديرا على حدوده ،وان ال يكون في الثديين ازورار وال اختالف في المقدار؛ ويستحب الخصر
الهيف وهو الصغير؛ ويستحب اتساع الظهر ولينه ،وافتراق ما بين الكتفين دون ظهور واضح بيِّن؛ ويستحب
امتالء العضدين واإلبطين وقلة الشعر فيهما وامتالء الساعدين ولطف الكفين وسبوطة األنامل ونعومتها؛
ويستحب الممشوقة و المعتدلة القوام والرداح وهي العظيمة العجز الثقيلة األوراك واللَّ َقا وهي الكثيرة ما بين
ب؛ ويأتي بيان ذلك فيما بعد إن شاء اهلل
الفخذين من اللحم وكبر الفرج وسخونته وهذا أحسن ما يكون ويُ َح ْ
تعالى مستوفياً في موضعه؛ـ وتستحب المخدلجة وهي الممتلئة الساقين والذراعين؛ ويستحب الدم في الكعبين
وهو ان يغشاهما اللحم حتى يتبين لهما حجم وكذلك المرفقين؛ ويستحب لطف القدمين ونعومة ظاهرهما؛
وتستحب البضَّة وهي الناعمة الرقيقة البشرة على اى لون كانت ،والحرعبة وهي الدقيقة العظام الناعمة اللينة
العصب ،والممكورة وهي الممتلئة الجسم المطوية ،والمعتدلة القدمين بين الطول والقصر؛ وقد وصف الشعر
جميع ما يستحسن مما ذكرته فحذفت مشاهد ذلك لألختصار ولألستغناء عنها .
ويستحب ان يكون في المرأة سواد أربعة وبياض أربعة وحمرة اربعة وتدوير أربعة وطول أربعة ووسع
أربعة وضيق أربعة وصغر أربعة وطيب أربعة :فأما السواد فسواد شعرها وسواد عينيها وسواد حاجبيها وسواد
ناظريها ،وأما البياض فبياض لونها وبياض عينيها وبياض فرقها وبياض أسنانها ،وأما الحمرة فحمرة لسانها
وحمرة شفتيها وحمرة وجنتيها وحمرة إليتيها من شدة البياض ،وأما التدوير فتدوير الوجه وتدوير العينين
وتدوير العقبين وتدوير الكعبين ،وأما الطول فطول العنق وطول الشعر وطول الحاجبين وطول األصابع ،وأما
الوسع فوسع الجبهة ووسع العينين ووسع الصدر ووسع الوركين ،واما الضيق فضيق المنخرين وضيق األذنين
وضيق السرة وضيق الفرج ،وأما الصغر فصغر األنف وصغر الثديين وصغر الكعبين وصغر القدمين ،وأما الطيب
فطيب األنف وطيب الفم وطيب اإلبط وطيب الفرج؛ والناس في األلوان مختلفونـ في اإلختيار فأكثرهم يختار
البياض المشرب بالحمرة وهو أحسن األلوان وابهرها للعين واكثر الوصف والتغزل به ،وحسن اللون مع وجود
نعومة الجسم من أعظم دواعي الشهوة لمضاجعةـ المرأة واعتـناقها ،ومن الناس من يختار السجم وهم السود
ويمدحهن ويفضلهن وقال بعضهم :
38
وقال آخر :
بيض و ما
كل حجار البي ـ ـ ـ ـ ــت ٌ
وليس للحمر سوق كبير ،وال وصفهن أحد ،واإلجماع على كرههن ،وهو لون أشد حمرة من ُّ
الش ـ ْقرة يعلوه
كدرة ال يكاد البياض يظهر فيه ،وأقبح منه المهق وهو لون شديد البياض اليخالطه حمرة وال نور له يشبه بياض
الجص ويكون شعر صاحبته شبيها بالرماد؛ ومن صفةـ النبي صلى اهلل عليه وسلم :باألبيض واألمهق ،واهلل اعلم .
39
الباب السادس
اختالف الرجال والنساء في األحوال والشهوات في النكاح
قد ذكرت ما يستحب وما يكره من الرجال والنساء للناس في الشهوة؛ فإن لإلختيار ولهوى النفس
سرائر فال يلزم أحد ان يحب ما يحب غيره وال ان يكره ما يكره سواه ،وللناس فيما يعشقون مذاهب ،ومن
الناس من يختار لذة محادثة النساء ومعانقتهن دون النكاح مع وجود األلفاظ إما َّ
عفةًـ وإما عجز ،وقد مضى
على هذا اكثر العشاق المتقدمين .
ُحكي أن بعضهم قال :دخلت على جميل بثينه في مرضه الذي مات فيه وهو يجود بنفسه ،فلما رآني
قال لي :ما قولك في رجل عاش ستين سنة لم يسرق ولم يزن فهل يقرب من رحمة اهلل؟ ،قال :قلت :إن رحمة
اهلل واسعة فمن هو هذا؟ ،قال :أنا ،فقلت له :ذلك مع ما كان من حبك لبثينه ،فقال :أجلسني! ،فأجلسته فقال:
اللهم اني في حال أحوج ما أكون الى عفوك فإن كنت تعلم أني مذ علقـت ببثينة حدثتني نفسي عنها بريبة
فضالً عن فضل فال عفوتـ عني ،وكان آخر كالمه،ـ ومنهم من ال تحضر شهوتهـ وال يقوم إيره إال على من
يحب ،ومنهم من ال يزال إيره يخذله عند لقاء محبوبته فهو كالفرس الحرون الذي يقف بصاحبه في حومة
الحرب وهذا ال يحكم عليه بالعنة ولكنه ُج ْبن في القلب وانبهار يعتريه عند لقاء محبوبته إما استعظاماً لها أو
استصغاراً لنفسه عنها لكمال نفس او ِعظم قدر وإما خجالً وحياء لعدم اإلعتياد عليها وإما ان تكون المرأة التي
همها تأمل الرجل وتحبيبه بما يكره ،فهو بالتحفظ عنها مشغول،ـ وقد يحدث
يريد جماعها ندية بمعنى أن غاية َّ
ذلك من افراط السكر أو من خبال الخمار وهذا اقرب الى العذر ،ومنهم من اليقوم له إير عند النساء ،فإذا
خال بنفسه وحصل له وسواس قام إيره فهو كالشيطان إذا تراءت له الفتيان نكص على عقبيه؛ فمما قلته :
40
علي و في الحروب نعامة
أسـ ـ ـ ــد َّ
وحكي عن بعضهم أنه رأى رجال اعور متعلقاـ بأستار الكعبة وهو يقول :اللهم ُخ ْذلِي من إيري أخ َذك
ُ
القرى وهي ظالمة ،ويكرر ذلك بتلهف وكرب ،قال :فدنوت منه وقلت :ياهذا ،ان موقفكـ عظيم فاسأل ما هو
خير لك مما تدعوا به ،فقال :انك لو علمت قصتي لعذرتني ،فقلت له :اسألك بمن تسأل أن تعرفني القصة،
عيني أحسن منها فلما رأيتها
فخال بي وقال :إعلم اني كنت رجال سويا موسرا،ـ فمرت بي امرأة يوما لم ترى َّ
اخذت بقلبي وشغلني حبها عن الطعام والشراب فما زلت أبذل مالي على األلتصاق بها وال اقدر ،فأشرفت على
إبقاء لنفسي وخوفا من الهالك فزدت في إتالف مالي لها ولخدمها حتى
على بذل ما املك ً
الهالك وهان ّ
أستجابت وواعدتني ليوم طال فيه قيامي وقصر منامي ،فلما كان ذلك اليوم انفقت جملة دراهم في احضار
الطعام والشراب والنُّقل والمشموم وجلست انتظرها الى الليل فإذا بخادم لها قد جاءني وقال تقول لك
سيدتي :إنها عرض لها مانع عن الوصول وهي عندك يوم كذا وكذا ،فلما كان ذلك اليوم شرعت في تبديل
مافسد مما كنت هيأته وفعلت على مثل األول ثم جلست انتظرها فإذا بالخادم اقبل وقال :بشارتي هذه سيدتي
علي
والج َم ْع فدفعته له ثم دخلَت َّ
قد جاءتك فنظرت في منزلي فلم يكن فيه غير منديل كنت ادخرته لألعياد ُ
علي كل شيء بذلته ورأيت أنني قد ملكت الدنيا بحذافيرها فأكلنا وشربنا ثم مددت
فنظرت الى وجهها فهان َّ
يدي إليها فأمكنتني من نفسها فازداد سروري بها فلما هممت بجماعها انكمش إيري وتقلَّص فكلما لمسته
وغمزته بيدي لم يزدد إالَّ رخاوة وانكماشا فقامت من عندي الى حجرة فتجردت من ثيابها وأقبلت كأنها غصن
بٍ
ان ،ثم عانقتني وقبلتني واخذت إيري بيدها فغمزته فكان أكثر إنكماشاً فمازال كذلك حتى أقبل الليلَ
وانقضى النهار فقالت :قد قضيت واجب حقك وايرك لم يزل يأبى الوقوف معي،ـ ثم نهضت ولبست وودعتني،
41
فلما خرجت من باب الدار قام كأنه وتد فأخذنى من الغيظ ماال أقدر على وصفه،ـ فنظرت يميناً وشماالً فاذا
بوتد في الجدار فيه حبل ُقنَّب فأخذت الحبل فأوثقته به رباطا وشددت ما أقدر عليه وجعلت اتمطى فى الحبل
أريد قطعه فانتزع الوتد من شدة التمطي فأصابني في عيني فقلعها ،فإني أتألَّم على إيري فقد أذهب مالي وفضح
وعور عيني وتصدى لحبي ثم رجع الى حاله ،فعجبت منه وفارقته وهو على حاله .
حالي ّ
42
فإذا ما الحبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب نام بجنبي
ت عين له ما يسره
فلو نَظَـ ـ ـ ـ ـ َـر ْ
ومنهم العنين :وله ضربان في المعنى أحدهما من الحركة إليره وال شهوة له في إتيان النساء وال يفيد فيه
العالج باألدوية وهى الحصور ،والضرب الثاني من ال يقوم إيره وشهوته موجودةـ يتضرم نارها في قلبه فال يزال
يلهث بحب النساء واتِّباعهن واستعمال هواه ..واليفيد فيه األدوية ويكون اشد حرصا على محبة النساء من
غيره واذا ضاجع المرأة تلهَّى بشهوتها وعذب مهجتها بشدة الضم وكثرة التقبيل ووصل الركب بالركب فإن
تحرك إيره في تلك الحال كانت حركته بسيطة ال نفع له فيها ،والمرأة تكره هذا أشد من كراهة العنين الذى
الشهوة له ألن ذلك اليسدد شهوتها بشيء مما يفعلهـ هذا وتركه احب اليها من مضاجعتهـ لها وقلت في ذلك :
ظالم
له هني ـ ـ ــة المظلوم و الفعل ُ
ساكن
ٌ يحرك مني سـ ـ ـ ــاكناً و هو
نائم
و يوقظ مني نائم ـ ـ ـ ـ ـاً و هو ُ
43
وقد يتحرك في تلك الحالة حركة النفع له بها فهذا اإلير يستعمل األدوية والعالج وال يفتر عنها فمنهم من
تنفعه األدوية بعض النفع ومنهم من الينفعه،ـ قال بعضهم شعراً :
ويدخل في هذا الجنس الخصيتان لما فيهما من وجود الشهوة ،ومنهم من اليقوم إيره والتـنبعث شهوتهـ حتى
ُينَاك أو ُتنَاك المرأة عنده أو يرى من يُناك وهذا من باب الندرة ولم أقف على حقيقة ذلك وانما أسمع اخبار
من الجواري المتـنقالت للمالَّك والنساء التاركات لألزواج؛ حكى رجل عن نفسه أنه خال بامرأة فأراد جماعها
فانكمش إيره ولم يقم ،فوضعت إصبعها في إسته فقام إيره عند ذلك فضحكت حتى اخجلته ،ومنهم من ألفاظه
تسابق الحاظه فعينه وإيره فرسا رهان لم يزاال يجيبا من دعاهما ويعرضا نفسهما على من يراهما وال يهابا
المبلجة وال القبيحة كما قال الشاعر:
44
و ينهض إن رأى وجهـ ـ ـ ـ ـ ـاً قبيحاً
عما
لي إيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ما عف َّ
45
والنساء ايضا مختلفات الشهوات متباينات المراد اليكاد ينجوا منهن وال من خذالنهن أحد وال ظفر
ورسخ في علم قلوبهن؛
بلذة منهن إال البصير بدقائق أخالقهن الخبير بحقائق أحولهن الذي سيَّح جوارحهن َ
فمنهن الفتاة الحديثة التي لم تبلغ الحلم ولم تراهق وقد بلغت العشر أو قاربتها وهى تسمى الخماسية أي قد
بلغت قامتها خمسة أشبار فهى تـنفر من الرجال وتهابهم ألنها تعلم ما يريدون منها وليس لها شهوة تكلفها
الخضوع له واألقرار لما يريده فال ينتفع بها الرجل إال بحسن السياسة ورقيق الرياضة واإليناس بها والصبر
عليها والبعد مما هي تحذره منه لتـنام معه مطمئنة فإذا آنست بالنوم معه والعناق له َس ُه َل عليه إقتضاضها بغير
قهر ،وبعد األقتضاض ال يحتاج إلى معاناة غير أنها التحب كثرة الرهز وال تصبر على طول النكاح ،وليس
نفورها من النيك لعجزها عن حمل اإلير ولو َكبُر ولكن مهابةـ الرجل وألم األقتضاض قد َّ
تمكن من قلبها ،ويُقال
أربعة أشبار تحمل شبراً فإن هو أحسن التدبير في أمرها إستمتع بها وإن هو طاوع شهوتهـ وأراد إظهار فحولته
و َن ْف َي العجز عنه أفات على نفسه األكثر من لذته بها وشهوته فيها ،وقد تنفر بعض األبكار من الرجل فال تستـقر
وال تسكن حتى يغيب عن وجهها حتى إنها تحلم به وتراه في نومها فتفزع منه وتصرخ وليس لذلك سبب غير
روعها قبل اإليناس ،ومنهن البالغة التي قد بلغت أربع عشر سنة أو قاربتها واستوى خلـفهاـ
مناجاته لها بما يُ ِّ
ونهد ثديها ونضح بماء الشباب وجهها وجسمها واخضر شارب ِح ِّرها وحضرت شهوتها وصار به اكثر
حلمها ،فإذا ذُكر لها الزوج استولى عليها الخجل وفاض في وجهها ماء الحياة لمعرفتها بقدر النيك عندها
وعند من يذكر الزوج لها من النساء ولو كانت جاهلةً به تبكي هي بكاء سرور ويظنه الجاهل بكاء حزن من
كراهة ما ذكر لها قال أبو يوسف القاضي رحمة اهلل عليه :إذا بكت البكر عند استئذانها للزوج أمر من يذوق
طعم دمعهاـ ويقول :دمع السرور حلو ودمع الحزن مالح ،و الخالصة أن إقتضاض مثل هذه أيسر والرياضة لها
أهون ألنها قد أُستحكمت للنيك شهوتها وظهرت فيه رغبتها فهي التشمئز من النيك وال تهاب الضم وال تهاب
التقبيل وال صولة النكاح وتحب رؤية اإلير وكثرة النظر إليه والمالحقةـ له اذا امكنها ذلك على غفلةـ من الرجل
ت أ ْن ال ُي ْعلَم ذلك منها والبد ان تدفع الرجل عن نفسها وتمتنع لإليهام أن ال رغبة لها فيما يطلبه منها ِ
وأمنَ ْ
وتظهر الجزع من األلم ،وكثيرا ما توصيهن العجائز عند دخول األزواج عليهن ببعض التمنُّع ليال ،فيُقال إن
بكارتها قد ذهبت ،وعلى الرجل إن أراد الرفق بها واستدرار شهوتها أن ينام خلفها ويضمها إلىصدره ويضع يده
حياء ،فإذا هى أحست حرارة اإلير من خلفهاـ انحلت عراها
على بطنها وإذا أخرجتها أعادها فهي تـنزلها ً
واسترخت قواها ،و يُصنع ذلك بها ليلة أو ليلتين فقط ثم يأخذها بعد ذلك كما يأخذ الثيب وهذا يستحب
للضعيفة الجسم الضعيفة الحركة أو لمن فيها ألم أو جرح يحاذر عليهن ،ومنهن الشابة التي قد امتألت شبابا
وكملت محاسنها وفاض عليها رونق شبابها وتـناعت بهجتها وأعجبت بنفسها فهذه كثيرة الكسل دائمة الفكر
كثيرة التـنهد واألستغفار وتصلي في بعض األحيان والتزال تـتـفقد جسمها ونهودها إذا خلت بنفسها وتخاف أن
يذهب شبابها قبل نكاحها ،قال ابن المعتز:
46
قد كملت محاس ـ ـ ــنها ولم تتزوج
فهذه ال مشقةـ على راكبها و نايكها ألنها تعرف النيك غيباً وعيناً لكثرة إدمانها ذكره ومناجاة نفسها به وهي
إلى العشق أقرب ممن دونها وقد تتأنى علي الرجل بعض التأني فإذا رأت الجد استسلمت له وتتميز عند
مالقاته بمسارقة النظر إليه فيعرف الرجل في وجهها إن أحبته أو كرهته ،وتتسامح له في كشف محاسنها
ويعجبها أن تعجبه وقد تحبل مثل هذه ليلة زفافها ،ومنهن المتوسطة بين الشابة والنصف وحكمها حكم التي
قبلها وهي قريبة منها ،ومنهن النصف وهي المتوسطة في عمرها التي لم يكثر فيها الشيب ولم يشينها الكبر
فهي في استواء عمرها واستحكام عقلهاـ ورزانة مجلسها ودماثة أخالقها وسالمة كالمها تُمهد الفراش وتُطيب
ت األمور ومارست اإليور وتفهمت في النيك جربَ ْ
المعاش ولها من الشهوة القسم األكثر والحظ األوفر قد َّ
وعرفت أخالق الرجال وجربت شهواتهم فهي اكثرهن تطيبا وأحسنهن تحببا قد كفت نايكها مشقةـ الرياضة
ومعناة األدالل وأحب الرجال إليها الشاب وأكثر من يعتري السحاق ممن هذه سنها ،وبعضهم يكره النصف
ويرى أن ماضي عمرها أكثر من مستقبله ،وينشد قول الشاعر :
نصف
فإن أتوك و قالوا إنهـ ـ ـ ـ ــا ٌ
ومنهن العجوز المسنة التي قد اشتعل شيبها واسترخى جلدها وذهب شحم ثديها وانقطع حيضها
وانضمر فرجها وتالشى شفرها وصار شفراها كأنهما ملتحمتان إلنضمامهما وقلة لحمهما فإذا نيكت انعكست
مع اإلير الى داخل الفرج ،فاألليق لها النيك الذي يسمى الدالكسي وهو ان يلقها الرجل على ظهرها ويجلس
على رجليها ويضع إيره بين شفرتهيا ويأخذ بيده كل واحد منهما بجانب السبابة وباطن اإلبهام تشبيها بأخذ
الدلكس عند ادخال الرجل فيه قعد حينئذ إستها واستلقمه اإلير واستغنى الرجل عن حر الشفرين ،وقد أحسن
الذي يقول :
47
لها كس ..قد سعى فيه الس ـ ـ ــعاة
وال خير له في ضمها وال في تقبيلها إالَّ أن تكون سمينة ضخمة الثديين كثيرة اللحم فإن ذلك يحل
محل الشباب ،وتحب األحداث والمراهقين من الصبيان وال يرغب فيها إال من كان يرجوا من إنفاقها عليه
وهذه تكون أشد غلمة وأقوى شهوةً للنكاح ممن ذكر قبلها ،وهي تحب اإلير الطويل الجليل إلستقرار شهوتها
في قعر ِح ِّرها ولقلة شحمها داخله فإذا اتفق لها مرادها من الرجل أنفقت عليه موجودهاـ وقدمت قوتَها بين يديه
تـنفق بذلك بضاعتها وتخاف إضاعته وقد يحتال عليها الرجل إذا كان حاذقا بأن يبلغ معها غاية مرادها من
النيك زماناً ثم يتغير في عادته ويوهمها أنه حدث له عجز عن النيك والجماع وفتور لم يعهده وأن الطبيب
وصف له أدوية يحتاج لها أشياء يذكرها لها الحقا وأمره أال يأكل إال ما ِ
ص َفته كذا وكذا ويذكرفيها ما يريده
ويجعله في رغد عيشه معهاـ ويحمد زمانه عندها وينفق موجودها له في طلبه ما ذهب عنها منه ومع هذا التزال
سيئة األخالق كثيرة الخصام شديدة الغيرة عليه ،فإن كانت له بنت شابة من غيرها فهي أكبر أعدائها خوفاً عليه
منها ،وأريح أزواجها معهاـ من تزوجها في كبرها وأما من دام معهاـ في عهد شبابها فهو الفكر الشديد والحالة
التي التزيد والهرم الى البيض منهن أسرع منه الى السمر ،فإن كانت عجوزا حمرا فهي الداهية الدهياء أي
بضرها ،ومنهن من تهرم بغير كبر لها من كثرة الحبل والوالدة
بم ِّرها وال نفعها ِّ
بشرها والحلوها ُ
اليضيء خيرها ِّ
أو من رداءة جو البلد ومن سوء األغذية أو من نكد المعاش أو من هموم وأحزان طويلة ،ومنهن من ال تكاد
تهرم مع كبرها والمرأة إذا كبرت كانت شهوتها لالحداث والصبيان اشد وكذلك الرجل كلما طعن في السن
48
كانت شهوتهـ لفتيان السن واألحداث أكبر ،والصبيان تميل شهواتهم الى النساء الكبار دون العجائز ،وسائر
الناس يختلفون في اإلختيارات؛ حكى بعضهم فقال :كنا جماعة مجتمعين في مجلس فتذاكرنا النساء وأسنانهن
وما يُختار منهن فقام إعرابي من بين الجماعة فقال :إسمعوا ما اقول فقال :
49
اما اذا لقيتم بنت سـ ـ ـ ـ ــبعين حجة
وسع في اللذة بهن إلى ذات الخمسين ولم تعب بنت الستين ،وقال
فقالوا :ما عدوت مافي نفوسنا حيث أنك تُ ِّ
غيره من الشعراء في ذات الموضوع :
َّع ،وفي هذا اختالف كبير كما ترى ،وقد ترتب على
وقال أحدهم :تضيَّق ولم يجعل بعد العشرين فيهن متمت ْ
اسنانها من ست سنين ترتيبا متوسطا الينكره ذووا التحقيق وال ينكره ذووا النظر الرقيق فقلت نثرا :بنت ست
سنين وليدة ال التذاذ بها ولهذا تزوج النبي صلى اهلل عليه وسلم عائشة رضى اهلل عنها وهي بنت ست سنين ولم
ثدي كالكعب وهو
يدخل بها حتى بلغت تسع سنين ،فإذا بلغت اثنتى عشر سنة فهي مراهق كاعب أي صار لها ٌ
أول اشراقه وهو الكاعب ،ثم هي من ثالثة عشر إلى ثمانية عشر فتاة ودوده وهي التي في ريعان شبابها وطراوة
50
جسمها وحسنها وبهجتها وتسمى العانق وهى التي في اول ربيعها ،ثم هي من تسع عشر سنة إلى أربع وعشرين
بنت رداح وهي التي قد امتألت بشبابها ونَِع َم جسمها وعظمت عجيزتها وتوسطت في أشدها ألن األشد لها
مابين خمسة عشر الى الثالثين ،ثم هي من خمس وعشرين سنة الى ثالثين في انتهاء أشدها ودبول شبابها
وامتالء جسمها ونعومةـ بشرتها وهي بين الشابة والنصف وهي الى الشابة أقرب ألنها لم تسلب رونق الشباب
فهي السنمحله المدنجله أي الضخمة ألن الشحم قبل الثالثين لم يركب بدنها ،ثم هي من إحدى وثالثين إلى
ست وثالثين نصف أي ليست بالشابة وال العجوز وقد يظهر في رأسها الشيب وال يَ ِش ْن َها ولم يكلفها عناء
ت العمر الذي قال فيه النبي صلى اهلل عليه وسلم ( أعمار أمتي ما ص َف ْ
الخضاب وإنما سميت نصف ألنها قد تـَنَ َّ
بين الستين إلى التسعين ) فهي قد استدبرت الثالثين ،ثم من سبع وثالثين الى اثنين واربعين بين العجوز
والنصف وهي الي النصف أقرب ألنها في استواء وهي أربعون سنة غير أن الشيب قد وخطها وخطاً وتحتاج
إلى خضبة ثم يمهلها الشيب زماناً بعد ميقاته،ـ ثم هي من ثالث وأربعين الى ثماني وابعين عجو ٌز ألنها تفتر من
خضب شعرها وأطرافها وتكثر التطيب لمواراة الكبر وستره بذلك وهي تكره أن يُقال لها أنت عجوز وأنت
كبيره ،ثم هي من تسع وأربعين الى أربع وخمسين عجوز إقرار ألنها تعلم ان الكبر قد أثر فيها تأثيراً فإن كانت
ال زوج لها وعرض لها األزواج أظهرت أنها قد صارت كبيرة وال يصلح لها الزواج ليقال لها أنت كبيرة
ويعجبها تكرار ذلك عليها واالجتماع عليها بالتزوج ،ثم هي من خمسين إلى ستين عجوز أخبار ألنه ليس لها
حديث إالَّ ذكر شبابها واألخبار بما كان في ابتداء عمرها والخير فيها لألزواج غير أنها إن كانت صالحة
صلحت للحفظ وان كانت فاسدة صلحت للقيادة والفساد ،وقد نظمت في ذلك ابياتا فقلت :
51
و سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتة أعوام تصير بها إلى
فهذا ذكر أخالقهن في مختلف األحوال ما قدمته نثراً ونظماً ،وأما اختالف أحوالهن في الشهوات
الش ِفره وهي التي شهوتها مابين شفريها وعالمتها أن تكون تململ عند النيك وتئن وتحب اإلير القصير
فمنهن َّ
الجليل الغليظ وتستحسن حك الشفر به وتنزل بذلك وأن ال يولج الرجل معهاـ فإن أولجه معهاـ أو رهز أخرجت
إيره بيدها وتحسست به يمين الشفرين وال تستلذ بالرهز ،والنيك لها على جانب أحب إليها من اإلستلقاء وال
يأمن عليها؛ ومنهن ال َق ِع َرة التي شهوتها في قعر ِح ِّرها وعالمتها أنها تحب شدة الرهز من الرجل وتحب أن ترهز
معهـ أيضا وتحب اإلير الكبير الطويل الغليظ الصلب وتختار من النيك الشلق وهو أن تستلقي المرأة على ظهرها
ويجلس الرجل بين رجليها مقرفصا على أصابع رجليه ويرفع فخذيه منبسطين ويرفع فخذيها منضمين ويجعل
عضديه تحت مثنى ركبتيها ويرسل ساقيها خلف عضديه وإن شاء جعلها على عاتقيه وأمسك بيده خاصرتها أو
عضديها ،وإن كان مفرطـ طول اإلير وهي قصيرة ووجدت لذاذة إيره في الفرج فيتخالف بين فخذيها فإن ذلك
يهون عليها إلنضمام الفرج وإن كانت سمينة عظيمة الفخذين والبطن أمال فخذيها على بطنها شيئا قليالً
ليخفف عليه ويبرز له فرجها ويكون إمساكه بإليتها ألن كبر بطنها وعظم فخذيها يبعدان مسافة خاصرها منه،
وال يطرح فخذيها على فخذيه فيمنعانه من اإلستمكان من الرهز ،وهذا الباب دون الباب الذي يسمى األصدل
وهو أن تستلقي المرأة على ظهرها وتجعل تحت عجزها وسادة ترفع بها فيجلس الرجل بين رجليها على
52
روؤس أصابعهـ ثم يلصق فخذيها بصدره غاية ما يمكن ثم يدخل يده تحت كتفيها ويُثني أصابعهـ على عنقها
ويولجه معهاـ ويجذبها إليه عند الرهز وهذا أحسن هيئات النيك ولكن فيه مشقةـ على المرأة ألنه الصق فخذيها
بصدرها مع ارتفاع عجزها فتتقلص الشفران ويقرب الرحم وال يبقى للرهز مسافة وال لإلير مجال فيصتطدم
اإلير والرحم ،وال يستحب هذا إالَّ لمن كان إيره صغير أو مسترخياً ،ومنهن من تتلذذ بحك األشفار واإليالج
معاً ويجد الرجل شهوتها موافقة له من أين ما طلبها ،ومنهن السريعة اإلنزال وطول النيك ال تكرهه بعد إنزالها
ألنها تُنزل مرة بعد مرة مادام الرجل مقبالً على نيكها فإذا تركها عقب إنزاله أو قبله سكنت شهوتها وهذه صفةـ
عرفه هي بل إن شهوتها مع الرجل مستمرة ولذتها به دائمة
محمودة،ـ ومنهن من ال يُسخِّن الرجل بإنزالها وال تُ ِّ
سكنَها سكنت وإن هيَّجها هاجت وهذه ايضا غير بعيده الصفة من التي قبلها ،ومنهن من ال تحب النيك فإن َّ
بعد أن تُنزل سواء كانت بعيدة سريعةـ اإلنزال أو بطيئته ،ومنهن البعيدة اإلنزال الكثيرة إنحدار الماء فهذه ال
يعتد لنايكها بما يفعلهـ قبل إنزالها ولو أذهب لها نفسه في النيك حتى تلقي شهوتها وإيره صلب ورهزه شديد
متتابع فإن صبر وثبت لها حتى يتفق إنزاله وانزالها فهو محبوبها وغاية مطلوبهاـ وإن تقهقر وسلم كرهت قربه
وفرقت حبه ولو أنه يوسفيـ الجمال أو قاروني المال وربما حملها ما تكرهه منه على مايكره فهذه خطرة
العراك صعبة اإلدراك التي اليقوم لها إال الفارس الشهم الممارس الذي اليغشاه الكرى وال يمل من طول العراك
فينبغي لنايك هذه أن ال يبذل لها في أول النيك موجوده وال يستفرغ لها مجهودهـ بل يأخذ ن ْف َسه بالدالل واللين
والقوة والتهوين فإنه هو وإياها كفرسي رهان يجريان في الميدان لغاية واحدة والفارس الذكي بالسباق وبأطباع
الخيل يأخذ فرسه جرياً وشداً وعنفاً حتي يقارب خيل الغابة ويجري فرسه بقربه والفارس الغر الفاهم بأصول
السباق ال يستفرغ جهد فرسه في ّأول وهلة فيقطعه في أول الغابه فإذا طلبه عند التأهب يجري جري الخيل
الرجل من نفسها بعد إنزالها وال تطاوعه على نيكها فينبغي منه
ولم يجد شيئا وصاحبة هذه الصفه ال تكاد تمكن ّ
أن ال يُكرهها على المعاوده عقيب إنزالها بل يمهلها ويستدر شهوتها بالضم والتقبيل والمداعبه وبما يراه
يعجبها حتى يحمى وطيس فرجها ،ومنهن الرهازه التي تتولى أمر الرهز بنفسها وال تتكل على رهز الرجل وال
تستقر به وإن أجهدها وتحب أن يسلم لها إيره تأخذ منه حسب شهوتها من الرهز عليه وهذه تكون قليلة الغنج
مشتغلةـ بلذتها وأكثر ما يكون هذه في الحبشيات وخاصة الصغيره منهن التي لم تستحكم شهوتها للنيك تهزز
على اإلير هزاً غريباً غير مرتب فعلمت أنه فيهن طبع ومنهن من تكز على إير الرجل وتضغطهـ بفرجها حتى
اليكاد ينزعه إال بشده وتسمى القبّاضه وهذه من الصفات المستحسنه التي ال تكاد ينزعه إال وقد أخذت كامل
لذتك منها وغالب ما يوجد ذلك في الحبشيات ،ومنهن النضاحه التي تنضح بمائها عند اإلنزال حتى تمأل ما
ويحس الرجل بدفعه على إيره من داخل الفرج
ّ جاوزه فرجها وفرج الرجل ويكون له دمعا كدمع إير الرجل
فمن الناس من يكره ذلك وينفر منه ألنه يكثر رطوبة الفرج ومنهم من يستحسنه ويقول هو يزيد في شهوة
الرجل ويساعد على قوة النكاح وفيه دليل على حسن قبول المرأة للنيك واإللتذاذ به ،ومنهن الربوخ وهي التي
يُغشى عليها عند إنزالها وذلك لشدة اللذه التي تغشي على قلبها فال تفيق إال فاترة األعضاء وهي صفة
مستحسنه في النساء ،والرجل الخبير بأحوالهن إذا أحس بإفاقتها عاودها النيك فإذا أفاقت ووجدت حالوة
53
النيك انبعثت قوتها وزال خجلها ثم إن شاء استمر وإن شاء نزل فهذه كشارب الخمر ال يرفع خمار السكر
عنه إال أعاده الشرب.
ويُحكى عن بعض القضاة إنه اختصم اليه رجل هو وزوجته بين يديه فوجب عليها الحبس فحبسها
وكانت جميله ف ُفتِن بها القاضي فلما مضى زوجها أمر القاضي السجانة بإحضارها إليه فأحضروها وكانت ربوخا
فناكها القاضي فرداً فغشي عليها فأنكر القاضي حالها وعظم عليه فعالجها بكل ما يُعالج به المغشي عليه فلم
الي الساعه
تفق فأمر بحملها الى السجانه وأحضر زوجها فلما حضر زوجها قال له القاضي :إن السجانة جاءت ّ
وذكرت أن امرأتك أصابها أمر عظيم فأدركها بالعالج؛ فعرف الرجل العله فقال له :أصلح اهلل القاضي إنها من
قوم موسى ال تصبر على طعام واحد ،وأشار الى القاضي بإصبعه ،فخجل القاضي وأغضبه ذلك فأمر بحبسه مع
زوجته الى الليل ثم أمر من يصلح بينهما وأخرجهما ،ومنهن من ال تريد النيك إالَّ في حجرها فنسأل اهلل العافيه،
ومنهن من ال يستطيع الرجل نيكها وال تمكنه من نفسها وال تقبل لها عليه شهوه حتى يضربها ويؤلمها ومن
السحاقه
الناس من يظن ان ذلك كراهية للنيك أو بُغضا للرجل وهو ليس كذلك وإنما هو طبع الزم ،ومنهن َّ
التي ال تريد الرجال فهي مستلذة ومعتادة على نيك النساء بالسحاق وسيأتي ذكر ذلك في بابه إن شاء اهلل،
همه واشتغال بعظيم من الدنيا أو لطهارة
ومنهن من ليس للشهوة عليها سلطان وذلك إما لشرف نفس وعظم ّ
القلب وتقى واشتغال بأمور اآلخره ،وان كثرة الهم مميت للشهوه في النساء والرجال ،وفروج النساء أيضا
تختلف فتكون شهواتهن أيضا في النكاح وفي كبر اإلير وصغره على حكم اختالف فروجهن فمنه المرتبع
المرتفع الذي إذا قامت المرأة وضمت فخذيها كان كله بارزاً من جميع جوانبه ،ويكون صغير الشبق ويسمى
القليهمي وصاحبته ال تحب اإلير الكبير وال تصبر عليه ويمكن نيكها من قيام ومن غير قيام ويوافقها من اإليور
الذي يسمى مليذع وهذه الصفه في النساء قليل ،وأخبرني رجل من العجم انه رأى جاريتين أحدهما فرجها
قريب من سرتها ومدور كأنه دائره بيكار وشقه في وسطه غير مستطيل ،وأعرف امرأة ال فرج لها وال أشفار لها
وال دكب ،ومنه المثلث العريض الجبهه المنضم الى األسفل الذي إذا قامت المرأة لم يظهر من شبقه اال األقل
وال يمكن نيكها من قيام إال برفع إحدا رجليها ويسمى الجباهي ويوافق صاحبته اإلير المتوسط الذي يسمى
القباعي ،ومنه الناتئ الجبهه المندحس المنحدر الى داخل الفخذين الذي إذا قامت المرأة لم يظهر اال نتوء
جبهته ويسمى الدخاسي وال تحب صاحبته اال اإلير الطويل الكبير الذي يسمى الدالوي ،ومنه المسبوح وهو
الذي ليس لركبه حجم وال لشفريه أشراف فاذا قامت المرأة لم ير غير الشق مستطيال ،ومنها المكتوف وهو
الذي يعلو عليه لحم الفخذين إذا َس ِمنَا فيضغطانه من جانبيه ،ومنه األغم وهو الذي ينزل على جبهته البطن اذا
كبر فيغطي أكثره ،ومنها المجبوب الذي جب شفراه أي قطعت ولم يبين منها غير الركب مشرفاً وهو مكروه،
ومنه الموثوق الذي يسمى المشكول وهو ان يقطع لحم الشفرين من داخلهما عند الختانه ثم تلحما في حال
الجرح فيلحمان التحاما شديدا ولم يبق في الفرج غير ثقب صغير في أسفلهـ لخروج البول فتكون المرأة إذا
بالت جرى البول من مخرجهـ في ذلك الملتحم منهبطاً إلى ذلك الثقب فيخرج منه ،ومنهن من يكن ثقب البول
مرتفعا مقابالً لمخرجهـ من الفرج وصاحبته تسمى الرتقا ،وهذا كله يعتمده أهل زيلع وما جاورهم من الحبشه
وهم مجمعونـ بين الجب والرتق فيكون أقبح شيء يكون في المنظر والنكاح وهم يفتخرون به ويرون تركه
54
عيبا وعارا عندهم ،واللحم الذي داخل الفرج يسمى الكنين ولحمه الظاهري يسمى الزرنب ،والركب
بالتحريك هو منبت العانه الى منبت البظر ،واالسكتان جانبا الفرج وهما الفدنان والشفران ،والخفض للجارية
كالختان للغالم ،والختانه الخافضه والماسوكه من النساء هي التي تخطي خافضتها موضع الخفض منها فتصيب
االسكتين أو أحدهما وقد تسهو عنها الخافضه فيلحم من فرجها ما يلي البظر عند خفضه وهي الرتقا التي ال
يستطيع الرجل نكاحها حتى يفتح ذلك الموضع بالموسى والموضع الذي بين اإلست وأسفل االسكتين يسمى
العجان ومقداره عرض إبهام وقد يكون أكثر من ذلك أوأقل على حكم إرتفاع الفرج ونزوله.
ض دواب
وحكي ان امرأة من أزواج بعض الرؤساء كانت في سفر فأشرفت عليها محنتها فرأت ُم َريِّ َ
ُ
زوجها وهو على مهر يروضه ورأت ما يعانيه من عمله فقالت له :ويلك أما وجدت شيئا تعيش به غير عناء
إستك ،فقال لهاُ :جعلت فداك مابين ما أعيش به أنا وما تعيشي به أنت غير عرض إصبعي هذه ،وأشار بإبهامه؛
فقالت :لخدمها خذوا إبن الفاعله،ـ فركض مهره وفاتهم؛ ومنه أيضا الملتحم الضخم العظيم المشرف األقطار
الكبير المقدار واألشفار الطويل الشق البعيد ما بين الطرفين الخصيف المسلك الذي يشرف وسطه على طرفيه
وهذا أعجبها وأفضلها وال خالف في تفضيله على كل ما تقدم ذكره وهو الذي وصفهـ الخبراء ومدحته الشعراء
فأول من قال فيه النابغه الذبياني :
55
وقال ابن الرومي :
56
مشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرفة أقطاره
كأن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه من ٍ
ترف
57
وقال آخر :
58
فقال :قبحك اهلل اما وجدت شيئا تشبه به ركبها غيري ،فضحك خالد وقال :خذها يا أبا النجم ،وكان خالدا
وحكي أن ثالث جواري أخوات إجتمعن فقلن تعالين نفخر بعد ذلك كلما لقي الغرثان وأبا النجم ضحك؛ ُ
بأكساسنا ،فقالت الكبرى :إن ِح ِّري مكشوف الجراب يضل فيه مائتي غُراب ومئة من إبل األعراب ،وقالت
َح َس ٌن ِ ِ
جصة ،وقالت الثالثه :إن ح ِّري ل َ
الثانيه :إن الوصول الى ح ِّري فيه مشقهـ وال يزال نايكه يدقه كوتد في ّ
معشوقـ ناتئةٌ جبهته محلوقـ يظل فيه اإلير مخنوق .
ويسمينه السلطان ،وأكثر
ِّ ومنه األزب الكثير الشعر الحسن النبات وهو عندهن من الصفات المحموده
خشن شعره الحالقة بالموسى ،فإن من النساء من تكره النتف لشعر فرجها وعانتها وتقول هو يرخي جوانبه ما يُ ِّ
ويُرقِّ ْق جلده فتحلقه وهذا تعتمده نساء أبين وما يليها ،ومنهن من تعتمد حلقه بالنُّوره والزرنيخ وذلك لتحسين
الشعر وتكثيفه غير أن ذلك يحلقهـ حلقاً بليغاً حتى يكون ذلك الموضع كأنه لم ينبت عليه شعر ثم يطلع في
سرعةـ أخشن مما كان وبتكرار ذلك يزداد خشونة ،ومنهن من تكون خشنة نبات الشعر من غير حلق وإذا
تعودتـ المرأة حلق شعر فرجها صعب عليها نتفه بعد ذلك ،فلذة نحت ِ
الح ْر المشعر أن تكون المرأة قد نتفت
حسا من
جد بينهما الرهز َّ منذ خمسة أيام فيلتقيان ولكل ٍ
واحد من الشعرتين رؤوس وله حثاثة وتشويك فإذا َّ
شعرتيهماـ ِحساً ظريفاً وقد يتالزم تالزماً لطيفا وإن كانت المرأة محلوقة الفرج مثل الرجل كان أقوى لذلك
الحس بينهما فمما قلت :
كس
من األماني لقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء ٍّ
59
ومن فروجهن أيضا ما يكون شعره رهيفاً ال خشانة فيه ،ومنهن من ال ينبت عليه شعر البته وال فضيلة له
وال لذة فيه عند الجماع ألن الغالب عليه عدم الحراره والنساء يعبنه ويسمينه الصنعان ويشبهنه بالرجل
الكوسج ،وشعر الفرج من المرأة يرهف كلما كبرت ويرق حتى يتالشى ،ومحبتهم في كبر اإلير وصغره على
حكم إرتفاع الفرج ونزوله ،فكلما ارتفع الفرج كان رغبة المرأة في اإلير الصغير أكثر وكلما نزل كان رغبتها
في اإلير الطويل أكثر ،ولكن إذا عشقت المرأة بطل اإلختيار والْتَ َّذت بما وجدته من الرجل من كبير أو صغير
وحكي عن رجل من
الس َمان؛ ُ
ُّحاف) أصبر على ممارسة النيك ودوامه وعلى كبر اإلير من ُّ أو غيرهُّ ،
والدقَاق (الن َ
الجندانه دخل مدينة صنعاء فأقام بها وهو عزب فاحتاج الى النساء فسأل عجوزاً كانت عنده في البيت أن
تبحث له عن امرأة يتزوجها ،فعرضت عليه عدة من النساء على اختالف صفاتهن فكان كلهن ينفرن منه من
عظم إيره ويستغثن ويهربن منه ،فلما قل انتفاعه بهن قال للعجوز إجتهدي في الحصول على امرأة تكون قصيرة
الرقبه الى الغاية ،فوجدت له امرأة على ما وصف فوافقته ولم تجد منه مشقه،ـ واعلم أنه ليس كل الرجال
يمكنه نيك المرأة على ما يُحب أو تُحب هي وان كان كثير الباه وقوي اآلله ألن من الرجال السمين والبطين
والضعيف الجسم وغير ذلك وقد تكون هي كذلك فيتعذر على الرجل بعض مراده لسبب منه أو منهما ،فإذا
الجواد الذي ال يكبو أو
كان الرجل خميص البطن خفيف العجز غير مسترخي اللحم مع وجود الباه فهو َ
الصارم الذي ال ينبو وان التقا الممشوق والممشوقة تساويا في العمل وتوافقا في الحركات كيف شاء وان
إلتقى الممشوق والسمينه أمكنه نيكها على ما يمكن من الممشوقة في إلقائها على ظهرها وقلبها على أربعها
فإن ناكها افترش فخذها ورفعها الى أضالعه حتى تُجا ِوز خاصرته ويتوسد عضدها غاية ماتكون وسادتها عاليه
لكي ال يعلو عجزه على رأسه من سمن فخذها ،فإن كانت عظيمة البطن مفرطةـ سمينه الفخذين والوركين
فأحسن أحوالها أن يلقيها على ظهرها ويرفع فخذيها على بطنها ويجلس مقرفصاً على أصابع رجليه ويلزم
بكفيه خاصرتها وإن منعهـ من ذلك كبر بطنها وفخذيها كان لزومه بإليتها وبذراعيها فان لم يتيقن من ثبوت
ولوي بيديه عليها وهما مركوزتان وال يرسلهما على فخذيه فيشغاله ويمنعانه
فخذيها على بطنه أمسكهما بكفيه َ
من قوة الرهز كما قال القائل :
60
وإن شاء أضجعها على أحد جنبيها ومد رجليها السفلى وجلس على فخذها مقابال ِ
لح ِّرها بإيره ورفع رجليها
العليا مثنية ركبتها على فخذها وساقها بيده التي تليها وأولج معهاـ ويكون مقرفصهاًـ على أصابع رجليه لترتفع
إليتاه عن فخذها ويتمكن من رهزه ،وان كان كبر بطنها من حبل فالوجه فيه أن يضعها على أحد جنبيها ويضع
إحدى فخذيها على األخرى ويرفعهما إلى بطنها دون اإللصاق ويجلس مقرفصاً خلف عجزها مقابالً بإيره
ِ
لح ِّرها فإن أراد التمكن من إدخال إيره كله فليضع قدمه التي تلي رجليها بين فخذيها وال يمنع هذا الوجه في
نيك غير الحبلى غير أنه إسم لذوات األحمال ،وإن التقى السمين العظيم البطن والممشوقه فأحسن ما يمكنه
في العمل أن تتولى هي هذا األمر ويستلقي الرجل على ظهره مضموم الفخذين وتجلس هي على إيره مفتوحة
الرجلين وتضع يديها على الفراش ويمسك هو عضديها بيده فإن كانت ماهره فليحرك عجزها بأحد فخذيه من
خلفهاـ مجيئاً وذهابا على إن إستلقاء الرجل عند النكاح مكروه فربما رجع المني فأورثه ضرراً ،وإن أراد ألقاها
على ظهرها وجلس مقرفصا بين رجليها وهما مفتوحتان بعض اإلنفتاح وتكون إلْيتاه بين فخذيها وقدماه من
ظاهرها وتحتمل المشقه في وضع بطنه على بطنها وضغطها بها وال يمكن في هذه الحاله إدخال إيره فيه كله،
وقريب من ذلك أن يضجعها كما تقدم في نيك الحبلى ويضع قدميه بين فخذيها وبطنه على إليتها العليا ،وان
التقا السمين والسمينه العظيما البطنين فالعناء والمشقه عليهما جميعا فأحسن ما يمكنهما أن تبرك هي على
ركبتيها وذراعيها ليكون عجزها أعلى من ظهرها ثم يفتح رجليها ويقوم هو من خلفهاـ على ركبتيه ويحمل بطنه
بيديه فيضعها على عجزها ويدخل إيره ويمسك بيديه فخذيها وخاصرتيها فان لم ينل بطنه عجزها وضع تحت
ركبتيه وساده أو شيئا يرفعه وال أرى لها وجها غير هذا ألنه إذا ألقاها وجلس بين فخذيها مقرفصا التقا بطنه
وفخذها على إيره فال يكاد يظهر وإن ظهر منه شيء لم يتمكن من إدخاله إللتقاء البطنين و كبر الفرج لسمن
فخذيها فإن هو أضجعها على أحد جنبيها وجلس مقرفصا خلف عجزها ووضع بطنه على إليتها العليا وطاقت
رفع فخذيها إلى بطنه ليبرز له فرجها من خلفها أمكنه إدخال إيره وإن عجزت عن رفع فخذيها ولم يبرز له
فرجها إمتنع عليه نيكها ،فإن كانا سمينين مخمصين أمكنهما اكثر من غيرهما إال أنهما ال يصبرا على طول
الممارسه ويسرع إليهما التعب وعلو النفس ،وان التقا الطويل المفرط الطول والقصيره المفرطة القصر وأرادا
إلتقاء الفرجين والفمين فاألحسن لهما أن يلقيها على ظهرها ويضجع هو بجنبها على أحد جنبيه ويدخل يده
السفلى تحت رقبتها ويرفع فخذيها بيده العليا وهي مستقبلة ويستقبل فرجها بإيره من خلف عجزها وهي
مجم َعةٌ بين يديه َفيَ ٌد تمسك الرقبه و يد تمسك الفخذ فإن لم يجد من رهزه مايرضيهـ فيلرفع فخذه العليا لتركز
َّ
فخذها األعلى فيقوى بذلك الرهز وتكون يدها ممدودة تحت رقبته ويميل بفمه إلى فمها وإن أراد إضجعها
على جنبها ودخل بين رجليها ورفع فخذيها حتى يبلغا الى أضالعه من فوقه ومن تحته وينزل بين فخذيها حتى
يستقبل فرجها بيده من وراء عجزها ويضم إليتيها بفخذيه أو يأخذهما عند الرهز ويمسك رقبتها بكفه من
ش فخذه ورفعها حتى تبلغ الى اضالعه ورفع فخذها العليا فوق أضالعه ثم يرفع فخذها
خلفهاـ وإن أراد َف َر َ
العليا فوق اضالعه ثم يرفع فخذه التي بين افخاذها مركوزه ليتمكن من الرهز وال بد له في جميع ذلك أن
ينحني بعض اإلنحناء إذا أراد أن يقبلها مع العمل بعد التمكن من اإليالج ،وان التقى القصير المفرط القصر
والطويلة المفرطة الطول فال سبيل له إلى تقبيلها مع العمل إال ان احتملت له المشقه في ثالثة أوجه :األول :أن
61
تستلقي على ظهرها وتجعل تحت عجزها وسادة عاليه وترفع فخذيها إلى صدرها غاية مايمكنهاوال يجلس هو
مقرفصا بل يولج معهاـ وينبسط على ذراعيه حتى يبلغ كفاه كفيها وتلوي هي بيديها على ظهرها ويمسك هو
بكفيها أو بما نال من شعرها أو رقبتها ،والثاني :أن يضجعها على جنبها متقابلين وتفرشهـ إحدى فخذيها
وترفعهما الى أضالعه غاية ما تستطيع ثم ترفع فخذها العليا أيضا فوق أضالعه وتنحني الى أن ال يمس صدره
صدرها إال بعد التمكن من اإليالج ولزم الرقاب باأليدي وتضع عقبي رجليها على صلبه عند الرهز وتجذبها
إليها ،والثالث :أن يستلقي وهو على ظهره باسطا رجليه وتجلس هي على إيره ثم تنكب عليه وتمد ركبتيها
حتى تبلغ إبطه وتبسط ذراعيها من تحت كفيه وتمسك بكفيها هامته حتى يُمكنها وضع فمها في فمه وكل
ذلك فيه مشقهـ عليها ،ويمكنها من أبواب النيك ماأراد من غير تقبيل ،وإن كان القصر من حدب فالحدب
أصناف فمنهم األحدب المنحني الظهر السالم الصلب والرقبه فهذا ينطبع مع القصيره بعض اإلنطباع في العمل
وال يمكنه ضمها إال ان ولته ظهرها واستقبل هو كسها بإيره من وراء عجزها وان يركب على أربعتها كان أطبع
َّج َعا على جنبيهما متقابلين
وكذلك لو كانت حدباء مثل حدبته أمكنها العمل كيف شاءت ما خال الضم فإن أض َ
كان بينهما فضاء مثلث وكذلك لو استلقى أحدهما والبد لمن يستلقي منهما من شيء يستند به على رأسه
وظهره قدر ما يمأل الفضاء الذي بينه وبين األرض ،وإن كانت حدبة الرجل من رقبته بحيث ان ذقنه موضوعـ
على صدره أمكنه العمل على جميع ما يريد والعناق فإن كانت المرأة مستلقية له كان عند النيك كأنه يهددها
بالنطح فإن كانت المرأة حدباء على مثال حدبته كانت منايكتهما نطاحاً محضاً فأحسن أحوالها أن تبرك له على
أربعتها ويكون إستعماله لها من خلفها فإذا أراد العناق وضع كل ٍ
واحد ذقنه على عاتق اآلخر متخالفين ،فإن
كانت حدبة الرجل من ظهره كنصف الجره فهذا ال يكون منحنيا غير أنه كما قال الشاعر :
والبد أن يكون صدره متحسناً وحكمه في العمل حكم القصير الصحيح إال أنه ال يمكنه اإلستلقاء فإن استلقت
المرأة وكانت قصيره كان على بطنها كالمكبه على اإلناء فان كانت طويله كان أشبه شيء بفارة النجار على
األسطوانه وقلت في ذلك :
جل الباري
فإذا بدا ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك قلت َّ
62
ماذا؟ ..فقال محن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة األوزار
فإن كانت المرأة ايضا حدباء على مثال حدبته لم يمتنع عليهما من وجوه النيك ،فإن أراد أحدهما اإلستلقاء
على قفاه فليوسد الحدبة بوسائد من جهاتها األربع أو يكور لها ثوب كتكوير العمامه وتجعل فيه بحيث أالَّ
يصيب شوكة الحدبه فإن ذلك يسرع إليه الضرر فإن كانت حدبة الرجل خارجة من صدره وظهره أمكنه النيك
كيف أراد غير الضم والعناق فإنه يصعب عليه وعلى المرأة ،ومما قلت :
63
قالت له حينما رام العن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاق لها
فإن كانت المرأة أيضا على مثال حدبته من الظهر ومن الصدر فأحسن أحوالهما في النيك أن يضجعها على
جنبها وينيكها كما تقدم في نيك الحبلى لئال تتصادم الحدبتان منه ومنها في اضجاعهما متقابلين أو استدباره
ت حدبة ظهرها ورفعت عجزها رفعاً عالياً وجلس وهو مقرفصا بين رجليها
إياها مضجعين فإن استلقت و َو َّس َد ْ
وعال عجزهما وهو المسمى الكوري وهكذاوس ُفل رأسهما َ
فربما يبعد مابين حدبتيهما وكذلك لو بركت َ
حكمهـ لو كانا أحدبين من الصدرين دون الظهرين ،ولم أر أحدب الصدر والظهر إالَّ وفيه ٌ
زهو و صلف وحسن
الصوت من صفاتهم الالزمه لهم وأحسن ما سمعت في وصف األحدب :
وإذا كان الرجل منحنيا من صلبه وظهره منبسط وهو الذي إذا قام فكأنه راكع فالنيك على هذا أصعب وأعسر
وال يقدر على إدخال إيره كله لقرب فخذيه من بطنه وإنضغاط إيره بينهما فأحسن أحواله أن يقوم على قدميه
ثم تأتي المرأة فتبرك تحته وتحشو عجزها بين أفخاذه وتضع كفيها على األرض وتبسط ظهرها تحت صدره
بسطا مناسبا مطابقا له لتكون كالبطانه له ثم يدخل إيره و هي التي ترهز إلى خلفهاـ على إيره وتتولى العمل
بنفسها .
64
واعلم أنه اليمكن للمتناكحين ما أرادا من كل األبواب إال ان يكونا ممشوقين غير جافيي األجسام
والبطون متساعدين في الحركات ،فإن كانت المرأة من النساء المطبوعات وهي التي تقدر على أن تستلقي
للرجل على ظهرها وترفع إحدى رجليها وتضع على قدمها سراجا مملوءا دهنا ويجامعهاـ الرجل فال يقع
السراج وال شيئا من دهنه وال ينطفئ وال يبطل العمل وذلك من إنطباع الرجل معها،ـ وقد وضع أهل الهند في
كتبهم كثيراً من أبواب النكاح وأكثرها لذة فيه وافضل أبواب النكاح عندي ماكان بين لذة العناق والقبل
فإنهما مما خص اهلل به بنو آدم دون سائر الحيوان وفيهما من اإللتذاذ ال ينكره أحد وقد يكتفي بهما العاشق
عن النكاح وإذا تـناهى العشق باإلنسان وأخرجه الى التتيم هانت عنده شهوة النكاح واشتفى بالضم والقبل لما
فيهما من اإللتذاذ ،فإذا اجتنبت لذة النكاح بعض الوقت تضاعفت المحبه ،ومن الناس من يتعود اإلستمناء وهو
جلد عميره فيستلذه على النكاح ويتخذه عادة وبعضهم يسميه الصلج وهو مكروه وقد لعن في الحديث ناكح
يده وقال فيه صلى اهلل عليه وسلم (يبعث يوم القيامة وأصابعه حبالى) وأجازه بعض الفقهاء لمن اضطر ولم يجد
الى النكاح سبيال ،وقيل يجعل بين كفيه وذكره حرير وال يباشر بيده ليخرج بذلك عن الكراهه وأما األئمة
يرحمهم اهلل تعالى فكلهم يُ َك ِّرهه ويوجب فيه التعزير غير اإلمام أحمد بن حنبل رحمه اهلل تعالى فإنه يُ َك ِّرهه وال
يوجب فيه التعزير ،وقال مالك رحمه اهلل تعالى :من استمنى بيده فهو من العادين يريد قوله تعالى "فمن ابتغى
وراء ذلك فأؤلئك هم العادون" وقال ابن جريج قلت لعطاء :أبلغك في إستمناء الرجل شيء عن ابن عباس؟،
قال :ال؛ قلت :أتكرهه؟ ،قال :نعم؛ قلت :ففيه حد؟ ،قال :ماسمعتـ وال رأيت؛ وسئل ابن عباس عن
الخصخصه خير من الزنا ،وفُ ِّسرأنها اإلستمناء باليد؛ وقال سعيد بن زياد :كنت عند سالم بن عبداهلل فجاءه
شاب فقال :ياأبا عمر ماتقول فيمن يجلد عميره؟ ،قال :فما هي منه؟ ،فسكت الشاب فقال الرجل :تطول غربته
فيعبث بذكره حتى يريق الماء ،فقال :أف أف يانايك نفسه ،ثم قال :بلغني أن أقواما يخرجون يوم القيامه
وأيديهم حبالى.
وحكي أن شيخا وجد وقد أدخل إيره في ثقب بطيخه وهو يصيح بأعلى صوته :النيك النيك ،حتى
ُ
وحكي أيضاعن برصوص الراهب أنه قال :ال تُجامعوا النساء فيخرج من بطونهن الخطاؤون
أفرغ فيها؛ ُ
فيعصون اهلل فيكون خطأهم عليكم واتخذوا بطون األفخاذ جنة لمذاكيركم فإن لم يكن ذلك فعليكم ببصاق
تصيرونه في الراحه ثم حكوا اإلير عليه قليال قليال ليخرج مافيه فتستريحوا من ذلك؛ وقال أحدهم في ذلك:
65
و لم يهم اإلير شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيئاً
فتُ ِ
لق نفسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك في النكد
66
أدنى دواهي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه الولد
ودفع رجل الى تقي رقعة فيها :ما ترى أصلحك اإلله في فتى أعـوزه النيك حراماً كان أو حالالً ويرى الناس
ينيكون يميناً وشماال ،فكتب الفقيه على ظهر الورقه تجلد عميرة عافاك اهلل في الجمعةـ مرتين كما قال القائل:
بواد إبليس به فاجلد عميرة وال حرج؛ ومن النساء من يستمنين إذا تمكنت منها شهوه النكاحإذا حللت ٍ
وتتخذ شيئا تحك مبالها عليه ،منها أنها تتخذ تمثاالً لذكر الرجل تستعمله في الخلوات ويكون عندهن من ٍ
جلد
ٍ
يابس ناعم وتملؤه ماءاً ساخنا عند اإلستعمال ،ومن الساحقات من تجعل لهذا آلة وتربطه في وسطها وتركب
به غيرها من النساء وتفعل به مايفعل الرجال بالنساء ألنه يشبه اإلير في شدته وسخانته وصالبته وترهز برهزه
وتضعف الى حين إنزال مفعوله،ـ وهذه اآلله عندهن من األشياء التي يبذلن فيها أمواالً جزيله ويسعد كثير من
العجايز وأرباب الصنايع بسبب تصنيعها لهن على الوجه المطلوب فلذلك يحلفن عليه اإليمان الفاجره ،ومنها
ان منهن من يستعمل الخيار الكبير األملس ومنها ان منهن من تستعمل الفجل الكبير وغير ذلك وهذا كله مما
يشم فيه كل الرجال والنساء رائحة النيك ...وآه ..فما يشفي غليل قلوب الرجال إال ِ
الح ْر الكبير المقبقب
المنتوف األصلع األمعط الناعم السخين المحرق لإلير ،وما يشفي غليل النساء اال اإلير الغليظ الكبير النافذ
العروق الذي رأسه كرأس القط له دخان في الجو المحرق ِ
للح ْر اذا دخل فيه ومن لم يجد الماء تيمم بالتراب.
وحدِّثت ان كثير الحديث للنفس بالنكاح يهيج شهوة المرأة ويكثر حلمها به وكذلك الرجل ،وسمع ُ
مخنث قائل يقول إلمرأة :ماحملكـ على الزنا ،فقالت :لين المهاد وطول الرقاد وبلوغ المراد وحديث النفس
بالفساد؛ ومما يهيج الشهوة في المرأة والرجل ال ُقبل السيما إذا كانت من المحبوب في تمكن وفي خلوة من
الرقيب والواشي ،وقيل ان أحسن القبل ماكانت رشفا يتملك الشفاه ومصها واستخراج الريق العذب البارد
والمبرد لنار الكبد وخاصة إستخراجه بأن يعض على لسان الذي يقبله عضة خفيفة عارية من اإليالم له فيخرج
منه عند ذلك ريق عذب بارد في رقة الماء لم يخالطه ريق الفم وهو الذي يجد له العاشق بردا في جسمه
بالس ْك ِر من دبيب الخمر في جسم شاربها؛ قال بعضهم :إذا قبلتها لدغت فيها كلدغ العسجديه
وفتورا يُشبهونه ُّ
في العقيره ،فتأخذ في العناق والبد في القبل من صوت دفيق طويل يخرج من بين اللسان وطرف الحنك
يرطب ذلك الموضع بالريق ثم يجتز الى داخل الفم واللسان موضعه من طرف الحنك فيحدث منه ذلك
الصوت من اجتذاب الريق ،واما القبل التي توضع ظاهر الشفاه وينقطع ذلك الصوت بقوه كأنه يدعو بها
السنانير فال لذة فيها وانما تلك القبله المعتضنة هي قبلة األوالد واألطفال ،ويقال َقبَّل يده وفمه وذلك هو
اللثم والبوس أما القبله والنعام فتختص بالفم دون اليد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
67
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
68
الـبـاب الـسـابـع
في ذكــر ص ـف ـةـ أبــواب ال ـنــكاح
إعلم أن أهل الهند ألح الناس وأغراهم بالنكاح وأكثرهم تفننا فيه وقد وضعوا في كتبهم أشياء كثيره
من أبوابه منها ماهو عظيم المشقه غير مأمون الضرر وأنا أذكر في هذا الباب أبوابا ممكنةـ العمل موجودة اللذة
وهي االصمدل والمضفدع والمتوسط والسطوري واللولبي وهو المقمع والرجاحه والهدولي وحشو النقانق
ولبس الجوري وكشف اإلستين ونزع القوس ودق الرز ونسج الخز ونيك الكهول والكرسي والكباشي
والكوري ودق الوتد وسبك الحديد والمغتصب ونيك األحداث وطرد الشاه وقلب الميش وركض اإلير
والخواريقي والحدادي والسفرجلي والشق ،وهي بالتفصيل كالتالي :
األول االصمدل :وهو أن تستلقي المرأة على ظهرها وتجعل تحت عجيزتها وساده ترفعها بها ويجلس الرجل
بين رجليها على رؤوس أصابعهـ ثم يلصق فخذيها بصدرها غاية ما أمكنه ويدخل يديه من تحت كتفيها ويثني
أصابعهـ على عاتقها ويولج ويجذبها إليه عند الرهز ،وهذا فيه مشقةـ على المرأة إللتصاق فخذيها بصدرها مع
ارتفاع عجيزتها لتقليص شفراها وتقريب الرحم حيث ال يبقى للرحم مسافة ،وهذه الطريقة مستحبة لمن كان
إيره صغيرا .
الثاني المضفدع :وهو أن تستلقي المرأة على ظهرها ويضم فخذيها ويلصق عقبيها بإليتها ويجلس مقرفصاً
قبالة فرجها ويولج وهي تجعل ركبتيها عند إبطيه وهو يقبض على عضديها بكفيه ويجذبها عند الرهز .
الثالث المصفق :وهو أن تلقيها على ظهرها وتجلس بين فخذيها جاثيا على ركبتيك وأصابع رجليك وتجعل
ركبتيها حذا خاصرتك وساقيها وراء ظهرك وتقبض بيديك على عاتقيها .
الرابع المقرمط :وهو أن تلقيها على ظهرها وتضم فخذيها وتـنصب رجليها نصباً عالياً حتى يقابل قدميها سقف
البيت وتجعل فخذيها بين فخذيك وتولج معها وتلزم ساقيها .
الخامس السطوري :وهو أن تضع المرأة على أحد جنبيها وتمد رجلها السفلى فتجلس على فخذها مقرفصاً
وترفع رجلها العليا على عاتقك ثم تولج وتشبك أصابع كفيك على عاتقها األعلى وإن شئت قبضت على
عضديها .
السادس اللولبي ( المقمع ) :وهو أن يستلقي الرجل على ظهره وتجلس المرأة على إيره مستقبلة وجهه وتضع
يديها على الفراش وتجافي بطنها ثم ترهز طالعة نازلة و يساعدها الرجل بالرهز من تحتها وان أرادت التقبيل
بسطت ذراعيهاعلى الفراش وتقبل .
69
السابع الرجاحة :وهو أن يعلـقها الى السقف في أربعة أثواب بيديها ورجليها ويشد ظهرها بثوب آخر لكي ال
تتألم من أسفل ظهرها ويجعل فرجها قبالة إيره وهو قائم على قدميه فيولج و يرهز ثم يدفعها عنه غير بعيد
ويلقاها اإلير فيولجه وهكذا حتى يفرغ .
الثامن الهدولي :وهو أن تجمع يد المرأة ورجليها إلى عنقها فيبقى فرجها بارزا ثم تُعلقهاـ في سقف البيت
ويستلقي الرجل من تحتها ويكون الطرف الثاني من الحبل في يده يدفعها به وينزلها على إيره .
التاسع حشو الـنـقـانـق :وهو أن تستلقي المرأة على ظهرها ويأتي الرجل فيقوم على ركبتيه ويرفع برجليها حتى
ال يبقي على الفراش سوى كتفيها ورأسها ثم يولج معها ويأخذ بإليتيها ثم يستعين بهما على الرهز وتلوي هي
رجليها على عاتقيه.
العاشر لبس الجورب :وهو أن يلقيها الرجل على ظهرها ويجلس بين رجليها ويضع إيره بين شفريها ويأخذهما
بيديه كل واحد منهما بجنب السبابه واإلبهام عند ادخال اإلير فيه ثم يرهز ببعض إيره حتى يترطب كسها فاذا
جهز حينئذ واستلقم اإلير.
ترطب واستمر دخول اإلير وخروجه فيه ُ
الحادي عشر اإلسـتين :وهو ان يستلقي الرجل على ظهره وتأتي المرأة فتجلس على إيره وظهرها الى وجهه
ووجهها الى رجليه وفخذاها مركوزه بِ ِحذاء أضالعها وتضع كفيها على الفراش عند قدميه وترهز وهي تنظر
الى إسته وهو ينظر الى إستها.
الثاني عشر تـرع الـقوس :وهو ان تستلقي المرأة على أحد جنبيها ثم يأتي الرجل فيدخل بين رجليها عرضا
ويكون وجهه وراء ظهرها ويولج معها ويقبض بيديه على عاتقها من ورائها وتمسك هي برجليه وترفعهما إليها
مااستطاعت فيكون كالقوس وهي كالسهم.
الثالث عشر نســج الـخز :وهو ان يجلس على إليته ثم يجمع باطني قدمه قريبا من إيره ويطرح فخذيه وتجلس
المرأة على قدميه مركوزة الفخذين وتشبك أصابعها على رقبته ثم هو يمسك ساقيها بيديه قريبا من الكعبين
ويجذب إليه قدميه وهي عليها حتى يولج معهاـ إيره ثم يعيدهما إلى مكانهما من غير أن يُخرج إيره كله ثم
يجذبها اليه وهي تخفف نفسها معهـ وتساعده مجيئاً وذهابا فإن أراد ان ال يخرج إيره فلَْي ْل ِو عليها بيديه من
نصفها وترهز هي مع مساعدته لها بقدميه من تحتها.
الرابع عشر دق الـرز :وهو أن يجلس الرجل على إليته ويمد رجليه وتجلس المرأة على إيره مقابلة له وتلوي
بيدها على رقبته ويلوي هو على أضالعها أو خاصرتها ويكون صعودها ونزولها على إيره بيديه وهي تعينه
بنفسها.
الخامس عشر نـيك الـكهول :وهو أن تنبطح المراة على بطنها ثم تجعل تحت عانتها وساده ترفع بها عجزها ثم
ينبطح الرجل على ظهرها ويأتيها مستدبره وأكثر َح ْمله على مرفقيه وهذا الباب أقل أبواب النكاح ضررا على
الرجل .
70
السادس عشر الـكـرسي :وهو أن يقوم الرجل والمرأة على أقدامهما متقابلين ثم تفتح المرأة رجليها فيدخل
رجليه بين رجليها وتقدم هي رجليها قليال ويقدم هو إحدى رجليه قليال ثم تشبك أصابعها على صلبه ويشبك
هو أصابعهـ على صلبها ويولج معهاـ ويتراهزان .
السابع عشر الـكباشي :وهو أن تبرك المرأة على ركبتها وذراعيها ويقوم الرجل خلفهاـ على ركبتيه ويولج معهاـ
ويقبض كفيه على عاتقها .
الثامن عشر الكوري :وهو أن تقوم المرأة على قدميها وتضع كفيها على األرض وترفع عجزها إرتفاعا عاليا
وتخفض ظهرها ورأسها ويقوم الرجل من خلفهاـ على قدميه فينيكها على تلك الحال ويقبض على فخذيها من
تحت أوراكها ،وإذا نزع الرجل إيره من فرج المرأة بعد العمل وتركها مكوره على حالها سمع لفرجها خوار
كخوار الحصان عند ركضه والتي قد عرفته من النساء ال تكاد تساعد الرجل عليه.
التاسع عشر دق الوتـد :وهو أن تلوي المرأة رجليها على خاصرتي الرجل ويديها على رقبته ثم تسند ظهرها
على الحائط ويولج معهاـ ويرهزها وهي متعلقه.ـ
العشرون سـبك الحب :وهو أن تستلقي المرأة على جنبها األيمن والرجل على جنبه األيسر ويفرشها فخذه
اليسرى ويرفعها حتى تبلغ أضالعها وترفع هي فخذها العليا إلى أضالعه ويسند ظهرها بفخذه العليا ويرهز هو
وإن شاءت رهزت هي .
الحادي والعشرون الـمغـتصب :وهو أن يقوم الرجل وراء المرأة وهي غافله فيدخل يديه من تحت إبطيها
ويشبك أصابعهـ على رقبتها ويرفع عضديها بعضديه ويعكس رقبتها بكفيه وهي منكسة فإن كانت بغير سراويل
وأمكنه رفع ثوبها بركبتيه إلى كفها وإال فإنه يسقط بطول الممارسه ثم يخالف أحد ساقيها على ساقيه لئال
تزوغ بفرجها عن إيره فيمنعه من اإليالج وإن كانت في سراويل وهي َجلِ َدة وال يمكنه أخذ يديها بيد واحده
بطلت حيلته .
الثاني والعشرون نيك األحداث :وهو أن تلقي المرأة على ظهرها ثم ينبطح على صدرها حتى يفرغ .
الثالث والعشرون طرد الشــاة :وهو أن تبرك المرأة على يديها ورجليها ثم يأتي الرجل فيقوم من خلفها على
قدميه ثم يرفع بفخذيها حتى يقابل فرجها بايره ويولج معها وهي منكسة الرأس يديها .
الرابع والعشرون قلب الميــس :وهو أن يستلقي الرجل على ظهره ثم تأتي المرأة فترفص بين رجليه على رؤوس
أصابعها ويرفع فخذيه على بطنه فيخرج إيره قبالة وجهه فيولجه فيها وتضع يديها على الفراش بحذاء إليتيه
والبد لها من وساده تحت قدميها ليوازي فرجها إيره فتكون كأنها الرجل .
الخامس والعشرون ركض اإليـر :وهو أن يسند الرجل ظهره الى وساده ويجلس غيرمنتصب الظهر بل يكون
صلبه على الفراش وكتفاه على الوساده ويقيم فخذيه بحيث إن رأسه يكون موازيا لركبتيه وتأتي المرأة فتجلس
71
على إيره مقابلة له بوجهها غير منكبة فتكون كأنها في سرج فإن شاءت نصبت ركبتيها ورهزت طالعة ونازله
وإن شاءت وضعتها على الفراش وهو يحرك عجزها بفخذيه وتكون قابضة بشمالها على منكبه األيمن .
السادس والعشرون المداخل :وهو أن تجلس المرأة على إليتها مركوزة الفخذين بعض الركوز ويجلس الرجل
مثل جلستها مقابال لفرجهاـ بإيره ثم يضع فخذه األيمن فوق فخذها األيسر ويولج معها ويقبض عضديها بكفيه
وتقبض عضديه بكفيها وينقعرـ كل واحد منهما إلى خلفهـ قليال وهما متماسكان باألعضاء ويتراهزان رهزا نطاحيا
ويستعينان عند الرهز بوضع األعقاب على األرض .
السابع والعشرون الخواريـقي :وهو أن تستلقي المرأة على ظهرها وينبطح الرجل على بطنها واضعاً حمله على
مرفقيهـ فإذا أولج معهاـ رفعت عجزها من الفراش ما استطاعت ويرفع هو معهاـ وال يخرج إيره ثم ترسل نفسها
الى الفراش ،وال يمكنها التكرار عليه وال يؤمن ضرره .
الثامن والعشرون الحدادي :وهو أن تستلقي المرأة على ظهرها وتجعل تحت إليتها وسادة وترفع رجليها إلى
صدرها غاية ماتقدر على رفعها حتى يتصوب فرجها ثم يولج معهاـ ويرهز ساعة ثم يخرج إيره فيولجه في
حجرها ويرهز ساعة ثم يخرج إيره فيولجه في فرجها بسرعه كما يخرج الحديده الحداد من الكير فيغمسها
في الماء لتبرد وهو يسمى السفرجلي .
التاسع والعشرون الشـلق :وهو أن تستلقي المرأة على ظهرها ويجلس الرجل بين رجليها مقرفصا على أصابع
رجليه ويرفع فخذيه منبسطتين ويرسل ساقيها خلف عضديها وإن شاء حطهما على عاتقه وأمسك خاصرتيها أو
عضديها .
الثالثون ال ـش ـلــق :وهو أن تستلقي المرأة على ظهرها ويجلس الرجل بين رجليها مقرفصاً على أصابع رجليه
ويرفع فخذيه منبسطتين ويرسل ساقيها خلف عضديها وإن شاء حطهما على عاتقهـ وأمسك خاصرتيها أو
عضديها و يولج و يرهز و هي تساعده بالرهز.
هذه األبواب أكثرها يمكن العمل بها ومن فكر في طلب زياده وجدها ،وأما ماال يمكن العمل به فال
فائدة في ذكره ،وقد بالغ أهل الهند في أبواب النكاح حتى وضعوا فيها أشياء ممتنعه جدا منها أن تستلقي
المرأة على ظهرها ثم يأتي الرجل فيجلس على صدرها موليها ظهره ويكون حمله على ركبتيه وأصابع قدميه ثم
يأخذ بفخذيها حتى يحني ظهرها ويقابل إيره بفرجها ويولج معها وهو مكانهـ وهذا كما ترى فيه من عظم
المشقه مما يجعلهـ ممتنع العمل به ،واهلل أعلم .
والرهز أنواع فمنه نزع الدال وهو أن يتعانق الرجل المرأة بعد اإليالج ويرهز رهزة ثم يتراخى إلى خلفهـ وتتبعه
هي برهزة ثم تتراخى له إلى خلفهاـ ويرهز هو كذلك رهزاً متتابعاً من غير إبطاء منها؛ ومنه النطَّاحي وهو أن
رهزا معاً رهزة واحده ويقفا معاً هكذا منواحد منهما الى خلفهـ من غير ان يخرج إيره كله ثم ي ِ
يتراخى كل ٍ
ُ ُ
غير إبطاء كالنطاح؛ ومنه الميداني وهو أن يرهز الرجل كعادتهـ ماشاء ثم يقف وتتمكن المرأة من إيره فترهز
عليه ماشاءت فتقف ثم يعود فيرهز هكذا الى أن يفرغا منه؛ ومنه خياط الثوب وهو أان يرهز الرجل ببعض إيره
72
رهزا مسرعا كالتحكيك ثم تعاود برهزة واحدة الى آخره تشبيها بحركة اإلبره في الثوب عند الخياط
وخروجها بالخيط الى آخره وقد يفعله الرجل وقد تفعله المرأة ايضا وهذا يستحب لبطيء اإلنزال من الرجال
والنساء ألنه يسرع اإلنزال به؛ ومنه سواك الحرد وهو أن يدخل الرجل ايره في جوانب الحر تصويبا وتصعيدا
ويمنة ويسره وال يمكن هذا اال بإير صلب ،ومنه العضايدي وهو أن يولج الرجل إيره جميعه ثم يلصق الشعرة
بالشعرة لصقا شديدا مع شدة الضم منهما ويكون رهزه فحسا مصعدا من غير أن يبرز من إيره شيء وهذا
النوع أحب الى الساحقات من غيره ويستحب لسريعي اإلنزال ،ونسأل اهلل التوبه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
73
الـبـاب الـثـامــن
فيما يجب معرفتهـ من منافع الباه ومضارها
أما فيما يجب معرفته من منافع الباه ومضارها والمجربة من األدوية النافعه لذلك لألغنياء ومتوسطي
الحال والفقراء ُكالًّ بحسب حاله وما يمنع الحبل وضده وغير ذلك؛ إذا أُنقع من الكافور نصف مثقال في ماء
و ُشرب أبطل مفعولـ العضو وقطع النكاح وكثيراً ماتفعله النساء بالرجال إذا اشتدت غيرتهن عليهم؛ ونور الحنا
الذي يسمى الفاغيه إذا نُقع في الماء حتى يصفر و ُشرب عمل عمل الكافور أو قريبا منه ،واإلدمان على شم
الكادي يضعف الباه ،وطول الجلوس في الهواء في الشتاء يُنقص الباه ويضر بالصلب وخاصة في البالد الحاره
وكذلك الجلوس على األشياء التي تكسب البروده كالجص وماأشبهه من الرخام والحجاره ،وكذلك جماع
الصغيرة جداً والحايض والمتروكه التي لم توطأ والقبيحه المنظر والبدن وكذلك الفكر والهموم واألكدار
واألحزان جميع ذلك يضعف الباه مجرباً؛ ومن مبطالت النكاح الترك له زمانا فالترك فرك كما قيل والترك
للنكاح يورث ظلمة البصر وثقل البدن والبواسير وغير ذلك من أمراض كثيرة ،إحتقان البول يضر بالذكر
ونكاح العجوز يضعف الباه وينهك الجسم وربما أكسب األمراض والعلل وأضرها أن تكون عجوزاً حمراء فإنه
مجرب،ـ واإلدمان على أكل األشياء الحامضه يضعف الباه ،وترك الذكر في فرج المرأة بعد اإلنزال يضعف
الذكر ويقلل الجماع ولذلك صار العزل عنهن أدعى للمعاوده وأقل للملل وأصدق ماقيل في ذلك قولهم ( من
ناك لنفسه ساعدته شهوته ودامت لذته ومن ناك لغيره فترت آلته وانقطعت مادته ) ومعنى من ناك لنفسه أن
يكون الرجل مقبالً على شهوتهـ بنفسه يأخذ من النكاح حسب مايريد من زيادة أو نقص أو في أي وقت اختار
وماكانت شهوته داعية إلى النكاح فهذا ال تنقطع مادته في النكاح ومن ناك لغيره معناه أن يكون الرجل مراعياً
شهوة المرأة فيكلف نفسه لتحصل المرأة على مرادها من النكاح وتصل لغاية شهوتها فال يلتفت إلى نفسه و
متعتها وال حفظ جسمه بل يكون منهمكا في شهوة غيره؛ ويكره النكاح في الحمام عقيب الخروج منه وعقب
السكر الشديد ،والنكاح على
اإلستفراغ واإلسهال ،وينبغي أن يقلل من النكاح في الصيف والخريف وعقيب ُّ
الحيض شديد الضرر للرجل والمرأة جميعا؛ ويكره النكاح في الماء وأهل الهند يكرهونه ويحكمون عليه بعدم
اللذه ولذلك لم يضعوا له صورة في كتبهم وبعضهم يقول ال يؤمن دخول الماء في أحد الفرجين فيورث ضررا
عظيما والدليل على عدم اللذه أن اإلنزال يبطئ عند الرجل والمرأة جميعا ،ويكره النظر إلى باطن فرج المرأة
فربما أورث العمى ،وقيل كان أحد الصالحين َش ِرهاً في الجماع وكان كثير الولع بالنظر الى فرج المرأة عند
النكاح فأسرع اليه العمى ،ويكره النكاح على اإلمتالء من الطعام فمنه يصيب الفتق في البطن و يمنعه من
الحركة ويفعل غير ذلك من األمراض ،ويكره إستلقاء الرجل على ظهره عند الجماع لِ َما يخشى من رجوع مائه
أو ماء المرأة في ذكره ،كما يكره عقيب التعب في شده الحر ،وردف الجنابات من غير غسل يضعف الباه
ويعمي القلب ،وإذا نكح الرجل حراماً ثم نكح زوجته قبل أن يغسل ذكره وحملت في ذلك الوقت لم يؤمن
على الولد من آفة في ِخلقته أو عاهة تحدث له ،وفي بعض الكتب ان الرجل إذا فجر بغالم ثم جامع أهله من
74
غير ان يغسل ذكره ثم أتى زوجته وحملت من ذلك الوقت كان الولد مابوناً أو مخنثاً؛ وسكون الرجل إلى
عناق المرأة بعد فراغه منها ويَلقى أنفاسها مما يضعفهـ ويقلل نشاطه ويعجل الشيب إليه قبل وقته ،وطول الفكر
يضعف الجماع ،وحمل الشيء الثقيل على الظهر يُبطل الذكر ويضعف النكاح وإدمان لبس الحرير يضعف
نكاح الرجل ويزيد في غلمة المرأة؛ ومما يعين على النكاح وينشط له اإلغتسال بالماء البارد عقيب العمل من
غير إمهال ،وفي بعض كتب الطب اإلغتسال بالماء البارد يحبس الشيب والماء الحار يعجله،ـ ونكاح الشابه من
النساء أدعى لنشاط الرجل وشهوته بقدر حداثة سنها ،والتبخر بالعود يزيد في الباه دون سائر الطيب ،وفي
بعض كتب الباه قيل انه تطيب المرأة ال تطيب الرجل فإن الطيب مقطفةـ النكاح ،وفي وصية بعض العرب إلبنته
عند زفافها الى زوجها قال لها :ليكن أكثر طيبك الماء ،يريد كثرة اإلغتسال ،ولبعض األجسام رائحة أطيب من
رائحة الطيب وبعضها ال يظهر فيه طيب؛ قالت امرأة لزوجها :من سخفكـ انني مذ عرفتك ما شممت منك
رائحة طيب فيك قط؛ وشرب الزيت الطيب واإلكثار منه يزيد في النكاح؛ ومما يقوي النكاح حسن الغذاء
واإلغتسال بالماء الحلو واإلشتغال باللهو والسرور والفرح وسماع األنغام الجميلة ومجالسة من تسكن النفس
اليه والنظر اليه وقراءة الكتب المصنفه في الباه ككتاب أخبار النساء إلبن نصر الكاتب وكتاب جامع اللذة
إلبن حاجب النعمان وكذا سكنى مكة والمدينه وكذا حلق العانه وخصوصا الرجلين وكثرة دلكهما والمدوامه
عليه؛ ومن الخواص ان الرجل إذا أخذ دم تيس وخلطه بعسل ثم طلى به الذكر وجامع وجد لذة عظيمه وإذا
أخذ الرجل ست شعرات من شعر حصان فربط بهم على ذكره وجامع المرأة أحس بلذة كبيرة ،وكذلك اذا
أخذ بصل العنطل وأكله زاد في الباه ،وأخبرني غير واحد من التـقاة أن تالوة القرآن تزيد في الباه وتقطع
البلغم ،واعلم ان األدويه النافعه للباه كثيرة جدا وقد افرد فيها مصنفات كثيره لكن األدويه النافعه المجربه
الصحيحه العمل تختلف باختالف األشخاص األغنياء والمتوسطي األحوال والفقراء وكذلك أغذيتهم وأشربتهم
فالمناسب لألغنياء يتعذر على الفقراء لكنه إذا وجده الفقير عُ َّد من األلطاف الخفيه .
والمناسب لالغنياء من األغذيه الدجاج الذي علفه الحمص ولحم األوز كذلك وفراخ الحمام التي
والس َّمان والقطا وأدمغة
علفهاـ أيضا الحمص واألدمغةـ وخصوصا أدمغة الحمام والدجاج وكذا لحم العصفور ُّ
ذلك ولحم النعام واللحم الضاني الصغير المشوي والمسلوق باللبن والحليب البقري ،ومن األدويه السكر
المطيَّب بشيء من القرنفل وماء النعناع وكذلك الزنجبيل والخولنجان بعد سحقه،ـ واللبن الحليب ساعة نزوله
من الضرع مباشرة وكذلك لحم الضب والودك والسمك الصغير الهارب يجفف ويستعمل ،وكذلك أكل التمر
مجرب؛ والخردل على الفطور مجرب؛ واإلكثار
حمصه وهو َّ
مع عسل النحل يؤخذ منه كل يوم عند النوم قدر ُّ
من مص قصب السكر ،وبزر كرات نافع وكذلك الجوز الشوكي والرمان الحلو والحبة السوداء والزبيب
الحلو ومعجون الزنجبيل كل ذلك له تأثير في قوة الباه ،والعنب الحلو يزيد في الباه وكذلك المن واكل
أواق عسل نحل ومثلها زيت طيب والزم على ذلك كل يوم فطورا النعناع ،وان استعمل في كل يوم ثالثة ٍ
واراد ان يطوف على اربعة من النساء واكثر في كل يوم على الدوام لم يضره ذلك وال يشق عليه ويؤخذ عليه
أيضا لبن حليب بقري رطل ويضاف إليه رطل من الماء القراح ويُغلي حتى يذيب الماء ثم يجعل فيه معلقتين
75
كبار من عسل النحل ومثلها من السمن البقري الطري ويستعمل ذلك ثالثة أيام على الفطور؛ وكل واحد من
هذه األدويه المتقدمة ذكرها فيه كفايه للرجل من الباه اذا داوم عليه؛ وللفقراء المناسب لهم من األغذية
الحمص المسلوق ويأكله بمفرده ولو علم األغنياء وغيرهم مفعوله في ذلك الستغنوا به عن غيره ،وطعام
البصل األبيض واإلكثار منه؛ ومن األشربة يجعل عنده قدر رطلين من الحديد في كل يوم يجعلهـ في النار يحمي
ويصير كالجمر ثم ينفخ ما عليه من الرماد واألتربه ثم يطفيء ذلك في ماء حلو ويستعمل ذلك شراباً دائماً فان
ذلك نهاية في قوة الباه وال يشبهه شيء من األشربه؛ ويشرب من لبن اإلبل مدة عشرين يوما كل يوم فطور
مقدار ماينهض وال يثـقل ،ومن األدويه أن يستعمل في كل يوم وزن درهم من عرق الجناح الرومي المسمى
بالتركي (عنتو) يضعه في فمه ويلوكه شيئا فشيئا ويمصه أوالً بأول الى ان يبتل جوفه ويلعق بعده أوقية من
عسل النحل يرى العجب ،ويؤخذ من ماء البصل رطل ومثله عسل نحل ثم يطبخ جيداً فإن شرب منه معلقة أو
معلقتين عند النوم بماء حار عند العشاء رأى العجب وإن أراد إسهاالً فليستعمل حب نيل وعاقر قرحا بالسويه
ويجعلهماـ في دهن لوز ،ويكثر من أكل ورق الفجل دون رؤوسه فإنها مضره ويأكلها عند الفطور وعند المبيت
فإن ذلك ينقي بدنه من جميع اآلالم ويزيد في قوة الباه وال يدع عنده شيئا من آثار البلغم وال من السعال ،وإن
كان عنده سعال مزمن وأكل ورق الفجل مسلوقا وداوم عليه مدة مع الحمية أزال عنه ذلك وإن قاله بعد سلقهـ
بشيء من زيت الطيب ودهن اللوز هو احسن واستعملهـ كان له نهاية في ذلك وفي قوة الباه وأزال عنه السعال
المزمن وغيره ،ويكثر من استعمال اليانسون وغيره أو الشمر والصقر ولبان الذكر والحبة السوداء بقدر مقدرته
وينبغي له اإلكثار من أكل النعناع وكذلك البصل المشوي األبيض وكذلك الكراث والثوم إن وجد ما يضيع
رائحتها من فيه كالقرنفل واللبن والكزبره الخضراء وما أشبه ذلك واهلل اعلم؛ وجميع ما ذكر من األدويه ال
يكون إال بعد تنظيف الباطن وتقوية الظهر واختبار آلته إن كانت تقبل الدواء أم ال ،واختبارها يكون بما أجمع
األطباء عليه وهو وضع الذكر القائم في الماء البارد قبل العالج والدواء إن لم يتقلص شقت معالجتهـ وقل أن
يفيد فيه الدواء فإن عليه أن ينظف باطنه باستعمال المقالي والحقن المعلومهـ بكتب الطب ،أو أن يؤخذ من
التربل الصفافيرى المسحوق سحقا جيدا حتى يصير كالكحل أربعة دراهم ومن الزنجبيل المسحوق كذلك
ثالثة دراهم ويجعل ذلك في أربعة أواق عسل نحل ويلعق ذلك ثالث مرات في مدة تسعة أيام كل ثالثة أيام
مره وهو مسهل جدا واستعمال ذلك على الفطور ،و إن كان في ظهره علة فيأخذ قدر قدح متوسط من زبل
الحمام النظيف المنقى من الريش وغيره ويجعله في قِ ْدر ويجعل عليه من الماء ما يغطيه ثم يغليه إلى ان يجف
ثم يفرشهـ وهو حار على فوطة كبيره على مقدار الصلب والظهر وينام عليها الرجل بصلبه وبعض ظهره و يضع
شيئاً منه على العانه و يفعل ذلك بعد صالة العشاء ليلة استعماله الدواء المذكور ثم يقلع الفوطه صبيحة النهار
ويصلي ثم يستعمل الدواء هكذا في مدة الثالث مرات المذكوره فإن ذلك لن يبق في ظهره وال صلبه شيئاً من
العلل ويقوي له الباه ،وان أراد تعظيم ذكره وغلظته وكبره فليالزم دهنه باألدهان الحاره كدهن السنقنقور
والنعام والقنفذ والسمك الكبار او بزيت الطيب المضاف له شيء من المسحوق كالكحل ويدلكه بخرقة خشنه
في كل صباح ومساء ثم بعد ذلك يلصق عليه زفتاً ثم يتركه عليه الى وقت الحاجه ثم يغسله بماء حار ثم بماء
بارد يفعلـ ذلك أول النهار وآخره .
76
ثم األدويه المانعه للحبل منها النعناع يأكله الرجل قبل الجماع أو تتحمل به المرأة عند الجماع لم
تحمل أبداً وكذا إن تحملت بالملح األندراني واذا تحملت المرأة بالكافور الطياري الذي يجعل لالموات لم
تحبل ابدا وكذا ان شربته ومن خواصه قطع الذي عجز عن قطعه من اي مكان في البدن قال الشاعر :
ومن األدوية أن يؤخذ نشادر وسقمونيا وشب من كل واحد منهم درهم ومن السداب درهم ونصف
ويُغلي جميع ذلك في أوقيتين دهن ورد فإذا ُدهن من اإلحليل وقت الجماع لم تحبل تلك المرأة وكذا
المرجان يسحق ناعما ويلقى منه ربع درهم في شراب قابض وتشربه المرأة لم تحبل أبداً وتعطيس المرأة بعد
الجماع مباشرة مراراً يفسد الماء وكذا رفصها بعنف وكذا ضربها عقيب الجماع في طرها بعنف ،وما يمنع
الحبل التحمل بالقطران قبل الجماع وبعده وإذا طُلى جميع الذكر به وجعل منه في مخرج الذكر قبل الجماع
منع الحبل ولذذ النكاح وهذا أحسن دواء ،والتحمل بشحم الرمان قبل الجماع مانع للحبل وكذلك الشبت
وكذلك التحمل برأس الكرنب خصوصا إن جعل في قطن وكذلك التحمل بشحم الحنظل وخبت الحديد؛
ودهن الذكر بشحم الحنظل يمنع الحبل وإن ُسقيت المرأة من ماء األشنان الفارسي وزن ثالث دراهم منع
حبلها وأسقط جنينها وكذلك إن تحملت ببخور مريم وشربته وكذلك شرب الماء المخلوط بالقطران او
بالحنظل يسقط الجنين وكذلك الدار صيني والعود اذا خلطا وشربا او تحمل بهما؛ وحافر الحمار اذا تبخرت
المرأة به وادخلت رأسها في طوق ثوبها سقط جنينها ولو كان ميتا وكذلك الريشه اذا طليت بالقطران
وادخلت في فم الرحم يسقط الجنين وكذلك يؤخذ من الحلتيت نصف درهم ومن المر درهم ويسحق جميع
ذلك ويسقي به الحامل ترمي الولد سريعا ولو كان مليئاً ،وان تعسرت مشيمة المرأة تعطس بمعطس ثم تمسك
أنفها وفمها زمناً فإن ذلك يزلق المشيمه ويخرجها وان لم تخرج تشمم البخور الطيب من العود والعنبر الخام
ويسير من الزعفران وطَلْي معدتها وقلبها بالمسك تذوب المشيمة وتنزلها وال
ٌ وتشرب من المسك والقرنفل
يضرها واذا نزل منها شيء فيمسك بلطف خوف أن يقطع قبل نزولها فيعسر نزولها واهلل اعلم.
وهذه أدوية الحبل :أنفحةـ أرنب مجففه مسحوقهـ بدهن بنفسج تتحمل بها المرأة بعد الظهر ثم يأتيها
الرجل فتحبل من ساعتها بإذن اهلل ،وأيضا حب القطن يدق وينقع في الماء يوماً وليله وتتحمل به المرأة بعد
الظهر ويجامعها الرجل فتحبل من ساعتها وايضا تتحمل المرأة بمخ ساق الجمل ثالثة أيام بعد الظهر ويجامعهاـ
الرجل فتحبل من ساعتها وأيضا تتحمل المرأة بأنفحة األرنب مع زبد او دهن بنفسج بعد الظهر تحبل سريعا
وايضا تتحمل بمرارة الظبي الذكر وشيء من خصي الثعلب مع عسل النحل تحبل سريعا وايضا مرارة الذئب او
77
االرنب او األسد ان تحملت بدانقين حملت سريعا؛ وأدوية الحبل كثيره غير ذلك تعرفها الدايات وليست
مذكورة و خاصتنا هنا الجماع و لذته؛ واهلل سبحانه وتعالى اعلم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
78
الباب التاسع
في ذكــر الـسـ ـحــق والـمـ ـس ــاح ـقــات
السحاق قديم في النساء ولهن به لذة عظيمه تهون عندهن اإلفتضاح به واإلشتهار به قال رسول اهلل
صلى اهلل عليه وسلم ( سحاق النساء بينهن زنا )؛ وأول من سن السحق إمرأة وفدت على النعمان بن المنذر
فأنزلها عند امرأته هند فعشقتها وكانت هند أحسن أهل زمانها وهي التي تسمى المتجرده لحسن متجردها فلم
تزل المرأة تخدعها وتُزيِّن لها السحاق وتقول لها ان في اجتماع المرأتين لذة لم تكن بين الرجل والمرأة وأمناً
من الفضيحه وادراكاً لتمام الشهوه من غير إتهام وال محاذرة لعاقبة حتى وافقت فوجدت من اإللتذاذ به فوق
ماقالته وبلغ من شغف كل واحدة منهما باألخرى مالم يكن بين امرأتين قط قبلهما فلما ماتت المرأة إعتكفت
هند على قبرها حتى ضرب بها المثل ،و في ذلك يقول الفرزدق :
ثم من بعدهما رعوم ونجده تعاشقاـ واشتهر أمرهما بالسحاق حتى عرف بذلك أخو رغوم فترصد لهما
تحرض قوم نجده على أخيها
حتى وافاهما يوما وهما مضطجعتان فقتل نجده وارتحل بأخته فجعلت رغوم ِّ
وشبت الحرب بين قوميهما ،وفي هذا دليل على عظم مايجدنه من اللذة في السحاق وترجيحه عندهن على
اللذة من الرجال ،والمساحقات على ضربين إحدهما من تحب السحق والتكره اإلير فميلها الى السحاق
وعبثها به ألحد أربعة أوجه إما لشدة إلفراط شهوة ولم تجد كافيها فيحملها ذلك على األستفحال وحك
األشفار باألشفار وتستمنى بذلك وتستشفى من غلمتها به فهذه يمكن إنتزاعها من الشك الى اليقين وإخراجها
من المجاز الي الحقيقة بالرجل الماهر الموسر من الباه الذي يعرض عليها أنواع النيك وألوانه حتى ينظر أي
لون يقع اختيارها عليه وأي لون يوافق شهوتها فيعاملها به ،فقد رأينا بعض الدجاج إذا طالت غيبة الديك عنها
استديكت على الدجاج وسفدتهم وصاحت صياح الديك فإذا لقيت الديك وسمعت صياحه ووجدت منه
حقيقةـ السفد رجعت إلى عادتها وانقطع صياحها ولم تسفد الدجاج ،ورأيت امرأة ممن اشتهرت بالسحاق
وظهرت الفحولية في كالمها ثم تزوجت وتركت السحاق فرقت شمائلها وأما الجهل بحالوة النكاح والتغفيل
وحكي ان سحاقه رأت إير رجل قائما
عنه وعن عظم قدره فهذه أيضا سريعةـ األنتباه قريبة الرجوع الى الحق؛ ُ
فقالت :مثل هذه المدقة في الدنيا ونحن ندق ثيابنا براحة كفنا منذ عشرين سنة ثم تركت السحاق ورغبت في
الرجال ،وأما لالحتراس من الحبل لكراهة الولد او إتقاء الفضيحة فيه فهي تتخذ السحاق سدادا من عوز واما
ان تكون في ابتدائها مقهورة محكوماً عليها من غالبة تعجز عن عصيانها او ماكرة تزين لها السحاق فإذا ذاقت
لذة ذلك استمرت عليه واحبت ان تفعلـ بغيرها لتوجدها لذة ما وجدت وهي في حال الفعل بها كاألمردـ إذا
79
انفلت من العفج لم يكن له هم إال اللواط ،وأما الضرب الثاني منهن فهي المتذكرة الخلقة والخلق ويظهر ذلك
فيها من صغرها فهى تنافس الرجال وتتشبه بهم وتأنف من الخضوع لهم وقد رفضت النيك واستهانت باإليور
ونافست الرجال في األبكار وساوتهم في الغيرة عليهن والمحاماة عنهن وقد ينتهي بها األمر الى أن تنيك
األمرد وتبادلهم ،قالوا :وانعاظها ان يخرج لها من تحت البظر شيء كعرف الديك وليس كذلك وانما هو
العظم الرقيق الذي هو فوق مدخل اإلير شبيه بعظم األنف الداخلي في لينه يسمونه العنصب فتضعه على فرج
المفعولـ بها وتحك به فإذا حكت به فرج المفعول بها برز بروزا شديدا كدرد الطفل إالَّ انه مستطيل غير
متعرضـ ويجدان لذة أعظم من لذة النكاح واذا تعمد الرجل حك ذلك الموضع من المرأة بإيره برز له ذلك
ورأى من التذاذها وانحاللها مايدل على ماذكرت وقد يدمي إلية األمرد إذا ناكته فتتوهم انه من شيء يخرج
من فرجها وإنما هو من خشونة شعرها وقوة فحسها عليه وكلما يفعلهـ الرجل في حال النكاح تفعله المساحقهـ
في حال السحاق من الضم والعناق والقبل ،والسحق على الجنبين والجلوس بين الرجلين مقرفصة ما خال
اإلستدبار الذي يسمى الكوري فإنها ال تعتمده إال في نيك األمرد فهذه إن نيكت وحبلت فليس هو من شهوة
نيك الرجال وانما هو لمعنى يوافق غرضها من رجل بعينه فيلذ لها نكاحه لذلك الغرض دون غيره من الرجال
واهلل اعلم؛ وكتبت سحاقة الى متـقيه هذه األبيات الشعرية :
تك حياتي
رقعتي هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذه قد ُ
الي راغبة راعية ألريك جارية وأي جارية ليست بدونك في الجمال وال مقصرة
ثم أكملت نثراً قائلة :وسيري َّ
عنك في الكمال ذات شعر فاحم وصدر ناعم ونهد قائم وردف أعظم وخصر أهضم ِ
وح ٍّر كخيمة النور الجم
فبادري لتذوقي طعم اللذاذة حقا وتعلمين بأني قد قلت في السحاق صدقا ،يابؤس ِح ِّري تمضي اللذاذة عنه
والعيب والعار يبقى وإذا كانت الحال كلها سمجة فهذه ايسر من تلك في الدرجة ،هذا كفاف وذاك اسراف
وهذا امر مستور وذاك امر محظور وقد نصحت لك فانتصحي.
80
فأجابتها المتقية وقالت :جاءت الرقعة عندي فأنا يا أُخية ذاك أفدي وفهمت الذي كتبت وتبينت وأوردت من
نظم ونثر وسرد فاسمعي العدمت نصحك مني وافهمي ما غَ َّر َد باب الحق عندي وانصتي ال ذقت بعدك في
القول وال سلكت سبيل الهول ،أيتها األخت اطال اهلل عمرك عندي وأجل اهلل قدرك مادامت حياتك فقد
ذكرت ما ذكرت وأجمعت وما انصفت وتعديت فيما أديت وسميت ما أنا فيه عيبا وعارا وهجرا وشارا
وعد ْد ِ
ت له أقواال فطالبت بالحجة وعرفْ ِ
ت هواك فتونا وسترا وجعلتيه كفافا وفخرا وضربت لذلك أمثاال َّ َّ
وإظهار المحجة ثم هفوت فدعوت الى أمر ما انكره كانكارك علي ما اؤثره وسأجيئك على قولك فصال لتعلميـ
أن الذي رخص لك في المصاحبة حسن لنا المناكحة والذي طيب لك في المساحقةـ طيب لنا المعانقة ،والدواة
ال تفلح بغير أقالم والنخيل افضل الشجر والرطب أحلى الثمر والقطايف خير من السندود واللوزنج خير من
الثالوذج والقلم خير ترجمان الصدور والرحا بغير قلب التدور والشرايح التُـنال بغير سفود والشرايع التقوم
بغير عمود ِ
والم ْرود له األكتحال واألحداق والشواء اليشوى بغير احراق ،وبعد ....فهذا الشق لهذا المرق
وهذا األنزع لذاك األصلع وهذا العقب لذاك المرقب وهذا المهند النايم لذاك المسند القائم وإني أقول قولي
لمستحقه السحاق وما أوحش الشق على الشق وقد كان في اإلير لها راحة ألنها زاغت عن الحق ثم إني
لعذرك باسطة وعليك غير ساخطة ألنك عبت ما ال تعرفين ونهيت عن ما ال تَخبِرين ومن لم يذق العسل لم
يعرف قدره ومن لم يستنشق المسك لم يعرف فخره ولولم يكن ما نهيت عنه الذ الموجودات عند البنات لم
تعد المرأة بعد النفاس الى ذلك المراس وال رجعت بعد الوالدة الى تلك العادة وأما الرجال فإن أحدهم يبخل
المتيَّ ِمين من العشاق المتقدمين إذ فيهم من
على نفسه ويجود بما يملكه على عرسهـ وجسده ،ما جرى على ُ
عدم الغفلة وفيهم من فقده أهله وفيهم من قتل نفسه أسفا ومنهم من مات حسرة وتلهفا عشقوا ُلي ْقتَلوا
وهيهات هيهات انما أُعطوا و ُمنعوا و ُح ِجبوا فالتهبوا وذاقوا فاشتاقوا ونظروا فانفطروا وعشقوا فاحترقوا و
قعدوا بين مقتولـ ومجدول وطائش ومجنون ومخبول ومغبون وناظر وباك وشاك وانما أكثروا اللَّ َحاحة من أجل
تلك الحاجة وأطالوا النزاع لدس المتاع في المتاع ...أختي من أعجب العجب بُعدك عن لذة هذا اللهب ..
وصفتيني الى جارية ودعوتيني اليها وأنا أُعرفك على فضل ما عندي ..وهذه األمور ليست تدرك بالمواصفة
وانما تعرف بالمكاشفةـ فإن ِ
أردت ذلك ...تجعلين إيره في أشفارك ...فإن عندي ِ
لك غالم مليح القوام
حسن اإلبتسام ساحر الجفون بديع الفنون تهش اليه النفوس له اصداغ كأصداغ العروس خده كخدك ترفاً
َ
وقده كقدك هيفا و اقرأي ما كتبت شعرا:
81
ينيك مالطفة خمسة ويتبعها خمسـ ـ ـ ـ ـ ــة في طلق
فقربا لهذا واهال به وبعداً لذاك وسـ ـ ـ ـ ـ ــحقا بحق
فال تقربي السحاق ما هذه فإن السـ ــحاق لشر خلق
إلي والتقرفي ترى كلما قلت حقائق
وسـ ـ ـ ـ ـ ــيري َّ
أختي ما تع ّدينا عليك ..عرضنا عليك ماعرفت وتقربنا إليك كما تقربت الينا فإن أردت هذا فبين يديك وان
أجبت فالسالم عليك.
واهدت متقية الى سحاقة أترجه كهيئة الفرج من أصل الخلقه وكتبت عليها شعرا :
وصورت متقية صورة غالم وقد رفع رجلي جارية وهو ينيكها وأرسلت به الى سحاقة وكتبت عند الصورة قول
الشاعر :
82
فذاك الشيئ سـ ـ ـ ـ ــؤلي أفديه بمالي
فصورت سحاقة صورة جارية تساحقها وارسلتها الى التقية وكتبت عندها هذه األبيات تقول :
وحسن ٍ
جيد به ٍي كحسن جيد الغ ـ ــزال ُُْ
83
ما للحكاك ش ـ ـ ــييء إذا أُغير بقوم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
84
الباب العاشر
في فضل الغلمان الحسان على الغلمان وما وقع بينهما من المفاخرات والمنادمات والحكايات الغريبه في ذلك
85
واهلل ياقـ ـ ــوم لقد حل دمه وأي ارض لم يطأها قدمه أي دواة لم يلقه ــا قلمه
صبح أصغر وشراب أحمر وغالم أحور ،وقال أبو العسس :الغالم ِ
قيل لبعضهم ما ألذ العيش؟ ،فقالُ :
أقل مؤونة والين معونة ،يؤمن من طمثه ومن حبله وال يتوقع الحد والرجم من قبله وهو في الخلوة نديم وفي
السفر صاحب؛ ومن المستشهدين بهذا الفن أبو نواس وشعره فيهم كثير جدا ،فمن قول ألبي نواس:
راج ُمخيَّ ِ
ب رب ٍطمعت في قحبـة َّ
86
أطلبي لي فتـ ـ ــى أمردا و اذهبي
إنني لست م ِ
دخل تبعي جحر عقربـ ُ
وتزوج ابو نواس امرأة ثم هرب عنها في ليلته وكتب اليها :
لم ِ
تكون يوم ـ ـ ـ ـ ـ ــا من مطلبي
87
وقال غيره :
التدق الك ـ ـ ــس ولو كان كطعم الفستق باهلل يا إيري استمع وصية من مشفق
إن ما عند األمرد اطيب من كس نقي
ومثل اهل هذا المذهب الى الغلمان يلهثون ألسباب مختلفه فمنهم يذهب مذهب أهل الطب ويقول
ان مجامعتهم أقل ضررا من مجامعةـ النساء وأنقى للجسد وآمن عليه من المضار الحادثة من نكاح النساء 00
هذا رأي الرؤساء وارباب المناصب والمترفين من الناس المراعين لحفظ اجسامهم والمحافظين على انفسهم،
ومنهم من يتخذهم للخدمة واإلستعانة بهم في األسفار والتغرب فبطول الخلوة معهم واإلختالط بهم تدعوهم
الشهوة الى مجامعتهمـ السيما في أوقات الخلوات في الحمامات ومجالس الشراب وحاالت السكر التي تظهر
فيها محاسن الغالم ورشاقة حركاته ،ومنهم من يستخدمهم هربا من الذرية والنسل أو خوفا من عار البنات،
ومنهم من يتخذهم لإلشتغال واإلستظهار عليهم بالنيك والقهر لهم واستالب النخوة والكثر من هؤالء؛ قال أبو
نواس شعرا :
فلو َّ
أن الع ـ ـ ـ ـ ـ ــوازل أنصفوني
88
ـلوق ٍ
مرد فأ... فيالقوني بعـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍ
ومنهم من يتخذهم ليقضي بهم ديون سابقة وذلك أنه يكون في صغره يحب أن ينيك او يُناك من المرد
فإذا كبر لم يكن له علم إال اتباع المرد والدخول في مذهبهم ،هذا يكون أعلم القوم وأعرفهم بغوامض أسراره
وأنق نظراً فيما يعاينه المرد من جهة معرفته بأموره وأحواله في الصغر ،ومنه من يفعل بالصبي مرة على وجه
التجربه فيوافق منه لذة فتدفعه إلى التمادي على الفعل و سببها تلك اللذة التي واقعها عند اإلبتداء ،وقد تستمر
العادة على شخص واحد فال يجب إستبداله ألنه ال يلتذ بغيره ،وقد رأيت هذا في زماننا فإنه وجد شيخان ليس
فح ِمال إلى والي البلد فاستفسر منهما َّ
فأقرا وقال في لحية كل واحد منهما شعرة سوداء وأحدهما ينيك اآلخر ُ
المفعولـ به :نحن على هذا من أيام الصغر وكلما قلت له قد كبرنا عن هذا الشيء قال :هذه المرة األخيرة و
نتوب بعدها ،فأمر الوالي بإبقاء أحدهما خارج البلد ليفرق بينهما و لكن مازاال يجتمعان خارج البلد حتى فرق
الموت بينهما .
ومن احتجاجهم في تفضيل الغلمان أن الرجل يقوم من نيكهم نشيطا سالما من والكسل الذي يعتريه من
أنفاس المرأة ثم ان إقبال المرأة في وجه الرجل عند مضاجعتها ُي َع ِّجل الشيب قبل وقته ومن ذلك ايضا ان في
الح ْر فإن الذكر إذا دخل في اإلست انضمت عليه حلقته والزمته فياإلست من الضيق والحرارة ما ليس في ِ
الحر ألن الموضع الضيِّق من ِ
الح ْر اليملكه اإلير جميعه وانما ِ
الدخول أو في الخروج الى طرفه وهذا ليس في ْ
ضيقه من داخل الشفرين فال بد أن يبقى من اإلير فضلةً الينضم عليها شيء ألن المرأة التقدر على ضم شفرها
وال ينطبع ِ
الح ْر على اإلير كانطباع اإلست عند التقائه عليه مستديرا ،ومن ذلك ان في نيك األمرد أمان منه في
تأمل عيبه ان ُوجد وتصفح شيبه وفيه أنه يوليه ظهره ويسلم له إسته وقلت في ذلك :
89
لما رأت شـ ـ ــيبي بدا ..أعرضت
َّ
ومن ذلك ان المرأة قد يشتغلها الحيض فيعزل عاشقهاـ عنها فتطول المدة ومكابدة الشوق وليس في الغالم
شيء من ذلك وانما هو كالدابة الدلول متى شاء صاحبها ركب ومتى شاء نزل ،قال يسار:
فنف ـ ــسي في ٍ
غزال ال يحيض وال يلد
ومن ذلك أن في النساء فتور فإذا كثر على المرأة تكدر على الرجل عيشه ،وإذا منعت نفسها عليه
ربما كان سببا للفراق بينهما ،ومن النوادر قالوا اإلير أولى بالحجر من ِ
الح ْر ألننا نجد عدد حروف اإلير و
الحجر في حساب الحروف مائتين وإحدى عشر فبهذا صار كل واحد منهما أولى باآلخر ولم نجد بين اإلير
ِ
والح ْر مناسبة من هذه الطرق ،وقال احدهم :
و قال أيضا:
يقولون نيك ِ
الح ِّر أش ــهى و أطهر
90
فقلت لهم إيري على الكــس أصغر
و قايسته ِ
بالحجر فجـ ـ ــاء موافقاً
تكر ٍه
تعاف الزب ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوف ُّ
91
وقال بعض المتقدمين أنه وقف له رجل وعرض مسألته قائالً :ما دين ِ
الح ْر ..كافر أم مسلم؟ ،فقلت:
هو على دين صاحبته إن كانت كافرة فهو كافر وإن كانت مسلمة فهو مسلم ،فقال :ما صنعت شيئاً ،قلت:
فأفِ ْدني ،قالِ :
الح ْر كافر على كل حال ،قلت :فما الدليل؟ ،قال :ألم ترإلى المرأة إذا سجدت للصالة كيف
يحول وجهه عن القبلة .وقالت إمرأة لمحبها :ما أعظم مصيبتي ،قال :مصيبتك في ِح ِّرك أعظم ،قالت :وكيف؟،
وسود جبينه وقطع لسانه وحفر إلى جنبه شق.
قال :ألنه فضح وجهه َّ
والناس في اختيارهم المرد مختلفون فمنهم من يميل إلى الحدث الذي لم يراهق وهو ناعم وألذ ملمسا
وألين بشرة وهو أيضا أقرب الى اإلنخداع وأسهل الى اإلنقياد ،ومنهم من يميل الى الحدث الشباب الذي قد
ورم َق ْتهُ عيون النساء ويُقال هو أصبر على شدة الذكر
اخضرت منابت شعرته أو كادت أن تنبت وامتأل بهجة َ
ولكن الحذر أن يتململ تحت نايكه ألن الحدث وان كان في ابتداء بلوغه ولم يسرف شعره والخشن شعر
إسته وشعرته من تكرار الحلق والتدلت خصيتاه من غشيانه النساء؛ ومنهم من يختار من المرد الذي غلظ
واشتد خلقهـ وعتا وخشنت منابت لحيته أو مماسها وكثر غشائه للنساء وال أدري ما حجة صاحب هذا الرأي
غير أنه منشد األشعار في وصف العذار كقول أبي نواس:
وقد احتج أبو تمام لنفسه بحبه مليحاً بحجة ليست بحجة قاطعة وذلك قوله :
ومن المرد من يبطئ عنه نبات الشعر بعد بلوغه زمانا طويال ومنهم من اليمهله ،وشعر اإلست والشعرة
أسرع نباتا من سائر الجسد ومن العيب عندي تحبب البالغين العتاه من المرد الذين قد عاشروا النساء وداوموا
على النكاح وإن لم يشنهم الشعر .
قال ابو نواس :
92
و عن مكايد من كـان يصلح للدبيب
أديب
عارف فط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌـن ٌ
ٌ فإني
فتى أديب
وال يثنيك مثـ ـ ـ ـ ــلي ً ..
والدبيب على النساء اسلم وآمن عاقبة من الدبيب على الغلمان ألن المرأة اذا أحست باإلير فيها
انهارت قواها واستسلمت فال تطيق الدفاع عن نفسها بعد أن تملكها الرجل وتمكن منها ولم نسمع بامرأة قط
93
نزعت إير رجل من ِح ِّرها كراهة له وال استمر لها غضب في تلك الحال ألن عقولها في فروجها ،وينبغي
للرجل الحازم اذا ابتلى بالدبيب على الغلمان أالَّ يدب إال على حدث أو على من هو أضعف منه.
وروي المعنبس العمري قال احضر دباب في مجلس صالح بن عبد القدوس ومعه مخالة معلقة على
عاتقهـ فنظروا فاذا فيها مخدة صغيرة وخرقة فيها تراب وخرقة اخرى فيها ملح ورقعة صغيرة وعظمة وخشبة
مخروطة ملساء الرأس كاإلير وحلقة ومقراضـ ونعالن من لبد فأمر صالح بن عبدالقدوس بغمز رأسه بين
الخشب إلى أن يقر بحرفته فقال :األمان اصلح اهلل األمير ،فقال :أنت آمن إن أخبرتني فاصدقني والتبالي ،قال:
أنا رجل دباب استعمل هذه اآللة للدبيب فأما المخدة فإني إذا هممت بالدبيب على انسان وأردت أن أعرف
نومهـ ومبلغ سكره رميت بها عليه فإن انتبه تضاحكت له وقلت لهُ :ج ِعلْت فداك ضعها تحت رأسك ،فيحمد
هو ذلك وأنا أمنت من شكه وأما التراب فإذا رأيته نائما على قفاه بثرته على وجهه فإنه يتحرك على جنبه ثم
أنثره على مسامعهـ فإنه ينام على بطنه وأما الملح فأنثره حوله لتزلق رجليه عليه اذا قام على شر وأما النعالن
اللبد فإني ألبسهما عند قيامي إليه لئال يحس أحد بوطاي وأما الحلقة فأدخل فيها ماء على إسته من السراويل
ثم أقطعه بالمقرضـ ثم أدهن مقعدهـ بالخطمي والريق مخافة أن ينتبه فيمسك بذكري أو بيدي ثم أندفع بالعمل
وأما الكوبرة فتكون معي فإن انتبه قبل العبث به وضعتها على فمي كأني عطشت فقمت للماء ،قال :فتعجب
صالح من صدقه وضحك حتى استلقى .
ومن الفطنة أن اليدب على من هو من أهل المجلس وال على من له قريب يحرسه ولو أمكنته الفرصةـ
منه فإن المدبوب عليه البد أن يعلم أنه نيك وإن لم ينتبه؛ وللمعلمين أيضا قدرة وتسلط وكثير ما تحدث
العداوة بين المعلم وخادم الفتى على الصبي ويحرص كل واحد منهم على صاحبه؛ وحكي أن حماد بن عجرد
كان يؤدب صبياً لبعض الرؤساء وكان ابو نواس يغشى مكتب الصبي فحرسه حماد بن عجرد أشد الحراسة
فكتب ابو نواس الى أبي الصبي رقعة وارسلها مع الصبي وفيها :يا أبا الفضل إن حماد بن عجرد على ابنك
كوقع الذئب على الغنم؛ فنهى األب حماد بن عجرد عن تأديب ولده فسهل األمر على ابي نواس؛ والطبقة
الثانية من أوالد التجار من اهل الكسب والحرص فهذا ال يغلب عليهم حب الدراهم واإلفتـتان بها فطالِبهم
اليحتاج الى توسط قواد وال رشوة قط ألن حبهم للدراسه وحرصهم عليها تكلفهم إجابة صاحبها وبذل الكثير
من أجلها وال ينكر أهلهم اختالطهم بالعامةـ وكثر غشيانهم األسواق وطول جلوسهم فيها ومعاشرةـ أجالء الناس
بل َيعُدُّونه من أسباب اإلكتساب والتجارة ويستحبون لهم ذلك فهذا يسهل صيدهم و هؤالء ال ينفع رشوة
خادمهـ واألحسن ان يحبه الصبي فيبدأ بمخاطبته بما يخجله وينهره من أول وهلة ويبدي له مقدمة يعرف بها
المراد كأن يؤنسه ويداعبه ويرامزه بالكالم كأن يقول له :إن هذا الشال يشفي الفؤاد ،ومعنى ذلك النيك يشفي
الفؤاد؛ والطبقة الثالثة أوالد السوقة وارباب الصناعات واأليتام المهملين فأكثر هؤالء يتعرضون للقنص بسهولة
وهم ينشرحون له من غير احتشام ويحضرون مجالس الشرب معدين أنفسهم للنيك ويكون منهم المالزم لنايكه
إذا كفاه مؤونته وكفاه عن سؤال غيره ،وأكثر ما يحتاج مثل هؤالء الصبيان أوالً الى غمزة بالعين وإشارة باليد
فيسارع باللحاق بصاحبه الذي اشار اليه ،وقد تقع قدم الرجل من الناس على قدم مثل هؤالء الصبيان من غير
تعمد منه فيتبعه الصبي وهو ال يدري ما سبب اتباعه له حتى يسأل عن شأنه؛ واعلم ان للمرد من كل طبقة خبثا
94
ومكرا فمنهم من يَِعد الرجل بنفسه طمعاً في وصله وحيلة على اخذ دراهمه فإذا حازها دافعه وما طله بالوعود
الكاذبة فيدوم انتظاره ويطول ليله ونهاره وقد يهزأ به ويضحك منه اذا علم انه يتستر ويستحي ويخاف افتضاح
أمره فيدفعه بذلك عن نفسه ويأمن من مطالبته إياه بما حاز من دراهم وامتعة ،ومنهم من يسلم نفسه لنايكه ثم
يتمرد به ويمكر عليه بأن يكثر التململ والقلق والتوجع والتأوه وال يمكنه من دخول ايره ويظهر انه اليقدر على
ذلك ولم يتعودهـ وأنه لم يساعد احدا غيره على نيكه ،فالرجل الجاهل بأحوالهم يقبل منه ذلك ويصدقه ويقنع
منه بالتعجل وافراغ الشهوة دون اإليالج وأما الحازم والعارف بأمورهم فالينخدع له وال يرضى منه بدون
الغاية إما بالرضى والمفاهمة أو بالقهر ،ومما قلت في ذلك:
ومنهم من يضم اليتيه على نايكه فمن كان إيره رخواً أعجزه عن اإليالج ،وال يقدر على اإليالج إالَّ من كان
عرفني معنى هذين
إيره في غاية الصالبة وبكثرة الريق؛ وحكي أن أعرابيا جاء الى المارني فقال له :أريد ان تُ ِّ
البيتين ثم انشد :
فقال له :هذه صفة فرس ،فقال له :اإلعرابي حملك اهلل عليه ومثله؛ وحكى األصمعي قال :بينما أنا في طريق
مكةـ ومعي أصحابي إذ مر بنا أعرابي وهو يقول إلعرابية :
95
قام لرؤية الجبلين داخ ـ ـ ـ ـالً البير
فقالت له :أغرب الحفظكـ اهلل يا فاسق ،فقلت لها :ماتريدين من رجل ينشد شعراً ،فقالت :انما ينشد إيره في
نيك األمرد؛ و نيك األمرد يكون أن تضجعه على أحد جنبيه وترفع فخذيه الى فخذيك كما تقدم في نيك
الحبلى ويجلس مقابال لفتحته بإيره مقرفصا على أصابع رجليه وإن أراد تركه على ركبتيه وذراعيه وإن أراد
ض َّمت اضطجع خلفهـ والصق بطنه بظهره وهذا الوجه أصلح لالحداث منهم دون الكبار فإن بطحه على بطنه ُ
فتى يشرب والمرد ندماؤه فهذا ُيغَنِّيه َّ
إليتيه وعسر عليه اإليالج؛ وقال ابو نواس :ما استكملت اللذة إال في ً
وهذا اذا ما ناوله القهوة قبله وكل ما اشتاق الى قبلة من امرد وجدها فاه سقيا رطبة ،ليتني أكون معهمـ منادما
ومن نام نكناه؛ واهلل اعلم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
96
الباب الحادى عشر
في فضل الجواري الحسان وما وقع لكل منهما من المفاخرات ومنادماتـ األشعار وهيئة الدب عليهن وذكر
آلة الدب عليهن
لو لم يكن للنساء فضيلة يفتخرن بها اال قول النبي صلى اهلل عليه وسلم( :حبب الي من دنياكم ثالث
النساء والطيب وقرة عيني في الصالة) لكفتهم اذ لم يحبب للنبي إال أطيب األشياء وافضلها ،وايضا في المرأة
خمس خصال كلها مستحسنه ليس في األمرد ذلك منها واحدة وهم :
االولى :أن المرأة الشابة يكون جسمها في الصيف بارد وفي الشتاء حار وليس في األمرد ذلك .
الثانية :أن الجارية اذا راهقت زادت محاسنها وظهر رونق الشباب في وجهها وصورتها وعذبت نغمتها والغالم
بعكس ذلك .
الثالثة :أن المرأة تعشق وتساعد صاحبها على ما يحب منها ،كما قال القائل :ما العيش إال أن تحب ويحبك
من تحب ،و الغالم ال يحب اال الدراهم .
الرابعة :مساعدتها للرجل عند الجماع بالعناق وال ُقبل وغير ذلك من لذات النكاح واألمرد الصبر له على ذلك
وال مساعدة وانما كل ما يبذله لنايكه أن يوليه ظهره ،فوصلهـ كالهجر فقد قيل :
الخامسة :أن المرأة مجبولة على طاعة الرجل واإلقتصار على واحد دون غيره والصبر على طول الحجاب ،و
عكسها الغالم .
وفي األمرد خمس خصال كلها مستقبحه ليس في المرأة واحدة منها وهم كالتالي :
األولى :نبات الشعر في اللحية والجسد و هو ما يبغضه الرجال والنساء فينقله من حال المدح الى حال الذم
كما قال الشاعر:
97
كان زينة لكان في جن ـ ـ ـ ــة الخلد
وحكي أن جارية الناطفي كانت تحب غالما من أوالد التجار فصارت تتعرضـ اليه فال يلتفت اليها وتراسله فال
ُ
يجيبها فتركته ثم اجتازت به بعد ان التحى فهش اليها فلم تكلمه ومضت الى منزلها وكتبت هذه األبيات :
98
الث ــانية :أن األمرد يدل على نايكه وذلك انه اليزال يسبه ويسفهه وخاصة إن كانا في جماعةـ وفي مجلس
شراب ولهو وربما يبطش ،كما قال بعضهم :
فهذا ونحن لهم نايكين فكيف لو كانوا ينيكوننا أنوفهم مخرومةـ بالهوى فيشتموننا ويذلوننا
الث ــالثة :ما يتوقعه من احداث األمرد الذي يقطع الشهوة ويفضح الخلوة .
الرابــعة :أن الاليط مشهور بين الناس خبره مفتضح في العالمين أمره اليخفى علي أحد من الناس انه اليط
بخالف النسواني ال يشهر له امر وان كان على غير حالل .
الخامسة :أنك اذا نظرت في وجه األمرد عند نيكه رأيت صورته أقبح ما يكون لِما يظهره من التألم ،والعكس
في األنثى ،واهلل اعلم .
ومن نوادر اإلحتجاج في تفضيل النساء على الشبان أنه تفاخر لوطي ونسواني فقال اللوطي :أنا اشرف
وارفع منزلة منك ألني أنيك من ينيك وانت انما تـنيك من يُناك ،فقال النسواني :لو كان هذا فخر لتزاحمت
الناس على نيك التيوس ولكني إذا نكت لثمت الخدود ورشفت البرود وضممت النهود وانت إذا نكت
رفصت من وراء وشممت العراء ولحست الخراء.
وتفاخر أمرد على امرأة فقال لها :نحن افضل منكن ألن لنا الخدود المرد والجسوم الجرد والقدود
العذارالموصوف باألسفار مطهرون من األنجاس و من قذر الحيض والنفاس منزهون عن األوالدالملد ومالحة َّ
والحبل وفينا اكثر األشعار والغزل تعشقنا النسوان ومنا الولدان المخلدون في الجنان ،فقالت له :انما أنت قد
ٍ
بصدق و انت تتناك أعطيناك كالم وأجبناك، جاوزت المقدار وفخرت بفخر مستعار فإن رجعت الى نفسك
فقال :أجيبيني فال يجهل نور القمر ونور الصبح من له بصر ،فقالت :كان من الصواب اال تستعجل الجواب
00فأما ادعاؤك الخدود المرد والجسوم الجرد والقدود الملد فقد ادعيت ما ليس لكم ألنها لنا وراثة موهوبة
وعليكم عارية مسلوبةـ وحسن جمالكم الذي به توصفونـ وافضل زمانكم الذى فيه تعشقون فليس فيها منا
مشابهة وليس فيكم فيها مناسبة ،وقد روي عن بعض السلف أنه قال لبناته :غضوا أبصاركم عن أوالد األغنياء
فإن لهم صور كصور العذارى فيشبهوكن في صوركن والمشبه أفضل من الشبيه ،واذا ُسلبتم طالئع العذارى
الذي عددتموه من مفاخركم تشوه خلقكم وتتغير صوركم وتكسد بضاعتكم فيعافكم عاشقكمـ ويطرحكم
ويهجركم من كان به يمدحكم ،حتى انه قال الشاعر الحسن بن هاني :
99
حتى اذا ما رأيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت لحيته
فوصف المرأة بلفظ المذكر وأراد بالخفين النهدين فالنهود لنا أم لكم؟! ،وأما قولك تعشقنا الرجال والنساء
فغاية عشق الرجال لكم أن يقضي الرجل من أحدكم شهوته ويفرغ فيه نطفته ،ومن اضطرته شهوته وميله الى
شق أحدكم الطفه فما هو إال أن يولجه أو يكاد حتى قطَّب جبهته وكلح وعبس وأطال التأوه والزفير وفتح فاه
وأغمض عينيه وأمال شدقيه فيصير أقبح خلق اهلل ،فلوال سلطان الشهوة لنفر منه نايكه فمن الذي اشتهر
100
بعشقكم أو مات بحبكم أذكر لي رجالً واحداً هام بواحد منكم؟!! ،أَ َف َع َل أح ٌد بكم كما فعل قيس بن عامر
بليلى أو قيس بن دريح بلبنى أو عروة بن حزام بعفره أو جميل ببثينه أو ُكثيِّر بعزة أو الوليد بن يزيد بسلمى أو
الوليد بن عبد الملك بجابه ،وكفانا من الفخر محبة األنبياء لنا وشفعتهم بنا ولنا عشق بالرجال وليس عشق
المرأة مقصور على األمرد وإنما العشق إئتالف القلوب كما قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فيما معناه ان
القلوب أجناد مجندة بعضها يألف بعض واآلخرون يختلفون ،ومامن واحدة من هوسها إالَّ وقد هامت بعاشقهاـ
كما هام بها وأحبته كما أحبها ولم يكن منكم رجل واحد امرد ففي النادر أن تعشق المرأة امردا فيكون عليها
عاراً وشناراً ،وأما قولك من الولدان المخلدون في الجنان فهؤالء ليسوا منكم وال أنتم منهم فإن عنيت
المناسبة بكونهم ذكوراً فنحن أيضا منا الحور العين وهم أفضل ألن اهلل تعالى يقول (حور مقصورات في
فخصهم بالطواف والخدمةالخيام) والمقصورات المحجوبات وقال تعالى (يطوف عليهم ولدان مخلدون) َّ
والمخدوم أفضل من الخادم وما مثلك في افتخارك علينا إالَّ مثل العنزة والنعجة َّ
لما ارتفعت اليها مالت المعزاة
بوجهها وقالت :قابلنا اهلل بخير ،فقام من المجلس وهو خجل ولم يجد لها جوابا وقال بن الحجاج شعره الذي
يقول فيه :
ـس
أن بالئي أتى من الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِّ
101
تلقى الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقاوة في عمله
وهم به
حتى اذا مااس ـ ـ ــتيقظ اإلير َّ
كالب َر ِد نقا
ليس كطفلة نصفهـ ـ ـ ـ ــا َ
102
إن الل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواط من حيله
واجب
ٌ ترك اللـ ـ ـ ـ ـ ــواط بعد هذا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
103
الباب الثاني عشر
في ذكر القوادة واهلها وكيد النساء ومكر العجائز وحيلهن وذكر حكايات في ذلك غريبة
القوادة وإن كانت مستقبحة اإلسم مسترزلة الفعل فإنها صنعة رقيقة وحرفة لطيفة ال يحسنها إالَّ الذكي
الماهر اللطيف المدخل السريع المخرج البعيد الغور الثابت الجنان الحلو اللسان الداخل مدخل الشيطان ألنه
يؤلف بين القلوب المتناكرة ويمازج بين النفوس المسافرة ويجمع بين األجناس المتباينة فهو يجري مجرى
السحر للسامع كالشيطان يأتي كل نفس وبما يعلم أنها تميل اليه ،والنفوس قد تعشق بالوصف كما تعشق
بالنظر ،ومما يدل على دهاء صاحب هذا الفن ودخوله مدخل السحر انه يركب الخطر ويدخل فيه فيقرب
البعيد ويستخرج المحجوب ويسهل العسير ويذلل العقد ويستبذل المصون مع شدة الحذر والتعاميـ من السمع
والبصر ،وأول من أظهر القوادة إبليس لعنه اهللُ ،حكي أنه لما تـناسل أوالد نوح عليه السالم وكثروا من بعد
الطوفان سكن بعضهم السهل وبعضهم الجبل وكان نساء احد الفريقين أحسن من نساء الفريق اآلخر ولم يكن
الفريقان يلتقيان فاحتال إبليس عليه لعنة اهلل على ان يجمع بينهم فاتخذ المزمار وسيلة وزمر به فسمعوا فنونا
غريبة مطربة فنظروا من أعلى الجبل لذلك ونزلوا الى السهل فنظر النساء الى الرجال والرجال الى النساء ففتن
بعضهم بعضاً وظهر عندهم الزنا ،فالقوادة قديمة وهى من المكر والحيل والنساء انفسهن ألطف مدخالً فيها
وأدق عمالً وأعظم تسلطاً من الرجال ألن الكيد والحيلة من طبعهن ونختص بها العجائز ،فإن كانت العجوز قد
زنت ونيكت بالحرام في شبابها فهي الداهية التي التـُتَّقى والجبهة التي التُرتَقا ،والعجائز في القوادة مختلفاتـ
الحيل واألحوال وسأذكر من ذلك األقل ليستدل به على األكثر ألن الرجل اللبيب الحازم في أمره المحترز من
الوقوع في المكروه من قبل النساء البد له من معرفةـ ما يحترز به من أحوالهن فقد قيل من لم يعرف الشر يقع
فيه فما بالك بالغبي الجاهل بمكرهن وكيدهن فهو أجدر بالمعرفة والتعلم من غيره وطريق نجاته التيقظ
والسؤال ،فمنهن المتصوفات ذوات المشالح والعكاكيز تدخل الواحدة منهن الدار الذي تريد فقد أرسلت
المسبحة في يدها واظهرت الكآبة والخشوع فإن رأت في الدارعجوزاً مثلها في النباهة مالت إليها فتعاشرها
ت تعرفيني فإني بنتوتصافحها وتسألها عن حالها ببشاشة وانبساط كأنها تعرفها من قديم ثم تقول لها ألس ِ
ْ
الشيخ فالن وتذكر لها بعض مشاهير الصوفية ثم تقول لها ماجئت في حاجة غير السالم عليك ثم تبتدئ بأخبار
إبنها وتروي عنه المنامات الكاذبة وإن مادعاها اليهم إال مناما رأته فيها أو للمطلوبة والبد أن تكون قد عرفت
إسمها واسم أبيها ،ثم تروي لها ما رأت من أبيها حين النوم ماتفتهمن به ثم تهدي لها مسبحة وسجادة أو عكاز
جزاء وال ثمناً وتقول إن أباها أمرها في النوم أن تهديها لها ثم تؤاخيها
أو طرحة مما يصلح لها وال تقبل عليها ً
من تلك الساعة وتخفف الزيارة وتخرج قبل ان يُ ْسأم منها ويُضجر ثم تعود في المرة الثانية فتبسط أكثر من
المرة األولى والتزال تتردد وتكثر اإلبساط تارة واإلستغفار تارة والصالة تارة وتارة تداعب مداعبة الصوفية ثم
ترجع الى اإلستغفار الى أن ترى من األُنس ما يرضيها فتنفذ حينئذ سحرها وتعمل مكرها وال يكاد ينجوا منها
إال من عصمه اهلل تعالى ،فإن نفرت المرأة المطلوبة منها ونكرت عليها ورأت ان الترغيب اليفيد فيها جائتها
104
من قبل الترهيب والتخويف من العقاب في قتل النفس وأنها تخاف عليها من قبل اهلل تعالى إن لم تتدارك هذا
لي بحبها ،وهذه الطريقة قليل من يسلم منها ويفلت من شبكتها لما فى عقولهن من الضعف وهذه هى
الذي بُ َ
التى يقول الشاعر فيها :
ومنهن الدالالت وهن البائعات وهن أعظم تسلقا والطف تسلطاً من غيرهن لدخولهن بغير احتراس وال
مراقبة حراس يـنكرون عليهن دخولهن أي موضع يُردن وفي أي وقت شئن ،وإذا دخلن أي موضع يعرضن على
نسائه األقمشة والمالبس الغالية الثمن فإذا أرادت الشارية منهن شراء شيئا وقد مالت إلى شيء من المالبس
والحلي سامتها فانتهزت تلك فرصتها فقامت بتسهيل الشراء لها إلى ان تعطيه لها بغير ثمن وتزينه لها فال
ُ
يصعب عليها ترييضها بالرغبة في السلعة الحاضرة ،وربما حملت اليها التحف والهدايا من غير كاتب بحجة
البيع والشراء ،وقد يستملن الحرس والخدم من الرجال والنساء ويتحببن اليهن بترخيص مايشترونه منهم
وبالصبر عليهم في دفع الثمن؛ ومنهن اللواتي يبعن الطيب ويتولجن به البيوت حيلة بهذه الصنعة وربما حملت
الواحدة منهن من النفيس الكثير وفعلت به كفعل الدالالت؛ ومنهن المنجمات اللواتي يضربن في الحصى ولهن
حيل تسري على عقول النساء فيتفرسن في أحوالهن المتكررة ،وللنساء في هذا الفن باع عظيم ومعظمهن
حسنات الظن ويصدقن أقوالهن ،فإذا همت الواحدة بقيادة امرأة ولم يمكنها ذلك فانها تبدأ سحرها بضرب
الحصى وتكلمها ببعض ما تريده المرأة منها ثم تقول :وادي الرزق المعترض لك في بالك البد أن يصل اليك
من رجل شديد المحبة فيك ،وتصفه لها بما يحسن عندها من األوصاف الجميلة الى ان تصل مرادها؛ ومنهن
الماشطات وهي أدهى واكثر تسلطاً في مدارج أنفاس المرأة لشدة تمكنها ،فانها ال تحتاج في ترويضها
لفريستها الى طلب ما تحتاج إليه غيرها والسيما ان كانت المرأة صغيرة في السن؛ ومنهن الحاضنات وهن
قريبات من الماشطات؛ ومنهن الجواري اآلبقات تدخل الواحدة منهن الدار التي تريدها فتظهر الجزع والخوف
وتَسأل العون والمساعدة لظروف أهلها الصعبة وتكثر العبرة والدموع حتى تُرحم ثم تخلوا بمن تريدها وتسر
اليها بما تريد فإن انصلح األمر وإالَّ توقفت وخرجت كأنها هاربة الى موضع آخر تخلوا فيه وقد عرفت
المواضع من الدار مداخلها ومخارجها ومافيها ثم تصفه لبعض اللصوص وتُدخلهم على بصيرة ومعرفة؛ وقد
تأتي القيادة لبعض النساء الجليالت القدر ذوات النعم وذلك ان طول الترفه والتنعم وكثرة الخلوات في التنزه
105
يدعوهن الى اعطاء النفس مرادها من القيادة ويحبب اليهن إظهار محاسن زينتهن لمن يعجب بهن من الرجال
من غير حاجة الى شيء تريده منهم ،فتعمل القيادة على ان جلوسهاـ في البيت تعطيل لزينتها ولمحاسنها من نظر
الرجال ،فإذا كانت المرأة غافلة فيسهل قيادتها ويحسن لها الدخول معهن والمساعدة لهن فان كرهت وبخت
لهن وأقلبت رأيها عليهن أخذتها القيادة بالشدة واللين حتى تفسدها فإن كان لها طالب تعرفه أتت به وقضى
أربه وإالَّ احتلن لها فيمن أرادت من الرجال؛ والعجائز يتعرضون للمتبرجات من النساء والمترددات إلى
األعراس والمواسم وما أشبهها وهم على قيادة المرد اقدر واصنع ،والقيادة ال يقدر عليها إالَّ َمن ركب
الصعاب ،قال بعضهم شعرا :
وللعجائز المخنثين من أهل هذه الصنعة حيل كثيرة تسري على كثير من نجباء الرجال وذلك أن
الواحدة منهن تأتي الرجل فتقول له :أريد ان أجمع بينك وبين فالنه أو زوجة فالن ،ثم تذكر له امرأة من ذوات
األقدار الجليلة لم يطمع فيها ابداً ثم تشرع له فى وصفها بما يُعلِّق قلبه بها ويكدره عليه وتزيد في باألوصاف
وهي في خالل ذلك تأخذ دراهمه تارة لماشطتها أو تارة لجاريتها وتوهمه أنها رسول منها وانها تحتاج الى
دراهم لقضاء حاجتها وربما دست عليه بعض العجائز من فصيلتها مما يُصدَّق قولها عنده ثم تقول له :انظر ما
ترسل به اليك!! فيرى امرأة جميلة فما يدري من دهشته وفرحه ما يعطي حتى يسألها فتشير بما أرادت فإذا هي
حازت ماتريد منه تركته مع المرأة ،وحقيقةـ المرأة انها واحدة من الغنجاوات غير المستترات منهن ممن يكون
عليها بهجة من جمال وفيها بعض مشابهة من الذي واعدته بها إما بطول وإما بقصر أو بلون أو بغير ذلك
فتستأجرها ليلة بدرهمين وتستأجر لها من الحي النفيس من المالبس الفاخرة ماتحتاج اليه وتُطيبها وتُوصيها أن
تُسمي نفسها له باإلسم الذي يعرف األخرى به ثم توكل بها عليه فال يشك المغرور أنه ناك من لم ينك غيره .
وحكي أن رجالً دخل بعض المدن فأقام بها مدة ثم احتاج الى امرأة يتزوجها فشكى حاله إلى شيخ
ُ
توسم فيه خير فقال له الشيخ :أنا اعلم لك امرأة على ماتحب غير انها ذات حرقة التقدر ان تبقى معك في
النهار وهي معك بالليل فإن ِ
رضيت بذلك أتيت لك بها ،فقال الرجل :البأس وأنا أيضا ال أخلوا بالنهار وانما
حاجتي لها بالليل ،فجاءه بامرأة جميلة فتزوجها على اإلتفاق وكان للرجل صديق فأعلمه بعمل الشيخ معه
وطلب منه أن يسأل الشيخ أن يزوجه ففعلـ فقال له الشيخ :أنا أعلم لك امرأة جميلة التخلوا بالليل لتمرض
106
أمها وهي معكـ بالنهار فإن رضيت أتيت لك بها،فرضي فأتاه بامرأة أعجبته فتزوجها على اإلتفاق فلم يلبث إالَّ
مدةً يسيرة حتى ظهر أن الشيخ زوجهما بامرأة واحدة فأخذاه الى حاكم البلدة فلما أحس بالشر بكى فقاال له:
مايبكيك؟ ،فقال :هذا جزاء من زوجكما زوجته؛ وللقوادين من الرجال والنساء مشاركة في لذات من يقودون
له مع ما يحصلون من الدراهم فقد ينيك القواد المرأة واألمرد اذا كان رجال ،قال بعض الشعراء :
وللقوادين أيضا مكايد ومكر بمن يجمعون بينهم وينكدون عليهم إذا لم يحصلوا على ما يرضونه منهم
من العطاء خاصة إذا كان اإلجتماع في بيوتهم فيسلطون عليهم من ينكد عليهم بضرب األبواب والرجم
بالحجارة ويخوفونهم بكل أمر مكروه حتى يخرجونهم أقبح خروج وربما هرب صاحب البيت من سطحه
فيتركونهم في أضيق حال حتى يروا الخروج غنيمة ،ومنهم من يكون معهـ آنية من زجاج مكسرة أو من فخار
فإذا طلبوا منه إحضار نبيذ قبض دراهمهم وأخذ تلك اآلنية فيغيب ساعة وينضح على ثوبه وعلى تلك اآلنية
بشيء من النبيذ ويُظهر لهم الضجر بهم ويقول :عثرت فوقعت القنينة فانكسرت فراح ما فيها وما كلفني على
هذا غيركم ،ويضع القناني وهي تقلقل في غالفها ويلزم نفسه ان ال يعود للذهاب في حاجة لهم فال يرون بداً
من غرامة ما تلف لقضاء لذتهم فيسألونه ويتلطفون به حتى يقبض منهم مثل األول ويأتيهم بمن يشاركهم فيه
وهم راضون وقد يسرق منهم ويبيعهم ما سرق ثانية ،فينتفع المحبين والعجائز منهم بمكرهم وحيلهم .
وحكي عن قواد انه قال له رجل :بلغني أنك جمعت البارحة بين فالن وفالنه في منزلك ،فقال :قد
ُ
كان ،فواهلل لما أكال وتحدثا ساعتين من الليل قاال لي :جئنا بنبيذ ،فقلت لهما :إن الوقت قد ضاق عن التماس
شيء من ذلك وما عندي منه ،فقاال :واهلل لئن لم تفعله ليلحقك منا ماتكره ،ففكرت في األمر فتذكرت أن
السنة أُهديت لي منذ زمن فقلت لهما :لقد تذكرت لكما نبيذ في موضع وسآتيكما به،
عندي قليل من ورق َّ
عجانة وصببت عليه ماء ومرسته حتى ماع ثم جئتهما به في
السنة في َّ
فأخذت منهما الدراهم وذهبت فجعلت َّ
قنينة فذاقاه فقاال :هذا طيب غير أنه شديد المرارة ،واسرع بهما اإلسهال وكان المستراح في أعلى الدار يُرقى
اليه بسلم وبقيا على السلم حتى ناما وما أفاقا الي الصباح؛ قال بعضهم يصف قواده:
107
وتهدي الى باب الض ـ ــالل وال ِ
تمل
تكي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ٍ
بلطف تارة وترامز
108
فكم وكم جمعت بين العاشـ ـ ـ ـ ــقين
فيصيح ٍ
راض بعد ان كان قد غضب
وقوادة قَ ِد َم ْ
ت في الض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالل وماقلت ذلك فيها الذم
وكم نفثت من رقا كيدهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا فتم لها فيه مالم يتم
تقود الى الش ـ ـ ــاة ذئب الفال ليتم التـنايك بينهما في الظلم
ولو قلت اشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتاق نيك األسود أيمكن ذلك قالت نعم
109
فلما عملت أتقنت عملها وكم حكيم معها ليـ ـ ـ ــس له حكم
إذا لم تنل وصل محبوب ـ ـ ـ ــة فنبه لها هذي العجوز ثم نم
فإذا كانت الحبيبة محروسة من عجوز فالوجه عندي ان يعرض الرجل عنها وعن الذي معهاـ بعض
لتهون من حراستها وشدة محاذرتها ثم يُسلِّط على المحبوبة بعض المودة فإن
اإلعراض فيوهمها قلة الرغبة فيها ِّ
علم أن مهمته التتم الى المحروسة بهذه الطريقة فعليه بترويض العجوز لنفسه ويظهر رغبته فيها فهي تحب
ذلك وترغب فيه بجميع جوارحها وال يغُُّره نفورها منه وال سبَّها له فإنما ذلك إختبار منها لما يد ِ
َّعيه فإن كانا َ َ
في موضع يمكنه نيكها فيه فهو أحب اليها فإذا قد نيكت انحلت عراها وسهل المراد منها وإن فعل بها ذلك
بين الحين واآلخر كان تأكيداً لما قلت في ذلك :
وكثير من العجائز من تقود على ابنتها أو من ُولِّيَت امرها من اهلها ،وقد تفسد على الزوجات
وتكرههن على الفساد من غير احتياج والسيما إن كانت الصبية ذات جمال فتحب العجوز أن تباهي بها
نظائرها من المتبرجات للفساد؛ ُحكي عن األصمعيـ انه قال :دخلت البادية فبينا أنا أطوف بها الحت لي خيمة
منفردةـ فقصدتها فإذا عجوز جالسة وبين يديها صبية كأنها القمر فاستسقيت الماء مهم ،فقالت العجوز للصبية:
ِ
سمعت الذي أسقه ،فسقته ونفرت ،فقالت لها العجوز :ماشأنك،ـ قالت :إنه أراد أن يقبلني ،فقالت :أي بنيه أما
يقول :إذا قَابل اإلنسان صبية فاشتهي ثناياها وقبلها فانه لم يأثم وكان له اجراً فإن زاد زاد اهلل في حسناته حتى
قيل يمح اهلل بها وزراً له ولها ،قال فعادت الصبية فقبلتني عشراً كأنهم واحدة وانصرفت؛ وإذا كانت المطلوبة
110
صعبة المنال لطالبها لم تنجح معهاـ إالَّ المعاناه و ال ينفع معهاـ الرسالة واإلشارة ،ومن لطيف ماسمعت من ذكاء
الرسول والمرسل اليه أن ذي الرمة عزم على زيارة الحي فأصطحبه صديق له من العرب فلما دنيا من الحي قال
له ذو الرمة :قد علمت شدة أهل هذا الحي وشدة من يقف على حراستها وال وجه في اإلتصال بها إالَّ أن
تتلطف في أخذ موعد منها ،قال فقلت :وكيف يمكنني ذلك؟ ،قال :البد أن تحتال واال فاعلم أني هالك من
الوجد ،وقال فتركت الفتى وطرقت الحي حافي حتى اذا صرت بمحاذاة الخيام انشدت اقول شعرا :
إلي بموعد
أرج ـ ـ ـ ـ ـ ــوه ان يأتي َّ
فلما سمعتني قالت :احسن احسن احسن ،فقال لها ابوها :ماشأنك؟،ـ قالت :هنا كلب يأتينا كل ليلة في
ك الى مثل هذا الوقت،
مثل هذا الوقت (وكان الوقت بعد العشاء) ،قال فرجعت إليه وقلت له :قد واع َدتْ َ
فأستبشر وسألني كيف كان األمر في ذلك فأخبرته بالقصة واختفينا ليلتنا ويومنا حتى اذا كان بعد العشاء من
الليلة الثانية دخلنا الحي مستخفين وكمن هو في موضع كانا يلتقيان فيه فما كان بأسرع من موافاتها مع جويرة
ٍ
وتشاك من ألم الفراق فمد يده اليها حتى كاد الفجر يبين ثم ودعها وارتحلنا؛ لها فتبادال ألذ محادثة ومعاتبة
وحكي عن ٍ
بدوي فصيح اللسان قال :كان منا فتى يقال له بشر بن عبد اهلل ويعرف باألشتر وكان يهوى جارية
ضيِّق عليه حتى لم يعد يقابلها،
فمنع منها و ُ ِ
من قومه يقال لها جيدا وكانت ذات زوج فشاع خبره في حبها ُ
فجائني ذات يوم فقال :يا أخي قد بلغ مني الوجد وضاق مني سبيل الصبر فهل لك ان تساعدني على زيارتها؟،
فقلت :نعم ،فركبنا فسرنا يومين حتى نزلنا قريبا من حيِّها فكمن في موضع و قال لي :اذهب الي القوم فكن
ضيفاً عليهم وال تذكر شيئا عن أمرنا حتى ترى راعية جيدا وهي امرأة صفتها كذا وكذا فتخبرها بأمري وتطلب
منها أن تأخذ لي موعداً ،فمضيت فلقيت الراعية فخاطبتها فمضت الى جيدا وعادت فقالت لي :قل له موعدك
الليلة عند تلك الشجيرات في وقت كذا وكذا ،فأعلمته ودخل عند تلك الشجيرات في الموعد فاذا بجيدا قد
أقبلت فوثب اليها األشتر فقبَّل بين عينيها فقمت مولياً عنهما فقاال لي :نقسم باهلل إالَّ رجعت ،فرجعت وجلسا
فقال لها :ياجيدا َأما فيك حيلة فنظل ليلتنا هذه ،فقالت :ال واهلل إالَّ ان كنت ترضى ان يعود حالي الى ماتحب
من البالء والشدة ،فقال :ال واهلل ما ارضى ان يصيبك شيء ولكن ما من ذلك بد ولو وقعت السماء على
الي
األرض ،قالت :فهل صاحبك هذا موثوق به؟ ،قال :نعم واهلل ،فقامت عنَّا بمعزل فخلعت ثيابها فدفعتها َّ
وقالت :إلبسها وأعطني ثيابك ،ففعلت ما أُمرت به ثم قالت :اذهب الى بيتي ونم مكاني فان زوجي سيأتيك بعد
111
العتمة ويطلب منك القدح ليجلب فيه حليب اإلبل فال تدفعه من يدك اليه ولكن ضعهـ بين يديك فهكذا افعل
معهـ فأنه سيذهب ويحلب فيه ثم يأتيك به مآلن ويقولِ :
هاك عثرتك ،فال تأخذ منه حتى يُطلب منك ،ثم خذه
او فدعه حتى يضعه هو ثم لن تراه حتى يصبح فإذا وضعه وذهب عنك اشرب ثلثه ودعه مكانه،ـ ففعلت ما
أمرت به وجاء بالقدح مآلناً فلم آخذه منه واطلت عليه ثم إني نويت أن آخذه منه وفي نفس الوقت نوى هو
وضعهـ فاختلفت ايادينا فانكفأ القدح فذهب بيده الى سوط فتناوله ثم تناول جمبي فضرب ظهري ثالثين او
اربعين سوطا فجات امه واخته الينا لتـنزعاني من يده بعد زوال عقلي وهممت ان اوجبه بالسكين فلما خرجوا
عني لم البث االَّ يسيراً حتى جاءت ام جيدا فدخلت علي وكلمتني ونبهتني حتى كدت ان اضجر منها ولزمت
الصمت والتباكي فقالت يابنيه اتقي اهلل واطيعي زوجك فأما األشتر فال سبيل لك اليه وانما آتيك الليلة بأختك
تؤنسك وذهبت ثم بعثت لي بجارية كالبدر بديعة الحسن والجمال فجعلت تكلمني وتدعوا على من ضربني
وتبكي وانا صامت ثم اضطجعت الى جانبي فسددت على فمها بيدي وقلت ياجارية ان اختك مع األشتر وقد
قُطع ظهري بسببها وانت أولى بسترها مني فان تكلمت بكلمة فضحت اختك وانا لست ابالي فأهتزت فزعاً ثم
ضحكت وسكتت وباتت معي فرأيت منها مايرى من اظراف الناس فلم تزل تتحدث حتى بزغ الفجر ثم
خرجت فجئت الى اصحابي فقالت جيدا :ماالخبر فقلت سلي أختك عن الخبر فلعمري اني اعلم انها غارقة،
دفعت اليها ثيابها وأريتها ظهري فجزعت وبكت ومضت مسرعة وجعل األشتر يبكي وانا احدثه بقضيتها ثم
ُ ثم
ارتحل واهلل اعلم .
ومن النساء من تحتال على إدخال الرجل عليها وإذا الح لها علي الرجل غرض فإنها تسأله ان يقرأ لها
كتاباً وصلها من زوجها او ابنها ولم تجد من يقرأه لها وتُرغِّبه في األجر والثواب على ذلك فإذا دخل أغلقت
الباب بعده وأظهرت له محاسنها وزينتها فتقنعه أو يعصمه اهلل من ذلك؛ ومن العجائز من تحتال في الجمع بين
المتعاشقين وتُِعد ذلك من الكرامات ومنهن من تحتال في تأليف الزوجين وعطف أحدهما على اآلخر وال
تُسمى قيادة وليتهن كلَّهن هكذا ،كما يُحكى عن عائشة بنت طلحة وأمها كلثوم بنت ابي بكر الصديق رضى
اهلل عنه وكانت تحت مصعب بن الزبير رضي اهلل عنه وكانت سيئة الخلق كثيرة الشر كثيرة الغضب مشهورة
بذلك وكان مصعب رضي اهلل عنه شديد المحبة لها لحسنها وجمالها فطال غضبها يوماً على مصعب فشكا
ذلك الى أشعب فقال له :مالي عندك إن رضيت عليك؟ ،قال :عشرة آالف درهم هي لك ،فانطلق حتى أتى
ِ
علمت حبي لك وطلبى لك قديماً من غير منالة شيء منك وال فائدة ولي عائشة فقال لهاُ :ج ِعلت فداك قد
حاجة اآلن عندك وبها تقضين حقي وتحوزين بها شكر األمير ،فقالت :ماعندك من حاجة؟ ،قال :قد جعل األمير
أنت وأمي 00إرضي رضيت عنه ،قالت :ويحك ال يمكنني ذلك ،قال :بلى بأبي ِ
ِ عشرة آالف درهم إن أنت
عودك اللَّه من سوء الخلق ،فضحكت ورضيت عن مصعب ،وقيل ِ عنه حتى يعطيني مابدا لي ثم عودي الي ما
إن هذه القضية كانت لزوجة عمرو بن عبيد بن معمر ،وكان الرسول إليها والمخاطب لها بهذه المخاطبة أبي
مشهور ببذل ماله
ٌ معروف بذلك
ٌ عتيق الذي كان كثير السعي في اإلصالح بين الزوجين والجمع بينهما وهو
وحكي ايضا عن عائشة بنت طلحة رضي اهلل عنه وأمها أم كلثوم بنت الصديق رضي اهلل ونفسه لهذا الغرض؛ ُ
عنه أنه ساء ُخلقها وزاد غضبها على مصعب بن الزبير رضي اهلل عنه حتى صار ال يقدر عليها إالَّ بعالج ،فشكا
112
ذلك الى أبي فروة كاتبه فقال له الكاتب :أنا أكفيك هذا إن أذنت لي ،قال :نعم 00إفعل ماشئت ،فأتاها ابو
فروة ليالً ومعه عبدان أسودان له فاستأذن عليها فقالت له :أفي هذه الساعة؟ ،قال :نعم ،فأدخلته فقال
لألسودين :إحفرا هنا بئر ،فقالت له جارية عائشة :ما تصنع أيها الكاتب بالبئر ،قال :لقد كفر موالك وفجر و
ُجن وقد استأجرني ألدفن سيدتك حيَّة في هذا البئر ،فذهبت الى موالتهاـ فأعلمتها بالخبر فجاءت موالتهاـ
عائشة وقالت :انظرني أذهب اليه ،قال :هيهات 00هيهات السبيل الى ذلك ،وقال لألسودين احفرا ،فلما
رأت الجد منه بكت وقالت :يا ابا فروة انك لقاتلي ما منه بد ،قال :نعم 00واني ألعلم ان اهلل عز وجل
سيجزيني به خير الجزاء وسآخذ مكافأتي من األمير ،قالت له :من أي شيء غضبه وجنونه ،قال :من امتناعك
فجن جنونه ،قالت :أنشدك اهلل اال عاودته ،قال :أخاف أن
عليه وقد ظن أنك تُغضبيه وتنطلقين الى غيره ُ
يقتلني ،فبكت وأبكت جواريها فقال لها :لقد رققت لك ولحالك ،وحلف لها انه يفديها بنفسه وقال لها :فما
ص َّرةٌ تكفيك ما عشت،
أقول له؟ ،قالت :تضمن عني اني ال أعود أبداً لسوء الخلق ،قال :فمالي عندك ،قالتُ :
قال :فأعطني المواثيق ،فأعطته فقال لألسودين :مكانكما ثم أتى مصعباً فأخبره الخبر فقال :استوثق منها
باإليمان ،قال :قد فعلت ،ثم صلحت بعد ذلك لمصعب نهاية مايكون وحسنت عشرتهما وتزايدت المحبة
وحكي عن عبد الملك بن مروان أنه كان أشد الناس محبة لعاتكة بنت يزيد بن معاوية رضي اهلل عنهم،
بينهما؛ ُ
وكثيراً ما تغضب على عبد الملك وكان بينهما باب فأغلقتهـ فشق على عبد الملك ذلك فشكا أمرها الى
خاصته فقال له عمر بن بالل :مالي عندك إن رضيت ،قال حكمك الذي تأمر به ،وكان لعمر ولدين قتل
أحدهما اآلخر فأتى عمر بابها وجعل يتباكى ولكن السبيل إليها حتى خرجت اليه خاصتها وجواريها فقلن له:
مالك وما دهاك؟ ،فقال :إبناي لم يكن لي غيرهما فقتل أحدهما اآلخر فقال امير المؤمنين عبد الملك أنه قاتل
ُعود الناس هذه العادة فرجوت أن ينجي اهلل تعالى ابني هذا
اآلخر فقلت له أني ولي الدم وقد عفوت فقال ال أ ِّ
على يد األميرة عاتكة فدخلن عليها وذكرن ذلك لها فقالت :ما أصنع مع غضبي عليه؟ ،قلن إذاً واهلل يقتل
000فلم يبرحن من عندها حتى دعت بثيابها فلبستها وخرجت معه الى مجلس عبد الملك فقال عمر :هذه
عاتكة ،قال :ويلك ماتقول،ـ قال :واهلل قد طلعت ،فأقبلت وسلمت فلم يرد فقالت :واهلل لوال عمر ماجئت!!
أعود الناس هذه العادة ،قالت:
أيقتل أحد بنيه اآلخر فأردت قتل اآلخر وأبوه وليّه وقد عفى ،قال :أكره أن ِّ
أنشدتك اهلل يا أمير المؤمنين قد عرفت مكانته من معاوية ومن أبي وقد وقف ببابي ،فلم تزل به حتى أخذت
رجليه فقبلتهما فقال :هو لك ،ولم يبرحا حتى اصطلحا ،وراح بعد ذلك عمر بن بالل الى عبد الملك فقال:
كيف رأيت يا أمير المؤمنين فقال :رأينا أنك انهيت المهمة 00فهات حاجتك!! فقال :مزرعة كذا ومافيها
وألف ألف دينار وفرايض لولدي وأهل بيتي الى الممات ،قال :ذلك لك ثم تمثل عبد الملك بن مروان وقال :
113
ولم أحمل على قومه ـ ـ ـ ــا حقدي
وحكي أنه كان بمدينة السالم ببغداد رجل يُعرف بالغيور وكان عنده من الجوار عدد كثير ذوات حسن
ُ
وجمال واحسان وكان خبره فاشيا فبلغ رجل من الكتاب خبره فتشوقت نفسه الى قصده لشهرته فأتى الى
وب َّره فسأله الغيور ان يزوره فتعذر منه الى ان القاه يوماً بالقرب من منزله فحلف عليه ان
بغداد ووصل الغيور َ
يدخل معه الدار فدخلت معهـ الدار فأحضر أحسن الطعام فأكله وأتى بأنواع األشربة والفواكه والرياحين فأكلوا
ثم خرجت وجوه كالشمس المشرقة من كل جانب وكان عند دخوله الى الدار قد رأى على بعض األبواب
طبال معلقاـ فظنه لبعض الجواري فلم يسأل عنه فلما جلسوا وأخذ النبيذ فيهم أحضر الغيور عاموداًـ من حديد
فجعلهـ بين يديه فاستوحش لما رأى ذلك وقال في نفسه واهلل رجل غيور كما ل ُِّقب وقام من غير ان يعبث فيغار
منه الغيور فيضربه بذلك العمود مع قوة النبيذ والسكر فيموت ثم تصبَّر لما طابت نفسه وقال له :جعلت فداك
ما معنى هذا العامودـ مع النبيذ ،قال :أخبرك يا أخي إني رجل غيور كما قد بلغك عني ويحضر منزلي قوم
عندهم سوء أدب فما هو اال ان تغني الجارية حتى أرى الواحد منهم قد الحظها وضحك في وجهها وضحكت
في وجهه فأقوم بهذا العامودـ فإنما هي ضربة له وضربة لها فأقتلهما معا واستريح إال أنني على ماترى من شدة
غيرتي رجل عندي تأنِّي شديد في األمور وحسن ظن فأقول في نفسي شرب الرجل فسر فضحك ِ
فضح َكت له ُ
فأ ُْم ِسك ،قال فلما ذكر هذا الحديث طابت نفسي واطمأنَّت فأصغيت الى حديثه وقلت له :ثم ماذا؟ ،قال :ثم
وسارته واقول في نفسي :ضحك لها فسارها َّ
ان األمر يزيد على ذلك فما هو إال أن أراه قد دنى منها َّ
المسارة بينهما ثم أهم بالعمودـ ألقتلهما فمن شدة ماعندي من التَّأني مع
َّ للسكر ولكن ما معنى
وضحكت له ُّ
الغيرة العظيمة أقول في نفسي لعله طلبها بصوت تغنيه فأمسك عن قتلهما فال يزال يطول بينهما الحديث حتى
أره قد أدخل يده في ثوبها فقرصها وعبث ببدنها فتدخلني الغيرة الشديدة وأقول في نفسي ليس بعد هذا شيء
ِ
علي في هذه الحياة أقول لنفسي :يافالن بعد لم يبلغ وأه ُّم بضربهما بهذا العمود ألقتلهما االَّ أني على ّ
مامر َّ
األمر الى القتل وما هذه إالَّ اوائل وستكون لها أواخر سأنتظر قليالً فإذا رأيت بينهما ما يوجب القتل قتلتهما
واسترحت ،فال يزال يطول األمرحتى أرى الواحدة قد قامت وقام الرجل في أثرها فيدخالن ذلك البيت وبابه
وثيق جداً فأسرع خلفهماـ بهذا العمود لقتلهما وأبقى خارج البيت وانا غيور شديد الغيرة كما قد علمت
فأقول لنفسي :يافالن إذهب عنهما ودعهما فإنك متى سمعت حركتهما أو شيئاً من القبح بينهما او شيئا مما
لعله سيكون بينهما قتلت نفسي من الغيرة الشديدة فما عندي واهلل ياأخي إالَّ اإلنتقام بذلك الطبل المعلق هناك
فأتناوله وأضعه في عنقي فال أزال أضرب به حتى يخرجا من البيت وهما يتضاحكان فينكر كل منهما الفعل
ويحلف اإليمان المغلظةـ فأحتملهما على الصدق وهذا رأيي دائما مع هؤالء الجوار جميعهم ،قال :فأقمت واهلل
وانشراح فأجارنا اهلل واياك يااخي من التعريص بمقابل أو من
ٍ ٍ
وبسط ولذة ٍ
زائدة رجل ٍ
ومد ٍعنده على طمأنينة َّ
غير مقابل هكذا واهلل اعلم.
114
وحكي ان بعض الملوك عشق فتاة من أقاربه وكانت ذات حسن وجمال وبهاء وكمال وقَ ٍّد واعتدال
ُ
وكثرة قماش واموال فشكا ذلك الى بعض خاصته فقيل له :إذا دخلت عليك ايها الملك في لون من الوان
المالبس عليها فقل لها يابنيه إنك واهلل مليحة في هذا اللون فإن دخلت عليك في مثله بعد ذلك فهى تريدك
وقد ظفرت بفرصتك وإن هجرت ذلك اللون فيما بعد فال سبيل لك فيها ،و فعل ذلك الملك مع الفتاة،
فأصبحت ال تفد اليه وتظهر له إالَّ بذلك اللون مع زيادة النقوش ،فعلم الذي اشار عليه بذلك وقال له :اآلن تم
لك ايها الملك ماتريده فاطلب منها اآلن أن تدعوك الى دارها وهناك هي تخلوا بك عن قصد منها وارادة
للنيك وان طلبت انت الدعوة في غير دارها دبرت لك فى امرها حتى تجعل الدعوة في دارها فإذا خلوت بها
في دارها عليك ان تُظهر لها انك سكران اذا شربت معها،ـ ففعل الملك ذلك فلما دارت الخمرة فيه وليس
عندها سوى جواريها أظهر النوم ونهض متكئاً على يدها الى المضجع الذي قد هيَّأته لنومهـ وليس معهماـ ثالث
فلما دخل فراشه ولَّت لتخرج فقال :يابُنية أشتهي أن تُكبِّسيني بيديك اللطيفتين ،فجلست وأخذت تُكبسه
وجعل يستطيب تكبيسها ويقول لها الى فوق قليالً حتى توسطت يدها فخذيه فمد يده حينئذ وقبض على يديها
وجذبها اليه فصارت معه في المضجع ثم جردها من ثيابها وقبض على قبة كسها واكثر البوس والعناق فحنَّت
ووافقته على جميع ما أراد منها من انواع النيك اللذيذ والشديد واستمر ذلك بينهما بعد ذلك .
وحكي عن بعض الملوك الذين اليزوجون بناتهم او أخواتهم ألنهم يخافون الذل والهوان وقد عشق
ُ
فتاة تعيش في قصره فقال لبعض خاصته :إن في دار الملك من يحبها الملك ويستحي من مراودتها فكيف
السبيل الى استدراجها؟ ،فقال له المستشار :أيها الملك تجلس في شرفة قريبة من اإلصطبل وتأمر بإحضارها
عندك وتجلس معهاـ على شراب من غير أن يكون معكما احد ثم تأمر بإحضار األحصنة وأْمر بأن تُساق لتقفز
فوق األناثي من األحصنة وانتما تنظران من شباك مشرف على اإلسطبل ثم الحظ الفتاة فإذا رأيتها وهي تجمع
فخذيها فاعلم أنها قد إشتهت النيك فدونك ومهارشتها وضرب فخذيها بلطف وحديثك معهاـ عن العمل الذي
تفعلهـ األحصنة مع أناثيها فإذا احمر وجهها فدونك سيقانها افتحها ونيكها فإنها ال تمتنع لشدة هيجانها ،فلما
فعل الملك ذلك لم يجد منها ممانعةـ ولم يجدها بكراً فقال لها :يابُنية ما أراك بكراً ،فقالت :واهلل يامن فداه
روحي ماترك أبوك في الدار ذكراً وال أنثى االَّ ونكحه مراراً طوعاً او كرهاً فكان بينهما من أنواع النيك اللذيذ
والرهز الشديد ما يشفي القلوب ويسكر المحبوب ويرضي الشيطان ويغضب الملك الديان .
وحكي أنه كان هناك شاب من أوالد الكتاب األكابر مليح اهل زمانه دعا جارية محبوكة بكراً وكان
ُ
يسمعها ويراها في مجالس أنسه وكانت الجارية المذكورة من أبدع أهل زمانها حسناً وجماالً وظرفاً وكانت
سيدتها ترسلها عادة الى مجالس األكابر للسماع ال لغيره وترسل معهاـ عجوز تحفظها فدعاها يوماً لمجلسه
الخاص فلما جاءت لدعوته ودخلت الدار هي والعجوز معها فرأت ما أبهرعقلهاـ من حسن الدار وبنائها وفرشها
ورحب بها وأجلسها الى جانبه فلما استقر بينهما الجلوس
ورأت الشاب جالس على مرتبته فلما رأها قام لها َّ
أمر بأحضار المائدة وكان عند الشاب ندماوه فضربت ستارة بينهما وبين جلسائه ثم نقل الى الجارية والعجوز
وج ِعل
أطيب مأكولـ المائدة فأكلت ثم غسلت يدها ثم احضر أنواع الحلوى والفواكه ثم أحضر المشروب ُ
بين يدي كل ٍ
واحد من جلسائه قدح بلُّور وقنينة فيها شراب ثم شربوا وابتدأت الجارية في المغنى فسكروا
115
وسكر الشاب ودارت الخمرة في رأسه فلم تشعر به الجارية إالَّ وهو يهجم عليها فأرادت ان تغطي وجهها فما
طاوعتها يدها واسترخت مفاصلها لما رأت حسنه وجماله فنهضت العجوز المحافظة اليه وقالت :ياولدي
ماالذي تريد؟ فإن كان خطر ببالك شيء فال سبيل اليه دون أن تطير رأسي ،فلم يكلمها وأخرج من جيبه
قرطاسا وأخرج منه دنانيراً ودفعه الى العجوز فقالت له :ياولدي دونك البوس والعناق والغناء والتحدث نفسك
بغير هذا فانها بكراً ،فقال الشاب :ال وحياتك ياامي انها ليست كذلك ،ثم انه دعى غلمانه فأخذوا الجارية الى
حجرة صغيرة وهو معها وجعل يتأمل محاسنها ثم ادار بيديه على عنقها وعانقها وضمها اليه وقبلها وقبلته ثم
صارت كلما فعل شيئا فعلت مثله فان مص شفتها مصت شفته وان مص لسانها مصت لسانه وان عضها في
خدها عضته في خده حتى اخذ كل منهما حظه من البوس والعناق خاصته واشتعلت بينهما نيران الشوق الى
النيك وتصاعدت فرجع الشاب الى مجلسهـ وقد اخذ كل منهما مجامع قلب صاحبه فأخذت الجارية العود
وضربت عليه بطرب منها ثم انشدت :
ِ
القرب ولم َأر قرباً الى أح ـ ٍـد من ذا
للحب
ِّ ووجدته بداية الق ـ ـ ـ ـ ـ ــرب
فصاح طيب طيب يانور عيني وياكبدي وقال هذه األبيات :
يبرح
فإن فؤادي عندكم ليـ ـ ـ ـ ــس ُ
يفرح
ويشقى فؤادي وقت ـ ـ ـ ـ ـ ـاً ثم ُ
116
فعلم كل منهما محبة صاحبه وعشقه ثم ضربت العود بطرب منها وهيام وانشدت تقول:
يترنم
وداعي صبابات اله ـ ـ ـ ــوى ُ
ضرم
لكن الهوى وان ط ــال المدا يُ ُ
ُغرم
لجمعي به صروف اللي ــالي وأ ُ
فلما سمع الشاب صاح :واطرباه ،ثم لم يمسك نفسه دون أن يدخل عليها ثانية فلما رأته التهب قلبها بالنار
ومن الفرح فنهضت له قائمة واستقبلته وعانقته وعانقها طويالً ثم أخذها وأجلسها في حجرة م
117