You are on page 1of 49

‫التعمٗي عَ بعد‬

‫عمي ادتىاع ( املطتٕ‪ ٝ‬الطابع )‬

‫التغيري الاجامتعي‬
‫د‪ /‬فّد عبدالسمحَ اخلسٖف‬

‫ىذه النسخة مخصصو لػ ( مكتبة صدى الحروؼ بالسويدي )‬


‫يمنع وال يحلل وال يباح حذؼ حقوؽ « مكتبة صدى الحروؼ »‬

‫تباع املمصو‪ ٛ‬يف وهتب‪ ٛ‬صد‪ ٝ‬احلسٔف «بالطٕٖد‪ » ٙ‬تٕٖرت ‪@sda7rf :‬‬
‫تـٍـطــٗل ‪ :‬أبٕ فٗصن‪KFU‬‬
‫ٔلتٕصٗن ‪ :‬ت ‪0114267262،0112222573 /‬‬
‫ٌأ‪ ٙ‬السسٗن ( ضابكاً )‬
‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫‪0552114467‬مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬
‫(‬ ‫‪ٔ،‬اتظ ‪،،،/‬‬‫‪0556091819‬‬
‫اخلريف‬ ‫االجتماعي‪ /‬د‪ /‬فهد‬
‫دـ‬ ‫التغيري‬ ‫‪0‬‬
‫احملاضس‪ ٚ‬األٔىل ‪ :‬واِٗ‪ ٛ‬التػري االدتىاع٘‬

‫‪ ‬وكدو‪: ٛ‬‬
‫‪ ‬يعتبر « التغير االجتماعي » ظاىرة اجتماعية مستمرة ‪ ،‬ومالزمة للمجتمعات منذ القديم ‪ ،‬سواء كانت تلك المجتمعات رعويػة أـ‬
‫زراعية أـ نامية أـ متقدمة أـ رسمالية أـ اشتراكية‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫‪ « ‬والتغير االجتماعي » الذي يحػدث يػي المجتمعػات اليػوـ لػم يعػد كلػو تلقا يػا دوف توجيػو واع ‪ ،‬وإنمػا ىػو تغيػر مقصػود وإرادي‬
‫يتم ويق خطط مدروسة ‪ ،‬بل وتستحدث لو مناىج ووسا ل من أجل تحقيق التنمية بوجو عاـ ‪.‬‬
‫‪ ‬كمػػا أف المجتمػػع بطبيعتػػو متغيػػر ‪ ،‬حيػػي يذخػػذ مػػن الجيػػل السػػابق جوانػػي قاييػػة وياػػي عليهػػا تماػػيا مػػع وا عػػو االجتمػػاعي‪،‬‬
‫ومتطلباتو المستجدة‪.‬‬
‫على طبيعة المجتمع ‪.‬‬ ‫‪ ‬ولكل تغير اجتماعي ( مدى وسرعة واتجاىا ) وبداية ونهاية ‪ ،‬غير أف كل ذلك يتو‬
‫‪ ‬و د تنبو المفكروف إلى ظاىرة التغير‪ ،‬واعتبرىػا بعاػهم « حقيقػة الوجػود » إال اف نظػرتهم كانػت عامػة لػم تتنبػو إلػى القػوانين التػي‬
‫تحكم ىذا التغير‪ ،‬وىذا بخالؼ نظرة وتفكير علماء ىذا الزمن ( العصر الحديي ) يػي التغيػر االجتمػاعي حيػي يحػاولوف توجيػو‬
‫التغير والتحكم ييو ‪ ،‬خاصة بعد الحربين العالميتين ‪.‬‬
‫‪ ‬تعسٖف التػري االدتىاع٘‪:‬‬
‫‪ ‬يعني « التغير » ‪ :‬االختالؼ بين الحالتين القديمة والحالة الجديدة ‪ .‬أو اخػتالؼ الاػيء عمػا كػاف عليػو خػالؿ يتػرة محػددة مػن‬
‫الزمن ( بداية ونهاية ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وحينما تاػاؼ كلمػة « االجتمػاعي » يقصػد بػو ‪ :‬التغيػر الػذي يحػدث داخػل المجتمػع ‪ ،‬أو التبػدؿ والتحػوؿ الػذي يطػرأ جوانػي‬
‫المجتمع ‪ ،‬أو على البناء االجتماعي خالؿ يترة من الزمن‪.‬‬
‫‪ ‬ويعتبر « التغير » يي قاية المجتمع نوعا من التغير االجتماعي ‪ ،‬سواء كاف ذلك التغير يي جانبي الثقاية ‪ :‬المادي أو الفكري ‪.‬‬
‫واألدوار‬ ‫‪ ‬ويامل « التغير االجتماعي » العديد من جواني المجتمع ‪ :‬كذنماط العال ة بين األيراد والجماعات واختالؼ الوظا‬
‫االجتماعية ‪ ،‬ويي األنظمة والقيم والعادات ‪ ...‬الخ‬
‫‪ ‬تعسٖف التػري االدتىاع٘ عٍد بعض العمىا‪: ٞ‬‬
‫‪ ‬يكاد يجمع العديد من العلماء ( جيرث ‪ ،‬ميلز ‪ ،‬جنزبيرج ‪ ،‬جي روشيو ‪ ،‬عاط غيي ‪ ...‬الخ ) على أف « التغيػر االجتمػاعي »‬
‫ىو ‪:‬‬
‫االجتماعيػػة ‪ ،‬أو يػػي‬ ‫‪ -‬التحػػوؿ الػػذي يصػػيي البنػػاء االجتمػػاعي يػػي كلػػو أو يػػي أي مػػن أجزا ػػو ‪ ،‬يػػي األدوار والػػنظم والوظػػا‬
‫الوحدات المكونة لو ‪ ،‬يي يترة محددة من الزمن ‪ ،‬ويمكن مالحظتو ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ )1‬التغير االجتماعي ظاىرة عامة‪ ،‬تؤ ر يي أسلوب حياة أيراد المجتمع وأيكارىم‪.‬‬
‫‪ )2‬التغير االجتماعي يصيي البناء االجتماعي باكل عميق‪.‬‬
‫‪ )3‬يكوف التغير االجتماعي محددا بالزمن‪ ،‬بمعنى اف لو بداية ونهاية من أجل المقارنة بين الحالتين‪.‬‬
‫‪ )4‬يتص التغير االجتماعي باالستمرارية وذلك من أجل إدراكو ويهمو ومعرية أبعاده‪.‬‬
‫‪ )5‬التغير االجتماعي د يكوف اتجاىو إيجابيا أو سلبيا ‪.‬‬
‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬أوجم‪ ٛ‬وَ التػريات االدتىاعٗ‪ ٛ‬يف اجملتىع‪:‬‬
‫‪ ( ‬التغير من النمط اإل طاعي يي المجتمع إلى النمط الرأسمالي أو االشتراكي ‪ ،‬واألخالؽ المرتبطة بكل منهم ‪ .‬التغير من النظػاـ‬
‫الديكتاتوري إلى الديمو راطي أو الملكي ‪ ،‬أو يي شكل األسرة من ممتدة إلى نووية ‪ ،‬أو من وحدانية الزوجة إلى تعدد الزوجػات‬
‫‪ ،‬التغير يي األدوار االجتماعية ومراكز األشخاص يي مؤسسات المجتمع ‪ ،‬التغير يي أساليي الحياة القديمة إلى أشكاؿ حديثػة‬
‫ولها العديد من األمثلة التي تتاح بالمالحظة والمقارنة يي حالتين سابقة وحالية ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وصادز التػري االدتىاع٘‪:‬‬
‫‪ ‬للتغير االجتماعي مصدرين ىما ‪:‬‬

‫‪ ‬الذي يكوف نابعا من داخل النسق االجتمػاعي‪ ،‬واطػار المجتمػع نفسػو‪ ،‬أي أنػو يكػوف نتيجػة للتفػاعالت‬
‫املـصـدز الـداخــمـ٘‪:‬‬
‫التي تتم داخل المجتمع ‪.‬‬
‫املـصـدز الـخـازدـ٘‪  :‬الذي يذتي من خارج المجتمع نتيجة اتصاؿ المجتمع بغيره من المجتمعات األخرى ‪.‬‬

‫‪ ‬آلٗات التػري االدتىاع٘ ‪:‬‬


‫‪ ‬بطبيعة الحاؿ سواء أكاف مصدر التغير االجتماعي من داخل المجتمع أـ كاف من خارجو يإف ذلك يقوـ على آليات محددة ىي‪:‬‬
‫‪ )1‬االخرتاع ٔاالنتػاف‪:‬‬
‫‪ ‬يابتكار أشياء جديدة لم تكن موجودة مػن بػل ‪ ،‬كالكهربػاء والسػيارة ‪ ،‬أو إعػادة تحسػين كفػاءة مخترعػات ديمػة كتحسػين االلػة‬
‫البخاريػة وصػػناعة القطػػارات والطػػا رات ‪ ،‬تػؤدي إلػػى تغيػرات قاييػػة تتػراكم وتػػؤدي إلػػى تغيػرات اجتماعيػة ‪ .‬كػػذلك األمػػر بالنسػػبة‬
‫لالكتاايات التي تعني معرية أشياء كانت موجودة أصال ‪ ،‬كاكتااؼ القارة األمريكية وراس الرجاء الصالح أو عناصر جديدة يػي‬
‫الطبيعة‪ ...‬الخ ‪ .‬اف االكتاايات واالختراعات ىي تعبير عن حاجة إنسانية واجتماعية يي المقاـ األوؿ ‪.‬‬
‫‪ )2‬الرنا‪ٔ ٞ‬البٗ‪ ٛ٠‬الجكافٗ‪:ٛ‬‬
‫‪ ‬ياالختراعػػات واالكتاػػايات تتطلػػي ػػدراً مرتفعػػا مػػن الػػذكاء ‪ ،‬و ػػد يكػػوف الػػذكاء « مورو ػاً أو مكتسػػباً » ‪ ،‬وتلعػػي البي ػػة الثقاييػػة‬
‫واالجتماعية دوراً حاسماً يي تنمية الذكاء أو يي تراجعو ‪.‬‬
‫‪ )3‬االٌتػــاز‪:‬‬
‫‪ ‬لن يكتي للمخترعات النجاح ما لم تنتار عند أيراد كثيرين من المجتمع‪ ،‬واالنتاار يعني بوؿ التجديد من بل أيػراد المجتمػع‬
‫وعملية القبػوؿ ال يمكػن أف تػذتي يجػذة وإنمػا عبػر مراحػل معينػة تتو ػ سػرعتها علػى قايػة المجتمػع ‪ ،‬ومػدى يػرض االنتاػار أـ‬
‫تركة إرادياً ‪.‬‬
‫‪ ‬وصطمشات التػري االدتىاع٘‪:‬‬
‫‪ ‬يعتبر مصطلح التغير االجتماعي مصطلحا « حديثاً نسبيا بوصفة دراسة علمية » ‪ ،‬ولكنو من حيي االىتماـ بو ومالحظتو « ديم‬
‫دـ اإلنسانية » ‪.‬‬
‫‪ ‬و ػػد كػػاف يعنػػي معػػاني عػػدة ومختلطػػا مػػع مصػػطلحات أخػػرى ك ػ ‪ :‬التقػػدـ والتطػػور والنمػػو والتنميػػة ‪ ،..‬حتػػى القػػرف (‪02‬ـ) بحيػػي‬
‫أصبح ذلك الخلط غير جا ز يقد امت دراسات علمية بحثت يي ماىية التغير وعواملو واتجاىاتو‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬واذا تحد نا عن « سبي الخلط الحاصل ديماً يػي مصػطلحات التغيػر االجتمػاعي » يهػو بسػبي ‪ :‬أف الدراسػات القديمػة ا مػة‬
‫على التفكير الفلسفي ( غير العلمي ) ولكنها شكلت إطارا مرجعيا وأرضية انطلقت منها الدراسات العلمية الراىنة ‪.‬‬
‫‪ ‬و د أخذت الدراسات االجتماعية يي التغير مساراً علميا بعد أف وضع « وليم أوجبػرف » كتابػو المعػروؼ « بػالتغير االجتمػاعي »‬
‫وذلك عاـ ‪2600‬ـ ‪ .‬وبعد ذلك تتابعت الدراسات العلمية يي مجاؿ « التغير االجتماعي » ‪.‬‬
‫‪ ‬لقػد كانػت نظػػرة العلمػاء « للتغيػػر االجتمػاعي » حتػػى القػرف (‪25‬ـ) نظػرة تاػػاؤمية مبنيػة علػػى الخػوؼ مػػن المسػتقبل ‪ ،‬وأف حالػػة‬
‫المجتمعات يي القديم أيال مػن الحالػة الراىنػة ‪ .‬وبعػدىا أصػبحت نظػرة العلمػاء للتغيػر االجتمػاعي نظػرة علميػة متفا لػة ‪ .‬وكمػا‬
‫اؿ « ساف سيموف » ‪ :‬أف العصر الذىبي أمامنا وليس خلفنا ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫أٔالً ‪ :‬التكدً االدتىاع٘ ‪:‬‬
‫‪ ‬اسػػتخدـ مصػػطلح « التقػػدـ االجتمػػاعي » يػػي البدايػػة باعتبػػاره مرادي ػاً لمصػػطلح « التغيػػر االجتمػػاعي » ‪ .‬و ػػد اتاػػح ذلػػك يػػي‬
‫كتابات علماء « كذوجست كونت ‪ ،‬وكوندرسيو ‪ ،‬وتيرجو ‪ ،‬وغيرىم » ‪.‬‬
‫‪ « ‬والتقدـ » ‪ :‬يعني حركة تسير نحو األىداؼ المناودة والمقبولة ‪ ،‬أو األىداؼ الموضوعية التي تناد خيرا أو تنتهي إلى نفع ‪.‬‬
‫‪ ‬وينطوي « التقدـ » على مراحل ارتقا ية ‪ ،‬أي أف ( كل مرحلة تكوف أيال من سػابقتها ) ‪ .‬وىػو ياػير إلػى انتقػاؿ المجتمػع إلػى‬
‫مرحلة أيال من حيي الثقاية والقدرة اإلنتاجية والسيطرة على الطبيعة ‪.‬‬
‫‪ ‬ويعرؼ « التقدـ » بذنو ‪:‬‬
‫‪ -‬العملية التي تذخذ شكالً محدداً واتجاىاً واحداً ويتامن توجيهاً واعياً مقصوداً مخططاً لعملية التغير ‪.‬‬
‫‪ ‬ىذا وتجدر اإلشارة إلى أف مفهوـ « التقدـ » ىو مفهوـ ( نسبي ) أي أنو يختل من مجتمع آلخػر ومػن قايػة إلػى أخػرى ‪ .‬يمػا‬
‫يعتبر تقدماً اجتماعياً يي مجتمع د يكوف تخلفاً يي مجتمع اخر ‪ ،‬خاصة ييما يتعلق بالجاني المعنوي مػن « التغيػر االجتمػاعي‬
‫»‪ .‬يفكرة « التقدـ » تتغير بتبدؿ األحواؿ واألزمنة ‪ ،‬وىي تحمل معنى يمياً ‪.‬‬
‫‪ ‬و د بين « ويل ديورنت » اف اإلنسانية خالؿ تقدمها االرتقا ي مرت بمراحل ىي ‪ [ :‬النطق ‪ ،‬النار ‪ ،‬اسػت ناس الحيػواف ‪ ،‬الزراعػة‬
‫‪ ،‬التنظيم االجتماعي ‪ ،‬األخالؽ ‪ ،‬اآلالت والصناعة ‪ ،‬العلوـ ‪ ،‬التربية ‪ ...‬الخ ]‬
‫‪ ‬وتاريخياً تعتبر يكرة « التقدـ » تعود إلى عصور ديمة جداً ‪ ،‬ولم تصبح موضوعا للبحي إال يي القرف (‪24‬ـ) مع ظهػور الثػورة‬
‫الصناعية ‪ ،‬وتجمع المعرية اإلنسانية وتراكمها‪.‬‬
‫ِ‬
‫وتجمع تعريفات « التقدـ » على أنو تطور يي الجواني المادية والفكرية يي المجتمع ويحمل معنى يمياً ومعيارياً ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ثاٌٗاً‪ :‬التطٕز االدتىاع٘ ‪:‬‬
‫‪ ‬ويعني « التطػور االجتمػاعي » النمػو البطػيء المتػدرج الػذي يػؤدي إلػى تحػوالت منتظمػة ومتالحقػة ‪ ،‬تمػر بمراحػل مختلفػة تػرتبط‬
‫ييها كل مرحلة الحقة بالمرحلة السابقة ‪ ،‬دوف طفرات يي التقدـ والتطور ‪.‬‬
‫‪ ‬و د استخدـ مفهوـ « التطور االجتماعي » باكل واسع يي العلوـ االجتماعية ‪ ،‬ويي علم االجتماع باكل خػاص بعػد اف وضػع‬
‫« داروين » كتابو المعروؼ بذصل األنواع مبينا ييو أصوؿ نظريتو التطورية البيولوجية للكا نات الحية ‪.‬‬
‫‪ ‬كما استخدـ مفهوـ « التطور » كل من ‪ « :‬ىربرت سبنسر ‪ ،‬وتايلور » و د ريض العديد من العلماء تما ل التطور بين الكا نات‬
‫الحيػػة والتطػػور االجتمػػاعي كػ ػ « ولػػيم أوجبػػرف ‪ ،‬وجػػوردوف تاػػايلد ‪ ،‬وجوليػػاف سػػتيورد » مؤكػػدين علػػى اف التطػػور البيولػػوجي يػػي‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪3‬‬
‫الكا نات الحية ىو ‪ :‬حتمي ويسير يي خط مستقيم ال يمكن تخطيطو أو تسػريعو أو تهد تػو ‪ ،‬يػي حػين « التطػور االجتمػاعي »‬
‫أيااً حتمي ولكنو مخطط ‪ ،‬وسريع أوىادئ أو شامل أو جز ي ‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫ثالجاً‪ :‬الٍىٕ االدتىاع٘ ‪:‬‬
‫‪ ‬يعنػػي مصػػطلح « النمػػو » ‪ :‬عمليػػة الناػػج التػػدريجي والمسػػتمر للكػػا ن الحػػي وزيػػادة حجمػػو الكلػػي أو أج ػزاؤه يػػي سلسػػلة مػػن‬
‫المراحل الطبيعية‪ ،‬ويتامن ذلك النمو تغيرا كميا وكيفيا‪ ،‬وغايتو عملية النمو ذاتها‪.‬‬
‫‪ ‬ويتاػػمن مصػػطلح « النمػػو » كايػػة أشػػكاؿ النمػػو سػػواء يػػي الكفايػػة اـ يػػي التعقيػػد اـ يػػي القيمػػة ‪ ،‬وينطبػػق ذلػػك علػػى األي ػراد‬
‫والجماعات ‪.‬‬
‫‪ ‬ويختل ػ « النمػػو » عػػن « التنميػػة » يػػي كونػػو تلقا ي ػاً بينمػػا « التنميػػة » عمليػػة إراديػػة مخططػػو ‪ .‬ويقتػػرب مفهػػوـ « النمػػو » مػػن‬
‫مفهػػوـ « التطػػور » إال انػػو ال يتطػػابق معػػو وعنػػدما تاػػاؼ إلػػى مصػػطلح « النمػػو » كلمػػة « اجتمػػاعي » يقصػػد بػػو ‪ :‬النمػػو الػػذي‬
‫يتعلق بالمجتمع ‪.‬‬
‫‪ ‬و د استخدـ مصطلح « النمػو » بمعػاف عػدة يػي الفكػر الحػديي ‪ ،‬ييقػاؿ أحيانػا مجتمعػات ناميػة ومجتمعػات ا ػل نمػوا أو اكثػر‬
‫نموا‪ .‬وىناؾ شبو اتفاؽ يي كم النمو ولكن ىناؾ اختالؼ يي كي النمو حيي يذخذ بعدا يميا معياريا‪.‬‬
‫‪ ‬ويي ىذا الصدد يمفهػوـ « النمػو » ال يعبػر إال عػن تغيػر يػي إيجػابي أو تقػدـ مػع المحايظػة علػى جػوىر البنػاء باػكل عػاـ ‪ .‬أمػا‬
‫الجزء اآلخر من التغير وىو ( النكوص ) أو التخل ال ياير اليو المفهوـ‪.‬‬
‫‪ ‬لػػذا يعلمػػاء االجتمػػاع يميلػػوف إلػػى اسػػتخداـ « النمػػو » يػػي الجانػػي اال تصػػادي ‪ ،‬الػػذي يمكػػن ياسػػو بد ػػة ‪ « ،‬كػػالنمو » يػػي‬
‫متوسط دخل الفرد ‪.‬‬
‫‪ ‬وىناؾ من العلماء من جعػل النمػو ينطبػق تمامػا علػى الكػا ن الحػي والمجتمعػات بػنفس المفهػوـ‪ ،‬وىػذا خلػط ال يمكػن بولػو يػي‬
‫ىذا العصر‪.‬‬
‫‪ ‬الفسم بني الٍىٕ االدتىاع٘ ٔالتػري االدتىاع٘‪:‬‬
‫التػري االدتىاع٘‬ ‫الٍىٕ االدتىاع٘‬
‫‪ )1‬النمو االجتماعي زيػادة ابتػة نسػبيا ومسػتمرة ويػي جانػي ‪ )2‬التغير االجتمػاعي يهػو اشػمل يقػد يكػوف يػي البنػاء االجتمػاعي‬
‫أو يي وحداتو أو يي األدوار والنظاـ ‪...‬الخ‬ ‫واحد من جواني الحياة ‪.‬‬
‫‪ )4‬التغيػػر االجتمػػاعي ػػد يكػػوف إيجابيػػا تقػػدميا و ػػد يكػػوف تػػذخرا أو‬
‫‪ )3‬النمو االجتماعي يقط إيجابي و ابت ‪.‬‬
‫نكوصا‪ .‬لذا يالتغير اشمل ‪.‬‬
‫‪ )6‬التغير االجتماعي د يكوف سريعاً ويي شكل فزات إلى األمػاـ‬
‫‪)5‬النمو االجتماعي بطئ وتدريجي ‪.‬‬
‫أو إلى الخل‬
‫‪ )8‬التغير االجتماعي يهو عملية مخططة ىادية إرادية ‪.‬‬ ‫‪ )7‬النمو االجتماعي عملية تلقا ية ال دخل لإلنساف بها ‪.‬‬
‫‪ )9‬يسػػير النمػػو االجتمػػاعي يػػي خػػط مسػػتقيم ‪ ،‬لػػذا يمكػػن ‪)10‬التغيػر االجتمػاعي ال يكػػوف يػي خػػط مسػتقيم دومػػا و ػد يكػػوف‬
‫نكوصا وتذخرا‬ ‫التنبؤ بما سيؤوؿ اليو ‪.‬‬
‫‪ ‬وعليو يالتغير االجتماعي أشمل ويعبر عن ديناميكية المجتمع ‪ ،‬أما النمو ييدخل غالبا يي الدراسات اال تصادية يي المجتمع‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪4‬‬
‫احملاضس‪ ٚ‬الجاٌٗ‪ : ٛ‬الدزاض‪ ٛ‬االدتىاعٗ‪ ٛ‬لمتػري االدتىاع٘‬

‫زابعاً‪ :‬التٍىٗ‪ ٛ‬االدتىاعٗ‪:ٛ‬‬


‫‪ ‬تعػػرؼ « التنمي ػػة االجتماعي ػػة » بذنه ػػا ‪ :‬الجه ػػود التػػي تب ػػذؿ إلح ػػداث سلس ػػلة م ػػن التغي ػرات الوظيفي ػػة‪ ،‬والهيكلي ػػة الالزم ػػة لنم ػػو‬
‫المجتمع‪ ،‬وذلك بزيادة درة ايراده على استغالؿ الطا ة المتاحة الى ا صى حد ممكن‪ ،‬لتحقيق در من الحرية والرياىية لهوالء‬
‫االيراد بذسرع من معدؿ النمو الطبيعي‪.‬‬
‫‪ ‬وتعرؼ بذنها ‪:‬‬
‫‪ -‬العملية التي يتم بموجبها اشباع حاجات االيراد عن طريق التعب ة المثلى لجهودىم‪.‬‬
‫‪ ‬وتامل ‪:‬‬
‫‪ -‬تحقيق مستويات أعلى للدخل القومي ودخوؿ االيراد والريع من مستوى معياتهم يي نواحي عديدة كالتعليم والصحة واألسرة‬
‫وتحقيق الرياىية االجتماعية باكل عاـ‪.‬‬
‫‪ ‬وال يمكن الفصل بين التنمية االجتماعية والتنمية اال تصادية للترابط الو يق بينهما ‪.‬‬

‫العالق‪ ٛ‬بني التٍىٗ‪ ٛ‬االدتىاعٗ‪ٔ ٛ‬التػري االدتىاع٘‪:‬‬


‫‌أ) أف مفهوـ التنمية االجتماعية ىو أ رب المفاىيم السابقة « التقدـ ‪ ،‬التطور ‪ ،‬النمو » إلى التغير االجتماعي ‪.‬‬
‫ب) أف المفهػػوـ الحػػديي للتغيػػر االجتمػػاعي يتطػػابق مػػع مفهػػوـ التنميػػة االجتماعيػػة ‪ ،‬وذلػػك الرجػػوع لماػػامين المفهػػومين ‪ .‬ويزيػػد‬
‫‌‬
‫عليو بذف التغير االجتماعي ىو أشمل و د يكوف سلبا وإيجابا‪.‬‬

‫ومشٕظات عاو‪ ٛ‬عم‪ ٜ‬وصطمشات التػري االدتىاع٘ ‪:‬‬


‫‪ )1‬أف المفاىيم االربعة « التقدـ ‪ ،‬التطور ‪ ،‬النمو ‪ ،‬التنمية » كانت تستخدـ يي و ت سابق كمتراديات للتغير االجتماعي‪.‬‬
‫‪ )2‬شاع استخداـ أي من المفاىيم السابقة حسي مراحل تاريخية وعلمية كانت سا دة‪.‬‬
‫‪ )3‬لم يبدأ التفريق بين تلك المفاىيم إال يي بداية القرف (‪02‬ـ) بعد كتاب وليم أوجبرف « التغير االجتماعي »‪.‬‬
‫‪ )4‬مفاىيم « التقدـ ‪ ،‬التطور ‪ ،‬النمو » تحمل بعػداً يميػا أخال يػاً ‪ ،‬ييحػين أف مفهػوـ التغيػر االجتمػاعي مفهػوـ موضػوعي يصػ‬
‫الوا ع االجتماعي كما ىو ‪ ،‬وليس كما يجي اف يكوف ‪.‬‬

‫‪ ‬الدزاض‪ ٛ‬االدتىاعٗ‪ ٛ‬لمتػري االدتىاع٘ ‪:‬‬


‫‪ ‬ذكرنا بالً أف المفكػرين اىتمػوا بدراسػة التغيػر االجتمػاعي مػع بدايػة القػرف ( ‪02‬ـ ) بذسػلوب علمػي ‪ ،‬واتاػح أياػا أف السػابقين‬
‫كانت دراستهم للتغير االجتماعي كاف بذسلوب يغلي عليو التصور التاريخي الفلسفي ‪ ،‬وكانت النظريات تصاغ يي ضػوء مفػاىيم‬
‫التطور والتقدـ كما جاء عند « سبنسر وابن خلدوف وكونت » ‪.‬‬
‫‪ ‬لقد أ بت علماء االنثروبولوجيا أىمية الدراسة النظرية للتغير يي المجتمع ‪ ،‬وذلك عندما رأوا أف المجتمعات البدا ية ليست ابتػة‬
‫كما كاف يعتقد من بل ‪ ،‬بل ىي يي تغيػر مسػتمر ‪ .‬أي أف التغيػر حقيقػة مالزمػة للمجتمعػات ‪ ،‬وتختلػ تلػك المجتمعػات يقػط‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪5‬‬
‫يي سرعة التغيػر ‪ ،‬وعمقػو ‪ ،‬واتجاىػو ‪ ،‬ويػي العوامػل المؤديػة إليػو و ػد بػين عػالم االجتمػاع « أوجسػت كونػت » أف موضػوع علػم‬
‫االجتماع أنما ىو التغير االجتماعي يي المجتمع‪ ،‬و سم حالتي المجتمع الى ‪:‬‬
‫‪ ‬حالة تغير وحراؾ وحركة المجتمع‪.‬‬ ‫‪ )1‬الدٍٖاوٗها االدتىاعٗ‪: ٛ‬‬
‫‪ ‬حالة بات واستقرار المجتمع ( وىي حالة ايتراضية )‬ ‫‪ )2‬االضتاتٗها االدتىاعٗ‪: ٛ‬‬
‫‪ ‬وتعتبر النهاة العلمية التي حد ت بسبي االختراعػات والتوسػع يػي القػوانين والنظريػات مػن االسػباب الر يسػية يػي تطػور وتعميػق‬
‫دراسات التغير االجتماعي واالىتماـ بها مػن جانػي العلمػاء ‪ ،‬وذلػك مػن أجػل الكاػ عػن المزيػد مػن القػوانين والنظريػات التػي‬
‫تحكم الظاىرة االجتماعية المتغيرة والمجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬و ػػد تزايػػد االىتمػػاـ بػػالتغير االجتمػػاعي يػػي العصػػر الحػػديي عنػػدما ظهػػرت الحاجػػة الػػى توجيػػو التغيػػر لمصػػلحة الفػػرد والجماعػػة‬
‫والمجتمع‪ .‬يتم العمل علػى ادراؾ عوامػل التغيػر ‪ ،‬والػتحكم بهػا وتخطيطػو ‪ ،‬لمواجهػة ومعالجػة االنحػراؼ والتفكػك االجتمػاعي‪،‬‬
‫والسيطرة على الظواىر االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ ‬وتتخذ الدراسات العلمية الحديثة والمستمرة للتغير ‪ ،‬تتخذ مداخل متنوعة يي معالجة التغير االجتماعي ‪ ،‬منها ‪ :‬مدخل التحليػل‬
‫البنا ي التاريخي ‪ .‬ومدخل التحليل الوظيفي ‪ .‬والتحليل االمبيريقي ‪ ،‬وغيرىا ‪..‬‬
‫‪ ‬صعٕب‪ ٛ‬دزاض‪ ٛ‬التػري االدتىاع٘ ‪:‬‬
‫‪ ‬تذتي صعوبة دراسة التغير االجتماعي من كػوف المجتمعػات االنسػانية ال تسػير علػى وتيػرة واحػدة يػي تغيرىػا ‪ ،‬وال بطريقػة متاػابهة‬
‫مػػع بعاػػها ‪ ،‬يلكػػل مجتمػػع ظرويػػو الخاصػػة التػػي تميػػزه عػػن غيػػره مػػن المجتمعػػات االخػػرى ‪ ،‬تلػػك الظػػروؼ التػػي تتعلػػق بنظامػػو‬
‫االجتماعي ‪ ،‬وبثقايتو بوجو عاـ ‪ .‬يهناؾ المجتمع الزراعي والصػناعي والبػدوي واالشػتراكي والرأسػمالي ‪ ....‬الػخ ‪ ،‬وسػرعة التغيػر‬
‫واتجاىو وعمقو تختل باختالؼ ماسبق ‪. ،‬‬
‫‪ ‬كمػػا أف العوامػػل التػػي ت ػػؤدي الػػى تغيػػر المجتمع ػػات عديػػدة ‪ ،‬منهػػا العام ػػل ‪ « :‬الػػديموجرايي ‪ ،‬وااليكولػػوجي ‪ ،‬والتكنول ػػوجي ‪،‬‬
‫واال تصادي ‪ ...‬الخ » ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ )1‬طبيعة الظاىرة االجتماعية المدروسة ‪.‬‬
‫الباحي – الدارس‪ -‬من الظاىرة المدروسة ‪.‬‬ ‫‪ )2‬مو‬
‫‪ٔ ‬صعٕب‪ ٛ‬دزاض‪ « ٛ‬العاِس‪ ٚ‬االدتىاعٗ‪ٖ » ٛ‬عٕد لألضباب التالٗ‪:ٛ‬‬
‫‪ )1‬تعكّد العاِس‪ ٚ‬االدتىاعٗ‪ : ٛ‬لتذ يرىا وتذ رىا بظواىر أخػرى سياسػية وا تصػادية ‪ ...‬الػخ ‪ ،‬باإلضػاية الػى تػرابط الظػاىرة االجتماعيػة‬
‫مع غيرىا باكل شديد يال يفصل بينهما بسهولة‪.‬‬
‫‪ )2‬صعٕب‪ ٛ‬اخضاع العاِس‪ ٚ‬االدتىاعٗ‪ ٛ‬لمكٗاع الدقٗل‪ :‬وذلك ألنها متعلقة بمجتمع باري متغير ومتبػاين العواطػ والميػوؿ والػدوايع‬
‫واالستجابات للمؤ رات الخارجية‪.‬‬
‫‪ )3‬صعٕب‪ ٛ‬اعاد‪ ٚ‬ادسا‪ ٞ‬التذسب‪ ٛ‬وس‪ ٚ‬اخـس‪ٔ ٝ‬احلصـٕه عمـ‪ٌ ٜ‬فـظ الٍتٗذـ‪ :ٛ‬الف الظػاىرة ػد تكػوف تغيػرت وتبػدلت ممػا يصػعي مػن أمػر‬
‫الوصوؿ لقوانين ونظريات تحكمها‪.‬‬
‫‪ )4‬صعٕب‪ ٛ‬سصس دلىن الفسٔض اليت تعمن تػري العاِس‪ ٚ‬االدتىاعٗـ‪ :ٛ‬وصػعوبة الفصػل بػين تلػك الفػروض‪ ،‬معريػة أيهػا ىػو االساسػي او‬
‫الثانوي‪.‬‬
‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪6‬‬
‫‪ٔ ‬صعٕب‪ ٛ‬دزاض‪ ٛ‬العاِس‪ ٚ‬االدتىاعٗ‪ ٛ‬بطبب « وٕقف الباسح‪ -‬الدازع‪ -‬وٍّا » ِٕ بطبب‪:‬‬
‫‪ )1‬وٕقع الباسح وَ العاِس‪ ٚ‬املدزٔض‪ :ٛ‬يالنظرة إليها تختلػ مػن باحػي آلخػر‪ ،‬بسػبي مو ػع الباحػي المالحػن‪ ،‬كمػا أف ىنػاؾ نسػبية‬
‫يي المكاف والزماف تؤ ر على حكم الباحي للظاىرة‪.‬‬
‫‪ )2‬أٖدٖٕلٕدٗــ‪ ٛ‬الباســح الــيت ععمــْ ٖعطــ٘ أسهاوــا تتىاغــ‪ ٜ‬وــع أفهــازٓ‪ :‬بينمػػا يجػػي علػػى الباحػػي التػػزود بوسػػا ل البحػػي العلمػػي‪،‬‬
‫كالموضوعية‪ ،‬وأف يتجرد من عاطفتو‪ ،‬وعن إعطاء األحكاـ المسبقة‪ ،‬كل ذلك من أجل ادراؾ الظاىرة وتقديم نتا ج صحيحة‪.‬‬
‫‪ ‬تفطري عىمٗ‪ ٛ‬التػري االدتىاع٘ ‪:‬‬
‫‪ ‬تمي ػػل الحي ػػاة االجتماعي ػػة والموا ػ ػ اليومي ػػة ال ػػى ‪ :‬أف تك ػػوف نمطي ػػة متف ػػق عليه ػػا ‪ ،‬حت ػػى ت ػػدخل التجدي ػػدات ي ػػي اط ػػار الحي ػػاة‬
‫االجتماعية والثقايية ‪ ،‬يحينها يحدث نوع من االضػطراب والخلػل يػي تػوازف النظػاـ االجتمػاعي ‪ ،‬ػم ػد يحػدث بعػض التغيػرات‬
‫االجتماعية ‪.‬‬
‫االجتماعية تتكوف نتيجة ألربعة عوامل اساسية يي كل تغير اجتماعي ‪ ،‬وىي ‪:‬‬ ‫‪ ‬وىناؾ من يرى أف الموا‬
‫‪ « -‬البي ة الطبيعية ‪ ،‬والجماعات االنسانية ‪ ،‬والثقاية السا دة ‪ ،‬والمظاىر النفسية لأليراد » ‪.‬‬
‫‪ ‬لذا يالتغير يي أي من تلك العوامل السابقة ‪ ،‬د يستدعي تغيرات توايقية يي االنساؽ المرتبطة بالسلوؾ االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ ‬ويرى « ىربرت ليونبرجر » أف ىناؾ سلسلة من المراحل يمر بها الفرد بل أف يذخذ بالنمط المتغير « الجديد » وىي‪:‬‬
‫‪ )1‬وـسسم‪ ٛ‬االسطاع‪ :‬عند أوؿ سماع أو معرية بالموضوع الجديد‪.‬‬
‫‪ )2‬وـسسم‪ ٛ‬االِتىاً ‪ :‬وتكوف بتجميع المعلومات حوؿ الموضوع الجديد‪ ،‬بغرض معرية يا دتو‪.‬‬
‫‪ )3‬وسسم‪ ٛ‬التكٗٗي ‪ :‬أي اختبار المعلومات عن الموضوع الجديد وتفسيرىا ومعرية مدى مال متها من أجل االخذ بها‪.‬‬
‫‪ )4‬وـسسم‪ ٛ‬احملأل‪ : ٛ‬أي اختبار وتجريي الفكرة ودراسة كيفية تطبيقها‪.‬‬
‫‪ )5‬وــسسـمـ‪ ٛ‬التبين ‪ :‬أي بوؿ الموضوع الجديد‪ ،‬واعتماده ليذخذ مكانو يي النمط السا د‪.‬‬
‫‪ ‬ويرى « عاط غيي » أنو يمكن مالحظة « أربع مراحل يي عملية التغير الماطردة » ىي ‪:‬‬
‫‪ )1‬انتاػػار سػػمة أو عنصػػر جديػػد يػػي المجتمػػع ‪ ،‬سػػواء كػػاف اختراعػػا داخػػل الثقايػػة الواحػػدة‪ ،‬أو مسػػتعارا مػػن قايػػة أخػػر بسػػبي‬
‫االنتاار‪.‬‬
‫‪ )2‬حدوث خلخلة يي السػمات القديمػة مػن ِبػل السػمات الجديػدة‪ ،‬أو صػراع مػن أجػل البقػاء ‪ ،‬حيػي يبػدأ العنصػر الجديػد بذخػذ‬
‫مكانو بجاني العنصر القديم‪ ،‬ويؤدي وظيفة ملحوظة إلى أف يتغير بعد حين‪.‬‬
‫‪ )3‬يثيػر انتاػار العناصػػر الجديػدة تغيػرات توايقيػة يػػي السػمات المتصػػلة بػو‪ ،‬يتػػنظم عناصػر الثقايػػة القا مػة نفسػػها لمواجهػة العنصػػر‬
‫الجديد‪ ،‬أو امتصاصو‪.‬‬
‫‪ )4‬يذخذ العنصر الجديد مكانو يي النسق الثقايي‪ ،‬ما لم يتعرض إلى خلخلة جديدة من عناصر قايية جديدة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬ويػػرى « جػػورج ميػػردوؾ » أف االختراعػػات ىػػي ‪ :‬اسػػاس التغيػػر الثقػػايي بوجػػو عػػاـ ‪ ،‬يعنػػد اخت ػراع يكػػرة أو آلػػة مػػا ‪ ،‬يتسػػري يػػي‬
‫المجتمع « االنتاار » يذلك يحتاج و تاً ‪ ،‬حتى يثبت االختراع الجديد كفاءتو ‪ ،‬وذلك من خالؿ مراحل معينة ‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪7‬‬
‫‪ ‬وىناؾ من يرى أف للنمط الثقايي المتغير أربع خصا ص ىي ‪:‬‬

‫‪ )1‬الــػـــهــن ‪  :‬الذي يمكن أف يالحن ويدرس ييو ومن خاللو التغير االجتماعي‪.‬‬
‫‪ )2‬املــعـــٍــ‪  : ٜ‬أي أف لو ارتباطات ذاتية وعاطفية يي الثقاية نفسها‪.‬‬
‫‪ )3‬االضتعىاه ‪  :‬أف يكوف استعماؿ النمط الثقايي يمكن مالحظتو من الخارج ‪.‬‬
‫‪ ‬أف يؤدي عمالً ( دورا معيناً ) ‪ ،‬ويكوف مترابطاً مع االجزاء االخرى ‪ ،‬ويستدؿ على ذلك مػن خػالؿ االطػار‬
‫‪ )4‬الــٕظــٗـف‪:ٛ‬‬
‫العاـ ‪.‬‬

‫‪ ‬لذلك يإف عملية التغير تتامن تلك الخصا ص ‪ ،‬وتعتمد عمليػة القبػوؿ علػى مػدى التكلفػة « تكلفػة االخػذ بػالنمط الجديػد » ‪،‬‬
‫ويي حاؿ عدـ توير االمكانات الالزمة لالخذ بو ‪ ،‬يلن تتم عملية القبوؿ‪ .‬مثاؿ ‪:‬‬
‫‪ ( -‬الدوؿ النامية ال تستطيع االخذ بالتكنولوجيا المتقدمة بسبي عدـ توير االمكانات الالزمة لارا ها )‪.‬‬
‫‪ ‬كما أف عملية بوؿ النمط الثقايي الجديد ترتبط بمدى تعقده وتجرده ‪ ،‬يكلما كػاف معقػدا ومجػردا كػاف بولػو صػعبا‪ ،‬كمػا يال ػي‬
‫مقاومػػة كبيػػرة اجتماعيػػا‪ .‬ويػػي ىػػذا الصػػدد يرى(تػػالكوت بارسػػونز) أف بػػوؿ العنصػػر الجديػػد يكػػوف أسػػرع يػػي حالػػة‪ (:‬انخفػػاض‬
‫التكلفو‪ ،‬والجهد‪ ،‬وييو رضى وإشباع للحاجات)‪.‬‬
‫‪ ‬ويمكػػن أف يقػػاؿ بصػػفة عامػػة أف بػػوؿ للعناصػػر الثقاييػػة الجديػػدة ي ػتم إذا كػػاف المجتمػػع المسػػتقبِل ‪ « :‬محتػػاج إلشػػباع معػػين ‪،‬‬
‫والعناصر الجديدة دِّمت بذسلوب يسهل يهمها وتطبيقها‪ ،،‬ولم يتعارض مع القيم السا دة يي المجتمع)‪.‬‬
‫‪ ‬وساسن سدٔخ التػري الجكايف ‪ ( :‬املاد‪ٔ ، ٙ‬لالواد‪) ٙ‬‬
‫‪ )1‬أُ حيدخ يف اجملتىع ‪ « :‬اختراع ‪ ،‬أو اكتااؼ ‪ ،‬أو استعارة » ‪.‬‬
‫‪ )2‬االٌتػاز ‪ « :‬بالسماع ‪ ،‬أو االىتماـ ‪ ،‬أو الحاجة ‪ ،‬أو الكفاءة »‪.‬‬
‫‪ )3‬الصساع ‪ « :‬بالقبوؿ ‪ ،‬أو التوايق ‪ ،‬أو التكامل ‪ ،‬أو التجديد » ‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪8‬‬
‫املـــــــــشــــــاضــــــس‪ ٚ‬الــــــجــــــــالــــــــجــــــــــ‪ٛ‬‬

‫‪ ‬التػري بني اجملتىع السٖف٘ ٔاحلضس‪: ٙ‬‬


‫‪ ‬يختل التغير االجتماعي والثقايي عموما باختالؼ المجتمعات ( طبيعػة المجتمػع ) زمانػا ومكانػا و قايػة ‪ ،‬وتختلػ سػرعة التغيػر‬
‫واتجاىو وعمقو وشمولو ‪ ...‬الخ حسي طبعة المجتمع ‪.‬‬
‫‪ ‬يالمجتمع الزراعي تختل طبيعتو عن المجتمع الحاري ويختلفاف عن المجتمع البدوي ‪ ،‬كما يختلػ المجتمػع الرأسػمالي عػن‬
‫االشتراكي ‪ ...‬وىكذا ‪.‬‬
‫‪ ‬كما أف التغير االجتماعي يي المجتمػع الواحػد ػد تختلػ وال تكػوف بػنفس القػدر ‪ ،‬واالتجػاه والسػرعة والمجػاالت ‪ ، ...‬وذلػك‬
‫الف المجتمع يام ( غالبا ) بي ات وطبيعة مختلفة اجتماعيا‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ )1‬العصل‪ ٛ‬الٍطبٗ‪ ٛ‬يف احلٗا‪ ٚ‬السٖفٗ‪ ٛ‬وكازٌ‪ ٛ‬باحلٗا‪ ٚ‬احلضسٖ‪: ٛ‬‬
‫‪ ‬يػػالريفيوف يعياػػوف يػػي عزلػػة اجتماعيػػة وربمػػا جغراييػػة ( ػػديماً أوضػػح ) ممػػا يجعلهػػم يلبػػوف حاجػػات األي ػراد اجتماعي ػاً وتربوي ػاً‬
‫وا تصادياً ‪ ..‬الخ ‪ ،‬كما أف تما لهم قايياً وعملهػم وإنتػاجهم المتاػابو ‪ ،‬وسػيطرة أعػراؼ وعػادات موحػدة علػى سػلوكهم ‪ ،‬يػؤدي‬
‫إلى صعوبة تغيرىم اجتماعياً بوجو عاـ ‪.‬‬
‫‪ ‬أمػػا يػػي الحيػػاة الحا ػرية ياألسػػرة تكػػوف أكثػػر تعقيػػداً ‪ ،‬يالعال ػػات االجتماعيػػة واال تصػػادية والسياسػػية ‪ ،‬ممػػا يتطلػػي توايقػػا يػػي‬
‫عال ات ذلك المجتمع ( وليس تبعية كسابقو الريفي ) باإلضاية إلى طبيعة المراكز الحارية حيي تكوف مركزا للتغير االجتمػاعي‬
‫وتقبلو‪ ،‬نتيجة تعدد أنماط التفاعالت والعال ات بين األيراد‪.‬‬
‫‪ )2‬بدا‪ ٟٛٗ‬تكطٗي العىن ٔالتخصص يف اجملتىع السٖف٘‪:‬‬
‫ػاء علػى اخػتالؼ‬
‫‪ ‬يالعمل الزراعي وما يتعلق بو يمثل القيمة العليا يي الري ‪ ،‬باإلضاية إلػى أف تقسػيم العمػل والتخصػص يكػوف بن ً‬
‫السن والنوع ( ذكر ‪ ،‬أنثى ) ‪ ،‬كما أف طبيعة العمل الزراعي يي الري ال تستدعي التجديد الاامل ‪ ،‬بل الثبات النسبي ‪ ،‬أو يػي‬
‫مجاؿ محدود ‪.‬‬
‫‪ ‬يي حين أف المجتمع الحاري يكوف تقسيم العمل ييو واسعاً والتخصص متنوعاً ‪ ،‬وعليو يػالتغيرات تكػوف عديػدة وواسػعة خاصػة‬
‫يي المجتمع الحاري الصناعي ‪.‬‬
‫‪ )3‬عدً تٍٕع الٕضا‪ٟ‬ن التهٍٕلٕدٗ‪ ٛ‬لد‪ ٝ‬اجملتىع السٖف٘‪:‬‬
‫‪ ‬حيي يكتفي بوسا ل بسيطة ومحدودة تفي بمتطلبات حياتػو ‪ ،‬كػالمحراث الخاػبي الػذي يسػتخدـ مػن اآلؼ السػنين دوف تغييػر‪.‬‬
‫باإلضاية إلى عدـ إ باؿ الريفيين على الكماليات‪.‬‬
‫‪ ‬أما يي المجتمع الحاري يؤدي تنوع التكنولوجيا واستخداماتها إلى تراكمات قايية متعػددة تعجػل بعمليػة التغيػر االجتمػاعي يػي‬
‫كاية المجاالت‪.‬‬
‫‪ )4‬الجبات الٍطيب لمبٍا‪ ٞ‬االدتىاع٘ يف اجملتىع السٖف٘‪:‬‬
‫‪ ‬ويتاح ذلك جليا يي صعوبة الحراؾ االجتماعي ‪ ،‬و بات القيم والعادات المتبعة ‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى إعا ة عملية التغير‪.‬‬
‫‪ ‬بينما المجتمع الحاري يتص بديناميكية تغير البناء االجتماعي ‪ ،‬وبسرعة عملية التكي مع عملية التغير ‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪9‬‬
‫‪ ‬ياػػكل األسػػرة وحجمهػػا وعال اتهػػا ووظا فهػػا تختلػ بػػين المجتمعػػين الريفػػي ( أسػػرة ممتػػدة ) والحاػػري ( أسػػرة نوويػػة ) كمػػا أف‬
‫شخصية الريفي تذوب يػي شخصػية أسػرتو نتيجػة للاػغوط القويػة علػى األيػراد ‪ ،‬وضػع االتصػاؿ الخػارجي و ػوة التماسػك ممػا‬
‫يؤدي إلى صعوبة عملية التغير االجتماعي ييها ‪.‬‬
‫‪ ‬اختالف األضستني السٖفٗ‪ٔ ٛ‬احلضسٖ‪ ٛ‬غهالً « بٍا‪ٔٔ ًٞ‬ظٗف‪: » ٛ‬‬
‫أٔال‪ :‬وَ سٗح البٍا‪:ٞ‬‬
‫‪ )1‬األسرة الريفية غالبا ممتدة‪ ،‬والحارية نووية‬
‫‪ )2‬العال ات يي األسرة الحارية ديمقراطية ويردية ‪ ،‬والريفية عال اتها على العكس من ذلك‪.‬‬
‫‪ )3‬األسرة الريفية منعزلة عن العالم الخارجي‪ ،‬ومكتفية ذاتيا‪ .‬بعكس األسرة الحارية‪.‬‬
‫ثاٌٗا‪ :‬وَ سٗح الٕظٗف‪: ٛ‬‬
‫‪ )1‬األسرة الريفية توير احتياجاتها ذاتيا‪ ،‬بينما الحارية تعتمد على المؤسسات الخارجية يي ذلك‪.‬‬
‫‪ )2‬تختل األسرتاف الريفية والحارية يي أسلوب التنا ة االجتماعية تبعا لمستوى التعليم والقيم ‪..‬الخ ‪.‬‬
‫‪ ‬عالق‪ ٛ‬التػري االدتىاع٘ بالتػري الجكايف ‪:‬‬
‫‪ ‬عرينػا ييمػا سػػبق أف التغيػر االجتمػػاعي ىػو تبػػدؿ يحػدث يػػي بنيػة النسػق االجتمػػاعي ووظيفتػو ‪ ،‬أو ىػػو التغيػر الػػذي يصػيي البنػػاء‬
‫االجتماعي والقيم والعادات واألدوار والعال ات‪ ..‬الخ‪ ،‬يي يترة زمنية محددة‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كاف ما سبق ىو تعري التغير االجتماعي ‪ ( .‬يماىو التغيػر الثقػايي ؟ وىػل ىنػاؾ تطػابق بػين التغيػرين ؟ أـ ىمػا منفصػالف ؟ أـ‬
‫أف أحدىما يامل اآلخػر ؟ ) أسػ لة نحػاوؿ االجابػة عليهػا لتتاػح العال ػة بػين التغيػر االجتمػاعي والتغيػر الثقػايي ‪ .‬وىػذا يتطلػي‬
‫التالي ‪:‬‬
‫‪ ‬تعسٖف وفًّٕ الجكاف‪:ٛ‬‬
‫‪ ‬يعتبػػر مفهػػوـ الثقايػػة مػػن المفػػاىيم التػػي تعػػددت النظػػرة إليهػػا وخاصػػة عنػػد علمػػاء األنثروبولوجيػػا واالجتمػػاع ‪ ،‬ومػػن أىػػم تعريفػػات‬
‫الثقاية ىو تعري « تايلور » عاـ ‪2542‬ـ‪ .‬الثقاية ىي ‪:‬‬
‫‪ ( -‬ذلك الكل المركي الذي ياتمل على المعرية والفن واألدب واألخالؽ والقانوف والعادات والتقاليد واألعػراؼ والقػدرات‬
‫األخرى التي يكتسبها الفرد بوصفو عاوا يي المجتمع )‬
‫‪ ‬لقد ظل التعري السابق للثقاية (‪ )02‬سنة تقريبا ىو الوحيد ‪ ،‬إال انو اآلف يوجد الم ات من التعريفات للثقاية ‪ ،‬وذلػك ألىميتهػا‬
‫وسعة موضوعها‪ ،‬وتداخل العناصر المكونة للثقاية ‪.‬‬
‫‪ ‬ويعريها « كليرنس كيز » بذنها ‪:‬‬
‫‪ ( -‬كل ما ىو موجود لدى المجتمع من تراكمات وتغيرات اجتماعية‪ ،‬ومادية وخبرات وأدوات ورموز‪ ،‬وما إلى ذلك ) ‪.‬‬
‫‪ ‬ويعريها « جوف نورد » بذنها‪:‬‬
‫‪ ( -‬مجموع إنجازات اإلنساف واستعماالتو منذ يجر العصر الحجري ) ‪.‬‬
‫‪ ‬ومن المعلوـ أف من أىم صفات الثقاية ‪ :‬أنها ظاىرة إنسانية ‪ ،‬تراكمية ‪ ،‬متعلمة ‪ ،‬تناذ من تفاعػل األيػراد يػي المجتمػع ‪ ،‬وتنتقػل‬
‫من جيل إلى آخر ‪ .‬وعليو يالصلة بين المجتمع والثقاية شديدة الصلة بحيي ال يمكن وجود أحدىما دوف اآلخر ‪.‬‬
‫‪ ‬والسا د عن العلماء أف الثقاية لها وجهين أو مكونين ‪ :‬مادي وال مادي ‪ .‬وال يمكن الفصل بين ىذين الجانبين إال للدراسة يقط‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪10‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ( -‬التغير والتحوؿ يي أي من جانبي الثقاية « المادي ‪ ،‬أو الغير مادي » )‪.‬‬
‫‪ ‬والتغيػػر االجتمػػاعي يػػرى الػػبعض مػػن العلمػػاء أنػػو يػػي الغالػػي تغيػػر المػػادي ( أي يكػػري ) ‪ ،‬وعليػػو يػػالتغير الثقػػايي ياػػمل التغيػػر‬
‫االجتماعي ‪ ،‬ويمكن القوؿ باف ‪:‬‬
‫‪ -‬كػل تغيػر اجتمػاعي ىػو تغيػر قػايي ولػيس العكػس ‪ .‬يالبنػاء االجتمػاعي والوظيفػة والعال ػات والقػيم والعال ػات ىػي جوانػي‬
‫المادية يي المجتمع ‪ ،‬وىي جزء من مكوف الثقاية ( مادي وال مادي ) ‪.‬‬
‫‪ ‬ولكن ال يمكن الفصل بين التغير الثقايي والتغير االجتماعي ‪ ،‬يكالىما يتذ ر باآلخر ويؤ ر ييو ‪.‬‬
‫‪ ‬التػري االدتىاع٘ قدمياً ٔسدٖجاً ‪:‬‬
‫‪ ‬يختل التغير االجتماعي من مجتمع آلخر ‪ ،‬نتيجػة لالخػتالؼ الثقػايي بػين المجتمعػات ‪ ،‬كمػا أف التغيػر االجتمػاعي يختلػ يػي‬
‫المجتمع الواحد ديما وحديثا ‪ ،‬ويمكن معرية ذلك بتتبع مسيرة أية مجتمع ‪.‬‬
‫‪ ‬عٕاون اختالف التػري االدتىاع٘ قدميا ٔسدٖجا‪:‬‬
‫‪ )1‬الجٕز‪ ٚ‬الصٍاعٗ‪ :ٛ‬يقػد غيػرت األوضػاع االجتماعيػة ‪ ،‬مػن أنظمػة وعػادات و ػيم اجتماعيػة‪ ،‬يظهػرت أوضػاعا جديػدة يػي مجػاالت‬
‫ونظم اجتماعية عديدة‪ ،‬كقيمة الو ت و يمة العمل‪ ،‬والبناء األسري والسياسي واال تصادي‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬ياالختراعػػات التكنولوجيػػة المتواصػػلة أدت إلػػى تغيػػر اجتمػػاعي مسػػتمر وس ػريع ‪ ،‬يانتقلػػت المجتمعػػات مػػن البسػػاطة إلػػى التعقيػػد‬
‫والتخصػػص الػػد يق ‪ ،‬خاصػػة يػػي الػػدوؿ الصػػناعية ‪ ،‬وظهػػرت البطالػػة والص ػراع الطبقػػي والسياسػػي وزادت الهػػوة ( الفجػػوة ) بػػين‬
‫المجتمعات‪ ،‬يهناؾ ( مجتمعات نامية ‪ ،‬وصناعية ) ودوؿ عالم أوؿ و اني و الي ‪ ،‬بسبي التكنولوجيا ‪.‬‬
‫‪ )2‬االتصــاه الٕاضــع بــني اجملتىعــات املعاصــس‪ : ٚ‬نتيجػػة للتقػػدـ يػػي وسػػا ل االتصػاؿ والمواصػػالت ‪ ،‬ممػػا زاد مػػن سػػرعة عمليػػة االنتاػػار‬
‫الثقايي ‪ ،‬والى سرعة التغير االجتماعي بوجو عاـ ‪ ،‬يزادت ظاىرة الهجرة بين المجتمعات ‪ ،‬وتقاربت أغلي أنماط الحياة والتغير‬
‫بين المجتمعات ‪ ،‬يتاابهت الدوؿ الصناعية مع بعاها ‪ ،‬وكذا النامية مع بعاها ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ )1‬أصــبا الــتػري االدتىــاع٘ الٗــًٕ أضــسع ٔأعىــل‪ :‬بسػػبي الثػػورة التكنولوجيػػة ووسػػا ل االتصػػاؿ‪ ،‬وأعمػػق بحيػػي يصػػل ويطػػاؿ ي ػػات‬
‫ومجاالت عديدة يي المجتمع ‪.‬‬
‫‪ )2‬الرتابط بني الـتػريات احلالٗـ‪ ٛ‬شواوـا ٔوهاٌـا ‪ :‬يػالتغير الػذي يحػدث يػي مجتمػع يتػردد صػداه وتبنيػو يػي مجتمعػات أخػرى ويصػبح‬
‫موضة‪ ،‬بخالؼ التغير ديما الذي يحدث بصورة منفصلة ومتقطعة ىاد ة بسبي عزلة المجتمعات جغراييا و قاييا‪.‬‬
‫‪ )3‬أصبا التػري االدتىاع٘ الًٕٗ وتٕقعا يف نن ظاِس‪ : ٚ‬بمعنى أنو ال توجد ظاىرة يي المجتمعػات الحديثػة بمعػزؿ عػن احتمػاؿ التغيػر‬
‫بها‪ ،‬وذلك بسبي زواؿ العديد من معو ات التغير االجتماعي‪.‬‬
‫‪ )4‬أُ التػري الًٕٗ ذٔ طابع إزاد‪ ٙ‬رلطط ِادف وكصٕد يف أغمبْ‪ :‬يالمجتمعات اليوـ تخطط التغيػر مػن أجػل إحػداث التنميػة االجتماعيػة‬
‫بينما ديما كاف التغير ذو طابع عاوا ي وتلقا ي ‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪11‬‬
‫احملاضس‪ ٚ‬السابع‪ٔ ٛ‬اخلاوط‪ :ٛ‬الٍعسٖات الهالضٗهٗ‪ ٛ‬يف التػري االدتىاع٘‬

‫‪ ‬وكدو‪: ٛ‬‬
‫‪ ‬لقد أ بتت الدراسات االجتماعية واألنثروبولوجية منها على وجو الخصوص‪ ،‬أف لػيس ىنػاؾ مجتمعػات يػي حالػة اسػتاتيكية " ابتػة"‬
‫وإنما ىناؾ مجتمعات يي ديناميكية "تغيرية" مستمرة ‪،‬وحتى المجتمعات البدا ية منها ‪ ،‬أي اف كل المجتمعات يي تغير مستمر‪،‬‬
‫واالختالؼ يي عمومو بين المجتمعات يرجع إلى مدى التغير وسرعة العوامل المؤدية إليو‪.‬‬
‫‪ ‬وإف كػػل دراسػػة يػػي علػػم االجتمػػاع ىػػي دراسػػة تغيريػػة بػػل كػػل شػػيء ودراسػػة المجتمػػع يػػي حالػػة الثبػػات مػػن بػػاب الفرضػػية ‪ ،‬ألف‬
‫المجتمعػػات يػػي تغيػػر مسػػتمر منػػذ القػػديم وإلػػى اليػػوـ ‪ ،‬ولمػػا كػػاف التغيػػر إمػػا أف يكػػوف ضػػارا وإمػػا أف يكػػوف نايعػػا ‪ ،‬لػػذا امػػت‬
‫المجتمعات يي توجيو التغير نحو النفع والفا دة ‪ ،‬وذلك من خالؿ التوجيو السليم عن طريق التخطيط العلمي الد يق ‪ ،‬يلم يعد‬
‫التغير اليوـ تلقا يا وإنما أصبح التغير موجها نحو يا دة المجتمع يي إطار التنمية االجتماعية الااملة ‪.‬‬
‫‪ ‬وعلى ضوء ذلك‪ ،‬يإف التراث السوسيولوجي مهتم بتفسيرات مقولة التغير االجتماعي بالرجوع إلى العوامل المؤدية إليو ‪ .‬ىػل يػتم‬
‫نتيجة لعامل واحد كالعامل التكنولوجي أو األيكولوجي أو اال تصادي إلػى غيػر ذلػك ؟ أو نتيجػة لعػدة عوامػل ؟ ومػا ىػي العوامػل‬
‫األساسية منها والثانوية يي التغير ؟ م ىل يرد على صورة واحدة أو على عدة صور ؟ إلى غير ذلك من ىذه التساؤالت‪.‬‬
‫‪ ‬ويي اإلجابة عن ىذه المسا ل تعددت النظريات واختلفت االجتهادات عبر العصور ‪.‬‬
‫‪ ‬ونتيجة لذلك اختلفت المداخل يي دراسة التغير االجتماعي ‪ .‬ويمكن تمييز مدخلين ر يسيين ىما ‪:‬‬
‫‪ )1‬املدخن الفمطف٘ ( غري الطٕضٕٖٕلٕد٘ ) ‪ :‬أو غير العلمي ‪ :‬والذي ينظر إلى التغير بوصفو وحدة واحدة يي المجتمعات كاية ‪ ،‬و د‬
‫ساد ىذا االتجاه عند مفكري القرف الثامن والتاسع عار ‪.‬‬
‫‪ )2‬املدخن الطٕضٕٖٕلٕد٘ ( العمى٘ الٕاقع٘ ) ‪ :‬الذي يام نظريػات مختلفػة متباينػة يػي نظرتهػا للتغيػر االجتمػاعي ‪ ،‬ولكنهػا مبنيػة علػى‬
‫النظرة العلمية الواعية ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ )1‬الٍعسٖات الهالضٗهٗ‪ ( ٛ‬الفمطفٗ‪) ٛ‬‬
‫‪ )2‬الٍعسٖات احلدٖج‪ ( ٛ‬الطٕضٕٖٕلٕدٗ‪. ) ٛ‬‬
‫‪ ‬وتندرج تحتهما عدة أنواع من النظريات ‪ ،‬كما يوضح الاكل التالي ‪:‬‬
‫‪‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪12‬‬
‫‪ ‬الٍعسٖات الهالضٗهٗ‪ ( ٛ‬الفمطفٗ‪: ) ٛ‬‬
‫‪ ‬ىػي مجموعػة نظريػات تحػاوؿ تفسػير التغيػر االجتمػاعي ‪ ،‬وتحليػل مقولػة االجتمػاعي ‪ ،‬بنػاء علػى يػروض ‪ ،‬وتصػورات يلسػفية يػي‬
‫تفسػػيرىا لظػػاىرة التغيػػر ‪ ،‬يهػػي ال تقػػوـ علػػى البحػػي العلمػػي واإلمبريقػػي ‪ ،‬وإنمػػا دراسػػتها عبػػارة عػػن ( دراسػػة أرا كيػػة ) تنظػػر إلػػى‬
‫التغير االجتماعي نظرة عامة وواحدة يي المجتمعات كايػة ‪ ،‬وال تعطػي أىميػة الخػتالؼ المكػاف أو الزمػاف ‪ ،‬وتقػدـ أحكامػاً عامػة‬
‫وشاملة ‪ ،‬أي أنها تتحدث عن اإلنسانية وتغيرىا ككل يي الو ت الذي تدرس ييو مجتمعات جز ية ‪.‬‬
‫‪ ‬و د ال ت ىذه النظريات رواجاً واسعاً عند كثير من مفكري التغير االجتماعي نظراً لسهولتها وعموميتها ‪ ،‬ومع ذلك تعتبػر مقدمػة‬
‫الزمة ‪ ،‬وإطاراً مرجعياً للنظريات الالحقة ( النظريات السوسيولوجية ) األمر الذي أدى توجو النظريػات السوسػيولوجية يػي الو ػت‬
‫الراىن وجهة علمية منطقية ‪.‬‬
‫‪ ‬وكما تبين يإف ىذه النظريات تام مجموعة مفاىيم مختلفة ترى أف ‪ :‬التغير يذتي على صورة واحدة ‪.‬‬
‫‪ ‬و د جاءت ىذه النظريات يي البداية من بل يالسفة التاريخ ‪ ،‬م من بل علماء االجتماع يي القرنين (‪26-25‬ـ) أمثاؿ ‪:‬‬
‫‪ « -‬أوجست كونت » ‪ « ،‬وكندرسيو » ‪ « ،‬وابن خلدوف » وغيرىم ‪.‬‬
‫‪ ‬وكاف بعاهم يرى التغير بذنو تقدـ خطي ‪ ،‬ومنهم من يراه بذنو يسير على شكل دورة ‪ ،‬وآخر يصفو بالتطور ‪ ،‬وىكذا ‪.....‬‬
‫ٔتكطي ِرٓ الٍعسٖات إىل ثالث‪ ٛ‬إٌٔاع ‪:‬‬
‫‪ )3‬نظريات التطور االجتماعي ‪.‬‬ ‫‪ )2‬نظريات الدورة االجتماعية ‪.‬‬ ‫‪ )1‬نظريات التقدـ االجتماعي ‪.‬‬

‫‪ ‬ويمكن توضيحها على النحو اآلتي ‪:‬‬


‫أٔالً ‪ٌ :‬عسٖات التكدً االدتىاع٘ ‪:‬‬
‫‪ ‬تقوـ نظرية التقدـ االجتماعي على أنو يسير يي خط متصاعد‪ ،‬أي أف التغير يكوف ارتقا يا‪ .‬ويسير المجتمع ويق مراحػل محػددة‪،‬‬
‫وكل مرحلة جديدة يصلها المجتمع تكوف أيال من سابقتها‪ ،‬يالمجتمعات يي تقدـ باستمرار‪ .‬والمالحػن أف ىػذه النظريػة تعمػم‬
‫ىذا التقدـ على المجتمعات كاية‪ ،‬ومن ممثلي ىذا االتجاه‪ :‬جاف جاؾ روسو وكندرسو وأوجست كونت وغيرىم ‪.‬‬
‫‪ٌ )1‬عسٖ‪ ٛ‬داك زٔضٕ‪)1778-1712 ( :‬‬
‫‪ ‬لقد جاءت أىم أيكاره يي نظريتو عن التقدـ االجتماعي يي كتابو المعروؼ ( بالعقد االجتماعي ) و د عريت نظريتو بنظرية العقد‬
‫االجتماعي والتي من خاللها نستطيع تلمس تطور الحياة اإلنسانية يي أربع مراحل ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وىػي مرحلػة الحيػاة الفطريػػة ‪ :‬وكػاف اإلنسػاف خاضػعا للنظػػاـ الطبيعػي ‪ ،‬ومتمتعػا بحريػػة تامػة " ياإلنسػاف ػد ولػػد حػرا ولكنػو مكبػػل‬
‫باألغالؿ يي كل مكاف ‪.) ...‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وىي مرحلة الملكية الفردية واإلنتاج اليدوي يي مجػاؿ الزراعػة ‪ :‬ممػا دعػا اإلنسػاف لالسػتقرار وتاػكيل أسػرة ‪ ،‬يذخػذت العػادات‬
‫والتقاليد االجتماعية بالتبلور وأصبحت تذخذ العادات صفة الجبر ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وىػػي مرحلػػة عػػدـ المسػػاواة‪ :‬وييهػػا زاد التنػػايس والص ػراع بػػين األي ػراد والجماعػػات وأصػػبحت السػػيطرة لأل ػػوى و ػػد دعػػا ىػػذا‬
‫التاارب يي المصالح الى التفكير يي التعا د وتكوين مجتمع سياسي خاضعا لسلطة عليا ( ىي الدولة ) والحاكم‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪13‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وىػػي المرحلػػة التعا ديػػة ‪ :‬لقػػد تػػم ييهػػا التعا ػػد بػػين األي ػراد و يػػاـ التنظػػيم السياسػػي المػػنظم واختيػػار حػػاكم يحكػػم بػػإرادتهم ‪،‬‬
‫والمالحن أف « روسو » يي تصوراتو ىذه ‪ ،‬كاف يبين كيفية ياـ النظاـ السياسي وتكوين الدولة ‪ ،‬التي ىي بطبيعة الحػاؿ تاػكل‬
‫جانباً مهماً يي مجاؿ التغير االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ٔ ‬قد ٔدّت لٍعسٖ‪ ٛ‬زٔضٕ عد‪ ٚ‬اٌتكادات وٍّا ‪:‬‬
‫‪ )1‬أف نظريتو خيالية وغير وا عية ‪ ،‬يالتاريخ لم يسجل متى بدأ الناس يي التعا د أي أنها تفتقر الى سند تاريخي ‪.‬‬
‫‪ )2‬أف يكرة التعا د غير متصورة أصالً الستحالة موايقة األيراد جميعا يي اختيار حاكمهم ‪.‬‬
‫‪ )3‬تبقى الفكرة خيالية وايتراض ابل للنفي واإل بات ‪ ،‬إلى أف تقوـ دراسة علمية تثبت صحتها ‪.‬‬
‫‪ ‬ومع ذلك يإف نظريتو لها أىميتها ‪ ،‬يقد نبهت المفكرين إلى يكرة التقدـ كما أنها ساىمت يي إرساء يكرة الديمو راطية الحديثػة‬
‫حيي اعتبر كتاب " العقد االجتماعي " "إنجيل الثورة الفرنسية "‬
‫‪ٌ )2‬عسٖ‪ ٛ‬اٌطٌٕٗاُ نٌٕدزضْ ‪(1794- 1743) :‬‬
‫‪ ‬شػػرح كوندرسػػة مسػػيرة تقػػدـ اإلنسػػانية يػػي كتابػػو الاػػهير ( شػػكل تػػاريخي لتقػػدـ العقػػل الباػػري ) عػػاـ ‪2441‬ـ موضػػحاً تقػػدـ‬
‫اإلنسانية يػي خػط مسػتقيم صػاعد نحػو األياػل والكمػاؿ ‪ ،‬مػن خػالؿ مراحػل محػددة ‪ ،‬ويعتقػد أف الثقايػة والتربيػة والتعلػيم ىػي‬
‫القاعدة األساسية يي تحقيق التقدـ والنهوض بالمجتمع ‪ ،‬مع االىتماـ بدراسة المواضػيع األخال يػة والطبيعيػة ‪ ،‬ويػرى أف التػاريخ‬
‫ىو اكتااؼ وتطبيق وانين التقدـ االجتماعي وكاف ذو نظرة تفاؤلية لمراحل تقدـ اإلنسانية ‪.‬‬
‫‪ ‬والتقدـ عند « كوندرسو » عبارة عن تجميع للمعارؼ العلمية وتطبيقها ‪ ،‬وىي تساعد على التعجيل بتحسين مستوى اإلنسانية ‪،‬‬
‫وما دامت االكتاايات مستمرة يإف صفة الكماؿ للجنس الباري ستبلغ حداً كبيراً ‪.‬‬
‫‪ ‬و د سم تاريخ الحاارة إلى ( ‪ ) 22‬مراحل ‪ ،‬كل مرحلة تمثل يترة محددة يي تقدـ اإلنسانية ‪ ،‬و د طعت منهػا اإلنسػانية إلػى‬
‫نهاية القرف (‪25‬ـ) تسع مراحل ‪ ،‬وعاشرىا « مرحلة اآلماؿ » أي مستقبل اإلنسانية وتتلخص المراحل على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ )1‬املسسم‪ ٛ‬الطبٗعٗ‪ : ٛ‬وىي المرحلة التي عاشتها اإلنسانية يي البداية وتقوـ على الصناعات البدا ية‪.‬‬
‫‪ )2‬وسسم‪ ٛ‬السع٘ ٔاضت‪ٍ٠‬اع احلٕٗاُ‪.‬‬
‫‪ )3‬وسسم‪ ٛ‬الصزاع‪ :ٛ‬وييها بدأ اإلنساف يستقر ويتذمل يي مظاىر الحياة‪.‬‬
‫‪ )4‬وسسمــ‪ ٛ‬احلضــاز‪ ٚ‬الٌٕٗاٌٗــ‪ :ٛ‬و ػػد ظهػػرت ييهػػا المدينػػة عنػػد اليونػػاف كوحػػدة سياسػػية‪ ،‬و ػػد وصػػلوا الػػى الر ػػي الحاػػاري وتطبيػػق‬
‫الديمو راطية‪.‬‬
‫‪ )5‬وسسم‪ ٛ‬احلضاز‪ ٚ‬السٔواٌٗ‪ :ٛ‬و د ظهرت يكرة اإلمبراطورية والنزعة الرومانية العمليػة‪ ،‬ويكػرة الوحػدة القانونيػة التػي يرضػها الرومػاف‬
‫على الاعوب الوا عة تحت سيطرتهم‪.‬‬
‫‪ )6‬وسسم‪ ٛ‬العصٕز الٕضط‪ ٜ‬املطٗشٗ‪ :ٛ‬وىي تبتدئ من انهيػار اإلمبراطوريػة الرومانيػة عػاـ ‪143‬ـ وتنتهػي بقيػاـ الحػروب الصػليبية‪ ،‬و ػد‬
‫بين ييها حدة الصراع بين السلطتين (الزمنية والدينية ) وأ ر ذلك على مظاىر الحركة الفكرية يي أوروبا‪.‬‬
‫‪ )7‬وسسم‪ ٛ‬اإلقطاع ( النص الثاني من العصور الوسطى ) و د ظهػر ييهػا االسػتبداد مػن جانػي الحكػاـ والمحػاربين ورجػاؿ الػدين ‪،‬‬
‫وظهور طبقة غنية على حساب الطبقة الكادحة‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪14‬‬
‫‪ )8‬وسسمــ‪ ٛ‬اخــرتاع الطباعــ‪ : ٛ‬وتمتػػد مػػن القػػرف الخػػامس عاػػر حتػػى بدايػػة القػػرف السػػابع عاػػر ‪ ،‬و ػػد تميػػزت ىػػذه المرحلػػة بالنهاػػة‬
‫الفكريػػة نتيجػػة الخت ػراع الطباعػػة التػػي سػػهلت انتاػػار الكتػػي واأليكػػار عموم ػاً ‪ ،‬و ػػد انتاػػرت الحركػػات النقديػػة والفلسػػفية ‪،‬‬
‫وصاحي ذلك ياـ حركة اإلصالح الديني التي ساىمت بتدعيم الديمو راطية ‪ ،‬وانتاار اآلراء االشتراكية الخيالية التي أدت يي‬
‫النهاية إلى ياـ الحركات االجتماعية ضد استبداد الحكاـ والكنيسة ‪.‬‬
‫‪ )9‬وسسم‪ ٛ‬الجٕز‪ ٚ‬الفسٌطٗ‪ : ٛ‬ويعتبرىا « كوندرسو » عصر الحرية وإعالف حقوؽ اإلنساف ‪ ،‬واسػتحداث أسػاليي جديػدة يػي الاػؤوف‬
‫اإلنسانية والنظم االجتماعية‪.‬‬
‫‪ )10‬وسسم‪ ٛ‬اآلوـاه أٔ وطـتكبن اإلٌطـاٌٗ‪ :ٛ‬ويسػتدؿ عليهػا كوندرسػو مػن دراسػة الماضػي والحاضػر لإلنسػانية ‪ ،‬لهػذا يمكػن التنبػؤ بمػا‬
‫ستؤوؿ إليو ىذه اإلنسانية ‪ ،‬ويتحقق تطور وارتقاء ذاتي للفرد وتعم ييها المساواة بين األمم ‪ ،‬ويي ىذه المرحلػة تكػوف اإلنسػانية‬
‫د حققت ايال مراحل التقدـ بتحقيق الغايات التي تسعى اليها ‪.‬‬
‫‪ ‬ويالحن من تقسيم « كوندرسو » بذنو تاريخ اجتماعي للمجتمعات األوروبية بصفة خاصة محاوالً تعميم ما حدث يي أوروبا علػى‬
‫العالم باسره ‪ ،‬و د انفرد دوف غيره من يالسفة التاريخ ببحثو يي مستقبل اإلنسانية واسػتقراء مػا سػتكوف عليػو ‪ ،‬و ػد كػاف متفػا ال‬
‫يي نظرتو لهذا المستقبل ‪.‬‬
‫‪ ‬ويؤخذ عليو التقسيم التعسفي لتعدد المراحل وترتيبها ‪ ،‬ولهذا بقيت نظريتو يي إطار التصور الفلسفي ‪.‬‬
‫‪ٌ )3‬عسٖ‪ ٛ‬أٔدطت نٌٕت‪)1857-1779( :‬‬
‫‪ ‬يعتبر « أوجست كونت » أصحاب نظرية التقدـ الخطي من حيي اتجاه التغير ويي تفسيره للتغير يعتبر من يالسفة التاريخ‪...‬‬
‫‪ ‬لقد عاش الفوضى واالضطراب العاـ الذي صاحي الثػورة الفرنسػية ‪ ،‬يػاراد اف يصػلح المجتمػع الفرنسػي ‪ ،‬واف إصػالحو وتنظيمػو‬
‫ليست مسالو سهلو كما الحظها بعض المصػلحين يػي عصػره ‪ ،‬وإنمػا تتطلػي وضػع يلسػفو جديػده للقاػاء علػى ىػذه الفوضػى ‪،‬‬
‫و د بين اف الفوضى ىذه ناتجو عن االضطراب العقلي وىو نتيجة للفوضى يي التفكير يي معالجو الظواىر االجتماعية ويؤكػد اف‬
‫المجتمػػع كػػي يسػػتقر ويتقػػدـ بحاجػػو الػػى اتفػػاؽ عقلػػي وتوصػػل الػػى اف المجتمػػع إال صػػالح لػػو إال بتوحيػػد التفكيػػر يػػي معالجػػو‬
‫الظواىر االجتماعية بالمنهج نفسو الذي تعالج بو الظواىر الطبيعية ‪ ،‬والتوصل الى وانين تخاع لها الظواىر االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬ومػػن خػػالؿ دراسػػتو للػػديناميكا االجتماعيػػة أو ( حالػػة تغيػػر المجتمػػع ) ولالسػػتاتيكا االجتماعيػػة أو ( حالػػة بػػات المجتمػػع ) يقػػد‬
‫توصػػل الػػى ػػانوف الحػػاالت الػػثالث الػػذي دعػػاه باالكتاػػاؼ العظػػيم سػػنو ‪ ،2500‬ونظريتػػو يػػي تقػػدـ اإلنسػػانية ‪ ،‬وتعكػػس ىاتػػاف‬
‫النظريتاف مفهومو للتغير االجتماعي بوجهو عاـ ‪.‬‬
‫أٔالً ‪ :‬قإٌُ احلاالت الجالخ‪..‬‬
‫‪ ‬يرى « كونت » أف التفكير اإلنساني يي المعرية د مر يي الث مراحل ( حاالت ) وىي‪:‬‬
‫‪ )1‬احلال‪ ٛ‬الدٍٖٗ‪ ( ٛ‬الجٕٗلٕدٗ‪)ٛ‬‬
‫‪ ‬وىي المرحلة التي كانت تفسر ييها الظواىر المختلفة بعلل أوليو ‪ ،‬وتقوـ على أسلوب الفهم الديني ‪ ،‬وتتاػخص بصػفو عامػو يػي‬
‫اإللػو ‪ ،‬ويػػي األنظمػػة التػػي تتوايػػق مػػع ىػػذه العقليػػة ‪ ،‬حيػػي يكػوف للجماعػػات الدينيػػة التفػػوؽ ييهػػا وتقسػػم المرحلػػة الالىوتيػػة الػػى‬
‫الث مراحل ىي ( الو نية ‪ ،‬تعدد اآللهة ‪ ،‬التوحيد ) ‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪15‬‬
‫‪ )2‬احلال‪ ٛ‬الفمطفٗ‪ ( ٛ‬املٗتافٗصٖكٗ‪:)ٛ‬‬
‫‪ ‬وتمتػػد مػػن سػػنة ( ‪2522-2022‬ـ ) ويسػػميها بعصػػر « الثػػورات الغربيػػة » ويكػػوف تفكيػػر اإلنسػػانية وتصػػوراتها أ ػػل تاخيصػػا‪،‬‬
‫وتستبدؿ العلل األولية ‪ ،‬بعلل أكثر عمومية لها طابع الميتاييزيقية ‪ ،‬ويسيطر على عقػوؿ النػاس مػذىي يلسػفي كالحريػة المطلقػة‬
‫والخير والفايلة ‪ ..‬الخ‬
‫‪ )3‬احلال‪ ٛ‬العمىٗ‪ ( ٛ‬الٕضعٗ‪:)ٛ‬‬
‫‪ ‬وتمتػػد مػػن (‪2522‬ـ‪ -‬الػػى مػػا ال نهايػػة ) وييهػػا تفسػػر الظػػواىر بعلػػل تقػػوـ علػػى المػػنهج العلمػػي المبنػػي علػػى المالحظػػة والتجربػػة‬
‫والمقارنة التاريخية ‪ ،‬واالبتعػاد عػن العلػل المجػردة ‪ ،‬ولػذ يقػد عػ ادؿ الفكػر اإلنسػاني عػن البحػي يػي مسػذلة أصػل الظػواىر ألنهػا‬
‫مسا ل ميتاييزيقية‪.‬‬
‫‪ ‬و د اعتبر« كونت » المرحلتين السابقتين تمهيدا للمرحلة العلمية التي تعتبر أر ى منهما ‪ ،‬وىي ستؤدي الى إسعاد البارية‪ .‬و ػد‬
‫شبو « كونت» ‪:‬‬
‫‪ -‬املسسم‪ ٛ‬الالِٕتٗ‪ :ٛ‬بمرحلة طفولة الفكر الباري‪.‬‬
‫‪ٔ -‬املسسم‪ ٛ‬املٗتافٗصٖكٗ‪ :ٛ‬بمرحلة الاباب والمراىقة‪.‬‬
‫‪ٔ -‬املسسم‪ ٛ‬الٕضعٗ‪ :ٛ‬بمرحلة الرجولة واالكتماؿ‪.‬‬
‫‪ ‬وعلى ذلك يعتبر «كونت» من المدرسة الحيوية واالتجاه العاوي باكل خاص ‪.‬‬

‫بداٖ‪ ٛ‬احملاضس‪ ٚ‬اخلاوط‪ٛ‬‬


‫ثاٌٗاً ‪ :‬التكدً االدتىاع٘‪:‬‬
‫‪ ‬ويرى « كونت » اف التطور االرتقا ي الذي شهدتو اإلنسانية يبدو يي مظهرين ىما ‪:‬‬
‫‪ )1‬تكدً احلال‪ ٛ‬االدتىاعٗ‪ : ٛ‬حيػي التحسػن المسػتمر ‪ ،‬وذلػك بفاػل مػا تسػتطيع كاػفو مػن ػوانين الظػواىر االجتماعيػة ‪ ،‬يكلمػا‬
‫توصػلنا الػػى ػػانوف علمػي امكننػػا ذلػػك مػن السػػيطرة علػػى مجموعػة مػػن الظػػواىر التػي تخاػػع لػػو ‪ .‬وبػذلك يػػزداد تحكػػم اإلنسػػاف‬
‫بالحياة االجتماعية واستطاع التنبؤ بسير الظواىر وبمستقبلها ‪ .‬والتقدـ االرتقا ي يي ىػذه المرحلػة يكػوف سػريعا واضػح النتػا ج ‪،‬‬
‫خاصة يي الجاني المادي ‪.‬‬
‫‪ )2‬تكدً الطبٗع‪ ٛ‬البػسٖ‪ : ٛ‬يقد التقدـ االرتقػا ي يػي النػواحي الطبيعيػة ( يقػد تقػدـ علػم البيولوجيػا ممػا تقػدـ معػو الطػي وتحسػنت‬
‫الصحة العامة ) والنواحي العقلية ( حيي زادت درات اإلنساف ومداركػو وذكػاؤه ) والنػواحي األخال يػة ( يقػد ارتقػت وجدانياتػو‬
‫ومقاييسو الجمالية والذو ية وآدابو بعامة ) ‪.‬‬
‫‪ ‬تكٗٗي آزا‪ « ٞ‬نٌٕت» ٔاٌتكاداتّا‪:‬‬
‫‪ ‬انطلق كونت يي نظريتػو االجتماعيػة الخاصػة بالتقػدـ االجتمػاعي مػن أنػو ظػاىرة ملحوظػة يػي جميػع جوانػي المجتمػع‪ ،‬وتػم بػبطء‬
‫وماقة وتعرض الضطرابات عديدة‪ ،‬تغلبت البارية عليها وستتقدـ البارية أكثر‪.‬‬
‫‪ِ )1‬‬
‫يرجع « كونت » تطور المجتمع والظواىر االجتماعية الى تطور التفكيػر الباػري ‪ ،‬يػي حػين أف تطػور المجتمػع عواملػو عديػدة‪،‬‬
‫وتطور التفكير ىو نتيجة لتطور المجتمع ‪.‬‬
‫‪ )2‬كاف « كونت » يخلط بين مفهومي التقدـ والتطور االجتماعيين‪ ،‬يهما ليسا متراديين‪.‬‬
‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪16‬‬
‫‪ )3‬كاف « كونت » يرى أف كل مرحلة من المراحل الثالث تقوـ بعد انتهاء سابقتها‪ ،‬يي حين أف االنتهاء التاـ غير متصور‪.‬‬
‫‪ )4‬لػيس بالاػػرورة أف ينتقػػل التفكيػر اإلنسػػاني بػػنفس الترتيػػي الػذي ذكػػره ‪ ،‬يقػػد يػتم االنتقػػاؿ مػػن المرحلػػة األولػى الػػى الثالثػػة وربمػػا‬
‫مػػع بعاػػها يػػي مجتمػػع واحػػد ‪ (.‬وىػػذ مػػا يسػػمى باالسػػتقراء النػػا ص )‬ ‫يرجػػع مػػن احػػدىا ‪ ،‬و ػػد توجػػد المراحػػل الػػثالث وتتعػػاي‬
‫حيي ينطبق ما ذكره من مراحل على المجتمعات األوربية يقط ‪.‬‬
‫‪ )5‬تصور « كونت » أف تطور اإلنسانية الماطرد نحو التقدـ يي حين أف المجتمعات يصيبها التخل أحياناً ‪.‬‬
‫‪ ‬بالرغم من من ىذه االنتقادات إال أف أيكار « كونت » د أ رت باكل واضح يي كثير من المفكرين ‪ « :‬كدوركايم ‪ ،‬وسػوركين‬
‫وسبنسر » ويي النظرية االجتماعية باكل عاـ ‪.‬‬
‫ثاٌٗاً‪ٌ :‬عسٖات الدٔز‪ ٚ‬االدتىاعٗ‪: ٛ‬‬
‫‪‬ت ِ‬
‫جمػػع نظريػػات الػػدورة االجتماعيػػة علػػى أف عمليػػة التغيػػر االجتمػػاعي تسػػير باػػكل دا ػػري ػػم تنتهػػي حيػػي بػػدأت‪ ،‬وىػػي تػػرى أف‬
‫الحياة االجتماعية تسير يي حركة منتظمة‪ ،‬ولذلك يإف تغير المجتمعات يابو إلى حد كبير يي انتظامو ودوراتو نمو الكا ن الحي‬
‫ونهايتو‪ ،‬إال أنها ترى أف المجتمعات تعيد الدورة من جديد مع اختالؼ نسبي يي تعليل ىذه الدورات وبدايتها ونهايتها‪.‬‬
‫‪ ‬ويربط القا لوف بهذه النظرية بين التغير االجتماعي ودورة الحياة للكا نات العاوية‪ ،‬ويقولػوف بوجػود تطػابق بػين دورة حيػاة الفػرد‪،‬‬
‫ودورة حياة الجماعة‪ ،‬أو الدولة‪ ،‬أو الحاارة‪.‬‬
‫‪ ‬و د جاءت يي ىذا المجاؿ نظريات عديدة لكبار المفكرين والمؤرخين من أمثػاؿ (ابػن خلػدوف وشػبنجلر وييكػو وغيػرىم) وتقػوـ‬
‫ىذه النظريات على أساس أف التغير يتجو صعوداً وىبوطػاً‪ ،‬حيػي تبػدأ الػدورة مػن نقطػة معينػة يػي دورة تعػود بػالمجتمع إلػى نقطػة‬
‫ماابهة للتي بدأ منها‪ ،‬ويمكن ِذكر الث نظريات يي ىذا المجاؿ ىي ‪:‬‬
‫‪ )1‬الٍعسٖ‪ ٛ‬الدا‪ٟ‬سٖ‪ ٛ‬العاو‪ :ٛ‬التي ترى أف الثقاية ألي مجتمع تمر يي دا رة تبدأ بالميالد وتسير نحو الناج واالكتماؿ م تتجو إلى‬
‫الايخوخة ‪ ،‬ولتعود مرة للر ي والتقدـ ‪ ،‬وتخلق لنفسها قاية وتستعيد مجدىا و وتها ويمثل ىذه النظرية العامة « أبن خلدوف »‬
‫‪ )2‬الٍعسٖ‪ ٛ‬الدا‪ٟ‬سٖ‪ ٛ‬اجلص‪ : ٟٛٗ‬التي تهتم بدراسة ظاىرة اجتماعيػة معينػة يػي المجتمػع إل بػات أنهػا تسػير يػي اتجػاه دا ػري ‪ ،‬ومنتهيػة‬
‫إلى النقطة التي بدأت منها ‪ ،‬يالملكية مثالً بدأت بملكية القبلية لألراضي الزراعية ‪ ،‬وىي تعود األف إلى ملكيػة الدولػة لألراضػي‬
‫الزراعية ومااريع اإلنتاج ‪ ( ،‬كما ىو سا د يي المجتمعات االشتراكية ) ويمثل االتجاه المفكر « شبنجلر » ‪.‬‬
‫‪ )3‬الٍعسٖ‪ ٛ‬الدا‪ٟ‬سٖ‪ ٛ‬المٕلبٗ‪ : ٛ‬التي ترى أف الظواىر االجتماعيػة تسػير علػى شػكل دا ػري ولكػن يػي إطػار لػولبي بحيػي ال تعػود إلػى‬
‫النقطة التي كانت د بدأت منها‪ ،‬وإنما إلى نقطة ريبة منها‪ .‬ويمثل ىذا االتجاه المفكر اإليطالي « ييكو » ‪.‬‬
‫‪ ‬وىذه النظريات الثالث ال تػرى يػي عمليػة التغيػر االجتمػاعي علػى المػدى البعيػد أي جديػد وىػي بهػذا تكػوف ذات نظػرة تاػاؤمية‬
‫على عكس نظريات التقدـ السابقة ذات النظرة التفاؤلية ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ٌ ‬عسٖ‪ ٛ‬أبَ خمدُٔ (‪:)1406 – 1322‬‬
‫‪ ‬عرؼ « ابن خلدوف » بدراساتو العلمية وبفلسفة التاريخ و د عرض من خالؿ ذلك حقيقػة المجتمػع اإلنسػاني والعال ػة المتبادلػة‬
‫بػػين الفػػرد والمجتمػػع وصػػاحي نظريػػة يػػي علػػم االجتمػػاع وبػػين أف ظػػواىر االجتمػػاع ال تسػػير مصػػادية ‪ ،‬وإنمػػا تخاػػع لقػػوانين‬
‫اجتماعية‪.‬‬
‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪17‬‬
‫‪ ‬وينظر « ابن خلدوف » إلى المجتمع اإلنساني نظرة تحليلية وحاوؿ أف يتتبع المجتمع بالدراسة والتحليل منذ ناػذتو حتػى يسػاده‬
‫وتردده بػين الاػع والقػوة والنهػوض والسػقوط ويستقصػي مػن خػالؿ ذلػك أحػواؿ المجتمػع وعناصػر تكوينػو وتنظيمػو مػن الفػرد‬
‫والجماعة إلى السلطاف والدولة وما تقتايو سالمة المجتمع وما يؤذف بفساده وانحاللو ‪.‬‬
‫‪ ‬ويرى « ابن خلدوف » أف التاريخ الباري يسير ويق خطة معينة يحوادث مرتبطة بعاها بػبعض وأف المجتمػع الباػري شػذنو شػذف‬
‫الفرد الذي يمر بمراحل منذ والدتو وحتى وياتو وكذلك يحدث للدوؿ وأف مسيرة المجتمع تغيريػة دا ريػة تبػدأ وتنتهػي يػي النقطػة‬
‫التي كانت د بدأت منها ‪ ،‬وأف ىذه الظاىرة ( دورة المجتمع ) مستقلة عن اإلرادة اإلنسانية ‪.‬‬
‫‪ ‬و د أسهي « ابن خلدوف » يي تحديد أسباب التعا ي المنظم لدورة الظواىر العمرانية ( االجتماعية ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وبين أف النظم والظواىر العمرانية ( االجتماعية ) تتغير يي أ نػاء تطورىػا ويػي ذلػك يقػوؿ ( ومػن الغلػط الخفػي الػذىوؿ عػن تبػدؿ‬
‫األحواؿ من األمم واألجياؿ بتبدؿ العصور ومرور األياـ ‪ ،‬وذلك ألف أحواؿ األمم وعوا دىم ونحلهم ال تدوـ على وتيػرة واحػدة‬
‫ومنهاج مستقر‪ ،‬وإنما ىو اختالؼ على األيػاـ واألزمنػة وانتقػاؿ مػن حػاؿ إلػى حػاؿ ‪ ،‬وكمػا يكػوف ذلػك مػن األشػخاص واألو ػات‬
‫واألمصار يكذلك يقع يي اإلياؽ واأل طار واألزمنة والدوؿ ) ‪.‬‬
‫‪ ‬ولقد أولى « ابن خلػدوف » الناحيػة التطوريػة للمجتمػع عنايػة كبيػرة والعوامػل التػي تػؤ ر ييػو و ػد توصػل مػن دراسػتو للمجتمػع إلػى‬
‫" انوف األطوار الثال ة " األجياؿ الثال ة وىي ‪:‬‬

‫‪ )3‬طور الهرـ والايخوخة‪.‬‬ ‫‪ )2‬طور الناج واالكتماؿ‪.‬‬ ‫‪ )1‬طور الناذة والتكوين‪.‬‬

‫‪ ‬وتذتي ىذه األطوار متعا بة على غرار تطػور الفػرد الػذي يمػر بمراحػل محػددة منػذ والدتػو وحتػى وياتػو يذعمػار الػدوؿ تاػبو أعمػار‬
‫األشخاص ويؤكد أف كل طور يستغرؽ « أربعين سنو » ييكوف عمر الدولة « ما ة وعاروف سنة » ‪ .‬ويي ىذا يقوؿ ‪ ( :‬إف الدولة‬
‫يي الغالي ال تعدو أعمار ال ة أجياؿ ‪ ،‬والجيل ىو عمر شخص واحد من العمر الوسط ‪ ،‬ييكوف أربعػين الػذي ىػو انتهػاء النمػو‬
‫والناوة إلى غايتو ) وبعد يناء المجتمع يقوـ على أنقاضو مجتمع ‪ ،‬جديد يمر يي األطوار نفسها التي يمر بها المجتمع السابق‬
‫وىذا يعني أف التغير االجتماعي مستمر ويي حركة دا مة ال تنقطع ‪ ،‬و ػد عمػم ابػن خلػدوف نظريتػو علػى المجتمعػات كايػة ولػيس‬
‫على المجتمع اإلسالمي وحده ‪.‬‬
‫‪ ‬ويػػي خػػالؿ األجيػػاؿ الثال ػػة السػػابقة يمػػر « المجتمػػع بخمػػس مراحػػل » ىػػي ‪ ( :‬مرحلػػة البػػداوة ‪ ،‬مرحلػػة الملػك ‪ ،‬مرحلػػة التػػرؼ‬
‫والنعيم ‪ ،‬مرحلة الاع واالستكانة ‪ ،‬م مرحلة الفناء)‪.‬‬
‫‪ ‬و ػػد درس « اب ػػن خل ػػدوف » خص ػػا ص ك ػػل مرحل ػػة يػ ػرأى أف ‪ :‬العص ػػبية تك ػػوف دعام ػػة المجتم ػػع القبل ػػي كم ػػا أن ػػو درس العوام ػػل‬
‫الديناميكية التي تؤدي بالمجتمع القبلي إلى التطور ‪ ،‬وىذه العوامل ىي ‪ ( :‬العصبية ‪ ،‬الفايلة ‪ ،‬الدعوة الدينية ) ‪.‬‬
‫‪ ‬و ػػاـ بدراسػػة المجتمػػع المتحاػػر وىػػو ‪ :‬المجتمػػع الػػذي يصػػل إلػػى الناػػج مػػن حيػػي التنظػػيم االجتمػػاعي والسياسػػي وانف ػراد‬
‫السلطاف بالمجد والسلطة م الركوف إلى الدعة‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪18‬‬
‫‪ ‬وتعرض إلى عوامل يساد المجتمع معلأل ذلك باالنهيار اال تصادي والاػع الػديني وتوصػل إلػى ػانوف اجتمػاعي ( إف الهػرـ إذا‬
‫نزؿ بدولة ال يرتفع ) أي أف اإلصالح ال يجدي شي اً متى ىرمػت الدولػة وبالتػالي ال بػد أف تقػوـ علػى أنقاضػها دولػة أخػرى وىػذه‬
‫مسلمة ابن خلدوف ‪ ،‬ويعلل أسباب الهرـ بعوامل أساسية منها ( ضع العصبية ‪ ،‬الخراب المادي الذي يحل بها ) ‪.‬‬
‫‪ ‬ورأى من دراستو للتقدـ االجتماعي أف المراحل التطورية يصاحبها تطور ملحوظ يي أحواؿ المعياة ومتطلبات الحياة االجتماعية‬
‫و ػػد أشػػار إلػػى العوامػػل التػػي تسػػاعد يػػي سػػرعة التقػػدـ وىػػي عوامػػل ‪ ( :‬البي ػػة ‪ -‬وكثايػػة المكػػاف ‪ -‬ػػم عدالػػة الدولػػة ) وبػػين أف‬
‫الدعا م التي تقوـ عليها الدولػة أربعػة ( العصػبية والفاػيلة ‪ ،‬ودعػوة دينيػة أو مبػدأ سياسػي ‪ ،‬ػم ضػع الدولػة السػابقة) مػن أجػل‬
‫ياـ دولة جديدة على أنقاضها ‪ ،‬و د أسهي يي شرح دعا م ياـ الدولة باكل علمي‪.‬‬
‫‪ ‬وأشار إلى أف الحاارة تحدث جانباً سلبياً ‪ ،‬ألنها تدعو إلى االسترخاء والخموؿ بمعنى أنها تحمل نقياين ‪ ،‬أي تحمل ( عوامل‬
‫الر ي ‪ ،‬وعوامل الفناء )‪.‬‬
‫‪ ‬و د أكد أف الحاارة نهاية العمراف الباري و د وضح ذلك يػي نظريتػو المتعلقػة بمراحػل تطػور الدولػة واخػتالؼ أحوالهػا وخلػق‬
‫أىلها باختالؼ ىذه المراحل الخمس وىي‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وىي مرحلة الناذة – البداوة ‪ :‬واالستيالء على الملك ‪ ،‬ويقتصر ييها علػى الاػروري يػي أحػوالهم ‪ ،‬وىػي تتميػز بخاػونة العػي‬
‫األيراد ‪ ،‬وتتميز بوجود العصبية القبلية وىي األساس الذي يقوـ عليو االجتماع اإلنساني ‪.‬‬ ‫وتوح‬
‫‪ ‬ويعني بالعصبية ‪:‬‬
‫‪ -‬الاعور الذي يحس بو الفرد تجاه مػن يربطػو وإيػاه مػن نسػي أو مػا تقتاػيو عوامػل الجػوار أو الحلػ أو الػوالء مػن ضػرورة‬
‫الػدياع عنػػو ضػد الظلػػم وىػي أسػػاس التغلػي والتماسػػك بػػين األيػراد ‪ ،‬ومػػن ىػذه الناحيػػة يهػي تاػػبو األحػزاب السياسػػية يػػي‬
‫المجتمعات المعاصرة اليوـ وتؤدي إلى تماسك أيرادىا وتعاضدىم وىي التي تقرر وة الدولة واستمرار سلطانها‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وىي حالة الملك واالستبداد ‪ :‬وييها ينتقل المجتمع من حالة البداوة الى حالة الحاارة ‪ ،‬وتبدأ العصبية بالاع لدى الحكػاـ‪،‬‬
‫ويحدث يي ىذه المرحلة ما يسميو علمػاء االجتمػاع بتركػز السػلطة أو ( االنفػراد بػالحكم ) مػن بػل يػرد أو أسػرة أو ي ػة بعػد أف‬
‫كانت شا عة ‪ ،‬وعموماً ال تزوؿ العصبية تماماً يي ىذه المرحلة ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وىي مرحلة الترؼ والنعيم ‪ :‬وكما يسميها « ابن خلدوف » ( بطور الفراغ والدعة وييها ينسػى األيػراد حيػاة البػداوة ويفقػدوف ييهػا‬
‫العصبية تماماً ويركن الحكاـ إلى الدعة والترؼ ) ويستفيدوف من الدولة أكثر مما يفيدوف ‪ ،‬وتابو ىػذه المرحلػة حكومػة الطغيػاف‬
‫واالستبداد عند « أيالطوف » ‪ ،‬ويؤدي النعيم بالدولة الى الفناء‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬مرحلة القنوع والمسالمة وتقليد للحكاـ السابقين‪ :‬ويبدأ الاع يدب يي الدولة ‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪19‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬ويظهر ييها الاػع واالسػتكانة ‪ :‬ػم االنهيػار وزواؿ الدولػة يتػؤوؿ الػى االضػمحالؿ ‪ ،‬واف اإلصػالح يػي ىػذه الحالػة ال يجػدي‬
‫شي ا‪ ،‬ويقوؿ « ابن خلدوف » يي ذلك ‪ ( ..‬اذا نزؿ الهرـ بدولو يانو ال يرتفع ) وبالتالي تذتي دولو جديده وتقاي عليها‪ ،‬وىكػذا‬
‫دواليك ‪.‬‬
‫‪ ‬ويرى « ابن خلدوف » اف تلك المراحل طبيعية ألنها تناسي وطبا ع األشياء ‪ .‬و د استدؿ علػى ذلػك مػن اسػتقرا و لتػاريخ الػدوؿ‬
‫اإلسالمية المتعا بة ‪.‬‬
‫‪ ‬اخلالص‪: ٛ‬‬
‫‪ ‬يتبين من مجمل عرض أيكار « ابن خلدوف » يي التغير االجتماعي ‪ ،‬ونظرية يػي التقػدـ االجتمػاعي بوجهػو خػاص ‪ ،‬انػو صػاحي‬
‫نظريو اصليو يي علم االجتماع ‪ ،‬و د توصل الى وانين عديده يي التغير مؤكػداً علػى آليتػو ونتا جػو وكانػت صػاد و الػى حػد بعيػد‬
‫للمجتمعػػات اإلسػػالمية التػػي ػػاـ بدراسػػتها ‪ ،‬وىػػي تعكػػس بصػػدؽ األوضػػاع االجتماعيػػة التػػي كانػػت سػػا دة يػػي عصػػره ‪ ،‬وخاصػػو‬
‫بالنسبة ألىمية العصبية ‪ ،‬وتطػور المجتمػع ‪ ،‬والدولػة مػن ناحيػو عامػو ‪ ،‬واف نظريتػو تقػدـ المجتمػع يػي مراحلهػا المختلفػة تعكػس‬
‫حتميو انونيو يي التطور التاريخي ‪ ،‬اف الحاارة ىي نهاية العمراف ‪ ،‬وبعدىا يبدا المجتمع دوره جديده ‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪20‬‬
‫احملاضس‪ ٚ‬الطادض‪ :ٛ‬تابع ‪ :‬الٍعسٖات الهالضٗهٗ‪ ٛ‬يف التػري االدتىاع٘‬

‫تابع‪ :‬لـ ‪ٌ ( :‬عسٖات الدٔز‪ ٚ‬االدتىاعٗ‪) ٛ‬‬


‫‪ ‬فٗهٕ ‪:‬‬
‫‪ ‬يعتبر « ييكػو » مػن المؤسسػين األوا ػل لفلسػفة التػاريخ ‪ ،‬مػن خػالؿ ناػره لكتابػو ( مبػادئ علػم جديػد) عػاـ ‪ ،2402‬وصػاحي‬
‫نظرية « التقدـ الدا ري اللولبي » ‪ :‬التي ترى أف ‪:‬‬
‫‪ -‬التطور االجتماعي ال يسػير يػي خػط مسػتقيم ‪ ،‬أو علػى شػكل دورات مغلقػة ينتهػي ييهػا التػاريخ الػى النقطػة التػي بػدأ منهػا‪.‬‬
‫وإنما يسير التاريخ يي شكل لولبي بحيي تعلو كل دورة وتفوؽ الدورة التاريخية السابقة ‪.‬‬
‫‪ ‬و د صاغ « ييكو » انوناً عاماً لتطور المجتمعات اإلنسانية من خالؿ تحليلو للبعػد التػاريخي ‪ ،‬كمػا عػالج يػي كتابػو تػاريخ تطػور‬
‫المجتمعات اإلنسانية يقسمها الى الث مراحل متعا بة ىي ‪:‬‬

‫‪ ‬وتتميز بالطبيعة التذليهية لألشياء ‪ ،‬وأف كل يعػل و ػوؿ مسػتمد مػن اآللهػة ‪ ،‬وأف حيػاة المجتمػع تعتمػد‬
‫‪ )1‬املسسم‪ ٛ‬الدٍٖٗ‪:ٛ‬‬
‫على مقوالت دينية يي مختل مجاالتها‪.‬‬
‫‪ ‬ويبػػدو ييهػػا تعظػػيم الاػػرؼ والمغػػامرة وظهػػور الطبقػػة السياسػػية الحاكمػػة ‪ ،‬وأف الحػػق ييهػػا لأل ػػوى ‪،‬‬
‫ومث ػػاؿ ذل ػػك س ػػيادة األس ػػرة األبوي ػػة ل ػػدى الروم ػػاف حي ػػي األب ى ػػو المتص ػػرؼ ي ػػي أعا ػػاء أسػ ػرتو ‪.‬‬ ‫‪ )2‬وسسم‪ ٛ‬البطٕل‪:ٛ‬‬
‫وازدىرت يي تلك المرحلة الفنوف والفلسفة واآلداب‪.‬‬
‫‪ )3‬وسسم‪ ٛ‬اإلٌطاٌٗ‪  :ٛ‬وتتميز بالحرية السياسية ‪ ،‬والمساواة ‪ ،‬وسيادة الحقوؽ المدنية ‪ ،‬انتاار األنظمة الديمو راطية‪.‬‬

‫ومشٕظات عم‪ٌ ٜ‬عسٖ‪ « ٛ‬فٗهٕ » ‪:‬‬


‫‪ )1‬يرى أف تقدـ اإلنسانية حتمي ‪ ،‬مع حتمية مرورىا بالمراحل الثالث‪.‬‬
‫‪ )2‬نظرتو للتاريخ المجتمعات كانت نظرة كلية كغيره من يالسفة التاريخ‪.‬‬
‫‪ )3‬اعتمد على االستقراء النا ص ‪ ،‬حيي حاوؿ تعميم تطور الحاارة األوربية على كل المجتمعات‪.‬‬
‫‪ )4‬تذ ر باكل كبير بنظرية « أوجست كونت » ‪ ،‬حيي تتطابق معها‪.‬‬

‫ثالجاً‪ٌ :‬عسٖات التطٕز االدتىاع٘ ‪:‬‬


‫‪ ‬تعتبر ضمن النظريات غير االجتماعية ( غير العلمية ) يي نظرتهػا للتغيػر االجتمػاعي ‪ ،‬ألنهػا تاػبو المجتمػع بالكػا ن العاػوي يػي‬
‫تطوره ‪.‬‬
‫‪ ‬وتذ رت نظريات التطور االجتمػاعي بذيكػار « دارويػن » يػي كتابػو أصػل األنػواع ‪ ،‬وذلػك النصػ الثػاني مػن القػرف التاسػع عاػر‪،‬‬
‫يهي باألساس نظريات بيولوجية حاولت تفسير الحالة االجتماعية والنظم االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ ‬و د دـ « داروين » بعض المبادئ العامة يي نظريتو عن الناؤ واالرتقاء منها ‪:‬‬
‫‪ -‬مبدأ الصراع من أجل الوجود ‪ ،‬ومبدأ البقاء لألصلح‪ ،‬ومبدأ االنتخاب الطبيعي ‪..‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪21‬‬
‫‪‬‬
‫‪ِ ‬سبست ضبٍطس‪ً1903-1820 :‬‬
‫‪ ‬يعتبر « سبنسػر » مػن أىػم علمػاء االجتمػاع يػي القػرف ( ‪26‬ـ ) ‪ ،‬وتاػابهت نظريتػو االجتماعيػة بنظريػة « دارويػن » البيولوجيػة ‪،‬‬
‫حيي اعتبر ‪ ( :‬أف كل من الكا ن الحي والمجتمع يتطوراف من التجانس الى الالتجانس وصوال للتكامل ) ‪.‬‬
‫‪ ‬ويرى « سبنسر » أف األيعاؿ تسير ويق انوف ‪ ( :‬االتصاؿ النسبي ) أي أنها مرتبطة ببعاها ‪ ،‬وأف التخصص ىو غاية كػل تطػور‬
‫وارتقاء ‪ .‬وأخذ ىذه الفكرة من ( الكا ن العاوي ) ‪ ،‬يالمجتمع كالجسم ‪ ،‬واأليراد كذعااء الجسم يي الكا ن الحي ‪.‬‬
‫‪ ‬يالمجتمع بذيراده يي البداية يكونوف متجانسين واالختاليات بينهم غير واضحة كماً وكيفاً ‪ ،‬ولكػن عنػد زيػادة السػكاف ينقسػموف‬
‫ويتعقد المجتمع ‪ ،‬ويختفي التجانس بينهم ‪.‬‬
‫‪ ‬و ػػد أدرؾ « سبنسػػر » االخػػتالؼ يػػي العال ػػة بػػين أج ػزاء الكػػا ن الحػػي وأج ػزاء المجتمػػع ‪ ،‬يػػاألوؿ عال ػػتهم مباشػػرة ‪ ،‬يػػي حػػين‬
‫عال ة أعااء المجتمع خارجية تخاع للعادات والتقاليد واللغة ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫« سبنسر » أف الظواىر االجتماعية تتذ ر بنوعين من العوامل ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬خاصة بالفرد كتكوينو العاوي والوجداني ‪ ..‬الخ ‪.‬‬ ‫‪ )1‬داخمٗ‪:ٛ‬‬


‫‪ ‬تتعلػػق بالبي ػػة الجغراييػػة التػػي تػػؤ ر يػػي األي ػراد مػػن حيػػي الناػػاط‪ .‬أي أنهػػا تػػؤ ر يػػي النهايػػة يػػي الظػػواىر‬
‫‪ )2‬خازدٗ‪:ٛ‬‬
‫االجتماعية ‪.‬‬

‫« سبنسػر » أف تطػور نظػاـ األسػرة الػى نظػاـ القبيلػة والمدينػة والدولػة ‪ ،‬ىػو دليػل علػى تطػور وارتقػاء المجتمػع اإلنسػاني ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لكن نظرة « سبنسر » التااؤمية تفترض أف بعد كل تطور وناؤ يناء وانحالؿ ‪ ،‬ويحدث ذلك يي دورة كاملة ‪.‬‬
‫« سبنسر » تاابها بين المجتمع والكا ن العاوي يي عدة مجاالت منها ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ )1‬ىناؾ اتفاؽ بينهما يي عملية النمو التدريجي ‪.‬‬
‫تخصصاً ‪.‬‬ ‫‪ )2‬كلما زاد حجم المجتمع والكا ن العاوي ازداد البنياف تعقيداً وتركيباً وبالتالي تزداد الوظا‬
‫‪‬‬
‫‪ -‬ير يس القبيلة كاف يقوـ بوظا عديدة منها ‪ :‬الحكم والتاػريع ويػدعم العػادات والتقاليػد وغيػر ذلػك ‪ .‬يػي حػين اذا ازداد‬
‫التي كاف يقوـ بهػا علػى أعاػاء عديػدين ‪ ،‬مػن أجػل القيػاـ‬ ‫حجم القبيلة وتحولها الى مجتمع أو دولة ‪ ،‬تتوزع تلك الوظا‬
‫على خير وجو ‪ ،‬أي أف التخصص د زاد وتعقد من أجل كماؿ مسيرة المجتمعات ‪.‬‬ ‫بتك الوظا‬
‫‪ ‬ويعتقػػد « سبنسػػر » أف عمليػػة الص ػراع مػػن أجػػل البقػػاء جعلػػت كثي ػرا مػػن المجتمعػػات تتحػػد مػػع بعاػػها ‪ ،‬ممػػا جعلهػػا متكاملػػة‬
‫ومتطورة ‪ ،‬ويمكن مالحظة ذلك يي المجتمعػات المعاصػرة التػي تتكتػل مػع بعاػها تحقيقػا للتػوازف واالنسػجاـ ‪ ،‬الػذي يقػود الػى‬
‫ظهور التصنيع كدليل على االنسجاـ بين المتكتلين مع بعاهم ‪.‬‬
‫‪ ‬تكٗٗي أزا‪ « ٞ‬ضبٍطس » ‪:‬‬
‫‪ -‬دـ « سبنسر » نظرية عاوية متكاملة لتطور المجتمع ‪ ،‬لها مكانتها يي التنظير االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬أف مبدأ تابيو المجتمع بالكا ن العاوي مبدأ غير علمي لالختالؼ الكبير بينهما يي الطبا ع والقوانين ‪.‬‬
‫‪ -‬يناء المجتمعات ليس واردا كالكا ن العاوي ‪ ،‬يهي تتخل لكن ال تفنى يي المنظور القريي‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪22‬‬
‫ػػم تقػػوى ػػم‬ ‫‪ -‬البقػػاء لأل ػػوى اف جػػاز تطبيقػػو علػػى الكػػا ن الحػػي ‪ ،‬يػػذلك غيػػر وارد تمامػػا علػػى المجتمعػػات التػػي تتخل ػ‬
‫تتخل ‪ ...‬وىكذا ‪.‬‬
‫‪ ‬ما سبق من نقد لم يقلل من أىمية نظرية « سبنسر » يي تفسير تطور المجتمع ‪.‬‬
‫‪ ‬تكٗٗي عاً لمٍعسٖات الهالضٗهٗ‪:ٛ‬‬
‫‪ -‬كانػػت نظرتهػػا للتغيػػر االجتمػػاعي نظػػرة عامػػة وشػػاملة دوف تمييػػز لالخػػتالؼ الثقػػايي بػػين المجتمعػػات‪ .‬يػػيمكن القػػوؿ بذنهػػا‬
‫دراسة يلسفية للحياة االجتماعية بمظاىرىا المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬لم تقم النظريات الكالسيكية على الدراسة العلمية التجريبية‪.‬‬
‫‪ -‬تقػػوـ علػػى مبػػدأ االسػػتقراء النػػا ص‪ :‬أي تعمػػيم مسػػيرة مجتمػػع مػػن المجتمعػػات تعميمػػا مطلقػػا علػػى مسػػيرة كػػل المجتمعػػات‬
‫البارية‪ .‬يذوروبا لها تجربتها وظرويها التي تختل عن مسيرة مجتمعات أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬لكن ما سػبق مػن نقػد للنظريػات الكالسػيكية يػي تفسػير التغيػر االجتمػاعي ال يقلػل منهػا كجهػود يكريػة اجتماعيػة أسػهمت ظهػور‬
‫النظرية االجتماعية المعاصرة التي تفسر التغير االجتماعي‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪23‬‬
‫احملاضس‪ ٚ‬الطابع‪ٔ ٛ‬الجاوٍ‪ٔ ٛ‬التاضع‪ : ٛ‬الٍعسٖات العاومٗ‪ ٛ‬يف التػري االدتىاع٘‬

‫‪ ‬وكدو‪: ٛ‬‬
‫‪ ‬إف ما يقصد « بالنظريات العاملية » ىي ‪:‬‬
‫‪ « -‬تلك النظريات التي تفسػر التغيػر االجتمػاعي يػي ضػوء عامػل واحػد مػن عوامػل التغيػر ‪ ،‬كالعامػل التكنولػوجي ‪ ،‬أو العامػل‬
‫اال تصادي ‪ ،‬أو العامل األيكولوجي ‪ ...‬الخ » ‪.‬‬
‫‪ ‬وىػػي نظريػػات حديثػػة نسػػبياً مقارنػػة بالنظريػػات السػػابقة ‪ ،‬ونظػرا لكونهػػا تبنػػي أيكارىػػا يػػي الغالػػي علػػى تجػػارب علميػػة ‪ ،‬وإمبريقيػػة‬
‫( ميدانية ) ‪ ،‬لهذا اعتبرت نظريات سوسيولوجية ( علمية ) تمييزاً لها عن النظريات الفلسفية السابقة ‪.‬‬
‫‪ ‬وبطبيعة الحػاؿ يػإف ىػذه النظريػات السوسػيولوجية ليسػت واحػدة يػي إطارىػا العػاـ أو يػي معالجتهػا للتغيػر االجتمػاعي ‪ ،‬كمػا أنهػا‬
‫تتفاوت من حيي الوا عية يي التحليل والتفاوت يي درجة التذ ير على الظواىر االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ ‬غير أنو ىناؾ اختالؼ بػين آراء القػا لين بهػذه العوامػل ‪ ،‬واتفػاؽ يػي حتميػة التغيػر ولزوميتػو تلػك الحتميػة التػي تقصػر التغيػر علػى‬
‫عامل واحد يقط ‪ ،‬األمر الذي عرضها الى كثير من االنتقػادات العلميػة ‪ ،‬و ػد ذىػي « ولبػرت مػور » الػى اسػتبعاد نظريػة العامػل‬
‫الواحد يي إحداث التغير االجتماعي ويػي نظػره ( ال بػد مػن الرجػوع الػى اكثػر مػن عامػل واحػد يػي ذلػك ) ‪ ،‬وىػذه اػية سػنذتي‬
‫عليها يي التقييم العاـ لتلك العوامل ‪.‬‬

‫ٔالٍعسٖات العاومٗ‪: ِ٘ ٛ‬‬


‫‪ )3‬نظرية العامل األيكولوجي ‪.‬‬ ‫‪ )2‬نظرية العامل الديموغرايي ‪.‬‬ ‫‪ )1‬نظرية العامل التكنولوجي ‪.‬‬
‫‪ )5‬نظرية العامل الثقايي – وأنواعها ‪-‬‬ ‫‪ )4‬نظرية العامل اال تصادي ‪.‬‬

‫‪ٌ )1‬عسٖ‪ ٛ‬العاون التهٍٕلٕد٘ ‪:‬‬


‫‪ ‬ينظر الى تحديد مفهوـ التكنولوجيا نظرات متعددة تختل باختالؼ تخصص الباحثين ‪ ،‬ولهذا جاءت تعاري عديدة منها ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪ « -‬ىي الوسا ل التقنية التي يستخدمها الناس يي و ت معين من أجل التكي مع الوسط الذي يعياوف ييو » ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ « -‬دراسة التقنيات واأليكار التي تغطي المواضيع المادية أي أنها تامل الجواني المادية للثقاية » ‪.‬‬
‫‪ ‬وىن ػػاؾ م ػػن يػ ػربط ب ػػين التكنولوجي ػػا والعل ػػوـ الت ػػي ت ػػدرس ي ػػي المعاى ػػد الفني ػػة ‪ ،‬والكلي ػػات العلمي ػػة ‪ ،‬مث ػػل الهندس ػػة والميكانيك ػػا‬
‫والكهربػاء ‪ ،‬إي أنهػا تػرتبط بػػالتطبيق أكثػر مػن ارتباطهػػا بالناحيػة النظريػة ‪ .‬وال شػك اف يػػي ذلػك صػعوبة يػػي التمييػز الواضػح بػػين‬
‫ىذين العنصرين نظرا لالرتباط السببي بين النظرية والتطبيق ‪.‬‬
‫‪ ‬ويػػرى كثيػػر مػػن األي ػراد بػػذف التكنولوجيػػا ىػػي يػػن اسػػتعماالت اآلالت – التقنيػػات – أي االمػػتالؾ العلمػػي السػػتعمالها‪ ،‬واألىميػػة‬
‫المترتبة عليها‪ .‬أو ىي اآلالت وين استعمالها‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪24‬‬
‫‪ ‬العالق‪ ٛ‬بني التهٍٕلٕدٗا ٔاجملتىع ‪:‬‬
‫‪ ‬ترتبط التكنولوجيا بالمجتمع ارتباطاً و يقاً يهي ‪:‬‬
‫‪ -‬انعكاس لثقايتو المادية والفكرية وتعبير صادؽ عن تقدـ المجتمع الحااري ىذا من « ناحية االرتباط »‬
‫‪ -‬أما من « ناحية التذ ير » يالعال ة جدلية بينهما حيي يؤ ر كل منهما يي اآلخر‪.‬‬
‫‪ ‬وتامل التكنولوجيا العلم التطبيقي الذي يؤدي إلى صناعة األشياء المادية ‪ ،‬والقا لوف بالعامل التكنولوجي – النظرية التكنولوجية‬
‫يرجعوف التغيرات االجتماعية إلى التكنولوجيا ومنهم « ولياـ أوجبرف » ‪.‬‬
‫‪ ‬ويي الوا ع ال يهتم ( علم االجتماع ) بالتكنولوجيا اىتماماً مجرداً وإنما يهتم بهػا لأل ػار التػي تتركهػا يػي المجتمػع أو بمعنػى آخػر‬
‫ألىمية وظيفتها االجتماعية ‪ ،‬يصناعة السيارة مثالً كآلة ‪ ،‬تقع يي دا رة غير دا رة العلػوـ االجتماعيػة ولكػن ( معناىػا ) أي آ ارىػا‬
‫واسػتعمالها يقػع يػي دا ػػرة العلػوـ االجتماعيػة يآ ػػار السػيارة واضػحة يػػي حيػاة النػاس ومػػا يتعلػق بوظيفتهػا يػػي المجتمػع مػن حيػػي‬
‫االتصاؿ وتكوين العال ات بين األيراد وغير ذلك جهاز الهات والمذياع والكهرباء الخ إف وظيفة المخترعات المادية ىي خدمػة‬
‫الحياة االجتماعية أي إف جوىر التكنولوجيا اجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬وبطبيعة الحاؿ ال نتصور أف التكنولوجيا بوصفها آالت ىي علم اجتماع وإنما ىي علػوـ طبيعيػة وىػي يػي نهايػة األمػر قايػة ماديػة‬
‫إال أف معناىا اجتماعي وأف العال ة بين المجتمع والتكنولوجيا متبادلة يالحاجػة االجتماعيػة تتطلػي اختػراع آالت بػدورىا تحػدث‬
‫تذ يراً يي حياة المجتمع يإنتاج التكنولوجيا ووظيفتها تتعلق بحياة المجتمع عامة‪.‬‬
‫‪ ‬ومن الوجهة االجتماعية ياف ( معنى ) التكنولوجيا ىو الذي يؤ ر يي تغير المجتمع والتكنولوجيا يي األوجو التالية ‪:‬‬
‫االجتماعي ( الحاجة االجتماعية ) إلى االختراع المادي الذي يستعمل يي المجتمع‪.‬‬ ‫‪ -‬يؤدي المو‬
‫‪ -‬يؤ ر االختراع التكنولوجي يي حياة المجتمع من خالؿ استعمالو ‪.‬‬
‫‪ -‬وبفعػل عامػل االنتاػار تػؤ ر التكنولوجيػا يػي مجتمعػات لػم تسػاىم يػي عمليػة اختػراع أو االكتاػاؼ كمػا أنهػا ال تتػرؾ اآل ػػار‬
‫نفسها يي المجتمعات كاية بفعل االختالؼ الثقايي ييما بينها‪.‬‬
‫‪ ‬ويتبين من ذلك أف ‪ « :‬العال ة جدلية بين المجتمع والتكنولوجيا » ‪.‬‬
‫‪ ‬التهٍٕلٕدٗا ٔالتػري االدتىاع٘‪:‬‬
‫‪ ‬تػػرى « النظريػػة التكنولوجيػػة » أف التغيػػر االجتمػػاعي سػػببو العامػػل التكنولػػوجي أي أف التكنولوجيػػا ىػػي علػػة التغيػػر يػػي المجتمػػع ‪،‬‬
‫رجع كل التغيرات االجتماعيػة إلػى أسػباب تكنولوجيػة ‪ .‬وتتو ػ طريقػة إحػداث التغيػرات التكنولوجيػة للتغيػر االجتمػاعي علػى‬ ‫وت ِ‬
‫يهم الطبيعة العلية التي ىي يي الوا ع عبارة عػن عمليػة اضػطراديو أي أف التػذ ير التكنولػوجي ال يتو ػ عنػد إحػداث األ ػر األوؿ‬
‫بل إف التذ ير مؤديا إلى آ ار مصاحبة أو ماتقة على ىي ة سلسلة مترابطة الحلقات ولهػذا يػإف للعامػل التكنولػوجي أ ػراً مهمػاً يػي‬
‫التاريخ االجتماعي للمجتمعات ويؤدي إلى تقدمها‪.‬‬
‫‪ ‬إف وطذة االختراعات تػؤدي إلػى تػذ يرات تنتاػر يػي اتجاىػات مختلفػة تاػبو الموجػات الما يػة الناتجػة عػن التقػاء حجػر يػي المػاء‬
‫يتتاكل دوا ر متصلة وىكذا يكوف تذ ير التكنولوجيا يي الحياة االجتماعية تذ يراً متواصالً‪.‬‬
‫‪ ‬وتػػذتي التكنولوجيػػا اسػػتجابة لحاجػػات األيػراد مػػن أجػػل تحقيػػق أىدايػػو بذ ػػل جهػػد ممكػػن وبذ ػػل التكػػالي ‪ ،‬وىػػي تنػػتج لإلنسػػاف‬
‫ظروياً مناسبة من أجل راحتو وسعادتو يالوسا ل الفنية المستعملة يي الزراعة ػد أدت إلػى زيػادة اإلنتػاج وتحسػين اإلنتاجيػة والػى‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪25‬‬
‫تحسين تربية طرؽ تربيػة الماشػية ‪ ،‬يػازداد المػردود كمػا وكيفػاً ‪ ،‬وصػاحي ذلػك تحسػين يػي اال تصػاد الزراعػي وتغيػر إيجػابي يػي‬
‫الحياة الفردية بوجو عاـ‪.‬‬
‫‪ ‬و ػػد تغيػػرت العال ػػة بػػين الزراعػػة والصػػناعة وزادت الهجػػرة الريفيػػة والهجػػرة الزراعيػػة وانتعاػػت الحيػػاة يػػي المػػدف باػػكل ملمػػوس‬
‫وبذلك نستطيع القوؿ أف التغير التكنولوجي أصاب النظاـ الفردي والنظاـ االجتماعي عامة ‪.‬‬
‫‪ ‬لقد أدى التقدـ يي وسا ل االتصاؿ الى تغيرات اجتماعية بعيدة المدى ولعػل التغيػرات التػي تاػهدىا المدينػة الحديثػة ىػي نتيجػة‬
‫التكنولوجيػػا و ػػد بػػين « وليػػاـ أوجبي ػراف » بوضػػوح حػػين ػػاـ بدراسػػة تػػذ ير المػػذياع علػػى الحيػػاة االجتماعيػػة و ػػد ذىػػي الػػى أف‬
‫التكنولوجيا أدت الى تغير يي العادات والمؤسسات االجتماعية باكل واسع‪.‬‬
‫‪ ‬وتػػرى النظريػػة التكنولوجيػػة ‪ :‬أف أي اكتاػػاؼ أو اخت ػراع تقنػػي يػػؤدي مباشػػرة الػػى تغي ػرات اجتماعيػػة وا تصػػادية وسياسػػية و قاييػػة‬
‫ياكتاػػاؼ الطا ػػة الذريػػة أدى الػػى تغي ػرات عميقػػة يػػي حي ػػاة المجتمعػػات يعلػػى سػػبيل المثػػاؿ أدت الػػى حػػدوث تغيي ػرات ي ػػي‬
‫االسػػتراتيجية العسػػكرية والػػى يػػاـ عال ػػات دوليػػة جديػػدة ‪ ،‬كم ػػا أف السػػيارة أدت الػػى تغي ػرات اجتماعيػػة مهمػػة منهػػا تا ػػكيل‬
‫مؤسسات اجتماعية مثل التذمين ومدارس السيا ة وإدارة شرطة المرور ونظامو‪.‬‬
‫‪‬‬
‫عديػدة وىػي‬ ‫متعددة وتصل الى إنجػاز عملهػا بكفػاءة كبيػرة وتوجػد وظػا‬ ‫‪ )1‬التخصص يي العمل حيي تقوـ التكنولوجيا بوظا‬
‫تعمػػل علػػى إبػراز ظػػاىرة التخصػػص يػػي العمػػل وتبػػدو ىػػذه الظػػاىرة بوضػػوح كلمػػا تقػػدـ المجتمػػع يػػي الصػػناعة وتػػؤدي الػػى ظهػػور‬
‫أنظمة انونية وغير ذلك‪ .‬وللتكنولوجيا آ ار يي الحياة االجتماعية والعمالية‪.‬‬
‫‪ )2‬وتكتسي االختراعات التكنولوجية أىمية بالغػة يػي حيػاة المجتمعػات ألىميتهػا‪ ،‬و ػد روى أحػد المػؤرخين انػو يػي سػنة ‪2440‬ـ‬
‫اعلن استقالؿ أمريكا ويػي ذلػك الو ػت تقريبػاً اختػراع « جػيمس واط » اآللػة البخاريػة و ػد كػاف لهػذا االختػراع تػذ ير أوسػع مػن‬
‫إعالف االستقالؿ أي أف صدى االختراعات واالكتاايات ينتار بسرعة كبيرة‪.‬‬
‫‪ )3‬إيجػػاد الظػػاىرة اإلمبرياليػػة الناتجػػة عػػن الثػػورة الصػػناعية التػػي أدت الػػى يػػا ض يػػي اإلنتػػاج الصػػناعي األمػػر الػػذي أدى بالػػدوؿ‬
‫الصناعية الى القياـ بالبحي عن أسواؽ جديدة لتصري ىذا الفا ض وتاكيل الاػركات المتعػددة الجنسػيات والػى اسػتيطاف مػا‬
‫يعرؼ بالعالم القديم واستعماره يي نهاية األمر وترتي على ذلك إنااء ظاىرة التبعية حتى بعد االستقالؿ التي تعاني منها معظم‬
‫الدوؿ النامية اليوـ‪.‬‬
‫‪ )4‬التغير يي مجاؿ القيم االجتماعية لقد صاحي تغيرات اجتماعية عديدة المتغيرات التكنولوجية يي مجاؿ القيم االجتماعية مثػاؿ‬
‫يمة الو ت و يمة المرأة و يمة العمل وغير ذلك لقد جاءت ػيم جديػدة لتػتالءـ والعمػل الصػناعي وتػزداد التغيػرات االجتماعيػة‬
‫بزيادة التراكمات المادية وانتاارىا واف عمل اإلنساف يؤدي الى تغيره ويػرى ىيجػل ( أف اإلنسػاف وىػو يعمػل علػى تغييػر الطبيعػة‬
‫المحيطة بو يغير من طبيعتو الخاصة ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وال يعنػػي ذلػػك اف التغي ػرات يػػي المجتمػػع وليػػدة التكنولوجيػػا وإنمػػا ىنػػاؾ مػػن المػػؤ رات علػػى الحيػػاة االجتماعيػػة مػػا ينػػاظر أ ػػر‬
‫التكنولوجيا إف لم يزد عليو يي بعض األحياف مثل أ ر اال تصاد والديموغراييا كما سيوضح ييما بعد‪.‬‬
‫‪ )5‬ظه ػػور أىمي ػػة المجتمع ػػات الص ػػناعية وس ػػرعة تق ػػدمها مقارن ػػة بالمجتمع ػػات األخ ػػرى‪ .‬اف زي ػػادة التغي ػػر تقت ػػرف بم ػػدى التراكم ػػات‬
‫التكنولوجية الحاد ة يي المجتمعات الصناعية وىذا ما يفسر لنػا سػرعة التغيػر يػي المجتمعػات الصػناعية دوف غيرىػا ويػي مجػاؿ‬
‫التغير االجتماعي كمعلوؿ لعلة ( التكنولوجيا ) يمكن وضع السؤالين التاليين ‪:‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪26‬‬
‫‪ -‬وما النتا ج المترتبة على ذلك؟‬ ‫‪ -‬كي يؤدي التكنولوجيا الى التغير االجتماعي ؟‬
‫‪ ‬نستطيع أف نلمس اإلجابة على ىذين السؤالين لدى القا لين بالنظرية التكنولوجية على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬ت بنػػي أيكػػار التكنولوجيػػا علػػى القسػػمة الثنا يػػة للثقايػػة لػػدى منظػػري ىػػذا االتجػػاه أمثػػاؿ وليػػاـ أوجبػػرف ونمكػػوؼ وممفػػورد‬
‫وغيرىم‪.‬‬
‫‪ -‬يحدث تراكم مجاؿ الثقاية المادية نتيجة لعاملي االختراع واالكتااؼ باكل اسرع من الجاني الالمػادي للثقايػة يػي يتػرة‬
‫من الزمن األمر الذي يؤدي الى تخل الجاني الالمادي عػن مزامنػة ( مجػاراة ) الجانػي المػادي وىػذا األخيػر ياػكل يػي‬
‫النهاية وى دايعة لتغير الجاني الالمادي‪.‬‬
‫‪ ‬ويصطلح « أوجبرف » على تخل الجاني الالمادي عن الجاني المادي بالهوة الثقايية أو التخل الثقايي‪.‬‬

‫ٖٔرتتب عم‪ٌ ٜ‬عسٖ‪ « ٛ‬أٔدربُ » والسعتاُ ِىا ‪:‬‬


‫‌أ) إف التغيرات المادية اسرع يي تراكمها من التغيرات الالمادية‪.‬‬
‫ب) إف التغيرات المادية تصبح سبي يي تغير الثقاية الالمادية‪ .‬وترجع عملية تخل الالماديات عن الماديات يي التغير الى عػدة‬
‫‌‬
‫اسباب وىي ‪:‬‬
‫‪ )1‬الميل للمحايظة على القديم يكل الثقايات تحاوؿ أف تبقى على ترا ها الفكري خويا من التجديد‪.‬‬
‫‪ )2‬الجهل بحقيقة التجديد واالختراع وعدـ معرية طريقة استخدامو مما يؤدي بالتالي الى رياو يي النهاية‪.‬‬
‫‪ )3‬النزعة المحايظة لدى كبار السن وجمػود العػادات والتقاليػد ىػذه عقبػات أمػاـ التغيػر الالمػادي يػي حػين أف الماديػات ال‬
‫تعترضػػها مثػػل ىػػذه العقبػػات وحينمػػا يحػػدث التغيػػر المػػادي نتيجػػة لالختػراع أو اكتاػػاؼ يػػاف التغيػػر الالمػػادي يػػذتي بعػػده‬
‫بمدة من الزمن ‪.‬‬

‫‪ ‬ومػػن العلمػػاء الػػذين يقولػػوف بالنظريػػة التكنولوجيػػة العػػالم « نمكػػوؼ » الػػذي درس ا ػػر التكنولوجيػػا يػػي األسػػرة واحػػداث التغيػرات‬
‫االجتماعية ييها‪.‬‬
‫‪ ‬و د بين أف الثورة الصناعية ىي المسؤولة عن التغيػرات التػي حػد ت لألسػرة يانتقػاؿ اإلنتػاج مػن البيػت الػى المصػنع سػاعد ذلػك‬
‫على ناذة المدف الصناعية وأصبحت ذات أنماط اجتماعية متميزة من الثقاية ىػي قايػة المجتمػع الحاػري الحػديي و ػد ترتػي‬
‫على الثورة الصناعية التغيرات الجوىرية التي أصابت مختل النظم والمؤسسات داخل المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬و د أدت الثورة الصناعية الى تقليص حجم األسرة يذصبحت صغيرة نووية وا ل استقرارا من األسرة يي المجتمع الزراعي‪.‬‬

‫ٖٔس‪ « ٝ‬منهٕف » أُ العالق‪ ٛ‬بني التػري التهٍٕلٕد٘ ٔالتػري األضس‪ ٙ‬يف العىمٗات التالٗ‪: ٛ‬‬
‫‪ )1‬أدت الصػػناعة الػػى تخفػػيض أو إنهػػاء اإلنتػػاج المنزلػػي األمػػر الػػذي نجػػم عنػػو إلغػػاء الوظيفػػة التػػي كانػػت لػػألب يػػي ر اسػػة العمػػل‬
‫الزراعي واليدوي عموما‪.‬‬
‫‪ )2‬و د نتج عن عمل الرجل خارج المنزؿ أف ترؾ تدبير شؤوف البيت والتربية للمرأة يزاد سلطانها عامة‪.‬‬
‫‪ )3‬واف خروج المرأة للعمل د منحها استقاللية ا تصادية أدت الى المزيد من الحرية وتعزيز يكرة المساواة بين الجنسين‪.‬‬
‫‪ )4‬ناذت ظاىرة المدف الصناعية والمجتمعات الحارية ونمو الخدمات وإسناد ىذه الخدمات تابعة للدولة‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪27‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬إف القا لين بالنظرية التكنولوجية يي التغير يروف أف ‪:‬‬
‫‪ -‬التغيرات االجتماعية تعود الى العامل التكنولوجي وأف التكنولوجيا ىي أوؿ ما يتغيػر وأف الالماديػات ال تػزامن الماديػات يػي‬
‫تغيرىا مما ينتج بالتالي ما يسمى « بالهوة الثقايية » ‪.‬‬
‫‪ ‬ويؤكػد « أوجبيػرف » علػػى أف الثقايػة الماديػة تغيػػرت لػدى المجتمعػات الغربيػػة باػكل واضػح يػػي السػنين األخيػرة يػػي حػين بقيػػت‬
‫الثقاية الالمادية على عهدىا كالنظاـ السياسي والعا لة وبقية الالماديات ‪.‬‬
‫‪ ‬وىنػػاؾ مػػن سػػبق « أوجبيػػرف » يػػي نظريتػػو ىػػذه مثػػل « كوسػػت ومػػاكس ييبػػر وكػػارؿ مػػاركس » يػػي أف الجانػػي المػػادي أسػػبق يػػي‬
‫التغير ‪.‬‬
‫‪ ‬ويػػذىي « مػػاكيفر » يػػي أف ىنػػاؾ ظرويػاً دا مػػة تعتبػػر عوامػػل مهمػػة يػػي التغيػػر االجتمػػاعي مثػػل نظػػاـ الطبيعػػة أو العليػػة الخارجيػػة‬
‫المستقلة عػن ناػاط اإلنسػاف ويمكػن ادرج الحالػة البيولوجيػة تحػت النظػاـ ويرجػع عوامػل التغيػر الػى عػاملين أحػدىما دا ػم وىػو‬
‫نظػػاـ الطبيعػػة ودواـ ىػػذا ال يمكػػن جعلػػو صػػالحاً كعلػػة للتغيػػر يػػالتغير الجديػػد ال تفسػػره علػػة دا مػػة أي الطبيعػػة و انيهمػػا مػػا يتصػػل‬
‫بثقاية اإلنساف أي التكنولوجيا المتغيرة وىي عنده تعتبر علة التغير أي أنو يتفق مع « أوجبيرف » يي نهاية األمر‪.‬‬

‫بداٖ‪ ٛ‬احملاضس‪ ٚ‬الجاوٍ‪ٛ‬‬


‫‪ٌ )2‬عسٖ‪ ٛ‬العاون الدميٕغسايف‪:‬‬
‫‪ ‬يقصػػد بالػػديموغراييا ‪ « :‬مجموعػػة العناصػػر المتعلقػػة بالهيكػػل السػػكاني مػػن حيػػي الزيػػادة أو النقصػػاف ومػػن حيػػي الكثايػػة أو‬
‫التخلخل وكذلك التوزيع حسي الهرـ السكاني وما الى ذلك » ‪.‬‬
‫‪ ‬و د بدأ االىتماـ بالمسذلة الديموغرايية مع بداية الثػورة الصػناعية األمػر الػذي أدى إلػى زيػادة الطلػي علػى األيػدي العاملػة لكػوف‬
‫الى حد ما على عدد المااركوف ييها وعلػى‬ ‫العماؿ ياكلوف العامل المهم يي العملية اإلنتاجية ‪ ،‬وألف كل عملية إنتاجية تتو‬
‫العال ات والمتغيرات االجتماعية لهؤالء المااركوف ‪ ،‬يالظواىر االجتماعية تتذ ر بعدد األيراد الذين يذخذوف بها ‪.‬‬
‫‪ ‬وتتػذ ر الحركػػة السػػكانية بعػػاملين ىمػػا ‪( :‬عامػػل المواليػػد ‪ ،‬وعامػػل الوييػػات ‪ ،‬والهجػػرة ) وتؤكػػد الدراسػػات السػػكانية الحديثػػة علػػى‬
‫وج ػػود عال ػػة ب ػػين الس ػػكاف و ا ػػايا التخلػ ػ والتق ػػدـ ‪ ،‬أي بمس ػػذلة التغي ػػر االجتم ػػاعي عمومػ ػاً م ػػن خ ػػالؿ العال ػػة ب ػػين البن ػػاء‬
‫الديموغرايي والبناء اال تصادي بوجو عاـ ‪ ،‬واستغالؿ موارد المجتمع ومعدالت التنمية الااملة وترتبط الحركة السكانية بالحركة‬
‫اال تصادية أي ال نستطيع يهم اتجاه النمو السكاني بمنذى عن البناء اال تصادي ‪.‬‬
‫‪ ‬و ػػد أكػػد « دور كػػايم » يػػي تحليلػػو للعامػػل الػػديموغرايي والتغيػػر االجتمػػاعي علػػى أف تقسػػيم العمػػل ػػد احػػدث تغييػرات جذريػػة‬
‫وباالنتقػػاؿ مػػن التاػػامن اآللػػي الػػى التاػػامن العاػػوي ‪ ،‬ويعػػود ذلػػك الػػى الخصػػا ص السػػكانية للمجتمعػػات مػػن حيػػي الحجػػم‬
‫وتػػوزيعهم المكػػاني وطبيعػػة العمػػل الػػذي يقومػػوف بػػو مػػن زراعػػة أو صػػيد والوسػػا ل المسػػتخدمة ييػػو وكػػل التخصصػػات تػػؤدي الػػى‬
‫التكامل ويؤكد علػى اف تقسػيم العمػل وتعػدده يػرتبط بحجػم السػكاف وكثػايتهم األمػر الػى التقػدـ االجتمػاعي وبمعنػى ‪ :‬اف التقػدـ‬
‫االجتماعي يرتبط بمدى كثاية السكاف وحجمهم ‪.‬‬
‫‪ ‬ويذىي « دور كايم » يي تحليالتو لزيادة السكاف ‪:‬‬
‫‪ « -‬اف الكثاية الديموغرايية ليست سبباً يي تقسيم العمل يحسي وإنما تؤدي الى الكثاية األخال ية التي تكا يي النهاية‬
‫عػػن مػػدى حاػػارة المجتمػػع ‪ ،‬وتحػػدد السػػبي الر يسػػي للتقػػدـ ويػػي تقسػػيم العمػػل الم ػرتبط بالحاػػارة ‪ ،‬وت ػرتبط العال ػػات‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪28‬‬
‫االجتماعيػػة ارتباطػػا شػػديدا بعػػدد األيػراد الماػػاركين ييهػػا ومػػن خػػالؿ ىػػذه النظػػرة يػػاف الحاػػارة تظهػػر لػػيس باعتبارىػػا ىػػدياً‬
‫وإنما بوصفها مجاالً يمارس من خاللو األيراد وظا فهم االجتماعية ‪.‬‬

‫ٔقد تٕصن « دور كايم » اىل عالقتني ضببٗتني ‪:‬‬


‫‪ )1‬أف نمو الكثاية السكانية يصاحبو نمو العمل والكثاية األخال ية ( الحاارة )‪.‬‬
‫‪ )2‬أف تقسيم العمل والكثاية األخال ية تؤدياف بالارورة الى التقدـ اال تصادي واالجتماعي والثقايي ‪.‬‬

‫‪ ‬ويترتي على ذلك أف ‪ :‬الكثاية السػكانية التػذ ير الواسػع يػي عمليػة التغيػر االجتمػاعي وخطػط التنميػة بوجػو عػاـ ويؤيػده يػي ذلػك‬
‫« جػػورج بلنػػدي » يػػي أف ‪ « :‬العامػػل الػػديموغرايي يحػػدد المجػػاالت اال تصػػادية وتتحػػدد بموجػػي ذلػػك المالمػػح االجتماعيػػة‬
‫والثقاية للسكاف » ويؤكد على ‪ « :‬العال ة التبادلية بين العوامل الديموغرايية واال تصادية واالجتماعية وينتهي الى اف الخصا ص‬
‫السػػكانية تحػػدد القػػدرة علػػى التنميػػة وتوجيػػو التغيػػر االجتمػػاعي » و ػػد ظهػػرت نظريػػات عديػػدة ت ػربط بػػين البنػػاء الػػديموغرايي‬
‫والبناءات اال تصادية واالجتماعية والثقايية للمجتمع منها ‪:‬‬
‫‪ٌ ‬عسٖ‪ « ٛ‬دبمدا‪: » ٙ‬‬
‫‪ ‬التي تربط بين النمػو السػكاني وبػين البنػاء الطبقػي للمجتمػع مػن خػالؿ تطبيػق القػانوف العػاـ للورا ػة لػدى الكا نػات الحيػة ومػؤداه‬
‫( اذا تعرض احد األنواع الحية لالنقراض ياف الطبيعة تعمل على زيادة عدد أيراده حفاظػاً علػى النػوع مػن خطػر االنقػراض ) ويػي‬
‫األ ناء تطبيق ىذا القانوف على المجتمع وجد « دبلداي » أف خطر االنقراض يتواير لدى ‪:‬‬
‫‪ -‬أبنػػاء الطبقػػات الػػدنيا للمجتمػػع بسػػبي معاناتهػػا مػػن انخفػػاض الػػدخل وسػػوء التغذيػػة وانخفػػاض مسػػتوى الرعايػػة الصػػحية‬
‫والثقايية ‪.‬‬
‫‪ -‬أما الطبقات العليا يال تتعرض لهذا الخطر وىذا ما يفسر لديو ارتفاع نسبة الخصوبة والتوالد بين أبناء الطبقات وانخفاضػها‬
‫بين أبناء الطبقات العليا ‪.‬‬
‫‪ ‬ويي الحقيقة أف نظريػة « دبلػداي » أىملػت التفر ػة بػين معػدالت الخصػوبة وبػين معػدالت الزيػادة السػكانية ألنهػا أىملػت عامػل‬
‫الوييات ناىيك أف التوزيع الطبيعي للزيادة السكانية ال ينطبق على الوا ع يي كل األحواؿ والظروؼ‪.‬‬
‫‪ ‬وىنػاؾ مػن يػربط بػين معػدالت التوالػد وبػين الحػراؾ االجتمػاعي الرأسػػي داخػل المجتمػع علػى اعتبػار أنػو مظهػر مػن مظػاىر التغيػػر‬
‫االجتماعي ‪ ،‬ومن ىؤالء « ديمونػت » حيػي يفتػرض ‪ « :‬أف اإلنسػاف يسػعى لتقلػد المركػز االجتمػاعي العػالي ‪ ،‬ويػي سػبيل ذلػك‬
‫يكػػوف علػػى اسػػتعداد لتكػػوين عا لػػة كبيػػرة الحجػػم ‪ .‬ويػػي المجتمعػػات التػػي ال توجػػد ييهػػا عقبػػات أمػػاـ الفػػرد تحػػوؿ دوف التنقػػل‬
‫الرأسي الطبقي ‪ ،‬يقل االتجاه نحو تكوين أسر كبيرة الحجم » ‪.‬‬
‫‪ ‬ونتيجة لسيادة روح الديمو راطيػة يػي يرنسػا ‪ ،‬وعػدـ وجػود عقبػات أمػاـ التنقػل الطبقػي ‪ ،‬يػإف معػدالت المواليػد منخفاػة لػديها‬
‫على عكس ما ىو سا د يي الهند ذات النسق الطا في المتحجر الذي يحوؿ دوف التنقل الطبقي االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ ‬ويتبػػين مػػن مجمػػل اآلراء السػػابقة ‪ ،‬أف العامػػل الػػديموغرايي يق ػ وراء التغي ػرات االجتماعيػػة السػػا دة يػػي المجتمػػع ‪ ،‬بمعنػػى أف‬
‫الديموغراييا تستطيع تفسير مقولة التغير االجتماعي‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪29‬‬
‫‪ ‬ويػػي الحقيقػػة ‪ ،‬إف للعامػػل الػػديموغرايي أىميػػة يػػي التػػذ ير علػػى التغيػػر االجتمػػاعي لكنػػو ال يعتبػػر عػػامالً أساسػػياً منفػػرداً يػػي توجيػػو‬
‫التغير االجتماعي إيجابا أو سلباً ‪ ،‬بداللة االختالؼ يي التغير بين الدوؿ ذات العدد السكاني المتكايئ‪ ،‬وتاابو التغير يػي دوؿ‬
‫مختلفة الكثاية السكانية والوضع الديموغرايي بوجو عاـ‪.‬‬
‫« أف العامػػل الػػديموغرايي عنصػػر مهػػم يػػي التغيػػر االجتمػػاعي ‪ ،‬ولكػػن ال يمكػػن إرجػػاع جميػػع التغي ػرات‬ ‫‪‬‬
‫االجتماعية جميعها لو » ‪.‬‬
‫‪ٌ )3‬عسٖ‪ ٛ‬العاون اإلٖهٕلٕد٘ ‪:‬‬
‫ييهػا اإلنسػاف ‪ ،‬وتركػز الدراسػات اإليكولوجيػة علػى دراسػة‬ ‫‪ ‬تستعمل كلمة إيكولوجيا مراديػا للبي ػة الطبيعيػة والجغراييػة التػي يعػي‬
‫اآل ار المباشرة للبي ة على الحاارة المادية والفكرية للاعوب ذات الوسا ل التكنولوجية البسيطة‪.‬‬

‫ٍٖٔدزز حتت وفًّٕ «اإلٖهٕلٕدٗا » العدٖد وَ األٌٕاع‪:‬‬


‫‪ ‬التي تهتم بدراسة العال ة بين اإلنساف وبي تو‪ ،‬وأسػباب التوزيػع المكػاني والزمػاني لألشػخاص‬
‫والجماعػػات والخػػدمات يػػي ظػػل ظػػروؼ معينػػة ومتغيػػرة الػػى جانػػي دراسػػة العوامػػل المرتبطػػة‬ ‫‪ )1‬اإلٖهٕلٕدٗا البػسٖ‪:ٛ‬‬
‫بتغير نماذج ىذه التوزيعات‪.‬‬
‫‪ ‬وتهػ ػػتم بتوزيػ ػػع الجماعػ ػػات الاػ ػػرورية وتاػ ػػكيلها السػ ػػتغالؿ المػ ػػوارد الطبيعيػ ػػة‪ ،‬مػ ػػع العنايػ ػػة‬
‫‪ )2‬اإلٖهٕلٕدٗا االدتىاعٗ‪:ٛ‬‬
‫بالعال ات غير المباشرة التي تنتج عن ىذه التجمعات‪.‬‬
‫‪ ‬وىناؾ اإليكولوجيا الحارية وغيرىا‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫يفسروف التغير االجتماعي على أساس ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ « -‬ظروؼ خارجية مفروضة على المجتمع ناتجة عن البي ة الجغرايية » ‪ .‬و د ربط العالم « بيرجس » بين الظواىر االجتماعيػة‬
‫والمن ػػاطق الطبيعي ػػة ي ػػي المدين ػػة ‪ ،‬مؤك ػػداً عل ػػى أف المن ػػاطق المتخلف ػػة ي ػػي المدين ػػة تعتب ػػر مكانػ ػاً طبيعيػ ػاً للجريم ػػة واألمػ ػراض‬
‫والفساد ‪ .. .‬الخ ‪.‬‬
‫‪ ‬وتحاوؿ الدراسات اإليكولوجية الكا عن شواىد عديدة يي وجود يروؽ جوىرية بين سكاف األرياؼ وسكاف المػدف ‪ .‬بػل عػن‬
‫يروؽ جوىرية داخل المدف نفسها ‪ ،‬كما يعل علماء مثل « بارؾ وشومبار » وغيرىما ‪.‬‬
‫‪ ‬كما اىتم العػالم العربػي « ابػن خلػدوف » بتػذ ير البي ػة الطبيعيػة علػى العمػراف الباػري يػي أكثػر مػن موضػع يػي مقدمتػو الاػهيرة ‪،‬‬
‫وكاف يفسر « كثرة السكاف و لتهم بالعوامل المناخية » ‪ ،‬يزيادة السكاف ترتبط باعتداؿ المناخ والعكس صحيح ‪.‬‬
‫‪ ‬كمػػا ربػػط « ابػػن خلػػدوف » بػػين الهػػواء وأخػػالؽ الباػػر ‪ ،‬كمػػا أف طبيعػػة الظػػواىر االجتماعيػػة والنفسػػية للسػػكاف وإنتػػاجهم تتػػذ ر‬
‫بالعوامل البي ية ‪ ،‬بذلك يكوف « ابن خلدوف » من ممثلي نظرية العامل اإليكولوجي يي التغير االجتماعي ‪.‬‬
‫أف نظرية العامل التكنولػوجي ترجػع التغيػرات االجتماعيػة الػى العوامػل البي يػة المختلفػة التػي تػؤ ر يػي الناػاط‬ ‫‪‬‬
‫والحياة االجتماعية والثقاييػة عمومػا ‪ ،‬وأف ىنػاؾ عال ػة بػين النظػاـ اإليكولوجيػة والػنظم االجتماعيػة األخػرى ‪ ،‬وىػي عال ػة سػببية‬
‫تذ يرية‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪30‬‬
‫‪ :‬بذف صر ظاىرة التغير االجتماعي على العامل البي ي يقط ييو مبالغة شديدة ‪ ،‬وال تقدـ تفسػيراً لظػاىرة التغيػر‬ ‫‪‬‬
‫االجتماعي ‪ ،‬وذلك لألسباب التالية ‪:‬‬
‫‪ )1‬أف تذ ير البي ة يكوف ويا كلما كاف المجتمع بسيطا ال يستخدـ التكنولوجيا باكل كبير‪.‬‬
‫‪ )2‬أف التذ ر متبادؿ بين البي ة الطبيعية والظواىر االجتماعية‪.‬‬
‫‪ )3‬أنو البد لوجود عوامل أخرى ال تتعلق بالبي ة الطبيعية يقط‪ ،‬وذلك لتفسير التغيرات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ )4‬توجد نظما اجتماعية متاابهة يي المجتمعات بالرغم من تفاوت البي ة بينهما ‪ ،‬والعكس‪.‬‬
‫‪ ‬وعليو ‪ :‬يبالرغم من أىمية العامل اإليكولوجي إال أنو ال يفسر التغير االجتماعي لوحده ‪.‬‬
‫‪ٌ )4‬عسٖ‪ ٛ‬العاون االقتصاد‪: ٙ‬‬
‫‪ ‬تعتم ػػد النظري ػػة اال تص ػػادية ي ػػي تفس ػػيرىا لعملي ػػة التغي ػػر االجتم ػػاعي عل ػػى البن ػػاء اال تص ػػادي للمجتم ػػع ‪ ،‬وت ػػذ ره عل ػػى العال ػػات‬
‫االجتماعيػػة التػػي تناػػذ بػػين األي ػراد والجماعػػات ‪ ،‬أي تػػذ ير النػػواحي الماديػػة علػػى المجػػاالت االجتماعيػػة ‪ ،‬حيػػي أف الناػػاط‬
‫اال تصادي يتحكم يي حياة المجتمع السياسية والفكرية وليس العكس‪.‬‬
‫‪ ‬وتعرؼ النظرية اال تصادية بالنظريػة الماركسػية يػي أدبيػات التغيػر االجتمػاعي ‪ ،‬وىػي تتبنػى مقولػة « الحتميػة اال تصػادية » ‪ :‬التػي‬
‫تػػرى أف العامػػل اال تصػػادي ىػػو المحػػدد األساسػػي لبنػػاء المجتمػػع وتطػػوره ‪ .‬ويتكػػوف أساسػػا مػػن الوسػػا ل التكنولوجيػػة ‪ ،‬ويحػػدد‬
‫النظاـ االجتماعي والعال ات يي المجتمع ‪.‬‬

‫ٔتعترب ٌعسٖ‪ ٛ‬العاون االقتصاد‪ ٙ‬يف التػري االدتىاع٘ أُ « لمىذتىع بٍا‪ٞ‬اُ » ‪:‬‬
‫‪ ‬وىو اال تصاد الذي يؤ ر يي البناء الفو ي الذي يتكوف من بقية نظم المجتمع وياكلها‪.‬‬ ‫‪ )1‬بٍا‪ ٞ‬حتيت‪:‬‬
‫‪ ‬ويتكوف من األنظمة السياسي واألخال ي والقانوني ‪ ، ..‬أي البناء االجتماعي عموماً ‪.‬‬ ‫‪ )2‬بٍا‪ ٞ‬فٕق٘‪:‬‬

‫‪ ‬ويرى « بوتومور » أف ‪:‬‬


‫‪ -‬النظرية اال تصادية الماركسية يي التغير االجتماعي تعطي اىتماماً كبيراً لعنصرين من عناصر الحياة االجتماعية ‪ ،‬وىما ‪:‬‬

‫‪ ‬وأن ػػو ي ػػي ك ػػل مرحل ػػة م ػػن تط ػػور ػػوى اإلنت ػػاج ‪ ،‬يس ػػود أس ػػلوب مع ػػين لإلنت ػػاج ‪ ،‬وطبيع ػػة مح ػػددة‬
‫للعال ػػات االجتماعيػػة يسػػود ييهػػا صػراع بػػين الطبقػػة المسػػيطرة التػػي تملػػك وسػػا ل اإلنتػػاج ‪ ،‬وبػػين‬
‫الطبقة العاملة ‪.‬‬
‫‪ )1‬منـــــٕ التهٍٕلٕدٗـــــا‬
‫ٔتضي قٕ‪ ٝ‬اإلٌتاز ‪:‬‬
‫( قٕ‪ ٝ‬اإلٌتاز )‬
‫‪ )1‬آالت اإلنتاج التي تنتج بواسطتها وسا ل الحياة المادية‪.‬‬
‫‪ )2‬عدد األيراد الذين يستخدموف اآلالت لإلنتاج‪.‬‬
‫‪ )3‬المعارؼ التقنية الارورية‪ ،‬وعادات العمل المكتسبة ونوع العمل(يكري أو يدوي)‪.‬‬
‫‪ ‬ويقصد بها ‪ « :‬العال ات القا مة بين األيراد خالؿ عملية اإلنتاج » ‪ ،‬وىػي إمػا أف تكػوف عال ػات‬
‫‪ )2‬عالقات اإلٌتاز ‪:‬‬
‫تعاوف وتعاضد ‪ ،‬أو عال ات سيطرة وخاوع ييها استغالؿ من البعض للبعض األخر ‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪31‬‬
‫أف النظريػػة اال تصػػادية « الماركسػػية » تعػػالج التغيػػر االجتمػػاعي مػػن خػػالؿ التنػػا ض داخػػل البنػػاء االجتمػػاعي‬ ‫‪‬‬
‫( المجتمع ) ‪ ،‬التنا ض بين الطبقات ‪ .‬وإف البناء التحتػي يػي المجتمػع ( اال تصػاد ) ىػو الػذي يحػدد وضػع المجتمػع التػاريخي‬
‫وبنا و االجتماعي ‪ ،‬ويكوف التغير يي ىذه الحالة حتمياً ‪.‬‬

‫ٌكد ٌعسٖ‪ « ٛ‬العاون االقتصاد‪ » ٙ‬يف التػري االدتىاع٘ ‪:‬‬


‫‪ )1‬أنها تبسط التغير االجتماعي وتعزوه الى العامل اال تصادي وتتجاىل العوامل األخرى‪.‬‬
‫‪ )2‬لم توضح االرتباطات الصارمة يي عال ة البناء التحتي والبناء الفو ي بالمجتمع‪.‬‬
‫‪ )3‬كثيرا من تنبؤات « ماركس » لم تتحقق خاصة يي انتصار طبقة البروليتاريا الكادحة ‪.‬‬

‫بداٖ‪ ٛ‬احملاضس‪ ٚ‬التاضع‪ٛ‬‬


‫‪ٌ )5‬عسٖات العاون الجكايف ‪:‬‬
‫‪ ‬تختل المجتمعات عن بعاها باختالؼ الثقاية التي تميز بين الاعوب ‪ ،‬كما أف الثقاية تختلػ النظػرة اليهػا ‪ ،‬وتتعػد تعاريفهػا ‪.‬‬
‫ياأليكػػار والقػػيم واأليػػديولوجيا وغيرىػػا تعتبػػر مػػن ميكانيزمػػات التغيػػر االجتمػػاعي عنػػد القػػا لين بهػػذه النظريػػة ‪ ،‬ولمػػا كانػػت النظريػػة‬
‫تنار لذا تعتبر سبباً يي تغير مجاالت عديدة يي المجتمع ويي غيره من المجتمعات األخرى ‪ ،‬يحينما يتبنى مجتمػع يمػا معينػة‬
‫يإنها تؤ ر يي نظر أيراده نحو العال ات االجتماعية القا مة بينهم ‪ ،‬ويي اتجاىاتهم باكل عاـ‪.‬‬
‫‪ ‬ولقد أدت كثير من الحركات الفكريػة الػى تغيػرات اجتماعيػة واسػعة مثػل حركػة ‪ « :‬النهاػة األوروبيػة ‪ ،‬ويلسػفة الثػورة الفرنسػية ‪،‬‬
‫وغيرىا من الحركات االجتماعية والسياسية والدينية » ‪.‬‬
‫‪ ‬كما أف الثقاية تعتبر عامالً للمنايسة االجتماعيػة بمػا ينػتج عنهػا مػن صػراع يكػري بػين الف ػات المختلفػة يػي المجتمػع ممػا يػؤدي‬
‫بالتالي الى حدوث تغير اجتماعي جديد‪.‬‬
‫‪ ‬وتنطوي تحت اطار العامل الثقايي اتجاىػات عديػدة يجمعهػا خػيط واحػد وىػو ولهػا ‪ « :‬أف العناصػر الثقػايي تتفاعػل مػع بعاػها‬
‫مؤدية الى التغير الثقايي ‪ ،‬ولكنها تختل حوؿ الطريقة المؤدية اليو ‪ ،‬غير أف الثقاية حقالً محورياً بينها » ‪.‬‬

‫ٔميهَ سصس االعاِات الكا‪ٟ‬م‪ ٛ‬بالعاون الجكايف يف التػري يف ثالث‪ ٛ‬اعاِات ز‪ٟٗ‬طٗ‪:ِ٘ ٛ‬‬
‫‪ )3‬نظرية الصراع الثقايي ‪.‬‬ ‫‪ )2‬نظرية االرتباط الثقايي ‪.‬‬ ‫‪ )1‬نظرية االنتاار الثقايي ‪.‬‬

‫‪ ‬وىي تركز على آليات التغير الثقايي ومصادرة‪ ،‬وىل ىي داخلية أـ خارجية ؟ وكي يكوف ذلك ؟‬
‫‪ ‬وسنعرض آراء ىذه النظريات المتاابهة المختلفة على النحو التالي ‪:‬‬
‫أٔالً ‪ٌ :‬عسٖ‪ ٛ‬االٌتػاز الجكايف ‪:‬‬
‫‪ ‬تنطلق النظرية االنتاارية من أف ‪ « :‬التغير الثقايي يرجػع الػى عامػل االنتاػار » ‪ ،‬ياالنتاػار عمليػة تنتاػر بموجبهػا سػمات قاييػة‬
‫من منطقة الى أخرى‪ ،‬والى أف تعم تلك السمات أنحاء العالم ‪ ،‬ال ف من سمات الثقاية االنتاار‪.‬‬
‫‪ ‬وتميز ىذه النظرية « بػين انتقػاؿ التػراث وانتاػاره » ‪ ،‬ييعنػي األوؿ ‪ :‬االنتقػاؿ الثقػايي عبػر األجيػاؿ ( مػن جيػل الػى آخػر) داخػل‬
‫المجتمع ‪ ،‬أما الثاني يهو يعني ‪ :‬انتقاؿ سمات قايية من مجتمع الػى آخػر ‪ ،‬وبمعنػى آخػر أف التػراث يعمػل ويػق عامػل الػزمن ‪،‬‬
‫بينما االنتاار يعمل ويق عامل المكاف ‪.‬‬
‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪32‬‬
‫‪ ‬وترجع ىذه النظرية التغيرات التي تحدث يي مجتمع ‪ ،‬انمار تذتي نتيجة استعارة سمات قايية من مجتمع ػاف ‪ ،‬أي أف التغيػرات‬
‫الثقايية ترجع يي مصدرىا الى قاية أخرى ‪.‬‬
‫‪ ‬انطال اً من ذلك تبني النظرية أيكارىا على عامل االنتاار وىو كل الحاالت ال يعني انتقاؿ األيراد وإنما انتقاؿ السمات الثقايية‬
‫‪ ‬و د جاء مصطلح االنتاار الثقايي يي كتابات علماء األنثروبولوجيا حيي ذىػي « تػايلور » يػي كتابػة ( الثقايػة البدا يػة ) الػى أف‬
‫يكرة االنتاار الثقايي جاءت لتكا عن سر التاػابو لكثيػر مػن السػمات والعناصػر القاييػة يػي مجتمعػات متباعػدة عػن بعاػها‬
‫مرجعاً ذلك التاابو الى انتاار وانتقالها من مصدر واحد أو من عدد المصادر نتيجة لالتصاؿ الثقايي بين تلك المجتمعات و د‬
‫تكوف ىجرة العنصر الثقايي كاملة أو جز ية‪.‬‬
‫‪ ‬وتعتمػػد عمليػػة االنتاػػار علػػى عامػػل االخت ػراع الػػذي يعتبػػر أصػػل الثقايػػة الجديػػدة ويػػؤدي يػػي النهايػػة الػػى اسػػتمرارية بنػػاء الثقايػػة‬
‫وحفظها من الفناء ‪ ،‬وأما آليات االنتاار يهي متعددة منها ‪ « :‬الهجرة واالستعمار والثورة وغيرىا » ‪ ،‬وال تخلو عملية االنتاار‬
‫من وجود عوا ق ‪ ،‬األمر الذي يؤدي الى مقاومة الثقاية المستعمرة وإبطاء عملية التغير عموماً ‪.‬‬
‫‪ ‬ويبدو ذلك بوضوح حينما تترسخ عناصر قايية يي مجتمع يانػو يػي ىػذه الحالػة يصػعي إحػالؿ عناصػر جديػدة لتذخػذ مكانػاً يػي‬
‫النسق القا م ‪.‬‬
‫‪ ‬ويي كل الحاالت يمكن مالحظػة العناصػر المعو ػة لالنتاػار ‪ ،‬وىػي تركػز علػى انتقػاؿ الثقايػة سػواء عػن طريػق النقػل أـ الغػزو أـ‬
‫االسػػتعارة متتبعػػة انتقػػاؿ العناصػػر الثقاييػػة عبػػر المكػػاف وتػػرى اف الهجػػرة تػػؤدي الػػى انتقػػاؿ وحػػدات قاييػػة كبيػػرة ‪ ،‬وأمػػا االسػػتعارة‬
‫يتؤدي الى انتقاؿ وحدات قايية بسيطة ال تحدث يي البداية تغيراً يذكر يي المجتمع الجديد ‪.‬‬
‫‪ ‬ونظرا لسعة مجاؿ االنتاار الثقايي وتعدد آلياتو يقد وجدت مدارس مختلفة يي أنحاء العالم ويمكن تمييز الث مدارس ىي ‪:‬‬

‫‪ ‬بزعامػػة « جرايبنػػر » وىػػي تبػػين وجػػود سػػبع أو مػػاني نمػػاذج قاييػػة اصػػليو يػػي العػػالم ذات طػػابع‬
‫منسجم ومستقل ػم انتاػرت يػي أرجػاء العػالم بفعػل عامػل االنتاػار ‪ ،‬وكػاف انتاػار كػل قايػة أمػا‬ ‫‪ )1‬املدزضـــــ‪ ٛ‬األملاٌٗـــــ‪ٛ‬‬
‫جز يػػا أو كليػػا ‪ .‬وتنظػػر الػػى دراسػػة الحيػػاة البدا يػػة باعتبارىػػا مفتاحػػا لفهػػم االتصػػاؿ بػػين الثقايػػات‬ ‫الٍىطأٖ‪:ٛ‬‬
‫المعاصرة ‪.‬‬
‫‪ ‬بزعامة « اليوت سميي وبػري » ‪ ،‬وىػي تقػوؿ بمصػدر واحػد للثقايػة وىػي « الحاػارة المصػرية »‬
‫‪ )2‬املدزض‪ ٛ‬اإلزلمٗصٖ‪:ٛ‬‬
‫التي عمت العالم الى اف جاءت « الحاارة اليونانية » وحلت مكانها ‪.‬‬
‫‪ ‬بزعامػػة « الفػػرد كروبيػػر ‪ ،‬وبػػواس » وىػػي تهػػتم باآل ػػار المترتبػػة علػػى عمليػػة االنتاػػار الثقػػايي يػػي‬
‫المجتمعػػات ‪ ،‬و ػػد حاولػػت ىػػذه المدرسػػة تاليػػي الػػنقص واألخطػػاء التػػي و عػػت ييهػػا المدرسػػتاف‬ ‫‪ )3‬املدزض‪ ٛ‬األوسٖهٗ‪:ٛ‬‬
‫السابقتاف من حيي انطال هما من بداية تجريبية متواضعة ومن يروض منتقاة ‪.‬‬

‫‪ ‬تكٗٗي ‪:‬‬
‫‪ ‬يتبين من كل ما سبق أف النظرية االنتاارية تؤكد على االنتاار الثقايي بوصفو عامالً للتغير االجتماعي ‪ ،‬وأدت الػى االىتمػاـ مػن‬
‫جديد بتاريخ الثقاية ‪ ،‬ودراسة الروابط الثقايية بين المجتمعات ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪33‬‬
‫اف التركيز على العامل الخارجي يي عملية التغير االجتماعي ينفي العوامل الداخليػة التػي تػؤدي الػى التغيػر ‪ ،‬وإلغػاء لفاعليػة‬ ‫‪‬‬
‫المجتمع وآليات التغير ييو ‪ ،‬ويحرـ المجتمع من االبتكار واالكتااؼ ‪ ،‬وىذا ينايي الحقيقػة الوا عيػة ‪ ،‬حيػي أف القػيم السػا دة‬
‫واأليدولوجيات وكل عناصر الثقاية تتفاعل وتؤدي بالتالي الى التغير ‪.‬‬
‫إف عامل اإلرادة يي التعبير عامالً مهماً يي الو ت الذي يكوف مهمالً لدى االنتااريين ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومػػن جهػػة أخػػرى لػػم يفسػػر االنتاػػاريوف كيػ ولمػػاذا تنتاػػر السػػمات الثقاييػػة مػػن مجتمػػع دوف آخػػر والػػى مجتمػػع دوف‬ ‫‪‬‬
‫آخر ؟ األمر الذي كاف مهمالً عندىم كما أنهم لم يفسروا أسباب انتاار الثقاية ‪.‬‬
‫‪ ‬ولم ينتبو االنتااريوف الى عملية الثقاية ‪ ،‬وىػي عمليػة معقػدة ‪ ،‬يػي الو ػت الػذي ذىبػوا ييػو إلػى االنتقػاؿ يكػوف ميكانيكيػاً ‪ ،‬ويػي‬
‫ذلك تبسيط لعملية االنتقاؿ واالستقباؿ الثقايي ‪ .‬كما أف النتا ج التي توصلوا اليها ال تخدـ نظرية عامة يي التغير الثقايي ‪.‬‬
‫ثاٌٗا‪ٌ :‬عسٖ‪ ٛ‬االزتباط الجكايف‪:‬‬
‫‪ ‬ترجػػع نظريػػة االرتبػػاط الثقػػايي التغيػػر االجتمػػاعي الػػى « عوامػػل داخليػػة بػػالمجتمع » ‪ ،‬وىػػذا علػػى عكػػس مػػا ذىبػػت اليػػو نظريػػة‬
‫االنتاار الثقايي ‪ .‬كما أنها ترى أف « التغير االجتماعي يذتي من العناصر الكا نة يي المجتمع وليس من خارجو » ‪.‬‬
‫‪ ‬ويمثل ىذا االتجاه العالِم « سوروكين » يي كتابو ( الػديناميات الثقاييػة واالجتماعيػة ) ويتفػق « سػوروكين » مػع المػؤرخين يػي أف‬
‫ىناؾ جواني يريدة غير متكررة يي التغير االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ ‬ويرى « سػوروكين » أف االتجػاه العػاـ للتغيػر االجتمػاعي « يذخػذ شػكل التقػدـ الماػطرد حتػى يصػل الػى حػد معػين ‪ ،‬ػم يحػدث‬
‫جمود ‪ ،‬م نكوص الى حد معين ‪ ،‬م يرتد التغير الثقايي الى االتجاه المااد اإليجابي » ‪.‬‬
‫‪ ‬وتقوـ نظرية « سوروكين » يي االرتباط الثقايي على مبدأين أساسيين ىما ‪:‬‬

‫‪ ‬ويقوـ على حتمية التغير يي المجتمع‪ ،‬وأف كل المجتمعات يي تغير مستمر‪ ،‬حتػى ولػو بػدت ابتػة‬
‫من الخارج‪ .‬وأف التغير يتم يي شكل حلقات متصلة مترابطة تتذ ر وتؤ ر‪.‬‬ ‫‪ )1‬وبـــــــــدأ الــــــــــتػري‬
‫‪ ‬ويؤكد أف تغيػر النظػاـ االجتمػاعي إنمػا يكػوف نتيجػة لسلسػلة مػن التغيػرات التراكميػة المورو ػة التػي‬ ‫الداخم٘ املٕزٔخ ‪:‬‬
‫تحدد مستقبل التغير‪.‬‬
‫‪ ‬ويقػػوـ علػػى حديػػة العال ػػة السػػببية بػػين المتغي ػرات المترابطػػة يػػي تحديػػد عمليػػة التغيػػر‪ ،‬ويػػي اطػػار‬
‫الممكنات المختلفة للمتباينات األساسية لألنظمة االجتماعية‪ .‬يالنظاـ اال تصادي يتغير يي ضػوء‬
‫‪ )2‬وبــــــــدأ احلدٖــــــــ‪ٛ‬‬
‫المتباينات التالية‪ :‬الصيد‪ ،‬الرعي‪ ،‬الزراعة‪ ،‬التجارة‪ ،‬الصناعة‪ .‬يهذه المتباينات تتكرر عبػر العصػور‬
‫يف التػري‪:‬‬
‫دوف أف تسير سيرا مستقيما‪ .‬ويقرر سوروكين‪ :‬أف الثقاية ال تفنى‪ ،‬وإنما تتحوؿ أو تمتص لكنها ال‬
‫تفنى‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪ ‬أنو بسط من عملية التغير الثقايي و صرىا يي عامػل واحػد مػن ( داخػل الثقايػة ) ذاتهػا ‪ ،‬وىػذا ييػو إىمػاؿ لعامػل مهػم يػي التغيػر‬
‫الثقايي إال وىو عامل االنتاار الذي ىو من أىم خصا ص الثقاية ‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪34‬‬
‫ثالجاً‪ٌ :‬عسٖ‪ ٛ‬الصساع الجكايف ‪( :‬املتٍاقضات الجكافٗ‪)ٛ‬‬
‫‪ ‬تا ػػم نظري ػػة الصػ ػراع اتجاى ػػات عدي ػػدة ي ػػي تفس ػػير التغي ػػر االجتم ػػاعي ‪ ،‬منه ػػا ‪ :‬االتج ػػاه الماركس ػػي الكالس ػػيكي ‪ ،‬والح ػػديي ‪،‬‬
‫واتجاىات أخرى ‪ .‬ويجمعها « كوف التنا ض يؤدي الى الصراع الذي ىو سبي التغير االجتماعي » ‪.‬‬
‫‪ ‬والصراع عملية اجتماعية ‪ ،‬توجد بذوجو مختلفة يي الحياة االجتماعية ‪ ،‬وأف المتنا اات الثقايية تنبع مػن داخػل المجتمػع ‪ ،‬وأف‬
‫إزالتها يؤدي الى تغيرات اجتماعية ييو‪.‬‬
‫‪ ‬ويكوف حسم الصراع الثقايي ‪:‬‬
‫‪ « -‬بإنهاء جاني من العناصر الثقايية لحساب عناصر أخرى ‪ ،‬واستبدالها بعناصر جديدة » ‪،‬‬
‫‪ « -‬وإما بتنمية العنصر الغالي يي الثقاية » ‪ .‬ويي كلتا الحالتين يحدث التغير يي قاية المجتمع‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -‬الص ػراع السياس ػػي ‪ ،‬والطبقػػي ‪ ،‬والعر ػػي ‪ ،‬وال ػػديني ‪ ،‬والصػػناعي ‪ .‬وىن ػػاؾ الص ػراع عل ػػى مراك ػػز القػػوة المختلف ػػة لالس ػػت ثار‬
‫بالسلطة أو الثروة أو المركز االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬وتفسر نظرية الصراع الثقايي التغير االجتماعي بالرجوع للمتنا اات الثقايية داخل المجتمع ‪ ،‬وكلما زادت المتنا اات أدى الى‬
‫زيادة حدة الصراع ‪ ،‬وبالتالي حدة التغير االجتماعي ‪ ،‬كما تذىي الى ذلك النظرية الماركسية‪.‬‬
‫‪ ‬ويؤكد « رال درندورؼ » أف ىناؾ بعض االختاليات بين أنواع الصراع االجتماعي ‪ ،‬يهناؾ صػراعات ذات مناػذ خػارجي تكػوف‬
‫مفروضة على المجتمع ‪ ،‬كالحروب‪ .‬وصراعات ذات مناذ داخلي ‪ ،‬كالصراع الذي بين األحزاب السياسية ‪ ،‬والػذي بػين نقابػات‬
‫العماؿ وأرباب العمل ‪ ،‬ولكل منها تحليلو السوسيولوجي ‪ ،‬ولو أىميتو المتباينة يي إحداث التغير االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ ‬وترى نظرية التنا اات الثقايية أف التوتر يزوؿ بعد زواؿ علتو المسببة لو ‪ ،‬أي أف النظاـ يعود الى حالة التوازف ‪ ،‬لكػن سػرعاف مػا‬
‫تظهػر حالػػة مػن التنا اػػات تػػؤدي الػى الصػراع ‪ ،‬وىكػػذا ‪ ، ....‬والتغيػر االجتمػػاعي يفسػر بموجػػي طبيعػػة التنا اػات الكا نػػة يػػي‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫‪‬‬
‫العسكري والمنجزات التكنولوجية يي إحداث التغير‪.‬‬ ‫‪ -‬أىملت وظيفة النسق السياسي والمو‬
‫‪ -‬ال يمكن أف نرجع كل التغيرات االجتماعية يي المجتمع الى عامل واحد وىو حالة الصراع بين مختل الف ات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬ىناؾ العديد من المجتمعات ييها تنا اات قايية ولم تؤدي الى صراع وتغير سلبي‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪35‬‬
‫احملاضس‪ ٚ‬العاغس‪ :ٚ‬الٍعسٖات املعاصس‪ ٚ‬يف التػري االدتىاع٘‬

‫‪ ‬وكدو‪: ٛ‬‬
‫‪ ‬ػػد استعرضػػنا يػػي المحاض ػرات السػػابقة النظريػػات الكالسػػيكية والنظريػػات العامليػػة التػػي تفسػػر التغيػػر االجتمػػاعي‪ ،‬وييمػػا يلػػي‬
‫سنستعرض النظريات المعاصرة يي التغير االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬والنظريات المعاصرة عديدة ومتباينة يصػعي استعراضػها يػي ىػذا المقػاـ‪ ،‬وسػيتم اال تصػار علػى اسػتعراض نظػريتين معاصػرتين يػي‬
‫تفسير التغير االجتماعين ىما ‪:‬‬

‫‪ )2‬النظرية التحديثية‬ ‫‪ )1‬النظرية الوظيفية‬

‫‪ ‬وسيكوف ذلك بعرض األيكار الجوىرية لكال النظريتين‪ ،‬ومنا اتها وتقييم كل منها‪.‬‬
‫أٔ ًال ‪ :‬الٍعسٖ‪ ٛ‬الٕظٗفٗ‪: ٛ‬‬
‫‪ ‬تحتل النظرية الوظيفية أىمية كبيرة يي التحليل السوسيولوجي المعاصػر‪ ،‬واالتجػاه الػوظيفي ىػو اتجػاه ػديم حػديي ‪ ،‬حيػي ظهػر‬
‫يي كتابات دماء علماء االجتماع واألنثروبولوجيا‪.‬‬
‫‪ ‬والنظرية الوظيفية « ليست اتجاىا واحداً محدداً ‪ ،‬بل تتاعي يي اتجاىات عديدة تجمعها صفات عامة » ‪.‬‬
‫‪ ‬وا ِ٘ الٕظٗفٗ‪ ٛ‬؟‬
‫‪ ‬مصطلح الوظيفيػة مػن المصػطلحات التػي دار حولهػا الجػدؿ بػين علمػاء االجتمػاع واألنثروبولوجيػا ‪ ،‬نتيجػة لتعػدد اسػتخدامها يػي‬
‫متباينة ويي علوـ مختلفة ‪.‬‬ ‫موا‬
‫‪ ‬واستخدمت الوظيفة يي الرياضيات ‪ ،‬ويي الفلسفة التي تذ رت بالداروينية يي أواخر القرف ( ‪ ، ) 26‬وغالباً مػا تاػير ( الوظيفػة )‬
‫الى ‪ « :‬اإلسهاـ الذي يقدمو الجزء للكل ‪ ،‬والى ضرورة تكامل األجزاء وتساندىا يي اطار الكل ‪ ...‬الخ » ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ « -‬ياير الى دراسة الظواىر االجتماعية ‪ ،‬باعتبارىا عمليات أو آ ار لبناءات اجتماعية معينة كانساؽ القرابة أو الطبقة ‪ ..‬الخ »‬
‫‪ ‬ومن اشػهر مػن اسػتخدـ مفهػوـ الوظيفيػة « ميرتػوف » يقصػد بهػا ‪ « :‬اآل ػار أو النتػا ج التػي يمكػن مالحظتهػا ‪ ،‬والتػي تػؤدي الػى‬
‫تحقيق التكي والتوايق يي نسق معين ‪.‬‬
‫‪ ‬كما ميز « ميرتوف » بين مفهومين مهمين ‪ ،‬ىما ‪:‬‬
‫‪ « -‬الوظيفة الظاىرة ‪ ،‬والوظيفة الكامنة » ‪.‬‬
‫‪ ‬وتهتم الوظيفية بدراسة مسا ل الث ‪( :‬بناء النسق االجتماعي ‪ ،‬ووظيفتو ‪ ،‬ونموه وتطوره ) ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -‬أف الوظيفيػػة تاػػير الػػى ‪ « :‬التذكيػػد علػػى تكامػػل األجػزاء يػػي الكػػل والتسػػاند ييمػػا بينهػػا ‪ ،‬وأف كػػل جػػزء يػػؤدي وظيفػػة خاصػػة ال‬
‫خاصػة بكػل عاػو ‪ ،‬وىػي‬ ‫يكوف غيره ادرا على القياـ بهػا ‪ .‬وياػبو ذلػك الػى حػد بعيػد يػاـ أعاػاء الكػا ن العاػوي بوظػا‬
‫متسػػاندة وضػػرورية مػػن أجػػل أف يقػػوـ الكػػل بعملػػو ‪ ،‬ويحفػػن اسػػتمراره ‪ ،‬ووجػػوده ‪ .‬وكػػذلك المجتمػػع الػػذي يقػػوـ األي ػراد ييػػو‬
‫محددة وضرورية متساندة من أجل بناء المجتمع يي نهاية األمر » ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪36‬‬
‫‪ ‬الٕظٗفٗ‪ٔ ٛ‬التػري االدتىاع٘ ‪:‬‬
‫‪ ‬تنظر الوظيفية الى ظاىرة التغير االجتماعي نظرات متباينة إال أنها محدودة ‪ ،‬وىي تقوؿ بالتغير المحدود والبطيء يي المجتمع ‪.‬‬
‫‪ ‬ويبػػدي « ميرتػػوف » الػػى أىميػػة دراسػػة المعو ػػات الوظيفيػػة التػػي تحػػد مػػن تكي ػ النسػػق االجتمػػاعي (النظػػاـ ‪ ،‬أو المجتمػػع) أو‬
‫توايقو ‪ .‬يالتفر ة العنصرية د تكوف معو اً وظيفياً يي المجتمع الذي يريع شعار الحرية والمساواة ‪.‬‬
‫‪ ‬ويذىي أغلي الوظيفيين الى أف ىناؾ عوامل متعػددة تػرتبط ييمػا بينهػا ارتباطػاً وظيفيػاً تسػهم يػي تاػكيل المجتمػع ‪ ،‬وتسػهم يػي‬
‫تغيره أياا ‪.‬‬
‫‪ ‬وترى النظرية الوظيفية ‪ « :‬اف التغير االجتماعي يطرأ على البناء االجتماعي ‪ ،‬م يتبعو تغير وظيفػي مػن أجػل تحقيػق وجػود النسػق‬
‫االجتماعية ال يتبعو تغير يي البناء االجتماعي ‪.‬‬ ‫االجتماعي ذاتو ‪ ،‬بينما ال ترى العكس ‪ ،‬أي أف تغير الوظا‬
‫‪ ‬كما وأف آلية التغير االجتماعي تػذتي مػن عوامػل خارجيػة عػن المجتمػع ‪ ،‬ومػن عوامػل داخليػة ييػو ‪ .‬ويختلػ الوظيفيػوف يػي ىػذه‬
‫الفكرة ‪.‬‬
‫‪ ‬وتػذىي النظريػػة الوظيفيػػة الػى أف التغيػػر االجتمػػاعي يكػوف تػػدريجياً ولػػيس يجا يػاً ‪ ،‬و ػد تػػؤدي العوامػػل المػؤ رة يػػي المجتمػػع الػػى‬
‫تدعيم النسق ( المجتمع ) وتقويتو بدال من تغييره ‪ .‬وكمثاؿ على ذلك ‪ « :‬يعند انتاار األيكار العلمانية المختلفة يي المجتمػع‬
‫‪ ،‬يقوـ النسق ( النظاـ ) الديني بتدعيم نفسو كردة يعل من أجل المحايظة على بقا و »‪ .‬ويمكن مالحظة ذلك يي حاؿ وأوضػاع‬
‫المجتمعػػات العربيػػة يػػي مقاومػػة األيكػػار العلمانيػػة واإللحاديػػة القادمػػة مػػن الخػػارج ‪ ،‬حيػػي يقػػوـ النظػػاـ الػػديني بتعظػػيم دوره يػػي‬
‫الحياة االجتماعية ‪ ،‬ونار ارتداء الحجاب لدى المرأة المسلمة يي أماكن العمل والتعليم ويي المجتمع عامة ‪.‬‬
‫‪ ‬وتماياً مػع يكػرة التػوازف يػي المجتمػع ‪ ،‬تػرى النظريػة الوظيفيػة أف التغيػر السػريع والجػذري ىػو ظػاىرة شػاذة ‪ ،‬ألنهػا تػرى بػالتغير‬
‫البطيء والتدريجي ‪.‬‬
‫‪ٌ ‬كد الٍعسٖ‪ ٛ‬الٕظٗفٗ‪:ٛ‬‬

‫ٔدّت لمٍعسٖ‪ ٛ‬الٕظٗفٗ‪ ٛ‬العدٖد وَ االٌتكادات وَ أِىّا ‪:‬‬


‫‪ )1‬تعتبر النظرية الوظيفية غير كايية لتفسير عملية التغير االجتماعي‪.‬‬
‫‪ )2‬ىناؾ غموض يي المصطلحات المستخدمة يي التحليل الوظيفي‪ ،‬وتباين يي معانيها لدى الوظيفيوف أنفسهم‪.‬‬
‫‪ )3‬يؤخذ على النظرية الوظيفية من الناحية األيديولوجية أنها ذات اتجاه محاين‪ ،‬يحاوؿ اإلبقاء على النظاـ القا م‪.‬‬
‫‪ )4‬تعتبر الوظيفية التغير االجتماعي ظاىرة مرضية خاصة اذا كاف سػريعا ومفاج ػاً ‪ ،‬بينمػا تػرى اف التػوازف واالسػتقرار يػي المجتمػع‬
‫ىو ظاىرة سوية ‪ .‬ويعبر ذلك عن نظرة تااؤمية للتغير وييها خوؼ من المستقبل‪.‬‬
‫ما سبق من نقد ال يقلل من أىمية الوظيفية لتفسير الثبات االجتماعي‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪37‬‬
‫احملاضس‪ ٚ‬احلادٖ‪ ٛ‬عػس ‪ :‬تابع ‪ :‬الٍعسٖات املعاصس‪ ٚ‬يف التػري االدتىاع٘‬

‫ثاٌٗ ًا ‪ :‬الٍعسٖات التشدٖجٗ‪ ٛ‬يف التػري االدتىاع٘ ‪:‬‬


‫‪ ‬سميت بهذا االسم ألنها ‪ « :‬تحاوؿ تجني االنتقادات التي وجهت للنظريات التطورية الكالسيكية السابقة ‪ ،‬خاصة يي مما لتها‬
‫بين تطور المجتمع وبين تطور الكا ن العاوي ‪ ،‬ويي نظرتها الخيالية للتغير االجتماعي » ‪.‬‬
‫‪ ‬يي حين أف النظريات التحديثيػة حاولػت النػزوؿ للوا ػع االجتمػاعي ‪ ،‬ويحصػو بتذمػل ‪ ،‬مسترشػدة بنمػاذج مػن المجتمعػات الغربيػة‬
‫المتقدمة ‪ ،‬مفسرة أسباب وعوارض التغير االجتماعي ييها ‪.‬‬
‫‪ ‬وتعتبر النظريات التحديثية المتغير التكنولوجي عػامالً أساسػياً يػي التحػديي والتغيػر االجتمػاعي عامػة ‪ ،‬وخاصػة أىػم مظػاىره وىػو‬
‫( التصنيع ) الذي يؤدي الى زيادة اإلنتػاج علػى االسػتهالؾ ‪ ،‬ومػا يتبعػو مػن ظػواىر اجتماعيػة كالد ػة والمواظبػة واالنتظػاـ ‪ ،‬وتغيػر‬
‫القيم والعادات والدوايع الاخصية‪.‬‬
‫‪ ‬وألنو بسبي التصنيع وما يحد و من تغير ‪ ،‬يالواجي دراسة التحديي بكل أبعاده ‪.‬‬
‫‪ ‬وفًّٕ التشدٖح ‪:‬‬
‫‪ ‬للتحديي معاف عديدة لدى المفكرين االجتمػاعيين‪ ،‬ويقػا الخػتالؼ تخصصػاتهم‪ ،‬واىػتم بػو علمػاء األنثروبولوجيػا لدراسػة التمػايز‬
‫بين مجتمعات تقليدية وأخرى حديثة ظهر ييها مهن جديدة ‪.‬‬
‫‪ ‬واىتم بو علماء االجتماع لدراسة صور التفكك بسبي التحديي‪ :‬كالتوترات‪ ،‬وانحراؼ األحداث‪ ،‬والصراع الطبقي ‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬تعسٖف التشدٖح‪:‬‬
‫‪ ‬ىو ‪ « :‬األخذ باألسباب المؤدية الى تغير المجتمػع الػى حالػة أياػل ممػا كػاف عليػو عػن طريػق الوسػا ل التكنولوجيػة الحديثػة » ‪.‬‬
‫لذا يهو عملية تغيير مخططة ‪ ،‬ترتقي باإلنتاج وتحسينو اعتماداً على العلم الحديي المبني على الوا عية ‪.‬‬
‫‪ ‬ويرتبط التحديي ( بمفهوـ التغريي ) أو بدوؿ الغرب كونها مجتمعات تمتاز بسرعة التغير ‪ ،‬وتقبل األيكار الجديدة ‪ ،‬واستخداـ‬
‫التقنية ‪ ،‬والعلمانية الفكرية والديمو راطية ومبدأ الربحية‪.‬‬
‫‪ ‬أي أنػو ياػير الػى ‪ « :‬محاولػة القاػػاء علػى جوانػي التخلػ عػػن طريػق إحػداث تغييػرات جوىريػػة ىامػة يػي الجوانػي االجتماعيػػة‬
‫واال تصادية والثقايية يي المجتمع من خالؿ ما توصل اليو العلم الحديي » ‪.‬‬
‫‪ ‬خصا‪ٟ‬ص التشدٖح ( اجملتىعات احلدٖج‪: )ٛ‬‬

‫‪ ‬تعنػػي ‪ « :‬سػػهولة تنقػػل األشػػخاص والمعلومػػات واألحػػواؿ يػػي المجتمػػع مػػع السػػرعة يػػي ذلػػك دوف حػػواجز‬
‫‪ )1‬احلسنٗ‪:ٛ‬‬
‫تذكر » ‪ ،‬وىذه سمة المجتمعات الحديثة التي يتغير ييها البناء االجتماعي والوظيفة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬ويعنػػي ‪ « :‬التبػػاين بػػين أيػراد المجتمػػع نتيجػػة لتقسػػيم العمػػل ‪ ،‬واخػػتالؼ مػػؤىالتهم وكفػػاءتهم ‪ ،‬حيػػي يػرتبط‬
‫العمل بالمؤىل » ‪ .‬وىذا ال يعني أف البلداف النامية تخلو تمامػا مػن التمػايز ‪ ،‬بػل أنػو موجػود ويقػوـ يػي كثيػر‬ ‫‪ )2‬التىاٖص‪:‬‬
‫منو على االنتماءات العا لية والطا فية والعر ية ‪.‬‬
‫‪ ‬وتختلػ معنيهػػا بػػاختالؼ تخصصػػات العلمػػاء يػػي اال تصػػاد والفلسػػفة وعلػػم االجتمػػاع ‪ ،‬لكػػن يمكػػن القػػوؿ‬
‫بانها تعني ‪ « :‬التطبيق األمثل للمعرية العلمية عن طريق تحكيم العقل يي التطبيق ‪ ،‬واالبتعػاد عػن الخرايػات‬ ‫‪ )3‬العكالٌٗ‪:ٛ‬‬
‫واألوىاـ ‪ ،‬من اجل الوصوؿ الى األىداؼ المقررة » ‪.‬‬
‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪38‬‬
‫‪ ‬وىو « منهج وعملية سياسية تتبنى التصنيع كوسيلة للتنمية ‪ ،‬ويتامن التحوؿ من الناػاط الزراعػي التقليػدي‬
‫‪ )4‬التصٍٗع‪:‬‬
‫الى النااط الصناعي وبناء مؤسسات صناعية تعتمد عليها التنمية ‪ ،‬بحيي يزيد اإلنتاج على االستهالؾ » ‪.‬‬

‫‪ ‬األضظ العاو‪ ٛ‬لمٍعسٖات التشدٖجٗ‪:ٛ‬‬


‫‪ ‬ترتكز النظريػات التحديثيػة علػى بعػض المفػاىيم القديمػة التػي جػاءت يػي النظريػة التطوريػة الكالسػيكية ‪ ،‬مثػل مفهػوـ التطػور عنػد‬
‫« سبنسر » ‪ ،‬وتقسيم العمل عند « دوركايم » ‪ ،‬وتقوـ علػى مفػاىيم النظريػة الوظيفيػة التػي تهػدؼ الػى التػوازف وإيجػاد المجتمػع‬
‫المثالي ( المجتمع الغربي الصناعي )‬
‫‪ ‬وتهتم النظريات التحديثية بغا ية التغير االجتماعي ‪ ،‬متخذة المجتمعات المتقدمة يي مظهرىا ( التكنو ا تصادي ) نموذجاً تسعى‬
‫المجتمعات النامية الوصوؿ اليو ‪ ،‬بعد أف تستكمل تغيير أبنيتها األخرى بالتزامن كالبناء الثقػايي واالجتمػاعي ‪ ...‬الػخ ‪ ( .‬تغريػي‬
‫المؤسسات ) ‪.‬‬
‫‪ ‬ونخلص الى أف ‪ « :‬المهتمين بنظرية التحػديي مػن علمػاء أو خبػراء األمػم المتحػدة ‪ ،‬ينصػحوف المجتمعػات الناميػة بالسػير علػى‬
‫الػػنهج التنمػػوي الغربػػي تجنب ػػا للماػػكالت التػػي م ػػروا بهػػا أ نػػاء عمليػػة التح ػػديي ‪ ،‬ونقػػل النمػػاذج الغربي ػػة لإلس ػراع يػػي عملي ػػة‬
‫التحديي » ‪ ،‬وىذا ييو تجاىل للخصوصيات الثقايية للمجتمعات النامية‪.‬‬
‫‪ ‬أبسش املىجمني لمٍعسٖات التشدٖجٗ‪: ٛ‬‬

‫‪ )3‬وروستو‬ ‫‪ )2‬ولبرت مور‬ ‫‪ )1‬سملسر‬

‫أٔال‪ٌ :‬عسٖ‪ ٛ‬مسمطس‪:‬‬


‫‪ ‬وترتكز نظريتو على ‪ « :‬التنمية اال تصادية وعلى التمايز ( تقسيم العمل ) كركن أساسي لعملية التحديي » ‪.‬‬
‫‪ ‬ويرى « سملسر » أنو ال بد يي مسيرة تحديي المجتمع من بعض التحوالت يي المجتمع يي مجاالت عدة يي نفس الو ت أو‬
‫بعاها متوالي ‪ ،‬ومنها ‪:‬‬
‫‪ )1‬يف وـذـاه الـتـهـٍـٕلـٕدٗا‪  :‬يتم التحوؿ الى استخداـ التقنية المبنية على المعرية العلمية‪.‬‬
‫‪ )2‬يف وـذـاه الــــــصزاعـــــــ‪  :ٛ‬يتم التحوؿ من االكتفاء الذاتي الى اإلنتاج الزراعي التجاري وتسويقو‪.‬‬
‫‪ )3‬يف وـذـاه الــــصــٍــاعـــ‪  :ٛ‬يتم التحوؿ من استخداـ الطا ة البارية والحيوانية الى طا ة اآلالت‪.‬‬
‫‪ )4‬يف املـذـاه الــدٖـىٕغسايف‪  :‬يتحوؿ السكاف من القرية الى الحار والمدف الصناعية‪.‬‬
‫‪ ‬و د تنبو « سملسر » الى حقيقة اختالؼ النتا ج االجتماعية للعمليات السابقة مػن مجتمػع آلخػر ‪ ،‬لكػن يػي نهايػة األمػر سػيتغير‬
‫البناء االجتماعي ‪ .‬وسيبدو ذلك يي المظاىر التالية ‪:‬‬
‫‪ )1‬الـــتـــىــاٖــص الـبــٍــا‪ٟ‬ـ٘ ‪ :‬حيي تقوـ وحدات اجتماعية متخصصة ومستقلة يي العا لة واال تصاد والدين والتكوين الطبقي‬
‫‪ ‬أي تكامػػل الناػػاطات المتمػػايزة نتيجػػة لتقسػػيم العمػػل والتخصػػص الػػد يق‪ ،‬ػػم يحػػدث تمػػايزا‬
‫‪ )2‬الــــتــهــاوــن الـبــٍــا‪ٟ‬ـ٘‪:‬‬
‫بنا يا جديدا‪ ،‬يليو تكامل بنا ي آخر‪.‬‬
‫‪ ‬بسبي تحوؿ المجتمع واختاليو عن حالتػو السػابقة‪ ،‬كػالعن والتعصػي السياسػي والحركػات‬
‫‪ )3‬االضطسابات االدتىاعٗ‪:ٛ‬‬
‫الدينية ‪ ،‬وو وؼ بعض أبنية المجتمع ضد بعض‪ ،‬وصراع القوى يي المجتمع‪.‬‬
‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪39‬‬
‫‪ ‬ويؤكد « سملسر » أف ىناؾ ‪ « :‬خمسة عوامل حاسمة يي تاكيل وتعديل االضطرابات االجتماعية » وىي ‪:‬‬
‫‪ )1‬تهد ة سرعة التغير للتحديي‪.‬‬
‫‪ )2‬أف تكوف حركات االحتجاج على التحديي علمانية تزداد بزيادة التحديي‬
‫‪ )3‬تمكين المجموعات المتااربة الى أجهزة الحكم‪.‬‬
‫‪ )4‬تجاوز المصالح الايقة وأسباب االنقساـ‪.‬‬
‫‪ )5‬تحجيم التدخالت األجنبية لصالح بعض المجموعات المتصارعة)‬

‫ثاٌٗاً‪ٌ :‬عسٖ‪ٔ ٛ‬لربت وٕز‪:‬‬


‫‪ ‬يعتبر « ولبرت مور » من الممثلين األساسيين للنظرية التحديثية ‪ ،‬ويربط بين التحديي والتصنيع والتالزـ بينهما ‪.‬‬
‫‪ ‬ويرى أف ‪ « :‬المجتمعات التقليدية لػن تصػل للتحػديي إال بذخػذ نمػط الثقايػة الغربيػة يػي المجػاالت الماديػة والفكريػة » ‪ .‬ويؤكػد‬
‫على التمايز يي ىذا السياؽ‪.‬‬
‫‪ ‬و د أوضح « ولبرت مور » كسابقو بعض الاروط الالزمة للتحوؿ الى التصنيع ومن أىمها ‪:‬‬

‫‪ )4‬تغير الدايعية‬ ‫‪ )3‬تغير التنظيم‬ ‫‪ )2‬تغير المؤسسات‬ ‫‪ )1‬تغير القيم‬

‫‪ ‬ويرى « ولبرت مور » أف من نتا ج األخذ بالتصنيع على أية مجتمع التالي ‪:‬‬

‫‪ )4‬الــتــٍــعــٗـي االقتصاد‪  :ٙ‬يعتمد على التخصص‪ ،‬والطا ة اآللية‪ ،‬توسع التحار مقابل الري ‪.‬‬
‫‪ )5‬الــبــٍــا‪ ٞ‬الــدٖــىـٕغسايف‪  :‬االنفجار السكاني‪ ،‬والحراؾ الجغرايي الواسع للسكاف‪.‬‬
‫‪ ‬يا ػػهد اض ػػطرابات وتح ػػوالت سياس ػػية تتعل ػػق بالديمو راطي ػػة‪ ،‬واجتماعي ػػة تتعل ػػق بالتماس ػػك‬
‫‪ )6‬الــبــٍــا‪ ٞ‬االدــتــىــاعـ٘‪:‬‬
‫وباكل األسرة‪ ،‬لذا يجي إعادة التوازف للمجتمع‪.‬‬

‫ثالجاً‪ٔ :‬الت زٔضتٕ‪:‬‬


‫‪ ‬تتلخص رؤيتو للتحديي يي عملية النمو اال تصادي‪ ،‬وىي مبنية على يكرة المراحل التاريخية المتعا بة‪ ،‬وىي خمس مراحل ‪:‬‬

‫‪ ‬وتتميز بانخفاض إنتاجية الفرد بسبي استخداـ وسا ل إنتاج بدا يػة ‪ ،‬وىيمنػة القطػاع الزراعػي‬
‫وعػػدـ تػػوير التكنولوجيػػا ‪ ،‬وعػػدـ تطبيػػق العلػػم الحػػديي ‪ ،‬وشػػيوع ػػيم تقػػاوـ النمػػو ‪ ،‬وص ػراع‬ ‫‪ )1‬وسسم‪ ٛ‬اجملتىع التكمٗد‪:ٙ‬‬
‫طبقي وسياسي‪.‬‬
‫‪ ‬وتختفي ييها أغلي مظاىر المرحلة السابقة ‪ ،‬وتزيد االستثمارات يي النقل والتجارة ‪ ،‬وظهور‬
‫المؤسسػات الماليػػة ‪ ،‬وظهػػور بعػض الصػػناعات التحويليػػة ‪ ،‬مػع وجػػود صػراع بػين ػػيم تػػدعو‬ ‫‪ )2‬وـسسمــ‪ ٛ‬الـتّٗؤ لالٌطالم‪:‬‬
‫لالنطالؽ و يم تدعو للتقليدية ‪ ،‬مع استمرار زيادة السكاف ‪.‬‬
‫‪ ‬وتظهػػر سػػمات المجتمػػع الحػػديي اجتماعيػػا وا تصػػادياً وسياسػػياً ‪ ،‬وتغيػػي القػػوى المقاومػػة‬
‫للتحػػديي ‪ ،‬ويزيػػد اإلنتػػاج واالسػػتثمارات والصػػناعات التحويليػػة ‪ ،‬وظهػػور جهػػاز سياسػػي‬ ‫‪ )3‬وــــسســـمـــ‪ ٛ‬االٌـــطــالم‪:‬‬
‫اجتماعي يوسع من اتجاىات التحديي ويستغل إمكانات االنطالؽ ‪.‬‬
‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪40‬‬
‫‪ )4‬وسسمـــــــــــ‪ ٛ‬االعـــــــــــآ ‪ ‬حيي يرتفع الدخل القومي متجػاوزا معػدؿ زيػادة السػكاف ‪ ،‬وتتنػا ص أىميػة بعػض القطاعػات‬
‫اال تصادية ‪ ،‬ويزيد اإلنتاج وتتنوع الصناعات الحديثة ‪.‬‬ ‫ٌــشــــٕ الـــٍـــضـــر‪:‬‬
‫‪ ‬أو االسػػتهالؾ الجمػػاىيري ‪ ،‬حيػػي يزيػػد اإلنتػػاج ويتنػػوع ‪ ،‬وتزيػػد القػػدرة الا ػرا ية للمػػواطنين‬
‫بحيي يستهلكوف الكماليات ‪ ،‬ويتحقق لهم الرياه االجتماعي ‪ ،‬وتنتاػر الخػدمات التعليميػة‬ ‫‪ )5‬وسسم‪ ٛ‬االضتّالك الٕفري‪:‬‬
‫والصحية والترييهية والاماف االجتماعي ‪.‬‬

‫‪ٌ ‬كد ٌعسٖ‪ ٛ‬زٔضتٕ ‪:‬‬


‫‪ )1‬كاف حتمياً يي مراحلة وترتيبها واتجاىها‪.‬‬
‫‪ )2‬اعتمد على االستقراء النا ص (للمجتمعات األوربية) لتعميم نظريتو‪.‬‬
‫‪ )3‬بسط من عملية التحديي‪ ،‬وتجاىل دور االستعمار يي تخل بعض المجتمعات التقليدية‪.‬‬
‫‪ )4‬تعتبر نظرية أيديولوجية تجعل من النمط الغربي قاييا وا تصاديا ىو النمط المناود‪.‬‬
‫‪ ‬لكن رغم ذلك النقد ينظرية « روستو » شهرة عالمية يتردد صداىا حتى اليوـ ‪.‬‬

‫‪ ‬تكٗٗي عاً لمٍعسٖات التشدٖجٗ‪:ٛ‬‬


‫‪ -‬ترى بذف عملية التحديي تتلخص يي نقل نموذج المجتمعػات الغربيػة قاييػا واجتماعيػا وا تصػاديا وتكنولوجيػا الػى المجتمعػات‬
‫النامية من أجل تحديثها‪ .‬أي ما يطلق عليو ( التغريي ) ‪.‬‬
‫‪ -‬ال تعتبر من النظريات الكبرى العامة يي التغير االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬رسمت طريقا واحداً للتحديي وىو ‪ « :‬األخذ بالنمط الغربي » ‪ ،‬وىذا سيؤدي الى التبعية الدا مػة مػن البلػداف الناميػة للبلػداف‬
‫المتقدمة ‪.‬‬
‫‪ -‬تجاىلت االختالؼ الثقايي بين المجتمعات‪ ،‬والتفاوت يي مواردىا وتنوعها التي تحدد متى؟ وكي ؟ تتم التغير االجتماعي‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪41‬‬
‫احملاضس‪ ٚ‬الجاٌٗ‪ ٛ‬عػس ‪ :‬وعٕقات التػري االدتىاع٘‬

‫‪ ‬وكدو‪: ٛ‬‬
‫‪ ‬يالحن مما سبق أف المجتمعات تختل يي مدى استجابتها لعملية التغير االجتماعي وأف عوامل التغير ليست على درجة واحدة‬
‫يػي التػػذ ير علػػى المجتمعػػات‪ .‬وإنمػػا ىنػػاؾ اخػػتالؼ بػػين المجتمعػػات يػػي مػػدى تقبػػل عمليػػة التغيػػر االجتمػػاعي يػػبعض منهػػا يظهػػر‬
‫التغير ييو على درجة واسعة وعميقة‪ ،‬وبعاها يظهر مقاومة شديدة لو‪ ،‬مما يؤدي الى ضػيقو وسػطحيتو وىػذا االخػتالؼ يعػود الػى‬
‫وجود بعض العوا ق التي تتوير يي مجتمع دوف آخر ‪.‬‬
‫‪ ‬ولذلك تكوف عملية التغير غير مرغوبة وتجد مقاومػة لػدى أيػراد المجتمػع وىػذه العوا ػق مختلفػة وعديػدة ‪ ،‬ويمكػن تقسػيمها الػى‬
‫أربعة أ ساـ ىي ‪:‬‬

‫‪ )4‬العوا ق السياسية‬ ‫‪ )3‬العوا ق اإليكولوجية‬ ‫‪ )2‬العوا ق اال تصادية‬ ‫‪ )1‬العوا ق االجتماعية‬

‫‪ ‬كما أف لكل سم من ىذه األ ساـ تندرج تحتو جملة من المتغيرات الفرعية متفاوتة يي تذ يرىا يي عملية التغير االجتماعي ‪.‬‬
‫أٔال ‪ :‬العٕا‪ٟ‬ل االدتىاعٗ‪ٛ‬‬
‫‪ ‬ىناؾ عوا ق اجتماعية عددية تق أماـ التغيػر االجتمػاعي وتظهػر بوضػوح لػدى المجتمعػات التقليديػة أكثػر منهػا يػي المجتمعػات‬
‫الحديثة وأىم العوا ق االجتماعية ما يلي ‪:‬‬
‫يرتبط التغير االجتماعي الى حد كبير بثقاية المجتمػع السػا دة ‪ ،‬يالثقايػة التقليديػة القا مػة علػى العػادات‬ ‫‪‬‬
‫والتقاليد والقيم بوجو عاـ ‪ ،‬ال تساعد على حدوث عملية التغير االجتماعي بيسر يالعادات والتقاليد التي تميل الى الثبات تقػاوـ‬
‫التغير وكل تجديد سواء كاف ماديا اـ معنويا ‪ ،‬وكلما سادت ىذه الثقاية وانتارت كلما كانت المقاومة اشد وأ وى ‪.‬‬
‫‪ ‬ياأليديولوجية المحايظة التي تتبنى يلسفة تقديس القديم على أنو " ليس باإلمكاف أيال مما كاف " تؤدي الى مقاومػة كػل جديػد‬
‫‪ ،‬وتسود مثل ىذه المعتقدات خاصة عند كبار السن الذين عاياوا أوضػاعا مختلفػة عػن األوضػاع الحاليػة ممػا يػؤدي الػى الجهػل‬
‫بالتجديد والتحديي عامة و ديما يل ‪ ":‬من جهل شي ا عاداه "‬
‫‪ ‬و د بػين « وليػاـ أوجبػرف » أف النزعػة المحايظػة عنػد كبػار السػن والميػل للمحايظػة علػى القػديم واسػتاتيكية – بػات – العػادات‬
‫والتقاليد كلها متغيرات تقاوـ التجديد المادي والتغير بوجػو عػاـ‪ .‬مثػاؿ ‪ :‬جػوع الهنػدوس بسػبي تقديسػهم األبقػار‪ ،‬وكتعطيػل دور‬
‫المرأة يي المجتمع مػن شػذنو أف يعيػق عمليػة التغيػر االجتمػاعي يفػي المجتمعػات ذات الثقايػة التقليديػة ترتفػع نسػبة األميػة لػدى‬
‫النساء حيي تصل إلى أكثر من ‪ %62‬األمر الذي يحد من ياعلية المرأة وتهمياها يي عملية التنميػة االجتماعيػة ومػن الجػدير‬
‫بالذكر أف المرأة يي المجتمعات العربية من الف ة الماطهدة باإلضاية إلى ي ة األطفاؿ والفقراء على حد تعبير ىااـ شرابي‪.‬‬
‫لطبيعة البناء الطبقي يي المجتمػع األ ػر الكبيػر يػي بػوؿ أو ريػض التغيػر االجتمػاعي يالنظػاـ الصػارـ‬ ‫‪‬‬
‫للطبقػػات االجتماعيػػة يعيػػق عمليػػة التغيػػر االجتمػػاعي ألف التفاعػػل ييهػػا يكػػوف محػػدوداً نتيجػػة لالنغػػالؽ الطبقػػي يالنظػػاـ الطبقػػي‬
‫المغلق يحد من درجة التغير كما ىو يي الهنػد والباكسػتاف ‪ ،‬حيػي أف النظػاـ يحػدد نػوع المهنػة التػي تكػوف مفروضػة علػى ي ػات‬
‫معينة يي المجتمع ينظاـ الطبقات يي الهند يحدد المهن التي يجي أف يتبعها أيرادىا وتنتقل بفعل عامػل الورا ػة ولػيس بموجػي‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪42‬‬
‫الكفاءة ويكوف الميل نحو تعزيز الطرؽ القديمة التقليدية وااللتزاـ بها أي أف التماسك الطبقي يحد من عملية التنقػل االجتمػاعي‬
‫الذي يكاد يعم يي المجتمعات النامية اليوـ‪.‬‬
‫تظهر المقاومة للتغير من بل األيراد الذين يخاوف على زواؿ مصالحهم تلػك المصػالح‬ ‫‪‬‬
‫التي د تكوف يي المكانة االجتماعية أو االمتيازات اال تصادية أو االجتماعية أو غير‪ .‬ذلك لهذا حينما ياعر أول ك األيراد بذف‬
‫امتيازاتهم مهددة بالزواؿ نتيجة للتجديد‪ ،‬سرعاف مػا تقػوـ المعارضػة‪ ،‬وأمثلػة ذلػك عديػدة يػي المجتمعػات ( كالطبقػة الرأسػمالية‪،‬‬
‫واألحزاب السياسية‪ ،‬والعماؿ اليدويين‪....‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬وتظهػػر المقاومػػة بوضػػوح يػػي ميػػادين عديػػدة يػػي أنمػػاط الحيػػاة المختلفػػة السياسػػية واال تصػػادية والعلميػػة‪ ،‬وغالب ػاً مػػا تكػػوف ىػػذه‬
‫المقاومة نتيجة الجهل والخػوؼ علػى المصػالح المسػتقرة وبطبيعػة الحػاؿ تكػوف المقاومػة ويػة كلمػا تعرضػت تلػك المصػالح إلػى‬
‫تغيير كبير ‪.‬‬
‫ثاٌٗاً ‪ :‬العٕا‪ٟ‬ل االقتصادٖ‪: ٛ‬‬
‫‪ ‬تػػذتي مقاومػػة التغيػػر نتيجػػة للعوامػػل اال تصػػادية المختلفػػة ‪ ،‬يالمجتمعػػات تختل ػ ييمػػا بينهػػا حسػػي تنػػوع ىػػذه العوامػػل وبالتػػالي‬
‫تختل درجة التغير االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬يالتجديػػدات التكنولوجيػػة المسػػتمرة تػػؤدي الػػى التغيػػر السػريع كمػػا ىػػو حػػادث يػػي المجتمعػػات الصػػناعية المتقدمػػة وكػػذلك يػػإف‬
‫نااط حركة االختراعات العلمية المستمرة من شذنو أف يؤدي الى سرعة التغير‪ ،‬وىناؾ متغيرات عديدة تتعلق بالموارد اال تصادية‬
‫المتاحػػة ‪ ،‬وبالقػػدرة الاػرا ية للمػػواطنين وغيػػر ذلػػك ‪ ،‬وىػػي عوامػػل تلعػػي دورا مػػؤ را يػػي عمليػػة التغيػػر االجتمػػاعي ومػػن اىػػم ىػػذه‬
‫العوامل ‪:‬‬
‫‪ )1‬زنٕد سسن‪ ٛ‬االخرتاعات ٔاالنتػافات العمىٗ‪:ٛ‬‬
‫‪ ‬وذلػػك نتيجػػة النعػػداـ روح االبتكػػار والتجديػػد وتعػػود الػػى عوامػػل يرعيػػة كثيػػرة منهػػا ‪ ( :‬انخفػػاض المسػػتوى العلمػػي ‪ ،‬والمسػػتوى‬
‫االجتماعي بوجو عاـ ‪ ،‬وعدـ وجود الحاجة الملحة الدايعة لالختراع ) مع مالحظة اف الاعور بالحاجة وحده ال يكفػي لالختػراع‬
‫‪ ،‬إذ ال بد من توير المستوى العلمي والتكنولوجي ‪ ،‬يهناؾ مجتمعات يي أمػس الحاجػة الػى اكتاػاؼ رواتهػا مػن معػادف وبتػروؿ‬
‫وغيػػر ذلػػك ‪ ،‬إال أف صػػور المسػػتوى التكنولػػوجي يحػػوؿ دوف االنتفػػاع بهػػذه الثػػروات الطبيعيػػة وغيرىػػا مػػن أجػػل تحقيػػق التغيػػر‬
‫المطلوب نحو التقدـ والتنمية ولهذا ال دب مػن تػور الاػروط التكنولوجيػة ‪ ،‬باإلضػاية الػى المنػاخ الثقػايي المال ػم ‪ ،‬لكػي يصػبح‬
‫االختراع ممكنا ‪.‬‬
‫‪ ‬ومن البديهي أف شروط االختراع تتطلػي وجػود الاػخص القػادر واإلمكانػات الالزمػة ‪ ،‬والبي ػة االجتماعيػة المال مػة‪ ،‬يػذي اختػراع‬
‫جديد ال يجد طريقة يي المجتمع‪ ،‬لن يؤدي الى الهدؼ الذي اـ من أجلو ‪ ،‬ولهذا يالذكاء لدى المخترع ال يكفي وحده ما لم‬
‫يتوير لو المناخ االجتماعي المال م‪ .‬والدليل على ذلك أنو تسود أحيانا معتقدات مختلفة داخػل المجتمػع تمنػع انتاػار االختػراع‬
‫أو االكتااؼ الجديد‪ ،‬و د بين (نمكوؼ) أف االختراعات تعتمد على ‪:‬‬

‫‪ )3‬المعرية القا مة‬ ‫‪ )2‬الحاجة لالختراع‬ ‫‪ )1‬القدرة العقلية ‪.‬‬

‫‪ ‬ولهػػذا يػػإف القبػػوؿ االجتمػػاعي يعتمػػد علػػى طبيعػػة االختػراع مػػن حيػػي المال مػػة والتكلفػػة ‪ ،‬وعلػػى مكانػػة المختػػرع ‪ ،‬و قايػػة الفػػرد‬
‫المستقبل لالختراع ‪ ،‬كل ذلك لو أكبر األ ر يي انتاار االختراع الذي يؤدي بدوره الى التغير االجتماعي ‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪43‬‬
‫‪ ‬ولذلك يإف إتاحة الفرصة أماـ أصحاب المواىي ورعايتهم وتوجيههم يػؤدي لتحقيػق االكتاػايات واالختراعػات العلميػة المتنوعػة‬
‫وأف تويير األدوات والمواد الالزمػة مػع معامػل مخبريػة وأدوات تكنولوجيػة وغيػر ذلػك ‪ ،‬مػن شػذنو أف ياػجع البحػي العلمػي ممػا‬
‫يزيد يي االختراعات ويعمق يا دتها لدى المجمع ‪.‬‬
‫‪ ‬إف نقص اإلمكانات اال تصادية الالزمة يحوؿ دوف تقدـ االختراعات وبالتالي إعا ة عملية االختراعات‬
‫‪ )2‬التهمف‪ ٛ‬املالٗ‪:ٛ‬‬
‫‪ ‬يي كثير من الحاالت يرغي األيراد يي امتالؾ المخترعات التكنولوجية إال اف ارتفاع تكلفتها المالية يحوؿ دوف تحقيق ذلك أي‬
‫اف توير الرغبة ال يكفي ‪ ،‬ما لم تتوير القدرة المالية التي تسمح باال تناء ‪.‬‬
‫‪ ‬إف كثيرا من األيراد يرغبوف يي ا تناء اآلالت الكهربا ية والوسا ل المادية الحديي ة‪ ،‬غير أف عدـ وجود القدرة الماديػة يمنػع مػن‬
‫تحقيق تلك الرغبات‪.‬‬
‫تجاه التجديد بمدى الفا ػدة اال تصػادية المتو عػة منػو ‪ ،‬مػن ناحيػة عامػة ‪ ،‬يكلمػا تحققػت يا ػدة اعلػى كلمػا كػاف‬ ‫‪ ‬ويرتبط المو‬
‫اإل باؿ أعم وأشمل ‪ ،‬و د أشار « روجرز » بػذف بػوؿ التجديػد « التغيػر » لػدى الػريفين يػتم إذا تحققػت يا ػدة تتجػاوز ‪% 22‬‬
‫أما دوف ذلك يال يؤخذ بالتجديد من ناحية عامة ‪.‬‬
‫‪ )3‬ذلدٔدٖ‪ ٛ‬املصادز االقتصادٖ‪:ٛ‬‬
‫‪ ‬بحيي يعيق ذلك عملية التغير االجتماعي ‪ ،‬يالمجتمعات التي ال تتوير ييها الثروة المعدنية الو البترولية أو الطبيعيػة ‪ ،‬ال تحػدث‬
‫ييها تغيرات اجتماعية كبيرة ‪ ،‬بسبي لة التراكم الرأسمالي وانخفاض معدؿ االستثمار بها ‪.‬‬
‫‪ ‬مػػا سػػبق ىػػو بخػػالؼ الوضػػع يػػي المجتمعػػات الصػػناعية المتقدمػػة ‪ ،‬ذات المػػوارد اال تصػػادية العاليػػة التػػي تقػػود عمليػػة التغيػػر‬
‫االجتماعي وتجعلو يي غاية السهولة ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -‬أنو ا تصاد تقليدي ‪ :‬من حيي اآلالت و لة اإلنتاج ‪.‬‬
‫‪ -‬أنو ا تصاد تابع ‪ :‬بمعنى أنو يعتمد على االستيراد من الخارج‪ ،‬بسبي عدـ كفاية إنتاجو‪.‬‬
‫‪ -‬يتميز با تصاد الاركات المتعددة الجنسيات التي تخدـ مصالحها الخاصة‪ ،‬وتصدير أرباحها الى خارج البلد النامي‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬وعموما يؤدي نقص الموارد اال تصادية الى محدودية عملية التغير االجتماعي ‪.‬‬
‫ثالجاً‪ :‬العٕا‪ٟ‬ل اإلٖهٕلٕدٗ‪: ٛ‬‬
‫‪ ‬للبي ة الطبيعية ( اإليكولوجيا ) تذ ير واضح على المجتمعات سواء أكاف إيجابيا أـ سلبيا‪ ،‬يالبي ة الطبيعية من مناخ وسهوؿ وجباؿ‬
‫وانهار وحرارة وبرودة ‪...‬الخ‪ ،‬تؤ ر يي تكوين حاارة المجتمعات‪ .‬يالحاارات البابلية واآلشورية والفراعنة امت حػوؿ المنػاطق‬
‫الغنيػػة‪ ،‬خاصػػة حػػوؿ ضػػفاؼ نهػػر النيػػل أو يػػي الهػػالؿ الخصػػيي‪ .‬يكػػاف ليسػػر الحيػػاة وغناىػػا األ ػػر الكبيػػر يػػي إ امػػة الحاػػارات‬
‫السابقة وغيرىا‪.‬‬
‫‪ ‬وعلى العكس يقد كاف شػح المػوارد الطبيعيػة دور يػي إعا ػة عمليػة التغيػر االجتمػاعي‪ ،‬وبنػاء حاػارة كبيػرة‪ ،‬يالعزلػة الطبيعيػة التػي‬
‫تعياػػها المجتمعػػات نتيجػػة إلحاطتهػػا بالصػػحراء أو بمنػػاطق جبليػػة وعػػرة المسػػالك‪ ،‬أعػػاؽ ذلػػك مػػن اتصػػاؿ المجتمػػع بغيػػره مػػن‬
‫المجتمعات األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬يللعزلة ووعورة الطرؽ والطبيعة باإلضاية الى عوامل ا تصادية وسياسية يي المقاـ الثاني دور يي اختالؼ بعض المجتمعات‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪44‬‬
‫المتجاورة يي التغير االجتماعي والحاارة‪.‬‬
‫‪ ‬لكن بدأت تذ ير وطذة الطبيعة على تغير بعض المجتمعات خاصة بعد ورة المواصالت والتقدـ التكنولوجي وغيره‪.‬‬
‫‪ ‬وتلعػػي العوا ػػق اال تصػػادية مػػع عوامػػل أخػػرى دوراً يػػي تكػػوين االنغػػالؽ الطبقػػي ‪ ،‬والػػى بػػات العػػادات والتقاليػػد ‪ ،‬وركػػود حركػػة‬
‫االختراعات والتجديد وما الى ذلك ‪.‬‬
‫‪ ‬وانطال اً مما سبق تكوف عملية التغير االجتماعي بطي ة وغير واعية ‪ ،‬وبالمقابل يإف سهولة اتصاؿ المجتمع بغيره من المجتمعات‬
‫األخرى‪ ،‬يؤدي الى تفاعل اجتماعي واسع ‪ ،‬وىذا ما يطلق عليو عملية ( االنتاار الثقايي )‪.‬‬
‫زابعاً‪ :‬العٕا‪ٟ‬ل الطٗاضٗ‪: ٛ‬‬
‫المجتمعػػات أوضػػاعا سياسػػية متباينػػة ‪ ،‬بحيػػي تػػؤ ر تلػػك األوضػػاع يػػي عمليػػة التغيػػر االجتمػػاعي إيجابيػػا وسػػلبياً ‪ .‬ويمكػػن‬ ‫‪ ‬تعػػي‬
‫تقسيم العوا ق السياسية الى سمين ‪( :‬عوا ق سياسية داخلية ‪ ،‬و عوا ق سياسية خارجية ) ‪.‬‬
‫أٔالً‪ :‬العٕا‪ٟ‬ل الطٗاضٗ‪ ٛ‬الداخمٗ‪ٔ ،ٛ‬وٍّا ‪:‬‬
‫‪ )1‬ضعف األٖدٖٕلٕدٗا التٍىٕٖ‪: ٛ‬‬
‫‪ ‬تخاػػع عمليػػة التغيػػر للسياسػػة الداخليػػة للدولػػة لأليػػديولوجيا التػػي تتبناىػػا الدولػػة ‪ .‬ياأليػػديولوجيا غيػػر الواضػػحة أو المتػػرددة ‪،‬‬
‫تنعكس على السياسة والنهج التنموي للدولة ‪ ،‬يخطط التنمية تصاغ يي اطار أيديولوجي سياسي ‪ ،‬إعداداً وتطبيقاً واشرياً ‪.‬‬
‫‪ ‬وعػػدـ أخػػذ بعػػض السياسػػات بػػالتخطيط التنمػػوي واالجتمػػاعي ‪ ،‬يػػؤدي الػػى بػػطء التغيػػر ‪ ،‬وذلػػك لقصػػور ادراؾ بعػػض السياسػػيين‬
‫لعماية التنمية ‪ ،‬أو لعدـ وضوح األيديولوجيا التنموية لديهم ‪.‬‬
‫‪ )2‬تعدد الكٕوٗات ٔاألقمٗات داخن اجملتىع‪:‬‬
‫‪ ‬حيي أف أي تغير اجتماعي د يتعرض مع مصالح بعض القوميات أو األ ليات يي المجتمع ‪ ،‬مما يجعلهم يعارضوف يكرة التغيػر‬
‫يي حين أف المجتمعات المتجانسة تكوف عملية التغير ييها أيال وأسهل ‪ ،‬بسبي تقبل عملية التغير االجتماعي‪.‬‬
‫‪ )3‬عدً االضتكساز الطٗاض٘‪:‬‬
‫‪ ‬بحيي يؤدي الى صرؼ جهود الدوؿ الى إعادة استتباب األمن ‪ ،‬وتنمية المجتمع ‪ .‬كما أف عػدـ االسػتقرار السياسػي يػؤدي الػى‬
‫ىجرة العقوؿ المبدعة نحو الخارج ‪ ،‬مما يحرـ بلدانهم من جهودىم ‪ ،‬أو د تكوف داخل بلدانهم لكن كقوى معطَّلة ‪ ،‬ال تسهم‬
‫يي تحقيق التغير االجتماعي ‪.‬‬
‫ثاٌٗاً‪ :‬العٕا‪ٟ‬ل الطٗاضٗ‪ ٛ‬اخلازدٗ‪ :ٛ‬وىي يي الغالي مفروضة من خارج المجتمع ومنها ‪:‬‬
‫‪ )1‬الطٗاض‪ ٛ‬اإلوربٖالٗ‪(ٛ‬االضتعىازٖ‪:)ٛ‬‬
‫‪ ‬مػػن المعلػػوـ أف القػػوى االسػػتعمارية تحػػارب كػػل تغيػػر إيجػػابي يػػد يحػػدث يػػي البلػػداف التػػي تسػػتعمرىا ‪ ،‬كمػػا أف تلػػك القػػوى‬
‫االستعمارية تفرض سياسة تتالءـ مع وجودىا ‪ ،‬وىي سياسات تنا ض مصػالح الاػعوب المقهػورة ‪ ،‬ىػذا ياػال عػن يػرض قايتهػا‬
‫وحاارتها ‪ ،‬والعمل على تفر ة أبناء المجتمع ‪ ،‬وإ ارة الحروب الداخلية األمر الذي يعيق عملية التغير االجتماعي‪.‬‬
‫‪ )2‬احلسٔب اخلازدٗ‪:ٛ‬‬
‫‪ ‬يػالحروب الخارجيػػة تسػػتنزؼ مػػوارد ماديػػة ىا لػػة يكػػوف المجتمػػع يػػي حاجػػة ماسػػة إليهػػا مػػن أجػػل إحػػداث التنميػػة ‪ .‬باإلضػػاية الػػى‬
‫تدمير الحروب الموارد البارية والماديػة ‪ ،‬ممػا يػدخل البػداف المتحاربػة يػي ماػاكل اجتماعيػة وا تصػادية ‪ ،‬تاػغلها عػن النهػوض‬
‫بمستوى معياة أيرادىا ‪ ،‬وتقود تلك البلداف الى التخل يي نهاية األمر‪.‬‬
‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪45‬‬
‫احملاضس‪ ٚ‬الجالج‪ ٛ‬عػس ‪ :‬التػري االدتىاع٘ يف اجملتىع الطعٕد‪ٙ‬‬

‫‪ ‬وعاِس التػري عم‪ ٜ‬اجملتىع الطعٕد‪ٙ‬‬


‫‪ ‬يعتبر التغير سمو من سمات الحياة وظاىرة طبيعية وعملية مستمرة ودا مة تحدث يي جميػع المجتمعػات اإلنسػانية يػي كػل زمػاف‬
‫ومكاف‪ ،‬والمجتمػع السػعودي جػزء مهػم مػن المجتمػع الػدولي يػؤ ر ييػو ويتػذ ر بػو‪ ،‬ولػو صػالت مباشػرة و ويػة مػع العػالم الخػارجي‬
‫يرضػػتها العال ػػات التجاريػػة واال تصػػادية واإلعالميػػة والعلميػػة‪ ،‬و ػػد انفػػتح المجتمػػع السػػعودي علػػى المجتمػػع الػػدولي والعػػالمي‬
‫انفتاحػاً كبيػراً ‪ ،‬يحػد ت بعػض التغيػرات والتطػورات يػي حيػػاة المجتمػع سػواء علػى صػعيد العال ػات االجتماعيػة أو علػى مسػػتوى‬
‫األسرة أو السكن أو سلوؾ األيراد وتحولهم إلى سلوؾ استهالكي تفاخري ومظهري ‪ ،‬ويمكن أف نرصد بعض ىذه التغيػرات كمػا‬
‫يذتي ‪:‬‬
‫أٔال‪ :‬التػريات االدتىاعٗ‪: ٛ‬‬
‫‪ ‬يي مجاؿ التنظيم االجتماعي ‪ :‬يػرى بعػض البػاحثين بػذف التنظػيم االجتمػاعي بمجتمػع شػبة الجزيػرة كػاف يقػوـ ػديماً علػى التنظػيم‬
‫القا م على النظاـ القبلي العاا ري‪ ،‬وكذلك على العادات القبلية التي تحكم أنماط السلوؾ االجتماعي لأليػراد ػم أصػبح ( بعػد‬
‫ياـ الدولة السعودية ) الوالء للدولة من بل األيػراد ‪ ،‬وصػارت المعػايير التػي تحكػم العال ػات بػين األيػراد تنطلػق مػن المصػلحة‬
‫العامة للدولة والمجتمع يي ظل الاريعة اإلسالمية ‪.‬‬
‫‪ ‬مجاؿ دور المرأة يي المجتمع ‪ :‬طرأ على دور المرأة يي المجتمع السعودي تغيرا واضحا‪ ،‬يقػد كػاف دورىػا اصػراً علػى األعمػاؿ‬
‫المنزلية وإنجاب األطفػاؿ وتػربيتهم‪ .‬ومػع التطػور الحاػاري والتقػدـ اال تصػادي‪ ،‬ونتيجػة التغيػر يػي المفػاىيم الثقاييػة تحػوؿ دور‬
‫المرأة إلى اإلسهاـ يي اإلنتاج والخدمات‪ ،‬وخرجت لتعمل يي بعػض المؤسسػات التعليميػة والصػحية واالجتماعيػة وأحػدث ذلػك‬
‫تغيراً يي النظاـ األسري ‪.‬‬
‫‪ ‬ومػػن نتػػا ج خػػروج المػرأة إلػػى ميػػداف العمػل واناػػغاؿ األب يػػي أداء مسػػؤولياتو ويػػي أعمالػػو التجاريػػة وغيرىػػا صػػارت االسػػرة غيػػر‬
‫متماسكة اجتماعياً‪ ،‬وتقلصت سلطة األب ودخل إلى محيط األسرة ( الخدـ والسا قوف) الػذين أصػبحوا باػكل أو بػآخر يػؤ روف‬
‫يي سير الحياة اليومية – يقد بدأت بعض األسر السػعودية تسػتخدـ ىػذه العمالػة الوايػدة بػدايع الحاجػة للمسػاعدة يػي تصػري‬
‫شؤوف األسرة أو نوعا من الوجاىة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬يػػي مجػػاؿ االعمػػاؿ التجاريػػة والصػػناعية والزراعيػػة ‪ :‬ينتيجػػة لالزدىػػار اال تصػػادي ومػػا ط ػرأ علػػى المجتمػػع السػػعودي مػػن طفػػرة‬
‫ا تصػػادية غيػػرت بعػػض المفػػاىيم االجتماعيػػة وبعػػض أنمػػاط السػػلوؾ االجتمػػاعي اتجػػو النػػاس نحػػو األعمػػاؿ اال تصػػادية والتجاريػػة‬
‫والصػػناعية والزراعيػػة وشػػهدت المملكػػة والدة العديػػد مػػن المؤسسػػات اال تصػػادية والتجاريػػة والصػػناعية والزراعيػػة التػػي أدت إلػػى‬
‫مزيػد مػػن الحاجػػة إلػػى األيػػدي الفنيػػة العاملػػة والخبػراء والمهندسػػين واألطبػػاء األمػػر الػػذي أتػػاح اسػػتقداـ م ػػات األلػػوؼ مػػن األسػػر‬
‫بين ظهراني األسر السعودية ولقد أوجد ذلك يرصة نادرة د ال تحدث يي أي مجتمػع آخػر للتفاعػل بػين األسػر‬ ‫األجنبية لتعي‬
‫السعودية واألسر األجنبية ‪.‬‬
‫‪ ‬يي مجاؿ السػفر والسػياحة ‪ :‬مػن التغيػرات االجتماعيػة ازديػاد حركػة السػفر إلػى داخػل وخػارج الػبالد وانفتحػت األسػرة السػعودية‬
‫علػػى المجتمعػػات الغربيػػة والاػػر ية علػػى حػػد سػػواء ياكتسػػبت بػػذلك بعػػض السػػلوكيات والعػػادات التػػي ػػد ال يتفػػق والمبػػادئ‬
‫اإلسالمية مثل ‪ :‬حفالت أعياد الميالد وغيرىا‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪46‬‬
‫ثاٌٗ ًا ‪ :‬التػريات يف دلاه التعمٗي ‪:‬‬
‫‪ ‬مجػػاؿ التعلػػيم الحكػػومي‪ :‬بػػذلت حكومػػة المملكػػة العربيػػة السػػعودية جهػػودا كبيػػرة للنهػػوض بقطػػاع التعلػػيم‪ ،‬يفػػي السػػابق لػػم يكػػن‬
‫للتعلػيم الرسمي وجود يذكر‪ ،‬عػالوة على تفاي األمية باكل خطير يكاد ال يكوف لو نظير يي أي مكػاف آخػر‪ ،‬ولػم يكػن سػكاف‬
‫المملكة الذين حصلوا يي ذلك الو ت على سط من التعليم الرسػمي الحػديي يعػدوف باػع م ػات‪ ،‬ومػع بدايػة األربعينيػات مػن‬
‫القرف الماضي‪ ،‬بدأ االىتماـ بقطاع التعليم بإنااء المدارس ونارىا يي مختل مناطق المملكة ومدنها وىجرىا‪.‬‬
‫‪ ‬أما التعليم الجامعي يقد انطلقت إشارتو األولى بكلية الاريعة يي مكة المكرمة م كلية الاريعة يي الرياض ػم كليػة اللغػة العربيػة‬
‫يػي الريػػاض ‪ ،‬ويػي عػػاـ ‪2624‬ـ بإناػػاء جامعػة الملػػك سػػعود‪ ،‬ػم تزايػػد االىتمػػاـ بػالتعليم العػػالي يػػي المملكػة العربيػػة السػػعودية‬
‫و فػز فػزات ىا لػة‪ ،‬بلغػػت ذروتهػا يػػي العػاـ ‪2102‬ىػػ‪ ،‬وكػاف مػػن أبػرز مظاىرىػػا‪ :‬زيػادة عػػدد الجامعػات ‪ ،‬وزيػػادة أعػداد الطػػالب‬
‫والطالبات‪.‬‬
‫‪ ‬وال شك أف ىذا التطور السريع يي مجػاؿ التعلػيم كانػت لػو آ ػار كبيػرة يػي حيػاة المجتمػع بعػد ذلػك وأدى إلػى حػدوث عػدد مػن‬
‫التغيرات منها ‪:‬‬
‫‪ -‬برزت على السطح ظاىرة الهجرة إلى المدف ‪ ،‬يانسحبت نسبة كبيػرة مػن العػاملين يػي طاعػات الزراعػة والرعػي إلػى العمػل‬
‫الوظيفي واإلداري والمهني يي المدف والمصانع الكبرى ‪.‬‬
‫‪ -‬أحدث التعليم تغيراً ملحوظاً يي أوضاع المرأة سواء يي نظر المجتمع أو يي نظرتها لنفسها ‪ ،‬يذصبحت المػرأة بعػد التعلػيم‬
‫وة عصرية و وة ا تصادية عن طريق نزولها إلى ميداف العمل وتزايد درتها على اإلسهاـ يي ميزانية األسرة ‪.‬‬
‫‪ -‬كمػػا أف التعلػػيم ػػد أيػاد المجتمػػع السػػعودي مػػن ناحيػػة درتػػو علػػى التعامػػل المباشػػر مػػع مسػػتحد ات العصػػر يػػي مجػػاالت‬
‫العمل واإلنتاج والتقنية ‪.‬‬
‫ثالج ًا ‪ :‬التػريات االقتصادٖ‪ ٛ‬بعد انتػاف البـرتٔه ‪:‬‬
‫‪ ‬مع اكتااؼ البتروؿ يي المملكة العربية السعودية وإنتاجو ا تصادياً بكميات كبيرة أمكن التمييز بػين مػرحلتين مػن مراحػل التطػور‬
‫يي المملكة العربية السعودية ؛ مرحلػة مػا بػل البتػروؿ ‪ ،‬ومرحلػة مػا بعػد البتػروؿ ‪ ،‬لقػد كػاف الكتاػاؼ البتػروؿ وإنتاجػو ا تصػادياً‬
‫آ ػػار مهمػػة جػػداً سػػواء اجتماعيػاً أو ا تصػػادياً أو سياسػػياً‪ ،‬ويمكننػػا القػػوؿ دوف مبالغػػة ‪ :‬إف التعلػػيم وظهػػور البتػػروؿ كانػػا وراء ىػػذه‬
‫االنطال ػػة التنمويػػة الكبيػػرة يػػي أرجػػاء المملكػػة العربيػػة السػػعودية ‪ ،‬لقػػد كانػػت التنميػػة اال تصػػادية واالجتماعيػػة ىمػػا الركيػػزة التػػي‬
‫اعتمدت عليها حكومات المملكة المتتابعة منذ ظهور الدولة السعودية على يد مؤسسها األوؿ الملك عبد العزيز يرحمو اهلل إلػى‬
‫و تنا الحاضر ‪.‬‬
‫‪ ‬لقد تطور ا تصاد المملكة من مجرد ا تصاد يعتمد يي نسػبة كبيػرة جػداً مػن مػوارده علػى بعػض الرسػوـ والمنتجػات الداخليػة إلػى‬
‫ا تصاد بترولي وي ادر على منح التنمية‬
‫‪ ‬اال تصادية ديعة وية تعمل على التقدـ يي جميع المجاالت من خالؿ خطط علمية للتنمية‪ ،‬والوا ع أف عا د البتروؿ كاف أساس‬
‫التنميػػة يػػي المملكػػة العربيػػة السػػعودية ‪ ،‬بػػل إف ميزانيػػات خطػػط التنميػػة التػػي كانػػت تعتمػػدىا الحكومػػة السػػعودية خػػالؿ المراحػػل‬
‫السابقة كانت تتناسي طردياً مع عوا د البتروؿ خالؿ مراحل الخطط ‪.‬‬

‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪47‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -‬ىجرة األيدي العاملة والسكاف من الري إلى المدينة‪ ،‬وزيادة االزدحاـ يي المػدف ‪ ،‬وارتفػاع االسػتهالؾ التريػي (التفػاخري)‬
‫وزيػػادة االعتمػػاد علػػى االسػػتيراد مػػن الخػػارج‪ ،‬وبػػروز ظػػاىرة العمالػػة الوايػػدة‪ ،‬بمػػا ػػد يكػػوف لهػػا مػػن آ ػػار جانبيػػة ػػد تاػػر‬
‫بمستقبل البالد لو لم تتدارؾ بتويير عمالة وطنية مدربة واالعتماد على أبناء البالد الموجودين بها بصفة دا مة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -‬زيادة األىمية النسػبية إلػى منطقػة الخلػيج ممػا جعلهػا منطقػة مهمػة يػي نظػر عػدد مػن دوؿ العػالم الػذي يعتمػد يػي ا تصػاده‬
‫على البتروؿ‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة الرياىية لجميع ي ات المجتمع ودعم االستقرار االجتماعي يي مواجهة التغيرات االجتماعية السريعة ‪.‬‬
‫‪ -‬عوا د البتروؿ مكنت الحكومة السعودية من االنطالؽ بسرعة وبقوة لتحقيػق التنميػة اال تصػادية‪ ،‬وتوسػيع القاعػدة اإلنتاجيػة‬
‫عن طريق تحويل اال تصاد من معتمد على البتروؿ يقط إلى معتمد على موارد أخرى ‪.‬‬
‫زابعاً‪ :‬البٍا‪ ٞ‬املّين ٔاحلساك االدتىاع٘ ‪:‬‬
‫‪ -‬تغيرت التركيبة المهنية باكل جذري ألبناء البالد ‪.‬‬
‫‪ -‬إتاحة الفرصة لكثير من أبناء البالد من التقدـ يي السلم الوظيفي نحو المراكز العليا ‪.‬‬
‫‪ -‬تغير نمط اإلنتاج الزراعي ‪.‬‬
‫‪ -‬ظهرت ي ات وشرا ح اجتماعية جديدة يي المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -‬تغيرات يي شبكة العال ات االجتماعية وظهور بعض القيم والمفاىيم الجديدة و اند رت بعض العادات والقيم التقليدية ‪.‬‬
‫خاوطاً‪ :‬تػري الٍعاً الكساب٘ ‪:‬‬
‫القبيلة أو العايرة جزء من مهاـ الدولة‪.‬‬ ‫‪ -‬أصبحت كثير من وظا‬
‫‪ -‬تقلصت دا رة النظاـ القرابي ‪.‬‬
‫‪ -‬تقلص شكل األسرة الممتدة البسيطة وبرزت األسر الزواجية‪.‬‬
‫‪ -‬انتارت ظاىرة الزواج بين السكاف من مختل مناطق المملكة ‪.‬‬
‫ضادضا‪ :‬الٍطل الرتٔحي٘ ‪:‬‬
‫‪ -‬يقاي الاباب السعودي أو ات الفراغ يي لعي كرة القدـ‪ ،‬ومااىدة التلفاز‪ ،‬والرحالت البرية‪.‬‬
‫‪ -‬أما الفتاة السعودية تنتهج سياسة تاييع الو ت باستخداـ الهات ‪ ،‬أو مااىدة التلفاز‪ ،‬أو للخػروج لألسػواؽ باػكل متكػرر‬
‫بدوف حاجة‪.‬‬
‫‪ -‬أمػػا المسػػنوف يػػإنهم يعػػانوف مػػن الف ػراغ ‪ ،‬وأنػػو يوجػػد مكػػاف واحػػد بالمملكػػة للتػػرويح عػػن المسػػنين ىػػو مركػػز األميػػر سػػلماف‬
‫االجتماعي بمدينة الرياض ‪.‬‬

‫احملاضس‪ ٚ‬السابع‪ ٛ‬عػس ‪ :‬وسادع‪ٛ‬‬

‫تم بحمد اهلل‬


‫تنسيق ‪ :‬أبو فيصل ‪KFU‬‬ ‫‪،،،‬‬ ‫( مكتبة صدى احلروف بالسويدي )‬ ‫‪،،،‬‬ ‫التغيري االجتماعي د‪ /‬فهد اخلريف‬ ‫‪48‬‬

You might also like