Professional Documents
Culture Documents
التغيري الاجامتعي
د /فّد عبدالسمحَ اخلسٖف
تباع املمصو ٛيف وهتب ٛصد ٝاحلسٔف «بالطٕٖد » ٙتٕٖرت @sda7rf :
تـٍـطــٗل :أبٕ فٗصنKFU
ٔلتٕصٗن :ت 0114267262،0112222573 /
ٌأ ٙالسسٗن ( ضابكاً )
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، 0552114467مكتبة صدى احلروف بالسويدي )
( ٔ،اتظ ،،،/0556091819
اخلريف االجتماعي /د /فهد
دـ التغيري 0
احملاضس ٚاألٔىل :واِٗ ٛالتػري االدتىاع٘
وكدو: ٛ
يعتبر « التغير االجتماعي » ظاىرة اجتماعية مستمرة ،ومالزمة للمجتمعات منذ القديم ،سواء كانت تلك المجتمعات رعويػة أـ
زراعية أـ نامية أـ متقدمة أـ رسمالية أـ اشتراكية ...الخ.
« والتغير االجتماعي » الذي يحػدث يػي المجتمعػات اليػوـ لػم يعػد كلػو تلقا يػا دوف توجيػو واع ،وإنمػا ىػو تغيػر مقصػود وإرادي
يتم ويق خطط مدروسة ،بل وتستحدث لو مناىج ووسا ل من أجل تحقيق التنمية بوجو عاـ .
كمػػا أف المجتمػػع بطبيعتػػو متغيػػر ،حيػػي يذخػػذ مػػن الجيػػل السػػابق جوانػػي قاييػػة وياػػي عليهػػا تماػػيا مػػع وا عػػو االجتمػػاعي،
ومتطلباتو المستجدة.
على طبيعة المجتمع . ولكل تغير اجتماعي ( مدى وسرعة واتجاىا ) وبداية ونهاية ،غير أف كل ذلك يتو
و د تنبو المفكروف إلى ظاىرة التغير ،واعتبرىػا بعاػهم « حقيقػة الوجػود » إال اف نظػرتهم كانػت عامػة لػم تتنبػو إلػى القػوانين التػي
تحكم ىذا التغير ،وىذا بخالؼ نظرة وتفكير علماء ىذا الزمن ( العصر الحديي ) يػي التغيػر االجتمػاعي حيػي يحػاولوف توجيػو
التغير والتحكم ييو ،خاصة بعد الحربين العالميتين .
تعسٖف التػري االدتىاع٘:
يعني « التغير » :االختالؼ بين الحالتين القديمة والحالة الجديدة .أو اخػتالؼ الاػيء عمػا كػاف عليػو خػالؿ يتػرة محػددة مػن
الزمن ( بداية ونهاية ) .
وحينما تاػاؼ كلمػة « االجتمػاعي » يقصػد بػو :التغيػر الػذي يحػدث داخػل المجتمػع ،أو التبػدؿ والتحػوؿ الػذي يطػرأ جوانػي
المجتمع ،أو على البناء االجتماعي خالؿ يترة من الزمن.
ويعتبر « التغير » يي قاية المجتمع نوعا من التغير االجتماعي ،سواء كاف ذلك التغير يي جانبي الثقاية :المادي أو الفكري .
واألدوار ويامل « التغير االجتماعي » العديد من جواني المجتمع :كذنماط العال ة بين األيراد والجماعات واختالؼ الوظا
االجتماعية ،ويي األنظمة والقيم والعادات ...الخ
تعسٖف التػري االدتىاع٘ عٍد بعض العمىا: ٞ
يكاد يجمع العديد من العلماء ( جيرث ،ميلز ،جنزبيرج ،جي روشيو ،عاط غيي ...الخ ) على أف « التغيػر االجتمػاعي »
ىو :
االجتماعيػػة ،أو يػػي -التحػػوؿ الػػذي يصػػيي البنػػاء االجتمػػاعي يػػي كلػػو أو يػػي أي مػػن أجزا ػػو ،يػػي األدوار والػػنظم والوظػػا
الوحدات المكونة لو ،يي يترة محددة من الزمن ،ويمكن مالحظتو .
)1التغير االجتماعي ظاىرة عامة ،تؤ ر يي أسلوب حياة أيراد المجتمع وأيكارىم.
)2التغير االجتماعي يصيي البناء االجتماعي باكل عميق.
)3يكوف التغير االجتماعي محددا بالزمن ،بمعنى اف لو بداية ونهاية من أجل المقارنة بين الحالتين.
)4يتص التغير االجتماعي باالستمرارية وذلك من أجل إدراكو ويهمو ومعرية أبعاده.
)5التغير االجتماعي د يكوف اتجاىو إيجابيا أو سلبيا .
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 1
أوجم ٛوَ التػريات االدتىاعٗ ٛيف اجملتىع:
( التغير من النمط اإل طاعي يي المجتمع إلى النمط الرأسمالي أو االشتراكي ،واألخالؽ المرتبطة بكل منهم .التغير من النظػاـ
الديكتاتوري إلى الديمو راطي أو الملكي ،أو يي شكل األسرة من ممتدة إلى نووية ،أو من وحدانية الزوجة إلى تعدد الزوجػات
،التغير يي األدوار االجتماعية ومراكز األشخاص يي مؤسسات المجتمع ،التغير يي أساليي الحياة القديمة إلى أشكاؿ حديثػة
ولها العديد من األمثلة التي تتاح بالمالحظة والمقارنة يي حالتين سابقة وحالية ) .
وصادز التػري االدتىاع٘:
للتغير االجتماعي مصدرين ىما :
الذي يكوف نابعا من داخل النسق االجتمػاعي ،واطػار المجتمػع نفسػو ،أي أنػو يكػوف نتيجػة للتفػاعالت
املـصـدز الـداخــمـ٘:
التي تتم داخل المجتمع .
املـصـدز الـخـازدـ٘ :الذي يذتي من خارج المجتمع نتيجة اتصاؿ المجتمع بغيره من المجتمعات األخرى .
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 2
واذا تحد نا عن « سبي الخلط الحاصل ديماً يػي مصػطلحات التغيػر االجتمػاعي » يهػو بسػبي :أف الدراسػات القديمػة ا مػة
على التفكير الفلسفي ( غير العلمي ) ولكنها شكلت إطارا مرجعيا وأرضية انطلقت منها الدراسات العلمية الراىنة .
و د أخذت الدراسات االجتماعية يي التغير مساراً علميا بعد أف وضع « وليم أوجبػرف » كتابػو المعػروؼ « بػالتغير االجتمػاعي »
وذلك عاـ 2600ـ .وبعد ذلك تتابعت الدراسات العلمية يي مجاؿ « التغير االجتماعي » .
لقػد كانػت نظػػرة العلمػاء « للتغيػػر االجتمػاعي » حتػػى القػرف (25ـ) نظػرة تاػػاؤمية مبنيػة علػػى الخػوؼ مػػن المسػتقبل ،وأف حالػػة
المجتمعات يي القديم أيال مػن الحالػة الراىنػة .وبعػدىا أصػبحت نظػرة العلمػاء للتغيػر االجتمػاعي نظػرة علميػة متفا لػة .وكمػا
اؿ « ساف سيموف » :أف العصر الذىبي أمامنا وليس خلفنا .
أٔالً :التكدً االدتىاع٘ :
اسػػتخدـ مصػػطلح « التقػػدـ االجتمػػاعي » يػػي البدايػػة باعتبػػاره مرادي ػاً لمصػػطلح « التغيػػر االجتمػػاعي » .و ػػد اتاػػح ذلػػك يػػي
كتابات علماء « كذوجست كونت ،وكوندرسيو ،وتيرجو ،وغيرىم » .
« والتقدـ » :يعني حركة تسير نحو األىداؼ المناودة والمقبولة ،أو األىداؼ الموضوعية التي تناد خيرا أو تنتهي إلى نفع .
وينطوي « التقدـ » على مراحل ارتقا ية ،أي أف ( كل مرحلة تكوف أيال من سػابقتها ) .وىػو ياػير إلػى انتقػاؿ المجتمػع إلػى
مرحلة أيال من حيي الثقاية والقدرة اإلنتاجية والسيطرة على الطبيعة .
ويعرؼ « التقدـ » بذنو :
-العملية التي تذخذ شكالً محدداً واتجاىاً واحداً ويتامن توجيهاً واعياً مقصوداً مخططاً لعملية التغير .
ىذا وتجدر اإلشارة إلى أف مفهوـ « التقدـ » ىو مفهوـ ( نسبي ) أي أنو يختل من مجتمع آلخػر ومػن قايػة إلػى أخػرى .يمػا
يعتبر تقدماً اجتماعياً يي مجتمع د يكوف تخلفاً يي مجتمع اخر ،خاصة ييما يتعلق بالجاني المعنوي مػن « التغيػر االجتمػاعي
» .يفكرة « التقدـ » تتغير بتبدؿ األحواؿ واألزمنة ،وىي تحمل معنى يمياً .
و د بين « ويل ديورنت » اف اإلنسانية خالؿ تقدمها االرتقا ي مرت بمراحل ىي [ :النطق ،النار ،اسػت ناس الحيػواف ،الزراعػة
،التنظيم االجتماعي ،األخالؽ ،اآلالت والصناعة ،العلوـ ،التربية ...الخ ]
وتاريخياً تعتبر يكرة « التقدـ » تعود إلى عصور ديمة جداً ،ولم تصبح موضوعا للبحي إال يي القرف (24ـ) مع ظهػور الثػورة
الصناعية ،وتجمع المعرية اإلنسانية وتراكمها.
ِ
وتجمع تعريفات « التقدـ » على أنو تطور يي الجواني المادية والفكرية يي المجتمع ويحمل معنى يمياً ومعيارياً .
ثاٌٗاً :التطٕز االدتىاع٘ :
ويعني « التطػور االجتمػاعي » النمػو البطػيء المتػدرج الػذي يػؤدي إلػى تحػوالت منتظمػة ومتالحقػة ،تمػر بمراحػل مختلفػة تػرتبط
ييها كل مرحلة الحقة بالمرحلة السابقة ،دوف طفرات يي التقدـ والتطور .
و د استخدـ مفهوـ « التطور االجتماعي » باكل واسع يي العلوـ االجتماعية ،ويي علم االجتماع باكل خػاص بعػد اف وضػع
« داروين » كتابو المعروؼ بذصل األنواع مبينا ييو أصوؿ نظريتو التطورية البيولوجية للكا نات الحية .
كما استخدـ مفهوـ « التطور » كل من « :ىربرت سبنسر ،وتايلور » و د ريض العديد من العلماء تما ل التطور بين الكا نات
الحيػػة والتطػػور االجتمػػاعي كػ ػ « ولػػيم أوجبػػرف ،وجػػوردوف تاػػايلد ،وجوليػػاف سػػتيورد » مؤكػػدين علػػى اف التطػػور البيولػػوجي يػػي
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 3
الكا نات الحية ىو :حتمي ويسير يي خط مستقيم ال يمكن تخطيطو أو تسػريعو أو تهد تػو ،يػي حػين « التطػور االجتمػاعي »
أيااً حتمي ولكنو مخطط ،وسريع أوىادئ أو شامل أو جز ي ...الخ .
ثالجاً :الٍىٕ االدتىاع٘ :
يعنػػي مصػػطلح « النمػػو » :عمليػػة الناػػج التػػدريجي والمسػػتمر للكػػا ن الحػػي وزيػػادة حجمػػو الكلػػي أو أج ػزاؤه يػػي سلسػػلة مػػن
المراحل الطبيعية ،ويتامن ذلك النمو تغيرا كميا وكيفيا ،وغايتو عملية النمو ذاتها.
ويتاػػمن مصػػطلح « النمػػو » كايػػة أشػػكاؿ النمػػو سػػواء يػػي الكفايػػة اـ يػػي التعقيػػد اـ يػػي القيمػػة ،وينطبػػق ذلػػك علػػى األي ػراد
والجماعات .
ويختل ػ « النمػػو » عػػن « التنميػػة » يػػي كونػػو تلقا ي ػاً بينمػػا « التنميػػة » عمليػػة إراديػػة مخططػػو .ويقتػػرب مفهػػوـ « النمػػو » مػػن
مفهػػوـ « التطػػور » إال انػػو ال يتطػػابق معػػو وعنػػدما تاػػاؼ إلػػى مصػػطلح « النمػػو » كلمػػة « اجتمػػاعي » يقصػػد بػػو :النمػػو الػػذي
يتعلق بالمجتمع .
و د استخدـ مصطلح « النمػو » بمعػاف عػدة يػي الفكػر الحػديي ،ييقػاؿ أحيانػا مجتمعػات ناميػة ومجتمعػات ا ػل نمػوا أو اكثػر
نموا .وىناؾ شبو اتفاؽ يي كم النمو ولكن ىناؾ اختالؼ يي كي النمو حيي يذخذ بعدا يميا معياريا.
ويي ىذا الصدد يمفهػوـ « النمػو » ال يعبػر إال عػن تغيػر يػي إيجػابي أو تقػدـ مػع المحايظػة علػى جػوىر البنػاء باػكل عػاـ .أمػا
الجزء اآلخر من التغير وىو ( النكوص ) أو التخل ال ياير اليو المفهوـ.
لػػذا يعلمػػاء االجتمػػاع يميلػػوف إلػػى اسػػتخداـ « النمػػو » يػػي الجانػػي اال تصػػادي ،الػػذي يمكػػن ياسػػو بد ػػة « ،كػػالنمو » يػػي
متوسط دخل الفرد .
وىناؾ من العلماء من جعػل النمػو ينطبػق تمامػا علػى الكػا ن الحػي والمجتمعػات بػنفس المفهػوـ ،وىػذا خلػط ال يمكػن بولػو يػي
ىذا العصر.
الفسم بني الٍىٕ االدتىاع٘ ٔالتػري االدتىاع٘:
التػري االدتىاع٘ الٍىٕ االدتىاع٘
)1النمو االجتماعي زيػادة ابتػة نسػبيا ومسػتمرة ويػي جانػي )2التغير االجتمػاعي يهػو اشػمل يقػد يكػوف يػي البنػاء االجتمػاعي
أو يي وحداتو أو يي األدوار والنظاـ ...الخ واحد من جواني الحياة .
)4التغيػػر االجتمػػاعي ػػد يكػػوف إيجابيػػا تقػػدميا و ػػد يكػػوف تػػذخرا أو
)3النمو االجتماعي يقط إيجابي و ابت .
نكوصا .لذا يالتغير اشمل .
)6التغير االجتماعي د يكوف سريعاً ويي شكل فزات إلى األمػاـ
)5النمو االجتماعي بطئ وتدريجي .
أو إلى الخل
)8التغير االجتماعي يهو عملية مخططة ىادية إرادية . )7النمو االجتماعي عملية تلقا ية ال دخل لإلنساف بها .
)9يسػػير النمػػو االجتمػػاعي يػػي خػػط مسػػتقيم ،لػػذا يمكػػن )10التغيػر االجتمػاعي ال يكػػوف يػي خػػط مسػتقيم دومػػا و ػد يكػػوف
نكوصا وتذخرا التنبؤ بما سيؤوؿ اليو .
وعليو يالتغير االجتماعي أشمل ويعبر عن ديناميكية المجتمع ،أما النمو ييدخل غالبا يي الدراسات اال تصادية يي المجتمع
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 4
احملاضس ٚالجاٌٗ : ٛالدزاض ٛاالدتىاعٗ ٛلمتػري االدتىاع٘
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 5
يي سرعة التغيػر ،وعمقػو ،واتجاىػو ،ويػي العوامػل المؤديػة إليػو و ػد بػين عػالم االجتمػاع « أوجسػت كونػت » أف موضػوع علػم
االجتماع أنما ىو التغير االجتماعي يي المجتمع ،و سم حالتي المجتمع الى :
حالة تغير وحراؾ وحركة المجتمع. )1الدٍٖاوٗها االدتىاعٗ: ٛ
حالة بات واستقرار المجتمع ( وىي حالة ايتراضية ) )2االضتاتٗها االدتىاعٗ: ٛ
وتعتبر النهاة العلمية التي حد ت بسبي االختراعػات والتوسػع يػي القػوانين والنظريػات مػن االسػباب الر يسػية يػي تطػور وتعميػق
دراسات التغير االجتماعي واالىتماـ بها مػن جانػي العلمػاء ،وذلػك مػن أجػل الكاػ عػن المزيػد مػن القػوانين والنظريػات التػي
تحكم الظاىرة االجتماعية المتغيرة والمجتمع.
و ػػد تزايػػد االىتمػػاـ بػػالتغير االجتمػػاعي يػػي العصػػر الحػػديي عنػػدما ظهػػرت الحاجػػة الػػى توجيػػو التغيػػر لمصػػلحة الفػػرد والجماعػػة
والمجتمع .يتم العمل علػى ادراؾ عوامػل التغيػر ،والػتحكم بهػا وتخطيطػو ،لمواجهػة ومعالجػة االنحػراؼ والتفكػك االجتمػاعي،
والسيطرة على الظواىر االجتماعية .
وتتخذ الدراسات العلمية الحديثة والمستمرة للتغير ،تتخذ مداخل متنوعة يي معالجة التغير االجتماعي ،منها :مدخل التحليػل
البنا ي التاريخي .ومدخل التحليل الوظيفي .والتحليل االمبيريقي ،وغيرىا ..
صعٕب ٛدزاض ٛالتػري االدتىاع٘ :
تذتي صعوبة دراسة التغير االجتماعي من كػوف المجتمعػات االنسػانية ال تسػير علػى وتيػرة واحػدة يػي تغيرىػا ،وال بطريقػة متاػابهة
مػػع بعاػػها ،يلكػػل مجتمػػع ظرويػػو الخاصػػة التػػي تميػػزه عػػن غيػػره مػػن المجتمعػػات االخػػرى ،تلػػك الظػػروؼ التػػي تتعلػػق بنظامػػو
االجتماعي ،وبثقايتو بوجو عاـ .يهناؾ المجتمع الزراعي والصػناعي والبػدوي واالشػتراكي والرأسػمالي ....الػخ ،وسػرعة التغيػر
واتجاىو وعمقو تختل باختالؼ ماسبق . ،
كمػػا أف العوامػػل التػػي ت ػػؤدي الػػى تغيػػر المجتمع ػػات عديػػدة ،منهػػا العام ػػل « :الػػديموجرايي ،وااليكولػػوجي ،والتكنول ػػوجي ،
واال تصادي ...الخ » .
)1طبيعة الظاىرة االجتماعية المدروسة .
الباحي – الدارس -من الظاىرة المدروسة . )2مو
ٔ صعٕب ٛدزاض « ٛالعاِس ٚاالدتىاعٖٗ » ٛعٕد لألضباب التالٗ:ٛ
)1تعكّد العاِس ٚاالدتىاعٗ : ٛلتذ يرىا وتذ رىا بظواىر أخػرى سياسػية وا تصػادية ...الػخ ،باإلضػاية الػى تػرابط الظػاىرة االجتماعيػة
مع غيرىا باكل شديد يال يفصل بينهما بسهولة.
)2صعٕب ٛاخضاع العاِس ٚاالدتىاعٗ ٛلمكٗاع الدقٗل :وذلك ألنها متعلقة بمجتمع باري متغير ومتبػاين العواطػ والميػوؿ والػدوايع
واالستجابات للمؤ رات الخارجية.
)3صعٕب ٛاعاد ٚادسا ٞالتذسب ٛوس ٚاخـسٔ ٝاحلصـٕه عمـٌ ٜفـظ الٍتٗذـ :ٛالف الظػاىرة ػد تكػوف تغيػرت وتبػدلت ممػا يصػعي مػن أمػر
الوصوؿ لقوانين ونظريات تحكمها.
)4صعٕب ٛسصس دلىن الفسٔض اليت تعمن تػري العاِس ٚاالدتىاعٗـ :ٛوصػعوبة الفصػل بػين تلػك الفػروض ،معريػة أيهػا ىػو االساسػي او
الثانوي.
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 6
ٔ صعٕب ٛدزاض ٛالعاِس ٚاالدتىاعٗ ٛبطبب « وٕقف الباسح -الدازع -وٍّا » ِٕ بطبب:
)1وٕقع الباسح وَ العاِس ٚاملدزٔض :ٛيالنظرة إليها تختلػ مػن باحػي آلخػر ،بسػبي مو ػع الباحػي المالحػن ،كمػا أف ىنػاؾ نسػبية
يي المكاف والزماف تؤ ر على حكم الباحي للظاىرة.
)2أٖدٖٕلٕدٗــ ٛالباســح الــيت ععمــْ ٖعطــ٘ أسهاوــا تتىاغــ ٜوــع أفهــازٓ :بينمػػا يجػػي علػػى الباحػػي التػػزود بوسػػا ل البحػػي العلمػػي،
كالموضوعية ،وأف يتجرد من عاطفتو ،وعن إعطاء األحكاـ المسبقة ،كل ذلك من أجل ادراؾ الظاىرة وتقديم نتا ج صحيحة.
تفطري عىمٗ ٛالتػري االدتىاع٘ :
تمي ػػل الحي ػػاة االجتماعي ػػة والموا ػ ػ اليومي ػػة ال ػػى :أف تك ػػوف نمطي ػػة متف ػػق عليه ػػا ،حت ػػى ت ػػدخل التجدي ػػدات ي ػػي اط ػػار الحي ػػاة
االجتماعية والثقايية ،يحينها يحدث نوع من االضػطراب والخلػل يػي تػوازف النظػاـ االجتمػاعي ،ػم ػد يحػدث بعػض التغيػرات
االجتماعية .
االجتماعية تتكوف نتيجة ألربعة عوامل اساسية يي كل تغير اجتماعي ،وىي : وىناؾ من يرى أف الموا
« -البي ة الطبيعية ،والجماعات االنسانية ،والثقاية السا دة ،والمظاىر النفسية لأليراد » .
لذا يالتغير يي أي من تلك العوامل السابقة ،د يستدعي تغيرات توايقية يي االنساؽ المرتبطة بالسلوؾ االجتماعي .
ويرى « ىربرت ليونبرجر » أف ىناؾ سلسلة من المراحل يمر بها الفرد بل أف يذخذ بالنمط المتغير « الجديد » وىي:
)1وـسسم ٛاالسطاع :عند أوؿ سماع أو معرية بالموضوع الجديد.
)2وـسسم ٛاالِتىاً :وتكوف بتجميع المعلومات حوؿ الموضوع الجديد ،بغرض معرية يا دتو.
)3وسسم ٛالتكٗٗي :أي اختبار المعلومات عن الموضوع الجديد وتفسيرىا ومعرية مدى مال متها من أجل االخذ بها.
)4وـسسم ٛاحملأل : ٛأي اختبار وتجريي الفكرة ودراسة كيفية تطبيقها.
)5وــسسـمـ ٛالتبين :أي بوؿ الموضوع الجديد ،واعتماده ليذخذ مكانو يي النمط السا د.
ويرى « عاط غيي » أنو يمكن مالحظة « أربع مراحل يي عملية التغير الماطردة » ىي :
)1انتاػػار سػػمة أو عنصػػر جديػػد يػػي المجتمػػع ،سػػواء كػػاف اختراعػػا داخػػل الثقايػػة الواحػػدة ،أو مسػػتعارا مػػن قايػػة أخػػر بسػػبي
االنتاار.
)2حدوث خلخلة يي السػمات القديمػة مػن ِبػل السػمات الجديػدة ،أو صػراع مػن أجػل البقػاء ،حيػي يبػدأ العنصػر الجديػد بذخػذ
مكانو بجاني العنصر القديم ،ويؤدي وظيفة ملحوظة إلى أف يتغير بعد حين.
)3يثيػر انتاػار العناصػػر الجديػدة تغيػرات توايقيػة يػػي السػمات المتصػػلة بػو ،يتػػنظم عناصػر الثقايػػة القا مػة نفسػػها لمواجهػة العنصػػر
الجديد ،أو امتصاصو.
)4يذخذ العنصر الجديد مكانو يي النسق الثقايي ،ما لم يتعرض إلى خلخلة جديدة من عناصر قايية جديدة أخرى.
ويػػرى « جػػورج ميػػردوؾ » أف االختراعػػات ىػػي :اسػػاس التغيػػر الثقػػايي بوجػػو عػػاـ ،يعنػػد اخت ػراع يكػػرة أو آلػػة مػػا ،يتسػػري يػػي
المجتمع « االنتاار » يذلك يحتاج و تاً ،حتى يثبت االختراع الجديد كفاءتو ،وذلك من خالؿ مراحل معينة .
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 7
وىناؾ من يرى أف للنمط الثقايي المتغير أربع خصا ص ىي :
)1الــػـــهــن :الذي يمكن أف يالحن ويدرس ييو ومن خاللو التغير االجتماعي.
)2املــعـــٍــ : ٜأي أف لو ارتباطات ذاتية وعاطفية يي الثقاية نفسها.
)3االضتعىاه :أف يكوف استعماؿ النمط الثقايي يمكن مالحظتو من الخارج .
أف يؤدي عمالً ( دورا معيناً ) ،ويكوف مترابطاً مع االجزاء االخرى ،ويستدؿ على ذلك مػن خػالؿ االطػار
)4الــٕظــٗـف:ٛ
العاـ .
لذلك يإف عملية التغير تتامن تلك الخصا ص ،وتعتمد عمليػة القبػوؿ علػى مػدى التكلفػة « تكلفػة االخػذ بػالنمط الجديػد » ،
ويي حاؿ عدـ توير االمكانات الالزمة لالخذ بو ،يلن تتم عملية القبوؿ .مثاؿ :
( -الدوؿ النامية ال تستطيع االخذ بالتكنولوجيا المتقدمة بسبي عدـ توير االمكانات الالزمة لارا ها ).
كما أف عملية بوؿ النمط الثقايي الجديد ترتبط بمدى تعقده وتجرده ،يكلما كػاف معقػدا ومجػردا كػاف بولػو صػعبا ،كمػا يال ػي
مقاومػػة كبيػػرة اجتماعيػػا .ويػػي ىػػذا الصػػدد يرى(تػػالكوت بارسػػونز) أف بػػوؿ العنصػػر الجديػػد يكػػوف أسػػرع يػػي حالػػة (:انخفػػاض
التكلفو ،والجهد ،وييو رضى وإشباع للحاجات).
ويمكػػن أف يقػػاؿ بصػػفة عامػػة أف بػػوؿ للعناصػػر الثقاييػػة الجديػػدة ي ػتم إذا كػػاف المجتمػػع المسػػتقبِل « :محتػػاج إلشػػباع معػػين ،
والعناصر الجديدة دِّمت بذسلوب يسهل يهمها وتطبيقها ،،ولم يتعارض مع القيم السا دة يي المجتمع).
وساسن سدٔخ التػري الجكايف ( :املادٔ ، ٙلالواد) ٙ
)1أُ حيدخ يف اجملتىع « :اختراع ،أو اكتااؼ ،أو استعارة » .
)2االٌتػاز « :بالسماع ،أو االىتماـ ،أو الحاجة ،أو الكفاءة ».
)3الصساع « :بالقبوؿ ،أو التوايق ،أو التكامل ،أو التجديد » .
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 8
املـــــــــشــــــاضــــــس ٚالــــــجــــــــالــــــــجــــــــــٛ
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 9
ياػػكل األسػػرة وحجمهػػا وعال اتهػػا ووظا فهػػا تختلػ بػػين المجتمعػػين الريفػػي ( أسػػرة ممتػػدة ) والحاػػري ( أسػػرة نوويػػة ) كمػػا أف
شخصية الريفي تذوب يػي شخصػية أسػرتو نتيجػة للاػغوط القويػة علػى األيػراد ،وضػع االتصػاؿ الخػارجي و ػوة التماسػك ممػا
يؤدي إلى صعوبة عملية التغير االجتماعي ييها .
اختالف األضستني السٖفٗٔ ٛاحلضسٖ ٛغهالً « بٍأٔ ًٞظٗف: » ٛ
أٔال :وَ سٗح البٍا:ٞ
)1األسرة الريفية غالبا ممتدة ،والحارية نووية
)2العال ات يي األسرة الحارية ديمقراطية ويردية ،والريفية عال اتها على العكس من ذلك.
)3األسرة الريفية منعزلة عن العالم الخارجي ،ومكتفية ذاتيا .بعكس األسرة الحارية.
ثاٌٗا :وَ سٗح الٕظٗف: ٛ
)1األسرة الريفية توير احتياجاتها ذاتيا ،بينما الحارية تعتمد على المؤسسات الخارجية يي ذلك.
)2تختل األسرتاف الريفية والحارية يي أسلوب التنا ة االجتماعية تبعا لمستوى التعليم والقيم ..الخ .
عالق ٛالتػري االدتىاع٘ بالتػري الجكايف :
عرينػا ييمػا سػػبق أف التغيػر االجتمػػاعي ىػو تبػػدؿ يحػدث يػػي بنيػة النسػق االجتمػػاعي ووظيفتػو ،أو ىػػو التغيػر الػػذي يصػيي البنػػاء
االجتماعي والقيم والعادات واألدوار والعال ات ..الخ ،يي يترة زمنية محددة.
إذا كاف ما سبق ىو تعري التغير االجتماعي ( .يماىو التغيػر الثقػايي ؟ وىػل ىنػاؾ تطػابق بػين التغيػرين ؟ أـ ىمػا منفصػالف ؟ أـ
أف أحدىما يامل اآلخػر ؟ ) أسػ لة نحػاوؿ االجابػة عليهػا لتتاػح العال ػة بػين التغيػر االجتمػاعي والتغيػر الثقػايي .وىػذا يتطلػي
التالي :
تعسٖف وفًّٕ الجكاف:ٛ
يعتبػػر مفهػػوـ الثقايػػة مػػن المفػػاىيم التػػي تعػػددت النظػػرة إليهػػا وخاصػػة عنػػد علمػػاء األنثروبولوجيػػا واالجتمػػاع ،ومػػن أىػػم تعريفػػات
الثقاية ىو تعري « تايلور » عاـ 2542ـ .الثقاية ىي :
( -ذلك الكل المركي الذي ياتمل على المعرية والفن واألدب واألخالؽ والقانوف والعادات والتقاليد واألعػراؼ والقػدرات
األخرى التي يكتسبها الفرد بوصفو عاوا يي المجتمع )
لقد ظل التعري السابق للثقاية ( )02سنة تقريبا ىو الوحيد ،إال انو اآلف يوجد الم ات من التعريفات للثقاية ،وذلػك ألىميتهػا
وسعة موضوعها ،وتداخل العناصر المكونة للثقاية .
ويعريها « كليرنس كيز » بذنها :
( -كل ما ىو موجود لدى المجتمع من تراكمات وتغيرات اجتماعية ،ومادية وخبرات وأدوات ورموز ،وما إلى ذلك ) .
ويعريها « جوف نورد » بذنها:
( -مجموع إنجازات اإلنساف واستعماالتو منذ يجر العصر الحجري ) .
ومن المعلوـ أف من أىم صفات الثقاية :أنها ظاىرة إنسانية ،تراكمية ،متعلمة ،تناذ من تفاعػل األيػراد يػي المجتمػع ،وتنتقػل
من جيل إلى آخر .وعليو يالصلة بين المجتمع والثقاية شديدة الصلة بحيي ال يمكن وجود أحدىما دوف اآلخر .
والسا د عن العلماء أف الثقاية لها وجهين أو مكونين :مادي وال مادي .وال يمكن الفصل بين ىذين الجانبين إال للدراسة يقط
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 10
( -التغير والتحوؿ يي أي من جانبي الثقاية « المادي ،أو الغير مادي » ).
والتغيػػر االجتمػػاعي يػػرى الػػبعض مػػن العلمػػاء أنػػو يػػي الغالػػي تغيػػر المػػادي ( أي يكػػري ) ،وعليػػو يػػالتغير الثقػػايي ياػػمل التغيػػر
االجتماعي ،ويمكن القوؿ باف :
-كػل تغيػر اجتمػاعي ىػو تغيػر قػايي ولػيس العكػس .يالبنػاء االجتمػاعي والوظيفػة والعال ػات والقػيم والعال ػات ىػي جوانػي
المادية يي المجتمع ،وىي جزء من مكوف الثقاية ( مادي وال مادي ) .
ولكن ال يمكن الفصل بين التغير الثقايي والتغير االجتماعي ،يكالىما يتذ ر باآلخر ويؤ ر ييو .
التػري االدتىاع٘ قدمياً ٔسدٖجاً :
يختل التغير االجتماعي من مجتمع آلخر ،نتيجػة لالخػتالؼ الثقػايي بػين المجتمعػات ،كمػا أف التغيػر االجتمػاعي يختلػ يػي
المجتمع الواحد ديما وحديثا ،ويمكن معرية ذلك بتتبع مسيرة أية مجتمع .
عٕاون اختالف التػري االدتىاع٘ قدميا ٔسدٖجا:
)1الجٕز ٚالصٍاعٗ :ٛيقػد غيػرت األوضػاع االجتماعيػة ،مػن أنظمػة وعػادات و ػيم اجتماعيػة ،يظهػرت أوضػاعا جديػدة يػي مجػاالت
ونظم اجتماعية عديدة ،كقيمة الو ت و يمة العمل ،والبناء األسري والسياسي واال تصادي ...الخ.
ياالختراعػػات التكنولوجيػػة المتواصػػلة أدت إلػػى تغيػػر اجتمػػاعي مسػػتمر وس ػريع ،يانتقلػػت المجتمعػػات مػػن البسػػاطة إلػػى التعقيػػد
والتخصػػص الػػد يق ،خاصػػة يػػي الػػدوؿ الصػػناعية ،وظهػػرت البطالػػة والص ػراع الطبقػػي والسياسػػي وزادت الهػػوة ( الفجػػوة ) بػػين
المجتمعات ،يهناؾ ( مجتمعات نامية ،وصناعية ) ودوؿ عالم أوؿ و اني و الي ،بسبي التكنولوجيا .
)2االتصــاه الٕاضــع بــني اجملتىعــات املعاصــس : ٚنتيجػػة للتقػػدـ يػػي وسػػا ل االتصػاؿ والمواصػػالت ،ممػػا زاد مػػن سػػرعة عمليػػة االنتاػػار
الثقايي ،والى سرعة التغير االجتماعي بوجو عاـ ،يزادت ظاىرة الهجرة بين المجتمعات ،وتقاربت أغلي أنماط الحياة والتغير
بين المجتمعات ،يتاابهت الدوؿ الصناعية مع بعاها ،وكذا النامية مع بعاها .
)1أصــبا الــتػري االدتىــاع٘ الٗــًٕ أضــسع ٔأعىــل :بسػػبي الثػػورة التكنولوجيػػة ووسػػا ل االتصػػاؿ ،وأعمػػق بحيػػي يصػػل ويطػػاؿ ي ػػات
ومجاالت عديدة يي المجتمع .
)2الرتابط بني الـتػريات احلالٗـ ٛشواوـا ٔوهاٌـا :يػالتغير الػذي يحػدث يػي مجتمػع يتػردد صػداه وتبنيػو يػي مجتمعػات أخػرى ويصػبح
موضة ،بخالؼ التغير ديما الذي يحدث بصورة منفصلة ومتقطعة ىاد ة بسبي عزلة المجتمعات جغراييا و قاييا.
)3أصبا التػري االدتىاع٘ الًٕٗ وتٕقعا يف نن ظاِس : ٚبمعنى أنو ال توجد ظاىرة يي المجتمعػات الحديثػة بمعػزؿ عػن احتمػاؿ التغيػر
بها ،وذلك بسبي زواؿ العديد من معو ات التغير االجتماعي.
)4أُ التػري الًٕٗ ذٔ طابع إزاد ٙرلطط ِادف وكصٕد يف أغمبْ :يالمجتمعات اليوـ تخطط التغيػر مػن أجػل إحػداث التنميػة االجتماعيػة
بينما ديما كاف التغير ذو طابع عاوا ي وتلقا ي .
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 11
احملاضس ٚالسابعٔ ٛاخلاوط :ٛالٍعسٖات الهالضٗهٗ ٛيف التػري االدتىاع٘
وكدو: ٛ
لقد أ بتت الدراسات االجتماعية واألنثروبولوجية منها على وجو الخصوص ،أف لػيس ىنػاؾ مجتمعػات يػي حالػة اسػتاتيكية " ابتػة"
وإنما ىناؾ مجتمعات يي ديناميكية "تغيرية" مستمرة ،وحتى المجتمعات البدا ية منها ،أي اف كل المجتمعات يي تغير مستمر،
واالختالؼ يي عمومو بين المجتمعات يرجع إلى مدى التغير وسرعة العوامل المؤدية إليو.
وإف كػػل دراسػػة يػػي علػػم االجتمػػاع ىػػي دراسػػة تغيريػػة بػػل كػػل شػػيء ودراسػػة المجتمػػع يػػي حالػػة الثبػػات مػػن بػػاب الفرضػػية ،ألف
المجتمعػػات يػػي تغيػػر مسػػتمر منػػذ القػػديم وإلػػى اليػػوـ ،ولمػػا كػػاف التغيػػر إمػػا أف يكػػوف ضػػارا وإمػػا أف يكػػوف نايعػػا ،لػػذا امػػت
المجتمعات يي توجيو التغير نحو النفع والفا دة ،وذلك من خالؿ التوجيو السليم عن طريق التخطيط العلمي الد يق ،يلم يعد
التغير اليوـ تلقا يا وإنما أصبح التغير موجها نحو يا دة المجتمع يي إطار التنمية االجتماعية الااملة .
وعلى ضوء ذلك ،يإف التراث السوسيولوجي مهتم بتفسيرات مقولة التغير االجتماعي بالرجوع إلى العوامل المؤدية إليو .ىػل يػتم
نتيجة لعامل واحد كالعامل التكنولوجي أو األيكولوجي أو اال تصادي إلػى غيػر ذلػك ؟ أو نتيجػة لعػدة عوامػل ؟ ومػا ىػي العوامػل
األساسية منها والثانوية يي التغير ؟ م ىل يرد على صورة واحدة أو على عدة صور ؟ إلى غير ذلك من ىذه التساؤالت.
ويي اإلجابة عن ىذه المسا ل تعددت النظريات واختلفت االجتهادات عبر العصور .
ونتيجة لذلك اختلفت المداخل يي دراسة التغير االجتماعي .ويمكن تمييز مدخلين ر يسيين ىما :
)1املدخن الفمطف٘ ( غري الطٕضٕٖٕلٕد٘ ) :أو غير العلمي :والذي ينظر إلى التغير بوصفو وحدة واحدة يي المجتمعات كاية ،و د
ساد ىذا االتجاه عند مفكري القرف الثامن والتاسع عار .
)2املدخن الطٕضٕٖٕلٕد٘ ( العمى٘ الٕاقع٘ ) :الذي يام نظريػات مختلفػة متباينػة يػي نظرتهػا للتغيػر االجتمػاعي ،ولكنهػا مبنيػة علػى
النظرة العلمية الواعية .
)1الٍعسٖات الهالضٗهٗ ( ٛالفمطفٗ) ٛ
)2الٍعسٖات احلدٖج ( ٛالطٕضٕٖٕلٕدٗ. ) ٛ
وتندرج تحتهما عدة أنواع من النظريات ،كما يوضح الاكل التالي :
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 12
الٍعسٖات الهالضٗهٗ ( ٛالفمطفٗ: ) ٛ
ىػي مجموعػة نظريػات تحػاوؿ تفسػير التغيػر االجتمػاعي ،وتحليػل مقولػة االجتمػاعي ،بنػاء علػى يػروض ،وتصػورات يلسػفية يػي
تفسػػيرىا لظػػاىرة التغيػػر ،يهػػي ال تقػػوـ علػػى البحػػي العلمػػي واإلمبريقػػي ،وإنمػػا دراسػػتها عبػػارة عػػن ( دراسػػة أرا كيػػة ) تنظػػر إلػػى
التغير االجتماعي نظرة عامة وواحدة يي المجتمعات كايػة ،وال تعطػي أىميػة الخػتالؼ المكػاف أو الزمػاف ،وتقػدـ أحكامػاً عامػة
وشاملة ،أي أنها تتحدث عن اإلنسانية وتغيرىا ككل يي الو ت الذي تدرس ييو مجتمعات جز ية .
و د ال ت ىذه النظريات رواجاً واسعاً عند كثير من مفكري التغير االجتماعي نظراً لسهولتها وعموميتها ،ومع ذلك تعتبػر مقدمػة
الزمة ،وإطاراً مرجعياً للنظريات الالحقة ( النظريات السوسيولوجية ) األمر الذي أدى توجو النظريػات السوسػيولوجية يػي الو ػت
الراىن وجهة علمية منطقية .
وكما تبين يإف ىذه النظريات تام مجموعة مفاىيم مختلفة ترى أف :التغير يذتي على صورة واحدة .
و د جاءت ىذه النظريات يي البداية من بل يالسفة التاريخ ،م من بل علماء االجتماع يي القرنين (26-25ـ) أمثاؿ :
« -أوجست كونت » « ،وكندرسيو » « ،وابن خلدوف » وغيرىم .
وكاف بعاهم يرى التغير بذنو تقدـ خطي ،ومنهم من يراه بذنو يسير على شكل دورة ،وآخر يصفو بالتطور ،وىكذا .....
ٔتكطي ِرٓ الٍعسٖات إىل ثالث ٛإٌٔاع :
)3نظريات التطور االجتماعي . )2نظريات الدورة االجتماعية . )1نظريات التقدـ االجتماعي .
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 13
وىػػي المرحلػػة التعا ديػػة :لقػػد تػػم ييهػػا التعا ػػد بػػين األي ػراد و يػػاـ التنظػػيم السياسػػي المػػنظم واختيػػار حػػاكم يحكػػم بػػإرادتهم ،
والمالحن أف « روسو » يي تصوراتو ىذه ،كاف يبين كيفية ياـ النظاـ السياسي وتكوين الدولة ،التي ىي بطبيعة الحػاؿ تاػكل
جانباً مهماً يي مجاؿ التغير االجتماعي .
ٔ قد ٔدّت لٍعسٖ ٛزٔضٕ عد ٚاٌتكادات وٍّا :
)1أف نظريتو خيالية وغير وا عية ،يالتاريخ لم يسجل متى بدأ الناس يي التعا د أي أنها تفتقر الى سند تاريخي .
)2أف يكرة التعا د غير متصورة أصالً الستحالة موايقة األيراد جميعا يي اختيار حاكمهم .
)3تبقى الفكرة خيالية وايتراض ابل للنفي واإل بات ،إلى أف تقوـ دراسة علمية تثبت صحتها .
ومع ذلك يإف نظريتو لها أىميتها ،يقد نبهت المفكرين إلى يكرة التقدـ كما أنها ساىمت يي إرساء يكرة الديمو راطية الحديثػة
حيي اعتبر كتاب " العقد االجتماعي " "إنجيل الثورة الفرنسية "
ٌ )2عسٖ ٛاٌطٌٕٗاُ نٌٕدزضْ (1794- 1743) :
شػػرح كوندرسػػة مسػػيرة تقػػدـ اإلنسػػانية يػػي كتابػػو الاػػهير ( شػػكل تػػاريخي لتقػػدـ العقػػل الباػػري ) عػػاـ 2441ـ موضػػحاً تقػػدـ
اإلنسانية يػي خػط مسػتقيم صػاعد نحػو األياػل والكمػاؿ ،مػن خػالؿ مراحػل محػددة ،ويعتقػد أف الثقايػة والتربيػة والتعلػيم ىػي
القاعدة األساسية يي تحقيق التقدـ والنهوض بالمجتمع ،مع االىتماـ بدراسة المواضػيع األخال يػة والطبيعيػة ،ويػرى أف التػاريخ
ىو اكتااؼ وتطبيق وانين التقدـ االجتماعي وكاف ذو نظرة تفاؤلية لمراحل تقدـ اإلنسانية .
والتقدـ عند « كوندرسو » عبارة عن تجميع للمعارؼ العلمية وتطبيقها ،وىي تساعد على التعجيل بتحسين مستوى اإلنسانية ،
وما دامت االكتاايات مستمرة يإف صفة الكماؿ للجنس الباري ستبلغ حداً كبيراً .
و د سم تاريخ الحاارة إلى ( ) 22مراحل ،كل مرحلة تمثل يترة محددة يي تقدـ اإلنسانية ،و د طعت منهػا اإلنسػانية إلػى
نهاية القرف (25ـ) تسع مراحل ،وعاشرىا « مرحلة اآلماؿ » أي مستقبل اإلنسانية وتتلخص المراحل على النحو التالي :
)1املسسم ٛالطبٗعٗ : ٛوىي المرحلة التي عاشتها اإلنسانية يي البداية وتقوـ على الصناعات البدا ية.
)2وسسم ٛالسع٘ ٔاضتٍ٠اع احلٕٗاُ.
)3وسسم ٛالصزاع :ٛوييها بدأ اإلنساف يستقر ويتذمل يي مظاىر الحياة.
)4وسسمــ ٛاحلضــاز ٚالٌٕٗاٌٗــ :ٛو ػػد ظهػػرت ييهػػا المدينػػة عنػػد اليونػػاف كوحػػدة سياسػػية ،و ػػد وصػػلوا الػػى الر ػػي الحاػػاري وتطبيػػق
الديمو راطية.
)5وسسم ٛاحلضاز ٚالسٔواٌٗ :ٛو د ظهرت يكرة اإلمبراطورية والنزعة الرومانية العمليػة ،ويكػرة الوحػدة القانونيػة التػي يرضػها الرومػاف
على الاعوب الوا عة تحت سيطرتهم.
)6وسسم ٛالعصٕز الٕضط ٜاملطٗشٗ :ٛوىي تبتدئ من انهيػار اإلمبراطوريػة الرومانيػة عػاـ 143ـ وتنتهػي بقيػاـ الحػروب الصػليبية ،و ػد
بين ييها حدة الصراع بين السلطتين (الزمنية والدينية ) وأ ر ذلك على مظاىر الحركة الفكرية يي أوروبا.
)7وسسم ٛاإلقطاع ( النص الثاني من العصور الوسطى ) و د ظهػر ييهػا االسػتبداد مػن جانػي الحكػاـ والمحػاربين ورجػاؿ الػدين ،
وظهور طبقة غنية على حساب الطبقة الكادحة.
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 14
)8وسسمــ ٛاخــرتاع الطباعــ : ٛوتمتػػد مػػن القػػرف الخػػامس عاػػر حتػػى بدايػػة القػػرف السػػابع عاػػر ،و ػػد تميػػزت ىػػذه المرحلػػة بالنهاػػة
الفكريػػة نتيجػػة الخت ػراع الطباعػػة التػػي سػػهلت انتاػػار الكتػػي واأليكػػار عموم ػاً ،و ػػد انتاػػرت الحركػػات النقديػػة والفلسػػفية ،
وصاحي ذلك ياـ حركة اإلصالح الديني التي ساىمت بتدعيم الديمو راطية ،وانتاار اآلراء االشتراكية الخيالية التي أدت يي
النهاية إلى ياـ الحركات االجتماعية ضد استبداد الحكاـ والكنيسة .
)9وسسم ٛالجٕز ٚالفسٌطٗ : ٛويعتبرىا « كوندرسو » عصر الحرية وإعالف حقوؽ اإلنساف ،واسػتحداث أسػاليي جديػدة يػي الاػؤوف
اإلنسانية والنظم االجتماعية.
)10وسسم ٛاآلوـاه أٔ وطـتكبن اإلٌطـاٌٗ :ٛويسػتدؿ عليهػا كوندرسػو مػن دراسػة الماضػي والحاضػر لإلنسػانية ،لهػذا يمكػن التنبػؤ بمػا
ستؤوؿ إليو ىذه اإلنسانية ،ويتحقق تطور وارتقاء ذاتي للفرد وتعم ييها المساواة بين األمم ،ويي ىذه المرحلػة تكػوف اإلنسػانية
د حققت ايال مراحل التقدـ بتحقيق الغايات التي تسعى اليها .
ويالحن من تقسيم « كوندرسو » بذنو تاريخ اجتماعي للمجتمعات األوروبية بصفة خاصة محاوالً تعميم ما حدث يي أوروبا علػى
العالم باسره ،و د انفرد دوف غيره من يالسفة التاريخ ببحثو يي مستقبل اإلنسانية واسػتقراء مػا سػتكوف عليػو ،و ػد كػاف متفػا ال
يي نظرتو لهذا المستقبل .
ويؤخذ عليو التقسيم التعسفي لتعدد المراحل وترتيبها ،ولهذا بقيت نظريتو يي إطار التصور الفلسفي .
ٌ )3عسٖ ٛأٔدطت نٌٕت)1857-1779( :
يعتبر « أوجست كونت » أصحاب نظرية التقدـ الخطي من حيي اتجاه التغير ويي تفسيره للتغير يعتبر من يالسفة التاريخ...
لقد عاش الفوضى واالضطراب العاـ الذي صاحي الثػورة الفرنسػية ،يػاراد اف يصػلح المجتمػع الفرنسػي ،واف إصػالحو وتنظيمػو
ليست مسالو سهلو كما الحظها بعض المصػلحين يػي عصػره ،وإنمػا تتطلػي وضػع يلسػفو جديػده للقاػاء علػى ىػذه الفوضػى ،
و د بين اف الفوضى ىذه ناتجو عن االضطراب العقلي وىو نتيجة للفوضى يي التفكير يي معالجو الظواىر االجتماعية ويؤكػد اف
المجتمػػع كػػي يسػػتقر ويتقػػدـ بحاجػػو الػػى اتفػػاؽ عقلػػي وتوصػػل الػػى اف المجتمػػع إال صػػالح لػػو إال بتوحيػػد التفكيػػر يػػي معالجػػو
الظواىر االجتماعية بالمنهج نفسو الذي تعالج بو الظواىر الطبيعية ،والتوصل الى وانين تخاع لها الظواىر االجتماعية.
ومػػن خػػالؿ دراسػػتو للػػديناميكا االجتماعيػػة أو ( حالػػة تغيػػر المجتمػػع ) ولالسػػتاتيكا االجتماعيػػة أو ( حالػػة بػػات المجتمػػع ) يقػػد
توصػػل الػػى ػػانوف الحػػاالت الػػثالث الػػذي دعػػاه باالكتاػػاؼ العظػػيم سػػنو ،2500ونظريتػػو يػػي تقػػدـ اإلنسػػانية ،وتعكػػس ىاتػػاف
النظريتاف مفهومو للتغير االجتماعي بوجهو عاـ .
أٔالً :قإٌُ احلاالت الجالخ..
يرى « كونت » أف التفكير اإلنساني يي المعرية د مر يي الث مراحل ( حاالت ) وىي:
)1احلال ٛالدٍٖٗ ( ٛالجٕٗلٕدٗ)ٛ
وىي المرحلة التي كانت تفسر ييها الظواىر المختلفة بعلل أوليو ،وتقوـ على أسلوب الفهم الديني ،وتتاػخص بصػفو عامػو يػي
اإللػو ،ويػػي األنظمػػة التػػي تتوايػػق مػػع ىػػذه العقليػػة ،حيػػي يكػوف للجماعػػات الدينيػػة التفػػوؽ ييهػػا وتقسػػم المرحلػػة الالىوتيػػة الػػى
الث مراحل ىي ( الو نية ،تعدد اآللهة ،التوحيد ) .
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 15
)2احلال ٛالفمطفٗ ( ٛاملٗتافٗصٖكٗ:)ٛ
وتمتػػد مػػن سػػنة ( 2522-2022ـ ) ويسػػميها بعصػػر « الثػػورات الغربيػػة » ويكػػوف تفكيػػر اإلنسػػانية وتصػػوراتها أ ػػل تاخيصػػا،
وتستبدؿ العلل األولية ،بعلل أكثر عمومية لها طابع الميتاييزيقية ،ويسيطر على عقػوؿ النػاس مػذىي يلسػفي كالحريػة المطلقػة
والخير والفايلة ..الخ
)3احلال ٛالعمىٗ ( ٛالٕضعٗ:)ٛ
وتمتػػد مػػن (2522ـ -الػػى مػػا ال نهايػػة ) وييهػػا تفسػػر الظػػواىر بعلػػل تقػػوـ علػػى المػػنهج العلمػػي المبنػػي علػػى المالحظػػة والتجربػػة
والمقارنة التاريخية ،واالبتعػاد عػن العلػل المجػردة ،ولػذ يقػد عػ ادؿ الفكػر اإلنسػاني عػن البحػي يػي مسػذلة أصػل الظػواىر ألنهػا
مسا ل ميتاييزيقية.
و د اعتبر« كونت » المرحلتين السابقتين تمهيدا للمرحلة العلمية التي تعتبر أر ى منهما ،وىي ستؤدي الى إسعاد البارية .و ػد
شبو « كونت» :
-املسسم ٛالالِٕتٗ :ٛبمرحلة طفولة الفكر الباري.
ٔ -املسسم ٛاملٗتافٗصٖكٗ :ٛبمرحلة الاباب والمراىقة.
ٔ -املسسم ٛالٕضعٗ :ٛبمرحلة الرجولة واالكتماؿ.
وعلى ذلك يعتبر «كونت» من المدرسة الحيوية واالتجاه العاوي باكل خاص .
وتذتي ىذه األطوار متعا بة على غرار تطػور الفػرد الػذي يمػر بمراحػل محػددة منػذ والدتػو وحتػى وياتػو يذعمػار الػدوؿ تاػبو أعمػار
األشخاص ويؤكد أف كل طور يستغرؽ « أربعين سنو » ييكوف عمر الدولة « ما ة وعاروف سنة » .ويي ىذا يقوؿ ( :إف الدولة
يي الغالي ال تعدو أعمار ال ة أجياؿ ،والجيل ىو عمر شخص واحد من العمر الوسط ،ييكوف أربعػين الػذي ىػو انتهػاء النمػو
والناوة إلى غايتو ) وبعد يناء المجتمع يقوـ على أنقاضو مجتمع ،جديد يمر يي األطوار نفسها التي يمر بها المجتمع السابق
وىذا يعني أف التغير االجتماعي مستمر ويي حركة دا مة ال تنقطع ،و ػد عمػم ابػن خلػدوف نظريتػو علػى المجتمعػات كايػة ولػيس
على المجتمع اإلسالمي وحده .
ويػػي خػػالؿ األجيػػاؿ الثال ػػة السػػابقة يمػػر « المجتمػػع بخمػػس مراحػػل » ىػػي ( :مرحلػػة البػػداوة ،مرحلػػة الملػك ،مرحلػػة التػػرؼ
والنعيم ،مرحلة الاع واالستكانة ،م مرحلة الفناء).
و ػػد درس « اب ػػن خل ػػدوف » خص ػػا ص ك ػػل مرحل ػػة يػ ػرأى أف :العص ػػبية تك ػػوف دعام ػػة المجتم ػػع القبل ػػي كم ػػا أن ػػو درس العوام ػػل
الديناميكية التي تؤدي بالمجتمع القبلي إلى التطور ،وىذه العوامل ىي ( :العصبية ،الفايلة ،الدعوة الدينية ) .
و ػػاـ بدراسػػة المجتمػػع المتحاػػر وىػػو :المجتمػػع الػػذي يصػػل إلػػى الناػػج مػػن حيػػي التنظػػيم االجتمػػاعي والسياسػػي وانف ػراد
السلطاف بالمجد والسلطة م الركوف إلى الدعة.
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 18
وتعرض إلى عوامل يساد المجتمع معلأل ذلك باالنهيار اال تصادي والاػع الػديني وتوصػل إلػى ػانوف اجتمػاعي ( إف الهػرـ إذا
نزؿ بدولة ال يرتفع ) أي أف اإلصالح ال يجدي شي اً متى ىرمػت الدولػة وبالتػالي ال بػد أف تقػوـ علػى أنقاضػها دولػة أخػرى وىػذه
مسلمة ابن خلدوف ،ويعلل أسباب الهرـ بعوامل أساسية منها ( ضع العصبية ،الخراب المادي الذي يحل بها ) .
ورأى من دراستو للتقدـ االجتماعي أف المراحل التطورية يصاحبها تطور ملحوظ يي أحواؿ المعياة ومتطلبات الحياة االجتماعية
و ػػد أشػػار إلػػى العوامػػل التػػي تسػػاعد يػػي سػػرعة التقػػدـ وىػػي عوامػػل ( :البي ػػة -وكثايػػة المكػػاف -ػػم عدالػػة الدولػػة ) وبػػين أف
الدعا م التي تقوـ عليها الدولػة أربعػة ( العصػبية والفاػيلة ،ودعػوة دينيػة أو مبػدأ سياسػي ،ػم ضػع الدولػة السػابقة) مػن أجػل
ياـ دولة جديدة على أنقاضها ،و د أسهي يي شرح دعا م ياـ الدولة باكل علمي.
وأشار إلى أف الحاارة تحدث جانباً سلبياً ،ألنها تدعو إلى االسترخاء والخموؿ بمعنى أنها تحمل نقياين ،أي تحمل ( عوامل
الر ي ،وعوامل الفناء ).
و د أكد أف الحاارة نهاية العمراف الباري و د وضح ذلك يػي نظريتػو المتعلقػة بمراحػل تطػور الدولػة واخػتالؼ أحوالهػا وخلػق
أىلها باختالؼ ىذه المراحل الخمس وىي:
وىي مرحلة الناذة – البداوة :واالستيالء على الملك ،ويقتصر ييها علػى الاػروري يػي أحػوالهم ،وىػي تتميػز بخاػونة العػي
األيراد ،وتتميز بوجود العصبية القبلية وىي األساس الذي يقوـ عليو االجتماع اإلنساني . وتوح
ويعني بالعصبية :
-الاعور الذي يحس بو الفرد تجاه مػن يربطػو وإيػاه مػن نسػي أو مػا تقتاػيو عوامػل الجػوار أو الحلػ أو الػوالء مػن ضػرورة
الػدياع عنػػو ضػد الظلػػم وىػي أسػػاس التغلػي والتماسػػك بػػين األيػراد ،ومػػن ىػذه الناحيػػة يهػي تاػػبو األحػزاب السياسػػية يػػي
المجتمعات المعاصرة اليوـ وتؤدي إلى تماسك أيرادىا وتعاضدىم وىي التي تقرر وة الدولة واستمرار سلطانها.
وىي حالة الملك واالستبداد :وييها ينتقل المجتمع من حالة البداوة الى حالة الحاارة ،وتبدأ العصبية بالاع لدى الحكػاـ،
ويحدث يي ىذه المرحلة ما يسميو علمػاء االجتمػاع بتركػز السػلطة أو ( االنفػراد بػالحكم ) مػن بػل يػرد أو أسػرة أو ي ػة بعػد أف
كانت شا عة ،وعموماً ال تزوؿ العصبية تماماً يي ىذه المرحلة .
وىي مرحلة الترؼ والنعيم :وكما يسميها « ابن خلدوف » ( بطور الفراغ والدعة وييها ينسػى األيػراد حيػاة البػداوة ويفقػدوف ييهػا
العصبية تماماً ويركن الحكاـ إلى الدعة والترؼ ) ويستفيدوف من الدولة أكثر مما يفيدوف ،وتابو ىػذه المرحلػة حكومػة الطغيػاف
واالستبداد عند « أيالطوف » ،ويؤدي النعيم بالدولة الى الفناء.
مرحلة القنوع والمسالمة وتقليد للحكاـ السابقين :ويبدأ الاع يدب يي الدولة .
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 19
ويظهر ييها الاػع واالسػتكانة :ػم االنهيػار وزواؿ الدولػة يتػؤوؿ الػى االضػمحالؿ ،واف اإلصػالح يػي ىػذه الحالػة ال يجػدي
شي ا ،ويقوؿ « ابن خلدوف » يي ذلك ( ..اذا نزؿ الهرـ بدولو يانو ال يرتفع ) وبالتالي تذتي دولو جديده وتقاي عليها ،وىكػذا
دواليك .
ويرى « ابن خلدوف » اف تلك المراحل طبيعية ألنها تناسي وطبا ع األشياء .و د استدؿ علػى ذلػك مػن اسػتقرا و لتػاريخ الػدوؿ
اإلسالمية المتعا بة .
اخلالص: ٛ
يتبين من مجمل عرض أيكار « ابن خلدوف » يي التغير االجتماعي ،ونظرية يػي التقػدـ االجتمػاعي بوجهػو خػاص ،انػو صػاحي
نظريو اصليو يي علم االجتماع ،و د توصل الى وانين عديده يي التغير مؤكػداً علػى آليتػو ونتا جػو وكانػت صػاد و الػى حػد بعيػد
للمجتمعػػات اإلسػػالمية التػػي ػػاـ بدراسػػتها ،وىػػي تعكػػس بصػػدؽ األوضػػاع االجتماعيػػة التػػي كانػػت سػػا دة يػػي عصػػره ،وخاصػػو
بالنسبة ألىمية العصبية ،وتطػور المجتمػع ،والدولػة مػن ناحيػو عامػو ،واف نظريتػو تقػدـ المجتمػع يػي مراحلهػا المختلفػة تعكػس
حتميو انونيو يي التطور التاريخي ،اف الحاارة ىي نهاية العمراف ،وبعدىا يبدا المجتمع دوره جديده .
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 20
احملاضس ٚالطادض :ٛتابع :الٍعسٖات الهالضٗهٗ ٛيف التػري االدتىاع٘
وتتميز بالطبيعة التذليهية لألشياء ،وأف كل يعػل و ػوؿ مسػتمد مػن اآللهػة ،وأف حيػاة المجتمػع تعتمػد
)1املسسم ٛالدٍٖٗ:ٛ
على مقوالت دينية يي مختل مجاالتها.
ويبػػدو ييهػػا تعظػػيم الاػػرؼ والمغػػامرة وظهػػور الطبقػػة السياسػػية الحاكمػػة ،وأف الحػػق ييهػػا لأل ػػوى ،
ومث ػػاؿ ذل ػػك س ػػيادة األس ػػرة األبوي ػػة ل ػػدى الروم ػػاف حي ػػي األب ى ػػو المتص ػػرؼ ي ػػي أعا ػػاء أسػ ػرتو . )2وسسم ٛالبطٕل:ٛ
وازدىرت يي تلك المرحلة الفنوف والفلسفة واآلداب.
)3وسسم ٛاإلٌطاٌٗ :ٛوتتميز بالحرية السياسية ،والمساواة ،وسيادة الحقوؽ المدنية ،انتاار األنظمة الديمو راطية.
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 21
ِ سبست ضبٍطسً1903-1820 :
يعتبر « سبنسػر » مػن أىػم علمػاء االجتمػاع يػي القػرف ( 26ـ ) ،وتاػابهت نظريتػو االجتماعيػة بنظريػة « دارويػن » البيولوجيػة ،
حيي اعتبر ( :أف كل من الكا ن الحي والمجتمع يتطوراف من التجانس الى الالتجانس وصوال للتكامل ) .
ويرى « سبنسر » أف األيعاؿ تسير ويق انوف ( :االتصاؿ النسبي ) أي أنها مرتبطة ببعاها ،وأف التخصص ىو غاية كػل تطػور
وارتقاء .وأخذ ىذه الفكرة من ( الكا ن العاوي ) ،يالمجتمع كالجسم ،واأليراد كذعااء الجسم يي الكا ن الحي .
يالمجتمع بذيراده يي البداية يكونوف متجانسين واالختاليات بينهم غير واضحة كماً وكيفاً ،ولكػن عنػد زيػادة السػكاف ينقسػموف
ويتعقد المجتمع ،ويختفي التجانس بينهم .
و ػػد أدرؾ « سبنسػػر » االخػػتالؼ يػػي العال ػػة بػػين أج ػزاء الكػػا ن الحػػي وأج ػزاء المجتمػػع ،يػػاألوؿ عال ػػتهم مباشػػرة ،يػػي حػػين
عال ة أعااء المجتمع خارجية تخاع للعادات والتقاليد واللغة ...الخ.
« سبنسر » أف الظواىر االجتماعية تتذ ر بنوعين من العوامل :
« سبنسػر » أف تطػور نظػاـ األسػرة الػى نظػاـ القبيلػة والمدينػة والدولػة ،ىػو دليػل علػى تطػور وارتقػاء المجتمػع اإلنسػاني .
لكن نظرة « سبنسر » التااؤمية تفترض أف بعد كل تطور وناؤ يناء وانحالؿ ،ويحدث ذلك يي دورة كاملة .
« سبنسر » تاابها بين المجتمع والكا ن العاوي يي عدة مجاالت منها :
)1ىناؾ اتفاؽ بينهما يي عملية النمو التدريجي .
تخصصاً . )2كلما زاد حجم المجتمع والكا ن العاوي ازداد البنياف تعقيداً وتركيباً وبالتالي تزداد الوظا
-ير يس القبيلة كاف يقوـ بوظا عديدة منها :الحكم والتاػريع ويػدعم العػادات والتقاليػد وغيػر ذلػك .يػي حػين اذا ازداد
التي كاف يقوـ بهػا علػى أعاػاء عديػدين ،مػن أجػل القيػاـ حجم القبيلة وتحولها الى مجتمع أو دولة ،تتوزع تلك الوظا
على خير وجو ،أي أف التخصص د زاد وتعقد من أجل كماؿ مسيرة المجتمعات . بتك الوظا
ويعتقػػد « سبنسػػر » أف عمليػػة الص ػراع مػػن أجػػل البقػػاء جعلػػت كثي ػرا مػػن المجتمعػػات تتحػػد مػػع بعاػػها ،ممػػا جعلهػػا متكاملػػة
ومتطورة ،ويمكن مالحظة ذلك يي المجتمعػات المعاصػرة التػي تتكتػل مػع بعاػها تحقيقػا للتػوازف واالنسػجاـ ،الػذي يقػود الػى
ظهور التصنيع كدليل على االنسجاـ بين المتكتلين مع بعاهم .
تكٗٗي أزا « ٞضبٍطس » :
-دـ « سبنسر » نظرية عاوية متكاملة لتطور المجتمع ،لها مكانتها يي التنظير االجتماعي.
-أف مبدأ تابيو المجتمع بالكا ن العاوي مبدأ غير علمي لالختالؼ الكبير بينهما يي الطبا ع والقوانين .
-يناء المجتمعات ليس واردا كالكا ن العاوي ،يهي تتخل لكن ال تفنى يي المنظور القريي.
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 22
ػػم تقػػوى ػػم -البقػػاء لأل ػػوى اف جػػاز تطبيقػػو علػػى الكػػا ن الحػػي ،يػػذلك غيػػر وارد تمامػػا علػػى المجتمعػػات التػػي تتخل ػ
تتخل ...وىكذا .
ما سبق من نقد لم يقلل من أىمية نظرية « سبنسر » يي تفسير تطور المجتمع .
تكٗٗي عاً لمٍعسٖات الهالضٗهٗ:ٛ
-كانػػت نظرتهػػا للتغيػػر االجتمػػاعي نظػػرة عامػػة وشػػاملة دوف تمييػػز لالخػػتالؼ الثقػػايي بػػين المجتمعػػات .يػػيمكن القػػوؿ بذنهػػا
دراسة يلسفية للحياة االجتماعية بمظاىرىا المختلفة.
-لم تقم النظريات الكالسيكية على الدراسة العلمية التجريبية.
-تقػػوـ علػػى مبػػدأ االسػػتقراء النػػا ص :أي تعمػػيم مسػػيرة مجتمػػع مػػن المجتمعػػات تعميمػػا مطلقػػا علػػى مسػػيرة كػػل المجتمعػػات
البارية .يذوروبا لها تجربتها وظرويها التي تختل عن مسيرة مجتمعات أخرى.
لكن ما سػبق مػن نقػد للنظريػات الكالسػيكية يػي تفسػير التغيػر االجتمػاعي ال يقلػل منهػا كجهػود يكريػة اجتماعيػة أسػهمت ظهػور
النظرية االجتماعية المعاصرة التي تفسر التغير االجتماعي.
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 23
احملاضس ٚالطابعٔ ٛالجاؤٍ ٛالتاضع : ٛالٍعسٖات العاومٗ ٛيف التػري االدتىاع٘
وكدو: ٛ
إف ما يقصد « بالنظريات العاملية » ىي :
« -تلك النظريات التي تفسػر التغيػر االجتمػاعي يػي ضػوء عامػل واحػد مػن عوامػل التغيػر ،كالعامػل التكنولػوجي ،أو العامػل
اال تصادي ،أو العامل األيكولوجي ...الخ » .
وىػػي نظريػػات حديثػػة نسػػبياً مقارنػػة بالنظريػػات السػػابقة ،ونظػرا لكونهػػا تبنػػي أيكارىػػا يػػي الغالػػي علػػى تجػػارب علميػػة ،وإمبريقيػػة
( ميدانية ) ،لهذا اعتبرت نظريات سوسيولوجية ( علمية ) تمييزاً لها عن النظريات الفلسفية السابقة .
وبطبيعة الحػاؿ يػإف ىػذه النظريػات السوسػيولوجية ليسػت واحػدة يػي إطارىػا العػاـ أو يػي معالجتهػا للتغيػر االجتمػاعي ،كمػا أنهػا
تتفاوت من حيي الوا عية يي التحليل والتفاوت يي درجة التذ ير على الظواىر االجتماعية .
غير أنو ىناؾ اختالؼ بػين آراء القػا لين بهػذه العوامػل ،واتفػاؽ يػي حتميػة التغيػر ولزوميتػو تلػك الحتميػة التػي تقصػر التغيػر علػى
عامل واحد يقط ،األمر الذي عرضها الى كثير من االنتقػادات العلميػة ،و ػد ذىػي « ولبػرت مػور » الػى اسػتبعاد نظريػة العامػل
الواحد يي إحداث التغير االجتماعي ويػي نظػره ( ال بػد مػن الرجػوع الػى اكثػر مػن عامػل واحػد يػي ذلػك ) ،وىػذه اػية سػنذتي
عليها يي التقييم العاـ لتلك العوامل .
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 24
العالق ٛبني التهٍٕلٕدٗا ٔاجملتىع :
ترتبط التكنولوجيا بالمجتمع ارتباطاً و يقاً يهي :
-انعكاس لثقايتو المادية والفكرية وتعبير صادؽ عن تقدـ المجتمع الحااري ىذا من « ناحية االرتباط »
-أما من « ناحية التذ ير » يالعال ة جدلية بينهما حيي يؤ ر كل منهما يي اآلخر.
وتامل التكنولوجيا العلم التطبيقي الذي يؤدي إلى صناعة األشياء المادية ،والقا لوف بالعامل التكنولوجي – النظرية التكنولوجية
يرجعوف التغيرات االجتماعية إلى التكنولوجيا ومنهم « ولياـ أوجبرف » .
ويي الوا ع ال يهتم ( علم االجتماع ) بالتكنولوجيا اىتماماً مجرداً وإنما يهتم بهػا لأل ػار التػي تتركهػا يػي المجتمػع أو بمعنػى آخػر
ألىمية وظيفتها االجتماعية ،يصناعة السيارة مثالً كآلة ،تقع يي دا رة غير دا رة العلػوـ االجتماعيػة ولكػن ( معناىػا ) أي آ ارىػا
واسػتعمالها يقػع يػي دا ػػرة العلػوـ االجتماعيػة يآ ػػار السػيارة واضػحة يػػي حيػاة النػاس ومػػا يتعلػق بوظيفتهػا يػػي المجتمػع مػن حيػػي
االتصاؿ وتكوين العال ات بين األيراد وغير ذلك جهاز الهات والمذياع والكهرباء الخ إف وظيفة المخترعات المادية ىي خدمػة
الحياة االجتماعية أي إف جوىر التكنولوجيا اجتماعي.
وبطبيعة الحاؿ ال نتصور أف التكنولوجيا بوصفها آالت ىي علم اجتماع وإنما ىي علػوـ طبيعيػة وىػي يػي نهايػة األمػر قايػة ماديػة
إال أف معناىا اجتماعي وأف العال ة بين المجتمع والتكنولوجيا متبادلة يالحاجػة االجتماعيػة تتطلػي اختػراع آالت بػدورىا تحػدث
تذ يراً يي حياة المجتمع يإنتاج التكنولوجيا ووظيفتها تتعلق بحياة المجتمع عامة.
ومن الوجهة االجتماعية ياف ( معنى ) التكنولوجيا ىو الذي يؤ ر يي تغير المجتمع والتكنولوجيا يي األوجو التالية :
االجتماعي ( الحاجة االجتماعية ) إلى االختراع المادي الذي يستعمل يي المجتمع. -يؤدي المو
-يؤ ر االختراع التكنولوجي يي حياة المجتمع من خالؿ استعمالو .
-وبفعػل عامػل االنتاػار تػؤ ر التكنولوجيػا يػي مجتمعػات لػم تسػاىم يػي عمليػة اختػراع أو االكتاػاؼ كمػا أنهػا ال تتػرؾ اآل ػػار
نفسها يي المجتمعات كاية بفعل االختالؼ الثقايي ييما بينها.
ويتبين من ذلك أف « :العال ة جدلية بين المجتمع والتكنولوجيا » .
التهٍٕلٕدٗا ٔالتػري االدتىاع٘:
تػػرى « النظريػػة التكنولوجيػػة » أف التغيػػر االجتمػػاعي سػػببو العامػػل التكنولػػوجي أي أف التكنولوجيػػا ىػػي علػػة التغيػػر يػػي المجتمػػع ،
رجع كل التغيرات االجتماعيػة إلػى أسػباب تكنولوجيػة .وتتو ػ طريقػة إحػداث التغيػرات التكنولوجيػة للتغيػر االجتمػاعي علػى وت ِ
يهم الطبيعة العلية التي ىي يي الوا ع عبارة عػن عمليػة اضػطراديو أي أف التػذ ير التكنولػوجي ال يتو ػ عنػد إحػداث األ ػر األوؿ
بل إف التذ ير مؤديا إلى آ ار مصاحبة أو ماتقة على ىي ة سلسلة مترابطة الحلقات ولهػذا يػإف للعامػل التكنولػوجي أ ػراً مهمػاً يػي
التاريخ االجتماعي للمجتمعات ويؤدي إلى تقدمها.
إف وطذة االختراعات تػؤدي إلػى تػذ يرات تنتاػر يػي اتجاىػات مختلفػة تاػبو الموجػات الما يػة الناتجػة عػن التقػاء حجػر يػي المػاء
يتتاكل دوا ر متصلة وىكذا يكوف تذ ير التكنولوجيا يي الحياة االجتماعية تذ يراً متواصالً.
وتػػذتي التكنولوجيػػا اسػػتجابة لحاجػػات األيػراد مػػن أجػػل تحقيػػق أىدايػػو بذ ػػل جهػػد ممكػػن وبذ ػػل التكػػالي ،وىػػي تنػػتج لإلنسػػاف
ظروياً مناسبة من أجل راحتو وسعادتو يالوسا ل الفنية المستعملة يي الزراعة ػد أدت إلػى زيػادة اإلنتػاج وتحسػين اإلنتاجيػة والػى
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 25
تحسين تربية طرؽ تربيػة الماشػية ،يػازداد المػردود كمػا وكيفػاً ،وصػاحي ذلػك تحسػين يػي اال تصػاد الزراعػي وتغيػر إيجػابي يػي
الحياة الفردية بوجو عاـ.
و ػػد تغيػػرت العال ػػة بػػين الزراعػػة والصػػناعة وزادت الهجػػرة الريفيػػة والهجػػرة الزراعيػػة وانتعاػػت الحيػػاة يػػي المػػدف باػػكل ملمػػوس
وبذلك نستطيع القوؿ أف التغير التكنولوجي أصاب النظاـ الفردي والنظاـ االجتماعي عامة .
لقد أدى التقدـ يي وسا ل االتصاؿ الى تغيرات اجتماعية بعيدة المدى ولعػل التغيػرات التػي تاػهدىا المدينػة الحديثػة ىػي نتيجػة
التكنولوجيػػا و ػػد بػػين « وليػػاـ أوجبي ػراف » بوضػػوح حػػين ػػاـ بدراسػػة تػػذ ير المػػذياع علػػى الحيػػاة االجتماعيػػة و ػػد ذىػػي الػػى أف
التكنولوجيا أدت الى تغير يي العادات والمؤسسات االجتماعية باكل واسع.
وتػػرى النظريػػة التكنولوجيػػة :أف أي اكتاػػاؼ أو اخت ػراع تقنػػي يػػؤدي مباشػػرة الػػى تغي ػرات اجتماعيػػة وا تصػػادية وسياسػػية و قاييػػة
ياكتاػػاؼ الطا ػػة الذريػػة أدى الػػى تغي ػرات عميقػػة يػػي حي ػػاة المجتمعػػات يعلػػى سػػبيل المثػػاؿ أدت الػػى حػػدوث تغيي ػرات ي ػػي
االسػػتراتيجية العسػػكرية والػػى يػػاـ عال ػػات دوليػػة جديػػدة ،كم ػػا أف السػػيارة أدت الػػى تغي ػرات اجتماعيػػة مهمػػة منهػػا تا ػػكيل
مؤسسات اجتماعية مثل التذمين ومدارس السيا ة وإدارة شرطة المرور ونظامو.
عديػدة وىػي متعددة وتصل الى إنجػاز عملهػا بكفػاءة كبيػرة وتوجػد وظػا )1التخصص يي العمل حيي تقوـ التكنولوجيا بوظا
تعمػػل علػػى إبػراز ظػػاىرة التخصػػص يػػي العمػػل وتبػػدو ىػػذه الظػػاىرة بوضػػوح كلمػػا تقػػدـ المجتمػػع يػػي الصػػناعة وتػػؤدي الػػى ظهػػور
أنظمة انونية وغير ذلك .وللتكنولوجيا آ ار يي الحياة االجتماعية والعمالية.
)2وتكتسي االختراعات التكنولوجية أىمية بالغػة يػي حيػاة المجتمعػات ألىميتهػا ،و ػد روى أحػد المػؤرخين انػو يػي سػنة 2440ـ
اعلن استقالؿ أمريكا ويػي ذلػك الو ػت تقريبػاً اختػراع « جػيمس واط » اآللػة البخاريػة و ػد كػاف لهػذا االختػراع تػذ ير أوسػع مػن
إعالف االستقالؿ أي أف صدى االختراعات واالكتاايات ينتار بسرعة كبيرة.
)3إيجػػاد الظػػاىرة اإلمبرياليػػة الناتجػػة عػػن الثػػورة الصػػناعية التػػي أدت الػػى يػػا ض يػػي اإلنتػػاج الصػػناعي األمػػر الػػذي أدى بالػػدوؿ
الصناعية الى القياـ بالبحي عن أسواؽ جديدة لتصري ىذا الفا ض وتاكيل الاػركات المتعػددة الجنسػيات والػى اسػتيطاف مػا
يعرؼ بالعالم القديم واستعماره يي نهاية األمر وترتي على ذلك إنااء ظاىرة التبعية حتى بعد االستقالؿ التي تعاني منها معظم
الدوؿ النامية اليوـ.
)4التغير يي مجاؿ القيم االجتماعية لقد صاحي تغيرات اجتماعية عديدة المتغيرات التكنولوجية يي مجاؿ القيم االجتماعية مثػاؿ
يمة الو ت و يمة المرأة و يمة العمل وغير ذلك لقد جاءت ػيم جديػدة لتػتالءـ والعمػل الصػناعي وتػزداد التغيػرات االجتماعيػة
بزيادة التراكمات المادية وانتاارىا واف عمل اإلنساف يؤدي الى تغيره ويػرى ىيجػل ( أف اإلنسػاف وىػو يعمػل علػى تغييػر الطبيعػة
المحيطة بو يغير من طبيعتو الخاصة ) .
وال يعنػػي ذلػػك اف التغي ػرات يػػي المجتمػػع وليػػدة التكنولوجيػػا وإنمػػا ىنػػاؾ مػػن المػػؤ رات علػػى الحيػػاة االجتماعيػػة مػػا ينػػاظر أ ػػر
التكنولوجيا إف لم يزد عليو يي بعض األحياف مثل أ ر اال تصاد والديموغراييا كما سيوضح ييما بعد.
)5ظه ػػور أىمي ػػة المجتمع ػػات الص ػػناعية وس ػػرعة تق ػػدمها مقارن ػػة بالمجتمع ػػات األخ ػػرى .اف زي ػػادة التغي ػػر تقت ػػرف بم ػػدى التراكم ػػات
التكنولوجية الحاد ة يي المجتمعات الصناعية وىذا ما يفسر لنػا سػرعة التغيػر يػي المجتمعػات الصػناعية دوف غيرىػا ويػي مجػاؿ
التغير االجتماعي كمعلوؿ لعلة ( التكنولوجيا ) يمكن وضع السؤالين التاليين :
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 26
-وما النتا ج المترتبة على ذلك؟ -كي يؤدي التكنولوجيا الى التغير االجتماعي ؟
نستطيع أف نلمس اإلجابة على ىذين السؤالين لدى القا لين بالنظرية التكنولوجية على النحو التالي :
-ت بنػػي أيكػػار التكنولوجيػػا علػػى القسػػمة الثنا يػػة للثقايػػة لػػدى منظػػري ىػػذا االتجػػاه أمثػػاؿ وليػػاـ أوجبػػرف ونمكػػوؼ وممفػػورد
وغيرىم.
-يحدث تراكم مجاؿ الثقاية المادية نتيجة لعاملي االختراع واالكتااؼ باكل اسرع من الجاني الالمػادي للثقايػة يػي يتػرة
من الزمن األمر الذي يؤدي الى تخل الجاني الالمادي عػن مزامنػة ( مجػاراة ) الجانػي المػادي وىػذا األخيػر ياػكل يػي
النهاية وى دايعة لتغير الجاني الالمادي.
ويصطلح « أوجبرف » على تخل الجاني الالمادي عن الجاني المادي بالهوة الثقايية أو التخل الثقايي.
ومػػن العلمػػاء الػػذين يقولػػوف بالنظريػػة التكنولوجيػػة العػػالم « نمكػػوؼ » الػػذي درس ا ػػر التكنولوجيػػا يػػي األسػػرة واحػػداث التغيػرات
االجتماعية ييها.
و د بين أف الثورة الصناعية ىي المسؤولة عن التغيػرات التػي حػد ت لألسػرة يانتقػاؿ اإلنتػاج مػن البيػت الػى المصػنع سػاعد ذلػك
على ناذة المدف الصناعية وأصبحت ذات أنماط اجتماعية متميزة من الثقاية ىػي قايػة المجتمػع الحاػري الحػديي و ػد ترتػي
على الثورة الصناعية التغيرات الجوىرية التي أصابت مختل النظم والمؤسسات داخل المجتمع.
و د أدت الثورة الصناعية الى تقليص حجم األسرة يذصبحت صغيرة نووية وا ل استقرارا من األسرة يي المجتمع الزراعي.
ٖٔس « ٝمنهٕف » أُ العالق ٛبني التػري التهٍٕلٕد٘ ٔالتػري األضس ٙيف العىمٗات التالٗ: ٛ
)1أدت الصػػناعة الػػى تخفػػيض أو إنهػػاء اإلنتػػاج المنزلػػي األمػػر الػػذي نجػػم عنػػو إلغػػاء الوظيفػػة التػػي كانػػت لػػألب يػػي ر اسػػة العمػػل
الزراعي واليدوي عموما.
)2و د نتج عن عمل الرجل خارج المنزؿ أف ترؾ تدبير شؤوف البيت والتربية للمرأة يزاد سلطانها عامة.
)3واف خروج المرأة للعمل د منحها استقاللية ا تصادية أدت الى المزيد من الحرية وتعزيز يكرة المساواة بين الجنسين.
)4ناذت ظاىرة المدف الصناعية والمجتمعات الحارية ونمو الخدمات وإسناد ىذه الخدمات تابعة للدولة.
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 27
إف القا لين بالنظرية التكنولوجية يي التغير يروف أف :
-التغيرات االجتماعية تعود الى العامل التكنولوجي وأف التكنولوجيا ىي أوؿ ما يتغيػر وأف الالماديػات ال تػزامن الماديػات يػي
تغيرىا مما ينتج بالتالي ما يسمى « بالهوة الثقايية » .
ويؤكػد « أوجبيػرف » علػػى أف الثقايػة الماديػة تغيػػرت لػدى المجتمعػات الغربيػػة باػكل واضػح يػػي السػنين األخيػرة يػػي حػين بقيػػت
الثقاية الالمادية على عهدىا كالنظاـ السياسي والعا لة وبقية الالماديات .
وىنػػاؾ مػػن سػػبق « أوجبيػػرف » يػػي نظريتػػو ىػػذه مثػػل « كوسػػت ومػػاكس ييبػػر وكػػارؿ مػػاركس » يػػي أف الجانػػي المػػادي أسػػبق يػػي
التغير .
ويػػذىي « مػػاكيفر » يػػي أف ىنػػاؾ ظرويػاً دا مػػة تعتبػػر عوامػػل مهمػػة يػػي التغيػػر االجتمػػاعي مثػػل نظػػاـ الطبيعػػة أو العليػػة الخارجيػػة
المستقلة عػن ناػاط اإلنسػاف ويمكػن ادرج الحالػة البيولوجيػة تحػت النظػاـ ويرجػع عوامػل التغيػر الػى عػاملين أحػدىما دا ػم وىػو
نظػػاـ الطبيعػػة ودواـ ىػػذا ال يمكػػن جعلػػو صػػالحاً كعلػػة للتغيػػر يػػالتغير الجديػػد ال تفسػػره علػػة دا مػػة أي الطبيعػػة و انيهمػػا مػػا يتصػػل
بثقاية اإلنساف أي التكنولوجيا المتغيرة وىي عنده تعتبر علة التغير أي أنو يتفق مع « أوجبيرف » يي نهاية األمر.
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 28
االجتماعيػػة ارتباطػػا شػػديدا بعػػدد األيػراد الماػػاركين ييهػػا ومػػن خػػالؿ ىػػذه النظػػرة يػػاف الحاػػارة تظهػػر لػػيس باعتبارىػػا ىػػدياً
وإنما بوصفها مجاالً يمارس من خاللو األيراد وظا فهم االجتماعية .
ويترتي على ذلك أف :الكثاية السػكانية التػذ ير الواسػع يػي عمليػة التغيػر االجتمػاعي وخطػط التنميػة بوجػو عػاـ ويؤيػده يػي ذلػك
« جػػورج بلنػػدي » يػػي أف « :العامػػل الػػديموغرايي يحػػدد المجػػاالت اال تصػػادية وتتحػػدد بموجػػي ذلػػك المالمػػح االجتماعيػػة
والثقاية للسكاف » ويؤكد على « :العال ة التبادلية بين العوامل الديموغرايية واال تصادية واالجتماعية وينتهي الى اف الخصا ص
السػػكانية تحػػدد القػػدرة علػػى التنميػػة وتوجيػػو التغيػػر االجتمػػاعي » و ػػد ظهػػرت نظريػػات عديػػدة ت ػربط بػػين البنػػاء الػػديموغرايي
والبناءات اال تصادية واالجتماعية والثقايية للمجتمع منها :
ٌ عسٖ « ٛدبمدا: » ٙ
التي تربط بين النمػو السػكاني وبػين البنػاء الطبقػي للمجتمػع مػن خػالؿ تطبيػق القػانوف العػاـ للورا ػة لػدى الكا نػات الحيػة ومػؤداه
( اذا تعرض احد األنواع الحية لالنقراض ياف الطبيعة تعمل على زيادة عدد أيراده حفاظػاً علػى النػوع مػن خطػر االنقػراض ) ويػي
األ ناء تطبيق ىذا القانوف على المجتمع وجد « دبلداي » أف خطر االنقراض يتواير لدى :
-أبنػػاء الطبقػػات الػػدنيا للمجتمػػع بسػػبي معاناتهػػا مػػن انخفػػاض الػػدخل وسػػوء التغذيػػة وانخفػػاض مسػػتوى الرعايػػة الصػػحية
والثقايية .
-أما الطبقات العليا يال تتعرض لهذا الخطر وىذا ما يفسر لديو ارتفاع نسبة الخصوبة والتوالد بين أبناء الطبقات وانخفاضػها
بين أبناء الطبقات العليا .
ويي الحقيقة أف نظريػة « دبلػداي » أىملػت التفر ػة بػين معػدالت الخصػوبة وبػين معػدالت الزيػادة السػكانية ألنهػا أىملػت عامػل
الوييات ناىيك أف التوزيع الطبيعي للزيادة السكانية ال ينطبق على الوا ع يي كل األحواؿ والظروؼ.
وىنػاؾ مػن يػربط بػين معػدالت التوالػد وبػين الحػراؾ االجتمػاعي الرأسػػي داخػل المجتمػع علػى اعتبػار أنػو مظهػر مػن مظػاىر التغيػػر
االجتماعي ،ومن ىؤالء « ديمونػت » حيػي يفتػرض « :أف اإلنسػاف يسػعى لتقلػد المركػز االجتمػاعي العػالي ،ويػي سػبيل ذلػك
يكػػوف علػػى اسػػتعداد لتكػػوين عا لػػة كبيػػرة الحجػػم .ويػػي المجتمعػػات التػػي ال توجػػد ييهػػا عقبػػات أمػػاـ الفػػرد تحػػوؿ دوف التنقػػل
الرأسي الطبقي ،يقل االتجاه نحو تكوين أسر كبيرة الحجم » .
ونتيجة لسيادة روح الديمو راطيػة يػي يرنسػا ،وعػدـ وجػود عقبػات أمػاـ التنقػل الطبقػي ،يػإف معػدالت المواليػد منخفاػة لػديها
على عكس ما ىو سا د يي الهند ذات النسق الطا في المتحجر الذي يحوؿ دوف التنقل الطبقي االجتماعي .
ويتبػػين مػػن مجمػػل اآلراء السػػابقة ،أف العامػػل الػػديموغرايي يق ػ وراء التغي ػرات االجتماعيػػة السػػا دة يػػي المجتمػػع ،بمعنػػى أف
الديموغراييا تستطيع تفسير مقولة التغير االجتماعي.
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 29
ويػػي الحقيقػػة ،إف للعامػػل الػػديموغرايي أىميػػة يػػي التػػذ ير علػػى التغيػػر االجتمػػاعي لكنػػو ال يعتبػػر عػػامالً أساسػػياً منفػػرداً يػػي توجيػػو
التغير االجتماعي إيجابا أو سلباً ،بداللة االختالؼ يي التغير بين الدوؿ ذات العدد السكاني المتكايئ ،وتاابو التغير يػي دوؿ
مختلفة الكثاية السكانية والوضع الديموغرايي بوجو عاـ.
« أف العامػػل الػػديموغرايي عنصػػر مهػػم يػػي التغيػػر االجتمػػاعي ،ولكػػن ال يمكػػن إرجػػاع جميػػع التغي ػرات
االجتماعية جميعها لو » .
ٌ )3عسٖ ٛالعاون اإلٖهٕلٕد٘ :
ييهػا اإلنسػاف ،وتركػز الدراسػات اإليكولوجيػة علػى دراسػة تستعمل كلمة إيكولوجيا مراديػا للبي ػة الطبيعيػة والجغراييػة التػي يعػي
اآل ار المباشرة للبي ة على الحاارة المادية والفكرية للاعوب ذات الوسا ل التكنولوجية البسيطة.
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 30
:بذف صر ظاىرة التغير االجتماعي على العامل البي ي يقط ييو مبالغة شديدة ،وال تقدـ تفسػيراً لظػاىرة التغيػر
االجتماعي ،وذلك لألسباب التالية :
)1أف تذ ير البي ة يكوف ويا كلما كاف المجتمع بسيطا ال يستخدـ التكنولوجيا باكل كبير.
)2أف التذ ر متبادؿ بين البي ة الطبيعية والظواىر االجتماعية.
)3أنو البد لوجود عوامل أخرى ال تتعلق بالبي ة الطبيعية يقط ،وذلك لتفسير التغيرات االجتماعية.
)4توجد نظما اجتماعية متاابهة يي المجتمعات بالرغم من تفاوت البي ة بينهما ،والعكس.
وعليو :يبالرغم من أىمية العامل اإليكولوجي إال أنو ال يفسر التغير االجتماعي لوحده .
ٌ )4عسٖ ٛالعاون االقتصاد: ٙ
تعتم ػػد النظري ػػة اال تص ػػادية ي ػػي تفس ػػيرىا لعملي ػػة التغي ػػر االجتم ػػاعي عل ػػى البن ػػاء اال تص ػػادي للمجتم ػػع ،وت ػػذ ره عل ػػى العال ػػات
االجتماعيػػة التػػي تناػػذ بػػين األي ػراد والجماعػػات ،أي تػػذ ير النػػواحي الماديػػة علػػى المجػػاالت االجتماعيػػة ،حيػػي أف الناػػاط
اال تصادي يتحكم يي حياة المجتمع السياسية والفكرية وليس العكس.
وتعرؼ النظرية اال تصادية بالنظريػة الماركسػية يػي أدبيػات التغيػر االجتمػاعي ،وىػي تتبنػى مقولػة « الحتميػة اال تصػادية » :التػي
تػػرى أف العامػػل اال تصػػادي ىػػو المحػػدد األساسػػي لبنػػاء المجتمػػع وتطػػوره .ويتكػػوف أساسػػا مػػن الوسػػا ل التكنولوجيػػة ،ويحػػدد
النظاـ االجتماعي والعال ات يي المجتمع .
ٔتعترب ٌعسٖ ٛالعاون االقتصاد ٙيف التػري االدتىاع٘ أُ « لمىذتىع بٍاٞاُ » :
وىو اال تصاد الذي يؤ ر يي البناء الفو ي الذي يتكوف من بقية نظم المجتمع وياكلها. )1بٍا ٞحتيت:
ويتكوف من األنظمة السياسي واألخال ي والقانوني ، ..أي البناء االجتماعي عموماً . )2بٍا ٞفٕق٘:
وأن ػػو ي ػػي ك ػػل مرحل ػػة م ػػن تط ػػور ػػوى اإلنت ػػاج ،يس ػػود أس ػػلوب مع ػػين لإلنت ػػاج ،وطبيع ػػة مح ػػددة
للعال ػػات االجتماعيػػة يسػػود ييهػػا صػراع بػػين الطبقػػة المسػػيطرة التػػي تملػػك وسػػا ل اإلنتػػاج ،وبػػين
الطبقة العاملة .
)1منـــــٕ التهٍٕلٕدٗـــــا
ٔتضي قٕ ٝاإلٌتاز :
( قٕ ٝاإلٌتاز )
)1آالت اإلنتاج التي تنتج بواسطتها وسا ل الحياة المادية.
)2عدد األيراد الذين يستخدموف اآلالت لإلنتاج.
)3المعارؼ التقنية الارورية ،وعادات العمل المكتسبة ونوع العمل(يكري أو يدوي).
ويقصد بها « :العال ات القا مة بين األيراد خالؿ عملية اإلنتاج » ،وىػي إمػا أف تكػوف عال ػات
)2عالقات اإلٌتاز :
تعاوف وتعاضد ،أو عال ات سيطرة وخاوع ييها استغالؿ من البعض للبعض األخر .
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 31
أف النظريػػة اال تصػػادية « الماركسػػية » تعػػالج التغيػػر االجتمػػاعي مػػن خػػالؿ التنػػا ض داخػػل البنػػاء االجتمػػاعي
( المجتمع ) ،التنا ض بين الطبقات .وإف البناء التحتػي يػي المجتمػع ( اال تصػاد ) ىػو الػذي يحػدد وضػع المجتمػع التػاريخي
وبنا و االجتماعي ،ويكوف التغير يي ىذه الحالة حتمياً .
ٔميهَ سصس االعاِات الكاٟم ٛبالعاون الجكايف يف التػري يف ثالث ٛاعاِات زٟٗطٗ:ِ٘ ٛ
)3نظرية الصراع الثقايي . )2نظرية االرتباط الثقايي . )1نظرية االنتاار الثقايي .
وىي تركز على آليات التغير الثقايي ومصادرة ،وىل ىي داخلية أـ خارجية ؟ وكي يكوف ذلك ؟
وسنعرض آراء ىذه النظريات المتاابهة المختلفة على النحو التالي :
أٔالً ٌ :عسٖ ٛاالٌتػاز الجكايف :
تنطلق النظرية االنتاارية من أف « :التغير الثقايي يرجػع الػى عامػل االنتاػار » ،ياالنتاػار عمليػة تنتاػر بموجبهػا سػمات قاييػة
من منطقة الى أخرى ،والى أف تعم تلك السمات أنحاء العالم ،ال ف من سمات الثقاية االنتاار.
وتميز ىذه النظرية « بػين انتقػاؿ التػراث وانتاػاره » ،ييعنػي األوؿ :االنتقػاؿ الثقػايي عبػر األجيػاؿ ( مػن جيػل الػى آخػر) داخػل
المجتمع ،أما الثاني يهو يعني :انتقاؿ سمات قايية من مجتمع الػى آخػر ،وبمعنػى آخػر أف التػراث يعمػل ويػق عامػل الػزمن ،
بينما االنتاار يعمل ويق عامل المكاف .
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 32
وترجع ىذه النظرية التغيرات التي تحدث يي مجتمع ،انمار تذتي نتيجة استعارة سمات قايية من مجتمع ػاف ،أي أف التغيػرات
الثقايية ترجع يي مصدرىا الى قاية أخرى .
انطال اً من ذلك تبني النظرية أيكارىا على عامل االنتاار وىو كل الحاالت ال يعني انتقاؿ األيراد وإنما انتقاؿ السمات الثقايية
و د جاء مصطلح االنتاار الثقايي يي كتابات علماء األنثروبولوجيا حيي ذىػي « تػايلور » يػي كتابػة ( الثقايػة البدا يػة ) الػى أف
يكرة االنتاار الثقايي جاءت لتكا عن سر التاػابو لكثيػر مػن السػمات والعناصػر القاييػة يػي مجتمعػات متباعػدة عػن بعاػها
مرجعاً ذلك التاابو الى انتاار وانتقالها من مصدر واحد أو من عدد المصادر نتيجة لالتصاؿ الثقايي بين تلك المجتمعات و د
تكوف ىجرة العنصر الثقايي كاملة أو جز ية.
وتعتمػػد عمليػػة االنتاػػار علػػى عامػػل االخت ػراع الػػذي يعتبػػر أصػػل الثقايػػة الجديػػدة ويػػؤدي يػػي النهايػػة الػػى اسػػتمرارية بنػػاء الثقايػػة
وحفظها من الفناء ،وأما آليات االنتاار يهي متعددة منها « :الهجرة واالستعمار والثورة وغيرىا » ،وال تخلو عملية االنتاار
من وجود عوا ق ،األمر الذي يؤدي الى مقاومة الثقاية المستعمرة وإبطاء عملية التغير عموماً .
ويبدو ذلك بوضوح حينما تترسخ عناصر قايية يي مجتمع يانػو يػي ىػذه الحالػة يصػعي إحػالؿ عناصػر جديػدة لتذخػذ مكانػاً يػي
النسق القا م .
ويي كل الحاالت يمكن مالحظػة العناصػر المعو ػة لالنتاػار ،وىػي تركػز علػى انتقػاؿ الثقايػة سػواء عػن طريػق النقػل أـ الغػزو أـ
االسػػتعارة متتبعػػة انتقػػاؿ العناصػػر الثقاييػػة عبػػر المكػػاف وتػػرى اف الهجػػرة تػػؤدي الػػى انتقػػاؿ وحػػدات قاييػػة كبيػػرة ،وأمػػا االسػػتعارة
يتؤدي الى انتقاؿ وحدات قايية بسيطة ال تحدث يي البداية تغيراً يذكر يي المجتمع الجديد .
ونظرا لسعة مجاؿ االنتاار الثقايي وتعدد آلياتو يقد وجدت مدارس مختلفة يي أنحاء العالم ويمكن تمييز الث مدارس ىي :
بزعامػػة « جرايبنػػر » وىػػي تبػػين وجػػود سػػبع أو مػػاني نمػػاذج قاييػػة اصػػليو يػػي العػػالم ذات طػػابع
منسجم ومستقل ػم انتاػرت يػي أرجػاء العػالم بفعػل عامػل االنتاػار ،وكػاف انتاػار كػل قايػة أمػا )1املدزضـــــ ٛاألملاٌٗـــــٛ
جز يػػا أو كليػػا .وتنظػػر الػػى دراسػػة الحيػػاة البدا يػػة باعتبارىػػا مفتاحػػا لفهػػم االتصػػاؿ بػػين الثقايػػات الٍىطأٖ:ٛ
المعاصرة .
بزعامة « اليوت سميي وبػري » ،وىػي تقػوؿ بمصػدر واحػد للثقايػة وىػي « الحاػارة المصػرية »
)2املدزض ٛاإلزلمٗصٖ:ٛ
التي عمت العالم الى اف جاءت « الحاارة اليونانية » وحلت مكانها .
بزعامػػة « الفػػرد كروبيػػر ،وبػػواس » وىػػي تهػػتم باآل ػػار المترتبػػة علػػى عمليػػة االنتاػػار الثقػػايي يػػي
المجتمعػػات ،و ػػد حاولػػت ىػػذه المدرسػػة تاليػػي الػػنقص واألخطػػاء التػػي و عػػت ييهػػا المدرسػػتاف )3املدزض ٛاألوسٖهٗ:ٛ
السابقتاف من حيي انطال هما من بداية تجريبية متواضعة ومن يروض منتقاة .
تكٗٗي :
يتبين من كل ما سبق أف النظرية االنتاارية تؤكد على االنتاار الثقايي بوصفو عامالً للتغير االجتماعي ،وأدت الػى االىتمػاـ مػن
جديد بتاريخ الثقاية ،ودراسة الروابط الثقايية بين المجتمعات .
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 33
اف التركيز على العامل الخارجي يي عملية التغير االجتماعي ينفي العوامل الداخليػة التػي تػؤدي الػى التغيػر ،وإلغػاء لفاعليػة
المجتمع وآليات التغير ييو ،ويحرـ المجتمع من االبتكار واالكتااؼ ،وىذا ينايي الحقيقػة الوا عيػة ،حيػي أف القػيم السػا دة
واأليدولوجيات وكل عناصر الثقاية تتفاعل وتؤدي بالتالي الى التغير .
إف عامل اإلرادة يي التعبير عامالً مهماً يي الو ت الذي يكوف مهمالً لدى االنتااريين .
ومػػن جهػػة أخػػرى لػػم يفسػػر االنتاػػاريوف كيػ ولمػػاذا تنتاػػر السػػمات الثقاييػػة مػػن مجتمػػع دوف آخػػر والػػى مجتمػػع دوف
آخر ؟ األمر الذي كاف مهمالً عندىم كما أنهم لم يفسروا أسباب انتاار الثقاية .
ولم ينتبو االنتااريوف الى عملية الثقاية ،وىػي عمليػة معقػدة ،يػي الو ػت الػذي ذىبػوا ييػو إلػى االنتقػاؿ يكػوف ميكانيكيػاً ،ويػي
ذلك تبسيط لعملية االنتقاؿ واالستقباؿ الثقايي .كما أف النتا ج التي توصلوا اليها ال تخدـ نظرية عامة يي التغير الثقايي .
ثاٌٗاٌ :عسٖ ٛاالزتباط الجكايف:
ترجػػع نظريػػة االرتبػػاط الثقػػايي التغيػػر االجتمػػاعي الػػى « عوامػػل داخليػػة بػػالمجتمع » ،وىػػذا علػػى عكػػس مػػا ذىبػػت اليػػو نظريػػة
االنتاار الثقايي .كما أنها ترى أف « التغير االجتماعي يذتي من العناصر الكا نة يي المجتمع وليس من خارجو » .
ويمثل ىذا االتجاه العالِم « سوروكين » يي كتابو ( الػديناميات الثقاييػة واالجتماعيػة ) ويتفػق « سػوروكين » مػع المػؤرخين يػي أف
ىناؾ جواني يريدة غير متكررة يي التغير االجتماعي .
ويرى « سػوروكين » أف االتجػاه العػاـ للتغيػر االجتمػاعي « يذخػذ شػكل التقػدـ الماػطرد حتػى يصػل الػى حػد معػين ،ػم يحػدث
جمود ،م نكوص الى حد معين ،م يرتد التغير الثقايي الى االتجاه المااد اإليجابي » .
وتقوـ نظرية « سوروكين » يي االرتباط الثقايي على مبدأين أساسيين ىما :
ويقوـ على حتمية التغير يي المجتمع ،وأف كل المجتمعات يي تغير مستمر ،حتػى ولػو بػدت ابتػة
من الخارج .وأف التغير يتم يي شكل حلقات متصلة مترابطة تتذ ر وتؤ ر. )1وبـــــــــدأ الــــــــــتػري
ويؤكد أف تغيػر النظػاـ االجتمػاعي إنمػا يكػوف نتيجػة لسلسػلة مػن التغيػرات التراكميػة المورو ػة التػي الداخم٘ املٕزٔخ :
تحدد مستقبل التغير.
ويقػػوـ علػػى حديػػة العال ػػة السػػببية بػػين المتغي ػرات المترابطػػة يػػي تحديػػد عمليػػة التغيػػر ،ويػػي اطػػار
الممكنات المختلفة للمتباينات األساسية لألنظمة االجتماعية .يالنظاـ اال تصادي يتغير يي ضػوء
)2وبــــــــدأ احلدٖــــــــٛ
المتباينات التالية :الصيد ،الرعي ،الزراعة ،التجارة ،الصناعة .يهذه المتباينات تتكرر عبػر العصػور
يف التػري:
دوف أف تسير سيرا مستقيما .ويقرر سوروكين :أف الثقاية ال تفنى ،وإنما تتحوؿ أو تمتص لكنها ال
تفنى.
أنو بسط من عملية التغير الثقايي و صرىا يي عامػل واحػد مػن ( داخػل الثقايػة ) ذاتهػا ،وىػذا ييػو إىمػاؿ لعامػل مهػم يػي التغيػر
الثقايي إال وىو عامل االنتاار الذي ىو من أىم خصا ص الثقاية .
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 34
ثالجاًٌ :عسٖ ٛالصساع الجكايف ( :املتٍاقضات الجكافٗ)ٛ
تا ػػم نظري ػػة الصػ ػراع اتجاى ػػات عدي ػػدة ي ػػي تفس ػػير التغي ػػر االجتم ػػاعي ،منه ػػا :االتج ػػاه الماركس ػػي الكالس ػػيكي ،والح ػػديي ،
واتجاىات أخرى .ويجمعها « كوف التنا ض يؤدي الى الصراع الذي ىو سبي التغير االجتماعي » .
والصراع عملية اجتماعية ،توجد بذوجو مختلفة يي الحياة االجتماعية ،وأف المتنا اات الثقايية تنبع مػن داخػل المجتمػع ،وأف
إزالتها يؤدي الى تغيرات اجتماعية ييو.
ويكوف حسم الصراع الثقايي :
« -بإنهاء جاني من العناصر الثقايية لحساب عناصر أخرى ،واستبدالها بعناصر جديدة » ،
« -وإما بتنمية العنصر الغالي يي الثقاية » .ويي كلتا الحالتين يحدث التغير يي قاية المجتمع.
-الص ػراع السياس ػػي ،والطبقػػي ،والعر ػػي ،وال ػػديني ،والصػػناعي .وىن ػػاؾ الص ػراع عل ػػى مراك ػػز القػػوة المختلف ػػة لالس ػػت ثار
بالسلطة أو الثروة أو المركز االجتماعي.
وتفسر نظرية الصراع الثقايي التغير االجتماعي بالرجوع للمتنا اات الثقايية داخل المجتمع ،وكلما زادت المتنا اات أدى الى
زيادة حدة الصراع ،وبالتالي حدة التغير االجتماعي ،كما تذىي الى ذلك النظرية الماركسية.
ويؤكد « رال درندورؼ » أف ىناؾ بعض االختاليات بين أنواع الصراع االجتماعي ،يهناؾ صػراعات ذات مناػذ خػارجي تكػوف
مفروضة على المجتمع ،كالحروب .وصراعات ذات مناذ داخلي ،كالصراع الذي بين األحزاب السياسية ،والػذي بػين نقابػات
العماؿ وأرباب العمل ،ولكل منها تحليلو السوسيولوجي ،ولو أىميتو المتباينة يي إحداث التغير االجتماعي .
وترى نظرية التنا اات الثقايية أف التوتر يزوؿ بعد زواؿ علتو المسببة لو ،أي أف النظاـ يعود الى حالة التوازف ،لكػن سػرعاف مػا
تظهػر حالػػة مػن التنا اػػات تػػؤدي الػى الصػراع ،وىكػػذا ، ....والتغيػر االجتمػػاعي يفسػر بموجػػي طبيعػػة التنا اػات الكا نػػة يػػي
المجتمع.
العسكري والمنجزات التكنولوجية يي إحداث التغير. -أىملت وظيفة النسق السياسي والمو
-ال يمكن أف نرجع كل التغيرات االجتماعية يي المجتمع الى عامل واحد وىو حالة الصراع بين مختل الف ات االجتماعية.
-ىناؾ العديد من المجتمعات ييها تنا اات قايية ولم تؤدي الى صراع وتغير سلبي.
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 35
احملاضس ٚالعاغس :ٚالٍعسٖات املعاصس ٚيف التػري االدتىاع٘
وكدو: ٛ
ػػد استعرضػػنا يػػي المحاض ػرات السػػابقة النظريػػات الكالسػػيكية والنظريػػات العامليػػة التػػي تفسػػر التغيػػر االجتمػػاعي ،وييمػػا يلػػي
سنستعرض النظريات المعاصرة يي التغير االجتماعي.
والنظريات المعاصرة عديدة ومتباينة يصػعي استعراضػها يػي ىػذا المقػاـ ،وسػيتم اال تصػار علػى اسػتعراض نظػريتين معاصػرتين يػي
تفسير التغير االجتماعين ىما :
وسيكوف ذلك بعرض األيكار الجوىرية لكال النظريتين ،ومنا اتها وتقييم كل منها.
أٔ ًال :الٍعسٖ ٛالٕظٗفٗ: ٛ
تحتل النظرية الوظيفية أىمية كبيرة يي التحليل السوسيولوجي المعاصػر ،واالتجػاه الػوظيفي ىػو اتجػاه ػديم حػديي ،حيػي ظهػر
يي كتابات دماء علماء االجتماع واألنثروبولوجيا.
والنظرية الوظيفية « ليست اتجاىا واحداً محدداً ،بل تتاعي يي اتجاىات عديدة تجمعها صفات عامة » .
وا ِ٘ الٕظٗفٗ ٛ؟
مصطلح الوظيفيػة مػن المصػطلحات التػي دار حولهػا الجػدؿ بػين علمػاء االجتمػاع واألنثروبولوجيػا ،نتيجػة لتعػدد اسػتخدامها يػي
متباينة ويي علوـ مختلفة . موا
واستخدمت الوظيفة يي الرياضيات ،ويي الفلسفة التي تذ رت بالداروينية يي أواخر القرف ( ، ) 26وغالباً مػا تاػير ( الوظيفػة )
الى « :اإلسهاـ الذي يقدمو الجزء للكل ،والى ضرورة تكامل األجزاء وتساندىا يي اطار الكل ...الخ » .
« -ياير الى دراسة الظواىر االجتماعية ،باعتبارىا عمليات أو آ ار لبناءات اجتماعية معينة كانساؽ القرابة أو الطبقة ..الخ »
ومن اشػهر مػن اسػتخدـ مفهػوـ الوظيفيػة « ميرتػوف » يقصػد بهػا « :اآل ػار أو النتػا ج التػي يمكػن مالحظتهػا ،والتػي تػؤدي الػى
تحقيق التكي والتوايق يي نسق معين .
كما ميز « ميرتوف » بين مفهومين مهمين ،ىما :
« -الوظيفة الظاىرة ،والوظيفة الكامنة » .
وتهتم الوظيفية بدراسة مسا ل الث ( :بناء النسق االجتماعي ،ووظيفتو ،ونموه وتطوره ) .
-أف الوظيفيػػة تاػػير الػػى « :التذكيػػد علػػى تكامػػل األجػزاء يػػي الكػػل والتسػػاند ييمػػا بينهػػا ،وأف كػػل جػػزء يػػؤدي وظيفػػة خاصػػة ال
خاصػة بكػل عاػو ،وىػي يكوف غيره ادرا على القياـ بهػا .وياػبو ذلػك الػى حػد بعيػد يػاـ أعاػاء الكػا ن العاػوي بوظػا
متسػػاندة وضػػرورية مػػن أجػػل أف يقػػوـ الكػػل بعملػػو ،ويحفػػن اسػػتمراره ،ووجػػوده .وكػػذلك المجتمػػع الػػذي يقػػوـ األي ػراد ييػػو
محددة وضرورية متساندة من أجل بناء المجتمع يي نهاية األمر » . بوظا
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 36
الٕظٗفٗٔ ٛالتػري االدتىاع٘ :
تنظر الوظيفية الى ظاىرة التغير االجتماعي نظرات متباينة إال أنها محدودة ،وىي تقوؿ بالتغير المحدود والبطيء يي المجتمع .
ويبػػدي « ميرتػػوف » الػػى أىميػػة دراسػػة المعو ػػات الوظيفيػػة التػػي تحػػد مػػن تكي ػ النسػػق االجتمػػاعي (النظػػاـ ،أو المجتمػػع) أو
توايقو .يالتفر ة العنصرية د تكوف معو اً وظيفياً يي المجتمع الذي يريع شعار الحرية والمساواة .
ويذىي أغلي الوظيفيين الى أف ىناؾ عوامل متعػددة تػرتبط ييمػا بينهػا ارتباطػاً وظيفيػاً تسػهم يػي تاػكيل المجتمػع ،وتسػهم يػي
تغيره أياا .
وترى النظرية الوظيفية « :اف التغير االجتماعي يطرأ على البناء االجتماعي ،م يتبعو تغير وظيفػي مػن أجػل تحقيػق وجػود النسػق
االجتماعية ال يتبعو تغير يي البناء االجتماعي . االجتماعي ذاتو ،بينما ال ترى العكس ،أي أف تغير الوظا
كما وأف آلية التغير االجتماعي تػذتي مػن عوامػل خارجيػة عػن المجتمػع ،ومػن عوامػل داخليػة ييػو .ويختلػ الوظيفيػوف يػي ىػذه
الفكرة .
وتػذىي النظريػػة الوظيفيػػة الػى أف التغيػػر االجتمػػاعي يكػوف تػػدريجياً ولػػيس يجا يػاً ،و ػد تػػؤدي العوامػػل المػؤ رة يػػي المجتمػػع الػػى
تدعيم النسق ( المجتمع ) وتقويتو بدال من تغييره .وكمثاؿ على ذلك « :يعند انتاار األيكار العلمانية المختلفة يي المجتمػع
،يقوـ النسق ( النظاـ ) الديني بتدعيم نفسو كردة يعل من أجل المحايظة على بقا و » .ويمكن مالحظة ذلك يي حاؿ وأوضػاع
المجتمعػػات العربيػػة يػػي مقاومػػة األيكػػار العلمانيػػة واإللحاديػػة القادمػػة مػػن الخػػارج ،حيػػي يقػػوـ النظػػاـ الػػديني بتعظػػيم دوره يػػي
الحياة االجتماعية ،ونار ارتداء الحجاب لدى المرأة المسلمة يي أماكن العمل والتعليم ويي المجتمع عامة .
وتماياً مػع يكػرة التػوازف يػي المجتمػع ،تػرى النظريػة الوظيفيػة أف التغيػر السػريع والجػذري ىػو ظػاىرة شػاذة ،ألنهػا تػرى بػالتغير
البطيء والتدريجي .
ٌ كد الٍعسٖ ٛالٕظٗفٗ:ٛ
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 37
احملاضس ٚاحلادٖ ٛعػس :تابع :الٍعسٖات املعاصس ٚيف التػري االدتىاع٘
تعنػػي « :سػػهولة تنقػػل األشػػخاص والمعلومػػات واألحػػواؿ يػػي المجتمػػع مػػع السػػرعة يػػي ذلػػك دوف حػػواجز
)1احلسنٗ:ٛ
تذكر » ،وىذه سمة المجتمعات الحديثة التي يتغير ييها البناء االجتماعي والوظيفة االجتماعية.
ويعنػػي « :التبػػاين بػػين أيػراد المجتمػػع نتيجػػة لتقسػػيم العمػػل ،واخػػتالؼ مػػؤىالتهم وكفػػاءتهم ،حيػػي يػرتبط
العمل بالمؤىل » .وىذا ال يعني أف البلداف النامية تخلو تمامػا مػن التمػايز ،بػل أنػو موجػود ويقػوـ يػي كثيػر )2التىاٖص:
منو على االنتماءات العا لية والطا فية والعر ية .
وتختلػ معنيهػػا بػػاختالؼ تخصصػػات العلمػػاء يػػي اال تصػػاد والفلسػػفة وعلػػم االجتمػػاع ،لكػػن يمكػػن القػػوؿ
بانها تعني « :التطبيق األمثل للمعرية العلمية عن طريق تحكيم العقل يي التطبيق ،واالبتعػاد عػن الخرايػات )3العكالٌٗ:ٛ
واألوىاـ ،من اجل الوصوؿ الى األىداؼ المقررة » .
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 38
وىو « منهج وعملية سياسية تتبنى التصنيع كوسيلة للتنمية ،ويتامن التحوؿ من الناػاط الزراعػي التقليػدي
)4التصٍٗع:
الى النااط الصناعي وبناء مؤسسات صناعية تعتمد عليها التنمية ،بحيي يزيد اإلنتاج على االستهالؾ » .
ويرى « ولبرت مور » أف من نتا ج األخذ بالتصنيع على أية مجتمع التالي :
)4الــتــٍــعــٗـي االقتصاد :ٙيعتمد على التخصص ،والطا ة اآللية ،توسع التحار مقابل الري .
)5الــبــٍــا ٞالــدٖــىـٕغسايف :االنفجار السكاني ،والحراؾ الجغرايي الواسع للسكاف.
يا ػػهد اض ػػطرابات وتح ػػوالت سياس ػػية تتعل ػػق بالديمو راطي ػػة ،واجتماعي ػػة تتعل ػػق بالتماس ػػك
)6الــبــٍــا ٞاالدــتــىــاعـ٘:
وباكل األسرة ،لذا يجي إعادة التوازف للمجتمع.
وتتميز بانخفاض إنتاجية الفرد بسبي استخداـ وسا ل إنتاج بدا يػة ،وىيمنػة القطػاع الزراعػي
وعػػدـ تػػوير التكنولوجيػػا ،وعػػدـ تطبيػػق العلػػم الحػػديي ،وشػػيوع ػػيم تقػػاوـ النمػػو ،وص ػراع )1وسسم ٛاجملتىع التكمٗد:ٙ
طبقي وسياسي.
وتختفي ييها أغلي مظاىر المرحلة السابقة ،وتزيد االستثمارات يي النقل والتجارة ،وظهور
المؤسسػات الماليػػة ،وظهػػور بعػض الصػػناعات التحويليػػة ،مػع وجػػود صػراع بػين ػػيم تػػدعو )2وـسسمــ ٛالـتّٗؤ لالٌطالم:
لالنطالؽ و يم تدعو للتقليدية ،مع استمرار زيادة السكاف .
وتظهػػر سػػمات المجتمػػع الحػػديي اجتماعيػػا وا تصػػادياً وسياسػػياً ،وتغيػػي القػػوى المقاومػػة
للتحػػديي ،ويزيػػد اإلنتػػاج واالسػػتثمارات والصػػناعات التحويليػػة ،وظهػػور جهػػاز سياسػػي )3وــــسســـمـــ ٛاالٌـــطــالم:
اجتماعي يوسع من اتجاىات التحديي ويستغل إمكانات االنطالؽ .
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 40
)4وسسمـــــــــــ ٛاالعـــــــــــآ حيي يرتفع الدخل القومي متجػاوزا معػدؿ زيػادة السػكاف ،وتتنػا ص أىميػة بعػض القطاعػات
اال تصادية ،ويزيد اإلنتاج وتتنوع الصناعات الحديثة . ٌــشــــٕ الـــٍـــضـــر:
أو االسػػتهالؾ الجمػػاىيري ،حيػػي يزيػػد اإلنتػػاج ويتنػػوع ،وتزيػػد القػػدرة الا ػرا ية للمػػواطنين
بحيي يستهلكوف الكماليات ،ويتحقق لهم الرياه االجتماعي ،وتنتاػر الخػدمات التعليميػة )5وسسم ٛاالضتّالك الٕفري:
والصحية والترييهية والاماف االجتماعي .
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 41
احملاضس ٚالجاٌٗ ٛعػس :وعٕقات التػري االدتىاع٘
وكدو: ٛ
يالحن مما سبق أف المجتمعات تختل يي مدى استجابتها لعملية التغير االجتماعي وأف عوامل التغير ليست على درجة واحدة
يػي التػػذ ير علػػى المجتمعػػات .وإنمػػا ىنػػاؾ اخػػتالؼ بػػين المجتمعػػات يػػي مػػدى تقبػػل عمليػػة التغيػػر االجتمػػاعي يػػبعض منهػػا يظهػػر
التغير ييو على درجة واسعة وعميقة ،وبعاها يظهر مقاومة شديدة لو ،مما يؤدي الى ضػيقو وسػطحيتو وىػذا االخػتالؼ يعػود الػى
وجود بعض العوا ق التي تتوير يي مجتمع دوف آخر .
ولذلك تكوف عملية التغير غير مرغوبة وتجد مقاومػة لػدى أيػراد المجتمػع وىػذه العوا ػق مختلفػة وعديػدة ،ويمكػن تقسػيمها الػى
أربعة أ ساـ ىي :
كما أف لكل سم من ىذه األ ساـ تندرج تحتو جملة من المتغيرات الفرعية متفاوتة يي تذ يرىا يي عملية التغير االجتماعي .
أٔال :العٕاٟل االدتىاعٗٛ
ىناؾ عوا ق اجتماعية عددية تق أماـ التغيػر االجتمػاعي وتظهػر بوضػوح لػدى المجتمعػات التقليديػة أكثػر منهػا يػي المجتمعػات
الحديثة وأىم العوا ق االجتماعية ما يلي :
يرتبط التغير االجتماعي الى حد كبير بثقاية المجتمػع السػا دة ،يالثقايػة التقليديػة القا مػة علػى العػادات
والتقاليد والقيم بوجو عاـ ،ال تساعد على حدوث عملية التغير االجتماعي بيسر يالعادات والتقاليد التي تميل الى الثبات تقػاوـ
التغير وكل تجديد سواء كاف ماديا اـ معنويا ،وكلما سادت ىذه الثقاية وانتارت كلما كانت المقاومة اشد وأ وى .
ياأليديولوجية المحايظة التي تتبنى يلسفة تقديس القديم على أنو " ليس باإلمكاف أيال مما كاف " تؤدي الى مقاومػة كػل جديػد
،وتسود مثل ىذه المعتقدات خاصة عند كبار السن الذين عاياوا أوضػاعا مختلفػة عػن األوضػاع الحاليػة ممػا يػؤدي الػى الجهػل
بالتجديد والتحديي عامة و ديما يل ":من جهل شي ا عاداه "
و د بػين « وليػاـ أوجبػرف » أف النزعػة المحايظػة عنػد كبػار السػن والميػل للمحايظػة علػى القػديم واسػتاتيكية – بػات – العػادات
والتقاليد كلها متغيرات تقاوـ التجديد المادي والتغير بوجػو عػاـ .مثػاؿ :جػوع الهنػدوس بسػبي تقديسػهم األبقػار ،وكتعطيػل دور
المرأة يي المجتمع مػن شػذنو أف يعيػق عمليػة التغيػر االجتمػاعي يفػي المجتمعػات ذات الثقايػة التقليديػة ترتفػع نسػبة األميػة لػدى
النساء حيي تصل إلى أكثر من %62األمر الذي يحد من ياعلية المرأة وتهمياها يي عملية التنميػة االجتماعيػة ومػن الجػدير
بالذكر أف المرأة يي المجتمعات العربية من الف ة الماطهدة باإلضاية إلى ي ة األطفاؿ والفقراء على حد تعبير ىااـ شرابي.
لطبيعة البناء الطبقي يي المجتمػع األ ػر الكبيػر يػي بػوؿ أو ريػض التغيػر االجتمػاعي يالنظػاـ الصػارـ
للطبقػػات االجتماعيػػة يعيػػق عمليػػة التغيػػر االجتمػػاعي ألف التفاعػػل ييهػػا يكػػوف محػػدوداً نتيجػػة لالنغػػالؽ الطبقػػي يالنظػػاـ الطبقػػي
المغلق يحد من درجة التغير كما ىو يي الهنػد والباكسػتاف ،حيػي أف النظػاـ يحػدد نػوع المهنػة التػي تكػوف مفروضػة علػى ي ػات
معينة يي المجتمع ينظاـ الطبقات يي الهند يحدد المهن التي يجي أف يتبعها أيرادىا وتنتقل بفعل عامػل الورا ػة ولػيس بموجػي
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 42
الكفاءة ويكوف الميل نحو تعزيز الطرؽ القديمة التقليدية وااللتزاـ بها أي أف التماسك الطبقي يحد من عملية التنقػل االجتمػاعي
الذي يكاد يعم يي المجتمعات النامية اليوـ.
تظهر المقاومة للتغير من بل األيراد الذين يخاوف على زواؿ مصالحهم تلػك المصػالح
التي د تكوف يي المكانة االجتماعية أو االمتيازات اال تصادية أو االجتماعية أو غير .ذلك لهذا حينما ياعر أول ك األيراد بذف
امتيازاتهم مهددة بالزواؿ نتيجة للتجديد ،سرعاف مػا تقػوـ المعارضػة ،وأمثلػة ذلػك عديػدة يػي المجتمعػات ( كالطبقػة الرأسػمالية،
واألحزاب السياسية ،والعماؿ اليدويين....الخ.
وتظهػػر المقاومػػة بوضػػوح يػػي ميػػادين عديػػدة يػػي أنمػػاط الحيػػاة المختلفػػة السياسػػية واال تصػػادية والعلميػػة ،وغالب ػاً مػػا تكػػوف ىػػذه
المقاومة نتيجة الجهل والخػوؼ علػى المصػالح المسػتقرة وبطبيعػة الحػاؿ تكػوف المقاومػة ويػة كلمػا تعرضػت تلػك المصػالح إلػى
تغيير كبير .
ثاٌٗاً :العٕاٟل االقتصادٖ: ٛ
تػػذتي مقاومػػة التغيػػر نتيجػػة للعوامػػل اال تصػػادية المختلفػػة ،يالمجتمعػػات تختل ػ ييمػػا بينهػػا حسػػي تنػػوع ىػػذه العوامػػل وبالتػػالي
تختل درجة التغير االجتماعي.
يالتجديػػدات التكنولوجيػػة المسػػتمرة تػػؤدي الػػى التغيػػر السػريع كمػػا ىػػو حػػادث يػػي المجتمعػػات الصػػناعية المتقدمػػة وكػػذلك يػػإف
نااط حركة االختراعات العلمية المستمرة من شذنو أف يؤدي الى سرعة التغير ،وىناؾ متغيرات عديدة تتعلق بالموارد اال تصادية
المتاحػػة ،وبالقػػدرة الاػرا ية للمػػواطنين وغيػػر ذلػػك ،وىػػي عوامػػل تلعػػي دورا مػػؤ را يػػي عمليػػة التغيػػر االجتمػػاعي ومػػن اىػػم ىػػذه
العوامل :
)1زنٕد سسن ٛاالخرتاعات ٔاالنتػافات العمىٗ:ٛ
وذلػػك نتيجػػة النعػػداـ روح االبتكػػار والتجديػػد وتعػػود الػػى عوامػػل يرعيػػة كثيػػرة منهػػا ( :انخفػػاض المسػػتوى العلمػػي ،والمسػػتوى
االجتماعي بوجو عاـ ،وعدـ وجود الحاجة الملحة الدايعة لالختراع ) مع مالحظة اف الاعور بالحاجة وحده ال يكفػي لالختػراع
،إذ ال بد من توير المستوى العلمي والتكنولوجي ،يهناؾ مجتمعات يي أمػس الحاجػة الػى اكتاػاؼ رواتهػا مػن معػادف وبتػروؿ
وغيػػر ذلػػك ،إال أف صػػور المسػػتوى التكنولػػوجي يحػػوؿ دوف االنتفػػاع بهػػذه الثػػروات الطبيعيػػة وغيرىػػا مػػن أجػػل تحقيػػق التغيػػر
المطلوب نحو التقدـ والتنمية ولهذا ال دب مػن تػور الاػروط التكنولوجيػة ،باإلضػاية الػى المنػاخ الثقػايي المال ػم ،لكػي يصػبح
االختراع ممكنا .
ومن البديهي أف شروط االختراع تتطلػي وجػود الاػخص القػادر واإلمكانػات الالزمػة ،والبي ػة االجتماعيػة المال مػة ،يػذي اختػراع
جديد ال يجد طريقة يي المجتمع ،لن يؤدي الى الهدؼ الذي اـ من أجلو ،ولهذا يالذكاء لدى المخترع ال يكفي وحده ما لم
يتوير لو المناخ االجتماعي المال م .والدليل على ذلك أنو تسود أحيانا معتقدات مختلفة داخػل المجتمػع تمنػع انتاػار االختػراع
أو االكتااؼ الجديد ،و د بين (نمكوؼ) أف االختراعات تعتمد على :
ولهػػذا يػػإف القبػػوؿ االجتمػػاعي يعتمػػد علػػى طبيعػػة االختػراع مػػن حيػػي المال مػػة والتكلفػػة ،وعلػػى مكانػػة المختػػرع ،و قايػػة الفػػرد
المستقبل لالختراع ،كل ذلك لو أكبر األ ر يي انتاار االختراع الذي يؤدي بدوره الى التغير االجتماعي .
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 43
ولذلك يإف إتاحة الفرصة أماـ أصحاب المواىي ورعايتهم وتوجيههم يػؤدي لتحقيػق االكتاػايات واالختراعػات العلميػة المتنوعػة
وأف تويير األدوات والمواد الالزمػة مػع معامػل مخبريػة وأدوات تكنولوجيػة وغيػر ذلػك ،مػن شػذنو أف ياػجع البحػي العلمػي ممػا
يزيد يي االختراعات ويعمق يا دتها لدى المجمع .
إف نقص اإلمكانات اال تصادية الالزمة يحوؿ دوف تقدـ االختراعات وبالتالي إعا ة عملية االختراعات
)2التهمف ٛاملالٗ:ٛ
يي كثير من الحاالت يرغي األيراد يي امتالؾ المخترعات التكنولوجية إال اف ارتفاع تكلفتها المالية يحوؿ دوف تحقيق ذلك أي
اف توير الرغبة ال يكفي ،ما لم تتوير القدرة المالية التي تسمح باال تناء .
إف كثيرا من األيراد يرغبوف يي ا تناء اآلالت الكهربا ية والوسا ل المادية الحديي ة ،غير أف عدـ وجود القدرة الماديػة يمنػع مػن
تحقيق تلك الرغبات.
تجاه التجديد بمدى الفا ػدة اال تصػادية المتو عػة منػو ،مػن ناحيػة عامػة ،يكلمػا تحققػت يا ػدة اعلػى كلمػا كػاف ويرتبط المو
اإل باؿ أعم وأشمل ،و د أشار « روجرز » بػذف بػوؿ التجديػد « التغيػر » لػدى الػريفين يػتم إذا تحققػت يا ػدة تتجػاوز % 22
أما دوف ذلك يال يؤخذ بالتجديد من ناحية عامة .
)3ذلدٔدٖ ٛاملصادز االقتصادٖ:ٛ
بحيي يعيق ذلك عملية التغير االجتماعي ،يالمجتمعات التي ال تتوير ييها الثروة المعدنية الو البترولية أو الطبيعيػة ،ال تحػدث
ييها تغيرات اجتماعية كبيرة ،بسبي لة التراكم الرأسمالي وانخفاض معدؿ االستثمار بها .
مػػا سػػبق ىػػو بخػػالؼ الوضػػع يػػي المجتمعػػات الصػػناعية المتقدمػػة ،ذات المػػوارد اال تصػػادية العاليػػة التػػي تقػػود عمليػػة التغيػػر
االجتماعي وتجعلو يي غاية السهولة .
-أنو ا تصاد تقليدي :من حيي اآلالت و لة اإلنتاج .
-أنو ا تصاد تابع :بمعنى أنو يعتمد على االستيراد من الخارج ،بسبي عدـ كفاية إنتاجو.
-يتميز با تصاد الاركات المتعددة الجنسيات التي تخدـ مصالحها الخاصة ،وتصدير أرباحها الى خارج البلد النامي ...الخ.
وعموما يؤدي نقص الموارد اال تصادية الى محدودية عملية التغير االجتماعي .
ثالجاً :العٕاٟل اإلٖهٕلٕدٗ: ٛ
للبي ة الطبيعية ( اإليكولوجيا ) تذ ير واضح على المجتمعات سواء أكاف إيجابيا أـ سلبيا ،يالبي ة الطبيعية من مناخ وسهوؿ وجباؿ
وانهار وحرارة وبرودة ...الخ ،تؤ ر يي تكوين حاارة المجتمعات .يالحاارات البابلية واآلشورية والفراعنة امت حػوؿ المنػاطق
الغنيػػة ،خاصػػة حػػوؿ ضػػفاؼ نهػػر النيػػل أو يػػي الهػػالؿ الخصػػيي .يكػػاف ليسػػر الحيػػاة وغناىػػا األ ػػر الكبيػػر يػػي إ امػػة الحاػػارات
السابقة وغيرىا.
وعلى العكس يقد كاف شػح المػوارد الطبيعيػة دور يػي إعا ػة عمليػة التغيػر االجتمػاعي ،وبنػاء حاػارة كبيػرة ،يالعزلػة الطبيعيػة التػي
تعياػػها المجتمعػػات نتيجػػة إلحاطتهػػا بالصػػحراء أو بمنػػاطق جبليػػة وعػػرة المسػػالك ،أعػػاؽ ذلػػك مػػن اتصػػاؿ المجتمػػع بغيػػره مػػن
المجتمعات األخرى.
يللعزلة ووعورة الطرؽ والطبيعة باإلضاية الى عوامل ا تصادية وسياسية يي المقاـ الثاني دور يي اختالؼ بعض المجتمعات
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 44
المتجاورة يي التغير االجتماعي والحاارة.
لكن بدأت تذ ير وطذة الطبيعة على تغير بعض المجتمعات خاصة بعد ورة المواصالت والتقدـ التكنولوجي وغيره.
وتلعػػي العوا ػػق اال تصػػادية مػػع عوامػػل أخػػرى دوراً يػػي تكػػوين االنغػػالؽ الطبقػػي ،والػػى بػػات العػػادات والتقاليػػد ،وركػػود حركػػة
االختراعات والتجديد وما الى ذلك .
وانطال اً مما سبق تكوف عملية التغير االجتماعي بطي ة وغير واعية ،وبالمقابل يإف سهولة اتصاؿ المجتمع بغيره من المجتمعات
األخرى ،يؤدي الى تفاعل اجتماعي واسع ،وىذا ما يطلق عليو عملية ( االنتاار الثقايي ).
زابعاً :العٕاٟل الطٗاضٗ: ٛ
المجتمعػػات أوضػػاعا سياسػػية متباينػػة ،بحيػػي تػػؤ ر تلػػك األوضػػاع يػػي عمليػػة التغيػػر االجتمػػاعي إيجابيػػا وسػػلبياً .ويمكػػن تعػػي
تقسيم العوا ق السياسية الى سمين ( :عوا ق سياسية داخلية ،و عوا ق سياسية خارجية ) .
أٔالً :العٕاٟل الطٗاضٗ ٛالداخمٗٔ ،ٛوٍّا :
)1ضعف األٖدٖٕلٕدٗا التٍىٕٖ: ٛ
تخاػػع عمليػػة التغيػػر للسياسػػة الداخليػػة للدولػػة لأليػػديولوجيا التػػي تتبناىػػا الدولػػة .ياأليػػديولوجيا غيػػر الواضػػحة أو المتػػرددة ،
تنعكس على السياسة والنهج التنموي للدولة ،يخطط التنمية تصاغ يي اطار أيديولوجي سياسي ،إعداداً وتطبيقاً واشرياً .
وعػػدـ أخػػذ بعػػض السياسػػات بػػالتخطيط التنمػػوي واالجتمػػاعي ،يػػؤدي الػػى بػػطء التغيػػر ،وذلػػك لقصػػور ادراؾ بعػػض السياسػػيين
لعماية التنمية ،أو لعدـ وضوح األيديولوجيا التنموية لديهم .
)2تعدد الكٕوٗات ٔاألقمٗات داخن اجملتىع:
حيي أف أي تغير اجتماعي د يتعرض مع مصالح بعض القوميات أو األ ليات يي المجتمع ،مما يجعلهم يعارضوف يكرة التغيػر
يي حين أف المجتمعات المتجانسة تكوف عملية التغير ييها أيال وأسهل ،بسبي تقبل عملية التغير االجتماعي.
)3عدً االضتكساز الطٗاض٘:
بحيي يؤدي الى صرؼ جهود الدوؿ الى إعادة استتباب األمن ،وتنمية المجتمع .كما أف عػدـ االسػتقرار السياسػي يػؤدي الػى
ىجرة العقوؿ المبدعة نحو الخارج ،مما يحرـ بلدانهم من جهودىم ،أو د تكوف داخل بلدانهم لكن كقوى معطَّلة ،ال تسهم
يي تحقيق التغير االجتماعي .
ثاٌٗاً :العٕاٟل الطٗاضٗ ٛاخلازدٗ :ٛوىي يي الغالي مفروضة من خارج المجتمع ومنها :
)1الطٗاض ٛاإلوربٖالٗ(ٛاالضتعىازٖ:)ٛ
مػػن المعلػػوـ أف القػػوى االسػػتعمارية تحػػارب كػػل تغيػػر إيجػػابي يػػد يحػػدث يػػي البلػػداف التػػي تسػػتعمرىا ،كمػػا أف تلػػك القػػوى
االستعمارية تفرض سياسة تتالءـ مع وجودىا ،وىي سياسات تنا ض مصػالح الاػعوب المقهػورة ،ىػذا ياػال عػن يػرض قايتهػا
وحاارتها ،والعمل على تفر ة أبناء المجتمع ،وإ ارة الحروب الداخلية األمر الذي يعيق عملية التغير االجتماعي.
)2احلسٔب اخلازدٗ:ٛ
يػالحروب الخارجيػػة تسػػتنزؼ مػػوارد ماديػػة ىا لػػة يكػػوف المجتمػػع يػػي حاجػػة ماسػػة إليهػػا مػػن أجػػل إحػػداث التنميػػة .باإلضػػاية الػػى
تدمير الحروب الموارد البارية والماديػة ،ممػا يػدخل البػداف المتحاربػة يػي ماػاكل اجتماعيػة وا تصػادية ،تاػغلها عػن النهػوض
بمستوى معياة أيرادىا ،وتقود تلك البلداف الى التخل يي نهاية األمر.
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 45
احملاضس ٚالجالج ٛعػس :التػري االدتىاع٘ يف اجملتىع الطعٕدٙ
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 46
ثاٌٗ ًا :التػريات يف دلاه التعمٗي :
مجػػاؿ التعلػػيم الحكػػومي :بػػذلت حكومػػة المملكػػة العربيػػة السػػعودية جهػػودا كبيػػرة للنهػػوض بقطػػاع التعلػػيم ،يفػػي السػػابق لػػم يكػػن
للتعلػيم الرسمي وجود يذكر ،عػالوة على تفاي األمية باكل خطير يكاد ال يكوف لو نظير يي أي مكػاف آخػر ،ولػم يكػن سػكاف
المملكة الذين حصلوا يي ذلك الو ت على سط من التعليم الرسػمي الحػديي يعػدوف باػع م ػات ،ومػع بدايػة األربعينيػات مػن
القرف الماضي ،بدأ االىتماـ بقطاع التعليم بإنااء المدارس ونارىا يي مختل مناطق المملكة ومدنها وىجرىا.
أما التعليم الجامعي يقد انطلقت إشارتو األولى بكلية الاريعة يي مكة المكرمة م كلية الاريعة يي الرياض ػم كليػة اللغػة العربيػة
يػي الريػػاض ،ويػي عػػاـ 2624ـ بإناػػاء جامعػة الملػػك سػػعود ،ػم تزايػػد االىتمػػاـ بػالتعليم العػػالي يػػي المملكػة العربيػػة السػػعودية
و فػز فػزات ىا لػة ،بلغػػت ذروتهػا يػػي العػاـ 2102ىػػ ،وكػاف مػػن أبػرز مظاىرىػػا :زيػادة عػػدد الجامعػات ،وزيػػادة أعػداد الطػػالب
والطالبات.
وال شك أف ىذا التطور السريع يي مجػاؿ التعلػيم كانػت لػو آ ػار كبيػرة يػي حيػاة المجتمػع بعػد ذلػك وأدى إلػى حػدوث عػدد مػن
التغيرات منها :
-برزت على السطح ظاىرة الهجرة إلى المدف ،يانسحبت نسبة كبيػرة مػن العػاملين يػي طاعػات الزراعػة والرعػي إلػى العمػل
الوظيفي واإلداري والمهني يي المدف والمصانع الكبرى .
-أحدث التعليم تغيراً ملحوظاً يي أوضاع المرأة سواء يي نظر المجتمع أو يي نظرتها لنفسها ،يذصبحت المػرأة بعػد التعلػيم
وة عصرية و وة ا تصادية عن طريق نزولها إلى ميداف العمل وتزايد درتها على اإلسهاـ يي ميزانية األسرة .
-كمػػا أف التعلػػيم ػػد أيػاد المجتمػػع السػػعودي مػػن ناحيػػة درتػػو علػػى التعامػػل المباشػػر مػػع مسػػتحد ات العصػػر يػػي مجػػاالت
العمل واإلنتاج والتقنية .
ثالج ًا :التػريات االقتصادٖ ٛبعد انتػاف البـرتٔه :
مع اكتااؼ البتروؿ يي المملكة العربية السعودية وإنتاجو ا تصادياً بكميات كبيرة أمكن التمييز بػين مػرحلتين مػن مراحػل التطػور
يي المملكة العربية السعودية ؛ مرحلػة مػا بػل البتػروؿ ،ومرحلػة مػا بعػد البتػروؿ ،لقػد كػاف الكتاػاؼ البتػروؿ وإنتاجػو ا تصػادياً
آ ػػار مهمػػة جػػداً سػػواء اجتماعيػاً أو ا تصػػادياً أو سياسػػياً ،ويمكننػػا القػػوؿ دوف مبالغػػة :إف التعلػػيم وظهػػور البتػػروؿ كانػػا وراء ىػػذه
االنطال ػػة التنمويػػة الكبيػػرة يػػي أرجػػاء المملكػػة العربيػػة السػػعودية ،لقػػد كانػػت التنميػػة اال تصػػادية واالجتماعيػػة ىمػػا الركيػػزة التػػي
اعتمدت عليها حكومات المملكة المتتابعة منذ ظهور الدولة السعودية على يد مؤسسها األوؿ الملك عبد العزيز يرحمو اهلل إلػى
و تنا الحاضر .
لقد تطور ا تصاد المملكة من مجرد ا تصاد يعتمد يي نسػبة كبيػرة جػداً مػن مػوارده علػى بعػض الرسػوـ والمنتجػات الداخليػة إلػى
ا تصاد بترولي وي ادر على منح التنمية
اال تصادية ديعة وية تعمل على التقدـ يي جميع المجاالت من خالؿ خطط علمية للتنمية ،والوا ع أف عا د البتروؿ كاف أساس
التنميػػة يػػي المملكػػة العربيػػة السػػعودية ،بػػل إف ميزانيػػات خطػػط التنميػػة التػػي كانػػت تعتمػػدىا الحكومػػة السػػعودية خػػالؿ المراحػػل
السابقة كانت تتناسي طردياً مع عوا د البتروؿ خالؿ مراحل الخطط .
تنسيق :أبو فيصل KFU ،،، ( مكتبة صدى احلروف بالسويدي ) ،،، التغيري االجتماعي د /فهد اخلريف 47
-ىجرة األيدي العاملة والسكاف من الري إلى المدينة ،وزيادة االزدحاـ يي المػدف ،وارتفػاع االسػتهالؾ التريػي (التفػاخري)
وزيػػادة االعتمػػاد علػػى االسػػتيراد مػػن الخػػارج ،وبػػروز ظػػاىرة العمالػػة الوايػػدة ،بمػػا ػػد يكػػوف لهػػا مػػن آ ػػار جانبيػػة ػػد تاػػر
بمستقبل البالد لو لم تتدارؾ بتويير عمالة وطنية مدربة واالعتماد على أبناء البالد الموجودين بها بصفة دا مة.
-زيادة األىمية النسػبية إلػى منطقػة الخلػيج ممػا جعلهػا منطقػة مهمػة يػي نظػر عػدد مػن دوؿ العػالم الػذي يعتمػد يػي ا تصػاده
على البتروؿ.
-زيادة الرياىية لجميع ي ات المجتمع ودعم االستقرار االجتماعي يي مواجهة التغيرات االجتماعية السريعة .
-عوا د البتروؿ مكنت الحكومة السعودية من االنطالؽ بسرعة وبقوة لتحقيػق التنميػة اال تصػادية ،وتوسػيع القاعػدة اإلنتاجيػة
عن طريق تحويل اال تصاد من معتمد على البتروؿ يقط إلى معتمد على موارد أخرى .
زابعاً :البٍا ٞاملّين ٔاحلساك االدتىاع٘ :
-تغيرت التركيبة المهنية باكل جذري ألبناء البالد .
-إتاحة الفرصة لكثير من أبناء البالد من التقدـ يي السلم الوظيفي نحو المراكز العليا .
-تغير نمط اإلنتاج الزراعي .
-ظهرت ي ات وشرا ح اجتماعية جديدة يي المجتمع .
-تغيرات يي شبكة العال ات االجتماعية وظهور بعض القيم والمفاىيم الجديدة و اند رت بعض العادات والقيم التقليدية .
خاوطاً :تػري الٍعاً الكساب٘ :
القبيلة أو العايرة جزء من مهاـ الدولة. -أصبحت كثير من وظا
-تقلصت دا رة النظاـ القرابي .
-تقلص شكل األسرة الممتدة البسيطة وبرزت األسر الزواجية.
-انتارت ظاىرة الزواج بين السكاف من مختل مناطق المملكة .
ضادضا :الٍطل الرتٔحي٘ :
-يقاي الاباب السعودي أو ات الفراغ يي لعي كرة القدـ ،ومااىدة التلفاز ،والرحالت البرية.
-أما الفتاة السعودية تنتهج سياسة تاييع الو ت باستخداـ الهات ،أو مااىدة التلفاز ،أو للخػروج لألسػواؽ باػكل متكػرر
بدوف حاجة.
-أمػػا المسػػنوف يػػإنهم يعػػانوف مػػن الف ػراغ ،وأنػػو يوجػػد مكػػاف واحػػد بالمملكػػة للتػػرويح عػػن المسػػنين ىػػو مركػػز األميػػر سػػلماف
االجتماعي بمدينة الرياض .