Professional Documents
Culture Documents
قبل اإلستعمار األوروبي كان باإلمكان للهوتو أن يتحول إلى توتسي و العكس عبر امتالك عدد معين من األبقار
لكن األوربيين منعوا هذا األمر عبر إصدارهم لبطاقات الهوية
ظهرت األفكار اليسارية و اإلشتراكية في البالد فتبناها الهوتو ألنهم كانوا يرون أنفسهم مظلومين فاندلعت ثورة وصفت بالثورة
.اإلجتماعية الزراعية أدت إلى سقوط الملكية و قيام الجمهورية بقيادة حزب انعتاق الهوتو
و بسبب فشل الحزب الحاكم في تطبيق أفكاره اتجه إلى لوم التوتسي في إخفاقته و جعلهم أكباش فداء و أندلعت الحرب ما بين الهوتو
.و التوتسي ألول مرة و أدت الحرب إلى هزيمة التوتسي و فرار 100000منهم إلى دول جوار رواندا
كانت الحكومة تضطهد افراد التوتسي وتحرمهم من فرص التعليم والوظائف .فقائمة الوظائف التي يستطيع التوتسي شغلها محدودة
وضيقة ،كانوا محرومين من التعليم العالي وممارسة السياسة ونشأ جيل من التوتسي المنفيين كمواطنين من الدرجة الثانية
و هؤالء الفارون نظموا أنفسهم ضمن ما أطلق عليه الحبهة الوطنية الرواندية للقيام بثورة مسلحة ضد الهوتو حظي المتمردون
بالدعم األوغندي ظاهريا لكن حقيقة كانوا المتمردون مدعومين أمريكيا فواشنطن كانت تعادي حكومة رواندا بسبب والئها لفرنسا
استطاع الثوار الهوتو التقدم و السيطرة على مناطق شاسعة من رواندا و اقتربوا من العاصمة فلجأت الحكومة الى طلب المساعدة
من بلجيكا و فرنسا للتصدي لهم فاستجابت فرنسا و قدمت الدعم المطلق للحكومة المسيطر عليها الهوتو ما مكنها من القيام بحملة
مضادة ضد التوتسي و تحقيق انتصارات عليهم ما دفعهم لتخلي عن االراضي وقيادة حرب عصابات ضدهم كان يقودها ( بول
كيغامي ) تسببت في خسائر واسعة للجيش الحكومي ما دعى الحكومة الرواندية للموافقة على عقد اتفاق سالم معهم عرف اإلتفاق
.باسم اتفاق أروشا يهدف اإلتفاق إلى تشكيل حكومة انتقالية في 1993م
كان هذا اإلتفاق محل رفض استهجان و رفض من الهوتو ألنه منح التوتسي ألغيت منهم فاتجهت وسائل اإلعالم لتشويه اإلتفاق و
كانت صحيفة كنغورا األسبوعية بوق الفتنة الرئيس حيث ساهمت في التحريض على كراهية وقتل جماعة التوتسي ،فقد قامت
الصحيفة على سبيل المثال بنشر مقال عنصري شهير بعنوان "الوصايا العشر للهوتو"يدعو لمطاردة وقتل التوتسي
و لم يتم منع وسائل اإلعالم أو إيقافها عن التحريض و كأن جهة ما كانت تعدها لمخطط كبير و أرسلت األمم المتحدة قوات حفظ
سالم محدودة قامت بنزع السالح من ميلشيات الهوتو و من ميلشيات التوتسي بحجة إحالل السالم و كان ذلك جزء من المؤامرة
على الروانديين فمليشيات الهوتو لم يتم نزع أسلحتها الفرنسية بحجة أنها تابعة للجيش و تم نزع أسلحة التوتسي و في 6أبريل
،1994أطلق مهاجمون مجهولون صاروخا على طائرة الرئيس الراوندي جوفينال هابياريمانا الذي ينتمي إلى الهوتو فتسبب
الصاروخ في سقوط الطائرة و اغتيال الرئيس فاعتبر الهوتو أنهم في حل من اإلتفاق فانطلقوا في غارات دموية تسببت في قتل أكثر
من 500ألف من التوتسي وسط تواطئ واضح من األمم المتحدة و البعثة األممية التي تركت ميلشيات الهوتو تقتل التوتسي لمئة يوم
و انشغلت بإجالء الرعايا األجانب من البالد في الوقت ،الذي كان يقتل فيه آالف الروانديين في كيغالي ( عاصمة رواندا ) وغيرها
من المناطق ،قامت القوات الخاصة البلجيكية والفرنسية بإخالء حوالي 3500من األجانب ،الذين كانوا يعيشون في رواندا .و عندما
هرب المدنيون الفارون من التوتسي و الذوا بمقرات القوات األممية التي تركت الهوتو يقتلونهم بالفؤوس داخل مقراتها دون تدخل
بل في بعض الحاالت المرصودة كان الجنود األممين الخائفين من متطرفين الهوتو يقومون بتسليم سالحهم لمليشيات الهوتو كما فعل
الجنود البلجيكيون مقابل عدم التعرض لهم بأذى و من شدة بشاعة و عنف القتلة الهوتو فإن أعداد واسعة من التوتسي التي لجأت إلى
مقر القوات الدولية ناشدت هذه القوات إن كانت عاجزة عن حمايتها أن تقتلهم باألسلحة النارية التي معهم و ال يتركونهم يموتون
.تحت فؤوس الهوتو المتطرفين
حتى الكنائس لم تكن مأوى آمنا للهاربين من التوتسي ،حيث قتل حوالي 4000من الرجال والنساء واألطفال في كنيسة بالقرب من
كيغالي ،وذلك باستخدام الفؤوس والسكاكين والمناجل
قتل المتطرفون الهوتو عشر جنود بلجيكيين من البعثة األممية في محاولة لمحاكاة التجربة الصومالية حيث تسبب قتل الصوماليين
لجنود القوات األممية بانسحاب قوات حفظ السالم األممية فانسحب الجنود البلجيكيون و ازداد انكشاف ظهر المدنيين التوتسي أمام
الهجمات المنظمة التي كان يشنها متطرفوا الهوتو
مئات اآلالف من القتلى سقطوا و لم تدخل القوات األممية لحماية المدنيين وسط اتهامات أطلقت لهم أنهم يفعلون ذلك بإيعاز من
.فرنسا الداعم الرئيسي للهوتو التي تريد القضاء على هذا التوتسي الذين تمردوا على الفرانكفونية و تحالفوا مع األمريكيين و أوغندا
يتحدث قائد قوات البعثة األممية في رواند الجنرال الكندي روميرو دالير أنه كان يعلم من يناير 1994م بوجود مخطط إلبادة
التوتسي و رغم أنه أبرق عدة مرات لرؤسائه في نيويورك لكنهم ردوا عليه بأن يبلغ الرئيس الرواندي بمخططات اإلبادة و أنه ال
توجد خطط للتدخل في رواندا فاألمم المتحدة ال تريد صوماال جديدا و عندما بدأت األحداث في أبريل 1994فإن األمم المتحدة
!!! كانت تعتم على ما يحدث في رواندا ثم أعلنت بعد ذلك عن انهيار إطالق النار
رغم أن الذين كان يحدث في رواندا كان مذابح بالفؤوس من طرف واحد هم الهوتو
المفاجئ أنه في 21أبريل و بعد أيام من بداية مجازر الهوتو بحق التوتسي اجتمع مجلس األمن الدولي ليقرر تخفيض أعداد قوات
حفظ السالم الدولية من 2500ة جندي إلى 270جندي في فضيحة و عار تاريخي يقول الجنرال روميو دالير قائد القوات األممية
أن رواندا لم تكن لها نفس القيمة اإلستراتيجية ليوغسالفيا لذلك تركها المجتمع الدولي و أهملها
تم ترك التوتسي يذبحون لمدة 13أسبوعا ثم تدخلت األمم المتحدة بعد أن استطاع التوتسي قلب المعادلة على الهوتو و تحقيق
انتصارات عليهم و إسقاط الحكومة التابعة للهوتو ففي 18يوليو /تموز 1994أعلن الجنرال بول كاغمي عن نهاية الحرب ضد
.القوات الحكومية .وذلك بعد أن سيطر المتمردون على العاصمة والمدن الرئيسية األخرى .بعدها قاموا بتشكيل حكومة مؤقتة
هرب المجرمون الذين ارتكبوا اإلبادة الجماعية إلى الكونغو حيث وفرت لهم األمم المتحدة مخيمات الالجئين ليتم محاولة تسويقهم
!!! كضحايا من اإلعالم الفرنسي و يدين البابا العنف من جميع األطراف
ثم اعترفت الواليات المتحدة بحدوث اإلبادة الجماعية و اعتذرت عن تباطئها في التدخل و انضمت رواندا إلى دول الكمنولث
البريطاني انتقاما من فرنسا رغم أنها لم تكن تحت التاج البريطاني
أعطى وجود القوات األممية للروانديين إحساسا زائفا بالحماية أثبت الواقع عدم صدقيته فهذه القوات كانت عاجزة ألنها كانت
محكومة بمصالح الدول الكبرى و كانت مصلحة فرنسا هي في دعم ميلشيات الهوتو و لوال اعترافات الواليات المتحدة و قائد البعثة
األممية لكانت اإلبادة التي تمت في رواندا محل رفض و انكار
رغم أن القوات األممية كانت منتشرة في رواندا تحت الفصل السابع فإنها لم توقف الحرب و لم تمنع اإلبادة الجماعية و لم تنهي
األزمة الرواندية بل الذي أنهى هذه األزمة هو انتصار التوتسي في الحرب بقيادة بول كيغامي
المليشيات المجرمة هربت و وجدت مخيمات لجوء في دول جوار رواندا و يعتقد أنها تلقت و تتلقى حتى اليوم دعما فرنسيا و في أي
.لحظة قد تعود لمهاجمة رواندا من أجل نصالح فرنسا
رغم وجود البعثة األممية في رواندا تحت الفصل السادس بعد نهاية الحرب األهلية فإن رواندا الزالت دولة استبدادية و حكامها
الجدد التوتسي بقيادة بول كغامي يقمعون بعنف أي محاوالت لإلصالح الديمقراطي
حققت رواندا بعض المكاسب اإلقتصادية بفضل البعثة األممية لكنها مكاسب هشة و ترجع بسبب رئيسي للمكايدات األمريكية
البريطانية لفرنسا لكن شبح الحرب األهلية يلوح في األفق ما دامت ميلشيات الهوتو في أطرافها تتلقى الدعم الفرنسي