You are on page 1of 3

‫الثقافة والصحة والمرض‬

‫كما أسلفنا هناك ارتباط وثيق بين وعالقة مباشرة وتأثيرات متبادلة ما بين الثقافة وقضيتي الصحة والمرض‬
‫وهي من خالل النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬للثقافة دور كبير في الوقاية من األمراض وكيفية التعامل مع األمراض من خالل المعلومات والمعرفة‬
‫بقضايا الصحة والمرض ومن هنا يمكننا تفضيل الفرد المثقف وخاصة اجتماعيا ً وصحيا ً على الفرد الجاهل‬
‫األمي في المجاالت االجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫‪ -2‬نظراً لألهمية الوظيفية لألعضاء البيولوجية والفيزيائية وخطورة اإلصابة بأجزاء معينة في الجسم أكثر‬
‫من غيرها فأننا نفضل أو نركز على العناية أوالً باألمراض التي تصيب األجزاء أو األعضاء الحساسة في‬
‫الجسم كالعين والقلب مثالً والتي تلقى العناية أكثر من األطراف أو الجلد‪.‬‬
‫‪ - 3‬اللجوء للطب الشعبي له مساوئه الكثيرة فالنسق الطبي وبرامج الصحة العامة تفضل االستشفاء في الطب‬
‫الرسمي لنجاعة األدوية والعالجات لوجود ثقافة صحية لدى الفرد المراجع للطب الرسمي ومثال ذلك مراجعة‬
‫الريف والبادية لالستشفاء بالطب الرسمي‪.‬‬
‫‪ -4‬نظراً لجهل بعض األفراد بالثقافة الصحية فإن برامج الصحة العامة تفضل وتبدي وتركز على هذه الفئة‬
‫من الغير مثقفين صحيا ً وتضعهم ضمن أولوياتها وأهدافها في توزيع الخدمات الصحية والوقائية نظراً لعدم‬
‫ثقافتها الصحية وجهلها بأمور الصحة العامة والوقاية من األمراض ‪.‬‬
‫‪ - 5‬للثقافة دور كبير في عدم انتشار األمراض المعدية والوبائية لحرص المثقفين وسالمة إجراءاتهم الوقائية‬
‫عن طريق العزل والحجر مما يعطي دعما ً للصحة العامة وعدم انتشار األمراض بين أفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪ -6‬سهولة التعامل وخاصة النسق الطبي مع المثقفين صحيا ً اللتزامهم بالتعليمات ومعرفتهم بأهمية التوصيات‬
‫والتعليمات الطبية التي يصدرها المستشفيات ‪ -‬المراكز الصحية – األطباء – الممرضين‪.‬‬
‫‪ -7‬للثقافة دور كبير في توفير الجهد والمال والوقت على المؤسسات الصحية وذلك لاللتزام واحترام أعضاء‬
‫النسق الطبي والعالقات االجتماعية الطبية التي تنشأ بين المثقفين والنسق الطبي‪(.‬وهذه نقطة مهمة )‬
‫‪ -8‬للثقافة دور كبير في نقل ثقافة مجتمعية لألفراد عن طريق ثقافة األشخاص وذلك بنقل عادات وتقاليد وقيم‬
‫وأعراف إيجابية في التعامل مع األمراض وثقافة صحية إيجابية ووقاية من األمراض المختلفة‪.‬‬
‫‪ - 9‬للثقافة دور كبير في تأسيس وخلق مجتمع مثقف قادر على التعايش مع األزمات وقادر على التطور‬
‫والتقدم التكنولوجي واالجتماعي واالقتصادي إيجابي التعامل وله ميزة الثقافة التي تزيد من قدرته على‬
‫التطور والنمو والعطاء‪.‬‬
‫‪ -10‬للثقافة دور كبير في تحديد نمط السلوك المرضي لدى األفراد لماذا؟ ألن السلوك الفردي لألفراد ناتج من‬
‫شخصية الفرد وتقاليده وعاداته وقيمه وهذه تعتبر من الثقافة العامة للفرد وبالتالي يتحدد سلوك المرض تبعا ً‬
‫لهذه العوامل ‪.‬‬

‫الثقافة وسلوك المرض‬


‫السلوك هو‪ :‬كل تصرف أو عمل أو إجراء أو فعالية أو تدبير يقوم به الفرد للتعبير عن شخصيته وثقافته‬
‫وأهدافه وحاجاته القصد منه إشباع حاجة فردية أو تعبير عن شخصية أو دالالت عقلية أو امتالك ثقافة معينة‬
‫والسلوك يكون فرديا ً وعند االلتزام بعادة أو تقليد أو عرف معين بسلوك فردي معين يصبح هذا السلوك جزء‬
‫من ميزات وخصائص المجتمع‪.‬‬

‫يقصم السلوك إلى قسمين‪:‬‬


‫أ) السلوك اإليجابي الحضاري الفعال الذي يسلكه الفرد ضمن الجماعة وهذا بالطبع هو المألوف في المجتمع‬
‫والمتعارف عليه وهو الذي يجب أن يكون في المجتمع الحضاري المتمدن المتطور‪.‬‬
‫ب) السلوك السلبي الغير حضاري الهدام الذي يسلكه الفرد خارج عن نطاق ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده‬
‫نظراً لوجود مشاكل نفسية أو عقلية أو عصبية أو اجتماعية في حياة الفرد مما يجعل سلوكه غير منتظم‬
‫وغير سوي أي شاذ عن القاعدة التي وضع قواعدها المجتمع‪.‬‬

‫المحاضرة الثامنة‬

‫أنواع السلوك تنقسم إلى قسمين‪:‬‬


‫‪ -1‬السلوك المتوازن ‪ :‬يكون وراثيا ً في أغلب األحيان مثل القدرات العقلية المتميزة وهي النضج واإلنسان‬
‫يفطر على هذا السلوك‪.‬‬
‫‪ -2‬السلوك المتعلم والمكتسب من التعليم والبيئة المحيطة وهو سلوك يكتسبه اإلنسان نتيجة التعلم أو التعامل‬
‫مع المجتمع المحيط سواء في األسرة أو المدرسة أو المجتمع‪.‬‬

‫مقارنه بين البيئات الجغرافية والطبقات االجتماعية من ناحية ثقافية وتأثيرها على سلوك المرض ‪.‬‬
‫الريف والبادية‪:‬‬
‫‪ -1‬يكون االستشفاء واللجوء إلى الطب الشعبي كسلوك مرضي‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم المراجعة لالستشفاء إال بعد فترة من اإلصابة بالمرض‪.‬‬
‫‪ -3‬اللجوء إلى الطب الرسمي بعد الفشل في االستشفاء لدلى الطب الشعبي وظهور األعراض الخطيرة وتفاقم‬
‫اإلصابة بالمرض ‪.‬‬
‫‪ -4‬يتصف المصاب في الريف والبادية بكبرياء النفس بحيث أنه ال يتشكى وال يتألم وهو يعتبر الشكوى واأللم‬
‫منم عالمات ضعف الشخصية وعدم الصبر على األلم‪.‬‬
‫‪ -5‬يعتبر أن الشكوى لغير هللا مذلة فهو دائم الدعاء واالستغفار من أجل طلب الرحمة والشفاء من هللا تعالى‪.‬‬
‫‪ -6‬مطيع ودمث في التعامل مع النسق الطبي ويتعامل معهم بخجل وحياء واحترام‪.‬‬
‫‪ -7‬مطيع في التعليمات والنصائح الطبية بحيث يطبقها بحذافيرها دون نقصان أو زيادة أو نقاش‪.‬‬
‫‪ -8‬ال يسأل كثيراً يسمع أكثر من أن يتكلم فهو مستمع جيد للتعليمات والنصائح‪.‬‬
‫‪ -9‬تملكه نوع من الرهبة والقدسية في قضية التعامل مع األطباء والمعالجين ‪.‬‬
‫‪ -10‬ثقافته المجتمعية تجعله منفذ للعادات والتقاليد والقيم واألعراف بحيث يؤمن بالقضايا الروحانية كالقضاء‬
‫والقدر‪.‬‬
‫‪ -11‬يشكر هللا دوما ً على كل حال ويتمسك بالشعائر والطقوس الدينية ‪.‬‬
‫الحضر‪:‬‬
‫‪ -1‬عند الشعور األولي لوجود أعراض مرضية يلجأ إلى الطب الرسمي مباشرة دون تأجيل‪.‬‬
‫‪ -2‬الخوف واالضطراب وعدم انتظام نفسيته أثناء المرض ‪.‬‬
‫‪ -3‬كثير السؤال غير منتظم‪.‬‬
‫‪ -4‬كثير الشكوى واألنين والتذمر من أعراض المرض ‪.‬‬
‫‪ -5‬كثير الشكوى على الخدمات الطبية والخدمات والمرافقة كالضجيج ونوعية األغذية أو زيارة أهلي المرضى‬
‫والنظافة وسلوك النسق الطبي‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -6‬ال يستجيب بالقضايا الروحانية أو الدينية دوما وإنما أحيانا حسب بيئته االجتماعية ومقدار التدين لديه‪.‬‬
‫‪ -7‬يتباهى بمعرفة األطباء والنسق الطبي ويتباهى أنه يمتلك عالقات اجتماعية مع األطباء تجعله ذو‬
‫خصوصية في التعامل والعالج‪.‬‬
‫‪ -8‬يهمه مكان االستشفاء واألخصائيين الذين يعالجونه أكثر من نجاعة العالج أو نجاحه‪.‬‬
‫‪ -9‬يوهم األطباء أنه ال يزال يعاني من المرض لتقوية فرص حصوله على إجازات مرضيه طويلة أو تغيير‬
‫وظيفة بأخرى في عملة‪.‬‬
‫‪ -10‬يتصف بتجاهله للمرضى وأولياء أمورهم الذين يشاركونه الغرف أو العالج‪.‬‬
‫‪ -11‬ثقافته االجتماعية ال يتقيد بها ويشعر أنه متخلف إذا مارسها أو أدخل سلوك المرض فيها‪.‬‬

‫مقارنة بين الذكر واألنثى وتأثير كل منهما على السلوك المرضي‪:‬‬


‫الذكر‪:‬‬
‫‪ -1‬يلتزمون بتعليمات وتوصيات النسق الطبي‪.‬‬
‫‪ -2‬أكثر استجابة لنصائح األطباء وطرق االستشفاء‪.‬‬
‫‪ -3‬أكثر احتراما ً للنسق الطبي‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم التألم واألنين نظراً لكونه رجالً يتصف بالصالبة والشدة‪.‬‬
‫‪ -5‬االلتزام باألوقات والتعليمات الطبية والعالجية‪.‬‬
‫‪ -6‬ثقافته النوعية تمنحه التحمل والصبر‪.‬‬
‫‪ -7‬ال يتكلم كثيراً عن مرضه وهو كتوم في شأن النتائج المترتبة عن المرض ‪.‬‬
‫‪ -8‬ال يتدخل في الشؤون التقنية والوظيفية التي يتخذها الطبيب‪.‬‬
‫‪ -9‬االهتمام بمرضه دون النظر لألمور والقضايا الجانبية األخرى ‪.‬‬
‫‪ -10‬ال يناقش النسق الطبي في عملهم أو تعليماتهم أو طرقهم في العالج‪.‬‬
‫األنثى‪:‬‬
‫‪-1‬االستجابة لنصائح األطباء قليلة نسبيا ً عن الذكر‪.‬‬
‫‪-2‬يناقش النسق الطبي في كل صغيرة وكبيرة‪.‬‬
‫‪-3‬عدم التزامهن بأوقات تناول األدوية وتعليمات النسق الطبي‪.‬‬
‫‪-4‬كثيرات الشكوى واألنين من أعراض المرض ‪.‬‬
‫‪-5‬ال يتحملن أي طارئ همهن وأسلوبهن بالبكاء والعويل‪.‬‬
‫‪ -6‬التدخل في قضايا العالج والسؤال المتكرر والممل عن أعراض المرض والعالج‪.‬‬
‫‪ -7‬يتدخلن في التقنية وأسلوب العالج والقضايا الوظيفية للنسق الطبي‪.‬‬
‫‪-8‬يتكلمن عن مرضهن وعالجهن كثيراً للمحيطين من مرضى ومراجعين وزوار‪.‬‬
‫‪-9‬يقل احترامهن للنسق الطبي وخاصة الممرضات والقابالت ‪.‬‬
‫‪ -10‬كثيرات الحركة في الممرات والغرف وفي أجزاء المستشفى بحجة الملل ونسيان المرض ‪.‬‬
‫‪-11‬شكواهن المستمرة للزوار واألقارب للحصول على الدلع أحيانا ً وحصولهن عن نوع من الشفقة أحيانا ً‬
‫أخرى‪.‬‬

‫حقائق ومالحظات حول تأثر سلوك المرض بالثقافة‬


‫‪-1‬نظراً لنجاعة وقوة بعض األدوية على بعض األمراض فإن المريض يحب ويحبذ أن يقوم الطبيب بتكرار‬
‫نفس األدوية العتقاده أن نفس الدواء هو العالج لهذه الحالة المرضية التي معه ويجب أن يكررها‪.‬‬
‫‪-2‬كما أسلفنا سابقا ً أن بعض األمراض العضوية تكون مسبباتها بعض األمراض االجتماعية مثل اإليدز ومثل‬
‫تناول المخدرات والجنس‬
‫‪ -3‬الغرض أو الغاية من االستشفاء تختلف من فرد إلى فرد فمنهم من يطلب االستشفاء لحاجته المرضية‬
‫البحتة ‪ ،‬ومنهم من يطلب االستشفاء للحصول على إجازات مرضية‪ ،‬ومنهم من يطلب االستشفاء للحصول‬
‫على وظيفة أقل مسؤولية وتعب ويرتاح في الوظيفة الجديدة ‪ ،‬ومنهم من يطلب االستشفاء لمعرفة قيمته‬
‫االجتماعية عند األقارب واألصدقاء والمعارف والزمالء‪.‬‬
‫‪ -4‬بعض األفراد يراجعون المنشأة الصحية من أجل إرضاء النفس ولوجود بعض المخاوف أو الوسواس الدائم‬
‫من اإلصابة بالمرض‪.‬‬
‫‪-5‬التداخل بين الشعور باأللم أو التعب أو اإلرهاق‪ a‬يجعل سلوك المرض يؤثر تأثيراًكبيراً على الثقافة حيث‬
‫تصبح الشكوى والسلوك المرضي غير معروف أو متأكد منه وبالتالي السلوك المرضي دائم لوجود الخلط بين‬
‫األلم والتعب‪.‬‬

You might also like