You are on page 1of 18

‫الطب‬

‫والتغيرالثقافى‬
‫د‪ .‬شيماء سعيد‬
‫مدرس بقسم تمريض‬
‫صحة المجتمع‬
‫عناصر الموضوع‬
‫مقدمة‬ ‫•‬
‫المؤثرات المعرفية على اختيار العالج‬ ‫•‬
‫مؤثرات أخرى على السلوك الطبي‬ ‫•‬
‫أوال ‪ :‬الثقافة والصحة والمرض‬ ‫•‬
‫ثانيا ‪:‬الثقافة وسلوك المرض‬ ‫•‬
‫ثالثا ‪ :‬المدخل الثقافي للخدمة الصحية‬ ‫•‬
‫رابعا ‪ :‬العادات والتقاليد الشعبية والصحة والمرض‬ ‫•‬
‫خامسا ‪ :‬المعتقدات الشعبية والصحة والمرض‬ ‫•‬
‫سادسا ‪ :‬االمثال الشعبية والصحة والمرض‬ ‫•‬
‫سابعا ‪:‬الدين والطقوس والصحة والمرض‬ ‫•‬
‫ثامنا ‪:‬القيم الثقافية والصحة والمرض‬ ‫•‬
‫تاسعا‪ :‬المفهوم الشعبي للصحة والمرض‬ ‫•‬
‫عاشرا ‪ :‬التغير الثقافي وبرامج الخدمات الصحية ‪:‬‬ ‫•‬
‫أنماط التفاعل بين الطب الشعبي والرسمي‬ ‫•‬
‫مقدمة‬

‫أدت التكنولوجيا الحديثة والتصنيع الذي يعتمد عليها الى تغيرات عديدة في‬ ‫•‬
‫جميع ارجاء العالم ‪ ،‬وكان من بينها استخدام الطب الحديث والممارسات الطبية‬
‫الحديثة في مجتمعات العالم الثالث ‪ ،‬حتى انخفضت معدالت انتشار االمراض‬
‫والوفيات عموما ‪ ،‬ولكن ال تزال االنساق الطبية الشعبية تقوم بدورها وتؤثر‬
‫في الصحة والعالج الطبي وسلوك المريض تجاهها ‪.‬‬
‫ان هناك موقف ثنائي يضم نسقي الطب الرسمي وغير الرسمي ‪ ،‬وما بينهما من‬ ‫•‬
‫تفاعل ‪ ،‬وقد اوضحت دراسات عديدة ان الطب الحديث يمكن ان يقدم الكثير‬
‫للمجتمع اذا ما استعان بالطب الشعبي‪.‬‬
‫‪ ،‬وفيما بين النسقين يتحدد القرار الطبي الذي يساعد على فهم السلوك اإلنساني‬ ‫•‬
‫وعالقته بالمتغيرات الثقافية ‪ ،‬التي تتوضح من خالل العوامل التالية ‪:‬‬
‫‪-1‬المؤثرات المعرفية على اختيار العالج ‪ :‬والتي تتمثل في ‪:‬‬ ‫•‬
‫ا‪ -‬تعريف المرض (واختالفه بين المختصين وبين المجتمعات)‬ ‫•‬
‫ب‪ -‬الفائدة واالشباع الذي يحققه نوع العالج (شعبي ام رسمي)‬ ‫•‬
‫ج‪ -‬وتاثير التراث والمعتقدات الطبية في مفهوم الصحة وأسباب المرض‬ ‫•‬
‫والعالج منها‪.‬‬
‫‪-2‬مؤثرات أخرى على السلوك الطبي‪ :‬والذي يتمثل في‪:‬‬ ‫•‬
‫ا‪ -‬االتجاهات التواكلية الذي يعني ضياع كل الجهود الطبية اذا ما اعتتقد‬ ‫•‬
‫المريض ان مرضه امر مقدر ومحتوم ‪.‬‬
‫ب‪-‬األهمية الرمزية للظواهر الطبية ‪ :‬االعتقاد بان المعتقدات والممارسات‬ ‫•‬
‫الطبية الشعبية مصادر قيمة تميز الجماعة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬أساليب العالج ‪ :‬وتتمثل في اختيار الناس السلوب العالج والمعالج ‪.‬‬ ‫•‬
‫الثقافة والصحة والمرض ‪:‬‬

‫ال تزال الدراسات االجتماعية والثقافية واالنثروبولوجية تؤكد على ان هنالك‬ ‫•‬
‫عالقة قوية ومهمة ووثيقة بين منهة الطب والبناء االجتماعي والثقافة ‪ ،‬عالوة‬
‫على تفردها عن باقي المهن األخرى ‪ ،‬فالطبيب يتعامل مع كائنات بشرية‬
‫ويمارس دوره في وجود أقارب المريض وأصدقائه وهي بيئة بشرية مسؤلة الى‬
‫حد كبير عن الجانب الوجداني والرمزي والتعبيري للعالقات االجتماعية‬
‫والثقافية ‪ ،‬ومن ناحية أخرى فان هنالك مجموعة من االحاسيس التي تدور حول‬
‫حرمة الجسد ‪ ،‬والتي تستمد مقوماتها من المجتمع وثقافته السائدة ‪ ،‬فالثقافة هي‬
‫التي تجعل من المقبول للطبيب ان يطلع على جسم االنسان (سواء كان رجل او‬
‫امرأة ) في حين هي ال تجيز لالخرين ‪ ،‬وهي عالقة تحدد الثقافة شكلها وابعادها‬
‫‪.‬‬
‫الثقافة والصحة والمرض ‪:‬‬

‫واذا لم تكن العالقة بين الصحة والمرض والثقافة واضحة المعالم ‪ ،‬فان‬ ‫•‬
‫االنثروبولوجيا الطبية يتصدى لتوضيحها وإبرازها والتاكيد على أهميتها ‪ ،‬ولهذا‬
‫السبب نجد العاملين في مجال الصحة يبحثون عن مغزى الدور الذي تلعبه‬
‫الثقافة في اإلصابة بمرض معين وسلوك المريض والعالج والتغذية وتنظيم‬
‫االسرة وسوء استخدام االدوية وغيرها ‪ ،‬وهكذا تحدد الثقافة لنا بدقة أسباب‬
‫معاناة الناس من االمراض وكيفية العالج ‪.‬‬
‫وعلى الرغم من نجاح الطب الحديث في تفسير االمراض ‪ ،‬ورغم انتشار‬ ‫•‬
‫الخدمات الصحية في المجتمع ‪ ،‬فان بعض قطاعات البناء االجتماعي تظل على‬
‫‪Lol‬‬
‫تمسكها بثقافتها ‪( ،‬فال تزال العاقر مربوطة برجل الجن) لذا فال فائدة ترجى من‬
‫الخدمات الصحية الرسمية وال بد من استمرار االستعانة بالمشعوذين والسحرة ‪.‬‬
‫الثقافة والصحة والمرض ‪:‬‬

‫وهكذا تلعب الثقافة الدور الحيوي في تحديد حجم الطلب على الخدمة الطبية ‪،‬‬ ‫•‬
‫ففي بعض المجتمعات ال تقبل المرأة ان تذهب الى الوحدة الصحية او ان‬
‫يفحصها طبيب رجل ‪ ،‬وهذا يمكن ان يفسر لنا سبب قلة مراجعة النساء الى‬
‫المراكز الصحية بسبب قلة الطبيبات ‪.‬‬
‫كما ان دور الثقافة يمتد ليؤثر على استجابات الناس للمرض وسلوكهم تجاهه‬ ‫•‬
‫والتعامل معه ‪ ،‬وتعاملهم مع المؤسسات الصحية الرسمية ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الثقافة والصحة والمرض ‪:‬‬

‫تتنوع أنماط المرض وكيفية ادراكه والتعامل معه بتنوع المجتمعات والثقافات ‪،‬‬ ‫•‬
‫فالثقافة لها أهميتها في مجال الصحة والخدمة الصحية من خالل تاثيرها في‬
‫المواضيع التالية ‪:‬‬
‫•‬
‫ا‪-‬نمط انتشار المرض‪.‬‬
‫• ‪-2‬طريقة الناس في تفسير المرض‪.‬‬
‫• ‪-3‬األسلوب الذي يستجيب به الناس النتشار الطب الحديث ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬الثقافة وسلوك المرض ‪:‬‬
‫ان الممارسة الطبية الحديثة تنتظم حول تطبيق المعرفة العلمية على مشكالت الصحة‬ ‫•‬
‫والمرض ‪ ،‬وبالتالي تتاثر تطبيقات العلم الحديث بالثقافة السائدة ‪ ،‬فاذا غلب عليها‬
‫المعتقدات الشعبية وانعدمت العناصر العلمية والموضوعية وندرت الخدمات الصحية‬
‫الرسمية ‪ ،‬ساد اللجوء الى العالج السحري ‪ ،‬والعكس صحيح ‪.‬‬
‫وكما ان الثقافة تساعد على اإلصابة بالمرض او العالج والوقاية منه ‪ ،‬فأنها هي أيضا‬ ‫•‬
‫مصدر تعريف المرض والصحة واالستاجة له ‪ ،‬لذلك تختلف تعريفاته من مجتمع الخر ‪.‬‬
‫وقد حظي سلوك المرض باهتمام الباحثين ‪ ،‬فاجرو تنميطا لهذا السلوك من خالل وجهتي‬ ‫•‬
‫نظر تكمل كل منهما األخرى ‪ ،‬فاالولى تعتبر األنماط‬
‫السلوكية نتاجا لعمية التكيف االجتماعي والثقافي ‪ ،‬النها تمارس دورها في سياق‬ ‫•‬
‫اجتماعي وثقافي وترتبط به ‪ ،‬اما الثانية فترى ان هذه األنماط‬
‫السلوكية للمرض جزء من عملية تواؤم كبرى لمواجهته وعالجه ‪ ،‬وهكذا فان الثقافة‬ ‫•‬
‫مهما كان نوعها وطبيعتها تترك بصمتها على سلوك المرض ‪ ،‬وعلى أدوار المريض‬
‫بوضوح ‪ ،‬ويمكن القول بان الفروق الثقافية اكثر تاثيرا وبروزا عن االختالفات‬
‫االجتماعية االقتصادية في هذا الجانب ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المدخل الثقافي للخدمة الصحية ‪:‬‬

‫تهتم االنثروبولوجيا الطبية *كما ذكرنا سابقا‪ -‬بدراسة العالقة بين الثقافة‬ ‫•‬
‫والصحة والمرض والوقاية والعالج ‪ ،‬وبالتالي تبرز دراساتها جوانب هذه‬
‫العالقة وال سيما أهمية الثقافة في تحديد أنماط االمراض وتفسيرها وعالجها ‪،‬‬
‫وطبيعة التفاعل مع الخدمات الصحية الرسمية ‪ ،‬ومن هنا يهتم االنثروبولوجيين‬
‫بدراسة عالقة الدين والقيم بالممارسات الصحية ويدرسون طقوس الميالد‬
‫والمرض والوفاة واالعتقاد بالوظيفة الوقائية للطقوس ‪ ،‬وتاثير القيم على‬
‫الصحة واالهمية الثقافية للعادات الغذائية والنتائج الصحية الناتجة عن التغير‬
‫الثقافي ‪ ،‬وتسعى تلك الدراسات الى رسم صورة شاملة عن العالقة بين البناء‬
‫االجتماعي والثقافة ‪ ،‬وتقديمها لألطباء والمسؤلين عن الصحة لتبصيرهم باالداء‬
‫الكفاءة للخدمة الصحية وبمواقعهم على الخريطة االجتماعية للمستشفى او‬
‫الوحدة الصحية التي يعملون بها ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المدخل الثقافي للخدمة الصحية ‪:‬‬
‫والجدير بالذكر ان المتخصص في االنثروبولوجيا الطبية ينظر باهتمام الى تطور‬
‫المرض وتوزيعه الجغرافي والوسائل واألساليب التي اكتسبتها المجتمعات للتعامل‬
‫معه وعالجه ‪ ،‬والطرق األفضل لتحسين الطب الحديث وبخاصة في المجتمعات‬
‫التقليدية وتطويره ‪ .‬وهنا يمكن ان نتسائل ‪ :‬لماذا المدخل الثقافي للخدمة الصحية ؟‬
‫الواقع ان الوعي بدور الثقافة في المسائل الصحية هو الباعث األول على تطور‬
‫االنثروبولوجيا الطبية ‪ ،‬وبالتالي فان المدخل االنثروبولوجي ينطوي على أهمية‬
‫بالغة في استجالء هذا الدور وتحديد الوسائل المالئمة لتقديم الخدمات الصحية في‬
‫ضوء البناء االجتماعي والثقافي السائد ‪ ،‬ومراعات اتساق الخدمة مع طبيعة البيئة‬
‫الحضرية والريفية والبدوية والساحلية وغيرها ‪ ...‬ومن ناحية أخرى فانه يمكن‬
‫لالنثروبولوجي ان يكون معاونا للطبيب وللمعنيين في الخدمة الصحية ‪ ،‬فاذا كان‬
‫الطبيب يعالج الحاالت المرضية ‪ ،‬واذا كان المعنيون بالصحة يسعون الى الحفاظ‬
‫على صحة االنسان ‪ ،‬فان هؤالء يحتاجون الى من ينظر الى المجتمع والى جذور‬
‫مشكالته نظرة ميكرسكوبية ‪ ،‬كما يحتاجون الى من يستطيع ان يتبع نتائج‬
‫الممارسات والوسائل الطبية ‪ ،‬وبمعنى اخر فان الطبيب يخاطب الجسم والمريض ‪،‬‬
‫واالنثروبولوجي يخاطب المعتقدات واالتجاهات والمعاقدات وغيرها مما يتصل‬
‫بالصحة والمرض والخدمة الصحية ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المدخل الثقافي للخدمة الصحية ‪:‬‬

‫تناول العالقات بين محتوى الثقافة واألساليب الثقافية ‪ ،‬وبين تعريفات الصحة‬
‫والمرض ‪ ،‬فهي التي تحدد لنا كيفية ادراك المرض والتعبير عنه وردود الفعل‬
‫تجاهه ‪ ،‬ويلعب السياق الثقافي دوره هو االخر في تحديد الحاالت والظروف‬
‫المرضية التي ندركها ‪ ،‬واألسباب التي نعزوها اليها ‪ ،‬واألشخاص المسؤلين عن‬
‫تقييمها وتعريفها ‪ ،‬كما تمارس التعريفات الثقافية تاثيرها على نتائج تحديد الحاالت‬
‫المرضية ‪ ،‬فترى ان امراض معينة ال تصيب اال جماعة معينة كالبلهارزيا تصيب‬
‫فقط الفالحين ‪ ....‬وتحدد التعريفات مرة أخرى اساليب العالج لهذه االمراض‬
‫والبدائل العالجية المتعددة ‪ ،‬وبالتالي فاذا راعى القائمون بالخدمات الصحية هذه‬
‫االعتبارات الثقافية نجحوا في تقديم الخدمة ‪ ،‬اما اذا سخروا من البدائل العالجية‬
‫الشعبية مثال ‪ ،‬فلن يقبلهم المجتمع ‪ ،‬ولن يقبل خدماتهم ‪،‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المدخل الثقافي للخدمة الصحية ‪:‬‬

‫وبالتالي يمكن ان يساهم في إنجاح برامجهم في المساعدات الطبية ونشر الخدمات‬


‫الصحية في الريف والبادية ‪ ،‬والواضح ان هذه البرامج تجمع بين طرفين هما‬
‫مقدمو الخدمة الصحية من جهة ‪ ،‬والمفيدون منها من جهة أخرى ‪ ،‬وكالهما ذو‬
‫ثقافة تختلف عن االخر ‪ ،‬وال يذيب هذه الفروق اال المدخل الثقافي الذي ييسر‬
‫االتصال الكفؤ بين الطرفين ‪ ،‬كذلك يفيدنا المدخل الثقافي في التعرف على أنماط‬
‫السلطة في المجتمع المحلي وفي إمكانية تغيير العادات الغذائية والوقوف على‬
‫محاور التكامل والتباين بين الجماعات وديناميات األجيال ودورها في احداث‬
‫التغير الثقافي وانتشار التفسيرات الطبية الحديثة والخدمات الصحية الرسمية ‪،‬‬
‫وهكذا يسهم االنثروبولوجيون كأداة اتصال ثقافي مساعد بين األطباء والمرضى في‬
‫احداث التغير الثقافي‬
‫رابعا ‪ :‬العادات والتقاليد الشعبية‬
‫والصحة والمرض‪:‬‬

‫يجمع االنثروبولوجيون على ان العادات هي سلوك او نمط سلوكي تعده‬ ‫•‬


‫الجماعة االجتماعية صحيحا ‪ ،‬وذلك بسبب مطابقته للتراث الثقافي القائم ‪،‬‬
‫وتمثل العادات االجتماعية والفردية مجاال كبير األهمية يمكن ان تسهم فيه‬
‫االنثروبولوجيا الطبية يحل الكثير من المشكالت الصحية ‪.‬‬
‫وتؤكد الدراسات االنثروبولوجية الطبية على ان العادات االجتماعية ترتبط‬ ‫•‬
‫بالصحة والمرض ‪ ،‬وتمارس دورها في تحديد نوعية اإلجراءات العالجية‬
‫ونوعية الخدمة الصحية التي يلجأاليها المريض –الرسمية منها وغير الرسمية‪-‬‬
‫وفي بعض األحيان قد تقف العادات االجتماعية ضد فكرة تةفير العالج الطبي‬
‫الحديث او اللجوء اليه ‪ ،‬ومرد ذلك الى انها قد تعزو المرض الى ظروف مؤقتة‬
‫‪ ،‬او ال تراه من الخطورة بالدرجة التي تستدعي تدخل الطبيب‬
‫رابعا ‪ :‬العادات والتقاليد الشعبية‬
‫والصحة والمرض‪:‬‬
‫اما الدراسات الطبية ذاتها فانها تجزم بخطأ االعتقاد بان مشاكل الطب تقع على‬ ‫•‬
‫عاتق األطباء وحدهم ‪ ،‬الن المرض ليس حقيقة معزولة كحقائق الكيمياء‬
‫والفيزياء ‪ ،‬وانما هي انعكاس لظروف المجتمع العامة التي يعيشها االنسان ‪،‬‬
‫فمهما انشأنا من المشافي وعممنا الخدمات الصحية والعالجية في كل مكان فلن‬
‫يجدي ذلك طالما بقيت المشكالت االجتماعية والثقافية واالقتصادية بدون حلول‬
‫إيجابية ‪ ،‬وتؤكد دراسات األطباء أيضا على العالقة الوثيقة بين المرض وبين‬
‫العادات االجتماعية وهي عادات تاريخية متصلة يصعب تغييرها في مدى زمني‬
‫قصير ‪.‬‬
‫والجدير بالذكر ان العادات تحدد لنا كيفية اإلعالن عن المرض وأساليب التعبير‬ ‫•‬
‫عنه ‪ ،‬وطرق العالج التي يمكن االعتماد عليها ‪ ،‬ومن ناحية أخرى فان العادات‬
‫االجتماعية تحدد نمط العالج ونوع الخدمات الصحية المطلوبة ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬العادات والتقاليد الشعبية‬
‫والصحة والمرض‪:‬‬

‫واذا ما استعرضنا العادات االجتماعية في عالقتها بالصحة والمرض ‪ ،‬وجدنا‬ ‫•‬


‫ان العادات المتعلقة بصحة االم والطفل ‪ ،‬والعادات الغذائية ‪ ،‬تمثل تلك العادات‬
‫الشعبية ابرازا لطبيهة هذه العالقة ومغزاها ‪ ،‬وتاكيدا على دور الجوانب الثقافية‬
‫في الخدمات الصحية ‪ ،‬فاالم في بعض المجتكعات التحبذ الوالدة بالمشفى ‪ ،‬بل‬
‫تحرص على الحرص على الوالدة في البيت ‪ ،‬على الرغم من توافر الخدمات‬
‫الصحية الحديثة ‪ ،‬وسهولة االنتقال وسهولة الحصول على الخدمة ‪.‬‬
‫اما بالنسبة للعادات الشعبية المتعلقة بالحمل والرضاعة فان الدراسات‬ ‫•‬
‫االنثروبولوجية الطبية تكشف النقاب عن عمق التاثير الواضح بين الثقافة‬
‫وصحة االم والجنين ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬العادات والتقاليد الشعبية‬
‫والصحة والمرض‪:‬‬

‫كذلك نالحظ ان األنماط الثقافية تحدد العادات الغذائية وقواعد التغذية وممارساتها ‪،‬‬
‫وهي تنطوي على عالقة وثيقة بالصحة ‪ ،‬وهنا تنسحب هذه األهمية على دور‬
‫المرأة في المجتمعات الريفية نظرا النها المسؤلة عن اعداد الطعام والحفاظ على‬
‫الثقافة ‪ ،‬والن دورها يتظمن كل شيء يرتبط بميالد الطفل ورعايته ‪ ،‬واذا كانت‬
‫تلك العادات سيئة فان المرض يظهر على الفور ‪ ،‬والدليل على ذلك ان الفرد ال‬
‫يولد مريضا ولكن لديه استعداده الفطري لإلصابة بمرض محدد ‪ ،‬فالوالدان‬
‫المصابان بالسكري من المحتمل بشكل اكبر ان يصاب ابنهم بذلك ‪ ،‬نتيجة‬
‫االستعداد او البيئة والعادات الغذائية ‪.‬‬
‫وكذلك العادات االجتماعية في زيارة المريض ‪ ،‬كطريقة التعامل وجلب األغذية‬
‫وساعات الزيارة والتعامل مع المرض او الكادر الطبي‬

You might also like