You are on page 1of 38

‫أوال‪ :‬مدخل إلى علم النفس الصحة‬

‫تمهيد‬
‫تحتل مسألة السلوك الصحي وتنميته أهمية متزايدة‪ ،‬ليس فيما يتعلق بالجوانب الجسدية فحسب‬
‫وإ نم ا ب الجوانب النفس ية أيض ًا‪ .‬وق د ق اد الفهم المتزاي د للعالق ة الكامن ة بين الس لوك والص حة إلى‬
‫ح دوث تحوالت كب يرة في العقود الثالثة األخ يرة من الق رن العش رين في فهم الص حة وتنميته ا‪،‬‬
‫وإ مكانية التأثير فيها على المستوى الفردي‪ .‬ولم تعد الصحة مفهومًا سلبيًا‪ ،‬يمكن تحقيقه ا في ك ل‬
‫األحوال‪ ،‬بل أصبحت مفهومًا ديناميكيًا‪ ،‬يحتاج إلى جهد وبذل من قبل األفراد في سبيل تحقيقها‬
‫والحف اظ عليه ا‪ .‬و من أج ل ذل ك تع د دراس ة وفهم الممارس ات الس لوكية المض رة بالص حة‬
‫والمنمي ة له ا واالتجاه ات نح و الص حة والس لوك الص حي‪ ،‬الخط وة األولى نح و إيج اد الم وارد‬
‫المنمي ة للص حة والعم ل على تطويره ا‪ ،‬وتحدي د العوام ل واالتجاه ات المعيق ة للص حة من أج ل‬
‫العمل على تعديلها‪( .‬سامر رضوان‪)2001 ،‬‬
‫األمر الذي ينعكس في النهاية على النمو الصحي وتخطيط تنمية الصحة وتطوير برامج الوقاية‬
‫المناسبة والنوعية‪ .‬وهذا ما يتوافق مع ما تنادي به منظمة الصحة العالمية ‪ WHO‬من أجل‬
‫تطوير برامج نفسية و صحية الكتشاف عوامل الخطر على الصحة واألسباب السلوكية البنيوية‬
‫المسببة للمرض التي يمكن التأثير فيها اجتماعيًا والتغلب عليها‪.‬‬
‫وته دف منظم ة الص حة العالمي ة إلى جع ل الن اس ق ادرين على االس تغالل الكام ل لكفاي اتهم‬
‫الفيزيائي ة والذهني ة واالنفعالي ة من أج ل بن اء حي اة منتج ة اجتماعي ًا واقتص اديًا والتغلب على‬
‫العوامل المسببة للضرر في الصحة و األمراض على نحو العوامل الناجمة عن ظروف العمل‬
‫والحياة التقنية والطبيعية واالجتماعية والثقافية‪( .‬األنصاري‪) 2002 ،‬‬
‫‪ -1‬تحديد مفهوم علم النفس الصحة‬
‫من ذ ح والي العق دين ظه ر تط ور في علم النفس‪ ،‬احتلت في ه الص حة مكان ا ب ارزا‪ ،‬ونمى بس رعة‬
‫)‪.Health psychology (Schwarzer,1990,1997‬‬ ‫إلى علم أطلقت عليه تسمية "علم نفس الصحة‬
‫وأول من ع رف وح دد علم نفس الص حة ك ان ماتراتس و (‪ ،)Materazzo.1984‬حيث ح ددها‬
‫بأنها اإلسهامات العلمية لعلم النفس من أجل تنمية الصحة والحفاظ عليها والوقاية من األمراض‬
‫ومعالجته ا‪ .‬ويس هم علم نفس الص حة في تحدي د أنم اط الس لوك الخط رة‪ ،‬وتحدي د أس باب‬
‫االض طرابات في الص حة وتشخيص ها وفي إع ادة التأهي ل وتحس ين نظ ام اإلم داد الص حي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك يهتم علم نفس الصحة بتحليل إمكانات التأثير بأنماط السلوك المتعلق ة بالص حة‬
‫لإلنس ان على المس تويات الفردي ة والجماعي ة وباألس س االجتماعي ة النفس ية لألم راض والتغلب‬
‫عليها (سامر رضوان‪.)2001 ،‬‬
‫علم النفس الص حي ه و مج ال متخص ص يرك ز على كيفي ة ت أثير علم األحي اء وعلم النفس‬
‫والسلوك والعوامل االجتماعية على الصحة والمرض‪ .‬تستخدم مصطلحات أخرى بما في ذلك‬
‫علم النفس الطبي والطب السلوكي في بعض األحيان بالتبادل مع مصطلح علم النفس الصحي‪.‬‬
‫تتأثر الصحة والمرض بمجموعة واسعة من العوامل‪ .‬في حين أن األمراض المعدية والوراثية‬
‫ش ائعة‪ ،‬هن اك العدي د من العوام ل الس لوكية والنفس ية ال تي يمكن أن ت ؤثر على الص حة البدني ة‬
‫العامة والظروف الطبية المختلف (سامر رضوان‪.)2001 ،‬‬
‫ويع ِّر ف شفارتس ر (‪ )1990‬علم نفس الص حة بأن ه عب ارة عن تخص ص عرض ي ون وعي لعلم‬
‫النفس يقدم إسهامات علمية وتربوية في المجاالت الستة التالية‪:‬‬
‫تنمية الصحة والحفاظ عليها‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الوقاية ومعالجة األمراض‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تحديد أنماط السلوك الخطرة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تحديد أسباب اضطرابات الصحة وتشخيصها‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫إعادة التأهيل‬ ‫‪.5‬‬
‫تحسين نظام اإلمداد الصحي‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫علم النفس الصحي هو دراسة عالقة العوامل النفسية والسلوكيات بالصحة‪ ،‬وبالمرض والعناية‬
‫الص حية‪ ،‬بمع نى أخ ر‪ ،‬ي درس ب احثي ه ذا العلم عن العوام ل النفس ية ال تي ت ؤدي للم رض أو‬
‫لعالج األمراض‪.‬‬
‫هو شرح مبسط لعلم النفس الصحي حيث يعد أحد فروع علم النفس ويهتم بالتأثير المتبادل بين‬
‫الحال ة الص حية والحال ة النفس ية فم رض الس رطان (حال ة جس مية) ق د يرتب ط بح دوث االكتئ اب‬
‫(حالة نفسية) ‪ ،‬كما نعرف ‪-‬على سبيل المثال‪ -‬أن التوتر المتكرر ( وهو حالة نفسية) يمكن‬
‫أن يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب (حالة جسمية)‪ ،‬وذلك بهدف تقييم و تشخيص‬
‫وتفسير وعالج األمراض والوقاية منها أيضا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ويق وم ه ذا العلم بتجمي ع المع ارف المتعلق ة بالص حة وط رق البحث المناس بة من التخصص ات‬
‫النفسية المختلفة والعلوم الجارة أو القريبة في علم الصحة النفسي‪ .‬ويعود الفضل في نشوء هذا‬
‫المفهوم إلى مفهوم الصحة المتقدم الذي صاغته منظمة الصحة العالمية للصحة باعتبارها حالة‬
‫أكثر وأبعد من مجرد اإلحساس بالصحة وغياب المرض‪.‬‬
‫ويع رف أودرس وآخ رين (‪ )Udris et al, 1992‬الص حة بأنه ا ليس ت عب ارة عن حال ة ثابت ة‬
‫وإ نما توازن ديناميكي بين الموارد الفيزيولوجية والنفسية واالجتماعية وآليات الحماية والدفاع‬
‫للعض وية من جه ة وبين الت أثيرات الكامن ة المس ببة للم رض للمحي ط الفيزي ائي وال بيولوجي‬
‫واالجتماعي من جهة أخرى‪ .‬وبالتالي يفترض أن يقوم الفرد دائمًا ببناء وتحقيق ص حته‪ ،‬سواء‬
‫كان األمر بمعنى الدفاع المناعي أم بمعنى التالؤم مع التغيرات الهادفة لظروف المحيط (علي‬
‫بن هويشل الشعيلي‪.)2010 ،‬‬
‫فالص حة وف ق ه ذا التعري ف عب ارة عن مفه وم منظ ومي وس يروري وعالئقي‪ ،‬يص نف ض من‬
‫نموذج تكاملي من المتطلبات والموارد‪ .‬وتركز هذه الرؤية على مظهر الموارد‪ ،‬أي على دور‬
‫عوامل الحماية في الشخصية التي ينبغي تنميتها وتدعيمها‪ ،‬وعلى مهارات وقدرات النمو وعلى‬
‫الطبيعة الممكنة أو الكامنة للصحة (علي بن هويشل الشعيلي‪.)2010 ،‬‬
‫‪ -2‬أهداف علم النفس الصحي‪.‬‬
‫يتن اول علم النفس الص حي بالدراس ة والبحث الس لوك المفي د للص حة أي دراس ة م دى ت أثير‬
‫‪.‬‬ ‫العادات الصحية الجيدة على تالفى األمراض (‪)Matarazzo, 1982‬‬
‫‪ -‬يرك ز مج ال علم النفس الص حي على تعزي ز الص حة فض ال عن الوقاي ة والعالج من األم راض‬
‫والمرض‪.‬‬
‫‪ -‬ويركز علماء النفس في مجال الصحة على فهم كيفية تفاعل الناس والتغلب على المرض والتخلص‬
‫منه‪.‬‬
‫‪ -‬يعمل بعض الباحثين على تحسين نظام الرعاية الصحية ونهج الحكومة لسياسة الرعاية الصحية‪.‬‬
‫‪ -‬فهم الصحة والمرض بشكل أفضل‪ ،‬ودراسة العوامل النفسية التي تؤثر على الصحة والمساهمة في‬
‫نظام الرعاية الصحية والسياسة الصحية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -3‬بعض الموضوعات التي يدرسها‬
‫يهتم هذا العلم حسب (‪ )Johnson, Weinman, & Chater, 2011‬بالمجاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬دراس ة الس لوك الض ار بالص حة كالت دخين واإلدم ان‪ ،‬فإدم ان الخم ور على س بيل المث ال ق د‬
‫يؤدى إلى تليف الكبد وبعض أنواع السرطان وأيضَا إلى تدهور معرفي كبير ويهتم بعالج هذا‬
‫اإلدمان والوقاية من االنتكاسة أي عودة ظهور اإلدمان مرة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬موضوع الضغوط وتأثيرها على األفراد من النواحي الفسيولوجية والسلوكية وكيف يختلف‬
‫تأثيرها من فرد آلخر تبعَا لتقييم كل منهم لشدة األحداث الضاغطة التي يمر بها ومدى قدرته‬
‫على التحكم فيها‪.‬‬
‫‪ -‬التكيف مع الضغوط وارتباطها بسمات الشخصية كالقدرة على التحمل والتفاؤل والتدين‪،‬‬
‫‪ -‬المساندة االجتماعية وأثرها في تأثير الضغوط النفسية وتحسين الحالة الجسمية الصحية‪.‬‬
‫‪ -‬الحد من التوتر ‪ -‬إدارة الوزن‪ -‬اإلقالع عن التدخين ‪ -‬تحسين التغذية اليومية‬
‫‪ -‬الحد من السلوكيات الجنسية الخطيرة ‪ -‬رعاية المسنين والحزن والمشورة ‪ -‬منع الم رض ‪-‬‬
‫فهم آثار المرض ‪ -‬تعليم مهارات التكيف‬
‫‪ -4‬اختالف علم نفس الصحة عن مجاالت علم النفس األخرى‬
‫ينفرد النفس الصحي بالطرق التي تسهم في فهمنا للصحة والعافية‪ ،‬والغوص أكثر في المقاصد‬
‫اإلجرائية التي يحددها علم النفس الصحي‪ ،‬ألن علم النفس الصحة يؤكد على كيفية تأثير السلوك‬
‫على الصحة ‪ ،‬فهو في موقع فريد لمساعدة الناس على تغيير السلوكيات التي تسهم في الصحة‬
‫والرفاهية‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬قد يقوم علماء النفس الذين يعملون في هذا المجال بإجراء أبحاث‬
‫تطبيقية حول كيفية منع السلوكيات غير الصحية مثل التدخين والبحث عن طرق جديدة لتشجيع‬
‫اتخ اذ إج راءات ص حية مث ل التم ارين الرياض ية‪Thielke, Thompson, & Stuart,( .‬‬
‫‪)2011‬‬
‫على س بيل المث ال‪ ،‬أن معظم الن اس ي دركون أن تن اول حمي ة غذائي ة عالي ة في الس كر ليس مفي ًد ا‬
‫لصحتهم‪ ،‬فإن العديد من األشخاص يستمرون في ممارسة مثل هذه السلوكيات بغض النظر عن‬
‫العواقب المحتملة على المدى القصير والطويل‪ .‬ينظر علماء النفس الصحة إلى العوام ل النفس ية‬
‫ال تي ت ؤثر على ه ذه الخي ارات الص حية ويستكش فون ط رق تحف يز الن اس على اتخ اذ خي ارات‬
‫صحية أفضل‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -5‬األمراض النفسية والعوامل ذات الصلة‬
‫بعض األمراض التي ترتبط بالعوامل النفسية أو السلوكية تشمل‪:‬‬
‫السكتة الدماغية ‪ -‬مرض القلب ‪ -‬فيروس نقص المناعة البشرية (اإليدز)‬
‫السرطان ‪ -‬العيوب الخلقية ووفيات الرضع ‪ -‬الأمراض المعدية‬
‫وفقًا لدراسة واحدة‪ ،‬يمكن ربط نصف حاالت الوفيات تقريبًا في الواليات المتحدة بالسلوكيات أو‬
‫عوام ل الخط ر األخ رى ال تي يمكن منعه ا في الغ الب‪ .‬يعم ل علم اء النفس الص حة م ع األف راد‬
‫والمجموع ات والمجتمع ات المحلي ة لتقلي ل عوام ل الخط ر ه ذه‪ ،‬وتحسين الص حة العام ة‪ ،‬والح د‬
‫من المرض‪.‬‬
‫‪ -6‬فهم النموذج البيولوجي في علم نفس الصحة‬
‫واليوم ‪ُ ،‬يعرف النهج الرئيسي المستخدم في علم نفس الصحة بالنموذج البيولوجي االجتماعي‪.‬‬
‫وفقا لهذا الرأي ‪ ،‬فإن المرض والصحة هما نتيجة لمجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫وتشمل العوامل البيولوجية سمات الشخصية الموروثة والظروف الوراثية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تشمل العوامل النفسية نمط الحياة ‪ ،‬وخصائص الشخصية ‪ ،‬ومستويات التوتر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تش مل العوام ل االجتماعي ة أش ياء مث ل أنظم ة ال دعم االجتم اعي والعالق ات األس رية‬ ‫‪‬‬

‫والمعتقدات الثقافية‬
‫‪ -7‬فوائد علم النفس الصحي‬
‫علم النفس الصحي هو مجال سريع النمو‪ .‬مع تزايد أعداد األشخاص الذين يسعون إلى السيطرة‬
‫على صحتهم‪ ،‬يسعى المزيد والمزيد من األفراد إلى الحصول على المعلومات والموارد المتعلقة‬
‫بالص حة‪ .‬ويرك ز علم اء الص حة على تثقي ف الن اس ح ول ص حتهم ورف اهيتهم‪ ،‬ل ذا فهم أك ثر‬
‫اهتماما بهذا الطلب المتزايد‪.‬‬
‫علم النفس الص حي يمكن أن يفي د األف راد بط رق المختلف ة‪ .‬حيث يعم ل العدي د من المتخصص ين‬
‫في ه ذا المج ال على وج ه التحدي د في مج االت الوقاي ة والترك يز على مس اعدة الن اس في من ع‬
‫المش اكل الص حية قب ل الب دء‪ .‬ق د يش مل ذل ك مس اعدة الن اس في الحف اظ على ال وزن الص حي‪،‬‬
‫وتجنب الس لوكيات الخط رة أو غ ير الص حية والحف اظ على النظ رة اإليجابي ة ال تي يمكن أن‬
‫تحارب اإلجهاد واالكتئاب والقلق‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫توجد طريقة أخرى يمكن أن يساعد بها علماء الصحة‪ ،‬وهي تثقيف وتدريب المهنيين الصحيين‬
‫الآخ رين‪ .‬من خالل دمج النت ائج ال تي تم اكتش افها في مج ال علم النفس الص حي‪ ،‬حيث يمكن‬
‫لألطب اء والممرض ات وخ براء التغذي ة وغ يرهم من الممارس ين الص حيين أن ي دمجوا المن اهج‬
‫(‪)Thielke, Thompson, & Stuart, 2011‬‬ ‫النفسية بشكل أفضل في كيفية عالج المرض‪.‬‬
‫‪ -8‬تطور علم نفس الصحة‬
‫سمحت ثالثة عوامل بالتطور السريع لعلم النفس الصحة‪:‬‬
‫‪ -‬االهتمام المتزايد بعلم النفس والمعرفة ذات الصلة من ناحية وعلوم الحياة من ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬المصلحة االقتصادية‪ :‬الوقاية تسمح بتقليل نفقات الصحة‪ :‬الضمان االجتماعي ‪ ،‬إلخ‬
‫‪ -‬تحديد النمط أ و ب للشخصية األكثر عرضة للخطر‪:‬‬
‫النمط ‪ A‬الشخص الذي يتعرض كثيرا إلى العوامل التالية (التنافس‪ ،‬والمقاومة‪ ،‬والعدائية‪ ،‬شدة‬
‫النشاط) من األرجح أن يصاب هذا النمط بأمراض القلب واألوعية الدموية‪.‬‬
‫النمط ‪ C‬األشخاص الذين يتميزون (بفقر التعبير عن المشاعر‪ ،‬والغموض‪ ،‬وعدم المقدرة على‬
‫التعاون‪ ،‬وإ دراك سيء للدعم االجتماعي) تعتبر هذه السمات مؤشرا لتطور السرطان‪ ،‬خاصة‬
‫(‪.)Grossarth, Eysenck, 1995‬‬ ‫سرطان الثدي لدى النساء‬
‫‪ -9‬مجاالت تطبيق علم النفس الصحة‬
‫‪ -‬الطب المهني‪ :‬التدخالت العالجية عن طريق الجراحة واألمراض المزمنة (مرض السكري‬
‫‪ ،‬واأللم المزمن ‪ ،‬ومشاكل القلب واألوعية الدموية ‪ ،‬غسيل الكلى ‪ ،‬أمراض األورام الدموية ‪،‬‬
‫االضطرابات مشاكل األوعية الدموية ‪ ،‬والخصوبة ‪ )...‬غالًبا ما تؤدي العديد من المشكالت‬
‫الفسيولوجية إلى ظهور صعوبات نفسية (اضطراب التكيف واالكتئاب وردود الفعل المضادة‬
‫لالكتئاب والهذيان ‪)...‬‬
‫‪ -‬مؤسسات كبار السن‪.‬‬
‫‪ -‬مؤسسات رعاية ومساعدة األطفال الصغار والمعاقين جسدًيا أو عقلًيا أو المصابين بصدمات‬
‫نفسية ‪.‬‬
‫‪ -‬خدمات الرعاية االجتماعية وجميع المجاالت التي تهدف إلى تحسين نوعية حياة المرضى‪،‬‬
‫وعالقة الرعاية باالمتثال العالجي‪ ،‬إلخ‪( .‬المشعان‪ ،‬وخليفة‪)1999 ،‬‬

‫‪6‬‬
‫جميع الحاالت التي يكون فيها من الضروري تسهيل عملية التكيف مع المرض‪ ،‬وتحسين‬
‫مراعاة العالج الطبي وشبه الطبي‪ ،‬وأخيرا للحد من السلوكيات أو المواقف التي يمكن أن تعزز‬
‫بروز األعراض‪.‬‬
‫‪ -‬التكفل‬
‫أن‬ ‫‪M. Bruchon-Schweitzer‬‬ ‫يتيح النموذج التكاملي والمتعدد العوامل في علم النفس الصحي ل‬
‫نفهم أن يقع التكفل بشكل أساسي على مستوى عمليات اإلدراك المعرفي‪:‬‬
‫‪ -‬التقييم‪ :‬تحديد شدة اإلجهاد كما يتصوره المريض وإ لى أي مدى يهدد هذا االعتقاد جسن‬
‫الحال للمريض‪ .‬لقد قام الزاروس وفولكمان (‪ )Lazarus et Folkman‬بتحديد ثالث طرق إلدراك‬
‫اإلجهاد المتصور‪:‬‬
‫*المعاش النفسي وتهديداته للسالمة العقلية والجسدية‪.‬‬
‫*صعوبة تعديل أثر الفقد‪.‬‬
‫*صالبة التفكير‪.‬‬
‫أثناء التقييم يجب التركيز على الدعم االجتماعي الحقيقي المشحون عاطفيا‪ ،‬حيث سيكون التأثير‬
‫المباشر للدعم االجتماعي المدرك هو ميل أقل للسلوك المحفوف بالمخاطر‪ ،‬ويمكننا أن نالحظ‬
‫في هذا النموذج التقييم العاطفي لحالة القلق لدى الفرد‪.‬‬
‫التي هي عبارة عن "مجموعة من الجهود المعرفية‬ ‫‪cooping‬‬ ‫تحديد استراتيجيات التكيف أو‬
‫والسلوكية للسيطرة على المطالب الداخلية أو الخارجية التي تهدد طاقات الفرد أو تتجاوزها"‪ .‬تم‬
‫تحديد نوعين رئيسيين من المواجهة‪ :‬المواجهة القائمة على المشكالت (استرجاع المعلومات ‪،‬‬
‫(‬ ‫والتخطيط للعمل) ‪ ،‬أي بذل جهود معرفية وسلوكية لتغيير الموقف والتركيز على المشكلة‪.‬‬
‫‪)Bruchon-Schweitzer , 2006‬‬
‫عالج األلم‬
‫األلم عبارة عن "تجربة حسية وعاطفية غير سارة ‪ ،‬مرتبطة بتلف األنسجة الفعلي أو المحتمل ‪،‬‬
‫أو الموصوفة من حيث الضرر"‪ .‬لذلك سوف يهتم عالم النفس بالبعد العاطفي‪ ،‬والمعبر عنه فيما‬
‫يتعلق بخطورة الضرر ومعدالت شدة األلم‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظريات علم النفس الصحي‬
‫‪Attribution Theory‬‬ ‫‪ -1‬نظرية العزو‬
‫‪Harold‬‬ ‫‪ ،Fritz‬وهارول د كيلي‬ ‫‪Heider‬‬ ‫نظري ة الع زو هي نظري ة طوره ا فري تز هاي در‬
‫‪ ،Bernard‬وهي نظري ة تختص ب الطرق ال تي يفس ر فيه ا الن اس‬ ‫‪Weiner‬‬ ‫‪ ،Kelley‬بيرن ارد ف اينر‬
‫سلوك اآلخرين أو أنفسهم مع أمر آخر (‪.)Moskowitz, 2005‬‬
‫الخطأ األساسي في نظرية العزو هو ميلنا إلى تفسير سلوك شخص ما استناًد ا إلى العوامل‬
‫الداخلي ة مث ل التص رفات الشخص ية‪ ،‬وتقليلن ا من أهمي ة ت أثير العوام ل الخارجي ة على س لوك‬
‫هذا الشخص مثل التأثيرات الطارئة التي تحدث تحت ظروف معينة‪ .‬في الحقيقة أحياًن ا تكون‬
‫افتراضاتنا صحيحة ولكن الخطأ األساسي في هذه النظرية هو ميلنا إلى شرح سلوك اآلخ رين‬
‫استناًد ا إلى السمات الشخصية خاصًة عندما يكون هذا السلوك سلبي‪.‬‬
‫عندما يتعلق األمر بتفسير سلوكنا فمن المرجح أن نفعل عكس ذلك‪ .‬بعبارة أخرى‪ ،‬نحن نمي ل‬
‫إلى تبرير سلوكنا حسب التأثيرات والظروف الخارجية ألننا على دراية بظروفنا الخاصة‪.‬‬
‫‪Lieu de Control de la Santé‬‬ ‫‪ -2‬نظرية التحكم أو الضبط الصحي‬
‫اعتمدت هذه النظرية في نشأتها مع بداية الثمانينات على أحد أبعاد نظرية العزو وهو البعد‬
‫الداخلي مقابل البعد الخارجي في نشأة أسلوب العزو‪ .‬وذلك من خالل تطبيق هذا البعد في‬
‫مجال الصحة للتحدث عن مفهوم مركز التحكم الصحي‪.‬‬
‫‪ )Rotter,‬إلى كيفي ة إدراك‬ ‫(‪1966‬‬ ‫يش ير مفه وم مرك ز التحكم عام ة وال ذي ج اء ب ه روت ر‬
‫األف راد لم دى ق درتهم على التحكم في النت ائج المرتبط ة بس لوكياتهم‪ .‬وهم ب ذلك ينقس مون إلى‬
‫‪ )lieu‬يعتقدون بقدرتهم‬ ‫(‪de control interne‬‬ ‫نوعين من األفراد‪ ،‬أفراد ذووا مركز تحكم داخلي‬
‫على التحكم الذاتي والتأثير على األحداث والسيطرة عليها‪ .‬وأفراد ذوو مركز تحكم خارجي‬
‫يعتقدون بأن عملية التحكم في النتائج المرتبطة بسلوكياتهم تخضع‬ ‫(‪)lieu de control externe‬‬

‫لقوى وعوامل خارجية كالحظ وتأثير ذوي السلطة والنفوذ (فاطمة الزهراء الرزوق‪.)2015 ،‬‬
‫يعت بر مرك ز التحكم من المتغ يرات األساس ية في الت أثير على الص حة النفس ية‪ ،‬حيث يرتب ط‬
‫البعد الخارجي لمركز التحكم بكل من العصابية والقلق والسلبية في التفاعل االجتماعي‪ .‬بينما‬
‫يزيد مستوى التوافق النفسي االجتماعي كلما كان مركز التحكم داخليا (عثمان يخلف‪)2001 ،‬‬
‫وحسب نظرية التحكم الصحي‪ ،‬فإن هناك بعدين أيضا لمركز ضبط الصحة والتحكم فيها‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫بع د داخلي وآخ ر خ ارجي‪ .‬حيث يعتق د أص حاب مرك ز التحكم الص حي ال داخلي أن حماي ة‬
‫صحتهم واالرتقاء بها هي مسؤولية تقع عليهم وحدهم‪ ،‬بما يقومون به من ممارسات سلوكية‬
‫ص حية وقائي ة‪ .‬على عكس أص حاب مرك ز التحكم الخ ارجي ال ذين ي رون أن الص حة تت أثر‬
‫بعوامل خارجية كالحظ وأن حماية صحة األفراد وترقيتها تقع على ع اتق الع املين في مجال‬
‫الصحة من مسئولين وأطباء‪.‬‬
‫لقد بينت نتائج البحوث والدراسات التي تبنت نظرية التحكم الصحي أن هناك عالقة دالة بين‬
‫ممارسة السلوكات المرتبطة بالصحة وبين مركز التحكم الصحي الداخلي‪ .‬حيث أش ارت ه ذه‬
‫النت ائج إلى أن مرك ز التحكم الص حي ال داخلي يرف ع من مس توى االس تعداد والرغب ة في‬
‫‪)Seeman,‬‬ ‫(‪1991‬‬ ‫ممارس ة الس لوكات الص حية الوقائي ة‪ ،‬على عكس مرك ز التحكم الخ ارجي‬
‫وأن مركز التحكم الداخلي ال يوجه فقط السلوك الصحي الوقائي‪ ،‬بل يعمل أيضا على تفعيل‬
‫أسلوب المواجهة (‪ )Coping‬أو التعامل مع وضعية المرض ‪,‬‬
‫( ‪Marks et al, 1986 ; Holtenhof et al‬‬
‫‪.)2000‬‬

‫إن نظري ة مرك ز التحكم الص حي وح تى وإ ن ب رهنت على قوته ا من خالل اس تخداماتها‬
‫الواس عة في ش رح العالق ة بين الص حة والس لوك في مج االت التربي ة الص حية‪ ،‬والوقاي ة‬
‫والتعام ل م ع وض عيات الم رض‪ ،‬إال أنه ا لم تس لم من االنتق ادات‪ .‬ولع ل أبرزه ا م ا يتعل ق‬
‫ببع دي مرك ز التحكم‪ ،‬ال داخلي والخ ارجي الل ذان يظه ران في النظري ة وكأنهم ا قط بين‬
‫منفص لين‪ .‬بمع نى إم ا أن يك ون الف رد ذو بع د داخلي في مرك ز تحكم ه الص حي وبش كل دائم‬
‫زمنيا وبنسبة مطلقة من الثبات‪ ،‬وإ ما أن يكون ذو بعد خارجي‪ ،‬وهو ما ال يتطابق دائما مع‬
‫الواقع‪.‬‬
‫ل ذا يجب النظ ر إلى مرك ز التحكم كمتص ل واح د طرف اه الجانبي ان هم ا الض بط أو التحكم‬
‫الداخلي والخارجي وأن األفراد يقعون على نقاط ومواضع بينهما‪ ،‬فينتج عن ذلك أن هناك‬
‫(‪Hjell and‬‬ ‫ع ددا قليال منهم‪ ،‬ه و ذوو توج ه داخلي أو خ ارجي بدرج ة كب يرة وثابت ة نس بيا‬
‫‪.)Ziegler,‬‬ ‫‪1992‬‬

‫في نفس السياق وفي إطار االنتقادات الموجهة لنظرية الضبط الصحي‪ ،‬أشارت دراسة قام‬
‫به ا عثم ان يخل ف وزمالئ ه (‪ )1997‬إلى أن مرك ز التحكم الص حي يت أثر بالمعطي ات الثقافي ة‬
‫ال تي تجع ل من مرك ز التحكم الص حي الخ ارجي مص در ق وة ب دال من أن يك ون مص درا‬
‫لإلحساس بالعجز والتشاؤم‪ ،‬فيرفع من مستوى الرغبة واالستعداد لممارسة السلوك الصحي‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫حيث بينت نت ائج ه ذه الدراس ة أن ذوي مرك ز التحكم الخ ارجي في عين ة البحث ك انوا أك ثر‬
‫ميال من ذوي مركز التحكم الداخلي لممارسة السلوكات الصحية الوقائية‪.‬‬
‫ومن جانبنا‪ ،‬فإننا نرى أن عدم االنسجام في النتائج بين الدراسات المتعلقة بالبحث في عالقة‬
‫مرك ز التحكم الص حي بالس لوك المرتب ط بالص حة‪ ،‬ق د يع ود إلى ع دم االتف اق ح ول المع نى‬
‫المعطى لمفهوم التحكم أو الضبط‪ ،‬من حيث هو خاصية من خصائص الفرد أم هو خاصية‬
‫من خص ائص الوض عية مح ل التعام ل‪ .‬ه ذا األم ر ال ذي ي دفع إلى ض رورة أخ ذ ه ذا المفه وم‬
‫من زواي ا متع ددة إذا م ا اتف ق على أن ه واح دا من بين المح ددات ال تي تق ف وراء توجي ه‬
‫السلوك المرتبط بالصحة‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن اعتماد فكرة تفاعل مفهوم مركز التحكم الصحي مع‬
‫متغيرات الشخصية األخرى من جهة‪ ،‬ومعطيات البيئة الخارجية من جهة أخرى‪ ،‬هو الذي‬
‫سيعطي لمفهوم مركز التحكم الصحي بعده التنبؤي العميق‪.‬‬
‫ع‪:‬‬ ‫المرج‬
‫الصحي ‪Behavior psychological change‬‬ ‫‪ -3‬نموذج القناعة الصحية أو نموذج المعتقد‬
‫لدراس ة‬ ‫‪1966‬‬ ‫ه و عب ارة عن نم وذج للتغي ير تم وض عه من قب ل" إروين روزنس توك" في ع ام‬
‫وتش جيع اإلقب ال على الخ دمات الص حية‪ .‬وق د تم تعزي ز وتط وير ه ذا النم وذج من‬
‫قب ل" بيك ر وزمالؤه" في الس بيعنات والثمانين ات‪ .‬وق د أج ريت تع ديالت على ه ذا النم وذج فيم ا‬
‫وذل ك الس تيعاب النت ائج واألدل ة ال تي تم التوص ل إليه ا في مج ال‬ ‫‪1988‬‬ ‫بع د في أواخ ر ع ام‬
‫الصحة حول الدور الذي تلعبه كل من المعرفة والتصورات في المسؤولية الشخصية‪.‬‬
‫في بداي ة األم ر تم تص ميم ه ذا النم وذج للتنب ؤ باالس تجابات الس لوكية للعالج ال ذي يتلق اه‬
‫األشخاص الذين يعانون من أمراض حادة ومزمنة‪ ،‬ولكن في السنوات األخيرة تم استخدام هذا‬
‫النموذج للتنبؤ بالسلوكيات الصحية العامة‪.‬‬
‫‪ -‬التركيب البنائي للنموذج‬
‫لقد احتوى النموذج على العناصر البنائية التالية‪:‬‬
‫إدراك القابلية (تقييم الفرد إلمكانية اإلصابة بالمرض أو العدوى(‬ ‫‪‬‬

‫إدراك الخطورة (تقييم الفرد لخطورة الوضع وأثاره المحتملة(‬ ‫‪‬‬

‫إدراك الحواجز (تقييم الفرد للتأثيرات التي تسهل أو تثبيط تبني السلوك المعزز(‬ ‫‪‬‬

‫إدراك الفوائد (تقييم الفرد للنتائج اإليجابية لتبني السلوك(‬ ‫‪‬‬

‫‪10‬‬
‫ولقد تمت إضافة مجموعة من المتغيرات لهذا النموذج لربط األنواع المختلفة لإلدراك بالس لوك‬
‫الصحي المتوقع وهي‪:‬‬
‫‪ -‬المتغيرات الديموغرافية أو سكانيه (مثل العمر والجنس والعرق والمهنة(‬
‫‪ -‬المتغ يرات االجتماعي ة والنفس ية (مث ل الحال ة االجتماعي ة واالقتص ادية والشخص ية‪،‬‬
‫واستراتيجيات المواجهة)‬
‫‪ -‬إدراك الفعالية (التقييم الذاتي للفرد على القدرة على التبني بنجاح للسلوك المطلوب(‬
‫‪ -‬التأثيرات الخارجية التي تعزز السلوك المطلوب‬
‫‪ -‬الحوافز الصحية‬
‫‪ -‬إدراك مدى سيطرة الفرد على المرض (مقياس لمستوى الكفاءة الذاتية(‬
‫‪ -‬إدراك التهديد الناجم عن عدم إتباع السلوك الصحي‬
‫إن التنب ؤ ال ذي يق وم ب ه ه ذا النم وذج يتمث ل في م دى احتمالي ة قي ام الف رد ب اإلجراءات الص حية‬
‫الموصى بها (مثل اإلجراءات الصحية الوقائية والعالجية(‬
‫وتس هم القناع ات الص حية ال تي ترتب ط م ع المتغ يرات االجتماعي ة والديموغرافي ة والظ روف‬
‫الموقفية في بناء أو تشكيل االعتقادات الفردية لنهج السلوك الصحي أو اتخاذ إجراءات التأمين‬
‫الص حي‪ .‬ف إذا م ا اعت بر الم دخن مثًال أن ص حته غ ير مه ددة أو اعتق د أن ه لن ي ؤثر على احتم ال‬
‫إصابته بالسرطان إذا توقف عن التدخين‪ ،‬فالنتيجة أنه لن يقلع عن التدخين‪.‬‬
‫‪ -4‬نظرية الدافع إلى الحماية‬
‫الحاجة إلى األمان ‪:Safety Needs‬‬
‫بمجرد أن يشبع الفرد حاجات الفسيولوجية بطريقة مرضية‪ ،‬فإنه ينتقل إلى حاجات األمان وع دم‬
‫الخوف من خالل تأمين حياته وحمايتها من أي خطر يحدق به أو يهدد حياته‪ ،‬بمعنى الحاجة إلى‬
‫االطمئن ان على ص حته من خالل أنظم ة األمن الص ناعية والتأمين ات االجتماعي ة والرعاي ة‬
‫الصحية وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬تتميز الشخصية بالقدرة على حماية نفسها من األشخاص السلبيين أو التأثيرات الداخلية‪.‬‬
‫‪ -‬الحماية النفسية للشخصية موجودة في كل كائن بشري‪ ،‬إال أنها تختلف في درجة الشدة‪.‬‬
‫‪ -‬الحماي ة النفس ية ت وفر الص حة النفس ية والعقلي ة‪ ،‬وتحمي "الأن ا" من اإلجه اد‪ ،‬والقل ق المتزاي د‪،‬‬
‫واألفكار السلبية‪ ،‬المدمرة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫يق وم نم وذج الحاج ة إلى الحماي ة على التمث ل المع رفي للمعلوم ات المه ددة للص حة من جه ة ثم‬
‫اتخاذ القرارات المناسبة والقيام باإلجراءات المالئمة وبالتالي القدرة على تبني السلوك الصحي‪.‬‬
‫يتضمن هذا النموذج التفريق بين المركبات األربعة التالية‪:‬‬
‫المتعلقة بتهديد الصحة‪.‬‬ ‫‪severity‬‬ ‫‪ -1‬الدرجة المدركة من الخطورة‬
‫بهذه التهديدات الصحية‪.‬‬ ‫‪vulnerability‬‬ ‫‪ -2‬القابلية المدركة لإلصابة‬
‫إلجراء ما‪ ،‬بهدف الوقاية أو إزالة التهديد الصحي‪.‬‬ ‫‪response effectiveness‬‬ ‫‪ -3‬الفاعلية المدركة‬
‫لمواجهة الخطر‪.‬‬ ‫‪self efficacy‬‬ ‫‪ -4‬توقعات الكفاءة الذاتية‬
‫‪ -5‬نظرية الفعل المعقول‬
‫ال تركز هذه النظرية على السلوك نفسه وإ نما تركز على تشكل النوايا (تشكيلة المحددات‬
‫الممكنة للنوايا السلوكية)‪ .‬وتتحدد المقاصد أو النوايا في التصرف من خالل عاملين هما‪:‬‬
‫‪ -‬الميول واالتجاهات التي يحملها الشخص نحو سلوك ما‪.‬‬
‫‪ -‬النظرة التي تتشكل لدى الفرد في ضوء التوقعات المنتظرة من طرف اآلخر‪.‬‬
‫تشكل القناعات المعيارية والشخصية صلب الرصيد المعرفي لمركبات هذا النموذج النظري‪،‬‬
‫حيث ترتب ط القناع ات الشخص ية من خالل إدراك النت ائج من خالل التقييم ات‪ .‬أم ا القناع ات‬
‫المعياري ة ترتب ط بالتوقع ات ال تي ينتظره ا الش خص من المجموع ات ال تي تمث ل ل ه اإلط ار‬
‫المرجعي‪.‬‬
‫) فإن نية الفرد من أجل‬ ‫(‪Bandora, 1977, 1986‬‬ ‫وطبقًا لنظرية توقعات الكفاءة الذاتية لباندورا‬
‫القيام بالسلوك الصحي ال تحدث إال بعد توفر اإلرادة وإ دراك واقتناع الشخص بالنتائج‬
‫المرجوة (‪ )outcome expectance‬أي على الشخص أّال يعتقد فقط أن التدخين مضر بالصحة مثًال‬
‫من أجل أن يتوقف عن التدخين وإ نما عليه أن يكون مقتنعًا على أنه قادر على تحمل عملية‬
‫اإلقالع الصعبة عن التدخين‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ثالثا‪ :‬مفهوم المعتقدات السلوكية والمعيارية والتحكم‬
‫‪ -1‬مفهوم المعتقدات السلوكية‬
‫االعتق اد الس لوكي ه و االحتم ال الشخص ي‪ ،‬أي الاحتم ال ال ذي يض عه الف رد ألم ر م ا ب أن ه ذا‬
‫السلوك سوف يقود إلى نتيجة معينة‪ .‬على الرغم من أن الشخص قد يملك العدي د من المعتق دات‬
‫الس لوكية فيم ا يتعل ق ب أي قض ية إال ان ه ال يس تطيع إيج اد الحل ول المناس بة لمواجهته ا في ك ل‬
‫الح االت‪ ،‬حيث يف ترض أن ه ذه المعتق دات ال تي يملكه ا الف رد باالش تراك م ع التق ييم الشخص ي‬
‫للنتائج المتوقعة هي التي تحدد الموقف السائد تجاه السلوك‪.‬‬
‫ذل ك االقتن اع الراس خ بم ا تحوي ه تل ك المعتق دات على اختالف درجاته ا وتع دد أص ولها س واء‬
‫أك انت مكتس بة أو موروث ة ليس بالض رورة دلي ل على ص حة المب ادئ والتع اليم المنطوي ة تحت‬
‫ألوية المعتقدات‪ ،‬حيث أن هناك معتقدات سليمة تسعى من أجل تحرير عقل اإلنسان وحمايته‬
‫من الوقوع في المرض‪ ،‬أيضا هناك معتقدات فاسدة تجعل الفرد أسيرا ألنماط سلوكية سيئة‪.‬‬
‫ل ذا ف إن اإلنس ان هو الالعب الرئيس في تكوين المعتق دات وتوجيهها نحو مختلف االتجاه ات‪،‬‬
‫فإم ا تتس م بمالمح التعص ب واالنغالق والتط رف‪ ،‬وإ م ا تتل ون بص فات االنفت اح والتعددي ة‬
‫ومرونة التعامل‪ ،‬وذلك كله بفعل اإلنسان الذي يملك فنون إدارة المعتقدات والمهارات المتعلقة‬
‫بها‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهوم المعتقدات المعيارية‬
‫هي تصورات الفرد حول مدى اعتقاد األشخاص اآلخرين المهمين بالنسبة له بم‪GG‬ا ينبغي أو ال‬
‫ينبغي القي‪GG‬ام ب‪GG‬ه من س‪GG‬لوكات معين‪GG‬ة‪ ،‬وهي تش‪GG‬ير إلى التوقع‪GG‬ات الس‪GG‬لوكية المرج‪GG‬وة لف‪GG‬رد أو‬
‫مجموع‪GG‬ات مرجعي‪GG‬ة مهم‪GG‬ة ك‪GG‬الزوج واألس‪GG‬رة األص‪GG‬دقاء والمعلم والط‪GG‬بيب والمش‪GG‬رف وزمالء‬
‫العم ‪GG‬ل‪ ،‬أي م ‪GG‬دى رغب ‪GG‬ة الف ‪GG‬رد في التص ‪GG‬رف بش ‪GG‬كل متواف ‪GG‬ق م ‪GG‬ع توقع ‪GG‬ات وص ‪GG‬فات اآلخ ‪GG‬رين‬
‫المهمين بالنسبة ل‪G‬ه‪ .‬ومن المتوق‪G‬ع أن ه‪G‬ذه المعتق‪G‬دات المعياري‪G‬ة المقترن‪G‬ة م‪G‬ع داف‪G‬ع الش‪G‬خص‬
‫لالمتثال لمختلف المراجع أن تحدد المعيار الشخصي السائد‪.‬‬
‫‪ -3‬مفهوم معتقدات التحكم‬
‫معتق دات التحكم ترتب ط بالق درة على إدراك المعطي ات ال تي ق د تس هل أو تعي ق أداء الس لوك‪ ،‬يف ترض أن‬
‫معتقدات التحكم تحدد السيطرة السلوكية المحسوسة السائدة‪ ،‬وكلما كانت السيطرة السلوكية المحسوسة جيدة‬
‫كلما كانت النية للتنبؤ السلوكي قوية‪ .‬أي تقوم معتقدات التحكم بمعالجة اإلدراك ومستوى تغيير السلوك في‬
‫ضوء المتغيرات العاطفية كالتهديد‪ ،‬والخوف‪ ،‬والمزاج والمشاعر السلبية أو اإليجابية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫رابعا‪ :‬علم النفس الصحة والعالج النفسي‬
‫‪ -1‬مفهوم السلوك‬
‫السلوك هو كل فعل أو نشاط يصدر عن الفرد‪ ،‬ومن خصائص السلوك أنه ليس ثابتا بل متغير‪،‬‬
‫والسلوك قد يكون فرديا وجماعيا وعفويا كما قد يكون غير إرادي‪ ،‬كما يمكن أن يكون سويا أو‬
‫شاذا‪ .‬ولدينا نوعين من السلوك‪:‬‬
‫السلوك االستجابي‪ :‬هو السلوك الذي يرتبط بوجود مجموعة من المحفزات‪ ،‬أو العوامل التي‬
‫ت ؤدي إلى حدوث ه عن طري ق ت أثر األش خاص ب ه‪ ،‬أي يق وم على أس اس المث ير واالس تجابة‪ ،‬أو‬
‫الفعل ورد الفعل‪.‬‬
‫الس‪GG‬لوك اإلج‪GG‬رائي‪ :‬ه و الّس لوك ال ذي يت أثر بالبيئ ة ال تي تحي ط ب الفرد كالت أثيرات االقتص ادية‪،‬‬
‫والسياسية‪ ،‬واالجتماعية واألسرية ‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -2‬شروط المعالجة النفسية‬
‫من شروط المعالجة النفسية الفحص النفسي الجيد للوصول إلى التشخيص الدقيق‪ ،‬تم التأكد من‬
‫رغب ة الم ريض في العالج‪ ،‬والحف اظ على س رية البيان ات‪ ،‬واإلخالص المه ني وإ عط اء أهمي ة‬
‫للمفحوص‪ ،‬ثم العمل كفريق واحترام اختصاص الزمالء‪ .‬ومن الشروط الخاصة بالمعالج ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون المعالج مؤهال تأهيال علميا لعملية العالج وأن يكون ملما بالعلوم الطبية ولو‬
‫بصورة إجمالية‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يتمتع المعالج بقدرات فنية عالية وذو شخصية قوية‪ ،‬وله القدرة على تكوين عالقة‬
‫متينة مع المريض‪ ،‬يجب أن يلمس المريض في شخصية المعالج الثقة واألمل في الشفاء‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون الجو العالجي مشبع باألمن والفهم والتقبل في مكان هادئ ومناسب‪.‬‬
‫‪ -3‬العالقة العالجية‬
‫تح دث العالق ة العالجي ة الموجب ة عن دما ينجح المع الج في توطي د العالق ة م ع الم ريض من‬
‫خالل فهم ثقافة المريض‪ ،‬واالطالع على أفكاره وآرائه وطبيعة ميوالته واتجاهاته ومشاعره‬
‫وانفعاالته ودوافعه ورغباته وردود فعله إزاء مختلف المواقف التي مر بها وكيفية مواجهتها‪.‬‬
‫‪ -‬وضع خطة عالجية تعتمد على اإلصغاء لحديث المريض عن مشكالته بكل وضوح وحرية‬
‫وبدون خوف أو توتر أو خجل‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬االس تجابة الموجب ة من ط رف المع الج وال تي تتس م بالتقب ل والتق دير واالح ترام والرغب ة‬
‫الصادقة في مساعدة المريض‪.‬‬
‫‪ -4‬التفاعل واالتصال بين المريض والمعالج‪ ،‬ذلك أن االتصال يعتبر وسيلة هامة أثناء عملية‬
‫العالج ق د تع زز أو تق وض عملي ة العالج‪ ،‬وتش مل عملي ة االتص ال اللفظي وغ ير اللفظي‬
‫كالتلميحات واإلشارات باللباس والوضعيات والجسد‪ ،‬وقد يكون رمزيا له معاني ضمنية كامنة‬
‫تختلف عن معناه الظاهري‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه عناية كبيرة لكل شيء يبديه المريض فمنها ما يقف عنده ومنها ما يتخط اه والمطل وب‬
‫من المعالج أن يبدي استجابات بنائه على شكل شرح وتفسير وتوضيح وتأكيد وإ يحاء ومشاركة‬
‫وجدانية‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يختار المعالج الوقت المناسب الستجاباته‪.‬‬
‫‪ -5‬التفري‪G‬غ االنفع‪G‬الي‪ ،‬يعت بر التفري غ االنفع الي محك ا أساس يا لنج اح العالق ة العالجي ة وبمثاب ة‬
‫تطهير للشحنات النفسية‪ ،‬ويحدث ذلك حينما يعبر المريض عن إحباطاته وصراعاته ورغباته‬
‫ومخاوف ه ون واحي قلق ه وأنم اط س لوكه‪ ،‬في ج و خ ال من الل وم واألحك ام األخالقي ة أو العق اب‪.‬‬
‫حيث يمكن أثن اء عملي ة التفري غ االنفع الي أن تت دخل ميكانيزم ات الدفاعي ة كاإلنك ار والتك وين‬
‫العكسي واإللغاء نتيجة لتدخل االنفعاالت المؤلمة كاالشمئزاز والشعور بالذنب والخجل‪.‬‬
‫‪ -6‬التفسير‪ :‬إيض اح م ا ليس واض ح‪ ،‬وإ فه ام م ا ليس مفهوم ا واس تنتاج المع اني الكامن ة وراء‬
‫الخ برات النفس ية للم ريض‪ .‬يمكن أن يك ون التفس ير واض حا وس ليما ومنطقي ا ح تى يقبل ه‬
‫الم ريض‪ ،‬وبلغ ة يفهمه ا الم ريض ومن أهداف ه‪ :‬طمأن ة الم ريض وتقلي ل اللج وء إلى اس تخدام‬
‫الميكانيزمات الدفاعية‪.‬‬
‫إحداث تغير في إدراك المريض للخبرات ثم إحداث تغيير في معرفة المريض لنفسه ومش اعره‬
‫وتنمية بصيرته‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار اختيار الوقت المناسب لتقديم التفسير ويرجع ذلك إلى‬
‫تق دير المع الج ومعرف ة ال وقت ال ذي يجع ل في ه شخص ية الم ريض أك ثر تقبال وتحمال لعملي ة‬
‫التفسير‪ ،‬ومن الخطأ اإلسراع بعملية تقديم التفسير فقد يؤدي إلى الفزع والقلق وبالتالي اللجوء‬
‫إلى المقاوم ة ورفض متابع ة العالج‪ .‬كم ا يجب مراع اة ض رورة أن يتناس ب عم ق التفس ير م ع‬
‫مس توى اس تيعاب الم ريض وال يجب على المع الج أن يك ثر من التفس ير ب ل يجب علي ه أن يق دم‬
‫ذلك بشكل متدرج‪ ،‬وعلى المعالج أن يراقب تصرفاته جيدا أثناء هذه العملية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -7‬االستبص‪GGG‬ار‪ :‬عن دما يص ل الم ريض إلى درج ة من فهم وكمعرف ة مص ادر اض طرابه‬
‫ومشكالته سيتعرف حتما على نواحي قوته وضعفه فيصل المريض إلى درجة من استبصار‬
‫ذاته تمكنه من تكوين إستراتيجية معينة‪ ،‬يواجه بها ضغوطات الحياة اليومية‬
‫‪ -8‬التعليم وإ عادة التعليم‪ :‬التعلم التدريجي لحرية التعبير وإ قامة اتصال مناسب مع اآلخرين‬
‫عوامل أساسية للتفريغ االنفعالي‬
‫‪ -‬حث المريض على تجنب الخبرات المؤلمة وإ عادة تعرضه إلى مواقف سارة‪.‬‬
‫‪ -‬إع ادة التنظيم اإلدراكي للم ريض وذل ك من خالل تك وين م دركات جدي دة وهن ا تعت بر عملي ة‬
‫العالج النفسي عملية نمو تشمل النمو العقلي واالنفعالي واالجتماعي وبالتالي نمو سليم لمفهوم‬
‫الذات‪.‬‬
‫‪ -‬عملية التعلم تقوم على توجيه وإ رشاد المريض لتعلم أساليب جديدة للتوافق وحل المشكالت‪،‬‬
‫واالستجابة للمثيرات المؤلمة في هدوء انفعالي‪.‬‬
‫‪ -‬انتق ال أث ر الت دريب إلى الع الم الخ ارجي عن طري ق عملي ة التعليم حيث يعمم الم ريض م ا‬
‫تعلمه على سائر الناس والمواقف في البيئة التي يعيش فيها‪.‬‬
‫‪ -9‬تعديل وتغيير السلوك‪:‬‬
‫تع ديل الس لوك ه و عب ارة عن إع ادة تأهي ل وتوجي ه س لوك األف راد عن طري ق مس اعدتِه م على‬
‫التخلي عن سلوك معين‪ ،‬والعمل على تطبيٍق سلوك جديد‪ .‬أي العملية أو الوسيلة التي تس اعد‬
‫على تق ويم الّس لوك الف ردي‪ ،‬باالعتم اد على مجموع ة من القواع د ال تي تنّظم س لوك الف رد من‬
‫خالل تط بيق العدي د من التغي يرات الفكري ة واالجتماعي ة ال تي تس اهم في تعزي ز الس لوك الجدي د‬
‫والتخّلص ِم ن السلوك القديم‪.‬‬
‫خطوات تعديل السلوك‪ :‬يعتمد تطبيق تعديل السلوك على الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تحدي د الس لوك المس تهدف للعالج‪ ،‬أي تحدي د الس لوك المطل وب تعديل ه أو تفس يره أو تحدي د‬
‫العرض المطلوب إلغاؤه‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد المتغيرات التي تحيط بالسلوك المضطرب والعوامل المسئولة عن استمراره‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد خبرات ومواقف متدرجة يتم فيها إعادة التعلم أو التدريب‬
‫‪ -‬تعديل الظروف البيئية وذلك بتوفير مناخ يساهم في حدوث السلوك المرغوب‬

‫‪16‬‬
‫يجب أن يتض من التع ديل والتفس ير العناص ر التالي ة‪ :‬مفه وم ال ذات واالنفع االت غ ير الس وية‪،‬‬
‫األفكار والمعتقدات الخاطئة‪ ،‬االتجاهات الجامدة والمتعصبة‪ ،‬وكل ذلك يساهم في نمو بصيرة‬
‫المريض عن نفسه وبيئته ومجتمعه‪.‬‬
‫‪ -‬يتناول تعديل الشخصية البناء الوظيفي للشخصية‪ ،‬ويحدث التغيير في الشخصية نتيجة نمو‬
‫بصيرة المريض بالتعلم وإ عادة التعلم وعلى اثر ذلك يكون المريض أفكار جديدة أكثر واقعية‬
‫ومرونة فيشعر أنه أكثر استقاللية وثقة بنفسه وأكثر عزيمة في حل مشكالته‪.‬‬
‫‪ -‬طلب المس اعدة والتع اون من أف راد عائل ة الم ريض قص د جم ع المعلوم ات أو المس اعدة في‬
‫تدليل الصعوبات‪.‬‬
‫‪ -‬تق ييم النت ائج ال تي تم التوص ل إليه ا ومتابع ة طبيع ة تغ ير س لوك الف رد ع بر ش بكات التق ييم‬
‫الشخصي‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫خامسا‪ :‬إسهامات التدخل العالجي من منظور علم النفس اإليجابي في علم النفس الصحة‬
‫يتج ه الت دخل العالجي لعلم النفس اإليج ابي نح و عالج المش كالت النفس ية الناجم ة عن األم راض‬
‫العض وية‪ ،‬ويعم ل على الوقاي ة منه ا والتمت ع بج ودة الحي اة‪ ،‬حيث تكمن إس هامات علم النفس‬
‫اإليج ابي أساس ا في تدخالت ه اإليجابي ة لتحدي د وبن اء نق اط الق وة على مس توى الشخص ية‪ ،‬والعم ل‬
‫على األس لوب المع رفي التوض يحي‪ ،‬والبحث عن مع نى الحي اة‪ .‬وتش ير الدراس ات الس ابقة أن‬
‫التدخالت النفسية اإليجابية كانت فعالة بشكل خاص في عالج االكتئاب والقلق‪.‬‬
‫يقوم العالج النفسي من منظور علم النفس اإليجابي حسب (‪)Schwartz & Sharpe, 2006‬‬
‫على بعث األم ل‪ ،‬وتش جيع المفح وص على تب ني االس تراتيجيات ال تي تمث ل ج وهر علم النفس‬
‫اإليج ابي ك البحث عن م واطن الق وة في الشخص ية كالش جاعة‪ ،‬ومه ارات التعام ل م ع اآلخ رين‪،‬‬
‫والعقالني ة‪ ،‬وتنمي ة البص يرة‪ ،‬والتف اؤل‪ ،‬والمث ابرة‪ ،‬والواقعي ة‪ ،‬واالس تمتاع بمب اهج الحي اة‪،‬‬
‫والمسؤولية الشخصية ‪ ،‬وتحديد األهداف‪.‬‬
‫‪ -1‬الوقاية اإليجابية‬
‫يعتبر مؤتمر الجمعية األمريكية لعلم النفس عام ‪ 1998‬في سان فرانسيسكو‪ ،‬المنطلق األساسي‬
‫في التفكير الجدي حول نقاط القوة التي يجب أن يتمتع بها اإلنسان واستثمارها كمنهج وقائي‬
‫من االض طرابات النفس ية والعقلي ة‪ :‬كالش جاعة‪ ،‬والتفك ير اإليج ابي في المس تقبل‪ ،‬والتف اؤل‪،‬‬
‫ومه ارات التعام ل م ع اآلخ رين‪ ،‬واإليم ان‪ ،‬وأخالقي ات العم ل‪ ،‬واألم ل‪ ،‬والص دق‪ ،‬والمث ابرة‪،‬‬
‫والق درة على العط اء والبص يرة‪ .‬لق د اهتم ه ذا الم ؤتمر بكيفي ة تط وير شخص ية الش باب ليواج ه‬
‫التحديات التي يفرضها عليه القرن الجديد‪ ،‬والتفكير في علم ينمي القوى البشرية وتعزيز القيم‬
‫والفضائل‪ ،‬وذلك باكتساب شخصية فعالة‪ ،‬وقيم قوية تدفعه نحو تحرك طاقاته لمواجهة مختلف‬
‫الشدائد الظروف الصعبة للحياة‪.‬‬
‫‪ -2‬العالج النفسي اإليجابي‬
‫العالج النفسي اإليجابي حسب "رشيد وأسترمان " (‪ )Rashid & Ostermann, 2009‬يقوم‬
‫على أس اس الإرش اد والعالج المباش ر والموج ه‪ ،‬ويس تخدم فني ات نفس ية وتربوي ة ومعرفي ة‬
‫وانفعالي ة لمس اعدة العمي ل لتص حيح أفك اره ومعتقدات ه الس لبية ال تي يص احبها خل ل انفع الي‬
‫واض طراب س لوكي إلى أفك ار ومش اعر ومعتق دات إيجابي ة يص احبها ض بط انفع الي وس لوكي‬
‫سوي‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫يهدف العالج النفس اإليجابي إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تغيير تفكير اإلنسان السلبي عن ذاته وعن اآلخرين‬
‫‪ -‬دراس ة خص ائص الس لوك الس وي وقواع ده األساس ية‪ ،‬أك ثر من ترك يزه على الس لوك‬
‫المضطرب وأسبابه‬
‫‪ -‬الترك يز على مك امن الق وة النفس ية ل دى اإلنس ان كاألم ل والس عادة والطمأنين ة والقناع ة‪ ،‬مّم ا‬
‫يؤدي إلى االستقرار النفسي والتغلب على الضغوط النفسية‪.‬‬
‫ينظ ر علم النفس اإليج ابي أن األفك ار واالنفع االت والس لوك هي عملي ات نفس ية مترابط ة‬
‫ومتفاعل ة ومتداخل ة‪ ،‬حيث يرك ز العالج اإليج ابي على مب دأ فهم الج انب اإليج ابي للتجرب ة‬
‫اإلنس انية ودراس ة وفهم األم راض النفس ية واالض طرابات وتحس ينها‪ ،‬حس ب "س تيفن ولينلي" (‬
‫‪ )Linley, Joseph, Harrington, and Wood, 2006‬ال يركز العالج اإليجابي فقط على‬
‫التقلي ل من ش دة األع راض الس لبية‪ ،‬ب ل يس اعد المفح وص على إدراك إمكانات ه‪ .‬يس تند العالج‬
‫النفس ي اإليج ابي‪ ،‬ال ذي ط وره "نوس رت باسش يكيان" ‪ ،Nossrat Peseschikian‬على أن‬
‫الطبيعة البشرية لإلنسان خيرة في جوهرها وأن كل شخص لديه أربع قدرات محددة‪ :‬العقلية‬
‫واالجتماعي ة والروحي ة والجس دية‪ .‬ه ذا الن وع من العالج النفس ي يق وم على البع د اإلنس اني‪،‬‬
‫والسيكودينامي‪ ،‬والبينثقافي العائلي‪ ،‬وذلك باستخدام تقنية القصص والتجارب متعددة الثقافات‪،‬‬
‫حيث يبدأ بتشجيع المفحوصين على التعرف أكثر على معاناتهم بطريقة جديدة وأكثر إيجابية‪،‬‬
‫تم دمج المفحوص في القصة حيث يلعب دوًر ا نشًطا في عملية الشفاء‪.‬‬
‫يرك ز العالج النفس ي اإليج ابي على تمكين المفح وص من اكتس اب المه ارات الالزم ة لتحقي ق‬
‫اإلحس اس ب التوازن ال داخلي معتم دا على جمي ع الق درات ال تي يمتلكه ا س واء ك انت جس مية أو‬
‫روحي ة أو عقلي ة أو عاطف ة‪ ،‬يتض من ه ذا الن وع من العالج على أس اليب متع دد التخصص ات‬
‫تشكل بصيرة واضحة للمفحوص تضعه أمام تحدي الظروف والتجارب والبيئة التي تحيط به‪،‬‬
‫وبالت الي الق درة على مواجه ة مش اكله بنفس ه من خالل الترك يز على المب ادئ التالي ة‪ :‬األم ل‪،‬‬
‫والتوازن‪ ،‬والفحص‪.‬‬
‫‪ -‬مبدأ األمل‬
‫يش ير ه ذا المب دأ إلى أن ه ب دًال من الترك يز على القض اء على أي اض طراب‪ ،‬يجب على العمي ل‬
‫أوًال فحص اضطرابه بشكل كامل وتحديد انعكاساته على شخصيته‪ ،‬في هذه الوضعية يرافق‬

‫‪19‬‬
‫المعالج المفحوص بهذه الصفة لمساعدته على إدراك الهدف الحقيقي لالضطراب ومساعدته‬
‫على رؤيته من منظور جديد‪ ،‬مثال تكون مشاعر االكتئاب ألول وهلة شديدة الغموض‪ ،‬وغالًب ا‬
‫م ا تك ون تعب يًر ا حقيقًي ا عن الص راعات الداخلي ة أو الخارجي ة أو انعك اس ل ردة فع ل الف رد‬
‫تجاهه ا‪ ،‬وتس تمر جه ود ك ل من المع الج والمفح وص في ه ذا االتج اه ح تى تتض ح ماهي ة ه ذا‬
‫االضطراب والوظيفة التي يؤديها وانعكاساته على تكيف وتوافق الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬مبدأ التوازن‬
‫ينطلق هذا المبدأ من أن كل شخص يمتلك مجموعة آليات للتكيف خاصة به‪ ،‬وإ ذا كانت آلية‬
‫التكي ف ض عيفة والشخص ية غ ير متزن ة‪ ،‬تظه ر حتم ا األع راض المرض ية الس لبية‪ ،‬وعلى ه ذا‬
‫األس اس يعم ل مب دأ الت وازن على إع ادة الق درة ال تي تتمث ل في الموائم ة واالنس جام م ع ال ذات‬
‫واآلخر والبيئة من أجل الحفاظ على التوازن‪.‬‬
‫‪ -‬مبدأ الفحص‬
‫ينطل ق ه ذا المب دأ من فك رة أن اإلحاط ة بالحال ة س يكولوجيا يجب أن يتض من خمس خط وات‬
‫مختلفة‪ :‬المالحظة‪ ،‬والمخزون‪ ،‬والدعم الموضعي‪ ،‬والتواصل‪ ،‬وتطوير األهداف‪.‬‬
‫‪ -3‬تقنيات العالج النفسي اإليجابي‬
‫يق وم العالج النفس ي اإليج ابي على أس اس بعض المس لمات والتعميم ات الخاص ة باإلنس ان‬
‫وطبيعت ه‪ ،‬وأس باب يأس ه‪ ،‬واض طرابه االنفع الي‪ ،‬وإ مكان ات اإلنس ان وقدرت ه على التغي ير‬
‫والضبط لمستقبله‪ .‬حيث يبدأ بربط العالقة مع المفحوص ملؤها العطف والثقة والتفهم لطمأنة‬
‫المفح وص وتهدئت ه‪ ،‬ثم يح اول المع الج تحدي د المش كلة كم ا هي مطروح ة في ال وقت ال راهن‬
‫وبالت الي التش خيص ال دقيق لالض طراب ال ذي يع اني من ه المفح وص ع بر أس اليب تقييمي ة‬
‫مستمرة‪ ،‬حيث يتم تحديد العرض الذي يعاني منه المفحوص ثم يتم تقييم مستوى جودة الحياة‬
‫والظروف التي تحيط بها باستخدام أدوات التقييم المستمر‪ ،‬ثم يتم تحليل االضطراب وتفسيره‬
‫في ض وء البع د الع اطفي والتفاع ل االجتم اعي‪ ،‬ومع نى الحي اة (‪Rashid & Ostermann,‬‬
‫‪.)2009‬‬
‫يعتمد العالج النفسي اإليجابي (‪ )PPT‬حسب "شوارتز وشارب" (‪Schwartz & Sharpe,‬‬
‫‪ )2006‬على التقني ات ال تي ت درس مختل ف األنش طة والخ برات ال تي م ر به ا الف رد على ح دة‬
‫به دف استكش اف م ا ه و إيج ابي لك ل منه ا‪ ،‬حيث يق وم المع الج بت ذكير المفح وص بتس جيل‬

‫‪20‬‬
‫التجارب التي واجهوها في الماضي والتي يواجهونها في الحاضر‪ ،‬ليتم تقييمها الحقا وبشكل‬
‫مستمر‪ .‬ويستخدم أساليب تعلم التفكير اإليجابي والمنطقي خالل العالج بهدف حل المشكالت‬
‫التي تواجهها الحالة‪.‬‬
‫حس ب "س يليجمان وس تين وب ارك وبيترس ون" (‪Seligman, Steen, Park,and Peterson,‬‬
‫‪ )2005‬يمكن مواجهة العوامل البيئية المسببة لمرض الفصام خاصة إذا كان الفرد يتسم باس تعداد‬
‫وراثي وذلك بتنمية المهارات الشخصية الفعالة‪ ،‬واكتساب الفضائل‪ ،‬والرفع من مستوى قدراته‬
‫التي تمثل نقاط القوة لديه من خالل تعزيز فكرة التفاؤل حتى تتأصل في الشخصية‪ ،‬وهي طريقة‬
‫معرفية تهدف إلى تحقيق التوازن بين األسلوب التوضيحي وتنمية نقاط القوة‪.‬‬
‫‪ -4‬آليات التغيير أثناء العالج النفسي اإليجابي‬
‫حس ب "رش يد وأس ترمان" (‪ )Rashid & Ostermann, 2009‬ته دف العدي د من تم ارين‬
‫العالج النفس ي اإليج ابي إلى إع ادة تنش يط االنتب اه وال ذاكرة والتوقع ات بعي ًد ا عن اآلث ار الس لبية‬
‫الوخيمة وتغييرها نحو اإليجابية والتفاؤل‪ .‬إن التحلي بالشكر واالمتنان للمسعدات التي يقدمها‬
‫اآلخر تجعل ذاكرة المفحوص تنتقل من األمور السلبية إلى تذكر األمور الجيدة حول التفاعل م ع‬
‫األصدقاء والعائلة‪ .‬إن اكتساب المشاعر اإليجابية تساعد األفراد على الرقي وتعزز الثقة بالنفس‬
‫لديهم وتهيئهم للتعامل بشكل أفضل مع الشدائد‪ ،‬وبالتالي القدرة على تحقيق طموحاتهم واستغالل‬
‫قدراتهم إلى أقصى حد ممكن‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫سادسا‪ :‬بعض الدراسات السابقة في علم النفس الصحة‬
‫درس ألغور وآخرين (‪ )Allgower, 2001‬األعراض االكتئابية والدعم االجتماعي والسلوك‬
‫الص حي الشخص ي ل دى عين ة قوامه ا ‪ 2091‬ط الب ذك ر و ‪ 3438‬طالب ة أن ثى من طالب‬
‫الجامعة في ‪ 16‬بلد من بلدان العالم‪ ،‬باستخدام مقياس بيك المختصر لالكتئاب ومقياس الدعم‬
‫االجتم اعي و تس عة أبع اد من مقي اس الس لوك الص حي‪ .‬وق د أخ ذ البل د والس ن بعين االعتب ار في‬
‫هذه الدراسة‪ .‬وقد ارتبطت األعراض االكتئابية بشكل دال مع نقص النشاطات الجسدية وعدم‬
‫تن اول الفط ور وع دم انتظ ام س اعات الن وم وع دم اس تخدام ح زام األم ان عن د ك ل من ال ذكور‬
‫واإلناث‪ .‬وارتبط االكتئاب بشكل دال عند النساء مع عدم استخدام كريمات الوقاية من الشمس‬
‫والتدخين وعدم تناول طعام الفطور‪ .‬أما الدعم االجتماعي المنخفض فقد ارتبط مع االستهالك‬
‫المنخفض للكحول ونقض النشاطات الجسدية وعدم انتظام ساعات النوم وعدم استعمال أحزمة‬
‫األمان في السيارة‪ .‬ويحتمل أن تكون هناك عالقة سببية متبادلة بين السلوك الصحي و المزاج‬
‫االكتئابي‪.‬‬
‫وفي دراس ة أخرى ل واردل وآخرين (‪ )Wardle, et al.,1997‬حول س لوك الحماي ة الص حية‬
‫بين الطالب األوروبيين باستخدام استبيان السلوك الص حي ‪ Health-Behavior Survey‬إلى‬
‫عين ة اش تملت على أك ثر من ‪ 16000‬طالب ًا وطالب ة من ‪ 21‬بل د أوروبي بلغت أعماره ا بين (‬
‫‪ )29-19‬س نة بمتوس ط مق داره (‪ )21,3‬س نة‪ .‬وأظه رت ه ذه الدراس ة وج ود انخف اض في‬
‫مس توى ممارس ة الع ادات الص حية‪ .‬وق د أظه رت االرتباط ات األحادي ة المتغ ير لع ادات الحمي ة‬
‫الص حية وج ود ارتباط ات دال ة بين الس لوك الص حي والجنس وال وزن‪ ،‬والحال ة االجتماعي ة‬
‫وقناعات الحماية الصحية‪ ،‬والمعارف الغذائية‪ ،‬ومركز الضبط ‪ . Locus of Control‬وفي‬
‫التحلي ل متع دد المتغ يرات ارتب ط ك ل من الجنس والحال ة الص حية والقناع ات الغذائي ة الص حية‬
‫بشكل دال مع ممارسة العادات الصحية الغذائية‪.‬‬
‫يمكن أن تش مل البع د الوب ائي‪ ،‬من خالل دراس ة بعض العوام ل الفردي ة واالجتماعي ة والبيئي ة‬
‫والعاطفية والبيئية المادية التي تشارك في ظهور وتطور األوبئة‪.‬‬
‫أج رى ال رازمي (‪ )1999‬دراس ة لتوض يح مس توى ال وعي الص حي ل دى طلب ة مرحل ة التعليم‬
‫األساسي في اليمن ‪ ،‬استخدم الباحث مقياس الوعي الصحي من إعداد الباحث ‪،‬وتكونت العينة‬
‫من ‪ 987‬طالب ا وطالب ة من طلب ة الص ف التاس ع األساس ي تم اختي ارهم عش وائيا ‪ ،‬واس تخدم‬

‫‪22‬‬
‫الب احث في معالج ة البيان ات المتوس طات الحس ابية والنس ب المئوي ة واالنح راف المعي اري‪،‬‬
‫وتوصلت الدراسة إلى أن مستوى الوعي الصحي لدى الطلبة متدٍن جدًا‪ ،‬كما أن مستوى الوعي‬
‫الصحي يختلف باختالف الجنس لصالح الطالبات‪.‬‬
‫وفي دراسة قام بها خطايبة ورواشدة (‪ )2003‬حول مستوى الوعي الصحي لدى الطالبات في‬
‫كليات المجتمع في األردن واستخدم في الدراسة اختبار للوعي الصحي من إعداد الباحثين وتم‬
‫تطبيق هذا االختبار على عينة مكونة من ‪ 678‬طالبة واستخدام الباحث المعالجات اإلحصائية‬
‫والمتوس طات الحس ابية واالنح راف المعي اري وتحلي ل التب اين المتع دد‪ ،‬وتوص لت النت ائج إلى‬
‫انخفاض مستوى الوعي الصحي وكان مستوى الوعي الصحي لدى طالبات السنة الثانية أعلى‬
‫مقارن ة بطالب ات الس نة األولى‪،‬كم ا ك ان لص الح مس توى المعيش ة المرتف ع على حس اب المس توى‬
‫المتوسط والمنخفض‪.‬‬
‫وفي دراسة قام بها األحمدي (‪ )2003‬حول مستوى الوعي الصحي واالتجاهات الصحية لدى‬
‫تالمي ذ الص ف الث اني الث انوي في المدين ة المن ورة‪ ،‬اس تخدم الب احث أداتين للدراس ة هم ا‪ :‬اختب ار‬
‫تحص يلي ومقي اس لالتجاه ات الص حية‪،‬تك ونت العين ة من ‪ 83‬طالب ا من طالب الص ف الث اني‬
‫ث انوي‪ ،‬توص لت النت ائج إلى أن مس توى ال وعي الص حي ل دى العين ة ك ان مت دن ولكن مقارب ا‬
‫للمستوى المقبول حيث كان ‪ ، %75.8‬كما كانت اتجاهات الطلبة الصحية ايجابية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫سابعا‪ :‬بعض أدوات القياس والتقويم في علم النفس الصحة‬
‫مقياس تقييم القلق الصحي ‪Health Anxiety Rating Scale‬‬ ‫‪-‬‬
‫ترجمة وتحقيق أ‪.‬د فقيه العيد‪ ،‬ومقتبس من‪" :‬ويلز"‪ )Wells( ،‬العالج الإدراكي الضطرابات‬
‫القلق‪ ،‬تشيتشستر‪ :‬جون وايلي ‪1997 ،‬‬

‫‪Adapted from: Wells A Cognitive therapy of anxiety disorders Chichester: John Wiley,‬‬
‫‪1997‬‬

‫‪ -‬مقياس استخدام االنترانت حول المعلومات الصحية ‪eHealth Literacy Scale‬ترجمة‬


‫وتحقيق أ‪.‬د فقيه العيد‬
‫‪ -‬مقياس تقييم األعراض (‪ Symptom Assessment Scale )SAS‬ترجمة وتحقيق أ‪.‬د‬
‫فقيه العيد‬
‫‪National palliative care project funded by the Australian Government‬‬
‫‪Department of Health‬‬
‫‪ -‬التقييم الشخصي لتأثير المرض ‪ Sickness Impact Profile‬ترجمة وتحقيق أ‪.‬د فقيه‬
‫العيد‬
‫‪ -‬مقياس السلوك الوقائي الصحي لـ"بينغ وايوي وآخرون" (‪ )Ping Weiwei, 2018‬ترجمة‬
‫وتحقيق أ‪.‬د فقيه العيد )‪Health Protective Behavior Scale (HPBS‬‬

‫‪24‬‬
‫‪Health Anxiety Rating Scale‬‬ ‫مقياس تقييم القلق الصحي‬
‫ترجمة وتحقيق أ‪.‬د فقيه العيد‬
‫‪ -1‬ما مدى حجم القلق الذي تسببت فيه خماوفك الصحية يف األسبوع الماضي؟‬
‫بشكل كبري‬ ‫ال إطالقا معتدل‬
‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪ -2‬كم مرة قمت يف األسبوع املاضي بتجنب األنشطة بسبب القلق على صحتك ‪ ،‬ضع رقًم ا من‬
‫املقياس أدناه جبانب كل عنصر؟‬
‫يف كل األوقات‬ ‫ال إطالقا أحيانا‬
‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪ -3‬كم مرة يف األسبوع املاضي قمت بفحص جسمك؟‬
‫‪30‬‬ ‫أكثر من‬ ‫ال إطالقا أكثر من مرة‬
‫مرة‬
‫‪30 +‬‬ ‫‪26-30‬‬ ‫‪21-25‬‬ ‫‪16-20‬‬ ‫‪11-15‬‬ ‫‪6-10‬‬ ‫‪1-5‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪ -4‬كم مرة يف األسبوع املاضي حاولت االطمئنان عندما كنت قلقا بشأن صحتك؟‬
‫يف كل األوقات‬ ‫ال إطالقا أحيانا‬
‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪ -5‬فيما يلي عدد من األمراض اليت قد تكون تعاين منها‪:‬‬
‫لدّي ورم يف املخ‬ ‫أعاين من مرض جسدي خطري _____ أنا مصاب باإليدز ـ ـ‬
‫_____ لدي مرض سرطان _____لدي مشكلة خطرية يف القلب _____ لدي مرض‬
‫عضلي خطري _____‬
‫لدى مرض آخرـ ـ ـ‬
‫‪ -‬أشر إىل مدى اقتناعك باألفكار واملعتقدات حول املرض بوضع دائرة حول الرقم املناسب‪.‬‬
‫مقتنع متاما‬ ‫ال إطالقا بعض األفكار‬
‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪0‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ترجمة وتحقيق أ‪.‬د فقيه العيد‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬مقتبس من‪" :‬ويلز"‪ )Wells( ،‬العالج الإدراكي الضطرابات القلق‪ ،‬تشيتشستر‪ :‬جون وايلي ‪1997 ،‬‬

‫‪25‬‬
Adapted from: Wells A Cognitive therapy of anxiety disorders Chichester: John Wiley,
1997

26
‫‪eHealth Literacy Scale‬‬ ‫مقياس استخدام االنترانت حول المعلومات الصحية‬
‫ترجمة وتحقيق أ‪.‬د فقيه العيد‬
‫فيمـ ــا يلي جمموعـ ــة من العبـ ــارات حـ ــول جتربتـ ــك يف اسـ ــتخدام اإلنـ ــرتنت حـ ــول املعلومـ ــات الصـ ــحية‪.‬‬
‫املطلوب منك‪ ،‬ذكر االستجابة اليت تعكس رأيك وخربتك يف الوقت احلايل‪.‬‬

‫‪ -1‬إىل أي مدى يساعدك استخدام االنرتنت يف اختاذ القرارات املتعلقة بصحتك؟‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫مفيد جًد ا‬ ‫مفيد‬ ‫لست متأكدا‬ ‫غري مفيد‬ ‫غري مفيد متاما‬

‫‪ -2‬ما مدى أمهية أن تكون قادًر ا على الوصول إىل املوارد الصحية على اإلنرتنت؟‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫مهم جًد ا‬ ‫مهم‬ ‫لست متأكدا‬ ‫غري مهم‬ ‫غري مهم متاما‬

‫‪ -3‬ما مدى معرفتك باملصادر الصحية املتاحة على اإلنرتنت؟‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫قوية جًد ا‬ ‫قوية‬ ‫لست متأكدا‬ ‫معرفة ضعيفة‬ ‫ليست يل أية‬


‫معرفة‬

‫‪ -4‬هل تستطيع العثور بسهولة على املواقع اليت تتضمن املصادر الصحية المفيدة على اإلنرتنت؟‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫أستطيع بسهولة‬ ‫أستطيع‬ ‫لست متأكدا‬ ‫أحيانا‬ ‫ال أستطيع‬

‫‪ -5‬هل تتحكم يف كيفية استخدام اإلنرتنت لإلجابة على أسئلتك حول الصحة؟‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪27‬‬
‫أحتكم بقوة كبرية‬ ‫أحتكم‬ ‫لست متأكدا‬ ‫أحيانا‬ ‫ال أحتكم‬

‫‪ -6‬هل تستفيد من املعلومات الصحية اليت جتدها على اإلنرتنت؟‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫أستفيد بكثرة‬ ‫أستفيد‬ ‫لست متأكدا‬ ‫أحيانا‬ ‫ال أستفيد‬

‫‪ -7‬هل لديك املهارات اليت تحتاج إليها لتقييم املصادر الصحية اليت تجدها على اإلنرتنت؟‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫لدي مهارات‬ ‫لدي بعض‬ ‫لست متأكدا‬ ‫أحيانا‬ ‫ال متاما‬


‫عالية‬ ‫املهارات‬

‫‪ -8‬هل تستطيع أن متيز بني املصادر الصحية عالية اجلودة ومنخفضة اجلودة على شبكة اإلنرتنت؟‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫أميز بقوة‬ ‫أميز‬ ‫لست متأكدا‬ ‫أحيانا‬ ‫ال متاما‬

‫‪ -9‬هل تشعر بالثقة يف استخدام املعلومات من اإلنرتنت الختاذ القرارات الصحية؟‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫لدي ثقة تامة‬ ‫أثق‬ ‫لست متأكدا‬ ‫أحيانا‬ ‫ال متاما‬

‫‪--------------‬‬
‫ترجمة وتحقيق أ‪.‬د فقيه العيد‬

‫‪28‬‬
‫(‪Symptom Assessment Scale )SAS‬‬ ‫مقياس تقييم األعراض‬
‫‪National palliative care project funded by the Australian Government‬‬
‫‪Department of Health‬‬
‫ترجمة وتحقيق أ‪.‬د فقيه العيد‬
‫وصف المقياس‬
‫مقياس تقييم األعراض‪ ،‬أو ‪ ، SAS‬هو أحد التقييمات التي يستخدمها أخصائيو الرعاية الصحية‬
‫لتحديد أفضل طريقة للمتابعة الصحة‪ .‬وتكمن أهمية هذا التقييم في فهم األعراض (أو‬
‫المشكالت) والتعرف على نجاعة العالجات أو األدوية المستخدمة‪ .‬يقيس مقياس تقييم‬
‫األعراض مدى شدة التوتر الذي يعاني منه المصاب من حيث صعوبة النوم‪ ،‬ومشاكل الشهية‪،‬‬
‫والغثيان‪ ،‬ومشاكل األمعاء‪ ،‬ومشاكل في التنفس‪ ،‬والإعياء واأللم‬
‫التعليمة‬
‫‪ -‬ضع دائرة حول الرقم المناسب والذي يعكس شدة العرض أو المشكلة التي تعاني منها‪.‬‬
‫‪ -‬ضف أي أعراض أو مشاكل أخرى ليست مسجلة في هذا المقياس‬
‫‪ -‬صعوبة النوم‬
‫خطيرة جدا‬ ‫مرتفعة‬ ‫متوسطة‬ ‫منخفضة‬ ‫غائبة‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪ -‬مشاكل الشهية‬
‫خطيرة جدا‬ ‫مرتفعة‬ ‫متوسطة‬ ‫منخفضة‬ ‫غائبة‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪ -‬الغثيان‬
‫خطيرة جدا‬ ‫مرتفعة‬ ‫متوسطة‬ ‫منخفضة‬ ‫غائبة‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪ -‬مشاكل األمعاء‬
‫خطيرة جدا‬ ‫مرتفعة‬ ‫متوسطة‬ ‫منخفضة‬ ‫غائبة‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪ -‬مشاكل في التنفس‬
‫خطيرة جدا‬ ‫مرتفعة‬ ‫متوسطة‬ ‫منخفضة‬ ‫غائبة‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪29‬‬
30
‫‪ -‬اإلعياء‬
‫خطيرة جدا‬ ‫مرتفعة‬ ‫متوسطة‬ ‫منخفضة‬ ‫غائبة‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪ -‬األلم‬
‫خطيرة جدا‬ ‫مرتفعة‬ ‫منخفضة‬ ‫غائبة‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬

‫النتيجة ‪ :0‬تعني أن المشكلة غائبة‪.‬‬


‫النتيجة ‪ : 2-1‬تعني أن الفرد يواجه الحد األدنى من األعراض أو المشكلة‪.‬‬
‫النتيجة ‪ :5-3‬تعني أن المصاب يعاني بشكل صريح من األعراض أو المشكلة‪.‬‬
‫النتيجة ‪ :10-6‬تعني أن المصاب يعاني بشكل خطير جدا ويحتاج إلى التدخل السريع‬

‫‪--------------------------‬‬
‫)‪Disability Free Life Expectancy (DFLE‬‬
‫‪It is recommended that Sullivan’s method as described in World Health Statistics Quarterly 1989; 42, No 3, 148 be‬‬
‫‪used to calculate the life expectancy free from disability‬‬

‫‪31‬‬
‫‪Sickness Impact Profile‬‬ ‫التقييم الشخصي لتأثير المرض‬
‫ترجمة وتحقيق‪ :‬أ‪.‬د فقيه العيد‬

‫لدي الكثري من املطالب‪ ،‬وأحل على اآلخرين تلبيتها‪ ،‬وأكد عليهم كيفية القيام هبا‪.‬‬ ‫التفاعل االجتماعي‬
‫ناذرا ما أزور الناس‬
‫أنا أمشي مسافات قصيرة‬
‫أنا ال أمشي على اإلطالق‬ ‫النشاط الحركي‬
‫أستلقي ألسرتيح أكثر أثناء النهار‬
‫أجلس وأنا شبه نائم‬ ‫النوم والراحة‬
‫أنا ال آكل أي طعام على اإلطالق‪ ،‬وأتغذى من خالل الأنابيب أو السوائل عرب الوريد‪.‬‬ ‫أخذ التغذية‬
‫أنا أتناول طعاًم ا خاًص ا كالطعام اللني‪ ،‬والوجبة اخلفيفة‪ ،‬واألطعمة قليلة امللح والدسم‬
‫غالًب ا مـ ــا أتصـ ــرف بعصـ ــبية جتاه زمالئي يف العمـ ــل‪ ،‬كمفاجـ ــأهتم وأصـ ــرخ يف وجـ ــوههم‬
‫وأنتقدهم‪.‬‬ ‫في العمل‬
‫أنا ال أعمل على اإلطالق‬
‫تس‪GGGGGGGGGG‬يير ش‪GGGGGGGGGG‬ؤون لقـ ــد ختليت عن رعايـ ــة شـ ــؤوني اخلاصـ ــة ك ـ ـدفع الفواتـ ــري ‪ ،‬واخلدمات املصـ ــرفية ‪ ،‬والتحكم يف‬
‫ميزانييت‬ ‫األسرة‬
‫اخنفضت نشاطايت املنزلية عن املعتاد‪.‬‬
‫غالبا ما ألزم غرفيت يف البيت‬ ‫الحركة‬
‫غالبا ما أتوقف أثناء التنقل بسبب مشاكلي الصحية‬
‫أنا يف وضع مقيد طوال الوقت‬ ‫التنقل‬
‫أجلس أو أستلقي أو أستيقظ فقط مبساعدة شخص ما‬
‫أتواص ــل فق ــط عن طري ــق اإلمياءات ‪ ،‬على س ــبيل املث ــال ‪ ،‬حتري ــك ال ــرأس واإلش ــارة ولغ ــة‬ ‫التواصل‬
‫اإلشارة‬
‫غالًبا ما أفقد السيطرة على صويت أثناء احلديث‪ ،‬فيصبح صويت مرتفعا وأرتعش‪ ،‬وتتغري نربات صويت‬
‫أميل كثريا إىل األنشطة غري البدنية بدال من األنشطة املعتادة األخرى‬ ‫التسلية والترفيه‬
‫ناذرا ما أقوم بنشاط ترفيهي‬
‫أجد صعوبة يف التفكري يف املشكالت وحلها كتخطيط‪ ،‬واختاذ القرارات ‪ ،‬والتعلم‬

‫‪32‬‬
‫أتصــرف أحياًن ا كمــا لــو كنت مرتبًك ا وال أدرك أين أتواجــد ومن حــويل ‪ ،‬ويف أي اجتاه‬ ‫األداء الفكري‬
‫أنا‪.‬‬
‫التفاع‪GG G‬ل م‪GGGG‬ع أف‪GG G‬راد أعزل نفسي قدر استطاعيت عن بقية العائلة‬
‫أنا ال أفعل األشياء اليت أقوم هبا عادة لرعاية أوالدي أو عائليت‬ ‫األسرة‬
‫العواط‪GGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGG‬ف‪ ،‬أنــا ســريع الغضــب وينفــذ صــربي بســرعة وأتحــدث بشــكل ســيء عن نفســي وألومهــا‬
‫والمش‪GGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGG‬اعر‪ ،‬عن األشياء اليت حتدث‪.‬‬
‫أضحك وأبكي فجأة بال سبب‬ ‫واألحاسيس‬
‫أرتدي ثيايب ببطء شديد‬ ‫النظافة الشخصية‬
‫ليس لدي سيطرة على التربز‬

‫‪33‬‬
‫وآخرون" (‪)Ping Weiwei, 2018‬‬ ‫مقياس السلوك الوقائي الصحي لـ"بينغ وايوي‬
‫)‪Health Protective Behavior Scale (HPBS‬‬
‫ترجمة وتحقيق‪ :‬أ‪.‬د فقيه العيد‬
‫عادة‬ ‫أحيانا‬ ‫نادرا‬ ‫أبدا‬ ‫العبارات‬ ‫الرقم‬

‫أتسلى في وقت الفراغ وأستمتع بذلك‬ ‫‪1‬‬

‫أقوم بنشاطات االسترخاء‬ ‫‪2‬‬

‫أحصل على مساعدة من اآلخرين‬ ‫‪3‬‬

‫أستفيد من نصيحة اآلخرين بشكل ممتع‬ ‫‪4‬‬

‫أحافظ على هدوئي‬ ‫‪5‬‬

‫أقوم بأشياء للحد من شدة قلقي‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫أبذل قصارى جهدي لحل المشاكل‬ ‫‪7‬‬

‫أتكيف بسهولة مع البيئة الجديدة‬ ‫‪8‬‬

‫أبتعد عن التدخين‬ ‫‪9‬‬

‫أقنع اآلخرين باإلقالع عن التدخين‬ ‫‪10‬‬

‫أحمي جسدي من أشعة الشمس‬ ‫‪11‬‬

‫أرتدي القناع الواقي في الطقس المغبر وأثناء الرياح‬ ‫‪12‬‬

‫أأكل الفاكهة كل يوم (حوالي ‪ 250‬جرام)‬ ‫‪13‬‬

‫أحصل على ما يكفي من النوم‬ ‫‪14‬‬

‫أقوم بالنشاط البدني كل يوم (‪ 30‬دقيقة أو أكثر)‬ ‫‪15‬‬

‫أقوم بالفحص البدني بانتظام‬ ‫‪16‬‬

‫أتعرف على قيمة السكر في الدم‬ ‫‪17‬‬

‫لدي دخل كاف ألسد به حاجاتي‬ ‫‪18‬‬

‫أتعلم طريقة التعامل مع الكوارث والطوارئ‬ ‫‪19‬‬

‫أقوم بقياس ضغط الدم‬ ‫‪20‬‬

‫أشرب المياه المعدنية‬ ‫‪21‬‬

‫أسيطر على قيمة الملح التي أستهلكها‬ ‫‪22‬‬

‫‪34‬‬
‫أسيطر على قيمة السكر التي أستهلكها‬ 23

‫أستبدل الدهون الحيوانية بالزيت النباتي‬ 24


‫ جرام‬500 ‫ جرام إلى‬250 ‫أأكل الخضروات كل يوم حوالي‬ 25
‫أحافظ على ثبات وزني‬ 26

‫أبتعد عن الزواج من الدرجة األولى للقرابة‬ 27

‫أبتعد عن استهالك المخدرات‬ 28

‫أعتمد على نصائح األطباء أثناء العالج‬ 29

‫أستخدم حزام األمان أثناء ركوبي في السيارة‬ 30

‫أستخدم تدابير وقائية في مكان العمل‬ 31

‫أهتم بسالمة الغذاء الذي أتناوله‬ 32

----------
Source:
- Ping W, Cao W, Tan H, Guo C, Dou Z, Yang J (2018) Health protective behavior scale:
Development and psychometric evaluation. PLoS ONE 13(1): e0190390.
https://doi.org/10.1371/ journal.pone.0190390

HPBS evaluation
502 subjects were selected to complete the final HPBS version for the
purpose of evaluating its psychometric properties; of these, 454
(90.44%) completed it sufficiently to have their data included for
analysis. All of them were Chinese, their age ranged from 18 to 59
years, 55.33% were male and 44.67% were female. The HPBS has a
possible score range of 32 to 145; however, the actual range of our
subjects was from 32 to 125. The total mean score was 66.63, and the
median was 66.01. Detailed information is shown in Table 2.
1. Factor analysis and parallel analysis. Before the exploratory
analysis, Kaiser–Meyer– Olkin (KMO) and Bartlett’s test of sphericity
were used to measure the appropriateness of the sample. The KMO
value was 0.88, and there was statistically significant of Bartlett’s

35
sphericity (χ2 = 5481.70, df = 630, p < 0.001), indicating that the
samples met the criteria for factor analysis. P
2. Correlation analysis. The correlations among the five factors are
presented in Table 4. The between-factor correlations varied from 0.26
to 0.55, and the correlations between each factor and the total score on
the HPBS ranged from 0.45 to 0.81. These correlations suggest that each
factor represented a distinct dimension and that there was low
redundancy among dimensions.
3. Criterion validity. Criterion validity was assessed by correlating the
HPBS to the WHOQOL-BREF. The Spearman coefficient between the
total scores on the WHOQOL-BREF and on the HPBS was 0.34
(p<0.001)
4. Cronbach’s alpha coefficient: Cronbach’s alpha was calculated as a
measure of internal consistency of the HPBS. The alpha coefficient of
the five dimensions ranged from 0.64 to 0.88 (Table 5), which indicated
a high internal consistency.
5. Test-retest reliability. To evaluate stability, the HPBS was
administered twice to a subsample of 57 subjects at an interval of two
weeks. The ICC was 0.89 for the total scale, and ranged from 0.44 to
0.85 for all items, with the exception of two items: “eat vegetables every
day” (0.39) and “learn methods for coping with disaster and emergency”
(0.28).

36
‫المراجع باللغة العربية‬
‫‪ -‬األحمدي علي بن حسن‪ ، )2003( ،‬مستوى الوعي الصحي لطالب الصف الثاني الثانوي‬
‫وعالقته باالتجاهات الصحية في المدينة المنورة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة أم القرى‪.‬‬
‫‪ -‬المشعان عويد سلطان‪ ،‬وخليفة عبد اللطيف محمد (‪ ،)1999‬استخدام الناقالت العصبية بين‬
‫طالب جامعة الكويت‪ ،‬مجلة الخدمة النفسية والتنمية‪ ،‬الكويت‪ ،‬جامعة الكويت‪.‬‬
‫‪ -‬الرازيمي عبد الوارث‪ ،)1999( ،‬الوعي الصحي لدى طالب التعليم األساسي في الجمهورية‬
‫اليمنية‪ ،‬المجلة العربية للتربية‪ ،‬المجلد (‪ ،)19‬العدد (‪ )2‬الصفحات ‪.126-110‬‬
‫‪ -‬خطيب ة عب د اهلل‪ ،‬ورواش دة إب راهيم‪ ،)2003( ،‬مس توى ال وعي الص حي ل دى الطالب ات في‬
‫الكليات الحكومية في األردن‪ ،‬مجلة جامعة الملك سعود للعلوم التربوية والدراسات اإلسالمية‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،15‬العدد ‪ ،1‬ص ‪.296-259‬‬
‫‪ -‬س امر رض وان وك ونراد ريش كة‪ .)2001( ،‬الس لوك الص حي واالتجاه ات نح و الص حة‪،‬‬
‫دراسة ميدانية مقارنة بين الطالب السوريين واأللمان‪ ،‬شؤون اجتماعية‪.72-55 ،25 ،‬‬
‫‪ -‬صالح األنصاري‪ .)2002( ،‬برنامج المدارس المعززة للصحة‪ .‬المرحلة األولى‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫وزارة المعارف‪.‬‬
‫‪ -‬علي بن هويش ل الش عيلي‪ )2010( ،‬مس توى فهم ط الب التعليم األساس ي بس لطنة عم ان‬
‫لمجاالت التربية الصحي‪ ،‬مجلة اتحاد الجامعات العربية للتربية وعلم النفس‪ ،‬المجلد ‪- 114 ،8‬‬
‫‪.135‬‬
‫‪ -‬فاطم ة الزه راء ال رزوق‪ .)2015( ،‬علم النفس الص حي‪ .‬مجاالت ه‪ ،‬نظريات ه والمف اهيم‬
‫المنبثقة عنه‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‬

‫‪37‬‬
‫المراجع باللغة األجنبية‬
- Allgower, A., Warde, J., Steptoe, A. (2001). Depressive Symptoms, social support, and
personal health behavioars in young men and women Health Psychology, May 20-3(223- 227).
- Ajzen, I. (1991). The theory of planned behavior. Organizational Behavior and Human
Decision Processes, 50, 179-21
- Bandura, A. (1986). Social foundations of thought and action, Englewood Cliffs, NJ; Prentice
Hall. Becker, M. H. (Ed.). (1974). The health belief model and personal health behavior.
- Bruchon-Schweitzer (2006), Au-delà du modèle transactionnel. Vers un modèle intégratif en
psychologie de la santé , Presses Universitaires de Rennes.
- Fishbein, M. & Ajzen, I. (1975). Belief, attitude, intention, and behavior: An introduction to
theory and research, Reading, MA:
- Grossarth-Maticek, Ronald; Jürgen Eysenck, Hans (1995). Self-regulation and mortality from
cancer, coronary heart disease, and other causes: A prospective study. Personality and Individual
Differences. 19 (6): 781–795. doi:10.1016/S0191-8869(95)00123-9
- Johnson, M., Weinman, J. & Chater, A. (2011). Healthy contribution. Health Psychology, 24
(12); 890-902.
- Linley, P. A., Joseph, S., Harrington, S., and Wood, A. M. (2006). Positive psychology: Past,
present, and (possible) future. The Journal of PositivePsychology, 1(1), 3-16. Retrieved January
31, 2006, from the PsycInfodatabase.
- Matarazzo, J.D. (1982). The behavioral health challenge for academic, scientific, and
professional psychology. American Psychologist, 37; 1-14.
- Moskowitz, G. B. (2005). Social cognition: Understanding self and others. New York, NY:
Guilford Press.
- Rashid, T. & Ostermann, R. F. O. (2009). Strength-Based Assessment in Clinical Practice,
Journal of Clinical Psychology: In Session, 65, 488-498.
- Schwartz, B., & Sharpe, K. E. (2006). Practical Wisdom: Aristotle meets Positive Psychology.
Journal of Happiness Studies, 7, 377-395.
- Seligman, M. E. P., Steen, T. A., Park, N. & Peterson, C. (2005). Positive psychology progress:
Empirical validation of interventions. American Psychologist, 60(5), 410-421. Retrieved
February 1, 2006, from the PsycInfo database.
- Sniehotta, F.F. (2009). An experimental test of the Theory of Planned Behavior. Applied
Psychology: Health and Well-Being, 1, 257-270
- Thielke, S., Thompson, A. & Stuart, R. (2011). Health Psychology in Primary
Care: Recent Research and Future Trends. Psychology and Behavior Management Research, 4;
59-68
- Verlag Wardle, J., Steptoe, A. (1991). The European Health and Behaviour Survey: Rationale,
Methods, and Results from the United Kingdom. Social Science and Medicine. 33, 925 – 936.
- Wardle,J., Steptoe,A., Bellisle,F., & Davou,B.,(1997)Health dietary practice among European
students .Health Psychology,16(5),pp 443-450.

38

You might also like