You are on page 1of 20

‫مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية _ سلسلة اآلداب والعلوم اإلنسانية المجلد (‪ )63‬العدد (‪4102)6‬‬

‫‪Tishreen University Journal for Research and Scientific Studies - Arts and Humanities Series Vol. (36) No. (3) 2014‬‬

‫استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية لدى مرضى السكري‬

‫*‬
‫نرمين غريب‬

‫(تاريخ اإليداع ‪ .4102 / 2 / 44‬قبل للنشر في ‪)2014 / 1 / 01‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬مل ّخص‬

‫هدفت الدراسة إلى الكشف عن مجاالت الضغوط النفسية التي تواجه مرضى السكري والتعرف إلى استراتيجيات‬
‫مواجهة الضغوط النفسية تبعا للنمط وتبعا لجنس المريض‪ ،‬أجريت على عينة قوامها (‪ )543‬مريض سكري منهم (‪)53‬‬
‫مريض سكري نمط أول و (‪ )032‬مريض سكري نمط ثاني‪ ،‬وقد استخدمت الباحثة لهذا الغرض استبانة للضغوط‬
‫النفسية (من إعداد الباحثة)‪ ،‬واستبانه الستراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية ( من إعداد الباحثة)‪.‬‬
‫وقد أظهرت النتائج أن المصابون بالسكري يتعرضون لضغوط متعلقة بالعالج بالمرتبة األولى‪ ،‬ثم الضغوط‬
‫الجسدية‪ ،‬يليه الضغوط النفسية‪ ،‬وثم المالية ‪ ،‬ويليه الضغوط األسرية‪ ،‬وأخي ار الضغوط االجتماعية‪ ،‬كما وجد أن‬
‫االستراتيجيات المستخدمة من قبل مرضى السكري من النمط األول هي االستراتيجيات السلبية ‪ ،‬بينما استخدم مرضى‬
‫السكري من النمط الثاني االستراتيجيات االيجابية في مواجهة الضغوط النفسية‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الضغوط النفسية‪ ،‬مرضى السكري‪ ،‬استراتيجيات المواجهة‪.‬‬

‫* ماجستير‪ -‬قسم اإلرشاد النفسي‪ -‬كلية التربية‪ -‬جامعة دمشق‪ -‬سورية‪.‬‬

‫‪503‬‬
‫غريب‬ ‫استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية لدى مرضى السكري‬

4102)6( ‫) العدد‬63( ‫مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية _ سلسلة اآلداب والعلوم اإلنسانية المجلد‬
Tishreen University Journal for Research and Scientific Studies - Arts and Humanities Series Vol. (36) No. (3) 2014

Strategies of Coping with Stress by Diabetics


Nermeen Gharib*

(Received 22 / 4 / 2014. Accepted 15 / 5 / 2014)

 ABSTRACT 
This study tries to show the areas of psychological pressures facing people with
diabetes and identify strategies of coping with related stress, depending on the style and
depending on the sex of the patient. The study is conducted on a sample of 345 patients 95
of whom are first type diabetes and 250 are diabetes type II,. To identify psychological
pressure, the researcher designed a questionnaire; and she also designed another one to
identify strategies of coping with stress . Results show that people with diabetes are under
pressure regarding the treatment first, then physical pressure, followed by psychological
pressure, then, followed by family pressure, and finally social pressures. Results also show
that strategies used by diabetes type 1 are negative strategies, while type II diabetes are
positive strategies.

Key Words: Stress , Diabetes, Coping strategies.

*
Postgraduate Student (Ph.D.), Department of Psychological Consoling, Faculty of Education,
Damascus University, Damascus, Syria.

503
‫مجلة جامعة تشرين ‪ ‬اآلداب والعلوم اإلنسانية المجلد (‪ )53‬العدد (‪Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series 4002 )5‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يمر اإلنسان على مدار حياته اليومية بمواقف‪ ،‬وخبرات كل منها يمثل حدثا ضاغطا بصورة أو بأخرى‪ .‬فمع‬
‫تعقيدات الحياة ازدادت هذه الضغوط فهناك األسرة‪ ،‬وما يحدث في داخلها‪ ،‬والعمل وما يفرزه من صراعات‪ ،‬وهناك‬
‫أمراض متعددة ومختلفة‪ ،‬باإلضافة إلى أحداث الحياة المتعددة التي بال شك تؤثر باإلنسان‪.‬‬
‫وقد برزت الضغوط النفسية في العقدين األخيرين كعامل وسيط في األعراض السيكوماتية (النفسية‪ ،‬الجسدية)‪ ،‬وعنيت‬
‫بعض الدراسات النفسية بإبراز العالقة بين النفس والجسد‪ ،‬فالنفس تؤثر سلبا على الجسد فالقلق المزمن‪ ،‬والضغوط النفسية‬
‫المستمرة تخفض فاعلية جهاز مناعة الجسد‪ ،‬وتؤهب الجسد لإلصابة ببعض األمراض العضوية المزمنة والتي تترك أثرها على‬
‫النفس مثل مرض السكري‪ ،‬ارتفاع ضغط الدم‪ ،‬القرحة (الدريعي‪ ،6553 ،‬ص‪.)54‬‬
‫فمرض الس ّكري من األمراض الهامة التي ما زالت تثير الكثير من المشاكل بدون حلول ناجعة رغم النجاح الكبير في‬
‫السيطرة الجيدة على سكر الدم نحو المستوى الطبيعي‪ ،‬وبالرغم من أن مرض الس ّكر قد ُعرف من قديم الزمان‪ ،‬وعاش مع اإلنسان‬
‫آالف السنين‪ ،‬كما هو ثابت من المخطوطات القديمة‪ ،‬إال أنه انتشر سريعا في كافة فئات المجتمع فهو ال يعرف غنيا‪ ،‬أو فقي ار‪،‬‬
‫كبير أو صغي ار‪ ،‬ومن المالحظ أن معظم الدراسات واألبحاث ركزت على الجانب البيولوجي‪ ،‬واآلثار المرضية التي يتركها مرض‬
‫ا‬
‫السكري بالرغم من وجود جانب أخر يساعد مريض السكري على التعايش مع هذا المرض من خالل التركيز على اآلثار الناتجة‬
‫عن الضغوط النفسية‪( .‬إبراهيم‪ ،6555 ،‬ص‪.)52‬‬
‫كما يواجه مرضى السكري ضغوطا نفسية ناجمة من أسباب اجتماعية‪ ،‬أو مادية‪ ،‬أو عالجية‪ ،‬أو مرضية‪ ،‬أو أسرية‪ ،‬ونظ ار‬
‫إلى تأثر هذا المرض بالضغوط النفسية فإن بعض األفراد يتبنون‪ ،‬في سبيل التوافق مع البيئة‪ ،‬والتعامل مع الضغوط‪ ،‬والتقليل من‬
‫آثارها‪ ،‬سلسلة استراتيجيات وأساليب إستعرافية وسلوكية‪ ،‬فمنها اإليجابي‪ ،‬الذي يساهم في التقليل من اآلثار السلبية للمواقف‬
‫الضاغطة كأسلوب حل المشكالت‪ ،‬ومنها السلبي‪ ،‬الذي يؤدي إلى تفاقم الموقف الضاغط كأسلوب التجنب‪،‬‬
‫)‪.(Cooper, 1999, p211‬‬

‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫يعد عصرنا الحاضر عصر الضغوط النفسية‪ ،‬وذلك ألسباب عدة‪ ،‬منها التنافس الشديد في الموارد المحدودة‪،‬‬
‫وظهور األزمات االجتماعية والسياسية والحروب‪ ،‬إضافة إلى األسباب األسرية واالجتماعية‪ ،‬وهذا ما يؤكده كل من‬
‫بويل وانرايس )‪ ،(Pwel & Enrights,1990‬إذ تشير اإلحصاءات الحديثة إلى أن (‪ )%02‬من أمراض العصر‬
‫ا لحديث مثل النوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة والقولون قد تكون بدايتها الضغوط النفسية‪( ،‬الشخابنة‪،‬‬
‫‪ ،0262‬ص‪.)3‬‬
‫ولعل العدد األكبر من البحوث والدراسات عبر السنوات‪ ،‬التي ظهرت فيها العناية بالضغوط النفسية‪ ،‬جرى‬
‫توجيهه إلى تأثير الضغوط النفسية في الصحة الجسمية‪ ،‬وقد أوضحت البحوث أن الضغوط النفسية المزمنة تقلل القدرة‬
‫على مقاومة األمراض العضوية‪ ،‬وتزيد تأثيراتها‪ ،‬ويعتمد تأثير الضغوط النفسية على شدتها ومدة استمرارها‪ ،‬التي يمكن‬
‫أن تؤدي إلى استجابة جسدية معينة معتمدة على نقاط الضعف الجسدية‪ ،‬والمقصود بالحلقة األضعف هو الجهاز‬
‫الجسمي (المعدة‪ ،‬األمعاء‪ ،‬الجهاز التنفسي)‪ ،‬الذي يكون أكثر تأث ار بالضغط من غيره‪ ،‬وتظهر عليه العالمات‬
‫واألعراض المرضية‪ ،‬وذلك طبقا لالستعداد‪ ،‬وتهيؤ الفرد‪ ،‬وهناك بعض األمراض الخطيرة‪ ،‬التي ترتبط بالضغوط‪ ،‬منها‬
‫مرض السكري‪ ،‬حيث أوضح بولونسكي (‪ )Polonsky, 1999‬وجود عالقة بين ضبط غلوكوز الدم‪ ،‬والضغوط النفسية‬

‫‪503‬‬
‫غريب‬ ‫استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية لدى مرضى السكري‬

‫الخاصة بمرضى السكري‪ ،‬ومثل هذه الضغوط النفسية قد تحدث في أثناء االستجابة ألي من مختلف األحداث الطارئة‬
‫البيئية‪ ،‬أو الشخصية‪ ،‬أو االجتماعية‪ ،‬أو المادية‪ ،‬أواألسرية‪ ،‬أوالعالجية‪ ،‬وتؤدي إلى ظهور مشاعر االكتئاب‬
‫واإلحساس بالقهر أو اإلنكار‪( ،(Luthans, 1992, p22) ،‬علي‪ ،0226 ،‬ص‪.)03‬‬
‫كما يعد مرض السكري من األمراض المزمنة الواسعة االنتشار على مستوى دول العالم‪ ،‬وهو في ازدياد مستمر‪،‬‬
‫فقد بلغ عدد المصابين بهذا المرض حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية )‪ (WHO, 2000‬والدراسة التي أجراها‬
‫وايلد وآخرون‪ (Wild et al., 2004) ،‬حوالي (‪ )676‬مليون شخص‪ ،‬أي (‪ )%0,0‬من سكان العالم لكل الفئات‬
‫العمرية من الجنسين‪ ،‬ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد‪ ،‬ليصل إلى (‪ )533‬مليون شخص‪ ،‬أي (‪ )%4,4‬في عام‬
‫(‪( ،)0252‬عويضة‪ ،0227 ،‬ص‪(World./Facts/diabetes/www.WHO,int) ،)65‬‬
‫والجدير بالذكر أن أي إنسان عندما يحاول مواجهة بعض األحداث‪ ،‬الضاغطة بأساليب متنوعة فإن ذلك يعتمد على‬
‫خصائصه النفسية‪ ،‬وطبيعة األحداث ذاتها‪ ،‬فمن األفراد من يستطيع التعامل مع الحدث بمرونة وروية‪ ،‬ويتحمل الضغط‪،‬‬
‫ويتكيف معه‪ ،‬ويحسن إدارته‪ ،‬ومنهم من يتعامل معه على نحو متصلب وسلبي‪ ،‬ويدركه كأنه تهديد وخطر‪ ،‬وهو ما يزيد حدة‬
‫شعورهم بالضغط النفسي‪ ،‬وقد أكدت دراسات الطب لألمراض المزمنة أن إدراك الفرد إلصابته بمرض مزمن يتطلب إجراء‬
‫مواءمات نفسية عميقة‪ ،‬وهنا تعد استراتيجيات المواجهة أكثر تأثي ار من غيرها‪ ،‬ومن المعروف أن االستراتيجيات المرتكزة على‬
‫المشكلة ترتبط إحصائيا بحاالت اإلحباط والقلق على نحو من مثيالتها المرتكزة على المشاعر‪(Yong et al., 1998, p .‬‬
‫)‪.(Paulhan, 1994, p15) ،30‬‬
‫وتبين دراسة تونكاي وآخرين (‪ )Tuncay& Ilgen& Engin& Gock& Kultu,2008‬أن (‪ )%75‬من‬
‫مرضى السكري كانوا قد عانوا القلق‪ ،‬واألكثرية أقروا أن استراتيجيات المواجهة األكثر توازنا كانت التقبل‪ ،‬والتدين‪،‬‬
‫والتنفيس‪ ،‬والدعم العاطفي‪ ،‬وقد اعتمد مرضى النمط األول على إستراتيجية الحس الفكاهي‪ ،‬والتنفيس االنفعالي‪ ،‬بينما‬
‫‪(Tuncay, Ilgen, Engin, Gock,‬‬ ‫اعتمد مرضى النمط الثاني على إستراتيجية التركيز على المشكلة‪.‬‬
‫)‪.Kultu,2008, 200‬‬
‫وبناء على ما سبق‪ ،‬ومن إطالع الباحثة على القسم النظري المرتبط بهذا الموضوع‪ ،‬وما لمسته من قلة‬
‫الدراسات العربية‪ ،‬التي حاولت دراسة العالقة بين استراتيجيات مواجهة الضغوط عند مرضى السكري ‪ ،‬ومن دوافع‬
‫البحث أيضا ما لمسته الباحثة من قلة الوعي الصحي لدى المرضى‪ ،‬وثقافتهم باألمور الطبية المتعلقة بمرض السكري‬
‫ما يزيد الضغوط التي يعانونها ‪ ،‬ويؤثر سلبا في استراتيجيات مواجهة تلك الضغوط‪ ،‬وبهذا تتحدد مشكلة البحث بالسؤال‬
‫اآلتي‪ - :‬ما استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية عند مرضى السكري؟‬

‫أهمية البحث وأهدافه‪:‬‬


‫تكمن أهمية البحث في اآلتي‪-6 :‬قلة الدراسات العربية التي تناولت استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية عند‬
‫مرضى السكري(في حدود علم الباحثة)‪.‬‬
‫‪-0‬يمكن االستفادة من هذا البحث في إعداد برامج إرشادية‪ ،‬تساعد مرضى السكري في تبني استراتيجيات أكثر‬
‫فائدة لمواجهة الضغوط النفسية المتعلقة بمرضهم‪.‬‬
‫‪-5‬الفائدة التطبيقية للدراسة من حيث فهم الضغوط النفسية المؤثرة في مرضى السكري‪ ،‬وكيفية مواجهتها‪ ،‬ما‬
‫يؤثر في عالج هذه الفئة من المرضى‪.‬‬

‫‪503‬‬
‫مجلة جامعة تشرين ‪ ‬اآلداب والعلوم اإلنسانية المجلد (‪ )53‬العدد (‪Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series 4002 )5‬‬

‫يهدف البحث إلى‪-6 :‬معرفة أكثر مجاالت الضغوط النفسية التي يعانيها مريض السكري‪.‬‬
‫معرفة استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية األكثر استخداما لدى مرضى السكري تبعا لمتغير‬ ‫‪-0‬‬
‫النمط‪.‬‬
‫‪ -5‬معرفة استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية األكثر استخداما لدى مرضى السكري تبعا لمتغير الجنس‪.‬‬

‫منهجية البحث‪:‬‬
‫اقتضت طبيعة الدراسة في هذا البحث االعتماد على المنهج الوصفي التحليلّي‪ ،‬وذلك ألن هذا المنهج يشير إلى‬
‫مجموعة من الفعاليات‪ ،‬الّتي تشترك في كونها تهدف إلى وصف المواقف أو الظواهر‪ ،‬بحيث يكون هذا الوصف‬
‫ضرورّيا التخاذ قرار ما أو لدعم أغراض البحث‪( .‬حمصي‪ ،0220 ،‬ص‪)605‬‬
‫أسئلة البحث‪-6 :‬ما أكثر مجاالت الضغوط النفسية التي يعانيها مريض السكري؟‬
‫‪-0‬ما استرتيجيات مواجهة الضغوط النفسية األكثر استخداما لدى مرضى السكري تبعا للنمط؟‬
‫‪-5‬ما استرتيجيات مواجهة الضغوط النفسية األكثر استخداما لدى مرضى السكري تبعا للجنس؟‬
‫مصطلحات البحث العلمية واإلجرائية‪:‬‬
‫وفولكمان‬ ‫الزاروس‬ ‫يعرف‬ ‫‪:(Coping‬‬ ‫)‪Strategies‬‬ ‫المواجهة‬ ‫‪ -‬استراتيجيات‬
‫)‪ (Lazarus $ Folkman,1984, P.141‬استراتيجيات المواجهة بأنها‪ :‬عملية تغيير مستمرة للجهود االستعرافية‬
‫يعدها الفرد ضاغطة‪.‬‬
‫والسلوكية لضبط الظروف الداخلية والخارجية التي ّ‬
‫وبناء على ذلك تعرف الباحثة إستراتيجية مواجهة الضغوط إجرائياً بأنها‪ :‬الدرجات التي يحصل عليها مريض‬
‫السكري نتيجة إجابته على مقياس استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية‪.‬‬
‫الضغوط النفسية (‪ :)stress‬عرفها الدليل التشخيصي واإلحصائي لألمراض العقلية اإلصدار الرابع (‪ )DSMIV‬هو‬
‫أي حرمان يثقل كاهل الفرد نتيجة لمروره بخبرة غير مريحة كالمرض المزمن أو فقدان المهنة أو الصراع الزواجي‪( .‬علي‪،‬‬
‫‪ ،0222‬ص‪)0‬‬
‫وتعرف الباحثة الضغوط النفسية إجرائياً‪ :‬بأنها الدرجة التي يحصل عليها المريض نتيجة إجابته على مقياس‬
‫الضغوط النفسية‪.‬‬
‫داء السكري (‪ :)diabetes mellitus‬هو مرض ال يستطيع فيه الجسم إنتاج األنسولين‪ ،‬واستعماله بشكل‬
‫صحيح‪ ،‬ويعرف من قياس السكر بالدم‪( .‬القال‪ ،0266 ،‬ص‪)5‬‬
‫داء السكري النمط األول المعتمد على األنسولين (‪ :)insulin dependent diabetes mellitus‬هو من أكثر‬
‫األمراض المزمنة شيوعا في مرحلة الطفولة‪ ،‬وهذا الداء يؤثر على أسلوب حياة األطفال وعائالتهم‪ ،‬وذلك لكونه يتضمن تعويض‬
‫األنسولين المفقود في الجسم وضبط مستويات السكر بالدم‪.‬‬
‫(‪)Australasian Paediatric Endocrine Group, 2005, p1‬‬
‫داء السكري النمط الثاني غير المعتمد على األ نسولين ‪Non Insulin Dependent) (Diabetes‬‬
‫‪ :(NIDDM) Mellitus‬يكون الجسم في هذا النمط غير مستجيب لألنسولين (مقاوم لألنسولين)‪ ،‬وعدد خاليا بيتا‬
‫المنتجة له في تناقص مستمر‪ ،‬وانتاجها من األنسولين قليل‪ ،‬والمريض هنا يمكن معالجته بتنظيم األكل‪ ،‬وتخفيف الوزن‬
‫الذي يقلل مقاومة األنسولين‪ ،‬فضال على العالج الدوائي الذي يزيد إنتاج األنسولين‪(Kaufman, 2008, 7) .‬‬

‫‪503‬‬
‫غريب‬ ‫استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية لدى مرضى السكري‬

‫وتعرف الباحثة مرضى داء السكري إجرائياً‪ :‬هم األفراد الذين تم تشخيصهم‪ ،‬وتصنيفهم على أنهم مصابون‬
‫بالسكري ‪ ،‬من قبل أطباء الداخلية المراجعين لعيادات الس ّكر‪ ،‬والذي ثبت إصابتهم بهذا المرض إكلينيكيا ‪ ،‬ممن تتراوح‬
‫أعمارهم بين ‪ 33-02‬سنة‪.‬‬
‫حدود البحث‪-1 :‬الحدود المكانية‪ :‬مراكز معالجة مرضى السكري في مدينة دمشق‪.‬‬
‫‪-2‬الحدود الزمانية‪ :‬تم تنفيذ البحث من بداية الشهر الثالث وحتى الشهر العاشر من العام (‪.)0265‬‬
‫‪-3‬الحدود البشرية‪ :‬عينة تتألف من (‪ )534‬مريض سكري تتراوح أعمارهم بين ‪33-02‬سنة‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬الدراسات العربية‪:‬‬
‫دراسة قريط )‪- (2006‬األردن‪ :‬بعنوان‪ :‬نوعية الحياة الصحية‪ ،‬الدعم االجتماعي واستراتيجيات التكيف لدى‬
‫المرضى المصابين بالسكري من النمط الثاني‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪ :‬تهدف هذه الدراسة إلى تحديد مستويات التكيف‪ ،‬والدعم االجتماعي‪ ،‬ونوع الحياة الصحية لدى‬
‫مرضى السكري من النمط الثاني‪.‬‬
‫بحث العالقة بين المتغيرات الديموغرافية والمتغيرات التالية ‪:‬استراتيجيات التكيف‪ ،‬الدعم االجتماعي ونوع الحياة‪.‬‬
‫عينة الدراسة ‪ :‬تكونت العينة من )‪ (151‬فردا‪ (77) ،‬ذكو ار و )‪ (74‬إناثا‪ ،‬تتراوح أعمارهم بين )‪(78- 30‬‬
‫سنة‪ ،‬جرى اختيارها عشوائيا من )‪(8‬مراكز صحية‪.‬‬
‫أدوات الدراسة‪ :‬استخدمت المقابلة الشخصية‪ ،‬واستمارة عن المعلومات الديموغرافية‪ ،‬وثالثة استبيانات‪ ،‬هي‬
‫فهرس لقياس نوع الحياة‪ ،‬ومقياس الدعم االجتماعي‪ ،‬واستبيان لقياس التكيف‪.‬‬
‫نتائج الدراسة‪ :‬بينت نتائج الدراسة مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬وجود عالقة دالة بين نوع الحياة و العمر‪ ،‬والوضع االجتماعي‪ ،‬والمهنة‪ ،‬والدخل‪ ،‬والتكوين األسري‪،‬‬
‫ومضاعفات السكري‪ ،‬ونوع العالج المتبع‪ ،‬إضافة إلى ذلك تبين أن هناك عالقة ذات داللة إحصائية بين نوع الحياة‬
‫والدعم المقدم من الزوج والزوجة‪ ،‬واآلباء‪ ،‬واألجداد واإلخوة واألخوات‪ ،‬وزمالء العمل واألصدقاء‪.‬‬
‫‪ -‬وجود عالقة دالة بين مستوى التكيف والعمر‪ ،‬والمهنة‪ ،‬المضاعفات‪ ،‬ومدة اإلصابة بالسكري‪ ،‬وأخي ار تبين أن‬
‫هناك عالقة دالة بين التكيف ونوع الحياة‬
‫دراسة حسن‪-)2002( ،‬الكويت‪ :‬بعنوان‪ :‬مرض السكر وعالقته ببعض العوامل النفسية والسمات الشخصية‬
‫أهداف الدراسة‪ - :‬االستدالل عن العالقة بين مرض السكر وبعض العوامل النفسية مثل (نمط السلوك ‪A‬‬
‫والذي ينبئ بمرض الشريان التاجي للقلب‪ ،‬والعصابية‪ ،‬والعدوان‪ ،‬والغضب)‬
‫عينة الدراسة‪ :‬تكونت الدراسة من عينتين األولى مؤلفة من (‪ )600‬مريض سكري (‪ 36‬من النمط األول‪76 ،‬‬
‫من النمط الثاني من العيادة الخارجية لمرض السكر‪ ،‬في حين بلغ عدد أفراد العينة الثانية (‪ )667‬فردا غير مصابين‬
‫بالمرض‪ ،‬وتراوحت أعمار أفراد العينة بين (‪ )75-65‬سنة‬
‫أدوات الدراسة‪ :‬استخدمت أربعة مقاييس لجمع بيانات الدراسة‪ ،‬وهي نمط السلوك ‪ ،A‬والعصابية والعدوان‬
‫وسمته والتعبير عنه‪.‬‬
‫نتائج الدراسة‪ - :‬بينت النتائج أن العمر ارتبط إيجابيا بنمط السلوك ‪ A‬وضبط الغضب‪ ،‬ولكنه ارتبط سلبيا‬
‫بالعصابية والعدوان‪ ،‬وحالة الغضب‪ ،‬وسمة الغضب‪ ،‬واظهار الغضب‪.‬‬
‫‪-‬إن مدة اإلصابة بالمرض ليس لها عالقة بأي من متغيرات الدراسة‪.‬‬

‫‪500‬‬
‫مجلة جامعة تشرين ‪ ‬اآلداب والعلوم اإلنسانية المجلد (‪ )53‬العدد (‪Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series 4002 )5‬‬

‫‪-‬حصل مرضى السكر على درجات أعلى على مقياس نمط السلوك (‪ ،)A‬في حين حصل غير المرضى على درجات‬
‫أعلى على كل من ‪ :‬حالة الغضب‪ ،‬وسمة الغضب‪ ،‬واظهار الغضب كما أن مرضى السكر من النوع األول حصلوا على‬
‫درجات أعلى على مقياس العدوانية‪ ،‬وحالة الغضب مقارنة بمرضى السكر من النمط الثاني‪(.‬حسن‪ ،0223 ،‬ص‪)32‬‬
‫دراسة سليمان‪-)2002( ،‬مصر‪ :‬بعنوان‪ :‬المساندة االجتماعية‪ ،‬وعالقتها بجودة الحياة‪ -‬نوعية الحياة لدى‬
‫مريض السكر النمط األول دراسة سيكومترية إكلينيكية‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪ -:‬التعرف إلى أثر جنس المريض في شعوره بجودة الحياة‪.‬‬
‫‪-‬التعرف إلى أنواع المساندة التي يمكن تقديمها لمريض السكر‪.‬‬
‫‪-‬التعرف إلى جنس المريض في إدراكه للمساندة االجتماعية المقدمة له‪.‬‬
‫عينة الدراسة‪ :‬تكونت العينة من (‪ )626‬مصابا بداء السكري من الذكور واإلناث‪ ،‬تراوحت أعمارهم ما بين (‪ )06-65‬سنة‪.‬‬
‫أدوات الدراسة‪ :‬تم استخدام مقياس المساندة االجتماعية لمريض السكر‪ ،‬مقياس جودة الحياة لمريض السكر‬
‫المراهق‪ ،‬وكلها من إعداد الباحثة‪.‬‬
‫نتائج الدراسة‪-:‬ال يوجد تأثير دال إحصائيا لعامل الجنس (ذكور‪-‬إناث) في الشعور بجودة الحياة‪ ،‬بينما وجدت‬
‫فروق دالة بين الذكور واإلناث من مرضى السكر في الشعور بجودة الحياة النفسية لصالح اإلناث‪.‬‬
‫‪-‬يمكن لبعض أنواع المساندة االجتماعية التي تقدم من بعض مصادر المساندة دون غيرها أن تتنبأ بالدرجة‬
‫الكلية لجودة الحياة وأبعادها‪ ،‬وكانت على الترتيب المساندة بالمعلومات من قبل األسرة‪ ،‬يليها المساندة النفسية من قبل‬
‫األصدقاء‪ ،‬يليها المساندة المادية من قبل األسرة‪.‬‬
‫‪ -‬كشفت الدراسة عن وجود بعض العوامل المؤثرة في شعور مريض السكري بجودة الحياة‪.‬‬
‫‪-‬توجد عالقة إرتباطية بين جميع أنواع المساندة االجتماعية المقدمة‪ ،‬والدرجة الكلية لجودة الحياة‪.‬‬
‫‪ -‬توجد فروق دالة بين الذكور واإلناث من مرضى السكري في إدراك المساندة من قبل األصدقاء لصالح‬
‫اإلناث‪(.‬سليمان‪ ،0225 ،‬ص‪)52‬‬
‫ثانياً‪ :‬الدراسات األجنبية‪:‬‬
‫دراسة كتنر؛ ديلوماتر وسنتاكو‪-(1990) (Kuttner, Delamater & Santiago,) ،‬إسبانيا‪:‬بعنوان‪:‬‬
‫‪learned helplessness in diabetic youth‬‬
‫االستسالم المكتسب (العجز عند المراهقين المصابين بالسكري)‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪ :‬تحديد العالقة بين االستسالم المكتسب واالكتئاب وبين إتباع حمية غذائية وحسن السيطرة على نسبة‬
‫الغلوكوز في الدم‪.‬‬
‫عينة الدراسة‪ :‬تكونت العينة من (‪ )32‬مراهقا مشاركا‪ )02( ،‬من الذكور‪ )52( ،‬من اإلناث وتتراوح أعمارهم ما‬
‫بين (‪ )60-64‬سنة والخاليين من أي أمراض نفسية‪.‬‬
‫أدوات الدراسة‪ :‬استبانه اشتملت على (‪ )40‬فقرة تقيم وضع المراهقين وكيف ينظرون إلى األحداث السيئة‬
‫والجيدة في حياتهم ومحاولة معرفة تفكيرهم‪.‬‬

‫‪500‬‬
‫غريب‬ ‫استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية لدى مرضى السكري‬

‫نتائج الدراسة‪ :‬توصلت الدراسة إلى أن‪:‬‬


‫‪ -6‬هناك عالقة إيجابية واضحة ما بين كل من االكتئاب والشعور بالعجز واالستسالم وبين عدم السيطرة على مستوى‬
‫الجلوكوز الطبيعي إال أن الدراسة قد عزت ذلك إلى أن االكتئاب والعجز أصال يؤثران في عدم السيطرة على المستوى الطبيعي‬
‫للسكر في الدم أي أنه كلما شعر المريض بالعجز واإلستسالم قلت سيطرته على الجلوكوز في الدم‪.‬‬
‫‪ -0‬أكدت نتائج الدراسة على أنه ليس للعمر أو الجنس أو مدة اإلصابة بالمرض أثر على شعور المراهق والشاب‬
‫بالعجز واالستسالم‪.‬‬
‫دراسة بيروت ومكمري )‪- (Peyrot & Mcmurry, 1992‬الواليات المتحدة األمريكية‪ :‬بعنوان‬
‫‪Stress buffering and glycemic control. The role of coping styles.‬‬
‫(إدارة الضغط والتحكم بسكر الدم‪ ،‬دور أنماط المواجهة)‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪ :‬تهدف الدراسة إلى معرفة وجود عالقة بين الضغط النفسي واالجتماعي المزمن والتحكم بسكر الدم‪.‬‬
‫عينة الدراسة‪ :‬أجريت الدراسة على (‪ )623‬أفراد من مرضى السكر من النمط األول‪ ،‬تتراوح أعمارهم بين (‪)43-60‬‬
‫سنة‪ ،‬ويمثل الذكور (‪ ،)%40‬بينما اإلناث (‪ )%30‬من العينة‪.‬‬
‫أدوات الدراسة‪ :‬جرى تطبيق مقياسين للضغط النفسي واالجتماعي‪ ،‬ومقياس للتغلب على المشكالت‪ ،‬وقد قسمت‬
‫المجموعة إلى قسمين‪ ،‬مجموعة قادرة على التغلب على المشكالت ومجموعة غير قادرة على التغلب على المشكالت‪.‬‬
‫نتائج الدراسة‪ :‬بينت نتائج الدراسة مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬يرتبط الضغط النفسي االجتماعي بالضبط السيئ لمرضى السكر في كل المجموعات غير القادرة على‬
‫التغلب على المشكالت‪.‬‬
‫‪ -‬ليس هناك عالقة دالة إحصائيا بين الضغط النفسي واالجتماعي وضبط السكر لدى المجموعات القادرة على التغلب‬
‫على المشكالت‪.‬‬
‫دراسة ميفيغ؛ ومستشاري وآخرون "‪ -(2003) "Mcveigh, Mostashari, et.al,‬الواليات المتحدة‬
‫األميركية‪ :‬بعنوان‪serious psychological distress among person with diabetes :‬‬
‫(الضغوط النفسية الشديدة لدى األشخاص المصابين بالسكري )‬
‫أهداف الدراسة‪ :‬تقييم معدل انتشار‪ ،‬وتأثير الضغوط النفسية الشديدة لدى األشخاص المصابين بالسكري في‬
‫مدينة نيويورك‪.‬‬
‫عينة الدراسة‪ :‬تم اختيار عينة عشوائية من عشرة آالف فرد مشارك من دليل الهاتف‪.‬‬
‫أدوات الدراسة‪ :‬تم تحديد األفراد المصابين بالسكري من خالل سؤالهم عن إصابتهم بالسكري‪ ،‬أما الضغوط‬
‫النفسية الشديدة من خالل مقياس (‪ )k6‬وهو مقياس نفسي يتم بواسطته سؤال الفرد عن شعوره خالل (‪ )52‬يوما أكان‬
‫حزينا أو عصبيا‪ ،‬أو فاقد األمل‪ ،‬أو عديم القيمة‬
‫نتائج الدراسة‪ :‬أشارت النتائج إلى أن األفراد المصابين بالسكري لديهم ضغوط نفسية أكثر من األفراد العاديين‪،‬‬
‫وأيضا األف ارد المصابون بالسكري ومصابون بأمراض أخرى مثل الربو‪ ،‬والضغط لديهم ضغوط نفسية أكثر من األفراد‬
‫المصابين بالسكر لوحده‪.‬‬

‫‪504‬‬
‫مجلة جامعة تشرين ‪ ‬اآلداب والعلوم اإلنسانية المجلد (‪ )53‬العدد (‪Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series 4002 )5‬‬

‫دراسة هيسلوب؛ وأخرون‪-(2007) Hislop, et al.‬استراليا‪ :‬بعنوان‪Prevalence and :‬‬


‫‪association of psychological distress in young adults with Type 1 diabetes‬‬
‫(انتشار الضيق النفسي والعوامل المرتبطة به لدى المراهقين المصابين بالنمط األول من داء السكري)‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪ :‬تحديد انتشار الضيق النفسي لدى المراهقين المصابين بالنمط األول من داء السكري‪ ،‬واكتشاف‬
‫العوامل المرتبطة به‬
‫عينة الدراسة‪ :‬تكونت العينة من (‪ )50‬من المشاركين المراهقين في هذه الدراسة من المصابين بداء السكري‬
‫(‪ 43‬ذكور و‪ 43‬إناث)‪ ،‬بلغ متوسط العمر (‪ )06‬سنة وستة أشهر‪ ،‬ومتوسط مدة اإلصابة (‪ )5‬سنوات وثالثة أشهر‪.‬‬
‫أدوات الدراسة‪ :‬استخدم الباحثون اختبارين نفسيين على شكل تقرير ذاتي‪ :‬هما مقياس مركز الدراسات الوبائية‬
‫لالكتئاب‪ ،‬ومقياس التقرير الذاتي للبالغين‪ ،‬وكان هناك استفتاء لتحديد طريقة استخدام األنسولين‪.‬‬
‫نتائج الدراسة‪ :‬كانت هناك نسبة (‪ )%53‬من المشاركين يعانون من أعراض االكتئاب‪ ،‬و(‪ )%05‬أشاروا إلى أعراض‬
‫خطيرة لالكتئاب‪.‬‬
‫‪-‬إن نسبة (‪ )%42‬من المشاركين اختبروا مشاعر جوهرية من الضيق‪ ،‬فالعوامل المساعدة للضيق النفسي‬
‫تضمنت استمرار استخدام حقن األنسولين تحت الجلد‪ ،‬وزيادة تكرار سلسلة ارتفاع سكر الدم‪ ،‬واستنتج الباحثون أن‬
‫واحدا من ثالثة من اليافعين المصابين بالنمط األول من السكري اختبروا مشاعر من الضيق النفسي‪ ،‬والذي ارتبط مع‬
‫ضبط ضعيف لسكر الدم‪) Hislop et al.2007.p91).‬‬
‫‪ -‬دراسة غرافيل ـ ووندل ‪- )2012( Gravels& Wandell‬السويد‪ :‬بعنوان‪Coping strategies in :‬‬
‫‪women with type II diabetes men and‬‬
‫استراتيجيات المواجهة عند مرضى السكري من كال الجنسين المصابين بالنوع الثاني من السكري‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪ :‬هدفت الدراسة إلى معرفة مهارات المواجهة عند مرضى السكري من كال الجنسين المصابين بالنوع‬
‫الثاني من السكري‪.‬‬
‫عينة الدراسة‪ :‬تكونت عينة الدراسة من (‪ )050‬مريضا بالسكري‪ ،‬تتراوح أعمارهم من (‪ )34-53‬سنة‪ ،‬منهم‬
‫(‪ )606‬ذكو ار و(‪ )666‬إناثا‪.‬‬
‫أدوات الدراسة‪ :‬جرى تطبيق مقياس مهارات المواجهة واالستعانة بالتقارير الطبية الخاصة بأفراد المجموعة‪.‬‬
‫نتائج الدراسة‪ :‬بينت نتائج الدراسة مايلي‪:‬‬
‫كانت استراتيجيات المواجهة ضعيفة لدى النساء أكثر من الرجال‪ ،‬ولوحظ انتشار االنعزالية واالنطوائية واالستسالم لديهن‬
‫أكثر من الرجال‪.‬‬
‫تعقيب على الدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪ -‬هذه الدراسات تناولت مرض السكري من النمطين األول والثاني‪ ،‬والعوامل المختلفة التي تؤثر في سير‬
‫المرض‪ ،‬ونجد اتفاقا بين هذه الدراسات والدراسة الحالية من حيث تناولها لمرض السكري‪ ،‬ولكنها تختلف من حيث‬
‫تطرقها الستراتيجيات مواجهة الضغوط النفسيةعند مرضى السكري من النمطين األول والثاني‪ ،‬وهذا لم تتناوله الدراسات‬
‫العربية‪ ،‬وبعض الدراسات األجنبية‪ ،‬ما يدل على أنها أول دراسة محلية تتطرق إلى هذا الموضوع‪.‬‬
‫‪-‬استخدمت هذه المجموعة من الدراسات أدوات متعددة ومتنوعة‪ ،‬تنوعت بتنوع متغيرات كل دراسة‪ ،‬بعضها‬
‫جرى إعدادها من قبل الباحثين مثل دراسة (سليمان‪ ،)0225 ،‬وبعضها استخدم أدوات معدة من قبل مثل‬

‫‪505‬‬
‫غريب‬ ‫استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية لدى مرضى السكري‬

‫(حسن‪ ) Gravels& Wandell، 0262(،)Hislop, et al.0227( ،)0223 ،‬أما الدراسة الحالية فقد تم إعداد‬
‫استبانتين أحدهما للضغوط النفسية لدى مرضى السكري‪ ،‬واألخرى الستراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية لدى مرضى‬
‫السكري من قبل الباحثة‪.‬‬
‫اإلطار النظري‪:‬‬
‫أوالً‪-‬مرض السكري‪ :‬عرف مرض السكري منذ قديم الزمان‪ ،‬وقد سماه الرومان منذ سنة ثالثون قبل الميالد ديابيتس‬
‫(‪ )diabetes‬ومعناها النافورة‪ ،‬وذلك النسياب البول بكثرة من المصاب بهذا المرض‪ ،‬ثم أضافوا كلمة (‪ )mellitus‬أي عسل‬
‫عندما عرفوا أنه يحتوي على كمية من المادة الحلوة وقد تعارف العالم العربي على تسميته بمرض البول السكري‪.‬‬
‫(فاضل‪ ،0223 ،‬ص‪)00‬‬
‫أنواع مرض السكري‪-1 :‬مرض السكري المعتمد في عالجه على األنسولين (‪ :)IDDM‬وهو النمط الذي‬
‫يصيب الصغار‪ ،‬وفيه يعجز البنكرياس عن إنتاج األنسولين‪ ،‬ولذلك يستخدم مريض السكري األنسولين الخارجي‬
‫للتعويض عن النقص‪( ،‬القال‪ ،0266 ،‬ص‪.)63‬‬
‫‪-2‬مرض السكري غير المعتمد على األنسولين (‪ :)NDDM‬وهو أكثر أنماط السكر شيوعا‪ ،‬وتقدر نسبته‬
‫بـ‪ ، %52‬وقد يضطر المريض إلى التعويض عن النقص في خاليا (بيتا) بالبنكرياس بتناول أنسولين خارجي بجرعات‬
‫قليلة وفق وزن المريض‪ ،‬وقياساته في تحمل السكر‪ ،‬وهو غالبا ما يصيب الكهول‪( ،‬القال‪ ،0266 ،‬ص‪.)63‬‬
‫‪-‬أسباب اإلصابة بمرض السكري المعتمد على األنسولين‪:‬‬
‫‪-1‬عامل المناعة‪ :‬يعتبر مرض السكري المعتمد على األنسولين أحد األمراض المناعية‪ ،‬حيث يقوم جهاز‬
‫المناعة بإنتاج مادة كيماوية مناعية تسمى (‪ ،)CYTOKINES‬وتركيبة هذه المادة تكون محددة لمهاجمة تركيبة أو‬
‫جسم محدد فقط‪ ،‬ولكن لسبب غير معروف ال تستطيع التعرف على خاليا البنكرياس المعروفة باسم(‪،)Beta cells‬‬
‫ومن ثم تقوم بمهاجمتها بشكل تدريجي ومتسارع‪( .‬عويضة‪ ،0227 ،‬ص‪)03‬‬
‫‪-2‬العوامل الوراثية‪ :‬أثبتت معظم األبحاث إلى أن اإلصابة تكون نتيجة لعوامل وراثية‪ ،‬حيث تشير الدراسات‬
‫الوراثية بأن بعض األشخاص لديهم جينات تنتج أنواعا محددة من الكريات الليمفاوية (كرات الدم البيضاء) المحتوية‬
‫على مولدات المضاد (‪ )HLA‬التي تلعب دو ار مهما فيما يتعلق بتقوية الجهاز المناعي في الجسم والوقاية من‬
‫األمراض‪( .‬عويضة‪ ،0227 ،‬ص‪)03‬‬
‫‪-‬أعراض ومضاعفات مرض السكري‪:‬‬
‫‪-‬األعراض األولية‪ :‬كثرة التبول‪ ،‬كثرة العطش‪ ،‬كثرة األكل‪ ،‬فقدان الوزن‪ ،‬الشعور بالدوار‪،‬‬
‫‪-‬األعراض الالحقة(المتأخرة)‪-6 :‬الرؤية غير الواضحة‪-0 ،‬شعور المراهق باإلرهاق ونقص في النشاط‪ -5 ،‬تصلب‬
‫الشرايين‪-4‬التهاب األعصاب الطرفية‪-3 ،‬أمراض الكليتين‪( .‬القال‪ ،0266 ،‬ص‪(،)55‬عويضة‪ ،0227 ،‬ص‪.)00‬‬
‫ثانياً‪ :‬مرض السكري والضغوط النفسية‪ :‬الضغوط مثيرات تتطلب من الفرد أن يتكيف معها‪ ،‬والضغوط تعوق‬
‫الفرد عن تحقيق أهدافه واشباع حاجاته‪ ،‬وهي تؤثر في اإلنسان بطرق مختلفة‪ ،‬وتأثيرها يختلف من فرد إلى آخر‪،‬‬
‫(المحارب‪ ،6555 ،‬ص ‪.)550‬‬
‫وقد أجريت دراسات كثيرة حول عالقة الضغوط بمرض السكري‪ ،‬حيث نظر إليها بعضهم أنها سبب المرض‪،‬‬
‫فقد أوضح (عطية‪ ،6555 ،‬ص‪ )04‬أن األقوال بأن السكري يأتي بعد صدمة مفاجئة أو فقد عزيز‪ ،‬غير صحيحة‪ ،‬وأن‬
‫ربط السكري بالصدمات اليكون مباشرة‪ ،‬حيث إن العامل األول هو لالستعداد الوراثي‪ ،‬وان أثر الصدمات يكون في‬

‫‪502‬‬
‫مجلة جامعة تشرين ‪ ‬اآلداب والعلوم اإلنسانية المجلد (‪ )53‬العدد (‪Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series 4002 )5‬‬

‫التعجيل بظهور المرض قبل أوانه‪ ،‬وبمتابعة هؤالء المرضى وجد أن السكري قد يغيب تلقائيا بعد زوال الضغوط‬
‫الفجائية‪ ،‬خاصة عند المرضى الذين يستطيعون الحفاظ على لياقتهم الجسمية‪ ،‬وأشار )‪ (Micheal, 1998‬أن الضغوط‬
‫التي يواجهها مرضى السكري هي بمنزلة الضغوط اليومية‪ ،‬أو مشكالت العمل أو الضغوط األسرية‪ ،‬وهناك بعض‬
‫األمور التي تؤثر على نحو سلبي حاد في مستوى السكر في الدم لدى المرضى‪ ،‬مثل فقدان عزيز‪ ،‬أو الطالق‪ ،‬أو‬
‫التدهور المادي‪ ،‬وغير ذلك ‪ ،‬وكلما زادت هذه الضغوط زاد مستوى السكر في الدم‪(Gifford & Carcier, 2006, .‬‬
‫)‪(Andreson, 2000, p8) p 31‬‬
‫ثالثاً‪ :‬استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية‪:‬‬
‫تسبب مثيرات الضغوط استجابات وردود أفعال متنوعة فسيولوجية‪ ،‬وعاطفية‪ ،‬أو سلوكية‪ ،‬والتي قد يكون صعبا‬
‫التغلب عليها في بعض األحيان‪ ،‬ويمكن أن ينظر إلى ردود الفعل الناتجة من مثيرات الضغوط بأنها تقييمات (طريقة‬
‫إدراكية)‪ ،‬أي تقدير إذا كانت مثيرات الضغط متصلة أو غير متصلة بذلك‪ ،‬واذا كان لدى الشخص االستراتيجيات‬
‫للتعامل معها‪ ،‬والتغلب عليها‪ ،‬وتعد دراسة مورفي )‪ ،(Murphy, 1962‬كما ورد في الزاروس )‪ ،(Lazarous, 1984‬من‬
‫أوائل الدراسات التي استخدمت مصطلح التعامل مع الضغوط‪ ،‬وذلك لإلشارة إلى األساليب التي يستخدمها الفرد في تعامله مع‬
‫المواقف المهددة من أجل السيطرة عليها‪( .‬السهلي‪ ،0266 ،‬ص‪.(Gadzella, 1995, p402) ،)52‬‬
‫‪ -6-5‬أنواع استراتيجيات المواجهة‪:‬‬
‫‪ -6‬استراتيجيات المواجهة التي تركز على المشكلة )‪:(Problem- Focused Coping‬‬
‫هي الجهود التي يبذلها الفرد لتعديل العالقة الفعلية بين الشخص والبيئة‪ ،‬ولهذا نجد الشخص الذي يستخدم هذا‬
‫األسلوب في المواقف الضاغطة يحاول تغيير أنماط سلوكه الشخصي‪ ،‬أو يعدل الموقف ذاته‪ ،‬فهو يحاول تغيير سلوكه‬
‫الشخصي بوساطة البحث عن معلومات أكثر عن الموقف أو المشكلة‪ ،‬لكي ينتقل إلى تغيير الموقف‪(Lazarus & ،‬‬
‫)‪.Folkman.1984‬‬
‫‪ -2‬استراتيجيات المواجهة التي تركز على االنفعال )‪:(Emotion-Focused Coping‬‬
‫هي تشير إلى الجهود التي يبذلها الفرد لتنظيم االنفعاالت‪ ،‬وخفض المشقة‪ ،‬والضيق االنفعالي الذي سببه‬
‫الموقف الضاغط أو الحدث للفرد‪ ،‬عوضا عن تغيير العالقة بين الشخص والبيئة‪ ،‬وبعض هذه االستراتيجيات يتضمن‬
‫عمليات معرفية مثل التجنب‪ ،‬وتقليل من شأن المشكلة‪ ،‬ولوم اآلخرين‪ ،‬واإلسقاط‪ ،‬وبعضها يتضمن استراتيجيات سلوكية‬
‫مثل التأمل وتناول العقاقير‪( ،(Lazarus & Folkman.1984) ،‬حسين‪ ،‬حسين‪.)55 ،0223 ،‬‬
‫‪ -2-3‬العوامل المؤثرة في استراتيجيات المواجهة‪:‬‬
‫‪ -1-2-3‬العوامل الخاصة بمواقف الضغط وبيئته‪:‬حدد كل من )‪ (Smyer & Rees‬أربعة أنماط من‬
‫المواقف التي يمكن أن ترتبط بالضغط‪ ،‬وتؤثر فيه‪ ،‬هي‪ :‬البيولوجية مثل المرض أو الموت‪ ،‬الشخصية مثل الزواج‪،‬‬
‫البيئة الفيزيائية مثل الكوارث الطبيعية واالنفجارات‪ ،‬االجتماعية الثقافية مثل القيود التي يفرضها المجتمع مثل العادات‬
‫والعرف والتقاليد‪(.‬القانوع‪ ،0266 ،‬ص‪)35‬‬
‫‪ -2-2-3‬المتغيرات الديموغرافية‪-1:‬العمر‪ :‬يشير الباحثون إلى أن أساليب المواجهة التي يستخدمها الفرد في‬
‫مواجهة المواقف الضاغطة تتغير باختالف المرحلة العمرية‪ ،‬فاألساليب التي يستخدمها األطفال تختلف عن األساليب التي‬
‫يستخدمها المراهقون والراشدون‪( .‬عثمان‪ ،0226 ،‬ص‪)623‬‬

‫‪503‬‬
‫غريب‬ ‫استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية لدى مرضى السكري‬

‫‪-2‬الجنس‪ :‬تشير الدراسات إلى عدم وجود فروق بين الجنسين في المرحلة التي قبل البلوغ في االستجابة‬
‫لمواقف الضغط على نحو عام‪ ،‬أما للراشدون فقد وجد كل من )‪ (Moss & Billing 1984‬أن هناك فروقا بين النساء‬
‫والرجال في أساليب مواجهتهم للضغوط‪( .‬القانوع‪ ،0266 ،‬ص‪( ،)35‬عياش‪ ،0260،‬ص‪) 53‬‬

‫النتائج والمناقشة‪:‬‬
‫منهج البحث‪ :‬اقتضت طبيعة الدراسة في هذا البحث االعتماد على المنهج الوصفي التحليلّي‪ ،‬وذلك ألن هذا‬
‫المنهج يشير إلى مجموعة من الفعاليات‪ ،‬الّتي تشترك في كونها تهدف إلى وصف المواقف أو الظواهر‪ ،‬بحيث يكون‬
‫هذا الوصف ضرورّيا التخاذ قرار ما أو لدعم أغراض البحث‪( .‬حمصي‪ ،0220 ،‬ص‪)605‬‬
‫المجتمع األصلي‪ :‬يشمل المجتمع األصلي للبحث جميع المترددين إلى عيادة السكري ضمن المراكز الصحية‬
‫في مدينة دمشق‪ ،‬والبالغ عددهم (‪ )473‬مصابا بمرض السكري من النمط األول‪ ،‬و(‪ )6003‬مصابا بمرض السكري‬
‫من النمط الثاني والذين تتراوح أعمارهم بين (‪ )33-02‬سنة‪ ،‬وقد تألفت عينة الدراسة من (‪ )94‬مصاب بمرض السكري‬
‫من النمط األول‪ ،‬و(‪ )250‬مصاب بمرض السكري من النمط الثاني‪ ،‬وهي عينة قصدية‪ ،‬وذلك من المسجلين ضمن المراكز‬
‫الصحية التابعة لو ازرة الصحة في مدينة دمشق‪ ،‬وقد بلغت تسعة مراكز صحية موزعة في مختلف مناطق مدينة دمشق‪،‬‬
‫ويبين الجدول (‪ )6‬أعداد الذكور واإلناث‪ ،‬البالغة (‪ )062‬و(‪ )052‬على التوالي‪ ،‬إضافة إلى البحث‪ ،‬والمقدار المئوي‬
‫ضمن المجتمع األصلي‪.‬‬

‫الجدول (‪ ) 1‬النسبة المئوية للمجتمع األصلي وفق متغير الجنس لدى مرضى السكري النمط األول‬

‫النسبة المئوية‬ ‫العدد‬ ‫الجنس‬


‫‪%46,31‬‬ ‫‪002‬‬ ‫ذكور‬
‫‪%53,69‬‬ ‫‪033‬‬ ‫إناث‬
‫‪%622‬‬ ‫‪475‬‬ ‫المجموع‬

‫ويبين الجدول (‪ )0‬أعداد الذكور واإلناث‪ ،‬البالغة (‪ )520‬و(‪ )705‬على التوالي‪ ،‬إضافة إلى البحث‪ ،‬والمقدار‬
‫المئوي ضمن المجتمع األصلي‪.‬‬

‫الجدول (‪ ) 2‬النسبة المئوية للمجتمع األصلي وفق متغير الجنس لدى المرضى من النمط الثاني‪.‬‬

‫النسبة المئوية‬ ‫العدد‬ ‫الجنس‬


‫‪%42,44‬‬ ‫‪520‬‬ ‫ذكور‬
‫‪%57,56‬‬ ‫‪705‬‬ ‫إناث‬
‫‪%622‬‬ ‫‪1225‬‬ ‫المجموع‬

‫واعتمدت الباحثة في سحب العينة من مجتمع المرضى بواقع‪ %02‬مراعية في ذلك تحقيق التناسب قدر اإلمكان‬
‫بين نسبة طبقات المجتمع‪ ،‬وذلك لتحقيق التجانس في توزيع العينة على المتغيرات المدروسة (الجنس‪ ،‬النمط) وذلك ألن‬

‫‪503‬‬
‫مجلة جامعة تشرين ‪ ‬اآلداب والعلوم اإلنسانية المجلد (‪ )53‬العدد (‪Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series 4002 )5‬‬

‫عدد المرضى من النمط الثاني ‪ 6003‬مريض ‪ ،‬بينما عدد المرضى من النمط األول ‪ 473‬مريض‪ ،‬وبذلك بلغ حجم‬
‫العينة المسحوبة ‪ 543‬مريضا موزعة حسب الجدول التالي‪:‬‬

‫جدول (‪ :)3‬توزع عينة البحث حسب النمط والجنس‬

‫المجموع‬ ‫نمط ثاني‬ ‫نمط أول‬ ‫الجنس‬


‫‪637‬‬ ‫‪663‬‬ ‫‪46‬‬ ‫ذكور‬
‫‪600‬‬ ‫‪654‬‬ ‫‪34‬‬ ‫إناث‬
‫‪534‬‬ ‫‪032‬‬ ‫‪53‬‬ ‫المجموع‬

‫أداة البحث‪- :‬استبانة الضغوط النفسية‪ :‬اعتمدت الباحثة في بناء االستبيان على األدبيات والدراسات السابقة التي‬
‫تناولت موضوع الضغوط النفسية المصابين بمرض السكري خاصة دراسة (أبو سليمان‪( ،)0220 ،‬الحواجري‪ ،)0226 ،‬وقد‬
‫تم إعدادها على النحو التالي‪ :‬تتألف االستبانة من (‪ )44‬فقرة‪ ،‬وصيغت هذه الفقرات على شكل حدث يتعرض له‬
‫المصاب‪ ،‬ويشكل ضغطا نفسيا له‪ ،‬واإلجابة عنها يتضمن االختيار من خمسة بدائل هي (دائما‪ ،‬غالبا‪ ،‬أحيانا‪ ،‬ناد ار‪،‬‬
‫أبدا)‪ ،‬وقد أعطيت درجة (‪ )4‬دائما‪ ،‬ودرجة (‪ )5‬غالبا‪ ،‬ودرجة (‪ )0‬أحيانا‪ ،‬ودرجة (‪ )6‬ناد ار‪ ،‬ودرجة (‪ )2‬أبدا‬
‫صدق وثبات استبانة الضغوط النفسية‪ :‬قامت الباحثة بإيجاد صدق وثبات استبيانه الضغوط النفسية‪ ،‬من خالل‬
‫تطبيقه على عينة الصدق والثبات التي بلغ قوامها (‪622‬مصابا‪ ،‬مصابة) من المصابين بمرض السكري في كل من مركز‬
‫زهير حبي الصحي ومركز السابع من نيسان‪.‬‬
‫‪-1‬الصدق‪- :‬صدق المحتوى‪ُ :‬عرضت استبيانه الضغوط النفسية على عدد من السادة المح ّكمين‬
‫المتخصصين‪ ،‬وقد كان لهم عدد من المالحظات التي أخذت بها الباحثة‪ ،‬وتم تعديل بعض العبارات ضمن فقرات‬
‫ّ‬
‫االستبانة‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ )4‬يبين تعديل العبارات‪:‬‬

‫العبارة قبل التعديل‬ ‫العبارة بعد التعديل‬ ‫م‬


‫أشعر بالتعب بسرعة‬ ‫أشعر بالتعب من أقل مجهود‬ ‫‪-6‬‬
‫أشعر بصداع وألم في الرأس‬ ‫أعاني من الصداع المستمر‬ ‫‪-0‬‬
‫توجد عالقات متوترة بيني وبين اآلخرين‬ ‫عالقاتي باآلخرين يشوبها التوتر‬ ‫‪-5‬‬

‫مما يشير إلى صدق االستبيان‬


‫‪-2-1‬الصدق الذاتي‪ :‬والذي بلغ (‪ )%2.5‬وهو دال إحصائيا ّ‬
‫‪-2‬ثبات االستبانة‪ :‬بلغ معامل ثبات ألفا (‪ ،)0,77‬أما بالتجزئة النصفية‪ :‬تم حساب ثبات القائمة بطريقة‬
‫التجزئة النصفية وذلك لعدم قدرة جميع المرضى على العودة مرة ثانية للمركز لإلجابة على بنود المقاييس‪ .‬فقد بلغ‬
‫عال‬ ‫ٍ‬
‫بثبات ٍ‬ ‫معامل ثبات سبيرمان _ براون (‪ )0.82‬ومعامل جوتمان (‪ .)2.00‬وهذه النتائج تدل على أن المقياس يتمتع‬
‫يجعله صالحا لالستخدام‪.‬‬
‫استبانة استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية‪ :‬اعتمدت الباحثة في بناء االستبيان على األدبيات والدراسات‬
‫السابقة التي تناولت موضوع استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية عند المصابين بمرض السكري ‪ ،‬وقد تم إعدادها على‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫‪503‬‬
‫غريب‬ ‫استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية لدى مرضى السكري‬

‫‪-6‬تتألف االستبانه من (‪ )42‬فقرة‪ ،‬مؤلفة من ‪ 0‬أبعاد وتقسم إلى ‪ 4‬أبعاد إيجابية (حل المشكلة –التفكير‬
‫المرغوب‪-‬الدعم اإلجتماعي‪ -‬إعادة البنية المعرفية) و‪ 4‬أبعاد سلبية (التعبير اإلنفعالي‪ -‬النقد الذاتي‪ -‬تجنب المشكلة‪-‬‬
‫االنسحاب االجتماعي) وصيغت هذه الفقرات على شكل حدث يتعرض له المصاب‪ ،‬ويشكل ضغطا نفسيا له وكيفية‬
‫مواجهة الضغوط‪ ،‬واإلجابة عنها يتضمن االختيار من خمسة بدائل هي (دائما‪ ،‬غالبا‪ ،‬أحيانا‪ ،‬ناد ار‪ ،‬أبدا)‪.‬‬
‫وقد أعطيت درجة (‪ )4‬دائما‪ ،‬ودرجة (‪ )5‬غالبا‪ ،‬ودرجة (‪ )0‬أحيانا‪ ،‬ودرجة (‪ )6‬ناد ار‪ ،‬ودرجة (‪ )2‬أبدا‪.‬‬
‫صدق وثبات استبانة استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية‪ :‬قامت الباحثة بإيجاد صدق وثبات استبيانه‬
‫استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية‪ ،‬من خالل تطبيقه على عينة الصدق والثبات التي بلغ قوامها (‪622‬مصابا‪،‬‬
‫مصابة) من المصابين بمرض السكري في كل من مركز زهير حبي الصحي ومركز السابع من نيسان‪.‬‬
‫‪-1‬الصدق‪- :‬صدق المحتوى‪ُ :‬عرضت استبيانه استراتيجية مواجهة الضغوط النفسية على عدد من السادة‬
‫المتخصصين‪ ،‬وقد كان لهم عدد من المالحظات التي أخذت بها الباحثة‪ ،‬وتم تعديل بعض العبارات ضمن فقرات‬
‫ّ‬ ‫المح ّكمين‬
‫االستبانة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :) 5‬تعديل استبانة استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية‬

‫بعد التعديل‬ ‫قبل التعديل‬ ‫الرقم‬


‫أتجنب التفكير بالمشكلة‬ ‫أحاول أال أفكر بالمشكلة‬ ‫‪-6‬‬
‫أصبح شديد التوتر عندما تواجهني مشكلة ما‬ ‫أصبح شديد التوتر أحيانا‬ ‫‪-0‬‬
‫أتحدث عن مشكالتي إلى شخص أثق بنصائحه وطريقة تفكيره‬ ‫أتحدث لشخص أثق بنصائحه‬ ‫‪-5‬‬

‫مما يشير إلى صدق االستبيان‪.‬‬


‫الصدق الذاتي‪ :‬والذي بلغ (‪ )%2.0‬وهو دال إحصائيا ّ‬
‫ثبات االستبانة‪ :‬تراوحت معامالت الثبات سبيرمان براون ‪ 2.005‬و معامل غوتمان ‪ 2.035‬وهذا يشير إلى‬
‫ثبات استبانة االستراتيجيات وصالحيته إلجراء الدراسة ‪.‬‬
‫إجراءات البحث‪-6 :‬بعد الحصول على سجالت المرضى المترددين لمراكز العيادات الشاملة في مدينة دمشق‪،‬‬
‫تم االتصال بجميع المراهقين المسجلين في هذه المراكز‪ ،‬وتم تحديد تاريخ معين لالجتماع بهم لتطبيق أداة البحث‪.‬‬
‫‪ -0‬االجتماع بهؤالء المرضى في قاعة المحاضرات‪ ،‬مع دكتور مختص بداء السكري وذلك لتالفي أي مشكلة‬
‫صحية قد يواجهها هؤالء المراهقين‪.‬‬
‫‪-5‬توزيع االستبيان على المرضى‪ ،‬وقراءة تعليمات االستبيان بعناية‪ ،‬وابداء االستعداد لإلجابة عن أي تساؤل أو‬
‫استفسار قد يتم طرحه من قبلهم‬
‫عرض النتائج وتفسيرها‪:‬‬
‫السؤال األول‪ :‬ما مقدار انتشار الضغوط النفسية لدى المرضى المصابين بالسكري؟‬
‫لإلجابة عن السؤال تم ترتيب المجاالت حسب شدة الضغوط النفسية وذلك بنسبة المتوسط الفعلي للبعد على‬
‫المتوسط الفرضي فكانت النتائج المبينة في الجدول التالي‬

‫‪503‬‬
‫مجلة جامعة تشرين ‪ ‬اآلداب والعلوم اإلنسانية المجلد (‪ )53‬العدد (‪Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series 4002 )5‬‬

‫جدول (‪ :)2‬مقدار انتشار الضغوط لدى أفراد العينة‬

‫مقدار انتشار الضغوط لدى أفراد العينة‬ ‫البعد‬


‫الرتبة‬ ‫النسبة إلى المتوسط‬ ‫مقدار االنتشار‬ ‫المتوسط‬ ‫المتوسط‬
‫الفرضي‬ ‫الفرضي‬
‫‪3‬‬ ‫‪57.67‬‬ ‫‪%28.83‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪6.92‬‬ ‫الضغوط االسرية‬
‫‪3‬‬ ‫‪49.33‬‬ ‫‪%24.67‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪5.92‬‬ ‫الضغوط االجتماعية‬
‫‪4‬‬ ‫‪72.5‬‬ ‫‪%36.25‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5.8‬‬ ‫الضغوط المالية‬
‫‪5‬‬ ‫‪76.5‬‬ ‫‪%38.25‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪21.42‬‬ ‫الضغوط النفسية‬
‫‪0‬‬ ‫‪78.22‬‬ ‫‪%39.11‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪14.08‬‬ ‫الضغوط الجسدية‬
‫‪6‬‬ ‫‪84.3‬‬ ‫‪%42.15‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪8.43‬‬ ‫ضغوط العالج‬

‫التفسير‪ :‬يتبين من الجدول السابق على أن المصابين بالسكري يتعرضون لضغوط متعلقة بالعالج بالمرتبة‬
‫األولى‪ ،‬وهذا يعود لحجم الضغوطات النفسية التي يتعرض لها المصاب بالسكري‪ ،‬وخصوصا أن هذا المرض يغير‬
‫النظام اليومي من حياة المصاب‪ ،‬ومايصاحبه من مضاعفات طويلة وقصيرة األمد‪ ،‬باإلضافة إلى أن مرض السكري‬
‫سيترافق مع المريض طوال حياته‪ ،‬وكذلك األمر بطقوسه (الرعاية الصحية) من أخذ األنسولين صباحا ومساء‪ ،‬والحمية‬
‫الغذائية‪ ،‬والتقنين في ممارسة التمارين الرياضية‪ ،‬باإلضافة إلى الضغوط الجسدية المترافقة بتغيير شكل الجسم واآلالم‬
‫التي يسببها مرض السكري واألعراض المرافقة للمرض وهذه األمور التي يعايشها المريض بشكل مستمر قد تخلق عنده‬
‫مشاعر انزعاج وتوتر وضغوطا نفسية عالية لديهم وقد يعود ذلك بسبب الخوف المستمر من التدهور الصحي‪ ،‬وعدم‬
‫القدرة على الزواج واإلنجاب وشعوره بأنه ضعيف ومريض وعاجز‪ ،‬باإلضافة إلى أن شخصيته تتأثر وتوافقه مع ذاته‬
‫وتقييم قدراته وامكانته فتنشأ لديه الضغوط االنفعالية‪ ،‬أما بالنسبة للضغوط المالية التي قد تنشأ من قلة الدخل والغالء‬
‫المعيشي لما تتطلبه مرض السكري من حمية غذائية وشراء للدواء وكذلك قلة القدرة االنتاجية لمريض السكر التي قد‬
‫تصل إلى االعاقة عند اإلصابة بمضاعفات المرض من فقان للبصر أو اختالل األعصاب والتي يسبب ضغوط على‬
‫مريض السكري‪ ،‬وفيما يخص انخفاض الضغوط األسرية والضغوط االجتماعية فيمكن عزو ذلك إلى أن األسرة‬
‫واألصدقاء هم أكثر من يفهم المريض ويتعاطف معه‪ ،‬ولديهم وعي ومعرفة للمرض وكيفية التعامل مع المريض وبالتالي‬
‫ليس للمريض مشكلة مع األسرة واألصدقاء‪ ،‬وقد اتفقت نتائج هذه الدراسة مع نتائج دراسة (الشديفات‪،)0227 ،‬‬
‫ودراسة) الحياري‪ ،)2006 ،‬ودراسة (‪ )McVeigh, Mostashary & Thorpe,2000‬والتي أشارت نتائجها أن‬
‫األفراد المصابين بالسكري لديهم ضغوط أكثر من األفراد العاديين‪ ،‬واتفقت مع دراسة (‪.)Hislop,2007‬‬
‫السؤال الثاني‪ :‬مااستراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية عند مرضى السكري تبعاً للنمط؟‬
‫لإلجابة عن السؤال الثاني تم حساب متوسط الدرجات لكل بعد على مقياس استراتيجيات المواجهة وذلك حسب متغير‬
‫النمط ‪ ،‬ثم حسب متغير النمط واعطائها رتب حسب المتوسط فكانت النتائج كما هو مبين في الجدول التالي‪:‬‬

‫‪503‬‬
‫غريب‬ ‫استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية لدى مرضى السكري‬

‫جدول (‪ :)7‬متوسطات درجات العينة المدروسة على مقياس استراتيجيات المواجهة حسب النمط‬

‫الرتبة‬ ‫متوسط النمط الثاني‬ ‫الرتبة‬ ‫متوسط النمط األول‬ ‫البعد‬


‫‪6‬‬ ‫‪10.06‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪8.45‬‬ ‫حل المشكلة‬
‫‪0‬‬ ‫‪5.94‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10.6‬‬ ‫النقد الذاتي‬
‫‪5‬‬ ‫‪9.36‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪11.15‬‬ ‫التعبير االنفعالي‬
‫‪3‬‬ ‫‪8.19‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪8.51‬‬ ‫التفكير المرغوب‬
‫‪4‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7.84‬‬ ‫الدعم االجتماعي‬
‫‪0‬‬ ‫‪9.58‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8.07‬‬ ‫إعادة البنية المعرفية‬
‫‪7‬‬ ‫‪6.04‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10.87‬‬ ‫تجنب المشكلة‬
‫‪3‬‬ ‫‪6.83‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪11.22‬‬ ‫االنسحاب االجتماعي‬

‫بينت نتائج الدراسة أن أكثر االستراتيجيات المستخدمة لدى مرضى السكري من النمط األول هي استراتيجية‬
‫االنسحاب االجتماعي التي احتلت المرتبة األولى‪ ،‬ثم التعبير االنفعالي‪ ،‬يليه تجنب المشكلة ‪ ،‬فحل المشكلة ‪ ،‬يليه‬
‫إعادة البنية المعرفية‪ ،‬وأخي ار الدعم االجتماعي‪ ،‬أما االستراتيجيات األكثر استخداما لدى مرضى السكري من النمط‬
‫الثاني هي استراتيجية حل المشكلة ثم إعادة البنية المعرفية‪ ،‬يايه التعبير االنفعالي‪ ،‬فالدعم االجتماعي‪ ،‬ثم يليه التفكير‬
‫المرغوب ‪ ،‬يليه االنسحاب االجتماعي‪ ،‬يليه تجنب المشكلة‪ ،‬وأخي ار النقد الذاتي‪.‬‬
‫التفسير ‪ :‬قد يرجع االختالف في استخدام االستراتيجيات بين مرضى من النمط األول ومرضى من النمط الثاني‬
‫التخاذ النمط الثاني االستراتيجيات االيجابية لفهمهم وتعلمهم االستراتيجيات الفعالة في مواجهة الضغوط بينما نجد‬
‫مرضى السكري من النمط األول وهم أصحاب المعاناة األكثر والضغط األكبر فنجدهم أكثر ميال الستخدام‬
‫االستراتيجيات السلبية عند مواجهة المواقف الضاغطة ويمكن القول أنهم يستخدمون مثل هذه االستراتيجيات لكونهم قد‬
‫جربوها في مواجهة ضغوطهم لذلك يميلون إلى استخدامها رغم سلبيتها‪ ،‬او بسبب شعور مرضى السكري من النمط‬
‫األول باستمرار الضغوط الواقعة عليهم وقناعتهم بعدم جدوى المواجهة لها‪ ،‬أو أنهم أشخاص غير قادرين على فهم‬
‫المواقف الضاغطة واستيعابها حيث يلجأ هؤالء إلى استخدام استراتيجيات تكيف ترتكز على االنفعال ألنهم اليعرفون‬
‫كيف يتصرفون إزاء الموقف الضاغط‪.‬‬
‫وتتفق هذه الدراسة مع دراسة تونكاي( ‪ )Tuncay& Ilgen& Engin& Gock& Kultu,2008‬حيث اعتمد‬
‫النمط األول على استراتيجية التنفيس االجتماعي بينما النمط الثاني على استراتيجية حل المشكلة‪.‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬مااستراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية عند مرضى السكري تبعاً للجنس؟‬
‫تم حساب متوسط الدرجات لكل بعد على مقياس استراتيجيات المواجهة وذلك حسب متغير النمط‪ ،‬ثم حسب‬
‫متغير الجنس واعطائها رتب حسب المتوسط فكانت النتائج كما هو مبين في الجدول التالي‪:‬‬

‫جدول (‪ :)8‬متوسطات درجات العينة ا لمدروسة على مقياس استراتيجيات المواجهة حسب النمط‬

‫الرتبة‬ ‫متوسط اإلناث‬ ‫الرتبة‬ ‫متوسط الذكور‬ ‫البعد‬


‫‪0‬‬ ‫‪9.4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪9.87‬‬ ‫حل المشكلة‬
‫‪7‬‬ ‫‪7.16‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7.29‬‬ ‫النقد الذاتي‬

‫‪540‬‬
‫مجلة جامعة تشرين ‪ ‬اآلداب والعلوم اإلنسانية المجلد (‪ )53‬العدد (‪Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series 4002 )5‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪9.51‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪10.27‬‬ ‫التعبير االنفعالي‬


‫‪4‬‬ ‫‪8.26‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪8.29‬‬ ‫التفكير المرغوب‬
‫‪3‬‬ ‫‪8.16‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪8.03‬‬ ‫الدعم االجتماعي‬
‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9.36‬‬ ‫إعادة البنية المعرفية‬
‫‪0‬‬ ‫‪7.09‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7.71‬‬ ‫تجنب المشكلة‬
‫‪3‬‬ ‫‪7.62‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8.54‬‬ ‫االنسحاب االجتماعية‬

‫بينت نتائج الدراسة أن أكثر االستراتيجيات المستخدمة لدى مرضى السكري هي استراتيجية التعبير االنفعالي‬
‫التي احتلت المرتبة األولى عند الذكور واإلناث‪ ،‬ثم حل المشكلة عند الذكور واإلناث‪ ،‬يليه إعادة البنية المعرفية عند‬
‫الذكور واإلناث‪ ،‬يلي ذلك االنسحاب االجتماعي عند الذكور بينما استراتيجية التفكير المرغوب عند اإلناث ‪ ،‬ثم التفكير‬
‫المرغوب عند الذكور بينما احتلت استراتيجية الدعم االجتماعي عند اإلناث‪ ،‬أما المرتبة السادسة فقد احتلتها استراتيجية‬
‫الدعم االجتماعي عند الذكور بالمقابل احتلت استراتيجية االنسحاب االجتماعي المرتبة السادسة عند اإلناث ‪ ،‬أما‬
‫االستراتيجية تجنب المشكلة عند الذكور ‪ ،‬أما عند اإلناث فكانت استراتيجية النقد الذاتي‪ ،‬أما االستراتيجية التي احتلت‬
‫الترتيب الثامن فهي النقد الذاتي عند الذكور أما عند اإلناث فكانت استراتيجية تجنب المشكلة‪.‬‬
‫التفسير‪ :‬ويمكن تفسير هذه النتيجة من خالل تأثير الخصائص المرتبطة بالمرض والمعتقدات السائدة حوله في‬
‫الوسط العائلي واالجتماعي‪ ،‬باالضافة إلى تشابه الموقف الذي األفراد هم بصدد مواجهته‪ .‬كما يمكن أن تفسر على أن‬
‫الفروق تعود إلى القدرات الشخصية‪ ،‬والمميزات اإلدراكية والمعرفية للفرد أكثر من اعتبار نوع الفرد مؤش ار لكيفية‬
‫استخدامه الستراتيجيات المواجهة‪ .‬فالمرض اليفرق بين أنثى وذكر وخاصة إذا ماتعرضوا لنفس الشروط الضاغطة‪.‬‬
‫إال أن نتائج هذه الدراسة التتفق مع ماأشار إليه بريس ‪ preece‬من أن الرجال يستخدمون أسلوب المواجهة‬
‫المركزة على المشكلة أكثر من النساء‪ ،‬بينما تستخدم النساء أكثر المواجهة المركزة على العاطفة ومن ضمنها البحث‬
‫عن الدعم االجتماعي‪ ،)preece,2001( .‬وأيضا تختلف مع دراسة غرافيل ـ ووندل ( ‪Gravels& Wandell, 2006,‬‬
‫‪)26‬‬

‫االستنتاجات والتوصيات‪:‬‬
‫‪-6‬إجراء مزيد من الدراسات التي تتعلق بمرض السكري‪ ،‬وتغطية الموضوع من الناحية النفسية وأثرها على‬
‫البعد اإلجتماعي واألكاديمي‪.‬‬
‫‪-0‬تقديم التثقيف الصحي المناسب للمصابين بالسكري‪.‬‬
‫‪-5‬تقييم الخدمات المقدمة للمصابين بالسكري‪ ،‬وخصوصا من الناحية النفسية‪.‬‬
‫‪-4‬تقييم أثر الضغوط النفسية على المصابين بالسكري‪.‬‬
‫‪ -3‬القيام بأبحاث ودراسات تهدف لوضع برامج إرشادية للمصابين بالسكري‪.‬‬

‫‪540‬‬
‫غريب‬ ‫استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية لدى مرضى السكري‬

‫المراجع‪:‬‬
‫‪ .6‬إبراهيم‪ ،‬محمد صالح الدين‪ .‬الس ّكر‪ :‬أسبابه ومضاعفاته وعالجه‪ .‬مركز األهرام للترجمة والنشر‪ :‬القاهرة‪ .‬مصر‪،‬‬
‫‪.52 ،6555‬‬
‫‪ .0‬بابللي‪ ،‬ضحى‪ .‬حقائق عن داء السكري‪ .‬دار العبيكان‪ :‬الرياض‪ .‬السعودية‪.0222 ،‬‬
‫‪ .5‬التكريتي عدنان‪ .‬السكري واقع وتطلعات‪ .‬المؤسسة األبجدية العربية‪ :‬عمان‪ .‬األردن‪.6555 ،‬‬
‫‪ .4‬توماس‪ ،‬ماريا وجرين‪ ،‬لورين‪ .‬الدليل غير الرسمي‪ .‬كيف تتعايش مع مرض السكري‪( .‬ط‪ .)6‬مكتبة الجرير‪:‬‬
‫الرياض‪ .‬السعودية‪.0220 ،‬‬
‫‪ .3‬جبريل‪ ،‬موسى‪ .‬تقديرات األطفال لمصادر الضغط النفسي لديهم وعالقتها بتقديرات آبائهم وأمهاتهم‪ .‬دراسات‬
‫الجامعة األردنية‪-‬العلوم اإلنسانية‪ :‬مجلد ‪ .00‬العدد ‪ .5‬الجامعة األردنية‪ .‬األردن‪.043-6554،023 ،‬‬
‫‪ .3‬حسن‪ ،‬هدى‪ .‬مرض السكر وعالقته ببعض العوامل النفسية والسمات الشخصية‪ .‬مجلة العلوم االجتماعية‪ :‬مجلد‬
‫‪ ،54‬العدد ‪ .6‬جامعة الكويت‪ .‬الكويت‪.77 ،0223 ،‬‬
‫‪ .7‬حسين طه وحسين سالمة‪ .‬استراتيجيات إدارة الضغوط التربوية والنفسية‪( .‬ط‪ .)6‬دار الفكر‪ :‬عمان‪ .‬األردن‪،‬‬
‫‪.0227‬‬
‫‪ .0‬حمصي‪ ،‬أنطون‪ .‬أصول البحث في علم النفس‪( .‬ط‪ .)0‬جامعة دمشق‪ :‬دمشق‪.0220 ،‬‬
‫‪ .5‬سليمان‪ ،‬حنان‪ .‬المساندة االجتماعية وعالقتها بجودة الحياة لدى مريض السكر‪ ،‬دراسة سيكومترية إكلينيكية‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة‪ .‬كلية التربية‪ :‬جامعة الزقازيق‪ .‬مصر‪.653 ،0225 ،‬‬
‫‪ .62‬السهلي‪ ،‬عبد اهلل‪ .‬أساليب مواجهة الضغوط لدى الشباب من المرضى المترددين على مستشفى الطب النفسي‬
‫بالمدينة المنورة وغير المرضى‪ .‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬قسم علم نفس‪ ،‬جامعة أم القرى‪ :‬السعودية‪.‬‬
‫‪.54 ،0266‬‬
‫‪ .66‬الشخابنة‪ ،‬أحمد‪ .‬التكيف مع الضغوط النفسية‪( .‬ط‪ .)6‬دار الحامد‪ :‬عمان‪ ،‬األردن‪.5 ،0262 .‬‬
‫‪ .60‬عبد القادر‪ ،‬منى‪ .‬التغذية العالجية‪ .‬مجموعة النيل العربية‪ :‬القاهرة‪ .‬مصر‪.36 ،0223 ،‬‬
‫‪ .65‬عثمان‪ ،‬فاروق السيد‪ .‬القلق وادارة الضغوط النفسية‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪37 ،0226 ،‬‬
‫‪ .64‬علي‪ ،‬ممدوح‪ .‬العالج السلوكي كآلية احتواء وعالج االضطرابات النفسية المصاحبة لمرض السكر في ضوء‬
‫بعض المتغيرات الشخصية‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية اآلداب‪ :‬جامعة طنطا‪ .‬مصر‪.25 ،0226،‬‬
‫‪ .63‬علي‪ ،‬علي‪ .‬المساندة اإلجتماعية وأحداث الحياة الضاغطة وعالقتهما بالتوافق مع الحياة الجامعية لدى طالب‬
‫الجامعة المقيمين مع أسرهم والمقيمين في المدن الجامعية‪ .‬مجلة علم النفس‪ :‬العدد ‪ .35‬الهيئة المصرية العامة‬
‫للكتاب‪ .‬مصر‪.52-0 ،0222 ،‬‬
‫‪ .63‬عويضة‪ ،‬عصام‪ .‬الغذاء لعالج السكري القرن ‪ .06‬دار العبيكان‪ :‬الرياض‪ .‬السعودية‪.19 ،0227 ،‬‬
‫‪ .67‬عياش‪ ،‬سومر‪ .‬أساليب مواجهة أحداث الحياة الضاغطة (دراسة ميدانية مقارنة بين المراهقين الجانحين وغير‬
‫الجانحين)‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ .‬كلية التربية‪ ،‬جامعة دمشق‪.00 ،0260 ،‬‬
‫‪ .60‬فاضل‪ ،‬فؤاد‪ .‬مرض السكري أسبابه‪ -‬وسائل عالجه وطرق التغذية‪ .‬دار أسامة للنشر‪ :‬عمان‪ .‬األردن‪،0223 ،‬‬
‫‪.05‬‬

‫‪544‬‬
Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series 4002 )5( ‫) العدد‬53( ‫ اآلداب والعلوم اإلنسانية المجلد‬ ‫مجلة جامعة تشرين‬

‫ الكفاءة االجتماعية وعالقتها بأساليب مواجهة الضغوط عند المصابين باالضطرابات‬،‫ أشرف‬،‫ القانوع‬.65
30 ،0266 ،‫ غزة‬:‫ الجامعة اإلسالمية‬،‫ كلية التربية‬.‫ رسالة ماجستير غير منشورة‬.‫السيكوسوماتية‬
‫ الدعم االجتماعي واستراتيجيات التكيف لدى مرض النوع الثاني‬:‫ نوعية الحياة الصحية‬.‫ أمنة عبد الجبار‬،‫ قريط‬.02
،0223 ،‫ األردن‬:‫ الجامعة األردنية للعلوم والتكنولوجيا‬.‫ رسالة ماجستير غير منشورة‬.‫من السكري في دمشق‬
.30
.)‫ األعراض االكتئابية وعالقتها بنوعية الحياة لدى المراهقين المصابين بداء السكري (النمط األول‬.‫ سها‬،‫ فهد‬.06
.673 ،0266 ،‫ جامعة دمشق‬:‫ كلية التربية‬.‫رسالة ماجستير غير منشورة‬
‫ دراسات‬: ‫ لقاهرة‬.‫ الضغوط النفسية واالجتماعية واالكتئاب وبعض جوانب المناعة لدى اإلنسان‬.‫ ناصر‬،‫ المحارب‬.00
.35 ،6555 ،‫نفسية تصدر عن رابطة األخصائيين النفسيين‬
.30 ،0266 ،‫ دمشق‬:‫ دار الوثائق‬.‫ السكري بالوثائق وتجاربي الشخصية‬.‫ فخر الدين‬،‫ القال‬.05
‫ رسالة ماجستير غير‬.‫ خصائص المراهقين ذوي األمراض المزمنة واحتياجاتهم االجتماعية‬.‫ أسماء‬،‫ ملكاوي‬.04
.6550 ،‫ األردن‬.‫ الجامعة األردنية‬:‫ كلية التربية‬.‫منشورة‬
:‫المراجع األجنبية‬
1. ANDERSON.،D, The diabetes empowerment scale measure of psychosocial self
efficacy, Diabetes care, 2000, 15
2. AUSTRALASIAN Paediatric Endocrine Group, Clinical Practice Guidelines, type 1
diabetes in children and adolescent. Australia: National Health and Medical Research
council, 2005, 85.
3. COOPER. C.L & Payne, R. (1991). Personality and stress: individual differences in
stress process. John Wiley & sons Ltd, (1991),211.
4. GADZELLA, Berna dette, student-life stress inventory: Identification of an reactions to
stressors, 1994, 14)2(, 3950-402.
5. GRAVELS, C. & Wandell, p, Coping strategies in men and women with type II
diabetes in Swedish primary care, Diabetes Research and clinical practice, 2006,
71(3), pp 280-589.
6. GIFFORD, D. & Carcier, D. Diabetes and stress, Rhode island: Department of
health.2006, 34 (www.health.ri.gov).
7. HANSON, c, rodringue, jhangaler, s, the perceived self-competence of adolescents with
insulin dependent diabetes mellitus deficit or strength?. Journal of pediatric
psychology, vol 15, No (5), 1990, 603-630.
8. HISLOP, A.L, Fegan, PG, Schlaeppi, MJ, Duck, M and Yeap, BB, Prevalence and
association of psychological distress in young adults with Type 1 diabetes. American
Diabetes Association Diabetes Education Unit and Department of Endocrinology and
Diabetes. Vol 25, .No 1, 2007, 91-106.
9. KUTTNER, M, Delamter, A& Santiagom, J. learned helplessness in diabetic youth,
journal of pediatric psychology, Vol 15, No 3, 1990, 361-371.
10. Kaufman, Francine. Medical Management of type1 Diabetes. (Fifth edition). USA:
American Diabetes Association. 2008, 7
11. KOVAC, M. Psychological Function of Children with Insulin Dependent Diabetes
Mellitus: Longitudinal Study. Journal of Pediatric Psychology, 15(5), 1990, 614-632
12. LAZARUS, S. & Folkman, S. Stress, Appraisal and Coping. 1984.

545
‫غريب‬ ‫استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية لدى مرضى السكري‬

13. LUTHANS, F. Organizational Behavior, 6th(ed), New York: McGraw-Hill Book


Comp. Inc. 1992, 128.
14. MCVEIGH, K, H. Mostashari, F& Thorpe, Le. serious psychological distress among
person with diabetes, 2003, 201. www.cdc.gov/od/oc/media/mmwrnews/n04112-
6.htm New York: Springer publishing company.
15. PAULHAN, I, Les stratégies d’ajustement, ou «coping», in M. Brucheon-Schuitzer
et R.Dantzer (éds.), Introduction à la psychologie de la santé, Paris, PUF,. 1994, 99-
124
16. PEYROT M, Mcmurry J(1992). Stress buffering and glycemic control. The role of
coping styles. Diabetes care. 1992, 15 (7), 842-846
17. TUNCAY Tarik, Ilgen Mustabak, Engin Deniz, Gock, Kultu Mustsfa.. the relation
between anxiety, coping strategies and characteristics of patients with diabetes,
faculty of economics and administrative sciences. Turkey: hacettepe university
Turkey, 2008, 200.
18. YONG, J.M., Mc Nicoll, P., 1998. Against all odds. positive life experiences of
people with advanced lateral sclerosis. Health social Work, 1998, 30.

542

You might also like