Professional Documents
Culture Documents
نادر بطو
الدكتور نادر بطو ،طبيب قلب ،بتاح تكفا ،إسرائيل.
المجلة الدولية لبحوث الطب النفسي
International Journal of Psychiatry Research
ملخص
يوفر فهم اآلليات البيولوجية األساسية على مستوى الخلية ،األنسجة واألعضاء قاعدة لصياغة
نظريات جديدة حول نشوء األمراض .في هذه المقالة عرض لنظرية جديدة عن مستوى
الضغط النفسي في الجسم ونوع المرض في عضو محدد ،مع اإلشارة إلى مراحل الحياة األربع
(أي اإلثارة ،التوسع ،االنكماش واالسترخاء) .يتم تحديد شدة الضغط النفسي من خالل التوازن
بين شدة المحفز والقدرة الذاتية على التعامل معه .ترتبط شدة الضغط النفسي في حالة الضغط
النفسي الحاد بأحد مستويات الخوف األربعة (أي القلق ،الخوف ،الذعر والرعب) ،المرتبط هو
أيضا بمراحل الحياة األربع .عندما تبقى األزمة الصادمة عالقة ،يصبح الضغط النفسي مزمنًا.
في مثل هذه الحاالت ،تكون أنماط رد الفعل متسقة مع المراحل األربع لرد الفعل للضغط النفسي
المزمن (أي :اإلنذار ،المقاومة ،التكيف واإلرهاق) التي قد تصبح مؤذية .ترتبط مراحل رد
الفعل األربع ،سواء الحادة أو المزمنة منها ،بمراحل الحياة األربع؛ عرقلة هذه المراحل تسبب
األمراض .يتم تحديد نوع المرض في العضو حسب المرحلة التي حدثت فيها العرقلة .يتعلق
الجانب األيمن أو األيسر من الجسم ،مسارات الطاقة (ميريديان) أو العضو بتداخل ذكر -أنثى
حيث يرتبط الجانبان األيمن واأليسر باألزمات التي يواجهها الذكور واإلناث بالتالؤم .يعتمد
النسيج المشتق من الطبقة المنتشة (الجنينية) على ثالثة تصورات محتملة للصدمة:
)1عندما يشعر الشخص في تجربة ما بتهديد للبقاء ،ستظهر اإلصابة في طبقة األديم الباطن
( )The endoderm؛ )2إذا كان هناك شعور بنقص في الدعم ،ستظهر اإلصابة في طبقة
األديم المتوسط ();The mesoderm؛ و )3عندما يكون هناك شعور باالنفصال (الفراق)،
ستظهر اإلصابة في طبقة األديم الظاهر ( .)The Ectodermتمثل هذه النظرية الجديدة قاعدة ً
جديدة ً لتحديد األمراض ،ومن الممكن ان تساعد الباحثين في تحديد أهداف عالجية جديدة ،وضع
استراتيجيات وقائية مبتكرة ،تشخيص األمراض وعالجها.
الكلمات المفتاحية:
مستويات الخوف األربعة؛ مراحل الضغط النفسي األربع؛ أزمة نفسية؛ أنواع األمراض.
مقدمة
أدت التطورات في العلوم الطبية إلى تحسين دراسة األمراض وتصنيفها ،وفهم بعض مسببات
األمراض ،ولو بشكل جزئي .ومع ذلك ،ال تزال مسببات معظم األمراض غير معروفة ،وقد ال
يمكن اكتشافها أو تصنيفها أو تحديدها بسهولة .ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى أننا ال نطبق
تعريف "الصحة" على النحو الذي حددته منظمة الصحة العالمية ( .)WHOبموجب هذا
التعريف ،تعد الصحة "حالة من الرفاه التام البدني والنفسي واالجتماعي وليس فقط مجرد انعدام
المرض أو العجز" (منظمة الصحة العالمية .)1948 ،ال يتبع هذا التعريف في الواقع لنموذج
الطب الحيوي ) (biomedical modelالذي يعتبر اإلنسان آلة بيولوجية ،ويعرف الصحة
على أنها غياب المرض أو الداء ،ويؤكد على دور التشخيص الطبي والتدخل السريري ،وأن
الهدف من العالج هو بلوغ المعايير الفسيولوجية والحفاظ عليها ضمن المستويات الطبيعية .ال
ال وال يؤخذ في الحسبان على اإلطالق ،وغالبا ما يكون الجانبيزال العالم الروحي مجهو ً
النفسي مهمش ومهمل .يقدم المقال نموذج حيوي -نفسي -اجتماعي لمفهوم الصحة ،آخذا بعين
االعتبار العوامل الفسيولوجية والنفسية واالجتماعية المترابطة ويؤكد بشكل خاص على دور
الضغط النفسي في تطور المرض .يتألف رد الفعل للضغط النفسي من التغيرات الفسيولوجية،
السلوكية والنفسية التي تحدث في مواجهة تحدي صحة الشخص ورفاهه.
من المقبول عمو ًما أن الرفاه هو شعور شخصي ويختلف اختالفا كبيرا بين األفراد؛ ومع ذلك ،
قادرا على تحقيق طموحاته
يتم تعريف الرفاهية على أنها حالة ذهنية يكون فيها الشخص ً
وتطلعاته في الحياة ضمن شعور من الحب والسعادة والحرية ( .)1هذا التفسير هو السبب في
الحالة غير الصحية لمعظم السكان وال يزال معدل انتشار األمراض المزمنة بازدياد في نفس
الوقت مع عدم فعالية التدابير الوقائية من األمراض .تشكل العديد من االضطرابات الناتجة عن
الضغط النفسي مسببا ً مه ًما في تكون األمراض وتفاقمها ،خاصة عند األفراد الذين يعانون من
ضغط نفسي شديد وطويل األمد .أظهرت األبحاث أن كل جهاز في الجسم تقريبًا يمكن أن يتأثر
بسبب الضغط النفسي المزمن .قد يؤدي التعرض للضغط المزمن إلى حدوث تغييرات طويلة
األمد أو دائمة في ردود الفعل العاطفية ،الفسيولوجية والسلوكية التي تؤثر على احتمال اإلصابة
بالمرض وعلى سيرورته (.)2،3
النموذج الحالي المتعارف عليه والذي يفسر العالقة بين الضغط النفسي والمرض هو "نموذج
متالزمة التكيف العام" الذي طوره هانز سيليا ( .)4يعتمد هذا النموذج على فكرة مفادها أن رد
الفعل لدى جميع الكائنات الحية للضغط يتبع نمط أساسي ،ويكون هذا النمط دائ ًما "رد فعل غير
محدد للجسم حسب الحاجة" ،بغض النظر عن العامل المسبب للضغط .يركز هذا النمط على
بلوغ التوازن ( )Homeostasisأو الحفاظ عليه ،وهو استقرار النظم الفسيولوجية التي تحافظ
على الحياة .لذلك ،ال يجيب هذا النموذج على األسئلة التالية :لماذا تظهر أمراض التكيف على
عدة أشكال ( )polymorphicإذا كانت جميعها نتيجة الضغط؟ لماذا يمكن أن يؤثر نفس
الضغط على أعضاء المختلفة وأمراض مختلفة في نفس الجهاز؟
تم في مقال سابق ( ،)5تقديم نموذج جديد عن النفس -الجسم وهو يصف العالقة بين نوع
األزمة والموضع الذي تؤثر عليه في الجسم المادي .وفقًا لهذا النموذج ،ينقسم الجسم إلى سبعة
أجزاء؛ يرتبط كل جزء بغدة صماء التي ترتبط بجانب معين من الحياة .تم تقسيم أجهزة
األعضاء إلى 12مجموعة والتي تتعلق بأنماط معالجة المعلومات .تم تقديم خريطة طبوغرافية
التي تربط بين األداء النفسي والجسم المادي .ومع ذلك ،تبقى أسئلة أخرى عالقة دون حل)1 :
لماذا هناك أمراض مختلفة في ذات العضو ،على الرغم من أن األزمة النفسية هي نفسها ولم
تتغير؟ )2لماذا يتعلق المرض بالجانب األيسر أو األيمن من الجسم؟ )3لماذا تظهر أنواع
مختلفة من السرطان في نفس العضو؟ تقدم هذه المقالة نظرية جديدة تشرح أسباب ظهور
األمراض المختلفة في نفس العضو.
أهداف المقالة
تقدم هذه المقالة نظرية جديدة فيما يتعلق بالعالقة بين رد الفعل للضغط النفسي ونوع المرض
الذي يظهر في عضو معين .عالوة على ذلك ،تصف النظرية الرابط بين الجانب األيمن أو
األيسر من العضو أو الجسم ،وبين المسببات لألنواع النسيجية المختلفة من السرطان في نفس
العضو .كما أنها تقدم مساهمة نظرية فريدة من نوعها من خالل وصف العالقة بين األسباب
المحددة ألمراض معينة في أعضاء معينة .ويتحقق ذلك من خالل البحث في العالقة بين مراحل
الضغط النفسي األربع ومستويات الخوف األربعة .تقترح عملية عرقلة إحدى مراحل الحياة
األربعة ،إمكانية استراتيجية عالجية جديدة تؤدي للوصول لحالة صحية كما حددتها منظمة
الصحة العالمية.
األزمة النفسية ،أربع مستويات من رد فعل للضغط النفسي وأربع مراحل الحياة
تبدي البحوث والعلوم اهتما ًما واسعًا بموضوع الضغط النفسي .إذ تنسب له مراحل مختلفة في
عملية تكون المرض ،مرض الشرايين أو السرطان على سبيل المثال ،انخفاض النشاط المناعي
ضد مسببات األمراض ،انخفاض جودة الحياة ،زيادة حاالت االكتئاب واالنتحار ،زيادة
مستويات القلق وزيادة تناول الكحول .)6( .عادة ما يتم تعريف الضغط النفسي على أنه "عالقة
خاصة بين الشخص والبيئة حيث يتم تقييمها من قبل الفرد على أنها عبء شاق أو أنها تتجاوز
إمكانياته وموارده وتعرض سالمته للخطر وتهدد رفاهه" )7( .التوتر هو عادة ً رد فعل طبيعي
دورا مه ًما في حماية الكائن الحي من المواقف المهددة.
ألزمة يهدف لتحفيز االداء ،ويلعب ً
تتعلق درجة التوتر التي يمكن عيشها واستشعارها في كل موقف بأهمية الهدف المنشود ،كما
تتعلق معيقات تحقيق الهدف المنشود على شدة ومدة الضغط ودرجة السهولة أو الصعوبة في
التعامل معه ،و ترتبط كل صعوبة أو مشكلة أو عقبة في الحياة بأحد مستويات الخوف :القلق،
الخوف ،الذعر والرعب .يتم تعريف المواقف المرتبطة بالقلق والخوف على أنها أزمة نفسية،
بينما تلك المرتبطة بالذعر والرعب على أنها صدمات نفسية.
تسمى تلك االحداث التي تؤدي لضغط نفسي الذي يمكن معالجته والتعبير عنه بشكل مناسب
بالتوتر اإليجابي ( .)eustressيؤدي هذا النوع من التوتر إلى النمو الفكري ،التطور الروحي
والرفاهية .من جهة أخرى ،إذا لم يتم تقبل الحدث ،فمن المحتمل تحويله إلى أزمة أو صدمة
المرتبطة بالضغط أو بضائقة سلبية .وبنا ًء على ذلك ،تتجلى الضائقة عندما يكون الضغط أكبر
من قدرة جهاز الحماية على الحفاظ على التوازن ،أو عندما تكون طاقة جهاز الحماية (الحيوية)
منخفضة .في مثل هذه الحاالت ،قد ينظر إلى التوتر على أنه ذو تأثير بالغ ويتسبب بضائقة،
حتى لو كانت شدته منخفضة.
تدرك شدة التحفيز بشكل شخصي وتتعلق بقوة مسبب الضغط والقدرة على مواجهة المشكلة
والتعامل معها .يتم التعبير عن التناسب بين شدة عامل الضغط ،واالستعداد الستيعاب المحفز،
والقدرة على رد الفعل ،على أنها أربع درجات من الضغط )8( .تعتمد القدرة على التعامل مع
المشكلة على ثالثة موارد رئيسية :نفسية ،بيولوجية وحيوية:
• يسلط المنظور النفسي الضوء على تقييم المواقف العاطفية والذهنية وقدرتها على التعامل مع
المتطلبات المرتبطة بشكل موضوعي بالقدرة العالية على التكيف.
• يسلط المنظور البيولوجي الضوء على وظيفة أنظمة فسيولوجية معينة في الجسم (مثل الغدد
الصماء أو الجهاز المناعي) التي يتم ضبط نشاطها من خالل شروط نفسية وجسدية ملحة.
تعبيرا عن الطاقة الحيوية
ً • يسلط المنظور الحيوي الضوء على تقييم حالة الحيوية التي تمثل
المتاحة لإلنسان من أجل التعامل مع الضغوطات بهدف الحفاظ على التوازن.
تتمثل إحدى خصائص األنظمة الحية في التدفق الديناميكي ذو المراحل األربع المعروف باسم
مراحل الحياة األربع (أي التحفيز ،التوسع ،النكماش والسترخاء) .هذا اإليقاع هو أيضا تعبير
عن قوة الحياة ،والتي يمكن مالحظتها في وظائفه الكهربائية والميكانيكية .اقتران التحفيز
والنقباض أثناء عمل القلب هو مثال نموذجي لهذه المراحل .تتجلى هذه الظاهرة في جميع
الخاليا الحية ،ويمكن مالحظتها في جسم اإلنسان أثناء التنفس ،الدورة الشهرية ،التصال الجنسي
شعورا بالحياة والمتعة.
ً والحمل والعديد من الوظائف األخرى عندما يوفر اإليقاع المنتظم
يتم تطبيق نفس المراحل األربع على رد الفعل للتوتر النفسي؛ هذه المراحل في حالة الضغط
النفسي الشديد والحاد ،هي كما يلي :التهديد ،التأهب ،االنكماش ،الحل أو الصدمة )9( .تشمل
الضغوطات المزمنة المتاعب اليومية ،أعباء العمل ،الصعوبات المالية ،اإلحباط الناجم عن
االختناقات المرورية ،جدال ومشاحنات الحياة الزوجية أو المشاكل العائلية .الغضب الشديد الذي
نحبسه ونكبته بداخلنا في كل من هذه الحاالت ،أو الشعور بالذنب واالستياء تجاه اآلخرين وتجاه
أنفسنا ،يؤديان إلى متالزمة تكيف عام تؤثر في الدماغ على طبقة ما تحت المهاد (
هيبوتالموس) ولها تأثير محدد على المنطقة أو العضو المقابل في الجسم .على سبيل المثال،
يؤثر التوتر والعبء الزائد في العمل على الغدة الدرقية والعمود الفقري العنقي ،و تؤثر
الصعوبات المالية على الكلى ،المشاحنات الزوجية تؤثر على الثدي األيمن ،إلخ .ومع ذلك،
ال من تفريغ هذا التوتر ،فإننا نحتفظ به بداخلنا حيث تصبح آثاره تراكمية .إذا استمرت األزمةبد ً
على مدى فترة طويلة (على سبيل المثال ،رعاية شريك مصاب بالخرف )Dementia -أو
أحداث بؤرية وجيزة ال يزال تأثيرها الشعوري قويا بالرغم من مرور وقت عليها (حادثة اعتداء
جنسي مثالً) ( )10يصبح التوتر الناجم عن هذه االزمات مزمنًا وينشط أنماط ردود فعل سلوكية
وفسيولوجية التي تهدف إلى مساعدة اإلنسان في البقاء على قيد الحياة .ومع ذلك ،في حالة
التوتر النفسي المزمن قد ال يتكيف النظام مع أنماط رد الفعل )13-11( ،ومن الممكن ان تسبب
اضطرابات ومشاكل في األداء الفسيولوجي ،وفي نهاية االمر تؤدي للمرض .من الممكن أن
تتعرقل أنماط رد الفعل السلوكية والفسيولوجية للتوتر النفسي في واحدة من المراحل األربع
للتوتر النفسي المزمن :اإلنذار ،المقاومة ،التكيف واإلرهاق.
ترتبط كل مرحلة من التوتر النفسي الحاد والمزمن بدرجة واحدة من شدة الخوف .العالقة
النسبية بين شدة التحفيز وقدرة رد الفعل ،هي التي تحدد عرقلة إحدى مراحل الحياة األربعة.
الشكل :2المراحل األربع للتوتر النفسي الحاد والمزمن وعالقتها بمراحل الحياة األربعة
ترتبط الدرجة األولى من التوتر النفسي ،حينما تكون شدة الضغط النفسي منخفضة ،بالقلق
الذي يمكن أن يسبب حالة من التوتر النفسي ،اليقظة المفرطة ،زيادة الوعي والنوم المضطرب.
تؤدي الدرجة الثانية من التوتر النفسي ،عندما تكون درجة رد الفعل متناسبة مع التهديد ،إلى
حالة من التأهب وترتبط بشعور الخوف .ترتبط الدرجة الثالثة من التوتر النفسي ،عندما تتجاوز
درجة التحفيز القدرة االستيعابية لجهاز الحماية باإلحساس بالهلع يؤدي إلى اضطراب ما بعد
الصدمة .تثير الدرجة الرابعة من التوتر النفسي ،عندما تتجاوز شدة العامل المهدد قدرة جهاز
الحماية على رد الفعل ،مشاعر قوية من الرعب والعجز؛ يتجلى ذلك كصدمة نتيجة لشلل حركي
وحسي عام ،ويؤدي إلى اضطراب ما بعد الصدمة.
على سبيل المثال ،في حالة القلق المزمن بشأن الوضع المهني ،يتم عرقلة الغدة الدرقية خالل
مرحلة اإلثارة مما يتسبب في فرط نشاط الغدة الدرقية ( .)Hyperthyroidismفي حالة الخوف
الدائم من فقدان الوظيفة ،سيتم عرقلة الغدة الدرقية في مرحلة التوسع مما يتسبب في تضخم
الغدة الدرقية ) .(goiterإذا ظلت الطاقة الحيوية للغدة كافية ،فستكون أعراض المرض تضخما
(طبيعيًا) أو فرط نشاط الغدة الدرقية؛ أما إذا كانت الطاقة الحيوية للغدة الدرقية منخفضة ،فإن
المرض سوف يظهر على شكل تضخم مع قصور الغدة الدرقية .إذا كان الخوف في مستوى
الهلع ،فسيتم عرقلة الغدة الدرقية في مرحلة االنكماش وتظهر على شكل عقيدات ). (nodules
من الممكن أن تكون الطاقة الحيوية للخاليا في العقد طبيعية أو منخفضة ،وستظهر كعقدة ساخنة
وعقدة باردة على التوالي .سواء كانت الصدمة تعزى إلى رد فعل ألزمة أو أن الكرب المزمن
أدى إلى اإلرهاق ،فستظهر العرقلة في مرحلة استرخاء الغدة كقصور الغدة الدرقية (نقص في
اإلفراز) .وإذا تم استنفاد الطاقة الحيوية بشدة ،فإنها تظهر على شكل سرطان .األمراض المعدية
هي مظاهر عرقلة أثناء مرحلة االسترخاء بسبب نقص الطاقة والضعف الوظيفي للخاليا التي
تتعرض لمهاجمة عامل معدي.
مراحل الحياة األربع وأنواع المرض
في ظل الظروف العادية ،يهدأ رد الفعل في المراحل األربع ويستريح الجسم ويعود إلى حالته
الطبيعية بعد 3دقائق من انتهاء الوضع المهدد وإزالة الخطر الحقيقي أو المتخيل .ومع ذلك ،إذا
استمر التوتر النفسي ولم يتمكن الجسم من التغلب عليه ،فمن المحتمل أن تكون موارد الجسم
معرقلة بشكل مزمن في إحدى مراحل الحياة األربع .سوف يظهر األمر في البداية كمشكلة في
األداء الفسيولوجي للجهاز المحدد ،ومن ثم يتحول إلى مرض عضوي .تحدد المرحلة التي
حدثت فيها العرقلة نوع المرض الذي يظهر في العضو المحدد.
هناك قواعد ثابتة تحدد ظهور المرض وفق المراحل األربع للتوتر النفسي وعرقلة إحدى
مراحل الحياة األربع .تتجلى العرقلة في مرحلة اإلثارة بسبب التهديد المتكرر على شكل فرط
الحساسية واإلفراط في النشاط بسبب التأهب او اليقظة المفرطة ،مما يؤدي إلى زيادة العبء
على النسيج الوظيفي .تعمل جميع الغدد الصماء بنفس الطريقة ويظهر عليها نفس النوع من
األمراض وفقًا لمراحل الحياة األربع .على سبيل المثال ،إذا تم عرقلة الغدة الصماء خالل
مرحلة اإلثارة ،فإن ذلك يؤدي إلى فرط النشاط .في الغدة الدرقية مثالً ،ستظهر فرط بنشاط
الغدة الدرقية ،في البنكرياس كزيادة لألنسولين في الدم ،في الغدة الكظرية كفرط كورتيزول في
الدم ،في الجهاز التنفسي كتهيج وسعال ،في الجهاز الهضمي على صورة الزحار عندما يتعلق
األمر باألمعاء الدقيقة ،ومتالزمة القولون العصبي سيظهر في القولون ،كحساسية في جهاز
المناعة ،كعدم انتظام ضربات القلب وكالصرع في الدماغ.
عرقلة الغدة أثناء مرحلة التوسع ستظهر على شكل تضخم (نمو حميد) أو أكياس .على سبيل
المثال ،في الغدة الصعترية ،سوف يظهر تضخم الغدة الصعترية على شكل ورم )(Thymoma
وفي المبايض كتعدد الكيسات .في األعضاء األخرى ،يمكن أن يظهر على أنه تضخم العضو
(مثل الطحال المتضخم ،الكبد المتضخم ،تضخم القلب ،الكلى المتعدد الكيسات) ،وفي استسقاء
الدماغ ،إلخ .عرقلة في الجهاز الهضمي ،الجهاز التنفسي ،الرحم والمثانة في مرحلة التوسع
ستظهر على شكل زيادة في سماكة الغشاء المخاطي مع زيادة اللعاب أو المخاط.
تظهر العرقلة في مرحلة االنكماش على شكل كتل في الغدد الصماء والثدي ،انكماش العضالت
الملساء ،مثل جدران الشرايين سيظهر في ارتفاع ضغط الدم .في الجهاز الهضمي يظهر تشنج
في المريء .في القلب ،يظهر اعتالل عضلة القلب الضخامي (نمو مفرط في عضلة القلب) ،في
الدماغ كالشلل الرعاش ( ،)Parkinsonوفي الجلد كتصلب الجلد أو القرحة الجلدية إذا كان
االنكماش أكثر شدة (مرض بيرجر) .في الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي ،يظهر كقرحة ،مثل
قرحة المعدة ،ومرض كرون ،والتهاب القولون ،وفي الرحم تظهر ميتروجيا (نزيف مفرط)،
وفي المايلين في الجهاز العصبي كتصلب األنسجة المتعدد .في الهيكل العظمي والجهاز
العضلي ،يظهر كانقباض في العضالت والتهاب في المفاصل ،مثل التهاب المفاصل
الروماتويدي ،التهاب الفقرات المتصلبة ،وتآكل القرص الفقري.
العرقلة في مرحلة االسترخاء هي تعبير عن نقص في الطاقة .يظهر في الغدد الصماء كقصور
في عمل الغدة إذا كان مستوى الطاقة منخفضًا جدًا (على سبيل المثال ،قصور الغدة الدرقية،
قصور الغدد التناسلية ( ،)Hypogonadismنقص الكورتيزول في الدم
( ،)Hypocortisolemiaفسوف تظهر على شكل سرطان .في العضالت ،تظهر على شكل
رخاوة العضالت ،فتق عضلي ،وهن عضلي (ضعف العضالت) ،وكذلك فتق الحجاب الحاجز،
الفتق اإلربي ،البطني والسري .في القلب ،تظهر كاعتالل عضلة القلب (احتشاء عضلة القلب).
في الجهاز العصبي المركزي تظهر على شكل االكتئاب ومرض الزهايمر .جميع األمراض
المعدية والسرطانات تنتج عن العرقلة خالل مرحلة االسترخاء .يقوم الجهاز العصبي بجمع،
نقل ومعالجة المعلومات ويوجه لتغيير قصير األجل في أجهزة األعضاء األخرى .وبالتالي،
يتعلق مرض الجهاز العصبي بالجزء المعني ،والمنطقة المرتبطة باألعضاء في المخ.
سرطان المثانة ورم حميد في المثانة زيادة إفراز الغشاء إلتهاب المثانة البولية أزمة جنسية المثانة البولية
المخاطي
الفشل الكلوي ضمور الكلى كلية كيسية التهاب الكلى أزمة مادية الكلى
حصى الكلى
سرطان التهاب التامور المضيق سماكة التامور - التهاب التامور الخوف من الحب التامور (شغاف
جدار القلب القلب)
سرطان الغدد الليمفاوية ضمور العقدة الليمفاوية اعتالل العقد التهاب تقييم ذاتي متدني الجهاز
اللمفية الليمفاوي
حصى المرارة ضمور المرارة تضخم المرارة التهاب المرارة غضب المرارة
اللحمية
سرطان
فشل الكبد تليف الكبد الكبد الدهني (حالة التهاب الكبد إفتقار لحب الكبد
سرطان مرضية) الواللدين
تضخم الكبد
سرطان عقيدات أكياس فرط الحساسية للحلمات اليمين :أزمة غير الثدي
جنسية مع الشريك
اليسار :أزمةمع
االوالد أو مع االم
قد تختلف كمية الطاقة عند الذكور واإلناث وتتعلق بعدد من العوامل البيئية؛ ومع ذلك ،فإنها
تعتمد بشكل رئيسي على الحب الذي تلقاه الشخص من الوالدين .عادة ً ما يكون لدى الرجال
طاقة ذكرية أكثر ،وللنساء طاقة أنثوية أكثر ،ومن هنا يكون االختالف في الدماغ بين الجنسين.
يتم التعبير عن هذه الطاقات جسديا ووظيفيا .تتوافق الطاقة الذكرية مع الجانب األيمن من
جسمنا والجانب األيسر من الدماغ ،في حين أن الطاقة األنثوية تتوافق مع الجانب األيسر من
الجسم والجانب األيمن من الدماغ .لقد وجدت الدراسات أن الرجال يميلون إلى استخدام جانب
واحد من الدماغ (وخاصة الجانب األيسر للتفكير اللفظي) ،بينما تميل النساء إلى استخدام كال
جانبي الدماغ لالستجابات البصرية واللفظية والعاطفية .قد تساهم االختالفات في المخ بين
الجنسين ،والتي تؤثر بشكل خاص على العمليات الكيميائية الحيوية ،في الحساسيات المختلفة
ألمراض معينة وتؤثر في سلوكيات معينة .يتحكم الجانب األيسر من الدماغ في الوظائف
الذكورية مثل الحزم ،المنطق ،القدرات التحليلية ،الحركة ،السيطرة ،العدوانية ،الطموح،
اإلسقاط ،التزمت ،التنظيم ،السرعة ،العدائية ،الحقائق ،األنظمة والمصلحة الذاتية .في المقابل،
يتحكم الجانب األيمن من الدماغ في الوظائف األنثوية ،مثل الحدس والعواطف واالنفتاح ونكران
الذات.
لدى الرجال الذين يتعاملون مع الضغوطات ،يكون الجانب األيسر من المخ عادة عرضًة لتحفيز
مفرط وبالتالي يستجيب الجانب األيمن من الجسم ويشعر بالضغط .لدى النساء الالتي يتعاملن
مع الضغوطات ،فإن الجانب األيسر من الجسم أو العضو يشعر بآثار التوتر وهذا يحدد قابلية
اإلصابة بالمرض.
لذلك ،تظهر األمراض عند الرجال على الجانب األيمن من الجسم أو على الجانب األيمن من
األعضاء .وعند اإلناث ،تظهر األمراض على اليسار .على سبيل المثال ،قد يظهر الخوف من
هجر األب أو األم كالتهاب رئوي في الرئة اليمنى أو اليسرى ،بالتالؤم .عندما يواجه الرجال
أزمة داخلية ،يظهر المرض على الجانب األيمن من الجسم .على سبيل المثال ،إذا فصل رجل
من وظيفته بشكل غير متوقع؛ تقوم المعدة بامتصاص الضغط النفسي ،ويتم عرقلة مسار الطاقة
(مريديان) األيمن للمعدة ويظهر األلم في الركبة اليمنى .تتجلى هذه الظواهر لدى المرأة على
الجانب األيسر من الجسم .على سبيل المثال ،النساء المصابات بالخوف من الموت سوف يصبن
بأمراض صحية في الرئة اليسرى ،بينما يصاب الرجال بالمرض في الرئة اليمنى.
التفاعل النفسي والطبقات الجنينية
تحدد الطاقة الذكرية والطاقة األنثوية الموجودة في البشر تقطبهم المغناطيسي الذي يمكن أن
يكون إيجابي (يشار إليه بـ "قضيب" إذا كان لدى الشخص طاقة ذكرية زائدة) أو سلبي (يشار
إليه بـ "مثلث" إذا كان لدى الشخص طاقة أنثوية) أو متوازن (يشار إليه بواسطة "الدائرة" إذا
كانت الطاقة الذكرية واألنثوية متوازنة).
تميل القطبية السلبية األنثوية إلى عالم األفكار ،االهتمامات ،اآلراء والخيال (الداخلي) ،وتتميز
بكونها متقبلة ،ناعمة ،سائلة ،ممكنة ،مغذية ،حسية ،متعاطفة ،مرنة ،عاطفية ،متصلة ،وتتعلق
نظرا لوجود ميل إلى االلتزام والتعلق ،ينظر إلى أحداث مثل قلة الحب على باللمس والحبً .
أنها مخاوف تهدد البقاء .يكون الشعور بالعالم الداخلي النفسي بعمق في الطبقة المنتشة
(الجنينية) الداخلية .وبالتالي ،يقع التأثير على األنسجة التي تنشأ من األديم الباطن
( ،)Endodermمثل الطبقات الداخلية للجسم ،بما في ذلك بطانة معظم الجهاز الهضمي،
الرئتين ،الكبد ،البنكرياس والغدد األخرى المرتبطة بالجهاز الهضمي ،وبعض األعضاء
األخرى (مثل األعضاء التناسلية والمسالك البولية) .ترتبط خاليا األديم الباطن أيضًا بأعضاء
معينة ،بما في ذلك القولون ،المعدة ،األمعاء ،الرئتين ،الكبد والبنكرياس.
تميل القطبية الذكورية اإليجابية إلى العالم الخارجي من األنشطة ،اإلثارة ،األشخاص واألشياء
(االنفتاح) ،وتتميز بأنها مركزة ،موجهة نحو األهداف ،مستقرة ،قوية ،منظمة ،منطقية ،محفزة،
محفزة وانتقادية .هذا هو السبب في أن الناس من حولهم يرون أنهم يبالغون في االنتقاد.
األحداث المرتبطة بالعالم الخارجي محسوسة في الطبقة المنتشة الخارجية ،األديم الظاهر( The
، )Ectodermالذي يشكل "الغالف الخارجي" للجسم المرتبط بالبيئة الخارجية ويحمي من
المؤثرات الضارة ،مثل الجلد ،األنسجة العصبية ،الغدة الكظرية ،الغدة النخامية ،األنسجة
الضامة في الرأس والوجه ،العينين واألذنين )19( .يمكن لألشخاص ذوي القطبية المتوازنة
اتخاذ إجراءات في إطار خطة منظمة أو أن يبقوا المجال مفتوح أمام فرص جديدة ،بين القطبية
السلبية الداخلية واإليجابية الخارجية.
األحداث التي تربط العالم الخارجي مع الشعور الداخلي تؤثر على األنسجة .الخاليا المشتقة من
طبقة األديم المتوسط ،والتي تقع بين األديم الباطن واألديم الظاهر ،تولد جميع األنسجة األخرى
في الجسم ،بما في ذلك الجلد ،القشرة الكظرية ،األنسجة اللمفاوية ،العضالت الهيكلية ،عضالت
القلب ،النسيج الضام (مثل العظام والغضاريف) ،الجهاز التناسلي والجهاز البولي ،القلب
واألوعية الدموية )20( .تتواجد الطبقات المنتشة الثالث في معظم األعضاء( ،األديم الباطن،
األديم المتوسط واألديم الظاهر ) .إن طريقة إدراك وتفسير الصدمة /األزمة ستحدد أي األنسجة
المشتقة من الطبقة المنتشة في العضو المعين ستتأثر وتظهر كمرض .عندما ينظر إلى األزمة
الصادمة على أنها مهددة للحياة ،ستتأثر الخاليا المشتقة من األديم الباطن ،وإذا نظر إليها على
أنها نقص في الدعم فستتأثر الخاليا المشتقة من األديم المتوسط ،وإذا تم إدراكها على أنها
اضطراب في االتصال ،فستتأثر الخاليا المستمدة من األديم الظاهر.
على سبيل المثال ،تم فصل رجل يبلغ من العمر 56عا ًما عن العمل بشكل غير متوقع ولم
يتمكن من التعامل مع هذا الحدث .المعدة هي العضو الذي تأثر بهذه األزمة .إذا لم يتم حلها
وبقيت األزمة عالقة ،فستتسبب في توتر نفسي مزمن يستهلك طاقة المعدة وتسبب عرقلة في
مرحلة اإلرهاق .إذا انخفضت حيوية الخاليا في المعدة إلى ما دون مستوى حرج معين،
تنخفض قدرة احتمال الغشاء وقد تتحول الخاليا إلى خاليا سرطانية)21( .
ومع ذلك ،هناك أنواع مختلفة من سرطان المعدة (على سبيل المثال ،سرطانة غدية ،أو
ساركومة عضلية ،أو سرطان الغدد الليمفاوية) .إذا كان الشعور باألزمة أنها تهديدًا للبقاء
بسبب صعوبات مالية ،فسوف تتأثر األنسجة المشتقة من األديم الباطن وقد تتطور سرطانة غدية
في خاليا الغشاء المخاطي .إذا كانت األزمة األساسية تتمثل في نقص الدعم من الزوج /
الزوجة والعائلة ،فإن الخاليا المشتقة من األديم المتوسط سوف تتأثر وقد تتطور الساركوما
العضلية .ومن جهة أخرى ،إذا كانت المشكلة الرئيسية بعد الحدث هي الشعور بالذنب والتقييم
الذاتي المتدني ،فقد يتطور سرطان الغدد الليمفاوية في المعدة.
استنتاج
تثبت األدلة العلمية المستفيضة أن الضغط النفسي المزمن غالبًا ما يؤدي إلى تغييرات طويلة
األمد أو دائمة تؤثر على قابلية اإلصابة المرض ونمطه .ومع ذلك ،يتم وصف هذا التأثير في
المؤلفات من خالل نموذج متالزمة التكيف العام ،وهو نموذج غامض ال يمكن استخدامه لشرح
ظهور أعراض محددة للمرض في األعضاء أو ظهور أمراض مختلفة في ذات العضو .تم في
مقال سابق ،عرض العالقة بين األزمة النفسية والمرض الجسدي ( )5والتي يحدد فيها نوع
األزمة أي عضو أو غدة ستتأثر .تعتمد المنطقة المعنية على العالقة بين الغدد الصماء السبع
والجوانب السبعة للحياة .على سبيل المثال ،تؤثر األزمات اإلقليمية على الغدة الكظرية،
االضطراب االجتماعي بسبب إعاقة بدنية يؤثر على البنكرياس ،والتوتر المزمن المرتبط
باألزمات المهنية يؤثر على الغدة الدرقية.
يتم في نفس المقالة وصف الطريقة التي تؤثر بها األزمة على أعضاء ومسارات طاقة محددة.
على سبيل المثال ،تؤثر أزمة غير متوقعة ال يمكن تحملها على المعدة ،ويؤثر الخوف من النقد
على القولون كما تؤثر األزمات المتعلقة بالحمل أو الوالدة على الرحم ،واالنفصال عن شخص
نحبه يؤثر على القلب ،إلخ .هذه المقالة هي استمرارية للمقاالت السابقة ،التي تم فيها تحديد
األمراض الجسدية كعالمات لألزمات النفسية العالقة التي أدت إلى ضائقة مزمنة ،معتبرة ً
العامل النفسي كمسبب لتطور المرض ،وتربط األزمة المحددة بالغدد واألعضاء.
في مقالة سابقة أخرى ( ،)8تم عرض العالقة بين مراحل الحياة األربع ومراحل التوتر النفسي
األربع ومستويات الخوف األربعة.
يتم في هذه المقالة تقديم نظرية جديدة حول العالقة بين شدة التوتر النفسي كما يتصوره اإلنسان،
مستويات الخوف األربعة ،مراحل الحياة األربع وأربعة أنواع مختلفة من األمراض في نفس
العضو .تحدث األزمة الصادمة بسبب الفشل في تقبل حدث في الحياة ،والذي يمكن أن يتحول
إلى توتر نفسي مزمن إن لم يتم تجاوزه أو التعبير عنه بشكل صحيح .تسبب األزمة النفسية أو
ط ا مزمنة تتداخل مع النشاط الكهرومغناطيسي لجهاز معين ،مما يؤدي إلى الصدمة العالقة ضغو ً
ضعف األداء الفسيولوجي والميل الى المرض.
يعتمد نوع المرض الذي يظهر في الغدة أو العضو المصاب على مستوى الخوف وشدة الضغط
النفسي .في حالة الضغط الشديد ،تثير شدة عامل الضغط درجة من مستويات الخوف األربعة :
القلق ،الخوف ،الذعر والرعب؛ يرتبط كل مستوى بإحدى مراحل الحياة األربع .عندما ال يتم
ً
معرقال (مسدودًا) خالل حل األزمة ،يزداد الضغط النفسي ويصبح مزمنًا ويظل العضو المحدد
إحدى مراحل الحياة األربع .سيحدد هذا التأثير نوع المرض الذي يحدث في ذلك العضو .بينما
يعتمد التأثير على الجانب األيسر أو األيمن من الجسم على الجوانب الذكورية أو األنثوية
لألزمات الصادمة .قد يفسر هذا على سبيل المثال سبب وجود مرض على الجانب األيمن وليس
على الجانب األيسر من الرئة ،ولماذا يظهر تصلب الشرايين في الشريان التاجي األيمن وليس
في الشريان األيسر االلتفافي.
أخيرا ،جميع أنواع السرطان هي تعبيرات عن التغييرات في الخصائص الكهربائية الحيوية ً
للخاليا .نحن نربط الصدمة كرد فعل في حالة التوتر النفسي الحاد أو مع استنفاد الحيوية في
حالة من الضغط النفسي المزمن لهذه التغييرات الحيوية الكهربائية .ومع ذلك ،يمكن أن يرتبط
نوع السرطان الذي يظهر في العضو باألنسجة المشتقة من الطبقات المنتشة (الجنينية) المختلفة.
وينقسم مفهوم الصدمة إلى ثالث فئات مختلفة ،وهي البقاء ،االفتقار إلى الدعم أو االنفصال.
عندما ينظر إلى األزمة الصادمة كأزمة مهددة للبقاء ،سوف تتضرر األنسجة المشتقة من طبقة
األديم الباطن .عندما يكون هناك نقص في الدعم ،تتأثر األنسجة المشتقة من األديم المتوسط.
عندما ينظر إلى الصدمة على أنها أزمة انفصال ،ستتأثر األنسجة المشتقة من األديم
الظاهر(األكتودرم) .تمثل هذه العالقات قاعدة ً لتصنيف جديد لألمراض الذي قد يساعد في
األبحاث ل تحديد األزمة النفسية التي يجب معالجتها بدقة.
(الجدول .)2
أنثى سلبي قطبية متوازنة ذكري إيجابي القطبية المغناطيسية
رمز قطبية
الغرض من العالج هو تجديد إيقاع نبض الحياة وفق مراحل الحياة األربع ،من خالل معالجة
األزمة النفسية ،وحل األزمة الصادمة عن طريق إكمال عملية التعلم .هذه هي القاعدة للحد من
الضغط النفسي وبلوغ التوازن ( .)Homeostasisيتم التركيز بشكل خاص على تحسين
مستوى الحيوية عن طريق إدخال تغييرات في نمط الحياة (مثل النوم ،التغذية الشخصية
الصحيحة والنشاط البدني والجنسي) وهو أمر ضروري للوصول إلى حالة من الرفاهية ومنع
تطور المرض أو تحويل المرض الحاد إلى مرض مزمن .يقترح إجراء مزيد من الدراسات
السريرية ،بما في ذلك التجارب السريرية العشوائية ،لتأكيد العالقة بين األزمة النفسية الصادمة
والمرض ،وعرض أمثلة لنجاعة تدخالت من هذا النوع.
تضارب المصالح
لم تحصل هذه الدراسة على منحة محددة من وكاالت التمويل العامة أو التجارية أو غير
الربحية.
מקורות
1. Butto N. Integration between psychology and spirituality: A
new paradigm for the essence and the nature of the psyche.
Int J Psychiatry Research. 2019.
2. Cohen S, Kessler RC, Gordon UL. Strategies for measuring
stress in studies of psychiatric and physical disorder. In:
Cohen S, Kessler RC, Gordon UL, editors Measuring stress:
A guide for health and social scientists. New York: Oxford
University Press 1995; 3-26.
3. McEwen BS. Protective and damaging effects of stress
mediators. N Engl J Med. 1998;338(3):171-9.
4. Selye H. Stress and the general adaptation syndrome. Br
Med J. 1950;1(4667):1383-92.
5. Butto N. Psychological conflict and physical illness: A new
mind–body model. Int J Psychiatr Res. 2019;2(7):1-10.
6. Giacobbi PR, Tuccitto DE, Frye N. Exercise, affect and
university students’ appraisals of academic events prior to
the final examination period. Psychol Sport Exerc.
2007;8(2):261-74.
7. Lazarus RS, Folkman S. Stress, appraisal and coping. New
York: Springer 1984.
8. Butto N. Four Phases of Life and four Stages of Stress: A
New Stress theory and Health Concept. Int J Psychiatr Res.
2019;2(6):1-7.
9. Li LL, Gu WJ, Dou JT, et al. Incidental adrenal enlargement:
an overview from a retrospective study in a Chinese
population. Int J Endocrinol. 2015;2015:192874.
10.Baum A, Cohen L, Hall M. Control and intrusive memories
as possible deter- minants of chronic stress. Psychosom
Med. 1993;55(3):274-86.
11.Folkow B. Physiological aspects of the “defense” and
“defeat” reactions. Acta Physiol Scand. 1997;161;Suppl
640:34-7.
12.Henry JP, Grim CE. Psychosocial mechanisms of primary
hypertension. J Hypertens. 1990;8(9):783-93.
13.McEwen BS. Protective and damaging effects of stress
mediators. N Engl J Med. 1998;338(3):171-9.
14.Levant RF, Hall RJ, Williams CM, Hasan NT. Gender
differences in alexithymia. Psychol Men
Masc. 2009;10(3):190-203.
15.Luders E, Gaser C, Narr KL, Toga AW. Why sex matters:
brain size independent differences in gray matter
distributions between men and women. J
Neurosci. 2009;29(45):14265-70.
16.Addis ME, Mansfield AK, Syzdek MR. Is “masculinity” a
problem?: Framing the effects of gendered social learning in
men. Psychol Men Masculinity. 2010;11(2):77-90.
17.Woody S, McLean PD, Taylor S, Koch WJ. Treatment of
major depression in the context of panic disorder. J Affect
Disord. 1999;53(2):163-74.
18.Butto N. Unified Integrative Medicine: A New Holistic Model
for Personal Growth and spiritual evolution. Authorhouse
2014.
19.Slack J.M. Stem cells in epithelial tissues. Science.
2000;287:1431-1433.
20.Chandross KJ, Mezey E. Plasticity of adult bone marrow