You are on page 1of 16

‫‪ISSN: 1112-7546. EISSN: 2676-2196.‬‬ ‫جملة الوقاية واألرغنوميا‪ .‬اجمللد‪ .17:‬العدد‪.

2023 ،1:‬‬

‫العراقيل والتحدايت اليت يواجهها ممارسي الصحة يف‬


‫املؤسسات الصحية العمومية وأتثريها على ظاهرة العنف يف‬
‫الوسط الصحي‪ ،‬دراسة ميدانيــة‬
‫‪Obstacles and challenges faced by‬‬
‫‪health practitioners in public health‬‬
‫‪institutions and their impact on the‬‬
‫‪phenomenon of violence in the health‬‬
‫‪milieu- a field study‬‬
‫محامي فريــد‬
‫‪HAMAMI Farid‬‬
‫جامعة مولود معمري تيزي وزو‬
‫اتريخ النشر‪.2023 /05 / 21 :‬‬ ‫اتريخ القبول‪.2023 /05 / 01 :‬‬ ‫‪.2023 /04 / 25‬‬ ‫اتريخ اإلرسال‪:‬‬
‫ملخص‪:‬‬
‫تسعى املنظومة الصحية اجلزائرية كغريها من منظومات دول العامل إىل النهوض ابلصحة‬
‫العمومية‪ ،‬وذلك عن طريق توفري البىن التحتية واهلياكل واملعدات وكذا الظروف املادية والظروف‬
‫السيكولوجية واملوارد البشرية والفنية جملاهبة األمراض واألوبئة واحلفاظ على صحة املواطن اجلزائري‪.‬‬
‫لكن ويف ظل نقص أو غياب الدعائم األساسية للمنظومة الصحية العمومية وهشاشتها تتولد ظاهرة‬
‫العنف يف هذا الوسط‪ ،‬واليت هي مؤشر قوي لوجود خلل أو ضعف يف املنظومة الصحية يف املؤسسات‬
‫الصحية العمومية‪ .‬واليت مبوجبها حتدث بعض اخلالفات والتجاوزات اليت تغذي ظاهرة العنف يف الوسط‬
‫الصحي سواء بني ممارسي الصحة العمومية فيما بينهم من جهة وما بينهم واملواطنني من جهة أخرى‪.‬‬
‫ويدخل االهتمام هبذا املوضوع ابلوقوف على واقع املنظومة الصحية وحماولة تشخيص أهم املغذايت‬
‫اليت تدعم العنف يف الوسط الصحي وكذا السعي للكشف عن مجلة العراقيل والصعوابت والتحدايت‬
‫اليت تواجهها األسرة الصحية العمومية وممارسيها من أطباء وممرضني وإداريني واليت من شأهنا أن حتول‬
‫دون حتقيق رضا املواطن واستفحال ظاهرة العنف يف األوساط الصحية‪ .‬إذ مت توزيع استبيان على عينة‬
‫الدراسة من األطباء واملمرضني اب ملؤسسات الصحية العمومية عرب املستوى الوطين وابالستعانة ابملنهج‬
‫الوصفي التحليلي وابالعتماد على تقنية الزمر اإلحصائية يف العلوم االجتماعية (‪ .)SPSS‬مت التوصل‬
‫إىل جمموعة من النتائج والتوصيات أمهها أن للظروف الفسيولوجية والسيكولوجية والتقنية أتثري على‬
‫تنامي ظاهرة العنف يف الوسط الصحي وعلى األفراد العاملني ابلقطاع‪.‬‬
‫‪71‬‬ ‫اتريخ النشر‪ :‬اليوم ‪ /‬الشهر‪ /‬السنة‪.‬‬ ‫اتريخ القبول‪ :‬اليوم ‪ /‬الشهر‪ /‬السنة‪.‬‬ ‫اليوم ‪ /‬الشهر‪ /‬السنة‪.‬‬ ‫اتريخ اإلرسال‪:‬‬
‫محامي فريد‬ .‫العراقيل والتحدايت اليت يواجهها ممارسي الصحة يف املؤسسات الصحية العمومية‬
‫ العنف يف الوسط الصحي؛ املعيقات والتحدايت؛ ممارسي الصحة؛ مؤسسات‬:‫الكلمات املفتاحية‬
.‫الصحة العمومية‬
Abstract:
The Algerian health system, like other systems in
countries around the world, aims to promote public health by
providing infrastructure, equipment, physical and psychological
conditions, as well as human and technical resources to deal
with diseases and epidemics and preserve the health of the
Algerian citizen. However, the lack or absence of the
fundamental pillars of the public health system and its fragility
has generated the phenomenon of violence in the health sector,
and the latter is only an indicator of a weakness in the health
system. health in public health establishments. Hence certain
transgressions that fuel the phenomenon of violence in the
health sector, both between public health practitioners
themselves on the one hand, and between public health
practitioners and citizens on the other. The interest in the
subject is included in this research paper by standing on the
reality of the public health system and trying to diagnose the
most important nutrients that support violence in the health
environment, and define the number of 'barriers, difficulties
and challenges faced by public health practitioners, including
doctors, nurses and administrators, which would impede the
achievement of citizen satisfaction and exacerbate the
phenomenon of violence in health care settings. A questionnaire
was distributed to a sample of doctors, nurses and
administrators in a group of public health institutions
nationwide based on the descriptive analytical approach and
relying on the statistical technique in Social Sciences (SPSS), a
set of results and recommendations have been achieved.
Keywords: Violence in health care; Obstacles and Challenges;
Health practitioners; Public health institutions.
Résumé :
Le système de santé algérien, comme d'autres systèmes
dans les pays du monde, vise à promouvoir la santé publique en
fournissant des infrastructures, des équipements, des
conditions physiques et psychologiques, ainsi que des
ressources humaines et techniques pour faire face aux maladies
et épidémies et préserver la santé du citoyen algérien.
Cependant le manque ou à l'absence des piliers fondamentaux
du système de santé publique et sa fragilité a engendré, le
phénomène de violence dans le secteur de la santé, et ce
dernier n'est qu'un indicateur d'une faiblesse du système de
santé dans les établissements publics de santé. D'où certaines
transgressions qui alimentent le phénomène de violence dans le
secteur de la santé, tant entre les praticiens de la santé

72 ISSN: 1112-7546. EISSN: 2676-2196. .2023 .1:‫ العدد‬.17:‫ اجمللد‬.‫جملة الوقاية واألرغنوميا‬
‫محامي فريد‬ ‫العراقيل والتحدايت اليت يواجهها ممارسي الصحة يف املؤسسات الصحية العمومية‪.‬‬
‫‪publique eux même d'une part, qu'entre les praticiens de la‬‬
‫‪santé publique et les citoyens d'autre part. L'intérêt pour le‬‬
‫‪sujet est inclus dans ce document de recherche en se tenant sur‬‬
‫‪la réalité du système de santé publique et en essayant de‬‬
‫‪diagnostiquer les nutriments les plus importants qui‬‬
‫‪soutiennent la violence dans le milieu de la santé, et définir le‬‬
‫‪nombre d'obstacles, difficultés et défis rencontrés par les‬‬
‫‪praticiens de la santé publique, y compris les médecins, les‬‬
‫‪infirmières‬‬ ‫‪et‬‬ ‫‪les‬‬ ‫‪administrateurs,‬‬ ‫‪qui‬‬ ‫‪empêcheraient‬‬
‫‪d'atteindre la satisfaction des citoyens et d'exacerber le‬‬
‫‪phénomène de la violence dans les milieux de la santé. Un‬‬
‫‪questionnaire a été distribué à un échantillon de médecins,‬‬
‫‪d'infirmières‬‬ ‫‪et‬‬ ‫‪d'administrateurs‬‬ ‫‪dans‬‬ ‫‪un‬‬ ‫‪groupe‬‬
‫‪d'établissements de santé publique à l'échelle nationale en se‬‬
‫‪basant sur l'approche analytique descriptive et en s'appuyant‬‬
‫‪sur la technique statistique en sciences sociales (SPSS), un‬‬
‫‪ensemble de résultats et de recommandations ont été atteints.‬‬
‫‪Mots clés: Violence dans le milieu de la santé; Obstacles et‬‬
‫‪défis; Praticiens de la santé; Etablissements de santé publique.‬‬

‫‪ 1‬ـ مقدمة‪:‬‬
‫تشهد املؤسسات العمومية اليوم عديد التجاوزات والتصرفات العنيفة ضد الطاقم‬
‫العامل وبني املواطن الذي يسعى إىل البحث عن جرعة الدواء‪ .‬فالعديد من املؤسسات‬
‫الصحية واملستشفيات تعلن حاالت اإلضراب احتجاجا على العنف املمارس ضد العاملني يف‬
‫القطاع الصحي سواء أطباء أو ممرضني أو مدنيني أو إداريني ورغم اجلهود املبذولة من طرف‬
‫الدولة اجلزائرية للحد من الظاهرة من خالل توفري األمن يف الوسط الصحي‪ .‬إال أن الظاهرة ال‬
‫توال تطال عديد املؤسسات الصحية‪ ،‬واألرقام واإلحصائيات املسجلة من طرف الوزارة‬
‫الوصية تستدعي دق انقوس اخلطر‪ ،‬وذلك بضرورة البحث يف سبل التقليل واحلد من الظاهرة‬
‫‪ 2‬ـ إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫حيظى العنف يف الوسط الصحي ابهتمام الباحثني واملختصني يف جمال علم‬
‫االجتماع وعلم النفس وعديد التخصصات‪ ،‬حيث يعكس هذا األخري درجة فاعلية املنظومة‬
‫الصحية وطبيعة اخلدمات املقدمة للمواطنني ودرجة التفاعل بني العاملني يف القطاع واملواطن‪،‬‬
‫من خالل توفري الظروف والتجهيزات واملعدات الالزمة جملاهبة معاانة املواطن واحلاالت املرضية‬
‫املتعددة‪ ،‬لذا تشهد املؤسسة الصحية العمومية اليوم بعض التجاوزات والتصرفات اليت تصنف‬
‫يف خانة العنف يف الوسط الصحي‪ ،‬واليت تتعدى الشتم اللفظي لتبلغ درجة السالح األبيض‬

‫‪73‬‬ ‫‪ISSN: 1112-7546. EISSN: 2676-2196.‬‬ ‫جملة الوقاية واألرغنوميا‪ .‬اجمللد‪ .17:‬العدد‪.2023 .1:‬‬
‫محامي فريد‬ ‫العراقيل والتحدايت اليت يواجهها ممارسي الصحة يف املؤسسات الصحية العمومية‪.‬‬

‫يف حاالت عديدة ليكون الطاقم الطيب عرضة للضرب واجلرح‪ .‬متاشيا مع هذا الطرح‪ ،‬تتجلى‬
‫معامل اإلشكالية اليت نسعى من خالهلا إىل معرفة أهم التحدايت والعراقيل اليت تواجه العاملني‬
‫يف املؤسسة الصحية العمومية سواء كانوا أطباء أو ممرضني أو إداريني بطرح التساؤالت التالية‪:‬‬
‫التساؤل العام‪ :‬ما هي مجلة العوامل اليت تغذي ظاهرة العنف يف القطاع الصحي يف املؤسسة‬
‫الصحية العمومية؟ وما هي مجلة العراقيل والصعوابت والتحدايت اليت تواجهها طاقم قطاع‬
‫الصحة وممارسيها للحد والتقليل من الظاهرة؟‬
‫التساؤالت الفرعية‪:‬‬
‫‪ -‬هل للبعد التقين والتكنولوجي أتثري على انتشار ظاهرة العنف يف الوسط الصحي؟‬
‫‪ -‬هل لنقص الوسائل املادية واملعدات واإلمكانيات والتجهيزات أتثري على انتشار‬
‫ظاهرة العنف؟‬
‫‪ -‬هل لنقص املوارد البشرية أتثري على انتشار ظاهرة العنف يف الوسط الصحي؟‬
‫‪ -‬هل لطبيعة وظروف العمل السائدة يف املؤسسة الصحية أتثري انتشار الظاهرة يف‬
‫الوسط الصحي؟‬
‫الفرضية العامة‪ :‬اليت مفادها تتعدد العوامل اليت تغذي ظاهرة العنف يف الوسط الصحي بني‬
‫العوامل البشرية واملادية وظروف العمل السائدة يف املؤسسات الصحية العمومية‪.‬‬
‫الفرضيات الفرعية‪:‬‬
‫‪ -‬للبعد التقين والتكنولوجي أتثري على انتشار ظاهرة العنف يف الوسط الصحي‪.‬‬
‫‪ -‬لنقص الوسائل املادية واملعدات واإلمكانيات والتجهيزات أتثري على انتشار ظاهرة‬
‫العنف‪.‬‬
‫‪ -‬لنقص املوارد البشرية أتثري على انتشار ظاهرة العنف يف الوسط الصحي‪.‬‬
‫‪ -‬لطبيعة وظروف العمل السائدة يف املؤسسة الصحية أتثري انتشار الظاهرة يف الوسط‬
‫الصحي‪.‬‬
‫‪ .3‬أمهية الدراسة‪:‬‬
‫يعترب موضوع العنف يف الوسط الصحي واملؤسسات الصحية العمومية من بني‬
‫املواضيع اهلامة نظرا للدرجة اليت بلغها العنف يف مؤسساتنا الصحية خاصة العمومية منها‪ ،‬لذا‬

‫‪74‬‬ ‫‪ISSN: 1112-7546. EISSN: 2676-2196.‬‬ ‫جملة الوقاية واألرغنوميا‪ .‬اجمللد‪ .17:‬العدد‪.2023 .1:‬‬
‫محامي فريد‬ ‫العراقيل والتحدايت اليت يواجهها ممارسي الصحة يف املؤسسات الصحية العمومية‪.‬‬

‫تكمن أمهية املوضوع من خالل البحث يف مجلة األسباب مغذية واملسامهة يف تفاقم الظاهرة‬
‫وحماولة تشخيص األسباب واقرتاح احللول للظاهرة‪.‬‬
‫‪ .4‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬السعي اىل تشخيص الظاهرة ميدانيا من خالل الدراسة امليدانية احلالية وذلك من‬
‫خالل البحث يف أسباب تفاقم ظاهرة العنف يف الوسط الصحي‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على الظروف اليت حدثت فيها مثل هكذا جتاوزات يف األوساط الصحية‪.‬‬
‫‪ -‬حماولة عرض بعض احلاالت اليت تعرضت للعنف سواء اللفظي أو اجلسدي يف‬
‫املؤسسة الصحية العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬عرض بعض احللول سواء على املدى البعيد أو القريب للحد والتقليل من الظاهرة‬

‫‪ .5‬األسبـاب والدوافـع الختيـار املوضــوع‪:‬‬


‫عند اختيار ألي موضوع للدراسة يصعب عليه تغطية موضوعه تغطية شاملة‪ ،‬لذا‬
‫يعمد الباحث إىل دراسته وحصره يف جمال معني ليتمكن بذلك من إعطاء حبثه القدر الكايف‬
‫من الدراسة والتحليل‪ ،‬فمن مجلة األسباب اليت دفعتنا اىل اختيار موضوع العنف يف الوسط‬
‫الصحي يف املؤسسة الصحية العمومية هي‪:‬‬
‫‪ -‬يعترب موضوع العنف يف الوسط الصحي يف املؤسسة الصحية العمومية من بني‬
‫املواضيع اهلامة نظرا ملا للحاالت املسجلة من العنف ضد األطباء واملمرضني‬
‫واإلداريني يف قطاع الصحة العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬حماولة تشخيص واقع املؤسسة الصحية والعنف املمارس ضد الطاقم من وجهة نظر‬
‫العاملني ابلقطاع‬
‫‪ -‬الكشف العناصر اليت تعزز وترفع من مستوى العنف يف الوسط الصحي‪.‬‬

‫‪ .6‬حتديد املفاهيم واملصطلحات‪:‬‬


‫املفاهيم واملصطلحات من األدوات الضرورية واألساسية اليت يستعان هبا لوصف‬
‫ولتفسري احلقائق املراد التوصل إليها‪ ،‬فهي "تساعد الباحثني ابلقيام بعملية التصنيف للظواهر‬
‫وتعميمها فالباحثون يقومون ابلتصنيف والتنظيم وتعميم خرباهتم ومالحظاهتم بلغة املفاهيم‪،‬‬
‫فهي تشكل أساس ومبدأ االتصال بني املتخصصني يف العامل (عبد املؤمن‪ ،2008 ،‬ص ‪.)98‬‬
‫‪75‬‬ ‫‪ISSN: 1112-7546. EISSN: 2676-2196.‬‬ ‫جملة الوقاية واألرغنوميا‪ .‬اجمللد‪ .17:‬العدد‪.2023 .1:‬‬
‫محامي فريد‬ ‫العراقيل والتحدايت اليت يواجهها ممارسي الصحة يف املؤسسات الصحية العمومية‪.‬‬

‫وهذا ما يؤكده "موريس أجنرس" على أمهية املفاهيم أبنه البد أن يكون حبوزتنا ما يكفي من‬
‫املفردات املتصلة ابملوضوع ‪ ...‬وهي "اليت تسمح بتبديد الغموض والشكوك وضبط موضوع‬
‫البحث" (صحراوي‪ ،2004 ،‬ص‪ .)159‬حيث أن وضوح ودقة استعمال املفاهيم مها التعريف‬
‫التصوري واليت تعين وصف املفاهيم ابستعمال مفاهيم أخرى والتعريف اإلجرائي‪ ،‬واليت هي‬
‫جمموعة من اإلجراءات اليت تصنف النشاطات واألعمال اليت جيب القيام هبا من أجل حتديد‬
‫األبعاد اليت ميكن مالحظتها وقياسها ملعرفة ماذا يعين هبذا املفهوم (عبد املؤمن‪،2008 ،‬‬
‫ص‪.)104 – 103‬‬
‫وفيما يلي بعض املفاهيم اإلجرائية املستعملة يف الدراسة احلالية‪:‬‬
‫العراقيل والتحدايت‪ :‬هي مجلة الصعوابت والنقائص سواء كانت مادية منها مثل املعدات‬
‫والتجهيزات واألدوية ومجيع األمور املستعملة لتوفري خدمات صحية ضرورية للمواطن‪ ،‬أو‬
‫معنوية كالعوامل السيكولوجية أو ظروف العمل السيكولوجية مثل احلاالت االستعجالية واليت‬
‫تولد نوع من الضغط والقلق والتوتر للطاقم الصحي‪.‬‬
‫ممارسي الصحة‪ :‬هم مجيع األفراد العاملني يف قطاع الصحة العمومية سواء أطباء أو ممرضني‬
‫أو إداريني أو شبه طبيني‪ ،‬واليت توكل إليهم مهمة الوقوف على صحة وسالمة املواطن‪.‬‬
‫املؤسسات الصحية العمومية‪ :‬هي مؤسسات عمومية سخرهتا الدولة اجلزائرية للنهوض‬
‫ابلصحة العمومية من خالل تقدمي اخلدمات الصحية جمانية ساء يف ظروف عادية أو يف ظل‬
‫األزمات والعمل على جماهبة األمراض واألوبئة مثل اجلائحة اليت شهدها العامل (كوفيد ‪.)19‬‬
‫ظاهرة العنف‪ :‬هي مجيع التجاوزات بني طاقم الصحة العمومية واملواطنني‪ ،‬واليت تسجل على‬
‫شكل جتاوزات لفظية أو جتاوزات جسدية تبلغ درجة الضرب واجلرح ابستعمال السالح‬
‫األبيض واالعتداءات اجلسدية‪ ،‬كما ميكن تسجيلها يف إظهار مشاعر العداء والغضب‬
‫واالمشئزاز على الطاقم الصحي جبميع أفراده‪ ،‬والذي قد يبلغ درجة الضرب والشتم واالهانة‪.‬‬
‫‪ .7‬املنهج والعينة‪:‬‬
‫إن االقرتاب امليداين جد مهم يف الدراسة العلمية حيث ميدان ابحلقائق واملعلومات‬
‫عن الواقع االجتماعي‪ ،‬وابلتايل تعترب دعامة أساسية لالقرتاب النظري‪ ،‬والذي سنسلط عليه‬
‫الضوء هنا ابلتطبيق على املؤسسة الصحية العمومية‪ ،‬حيث كان املنهج املتبع يف هذه الدراسة‬
‫هو املنهج الوصفي التحليلي لغرض حتليل املعطيات امليدانية‪ .‬كما استعملنا يف حبثنا تقنية‬
‫‪76‬‬ ‫‪ISSN: 1112-7546. EISSN: 2676-2196.‬‬ ‫جملة الوقاية واألرغنوميا‪ .‬اجمللد‪ .17:‬العدد‪.2023 .1:‬‬
‫محامي فريد‬ ‫العراقيل والتحدايت اليت يواجهها ممارسي الصحة يف املؤسسات الصحية العمومية‪.‬‬

‫االستمارة ابعتبارها إحدى األدوات األساسية ملخاطبة أفراد عينة الدراسة من األطباء‬
‫واملمرضني واإلداريني‪ ،‬إذ مسحت لنا جبمع املعطيات اإلحصائية وذلك عن طريق إعداد‬
‫جمموعة من األسئلة‪ ،‬وهذه األخرية تكون إما مغلقة أو متعددة االختيارات أو ذات اختيارين‪،‬‬
‫إذ مت إعداد استبيان الكرتوين موجه للعاملني يف قطاع الصحة ابخلصوص يف املؤسسات‬
‫الصحية العمومية‪.‬‬
‫عندما يريد الباحث اختيار العينة اليت يريد إجراء البحث عليها فإنه يلجأ إىل‬
‫طريقتني أساسيتني واللتان تتمثالن يف كل من املسح الشامل أو طريقة أسلوب العينة‪ ،‬وذلك‬
‫وفق اإلمكانيات املتاحة له شريطة أن تكون العينة متثيلية للمجتمع اإلحصائي أو الكلي‪،‬‬
‫حيث مت االستعانة ابلعينة العرضية‪ ،‬وهي كما يرى موريس أجنرس أن "اللجوء إىل مثل هذا‬
‫الصنف من املعاينة يتم عندما ال يكون أمامنا أي اختيار‪ ،‬إهنا احلالة اليت ال نستطيع فيها أن‬
‫حنصي يف البداية جمتمع البحث املستهدف وال اختيار العينة بطريقة عشوائية" (صحراوي‬
‫وآخرون‪ ،2004 ،‬ص ‪ .)311‬حيث مت إعداد استبيان الكرتوين موجه للعاملني يف قطاع‬
‫الصحة ابخلصوص يف املؤسسات الصحية العمومية‪ .‬كما مت ارسال االستبيان اىل‬
‫‪ .8‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫سنعرض فيما يلي جمموعة من الدراسات السابقة ذات الصلة ابملوضوع‪:‬‬
‫الدراسة األوىل‪ :‬دراسة الباحث "حممد عبد الكرمي احلوراين" اليت متحورت حول ميول العنف‬
‫ضد األطباء يف مستشفيات القطاع العام األردنية حماولة للفهم يف ضوء توقعات دور الطبيب‪،‬‬
‫إذ سعى الباحث إىل كشف دور الطبيب يف إنتاج ميول العنف ضد األطباء من لدن املرضى‪،‬‬
‫وقد حدد ثالث أنواع من التوقعات متثلت يف النزعة اإلنسانية‪ ،‬وتوقعات املسؤولية‪ ،‬وتوقعات‬
‫اإلخالص‪ ،‬ويضيف النمط الرابع حول توقعات املرضى حول اخلدمات املقدمة هلم يف‬
‫الطوارئ‪ .‬وقد مت اختار عينة قصدية مكونة من ‪ 490‬مريض من أقسام الطوارئ يف‬
‫مستشفيات الوسط والشمال واجلنوب ممن تسمح حالتهم الصحية ابلتعاون مع الباحث‪،‬‬
‫وتوصلت الدراسة إىل جمموعة من النتائج متثلت فيما يلي‪ :‬توقعات الطبيب أبشكاهلا الثالثة‬
‫تنتج ميول العنف ضد األطباء‪ ،‬وأن لديهم توقعات سلفية سلبية حول اخلدمات اليت تقدم هلم‬
‫يف قسم الطوارئ‪ .‬كما سجل وجود عالقة بني امتالك املرضى خربة سلبية مسبقة‪ ،‬وحكم‬
‫مسبق إزاء الطبيب (احلوراين‪ ،2012 ،‬ص ‪.)98‬‬
‫‪77‬‬ ‫‪ISSN: 1112-7546. EISSN: 2676-2196.‬‬ ‫جملة الوقاية واألرغنوميا‪ .‬اجمللد‪ .17:‬العدد‪.2023 .1:‬‬
‫محامي فريد‬ ‫العراقيل والتحدايت اليت يواجهها ممارسي الصحة يف املؤسسات الصحية العمومية‪.‬‬

‫الدراسة الثانية‪ :‬دراسة الباحث "عاصمي نبيلة" و"خلفان رشيد" اليت متحورت حول حوصلة‬
‫الدراسات عن العنف النفسي يف العمل ابلقطاع الصحي‪ ،‬وقد هدفت إىل الكشف عن‬
‫خمتلف األسباب املؤدية إىل حدوث العنف النفسي يف العمل مع التعرف على مرتكبيه‪ ،‬وعلى‬
‫أهم املوانع اليت حتد من تبليغ الضحااي عنه‪ ،‬وتوصل الباحثان إىل جمموعة من التوصيات‬
‫واالقرتاحات منها (عاصمي وآخرون‪.)2018 ،‬‬
‫‪ -‬توفري الدعم النفسي والعمل على املساواة يف مكان العمل‪.‬‬
‫‪ -‬تبين تشريعات تتوىل محاية املمرضني واملمرضات املعرضني للعنف النفسي داخل‬
‫مكان العمل‪ ،‬ابعتباره جرمية ترتكب ضد اجملتمع ككل‪.‬‬
‫‪ -‬وضع قوانني رادعة من أجل احلد من األمور اليت تعزز العنف ضد املمرضني‬
‫واملمرضات بطريقة مباشرة أو غري مباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على رفع وتعميق الوعي ابلعنف النفسي يف مكان العمل‪ ،‬من خالل تقدمي‬
‫التدريب املناسب لكل من يتعامل مع ضحااي العنف النفسي ابلرتكيز على أبعاد‬
‫املشكلة وتداعياهتا‪.‬‬
‫‪ -‬عمل دورات خاصة ابلعاملني يف القطاع الصحي من أجل تعزيز روح الفريق وطاقم‬
‫العمل والتعاون‪.‬‬
‫‪ -‬احلاجة إىل إعداد دالئل إرشادية حلماية من يعمل مبجال التمريض خاصة وقطاع‬
‫الصحة عامة‪.‬‬

‫الدراسة الثالثة‪ :‬دراسة الباحث "األمحري سعد عبد الرمحن وآخرون"‪ ،‬اليت متحورت حول‬
‫التحدايت اليت تواجه قطاع التمريض‪ ،‬وهي مقارنة بني املستشفيات اخلاصة والعامة‪ ،‬حيث‬
‫هدفت إىل التعرف على التحدايت اإلدارية واالجتماعية واالقتصادية والنفسية اليت تواجه‬
‫قطاع التمريض ابململكة العربية السعودية‪ ،‬وتوصل الباحثون إىل نتائج أمهها عدم وجود فروق‬
‫ذات داللة إحصائية بني أراء املديرين يف املستشفيات العامة واملستشفيات اخلاصة حول‬
‫التحدايت اإلدارية اليت تواجه قطاع التمريض يف منطقة عسري‪.‬‬

‫‪78‬‬ ‫‪ISSN: 1112-7546. EISSN: 2676-2196.‬‬ ‫جملة الوقاية واألرغنوميا‪ .‬اجمللد‪ .17:‬العدد‪.2023 .1:‬‬
‫محامي فريد‬ ‫العراقيل والتحدايت اليت يواجهها ممارسي الصحة يف املؤسسات الصحية العمومية‪.‬‬

‫‪ .9‬عرض وحتليل النتائج‪:‬‬


‫الشكل (‪ :)01‬توزيع أفراد العينة حسب اجلنس‪.‬‬

‫‪38,50%‬‬
‫‪61,50%‬‬

‫من خالل املعطيات اإلحصائية يتضح لنا أن غالبية أفراد عينة الدراسة هم من‬
‫جنس اإلانث وذلك بنسبة ‪ ،%61.5‬على غرار فئة الذكور اليت بلغت نسبتها ‪ ،%38.5‬وهذا‬
‫ميكن إسناده إىل أن قطاع التمريض هو قطاع مييل إليه جنس اإلانث أكثر من جنس الذكور‬
‫خاصة يف اآلونة األخرية وابخلصوص فئة املمرضني‪.‬‬
‫الشكل (‪ :)02‬توزيع أفراد العينة حسب السن‪.‬‬

‫‪7,70%‬‬
‫‪30,80%‬‬

‫‪61,50%‬‬

‫من خالل املعطيات اإلحصائية يتضح لنا أن غالبية أفراد العينة ترتاوح أعمارهم ما‬
‫بني ‪ 39- 30‬سنة وذلك بنسبة ‪ ،%61.5‬تليها فئة املبحوثني الذين ترتاوح أعمارهم ما بني‬
‫‪ 29-20‬سنة حيث بلغت نسبتهم ‪ ،%30.8‬بينما فئة املبحوثني الذين ترتاوح أعمارهم ‪40‬‬

‫سنة فما فوق بلغت نسبتها ‪ ،%7.7‬هذا إن دل على شيء فإمنا يدل على شبابية قطاع‬
‫الصحة إىل حد ما يف قطاع الصحة العمومية‪ ،‬وهذا تنفيذا لسياسة الدولة اجلزائرية‬
‫واالسرتاتيجيات املنتهجة للنهوض بقطاع الصحة احملافظة على صحة املواطن اجلزائري‪.‬‬

‫‪79‬‬ ‫‪ISSN: 1112-7546. EISSN: 2676-2196.‬‬ ‫جملة الوقاية واألرغنوميا‪ .‬اجمللد‪ .17:‬العدد‪.2023 .1:‬‬
‫محامي فريد‬ ‫العراقيل والتحدايت اليت يواجهها ممارسي الصحة يف املؤسسات الصحية العمومية‪.‬‬
‫الشكل (‪ :)03‬توزيع أفراد العينة حسب الفئة املهنية‪.‬‬

‫‪7,70%‬‬
‫‪14,40%‬‬

‫‪76,90%‬‬

‫من خالل املعطيات اإلحصائية يتضح لنا أن غالبية أفراد عينة الدراسة ترتاوح يف فئة‬
‫املمرضني وذلك بنسبة ‪ ،%76.9‬تليها فئة املبحوثني الذين ينتمون إىل الفئة املهنية (طبيب)‬
‫حيث بلغت نسبتها ‪ ،%14.4‬بينما فئة االداريني فتمثلت يف نسبة ‪.% 7.7‬‬
‫الشكل (‪ :)04‬توزيع أفراد العينة حسب التعرض للعنف يف الوسط الصحي‪.‬‬
‫‪56,00%‬‬

‫‪60,00%‬‬ ‫‪40,00%‬‬
‫‪40,00%‬‬ ‫‪4,00%‬‬ ‫…‬
‫‪20,00%‬‬
‫‪0,00%‬‬

‫من خالل املعطيات اإلحصائية يتضح لنا أن غالبية أفراد العينة مل يتعرضوا إىل‬
‫العنف يف املؤسسة اليت يعملون فيها وذلك بنسبة ‪ ،%56‬تليها فئة املبحوثني الذين تعرضوا‬
‫للعنف اللفظي حيث بلغت نسبتها ‪ ،%40‬بينما فئة املبحوثني الذين تعرضوا إىل العنف‬
‫اجلسدي فكانت نسبتها ‪.%4‬‬

‫الشكل (‪ :)05‬توفر املؤسسة ابلتجهيزات واملعدات واألدوية الالزمة للمرضى‪.‬‬

‫‪45,00%‬‬ ‫‪55,00%‬‬

‫‪60,00%‬‬
‫‪40,00%‬‬ ‫…‬
‫‪20,00%‬‬
‫‪0,00%‬‬

‫من خالل املعطيات اإلحصائية يتضح لنا أن غالبية أفراد العينة أقروا بتوفر‬
‫التجهيزات واملعدات واألدوية الالزمة للمرضى يف املؤسسة اليت يعملون فيها وذلك بنسبة‬
‫‪80‬‬ ‫‪ISSN: 1112-7546. EISSN: 2676-2196.‬‬ ‫جملة الوقاية واألرغنوميا‪ .‬اجمللد‪ .17:‬العدد‪.2023 .1:‬‬
‫محامي فريد‬ ‫العراقيل والتحدايت اليت يواجهها ممارسي الصحة يف املؤسسات الصحية العمومية‪.‬‬

‫‪ ،%55‬تليها فئة املبحوثني الذين أقروا بعدم توفر التجهيزات واملعدات واألدوية الالزمة‬
‫للمرضى يف املؤسسة اليت يعملون فيها حيث بلغت نسبتها ‪.%45‬‬
‫الشكل رقم )‪ :( 06‬مدى توفر ضرورايت العالج وعالقته ابلعنف يف الوسط الصحي‪.‬‬

‫‪59,00% 82,00%‬‬
‫‪41,00%‬‬
‫‪100,00%‬‬
‫‪80,00%‬‬
‫‪60,00%‬‬ ‫‪18,00%‬‬
‫‪40,00%‬‬
‫‪20,00%‬‬
‫‪0,00%‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث بناء على خمرجات ‪( spss‬التنسيب كان يف اجتاه املتغري املستقل)‪.‬‬
‫يتضح لنا من خالل اإلحصائيات اليت يبينها الشكل التايل أن االجتاه العام ميثل فئة املبحوثني‬
‫الذين مل يتعرضوا للعنف يف الوسط الصحي الذي يعملون فيه بنسبة ‪ %56( %56‬هي عينة‬
‫البحث الذين مل يتعرضوا أبدا ال للعنف اللفظي وال للعنف اجلسدي)‪ ،‬وتتأكد أو تدعم هذه‬
‫النسبة فئة املبحوثني الذين كشفوا عن توفر ضرورايت العالج يف املؤسسة اليت ينتمون ويعملون‬
‫فيها بنسبة ‪ ،%82‬بينما االجتاه الثاين ميثل فئة املبحوثني الذين أكدوا تعرضهم للعنف سواء‬
‫‪%44‬‬ ‫العنف اللفظي أو العنف اجلسدي يف الوسط الصحي الذين ينتمون إليه‪ ،‬وذلك بنسبة‬
‫وتتأكد هذه النسبة وتدعمها فئة املبحوثني الذين كشفوا عن عدم توفر الضرورايت العالج يف‬
‫املؤسسة اليت ينتمون إليها وذلك بنسبة ‪.%59‬‬
‫الشكل (‪ :)07‬قدرة استيعاب احلاالت يف املؤسسة الصحية وعالقته ابلتعرض للعنف يف الوسط الصحي‪.‬‬

‫‪61,00%‬‬ ‫‪39,00%‬‬
‫‪64,00%‬‬ ‫…‬ ‫…‬
‫‪100,00%‬‬ ‫‪36,00%‬‬
‫‪50,00%‬‬
‫‪0,00%‬‬

‫(التنسيب كان يف اجتاه املتغري املستقل)‪.‬‬ ‫خمرجات ‪spss‬‬ ‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث بناءا على‬

‫‪81‬‬ ‫‪ISSN: 1112-7546. EISSN: 2676-2196.‬‬ ‫جملة الوقاية واألرغنوميا‪ .‬اجمللد‪ .17:‬العدد‪.2023 .1:‬‬
‫محامي فريد‬ ‫العراقيل والتحدايت اليت يواجهها ممارسي الصحة يف املؤسسات الصحية العمومية‪.‬‬

‫يتضح لنا من خالل اإلحصائيات اليت يبينها الشكل التايل أن االجتاه العام ميثل فئة‬
‫املبحوثني الذين مل يتعرضوا للعنف يف الوسط الصحي الذين يعملون فيه بنسبة ‪،%56‬‬
‫وتتأكد هذه النسبة لدى فئة املبحوثني الذين كشفوا عن أن مؤسستهم اليت يعملون فيها ذات‬
‫قدرات استيعاب عالية لغالبية احلاالت املرضية اليت تستقبلها وذلك بنسبة ‪ .%64‬بينما االجتاه‬
‫الثاين ميثل فئة املبحوثني الذين أكدوا تعرضهم للعنف سواء العنف اللفظي أو العنف اجلسدي‬
‫يف الوسط الصحي الذين ينتمون إليه وذلك بنسبة ‪ ،%44‬وتتأكد هذه النسبة وتدعمها فئة‬
‫املبحوثني الذين كشفوا عن أن مؤسستهم اليت يعملون فيها متتلك قدرات استيعاب ضعيفة‬
‫للحاالت املرضية اليت تستقبلها وذلك بنسبة ‪.%61‬‬
‫الشكل (‪ :)08‬الظروف السيكولوجية يف املؤسسة الصحية العمومية وعالقتها ابلعنف يف الوسط الصحي‪.‬‬

‫‪63,00%‬‬
‫‪76,00%‬‬
‫‪37,00%‬‬ ‫…‬
‫‪100,00%‬‬
‫‪24,00%‬‬
‫‪50,00%‬‬
‫‪0,00%‬‬

‫(التنسيب كان يف اجتاه املتغري املستقل)‪.‬‬ ‫خمرجات ‪spss‬‬ ‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث بناء على‬
‫يتضح لنا من خالل اإلحصائيات اليت يبينها الشكل التايل أن االجتاه العام ميثل فئة‬
‫املبحوثني الذين مل يتعرضوا للعنف يف الوسط الصحي الذي يعملون فيه بنسبة ‪ ،%56‬وتتأكد‬
‫هذه النسبة وتدعمها فئة املبحوثني الذين كشفوا عن أن الظروف السيكولوجية اليت متيز‬
‫املؤسسة اليت يعملون هبا حمفزة وذلك بنسبة ‪ .%76‬بينما االجتاه الثاين ميثل فئة املبحوثني‬
‫الذين أكدوا تعرضهم للعنف سواء العنف اللفظي أو العنف اجلسدي يف الوسط الصحي‬
‫الذين ينتمون إليه وذلك بنسبة ‪ .%44‬وتتأكد هذه النسبة وتدعمها فئة املبحوثني الذين‬
‫كشفوا عن أن الظروف السيكولوجية اليت متيز املؤسسة اليت يعملون هبا غري حمفزة وذلك‬
‫بنسبة ‪%63‬‬

‫‪82‬‬ ‫‪ISSN: 1112-7546. EISSN: 2676-2196.‬‬ ‫جملة الوقاية واألرغنوميا‪ .‬اجمللد‪ .17:‬العدد‪.2023 .1:‬‬
‫محامي فريد‬ ‫العراقيل والتحدايت اليت يواجهها ممارسي الصحة يف املؤسسات الصحية العمومية‪.‬‬
‫الشكل (‪ :)09‬الظروف فسيولوجية يف املؤسسة الصحية العمومية وعالقتها ابلعنف يف الوسط الصحي‪.‬‬

‫‪74,00%‬‬
‫‪61,00%26,00%‬‬
‫‪100,00%‬‬ ‫‪39,00%‬‬
‫‪50,00%‬‬
‫‪0,00%‬‬

‫(التنسيب كان يف اجتاه املتغري املستقل)‪.‬‬ ‫خمرجات ‪spss‬‬ ‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث بناءا على‬
‫يتضح لنا من خالل اإلحصائيات اليت يبينها الشكل التايل أن االجتاه العام ميثل فئة‬
‫املبحوثني الذين مل يتعرضوا للعنف يف الوسط الصحي الذي يعملون فيه بنسبة ‪ ،%56‬وتتأكد‬
‫هذه النسبة لدى فئة املبحوثني الذين كشفوا عن أن الظروف فسيولوجية اليت متيز املؤسسة اليت‬
‫يعملون هبا حمفزة وذلك بنسبة ‪ .%61‬بينما االجتاه الثاين ميثل فئة املبحوثني الذين كشفوا‬
‫تعرضهم للعنف سواء العنف اللفظي أو العنف اجلسدي يف املؤسسة اليت يعملون فيها وذلك‬
‫بنسبة ‪ ،%44‬وتتأكد هذه النسبة لدى فئة املبحوثني الذين كشفوا عن أن الظروف‬
‫الفسيولوجية اليت متيز املؤسسة اليت يعملون هبا غري حمفزة وذلك بنسبة ‪.%74‬‬

‫الشكل (‪ :)10‬قدرة استيعاب املؤسسة الصحية العمومية للحاالت املرضية املختلفة وعالقتها ابلعنف يف‬
‫الوسط الصحي‪.‬‬
‫‪69,00%‬‬
‫‪39,00%‬‬
‫‪61,00%‬‬
‫‪100,00%‬‬ ‫‪41,00%‬‬
‫‪50,00%‬‬
‫‪0,00%‬‬

‫(التنسيب كان يف اجتاه املتغري املستقل)‪.‬‬ ‫خمرجات ‪spss‬‬ ‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث بناءا على‬
‫يتضح لنا من خالل اإلحصائيات اليت يبينها الشكل التايل أن االجتاه العام ميثل فئة‬
‫املبحوثني الذين مل يتعرضوا للعنف يف الوسط الصحي الذي يعملون فيه بنسبة ‪( %56‬من‬
‫عينة البحث)‪ ،‬وتتأكد هذه النسبة لدى فئة املبحوثني الذين كشفوا عن أهنم يبلغون عن‬
‫حاالت ا لعنف والتجاوزات الغري القانونية املمارسة ضدهم من طرف املرضى أو من طرف‬

‫‪83‬‬ ‫‪ISSN: 1112-7546. EISSN: 2676-2196.‬‬ ‫جملة الوقاية واألرغنوميا‪ .‬اجمللد‪ .17:‬العدد‪.2023 .1:‬‬
‫محامي فريد‬ ‫العراقيل والتحدايت اليت يواجهها ممارسي الصحة يف املؤسسات الصحية العمومية‪.‬‬

‫مرافقي املرضى وذلك بنسبة ‪ %61‬بينما االجتاه الثاين ميثل فئة املبحوثني الذين كشفوا تعرضهم‬
‫للعنف سواء العنف اللفظي أو العنف اجلسدي يف املؤسسة اليت يعملون فيها بنسبة ‪%44‬‬

‫(من عينة البحث) وتتأكد هذه النسبة لدى فئة املبحوثني الذين كشفوا عن عدم التبليغ عن‬
‫حاالت العنف املمارس ضدهم لدى املصاحل املختصة وذلك بنسبة ‪.%69‬‬
‫الشكل (‪ :)11‬مهارات فريق العمل يف امتصاص حاالت العنف والتجاوزات للحاالت املختلفة وعالقتها‬
‫ابلعنف يف الوسط الصحي‪.‬‬

‫‪76,00%‬‬

‫‪52,00%‬‬ ‫‪88,00%‬‬
‫‪48,00%24,00%‬‬
‫‪100,00%‬‬
‫‪12,00%‬‬
‫‪50,00%‬‬

‫‪0,00%‬‬

‫(التنسيب كان يف اجتاه املتغري املستقل)‪.‬‬ ‫خمرجات ‪spss‬‬ ‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث بناءا على‬
‫يتضح لنا من خالل اإلحصائيات اليت يبينها الشكل التايل أن االجتاه العام ميثل فئة‬
‫املبحوثني الذين مل يتعرضوا للعنف يف الوسط الصحي الذي يعملون فيه بنسبة ‪ ،%56‬وتتأكد‬
‫هذه النسبة لدى فئة املبحوثني الذين كشفوا عن أن فريق العمل الذي يعملون ضمنه يتميز‬
‫بقدرات عالية خبصوص التعامل مع حاالت العنف املمارس ضدهم وضد التجاوزات وذلك‬
‫بنسبة ‪ .%88‬بينما االجتاه الثاين ميثل فئة املبحوثني الذين كشفوا تعرضهم للعنف سواء العنف‬
‫اللفظي أو العنف اجلسدي يف املؤسسة اليت يعملون فيها وذلك بنسبة ‪ %44‬وتتأكد هذه‬
‫النسبة لدى فئة املبحوثني الذين كشفوا عن أن فريق العمل الذي يعملون ضمنه يتميز بقدرات‬
‫ضعيفة خبصوص التعامل مع حاالت العنف املمارس ضدهم وضد التجاوزات املسجلة يف‬
‫مؤسستهم وذلك بنسبة ‪.%76‬‬

‫‪ .10‬االستنتاج العام‪:‬‬
‫يتضح لنا من خالل النتائج املبينة أن ظاهرة العنف يف الوسط الصحي واملمارس‬
‫على العاملني ابلقطاع أن انجتة عن عدة عوامل متعددة األبعاد منها ذات البعد التقين كنقص‬
‫التجهيزات واملعدات الضرورية ملعاجلة املرضى والضمان الرعاية اجليدة هلم‪ ،‬ومنها ما يتعلق‬

‫‪84‬‬ ‫‪ISSN: 1112-7546. EISSN: 2676-2196.‬‬ ‫جملة الوقاية واألرغنوميا‪ .‬اجمللد‪ .17:‬العدد‪.2023 .1:‬‬
‫محامي فريد‬ ‫العراقيل والتحدايت اليت يواجهها ممارسي الصحة يف املؤسسات الصحية العمومية‪.‬‬

‫بطاقة االستيعاب للمؤسسات‪ ،‬حيث انه كلما كانت قدرة االستيعاب عالية يساهم ذلك يف‬
‫التقليل من حاالت العنف‪ .‬كما أن الظروف السيكولوجية أتثري على ظاهرة العنف يف الوسط‬
‫الصحي ذلك أن كلما كانت الظروف حتفيزية قل العنف والعكس مع سوء الظروف وعدم‬
‫كوهنا حتفيزية‪ ،‬ابإلضافة أن للعوامل والظروف الفسيولوجية أتثري على انتشار ظاهرة العنف يف‬
‫الوسط الصحي كون هذه األخرية تقلل من ظاهرة العنف كلما كانت حمفزة وتشجيعية على‬
‫العمل‪ .‬يف حني العوامل ذات البعد اإلنساين له الدور اهلام يف انتشار حاالت العنف‪ ،‬حيث‬
‫أن مهارات فريق العمل يف امتصاص حاالت الغضب والعنف من شأنه التقليل من ظاهرة‬
‫العنف يف الوسط الصحي‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ اخلامتة‪:‬‬
‫ظاهرة العنف يف الوسط الصحي ظاهرة هلا أسباب متعددة وذات أبعاد خمتلفة منها‬
‫ما يتعلق ابلعامل اإلنساين‪ ،‬ومنها ما يتعلق مبناخ العمل (الظروف الفسيولوجية‬
‫والسيكولوجية)‪ ،‬ومنها ما يتعلق ابلبعد التقين وكل ما له عالقة ابملعدات والوسائل اليت توفر‬
‫للمواطن الرعاية والصحة اجليدة عند املرض‪ .‬لذا وجب الوقوف على هذه العوامل والعمل‬
‫على حتسينها وتطويرها وتوفريها للحد والتقليل من الظاهرة ومن تداعياهتا‪.‬‬
‫‪ .12‬التوصيات‪:‬‬
‫‪ -‬العمل على تطوير املنظومة الصحية العمومية وتوفري مجيع املتطلبات واملعدات‬
‫والتجهيزات‪ ،‬اليت توضع حتت تصرف الطاقم الطيب والعاملني يف القطاع للتصدي‬
‫جلميع احلاالت املرضية‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تنظيم محالت حتسيسية وملتقيات وأايم دراسية ترمي يف جمملها اىل التعريف‬
‫مبخاطر وسلبيات العنف يف الوسط الصحي‪ ،‬وذلك إببراز اجلانب السليب الذي‬
‫تلعبه الظاهرة فيما خيص تدين معنوايت الطاقم الطيب حني تعرضه للعنف يف‬
‫املؤسسات الصحية العمومية‪ ،‬سواء العنف اللفظي أو العنف اجلسدي‪.‬‬
‫‪ -‬حماولة تكثيف اجلهود وتطوير اهليئات املكلفة مبحاربة العنف يف الوسط الصحي‪،‬‬
‫العمل على حاالت ضحااي العنف وحماولة حتليلها وفهم أسباهبا‪ ،‬وابلتايل إمكانية‬
‫تشخيص الظاهرة الحقا وإقرار احللول‪.‬‬

‫‪85‬‬ ‫‪ISSN: 1112-7546. EISSN: 2676-2196.‬‬ ‫جملة الوقاية واألرغنوميا‪ .‬اجمللد‪ .17:‬العدد‪.2023 .1:‬‬
‫محامي فريد‬ ‫العراقيل والتحدايت اليت يواجهها ممارسي الصحة يف املؤسسات الصحية العمومية‪.‬‬

‫‪ 13‬ـ املراجع‪:‬‬
‫عبد املؤمن‪ ،‬علي معمر‪ ) 2008( .‬مناهج البحث يف العلوم االجتماعية‪ ،‬األساسيات والتقنيات‬ ‫‪.1‬‬
‫واألساليب‪ ،‬ليبيا‪ .‬منشورات جامعة ‪ 7‬أكتوبر‪.‬‬
‫صحراوي‪ ،‬بوزيد؛ سبعون‪ ،‬سعيد؛ بوشرف‪ ،‬كمال‪ )2004( .‬منهجية البحث يف العلوم اإلنسانية‪،‬‬ ‫‪.2‬‬

‫تدريبات علمية‪ .‬اجلزائر‪ .‬دار القصبة‪.‬‬


‫دويدري‪ ،‬رجاء وحيد‪ )2000( .‬البحث العلمي‪ ،‬أساسياته النظرية وممارسته العملية‪ ،‬الطبعة األوىل‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫دمشق سوراي‪ .‬دار الفكر‪.‬‬


‫عاصمي‪ ،‬نبيلة؛ خلفان‪ ،‬رشيد‪ )2018( .‬حوصلة الدراسات حول العنف النفسي يف العمل ابلقطاع‬ ‫‪.4‬‬

‫الصحي‪ ،‬جملة جمتمع تربية عمل‪ ،‬العدد ‪ ،05‬جوان ‪ ،2018‬ص ‪.249-230‬‬


‫احلوراين‪ ،‬حممد عبد الكرمي‪ )2012( .‬ميول العنف ضد األطباء يف مستشفيات القطاع العام األردنية‪،‬‬ ‫‪.5‬‬

‫حماولة للفهم يف ضوء توقعات دور الطبيب‪ ،‬جملة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬اجمللد‬
‫‪ 10‬العدد ‪ ،2013- 02‬ص ‪.291 – 251‬‬
‫األمحري‪ ،‬سعد عبد الرمحن؛ املعمري‪ ،‬ايسر حسن سامل‪ )2021( .‬التحدايت اليت تواجه قطاع‬ ‫‪.6‬‬
‫التمريض‪ ،‬دراسة مقارنة بني املستشفيات اخلاصة والعامة‪ ،‬جملة الباحث االقتصادي‪ ،‬اجمللد ‪ ،09‬العدد‬
‫‪ ،01‬ص ‪.253-227‬‬

‫‪86‬‬ ‫‪ISSN: 1112-7546. EISSN: 2676-2196.‬‬ ‫جملة الوقاية واألرغنوميا‪ .‬اجمللد‪ .17:‬العدد‪.2023 .1:‬‬

You might also like