Professional Documents
Culture Documents
خاتمة
مقابل المكاسب اآلنية المتوقع مراكمتها خالل خمس سنوات المقبلة ،يطرح ورش تعميم الحماية االجتماعية تأثيرات بعيدة oالمدى على موقع
الدولة في وضع السياسات االجتماعية .فمن خالل فرض “تضامن قسري” ستقوم الدولة برفع يدها عن دعم المواد والخدمات العمومية عبر
تفكيك تدريجي لصندوق المقاصة الذي طالما شكل التعبير األخير للدولة الراعية ،وهو ما قد يهدد بتعميق oالفجوة االجتماعية ،ويسير في اتجاه
تكريس مدخل ناعما لسياسة التخلي ،وهو مسعى ما فتئ يحظى بدعم الهيئات المانحة في سياق التأسيس ل”تقويم هيكلي سلس” وتمكين
.استراتيجي لمقاربة أقل ما يمكن من الدولة
إن التحديات الراهنة تُ ظهر مدى الحاجة إلى استعادة الوظيفة االجتماعية للدولة ضمن رؤية شمولية لنموذج “دولة الرعاية االجتماعية” التي
يجب أن تسعى إلى ضمان التوزيع العادل للثروة بكيفية تعالج التصحيح التلقائي لمظاهر التفاوت ،واستئصال جذور الالحماية بدل االستمرار
في معالجة األعراض .ومن هنا من المفيد وضع مقاربة مندمجة لتمكين oالمغرب من الوفاء بمتطلبات اإلطار المعياري العالمي وإعمال
المقتضيات الدستورية والتشريعية المتعلقة بالضمان والمساعدة االجتماعيين[ ،]26مع توجيه برامج الحماية االجتماعية نحو تحقيق التماسك
االجتماعي كشرط ضروري لتحقيق االستقرار السياسي والتنمية المندمجة ،مع الوعي بمخاطر توظيف التمويل التضامني لتوسيع سياسات
التخلي ولفرض تحمل العبء على الطبقة المتوسطة ،بشكل قد يخل بالتوازن المطلوب بين مختلف الشرائح االجتماعية ،وما لذلك من تداعيات
”.قد يصعب التحكم فيها في ظل “عالم ما بعد كوفيد 19
ال وزير الصحة والحماية االجتماعية ،السيد خالد آيت الطالب ،إن مشروع القانون اإلطار رقم 06.22المتعلق بالمنظومة
".الصحية الوطنية يعتبر "فرصة تاريخية لبناء نظام صحي بشحنة إنسانية قوية ،أكثر صالبة وانصافا
وأوضح الوزير لدى تقديمه اليوم األربعاء مضامين هذا النص أمام لجنة التعليم والشؤون الثقافية واالجتماعية بمجلس
المستشارين ،أن األمر يتعلق بمشروع إصالحي مهيكل ،و "ثورة في قطاع الصحة بالمغرب ،بالنظر إلى كونه يشكل في
المقام األول ،تجسيدا لإلرادة الملكية السامية الداعية في أكثر من محطة إلى القيام بإصالح جذري للمنظومة الصحية الوطنية
".وجعل إصالح قطاع الصحة من المبادرات المستعجلة التي يجب مباشرتها
وأبرز السيد آيت الطالب أن مشروع القانون اإلطار الذي تمت المصادقة عليه خالل المجلس الوزاري المنعقد يوم األربعاء
13يوليوز ، 2022برئاسة صاحب الجاللة الملك محمد السادس ،يمثل أيضا ترجمة فعلية اللتزام السلطات الحكومية
المضمن في بنود قانون -اإلطار رقم 21.09المعلق بالحماية االجتماعية الذي حدد األهداف األساسية لعمل الدولة في مجال
.الحماية االجتماعية
وأكد في هذا السياق ،أن الغايات المتوخى تحقيقها بموجب هذا النص ستشكل ،متى تم اإلسراع في مواكبتها من خالل
النصوص التشريعية والتنظيمية المتخذة لتطبيقها ،إطارا متكامال وفعاال لتحقيق اإلصالح المنشود للمنظومة الصحية الوطنية
بما يضمن االعتناء بصحة المواطنات والمواطنين والرفع من مستوى نظام الر عاية الصحية ،ويسهم ،بالت الي ،في جعل
.الصحة رافعة أساسية لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية والبيئية ،وركيزة أساسية في إنجاح ورش الحماية االجتماعية
وفي هذا اإلطار ،أفاد الوزير أنه يتم وضع اللمسات األخيرة على 11مرسوما و 07قرارات ألجرأة اإلصالحات التي
تضمنها مشروع قانون اإلطار ،06.22باعتباره تكريسا للمسؤولية المشتركة والنهج التشاركي "الذي وحد توجه الدولة
والجماعات الترابية وباقي الفاعلين والشركاء االجتماعيين لالنخراط الجماعي والمسؤول في جعل المنظومة الصحية الوطنية
".تستجيب ،على نحو أمثل ،لمختلف الت حديات بهدف ضمان إنجاح األوراش الكبرى التي انخرط فيها المغرب
كما سجل السيد آيت الطالب أن مشروع القانون اإلطار هو خطوة سترفع منسوب الثقة والمصداقية في المنظومة الوطنية
الصحية "التي تشهد اليوم ،رغم إكراهات الظرفية وأوجه القصور والن واقص التي اعترتها على مدى الس نوات الماضية،
دينامية كبيرة لتقوية قدراتها على التنظيم والصمود وبلوغ السيادة واألمن الصحيين ،واطرادا في البناء وتوخي واستحضار
".مبادئ حسن التدبير والحكامة الجيدة واستباق رهانات التعميم واالستدامة لورش الحماية االجتماعية ببالدنا
وخلص إلى القول إن هذا المسعى سيعود بالنفع على جميع المرتفقين الذين سيشملهم نظام التأمين اإلجباري عن المرض في
أفق نهاية ، 2022عبر توفير وتقريب الخدمات الصحية وأنسنتها والرفع من جودتها ،وكذلك على األطقم الصحية العاملة من
.خالل رد االعتبار إليها بصيانة مكتسباتها وتحسين أوضاعها المهنية واالجتماعية
ويرتكز مشروع هذا القانون-اإلطار ،الذي يروم وضع إطار قانوني لألهداف األساسية إلصالح المنظومة الصحية الوطنية
وإعادة هيكلتها ،على أربع دعامات أساسية تهم "إرساء حكامة جديدة" و "تثمين الموارد البشرية" ،وتأهيل العرض الصحي"و
"".رقمنة المنظومة الصحية
ومع 03غشت وأوضح وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ،الناطق الرسمي باسم الحكومة،
السيد السعيد أمزازي ،في بالغ تاله خالل لقاء صحافي عقب انعقاد مجلس الحكومة عبر تقنية المناظرة المرئية ،برئاسة السيد سعد
الدين العثماني ،أن وزير الصحة أبرز ،في عرض قدمه حول ورش ِإصالح المنظومة الصحية الوطنية وتأهيليها ،أن ذلك سيتم من
خالل إحداث هيئات التدبير والحكامة ،المتمثلة في الهيئة العليا للتقنين المندمج للصحة ،والوكاالت الجهوية للصحة ،والمجموعات
.الصحية الترابية
وأشار وزير الصحة إلى أن من أهم معالم المشروع أيضا تثمين الموارد البشرية من خالل رفع المعيقات التي يفرضها القانون رقم
131.13على مزاولة األطباء األجانب بالمغرب ،بسن قواعد جديدة تستند إلى مبدأ المساواة في المعاملة بين األطباء المغاربة
وزمالئهم األجانب ،مبرزا أنه سيؤذن للطبيب األجنبي بمزاولة مهنته وفق نفس الشروط المطبقة على نظرائه المغاربة وعلى
.األطباء األجانب الذين يمارسون المهنة حاليا في المغرب
وقال إن مشروع اإلصالح يهم كذلك تعزيز االستثمار األجنبي وجلب الخبرات والكفاءات الطبية األجنبية ،بما يضمن ،من جهة
تطوير البنية التحتية الصحية وتوفير تجهيزات بيوطبية بجودة عالية ،ومن جهة أخرى تحفيز الكفاءات الطبية المغربية المقيمة
بالخارج على العودة ألرض الوطن من أجل العمل به واالستقرار به بشكل دائم ،الفتا إلى أنه سيتم أيضا ،في نفس اإلطار ،إحداث
وظيفة عمومية صحية تهدف إلى تثمين الرأسمال البشري للقطاع الصحي العمومي o،ومالءمة تدبيره مع خصوصيات المهن
.الصحية
وأكد الوزير أن المشروع يستهدف أيضا تأهيل العرض الصحي ،من خالل تدعيم البعد الجهوي ،بأجرأة البرنامج الطبي الجهوي ،
.وإقرار إلزامية احترام مسلك العالجات ،مع العمل على تأهيل المؤسسات الصحية
ومن معالم المشروع ،يضيف السيد آيت الطالب ،إحداث نظام معلوماتي مندمج ،يسمح بجمع ومعالجة واستغالل كل المعلومات
األساسية الخاصة بالمنظومة الصحية بما فيها القطاع الخاص ،ويمكن من التتبع الدقيق للمريض وتحديد وتقييم مسار العالجات
.الخاص به ،وذلك باالعتماد على الملف الطبي المشترك مع تحسين نظام الفوترة بالمؤسسات االستشفائية
وأبرز وزير الصحة ،في بداية تقديمه للعرض ،اإلطار العام لورش إصالح المنظومة الصحية ،من خالل ثالث عناصر مرجعية؛
تتمثل في تنزيل التعليمات الملكية السامية الداعية إلى إعادة النظر ،بشكل جذري ،في المنظومة الوطنية للصحة ،وجعل النهوض
بقطاع الصحة من األوراش الحيوية الكبرى ،ومواكبة القانون-اإلطار رقم 09.21المتعلق بالحماية االجتماعية الذي نص على
.ضرورة إصالح المنظومة الصحية الوطنية وتأهيلها
وأضاف أن هذا اإلطار يشمل أيضا تشخيص أهم مظاهر محدودية المنظومة الصحية الحالية ،والمتمثلة باألساس في تعاقب
مجموعة من اإلصالحات دون إحداث تغيير حقيقي في القطاع والنقص الحاد في الموارد البشرية وغياب التوازن الجهوي في
توزيعها ،وعرض صحي غير متكافئ وال يستجيب لتطلعات المواطنين ،وضعف حكامة المنظومة الصحية في غياب استقاللية
.المؤسسات الصحية ،باإلضافة إلى محدودية تمويل القطاع
2022