Professional Documents
Culture Documents
الكتاب الأبيض ، من أجل حكامة جديدة لقطاع الصحة
الكتاب الأبيض ، من أجل حكامة جديدة لقطاع الصحة
2
الكتاب األبيض
: 2نحو التغطية ال�شاملة :قرب ،جودة و حماية مالية 23 .................................... املحور
الور�ش � : 4سيا�سة القرب و الولوج 26 .............................................................
الور�ش � : 5ضبط جودة العالجات وحماية امل�ستعملني28 .........................................
الور�ش : 6خف�ض ن�سبة الإنفاق املبا�رش على العالجات
وتو�سيع نطاق التغطية ب�آليات الت�ضامن30 .............................................
3
املناظرة الوطنية الثانية للصحة 2013
ما هي الدواعي إلصالح املنظومة الصحية باملغرب؟
وقد تم في إطار هذا التنظيم الجديد ،إحداث تم وضع «المنظومة الوطنية» للصحة وإعمالها
مديريات على المستوى المركزي خاصة تلك سنة 1959حيث أعلنت الندوة الوطنية األولى
المتعلقة بالمستشفيات ،وباألدوية ،وبالتنظيم حول الصحة ،التي انعقدت في شهر أبريل من
والمنازعات مع خلق بنية تهتم باقتصاديات نفس السنة تحت الرئاسة الفعلية للمغفور له
الصحة ،الشيء الذي يعكس ،من جهة ،مدى محمد الخامس ،عن المبادئ التي ترتكز عليها
االهتمام البين بإنتاج العالجات خصوصا «المنظومة الوطنية» للصحة خالل نصف قرن
على مستوى المستشفيات و من جهة ثانية، من الزمن« :صحة األم من مسؤولية الدولة،
التحكم في تمويل الصحة .كل هذه االهتمامات ويتعين على وزارة الصحة العمومية وضع
أطلقت دينامية جديدة لتطوير «المنظومة تصور لها وإنجازها.
الوطنية» للصحة ساعد على إطالق أوراش
تمت بلورت هذه المبادئ في إطار خمس
إصالح التغطية الصحية األساسية و إصالح
مخططات تنموية ،منحت فيها األولوية الكبرى
المستشفيات.
لتنظيم عرض العالجات ومحاربة األوبئة.
وموازاة مع هذه الدينامية ،تمت تجربة مجموعة وعليه ،أسس المغرب أولى كلياته الطبية
من المبادرات بغاية ال تمركز اختصاصات ومدارسه المهنية للتكوين في مجاالت التمريض
القطاعات على مستوى الجهات .وقد أفضت مع صياغة االستراتيجيات األولى للتغطية
هذه المبادرات إلى إحداث مديريات جهوية الصحية (المجموعات الصحية المتنقلة ،مصلحة
للصحة على الرغم من محدودية سلطتها. الوقاية القروية ،مصلحة الوقاية الحضرية،
ومصالح البنيات الصحية المتنقلة اإلقليمية).
أصبح الوضع الحالي يتسم اليوم بمفارقات ،إذ
بيد أن الميثاق الجماعي لسنة 1959منح
أن المؤشرات الصحية تبرز مدى نجاعة ضبط
مسؤولية تكاليف العالج للجماعات المحلية
الخصوبة واالتساع الكبير لشبكات العالجات
لكي تقتصر هذه المسؤولية في ميثاق 1976
وتراجع وفيات الرضع و األطفال من جهة ،و
على النظافة والتطهير.
من جهة أخرى تشهد على تواجد فوارق بينة
بين األوساط والجهات ،ونقص كبير في جودة وتبعا إلعالن «الما أتا» ،شكلت سنوات
العالجات و نقص مقلق في الموارد البشرية. الثمانينات والتسعينات مرحلة توسيع العالجات
األساسية وتطوير وإعمال البرامج الصحية.
كل هذا يقر بجدوى المجهودات المبذولة في
وانطالقا من ، 1990أضحت الحاجة إلى
مجال الصحة و بنجاعة بعض البرامج ،إال
إصالح بنيوي تفرض نفسها بإلحاح ،الشيء
أنه يسائل عن مدى مالئمة نموذج المنظومة
الذي تمت ترجمته أساسا باتخاذ اإلجراءات
الصحية الذي تم إقراره غداة االستقالل على
الرامية إلعادة تنظيم وزارة الصحة (.)1994
قدرته في رفع التحديات الراهنة والمستقبلية :
4
الكتاب األبيض
الموارد ،التغطية...إلخ .و األنظمة الصحية المغرب يتغير و يتعين على المنظومة الصحية
عبر العالم تواجه تحديات متشابهة منذ تحملها أن تتالءم مع محيطها.
مسؤولية حماية ساكنتها .
الــمــغـــرب يــتــغـــيـــر
وإذا كان حجم المشاكل الصحية يختلف من بلد
إلى آخر ،فإن طبيعتها ال تتغير .ففي مجموع تغير المغرب بشكل عميق خالل السنوات
دول المعمور هناك فوارق في الولوج إلى األخيرة ،مما ترتب عنه تحول جذري في
العالجات و في الموارد المخصصة لها .ويترجم المشهد الذي يعمل و يتفاعل في إطاره القطاع
هذا بشكل أو بآخر على نطاق واسع بنقص الصحي .والنداءات إلى اإلصالح ،جاءت بإيعاز
في العاملين في المستشفيات و بطول صفوف من التغييرات العميقة لمواصفات الحاجيات في
االنتظار للولوج إلى العالج و إلى التكنولوجية مجال الصحة ،ومن انتظارات الساكنة حيال
المتقدمة ،و بتدني قيمة الرعاية الصحية األولية. المنظومة الصحية ،وكذلك من العجز الظاهر
و الزالت النقاشات مستمرة حول الخوصصة لنموذج المنظومة القائمة .أفضت هذه التغييرات
و جودة العالجات و التكلفة و الولوج إلى إلى أن طريقة تنظيم القطاع ،و إن كانت
األدوية و إلى التكنولوجيا و العالجات الممنوحة فاعلة في المرحلة السابقة ،لم تعد مالئمة أمام
لألشخاص في وضعية هشاشة وبشكل عام، التحديات الراهنة والمستقبلية .ودستور 2011
حول قابلية القدرة على تمويل قطاع الصحة. الذي ينص على الحق في الولوج إلى العالجات
الصحية من بين الحقوق األساسية ،يعتبر ترجمة
وإذا كانت االختالالت التي تدفع إلى اإلصالح سياسية لضرورة تحديث قطاع الصحة في بيئة
متشابهة ،فان التوجهات الكبرى متشابهة هي تتصف بالتحول.
األخرى .وإصالح قطاع الصحة و الذي يطلق
عليه بشكل عام إصالح الصحة ،ينقسم -بالنسبة و بهذا يكون الدستور قد رسم ذروة للمنظومة
على األقل للدول الغنية والدول التي توجد في الوطنية للصحة للسنوات المقبلة .و هكذا انخرط
المرحلة االنتقالية -إلى ثالثة أجزاء كبرى: المغرب في حركية سياسية عميقة على غرار
األنظمة الصحية عبر العالم.
العنصراألول يتطرق إلى المحددات االجتماعية
للصحة والطريقة التي من خاللها يمكننا أن و ليس المغرب بمفرده الذي قرر إصالح
ننتظم لحماية الصحة وتجنب المرض .وهذا منظومته الصحية ،بل و آخرها الواليات
العنصر من اإلصالح يتجاوز حدود نظام المتحدة و الصين اللتين انخرطتا في مسار
العالجات ليشمل التغذية و البيئة و الظروف التغطية الشاملة للصحة ،بينما تستمر البرازيل
المعيشية والسكن. و تايالند وبشكل مكثف ودائم في االستثمار
المرتبط بالرعاية الصحية األولية وعالجات
العنصر الثاني من اإلصالح ،يتناول تنظيم القرب وذلك في إطار التوجه التدريجي نحو
العالجات الصحية :أي كل ما يتعلق بالعالجات التغطية الشاملة.
المتنقلة و بالمستشفيات و بالمصالح المتخصصة.
فالمكونات المشتركة لإلصالح ،على سبيل إن الترتيبات المؤسساتية لألنظمة الصحية
المثال في الواليات المتحدة أو في تايالند أوفي تختلف من بلد لآلخر .وهناك اختالفات مهمة
البرازيل ،تكمن في األهمية المعطاة للعالجات على مستوى شكل التمويل ،الالمركزية ،توافر
5
املناظرة الوطنية الثانية للصحة 2013
يقدر ب 27سنة خالل 50سنة مع فارق األولية -عالجات القرب -وللتغطية الشاملة.
يقدر ب 5إلى 6سنوات بين الوسط الحضري
والقروي. النقطة المشتركة بين عنصري اإلصالح،
الضرورية إلحراز تقدم ملموس ،تستلزم
وينطبق نفس الشيء على الخصوبة حيث ترسيخ توجه معين .ولتحقيق ذلك ،يستوجب
أنخفض المعدل الخام للمواليد من 31,4في على الدولة العمل بشكل مختلف عما دأبت عليه
األلف سنة 1987إلى 18,8في األلف سنة في الماضي« :ال ترك كل شيء ،وال إرادة فعل
. 2010كما عرف مؤشر الخصوبة اإلجمالي كل شيء».
تراجعا ملموسا منتقال من 4,5أطفال لكل امرأة
سنة 1987إلى 2,6سنة .2011 و يتعن أن يرتكز هذان العنصران على عنصر
ثالث ،أال وهو التغيير العميق لطريقة تدبير
وبخصوص معدل الوفيات الخام فقد سجل هو قطاع الصحة.
اآلخر انخفاضا ملحوظا منتقال من 19في
األلف سنة 1960إلى 5,6في األلف سنة الـــحـــاجـــيــــات الـــجـــديـــدة
( 2010المسح الوطني الديموغرافي المتعدد
تتميز الوضعية الصحية بالمغرب بانخفاض
المراحل .)2009-2010وعلى الرغم من هذا
مستويات الخصوبة والوفيات ،الشيء الذي
التراجع ،يبقى معدل الوفيات مرتفعا بالوسط
يعلن عن انتقال ديموغرافي ،وتحول في تركيبة
القروي( 7,2في األلف) بالمقارنة مع ما هو
المراضة :بروز األمراض المزمنة نتيجة
عليه بالوسط الحضري ( 4,4في األلف).
االنتقال الوبائي.
من جهة أخرى ،مازال داء السل (ما بين
لقد عرفت وفيات األطفال انخفاضا ملحوظا،
26000و 30000حالة جديدة كل سنة) يعتبر
حيث انتقلت وفيات األطفال دون السنة من 91
مشكل من مشاكل الصحة العامة كما هو شأن
في األلف سنة 1979إلى 37في األلف سنة
األمراض المتنقلة جنسيا /وداء فقدان المناعة
،1997لتصل حاليا إلى 28,8في األلف.
المكتسبة و التهاب السحايا و داء اللشمانيات
وخالل نفس الفترة ( ،)1997 – 1979انتقلت
(حيث تحتل اللشمانيا الجلدية طابعا وبائيا في
على التوالي وفيات األطفال من سنة إلى خمس
بعض المناطق) و التعفنات التنفسية الحادة و
سنوات من 52في األلف إلى 10في األلف
التسممات الغذائية الجماعية ،والتهاب الكبد
لتصل حاليا إلى 1,7في األلف.
الفيروسي .وعلى الرغم من ذلك ،انتقل المغرب
مند بضع سنوات من نموذج تقليدي كانت فيه أما مؤشر وفيات األمهات ،فقد انتقل من
األمراض السارية مهيمنة ،إلى وضع تتراجع 359لكل 100ألف والدة حية سنة 1970
فيه هذه األمراض بشكل تدريجي ،بموازاة مع إلى 227خالل نهاية التسعينات ،في حين
اتساع نطاق األمراض غير السارية. يقدر هذا المؤشر حاليا ب 112وفاة لكل
100ألف والدة حية.
كما أظهرت معطيات المسح الوطني حول
السكان و صحة األسرة المنجز سنة ،2011 أما أمل الحياة عند الوالدة (متوسط العمر
أن % 18,2من الساكنة المغربية وخاصة المرتقب) فقد انتقل من 47سنة في سنة 1962
الفئة المسنة ،مصابة على األقل بمرض مزمن إلى 74,8في سنة 2012مسجال بذلك مكسبا
6
الكتاب األبيض
إن االختيارات االستراتيجية يجب أن تتضمن في حين كانت هذه النسبة ال تتجاوز 13,8%
االهتمام بإتمام االنتقال الوبائي عن طريق سنة .2004و قبل 20سنة ،كان االهتمام
تدعيم المكتسبات في مجال الوقاية ومحاربة بإشكالية السرطان ضعيفا في حين تشخص
األمراض السارية ،وبمواجهة بروز تركيبة حاليا ما بين 30000و 54000حالة جديدة
جديدة للمراضة تغلب عليها األمراض المزمنة كل سنة .وتلعب الشيخوخة دورا كبيرا في إبراز
والسرطانات .إضافة إلى ذلك ،يتعين أخذ التمدن األمراض المزمنة.
السريع بعين االعتبار ،والذي سينتقل من 59%
سنة 2013إلى 62%سنة 2020ليصل إلى تمثل الساكنة المتراوحة أعمارها من 60سنة
65%سنة .2030كما أن الفوارق المجالية فما فوق سنة 2007ما يناهز % 8,1أي 2,2
«قروي – حضري» ستتسع والمشهد االجتماعي مليون نسمة ،في حين تقدر حاليا ب 3ماليين
و انتظارات الساكنة ستتغير هي األخرى. لتصل حسب االسقاطات إلى 4ماليين ()11%
سنة .2020وتمثل الوفيات بسبب األمراض
هذه االنتظارات تعني أيضا الوسط الذي تعيش غير السارية 75%من مجموع الحاالت
فيه الساكنة ،وصحتها رهينة بشكل كبير بعوامل المرضية ،تليها األمراض السارية وأمراض
أخرى غير تلك المرتبطة بالعالجات الصحية: األمومة وامراض الفترة المحيطة بالوالدة
جودة البيئة ،الفئات االجتماعية والعادات المترتبة و األمراض الناجمة عن التغذية (،)19%
عنها وكذا ازدهار البلد .كل هذه العوامل تصيب والحوادث و اإلصابات (.)6%
الميكانيزمات البيولوجية و النفسية والسلوكية
التي يتكيف من خاللها كل فرد بشكل دائم و يالحظ ثالثة ظواهر متزامنة:
وعبر الزمن مع بيئته .وتساهم أنظمة العالجات • منحى نحو االنخفاض ،إن لم يكن
في الوقاية أو معالجة مشاكل وقضايا صحة نحو االستئصال الكلي ،كحالة األمراض
األفراد -وبصيغة أخرى كل ما من شأنه أن المستهدفة بالتلقيح،
يؤدي إلى اضطراب قدراتهم الوظيفية -لكن
العمل على تحسين الصحة يتطلب تفاعال مع • ومنحى نحو االستقرار ،كحالة أمراض
المحددات االجتماعية للصحة (.)1 السل،
مكنت مجموعة من الدراسات الحديثة وخاصة • و منحى ثالث نحو بروز األمراض
برنامج «إنتظارات» الذي أطلقته وزارة المزمنة والسرطانات.
الصحة من حصر تطلعات و إحباطات السكان و يظهر من خالل المشهد الوبائي أن المغرب يواجه
والمهنيين تجاه المنظومة الصحية المغربية. ثقال مزدوجا للمراضة :ثقل األمراض الحادة وفي
غالبيتها أمراض سارية ،و ثقل األمراض المزمنة
وفي غالبيتها أمراض غير سارية.
-1اهتم المغرب بالعمل على تحسين المحددات اإلجتماعية للصحة .وثم اجراء تدابير للتقليص من الفوارق في الصحة .وثم تشكيل
لجنة وطنية تعمل على دراسة وتحليل هذه المحددات ،يجتمع داخلها مختلف الفاعلين الحكوميين والمجتمع المدني العاملين في القطاع
الصحي.
7
املناظرة الوطنية الثانية للصحة 2013
الذي يزداد حدة كلما ابتعدنا عن الوسط و يستمد هذا البرنامج مشروعيته من الدستور
الحضري .وإذا كانت ،التجهيزات الطبية و الجديد الذي ينص على إحداث هيئات للتشاور
األدوية ،تحتل مستوى نسبيا مرضي ،فإنها قصد إشراك مختلف الفاعلين االجتماعيين()2
تطرح أكثر من مشكل على مستوى الصيانة والسلطات العمومية في إعداد ،وإعمال وتقييم
و تنظيم المرافق و النظافة والتطهير و األمن السياسات العمومية .وقد ساهم في تسريع آليات
بالمراكز ضعيفة االستقبال. التشاور بين الحكومة والجهات االجتماعية
الفاعلة بمشاركة المواطنين والفاعلين
لقد أظهرت نتائج المقابالت مع المرتفقين مدى الجمعويين حول وضع وتنفيذ وتقييم السياسات
االكراهات التي تحول دون ولوج المراكز العامة ,في افق انعقاد المناظرة الوطنية للصحة،
الصحية :تكلفة التنقل و صعوبة إيجاد وسائل ولجمع مختلف االنتظارات تم اعتماد 4آليات:
التنقل بالمناطق المعزولة (و أحيانا بالمناطق الجلسات اإلذاعية ،جلسات االستماع العمومية،
الحضرية) و مصاريف مرتبطة بإقامة و تغذية شبكات التواصل االجتماعية وتحليل مضامين
المرافقين ومصاريف خاصة مرتبطة بالتكلفة المقاالت الصحفية .وإذ أكدت مختلف هذه
الطبية (التحاليل المخبرية ،األدوية إلخ .)...كما اآلليات على تقدير المجهودات التي يقوم بها
تواجههم عوائق جديدة مرتبطة باالستقبال والتي العاملون بوزارة الصحة ،فهناك سلسلة من
تؤدي إلى إطالة مدة االنتظار قبل التكفل .وهنا المطالب و اإلحباطات و التي تتمحور حول
تجدر اإلشارة إلى أن الرشوة والمحسوبية تشكل ثالثة مجاالت أساسية:
عوامل تستغل لتسهيل الولوج إلى الخدمات .إن
الهدف المعلن عليه من لدن المقبلين على العالج • النقص في الموارد البشرية والمادية ،
هو الوصول إلى الطبيب أو األفضل الوصول
إلى الطبيب المختص .يعتبر طبيب الطب العام • مشاكل الولوج المجالي والمالي إلى
بالقطاع الخاص بديال يتم اللجوء إليه خاصة الخدمات ،وظواهر الفساد المرتبطة بذلك،
بالوسط القروي. • جودة الخدمات ونظافة المرافق الصحية
ومن بين العوائق التي تحول دون الولوج إلى والقضايا المرتبطة باألمن بداخلها.
األدوية ،تظل التكلفة و التوافر وسلوك بعض هذه المعاينات تم تأكيدها وتوضيحها بشكل
مقدمي العالجات بالمراكز الصحية األكثر دقيق من خالل بيانات المسوح( )3حول
انتشارا .و نظرا لغياب بعض األدوية بالمراكز االكراهات المرتبطة بالولوج إلى العالجات
الصحية وأمام أثمنتها المكلفة بالصيدليات و األدوية ،والمنجزة سنة 2011في أوساط
الخاصة ،يضطر بعد المرضى إلى انتقاء مستعملي منظومة العالج بكل من عمالة سال و
األدوية الموصوفة لحالتهم والتفاوض عن إقليم أزيالل وإقليم فكيك .وتؤكد هذه الدراسات
طريق االرتشاء كإمكانية للحصول على الدواء. مدى المخاوف المرتبطة بالنقص المزمن في
الموارد البشرية بالمراكز الصحية العمومية
-2المواطنون و المواطنات يعملون من أجل حقوق االنسان ،الصحة و التنمية ،األكاديميون ،الباحثون ،الخبراء ،الهيئات المهنية و
النقابات المهنية للصحة للقطاعين العام و الخاص.
-3المرصد الوطني للتنمية البشرية :2011فوارق الولوج إلى العالجات في المغرب .دراسة حالة .المغرب
8
الكتاب األبيض
عبروا عن عدم نجاعة مختلف اإلصالحات وتظهر دراسة حديثة حول انتظارات أطباء
السابقة واستمرار نموذج غير مالئم لتكوين الطب العام بالقطاعين الخاص والعام ،أن
األطباء العامين .و حسب األطباء الشباب ،فإن مختلف الفاعلين متفقون على عدم مالئمة
وظيفة الطب العام تكمن أساسا في انتقاء و توجيه التكوين للممارسة المهنية وعلى كونه ال
المرضى نحو األطباء المختصين ويعتبرونها يستجيب إلى حاجيات الساكنة .وتشكل إرادة
اختيار اضطراري باإلضافة إلى معاناتهم نتيجة تغيير ومالئمة المناهج التكوينية للطب العام
العزلة بالمناطق البعيدة و الظروف الصعبة التي أولوية تحظى بإجماع مختلف الفاعلين الذين
يمارسون في ظلها.
اإلطار :1
«االستشارة لما بعد - 2015المغاربة يعبرون عن المستقبل الذي نطمح إليه.
الولوج إلى الخدمات الصحية الجيدة رهان أساسي».
النص أسفله مقتطف من تقرير خالصات المشاورات الذي أنجزه المنسق المقيم لألمم المتحدة بالمغرب والذي يلخص
إنتظارات المغاربة في مجال الصحة:
لقد أظهرت المشاورات ان الولوج الشامل إلى الخدمات الصحية الجيدة رهان أساسي بالنسبة للمغاربة وان هذا
المفهوم يشمل تعميم العرض و التوسيع الجغرافي و تنمية القرب للمقبلين على العالج بالمناطق المعزولة ( تحسين
قرب المختبرات الطبية ،خلق كليات الطب و الصيدلة و المعاهد العلمية).
إن حاجيات القرب تتمثل كذلك في االنتظارات المتعلقة باستهداف الساكنة ذات الحاجيات الخاصة :ويتعلق األمر هنا
بوضع سياسات صحية مالئمة الفئات الهشة ( المسنون ،األشخاص حاملي لفيروس فقدان المناعة ،األشخاص دوي
االحتياجات الخاصة) .
يتوق المغاربة إلى تغطية طبية شاملة ومجانية في حين يتطلع بعضهم إلى نهاية االحتكار في مجال صناعة األدوية.
وقد أوصى المشاركون في المشاورات بالزيادة في ميزانية القطاع ،واالهتمام بتقليص وفيات األطفال و األمهات
و بإنتاج األدوية الجنسية ،والتربية و التحسيس بالسيدا ،و التكوين الجيد للعاملين بالقطاع.
9
املناظرة الوطنية الثانية للصحة 2013
نقص الموارد البشرية .يعتبر النقص في مــنـظـومـة الـعـالجـــات لــم تــعــد مالئـمــة
الموارد البشرية من بين السلبيات التي تطبع للـــو�ضـع الـــراهــن
المنظومة الصحية الوطنية على الرغم من قدم
هذه اإلشكالية و التحسن المتواضع الذي حظيت بنيات تحتية مدعمة و غير مستغلة بشكل
به .حيث أن كثافة أطباء القطاع العام والخاص كافي :خالل 30سنة الفارطة تطورت شبكة
انتقلت من 0,43لكل 1000نسمة سنة العالجات الصحية بالمغرب بشكل قوي .حيث
1999إلى 0,62سنة ،2012كما أن كثافة كانت تتوفر سنة 1960على 394مؤسسة
األطر التمريضية تقدر ما بين 0,89و0,97 عمومية للعالجات األساسية في حين وصل
لكل 1000ساكنة .ومنذ سنة 2004بدأ عدد عددها حاليا 2600وحدة ،منتقلة من 0,58
األطباء يتزايد سنويا ب 4,7%و الممرضين مؤسسة لكل 10000نسمة سنة (1980أي
ب 1,9%في السنة .وهكذا يتضح أن معدل مؤسسة لكل 17000نسمة) إلى 0,83مؤسسة
الزيادة المسجلة يبقى غير كافي رغم األهداف لكل 10000نسمة حاليا (أي مؤسسة لكل
الطموحة المحددة من طرف الحكومة للزيادة 12000نسمة) .وعلى الرغم من بطء التطور
في عدد األطباء. الذي عرفته الشبكة االستشفائية ،فقد وصل عدد
المتشفيات العمومية حاليا إلى 144مستشفى
هذا فضال على أن 40%من األطباء االخصائيين تقدر طاقتها اإليوائية بأكثر من 22000سريرا
يشتغلون حصريا بالقطاع الخاص في األوساط و 373مصحة خاصة موفرة 10300سريرا.
الحضرية ،في حين يشتغل أغلب الباقون في وعلى الرغم من هذه المجهودات ،فإن 20%من
القطاع العام بشكل مزدوج بالقطاعين الخاص الساكنة توجد على بعد 10كلم من اقرب مؤسسة
والعام على الرغم من التعارض مع القانون صحية .ومؤشرات التوافر واستعمال الخدمات
ومعاناة الوزارة الحتواء المشكلة. تبقى لصالح الوسط الحضري بشكل بارز.
وعلى مستوى تكوين الممرضين والتقنيين، يبقى معدل استعمال الخدمات العالجية ضعيفا
يتوفر المغرب على 23مؤسسة عمومية تعمل إذ لم يتجاوز سنويا 0,6حالة جديدة لكل فرد.
تحث إشراف وزارة الصحة وتوفر سنويا ما وفي نفس اإلطار ،تبرز المعطيات االستشفائية،
يناهز 1400حامل شهادة في التمريض أن معدل االستشفاء لم يتجاوز 5%الشيء
والتقنيات المرتبطة بالصحة .كما توجد كذلك الذي يؤكد االستعمال الضعيف نسبيا للمؤسسات
مجموعة من المدارس الخاصة أنشئت مؤخرا الصحية بالمغرب ( .)4ويرجع تدني االستعمال
لتكوين الممرضين والتقنيين لكن وزارة الصحة بشكل كبير إلى إشكالية الموارد البشرية واألدوية
ال تتوفر على معطيات حول المعايير المتبعة، وعدم مالئمة العرض الصحي والطلبات الحالية
وعدد حاملي شواهد هذه المدارس .كما أن فتح أي ما يتعلق باألمراض المزمنة.
مناصب الشغل بالقطاع العام ،وتمكين خريجي
-4ميوجد في حاليا 5كليات للطب (فاس ،البيضاء الرباط مراكش وجدة) تنتمي جميعها إلى القطاع العام وتنتج 1300طبيبا كل
سنة .و قد حددت الحكومة لهدف الزيادة في تكوين األطباء وصوال إلى 3300طبيب سنويا في أفق سنة .2020الشيء الذي سيتم
بمضاعفة عدد الطلب بالكليات المتواجدة ( عدا ما حدث في الرباط) و عن طريق فتح كليات أخرى
10
الكتاب األبيض
تقدر ب ( 12,2%من 57,5دوالر إلى 181 مدارس القطاع الخاص من اجتياز المباراة،
و المغرب يخصص نسبة متزايدة دوالر). خلق جوا من التوتر لدى العاملين بالقطاع العام.
من الناتج الداخلي الخام للصحة قدر في 6,2%
سنة .2010 إن نقص الموارد البشرية قد تمت اإلشارة إليه
من طرف المسؤولين المغاربة كأحد التحديات
إن قطاع الصحة ال يعبئ حاليا سوى 7,6% الكبرى للنظام الصحي ويتجلى ذلك في :النقص
من مجموع النفقات العمومية والتي ستبقى بعيدة في أعداد العاملين و الشيخوخة و التوزيع حسب
عن 15%كنسبة اعتمدها إعالن «أبوجا» مصالح الموظفين بدل حاجيات الساكنة ،وإن
وحدد 2015كسقف لتحقيقها .إن نسبة كبيرة توفرت الموارد البشرية ،فإن مشكلة مالءمتها
تفوق نصف النفقات الصحية الوطنية ،تأتي عن مع الحاجيات تبقى مطروحة .وإذا كان
طريق المساهمات المباشرة لألسر (53,3% التكوين غير مالئم مع قضايا ومشاكل الساكنة
سنة .)2009سيزيد ارتفاع نسبة األداءات المطروحة مند العشرين سنة الفارطة فإنه
المباشرة من حدة الفوارق و يعرض األسر إلى أضحى اليوم أقل مالءمة خاصة أمام التغير
التفقير ومخاطر اإلصابة بأزمات مالية. السريع لمواصفات الحاجيات والطلب.
إلى حد اآلن ،ال يتوفر المغرب على دراسات غالء األدوية باإلضافة إلى العجز في الموارد
حقيقية حول أثار هذا النمط لتمويل العالجات، البشرية ،وتدني نسبة استعمال المصالح
ليس فقط على ميزانيات األسر ،وإنما على الصحية ،هناك مشكل آخر يتعلق باألدوية .إن
مستوى التحفيزات السلبية غير المنتظرة أثمنة األدوية بالمغرب تضاعفت مرتين أو ثالثة
واالختالالت في تقديم الخدمات. مما هو عليه بالدول المجاورة .الشيء الذي
يرجع أساسا إلى تجزئة التموين من األدوية و
فمن المؤكد أن تعويض االداءات المباشرة غياب المنافسة من خالل األدوية الجنيسة الجيدة
( 53,3%سنة )2009بالنفقات العمومية عن التي ال يتعدى توافرها .30%و تمثل مصاريف
طريق الموارد الجبائية ( 25%سنة )2009أو الصيدلية 32%من مجموع مصاريف الصحة،
باألداء المسبق و التضامن عبر تقاسم األخطار الشيء الذي ال ينسجم مع مستوى التنمية للبلد.
( 22%سنة ،)2009يشكل أحد التحديات كما أن التوزيع العمومي والمبيعات الخاصة
الكبرى بالنسبة لقطاع الصحة .إن نسبة مساهمة من األدوية تتسم بسوء التدبير( أعداد كبيرة من
التامين اإلجباري على المرض ونظام المساعدة الصيادلة ،إضافة إلى المبيعات المباشرة من لدن
الطبية للمعوزين الذي يتزايد بشكل مطلق العيادات الخاصة و األطباء).
وتناسبي ال توفران إال تغطية محدودة تسير
في اتجاه تغطية ثلثي الساكنة .و من السابق الـتـمويـل ما زال رهـيـنـا بالأداء الــمـبـا�شـر.
ألوانه ،القول إلى أي مدى سيمكن هذا النهج
من معالجة المشاكل العميقة للنظام الصحي – تزايدت النفقات المالية المخصصة للصحة
الفوارق و الموارد البشرية و األدوية و المخاطر بالمغرب بشكل تدريجي ،حيث انتقلت قيمة
و االختالالت المترتبة عن األداءات المباشرة- النفقات اإل جمالية على الصحة من 18,9مليار
لكن من المؤكد ،أنها فرصة سانحة للمستقبل. درهم ( 1,7مليار دوالر) سنة 2001إلى
47,8مليار درهم ( 5,8مليار دوالر) سنة
2010أي بزيادة سنوية متوسطة لكل مواطن
11
املناظرة الوطنية الثانية للصحة 2013
يوضح الفصل 31من الدستور الحالي أن الـمعـطــى الـجـديـد :د�ستور 2011
«الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات
الترابية ،تعمل على تعبئة كل الوسائل المتاحة، بعد إصدار دستور ،2011ال يمكن لقطاع
لتيسير أسباب استفادة المواطنين والمواطنات، الصحة ان يبقى على ما هو عليه.
على قدم المساواة ،من الحق في :العالج القانون 00-65الصادر سنة 2002المتعلق
والعناية الصحية ،والحماية االجتماعية والتغطية بمدونة التغطية الصحية األساسية يؤكد في
الصحية ،والتضامن التعاضدي أو المنظم من ديباجته....« :تفرض حماية الصحة على الدولة
لدن الدولة ......،الحصول على الماء والعيش التزاما بتوفير الخدمات الصحية الوقائية مجانا
في بيئة سليمة و التنمية المستدامة». لفائدة جميع المواطنين أفرادا و جماعات،
كما ينص الفصل 34على أن « السلطات باإلضافة إلى سهرها على تنظيم مجال تقديم
العمومية تقوم بوضع وتفعيل سياسات موجهة خدمات طبية نوعية موزعة توزيعا متكافئا
إلى األشخاص والفئات من ذوي االحتياجات في سائر أرجاء التراب الوطني وضمان
الخاصة .ولهذا الغرض ،تسهر خصوصا االستفادة من هذه الخدمات لفائدة جميع
على ما يلي -:معالجة األوضاع الهشة لفئات الشرائح االجتماعية عن طريق التكفل الجماعي
من النساء واألمهات ،ولألطفال واألشخاص والتضامني بالنفقات الصحية ......لبلورة هذا
المسنين والوقاية منها ; -إعادة تأهيل األشخاص االلتزام الذي يكرس مبدأ الحق في الصحة».
الذين يعانون من إعاقة جسدية ،أو حسية حركية، بعد تسعة سنوات ،في 2011صدر القانون
أو عقلية ،وإدماجهم في الحياة االجتماعية اإلطار رقم 09-34المتعلق بالمنظومة
والمدنية ،وتيسير تمتعهم بالحقوق والحريات الصحية وعرض العالجات ،وحدد بشكل خاص
المعترف بها للجميع». المبادئ ،ومسؤوليات الدولة ،و حقوق وواجبات
ومن جهة أخرى ،الفصل ،71يؤكد على المنتفعين والمواطنين .كما ترجم هذه المبادئ
اختصاص القانون بالتشريع في الميادين بكون الدولة مسؤولة عن عرض العالجات من
التالية» مبادئ وقواعد المنظومة الصحية و حيث المخطط الجهوي لعرض العالجات.
عالقة الشغل و الضمان االجتماعي و حوادث لكن االعتراف األسمى بالحق في الصحة يرجع
الشغل و األمراض المهنية ،إحداث المؤسسات إلى دستور 2011الذي يمنح أفاقا واعدة
العمومية وكل شخص اعتباري من أشخاص حول مسؤولية الدولة في هذا المجال .حيث أكد
القانون العام» .بينما الفصل 154ينص على الحق األساسي في الحياة (الفصل )20
على أن «يتم تنظيم المرافق العمومية على و الحق في السالمة (الفصل )21والسالمة
أساس المساواة بين المواطنات والمواطنين الجسدية و المعنوية لألشخاص (الفصل )22
في الولوج إليها ،واإلنصاف في تغطية التراب و توفير الحماية القانونية لألسرة (الفصل ،)32
الوطني ،واالستمرارية في أداء الخدمات»: ومنح السلطات العمومية اتخاذ التدابير المالئمة
«تخضع المرافق العمومية لمعايير الجودة لمساعدة الشباب على االندماج في الحياة
والشفافية والمحاسبة والمسؤولية ،وتخضع في النشيطة ( الفصل ،)33ومعالجة الهشاشة
تسييرها للمبادئ والقيم الديمقراطية التي أقرها والوقاية منها (الفصل .)34
الدستور» .أما الفصل 156فإنه ينص على أن
12
الكتاب األبيض
ومبادرة من السلطات العمومية في الميادين «تتلقى المرافق العمومية مالحظات مرتفقيها،
االجتماعية واالقتصادية :القانون 00-65 واقتراحاتهم وتظلماتهم ،وتؤمن تتبعها»« .تقدم
الصادر سنة 2002المتعلق بمدونة التغطية المرافق العمومية الحساب عن تدبيرها لألموال
الصحية األساسية ،المبادرة الوطنية للتنمية العمومية ،طبقا للقوانين الجاري بها العمل،
البشرية التي انطلقت سنة ،2005القانون وتخضع في هذا الشأن للمراقبة والتقييم».
اإلطار رقم 09-34المتعلق بالمنظومة الصحية وبحسب الفصل« ،157يحدد ميثاق للمرافق
وعرض العالجات لسنة 2011و سنة ،2013 العمومية قواعد الحكامة الجيدة المتعلقة بتسيير
تبعا للدستور الجديد ،تعميم التغطية الصحية اإلدارات العمومية والجهات والجماعات
األساسية و المساعدة الطبية . الترابية واألجهزة العمومية».
أن نجعل من االعتراف بالحق في الصحة واقعا لذا ،يعترف الدستور بشكل بين وواضح بالحق
يوميا لدى كل السكان بالمغرب ،هو موضوع في الولوج إلى العالجات الصحية وبشكل غير
اإلصالح المطروح اليوم للنقاش .فاألمر يتعلق مباشر الحق في الصحة .كما انه من خالل بنود
برهان كبير إذ تعد القابلية لإلصالح العميق أخرى يؤثر على مجموعة واسعة من المحددات
لقطاع الصحة اختبارا للديموقراطية و التضامن. الصحية .و كما أنه يوفر ورقة طريق حول
األسلوب الذي ستدبر به المصالح الصحية:
يعرض الجزء الموالي من هذا الكتاب األبيض اإلنصاف ،المحاسبة ،الشفافية ،اإلصغاء:
المحاور الكبرى التي يتمحور حولها إصالح المصالح في خدمة المواطن
منظومة الصحة .و يمكن لهذه المسالك أن تساعد
على الحوار العميق والمنظم مع األطراف االعتراف بالحق في الصحة لجميع المغاربة،
المعنية للحصول على الدعم الضروري يعتبر نتيجة منطقية لمطالب المواطنين
للتغييرات المزمع إعمالها. المرتبطة بالسياق الجهوي ،ويدخل اآلن في
استمرارية عدد كبير من اإلصالحات بإيعاز
13
املناظرة الوطنية الثانية للصحة 2013
أية آفاق إلصالح املنظومة الصحية؟
ولضمان النجاح ،يجب تملك إرادة التغيير يرمي هذا اإلصالح الجديد إلى االستجابة بشكل
وتحديث قطاع الصحة من قبل الفاعلين في متوازن لمختلف المتطلبات:
المنظومة الصحية ،وأن يكون ذلك موضوع
توافق اجتماعي بغاية إقناع مقاومة التغيير • تركيز العالجات حول قضايا و انتظارات
وتدبير المصالح المتضاربة للمتدخلين .إن السكان ومحاربة اإلقصاء ،واالرتقاء
اإلصالحات المقترحة ترتكز على ثالثة محاور بالصحة،
كبرى لها صدى لدى حركات اإلصالح بأغلب • االستباقية في اإلجابة للتحديات المطروحة
البلدان سواء الغنية أو متوسطة الدخل: نتيجة التحوالت المجتمعية بالمغرب،
• ضمان حماية السكان :التصدي للمخاطر • بناء منظومة دائمة وناجعة.
الحديثة و القديمة المهددة لصحة السكان عن
طريق اعتماد سياسة طوعية حول محددات في قلب هذا اإلصالح ،تكمن إرادة إعمال الحق
الصحة، في الولوج إلى العالجات و الصحة لجميع
المغاربة آخذين بعين االعتبار مجموع محددات
• المضي قدما نحو التغطية الشاملة :ضمان الصحة مع بناء منظومة صحية جيدة و فعالة،
ولوج الجميع إلى عالجات القرب و إعادة قادرة على ضمان استمرارية التغيير المتوقع.
تنظيم التضامن برفع الحواجز المالية
للولوج وتجنيب األسر مصاريف كارثية و يلخص اإلطار رقم 2أهم خصائص منظومة
لتمكينها من العالج، صحية جيدة وخصوصا منظومة العالجات.،
• تدبير المنظومة الصحية برمتها (قطاع و الدستور الجديد ،يمنح فرصة جديدة إلعداد
خاص وعام ،نظامي وغير نظامي): المنظومة الصحية المستقبلية .ويتعين على
االنتقال من مبنية تمركز القرار و المراقبة اإلصالح الجديد تحقيق التالحم وتطوير
إلى منظومة مبنية على الضبط و التفاوض. السياسة الجهوية .الشيء الذي يستوجب قفزة
الشيء الذي يفضي إلى االنتقال من التركيز جديدة لتنظيم خدمات القرب و مساهمة السكان
اإلداري المفرط إلى اعتماد التحفيزات مع التخفيف من التمركز في اتخاذ القرار.
واإلشراك والشفافية.
14
الكتاب األبيض
اإلطار : 2
إلى أين يتجه اإلصالح ؟ خصوصيات منظومة جيدة للصحة بالمغرب
لتحقيق ذلك ،يتعين على المنظومة الصحية الجيدة امتالك القدرة على :
• ضمان تغطية شاملة ،أي الولوج الشامل للعالج الجيد مع حماية مالية للمنتفعين
• االعتناء بصحة السكان ،مع االشتغال على المحددات االجتماعية للصحة و حماية األفراد والجماعات من كل ما
من شأنه أن يهدد الصحة،
• استباق المخاطر المهددة للصحة وتدبير األزمات،
• التفاعل مع أولويات الصحة ،بمجموعة من التدخالت و األنشطة الوقائية و العالجية المالئمة و الهادفة إلى االرتقاء
بالصحة و إنعاش الصحة،
وتشمل هذه المنظومة الصحية ،منظومة عالجات منظمة وناجعة األداء هدفها اإلنسان:
• تمكن الكل من ولوج مؤسسات القرب،
• ملمة بالساكنة التي من أجلها تتحمل المسؤولية،
• يعرفها الناس وتحظى بثقتهم،
• قادرة على حل المشاكل وتوجيه المرضى نحو المصالح المختصة كلما دعت الحاجة إلى ذلك،
• ضامنة لالستمرارية وشمولية العالج،
• موفرة للعالجات المندمجة والفاعلة دون تعريض المريض ألخطار،
تتكون هذه المنظومة من شبكات مصالح ( مصالح القرب و المستشفيات و مصالح الوقاية ومصالح مختصة إلخ:)...
• تحدد روابط فعلية و واضحة ،و شفافة فيما بينها،
• تضطلع بالمسؤولية الجماعية لصحة ساكنة محددة،
• تضع ميكانيزمات مالئمة وتشاركية للمحاسبة على األداء،
المنظومة الصحية الجيدة رهينة بكيفية تنظيم وتدبير التمويل و المعلومة ،والموارد البشرية
على أن يكون:
• التمويل و كيفية األداء منظمين بشكل يساعد على تقوية التوجه نحو التغطية الشاملة:
• لضمان مستوى كاف من التمويل،
• لالرتكاز على االداء القبلي وتقاسم األخطار للقضاء على الحواجز التي تعوق الولوج وتضمن الحماية المالية ضد
المصاريف الكارثية،
15
املناظرة الوطنية الثانية للصحة 2013
• إليجاد التوازن بين التوسيع التدريجي لرزمة الخدمات المقدمة و التوسيع التدريجي للساكنة المغطاة ،والتقليص
التدريجي لألداء المباشر لألسر،
• نظام االعالم والمعرفة منظم بشكل شفاف يسمح بتوفير وتقاسم المعلومات الشفافة المتعلقة بأداء المنظومة وبالضبط
المعطيات المهمة واإلستراتيجية حول:
• مناحي تطور النتائج المرتبطة بالصحة،
• مناحي تطور الخدمات المقدمة و جودتها وإنتاجيتها،
• مناحي تطور االستعماالت وتوافر الموارد،
• منحى تطور الحاجيات و االنتظارات،
• جودة المجاالت الحياتية للعمل،
• تمثالت الساكنة المستعملة و العاملين في مجال الصحة ،حول أداء المنظومة الصحية ،
• نظام موارد بشرية يسير بشكل يسمح ب :
• تكوين و توزيع و الحفاظ على قوة عاملة كافية لالستجابة للحاجيات على المستوى المجالي،
• ضمان حصول المهنيين على االدوية و التكنولوجية الضرورية لتلبية الحاجيات الصحية للسكان،
• التأكد من أن كفاءات المهنيين ،تمكن من توفير العالجات الجيدة واالعتناء الفعال بمحددات الصحة،
• التأقلم مع التغييرات التي تفرضها تنمية البالد.
حاجيات الساكنة التي أصبحت أكثر مطالبة املحور 1-.الإ�شتغال على املحددات
للحماية الصحية. االجتماعية لل�صحة ،وحماية ال�سكان من
و االشتغال على المحددات االجتماعية للصحة املخاطر املهددة ل�صحتهم وتعزيز كل ما من
رهين باإلقبال على فتح ثالثة أوراش : �ش�أنه �أن ميكن من االرتقاء بها.
• إعادة النظر في مجموع السياسات و األعمال يتعين على المغرب الذي يوجد في مرحلة
التقنية المهمة للتأثير على المحددات االجتماعية االنتقال مواجهة العوامل «القديمة» و»الحديثة»
للصحة اعتمادا على « الوظائف األساسية المحددة لصحة األفراد والجماعات .علما أنه
للصحة العامة»، كلما تقدم البلد تزداد حاجاته في مجال الوقاية
• تعبئة مجموع القطاعات ذات الصلة إليالء و التأهيل الصحي.
الصحة مكانة في قراراتها. إن ضرورة تعزيز االشتغال على المحددات
• تقوية تدخالت القرب في حقل الصحة االجتماعية للصحة يفضي ال محالة إلى تزايد
ومساهمة السكان لمواجهة المشاكل المرتبطة في الضغوطات المالية والتنظيمية .والطريقة
بحياة الجماعات وصحتها. الوحيدة لمواجهتها تكمن في الرفع من مرونة
المنظومة الصحية و قدرتها على تكييف
الور�ش 1-.تعزيز «الوظائف الأ�سا�سية لل�صحة تدخالتها حسب التنوع الجغرافي و الوبائي و
العامة» االجتماعي .و توفر الجهوية المتقدمة إطارا
سانحا لهذه المالءمة( .أنظر اإلطار .)4
االستدالل المنطقي :
فالمغرب مطالب من جهة بمضاعفة الجهود
من المفروض على البنيات الصحية بالقطاعين التي تستهدف محددات الصحة لتحقيق نتائج
الخاص والعام ،أن تمتلك القدرة و اإلرادة للقيام فعالة و ناجعة ،و من جهة باالستجابة إلى
16
الكتاب األبيض
لقد حقق المغرب في بعض المجاالت ،نجاحات بدور أساسي للتأثير على مجموعة القضايا ذات
باهرة و خاصة ضبط الخصوبة و محاربة الرماد الصحة بالصحة العامة :مراقبة األمراض
الحبيبي و المالريا و البلهارسيا .إال أنه سجل السارية و التكفل باإلعالة و األمراض المرتبطة
في ميادين أخرى نقائص مهمة ترجع باألساس بكبر السن و السمنة والوقاية من السرطان
إلى تشتت المسؤولية و ضعف التنسيق .هذه و حماية البيئة و الصحة العقلية والنفسية و
الوضعية ،تضعف بشكل كبير قدرة تدخالت األمراض المزمنة ......إلخ .إن التكفل بهذه
السلطات الصحية لحماية الصحة. المشاكل يستلزم ضمان مجموعة من الوظائف
األساسية للصحة العامة .
يجب خلق الشروط المؤسساتية لتمكين وزارة
الصحة من توسيع األنشطة المتوافرة مع تغطية أكيد أن وزارة الصحة هي المسؤولة في
مجموع الوظائف .وفي مجال التنسيق بين الحكومة بضمان إنجاز هده الوظائف ،إال أن
وزارة الصحة والقطاعات األخرى ،يتضح أن إعمالها يمكن أن يعهد إلى هياكل هذه الوزارة
بعض األنشطة تتقاسمها الوزارة مع مجموعة نفسها ،أو إلى وزارات أخرى ،أو مؤسسات
من القطاعات .بعضها مشتركة مع الجماعات شبه عمومية ،أو أكاديمية أو الجماعات الترابية
الترابية عبر المكاتب الصحية ،و مع وزارة أوالمجتمع المدني .
التعليم في مجال الصحة المدرسية والجامعية و
مع وزارة الفالحة والجماعات الترابية .و فرص ما العمل ؟
التعاون هذه ،تمكن من الحصول على نتائج جيدة فضال عن وظيفة الدولة في التنظيم ،وضبط
و سريعة التحقيق و ملموسة .لذا يتعين استثمار تقديم العالجات ،فإن الالئحة أسفله تلخص
التجربة المكتسبة وتوسيعها إلى مجاالت أخرى الوظائف األساسية التي يتعين على المنظومة
مع اقتراح مقاربات خالقة. الصحية تحقيقها وهي ال تتحملها اآلن إال بشكل
الشروط المؤسساتية التي يتعين وضعها حيز جزئي و أحيانا تكون متدنية األداء :
التنفيذ. • الوقاية و الترصد و مراقبة األمراض
جرت العادة في مجموعة من البلدان على أن السارية وغير السارية،
تكون المدارس الوطنية للصحة العمومية هي • ترصد واقع الصحة،
المصدر األساسي والمستقل لتوفير الكفاءات • االرتقاء بالصحة،
التقنية للقيام بالوظائف الكبرى للصحة ووضع • الصحة في الشغل،
سياسات الصحة العامة .بعض المؤسسات قادرة • حماية البيئة،
على تحقيق نجاحات باهرة كما هو الشأن بالنسبة • التشريع و التنظيم ،
ل Fiocrusبالبرازيل و Kansanterveys • التخطيط و التدبير،
بفيالندا و المؤسسة الوطنية للصحة العامة بكبيك • الخدمات النوعية للصحة المدرسية و
بكندا و مركز التحكم في األمراض CDC اإلغاثة في حالة الطوارئ و مختبرات
بالواليات المتحدة األمريكية .و اليوم أصبحت الصحة العامة،
و بشكل مسترسل ،طاقات هذه المؤسسات غير • صحة الساكنة التي توجد في وضعية
كافية أمام الطلب المتزايد للسياسات العامة. الهشاشة و الساكنة األكثر عرضة للمخاطر.
و في غالب األحيان تظل مهامها موزعة،
17
املناظرة الوطنية الثانية للصحة 2013
والمدرسة الوطنية للصحة العمومية (المعهد وإمكانيات التمويل ضئيلة ،ومواردها متفرقة
الوطني لإلدارة الصحية سابقا) و مدارس و بالتالي تصبح غير قادرة على تـأسيس كتلة
مهن التمريض و تقنيات الصحة بتكوين نوعية من كفاءات متنوعة و متخصصة ،مما
الموارد البشرية الالزمة .وقد كان خريجو يدفعها إلى التخلي عن بعض المهام التي تعود
هذه المؤسسات يشكلون أقلية من مهنيي إليها أو إهمالها.
الصحة ،كما كان تكوينها يركز أساسا على
محاربة األمراض واألوبئة التقليدية .و وفي مجموعة من الدول ،أصبح هذا المشهد
يتعين على وزارة الصحة إعطاء دفعة قوية المؤسساتي يتغير ،حيث نجد عددا كبيرا من
لبرنامج جديد في هذا المجال مع ضمان مراكز الكفاءات في غالب األحيان متخصصة
ضبطه. يتزايد باإلضافة إلى تنوع األشكال المؤسساتية
التقليدية للصحة العامة والتوجه نحو العمل في
• ربط أواصل التعاون بين الدول لتوسيع إطار شبكات مكونة من مجموعة من مراكز
مجال الخبرة باللجوء إليها كلما دعت البحث والمؤسسات ،والجامعات ،ومجموعات
الحاجة إلى ذلك. التفكير ،ومنظمات تقنية و مختلف المبادرات
ذات الصلة بالموضوع من داخل قطاع الصحة
الور�ش 2و�ضع ال�صحة يف قلب ال�سيا�سات و قطاعات أخرى .و في هذا اإلطار ،من
العمومية :تقييمات الوقع من �أجل التحاور المحتمل أن يسير المغرب بدوره في نفس
مع القطاعات الأخرى. المنحى .كل هذا ستتم ترجمته على شكل شبكات
من الكفاءات أكثر تعقيدا وانتشارا لكن أيضا
االستدالل المنطقي: أكثر ثراء .فتعزيز المؤسسات يجب أن يمر
عبر استراتيجيات يقظة من حيث التخصص و
ال يمكن اعتبار صحة السكان نتيجة لنشاط
التكامل مع االنتباه إلى التحدي الذي يطرحه
قطاع الصحة لوحده ،إنما هي محددة و بشكل
تنسيق هذه الشبكات و قيادتها.
كبير ،بعوامل مجتمعاتية و اقتصادية .و من تم،
فصحة السكان مرتبطة بسياسات و أنشطة ال وللسير في هذا االتجاه يتعين القيام بثالث مهام:
تدخل ضمن مجال اختصاص قطاع الصحة.
• مسح للمشهد المؤسساتي للصحة العامة
يمكن على سبيل المثال ال الحصر ،أن تكون بالمغرب بغية وضع شبكة تؤمن تغطية
لظروف السكن أو الشغل آثار حاسمة على الصحة، مجموع الوظائف بشكل فعال وبضمانات
و في بعض األحيان يتهيأ للسلطات الصحية أن الجودة و ميكانزمات تسمح بربط المسؤولية
مجالهم ال يمكنه التأثير إال هامشيا على هذه العوامل. بالمحاسبة،
من البديهي أنه ليس بمقدور قطاع الصحة • مالئمة تكوين الموارد البشرية التي تؤدي
إعادة تحديد العالقات في العمل ،أو التأثير على الوظائف األساسية للصحة العامة مع ضمان
البطالة ،أو رفع الرسوم على السجائر ،أو فرض التنوع واالختصاص الضروريين التي
معايير تقنية على العربات ذات محرك ،أو ضبط يتطلبها هذا النوع المركب من الشبكات.
الهجرة القروية ،أو القضاء على دور الصفيح،
مع أنه لكل هذه التدابير تأثير على الصحة. تضطلع كليات الطب في الوقت الراهن
18
الكتاب األبيض
النقل )...كما تم وضعها بأهدافها و منطقها إال أن هذا ال يعني أن قطاع الصحة ناقص
الخاص ،ليتم تقييم نتائجها على مستوى الصحة. الوسائل تماما ،بل يمكن أن يكون له وقع حقيقي
بعد ذلك ،وبشراكة مع هذا القطاع نعمل على شريطة التعاون مع القطاعات األخرى .ويمكنه
تقييم االثار اإليجابية والسلبية الحالية والمحتملة أن يعمل من اجل اإلقرار بان الصحة هي نتاج
لسياساته على صحة السكان. اجتماعي مهم لسياسات القطاعات األخرى.
يمكن لسياسات القطاعات األخرى أن تحظى على أن قطاع الصحة سبق له أن سلك أحيانا
بأهمية متميزة بالنسبة لصحة السكان و ذلك نفس نهج التعاون ولكن بشكل محتشم ،و قد
لسببين: كانت نتائجه في بعض األحيان جيدة ألنه تمكن
من إقناع القطاعات األخرى لمساعدة قطاع
• أن تقدم هذه السياسات مساهمة إيجابية الصحة في تحقيق أهدافه الصحية.
للصحة دون أن يكون ذلك هدفها المباشر،
وعلى سبيل المثال :السياسات في مجال يوجد في المغرب أمثلة كثيرة عن المشاكل
التربية و المساواة بين الرجل و المرأة الصحية التي استطاعت وزارة الصحة أن
واإلدماج االجتماعي. تحصل على تعاون حقيقي و فعال من القطاعات
األخرى بهدف التأثير على محددات اجتماعية
و يمكن لهذه السياسات أن تتعزز أكثر إذا و بيئية لمشاكل هامة للصحة العامة :القضاء
توجهت إلى البحث بشكل إرادي عن هذه على مرض البلهارسيا و التصدي لمرض
النتائج الصحية االيجابية ،كما لو كانت هذه الرمد الحبيبي ،برامج التلقيح ،و حديثا التصدي
األخيرة جزءا ال يتجزأ منها. لمرض السرطان .في هذه المواقف ،كانت
االعتراف الصريح ووضوح الرؤية حول هناك ريادة واضحة و شفافة لوزارة الصحة و
النتائج الصحية ال يمكنه اال ان يعزز مساندات عديدة داخل القطاعات األخرى .على
السياسات ويخلق اإللتقائية اإليجابية للسكان. أن هذا التعاون كان ناجعا بفضل اقتناع كل
األطراف على ان هنالك ربح حقيقي و واضح
• كما يمكن أن تكون لسياسات القطاعات على المستوى الصحي للسكان.
األخرى عواقب سلبية تظهر غالبا بعد فوات
األوان .كما هو الشأن بالنسبة لآلثار السلبية من أجل وضع «الصحة في جميع السياسات»
للتلوث الهوائي والصناعي. يجب المضي قدما و العمل على المدى البعيد
بغاية الحصول على اإلقرار بأن صحة السكان
قد ال يدرك أصحاب القرار في القطاعات هي مسؤولية مشتركة بين الجميع.
األخرى االنعكاسات الصحية المستقبلية
الختياراتهم ،والتي تكون في منظورهم مبررة. في منظور الصحة العامة ننطلق من مشكل
على أنه غالبا ما يكون باإلمكان توقع هذه النتائج صحي معين نريد حله ،و نطلب من القطاعات
أو رصدها في مرحلة مبكرة ،و إيجاد توافق األخرى المساهمة في ذلك.
مع القطاع اآلخر من اجل التقليص من اثارها عندما نفكر بمنطق «الصحة في جميع
السلبية على الصحة. السياسات» ننطلق من سياسة القطاع اآلخر
(الفالحة ،التعليم ،البيئة ،االقتصاد ،السكنى،
19
املناظرة الوطنية الثانية للصحة 2013
مراحل تصورها بغاية معرفة إلى أي حد ما العمل؟
تؤثر هذه السياسات في الصحة سلبا أو إيجابا.
هذا الحوار ليس من السهل تحقيقه ،غير أننا يصف إعالن «ادياليد» حول إدماج الصحة
نتوفر حاليا في عدد من البلدان على تجربة ال في جميع السياسات ،المحركات من اجل وضع
يستهان بها مصحوبة بوسائل «لتقييم اآلثار تلك المقاربة ،و كذا الدور الجديد لقطاع
على الصحة». الصحة الذي تفرضه هده المقاربة .
باالستعمال المنتظم لهذه الوسائل (أنظر اإلطار المقاربة التقليدية للصحة العامة -أي االنطالق
)3سيكون بمقدور المغرب أن يحفز هذا من مشكل صحي معين ،وطلب مساعدة
الحوار. القطاعات األخرى لحله -مجدية و ضرورية
لكن قدرتها محدودة .يجب إذن بدأ الحوار
انطالقا من سياسات القطاعات األخرى في
20
الكتاب األبيض
الور�ش :3اال�شتغال املحلي على املحددات الشروط المؤسساتية التي يجب وضعها :
االجتماعية املحددة لل�صحة ستكون التمارين التقييمية للوقع الصحي
االستدالل المنطقي: قاعدة جيدة للحوار إذا ما تمت إدارتها بشكل
منتظم وموضوعي وعلمي ،وبتعاون وثيق مع
غالبا ما تشكل الظروف المحلية تهديدا على القطاعات األخرى .يجب أن تشكل لجنة وطنية
الصحة؛ وعلى المستوى المحلي أيضا توجد للمحددات االجتماعية للصحة تعود قيادتها إلى
فرص من اجل تقليص المخاطر و تحسين أعلى مستوى ممكن ،و أن تكون أرضية للتفاعل
الصحة .هذه الفرص ال يمكن التعرف عليها و المتعدد القطاعات أو قيادة آليات كتقييم الوقع
حلها إال محليا وذلك بإدماج عمل مصالح القرب الصحي .لكن بشرط أن تتسلح وزارة الصحة
ومشاركة السكان. بالقدرات و الخبرات و المعلومات و التقنيات-
الضرورية التي ستمكن من القدرة على الخلق
يوجد بالمغرب تقليد عريق يكمن في تعبئة
و بمصداقية لآلليات األخرى للحوار والتعاون.
المجتمعات المحلية من أجل تنفيذ برامج الصحة
العامة مثل التلقيح ،أو محاربة الرمد الحبيبي هذا يفترض مجهودات طوعية ،هادفة ومتبعة
أو نشر وسائل منع الحمل .وقد سمح هذا على أعلى مستوى ،تتم مباشرتها على أرضيتين:
بتشكيل رأسمال مهم من الكفاءات و التحفيزات
التي يجب الحفاظ عليها والعمل على توسيعها • العمل على قبول مبدأ تمارين تقييم الوقع
.ومع ذلك الزالت هناك على المستوى المحلي الصحي ووضع عالقة مبنية على الثقة مع
إمكانات مهمة من العمل على محددات الصحة القطاعات األخرى من أجل المباشرة في
ضعيفة االستغالل. القيام بها ،مع الحرص على تسجيل ذلك
في القانون كشرط مسبق قبل الموافقة على
الزال بإمكان مصالح القرب باإلضافة إلى المبادرات القطاعية (على غرار التقييم
السلطات المحلية العمل أكثر من أجل ضمان المسبق لآلثار البيئي الذي أصبح شرطا
التعاقب في األدوار بين المحلي و الهياكل العليا. ضروريا في اإلتحاد األوروبي بالمغرب).
على المستوى المحلي لنا تجربة مع إيصال يجب أيضا وضع خارطة طريق للتدابير
المعلومات و التوجيهات البرامجية من المستوى التي يجب اتخاذها من اجل تسجيل هذا
األعلى نحو األسفل ،و نحو السكان :وهذه االلتزام في القانون .
ممارسة راسخة ،لكننا نميل إليها أقل كلما تعلق
األمر بإيصال المعلومة من األسفل نحو األعلى • خلق القدرة على تحليل و تقييم برامج
بخصوص مشاكل محلية تم التعرف عليها أو معلوماتية ذكية و متفوقة -بكل الكفاءات
بخصوص مبادرات محلية واعدة ،يتم القيام بها و التقنيات المتطلبة -من أجل القيام بمثل
من طرف المصالح الصحية أو المجتمع المدني، هذه التقييمات في أحسن الظروف و بشكل
و يشكل ذلك فرصا مهدورة للسلطات الجهوية مقنع.على أن تحليال أكثر عمقا عليه أن يحدد
و الوطنية من أجل دعم مبادرات محلية بإمكانها إذا ما كانت هذه الكفاءات ستتوفر داخل
أن تقدم قيمة مضافة للصحة. القطاع العام أو في مؤسسات شبه عمومية
أو األكاديمية أو في منظمات أخرى للمجتمع
على هذا النحو وفرت المبادرة الوطنية للتنمية المدني.
21
املناظرة الوطنية الثانية للصحة 2013
الواعدة أو التي أبانت عن نتائج مهمة إلى البشرية مجموعة عديدة من الفرص لتقوية العمل
المستوى الجهوي ؛ على المحددات االجتماعية للصحة ،حيث مكن
هذا المشروع الملكي من تعبئة جميع الكفاءات
• وضع آليات المركزية من أجل دعم مثل و المنظمات المحلية من أجل محاربة الفقر في
هذه المبادرات بالوسائل والخبرات ولكن إطار منظم و منسق .
كذلك برامج ومبادرات وطنية تدعم مثل
هذا التطور داخل المجتمعات األكثر فقرا. ما العمل ؟
الشروط المؤسساتية : هناك أمكانية لتقوية التفاعالت و التنسيقات
بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومجموع
يتوقف الكثير على درجة عدم تركيز سلطة القرار القطاعات ذات األنشطة المؤثرة على محددات
داخل قطاع الصحة ،و كذلك على إمكانية وضع الصحة .وستدعم الالمركزية بشكل فعال
آليات للمساءلة على المستوى الجهوي والمحلي االبتكار والمبادرة المحلية عبر تدابير مثل:
ترتكز على تقييم موضوعي للدعم المقدم و النتائج
المحصل عليها .واإلطار رقم 4يبين إلى أي • جعل التعاون مع المبادرات الجماعية،
حد ستكون الجهوية الموسعة حاسمة ،لكنها لن عامال مرجعيا لمؤسسات صحة القرب
تبلغ الحد الذي سيتخلى معه قطاع الصحة عن وعنصرا لتقييمها المستمر ؛
مسؤوليته في وضع هياكل القرب و المشاركة و
نظام معلوماتي جديد المعالم ،و كذا تقنيات حديثة • خلق آليات تسمح بإيصال المعلومات حول
من اجل ضمان الشفافية . المبادرات المحلية ،التي توصف بالخالقة و
22
الكتاب األبيض
واالتجاه نحو التغطية الشاملة يضع المغرب، املحور رقم :2نحو التغطية ال�شاملة :قرب
كما هو الشأن في الدول األخرى ،أمام التحدي وجودة و حماية مالية
المتمثل في إيجاد التوازن الصحيح بين الجهود
المتطلب القيام بها كي: من أجل تحقيق و تفعيل الحق للجميع في
الرعاية الصحية المنصوص عليه في الدستور،
-)1يجد الناس أين يلجؤون :يجب بدل مجهود يجب االنخراط التدريجي و بعزم في إقامة
كبير لتوسيع العرض الصحي القريب و الذي «التغطية الشاملة» .وقد حقق المغرب ذلك
يشكل البوابة الرئيسية من أجل الولوج إلى عبر القانون رقم 00-65لسنة 2002حول
الخدمات التي يحتاجونها. «التغطية الصحية األساسية» و عبر القانون
-)2يجد الناس أجوبة على انتظاراتهم وكذا رقم 34 09-المتعلقة بالمنظومة الصحية و
حلوال لمشاكلهم عندما يقصدون هذه المرافق : عرض العالجات لسنة 2011و عبر المادة
هناك مجهود كبير يجب بدله من أجل تحسين 31من الدستور الجديد .و بذلك فإن المغرب
الجودة و توسيع سلة الخدمات المقدمة. يلتحق بالعديد من دول العالم التي تصبو إلى
ضمان ولوج ساكنتها إلى الخدمات الصحية .و
-)3يتجنب الناس اإلفالس و هم يتعالجون : في الواقع وبنجاح نسبي و بشيء من االقتناع
من أجل ذلك علينا التخفيض بشكل كبير من و اإلرادة السياسية يشكل المضي نحو التغطية
نسبة األداء المباشر عن النفقات الصحية و الشاملة التوجه األكثر ثقال عبر العالم.
الرفع من نسبة األداء المبني على التضامن ،من
أجل تخفيض معيقات الولوج و تفادي «النفقات
الكارثية (»)6
-6النفقات الصحية تسمى كارثية عندما يتحتم على المريض أو على ذويه دفع مبالغ غير متناسبة مع دخلهم من أجل دفع مصاريف
العالج .و هكذا يصبح المبلغ الواجب دفعه من أجل العالج عاليا لدرجة يصبحون معها مجبرين على التخفيض من نفقاتهم المخصصة
لمواد االحتياجات األولية الضرورية كاألكل و المالبس أو ال يصبح بمقدورهم دفع مصاريف التمدرس ألطفالهم .كل سنة نحو 44
مليون أسرة عبر العالم أي أكثر من 150مليون شخص يجدون أنفسهم أمام هذه المصاريف الكارثية و نحو 20مليون أسرة -أكثر
من 100مليون شخص -في الفقر نتيجة ما يجب عليهم دفعه من أجل العالج .على أن النفقات الكارثية من أجل الصحة ال تمس فقط
الطبقات الضعيفة بل كذلك تلك المتوسطة .و يقدر بأنه سنويا في المغرب نحو %2من العائالت تجد نفسها أمام كارثة مالية و ما يناهز
1،4 %من األسر تجتاز عتبة الفقر بسبب النفقات المباشرة من أجل العالج
23
املناظرة الوطنية الثانية للصحة 2013
اإلطار الخامس :
التغطية الصحية الشاملة
ضمان تغطية « صحية شاملة»« .التغطية الشاملة للصحة» أو اختصارا « التغطية الشاملة» تتمثل في الحرص
على تمكين كل الساكنة من الولوج إلى الخدمات الوقائية و العالجية والملطفة لآلالم و تلك التي تعيد التأهيل و تعزز
الصحة و التي تحتاج إليها تلك الساكنة،
و الحرص على أن تكون هده الخدمات ذات جودة كافية لتكون ناجعة ودون أن تتسبب تكلفتها في خلق صعوبات
مالية و ربما كارثية للمرتفقين ،هناك إذن ثالثة إبعاد مرتبطة فيما بينها :
* اإلنصاف في الولوج :يجب تمكين كل الذين يحتاجون إلى الخدمات الصحية من الولوج إليها :هذا يعني أننا نحتاج
إلى شبكات مكثفة بما يكفي ،مع شغيلة حاضرة و عاملة ،و أن نلغي حواجز الولوج خاصة تلك المالية منها ؛
* سلة عالجات و الجودة :يتعين أن تستجيب العالجات المقدمة لمجموعة من المشاكل المقبولة والموسعة بما يكفي،
و أن تتجاوب مع االنتظارات المشروعة للسكان وتكون كافية لتحسين صحة المستفيدين .
* الحماية المالية :يجب أن ال يتعرض المرتفقون إلى صعوبات مالية بسبب الثمن المؤدى عن العالجات.
تأخذ التغطية الشاملة جذورها من دستور المنظمة العالمية للصحة المصادق عليها سنة 1948و الذي جعل من الصحة
أحد الحقوق األساسية لكل إنسان ،و كذلك من اإلستراتيجية العالمية للصحة للجميع و التي كانت انطالقتها سنة .1979
باستثناء الواليات المتحدة ،حققت الدول الصناعية تقدما كبيرا في النصف الثاني من القرن العشرين .و ماعدا هذه
الدول ،كان التقدم بطيئا إلى حدود بداية القرن الحالي الذي شهد تسارعا في الدول المنبعثة في أمريكا الالتينية ،تايالند
آو الصين و في دول سائرة في طريق النمو كرواندا .أما الواليات المتحدة فقد انخرطت حديثا في نهج التغطية الشاملة.
و قد كانت المنظمة العالمية للصحة محركا لهذا التطور .و قد جعل التقرير العالمي حول الصحة لسنة 2008من
التغطية الشاملة واحدا من االستراتيجيات األربع إلعادة تنشيط في العالجات الصحية األولية و قدم تقرير سنة
2010عرضا تفصيال عن االنعكاسات على مستوى التموين .مكن ذلك من أن يتم تبني التغطية الشاملة من طرف
المجتمع الدولي كشيء يجعل معنى إلدارة الحكامة الشاملة للصحة .
24
الكتاب األبيض
القروية .صحيح أنه ال يمكننا دائما القيام بكل كل دولة غنية أو فقيرة تنخرط في طريق
شيء في آن واحد ،فال مناص من التحكيم التغطية الشاملة عليها أن تعمل على ثالث
لمعرفة في اي وقت ،ما الذي علينا القيام به جبهات (الشكل رقم واحد):
من أجل توسيع العرض لفائدة السكان الغير
مشمولين و توسيع سلة العالجات و تحسين • توسيع العرض و كذا الولوج الصحي؛
الجودة أو من أجل تقليص األداءات المباشرة . • تحسين الجودة و سلة العالجات ؛
إدارة كل هذه التحيكمات توجد في قلب حكامة
القطاع :مع الجهوية المتقدمة ستتدخل الجهات • تقليص االداءات المباشرة و توسيع التضامن .
في الصحة أكثر فأكثر مع تحدي الحفاظ على تحتم هذه الجبهات المذكورة ثالث ورشات
نفس المسار على المستوى الوطني و التأكد من استراتيجية إلصالح منظومة العالجات .علينا
التضامن بين الجهات . دمجها مع مبادرة عرضانية لفائدة الصحة
شكل رقم : 1األبعاد الثالثة من اجل توسيع التغطية الشاملة :علينا إيجاد التحكيم المناسب بين التقدمات
التي يجب إحرازها على مستوى هذه الجبهات في كل آن(.)7
25
املناظرة الوطنية الثانية للصحة 2013
الواحد في السنة بالنسبة للعالجات األولية و5% الور�ش � : 4سيا�سة القرب و الولوج
من نسبة القبول في المستشفيات العمومية.
االستدالل المنطقي :
تبعات هذا الخصاص في الجودة تعد خطيرة:
نقص في النتائج و تبذير للموارد بالنسبة للبلد مظاهر عدم الرضا و االضطرابات و االختالالت
،أما بالنسبة للسكان فهو ولوج غير متكافئ، التي تشوب خدمات القرب المتنقلة هي مصدر
وبالنسبة للمنتفعين فهو عدم مالئمة العالجات و جزء كبير من خيبات أمل السكان و ضعف
في الغالب أغلى مما يجب أن تكون عليه. نجاعة المنظومة (خاصة أزمة المستشفيات)،
كما هو الشأن في معظم الدول الغنية و في جزء
األسباب متعددة :عرض خدمات غير متكافئ متزايد من الدول المنبعثة ،هذا المشكل يضع
التوزيع ،تنضاف إليه تصرفات مقدمي الخدمات المغرب امام تحدي إعادة االستثمار في الرعاية
التي ال تشجع ،زيادة على الحواجز المالية التي الصحية األولية و عالجات القرب(.)8
تحول دون االستعمال .يعتبر الدواء( )10مشكلة
كبيرة :فهو مكلف و نظام توزيعه سيء .وأخيرا فإن تعاني منظومة العالج بالمغرب في آن واحد من
نقص الموارد البشرية يشكل عائقا حقيقيا .و منظومة ثالثة معضالت تمس معظم أنظمة العالج في
العالجات ينقصها بشكل حاد الموارد البشرية القادرة دول العالم التي توجد في مرحلة انتقالية و هي:
على تقديم عالجات القرب ذات جودة. • التركيز اإلستشفائي عل حساب تطوير
إن مسألة عالجات القرب ال يمكن حلها بأنشطة عالجات القرب؛
متفرقة ،بل عبر مجموعة من التدخالت • تجزيء الخدمات الصحية األساسية 9على
الموجهة برؤية واضحة حول ما يجب أن تكون حساب تطوير نموذج مندمج للصحة العائلية
عليه عالجات القرب الناجعة و المرضية في بغية ضمان الرعاية الصحية األولية()9؛
البيئة المغربية. • التطور العشوائي للقطاع الخاص المنظم
بشكل سيء وغير المندمج إلى جانب إهمال
و ال يمكن لهذه الرؤية أن تتحقق إال عبر تغيير الجودة في القطاع العام على حساب حماية
بنيات عالجات القرب (سواء كان يديرها المنتفعين.
ممرض أو طبيب) كما يجب إعادة توجيه في الوقت الراهن وفي تمثالت الساكنة تعتبر
منظومة العالجات (و الموارد البشرية) من العالجات الصحية بالمغرب بشكل عام ذات
نظام يرتكز على المستشفى نحو نظام يرتكز جودة متدنية ال ترقى إلى تطلعات السكان.
على شبكة من وحدات الصحة األسرية. و يتجلى ذلك في االنخفاض الواضح لنسبة
االستعمال :بالكاد 0,6حالة جديدة للشخص
-8تحت تسميات مختلفة :الصحة العائلية ،الرعاية الصحية األولية ،الطب العام ،مراكز صحية مندمجة .
-9تعود إلى تقليد قديم هم بشكل عمودي المناطق القروية ،أساسا في القطاع العمومي و غالبا ما كان يكلل بالنجاح و لكن بلغ في الوقت
الحالي مردودية في مستوى في تنازل مستمر .توجد قرابة ثالثين برنامج متخصص ،تجر مشاكل من حيث تقديم الخدمات (االفتقار
إلى التكامل) و لكن أيضا على مستوى عدم النجاعة و كذا إدارة المعلومات األساسية من أجل تتبع التقدم المحرز على مستوى جميع
المشاكل الصحية.بصيغة أوضح يمكن القول على أن النموذج المبني على حزمة من البرامج ) التي من اجل أن تكون مهمة تصبح
محدودة و غير مالئمة لعالم تعم فيه األمراض المزمنة لساكنة عجوزة و بانتظارات متزايدة( ليس بوصفة للمستقبل.
25% -10من االقتراحات أثناء الجلسات العمومية تتعلق باألدوية.
26
الكتاب األبيض
يمكن لنظام المساعدة الطبية ()RAMED مــــا العمــل ؟
أن يوفر قاعدة لتطوير مستوى أولي لعالجات
توسيع العرض بخلق شبكات عالج القرب على
ذات جودة ،و كذا توفير االستنتاج المنطقي من
مستوى جميع التراب الوطني .وللحصول على
أجل تطوير مجمل الشبكة ،سيمكن من اختبار
ولوج أحسن للعالج يجب البدء بإيجاد شبكة
و إدخال عوامل الجودة في عالجات ناجعة و
كثيفة من هياكل عالج القرب (قطاع عام أو
آمنة ،لكنها مندمجة وشمولية ومستمرة. خاص) :عالجات صحية أولية في شكل وحدات
تبني سياسة في مجال اإلبداع التكنولوجي و صحية للطب األسري بمسؤولية واضحة
األدوية حيث أن إشاعة التكنولوجيا الحديثة موجهة لساكنة محددة .وسيمكن هذا من تجميع
خصوصا نحو بنيات القرب يمكن هذه من أن المقاربة الطبية بالمقاربة االقتصادية من اجل
تلعب دورا محددا في إعادة المنظومة الصحية تقييم مشاكل صحة السكان .كما أنه ال مناص
بالمغرب .و نعيش في الوقت الحالي أن توسيع من إدماج المؤسسات الخاصة والعامة على
السواء داخل هذه الشبكة في شكل شراكات
انتشار التكنولوجيا الحديثة مكن من التكفل األولي
وتسويات تعاقدية.
من المشاكل التي كانت تستلزم سابقا االستشفاء،
التكنولوجيا تمكن حاليا وفي المستقبل القريب تقوية المستشفيات والمصالح المرجعية
من عرض مجموعة من خدمات القرب لم تكن المتخصصة هو شيء ضروري لكن ستكون
متوقعة بالعهد القريب ،أن استعمال االمكانيات غير ذات جدوى في غياب على قاعدة من
المتاحة كالتطبيب عن بعد والولوج االلكتروني خدمات القرب ناجعة األداء :إن المستقبل لن
للمعلومة كما أن وسائل التواصل ستمكن و يرتكز على المستشفيات والطب المتخصص كما
الشك من فك العزلة عن المهنيين العاملين هو الحال اآلن بل سيرتكز على وحدات الطب
بمؤسسات القرب و تمكنهم من التواصل بكل األسري والسكان الذين تخدمهم ،مع مستشفيات
سهولة مع باقي زمالءهم ،لكن هذا سيظل بدون ومصالح متخصصة مرجعية متطورة منظمة
معنى إن نحن لم نتمكن من تنظيم الولوج الشامل لتصبح سندا للعالجات األولية.
إلى األدوية األساسية بأثمان معقولة مع ضمان االستثمار المكثف في الموارد البشرية :إن
الجودة و الفعالية و السالمة. تطوير شبكات عالجات القرب على امتداد
إن نظام توزيع األدوية بالمغرب غير مجدي الوطن يصطدم بمشكل الموارد البشرية :
النقص في األعداد وعدم مالئمتهم مع خدمات
ويعاني من اختالالت .انه قطاع يتعين إعادة
القرب و توزيعهم و طريقة اشتغالهم .كل
النظر فيه بشكل كلي؛ لكن تحديث سلسلة
هذه المشاكل سنناقشها فيما بعد ،إال أنه يجب
التموين كليا (خاصة ما يتعلق باألدوية الجنيسة)
االشتغال بطريقة أخرى حيث أن ضرورة
و تدبير الدواء في القطاع العمومي أصبحت
القرب والجودة يفترضان اإلبداع والعمل
أمرا استعجاليا ،ألنه في سياق توقع النمو الكبير الجماعي مع استقاللية أكبر و بمسؤولية الشيء
للميزانية العمومية المرصودة لألدوية علينا الذي يعني تعزيز استقاللية التنظيمات الصحية
ضمان مصداقية وعود توسيع عرض العالجات. خاصة على المستوى الجهوي و خلق التزامات
تعاقدية ونظام أداء مرتبط بالنتائج سواء في
القطاع العام أو الخاص.
27
املناظرة الوطنية الثانية للصحة 2013
القطاع خاص مما ساهم في تعزيز فشل القطاع الشروط المؤسساتية التي يتعين إعمالها :
العام.
على المستوى المجالي :فبالقدر الذي تتحقق
في غياب ضبط فعلي وبديل عمومي ذو فيه الجهوية المقتدمة ،تصبح المجاالت الترابية
مصداقية ،من الطبيعي أن تصبح العالجات أدوات و فضاءات للتنمية و وحدة لتدبير
الصحية مجاال «للتبضيع والمتاجرة» :حيث المنظومة الصحية ،كما تسمح بالعمل على
يكون لنا االختيار بين شبكة عمومية بجودة جد شكل شبكة لعالجات القرب من خالل استقاللية
ناقصة وشبكة تجارية تعد بأحسن العالجات كافية تساعد على االبتكار في تفعيل السياسات
لمن لهم القدرة على األداء .وترتبت عن هذا الوطنية في المجال الصحي ،إال أن هذا سيطرح
نتائج سلبية :األثمنة المطبقة في هذا المجال على وزارة الصحة تحدي وجود طرق جديدة
ال تشجع عددا كبيرا من األشخاص الذين يمكن لالشتغال لصالح وزارة الصحة و في تالءم مع
أن يستفيدوا .القادرون على األداء فيجدون المعطيات الجديدة لالتمركز.
أمام مقدمي العالجات غالبا ما يدفعونهم الى
االستهالك المفرط و دون ضمان الجودة و سيعتمد اإلصالح الجدري لتنظيم العالجات،
والفعالية المنتظمة في غياب أليات فعالة لحماية كالتركيز على بنيات القرب ،على معلومات
المستهلك و تدبير المخاطر المرتبطة بأمن مختلفة و ذكية حول عمل منظومة العالجات
المنتفعين ،تزداد الوضعية في المغرب خطورة. على المستوى الخاص و العام .كما ينبغي
مباشرة خلق مراصد لألداء في مجال تقديم
تتوفر دول كثيرة كتايالند و بلجيكا و انجلترا العالجات (يمكن البدء بمرصد خاص بتنظيم
والشيلي على تنظيم محكم وأطباء و ممرضين نظام المساعدة الطبية ).RAMED
ومهنيين آخرين يعملون كمقاوالت مستقلة حرة
مع مساهمة فعلية في تحقيق األهداف الصحية الور�ش � : 5ضبط جودة العالجات وحماية
للدولة .هذا دليل على أنه يمكن دمج الديناميكية امل�ستعملني.
المقاوالتية والمسؤولية العمومية .لكن هذا ال يتم
بشكل تلقائي .فالقطاع الخاص لن يحقق مساهمته االستدالل المنطقي :
المنتظرة إال إذا تمكنا من تنظيم جودة وجدوى أصبحت جودة العالجات داخل المؤسسات
الخدمات المقدمة وهذا يعني أنه يجب وضع العمومية مشكال بديهيا إذ أن سلة العالجات فيها
تنظيم محكم لمواجهة تضارب المصالح التي محدودة و غير منظمة .كما أن بها تجهيزات
تصيب القطاع الخاص مع محاربة المزاولة ناقصة الصيانة و نقص في األمن باإلضافة إلى
المزدوجة -وكل هذا يعتبر من أسباب ضعف احتمال تواجد الرشوة .وخدمات من هذا النوع
جودة العالجات في المؤسسات العمومية. ال يمكنها إطالقا أن تجذب المنتفعين ،وهذا
لقد أثبتت التجارب أن كل تصور للظبط ما تؤكده بقوة مبادرة «انتظارات» .كل هذا
كشكل إداري محض ،يكون مآله الفشل .إذن يدفع ذوي االمكانيات المادية إلى التوجه نحو
البد من دمج المساطر اإلدارية مع التحفيزات القطاع الخاص سواء لتلقي العالجات األولية
المالية و آليات الظبط الذاتي المهني .وال سيما أو االستشفائية .و رافق كل هذا ،انتشار ظاهرة
تحت الضغوط االجتماعية للمنتفعين ،كل هذه المزاولة المزدوجة للمنتسبين للقطاع العام داخل
المقاربات المدمجة (خاصة التحفيزات المالية
28
الكتاب األبيض
هذا إنتاج آليات بما فيها آليات الضبط الذاتي التي تعتبر الجزء الضروري والمهم و لكن غير
داخل المهن من اجل القضاء على السلوكات الكافي) يجب ان تشكل كل إطارا متفاوض عليه
الغير مالئمة و مصلحة السكان. يدفع بممارسة العالجات نحو االتجاه الصحيح.
• إلزامية اعتماد الملف الطبي بالقطاعين والهدف هو الحصول على أفضل النتائج مع
الخاص و العام( ،)12إذ يشكل الملف حماية المنتفعين من عالجات غير ضرورية و
الطبي شرطا للحصول على عالجات من االستغالل المالي.
جيدة ويسمح بالعمل داخل فريق متكامل و
يضمن استمرار تداول المعلومة بين شبكة مـــا العمــل؟
القرب والمستشفى .وهو أساسي للتداول يتعين :
بين الشبكات بالمغرب و في المستقبل على
المستوى الدولي. • اختبار مختلف أصناف التعاقد والتشارك
• إدراج التكنولوجيا الحديثة بشكل تفاعلي مع التزام المؤسسات العمومية والخصوصية
بما يسمح بتدبير العالقات مع المريض بربط اإلمكانيات بالنتائج .ويجب أن يسمح كل
(الولوج إلى المعلومة ،المواعيد ،التطبيب هذا بإرساء أشكال األداء التي تضمن مستويات
عن بعد لتفادي التنقل ،)...وبتحسين التدبير من الجودة والحماية للمنتفعين وكذلك تحسين
التقني لمشاكل المريض (بما فيها التنسيق الولوج في المناطق القروية النائية.
ومسالك العالجات) ،وبتيسير الولوج • وضع نظام لالعتماد( )11أو اإلشهاد و
األفضل إلى المعلومة .زيادة على تحسين خاصة تجديده من اجل ضمان الرفع من
جودة الخدمات ،كل هذا سيسمح أيضا جودة العالجات ومالئمتها مع التطور
بالرفع من رضى المهنيين وفك العزلة عن المعرفي والتكنولوجي.
المؤسسات البعيدة. • تعزيز منظمات الدفاع عن المستهلك
الشروط المؤسساتية التي يتعين إعمالها والمنتفعين مع تشييع واسع لدى العموم يتيح
للمعلومة المتعلقة بالحق في العالج ،كما
• يجب أن يتضح تحسين جودة العالجات من يجب إعطاء الكلمة للمنتفعين لكي يتمكنوا
خالل ماليين ماليين التفاعالت بين مهنيي من المساهمة في خلق فضاء يتيح تحسن
الصحة والمنتفعين والجماعات .وال يمكن مسترسل للجودة ،وهذا يمر كذلك عبر
تصوره بشكل مستدام دون تعاون الجميع. وضع نظام فعال المركزي يحظى بثقة
وبالتالي أصبح من الضروري انخراط كل العموم والمهنيين لتدبير الشكايات.
الشركاء االجتماعيين وتمثيليات المهنيين ليس • تنظيم التعاون مع المنظمات المهنية
فقط في معاينة نقص الجودة ،ولكن كذلك في والجمعيات العالمة من اجل اإلرتقاء
تعريف وتحديد السياسات واالستراتيجيات بأخالقيات المهنة والتغيير الملموس في
التي تمكن من خلق شروط الجودة وتغيير سلوك أغلب مقدمي العالجات .ويترتب عن
سلوك المهنيين.
29
املناظرة الوطنية الثانية للصحة 2013
ويشكل هذا اإلنفاق المباشر عائقا كبيرا أمام • بلورة أرضيات للتفاوض مع مختلف
الولوج إلى الصحة ،كما أنه يفرض على األسر األطراف (مثال :مع جمعيات المستهلكين)
نفقات باهظة ويساهم في تفقيرها ومن ثمة لوضع آليات قياس الجودة وآليات المراقبة
في تعميق الفوارق مما يؤدي إلى عدم فعالية والوساطة.
المنظومة الصحية المغربية.
• إحداث قاعدة معطيات حول القطاع
ويعتبر تخفيض النفقات المباشرة و التوجه نحو الخاص(،مع اخذ المزاولة المزدوجة بعين
أنظمة األداءات المسبقة المبنية على التضامن، االعتبار) داخل فضاء الصحة (وزارة،
مع تمديد العرض وتوسيع سلة العالجات كليات ،منظمات الحماية االجتماعية ،معاهد
ذات الجودة ،أحد األوراش المهمة للوصول البحث) وذلك المستوى الجهوي و تحديد
إلى التغطية الشاملة .وقد اتخذت العديد من مساهمة القطاع الخاص في العالجات ووقعها
المبادرات إلدخال آليات الحماية االجتماعية، المادي وعالقتها بالجودة بالنسبة للمنظومة
غير أنها ال تغطي سوى جزء من الساكنة و الصحية و المرضى.
حزمة محدودة من الخدمات مما يعني أن هناك
الكثير مما ينبغي القيام به. • إعطاء ما يكفي من االستقاللية للجهات من
اجل اختيار و تنمية نماذج لمساءلة المؤسسات
هناك مشاكل أخرى تتعلق بالكيفية التي الصحية (عمومية و خاصة) بإدماجها مع
ترصد من خاللها الدولة مواردها ،وبالكيفية التسويات التعاقدية التي تمكن من تحسين
التي تشتري بها األنظمة التعاضدية الخدمات جودة العالجات.
الصحية ،مع العلم أن الدولة تنتج نسبة مهمة
من هذه األخيرة .لذا يجب تحسين االنصاف و الور�ش :6خف�ض ن�سبة الإنفاق املبا�رش على
نجاعة آليات رصد الموارد من طرف وزارة العالجات وتو�سيع نطاق تغطية ميكانزمات
الصحة لفائدة الجهات واألقاليم والجماعات الت�ضامن
ومستويات العالجات .كما أن منظومة أجور
الموظفين ال تتضمن إال قليال من التحفيزات االستدالل المنطقي
المرتبطة بجودة األداء .أما بالنسبة لألنظمة
تشكل النسبة المرتفعة لإلنفاق المباشر ضمن
المسؤولة عن المساهمات التعاضدية ،فإن عملية
المصاريف المخصصة للصحة بالمغرب إحدى
االقتناء تبقى غير متطورة فضال عن مجموعة
اإلشكاليات الكبرى في منظومة العالجات .وقد
من الخدمات ال تخضع لمعايير والتي تقدم
لوحظ أن نسبة إنفاق المغرب على الصحة
بشكل أساسي في مؤسسات القطاع العام أو في
تضاعفت ثالث مرات خالل العقد األخير و هذا
حاالت نادرة ،عن طريق المناولة من طرف
محبذ ،غير أنه ال زالت هناك اختالالت مهمة
القطاع الخاص.
حيث أن نسبة هائلة و غير عادية لإلنفاق على
ما العمل؟ األدوية وحدها بلغت 31,7بالمائة ،في حين
تبقى حصة اإلنفاق المباشر لألسر من إجمالي
توسيع الحماية المالية للساكنة غير المغطاة: اإلنفاق الصحي ،مرتفعة إذ بلغت % 53.6
وتبدو األولوية في توسيع تغطية نظام المساعدة سنة .2010
الطبية ليشمل مجموع الساكنة المؤهلة( 8.5
30
الكتاب األبيض
• خلق شروط التمويل للتمكن من خفض مليون شخص) وعلى األفراد واألسر غير
النفقات المباشرة :يجب تبني ارتفاع المؤهلة المنتمية للقطاع غير النظامي .ولربما
االعتمادات المرصودة لوزارة الصحة في وجب التفكير في أشكال بديلة لتغطية العاملين
الميزانية العامة للدولة ،أي االنتقال من في القطاع غير النظامي ،وغير المؤهلين لنظام
7.6بالمائة سنة 2010إلى 15بالمائة المساعدة الطبية ،RAMEDمن خالل إدماجهم
سنة ،)13(2020من خالل حوار سياسي في األنظمة اإلجبارية الموجودة ،مع أنه يستحسن
مثمر بين وزارة الصحة ووزارة المالية، أن يتم ذلك تحت المراقبة اإلدارية للصندوق
مع التأكيد على أن الرفع من الميزانية الوطني للضمان االجتماعي والصندوق الوطني
سيخصص للتخفيض من النفقات المباشرة. لمنظمات االحتياط االجتماعي .وعلى أية حال،
الشروط المؤسساتية التي يتعين إعمالها: فالهدف يتمثل في تغطية مجموع الساكنة،
واالهتمام بالشفافية واإلنصاف ،والتوجه نحو
• مأسسة القدرة على تحليل تمويل انتقائية مختلف األنظمة.
الصحة :يجب تزويد مجموع الفاعلين في
مجال الصحة (وزارة الصحة ،هيئات • تخفيض األداء المباشر :بموازاة مع توسيع
التأمين الصحي و الكليات و معاهد البحث الحماية المالية لنسبة كبيرة من الساكنة،
العلمي ومنظمات المجتمع المدني) بالخبرة يتعين تخفيض نسبة اإلنفاق المباشر للذين
التي تمكن من إجراء التحاليل الضرورية يتوفرون على تغطية ،وخاصة الجانب
لإلخبار بالقرارات في مجال تمويل الصحة. المتعلق باألدوية .وهذا يعني تمويل نسبة
ويجب أن يتضمن ذلك القيام بدراسات كبيرة من طرف الدولة أو آليات أخرى
دورية للنفقات ،ودراسات تقييمية اكتوارية للتضامن مع الحرص على أنها تعويضا
واقتصادية ودراسات لتقييم اإلنصاف، للتمويل المباشر وليست مضافة إليه.
لتسهيل التقدم والمتابعة .ومن األولويات، • اقتناء وصرف بكيفية أخرى :يجب ابتكار
تحليل بنيات تكلفة إنتاج العالجات في مختلف آليات اإلستراتيجية لالقتناء و طرق مبتكرة
المؤسسات ،وتأثير األداء على العمل الطبي ألداء الخدمات بغرض تدبير آليات التعاقد
وبدائله .كما يجب العمل على مأسسة اإلنتاج بين مقدمي الخدمات ومختلف أنظمة الحماية
الدوري للحسابات الوطنية حول الصحة من المالية .فكما أظهرت تجارب مجموعة
خالل التعاون مع اإلدارات المختصة في من الدول ،يجب التطور في اتجاه أنظمة
هذا المجال ،دون ربطه بالتمويل الخارجي. النفقات المختلطة والتي يستخلص فيها جزء
لكل فرد ،وجزء آخر تبعا للخدمات المقدمة
• بنية آليات التدبير :بالنظر ألهميته المتنامية وجزء ثالث حسب الحاالت ،إلخ .غير أنه
داخل المنظومة ،هناك أولوية اصطفاف بنية و قبل وضع طرق النفقات المختلطة ،ال بد
الحكامة ونظام تدبير المساعدة الطبية ،مع من معرفة جيدة لبنيات النفقات ووضع عقود
مجموع األنظمة التدبيرية لتمويل الصحة شراكة مع التفريق الواضح بين مقدمي
بالبالد ،بشكل مستقل عن الوكالة الوطنية ومقتني الخدمات.
31
املناظرة الوطنية الثانية للصحة 2013
بالقطاع غير النظامي في المؤسسات للتأمين الصحي ( )ANAMوالتي تستمر
القائمة ،خاصة صندوق الضمان االجتماعي في مزاولة مهمة الحكامة في انسجام
( . )CNSSهناك مشاورات جارية لوضع مع األنظمة اإلجبارية االخرى للحماية
نظام مستقل تحت اسم ( التأمين الطبي االجتماعية .ويشكل توسيع التغطية لتشمل
للمستقلين ،)) AMIمع ضرورة التوجه القطاع غير النظامي (ما يقارب 10
نحو اإللتقائية لمختلف هذه األنظمة. مليون فردا) تحديا كبيرا لمستقبل تمويل
الصحة بالمغرب ،وهو ما يفرض إما خلق
• التوصل إلى إجماع حول خريطة طريق بنية مؤسساتية جديدة شبيهة بالمؤسسات
إلعمال آليات مالية تسمح بالتطور في اتجاه التي تدبر التأمين اإلجباري األساسي عن
خفض النفقات المباشرة وتحسين آليات المرض ،أو من خالل إدماج العاملين
التضامن والحماية المالية.
32
الكتاب األبيض
إطار :6
ورش متعدد القطاعات :إعطاء األولوية للعالم القروي
إذا كان الهدف هو بناء منظومة صحية و منظومة للعالجات مستدامة ومنصفة ،فإن الصحة في العالم القروي
هي الحتمية العرضانية لكل األوراش السالفة :ففي الوسط القروي حيث تبرز قاعدة « قانون الرعاية الصحية
المعكوس( ،»)14والتي تجعل من الساكنة األكثر حاجة هي األقل استفادة من الموارد المعبئة .ف 20بالمائة من
الساكنة المغربية تتواجد على بعد أكثر من 10كيلومترات من أقرب مركز للعالجات األولية .وبالتالي ،ففي هذه
الظروف ،يكون خطاب القرب لم يتحقق بعد بشكل نهائي .و عالوة على ذلك ،فإن نوع العرض بهذه المراكز مبنيا،
إلى حد كبير ،على تجاور برامج وعلى عالجات غالبا ما تكون جودتها موضوع نقاش ،بدال من اعتماد المقاربة
المجالية للخدمات المندمجة في شبكة القرب ومعززة بشبكة المستشفيات.
وبالنظر إلى ضعف القدرة الشرائية للساكنة القروية ،فإن انعكاسات النفقات المباشرة (بالنسبة لالستشارات ،و
اإلحاالت واألدوية) غالبا ما تكون تناسبيا أكثر خطورة .
وإذا أردنا تجنب بقاء العالم القروي و الساكنة المعزولة وكذلك القاطنة و ضواحي المدن مجاال للمواكبة االجتماعية
و اللحاق الدائم ،فإنه البد من اعتماد مبادرة « البلدوزر» مكثفة ( . )15إذ يجب أن تركز هذه المبادرة ،أكثر من أي
مكان آخر ،على إشكالية الولوج والموارد البشرية ،وكذا الحث على طلب العالجات ،و االستفادة من انتشار المبادرة
الوطنية للتنمية البشرية وتعميم نظام المساعدة الطبية.
و يجب إذا أردنا أن تستجيب هذه المبادرة حول الصحة القروية للحاجيات المتغيرة واالنتظارات المتنامية ،أن تأخذ
بعين االعتبار خاصيتين:
1-ضرورة إزالة الحواجز البرنامج :ثمة حاجة إلى سياسة مندمجة بشكل مكثف :ففي العالم القروي ،أكثر من أي
مكان آخر ،فإن الكيفية التقليدية لعمل القطاع العام ،و االشتغال بالبرامج العمودية بشكل موازي راسخ جدا ،في حين
ال يقدم القطاع الخاص سوى بعض البدائل.
وسيمكن ،االستثمار في شبكة مركزة على الطب االسري مع مكون حول الطب الجماعاتي وربط وثيق بالعمل على
المحددات االجتماعية للصحة ،من تقديم حل حداثي بديل للحلول القديمة.
2-سيظل العالم القروي مرتبطا بتطور الفالحة :فالعالم القروي يدعو إلى تطلع مستقبلي حقيقي القتصاد واضح
و منسجم ،لن تكون له مصداقية إال بفضل ارتباط مفصلي ذكي مع المدن في إطار رؤى مجالية متفاوض حولها
ومدعمة من طرف الدولة ( .)16ويبقى السؤال مفتوحا حول مدى متانة الصلة بين مبادرة الصحة بالعالم القروي و
بين سياسة تنموية قروية مندمجة تسهل أو تبطئ الحصول على نتائج مستدامة .وهذا االختيار هو الرهان المستقبلي
الذي يتعدى النقاشات التي تجري داخل قطاع الصحة.
إن مفتاح هذه المبادرة الخاصة بالصحة بالعالم القروي سيكون من خالل صندوق خاص بالصحة بالعالم القروي إلتمام
اإلصالحات من خالل إجراءات محددة ومستهدفة مثل توسيع شبكة الخدمات ،وابتكارات تهدف إلى تحسين جودة
العالجات و تشجيع المهنيين للمزاولة بالعالم القروي (مثل التطبيب عن بعد) ،أو من خالل الدعم المباشر للساكنة
للرفع من اللجوء للخدمات .و سيمول هذا الصندوق -إلى جانب مجاالت أخرى -إنتاج وتقديم المعلومات عن المشاكل
الصحية بالعالم القروي ونشرها ،وتحفيز البحث في هذا المجال و الحث على االبتكارات فيما يخص الصحة في العالم
القروي .كما سيساهم في تنسيق األنشطة الجهوية بغرض تجنب االزدواجية في المجهودات .و سيسمح بتحديد البرامج
الحكومية وغير الحكومية المالئمة ذات الصلة بالصحة القروية ومنحها المساعدة التقنية (.)17
إال أنه ال يمكن للصندوق الخاص بالعالم القروي أن يحل وحده المشاكل والتأخيرات المتراكمة للساكنة البعيدة ،بل
هو وسيلة لإلسراع في الولوج للعالج( تمييز إيجابي) والذي يجب أن يكمل اإلصالح العميق للمنظومة ،للتصدي إلى
تفاقم الالمساواة وإهمال تطوير خطة استراتيجية لالقتصاد المغربي.
-14كما هي مثال
-15كما هو الشأن مع «البعثة الوطنية للصحة الريفية» في الهند التي انطلقت سنة :2005استثمار مكثف (االستثمار العمومي
الفدرالي تضاعف ثالث مرات ،من 824إلى $M 2،760في السنة في ظرف 6سنوات) أساسا في الموارد البشرية و المراكز
الصحية و المستشفيات القروية و كذا تحفيز طلبات العالج .أدى ذلك إلى نتائج مرضية على مستوى تحسين المؤشرات الصحية.
-16يمكن حتى وضع شيئا من التمييز اإليجابي لفائدة المناطق القروية التي تتوفر على إمكانيات كبيرة طالما يتم احترام التضامن
الجهوي و كذا البي جهوي.
-17يوجد مثل صندوق في الواليات المتحدة األمريكية مثال حيث وقعت «إدارة الموارد الصحية و الخدماتية» HRSAالتابعة
للحكومة الفدرالية ،منذ 1991نظاما مقارنا للمنح من أجل تدعيم الدول في تطوير أنظمة صحية قروية
33
املناظرة الوطنية الثانية للصحة 2013
التقنية متوقفين على ما هو ،في نفس الوقت، املحور :3حتديث احلكامة ال�صحية:
المورد األساسي و أحد التحديات الكبرى بالنسبة
للمنظومة الصحة بالمغرب :وهي الموارد يرجع التحليل في آخر المطاف إلى السلطات
البشرية للصحة .هناك إذا ثالث أوراش ممكنة العمومية من أجل إعطاء الصيغة النهائية
لتحديث الطريقة الصحية التي بواسطتها يمكن للمنظومة الصحية( .)18إن اإلجماع الحالي
إدارة المنظومة: حول طبيعة المنظومة الصحية يفرض على
السلطات العمومية القيام بدور قوي ومحدد في
-وضع البنيات والقدرات التي تفرضها هذا المجال .لكن هذا ال يعني إلزام الدولة بالقيام
الحداثة والحكامة .وهذا يتضمن التعاقد بكل شيء لوحدها ،وهو ما يسري أيضا على
التكاملي بين القطاعين العام والخاص قيادة اإلصالحات الضرورية في الميدان.
بغرض الرفع من النجاعة و الفعالية و
الجودة و االنسجام بين مكونات المنظومة العديد من األطراف الفاعلة المختلفة لديها
الصحية؛ دور تؤديه :مسؤولون سياسيون على المستوى
الوطني واإلدارات المحلية ،مهن صحية
-إصالح النظام اإلعالمي لتمكينه من توفير ومنظمات مهنية و أوساط علمية و قطاع خاص
العناصر االستراتيجية الضرورية لقيادة و منظمات وجمعيات المجتمع المدني .لقد
إصالح المنظومة؛ أصبح مهنيو الصحة و الحركات االجتماعية
والمؤسسات شبه عمومية ومجموعات المرتفقين
-الموارد البشرية.
فاعلين سياسيين أساسيين (. )27وإذا كان
الور�ش :7و�ضع البنيات والقدرات التي هدفهم هو اشتغال المنظومة ،فإنه لكل مجموعة
هاجس حماية مصالحها .فبدون إجراء إصالح
يفر�ضها حتديث احلكامة ،و�إعمال التعاقد تشاركي ،ليس هناك امتالك .وبدون توافق
التكاملي بني القطاعني العام واخلا�ص اجتماعي ،من الصعب االلتزام مع الشركاء
االستدالل المنطقي: نظرا لتضارب مصالحهم ،وبدون حوار منظم،
من الممكن أن تتعرض العملية للمصادرة من
تتوفر السلطات العمومية المغربية ،كما هو طرف مجموعات الضغط.
الشأن في دول أخرى ،على مجموعة من
الروافع لتوجيه سير المنظومة الصحية :اإلطار إن تحديث قطاع الصحة هو بامتياز مسألة
القانوني والتنظيمي و المعايير التقنية و معايير حوار أكثر منه اختيارات تقنية .ويجب ترجمة
الجودة و المحفزات المالية .و إلعطاء دفعة الحوار إلى اتفاقات وشراكات ملموسة .غير
جديدة للمنظومة - ،لمنح المحددات االجتماعية أنه ،وكما هو الشأن بالنسبة لالختيارات التقنية،
للصحة االهتمام الذي تستحقه من أجل تسريع يجب االعتماد على المعلومة الذكية واالسس
العلمية الصلبة .ويبقى هذا الحوار واالختيارات
-18منذ القرن 19لم يتوقف دور السلطات العمومية عن التزايد في مجال الصحة خاصة على صعيد التمويل و كذا التنظيم –و
في المكان الذي انسحبت فيه السلطات العمومية من قطاع الصحة -كما كان الشأن مع عدد من البلدان خالل الربع األخير من القرن
الماضي ،بشكل افتراضي في معظم األحيان ألن الدول كانت جد ضعيفة كي تتحمل مسؤولياتها ،و في بعض األحيان انطالقا من اختيار
إديولوجي -عدم االكتراث ذاك انتهى بركود بل حتى بتراجع في المؤشرات الصحية و تفاقم في عدم المساواة في الصحة و قصور
كبير ناتج عن التركيز االستشفائي و تجزيء و كذا المتاجرة في العالجات الصحية -أنظر التقرير العالمي حول الصحة لسنة .2008
34
الكتاب األبيض
الصحة مثال مستعجالت الصحة العمومية أو التقدم نحو تحقيق التغطية الشاملة -يجب كذلك
استئصال بعض األمراض -يمكن أن تتطلب وضع بنيات وممارسات لحكامة تختلف عن
تدبيرا متمركزا للسلطة ،من خالل «التحكم سالفتها.
والمراقبة» .فاإلشراف على القضايا المركبة
لمنظومة حديثة هو إذا باألساس مسالة قيادة ويتعن على هذا التحديث األخذ بعين االعتبار
و حوار :نمط « التوجيه والتفاوض» .فعلى في البداية تنوع العناصر المكونة للمنظومة
الدولة ،خاصة وزارة الصحة ،العمل كرئيس الصحية ،والذي هو حاليا نظام مزدوج ،وهذا
«أوركسترا» و كوسيط لعقد اجتماعي حول شيء مستحسن ،إال أنه يتعين مالئمة البنيات
الحق في الصحة ،وليس كعون تنفيد رئيسي كما مع الحقائق الجديدة .و هذا يعني بالنسبة لوزارة
كان الحال لمدة خمسين سنة مضت. الصحة االنتقال من تركيز تقليدي على تدبير
البنيات والموارد البشرية للقطاع العام فقط ،إلى
وال يمكن تدبير تعددية المنظومة الصحية قيادة وضبط مجموع المنظومة الصحية بشقيها
بالمغرب إال من خالل االنتقال الى القيادة الخاص والعام.
والتحاور ،و األخذ بعين االعتبار أهمية الالتركيز
الترابي الذين يعتبران محددات لصحة القرب . ويعني التحديث كذلك االنتقال من التمركز
القوي الذي ينطلق من تحديد المعايير التقنية إلى
الحقيقة هي أنه يتواجد بالمغرب ،إلى جانب أبسط قرارات تدبير العاملين بالقطاع ،إلى رؤية
القطاع العام ،قطاع خاص متنوع ومجزء .و تأخذ بعين االعتبار اإلرادة الوطنية لالتمركز
يمكن التحدي في تنمية شراكات بينهما بهدف بما تحمله من مجاالت لالبتكار والمرونة.
تحقيق التكامل عوض المنافسة .من جهة أخرى، ويتعلق االمر هنا ،بالنسبة لعدد مهم من مدبري
هناك تحوالت جارية ،منها الفصل بين وظيفتي قطاع الصحة ،بثورة عميقة على تقاليد عملهم.
الشراء وتقديم الخدمات على سبيل المثال ،وهذه كما يتعلق األمر كذلك بإحداث روافع و بنيات
حقيقة واقعية في إطار نظام المساعدة الطبية للتنسيق بين المستويات المركزية والمجاالت
والتأمين اإلجباري األساسي عن المرض. المستقلة الجديدة ،مع إعادة تحديد المسؤوليات
لذى ،فاالستجابة للحاجيات واالنتظارات تحتم، ومتطلبات المسائلة.
تدريجيا ،إيجاد توازن بين البنيات القديمة
والجديدة للتمكن ،في نفس الوقت ،من قيادة و في األخيرهناك بعد ثالث لتحديث حكامة
اإلصالح وتدبير المنظومة في شموليتها. الصحة بالمغرب ،والذي له كذلك ارتباط
ببنيات وطرق اشتغال الوزارة .فبعض تحديات
35
املناظرة الوطنية الثانية للصحة 2013
اإلطار :8
مساهمة القطاع الخاص من خالل التعاقد :حالة العجز الكلوي الحاد كمثال.
اختارت وزارة الصحة ،في إطار تقوية روابط التعاون والتكامل الموجودة بين القطاعين العام والخاص ،توسيع
أنشطتها المتعلقة بالتكفل بالعجز الكلوي الحاد من خالل شراء خدمات القطاع الخاص.
وتستجيب هذه الشراكة اللتزامات الحكومة الرامية إلى إنجاح نظام المساعدة الطبية وخاصة التكفل بمرضى القصور
الكلوي الحاد ،وإلى قرار الوزارة بمواجهة الطلب المتزايد على التكفل به.
وتجدر اإلشارة إلى أن البنيات العمومية ال تستطيع حاليا تلبية هذا الطلب ،وذلك ألسباب مختلفة ،منها محدودية قدرات
مراكز تصفية الدم و عدم كفاية الموارد البشرية والحاجيات ،على ما يبدو ،ال تبرر استثمارات كبرى.
وفي هذا اإلطار ،وإيمانا منها بالدور الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص في تحسين عرض التكفل بمرضى القصور
الكلوي المزمن النهائي ،فقد تم عقد شراكة مع الجمعية المغربية ألطباء الكلي سنة .2009وترمي هذه الشراكة،
األولى من نوعها في قطاع الصحة ،إلى التعاون بين الطرفين في مجال تقديم الخدمات الموجهة للمرضى المصابين
بالقصور الكلوي المزمن النهائي بمراكز تصفية الدم الخاصة .ويستفيد من هذه االتفاقية المرضى المسجلون بلوائح
االنتظار مع إعطاء األولوية للمرضى المستفيدين من نظام المساعدة الطبية .وتغطي هذه االتفاقية مجموع الخدمات،
خاصة حصص تصفية الدم ونقل المرضى ،في حالة االستعجال ،إلى مؤسسة للعالجات والمتابعة الطبية وكذا األنشطة
التوعوية.
وقد خصصت وزارة الصحة ،سنة ،2009ستين ( )60مليون درهم لهذا البرنامج ،مما سمح بالتكفل ب567
مريضا .وعرف هذا المبلغ ارتفاعا تدريجيا ليصل سنة 2013إلى 200مليون درهم تغطي 2250مريضا.
36
الكتاب األبيض
-الفصل بين وظيفتي االقتناء وتقديم ما العمل؟
الخدمات؛
-الفصل بين الوظائف المعيارية والتدبيرية، 1تغيير طريقة ممارسة السلطة :االنتقال من
درجة التفويض للوكاالت؛ نمط ممارسة سلطة فوقية نحو نمط يعتمد
-توزيع مجاالت استعمال السلطتين التوجيه والتفاوض ,وهذا يعني تغيير طريقة
المركزية والجهوية؛ العمل وخاصة االستثمار في التشاور مع شركاء
-وضع آليات االلتقائية بين مختلف أنظمة متعددين .و تتضمن المهام الواجب القيام بها:
التأمين الصحي؛ -إحداث خريطة للفاعلين ولبنيات التشاور
-وضع نموذج لضبط العالقات المتبادلة بين الموجودة؛
الممولين ومنتجي الخدمات :التحكيم داخل -تقييم قوة المناظرات الوطنية كوسيلة
كل بنية شراء الخدمات الصحية بالوزارة للتشاور ووضع التصور انطالقا من تجربة
أو بوكالة وطنية لتمويل العالجات مثال المناظرة الوطنية لسنة 2013؛
()ANAM؛ -مأسسة المناظرات الوطنية ،إن اقتضى
-تحديد مدى استقاللية أجهزة الضبط؛ الحال ،كهيئة استشارية عليا مع مجموع
-التخطيط التشاركي الجهوي لمنظومة األطراف المعنية .وعلى هذه المناظرات
عرض العالجات بشقيها (العام والخاص)؛ إقرار الهيئات االستشارية ذات الطابع
-إحداث آليات االعتماد؛ التقني التي سيتم إحداثها.
-إحداث إطار للحوار الجهوي من أجل
التكاملية والشراكات بين القطاعين العام 2تكوين مجموعة كافية من الموارد البشرية
و الخاص (عقدة-إطار ،اتفاقيات التدبير و ذات قدرات على القيادة والتفاوض والتعاقد:
عقدة-برنامج)؛ وتشمل المهام الواجب القيام بها كما يلي:
-التعاقد بشأن الخدمات من طرف مختلف -تكوين مجموعة توجيهية بجانب الكتابة
البنيات العمومية والخاصة حول نظام العامة للوزارة ،محاطة ب « خبراء الفكر
المساعدة الطبية والتأمين اإلجباري األساسي والرأي» ،وشخصيات من المجتمع المدني
عن المرض في ضوء المخططات الجهوية لتدعيم اإلصالح من خالل عملية التفكير
لعرض العالجات واالتفاقيات-اإلطار. والتبادل على المستويين الوطني والدولي.
شروط أولية: -االستثمار ،على المدى المتوسط ،في خبرة
التفاوض والتعاقد.
-تحديث اإلطار القانوني الذي يتعلق بالتعاقد، -االستثمار في ثقافة التبادل و االبتكار،
بما فيه مسألة استقاللية بنيات العالجات و خاصة من خالل برنامج محدد للدراسات
دراسة مختلف الخيارات لوضع الحوافز المالية والبحث والتبادل الدولي.
واالجراءات االحترازية لمصلحة الساكنة .
-توفير المعلومة الالزمة لتعاقد متوازن (خرائط 3إعادة تصميم بنية الحكامة ،من خالل ضبط
جهوية لعرض العالجات وتحليل تكلفة اإلنتاج سلسلة من القرارات بشأن الهياكل التي تؤثر
بمختلف الشبكات). على عمل المنظومة الصحية المغربية:
37
املناظرة الوطنية الثانية للصحة 2013
• فتح نظام المعلومات الصحية على شريحة الور�ش :8و�ضع نظام معلوماتي ذكي
عريضة من المستعملين:
االستدالل المنطقي:
في منظومة صحية حديثة وتعددية ،ال
يخدم نظام المعلومات الصحية وزارة ال يمكن التدبير بدون قواعد علمية وبدون
الصحة وحدها ،وإنما يتم تنظيمه معلومة « ذكية» .فالمعلومة الصحيحة والدقيقة
لتكون المعلومة في خدمة مستعملين تمكن من قيادة المنظومة والقيام باختيارات
مختلفين ومتعددين ،كالفاعلين اآلخرين استراتيجية لتكييفها مع التغييرات المجتمعية.
في القطاع دون أن ننسى المرتفقين لكن أنظمة المعلومات الصحية الكالسيكية تصمم
والمجتمع المدني ()19
في الغالب كبنيات إدارية مغلقة ،حيث يتم تدفيق
• االنتقال إلى هندسة شبكية : المعطيات من المصالح الخارجية في اتجاه
وزارة الصحة التي هي «الزبون» الرئيسي
إن بنية نظام اإلعالم الصحي لمنظومة للمعلومات الممكن استخالصها .وتغطي هذه
صحية حديثة وتعددية ال يمكن أن تكتفي المعلومات باألساس ثالث مجاالت :المراضة
فقط بالمعطيات التي تأتيها من التسلسل وحجم الخدمات المقدمة والموارد المستعملة .إال
الهرمي للبنيات العمومية ،وإنما يجب أن أنه من الواضح أن هذه األنظمة ال تستجيب إال
تأخذ شكل شبكات معارفية منفتحة وذلك جزئيا للطلب المتزايد على المعلومة الصادرة
بالتعاون مع عدة مؤسسات و مصادر عن عدة فاعلين ،وليس فقط عن وزارة الصحة.
للمعلومة ( .)20كما يمكن استعمال
التكنولوجيات الحديثة كإمكانية لتجاوز فباستثناء بعض المجاالت المتخصصة ،كصحة
الحواجز الحالية وضمان الشفافية األم مثال ،فإن المغرب يفتقر للمعطيات الخاصة
الضرورية لبنية منفتحة .باالعتماد باألمراض المزمنة أو بتصورات الساكنة على
على هذا النظام المعلوماتي «الذكي»، سبيل المثال .وهذا االفتقار للمعطيات يعود
يمكن تهيئ المشاريع الجهوية للصحة لتصور بيروقراطي إداري مبالغ في التنظيم
ومشاريع المؤسسات ومختلف االتفاقات واإلدماج واستعمال المعلومة.
التي توجد في قلب حركية تعاقد ما العمل؟
التفويض للمسؤوليات و المساءلة اللتين
تشكالن مركز الحكامة الجديدة. للتمكن من تحفيز اإلصالح وتحسين تدبير قطاع
الصحة ،يجب إحداث نقلة نوعية في إنتاج واستعمال
• التركيز على ما هو استراتيجي للتدبير: المعلومة ،و ذلك من خالل ثالث مجاالت:
-19تحتاج الجماعات المحلية و كذا األوساط الجمعوية إلى تزويد أحسن بالمعلومات بطرقة يستطيعون معها حماية صحة أعضائهم و
العمل على تقليص التهميش و كذا تحسين العدالة .يحتاج مهنيو الصحة أيضا إلى تزويد أحسن بالمعلومات كي يتمكنوا من تقديم خدمات
من جودة أحسن و كذا تحسين التعاون و االندماج بين المصالح .يحتاج المسؤولون السياسيون إلى معرفة مدى استجابة المنظومة
الصحية إلى أهداف المجتمع و كذا طريقة استعمال المال العام.
-20مؤسسات جامعية ،منظمات غير حكومية ( ،)ONGمؤسسات التأمين الصحي ،معطيات التعداد ،الدراسات حول االتفاق
األسري ،استطالعات الرأي...إلخ.
38
الكتاب األبيض
وهذا ممكن بفضل التكنولوجية الحديثة. يجب توسيع نطاق نظام االعالم الصحي
ليشمل مجاالت أخرى غير المغطاة في
شروط مؤسساتية: الوقت الراهن ،مع البحث إراديا على انتاج:
• وضع خريطة لمصادر المعلومات -المعلومة االستراتيجية الضرورية لقيادة
المتوفرة والثغرات المتواجدة به و تحيينها االصالح ،وذلك:
• لفهم المشاكل والتحديات؛
• تنظيم التعاون بين مختلف الهياكل • لمتابعة التقدم في اتجاه منظومة صحية
والمنظمات المتدخلة «جيدة» ()21؛
• تحديد العوائق القانونية والسياسية والتقنية • لجرد إكراهات المنظومة.
التي تحول دون وضع الشبكات و الوصول -المعلومة التي تحتاجها مختلف بنيات الحكامة
إلى المعلومة لتدبير المنظومة (بنيات التعاقد ،والتنظيم و
• تقييم الفرصة المتاحة لتفعيل الهيئة المكلفة التخطيط وغيرها).
بالحرص على النظام اإلعالمي الصحي. -المعلومة الضرورية لجودة العالجات
واستمراريتها .فيجب تمكين كل مواطن،
الور�ش :9مك�سب وحتدي :مكانة مهنيي مستقبال ،من الولوج إلى ملفه الطبي ،إذ أنه
ال�صحة و دورهم يف الإ�صالح باستعمال التكنولوجيات المعلوماتية الحالية،
يمكن تصميم هذا الملف ،منذ البداية ،على أساس
االستدالل المنطقي:
استخدامه كذلك لغرض تدبير وقيادة المنظومة.
يعتبر تمويل المنظومة الصحية تحديا رائعا،
• ملف معلوماتي للفرد ولألسرة سهل الولوج
لكون التقدم الحاصل في التمويل الصحي في
وسري لضمان استمرارية العالجات:
المغرب ،خالل السنوات األخيرة ،يدعو إلى
االرتياح .في حين لم يتحقق الشيء الكثير يجب أن يشكل الملف الطبي للفردي ولألسرة
بالنسبة للموارد البشرية ،وهو األمر الذي يشكل ركيزة للنظام المعلوماتي الصحي .لذا يجب
تحديا كبيرا .بالنسبة للذين يعرفون جيدا القطاع أن ال يقتصر عمل هذا النظام على مجهودات
الصحي ،فواضح بأن نجاح كل إصالح يتوقف القيادة والتدبير وإنما يجب أن تكون خدمة
بشكل كبير على الموارد البشرية الصحية. الساكنة بشكل مباشر في قلب اهتماماته.
وبدون تعبئة مهنيي الصحة ال يمكن التطلع
لتشغيل المنظومة. من جهة أخرى ،يجب أن يسمح هذا الملف
بمتابعة مسار العالجات التي يسلكها المريض،
لقد تم التطرق إلى التحدي الكبير الذي طرحته و ذلك كوسيلة للمسائلة وتأمين الجودة .كما يمكن
الموارد البشرية ،أكثر من مرة ،في هذ الكتاب اعتباره موردا فعاال للمعلومات االستراتيجية
األبيض .هناك حاجة إلى عدد أكبر من المهنيين شريطة حماية سريته وإرساء عالقة بينه وبين
ومن الموظفين من الكفاءات المتنوعة لتقديم المعطيات المالية والمعطيات الصحية للساكنة
الخبرة الالزمة للتصدي لمحددات الصحة (الصحة العمومية ،الحالة المدنية والمعطيات
(والحالة الصحية غير الجيدة) .كما يجب توفير الديمغرافية واإلحصاءات والمسوحات إلخ)،
39
املناظرة الوطنية الثانية للصحة 2013
الخاص بالتجمعات السكانية الكبرى إضافة إلى مهنيين من نوع آخر وبكفاءات متنوعة وبعدد
ذهاب العديد من األطر شبه الطبية إلى الوظائف أكبر لالستماع واالستجابة النتظارات المواطنين
اإلدارية. الراغبين في الولوج إلى عالجات تتسم بالجودة
والقرب و اإلحالة .إضافة إلى ضرورة التوفر
فمثل هذه التعقيدات ليست حتمية ويمكن على أطر بكفاءات جديدة للتفاوض ،والقيادة
إصالحها بفضل قوة اإلبداع واالبتكار ،حيث واالستعمال الذكي للمعلومة والمعارف لضمان
يمكن إدخال اإلطار المتخصص ضمن أنشطة ممارسة الوصاية على المنظومة.
التطبيب عن بعد ودعم القرب وبهذا يمكن إعادة
التكوين ،كما يمكن تصور هياكل مهنية مختلفة فالمشكل هو كمي باألساس :إذ يجب الرفع من
عبر بوابات جديدة إضافة إلى إمكانية تعزيز عدد األطباء والممرضين بشكل أكبر من ما
عمل القرب ماديا واجتماعيا. هو مخطط له ألن عددهم غير كاف .كما أن
المشكل نوعي كذلك و يرتبط بتكوين المهنيين
كما يجب ،قبل كل شيء ،القيام بتشخيص عميق حيث أن برامج التكوين الحالية ال تهيئ المهنيين
للمشكل استنادا إلى المعلومة الحديثة والمفصلة ال لمواجهة مشاكل الصحة الحالية ،وال للعمل
والدقيقة ،وخاصة المعلومة التي تخص القطاع الجماعي وال لالشتغال باآلليات التكنولوجية
بأكمله وليس فقط مهني القطاع العام .فالتوافق والولوج للمعلومة والتطبيب عن بعد.
الحاصل بشأن خطورة المشكل يعود لعدم وجود
معلومات ملموسة وموثوق بها وكاملة. وهناك مجموعة من التجارب العالمية التي تعتمد
وسائل التكوين في تهييء األطباء والممرضين
ما العمل؟ ألعمال صحية ترتكز على األشخاص و تشجع
-1هناك مشكلتين حادتين تفرض إجراءات عمل القرب .فمن الضروري التسريع في
تحفظية استعجالية: جعل هذه المقاربات في قلب برامج ومقررات
التكوين .إذ يجب أن تمكن هذه المقررات من
• األولى تتعلق بتحديد المناصب و التي اعتماد ممارسة القرب كمهنة مفضلة تفرض
يجب معالجتها بابتكار آليات إدارية ومالية خبرتها الخاصة وليس كما كان سابقا ،مجرد
( صناديق؟ عقد؟)؛ فعل مؤقت.
• الثاني يتعلق باإلحالة المقبلة على ما يناهز فإعادة توجيه التكوين نحو عمل القرب أصبح
7000مهني وزارة الصحة. أمرا مستعجال يفرض االنخراط الواضح
وبالرغم من اإلدخال السريع للتكنولوجيات والقوي واإلرادي لمؤسسات التكوين .وبالرغم
الجديدة وبدل المجهودات في مجال التدريب من أن هذا اإلصالح سيواجه مقاومة ،فإن
لن يتم التغلب على هذه المشاكل .فمن المستحيل التكنولوجيات والتقنيات المتوفرة ،وتجارب
رفع التحدي على المدى القريب بدون إعادة بعض الدول ،كالبرازيل و التايالند و الواليات
النظر في مقررات ومدة تكوين المهنيين المتحدة وبلجيكا ،تبين أن ذلك ممكنا خاصة أن
الطبيين وشبه الطبيين ،وبدون إمكانية اقتراح هناك طلب على ذلك .وأكيد أن هناك أخطاء
على المهنيين ،الذين وصلوا سن التقاعد ،خيار سجلت في الماضي ،كالمبالغة في االستثمار في
االستمرار في العمل. تكوين المتخصصين و المتمركزين في القطاع
40
الكتاب األبيض
المستقبل ،األمر الذي يفرض اعتماد عملية -2هناك مشكلتين أخريين تتطلبان جمع
اإلسقاط وسيناريوهات المستقبل من خالل المعلومة االستراتيجية المفقودة :ويتعلق األمر
إشراك الكليات ومراكز التكوين األخرى والتي بشروط إعادة انتشار مهنيي الصحة و الهجرة.
بدونها ال نستطيع القول بأن الكفاءات التي تم فليست هناك معرفة دقيقة حول أهمية و مسارات
تكوينها هي أكثر مالئمة للحاجيات (خاصة وكيفية التأثير على هجرة األدمغة واألطر من
قدرة أطباء األسرة على العمل مع غيرهم من المغرب إلى الخارج ومن الوسط القروي إلى
المهنيين) و يمكنها أن تتطور خالل مسيرتها الحضري ومن المدن الصغيرة إلى الكبيرة .أو،
المهنية. أيضا من المسالك األولوية بالنسبة للصحة في
اتجاه مسارات مهنية أقل أهمية .لذلك فهناك
-3ثقافة الجودة والخدمة و االكتراث بأخالقيات حاجة للبحث والفهم بواسطة التقنيات المتوفرة.
المهنة .ال تشجع الهياكل الحالية قط على ثقافة
الجودة في خدمة الساكنة .لكنها ليست بحتمية. هذا العمل يجب أن يشمل جرد وتقييم المحفزات
فمعظم مهني الصحة لهم هاجس تقديم عمل ذو ( الحالية والمحتملة ،اإليجابية والمنحرفة)
جودة و قيمة .ويمكن االستفادة من هذا االلتزام كمراجعة األنظمة األساسية للمهنيين و
من خالل إنشاء مجموعة من الحوافز التي االعتراف المؤسساتي بالهوية المهنية للطبيب
هي مغيبة اآلن ،خاصة بالنسبة لتقديم عالجات العام ،وأنظمة الحوافز المالية( وتأثير هيمنة
القرب :الحوافز المالية ،بالطبع ،ولكن أيضا، التعويض على العمل الطبي) و االستعمال
وعلى الخصوص التنمية االجتماعية (من الكبير لتكنولوجيات التواصل ،وغيرها.
خالل التركيز على الفرد والجماعة) و التنمية
المهنية(من خالل ممارسة المسؤولية والعمل • يجب التغلب على معضلة العدد والتخصص.
الجماعي وجعل التواصل ممكنا من خالل إضافة إلى التدابير االحترازية الالزمة (تدبير
التكنولوجيات الجديدة) والتنمية التقنية (من اإلحالة على التقاعد وشيخوخة موظفي الوزارة،
خالل التمكين من استغالل التطور التكنلوجي فهم أهمية هجرة األدمغة للتمكن من ضبطها)،
الذي يسمح بنقل جملة من أنشطة المستشفيات فإنه يجب القيام بمجهود كبير في مجال التكوين
المتخصصة في اتجاه عالجات القرب). والتربية ،بوثيرة تفوق ما هو مخطط له حاليا.
ويبقى هذا المجهود خاضع لنتيجة النقاش حول
-4التخفيف من حدة العالقة بين المهنيين الكفاءات المقترحة.
والمرتفقين .أصبحت العالقة بين المهنيين
والمرتفقين ،في بعض الحاالت ،في السنوات كما يجب تكييف الكفاءات مع حاجيات مجتمع
األخيرة مجاال للصراعات والنعدام الثقة .بقدر في طور التحول .سواء من حيث محددات
ما يمكننا أن نتفهم مشاعر اإلحباط لذى الطرفين الصحة و تقديم العالجات أو الحكامة ،هناك
داخل منظومة ذات االختالالت اليومية ال مشاكل الكفاءات وقدرة هذه الكفاءات على
تسمح برؤية المكتسبات التي تحققت في المجال التكيف مع تحوالت المجتمع .فإذا كان المهنيون
الصحي مما ال يساهم في تحسين الوضع القائم. المكونون بالمغرب ال يسايرون االحتياجات
المتغيرة للبالد ،فمن الالزم إعادة تحديد مالمح
يجب أن يسمح المجتمع بحرية التعبير عن هذه الكفاءات .ويجب أن تكون مفاهيم القرب
الشكايات المشروعة مع توفير قنوات تبليغها و والمجالية في قلب هذه المراجعة .إذ من الالزم
اإلجابة عنها .فتليين العالقة بين الطرفين تمر التفاعل في مواجهة المشاكل القائمة وتوقع
41
املناظرة الوطنية الثانية للصحة 2013
إن تحديث المنظومة الصحية أصبح ضروريا عبر الشفافية والحوار ،مع أنه ال يجب االقتصار
لصحة السكان .و إنجازه بشكل جيد سيساعد ال على سماع المرتفقين فقط.
محالة من تحسين الحياة المهنية للعاملين.
لقد أظهرت تجربة العديد من البلدان وجود
إال أنه ال يتم تغيير منظومة بواسطة أدوات فجوة كبيرة بين نوايا أولئك الذين يريدون
قانونية فقط .ليس هناك إصالح ممكن دون تنظيم التغيير في المنظومة الصحية وانتظارات
التفكير القبلي في تملكه من قبل الفاعلين و أولئك الذين يعملون على أرض الواقع .و تفسر
في المقام األول مهنيي الصحة .إذ أن التنظيم هذه الفجوة بين النوايا واالنتظارات من خالل
الهيكلي للمنظومة يحمل في طياته دوافع تحول المصالح الضيقة لفئات مختلفة .كما يتعلق األمر
أحيانا دون االنخراط في اإلصالح .و لكن كذلك بتصور الفاعلين الممارسين ،وهي الفئة
في نفس الوقت هناك إرادة قوية لدى العاملين التي ال يتم االستماع إلى آرائها وانتظاراتها.
لتخطي الحواجز. ومن الجيد األخذ بعين االعتبار بشكل منهجي
من خالل المسوحات والمشاورات والمناقشات
لتفادي مقاومة التغيير و خاصة لتعبئة قدرة
مجموع المهنيين على التغيير.
42
الكتاب األبيض