You are on page 1of 3

‫إننا في الفريق اإلشتراكي نعتبر أن االستفادة من نظام رعاية صحية‬

‫يتسم بالفعالية واإلنصاف والجودة حق لكل مواطن مغربي‪،‬‬


‫كما نبرز مدى االهتمام الذي يوليه صاحب الجاللة الملك محمد السادس‬
‫نصره هللا وأيده للمنظومة الصحية الوطنية لتكون في مستوى ورش‬
‫تعميم الحماية االجتماعية وذلك بتوفير الرعاية الصحية لكافة‬
‫المواطنين‪ ،‬وضمان الولوج إليها على قدم المساواة‪.‬‬

‫لمعالجة االمن الصحي‪ ،‬يجب تشخيص مرضه‪ ،‬وذلك ما جاء به التقرير‬


‫الموضوعاتي? ألمن الصحي ‪ ،‬حيت سلط الضوء على واقع الصحة‬
‫الحالي و مكامن الخلل الهيكلية التي تحول دون تحقيق النجاعة‬
‫المطلوبة في تدبير المنظومة الصحية الوطنية‪ ،‬أهـمهـا تعاقب مجموعة‬
‫من اإلصالحات دون إحداث تغيير حقيقي داخل القطاع‪.‬‬

‫فبالرغم من التحسن في بعض المؤشرات الصحية كارتفاع معدل العمر‬


‫المتوقع وانخفاظ نسبة األمراض المعدية وانخفاض الوفيات عند الوالدة‬
‫لدى األمهات‪ ،‬إالّ أن الفوارق االجتماعية للصحة ظلت شاسعة على‬
‫مستوى توزيع وتقديم الخدمات الصحية كما ظلت السياسات المتبعة‬
‫تفتقر الى مبدأ العدالة واإلنصاف في ولوج العالج‪ ،‬من منا لم يجد نفسه‬
‫في موقف لم تكن فيه المنظومة الصحية في مستوى انتظاراته؟ نظراً‬
‫لبنية األنظمة الصحية والحواجز المتعددة ومدة االنتظار الطويلة قبل‬
‫الحصول على موعد وعدم فهم مسار العالجات وما إلى ذلك من‬
‫العقبات‪.‬‬

‫وكذلك نزيف قطاع الصحة بسبب ضعف البحث العلمي و هجرة األطباء‬
‫إلى الخارج أو من القطاع العام إلى القطاع الخاص بسبب تدني االجور‬
‫والتعويضات حيث أنه يوجد في المغرب ‪ 23‬ألف طبيب بمعدل طبيبين‬
‫لكل ألف نسمة مقابل الحاجة إلى ‪ 32‬ألف طبيب وفق معايير منظمة‬
‫الصحة العالمية‪.‬‬
‫والمالحظ اليوم تكريس المقاربة الرامية الى التخلي التدريجي للحكومة‬
‫عن مسؤولياتها في تحمل نفقات الرعاية الصحية لجميع المواطنين‪،‬‬
‫فباإلضافة الى ضعف النفقات الصحية التي ال تتعدى ‪ 7‬في المائة من‬
‫الميزانية العامة السنوية عملت على فرض رسوم إضافية على‬
‫الموظفين وأجراء القطاع الخاص حددتها في ‪ 20‬في المائة من تكلفة‬
‫الخدمات الصحية المقدمة من استشفاء وجراحة وتشخيص وأشعة‬
‫وتحاليل وأدوية رغم المساهمة الشهرية االجبارية ‪،‬وقد تصل هده‬
‫الرسوم الى مبالغ يعجز المؤمن عن أدائها ويصبح متابعا من طرف‬
‫المستشفيات العمومية عبر مديرية الضرائب أو القضاء بالنسبة‬
‫للمصحات وبالتالي فالحكومة تعتمد أكثر في سياستها الصحية على‬
‫جيوب المواطنين واألسر‪.‬‬

‫إذن الزالت هناك العديد من التحديات التي يجب مواجهتها‬


‫من أهـمهـا ‪:‬‬
‫التحسين الدائم لجودة الخدمات الصحية والذي يعد من الرهانات‬
‫األساسية في تقديم الحلول المناسبة لكل الحاالت المطروحة في ظل‬
‫احترام الكرامة اإلنسانية‪.‬‬

‫وكذلك تحرير طاقات الموارد البشرية العاملة في مجال الصحة والذي‬


‫سيمكن من تدبير يستجيب أكثر للحاجيات ومن توزيع ترابي أكثر عدالة‬
‫للكفاءات حتي يتمكن كل مواطن من االستفادة‪.‬‬

‫ويجب كذلك تقليص الفوارق بين المدن والقرى في إصالح البنية‬


‫التحتية الصحية وإصالح منظومة األدوية سعرا وكذلك تصنيعها? محليا‬

‫كما نعلم أن أزمة كوفيد‪ 19-‬هـي أزمة كبرى مست المنظومة الصحية‬
‫برمتها حيث أن مغرب ما قبل الجائحة ليس هو مغرب ما بعد الجائحة‪،‬‬
‫خصوصا فيما يتعلق بالدعم واالهتمام المتزايد الذي أصبح الجميع يوليه‬
‫للمنظومة الصحية‪ ،‬وإعطائها أولوية قصوى‪ ،‬تجعل منها نقطة ارتكاز‬
‫اللتقائي لمختلف السياسات والبرامج والمشاريع العمومية"‪.‬‬

‫لكن أزمة كوفيد ال يجب أن ُت َغ ِّيب األنشطة األخرى لمنظومة الصحة أي‬
‫تلك التي تعالج األمراض المزمنة وغير المعدية‪ .‬وبالفعل‪ ،‬إذا كانت‬
‫العناية موجهة اليوم إلى التداعيات الصحية لفيروس كورونا‪ ،‬يبقى من‬
‫الضروري الحفاظ على العناية الصحية لكل من يحتاج إليها كل يوم‪.‬‬

‫ونشير أيضا أن التحول إلى النسق الرقمي له انعكاسات ملموسة على‬


‫مجال الصحة حيث أن بناء نطام معلوماتي صحي آمن وفعال قادر على‬
‫االستجابة بسرعة لكل التحديات الصحية في مجال تدبير األوبئة وتسيير‬
‫المنظومة االستشفائية برمتها‬

‫من جهة أخرى وحتى نكون ضمن صلب الواقع‪ ،‬يستحيل تحقيق سيادة‬
‫صحية بتمويل ال يتجاوز ‪ %7‬مقابل ‪ %12‬الموصى بها عالميا‬

‫كما يعلم الجميع أن األمن الصحي جزء من األمن االستراتيجي وأن‬


‫الصحة تتضمن بعداً كونيا وتمثل مِلكا ً مشتركأ أساسيأ‪ .‬بمعنى آخر‪،‬‬
‫يمكن القول إن تحسين المنظومة الصحية يتيح حياة أفضل للجميع‪.‬‬
‫ومن ثم‪ ،‬فإن ضمان ولوج الجميع للخدمات الصحية يعني قبل كل شيء‬
‫احترام الكرامة اإلنسانية? لكل شخص‪.‬‬

You might also like