Professional Documents
Culture Documents
وكذلك نزيف قطاع الصحة بسبب ضعف البحث العلمي و هجرة األطباء
إلى الخارج أو من القطاع العام إلى القطاع الخاص بسبب تدني االجور
والتعويضات حيث أنه يوجد في المغرب 23ألف طبيب بمعدل طبيبين
لكل ألف نسمة مقابل الحاجة إلى 32ألف طبيب وفق معايير منظمة
الصحة العالمية.
والمالحظ اليوم تكريس المقاربة الرامية الى التخلي التدريجي للحكومة
عن مسؤولياتها في تحمل نفقات الرعاية الصحية لجميع المواطنين،
فباإلضافة الى ضعف النفقات الصحية التي ال تتعدى 7في المائة من
الميزانية العامة السنوية عملت على فرض رسوم إضافية على
الموظفين وأجراء القطاع الخاص حددتها في 20في المائة من تكلفة
الخدمات الصحية المقدمة من استشفاء وجراحة وتشخيص وأشعة
وتحاليل وأدوية رغم المساهمة الشهرية االجبارية ،وقد تصل هده
الرسوم الى مبالغ يعجز المؤمن عن أدائها ويصبح متابعا من طرف
المستشفيات العمومية عبر مديرية الضرائب أو القضاء بالنسبة
للمصحات وبالتالي فالحكومة تعتمد أكثر في سياستها الصحية على
جيوب المواطنين واألسر.
كما نعلم أن أزمة كوفيد 19-هـي أزمة كبرى مست المنظومة الصحية
برمتها حيث أن مغرب ما قبل الجائحة ليس هو مغرب ما بعد الجائحة،
خصوصا فيما يتعلق بالدعم واالهتمام المتزايد الذي أصبح الجميع يوليه
للمنظومة الصحية ،وإعطائها أولوية قصوى ،تجعل منها نقطة ارتكاز
اللتقائي لمختلف السياسات والبرامج والمشاريع العمومية".
لكن أزمة كوفيد ال يجب أن ُت َغ ِّيب األنشطة األخرى لمنظومة الصحة أي
تلك التي تعالج األمراض المزمنة وغير المعدية .وبالفعل ،إذا كانت
العناية موجهة اليوم إلى التداعيات الصحية لفيروس كورونا ،يبقى من
الضروري الحفاظ على العناية الصحية لكل من يحتاج إليها كل يوم.
من جهة أخرى وحتى نكون ضمن صلب الواقع ،يستحيل تحقيق سيادة
صحية بتمويل ال يتجاوز %7مقابل %12الموصى بها عالميا