You are on page 1of 29

‫مقياس ‪ :‬الخدمة االجتماعية الطبية‬

‫المستوى ‪:‬السنة األولى ماستر‬


‫تمهيد ‪:‬‬
‫إن الخدمة االجتماعية ظهرت مع ظهور الحاجة إليها في المجتمع اإلنساني و كان لظهورها كمهنة في‬
‫أوائل القرن الحالي فرضتها الحاجة الماسة إلي جهود متخصصة في تقديم خ دمات فعال ة إلى المحت اجين‬
‫إليها ‪،‬و باتجاه العلم الحديث إلى التخصص ‪ ،‬و تحديد دائرة بحث كل علم في أضيق الحدود الممكنة ليحق ق‬
‫أقصى فاعلية ممكنة ‪،‬ومع نمو المجتمع اإلنساني و تعقده ‪،‬ومن ثم تعدد مشكالت أف راده ‪،‬ك ان من الط بيعي‬
‫أن تظهر الخدمة االجتماعية النوعية المتخصصة لتقدم بدورها أفضل خدمات ممكنة لإلنسان‬
‫و بما أن الرعاية الصحية إحدى مجاالت الرعاية االجتماعية فإن الخدم ة االجتماعي ة غ زت مج االت‬
‫عديدة و من بينها المجال الطبي ‪.‬‬

‫المحاضرة األولى ‪ :‬نشأة الخدمة االجتماعية الطبية‬


‫ظهرت الخدمة االجتماعية الطبية في إنجلترا عام ‪ 1880‬عندما تبين أن المرضى المص ابين ب األمراض‬
‫العقلية يحتاجون إلى رعاية الحقة بعد خروجهم من المصحات و تقدم لهم الرعاي ة في بي وتهم ح تى يمكن‬
‫تجنب تكرار هدا المرض ‪.‬‬
‫كانت الزائرات يذهبن إلى بي وت المرض ى ‪،‬حيث يبص رون أس رة الم ريض ‪،‬و أص دقائه بن وع الرعاي ة و‬
‫المعاملة الالزمة له بعد خروجه من المستشفى ‪.‬‬
‫و ك ان المص در الث اني للخدم ة االجتماعي ة الطبي ة فري ق الس يدات المحس نات الالئي كن يتط وعن في‬
‫المستش فيات اإلنجليزي ة في لن دن ع ام ‪ 1890‬للقي ام ب البحوث االجتماعي ة ‪،‬لتقري ر أحقي ة مق دم الطلب و‬
‫االستعانة ببعض الجمعيات الخيرية لمساعدة المريض‪.‬‬
‫و في نيويورك عام ‪ 1893‬ق امت الزائ رات الص حيات بزي ارة بي وت الفق راء من المرض ى في األحي اء‬
‫المجاورة لمجلة هنري ستريت لسداد نفق ات الرعاي ة العالجي ة و التم ريض و لق د لفت انتب اههن العدي د من‬
‫المشكالت االجتماعية و الشخصية التي تنشأ عن المرض ‪ ،‬و لما أدركت المستشفيات بأن الزي ارة المنزلي ة‬
‫تؤدي إلى تقدم كبير في تأثير العالج الطبي دأبت على إرسال الزائرات الصحيات من المستشفى لمباش رة‬
‫الرعاية الالحقة و اإلشراف على المرضى بعد خروجهم من المستشفيات و بذلك كانت الزائ رات الص حيات‬
‫المصدر الثالث للخدمة االجتماعية الطبية‪.‬‬
‫أما المصدر الرابع للخدمة االجتماعية الطبية فكان عن طريق طالب كلية الطب الذين أجروا تدريبا عمليا‬
‫في المؤسسات االجتماعية ‪،‬فقد طلبت جامعة بالتيمور سنة ‪ 1902‬أن تشمل الدراسة المش كالت االجتماعي ة‬
‫و االنفعالية ‪،‬و طلبت أن يعمل طالبها كمتطوعين في المؤسسات الخيرية حتى يكتسبوا فهما و إدراكا لآلث ار‬
‫االجتماعية و االقتصادية و ظروف المعيشة في حالة المريض ‪.‬‬
‫و على ضوء هذه الخبرات نشأت الخدمة االجتماعية الطبية سنة ‪ 1905‬في جهات مختلفة في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية و أصبح األخصائيون االجتماعيون أعضاء في هيئات موظفي المستشفيات العامة بع د أن‬
‫أصبح الطبيب المتخص ص الح ديث ال يس تطيع أن يتع رف بدق ة على الحال ة المعيش ية و ال دخل و البيئ ة و‬
‫عادات و شخصية المريض كما كان الحال مع طبيب العائلة السابق ‪،‬و ك ان أطب اء مستش فى مساشوس تس‬
‫هم أول من لمسوا الحاجة إلى األخصائي االجتم اعي للقي ام بمس اعدة الم ريض بع د خروج ه من المستش فى‬
‫لمالحقة تنفيذ أوامر الطبيب و إرشاد األسرة في ما يخص نوع التغذية المالئمة ‪.‬‬

‫المحاضرة الثانية ‪:‬ماهية الخدمة االجتماعية الطبية‬


‫يمكن تحديد ماهية الخدمة االجتماعية الطبية بصورة واضحة من خالل تطورها في أمرين ‪:‬‬
‫تحول الخدمة االجتماعية الطبية من مج رد خدم ة ت ؤدى في مؤسس ة اجتماعي ة إلى نس ق اجتم اعي ل ه‬ ‫‪-1‬‬
‫ضرورة الزمة في المجتمع ‪.‬‬
‫تحول الخدمة االجتماعية الطبية بدال من تركيزه ا على التفاع ل بين الم ريض و المجتم ع و ت دخلها في‬ ‫‪-2‬‬
‫تكيف المريض مع الظروف الموجودة ‪ ،‬إلى تركيزها على رفع األداء االجتماعي للفرد‪.‬‬
‫و لقد عرض الدكتور ريتشاركابت ‪ - Richard Cabet‬و هو من األطباء الرواد األوائل في قيادة تطور‬
‫الخدمة االجتماعي ة الطبي ة‪ -‬تعري ف ه ذا المي دان بقول ه أن الخدم ة االجتماعي ة الطبي ة تس اعد الط بيب في‬
‫التشخيص ‪،‬العالج ‪،‬طوال فترة دراسة حالة الم ريض في الموق ف االجتم اعي ال ذي يحي ط ب ه ‪،‬و الظ روف‬
‫االجتماعية التي يعيش فيها باإلضافة إلى ذلك ف إن األخص ائي االجتم اعي الط بي يحق ق المس اعدة بواس طة‬
‫تنظيم الموارد المتاحة في المستشفى إلى جانب تلك التي توجد في األسرة و المجتمع إلى درج ة يحق ق معه ا‬
‫فاعلية العالج الطبي ‪.‬‬
‫و للخدمة االجتماعية الطبية تعريفات عديدة تختلف في الصياغة و الشكل لكنها تتفق من حيث المضمون‬
‫و الجوهر و من أهم هذه التعريفات نذكر‪:‬‬
‫تعريف محمود حسن ‪:‬عرفها بأنها العمليات المهنية و الجهود العلمية التي يقوم بها األخص ائي االجتم اعي‬
‫لدراسة استجابات المريض نحو مشاكله المرضية و تتضمن كل من خدمة الفرد و خدمة الجماع ة في بعض‬
‫المواقف ‪ ،‬و تقوم الخدمة االجتماعية الطبية بوظيفتها في المستشفيات و العي ادات و غيره ا من المؤسس ات‬
‫الطبية لتوفير الفرص المالئمة التي تسمح للمريض باالس تفادة من الخ دمات الطبي ة بص ورة فعال ة ‪ ،‬و تهتم‬
‫الخدمة االجتماعية الطبي ة بص فة خاص ة بتق ديم المس اعدة في مش كالت التكي ف االجتم اعي ‪ ،‬و المش كالت‬
‫االنفعالية التي تؤثر في تطور المرض وسير العالج و تهدف إلى مساعدة المريض على االس تفادة الكامل ة‬
‫من العالج ‪،‬و مساعدته و أسرته على التكيف في بيئته االجتماعية الخارجية ‪.‬‬

‫تعريف فاطمة الحاروي ‪ :‬عرفتها بأنها مجموعة المجهودات االجتماعية الموجهة إلى مساعدة الطبيب‬
‫في تشخيص بعض الحاالت الغامضة ‪،‬و في رسم الخطة العالجي ة له ا ‪،‬و إلى تمكين المرض ى من االنتف اع‬
‫بالعالج المقدم لهم و استرداد وظائفهم االجتماعية و ذلك بإزالة العوائق ال تي تع ترض طري ق انتف اعهم من‬
‫الفرص العالجية المهيأة لهم و تمهيد الظروف لإلنسان في المجتمع بعد الشفاء ‪.‬‬
‫تعريف سلوى عثمان‪:‬عرفته ا بأنه ا الممارس ة المهني ة للخدم ة االجتماعي ة الطبي ة في المؤسس ة الطبي ة‬
‫(وقائية أو عالجية أوإنشائية )‬
‫يقوم بها أخصائيون اجتماعيون أعدوا خصيصا لهذا العمل و يعملون من خالل فريق العمل به ذه المؤسس ة‬
‫و ذلك بهدف المساعدة الكاملة للفرد ‪،‬مريض ا أو معرض ا لإلص ابة ب المرض لالس تفادة من كاف ة اإلمكان ات‬
‫المتاحة في المؤسس ة و البيئ ة الخارجي ة و تحس ين الظ روف البيئي ة المختلف ة من أج ل تحقي ق أقص ى أداء‬
‫اجتماعي له‬
‫و هكذا فإن الخدمة االجتماعية الطبية هي تلك الجهود التي يبذلها المختص االجتماعي في المؤسسة الطبية‬
‫ومع البيئات المختلفة للمريض ‪،‬بهدف إفادته القصوى من جهود الفريق الط بي كي يتماث ل للش فاء ‪،‬ويحق ق‬
‫أقصى أداء اجتماعي له في أسرع وقت ممكن ‪.‬ومن ه ذه التعريف ات يمكن أن نس تخلص العناص ر الرئيس ية‬
‫للخدمة االجتماعية الطبية ‪:‬‬
‫الخدمة االجتماعية الطبية ‪:‬هي إحدى مجاالت الخدم ة االجتماعي ة و بالت الي فهي تعتم د في ممارس تها‬ ‫‪-1‬‬
‫على فلسفة و معارف و مهارات و قيم و مبادئ و أساليب و طرق المهنة األم ‪.‬‬
‫أنها تمارس في في مؤسسات طبية بغض النظر عن أهداف هذه المؤسسات وقائية ك انت أم عالجي ة أو‬ ‫‪-2‬‬
‫إنشائية أو تأهيلية ‪.‬‬
‫يمارسها أخصائيون اجتماعيون متخصصون أعدوا خصيصا للعمل في هذا المحال ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ال تتعامل مع المريض فحسب بل تتعامل مع المؤسسة الطبية بأكملها فتتعامل م ع اإلدارة و الط بيب و‬ ‫‪-4‬‬
‫هيئة التمريض و اإلداريين ‪،‬بل يمتد تعاملها مع البيئات المختلفة للمريض كاألسرة ‪،‬و بيئة العمل ‪...‬إلخ‬
‫تتعامل مع المريض كوحدة كاملة له جوانبه االجتماعية و النفسية و الجسمية و العقلية ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تهدف إلى إفادة المريض القصوى من جهود الفريق الطبي كي يتماثل للشفاء من جه ة و يحق ق أقص ى‬ ‫‪-6‬‬
‫أداء اجتماعي له في أسرع وقت ممكن من جهة أخرى ‪.‬‬

‫المحاضرة الثالثة ‪ :‬فلسفة الخدمة االجتماعية الطبية‬


‫الفلسفة في مفهومها العام المبسط تعني أنه ا تص ور ش امل اتج اه الك ون و المجتم ع و االنس ان ‪،‬و‬
‫تصور منطقي للعالقات التي تربط كل ظ اهرة ب األخرى باالعتم اد على منهج خ اص ‪،‬و بتط بيق ذل ك‬
‫المنهج على الماضي و الحاضر يكون استخالص تلك الكليات التي تكون اإلطار النظري الذي يتح رك‬
‫خالله االنسان عندما ينزل بالنظرية إلى الواقع يقيمها بالتجربة و الممارسة ‪.‬‬
‫ولما كان المحال الطبي يعد أحد مجاالت الخدمة االجتماعية ارتبط في تك وين فلس فته بتك ون فلس فة‬
‫مهنة الخدمة االجتماعية نفس ها ‪،‬تل ك الفلس فة ال تي تك ونت أيض ا نتيج ة التفاع ل المتب ادل بين التط ور‬
‫الفكري للمهنة ككل و بين الممارسة العملية لمجاالت األنشطة المختلفة للمهنة على مر الوقت ‪.‬‬
‫و إذا أردنا أن نحدد اإلطار الفلسفي للخدمة االجتماعي ة الطبي ة لت بين لن ا أن ه ذا اإلط ار يتك ون من‬
‫االعتراف و اإليمان بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن اإلنس ان ك ل متكام ل ‪،‬تتفاع ل عناص ر شخص يته األربع ة العقلي ة و الجس دية و النفس ية و‬
‫االجتماعية دائما ‪،‬ومن ثم فأي اضطراب يحدث في أحدها إنما هو نتيجة لتفاعل عناص ره األخ رى‬
‫بطريقة غير سوية ‪ ،‬كما أن هذا االضطراب يؤدي بدوره إلى اضطراب العناصر األخرى ‪،‬و هكذا‬
‫‪ -2‬االعتراف بكرامة االنسان ‪،‬و اإليمان بقوته و هذا يعني أننا ال نعتني بالمريض من الناحية المجردة‬
‫فحسب بل نعتني به ألنه إنسان يستحق العناية ومن حقه إشباع حاجاته النفس ية و االجتماعي ة ح تى‬
‫يستفيد بشكل إيجابي من العالج الطبي ‪.‬‬
‫فاإلنسان هو أس مى الكائن ات الحي ة ش أنا و قيم ة والخدم ة االجتماعي ة الطبي ة هي من الوس ائل أو‬
‫األدوات التي تؤك د ه ذه القيم ة اإلنس انية ‪،‬فهي تعب ير أب دى عن اح ترام و رعاي ة االنس ان ألخي ه‬
‫االنسان ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن لكل إنسان فرديته الخاصة به ‪،‬فرغم اشتراكه مع غيره في إصابة معينة أو مرض معين إال أن ه‬
‫يختل ف بفرديت ه عن اآلخ رين و ل ذا فه و يحت اج إلى ن وع معين من المعامل ة و أن واع معين ة من‬
‫الرعاية و الخدمات ‪.‬‬
‫‪ -4‬إن العوامل االجتماعية و النفسية لإلنسان ترتبط ارتباطا وثيقا بالمرض بل و قد تك ون س ببا ل ه ‪،‬و‬
‫لذا يفضل أن يسبر كل من العالج الط بي و العالج االجتم اعي النفس ي جنب ا إلى جنب ‪...‬ف العالج‬
‫الطبي ما هو إال أحد العوامل المؤدية إلى الشفاء ولكنه ليس ك ل العوام ل ‪،‬و في نفس ال وقت ‪،‬إذا‬
‫أغفلنا العالج االجتم اعي النفس ي ق د ي ؤدي ذل ك إلى ع ودة الم رض أو انتكاس ه أو فش ل العالج‬
‫الطبي ‪.‬‬

‫المحاضرة الثالثة‪:‬أهمية الخدمة االجتماعية الطبية و أهدافها‬


‫اإلنسان كل متكامل تتفاعل عناصر شخصيته العقلية و الجسدية و النفسية و االجتماعي ة‬
‫دائما ‪،‬و أي اضطراب يصيب إحداها فإنه يؤثر في العناصر األخرى في ذات الوقت ‪.‬‬
‫و بهذا تعتبر الخدمة االجتماعية الطبية ميدانا له أهميته ‪،‬حيث تعت ني ب المريض كإنس ان‬
‫له حاجاته النفسية و االجتماعية التي يعمل على إشباعها ‪،‬ح تى يس تفيد من العالج الط بي‬
‫و يؤمن هذا الفرع من فروع الخدمة االجتماعية بفردية االنسان فرغم اش تراكه م ع غ يره‬
‫في م رض أو إص ابة ‪،‬إال أن ه يختل ف عن اآلخ رين بحيث يحت اج إلى أس لوب معين من‬
‫المعاملة و أنواع معينة من الخدمات ‪.‬‬
‫إن العوامل االجتماعية ترتبط ارتباطا وثيقا بالمرض ‪،‬بل و ق د تك ون س ببا ل ه‪،‬و له ذا‬
‫يجب أن يسير العالج الطبي و العالج االجتماعي النفس ي جنب ا إلى حنب ‪،‬ف العالج الط بي‬
‫قد يكون أحد العوامل المؤدية إلى الشفاء و لكنه ليس كافيا في حد ذاته ‪،‬و في نفس ال وقت‬
‫‪،‬فإن عدم االهتمام بالعالج االجتماعي النفس ي ق د يك ون س ببا في ط ول ف ترة الم رض أو‬
‫انتكاسه أو فشل العالج الطبي ‪.‬‬
‫ولكي يك ون للعملي ة العالجي ة فعاليته ا فال ب د أن تتكام ل مجموع ة الخ دمات و ذل ك‬
‫بتعاون مختلف جهود المتخصصين المشتركين فيها ‪،‬و أن تسود روح الفريق ‪.‬‬
‫و على ذلك تتضح جليا أهمية إدراك األخصائي االجتم اعي و يقظت ه الدائم ة لم ا علي ه‬
‫من التزامات أساسية نحو المريض و أسرته و اتجاه فريق العالج من المتخصصين ‪.‬‬
‫و لقد أصبح للخدمة االجتماعية أهمية خاصة لالنسان و المجتمع تكمن هذه األهمية في ‪:‬‬
‫لما كان االنسان السليم الصحة الصحيح البنية ‪،‬أكثر عطاءا و أوفر إنتاجا ‪،‬لذا تبدو أهمية الخدمة‬ ‫‪-1‬‬
‫االجتماعية الطبية في مساعدة المرضى على س رعة التماث ل للش فاء ‪ ،‬و من ثم يس تمر عط اؤهم و‬
‫إنتاجهم و بذلك تتحقق أهداف المجتمع ‪.‬‬
‫تقدم المجتمعات يقاس بمدى صحة أفرادها و لذا توفر المجتمع ات الرعاي ة الص حية ألفراده ا ‪ ،‬و‬ ‫‪-2‬‬
‫تعمل على وقايتهم من اإلصابة باألمراض أو العاه ات ‪،‬و الخدم ة االجتماعي ة الطبي ة تس اعد تل ك‬
‫المجتمعات على تحقيق أهدافها ‪.‬‬
‫إن الوقاية خير من العالج و للخدم ة االجتماعي ة الطبي ة دور ه ام في عملي ات الوقاي ة عن طري ق‬ ‫‪-3‬‬
‫نشر الوعي الصحي ‪ ،‬و الثقافة الصحية للوقاية من األم راض و ذل ك تجنب ا لإلص ابة ب المرض أو‬
‫انتكاسه أو انتشار العدوى بين أفراد األسرة و من ثم المجتمع ‪.‬‬
‫إن هناك من األمراض ما ال يستجيب للعالج الطبي وحده لكونها أمراض ذات صبغة اجتماعية و‬ ‫‪-4‬‬
‫تلك األمراض أسباب حدوثها و استفحالها تكمن في الجوانب االجتماعية و األنماط الثقافي ة والبيئي ة‬
‫ومن هنا تبرز أهمية تدخل الخدمة االجتماعية الطبية للتعامل مع األسباب إلزالته ا ‪ ،‬أو في القلي ل‬
‫للتخفيف منها حتى يأتي العالج الطبي بثماره المرجوة ‪.‬‬
‫إن الخدمة االجتماعية الطبية ‪،‬تركز على حقيق ة هام ة مؤداه ا أن ه ق د تك ون الظ روف المص احبة‬ ‫‪-5‬‬
‫للمرض أشد خطرا على المريض من مرضه العضوي حيث تعمل على تصفية تلك الظروف ح تى‬
‫يتمكن المريض من الشفاء و أن يستعيد أداؤه االجتماعي بأسرع وقت ممكن ‪.‬‬
‫إن المرض ليس مشكلة المريض وحده بل تمتد آثاره و مشاكله إلى األسرة بل و إلى المجتم ع ‪ ،‬و‬ ‫‪-6‬‬
‫لذا تمتد جهود الخدمة االجتماعية الطبية إلى أسرة المريض و المجتمع أيض ا إلزال ة تل ك اآلث ار و‬
‫المشكالت ‪.‬‬
‫تعم ل الخدم ة االجتماعي ة على تحقي ق أه داف المؤسس ة و هي اس تفادة الم ريض من العالج إلى‬ ‫‪-7‬‬
‫أقصى حد ممكن و ذلك بتذليل العقبات ال تي تح ول دون اس تفادة الم ريض من الخدم ة الطبي ة ‪ ،‬و‬
‫تهيء أنسب الظروف للخدمات الطبية لتحقيق فعالية أفضل ‪.‬‬
‫تهدف الخدمة االجتماعية الطبية إلى ربط المؤسسة الطبية بالمجتمع الخارجي و مؤسس اته ‪،‬و ذل ك‬ ‫‪-8‬‬
‫لالستفادة من إمكانياتها وخدماتها في استكمال خطة العالج ‪،‬سواء كانت طبية أو اجتماعية ‪.‬‬
‫وقد قام الدكتور عبد المنعم نور بتصنيف مرضى المستشفيات بش كل يوض ح م دى أهمي ة دور الخدم ة‬
‫االجتماعية الطبية ‪:‬‬
‫مرضى مشاكلهم و ظروفهم االجتماعية و النفسية واضحة التأثير في حالتهم المرضية و هؤالء في‬ ‫‪-1‬‬
‫أمس الحاج ة إلى جه ود االخص ائي االجتم اعي الط بي فح اجتهم إلى الخدم ة االجتماعي ة تع ادل‬
‫حاجتهم إلى الرعاية الطبية ‪.‬‬
‫مرضى مصابون بأمراض معدي ة ‪،‬و ظ روفهم االجتماعي ة و البيئي ة تتطلب رعاي ة اجتماعي ة ‪ ،‬و‬ ‫‪-2‬‬
‫على األخصائي االجتماعي الطبي في هذه الحالة واجبات كث يرة ‪،‬فعلي ه أن ي درس حال ة الم ريض‬
‫االجتماعية ‪،‬و يقدم له و ألسرته الرعاية االجتماعية الالزمة ‪ ،‬كما أن عليه واجبا آخ ر وه و تجنب‬
‫ما من شلنه تعريض اآلخرين لخطر العدوى ‪،‬مع بحث عوامل الخوف و القل ق وتخفي ف عوام ل‬
‫حدتها ‪.‬‬
‫مرضى حالتهم المرضية تتطلب رعاية اجتماعية خاصة لضمان نج اح العالج الط بي ‪،‬و مرض ى‬ ‫‪-3‬‬
‫ه ذا القس م بحاج ة إلى الخ دمات االجتماعي ة بص فة عام ة و األخص ائي االجتم اعي بص فة‬
‫خاصة ‪،‬ليقنع المريض بأهمية تردده بانتظام و ما ي ترتب على انقطاع ه وع دم مواص لة العالج من‬
‫متاعب ‪،‬فقد يحتاج هذا المريض إلى زيارة منزلية لألخصائي االجتماعي لدراس ة ظروف ه و حالت ه‬
‫و معرفة األسباب التي تجعله يرفض مواصلة العالج ‪.‬‬
‫مرضى يمكن عالجهم في فترة وج يزة و ليس ت ل ديهم ص عوبات أو مش كالت اجتماعي ة ‪...‬و ه ذا‬ ‫‪-4‬‬
‫النوع من المرض ى ق د ال يحت اج إلى ع ون المختص االجتم اعي الط بي و يمكن االقتص ار على‬
‫العناية الطبية ‪.‬‬
‫ومن تحليل ما سبق نجد أن ثالث حاالت مما سبق في حاج ة ماس ة إلى جه ود الخدم ة االجتماعي ة‬
‫الطبية لتكمل و تعزز الجهود الطبي ة مم ا يؤك د أهمي ة ‪،‬ب ل حتمي ة وج ود الخدم ة االجتماعي ة في‬
‫المؤسسة الطبية إلى جانب الخدمة الطبية ‪.‬‬

‫أهداف الخدمة االجتماعية الطبية‬


‫يمكن تقسيمها إلى مايلي‬
‫أهداف بعيدة ‪:‬‬
‫توفير الرعاية الصحية للمواطنين ‪،‬و المحافظة على سالمتهم ووقايتهم من اإلصابة باألمراض و العاهات‬
‫‪،‬ليتمكنوا من القيام بمسؤولياتهم االجتماعية اتجاه مجتمعهم و المحافظة على كيان المجتمع و إعالن شأنه ‪.‬‬
‫أهداف قريبة ‪:‬‬
‫و تكمن في توفير سبل الوقاية من جانب و العالج من جانب آخر للموطنين المحت اجين للمس اعدة ‪ ،‬و ذل ك‬
‫عن طريق التعامل مع المريض ‪،‬و ظروفه المحيطة به و التعام ل م ع الط بيب ‪،‬و هيئ ة التم ريض و أقس ام‬
‫المؤسسة الطبية لتسهيل االجراءات لكي تحقق الرعاية الطبية أهدافها ‪.‬‬
‫وللخدمة االجتماعية الطبية أهدافها الوقائية و العالجية و اإلنشائية ‪.‬‬
‫األهداف الوقائية ‪:‬‬
‫تع ني إث ارة وعي المواط نين ب األمراض ‪،‬و أعراض ها ‪،‬و الوقاي ة منه ا و ط رق الع دوى و أيس ر ط رق‬
‫العالج ‪،‬و تعريف المواطنين بالمؤسس ات الطبي ة و العي ادات ال تي تق دم لهم ف رص العالج و تع رفهم أيض ا‬
‫باإلسعافات األولية و الوقاية من انتكاس الم رض ‪،‬و الس بيل للوص ول إلى ه ذه األه داف باس تخدام وس ائل‬
‫اإلعالم و عقد المؤتمرات ‪،‬و المحاضرات ‪،‬وعمل المنشورات وما إلى ذلك ‪.‬‬
‫األهداف العالجية ‪:‬‬
‫وتكمن في العمل مع المريض المحتاج إلى الخدمة االجتماعية في المؤسسة العالجية ‪،‬لتحسين درج ة أدائ ه‬
‫االجتماعي ‪.‬‬
‫األهداف اإلنمائية أو اإلنشائية ‪:‬‬
‫وتعني إعادة تكيف المريض مع البيئة أو إعادته للحياة االجتماعية أي استعادة أقصى ما يمكن من‬
‫ق درات الم ريض البدني ة أو االجتماعي ة أو النفس ية و ذل ك من خالل ب رامج التأهي ل الط بي و النفس ي و‬
‫االجتماعي و المهني‬
‫المحاضرة الخامسة ‪ :‬نسق الخدمة االجتماعية الطبية و عالقته بالمؤسسة الطبية‬
‫يقصد بالمؤسسة الطبية كل هيئة أو وحدة أو تنظيم يستهدف تق ديم رعاي ة ص حية س واء ك انت‬
‫عالجية أو وقائية أو إنشائية و سواء كانت رعاي ة عام ة أو رعاي ة متخصص ة بال اس تثناء ‪،‬و‬
‫تكتس ب المؤسس ة ه ذه الص فة العالجي ة ‪،‬أو الوقائي ة الص حية ‪،‬لوج ود ع دد مناس ب من‬
‫المتخصصين في ش ؤون الطب ‪،‬كاألطب اء و الممرض ين و األخص ائيين في ش ؤون العالج أو‬
‫الكشف أو التحليل ‪...‬إلخ‬
‫و ينط وي تحت المؤسس ات العالجي ة ‪:‬المستش فيات العام ة و المستش فيات التخصص ية ‪،‬و‬
‫العيادات ‪،‬و المستوصفات ‪،‬كما ينطوي تحت المؤسسات الوقائية ‪...‬مك اتب الص حة ‪،‬و مراك ز‬
‫رعاي ة الطف ل و مراك ز رعاي ة األموم ة و الطفول ة ‪،‬الص حة المدرس ية ‪،‬ومك اتب التثقي ف‬
‫الص حي ‪،‬و كاف ة نش اطات مص لحة الطب الوق ائي ‪ ،‬أم ا المؤسس ات االنش ائية فينط وي‬
‫تحتها ‪:‬دور النقاهة ‪،‬و مكاتب التأهيل المهني ‪،‬و مراكز التأهيل المهني ‪...‬إلخ‬
‫و تتم يز المؤسس ة الطبي ة –خاص ة كب يرة الحجم – بتع دد أقس امها الطبي ة المتخصص ة ‪،‬و‬
‫أقس امها اإلداري ة المختلف ة ‪...‬كم ا أن المؤسس ة الطبي ة تتس م بط ابع يميزه ا عن غيره ا من‬
‫المؤسسات و الهيئات االجتماعية ‪.‬‬

‫إن نسق الخدمة االجتماعية في المؤسسة الطبية ليس وح‪77‬دة مس‪77‬تقلة منفص‪77‬لة و لكن‪77‬ه ج‪77‬زء‬
‫من إدارة المؤسسة الطبية فهو مكمل للعمل الرئيسي الذي يتركز في عالج المرضى لذلك فإن‬
‫األخصائي االجتماعي الطبي يساهم بدوره ليكمل عمل فريق المؤسسة الطبية ‪.‬‬
‫عالقة األخصائي االجتماعي بالفريق الطبي‬
‫ال تقتصر عالقة األخصائي االجتماعي مع المريض فقط بل تتسع عالقته إلى أن تصل إلى الفريق‬
‫العالجي من أطباء وممرضين وعاملين في المؤسسة الطبية‪.‬‬
‫عالقة األخصائي االجتماعي بالطبيب‪:‬‬
‫يجب أن يكون األخصائي االجتماعي الطبي مع باقي الفريق الطبي قادرين على التعاون بإخالص في‬
‫تنفيذ الخطة التي رسمها الطبيب في إطار العالقات المشتركة ‪ ،‬فالطبيب في حاجة إلى األخصائي‬
‫االجتماعي لتحديد أنواع المساعدات التي يحتاجها المريض‪.‬‬
‫عالقة األخصائي بالممرضة ‪:‬‬
‫العالقة بين األخصائي االجتماعي والممرضة من خالل اتجاهين‪:‬‬
‫‪ -1‬يوجه هيئة التمريض إلى نوع احتياجات المريض وأسلوب التعامل معه‬
‫‪-2‬الممرضة قد تطلب من األخصائي االجتماعي تفسير بعض أنواع السلوك للمريض وكيفية معاملتها‬
‫عالقة األخصائي بإدارة المستشفى‪:‬‬
‫األخصائي االجتماعي يستطيع أن يحقق كثيرا من األعمال اإلدارية التي تخص مصلحة المريض‬
‫مثل مأل استمارة دخول المؤسسة الطبية‪........‬‬
‫عالقة األخصائي مع األقسام األخرى ‪:‬‬
‫هناك عالقة بين األخصائي االجتماعي والمريض وتتضح من خالل ثالث نقاط هي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مساعدة مباشرة من خالل عالج المريض عن طريق البحث والعالج االجتماعي والتعاون مع‬
‫الطبيب وفريق العالج الطبي لتنفيذ خطة العالج‪،‬وكذا مساعدة المريض على استعادة مواطنته الصالحة‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬المساهمة في بعض األعمال االجتماعية في المستشفى أو المؤسسة الطبية كما في حاالت القبول‬
‫ثالثًا‪ :‬العمل في البيئة وتنظيم عالقات المستشفى بالمجتمع المحلى والعناية بالمرضى والتائهين والمطلوب‬
‫تأهيلهم‪.‬‬

‫االعتبارات التي تستوجب وجود إدارة للخدمة االجتماعية الطبية ‪:‬‬


‫‪ -1‬المؤسسة الطبية لها نظم خاصة بقبول المرضى وتمتعهم ببعض االمتيازات الخاصة بالعالج والدواء‬
‫وقسم الخدمة االجتماعية يلعب دورا هاما في هذا التنظيم‬
‫‪ -2‬المفهوم الكلى الحديث للمريض جعل هناك تخصصات جديدة تساهم في العملية العالجية كأخصائي‬
‫العالج الطبيعي وأخصائي التغذية وأخصائي المختبر وغيرة‪0‬‬
‫‪ -3‬جو المستشفى وما يتم به من رهبة وغرابة يستلزم وجود أشخاص متخصصين في جعل المريض‬
‫أكثر استقرارا من الوجهة النفسية وتبصير المريض بخدمات المؤسسة التي يمكن أن تقدمها إليه‪0‬‬
‫‪ -4‬طبيعة العمل بالمستشفى تمثل اهتمامات األطباء على تشخيص يساعد المريض على شرح جميع‬
‫األسباب التي تخص مرضه الن الطبيب ال يوجد لديه متسع من الوقت لهذا العمل‪0‬‬
‫مهام ومسؤليات األخصائي االجتماعي الطبي‪:‬‬
‫العالج االجتماعي للحاالت المرضية ‪:‬‬
‫هناك أكثر من أسلوب عن طريق وصول الحاالت المرضية إلى األخصائي االجتماعي ومن هذه األساليب‬
‫‪:‬‬
‫أن يقوم األخصائي االجتماعي الطبي بنفسه بإختيار الحاالت أثناء تواجده في المستشفيات أو مروره على‬
‫المرضى ( وهذا هو األسلوب المتبع في أغلب الحاالت ‪.‬‬
‫أن يتقدم المريض بنفسه إلى األخصائي االجتماعي بالمستشفى إذا شعر بأنه بحاجة لخدمات األخصائي‬
‫االجتماعي الطبي ‪.‬‬
‫أن يحول الطبيب المعالج الحالة إلى األخصائي االجتماعي الطبي ‪.‬‬
‫أن يحول أحد أعضاء الفريق المعالج ( الممرضة الطبيب ) الحالة إلى األخصائي االجتماعي الطبي ‪.‬‬
‫أن تقوم هيئة خارجية ( مؤسسة اجتماعية ‪ ،‬خيرية ) بعملية التحويل إلى األخصائي االجتماعي الطبي ‪.‬‬
‫أن يتقدم أحد أفراد أسرة المريض إلى األخصائي االجتماعي لكي يساعد المريض ‪.‬‬
‫ميادين ممارسة العمل االجتماعي الخدمة االجتماعي في المجال الطبي‪:‬‬
‫المستشفيات العامة والمركزية‪:‬‬
‫يحول إليها المرضى من جميع االماكن وهي كبيرة الحجم وتشمل كافة الوحدات (عظام وعيون واسنان‬
‫وامراض جلدية ‪) ...‬‬
‫‪ -2‬المعاهد التعليمية‪:‬‬
‫وهي تقوم بتدريب وتأهيل طلبة الجامعه والمعاهد على العمل االجتماعي واالخصائي يعمل مع المرضى‬
‫ومع المتدربين ايضا‪.‬‬
‫‪ -3‬المستشفيات الصدرية‪:‬‬
‫تهتم بانواع محددة من االمراض مثل امراض الصدر ويتم تحويل الحاالت الصعبة من الوحدات االخرى‬
‫متخصصة في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ -4‬المؤسسات العالجية‪:‬‬
‫وهي وحدة ذات طبيعة خارجية مثل (مؤسسات لوزارة الدفاع فقط ومنتسبيها ) وتاخذ اجر من الخدمات‬
‫العالجية وتاخذ مواردها من اجرة العالج‪.‬‬
‫‪ -5‬مستشفيات التأمين الصحي‪-:‬‬
‫ال تستقبل المرضى العاديين فهي مقيدة بعالج فئات محددة ولها نظام لتغطية تكاليف التامين وتعالج فقط‬
‫الذين اشتركوا في التامين الصحي مثل داخل مؤسسة حكومية فقط‬
‫‪ -6‬مؤسسات رعاية االمومة والطفولة‪-:‬‬
‫تقدم خدمات المهات والتوعية ما قبل الحمل ثم مرحلة الحمل والرضاعه والتربية وخدمات الطفال‬
‫كالتطعيم حتى سن الخامسة ويجب تطعيمهم للوقاية من االمراض وتقديم الرعاية لألمهات‪.‬‬
‫‪ -7‬مكاتب الخدمة االجتماعية المدرسية‪-:‬‬
‫وتقدم خدماتها لتالميذ المدارس وتقدم العالج البسيط واذا استدعت الحالة يتم تحويلها للمراكز الصحية ‪.‬‬

‫المحاضرة السادسة ‪ :‬أدوار األخصائيين االجتماعيين في المجال الطبي‪:‬‬


‫أوًال ‪ :‬الممارسة المهنية لألخصائي االجتماعي الطبي في خدمة الفرد‪:‬‬
‫‪ -1‬استقبال المريض سواء عند االلتحاق في المستشفى أو بعد التحاقه باألقسام المختلفة بالمستشفى ‪.‬‬
‫‪-2‬فتح ملفات لكل مريض يتضمن المعلومات الخاصة بمرضه وظروفه االجتماعية وأساليب العالج‬
‫وحالته االقتصادية وظروف عمله ‪.‬‬
‫‪-3‬المتابعة اليومية لحاالت المرضى في األقسام المختلفة بالمستشفى والرد على استفسارات المرضى ‪.‬‬
‫‪-4‬حل المشكالت اليومية التي تعرض المرضى في األقسام المختلفة بالمستشفى ‪.‬‬
‫‪-5‬كتابة تقرير يومي عن الحاالت والمشكالت ورفعها إلى إدارة المستشفى ‪.‬‬
‫‪-6‬كتابة تقرير دوري ورفعه إلدارة المستشفى لبيان نوع وحجم الخدمات المؤداة للمريض وكذا المعوقات‬
‫التي تعترض سير العمل والمقترحات الخاصة لمواجهتها‪.‬‬
‫‪-7‬حل المشكالت االقتصادية للمرضى الذين يعانون ظروفًا اقتصادية صعبة ‪.‬‬
‫‪-8‬حل مشكالت العمل للمرضى وإ بالغهم بالحالة المرضية وما يتطلبه في ضوء حالتهم المرضية‪.‬‬
‫‪-9‬دراسة الظواهر الفردية المنتشرة بين المرضى وكتابة التقارير الخاصة بذلك ‪.‬‬
‫‪-10‬عمل اإلحصاءات الدورية عن الخدمات االجتماعية المقدمة للمرضى ‪.‬‬
‫‪-11‬دراسة الجوانب االجتماعية للمجاالت النفسية من المرضى لتكامل العالج مع األطباء واألخصائيين‬
‫النفسيين ‪.‬‬
‫‪-12‬القيام باألعمال الخاصة بالحاالت الفردية المحالة من إدارة المستشفى والمتقدمين من المرضى أو‬
‫المكتشفة أثناء المرور‬
‫‪-13‬تجميع المعلومات الخاصة بأسرة المريض وظروفه األسرية ألخذها في االعتبار أثناء وضع الخطة‬
‫العالجية‬
‫‪-14‬تزويد األطباء بالمعلومات عن المريض للمساعدة في العالج‬
‫‪-15‬اإلشراف على تدريب طالب الخدمة االجتماعية على كيفية التعامل مع الحاالت الفردية الطبية‬
‫‪-16‬تتبع الحاالت بعد الخروج من المستشفى لضمان سير الخطة العالجية كما خطط لها ومنع انتكاسة‬
‫حالة المريض‬
‫‪-17‬القيام بعمل التدعيم النفسي لتخفيف حدة التوتر والقلق لدى بعض المرضى مثل المرضى بالسكر أو‬
‫ضغط الدم أو األمراض القلبية أو األمراض السرية والتناسلية مثل اإليدز أو االلتهاب الكبدي الوبائي أو‬
‫الدرن أو الجذام أو الفشل الكلوى‪ .....‬الخ‬
‫‪-18‬وضع خطة تأهيلية اجتماعية و نفسية للمريض لممارسة الحياة بصورة طبيعية بعد إتمام العالج‬
‫‪-19‬عرض الحقائق حول المرض وتوضيح ضرورة التعامل مع هذه الحقائق وشرح النتائج المترتبة‬
‫على عدم استمرار العالج‬
‫‪-20‬توعية األسرة بأخطار المرض وآثاره وكيفية التعامل مع المريض بصورة صحية صحيحة وكيفية‬
‫إتباع القواعد الصحية لتفادي انتشار المرض بين أفراد األسرة‬
‫‪-21‬اتخاذ إجراءات التحويل المناسب إلى المؤسسات الطبية األخرى لمن تتطلب حاالتهم ذلك‪.‬‬
‫‪ -22‬اإلسهام في البرامج اإلرشادية و اإلعالمية ألفراد المجتمع سواء داخل المؤسسة الطبية أو خارجها‬
‫‪-23‬القيام بما يسند إليه من أعمال تتعلق بحاالت المريض من إدارة المؤسسة الطبية‬
‫المحاضرة السابعة‪ :‬األدوار التي يقوم بها (أخصائيوا خدمة الجماعة) عند ممارستهم لطريقة خدمة‬
‫الجماعة في المجال الطبي‪:‬‬

‫ثانيًا‪ :‬أدوار األخصائيين االجتماعيين في ممارسة خدمة الجماعة‪:‬‬


‫لقد زاد الوعي مؤخرًا باهتمام المجتمعات بمهنة الخدمة االجتماعية لما لها من إسهامات فعالة في حل كثير‬
‫من المشكالت التي تواجه األفراد والجماعات والمجتمعات‪ .‬فهي مهنة لها فلسفتها وأهدافها ومبادئها‬
‫وطرقها وأخالقياتها الخاصة بها‪ ،‬مما ساعد على تنوع وتعدد مجالت الخدمة االجتماعية التي تسعى في‬
‫الدرجة األولى لمساعدة األفراد والجماعات من خالل تنمية قدراتهم والوصول إلى تحقيق عالقات مرضية‬

‫ومستويات مالئمة من الحياة في إطار احتياجات وإ مكانيات المجتمع‪ .‬فالمجال الطبي يعد مجاًال حيويًا‬
‫وهامًا من مجاالت الخدمة االجتماعية والذي يمارس في المؤسسات الطبية (المستشفيات‪ ،‬المستوصفات‪،‬‬
‫المراكز والعيادات الصحية المختلفة) لمساعدة المرضى باستغالل إمكاناتهم الذاتية وإ مكانات مجتمعهم‬
‫للتغلب على الصعوبات التي تعوق تأديتهم ألدوارهم االجتماعية وذلك من خالل االستفادة القصوى من‬
‫العالج الطبي ورفع مستوى األداء االجتماعي إلى أقصى حد ممكن أثناء وبعد العملية العالجية‪.‬‬
‫كما أن طريقة خدمة الجماعة تعد إحدى طرق الخدمة االجتماعية الرئيسية والتي ترتكز فلسفتها على‬
‫أن اإلنسان كائن اجتماعي يكتسب خصائصه اإلنسانية وسلوكه من تفاعله مع الجماعات التي يعيش فيها‪،‬‬
‫وأن سلوكه االجتماعي قابل للتغيير والتعديل‪ ،‬وأنه يؤثر ويتأثر بالجماعات التي ينتمي إليها‪ ،‬وأن الجماعة‬
‫يمكن استخدامها كوسيلة فعالة للتأثير في الفرد‪ .‬فممارسة خدمة الجماعة في المجال الطبي ما هو إًال تأكيد‬
‫على أن مهنة الخدمة االجتماعية مهنة إنسانية تهتم باإلنسان سواء في حالة الصحة أو في حالة المرض‬
‫وتهدف لرفاهية اإلنسان وللحفاظ على كرامته وتؤمن بحقه في تنمية قدراته وكفاءته‪.‬‬
‫كما أن ممارستها سيحقق العديد من األهداف أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪.1‬مساعدة المرضى على مقاومة المرض وتغيير اتجاهاتهم نحوه حتى ال يستسلموا له مما يؤدي إلى‬
‫تقليص حدة التوتر والقلق إزاءه واالستفادة القصوى من أوجه العالج‪.‬‬

‫‪.2‬تأهيل المرضى تأهيًال اجتماعيًا من خالل الجماعة حتى يستطيعوا أن يقوموا بأدوارهم في الحياة العامة‬
‫بالشكل الطبيعي‪ ،‬وذلك من خالل مساعدتهم الستغالل طاقاتهم المتبقية دون إرهاق ووضع الخطط العلمية‬
‫لها ليتمكنوا من القيام بواجباتهم ومسئولياتهم المختلفة‪.‬‬
‫‪.3‬زيادة التثقيف الصحي لدى المرضى مما ينعكس إيجابيا في زيادة ثقافتهم وثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم‬
‫وبإمكانياتهم الذاتية والتفاعل السليم مع البيئة التي يعيشون فيها‪.‬‬
‫‪.4‬مساعدة المرضى على تنمية مهاراتهم وتعلم مهارات جديدة تتناسب مع حالتهم الصحية‪.‬‬
‫االعتبارات التي يراعيها (أخصائيو خدمة الجماعة) عند ممارستهم لطريقة خدمة الجماعة في المجال‬
‫الطبي‪:‬‬
‫‪.1‬الحالة الجسمية للمرضى الناجمة عن المرض‪.‬‬
‫‪.2‬درجة استجابة المريض لمرضه‪ ،‬حيث أن هناك اختالفات في درجة استجابات المرضى لمرضهم حتى‬
‫ولو كان المرض واحدًا‪.‬‬
‫‪.3‬إقامة عالقات مهنية طيبة وقوية بينهم وبين المرضى‪.‬‬
‫‪.4‬عند تشكيل الجماعات للجلسات العالجية يراعى التجانس بين جماعات المرضى‪ ،‬ويكون ذلك حسب‬
‫بعض االعتبارات التي تعزز تماسك الجماعة وعدم تفككها كالفئة العمرية‪ ،‬درجة االستجابة المرضية‪،‬‬
‫المقدرة الجسمية‪ ،‬الحالة النفسية‪ ،‬األنماط السلوكية‪ ،‬الفروق الفردية‪ ،‬الهوايات الخاصة‪ ،‬الفترة الزمنية التي‬
‫تم قضائها بالمستشفى‪ ،‬واألقسام الطبية‪.‬‬
‫‪.5‬االختيار الدقيق والمناسب للبرامج التي تتناسب مع حالة المرضى الصحية والنفسية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪.6‬الحرص على التدخل المهني المناسب في شئون المرضى وذلك حسب نوعية وظروف المواقف واآلثار‬
‫المترتبة على ذلك التدخل أو عدمه‪.‬‬
‫‪.7‬االستعانة بالفريق الطبي وبالخبراء أثناء وضع البرامج حتى يتم التأكد من مالئمتها لقدرات واستعدادات‬
‫المرضى المختلفة‪.‬‬
‫يعمل األخصائي االجتماعي في المجال الطبي من خالل فريق عمل يسعى إلى توفير خدمة طبية‬
‫متكاملة للمرضى سواء من الناحية الطبية أو النفسية أو االجتماعية‪ .‬ولذلك تقع على عاتقه أدوارًا عدة‬
‫ومهام جسيمة يجب عليه القيام بها على أتم وأكمل وجه‪ ،‬حيث تعتبر هذه األدوار كجزء أساسي من صميم‬
‫وطبيعة عمله‪ ،‬فاألدوار التي يقوم بها تتسم بالمرونة والتجديد والديناميكية وذلك حسب احتياجات المرضى‬
‫وإ مكانياتهم وطبيعة األقسام الطبية التي ينتمون إليها‪ ،‬واإلمكانيات المتوفرة في المستشفى والمجتمع‪.‬‬
‫فمن تلك األدوار التي يقوم بها أخصائي الجماعة ويوظف كل معارفه ومهاراته ‪ -‬على سبيل المثال ال‬
‫الحصر‪ -‬ما يلي‪:‬‬
‫‪.1‬كمنسق‪ :‬يشارك مع فريق العمل بالمستشفى لتعزيز أوجه التكامل والتنسيق بين كافة األقسام‬
‫والتخصصات لتقديم كافة الخدمات وأفضلها للمرضى‪.‬‬
‫‪.2‬كمناقش‪ :‬يشارك فريق العمل في االجتماعات لمناقشة حاالت المرضى والجوانب المرتبطة بالمرض‬
‫وتشخيص الحاالت ووضع الخطة العالجية ودور كل تخصص في كل حالة مرضية‪.‬‬
‫‪.3‬كمغير للسلوك‪ :‬يقوم بمساعدة المرضى بتفهم المسببات الحقيقية للمشكالت وللسلوكيات غير المرغوب‬
‫فيها من خالل الجلسات الجماعية وتوظيف النظريات العلمية فيها لتعزز قدرتهم على اتخاذ اتجاهات‬
‫جديدة مؤثرة لتغيير السلوك غير المرغوب فيه‪.‬‬
‫‪.4‬كمخطط‪ :‬يشارك في االجتماعات الدورية مع منسوبي قسم الخدمة االجتماعية بالمستشفى لوضع الخطط‬
‫اإلستراتيجية لمستقبل الخدمة االجتماعية بالمستشفى‪ ،‬وكذلك مع إدارة المستشفى و المسؤولين عن األقسام‬
‫األخرى لوضع الخطط المستقبلية لكل قسم من أقسام المستشفى‪ ،‬أو مع المسؤولين خارج المجال الطبي‬
‫للمشاركة في التخطيط لبرامج التوعية الصحية الشاملة أو فعاليات األيام العالمية المتعلقة بالرعاية النفسية‬
‫أو االجتماعية أو الصحية‪.‬‬
‫‪.5‬كمصمم برامج ‪ :‬يقوم بتصميم برامج تراعى فيها بعض االعتبارات التي ذكرت سابقًا منها ‪ -‬على‬
‫سبيل‬

‫المثال ال الحصر‪ -‬ما يلي‪:‬‬


‫* األلعاب المسلية الخفيفة التي تتناسب مع المرضى لكسر الشعور بالملل وإ ضافة جو من المرح‬
‫والسعادة‪.‬‬
‫* الحفالت االجتماعية الترفيهية ويفضل مشاركة أهالي المرضى وبعض أعضاء الفريق الطبي لرفع‬
‫الروح المعنوية وإ ظفاء روح المرح بين المرضى‪.‬‬
‫* البرامج اإلذاعية والتلفزيونية الهادفة التي تعزز ثقافتهم وتخفف عنهم الشعور بالممل وتضفي نوع من‬
‫المرح والسعادة والشعور بأهمية الحياة‪.‬‬
‫* الندوات العلمية والمناقشات الجماعية الهادفة لجماعة المرضى حول أهم الموضوعات والقضايا التي‬
‫تحظى باهتمامهم حول األمراض التي يتعرضون لها‪.‬‬
‫*الرحالت أو الجوالت الترفيهية ويفضل مشاركة بعض الفريق الطبي لرفع الروح المعنوية للمرضى‪.‬‬
‫*‪.‬كمالحظ‪ :‬يقوم بمالحظة التغيرات التي تطرأ على المرضى ويقوم بدراستها وتصميم برامج تتناسب مع‬
‫تلك المتغيرات‪.‬‬
‫*‪.‬كباحث‪ :‬يقوم بدراسة المشكالت على مستوى المجتمع أو المؤسسات الطبية مما يعزز نشر الوعي‬
‫الصحي بين المرضى بشكل خاص والمجتمع بشكل عام‪.‬‬
‫*‪.‬كإعالمي‪ :‬المشاركة في الوسائل اإلعالمية المختلفة سواء كانت على مستوى المجتمع أو المؤسسات‬
‫الطبية لنشر الوعي والتثقيف الصحي بين جماعات المرضى على اختالف أمراضهم أو فئاتهم‪.‬‬
‫*‪.‬كخبير أو مستشار‪ :‬يمكن الرجوع إليه في حالة اإلشراف على األخصائيين االجتماعيين الجدد أو يعقد‬
‫اللقاءات العلمية الدورية لتعزيز التطوير المهني لألخصائيين االجتماعيين المنتسبين للمجال الطبي‪.‬‬
‫*‪.‬كمعلم‪ :‬يقوم بتعليم المرضى مهارات سلوكية محددة كالتي تتعلق بالمساعدة في الحصول على عمل أو‬
‫التعامل مع األوالد أو الرعاية المنزلية‪.‬‬
‫*‪.‬كناقد‪ :‬المشاركة في التحليل والنقد البناء للقضايا الصحية ‪ -‬االجتماعية المعاصرة بما يعزز زيادة‬
‫الوعي االجتماعي حول تلك القضايا مما يعكس إيجابيًا فهم المجتمع للمشكالت ت المصاحبة لها‪.‬‬
‫*‪.‬كمبادر‪ :‬يقوم بمساعدة المرضى الذين لهم الحق في الحصول على بعض الخدمات أو المساعدات‬
‫ولكنهم ال يعلمون عنها لعدم معرفتهم بوجودها‪ ،‬فيبادر بتعريفهم بتلك الخدمات ويمكنهم من الحصول عليها‬
‫بما يتناسب مع تلبية احتياجاتهم‪.‬‬

‫*‪.‬كوسيط‪ :‬يقوم بتحويل المرضى إلى مصادر المساعدات في المجتمع كالجمعيات الخيرية وربطهم بها‬
‫ليتمكنوا من الحصول على المساعدات التي يحتاجونها ويستطيعوا أن يحلوا مشاكلهم من خاللها‪.‬‬
‫*‪.‬كمدافع‪ :‬يستطيع نيابة عن جماعة المرضى الذين ال يستطيعون أن يحصلوا على مساعدات ألي ظروف‬
‫محددة أن يقابل المسئولين في الجهات المعنية ويقوم بشرح الوضع لهم وإ قناعهم بأهمية مساعدتهم‬
‫للمرضى‪.‬‬
‫المحاضرة الثامنة‪ :‬االستعداد المهني لألخصائي االجتماعي الطبي ‪:‬‬
‫هناك استعدادات البد أن تتوفر في األخصائي االجتماعي الطبي وهي‪:‬‬
‫‪ - 1‬قدرات جسمية وصحية مناسبة بالقدر الذي ال يثير في العمالء‪ -‬المرضى‪ -‬أحاسيس الشفقة والرثاء‬
‫على االخصائي‬
‫‪ -2‬اتزان انفعالي من اتزان في الشخصية يكسب صاحبه القدرة على ضبط النفس والنضج االنفعالي‬
‫الذي ال تشوبه نزعات اندفاع وعدم تحمل المسئولية‬
‫‪ - 3‬اتزان عقلي مناسب يتضمن معارف ومعلومات عن العلوم المهنية المختلفة مع نسبة ذكاء مناسبة مع‬
‫سرعة البديهة مع بعض القدرات الخاصة كالقدرات التعبيرية اللفظية‬
‫‪ -4‬على األخصائي االجتماعي أن يتسم بالقيم االجتماعية والسمات األخالقية السوية والتحكم في نزعاته‬
‫وأهوائه الخاصة كالقدرة على السيطرة على مشاكله الخاصة وفصلها جانبًا عن عمله وعمالئه‬
‫‪ - 5‬يجب أن يكون لألخصائي االجتماعي انتباه كافي يجعله يدرك وجهات نظر من يقومون على عالج‬
‫المريض‬
‫اإلعداد المهني لألخصائي االجتماعي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اإلعداد النظري ‪:‬‬
‫‪ -1‬يجب أن يلم األخصائي االجتماعي الطبي بمعلومات طبية مبسطة ومعرفة أنواع األمراض ومسبباتها‬
‫وفهم المصطلحات الطبية الشائعة في ميدان الطب وعليه أن يلجأ إلي الطبيب في النواحي الطبية‬
‫‪ - 2‬أن يكون لديه معرفة باالحتياجات والخصائص النفسية للمرضى فعلم االجتماع والطب النفسي تعتبر‬
‫مصادر أساسية لألخصائيين االجتماعيين الطبيين في فهم معاني بعض األلوان السلوكية واألغراض‬
‫النفسية عند المريض في المراحل المرضية المختلفة والتي يجب ن يعاملها بالطريقة التي تقلل من أثارها‬
‫السيئة على سير المرض‬
‫‪ - 3‬دراسة مستفيضة ألسس الخدمة االجتماعية وطرقها ومجاالتها مع التركيز على الخدمة الطبية‬
‫‪ - 4‬أن يكون ذو ثقافة واسعة بالمسائل التأهيلية والقانونية وغيرها التي تفيد األخصائي االجتماعي الطبي‬
‫في عمله كالقوانين الخاصة بالتأهيل المهني والتأمينات االجتماعية ومعاشات العجزة واإلصابة وقوانين‬
‫الضمان االجتماعي‬
‫‪ -5‬أن يكون لديه علم ووعي بالمشكالت الناتجة عن المرض‬
‫‪ -6‬اإللمام التام باالحتياجات البشرية في حالة المرض وأثناء العالج‬
‫‪ -7‬أن يكون لديه المعرفة الواسعة بالمصادر التي يمكن االستعانة بها تكملة خدمات المستشفى كدور‬
‫الثقافة والمؤسسات االجتماعية ومكاتب العمل ومساعدة المرضى لالستفادة من إمكانيات المجتمع‬
‫ثانيًا ‪ -‬التدريب العملي‪:‬‬
‫التدريب العملي على مسؤوليات وأعمال األخصائي االجتماعي الطبي ويجب أن يتم هذا من خالل‬
‫التدريب في البرامج الموضوعية إلعداد األخصائي الطبي حيث الممارسة هي التي تصقل االستعداد‬
‫النظري على أن يكون هناك أشراف فني على مستوى عالي من الكفاءة والخبرة‪.‬‬

‫تعتبر الممارسة المهنية لألخصائي االجتماعي في المجال الطبي من الممارسات التي تتخذ طابعا إنسانيا‬
‫بالدرجة األولى والتي تحظى باهتمام كافة المتخصصين في هذا المجال نظرًا لألدوار التي يقوم بها‬
‫الممارس المهني والتي تكمل األدوار األخرى التي يمارسها المتخصصون اآلخرون في المستشفي كما أنها‬
‫جزءًا هامًا من الخدمات االجتماعية التي تشكل إطارًا من األهداف التي يسعى المجتمع إلى تحقيقها تأسيسًا‬
‫على مفاهيم التكافل والتضامن االجتماعي والمساندة اإلنسانية بطابعها االجتماعي النفسي للمرضى بكافة‬
‫أنواعها لكي ما يسهم في خطة العالج المتكاملة لهم ( طبيا ‪ -‬نفسيًا اجتماعيا ) ‪ ،‬كما أن مواجهة‬
‫المشكالت التي تواجه المرضى أو ذويهم للتغلب على المواقف الصعبة التي يعيشون فيها وكل ذلك من‬
‫خالل عالقة طيبه بين إدارة المستشفى والمرضى والتي تستهدف تحسين األداء االجتماعي لهم واستثمار‬
‫قدراتهم لتأدية أدوارهم المجتمعية بكفاءة‪.‬‬
‫الخبرات العلمية التي يجب توافرها في األخصائيين االجتماعيين بالمجال الطبي ‪:‬‬
‫‪-1‬اإللمام الكامل بمهنة الخدمة االجتماعية من حيث المعرفة والفلسفة واألهداف والمبادئ واألخالقيات ‪.‬‬
‫‪- 2‬اإللمام بالنظام اإلداري بمجال الخدمة االجتماعية والسياسات واإلجراءات المتبعة في المؤسسات‬
‫الطبية‪.‬‬
‫‪-3‬القدرة على اكتساب المهارة التي تساعد تكوين العالقات والقدرة على استمرارها للحفاظ عليها‪.‬‬
‫‪-4‬المعرفة اللغوية الجيدة التي تعزز مهارة التحدث والمناقشة والقدرة على االتصال بعدة لغات‬

‫‪- 5‬القدرة على متابعة آخر تطورات العلوم االجتماعية والنفسية من خالل دورات الصقل والتجديد‬
‫للمعارف والمهارات ‪.‬‬
‫‪- 6‬القدرة على االستفادة من البرامج من خالل اللقاءات العلمية لتبادل الخبرات مع في المؤسسات الطبية ‪.‬‬
‫‪-7‬الخضوع لفترة تجريبية في بداية التعيين طبقًا للوائح والنظم الخاصة بذلك ‪.‬‬
‫‪-8‬الحصول على الترقية في السلم الوظيفي بناء على الخبرات والتقدم في العمل المهني ‪.‬‬
‫المحاضرة التاسعة‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تتشكل الشخصية نتيجة تفاعل سمات الوراثة الجينية للفرد م‪d‬ع بيئت‪d‬ه فهي تتع‪d‬دل و تتح‪d‬ور و تته‪d‬ذب في ه‪d‬ذا‬
‫التفاعل أي أنها عملية تعلم ‪.‬‬

‫و الشخصية تمر في مراحل مختلفة من الطفولة المبكرة حتى النضج و نعني هنا بالنضج وج‪dd‬ود تناس‪dd‬ق في‬
‫سمات الشخصية بالدرجة التي تطبع عالقات الفرد باآلخرين بطابع السلوك السوي من ج‪dd‬انب و تعين‪dd‬ه على‬
‫تحمل كافة المسؤوليات وتقبل التضحيات في سبيل أسرته و مجتمعه من جانب آخر ‪.‬‬

‫و لكن ه‪dd‬ذا ليس معن‪dd‬اه أن الش‪dd‬خص الب‪dd‬الغ عمري‪dd‬ا حتم‪dd‬ا يك‪dd‬ون ق‪dd‬د وص‪dd‬ل إلى مرحل‪dd‬ة النض‪dd‬ج المتوق‪dd‬ع إذ أن‬
‫النضج الجسمي ال يرتبط بالضرورة بنمو الشخصية و نضجها ‪.‬‬

‫و هكذا فإنه ال يوجد شخص‪d‬ان يع‪d‬ني الم‪d‬رض بالنس‪d‬بة إليهم‪d‬ا ش‪d‬يئا واح‪d‬دا ‪،‬أو يس‪d‬تجيبان نفس االس‪d‬تجابة ح‪d‬تى‬
‫ل‪dd‬و كان‪dd‬ا يعاني‪dd‬ان من نفس الم‪dd‬رض ‪،‬فلك‪dd‬ل م‪dd‬ريض شخص‪dd‬يته ال‪dd‬تي تم‪dd‬يزه س‪dd‬لبا أو إيجاب‪dd‬ا عن اآلخ‪dd‬رين و ل‪dd‬ه‬
‫أسلوبه الخاص في حياته ‪ ،‬و طريقته في التفكير و اتجاهاته و قيمه و تقاليده الخاصة ‪.‬‬

‫حقيقة أن االنسان ق‪dd‬د يتش‪d‬ابه م‪d‬ع اآلخ‪d‬رين في بعض الص‪dd‬فات العام‪d‬ة إال أن‪d‬ه يختل‪d‬ف عنهم في ص‪dd‬فات أخ‪d‬رى‬
‫تجعل له طابعا متم‪d‬يزا فري‪d‬دا من نوع‪d‬ه في اس‪d‬تجابته لمرض‪dd‬ه و اس‪d‬تجابته للعالج ‪ ،‬و اس‪d‬تجابته للمعامل‪d‬ة من‬
‫الهيئة الطبية أو من اآلخرين في بيئته ‪.‬‬

‫ومن ه‪dd‬ذا المنطل‪dd‬ق يتض‪dd‬ح ب‪dd‬أن اإلنس‪dd‬ان الم‪dd‬ريض ينبغي أن ال ينظ‪dd‬ر إلي‪dd‬ه على أن‪dd‬ه من فئ‪dd‬ة م‪dd‬رض معين أو‬
‫مجموع‪dd‬ة قس‪dd‬م معين ‪ ،‬ولكن ينبغي النظ‪dd‬ر إلي‪dd‬ه على اعتب‪dd‬ار أن‪dd‬ه إنس‪dd‬ان ف‪dd‬رد ‪،‬ل‪dd‬ه فرديت‪dd‬ه الخاص‪dd‬ة ب‪dd‬ه و ال‪dd‬تي‬
‫تميزه عن األفراد اآلخرين ‪.‬‬
‫*وعليه فإن الخدمة االجتماعية الطبية تتعامل مع الفرد حسب نوع شخصيته‬

‫المحاضرة العاشرة ‪ :‬الخدمة االجتماعية الطبية و عوامل الصحة و المرض‬

‫مفهوم الصحة والمرض ‪:‬‬

‫الصحة ‪ :‬عرفتها منظمة الصحة العالمية هي حالة من اكتمال اللياق‪dd‬ة النفس‪d‬ية واالجتماعي‪d‬ة والبدني‪d‬ة‪ ،‬وليس‪d‬ت‬
‫الخل ‪dd‬و من العج ‪dd‬ز أو الخل ‪dd‬و من أح ‪dd‬د األم ‪dd‬راض‪ ،‬والتعري ‪dd‬ف ه ‪dd‬ذا يش ‪dd‬مل ثالث ‪dd‬ة أبع ‪dd‬اد للص ‪dd‬حة؛ وهي البدني ‪dd‬ة‪،‬‬
‫والنفسية‪ ،‬واالجتماعية‪.‬‬

‫أبع ‪dd‬اد الص ‪dd‬حة الص ‪dd‬حة البدني ‪dd‬ة‪ :‬هي كف ‪dd‬اءة الجس ‪dd‬م‪ ،‬وق ‪dd‬درة أعض ‪dd‬ائه وأجهزت ‪dd‬ه المختلف ‪dd‬ة على العم ‪dd‬ل بش ‪dd‬كٍل‬

‫متوافق ومتكامل من أجل الحفاظ عليه‪ ،‬ومواجهة المرض الذي يتعرض له‪.‬‬

‫الصحة النفسية‪ :‬هي قدرة الشخص على التوافق مع نفسه ومع البيئة المحيطة به‪.‬‬

‫الص‪dd d‬حة االجتماعي‪dd d‬ة‪ :‬وهي ق‪dd d‬درة الش‪dd d‬خص على القي‪dd d‬ام ب‪dd d‬أدواره االجتماعي‪dd d‬ة تج‪dd d‬اه المحيطين ب‪dd d‬ه‪ ،‬مث‪dd d‬ل‪:‬‬
‫التضامن‪ ،‬والتكافل االجتماعي‪ ،‬والتعاون مع اآلخرين‪.‬‬

‫مستويات الصحة الصحة المثالية‪ :‬وهي كما عرفتها منظمة الصحة العالمية‪ ،‬وهي نادرة الحدوث والوجود‪.‬‬
‫الص‪dd‬حة اإليجابي‪dd‬ة‪ :‬وهي تغلب العناص‪dd‬ر اإليجابي‪dd‬ة ل‪dd‬دى اإلنس‪dd‬ان‪ ،‬مم‪dd‬ا يزي‪dd‬د ويرف‪dd‬ع من قدرت‪dd‬ه على مواجه‪dd‬ة‬
‫األمراض المختلفة والتصدي لها‪ ،‬كما يسمح له بمواجهة الم‪d‬ؤثرات البدني‪d‬ة‪ ،‬والنفس‪d‬ية‪ ،‬واالجتماعي‪d‬ة الطارئ‪d‬ة‬
‫دون أن تسبب له األذى‪.‬‬

‫الص ‪dd‬حة المتوس ‪dd‬طة‪ :‬وهي الحال ‪dd‬ة ال ‪dd‬تي تتس ‪dd‬اوى فيه ‪dd‬ا العوام ‪dd‬ل اإليجابي ‪dd‬ة م ‪dd‬ع العوام ‪dd‬ل الس ‪dd‬لبية‪ ،‬وفيه ‪dd‬ا يب ‪dd‬دو‬
‫اإلنسان سليمًا معافى‪ ،‬ولكن عند تعرضه ألي نوع أو مؤثر مرضي يسقط فريسًة له بسهولة‪.‬‬

‫الص‪CC‬حة العام‪CC‬ة‪ :‬تع‪ّdd‬ر ف منظم ‪dd‬ة الص ‪dd‬حة العالمي ‪dd‬ة الص ‪dd‬حة العام ‪dd‬ة (‪ )Public Health‬على أنه ‪dd‬ا علم وفن‬
‫الوقاي‪dd d‬ة من األم‪dd d‬راض‪ ،‬وإ طال‪dd d‬ة العم‪dd d‬ر‪ ،‬وتعزي‪dd d‬ز الص‪dd d‬حة من خالل الجه‪dd d‬ود المجتمعي‪dd d‬ة للمجتم‪dd d‬ع‪ ،‬وته‪dd d‬دف‬
‫األنشطة التي تسعى لتعزيز قدرات وخ‪dd‬دمات الص‪dd‬حة العام‪dd‬ة إلى توف‪dd‬ير الظ‪dd‬روف ال‪dd‬تي تمّك ن األش‪dd‬خاص من‬
‫الحف‪dd‬اظ على ص‪dd‬حتهم‪ ،‬أو من‪dd‬ع ت‪dd‬دهورها‪ ،‬وترتك‪dd‬ز الص‪dd‬حة العام‪dd‬ة على طريق‪dd‬ة التخلص من أم‪dd‬راض معين‪dd‬ة‪،‬‬
‫إلى ج‪dd‬انب االهتم‪dd‬ام بكاف‪dd‬ة ج‪dd‬وانب الص‪dd‬حة والرفاهي‪dd‬ة‪ ،‬كم‪dd‬ا وتش‪dd‬مل خ‪dd‬دمات الص‪dd‬حة العام‪dd‬ة توف‪dd‬ير الخ‪dd‬دمات‬
‫الشخصية لألفراد‪ ،‬مثل اللقاحات‪ ،‬أو المشورة السلوكية‪ ،‬أو المشورة الصحية‪ ]١[.‬دور الصحة العامة تلعب‬
‫الص‪dd‬حة العام‪dd‬ة دورًا هام‪ًd‬ا للغاي‪dd‬ة في حماي‪dd‬ة ص‪dd‬حة مجتمع‪dd‬ات بأكمله‪dd‬ا‪ ،‬وتعزيزه‪dd‬ا‪ ،‬والحف‪dd‬اظ عليه‪dd‬ا‪ ،‬وإ م‪dd‬ا أن‬
‫تكون هذه المجتمعات صغيرة‪ ،‬أو كبيرة جدًا‪ ،‬وترتب‪dd‬ط الكث‪dd‬ير من واجب‪dd‬ات الص‪dd‬حة العام‪dd‬ة بالقض‪dd‬ايا الص‪dd‬حية‬
‫ال ‪dd‬تي يواجهه ‪dd‬ا األف ‪dd‬راد في حي ‪dd‬اتهم اليومي ‪dd‬ة‪ ،‬مث ‪dd‬ل الحف ‪dd‬اظ على مي ‪dd‬اه الش ‪dd‬رب‪ ،‬أو ض ‪dd‬مان س ‪dd‬المة الطع ‪dd‬ام في‬
‫المط ‪dd‬اعم المحلي ‪dd‬ة‪ ،‬وغيره ‪dd‬ا‪ ،‬وتلعب الص ‪dd‬حة العام ‪dd‬ة دورًا رئيس ‪dd‬يًا في مج ‪dd‬االت الص ‪dd‬حة المختلف ‪dd‬ة‪ ،‬مث ‪dd‬ل من ‪dd‬ع‬
‫اإلص‪dd‬ابات المختلف‪dd‬ة‪ ،‬وص‪dd‬حة األس‪dd‬نان‪ ،‬والتحض‪dd‬ير لح‪dd‬االت الط‪dd‬وارئ والك‪dd‬وارث‪ ،‬ومن‪dd‬ع انتش‪dd‬ار األم‪dd‬راض‪،‬‬
‫وتحديد األسباب الرئيسية للوفاة‪ ،‬فهي تركز على محاول‪d‬ة الوقاي‪d‬ة من األم‪d‬راض أك‪d‬ثر من محاول‪d‬ة عالجه‪d‬ا‪[.‬‬
‫‪ ]٢‬مسؤوليات العاملون في الص‪d‬حة العام‪d‬ة ينبغي على المتخصص‪d‬ين في مج‪d‬ال الص‪d‬حة العام‪d‬ة الت‪d‬درب على‬

‫أداء واح‪d‬دة أو أك‪d‬ثر من الخ‪d‬دمات األساس‪d‬ية العش‪d‬رة اآلتي‪d‬ة‪ ]٣[:‬تثقي‪d‬ف الن‪d‬اس ح‪d‬ول القض‪d‬ايا الص‪d‬حية‪ ،‬خاص‪ًd‬ة‬
‫األشخاص الذين ال يحصلون على الخدمات والمعرض‪dd‬ين لخط‪dd‬ر األم‪dd‬راض‪ .‬رب‪dd‬ط الن‪dd‬اس بالخ‪dd‬دمات الص‪dd‬حية‬
‫الشخصية الضرورية لهم‪ ،‬وضمان توفير الرعاية الصحية عندما ال يكون ذلك متاحًا‪ .‬تقييم فعالية الخدمات‬
‫الص‪dd‬حية الشخص‪dd‬ية‪ ،‬والعام‪dd‬ة‪ ،‬وس‪dd‬هولة الوص‪dd‬ول إليه‪dd‬ا‪ ،‬وجودته‪dd‬ا‪ .‬مراقب‪dd‬ة الحال‪dd‬ة الص‪dd‬حية للمجتم‪dd‬ع لتحدي‪dd‬د‬
‫المش ‪dd‬اكل المحتمل ‪dd‬ة‪ .‬تش ‪dd‬خيص المش ‪dd‬اكل الص ‪dd‬حية والمخ ‪dd‬اطر في المجتم ‪dd‬ع‪ ،‬والتحقي ‪dd‬ق فيه ‪dd‬ا‪ .‬حش ‪dd‬د الش ‪dd‬راكات‬
‫المجتمعية لتحديد وحل المش‪d‬كالت الص‪d‬حية‪ .‬تط‪d‬وير السياس‪d‬ات والخط‪d‬ط ال‪d‬تي ت‪d‬دعم الجه‪d‬ود الص‪d‬حية الفردي‪d‬ة‬
‫والجماعي‪dd‬ة‪ .‬تنفي‪dd‬ذ الق‪dd‬وانين والل‪dd‬وائح ال‪dd‬تي تحمي الص‪dd‬حة‪ ،‬وتض‪dd‬منها‪ .‬ض‪dd‬مان وج‪dd‬ود ق‪dd‬وة عامل‪dd‬ة مختص‪dd‬ة في‬
‫مج ‪dd d‬ال الص ‪dd d‬حة العام ‪dd d‬ة والشخص ‪dd d‬ية‪ .‬الحث على تب ‪dd d‬ني رؤى جدي ‪dd d‬دة وحل ‪dd d‬ول مبتك ‪dd d‬رة للمش ‪dd d‬اكل الص ‪dd d‬حية‪.‬‬

‫المرض‪:‬و هو نوعان‬

‫الم‪dd‬رض غ‪dd‬ير الظ‪dd‬اهر‪ :‬ه‪dd‬و الم‪dd‬رض ال‪dd‬ذي لم تظه‪dd‬ر عالمات‪dd‬ه وأعراض‪dd‬ه في ال‪dd‬وقت الح‪dd‬الي‪ ،‬وإ نم‪dd‬ا س‪dd‬تظهر‬
‫الحقًا بعد أن يتمكن المرض من الجسم‪.‬‬
‫المرض الظاهر‪ :‬هو المرض الذي تظهر أعراضه وعالماته بشكٍل واضح على المريض‪ ،‬وتؤثر فيه‪.‬‬

‫العوام ‪dd‬ل الم ‪dd‬ؤثرة في الص ‪dd‬حة عوام ‪dd‬ل مرتبط ‪dd‬ة باإلنس ‪dd‬ان‪ :‬الجنس‪ .‬العم ‪dd‬ر‪ .‬ن ‪dd‬وع العم ‪dd‬ل والوظيف ‪dd‬ة‪ .‬الوراث ‪dd‬ة‪.‬‬
‫العادات والسلوكيات‬

‫عوامل مرتبطة بالبيئة‪ :‬البيئة الطبيعية‪ .‬البيئة البيولوجية‪ .‬البيئة االجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫مس ‪dd‬ببات الم ‪dd‬رض‪ :‬المس ‪dd‬ببات الحي ‪dd‬ة‪ .‬المس ‪dd‬ببات الكيميائي ‪dd‬ة‪ .‬المس ‪dd‬ببات الفيزيائي ‪dd‬ة‪ .‬االض ‪dd‬طرابات الوظيفي ‪dd‬ة‪.‬‬
‫االضطرابات النفسية‪.‬‬

‫الم‪dd‬رض ه‪dd‬و حال‪dd‬ة غ‪dd‬ير طبيعي‪dd‬ة ت‪dd‬ؤثر على جس‪dd‬م الك‪dd‬ائن الحي‪ ،‬وع‪dd‬ادًة تك‪dd‬ون مرتبط‪dd‬ة بعالم‪dd‬ات وأع‪dd‬راض‪،‬‬
‫ويك‪dd‬ون نتيج ‪ًd‬ة لعوام‪dd‬ل خارجي‪dd‬ة؛ مث‪dd‬ل‪ :‬األم‪dd‬راض المعدي‪dd‬ة‪ ،‬أو نتيج ‪ًd‬ة لعوام‪dd‬ل ذاتي‪dd‬ة؛ مث‪dd‬ل‪ :‬أم‪dd‬راض المناع‪dd‬ة‬
‫الذاتية‪.‬‬

‫أقسام المرض‪:‬‬

‫األمراض الجرثومية‪ :‬هي األمراض التي تكون ناتجة عن عدوى بأح‪dd‬د مس‪dd‬ببات الم‪dd‬رض؛ مث‪dd‬ل‪ :‬البكتيري‪dd‬ا‪،‬‬
‫والفيروس ‪dd‬ات‪ ،‬والطفيلي ‪dd‬ات‪ ،‬أو الفطري ‪dd‬ات‪ ،‬والج ‪dd‬راثيم‪ ،‬ومن ه ‪dd‬ذه األم ‪dd‬راض‪ :‬اإلنفل ‪dd‬ونزا‪ ،‬وبعض االلتهاب ‪dd‬ات‬
‫الجلدي‪dd‬ة‪ .‬أم‪dd‬راض نقص وس‪dd‬وء التغذي‪dd‬ة‪ :‬هي األم‪dd‬راض ال‪dd‬تي تنتج عن نقص بعض العناص‪dd‬ر الغذائي‪dd‬ة المهم‪dd‬ة‬
‫للجس‪dd‬م؛ مث‪dd‬ل‪ :‬الفيتامين‪dd‬ات‪ ،‬والبروتين‪dd‬ات‪ ،‬واألمالح‪ ،‬وال‪dd‬دهون‪ .‬األم‪dd‬راض الوراثي‪dd‬ة‪ :‬هي ال‪dd‬تي تنتج عن خل‪dd‬ل‬
‫في المادة الوراثية للخلية‪ ،‬وتنتقل هذه األمراض من اآلباء إلى األبناء‪ ،‬ومن جيٍل لجيل؛ مثل‪ :‬السكري‪.‬‬

‫األم ‪dd d‬راض الفس ‪dd d‬يولوجية‪ :‬وهي األم ‪dd d‬راض ال ‪dd d‬تي تنتج عن اض ‪dd d‬طراب وخل ‪dd d‬ل في وظ ‪dd d‬ائف أعض ‪dd d‬اء الجس ‪dd d‬م‬
‫وأجهزت‪dd d d d d d d d‬ه المختلف‪dd d d d d d d d‬ة‪ ،‬مث‪dd d d d d d d d‬ل‪ :‬أم‪dd d d d d d d d‬راض القلب والش‪dd d d d d d d d‬رايين‪ ،‬وأم‪dd d d d d d d d‬راض الجه‪dd d d d d d d d‬از الهض‪dd d d d d d d d‬مي‬

‫* وعليه فإن الخدمة االجتماعية الطبية تتعامل مع الفرد حسب نوع المرض وحسب مسبباته‬
‫المحاضرة الحادي عشرة‪ :‬الخدمة االجتماعية الطبية و الصحة النفسية‪:‬‬

‫يعت‪dd d‬بر المج‪dd d‬ال النفس‪dd d‬ي مج ‪d d‬ااًل حيوًي ا وهاًم ا من مج‪dd d‬االت الخدم‪dd d‬ة االجتماعي‪dd d‬ة الطبي‪dd d‬ة وال‪dd d‬ذى يم‪dd d‬ارس فى‬
‫المؤسس‪dd d‬ات الطبي‪dd d‬ة ‪ ،‬لمس‪dd d‬اعدة المرض‪dd d‬ى للتغلب على الص‪dd d‬عوبات واألع‪dd d‬راض النفس‪dd d‬ية ال‪dd d‬تى تع‪dd d‬وق أدائهم‬
‫ألدوارهم االجتماعي ‪dd d d d‬ة من خالل التع ‪dd d d d‬اون م ‪dd d d d‬ع فري ‪dd d d d‬ق العم ‪dd d d d‬ل لتق ‪dd d d d‬ديم خ ‪dd d d d‬دمات متكامل ‪dd d d d‬ة للمرض ‪dd d d d‬ى‪.‬‬
‫ألن عبء االض ‪dd‬طرابات النفس ‪dd‬ية م ‪dd‬ا ي ‪dd‬زال آخ ‪dd‬ذ في التزاي ‪dd‬د م ‪dd‬ع إح ‪dd‬داث ت ‪dd‬أثير كب ‪dd‬ير على الص ‪dd‬حة وع‪dd‬واقب‬
‫كبرى اجتماعية واقتصادية وفي مجال حق‪d‬وق اإلنس‪d‬ان في بل‪d‬دان الع‪d‬الم كاف‪ًd‬ة‪.‬ومن أهم االض‪dd‬طرابات النفس‪d‬ية‬
‫نذكر ما يلي‪:‬‬

‫االكتئاب‬

‫حسب معطيات منظمة الصحة العالمية ‪ ،‬يعت‪d‬بر االكتئ‪d‬اب من االض‪d‬طرابات النفس‪d‬ية الش‪d‬ائعة وأح‪d‬د األس‪d‬باب‬
‫الرئيسية للعجز في جميع أنحاء العالم‪ .‬فعلى الصعيد العالمي‪ ،‬يعاني ما يقدر بنحو ‪ 400‬ملي‪dd‬ون ش‪dd‬خص من‬
‫جميع األعمار من االكتئاب‪ .‬ويتأثر عدد أكبر من النساء باالكتئاب مقارنة بالرجال‪.‬‬

‫ومن س‪dd‬مات االكتئ‪dd‬اب الش‪dd‬عور ب‪dd‬الحزن‪ ،‬وع‪dd‬دم االهتم‪dd‬ام أو التمت‪dd‬ع باألش‪dd‬ياء‪ ،‬والش‪dd‬عور بال‪dd‬ذنب أو قل‪dd‬ة تق‪dd‬دير‬
‫الذات‪ ،‬واضطراب النوم أو الشهية‪ ،‬واإلحساس بالتعب‪ ،‬وض‪d‬عف الترك‪d‬يز‪ .‬وق‪d‬د يع‪d‬اني المص‪d‬ابون باالكتئ‪d‬اب‬
‫ك‪dd‬ذلك من ش‪dd‬كاوى بدني‪dd‬ة متع‪dd‬ددة دون س‪dd‬بب جس‪dd‬ماني واض‪dd‬ح‪ .‬وق‪dd‬د يك‪dd‬ون االكتئ‪dd‬اب طوي‪dd‬ل األم‪dd‬د أو في ش‪dd‬كل‬
‫نوبات متكررة‪ ،‬مع إضعافه بصفة أساسية لق‪d‬درة المص‪dd‬ابين ب‪dd‬ه على األداء في العم‪dd‬ل أو في المدرس‪dd‬ة وعلى‬
‫التعامل مع الحياة اليومية‪ .‬وقد يؤدي االكتئاب إلى االنتحار‪ ،‬في أشد حاالته‪.‬‬

‫وقد تبين أن برامج الوقاية تحد من االكتئاب‪ ،‬س‪d‬واء لألطف‪d‬ال (مث‪d‬ال‪ :‬عن طري‪d‬ق الحماي‪d‬ة وال‪d‬دعم النفس‪d‬ي في‬
‫أعق‪ddd‬اب االس‪dd d‬تغالل الب‪dd d‬دني والجنس‪dd d‬ي)‪ ،‬أو للب‪dd d‬الغين (مث‪dd d‬ال‪ :‬عن طري‪dd d‬ق المس‪dd d‬اعدة النفس‪dd d‬ية االجتماعي‪dd d‬ة بع‪dd d‬د‬
‫الكوارث والصراعات)‪.‬‬

‫وهن‪dd‬اك أيض‪ًd‬ا وس‪dd‬ائل عالج فعال‪dd‬ة؛ إذ يمكن عالج ح‪dd‬االت االكتئ‪dd‬اب الطفيف‪dd‬ة إلى المعتدل‪dd‬ة بفعالي‪dd‬ة عن طري‪dd‬ق‬
‫العالج بالتحدث‪ ،‬مثل عالج السلوك اإلدراكي أو العالج النفسي‪ .‬ويمكن أن تك‪d‬ون مض‪d‬ادات االكتئ‪d‬اب ش‪d‬كًال‬
‫فعاًال لعالج االكتئاب المعتدل إلى الحاد‪ ،‬ولكنها ال تمث‪dd‬ل الخ‪dd‬ط األول من العالج لح‪dd‬االت االكتئ‪dd‬اب الطفي‪dd‬ف‪.‬‬
‫وينبغي أال تستخدم لعالج االكتئاب لدى األطفال‪ ،‬كما أنها ال تعتبر خط العالج األول لدى المراهقين‪ ،‬حيث‬
‫ينبغي توخي الحذر في استخدامها معهم‪.‬‬
‫ويتعين أن يش‪dd‬مل الت‪dd‬دبير العالجي لالكتئ‪dd‬اب الج‪dd‬وانب النفس‪dd‬ية االجتماعي‪dd‬ة‪ ،‬بم‪dd‬ا في ذل‪dd‬ك عوام‪dd‬ل الت‪dd‬وتر مث‪dd‬ل‬
‫المش‪dd‬اكل المالي‪dd‬ة والص‪dd‬عوبات في العم‪dd‬ل واالس‪dd‬تغالل الب‪dd‬دني أو النفس‪dd‬ي‪ ،‬ومص‪dd‬ادر ال‪dd‬دعم مث‪dd‬ل أف‪dd‬راد األس‪dd‬رة‬
‫واألصدقاء‪ .‬ومن األمور المهمة صون الشبكات االجتماعية واألنشطة االجتماعية أو تفعيلها‪.‬‬

‫إضافة إلى تناول أغذية غنية بلفيتمين د و أوميغا ‪.....3‬‬

‫االضطراب الوجداني الثنائي الُقطب‬

‫ي‪dd‬ؤثر ه‪dd‬ذا الن‪dd‬وع من االض‪dd‬طرابات على نح‪dd‬و ‪ 60‬ملي‪dd‬ون ش‪dd‬خص على مس‪dd‬توى الع‪dd‬الم‪ .‬وع‪dd‬ادًة م‪dd‬ا يت‪dd‬ألف ه‪dd‬ذا‬
‫الن‪dd‬وع من االض‪dd‬طرابات من نوب‪dd‬ات ه‪dd‬وس واكتئ‪dd‬اب تفص‪dd‬لها ف‪dd‬ترات من الم‪dd‬زاج الط‪dd‬بيعي‪ .‬وتنط‪dd‬وي نوب‪dd‬ات‬
‫الهوس على الروح المعنوية العالية أو الم‪d‬زاج العص‪d‬بي‪ ،‬والنش‪d‬اط الزائ‪d‬د‪ ،‬والتح‪d‬دث بس‪d‬رعة‪ ،‬وتض‪d‬خم تق‪d‬دير‬
‫ال‪d‬ذات‪ ،‬وقل‪d‬ة الحاج‪d‬ة الى الن‪d‬وم‪ .‬كم‪d‬ا ُتص‪d‬نف حال‪d‬ة من ُيع‪d‬انون من نوب‪d‬ات اله‪d‬وس دون معان‪d‬اة نوب‪d‬ات اكتئ‪d‬اب‬
‫باعتبارها اضطرابًا وجدانيًا ثنائي الُقطب‪.‬‬

‫وتت‪dd‬وافر وس‪dd‬ائل عالج فعال‪dd‬ة للط‪dd‬ور الح‪dd‬اد من االض‪dd‬طراب الوج‪dd‬داني الثن‪dd‬ائي الُقطب وللوقاي‪dd‬ة من االنتك‪dd‬اس‪.‬‬
‫وتتمث ‪dd d‬ل ه ‪dd d‬ذه الوس ‪dd d‬ائل في األدوي ‪dd d‬ة ال ‪dd d‬تي تحاف ‪dd d‬ظ على اس ‪dd d‬تقرار الحال ‪dd d‬ة المزاجي ‪dd d‬ة‪ .‬ويعت ‪dd d‬بر ال ‪dd d‬دعم النفس ‪dd d‬ي‬
‫االجتماعي من العناصر المهمة في العالج‪.‬‬

‫الفصام واالختالالت العقلية األخرى‬

‫الفص ‪dd d‬ام اض ‪dd d‬طراب نفس ‪dd d‬ي ح ‪dd d‬اد ي ‪dd d‬ؤثر على نح ‪dd d‬و ‪ 21‬ملي ‪dd d‬ون ش ‪dd d‬خص على مس ‪dd d‬توى الع ‪dd d‬الم‪ .‬ومن س ‪dd d‬مات‬
‫االختالالت العقلية‪ ،‬التي من بينها الفصام‪ ،‬حدوث خلل في التفكير‪ ،‬والتصورات‪ ،‬والعواطف‪ ،‬وملكة اللغ‪dd‬ة‪،‬‬
‫واإلحس ‪dd‬اس بال ‪dd‬ذات‪ ،‬والس ‪dd‬لوك‪ .‬وتتض ‪dd‬من االض ‪dd‬طرابات الُذ هاني ‪dd‬ة س ‪dd‬ماع أص ‪dd‬وات غ ‪dd‬ير موج ‪dd‬ودة وض ‪dd‬الالت‬
‫بص ‪dd‬رية‪ .‬وق ‪dd‬د يح ‪dd‬ول ه ‪dd‬ذا الن ‪dd‬وع من االض ‪dd‬طرابات دون تمكن المص ‪dd‬ابين ب ‪dd‬ه من العم ‪dd‬ل أو الدراس ‪dd‬ة بش ‪dd‬كل‬
‫طبيعي‪.‬‬

‫وق‪dd‬د تس‪dd‬فر الوص‪dd‬مة والتمي‪dd‬يز عن ع‪dd‬دم إتاح‪dd‬ة الخ‪dd‬دمات الص‪dd‬حية واالجتماعي‪dd‬ة‪ .‬وإ ض‪dd‬افًة إلى ذل‪dd‬ك‪ ،‬يتع‪dd‬رض‬
‫المص ‪dd‬ابون باالض ‪dd‬طرابات الُذ هاني ‪dd‬ة لمخ ‪dd‬اطر مرتفع ‪dd‬ة النتهاك ‪dd‬ات حق ‪dd‬وق اإلنس ‪dd‬ان‪ ،‬من قبي ‪dd‬ل االحتج ‪dd‬از لم ‪dd‬دة‬
‫طويلة في المصحات‪.‬‬
‫ويب‪dd d‬دأ الفص‪dd d‬ام ع‪dd d‬ادًة في أواخ‪dd d‬ر مرحل‪dd d‬ة المراهق‪dd d‬ة أو ب‪dd d‬دايات مرحل‪dd d‬ة البل‪dd d‬وغ‪ .‬ومن األم‪dd d‬ور الفعال‪dd d‬ة العالج‬
‫باألدوي‪dd‬ة وبال‪dd‬دعم النفس‪dd‬ي االجتم‪dd‬اعي‪ .‬ويمكن للمص‪dd‬ابين بالفص‪dd‬ام‪ ،‬م‪dd‬ع العالج المناس‪dd‬ب وال‪dd‬دعم االجتم‪dd‬اعي‬
‫المالئم‪ ،‬أن يحيوا حياة منتجة‪ ،‬وأن يندمجوا في المجتمع‪.‬‬

‫تسهيل المساعدة المعيشة‪ ،‬ودعم اإلسكان والتوظيف المدعوم يمكن أن تكون بمثابة القاعدة التي ينطلق منها‬
‫االش ‪dd‬خاص ال ‪dd‬ذين يع ‪dd‬انون من اض ‪dd‬طرابات نفس ‪dd‬ية ش ‪dd‬ديدة‪ ،‬بم ‪dd‬ا في ذل ‪dd‬ك م ‪dd‬رض الفص ‪dd‬ام‪ ،‬ويمكن من خالله ‪dd‬ا‬
‫تحقي ‪dd‬ق العدي ‪dd‬د من اه ‪dd‬داف اس ‪dd‬ترداد العافي ‪dd‬ة ألنهم غالب ‪dd‬ا م ‪dd‬ا يواجه ‪dd‬ون ص ‪dd‬عوبة في الحص ‪dd‬ول على عم ‪dd‬ل أو‬
‫االحتفاظ به أو الحصول على السكن‪.‬‬

‫الخرف‬

‫يؤثر الخرف على ما يزي‪d‬د عن ‪ 35‬ملي‪d‬ون ش‪d‬خص على مس‪d‬توى الع‪d‬الم‪ .‬وللخ‪d‬رف في المعت‪d‬اد طبيع‪d‬ة مزمن‪d‬ة‬
‫أو متدرج‪dd‬ة يح‪dd‬دث خالله‪dd‬ا ت‪dd‬دهور في الوظ‪dd‬ائف اإلدراكي‪dd‬ة (أي الق‪dd‬درة على التعام‪dd‬ل م‪dd‬ع األفك‪dd‬ار) على نح‪dd‬و‬
‫يتج‪dd‬اوز المتوق‪dd‬ع ج‪dd‬راء الش‪dd‬يخوخة الطبيعي‪dd‬ة‪ .‬وي‪dd‬ؤثر الخ‪dd‬رف على ال‪dd‬ذاكرة‪ ،‬والتفك‪dd‬ير‪ ،‬وإ دراك البيئ‪dd‬ة‪ ،‬والفهم‪،‬‬
‫والق‪dd d‬درات الحس‪dd d‬ابية‪ ،‬والق‪dd d‬درة على التعلم‪ ،‬وملك‪dd d‬ة اللغ‪dd d‬ة‪ ،‬والحكم على األش‪dd d‬ياء‪ .‬ومن الش‪dd d‬ائع أن يص‪dd d‬احب‬
‫الخ‪dd d‬رف ض‪dd d‬عٌف في الوظ‪dd d‬ائف اإلدراكي‪dd d‬ة‪ ،‬ويس‪dd d‬بقه أحيان ‪ًd d‬ا ت‪dd d‬دهوٌر في التحكم في العواط‪dd d‬ف أو في الس‪dd d‬لوك‬
‫االجتماعي أو في التحفيز‪.‬‬

‫ويح‪dd d‬دث الخ‪dd d‬رف بس‪dd d‬بب مجموع‪dd d‬ة متع‪dd d‬ددة من األم‪dd d‬راض واإلص‪dd d‬ابات ال‪dd d‬تي ت‪dd d‬ؤثر على ال‪dd d‬دماغ‪ ،‬مث‪dd d‬ل داء‬
‫ألزهايمر أو الجلطات الدماغية‪.‬‬

‫ورغم ع‪dd‬دم ت‪dd‬وافر عالج في ال‪dd‬وقت الح‪dd‬الي للش‪dd‬فاء من الخ‪dd‬رف أو تغي‪dd‬ير مس‪dd‬اره المت‪dd‬درج‪ ،‬توج‪dd‬د الكث‪dd‬ير من‬
‫العالجات في مختل‪d‬ف مراح‪d‬ل التج‪d‬ارب الس‪d‬ريرية‪ .‬ولكن يمكن إنج‪d‬از المزي‪d‬د ل‪d‬دعم وتحس‪d‬ين حي‪d‬اة المص‪dd‬ابين‬
‫بالخرف ومقدمي الرعاية لهم وأسرهم‪.‬‬

‫اضطرابات النمو‪ ،‬بما في ذلك التوحد‬

‫اض‪dd‬طرابات النم‪dd‬و مص‪dd‬طلح ش‪dd‬امل يض‪dd‬م العج‪dd‬ز ال‪dd‬ذهني واض‪dd‬طرابات النم‪dd‬و المتفش‪dd‬ية بم‪dd‬ا في ذل‪dd‬ك التوح‪dd‬د‪.‬‬
‫وتب‪dd‬دأ اض‪dd‬طرابات النم‪dd‬و ع‪dd‬ادًة في مرحل‪dd‬ة الطفول‪dd‬ة‪ ،‬ولكنه‪dd‬ا تمي‪dd‬ل إلى االس‪dd‬تمرار ح‪dd‬تى مرحل‪dd‬ة البل‪dd‬وغ‪ ،‬مم‪dd‬ا‬
‫يس‪dd d‬بب ض‪dd d‬عف أو ت‪dd d‬أخر الوظ‪dd d‬ائف المرتبط‪dd d‬ة بنض‪dd d‬ج الجه‪dd d‬از العص‪dd d‬بي المرك‪dd d‬زي‪ .‬ويأخ‪dd d‬ذ ه‪dd d‬ذا الن‪dd d‬وع من‬
‫االضطرابات بوجه عام شكل المسار الثابت‪ ،‬ال شكل فترات من اله‪d‬دوء واالنتكاس‪d‬ات ال‪d‬تي تتس‪d‬م به‪d‬ا الكث‪d‬ير‬
‫من االضطرابات النفسية األخرى‪.‬‬

‫ويتس ‪dd‬م العج ‪dd‬ز ال ‪dd‬ذهني بض ‪dd‬عف المه ‪dd‬ارات على مس ‪dd‬توى مج ‪dd‬االت النم ‪dd‬و المتع ‪dd‬ددة مث ‪dd‬ل الوظ ‪dd‬ائف اإلدراكي ‪dd‬ة‬
‫والسلوك التكيفي‪ .‬ويحد انخفاض مستوى الذكاء من القدرة على التكيف مع متطلبات الحياة اليومية‪.‬‬

‫وتتض‪ddd‬من أع‪ddd‬راض اض‪dd d‬طرابات النم‪ddd‬و المتفش‪ddd‬ية‪ ،‬مث‪ddd‬ل التوح‪ddd‬د‪ ،‬ض‪dd d‬عف الس ‪dd‬لوك االجتم ‪dd‬اعي والق‪ddd‬درة على‬
‫التواص ‪dd‬ل وملك ‪dd‬ة اللغ ‪dd‬ة‪ ،‬ووج ‪dd‬ود مجموع ‪dd‬ة مح ‪dd‬دودة من االهتمام ‪dd‬ات واألنش ‪dd‬طة الفري ‪dd‬دة للش ‪dd‬خص المص ‪dd‬اب‬
‫يمارسها بصورة متكررة‪ .‬وغالبًا ما تنشأ اضطرابات النم‪d‬و في س‪d‬ن الرض‪dd‬اعة أو الطفول‪d‬ة المبك‪d‬رة‪ .‬ويع‪d‬اني‬
‫المصابون بهذه االضطرابات في بعض األحيان من درجة من درجات العجز الذهني‪.‬‬

‫ومن األم‪dd‬ور المهم‪dd‬ة ج‪dd‬دًا مش‪dd‬اركة األس‪dd‬رة في رعاي‪dd‬ة المص‪dd‬ابين باض‪dd‬طرابات النم‪dd‬و‪ .‬فمن العناص‪dd‬ر المهم‪dd‬ة‬
‫للرعاية معرفة األسباب التي تؤدي إلى معاناة المصابين بهذا النوع من االضطرابات من الكرب واألس‪dd‬باب‬
‫التي تؤثر على رفاهتهم‪ ،‬وكذلك الوقوف على البيئات المفضية إلى تحس‪d‬ن التعلم على أفض‪dd‬ل نح‪d‬و‪ .‬ويس‪d‬اعد‬
‫تخطيط الممارسات الروتينية اليومية على الوقاية من حدوث توتر دون داٍع ‪ ،‬مع ضرورة تخصيص أوق‪dd‬ات‬
‫لتن‪dd‬اول الطع‪dd‬ام‪ ،‬واللعب‪ ،‬والتعلم‪ ،‬والوج‪dd‬ود م‪dd‬ع اآلخ‪dd‬رين‪ ،‬والن‪dd‬وم‪ .‬وينبغي ت‪dd‬وافر متابع‪dd‬ة منتظم‪dd‬ة عن طري‪dd‬ق‬
‫الخدمات الصحية لكل من األطفال والبالغين المصابين باضطرابات النمو‪.‬‬

‫ويتحتم على المجتمع بأسره أن يضطلع بدور كبير في احترام حقوق المصابين بالعجز واحتياجاتهم‪.‬‬

‫من هم المعرضون للخطر بسبب االضطرابات النفسية؟‬

‫ال تنحص‪dd‬ر مح‪dd‬ددات الص‪dd‬حة النفس‪dd‬ية واالض‪dd‬طرابات النفس‪dd‬ية في ص‪dd‬فات اإلنس‪dd‬ان الفردي‪dd‬ة مث‪dd‬ل قدرت‪dd‬ه على‬
‫إدارة أفك ‪dd‬اره وعواطف ‪dd‬ه وس ‪dd‬لوكياته وتفاعالت ‪dd‬ه م ‪dd‬ع اآلخ ‪dd‬رين‪ ،‬وإ نم ‪dd‬ا تش ‪dd‬مل أيض‪ًd d‬ا عوام ‪dd‬ل اجتماعي ‪dd‬ة وثقافي ‪dd‬ة‬
‫واقتص ‪dd‬ادية وسياس ‪dd‬ية وبيئي ‪dd‬ة مث ‪dd‬ل السياس ‪dd‬ات الوطني ‪dd‬ة والض ‪dd‬مان االجتم ‪dd‬اعي ومس ‪dd‬تويات المعيش ‪dd‬ة وظ ‪dd‬روف‬
‫العمل والدعم المجتمعي‪.‬‬

‫كما تتضمن العوامل المؤدية إلى اإلص‪d‬ابة به‪d‬ذه االض‪d‬طرابات الهندس‪d‬ة الوراثي‪d‬ة‪ ،‬والتغذي‪d‬ة‪ ،‬وح‪d‬االت الع‪d‬دوى‬
‫في الفترة المحيطة بالوالدة‪ ،‬والتعرض لألخطار البيئية‪.‬‬
‫يحت‪dd‬اج المص‪dd‬ابون ب‪dd‬اعتالالت نفس‪dd‬ية إلى ال‪dd‬دعم االجتم‪dd‬اعي والرعاي‪dd‬ة االجتماعي‪dd‬ة‪ .‬وهم يحت‪dd‬اجون في الغ‪dd‬الب‬
‫إلى المس‪dd‬اعدة في الوص‪dd‬ول إلى ال‪dd‬برامج التعليمي‪dd‬ة ال‪dd‬تي تالئم احتياج‪dd‬اتهم‪ ،‬وفي العث‪dd‬ور على توظي‪dd‬ف وس‪dd‬كن‬
‫يمكنهم من العيش والتفاعل في مجتمعاتهم المحلية‪.‬وهو ما يسعى إليه المختص االجتماعي الطبي‪.‬‬

‫ذل‪dd‬ك أن الص‪dd‬حة النفس ‪ّd‬ية هي َم س‪dd‬ألٌة ِنس‪dd‬بّيٌة حاله‪dd‬ا ح‪dd‬ال الص ‪ّd‬ح ة الجس‪dd‬دّية؛ ف‪dd‬األمراُض الجس‪dd‬دّية َتظه‪dd‬ر نتيج‪dd‬ة‬
‫زي ‪dd‬ادة االختالل الحاص ‪dd‬ل بين وظ ‪dd‬ائف الجس ‪dd‬م الُم ختلف ‪dd‬ة‪ ،‬وك ‪dd‬ذلك األم ‪dd‬راض النفس ‪dd‬ية فهي ليس له ‪dd‬ا َح ٌد ُم عّيٌن‬
‫يفصل بينها وبين الصحة النفسية وإ ّنما الحد الذي ُيظه‪d‬ر الم‪d‬رض ه‪d‬و زي‪d‬ادة االختالل الحاص‪d‬ل‪ِ .‬بق‪d‬دِر تكّي ف‬
‫الف‪dd‬رد م‪dd‬ع البيئ‪dd‬ة الُم حيط‪dd‬ة ب‪dd‬ه تك‪dd‬ون الص ‪ّd‬ح ة النفس‪dd‬ية لدي‪dd‬ه‪ ،‬وعلى ه‪dd‬ذا األس‪dd‬اس ف‪dd‬إّن الف‪dd‬رد ال‪dd‬ذي َيس‪dd‬تطيُع أن‬
‫يتواَف َق داخلّي ًا م‪d‬ع نفس‪d‬ه وُيحس‪d‬ن تكّيف‪d‬ه م‪d‬ع بيئت‪d‬ه َيتمّت ع بص‪dd‬حٍة نفس‪d‬يٍة جي‪d‬دٍة ؛ وذل‪d‬ك ألّن الَم رض النفس‪d‬ي عن‪d‬د‬
‫الفرد ما هو إاّل صراعات نفسّية داخلّية َتجعله غير متوافق مع نفسه ومع الُم جتم‪dd‬ع ال‪dd‬ذي يعيش في‪dd‬ه‪ ،‬فيظه‪dd‬ر‬
‫االض‪dd‬طراُب واِض حًا في َح يات‪dd‬ه االنفعالّي ة‪ ،‬وَيب‪dd‬دو علي‪dd‬ه الخ‪dd‬وُف الش‪dd‬ديد‪ ،‬والُّش عور باالض‪ِd‬ط هاد من اآلخ‪dd‬رين‪.‬‬
‫إن َم ن يتمّت ع بالص‪ّdd‬ح ة النفس ‪dd‬ية َيظه ‪dd‬ر علي ‪dd‬ه الّنض ‪dd‬ج االنفع ‪dd‬الي‪ ،‬والَم ق ‪dd‬درة على ض ‪dd‬بط انفعاالت ‪dd‬ه‪ ،‬وُيعّب ر عن‬
‫رغباتِه وميولِه ومشاعرِه بأسلوٍب ُم ّتزٍن َيخلو من االندفاع والتهور‬

‫تعريف الضغط النفسي‪ :‬الضغط النفسي هو َم جموعٌة من األحداث والَم واقف واألفكار التي تدفع الشخص‬
‫إلى الش‪dd‬عور ب‪dd‬التوّتر والقل‪dd‬ق‪ ،‬وإ حس‪dd‬اس الف‪dd‬رد ب‪dd‬أّن الواجب‪dd‬ات المطلوب‪dd‬ة من‪dd‬ه تف‪dd‬وق ُقدرات‪dd‬ه وإ مكانّيات‪dd‬ه‪ ،‬فيخ‪ُd‬ر ج‬
‫بسبب ذلك من حالة االستقرار والتوازن النفسي إلى حالٍة من االضطراب والذي يظهر علي‪dd‬ه على ش‪dd‬كِل هٍّم‬
‫وُح زٍن وألم‪،.‬الت‪dd‬وتر النفس‪dd‬ي‪ ،‬والقل‪dd‬ق‪ ،‬والوس‪dd‬اوس‪ ،‬والكآب‪dd‬ة‪ ،‬والتح ‪ّd‬و ل الهس‪dd‬تيري‪ ،‬والش‪dd‬عور ب‪dd‬وهِن العزيم‪dd‬ة‪،‬‬
‫والخ‪dd‬وف من المس‪dd‬تقبل‪ ،‬والتش ‪ّd‬تت في األفك‪dd‬ار‪ ،‬وال ‪َd‬و هن الجس‪dd‬مي‪ ،‬وع‪dd‬دم الُق درة على الُم ث‪dd‬ابرة واإلنت‪dd‬اج‪ ،‬أّم ا‬
‫عالقته مع اآلخرين فإّم ا أن تكون بأن َيتواصل مع من حوله بُعنٍف شديٍد ‪ ،‬أو ينزوي بشكٍل شديد‪ ]١[.‬عندما‬
‫تظهر األمراض النفسية فإّن ذلك يؤّد ي لظهور األمراُض الجس‪dd‬دّية الُم ص‪dd‬احبة له‪dd‬ا‪ ،‬وبالت‪dd‬الي يش‪dd‬عر الش‪dd‬خص‬
‫باإلجهاد النفسي‪ ،‬ويظّن أّن م‪d‬ا ُيص‪dd‬يبه هي أم‪d‬راٌض غ‪d‬ير حقيق‪d‬ة‪ ،‬أو أّنه‪d‬ا مج‪d‬رد أفك‪d‬اٍر في ذهن‪d‬ه وخيال‪d‬ه‪ ،‬وال‬
‫رابط بينها وبين الحالة النفسّية‪.‬‬

‫العالق‪dd‬ة بين الحال‪dd‬ة النفس‪dd‬ية والص‪dd‬حة الجس‪dd‬دية‪ :‬يمكن بي‪dd‬ان العالق‪dd‬ة بين الض‪dd‬غط النفس‪dd‬ي ل‪dd‬دى الف‪dd‬رد وحالت‪dd‬ه‬
‫الص ‪dd‬حّية والجس ‪dd‬دية بأّنه ‪dd‬ا عكس‪ّd d‬يٌة؛ فكّلم ‪dd‬ا زاد الض ‪dd‬غط النفس ‪dd‬ي على الف ‪dd‬رد انخفض ‪dd‬ت الص‪ّd d‬ح ة العام ‪dd‬ة لدي ‪dd‬ه‪،‬‬
‫وتراَج عت وتدهورت‪ ،‬بينما انخفاض الضغط النفسي َيترّتب عليه الحصول على صّح ٍة جّيدة‪ ،‬وَيعود الس‪dd‬بب‬
‫في ذلك إلى التغّيرات الفسيولوجية في الجسم؛ فأّي تأثيٍر نفس‪d‬ي يك‪d‬ون أش‪d‬به بح‪d‬دس إن‪d‬ذار ي‪d‬ترّتب علي‪d‬ه ردود‬
‫فع‪dd‬ل في ُم عظم أج‪dd‬زاء الجس‪dd‬م‪ ،‬وه‪dd‬ذه التغ‪dd‬يرات ال‪dd‬تي تط‪dd‬رأ على الجس‪dd‬م نتيج‪dd‬ة الحال‪dd‬ة النفس‪dd‬ية ال‪dd‬تي يم‪dd‬ر به‪dd‬ا‬
‫الش ‪dd‬خص ُيس ‪ّd‬م يها البعض اس ‪dd‬تجابات التهي ‪dd‬ؤ‪ُ .‬يمكن مالحظ ‪dd‬ة ردود الفع ‪dd‬ل الُم ش ‪dd‬ار له ‪dd‬ا عن ‪dd‬دما يتع ‪ّd‬ر ض الف ‪dd‬رد‬
‫لموق‪dd d‬ف يدفع‪dd d‬ه للح‪dd d‬ديث أم‪dd d‬ام جم‪dd d‬ع من الن‪dd d‬اس؛ حيُث تط‪dd d‬رأ علي‪dd d‬ه بعض التغّي رات مث‪dd d‬ل حرك‪dd d‬ة الرم‪dd d‬وش‪،‬‬
‫والع‪dd‬رق‪ ،‬وجف‪dd‬اف الحل‪dd‬ق‪ ،‬وزي‪dd‬ادة ض‪dd‬ربات القلب‪ ،‬وص‪dd‬عوبة التنّفس؛ فك‪ّd‬ل ه‪dd‬ذه التغ‪dd‬يرات نتجت عن الض‪dd‬غط‬
‫النفس‪dd‬ي ال‪dd‬ذي ُو ض‪dd‬ع في‪dd‬ه الف‪dd‬رد‪ُ .‬أج‪dd‬ريت دراس‪dd‬ة على مجموع‪ٍd‬ة من األش‪dd‬خاص ك‪dd‬ان اله‪dd‬دف منه‪dd‬ا بي‪dd‬ان الحال‪dd‬ة‬
‫النفسّية وأثرها على جه‪d‬از المناع‪d‬ة ل‪d‬دى اإلنس‪d‬ان‪ ،‬فك‪d‬انت النتيج‪d‬ة المذهل‪d‬ة أّن جه‪d‬از المناع‪d‬ة َينخفض ترك‪d‬يزه‬
‫في الجس‪dd‬م عن‪dd‬د التع ‪ّd‬ر ض للض‪dd‬غط النفس‪dd‬ي‪ .‬بّينت إح‪dd‬دى الدراس‪dd‬ات ال‪dd‬تي ُأج‪dd‬ريت في موض‪dd‬وع االض‪dd‬طرابات‬
‫النفسية والوقاية منها أّن حوالي ‪ 450‬مليون إنسان ُيعاني من االضطرابات النفسية على امت‪dd‬داد الع‪dd‬الم‪ ،‬وأّن‬
‫رب ‪dd d‬ع البش ‪dd d‬ر سُيص ‪dd d‬ابون بواح ‪dd d‬د أو أك ‪dd d‬ثر من االض ‪dd d‬طرابات النفس‪ّd d d‬ية في ف ‪dd d‬ترٍة م ‪dd d‬ا من حي ‪dd d‬اتهم‪ ،‬وأّن ه ‪dd d‬ذه‬
‫االضطرابات ال ُتشّك ل ِع بئًا اقتصاديًا واجتماعيًا فحسب‪ ،‬بل هي ُتشّك ل خطرًا على الصحِة الجس‪dd‬ديِة ‪ ،‬ول‪dd‬ذلك‬
‫وجب الوقاية من هذه االضطرابات‪ .‬أثر الحالة النفسية على الجسم‪:‬‬

‫أثبتت الّد راس‪dd‬ات الحديث‪dd‬ة أّن الض‪dd‬غط النفس‪dd‬ي والغض‪dd‬ب من العوام‪dd‬ل الُم دّم رة لص‪dd‬حة اإلنس‪dd‬ان‪ ،‬وإ ذا تف‪dd‬اقم‬
‫الوضع قد يؤّد ي إلى اإلصابة بأمراٍض خطيرٍة ‪ ،‬وُر غم المحاوالت العديدة للُم حافظة على الصّح ة مثل اتب‪d‬اع‬
‫الحمي ‪dd‬ة‪ ،‬أو ممارس ‪dd‬ة األلع ‪dd‬اب الرياض ‪dd‬ية‪ ،‬وغيره ‪dd‬ا من وس ‪dd‬ائل وقائي ‪dd‬ة وعالجي ‪dd‬ة‪ ،‬إال أّن الدراس ‪dd‬ات أثبتت أّن‬
‫الَعوامل االجتماعية‪ ،‬والرضا‪ ،‬والسعادة النفس‪d‬ية‪ ،‬ووض‪dd‬ع ه‪d‬دٍف في الحي‪d‬اة ل‪d‬ه أك‪d‬بر األث‪d‬ر في الُم حافظ‪d‬ة على‬
‫ِة‬
‫الص ‪ّd‬ح الجس‪dd‬دية‪ ،‬ول‪dd‬ذلك ك‪dd‬ان رس‪dd‬ول اهلل ‪ -‬علي‪dd‬ه الص ‪dd‬الة والس‪dd‬الم‪ُ -‬يوص ‪dd‬ي أص ‪dd‬حابه بع‪dd‬دم الغض ‪dd‬ب‪ ،‬وأّن‬
‫عليهم الرضا والقناعة فهي َس بٌب للسعادة والصحة‪.‬‬

‫و من األم‪dd d‬راض ال‪dd d‬تي ُيس‪dd d‬ببها اإلجه‪dd d‬اد والض‪dd d‬غط النفس‪dd d‬ي‪ :‬زي‪dd d‬ادة احتمالّي ة اإلص‪dd d‬ابة بأح‪dd d‬د أن‪dd d‬واع األورام‬
‫الس‪dd‬رطانية؛ ويع‪dd‬ود الس‪dd‬بب في ذل‪dd‬ك إلى َض عف جه‪dd‬از المناع‪dd‬ة ل‪dd‬دى الف‪dd‬رد في حال‪dd‬ة االنفع‪dd‬ال النفس‪dd‬ي‪ .‬الت‪dd‬أثير‬
‫على القلب؛ فالضغط النفسيي ُيؤّثر عليه سلبًا‪ ،‬وله ارتباط بإصابة اإلنسان بالنوبات القلبية‪ .‬اإلص‪dd‬ابة بض‪dd‬يق‬
‫الش‪dd‬رايين؛ وذل‪dd‬ك من خالل ِد راس ‪ٍd‬ة أج‪dd‬ريت على أش‪dd‬خاص قيس‪dd‬ت لهم مس‪dd‬تويات هرم‪dd‬ون الكورت‪dd‬يزول ال‪dd‬ذي‬
‫ُينتج‪dd‬ه الجس‪dd‬م (هرم‪dd‬ون اإلجه‪dd‬اد)عن‪dd‬دما يتع‪ّd‬ر ض اإلنس‪dd‬ان إلى ض‪dd‬غوطاٍت نفس‪dd‬ية‪ ،‬وي‪dd‬ؤّد ي إطالق‪dd‬ه إلى تض‪dd‬ييق‬
‫الش‪dd‬رايين‪ .‬اإلص‪dd‬ابة بفق‪dd‬ر ال‪dd‬دم الن‪dd‬اتج عن فق‪dd‬دان الش‪dd‬هية؛ بس‪dd‬بب الّض غط النفس‪dd‬ي والت‪dd‬وتر‪ .‬اإلص‪dd‬ابة ب‪dd‬أمراٍض‬
‫عدي ‪dd‬دة أخ ‪dd‬رى‪ ،‬مث ‪dd‬ل‪ :‬أوج ‪dd‬اع الظه ‪dd‬ر‪ ،‬والرقب ‪dd‬ة‪ ،‬والكتفين‪ ،‬والمع ‪dd‬دة‪ ،‬وال ‪dd‬رأس‪ ،‬والص ‪dd‬داع النص ‪dd‬في‪ ،‬وارتف ‪dd‬اع‬
‫الض‪dd d d d d d d d d d d d d d d d d d d d d d‬غط‪ ،‬وتغي‪dd d d d d d d d d d d d d d d d d d d d d d‬ير ل‪dd d d d d d d d d d d d d d d d d d d d d d‬ون الجل‪dd d d d d d d d d d d d d d d d d d d d d d‬د بحيث ُيص‪dd d d d d d d d d d d d d d d d d d d d d d‬بح ش‪dd d d d d d d d d d d d d d d d d d d d d d‬احبًا‪.‬‬
‫وعلي‪dd‬ه فإن‪dd‬ه يجب على المختص االجتم‪dd‬اعي الط‪dd‬بي أن يس‪dd‬اعد المرض‪dd‬ى على التخلص من الض‪dd‬غوط النفس‪dd‬ية‬
‫ومن مسبباتها و يساعدهم على تقبل المرض حتى يتماثلوا بسرعة للشفاء ‪.‬‬

‫و في ك ‪dd‬ل األح ‪dd‬وال أحس ‪dd‬ن عالج ألم ‪dd‬راض النفس ه ‪dd‬و ق ‪dd‬وة اإليم ‪dd‬ان و أنج ‪dd‬ع عالج ألم ‪dd‬راض الجس ‪dd‬د ه ‪dd‬و‬
‫الصدقة و أحسن مضاد حيوي هو القرآن‪ .‬ذلك أن الوقاية خير من العالج ‪ ،‬هذا و اهلل أعلم ‪.‬‬

You might also like