Professional Documents
Culture Documents
تعريف فاطمة الحاروي :عرفتها بأنها مجموعة المجهودات االجتماعية الموجهة إلى مساعدة الطبيب
في تشخيص بعض الحاالت الغامضة ،و في رسم الخطة العالجي ة له ا ،و إلى تمكين المرض ى من االنتف اع
بالعالج المقدم لهم و استرداد وظائفهم االجتماعية و ذلك بإزالة العوائق ال تي تع ترض طري ق انتف اعهم من
الفرص العالجية المهيأة لهم و تمهيد الظروف لإلنسان في المجتمع بعد الشفاء .
تعريف سلوى عثمان:عرفته ا بأنه ا الممارس ة المهني ة للخدم ة االجتماعي ة الطبي ة في المؤسس ة الطبي ة
(وقائية أو عالجية أوإنشائية )
يقوم بها أخصائيون اجتماعيون أعدوا خصيصا لهذا العمل و يعملون من خالل فريق العمل به ذه المؤسس ة
و ذلك بهدف المساعدة الكاملة للفرد ،مريض ا أو معرض ا لإلص ابة ب المرض لالس تفادة من كاف ة اإلمكان ات
المتاحة في المؤسس ة و البيئ ة الخارجي ة و تحس ين الظ روف البيئي ة المختلف ة من أج ل تحقي ق أقص ى أداء
اجتماعي له
و هكذا فإن الخدمة االجتماعية الطبية هي تلك الجهود التي يبذلها المختص االجتماعي في المؤسسة الطبية
ومع البيئات المختلفة للمريض ،بهدف إفادته القصوى من جهود الفريق الط بي كي يتماث ل للش فاء ،ويحق ق
أقصى أداء اجتماعي له في أسرع وقت ممكن .ومن ه ذه التعريف ات يمكن أن نس تخلص العناص ر الرئيس ية
للخدمة االجتماعية الطبية :
الخدمة االجتماعية الطبية :هي إحدى مجاالت الخدم ة االجتماعي ة و بالت الي فهي تعتم د في ممارس تها -1
على فلسفة و معارف و مهارات و قيم و مبادئ و أساليب و طرق المهنة األم .
أنها تمارس في في مؤسسات طبية بغض النظر عن أهداف هذه المؤسسات وقائية ك انت أم عالجي ة أو -2
إنشائية أو تأهيلية .
يمارسها أخصائيون اجتماعيون متخصصون أعدوا خصيصا للعمل في هذا المحال . -3
ال تتعامل مع المريض فحسب بل تتعامل مع المؤسسة الطبية بأكملها فتتعامل م ع اإلدارة و الط بيب و -4
هيئة التمريض و اإلداريين ،بل يمتد تعاملها مع البيئات المختلفة للمريض كاألسرة ،و بيئة العمل ...إلخ
تتعامل مع المريض كوحدة كاملة له جوانبه االجتماعية و النفسية و الجسمية و العقلية . -5
تهدف إلى إفادة المريض القصوى من جهود الفريق الطبي كي يتماثل للشفاء من جه ة و يحق ق أقص ى -6
أداء اجتماعي له في أسرع وقت ممكن من جهة أخرى .
إن نسق الخدمة االجتماعية في المؤسسة الطبية ليس وح77دة مس77تقلة منفص77لة و لكن77ه ج77زء
من إدارة المؤسسة الطبية فهو مكمل للعمل الرئيسي الذي يتركز في عالج المرضى لذلك فإن
األخصائي االجتماعي الطبي يساهم بدوره ليكمل عمل فريق المؤسسة الطبية .
عالقة األخصائي االجتماعي بالفريق الطبي
ال تقتصر عالقة األخصائي االجتماعي مع المريض فقط بل تتسع عالقته إلى أن تصل إلى الفريق
العالجي من أطباء وممرضين وعاملين في المؤسسة الطبية.
عالقة األخصائي االجتماعي بالطبيب:
يجب أن يكون األخصائي االجتماعي الطبي مع باقي الفريق الطبي قادرين على التعاون بإخالص في
تنفيذ الخطة التي رسمها الطبيب في إطار العالقات المشتركة ،فالطبيب في حاجة إلى األخصائي
االجتماعي لتحديد أنواع المساعدات التي يحتاجها المريض.
عالقة األخصائي بالممرضة :
العالقة بين األخصائي االجتماعي والممرضة من خالل اتجاهين:
-1يوجه هيئة التمريض إلى نوع احتياجات المريض وأسلوب التعامل معه
-2الممرضة قد تطلب من األخصائي االجتماعي تفسير بعض أنواع السلوك للمريض وكيفية معاملتها
عالقة األخصائي بإدارة المستشفى:
األخصائي االجتماعي يستطيع أن يحقق كثيرا من األعمال اإلدارية التي تخص مصلحة المريض
مثل مأل استمارة دخول المؤسسة الطبية........
عالقة األخصائي مع األقسام األخرى :
هناك عالقة بين األخصائي االجتماعي والمريض وتتضح من خالل ثالث نقاط هي :
أوال :مساعدة مباشرة من خالل عالج المريض عن طريق البحث والعالج االجتماعي والتعاون مع
الطبيب وفريق العالج الطبي لتنفيذ خطة العالج،وكذا مساعدة المريض على استعادة مواطنته الصالحة.
ثانيًا :المساهمة في بعض األعمال االجتماعية في المستشفى أو المؤسسة الطبية كما في حاالت القبول
ثالثًا :العمل في البيئة وتنظيم عالقات المستشفى بالمجتمع المحلى والعناية بالمرضى والتائهين والمطلوب
تأهيلهم.
ومستويات مالئمة من الحياة في إطار احتياجات وإ مكانيات المجتمع .فالمجال الطبي يعد مجاًال حيويًا
وهامًا من مجاالت الخدمة االجتماعية والذي يمارس في المؤسسات الطبية (المستشفيات ،المستوصفات،
المراكز والعيادات الصحية المختلفة) لمساعدة المرضى باستغالل إمكاناتهم الذاتية وإ مكانات مجتمعهم
للتغلب على الصعوبات التي تعوق تأديتهم ألدوارهم االجتماعية وذلك من خالل االستفادة القصوى من
العالج الطبي ورفع مستوى األداء االجتماعي إلى أقصى حد ممكن أثناء وبعد العملية العالجية.
كما أن طريقة خدمة الجماعة تعد إحدى طرق الخدمة االجتماعية الرئيسية والتي ترتكز فلسفتها على
أن اإلنسان كائن اجتماعي يكتسب خصائصه اإلنسانية وسلوكه من تفاعله مع الجماعات التي يعيش فيها،
وأن سلوكه االجتماعي قابل للتغيير والتعديل ،وأنه يؤثر ويتأثر بالجماعات التي ينتمي إليها ،وأن الجماعة
يمكن استخدامها كوسيلة فعالة للتأثير في الفرد .فممارسة خدمة الجماعة في المجال الطبي ما هو إًال تأكيد
على أن مهنة الخدمة االجتماعية مهنة إنسانية تهتم باإلنسان سواء في حالة الصحة أو في حالة المرض
وتهدف لرفاهية اإلنسان وللحفاظ على كرامته وتؤمن بحقه في تنمية قدراته وكفاءته.
كما أن ممارستها سيحقق العديد من األهداف أهمها ما يلي:
.1مساعدة المرضى على مقاومة المرض وتغيير اتجاهاتهم نحوه حتى ال يستسلموا له مما يؤدي إلى
تقليص حدة التوتر والقلق إزاءه واالستفادة القصوى من أوجه العالج.
.2تأهيل المرضى تأهيًال اجتماعيًا من خالل الجماعة حتى يستطيعوا أن يقوموا بأدوارهم في الحياة العامة
بالشكل الطبيعي ،وذلك من خالل مساعدتهم الستغالل طاقاتهم المتبقية دون إرهاق ووضع الخطط العلمية
لها ليتمكنوا من القيام بواجباتهم ومسئولياتهم المختلفة.
.3زيادة التثقيف الصحي لدى المرضى مما ينعكس إيجابيا في زيادة ثقافتهم وثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم
وبإمكانياتهم الذاتية والتفاعل السليم مع البيئة التي يعيشون فيها.
.4مساعدة المرضى على تنمية مهاراتهم وتعلم مهارات جديدة تتناسب مع حالتهم الصحية.
االعتبارات التي يراعيها (أخصائيو خدمة الجماعة) عند ممارستهم لطريقة خدمة الجماعة في المجال
الطبي:
.1الحالة الجسمية للمرضى الناجمة عن المرض.
.2درجة استجابة المريض لمرضه ،حيث أن هناك اختالفات في درجة استجابات المرضى لمرضهم حتى
ولو كان المرض واحدًا.
.3إقامة عالقات مهنية طيبة وقوية بينهم وبين المرضى.
.4عند تشكيل الجماعات للجلسات العالجية يراعى التجانس بين جماعات المرضى ،ويكون ذلك حسب
بعض االعتبارات التي تعزز تماسك الجماعة وعدم تفككها كالفئة العمرية ،درجة االستجابة المرضية،
المقدرة الجسمية ،الحالة النفسية ،األنماط السلوكية ،الفروق الفردية ،الهوايات الخاصة ،الفترة الزمنية التي
تم قضائها بالمستشفى ،واألقسام الطبية.
.5االختيار الدقيق والمناسب للبرامج التي تتناسب مع حالة المرضى الصحية والنفسية واالجتماعية.
.6الحرص على التدخل المهني المناسب في شئون المرضى وذلك حسب نوعية وظروف المواقف واآلثار
المترتبة على ذلك التدخل أو عدمه.
.7االستعانة بالفريق الطبي وبالخبراء أثناء وضع البرامج حتى يتم التأكد من مالئمتها لقدرات واستعدادات
المرضى المختلفة.
يعمل األخصائي االجتماعي في المجال الطبي من خالل فريق عمل يسعى إلى توفير خدمة طبية
متكاملة للمرضى سواء من الناحية الطبية أو النفسية أو االجتماعية .ولذلك تقع على عاتقه أدوارًا عدة
ومهام جسيمة يجب عليه القيام بها على أتم وأكمل وجه ،حيث تعتبر هذه األدوار كجزء أساسي من صميم
وطبيعة عمله ،فاألدوار التي يقوم بها تتسم بالمرونة والتجديد والديناميكية وذلك حسب احتياجات المرضى
وإ مكانياتهم وطبيعة األقسام الطبية التي ينتمون إليها ،واإلمكانيات المتوفرة في المستشفى والمجتمع.
فمن تلك األدوار التي يقوم بها أخصائي الجماعة ويوظف كل معارفه ومهاراته -على سبيل المثال ال
الحصر -ما يلي:
.1كمنسق :يشارك مع فريق العمل بالمستشفى لتعزيز أوجه التكامل والتنسيق بين كافة األقسام
والتخصصات لتقديم كافة الخدمات وأفضلها للمرضى.
.2كمناقش :يشارك فريق العمل في االجتماعات لمناقشة حاالت المرضى والجوانب المرتبطة بالمرض
وتشخيص الحاالت ووضع الخطة العالجية ودور كل تخصص في كل حالة مرضية.
.3كمغير للسلوك :يقوم بمساعدة المرضى بتفهم المسببات الحقيقية للمشكالت وللسلوكيات غير المرغوب
فيها من خالل الجلسات الجماعية وتوظيف النظريات العلمية فيها لتعزز قدرتهم على اتخاذ اتجاهات
جديدة مؤثرة لتغيير السلوك غير المرغوب فيه.
.4كمخطط :يشارك في االجتماعات الدورية مع منسوبي قسم الخدمة االجتماعية بالمستشفى لوضع الخطط
اإلستراتيجية لمستقبل الخدمة االجتماعية بالمستشفى ،وكذلك مع إدارة المستشفى و المسؤولين عن األقسام
األخرى لوضع الخطط المستقبلية لكل قسم من أقسام المستشفى ،أو مع المسؤولين خارج المجال الطبي
للمشاركة في التخطيط لبرامج التوعية الصحية الشاملة أو فعاليات األيام العالمية المتعلقة بالرعاية النفسية
أو االجتماعية أو الصحية.
.5كمصمم برامج :يقوم بتصميم برامج تراعى فيها بعض االعتبارات التي ذكرت سابقًا منها -على
سبيل
*.كوسيط :يقوم بتحويل المرضى إلى مصادر المساعدات في المجتمع كالجمعيات الخيرية وربطهم بها
ليتمكنوا من الحصول على المساعدات التي يحتاجونها ويستطيعوا أن يحلوا مشاكلهم من خاللها.
*.كمدافع :يستطيع نيابة عن جماعة المرضى الذين ال يستطيعون أن يحصلوا على مساعدات ألي ظروف
محددة أن يقابل المسئولين في الجهات المعنية ويقوم بشرح الوضع لهم وإ قناعهم بأهمية مساعدتهم
للمرضى.
المحاضرة الثامنة :االستعداد المهني لألخصائي االجتماعي الطبي :
هناك استعدادات البد أن تتوفر في األخصائي االجتماعي الطبي وهي:
- 1قدرات جسمية وصحية مناسبة بالقدر الذي ال يثير في العمالء -المرضى -أحاسيس الشفقة والرثاء
على االخصائي
-2اتزان انفعالي من اتزان في الشخصية يكسب صاحبه القدرة على ضبط النفس والنضج االنفعالي
الذي ال تشوبه نزعات اندفاع وعدم تحمل المسئولية
- 3اتزان عقلي مناسب يتضمن معارف ومعلومات عن العلوم المهنية المختلفة مع نسبة ذكاء مناسبة مع
سرعة البديهة مع بعض القدرات الخاصة كالقدرات التعبيرية اللفظية
-4على األخصائي االجتماعي أن يتسم بالقيم االجتماعية والسمات األخالقية السوية والتحكم في نزعاته
وأهوائه الخاصة كالقدرة على السيطرة على مشاكله الخاصة وفصلها جانبًا عن عمله وعمالئه
- 5يجب أن يكون لألخصائي االجتماعي انتباه كافي يجعله يدرك وجهات نظر من يقومون على عالج
المريض
اإلعداد المهني لألخصائي االجتماعي :
أوال :اإلعداد النظري :
-1يجب أن يلم األخصائي االجتماعي الطبي بمعلومات طبية مبسطة ومعرفة أنواع األمراض ومسبباتها
وفهم المصطلحات الطبية الشائعة في ميدان الطب وعليه أن يلجأ إلي الطبيب في النواحي الطبية
- 2أن يكون لديه معرفة باالحتياجات والخصائص النفسية للمرضى فعلم االجتماع والطب النفسي تعتبر
مصادر أساسية لألخصائيين االجتماعيين الطبيين في فهم معاني بعض األلوان السلوكية واألغراض
النفسية عند المريض في المراحل المرضية المختلفة والتي يجب ن يعاملها بالطريقة التي تقلل من أثارها
السيئة على سير المرض
- 3دراسة مستفيضة ألسس الخدمة االجتماعية وطرقها ومجاالتها مع التركيز على الخدمة الطبية
- 4أن يكون ذو ثقافة واسعة بالمسائل التأهيلية والقانونية وغيرها التي تفيد األخصائي االجتماعي الطبي
في عمله كالقوانين الخاصة بالتأهيل المهني والتأمينات االجتماعية ومعاشات العجزة واإلصابة وقوانين
الضمان االجتماعي
-5أن يكون لديه علم ووعي بالمشكالت الناتجة عن المرض
-6اإللمام التام باالحتياجات البشرية في حالة المرض وأثناء العالج
-7أن يكون لديه المعرفة الواسعة بالمصادر التي يمكن االستعانة بها تكملة خدمات المستشفى كدور
الثقافة والمؤسسات االجتماعية ومكاتب العمل ومساعدة المرضى لالستفادة من إمكانيات المجتمع
ثانيًا -التدريب العملي:
التدريب العملي على مسؤوليات وأعمال األخصائي االجتماعي الطبي ويجب أن يتم هذا من خالل
التدريب في البرامج الموضوعية إلعداد األخصائي الطبي حيث الممارسة هي التي تصقل االستعداد
النظري على أن يكون هناك أشراف فني على مستوى عالي من الكفاءة والخبرة.
تعتبر الممارسة المهنية لألخصائي االجتماعي في المجال الطبي من الممارسات التي تتخذ طابعا إنسانيا
بالدرجة األولى والتي تحظى باهتمام كافة المتخصصين في هذا المجال نظرًا لألدوار التي يقوم بها
الممارس المهني والتي تكمل األدوار األخرى التي يمارسها المتخصصون اآلخرون في المستشفي كما أنها
جزءًا هامًا من الخدمات االجتماعية التي تشكل إطارًا من األهداف التي يسعى المجتمع إلى تحقيقها تأسيسًا
على مفاهيم التكافل والتضامن االجتماعي والمساندة اإلنسانية بطابعها االجتماعي النفسي للمرضى بكافة
أنواعها لكي ما يسهم في خطة العالج المتكاملة لهم ( طبيا -نفسيًا اجتماعيا ) ،كما أن مواجهة
المشكالت التي تواجه المرضى أو ذويهم للتغلب على المواقف الصعبة التي يعيشون فيها وكل ذلك من
خالل عالقة طيبه بين إدارة المستشفى والمرضى والتي تستهدف تحسين األداء االجتماعي لهم واستثمار
قدراتهم لتأدية أدوارهم المجتمعية بكفاءة.
الخبرات العلمية التي يجب توافرها في األخصائيين االجتماعيين بالمجال الطبي :
-1اإللمام الكامل بمهنة الخدمة االجتماعية من حيث المعرفة والفلسفة واألهداف والمبادئ واألخالقيات .
- 2اإللمام بالنظام اإلداري بمجال الخدمة االجتماعية والسياسات واإلجراءات المتبعة في المؤسسات
الطبية.
-3القدرة على اكتساب المهارة التي تساعد تكوين العالقات والقدرة على استمرارها للحفاظ عليها.
-4المعرفة اللغوية الجيدة التي تعزز مهارة التحدث والمناقشة والقدرة على االتصال بعدة لغات
- 5القدرة على متابعة آخر تطورات العلوم االجتماعية والنفسية من خالل دورات الصقل والتجديد
للمعارف والمهارات .
- 6القدرة على االستفادة من البرامج من خالل اللقاءات العلمية لتبادل الخبرات مع في المؤسسات الطبية .
-7الخضوع لفترة تجريبية في بداية التعيين طبقًا للوائح والنظم الخاصة بذلك .
-8الحصول على الترقية في السلم الوظيفي بناء على الخبرات والتقدم في العمل المهني .
المحاضرة التاسعة:
تمهيد:
تتشكل الشخصية نتيجة تفاعل سمات الوراثة الجينية للفرد مdع بيئتdه فهي تتعdدل و تتحdور و تتهdذب في هdذا
التفاعل أي أنها عملية تعلم .
و الشخصية تمر في مراحل مختلفة من الطفولة المبكرة حتى النضج و نعني هنا بالنضج وجddود تناسddق في
سمات الشخصية بالدرجة التي تطبع عالقات الفرد باآلخرين بطابع السلوك السوي من جddانب و تعينddه على
تحمل كافة المسؤوليات وتقبل التضحيات في سبيل أسرته و مجتمعه من جانب آخر .
و لكن هddذا ليس معنddاه أن الشddخص البddالغ عمريddا حتمddا يكddون قddد وصddل إلى مرحلddة النضddج المتوقddع إذ أن
النضج الجسمي ال يرتبط بالضرورة بنمو الشخصية و نضجها .
و هكذا فإنه ال يوجد شخصdان يعdني المdرض بالنسdبة إليهمdا شdيئا واحdدا ،أو يسdتجيبان نفس االسdتجابة حdتى
لddو كانddا يعانيddان من نفس المddرض ،فلكddل مddريض شخصddيته الddتي تمddيزه سddلبا أو إيجابddا عن اآلخddرين و لddه
أسلوبه الخاص في حياته ،و طريقته في التفكير و اتجاهاته و قيمه و تقاليده الخاصة .
حقيقة أن االنسان قddد يتشdابه مdع اآلخdرين في بعض الصddفات العامdة إال أنdه يختلdف عنهم في صddفات أخdرى
تجعل له طابعا متمdيزا فريdدا من نوعdه في اسdتجابته لمرضddه و اسdتجابته للعالج ،و اسdتجابته للمعاملdة من
الهيئة الطبية أو من اآلخرين في بيئته .
ومن هddذا المنطلddق يتضddح بddأن اإلنسddان المddريض ينبغي أن ال ينظddر إليddه على أنddه من فئddة مddرض معين أو
مجموعddة قسddم معين ،ولكن ينبغي النظddر إليddه على اعتبddار أنddه إنسddان فddرد ،لddه فرديتddه الخاصddة بddه و الddتي
تميزه عن األفراد اآلخرين .
*وعليه فإن الخدمة االجتماعية الطبية تتعامل مع الفرد حسب نوع شخصيته
الصحة :عرفتها منظمة الصحة العالمية هي حالة من اكتمال اللياقddة النفسdية واالجتماعيdة والبدنيdة ،وليسdت
الخل ddو من العج ddز أو الخل ddو من أح ddد األم ddراض ،والتعري ddف ه ddذا يش ddمل ثالث ddة أبع ddاد للص ddحة؛ وهي البدني ddة،
والنفسية ،واالجتماعية.
أبع ddاد الص ddحة الص ddحة البدني ddة :هي كف ddاءة الجس ddم ،وق ddدرة أعض ddائه وأجهزت ddه المختلف ddة على العم ddل بش ddكٍل
متوافق ومتكامل من أجل الحفاظ عليه ،ومواجهة المرض الذي يتعرض له.
الصحة النفسية :هي قدرة الشخص على التوافق مع نفسه ومع البيئة المحيطة به.
الصdd dحة االجتماعيdd dة :وهي قdd dدرة الشdd dخص على القيdd dام بdd dأدواره االجتماعيdd dة تجdd dاه المحيطين بdd dه ،مثdd dل:
التضامن ،والتكافل االجتماعي ،والتعاون مع اآلخرين.
مستويات الصحة الصحة المثالية :وهي كما عرفتها منظمة الصحة العالمية ،وهي نادرة الحدوث والوجود.
الصddحة اإليجابيddة :وهي تغلب العناصddر اإليجابيddة لddدى اإلنسddان ،ممddا يزيddد ويرفddع من قدرتddه على مواجهddة
األمراض المختلفة والتصدي لها ،كما يسمح له بمواجهة المdؤثرات البدنيdة ،والنفسdية ،واالجتماعيdة الطارئdة
دون أن تسبب له األذى.
الص ddحة المتوس ddطة :وهي الحال ddة ال ddتي تتس ddاوى فيه ddا العوام ddل اإليجابي ddة م ddع العوام ddل الس ddلبية ،وفيه ddا يب ddدو
اإلنسان سليمًا معافى ،ولكن عند تعرضه ألي نوع أو مؤثر مرضي يسقط فريسًة له بسهولة.
الصCCحة العامCCة :تعّddر ف منظم ddة الص ddحة العالمي ddة الص ddحة العام ddة ( )Public Healthعلى أنه ddا علم وفن
الوقايdd dة من األمdd dراض ،وإ طالdd dة العمdd dر ،وتعزيdd dز الصdd dحة من خالل الجهdd dود المجتمعيdd dة للمجتمdd dع ،وتهdd dدف
األنشطة التي تسعى لتعزيز قدرات وخddدمات الصddحة العامddة إلى توفddير الظddروف الddتي تمّك ن األشddخاص من
الحفddاظ على صddحتهم ،أو منddع تddدهورها ،وترتكddز الصddحة العامddة على طريقddة التخلص من أمddراض معينddة،
إلى جddانب االهتمddام بكافddة جddوانب الصddحة والرفاهيddة ،كمddا وتشddمل خddدمات الصddحة العامddة توفddير الخddدمات
الشخصية لألفراد ،مثل اللقاحات ،أو المشورة السلوكية ،أو المشورة الصحية ]١[.دور الصحة العامة تلعب
الصddحة العامddة دورًا هامًdا للغايddة في حمايddة صddحة مجتمعddات بأكملهddا ،وتعزيزهddا ،والحفddاظ عليهddا ،وإ مddا أن
تكون هذه المجتمعات صغيرة ،أو كبيرة جدًا ،وترتبddط الكثddير من واجبddات الصddحة العامddة بالقضddايا الصddحية
ال ddتي يواجهه ddا األف ddراد في حي ddاتهم اليومي ddة ،مث ddل الحف ddاظ على مي ddاه الش ddرب ،أو ض ddمان س ddالمة الطع ddام في
المط ddاعم المحلي ddة ،وغيره ddا ،وتلعب الص ddحة العام ddة دورًا رئيس ddيًا في مج ddاالت الص ddحة المختلف ddة ،مث ddل من ddع
اإلصddابات المختلفddة ،وصddحة األسddنان ،والتحضddير لحddاالت الطddوارئ والكddوارث ،ومنddع انتشddار األمddراض،
وتحديد األسباب الرئيسية للوفاة ،فهي تركز على محاولdة الوقايdة من األمdراض أكdثر من محاولdة عالجهdا[.
]٢مسؤوليات العاملون في الصdحة العامdة ينبغي على المتخصصdين في مجdال الصdحة العامdة التdدرب على
أداء واحdدة أو أكdثر من الخdدمات األساسdية العشdرة اآلتيdة ]٣[:تثقيdف النdاس حdول القضdايا الصdحية ،خاصًdة
األشخاص الذين ال يحصلون على الخدمات والمعرضddين لخطddر األمddراض .ربddط النddاس بالخddدمات الصddحية
الشخصية الضرورية لهم ،وضمان توفير الرعاية الصحية عندما ال يكون ذلك متاحًا .تقييم فعالية الخدمات
الصddحية الشخصddية ،والعامddة ،وسddهولة الوصddول إليهddا ،وجودتهddا .مراقبddة الحالddة الصddحية للمجتمddع لتحديddد
المش ddاكل المحتمل ddة .تش ddخيص المش ddاكل الص ddحية والمخ ddاطر في المجتم ddع ،والتحقي ddق فيه ddا .حش ddد الش ddراكات
المجتمعية لتحديد وحل المشdكالت الصdحية .تطdوير السياسdات والخطdط الdتي تdدعم الجهdود الصdحية الفرديdة
والجماعيddة .تنفيddذ القddوانين واللddوائح الddتي تحمي الصddحة ،وتضddمنها .ضddمان وجddود قddوة عاملddة مختصddة في
مج dd dال الص dd dحة العام dd dة والشخص dd dية .الحث على تب dd dني رؤى جدي dd dدة وحل dd dول مبتك dd dرة للمش dd dاكل الص dd dحية.
المرض:و هو نوعان
المddرض غddير الظddاهر :هddو المddرض الddذي لم تظهddر عالماتddه وأعراضddه في الddوقت الحddالي ،وإ نمddا سddتظهر
الحقًا بعد أن يتمكن المرض من الجسم.
المرض الظاهر :هو المرض الذي تظهر أعراضه وعالماته بشكٍل واضح على المريض ،وتؤثر فيه.
العوام ddل الم ddؤثرة في الص ddحة عوام ddل مرتبط ddة باإلنس ddان :الجنس .العم ddر .ن ddوع العم ddل والوظيف ddة .الوراث ddة.
العادات والسلوكيات
عوامل مرتبطة بالبيئة :البيئة الطبيعية .البيئة البيولوجية .البيئة االجتماعية والثقافية.
مس ddببات الم ddرض :المس ddببات الحي ddة .المس ddببات الكيميائي ddة .المس ddببات الفيزيائي ddة .االض ddطرابات الوظيفي ddة.
االضطرابات النفسية.
المddرض هddو حالddة غddير طبيعيddة تddؤثر على جسddم الكddائن الحي ،وعddادًة تكddون مرتبطddة بعالمddات وأعddراض،
ويكddون نتيج ًdة لعوامddل خارجيddة؛ مثddل :األمddراض المعديddة ،أو نتيج ًdة لعوامddل ذاتيddة؛ مثddل :أمddراض المناعddة
الذاتية.
أقسام المرض:
األمراض الجرثومية :هي األمراض التي تكون ناتجة عن عدوى بأحddد مسddببات المddرض؛ مثddل :البكتيريddا،
والفيروس ddات ،والطفيلي ddات ،أو الفطري ddات ،والج ddراثيم ،ومن ه ddذه األم ddراض :اإلنفل ddونزا ،وبعض االلتهاب ddات
الجلديddة .أمddراض نقص وسddوء التغذيddة :هي األمddراض الddتي تنتج عن نقص بعض العناصddر الغذائيddة المهمddة
للجسddم؛ مثddل :الفيتامينddات ،والبروتينddات ،واألمالح ،والddدهون .األمddراض الوراثيddة :هي الddتي تنتج عن خلddل
في المادة الوراثية للخلية ،وتنتقل هذه األمراض من اآلباء إلى األبناء ،ومن جيٍل لجيل؛ مثل :السكري.
األم dd dراض الفس dd dيولوجية :وهي األم dd dراض ال dd dتي تنتج عن اض dd dطراب وخل dd dل في وظ dd dائف أعض dd dاء الجس dd dم
وأجهزتdd d d d d d d dه المختلفdd d d d d d d dة ،مثdd d d d d d d dل :أمdd d d d d d d dراض القلب والشdd d d d d d d dرايين ،وأمdd d d d d d d dراض الجهdd d d d d d d dاز الهضdd d d d d d d dمي
* وعليه فإن الخدمة االجتماعية الطبية تتعامل مع الفرد حسب نوع المرض وحسب مسبباته
المحاضرة الحادي عشرة :الخدمة االجتماعية الطبية و الصحة النفسية:
يعتdd dبر المجdd dال النفسdd dي مج d dااًل حيوًي ا وهاًم ا من مجdd dاالت الخدمdd dة االجتماعيdd dة الطبيdd dة والdd dذى يمdd dارس فى
المؤسسdd dات الطبيdd dة ،لمسdd dاعدة المرضdd dى للتغلب على الصdd dعوبات واألعdd dراض النفسdd dية الdd dتى تعdd dوق أدائهم
ألدوارهم االجتماعي dd d d dة من خالل التع dd d d dاون م dd d d dع فري dd d d dق العم dd d d dل لتق dd d d dديم خ dd d d dدمات متكامل dd d d dة للمرض dd d d dى.
ألن عبء االض ddطرابات النفس ddية م ddا ي ddزال آخ ddذ في التزاي ddد م ddع إح ddداث ت ddأثير كب ddير على الص ddحة وعddواقب
كبرى اجتماعية واقتصادية وفي مجال حقdوق اإلنسdان في بلdدان العdالم كافًdة.ومن أهم االضddطرابات النفسdية
نذكر ما يلي:
االكتئاب
حسب معطيات منظمة الصحة العالمية ،يعتdبر االكتئdاب من االضdطرابات النفسdية الشdائعة وأحdد األسdباب
الرئيسية للعجز في جميع أنحاء العالم .فعلى الصعيد العالمي ،يعاني ما يقدر بنحو 400مليddون شddخص من
جميع األعمار من االكتئاب .ويتأثر عدد أكبر من النساء باالكتئاب مقارنة بالرجال.
ومن سddمات االكتئddاب الشddعور بddالحزن ،وعddدم االهتمddام أو التمتddع باألشddياء ،والشddعور بالddذنب أو قلddة تقddدير
الذات ،واضطراب النوم أو الشهية ،واإلحساس بالتعب ،وضdعف التركdيز .وقdد يعdاني المصdابون باالكتئdاب
كddذلك من شddكاوى بدنيddة متعddددة دون سddبب جسddماني واضddح .وقddد يكddون االكتئddاب طويddل األمddد أو في شddكل
نوبات متكررة ،مع إضعافه بصفة أساسية لقdدرة المصddابين بddه على األداء في العمddل أو في المدرسddة وعلى
التعامل مع الحياة اليومية .وقد يؤدي االكتئاب إلى االنتحار ،في أشد حاالته.
وقد تبين أن برامج الوقاية تحد من االكتئاب ،سdواء لألطفdال (مثdال :عن طريdق الحمايdة والdدعم النفسdي في
أعقdddاب االسdd dتغالل البdd dدني والجنسdd dي) ،أو للبdd dالغين (مثdd dال :عن طريdd dق المسdd dاعدة النفسdd dية االجتماعيdd dة بعdd dد
الكوارث والصراعات).
وهنddاك أيضًdا وسddائل عالج فعالddة؛ إذ يمكن عالج حddاالت االكتئddاب الطفيفddة إلى المعتدلddة بفعاليddة عن طريddق
العالج بالتحدث ،مثل عالج السلوك اإلدراكي أو العالج النفسي .ويمكن أن تكdون مضdادات االكتئdاب شdكًال
فعاًال لعالج االكتئاب المعتدل إلى الحاد ،ولكنها ال تمثddل الخddط األول من العالج لحddاالت االكتئddاب الطفيddف.
وينبغي أال تستخدم لعالج االكتئاب لدى األطفال ،كما أنها ال تعتبر خط العالج األول لدى المراهقين ،حيث
ينبغي توخي الحذر في استخدامها معهم.
ويتعين أن يشddمل التddدبير العالجي لالكتئddاب الجddوانب النفسddية االجتماعيddة ،بمddا في ذلddك عوامddل التddوتر مثddل
المشddاكل الماليddة والصddعوبات في العمddل واالسddتغالل البddدني أو النفسddي ،ومصddادر الddدعم مثddل أفddراد األسddرة
واألصدقاء .ومن األمور المهمة صون الشبكات االجتماعية واألنشطة االجتماعية أو تفعيلها.
يddؤثر هddذا النddوع من االضddطرابات على نحddو 60مليddون شddخص على مسddتوى العddالم .وعddادًة مddا يتddألف هddذا
النddوع من االضddطرابات من نوبddات هddوس واكتئddاب تفصddلها فddترات من المddزاج الطddبيعي .وتنطddوي نوبddات
الهوس على الروح المعنوية العالية أو المdزاج العصdبي ،والنشdاط الزائdد ،والتحdدث بسdرعة ،وتضdخم تقdدير
الdذات ،وقلdة الحاجdة الى النdوم .كمdا ُتصdنف حالdة من ُيعdانون من نوبdات الهdوس دون معانdاة نوبdات اكتئdاب
باعتبارها اضطرابًا وجدانيًا ثنائي الُقطب.
وتتddوافر وسddائل عالج فعالddة للطddور الحddاد من االضddطراب الوجddداني الثنddائي الُقطب وللوقايddة من االنتكddاس.
وتتمث dd dل ه dd dذه الوس dd dائل في األدوي dd dة ال dd dتي تحاف dd dظ على اس dd dتقرار الحال dd dة المزاجي dd dة .ويعت dd dبر ال dd dدعم النفس dd dي
االجتماعي من العناصر المهمة في العالج.
الفص dd dام اض dd dطراب نفس dd dي ح dd dاد ي dd dؤثر على نح dd dو 21ملي dd dون ش dd dخص على مس dd dتوى الع dd dالم .ومن س dd dمات
االختالالت العقلية ،التي من بينها الفصام ،حدوث خلل في التفكير ،والتصورات ،والعواطف ،وملكة اللغddة،
واإلحس ddاس بال ddذات ،والس ddلوك .وتتض ddمن االض ddطرابات الُذ هاني ddة س ddماع أص ddوات غ ddير موج ddودة وض ddالالت
بص ddرية .وق ddد يح ddول ه ddذا الن ddوع من االض ddطرابات دون تمكن المص ddابين ب ddه من العم ddل أو الدراس ddة بش ddكل
طبيعي.
وقddد تسddفر الوصddمة والتميddيز عن عddدم إتاحddة الخddدمات الصddحية واالجتماعيddة .وإ ضddافًة إلى ذلddك ،يتعddرض
المص ddابون باالض ddطرابات الُذ هاني ddة لمخ ddاطر مرتفع ddة النتهاك ddات حق ddوق اإلنس ddان ،من قبي ddل االحتج ddاز لم ddدة
طويلة في المصحات.
ويبdd dدأ الفصdd dام عdd dادًة في أواخdd dر مرحلdd dة المراهقdd dة أو بdd dدايات مرحلdd dة البلdd dوغ .ومن األمdd dور الفعالdd dة العالج
باألدويddة وبالddدعم النفسddي االجتمddاعي .ويمكن للمصddابين بالفصddام ،مddع العالج المناسddب والddدعم االجتمddاعي
المالئم ،أن يحيوا حياة منتجة ،وأن يندمجوا في المجتمع.
تسهيل المساعدة المعيشة ،ودعم اإلسكان والتوظيف المدعوم يمكن أن تكون بمثابة القاعدة التي ينطلق منها
االش ddخاص ال ddذين يع ddانون من اض ddطرابات نفس ddية ش ddديدة ،بم ddا في ذل ddك م ddرض الفص ddام ،ويمكن من خالله ddا
تحقي ddق العدي ddد من اه ddداف اس ddترداد العافي ddة ألنهم غالب ddا م ddا يواجه ddون ص ddعوبة في الحص ddول على عم ddل أو
االحتفاظ به أو الحصول على السكن.
الخرف
يؤثر الخرف على ما يزيdد عن 35مليdون شdخص على مسdتوى العdالم .وللخdرف في المعتdاد طبيعdة مزمنdة
أو متدرجddة يحddدث خاللهddا تddدهور في الوظddائف اإلدراكيddة (أي القddدرة على التعامddل مddع األفكddار) على نحddو
يتجddاوز المتوقddع جddراء الشddيخوخة الطبيعيddة .ويddؤثر الخddرف على الddذاكرة ،والتفكddير ،وإ دراك البيئddة ،والفهم،
والقdd dدرات الحسdd dابية ،والقdd dدرة على التعلم ،وملكdd dة اللغdd dة ،والحكم على األشdd dياء .ومن الشdd dائع أن يصdd dاحب
الخdd dرف ضdd dعٌف في الوظdd dائف اإلدراكيdd dة ،ويسdd dبقه أحيان ًd dا تdd dدهوٌر في التحكم في العواطdd dف أو في السdd dلوك
االجتماعي أو في التحفيز.
ويحdd dدث الخdd dرف بسdd dبب مجموعdd dة متعdd dددة من األمdd dراض واإلصdd dابات الdd dتي تdd dؤثر على الdd dدماغ ،مثdd dل داء
ألزهايمر أو الجلطات الدماغية.
ورغم عddدم تddوافر عالج في الddوقت الحddالي للشddفاء من الخddرف أو تغيddير مسddاره المتddدرج ،توجddد الكثddير من
العالجات في مختلdف مراحdل التجdارب السdريرية .ولكن يمكن إنجdاز المزيdد لdدعم وتحسdين حيdاة المصddابين
بالخرف ومقدمي الرعاية لهم وأسرهم.
اضddطرابات النمddو مصddطلح شddامل يضddم العجddز الddذهني واضddطرابات النمddو المتفشddية بمddا في ذلddك التوحddد.
وتبddدأ اضddطرابات النمddو عddادًة في مرحلddة الطفولddة ،ولكنهddا تميddل إلى االسddتمرار حddتى مرحلddة البلddوغ ،ممddا
يسdd dبب ضdd dعف أو تdd dأخر الوظdd dائف المرتبطdd dة بنضdd dج الجهdd dاز العصdd dبي المركdd dزي .ويأخdd dذ هdd dذا النdd dوع من
االضطرابات بوجه عام شكل المسار الثابت ،ال شكل فترات من الهdدوء واالنتكاسdات الdتي تتسdم بهdا الكثdير
من االضطرابات النفسية األخرى.
ويتس ddم العج ddز ال ddذهني بض ddعف المه ddارات على مس ddتوى مج ddاالت النم ddو المتع ddددة مث ddل الوظ ddائف اإلدراكي ddة
والسلوك التكيفي .ويحد انخفاض مستوى الذكاء من القدرة على التكيف مع متطلبات الحياة اليومية.
وتتضdddمن أعdddراض اضdd dطرابات النمdddو المتفشdddية ،مثdddل التوحdddد ،ضdd dعف الس ddلوك االجتم ddاعي والقdddدرة على
التواص ddل وملك ddة اللغ ddة ،ووج ddود مجموع ddة مح ddدودة من االهتمام ddات واألنش ddطة الفري ddدة للش ddخص المص ddاب
يمارسها بصورة متكررة .وغالبًا ما تنشأ اضطرابات النمdو في سdن الرضddاعة أو الطفولdة المبكdرة .ويعdاني
المصابون بهذه االضطرابات في بعض األحيان من درجة من درجات العجز الذهني.
ومن األمddور المهمddة جddدًا مشddاركة األسddرة في رعايddة المصddابين باضddطرابات النمddو .فمن العناصddر المهمddة
للرعاية معرفة األسباب التي تؤدي إلى معاناة المصابين بهذا النوع من االضطرابات من الكرب واألسddباب
التي تؤثر على رفاهتهم ،وكذلك الوقوف على البيئات المفضية إلى تحسdن التعلم على أفضddل نحdو .ويسdاعد
تخطيط الممارسات الروتينية اليومية على الوقاية من حدوث توتر دون داٍع ،مع ضرورة تخصيص أوقddات
لتنddاول الطعddام ،واللعب ،والتعلم ،والوجddود مddع اآلخddرين ،والنddوم .وينبغي تddوافر متابعddة منتظمddة عن طريddق
الخدمات الصحية لكل من األطفال والبالغين المصابين باضطرابات النمو.
ويتحتم على المجتمع بأسره أن يضطلع بدور كبير في احترام حقوق المصابين بالعجز واحتياجاتهم.
ال تنحصddر محddددات الصddحة النفسddية واالضddطرابات النفسddية في صddفات اإلنسddان الفرديddة مثddل قدرتddه على
إدارة أفك ddاره وعواطف ddه وس ddلوكياته وتفاعالت ddه م ddع اآلخ ddرين ،وإ نم ddا تش ddمل أيضًd dا عوام ddل اجتماعي ddة وثقافي ddة
واقتص ddادية وسياس ddية وبيئي ddة مث ddل السياس ddات الوطني ddة والض ddمان االجتم ddاعي ومس ddتويات المعيش ddة وظ ddروف
العمل والدعم المجتمعي.
كما تتضمن العوامل المؤدية إلى اإلصdابة بهdذه االضdطرابات الهندسdة الوراثيdة ،والتغذيdة ،وحdاالت العdدوى
في الفترة المحيطة بالوالدة ،والتعرض لألخطار البيئية.
يحتddاج المصddابون بddاعتالالت نفسddية إلى الddدعم االجتمddاعي والرعايddة االجتماعيddة .وهم يحتddاجون في الغddالب
إلى المسddاعدة في الوصddول إلى الddبرامج التعليميddة الddتي تالئم احتياجddاتهم ،وفي العثddور على توظيddف وسddكن
يمكنهم من العيش والتفاعل في مجتمعاتهم المحلية.وهو ما يسعى إليه المختص االجتماعي الطبي.
ذلddك أن الصddحة النفس ّdية هي َم سddألٌة ِنسddبّيٌة حالهddا حddال الص ّdح ة الجسddدّية؛ فddاألمراُض الجسddدّية َتظهddر نتيجddة
زي ddادة االختالل الحاص ddل بين وظ ddائف الجس ddم الُم ختلف ddة ،وك ddذلك األم ddراض النفس ddية فهي ليس له ddا َح ٌد ُم عّيٌن
يفصل بينها وبين الصحة النفسية وإ ّنما الحد الذي ُيظهdر المdرض هdو زيdادة االختالل الحاصdلِ .بقdدِر تكّي ف
الفddرد مddع البيئddة الُم حيطddة بddه تكddون الص ّdح ة النفسddية لديddه ،وعلى هddذا األسddاس فddإّن الفddرد الddذي َيسddتطيُع أن
يتواَف َق داخلّي ًا مdع نفسdه وُيحسdن تكّيفdه مdع بيئتdه َيتمّت ع بصddحٍة نفسdيٍة جيdدٍة ؛ وذلdك ألّن الَم رض النفسdي عنdد
الفرد ما هو إاّل صراعات نفسّية داخلّية َتجعله غير متوافق مع نفسه ومع الُم جتمddع الddذي يعيش فيddه ،فيظهddر
االضddطراُب واِض حًا في َح ياتddه االنفعالّي ة ،وَيبddدو عليddه الخddوُف الشddديد ،والُّش عور باالضِdط هاد من اآلخddرين.
إن َم ن يتمّت ع بالصّddح ة النفس ddية َيظه ddر علي ddه الّنض ddج االنفع ddالي ،والَم ق ddدرة على ض ddبط انفعاالت ddه ،وُيعّب ر عن
رغباتِه وميولِه ومشاعرِه بأسلوٍب ُم ّتزٍن َيخلو من االندفاع والتهور
تعريف الضغط النفسي :الضغط النفسي هو َم جموعٌة من األحداث والَم واقف واألفكار التي تدفع الشخص
إلى الشddعور بddالتوّتر والقلddق ،وإ حسddاس الفddرد بddأّن الواجبddات المطلوبddة منddه تفddوق ُقدراتddه وإ مكانّياتddه ،فيخُdر ج
بسبب ذلك من حالة االستقرار والتوازن النفسي إلى حالٍة من االضطراب والذي يظهر عليddه على شddكِل هٍّم
وُح زٍن وألم،.التddوتر النفسddي ،والقلddق ،والوسddاوس ،والكآبddة ،والتح ّdو ل الهسddتيري ،والشddعور بddوهِن العزيمddة،
والخddوف من المسddتقبل ،والتش ّdتت في األفكddار ،وال َdو هن الجسddمي ،وعddدم الُق درة على الُم ثddابرة واإلنتddاج ،أّم ا
عالقته مع اآلخرين فإّم ا أن تكون بأن َيتواصل مع من حوله بُعنٍف شديٍد ،أو ينزوي بشكٍل شديد ]١[.عندما
تظهر األمراض النفسية فإّن ذلك يؤّد ي لظهور األمراُض الجسddدّية الُم صddاحبة لهddا ،وبالتddالي يشddعر الشddخص
باإلجهاد النفسي ،ويظّن أّن مdا ُيصddيبه هي أمdراٌض غdير حقيقdة ،أو أّنهdا مجdرد أفكdاٍر في ذهنdه وخيالdه ،وال
رابط بينها وبين الحالة النفسّية.
العالقddة بين الحالddة النفسddية والصddحة الجسddدية :يمكن بيddان العالقddة بين الضddغط النفسddي لddدى الفddرد وحالتddه
الص ddحّية والجس ddدية بأّنه ddا عكسّd dيٌة؛ فكّلم ddا زاد الض ddغط النفس ddي على الف ddرد انخفض ddت الصّd dح ة العام ddة لدي ddه،
وتراَج عت وتدهورت ،بينما انخفاض الضغط النفسي َيترّتب عليه الحصول على صّح ٍة جّيدة ،وَيعود السddبب
في ذلك إلى التغّيرات الفسيولوجية في الجسم؛ فأّي تأثيٍر نفسdي يكdون أشdبه بحdدس إنdذار يdترّتب عليdه ردود
فعddل في ُم عظم أجddزاء الجسddم ،وهddذه التغddيرات الddتي تطddرأ على الجسddم نتيجddة الحالddة النفسddية الddتي يمddر بهddا
الش ddخص ُيس ّdم يها البعض اس ddتجابات التهي ddؤُ .يمكن مالحظ ddة ردود الفع ddل الُم ش ddار له ddا عن ddدما يتع ّdر ض الف ddرد
لموقdd dف يدفعdd dه للحdd dديث أمdd dام جمdd dع من النdd dاس؛ حيُث تطdd dرأ عليdd dه بعض التغّي رات مثdd dل حركdd dة الرمdd dوش،
والعddرق ،وجفddاف الحلddق ،وزيddادة ضddربات القلب ،وصddعوبة التنّفس؛ فكّdل هddذه التغddيرات نتجت عن الضddغط
النفسddي الddذي ُو ضddع فيddه الفddردُ .أجddريت دراسddة على مجموعٍdة من األشddخاص كddان الهddدف منهddا بيddان الحالddة
النفسّية وأثرها على جهdاز المناعdة لdدى اإلنسdان ،فكdانت النتيجdة المذهلdة أّن جهdاز المناعdة َينخفض تركdيزه
في الجسddم عنddد التع ّdر ض للضddغط النفسddي .بّينت إحddدى الدراسddات الddتي ُأجddريت في موضddوع االضddطرابات
النفسية والوقاية منها أّن حوالي 450مليون إنسان ُيعاني من االضطرابات النفسية على امتddداد العddالم ،وأّن
رب dd dع البش dd dر سُيص dd dابون بواح dd dد أو أك dd dثر من االض dd dطرابات النفسّd d dية في ف dd dترٍة م dd dا من حي dd dاتهم ،وأّن ه dd dذه
االضطرابات ال ُتشّك ل ِع بئًا اقتصاديًا واجتماعيًا فحسب ،بل هي ُتشّك ل خطرًا على الصحِة الجسddديِة ،ولddذلك
وجب الوقاية من هذه االضطرابات .أثر الحالة النفسية على الجسم:
أثبتت الّد راسddات الحديثddة أّن الضddغط النفسddي والغضddب من العوامddل الُم دّم رة لصddحة اإلنسddان ،وإ ذا تفddاقم
الوضع قد يؤّد ي إلى اإلصابة بأمراٍض خطيرٍة ،وُر غم المحاوالت العديدة للُم حافظة على الصّح ة مثل اتبdاع
الحمي ddة ،أو ممارس ddة األلع ddاب الرياض ddية ،وغيره ddا من وس ddائل وقائي ddة وعالجي ddة ،إال أّن الدراس ddات أثبتت أّن
الَعوامل االجتماعية ،والرضا ،والسعادة النفسdية ،ووضddع هdدٍف في الحيdاة لdه أكdبر األثdر في الُم حافظdة على
ِة
الص ّdح الجسddدية ،ولddذلك كddان رسddول اهلل -عليddه الص ddالة والسddالمُ -يوص ddي أص ddحابه بعddدم الغض ddب ،وأّن
عليهم الرضا والقناعة فهي َس بٌب للسعادة والصحة.
و من األمdd dراض الdd dتي ُيسdd dببها اإلجهdd dاد والضdd dغط النفسdd dي :زيdd dادة احتمالّي ة اإلصdd dابة بأحdd dد أنdd dواع األورام
السddرطانية؛ ويعddود السddبب في ذلddك إلى َض عف جهddاز المناعddة لddدى الفddرد في حالddة االنفعddال النفسddي .التddأثير
على القلب؛ فالضغط النفسيي ُيؤّثر عليه سلبًا ،وله ارتباط بإصابة اإلنسان بالنوبات القلبية .اإلصddابة بضddيق
الشddرايين؛ وذلddك من خالل ِد راس ٍdة أجddريت على أشddخاص قيسddت لهم مسddتويات هرمddون الكورتddيزول الddذي
ُينتجddه الجسddم (هرمddون اإلجهddاد)عنddدما يتعّdر ض اإلنسddان إلى ضddغوطاٍت نفسddية ،ويddؤّد ي إطالقddه إلى تضddييق
الشddرايين .اإلصddابة بفقddر الddدم النddاتج عن فقddدان الشddهية؛ بسddبب الّض غط النفسddي والتddوتر .اإلصddابة بddأمراٍض
عدي ddدة أخ ddرى ،مث ddل :أوج ddاع الظه ddر ،والرقب ddة ،والكتفين ،والمع ddدة ،وال ddرأس ،والص ddداع النص ddفي ،وارتف ddاع
الضdd d d d d d d d d d d d d d d d d d d d d dغط ،وتغيdd d d d d d d d d d d d d d d d d d d d d dير لdd d d d d d d d d d d d d d d d d d d d d dون الجلdd d d d d d d d d d d d d d d d d d d d d dد بحيث ُيصdd d d d d d d d d d d d d d d d d d d d d dبح شdd d d d d d d d d d d d d d d d d d d d d dاحبًا.
وعليddه فإنddه يجب على المختص االجتمddاعي الطddبي أن يسddاعد المرضddى على التخلص من الضddغوط النفسddية
ومن مسبباتها و يساعدهم على تقبل المرض حتى يتماثلوا بسرعة للشفاء .
و في ك ddل األح ddوال أحس ddن عالج ألم ddراض النفس ه ddو ق ddوة اإليم ddان و أنج ddع عالج ألم ddراض الجس ddد ه ddو
الصدقة و أحسن مضاد حيوي هو القرآن .ذلك أن الوقاية خير من العالج ،هذا و اهلل أعلم .