Professional Documents
Culture Documents
الملخص:
هدف البحث التعرف إلى المساندة االجتماعية ودورها في تقبل مريض السكر
إلصابته بداء السكري ،دراسة على عينة من المترددين للعالج بمصحة رويال
التخصصية بالزاوية ،وذلك من خالل التعرف على مستوى المساندة االجتماعية لدى
المرضى المصابين بداء السكري ودرجة تقبل مريض السكر إلصابته بداء السكري ،
ثم البحث في طبيعة العالقة بين المساندة االجتماعية ودرجة تقبل مريض السكر إلصابته
بداء السكري ،وتكونت عينة البحث من ( )021ما بين مريض ومريضة بداء السكري
،واتبع المنهج الوصفي التحليلي ،واستخدم االستبيان في جمع البيانات من عينة البحث.
وأسفر البحث عن النتائج اآلتية:
-إن مستوى المساندة االجتماعية لدى المرضى المصابين بداء السكري والمترددين
للعالج بمصحة رويال التخصصية بالزاوية جاء بدرجة عالية.
-إن درجة تقبل مريض السكر إلصابته بداء السكري جاء بدرجة عالية.
-وجود عالقة ارتباطية طردية ذات داللة إحصائية بين المساندة االجتماعية وتقبل
مريض السكر إلصابته بداء السكري.
الكلمات المفتاحية :
المساندة االجتماعية – تقبل اإلصابة بداء السكري – مرض السكر – مصحة رويال
التخصصية.
Abstract
The aim of the research is to identify the social support and its role in the diabetic
patient's acceptance of his diabetes, a study on a sample of patients attending the
Royal Specialized Clinic in Al-Zawia, by identifying the level of social support for
patients with diabetes and the degree of the diabetic's acceptance of his diabetes, then
researching the nature of The relationship between social support and the degree of
)acceptance of diabetes by a diabetic patient. The research sample consisted of (120
163 2023-
patients with diabetes. The descriptive analytical approach was followed, and the
questionnaire was used to collect data from the research sample.
;The search yielded the following results
- The level of social support for patients with diabetes who are hesitant for
treatment at the Royal Specialized Clinic in Al-Zawia came to a high degree
The degree of acceptance of diabetes by a diabetic patient was high.
-There is a statistically significant direct correlation between social support and the
diabetic patient's acceptance of his diabetes.
;key words
Social support - accepting diabetes - diabetes - Royal Specialized Clinic.
المقدمــــة
يعد مرض السكري من أكثر األمراض انتشارا في العالم المتقدم والنامي على حد
سواء ،ويصيب كل من األغنياء والفقراء ،الصغار والكبار ،الرجال والنساء ،وكثير
من المرضى ال يظهر عليهم أعراض المرض ،وال يعرفون بأنهم مصابون به ،وربما
يكون وراء هذا االنتشار الكبير لهذا المرض تغير نوع الطعام والسمنة والرفاهية والقلق
والتوترات النفسية واإلصابة ببعض الفيروسات وغيرها من األسباب ،ويحدث عندما
يعجز البنكرياس عن إنتاج األنسولين بكمية كافية ،أو عندما يعجز الجسم عن االستخدام
الفعال لألنسولين الذي ينتجه ،وينقسم إلى نوعين رئيسيين النوع األول ،يخضع في
عالجه لألنسولين وعادة ما يظهر في سن مبكرة ويصيب األطفال والشباب على حد
سواء ،وقد يظهر في أعمار مختلفة خاصة عند المسنين ،ظهوره يكون بصورة مفاجئة
وتطوره سريع ،ينتج عندما يعجز البنكرياس على إفراز األنسولين وهو ال يستجيب
للعالج بالحبوب ،والنوع الثاني وينتج عن عدم مقدرة الجسم على إفراز كمية كافية من
األنسولين أو وجود كمية غير فعالة مما ينتج عنه ارتفاع سكر في الدم وعالجه يكون
عن طريق األقراص التي تؤخذ عن طريق الفم وباتباع نظام غذائي معين وممارسة
الرياضة واإلقالع عن التدخين.
ونظرا لما يتسبب به السكري من مضاعفات تؤثر على عدد كبير من أجزاء الجسم
كاالعتالل العصبي ،اعتالل الشبكية ،اضطراب الجهاز الهضمي ،وكذلك اعتالل الكلية،
تصلب الشرايين والسكتات الدماغية ،اضطراب المسالك البولية ،وأيضا الضعف
الجنسي ،لذلك فهو بحاجة لنظام عالجي صارم والمراقبة الدورية لنسبة السكر ،واتباع
نظام غذائي خاص والمتابعة الطبية المستمرة ،وممارسة الرياضة ،ففعالية االلتزام
بالعالج تعتمد على إدراك المريض ووعيه بأهمية تلك التعليمات وكذلك التزامه بها تفاديا
164
لمضاعفات المرض ،كما تترك العوامل والمشاكل المتعلقة بالعالج أثرا في عرقلة العالج
مع هذا المرض؛ لذلك يتطلب من المتخصصين التقصي والتدخل على مستوى تقبل
العالج والعوامل المساهمة فيه بهدف تحسين االستراتيجيات العالجية في التكفل
بالمرضى المصابين باألمراض المزمنة والمقاومة ضد فشل العالج.
وهنا يأتي الدور المهم والفعال للمساندة االجتماعية لمريض السكري من خالل
مساعدة هذه الفئة لتحسين نوعية حياتهم ،مما تساعدهم على زيادة القدرة على التحكم
بمرضهم ،وتحسين حالتهم النفسية يعد أمرا في غاية األهمية؛ ألنه يزيد من تقبل المريض
لمرضه وحالته الصحية الجديدة ،حيث يعرف التقبل بأن يتقبل الفرد نواحي القصور أو
العجز الذي يحدث في نفسه ويؤمن بمبدأ الفروق الفردية بين الناس ،كما يتقبل نواحي
القصور عند اآلخرين لكي يتقبلونه ،ويجب أال ننسى أن الدعم االجتماعي في حد ذاته
ليس هو المهم ،بل مدى إدراك الفرد لهذا الدعم هو الذي بإمكانه أن يخلق لديه أثرا
إيجابيا سواء على الجانب النفسي أم البيولوجي ،حيث تعتبر التربية العالجية جزءا ال
يتجزأ من العالج والتكفل بالمرضى والمصابين في الجوانب البيئية والنفسية
واالجتماعية المختلفة من الحياة اليومية للمرضى من خالل الحفاظ على المكاسب أو
المهارات التي يحتاج إليها إلدارة حياته بشكل جيد ،وتشمل التربية العالجية أنشطة
منظمة بما في ذلك المساندة االجتماعية فهي تقوي تقديرهم لذواتهم وتولد لديهم مشاعر
األمل بدل األلم.
والمساندة االجتماعية ليست خاصية ثابتة للفرد أو البيئة المحيطة به ،لكنها بناء
مركب متعدد األبعاد ،لذلك ظهرت عدة توجهات نظرية لدراســـــتها وتحديد مفهوما
لها ،فهناك من تناولها من حيث وظائفها وفق أبعادها :انفعالية ،تقديرية أو أدائية ،ومنهم
من ركز على الشـــبكة االجتماعية للفرد من حيث حجمها ومصـــادرها ،والبعض اآلخر
اهتم بالخصـــائص ّالشـخصـية للفرد من حيث اإلحساس النفسـي بالمسـاندة االجتماعية،
ومدى رضـاه عنها ،ورغم تباين الباحثين في وجهات النظر بشـأنها إال أن الكل أجمع
على أهميتها ،إذ تعد بالنسبة للفرد من أهم المصـادر األساسية التي يحتاج إليها ،وال
يمكن االستغناء عنها ،فهي ضـرورية السـتمرار حياته وتزوده بالرعاية والحب
وإحســــاســـــه بالقبول من البيئة المحيطة به ،كما تدعم حياته باالنتماء إلى مجتمعه
الذي يعيش فيه ،وتعزز لديه الشــــــعور بالتقدير واالحترام ،كما أن ّالمسـاندة
االجتماعية تؤدي إلى اإلحساس بالسـعادة والتوافق النفسـي واالجتماعي ،ومنه التمتع
بالصــحة النفســية والعقلية للفرد ،وعدم توفرها يؤدي إلى االضطرابات النفســية،
165 2023-
والمشكالت الســلوكية لدى المصــاب بمرض السـكري ،و منه يمكن القول إن للمســاندة
االجتماعية دورا فاعال في التخفيف من حدة الضـغوط النفسـية التي يتعرض لها الفرد
في مختلف مراحل ًحياته ،فهي أحد مصادر الدعم النفسي واالجتماعي الذي يحتاجه في
حياته اليومية.
أوالا ــ مشــــــكلة البحث:
يصيب مرض السكر جميع األفراد في مختلف األعمار وقد ترجع أســبابه إلى
عوامل وراثية تنتقل من اآلباء إلى األبناء أو عوامل مكتســـبة من البيئة نتيجة الســـمنة
أو اإلفراط في األكل ،وهو عبارة عن ازدياد نسبة السكر في الدم بنسبة تفوق المعدل
العادي للشخص الطبيعي ،وهناك أنواع عديدة من هذا المرض ،من بينها الســـكري
النوع الثاني أو الغير معتمد على األنسولين أو الســــكر النضــجي الذي يصــيب فئة
كبار الســن ،وســكر الحمل تصــاب به المرأة الحامل ،وهو مؤقت يزول بزوال وضع
المولود ،ويتســـبب لهم بعض الضـــغوطات الحياتية والنفســـية واالجتماعية.
فالمصاب بالسكري في هذه الفترة الحرجة يحتاج إلى رعاية واهتمام من نواحي
مختلفة بما فيها الجســمية والنفسـية والعقلية ،ويسـعى دائما إلى تحقيق إشباعاته
المختلفة ،حيث يعاني المصــــاب بداء الســــكري من ضــــغوطات المرض كاحترام
مواعيد العالج والحقن المســـــتمر واليومي لألنسولين وإتباع نظام حمية ،مما قد يســبب
له ضــغط مادي ونفســي ،بهذا الوضـــع فإنه يحتاج إلى تقديم المســــاندة االجتماعية
بمختلف مصـــادرها وأنواعها لكي يتجاوز هذه المرحلة بأمان ويتعايش مع المرض
بطريقة ســــليمة.
والمســــاندة االجتماعية تعد مصــــدرا هاما من مصــــادر الدعم االجتماعي الفاعل
الذي يحتاجه اإلنسان ،ويؤثر حجم المســــاندة ومســــتوى الرضــــا عنها في كيفية
إدراك الفرد لحل مشـاكل الحياة المختلفة ،وأسـاليب مواجهتها وتعامله مع هذه المشكالت
عن طريق العالقات االجتماعية المتبادلة بين األشخاص وتمثل جوهر المســــــاندة
المشــــــاركة الوجدانية أو اإلمداد بالمعارف والمعلومات أو الســــلوكيات ،واألفعال
التي يقوم بها الفرد بهدف مســــاعدة اآلخرين في مواقف األزمات أو المسـاهمة المادية،
حيث إن المسـاندة ترتبط بالصـحة والسـعادة النفسـية ،وتزيد من قوة المواجهة لمشكالت
الحياة.
وتعد المسـاندة االجتماعية مطلبا أسـاسـيا يسـعى الكل للحصـول عليها ،من أجل
التخلص من مشـاعر التوتر وعدم االستقرار وعدم الشعور باألمن التي تعرضهم
166
لالضطرابات النفسية ،وتعتبر األسرة أحد صور المساندة التي ينتمي إليها المريض ،
ويعيش مع أفرادها ويقع تحت تأثيرها ويســـــــتمع إلى توجيهات أفرادها ،وهي
المســـؤول األول عن تقديم المســــاندة االجتماعية للمصـــاب بداء السكري والتي
يشــــــــعر من خاللها باألمان ،ويتعـايش أكثر مع المرض ،ففي هذه المرحلـة
تتســــــــع دائرة العالقات االجتماعية لدى المريض ويبدأ في البحث عن االستقالل وعن
جماعة الرفاق التي لها جزء كبير في تكوين شخصيته من خالل االحتكاك بها فيؤثر
فيها ويتأثر بها ،وكذلك العالقة الوطيدة مع الطبيب المعالج؛ ألنه مجبر على احترام
نصـــــــائحه وتعليماته المقدمة من قبله ،وقد يحتاج مريض الســكري إلى مســاندة
اجتماعية من مصــادر مختلفة ،خاصة أن هذا النوع من المرض يصــيب الفرد في
ســن مبكرة وبصــورة مفاجئة دون اســتعداد نفســي أو جســمي أو معرفي أو معنوي،
مما قد يشـــعر الفرد بعدم تقبل المرض ،وهذا األخير قد يؤثر على مســـاره النفسـي
والصـحي واالجتماعي ،ويجعله يعاني من ضغوطات وتوترات مختلفة قد تؤثر بصورة
سلبية على شخصيته وحالته الجسدية والنفسية.
ثانيا ــ تســــــــــــاؤالت البحث:
-0ما مستوى المساندة االجتماعية لدى المرضى المصابين بالسكري والمترددين للعالج
بمصحة رويال التخصصية بالزاوية؟
-2ما مدى تقبل مريض السكر إلصابته بداء السكري ؟
-3ما طبيعة العالقة االرتباطية بين المساندة االجتماعية وتقبل مريض السكر إلصابته
بداء السكري ؟
ثالثا ــ أهداف البحث:
-0التعرف على مستوى المساندة االجتماعية لدى المرضى المصابين بالسكري
والمترددين للعالج بمصحة رويال التخصصية بالزاوية.
-2التعرف على مدى تقبل مريض السكر إلصابته بداء السكري.
-3البحث في طبيعة العالقة االرتباطية بين المساندة االجتماعية وتقبل مريض السكر
إلصابته بداء السكري.
167 2023-
168
-0المساندة االجتماعية :هي تلك العالقات القائمة بين الفرد واآلخرين ،والتي يدركها
على أنها يمكن أن تعاضده عندما يحتاج إليها(.)0
وتعرف إجرائيا :هي تلقي العون والمساعدة من طرف اآلخرين ،والتي تساعده على
التعايش مع مرضه ،وتشعره بالراحة النفسية وتقبل المرض ،ومحاولة فهمه وحل
المشكالت الناجمة عن مضاعفاته .وتعرف إجرائيا بأنها الدرجة التي يحصل عليها
مريض السكري على مقياس المساندة االجتماعية في هذا البحث.
-2تقبل داء السكري :يمثل استجابة نفسية معرفية وسلوكية يتضح من خاللها قدرة
الشخص على التكيف مع المتغيرات الحياتية المختلفة ،والتي تمس حالته على أصعدة
شتى ،كما تمكنه من تطبع كل طارئ ،مما يتماشى وحياته الخاصة ،بحيث ال تمثل له
هذه التغيرات أي عائق في حياته النفسية واالجتماعية وغيرها (.)2
ويعرف إجرائيا :هو مجموع االستعدادات النفسية والجسدية والمعرفية التي يتزود بها
الفرد المصاب لتقبل إصابته بداء السكري للتعايش والتكيف مع الوضع الصحي الجديد
ومحاولة فهم حالته الصحية وتقبلها بطريقة مرنة .ويعرف إجرائيا في هذا البحث بأنه
الدرجة التي يحصل عليها مريض السكري على مقياس تقبل داء السكري.
-3مرض السكر :هو حالة مزمنة ناتجة عن ارتفاع مستوى السكر في الدم ،وقد ينتج
ذلك عن مجموعة من العوامل البيئية والوراثية ويعد األنسولين المنظم الرئيس لتركيز
الجلوكوز في الدم ،وقد يردع ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى قلة وجود األنسولين(.)3
ولتحقيق األهداف السالفة الذكر قسمت الورقة البحثية إلى المحاور الرئيسة اآلتية:
أوال -ماهية المساندة االجتماعية :يعتبر مصــــــــطلح المســــــــانـدة االجتماعية في
علم النفس االجتماعي حديث العهد مقارنة إلى حقيقته كظاهرة إنســـانية فهي قديمة قدم
اإلنسان نفســــه ،فال يمكننا تصور كائن بشري بدون مساندة ذويه عند الحاجة.
واإلنسان كـائن اجتمـاعي بطبعـه كمـا يقول العالمـة " ابن خلـدون " ،ال يقوى على
العيش منعزال عن أفراد المجتمع فهو عضـــو ،وفاعل متفاعل يعطي ويأخذ في إطار
تكاملي ،في ضـــــــوء قدراته وإمكانياته التي تعينه على تحقيق ذلك ،ويتبادل األفكار
والقيم والمشاعر مع اآلخرين ،ويتلقى منهم التقدير ،ويستقبل منهم مشاركتهم إياه
مشاعره(.)4
فمن خالل المســـاندة االجتماعية يمكنه التفاعل مع مجتمعه ،فهو ال يقوى على تحقيق
أهـدافـه في ظـل غيـاب اآلخرين ودعمهم لـه ،كمـا أنه يتبادل الدور مع أفراد مجتمعه،
وإن كان أكثر احتياجا لها في حال تعرضه لألزمات النفسية ،واألمراض المزمنة كداء
169 2023-
السكري ،والمســــاندة االجتماعية حظيت باهتمام كبير من طرف الباحثين وذلك من
خالل دورها النفســــي واالجتماعي في خفض اآلثار الســــلبية لألحداث الضــــاغطة
والمواقف التي يتعرض إليها الفرد ،وذلك عن طريق المساندة التي يتلقاها الفرد من
خالل الجماعات التي ينتمي إليها كاألسرة واألصدقاء وزمالء العمل والمدرسـة ،وترتبط
المسـاندة االجتماعية بالصـحة والسـعادة النفسية ،كما أن غيابها يرتبط بزيادة األعراض
المرضية(.)5
لقي مصــــطلح المســــاندة االجتماعية اهتمام العديد من الباحثين ،وكل تناوله من
زاويته الخاصـــة فهو مصـــطلح جد مركب ،وأول من اســـتعمل هذا المصـــطلح هم
علماء االجتماع في إطار تناولهم للعالقات االجتماعية ،حيث صــاغوا اصطالح شــبكة
العالقات االجتماعية الذي يعتبر البداية الحقيقية لظهور مصــطلح المســـاندة
االجتماعية.
قـدم المنظرون والبـاحثون تعريفـات متبـاينـة لمفهوم المســــــــانـدة االجتماعية من
حيـث العمومية والنوعية ،فقد ركز البعض على العالقات االجتماعية المتبادلة بين
األشخاص ،وركز اآلخر على جوانب محددة فيها باعتبارها تمثل جوهر المسـاندة،
كالمشاركة الوجدانية أو اإلمداد بالمعارف والمعلومات أو الســلوكيات ،واألفعال التي
يقوم بها الفرد بهدف مســاعدة اآلخرين في مواقف األزمات ،والمساهمات المادية.
وترجع جـذور مفهوم المســــــــانـدة االجتماعية إلى علمـاء االجتماع ،حيـث تناولوا
هذا المفهوم في إطـار اهتمـامـاتهم بـالعالقـات االجتماعية ،عنـدمـا قـدموا مفهوم
شــــــــبكة العالقات االجتماعية ،والذي يعتبر البداية الحقيقية لظهور مصطلح المساندة
االجتماعية(.)6
وعرفت المســــــاندة االجتماعية بأنها" :االعتقاد بوجود بعض األشخاص الذين يمكن
للفرد أن يثق فيهم ،والذين يتركون لديه انطباعا بأنهم يحبونه و يقدرونه ،ويمكنه اللجوء
إليهم واالعتماد عليهم عندما يحتاجهم" (.)7
وعرفت كذلك بأنها :وجود أشــخاص مقربين ممثلين بأفراد األسرة ،أو األصدقاء ،أو
الجيران ،أو زمالء العمل الذين يتســـــمون بالدعم المعنوي والمشاركة الوجدانية(.)8
وعرفت أيضـــــــا بأنها" :تزويد الفرد بالمعلومة التي تمكنه من االعتقاد بأنه محبوب و
مقبول ،وموضـــــع تقدير واحترام وأنه ينتمي إلى شــــبكة اجتماعية توفر ألعضائها
التزامات متبادلة "(.)9
170
وهي أيضا :شـــــــعور الفرد بأنه يتمتع بعالقــات وروابط اجتمــاعيــة طيبــة مع
المحيطين تمكنــه من االعتماد عليهم والتمــاس المســاعدة منهم والرجوع إليهم عند
الحاجة والثقة بهم والســعادة بينهم(.)01
وخالصة القول نستنتج أن المساندة االجتماعية هي مجموعة من الروابط االجتماعية
التي تحيط بالفرد وتقدم له الدعم والمساندة سواء كانت مادية أم معنوية ،كما أنها تشتمل
على مكونين رئيسيين هما :إدراك الفرد أن لديه عدد كاف من األفراد في حياته يمكنه
أن يرجع إليهم عند الحاجة ،وتعني أيضا مدى إدراك األفراد لما يبذله اآلخرون من
جهود في تيسير عملهم ،وكيف أنه يمكن االعتماد عليهم للحصول على المساندة عند
مواجهة المشكالت ،وكيف أن اآلخرين مستعدون لالستماع إلى مشاكلهم والحديث معهم.
ثانيا-أهمية المساندة االجتماعية:
تزيد المساندة االجتماعية من قدرة الفرد على المقاومة والتغلب على اإلحباطات
وتجعله قادرا على حل مشاكله بطريقة جيدة ،كما أن الفرد الذي ينشأ في وسط أسرة
مترابطة تسودها المودة واأللفة بين أفرادها يصبحون أفرادا قادرين على تحمل
المسؤولية ولديهم صفات قيادية ،لذلك نجد أن المساندة االجتماعية تزيد من قدرة الفرد
على مقاومة اإلحباط و تقلل من المعاناة النفسية في حياته االجتماعية ،وأن هذه المساندة
يمكن أن تلعب دورا هاما في الشفاء من االضطرابات النفسية ،كما تسهم في التوافق
اإليجابي والنمو الشخصي للفرد ،و كذلك تنقي الفرد من األثر الناتج عن األحداث
الضاغطة أو أنها تخفف من حدة هذا األثر ،وعليه فإن هناك عنصران هامان ينبغي
أخذهما بعين االعتبار وهما :إدراك الفرد أن هناك عدد كاف من األشخاص في حياته
يمكن أن يعتمد عليهم عند الحاجة وإدراك الفرد درجة الرضا عن هذه المساندة المتاحة
له ،واعتقاده في كفاية و كفاءة وقوة المساندة مع مالحظة أن هذين العنصرين يرتبطان
ببعضهما البعض و يعتمدان في المقام األول على الخصائص الشخصية التي يتسم بها
الفرد(.)00
ويمكن تلخيص أهمية المساندة االجتماعية في النقاط اآلتية:
-0تزيد من قدرة الفرد على المقاومة والتغلب على اإلحباطات و تجعله قادرا على حل
مشاكله بطريقة جيدة.
-2تزيد من قدرة الفرد على مقاومة اإلحباط وتقلل من المعاناة النفسية في حياته
االجتماعية.
-3تخفف من حدة آثار الصدمات النفسية.
171 2023-
172
جعله أكثر إدراكا و تقديرا وواقعيا في تقييمه للحدث ،مما يسهم بالتالي في زيادة قدرته
ومهاراته في مواجهة الضغوط والتعامل معها ،و بذلك نجد أنه بمقدار تلقي المساعدة و
الدعم االجتماعي يكون التباين في حدوث الضغوط وخطورة تأثيراتها.
-3الوظيفة العالجية :إن المساندة االجتماعية بما تتيحه من عالقات اجتماعية تتسم
بالثقة ،وتعمل كحاجز ضد التأثيرات السلبية لضغوط الحياة ،و مثل هذه العالقة إضافة
إلى أنها تمثل مصدرا للتخفيف من اآلثار السلبية الناتجة عن تعرض الفرد لألحداث
الضاغطة بما تتيحه من إشباع لحاجات الفرد ،فإنها تزيد من شعوره بهويته و تقديره
لذاته ،و تعمل على شحن معنوياته وترفع من مستوى مواجهته للضغوط واعتقاده في
فاعليته و كفاءته وتعزز ثقته بنفسه ،وهي كلها عوامل تساعد على الوقاية من هذه
الضغوط حيث تساهم كذلك في الشفاء مما يترتب عنها من آثار سلبية على الصحة و
النفس(.)04
وتجدر اإلشارة إلى أن وظيفة المساندة االجتماعية هي الحفاظ على الصحة العامة
لإلنسان وتساعده في تحقيق توافقه الشخصي واالجتماعي والنفسي وتجعله أقل عرضة
وأقل تأثرا بالضغوط واألحداث والمشكالت واألزمات اليومية التي تمر به.
رابعا -ماهية داء السكري وتقبل اإلصابة به:
أ -ماهية داء السكري :عرف هذا النوع من المرض بتعريفات متعددة ومختلفة من حيث
المنطلقات المعرفية ،إال أنها تصب في المعاني نفسها ،فداء السكري يعرف بأنه:
وصف ألمراض تتميز بأعراض مشتركة أهمها التبول الشديد المرتبط عادة بارتفاع
نسبة السكر في الدم وليس انخفاضها ،وتندرج ضمن هذه األعراض المختلفة المسميات
المتعددة ألنواع داء السكري.
وتعرف المنظمة العالمية للصحة ( )OMSفي أول تعريف لها لهذا الداء بأنه :حاالت
اإلفراط السكري ويعني ذلك زيادة معدل الجلوكوز في الدم ،وأنه من األمراض المزمنة
التي تتوقف على عوامل وراثية ويعتبر األكثر شيوعا(.)05
ويتميز هذا الداء بمجموعة من األعراض تعطي مؤشرات واضحة تثير االهتمام
للتقصي عن احتمال اإلصابة به ،يمكن تلخيصها في " كثرة التبول – كثرة العطش –
جفاف في اللسان مع اإلعياء والخمول – فقدان أو هبوط الوزن – نهم زائد أو اإلحساس
المفرط بالجوع بسبب اختالل التمثيل الغذائي في الجسم – مشاكل الرؤية – الحكة
وخاصة في منطقة األعضاء التناسلية – التأخر في التئام الجروح – مشاكل لها عالقة
بالجهاز العصبي مثل اإلحساس بالتنميل أو الخدر في األطراف وخاصة الطرفين
173 2023-
السفليين – الضعف الجنسي ومولود كبير الحجم لحد غير طبيعي عند السيدات – أو
إسقاطات متكررة عند الحامل دون سبب واضح ،أما فيما يخص األعراض النفسية فنجد
القلق واالضطراب النفسي واألرق ومشاكل في الذاكرة حيث يصبح المصاب بداء
السكري قلقا جدا وخائفا(.)06
ب -ماهية تقبل اإلصابة بداء السكري:
التقبل :هو تقبـل حـالـة صــــــــحية جديدة ،والتعايش مع المرض وعالجه ،ويعتبر
أيضـا مفهوم لوصـف المؤشـر الذي يجعل اإلنسان تدريجيا يتعايش مع مرضـه ،ويكون
فيـه المريض هـادئـا ،حيـث إن المرض يجـد مكـانا في حيـاة المريض ،والمريض يجـد
مكانا لمرضه(.)07
تقبل داء السكري :عبارة عن استجابة نفسية معرفية وسلوكية ،يتضح من خاللها قدرة
الشخص على التكيف مع المتغيرات الحياتية المختلفة والتي تمس حالته على أصعدة
شتى ،كما تمكنه من تطبيع كل طارئ بما يتماشى وحياته الخاصة بحيث ال تمثل له هذه
التغيرات أي عائق في سير حياته النفسية واالجتماعية وغيرها ،ولذلك من المهم التحدث
عن تقبل الشخص المريض لمرضه العضوي أيا كان نوع هذا المرض إذا ما لم يستدع
ذلك تكفال نفسيا تكيفيا للمرض ،فيما عدا ذلك ال يمكن ادعاء مشكلة تكيف أو تقبل مع
المرض(.)08
وبذلك فإن تقبل داء السكري يعد من األمراض المزمنــة النــاتجـة عنهـا تفاعالت
نفســـــــيـة متعـددة تحول دون تكيف المريض مع مرض الســكري ،مما يؤدي به إلى
أن يهرب ،ويرفض حقيقة مرضــه بالســكري ،ويمثالن استجابة أولية مباشرة وفطرية
غريزية ،وعدم الوعي والمعرفة الحقيقية بالمرض تفقد المريض وسـائل مكافحة
مرضـه ،أو تقبله والتكيف معه.
وعليه أن يأخذ المريض بعين االعتبار المعايير األساسية لمرضــه من خالل تقديره
لمدى تـأثير مرضــــــــه على نشــــــــاطـاته ،ومحيطه وعالقاته االجتماعية والمهنية،
كما يتقبل المصـــــــاب بـداء الســـــــكري مرضـــــــه من خالل تقبلـه لمعـايير متعلقـة
بنمط حيـاته ،التمارين الرياضية ،التغذية الصحية ،تناول األدوية(.)09
خامسا-المراحل التي يمر بها المصاب بالسكري لتقبل إصابته بداء السكري:
حدد (مارك كايبس) استراتيجية والتي من خاللها يتم تقبل المرض وهي على النحو
اآلتي:
174
-0الصدمة :تعتبر الصدمة أول هجوم على نفسية الشخص المتلقي لخبر إصابته
بالمرض ،حيث ينشأ من ورائها عدة سلوكيات ال شعورية من قبل الشخص ،وذلك بأن
الصدمة النفسية تنشأ نتيجة ظهور مفاجئ وغير منتظر لعنصر جديد من حياة الفرد ،
والذي يغير وجوده بصفة كبيرة ومهمة ،حيث بسببه يصل الفرد مؤقتا إلى عدم التكيف.
-2اإلنكار :ويلي مباشرة مرحلة الصدمة ،حيث يرفض الفرد المصاب بالمرض حقيقة
إصابته ،كما أنه يفكر بإمكانية تعرضه لمثل هذا المرض (السكري).
-3التمرد :هو ثالث حالة يتعايش معها الفرد بعد تشخيصه لحالته المرضية وهو يمثل
التعبير المصاحب لعدم الرضا عن وضع معين سواء للفرد أم للجماعة ،وعادة ما يربط
الفرد سلوكه التمردي هذا حسب وجهة نظره بقدر غير عادل أو محيط عدواني ،وبالتالي
فهذا السلوك التمردي ناتج عن نظرة مبهمة وغير واضحة وبهذا يكون التمرد ردة الفعل
الطبيعي لإلحباط.
-4المفاوضة :تمثل هذه المرحلة بوادر استيعاب فكرة المرض ،حيث يلجأ الفرد
المريض إلى الطبيب ويحاول قدر المستطاع اتباع تعليماته ،لكنه بين الحين واآلخر
يحاول التفاوض مع طبيبه عن حالته الصحية مثل التدخل في مواعيد الدواء وكيفية أخذه
لها.
-5االكتئاب :بعد استيعاب المريض لحاله ،يصيبه نوع من االكتئاب ،وهو حالة نفسية
تؤدي بالفرد إلى حالة مرضية تتميز بالشعور بالدونية والالمباالة اتجاه الحياة مع تباطؤ
نفسي حركي ،وإمكانية ظهور عجز معرفي ،فاالضطرابات المعرفية تصبح ذات
أهمية والحياة العاطفية ال يصبح لها معنى.
-6التقبل :عادة ما يصاحب هذه المرحلة هدوء تام من قبل المريض ،وتعاون واضح
مع الطبيب ،بحيث يحاول المريض إدراج مرضه كجزء من حياته وبتطور هذه المرحلة
يجد المريض نفسه في حالة من الخضوع التام.
-7الخضوع :وهو استسالم كلي من قبل المريض لحالته ،وانصياع تام ألوامر الطبيب
،حيث يفوض المريض أمره لطبيبه وينقاد لنصائحه.
-8التقبل الزائف :وهي مرحلة يرفض فيها الفرد شعوريا اإلحساس بالمرض ،وينتابه
تخوفا شديدا من مضاعفاته وذلك بعد إدراكه التام ومعرفته الكلية بمرضه(.)21
سادسا-الدراسات السابقة التي تناولت موضوع البحث:
تعتبر مرحلة مراجعة الدراسات السابقة من أهم مراحل البحث العلمي لتوفير اإلجابات
العلمية لبعض األسئلة التي تعد أساسية في وضع الدراسات السابقة والحالية في مكانها
175 2023-
المالئم في إطار التراكم المعرفي ،حيث توفر للباحث إمكانية توجيه جهوده العلمية
بالبدء مما انتهى منه غيره من خالل تحديد ما تم بحثه وما لم يبحث بعد من جوانب
مشكلة الدراسة ،كما أن الدراسات السابقة تنجز في إطار مراجعة نقدية ،لتحديد نقاط
القوة ونقاط الضعف واألساليب والمناهج العلمية التي استخدمت في تلك الدراسات .
-1دراسة عبدالقادر مقصود وآخرين ،بعنوان :المساندة االجتماعية وعالقتها بتقبل
داء السكري لدى المراهق 0201 ،م(.)01
هدفت الدراسة إلى التعرف على طبيعة العالقة بين المساندة االجتماعية وتقبل داء
السكري لدى المراهق ،وتكونت عينة الدراسة من ( )051مراهقا ،واتبعوا المنهج
الوصفي التحليلي ،واستخدموا االستبيان في جمع البيانات من عينة الدراسة.
وأسفرت الدراسة عن النتائج اآلتية:
-إن مستوى المساندة االجتماعية لدى المراهق المصاب بداء السكري متوسط.
-إن مستوى تقبل داء السكري لدى المراهق المصاب بداء السكري متوسط.
-توجد عالقة ارتباطية موجبة ذات داللة إحصائية بين المساندة االجتماعية وتقبل داء
السكري لدى المراهق المصاب بداء السكري.
-0دراسة نوال حمريط ،بعنوان :دور المساندة االجتماعية في تقبل داء السكري لدى
المراهق 0202 ،م(.)00
هدفت الدراسة إلى التعرف على دور المساندة االجتماعية في تقبل داء السكري لدى
المراهق ،وتكونت عينة الدراسة من ( )051ما بين مراهق ومراهقة مصابين بداء
السكري ،واتبعت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي ،واستخدمت االستبيان في جمع
البيانات من عينة الدراسة.
وأسفرت الدراسة عن النتائج اآلتية:
-إن مستوى المساندة االجتماعية لدى المراهق متوسط.
-إن مستوى تقبل داء السكري لدى المراهق متوسط.
-يوجد دور للمساندة االجتماعية في تقبل داء السكري لدى المراهق.
-3دراسة سليمان جريو واليامنة إسماعيلي ،بعنوان :المساندة االجتماعية وعالقتها
بتقبل العالج لدى مرضى السكري 0217 ،م(.)03
هدفت الدراسة إلى التعرف على العالقة بين المساندة االجتماعية وتقبل العالج لدى
مرضى السكري ،وتكونت عينة الدراسة من ( )76ما بين مريض ومريضة بالسكري
176
بمدينة المسيلة ،واتبع الباحثان المنهج الوصفي التحليلي ،واستخدما االستبيان في جمع
البيانات من عينة الدراسة.
وأسفرت الدراسة عن النتائج اآلتية:
-إن درجة المساندة االجتماعية لدى مرضى السكري مرتفعة.
-إن درجة تقبل العالج لدى مرضى السكري مرتفعة.
-توجد عالقة ارتباطية قوية بين المساندة االجتماعية وتقبل العالج لدى مرضى السكري.
-4دراسة سمية حربوش ،بعنوان :المهارات االجتماعية وعالقتها بتقبل داء السكري
0214 ،م(.)04
هدفت الدراسة للكتشاف عن مدى عالقة المهارات االجتماعية بتقبل داء السكري لدى
عينة من المصابين بالسكري بمدينة سطيف ،وتكونت العينة من ( )011ما بين مريض
ومريضة بالسكري ،واتبعت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي ،واستخدمت االستبيان
في جمع البيانات من عينة الدراسة.
وأسفرت الدراسة عن النتائج اآلتية:
-إن مستوى المهارات االجتماعية لدى المرضى المصابين بداء السكري بمدينة سطيف
مرتفعة.
-إن مستوى تقبل داء السكري لدى المرضى المصابين بداء السكري بمدينة سطيف
مرتفعة.
-وجود عالقة ارتباطية قوية بين المهارات االجتماعية وتقبل داء السكري.
سابعا-اإلجراءات المنهجية في الدراسة الميدانية :
-1مجتمع البحث وعينته :تمثل مجتمع البحث في المرضى المصابين بداء السكري
والمترددين على مصحة رويال التخصصية بالزاوية ،والبالغ عددهم ( )021مريضا
مصابا بداء السكري ،والذين تتراوح أعمارهم من ( )76-22سنة ،وذلك حسب األيام
(األحد ،االثنين ،األربعاء) وتم اتباع أسلوب الحصر الشامل عند جمع البيانات منهم
وذلك حسب إحصائية 2123م .
الدراسة االستطالعية :تم اختيارعينة استطالعية بواقع ( )31ما بين مريض ومريضة
مصابين بداء السكري للتحقق من (الصدق ،والثبات) وذلك قبل التطبيق الفعلي
لالستبيان.
177 2023-
من خالل جدول رقم ( )4نالحظ أن نسبة ( )%58.3من مجموع أفراد عينة البحث نوع
عالجهم يتمثل في (األدوية فقط) ،في حين أن نسبة ( )%40.7من مجموع أفراد العينة
نوع عالجهم (األنسولين).
– 0أداة البحث :بعد االطالع على األدب السوسيولوجي والدراسات السابقة ،تم بناء
استبيان المساندة االجتماعية ودورها في تقبل مريض السكر إلصابته بداء السكري وفقا
للخطوات اآلتية :
-تحديد األبعاد الرئيسية لالستبيان .
-صياغة فقرات االستبيان حسب انتمائه لكل بعد .
أ-صدق وثبات األداة:
-0أعد االستبيان بصورته األولية ،وتم عرضه على مجموعة من المحكمين والبالغ
عددهم ( )5محكمين متخصصين في مجال المعرفة ،وتم إجراء التعديالت الالزمة من
حيث الحذف أو اإلضافة أو التعديل ،فأصبح عدد فقرات االستبيان المساندة االجتماعية
ودورها في تقبل مريض السكر إلصابته بداء السكري اشتمل على ( )06فقرة ،حيث
اشتمل مقياس المساندة االجتماعية لدى المرضى المصابين بداء السكري والمترددين
على مصحة رويال التخصصية بالزاوية ( )8فقرات واشتمل مقياس تقبل مرضى السكر
إلصابتهم بداء السكري على ( )8فقرات ،علما بأن بدائل اإلجابة عن فقراته تنحصر في
(دائما – أحيانا -أبدا) .
تم القيام بحساب صدق االتساق الداخلي باستخدام مصفوفة االرتباط البسيط بيرسون.
جدول ( )5ارتباط فقرات استبيان المساندة االجتماعية لدى المرضى المصابين بداء السكري والمترددين
على مصحة رويال التخصصية بالزاوية بالدرجة الكلية
االرتباط عدد الفقرات
**2.004 0 المساندة االجتماعية لدى المرضى
المصابين بداء السكري
يتضح من الجدول السابق أن جميع قيم معامالت ارتباط بيرسون بين درجات فقرات
استبيان المساندة االجتماعية لدى المرضى المصابين بداء السكري والمترددين على
مصحة رويال التخصصية بالزاوية بالدرجة الكلية وهي دالة إحصائيا عند مستوى
( )1.10األمر الذي يؤكد صدق االتساق الداخلي لكل فقرة بالدرجة الكلية لالستبيان ،
ومن ثم الوثوق فيه لالستخدام والتطبيق .
179 2023-
ب -حساب ثبات االستبيان باستخدام اختبار ألفا كرو نباخ .
جدول ( ).معامل ثبات استبيان المساندة االجتماعية لدى المرضى المصابين بداء السكري والمترددين على
مصحة رويال التخصصية بالزاوية باستخدام طريقة ألفا كرو نباخ للفقرات والدرجة الكلية
الثبات عدد الفقرات
2.0.1 0 المساندة االجتماعية لدى المرضى
المصابين بداء السكري
يتضح من الجدول ( )6أن جميع قيم معامالت فقرات ثبات استبيان المساندة االجتماعية
لدى المرضى المصابين بداء السكري والمترددين على مصحة رويال التخصصية
بالزاوية عالية حيث بلغ معامل الثبات الكلي ( ، )1.890وتشير هذه القيم العالية من
معامالت الثبات إلى صالحية االستبيان للتطبيق وإمكانية االعتماد على نتائجها والوثوق
بها .
جدول ( )7ارتباط فقرات استبيان تقبل مريض السكر إلصابته بداء السكري بالدرجة الكلية
االرتباط عدد الفقرات
**2.003 0 تقبل مريض السكر إلصابته بداء
السكري
يتضح من الجدول السابق أن جميع قيم معامالت ارتباط بيرسون بين درجات فقرات
استبيان تقبل مريض السكر إلصابته بداء السكري بالدرجة الكلية وهي دالة إحصائيا
عند مستوى ( )1.10األمر الذي يؤكد صدق االتساق الداخلي لكل فقرة بالدرجة الكلية
لالستبيان ،ومن ثم الوثوق فيه لالستخدام والتطبيق .
جدول ( )0معامل ثبات االستبيان تقبل مريض السكر إلصابته بداء السكري باستخدام طريقة ألفا كرو نباخ
والدرجة الكلية
معامل الثبات عدد الفقرات البعد
2.0.2 0 تقبل مريض السكر إلصابته بداء السكري
يتضح من الجدول ( )8أن جميع قيم معامالت الثبات عالية ،حيث بلغ معامل الثبات
الكلي ( )1.861وتشير هذه القيم العالية من معامالت الثبات إلى صالحية االستبيان
للتطبيق وإمكانية االعتماد على نتائجها والوثوق بها .
-4التصميم والمعالجة اإلحصائية للبيانات:
إلعادة ترميز االستبيان المساندة االجتماعية ودورها في تقبل مريض السكر إلصابته
بداء السكري فقد وزعت الدرجات من 3 -0على النحو التالي :
تعطى الدرجة ( )3لالستجابة (دائما) .
تعطى الدرجة ( )2لالستجابة (أحيانا) .
تعطى الدرجة ( )0لالستجابة (أبدا) .
180
نتائج تتعلق باإلجابة عن التساؤل األول :ما مستوى المساندة االجتماعية لدى المرضى
المصابين بداء السكري والمترددين على مصحة رويال التخصصية بالزاوية ؟
جدول ( ).يبين المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية وترتيب الفقرات والدرجة في مستوى المساندة
االجتماعية لدى المرضى المصابين بداء السكري والمترددين على مصحة رويال التخصصية بالزاوية.
المتوسط االنحراف مستوى المساندة االجتماعية لدى المرضى
الترتيب الدرجة ت
الحسابي المعياري المصابين بداء السكري
تشعر أسرتك بالحزن بسبب إصابتك بمرض
عالية 3 2..4070 0.5033 -1
السكري
تساندك أسرتك في تخطي حاالت القلق بسبب
عالية 5 2.7.03. 0.41.7 -0
مرضك
تحاول أسرتك مساعدتك على تخطي عجزك
عالية 0 2..0.00 0....7 -3
بسبب مرضك
تشعر بالراحة عند وقوف أسرتك بجانبك وقت
عالية 1 2.52235 0.7.17 -4
الحاجة
ينصحك أصدقاؤك عند محاولة تناولك أطعمة
عالية 4 2.7.... 0.5222 -5
تضر بصحتك
يساعدك أصدقاؤك في أخذ جرعات دوائية في
عالية 5 2.7.03. 0.41.7 -.
حالة عدم قدرتك على ذلك
يحرص طبيبك المعالج على ضرورة متابعة
عالية 4 2.7.... 0.5222 -7
الجدول العالجي الخاص بك
عالية 3 تتلقى التشجيع المستمر من قبل طبيبك المعالج 2..4070 0.5033 -0
عالية 2..5101 0.5570 المقياس ككل
يتضح من الجدول ( )9أن الفقرة ( )4والتي تنص على (تشعر بالراحة عند وقوف
أسرتك بجانبك وقت الحاجة) احتلت المرتبة األولى بمتوسط حسابي ()2.7907
وانحراف معياري ( )1.51135ويليها من حيث األهمية الفقرة ( )3فقد احتلت المرتبة
الثانية بمتوسط حسابي ( )2.6667وانحراف معياري ( )1.62622وهي تنص على
(تحاول أسرتك مساعدتك على تخطي عجزك بسبب مرضك) ،كما احتلت الفقرتان (0
)8 ،المرتبة الثالثة بنفس المتوسط الحسابي ( )2.5833وانحراف معياري ()1.64278
وهما تنصان على (تشعر أسرتك بالحزن بسبب إصابتك بمرض السكري ،تتلقى
التشجيع المستمر من قبل طبيبك المعالج) وجاءتا بدرجات عالية.
يعزى ذلك :إلى تلقي المصاب بداء السكري المساندة االجتماعية من خالل الجماعات
التي ينتمي إليها كاألسرة واألصدقاء والزمالء في العمل والطبيب المعالج التي تقوم
بدور كبير في خفض اآلثار السلبية لألحداث والمواقف السيئة التي يتعرض لها ،فإتاحة
181 2023-
عالقات اجتماعية مرضية تتميز بالحب والود والثقة تعمل كحواجز أو مضادات ضد
التأثير السلبي لضغوط الحياة على الصحة النفسية والجسمية ،ويرجع أيضا لالرتباط
القوي لمريض السكري بأصدقائه ،حيث يعتبر األصدقاء األسرة الثانية مما يجعله في
بعض األحيان يفضل األصدقاء على حساب األسرة ويحاول دائما محاكاتهم ومحاولة
إرضائهم بشتى الطرق ،وهذا حتى لو كان على حساب األسرة وهذا راجع إلى طبيعة
المجتمع الليبي بأنه مجتمع محافظ ومترابط ،لذلك احتل األصدقاء منزلة كبيرة نظرا
لتقارب المستوى الفكري بين مريض السكري وأصدقائه ،األمر الذي يجعله دائما في
اتصال مع أصدقائه والتواصل معهم وخصوصا في نقل أحاسيسه ومشاعره ،مما يشكل
لديه نوع من التنفيس االنفعالي والعاطفي ،وكما أن لألصدقاء دورا فعاال في اكتساب
األفراد سلوكيات معينة ،وإتاحة فرصة تحمل المسؤولية االجتماعية وإشباع حاجات
الفرد لالنتماء والمكانة وإكمال الفجوات وملء الثغرات التي تتركها األسرة ،خاصة في
النواحي الجسمية والنفسية والمساعدة في النمو الجسمي والنفسي عن طريق إتاحة
فرصة لممارسة النشاط وتنمية االتجاهات النفسية نحو الكثير من الموضوعات
والمساعدة على تحقيق أهم مطالب النمو االجتماعي واالعتماد على النفس بإتاحة فرصة
التدريب والتجريب على التجديد والمستحدث لمعايير السلوك ،كما أن لألسرة أهمية
كبيرة في تلقي المساندة االجتماعية ،فالمريض المصاب بالسكري والذي يعيش في
أسرة ال تبالي وال تهتم بإعطائه اإلرشادات والنصائح وكافة طرق المساندة تنخفض لديه
مستوى المساندة االجتماعية ،والعكس صحيح بالنسبة للمريض الذي يعيش في أسرة
مثقفة وذات وعي فكري ومستوى ثقافي يجد نفسه دائما تحت اإلرشادات والنصائح اتجاه
المرض المصاب به ،من هنا يجب على الوالدين مهما كانت ظروفهما أن يتقبال اإلصابة
،ومحاولة تقديم المساندة االجتماعية للمصاب بالسكري وتوفير كل ما يحتاجه من دعم
مادي والمتمثل في توفير العالج والغذاء الصحي المناسب .وتتفق هذه النتيجة مع دراسة
كل من ( :عبدالقادر مقصود وآخرين 2120 ،م) ودراسة (نوال حمريط 2121 ،م)
ودراسة (سليمان جريو واليامنة إسماعيلي 2107 ،م) والذين توصلت نتائجهم إلى أن
مستوى المساندة االجتماعية لدى المراهق المصاب بداء السكري جاءت بدرجة مرتفعة.
ويتضح من النتائج الواردة بالجدول أن الفقرتين رقم ( )6 ، 2جاءتا بدرجة عالية
واللتان تنصان على (تساندك أسرتك في تخطي حاالت القلق بسبب مرضك ،يساعدك
أصدقاؤك في أخذ جرعات دوائية في حالة عدم قدرتك على ذلك ) ولكنها حظيت
باستجابة أقل من المبحوثين حولها فقد احتلت المرتبة الخامسة من حيث أهميتها ضمن
182
فقرات المساندة االجتماعية لدى المرضى المصابين بداء السكري والمترددين على
مصحة رويال التخصصية بالزاوية بنفس المتوسط الحسابي ( )2.4067وانحراف
معياري (.)1.76239
نتائج تتعلق باإلجابة عن التساؤل الثاني :ما مدى تقبل مرضى السكر إصابتهم بداء
السكري؟
جدول ( ) 12يبين المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية وترتيب الفقرات والدرجة في مدى تقبل
مرضى السكر إصابتهم بداء السكري.
مدى تقبل مرضى السكر إصابتهم بداء السكري المتوسط االنحراف الترتيب الدرجة ت
الحسابي المعياري
عالية 1 2.52235 0.7.17 شعرت بالصدمة عند إخبارك بإصابتك بالسكر -1
عالية 0 2.54271 0.7203 تلتزم بالنصائح التي يقدمها لك طبيبك المعالج -0
عالية 5 2.7.... 0.5222 تتبع نظام الحمية الغذائية حفاظا على صحتك -3
متوسطة 7 2.74040 0.3333 تلتزم باالعتناء بصحتك خوفا من مضاعفات -4
السكري
عالية . تحترم مواعيد حقن األنسولين بطريقة منتظمة 2.7.03. 0.41.7 -5
عالية . 2.7.03. 0.41.7 تحس بالنقص كلما رأيت أصدقاءك في صحة -.
جيدة
عالية 4 تحب القيام بمسؤولياتك دون مساعدة اآلخرين 2..4370 0.5033 -7
عالية 3 2..1231 0..752 تستطيع التحدث عن مرضك أمام اآلخرين -0
عالية 2.500.0 0.5531 المقياس ككل
يتضح من الجدول ( )01أن الفقرة ( )0والتي تنص على (شعرت بالصدمة عند إخبارك
بإصابتك بالسكر) احتلت المرتبة األولى بمتوسط حسابي ( )2.7907وانحراف معياري
( )1.51135ويليها من حيث األهمية الفقرة ( )2فقد احتلت المرتبة الثانية بمتوسط
حسابي ( )2.7183وانحراف معياري ( )1.54170وهي تنص على (تلتزم بالنصائح
التي يقدمها لك طبيبك المعالج) ،كما احتلت الفقرة ( )8المرتبة الثالثة بمتوسط حسابي
( )2.6751وانحراف معياري ( )1.60130وهي تنص على (تستطيع التحدث عن
مرضك أمام اآلخرين) وجاءت بدرجات عالية.
يعزى ذلك :إلى المراحل التي يمر بها المريض عند اكتشافه للمرض من الوهلة
األولى والتي تتمثل في مرحلة اإلنكار والقلق واالكتئاب ومرحلة التقبل ،األمر الذي
يجعل المصاب بداء السكري يتقبل مرضه بمستوى عال ،ومرحلة التقبل قد تبدأ جزئيا
أو كليا أو أتوماتيكيا ،ومرضى السكري ال يستجيبون بنفس الكيفية والدرجة ،إنما يتحكم
فيها جملة من العناصر منها عمر المصاب ودور المحيط وشخصية المريض ،
فالشخص الوسواسي قد يكون دقيق االنضباط للتحكم الجيد ،والهستيري قد يستخدم
التوقف عن العالج كأسلوب لمحاولة جلب انتباه اآلخرين كما أن االستجابة النفسية لتقبل
183 2023-
داء السكري لدى المصاب بالسكر تكمن في أن الفرد في حياته اليومية التي يعيشها
يتعرض إلى مواقف مختلفة والتي بدورها تساهم بشكل فعال في عملية التعلم ،والتعليم
هو عملية مستمرة طوال حياة الفرد ،فهناك مواقف تسعد اإلنسان وتزيد من تفاؤله
وطمأنينته مما يحقق له السعادة والتوافق النفسي واالجتماعي ومن ثم تتحقق الصحة
النفسية ،لكن الطبيعة البشرية تحتم علينا ما يسمى بمصطلح التكيف والتوافق مع هذه
المواقف واللذان يعتبران من مؤشرات الصحة النفسية ،فإصابة المريض بالسكر ليس
باألمر الهين فإصابته تستدعي الغضب والتوتر والخوف نتيجة الصدمة ،وهذا يعتبر
رد فعل عادي وطبيعي نتيجة اإلصابة ،فالمصاب بالسكري في هذه الحالة يسعى إلى
الحرص على فهم ما المرض؟ وما عالجه؟ وما االحتياطات الالزمة للتماشى مع الحالة
الصحية الجديدة؟ ألن مرض السكري هو صديق اإلنسان ،إذا صادقته صادقك ،وعلى
المريض أن يستقبل مرضه ويتماشى مع معطياته وظروفه حتى يواصل حياته بطريقة
عادية مع أخذ الحيطة والحدر فقط للحفاظ على صحته ،فإذا كان تقبل المريض لمرضه
المتمثل في السكري سلبيا فإنه ال محالة سيؤثر على جوانب شخصيته وسرعان ما تنهار
من جوانب مختلفة ،وإذا كان التقبل إيجابيا فاالستجابة النفسية تكون إيجابية والفرد
يواصل حياته بطريقة عادية .وتتفق هذه النتيجة مع دراسة كل من( :عبدالقادر مقصود
وآخرين 2120 ،م) ودراسة (نوال حمريط 2121 ،م) ودراسة (سليمان جريو واليامنة
إسماعيلي 2107 ،م) ودراسة (سمية حربوش 2104 ،م) الذين توصلت نتائجهم إلى أن
مستوى تقبل داء السكري لدى المرضى المصابين بداء السكري كانت مرتفعة.
ويتضح من النتائج الواردة بالجدول أن الفقرة رقم ( )4جاءت بدرجة متوسطة
والتي تنص على (تلتزم باالعتناء بصحتك خوفا من مضاعفات السكري) ولكنها حظيت
باستجابة أقل من المبحوثين حولها فقد احتلت المرتبة السابعة من حيث أهميتها ضمن
فقرات تقبل مرضى السكر إصابتهم بداء السكري بمتوسط حسابي ( )2.3333وانحراف
المعياري (.)1.74848
نتائج تتعلق باإلجابة عن التساؤل الثالث :ما طبيعة العالقة االرتباطية بين المساندة
االجتماعية وتقبل مرضى السكر إصابتهم بداء السكري؟
جدول ( ) 11يبين مصفوفة االرتباط البسيط بيرسون بين المساندة االجتماعية وتقبل مرضى السكر إصابتهم
بداء السكري
وتقبل مرضى السكر إصابتهم بداء السكري
المساندة االجتماعية لدى المرضى المصابين بالسكر
**2.001
من بيانات الجدول ( )00تبين وجود عالقة ارتباطية طردية ذات داللة إحصائية بين
المساندة االجتماعية وتقبل مرضى السكر إصابتهم بداء السكري .بمعنى أن كلما تلقى
184
مريض السكري المساندة االجتماعية كلما تقبل إصابته بالسكر على نحو إيجابي.
فالمساندة االجتماعية تلعب دورا كبيرا في تقبل المريض بداء السكري فهي تقوم بدور
خفض اآلثار السلبية لألحداث والمواقف السيئة التي يتعرض لها الفرد وخاصة المصاب
بداء السكري أي :كلما كانت المساندة االجتماعية بشكل كبير مثل إتاحة العالقات
االجتماعية مرضية من طرف األسرة واألصدقاء والطبيب المعالج تتميز بالحب والمودة
والثقة أصبحت كحاجز ألي تأثير سلبي لضغوط الحياة وعلى الصحة النفسية والجسمية
للمريض المصاب بداء السكري .وتتفق هذه النتيجة مع دراسة كل من( :عبدالقادر
مقصود وآخرين 2120 ،م) ودراسة (نوال حمريط 2121 ،م) ودراسة (سليمان جريو
واليامنة إسماعيلي 2107 ،م) الذين توصلت نتائجهم إلى وجود عالقة ارتباطية ذات
داللة إحصائية بين المساندة االجتماعية وتقبل اإلصابة بداء السكري.
ملخص النتائج:
-0أشارت نتائج البحث إلى أن مستوى المساندة االجتماعية لدى المرضى المصابين
بداء السكري والمترددين للعالج بمصحة رويال التخصصية بالزاوية جاءت بدرجة
عالية ،حيث احتلت الفقرة ( )4والتي تنص على (تشعر بالراحة عند وقوف أسرتك
بجانبك وقت الحاجة) المرتبة األولى بمتوسط حسابي ( )2.7907وانحراف معياري
( )1.51135ويليها من حيث األهمية الفقرة ( )3فقد احتلت المرتبة الثانية بمتوسط
حسابي ( )2.6667وانحراف معياري ( )1.62622وهي تنص على (تحاول أسرتك
مساعدتك على تخطي عجزك بسبب مرضك) ،كما احتلت الفقرتان ( )8 ، 0المرتبة
الثالثة بنفس المتوسط الحسابي ( )2.5833وانحراف المعياري ( )1.64278وهما
تنصان على (تشعر أسرتك بالحزن بسبب إصابتك بمرض السكري ،تتلقى التشجيع
المستمر من قبل طبيبك المعالج) وجاءتا بدرجات عالية.
-2أوضحت نتائج البحث أن مدى تقبل مرضى السكر إصابتهم بداء السكري جاء بدرجة
عالية حيث احتلت الفقرة ( )0والتي تنص على (شعرت بالصدمة عند إخبارك بإصابتك
بالسكر) المرتبة األولى بمتوسط حسابي ( )2.7907وانحراف معياري ()1.51135
ويليها من حيث األهمية الفقرة ( )2فقد احتلت المرتبة الثانية بمتوسط حسابي ()2.7183
وانحراف معياري ( )1.54170وهي تنص على (تلتزم بالنصائح التي يقدمها لك طبيبك
المعالج) ،واحتلت الفقرة ( )8المرتبة الثالثة بمتوسط حسابي ( )2.6751وانحراف
المعياري ( )1.60130وهي تنص على (تستطيع التحدث عن مرضك أمام اآلخرين)
وجاءت بدرجات عالية.
185 2023-
-3أكدت نتائج البحث وجود عالقة ارتباطية طردية ذات داللة إحصائية بين المساندة
االجتماعية وتقبل مرضى السكر إصابتهم بداء السكري.
التوصيات:
-0يجب تقديم المساندة االجتماعية للمصاب بداء السكري وذلك من خالل توفير كل ما
يحتاجه من دعم مادي والمتمثل في توفير العالج والغذاء الصحي المناسب ،والوسائل
الالزمة للتقليل من المرض.
-2ضرورة المحافظة على العالقة التبادلية بين صحة المرضى بداء السكري وعدم
تدهور حالتهم الصحية إلى األسوأ مما يجعلهم أكثر تقبال لمرضهم على أنه أمر عادي
ودون الشعور به.
-3يعد مرض السكري من األمراض المزمنة التي تصيب جميع الفئات في مختلف
المراحل العمرية لذلك يجب تقديم الرعاية النفسية والمادية ألفراد المصابين بداء
السكري بصفة خاصة وذلك بتقديم التوعية والمساندة لتجاوز مخاطر وعواقب اإلصابة
والتخفيف من أضرارها المستقبلية التي تصيب المريض والعمل على الوقاية والحذر
والتخفيف من األسباب المؤدية إلى انتشار هذا المرض.
-4عمل برامج توعوية لدى المرضى المصابين بداء السكري حول مفهوم المساندة
االجتماعية وخاصة من األسرة واألصدقاء والطبيب المعالج.
الهوامـــــــــــــــــــش:
-0بشرى إسماعيل أحمد ،المساندة االجتماعية والتوافق المهني ،ط ( ، )0مكتبة األنجلو المصرية ،
القاهرة 2114 ،م ،ص . 35
-2عادل عبدالعال ،مرض السكر ،ط ( ، )0شركة فجر اإلسالم ،مصر ،ص . 22
-3ثير يستشيونج ،ترجمة دار الفاروق :كيف تحافظ على نسبة السكر في الدم؟ ،ط ( ، )0دار الفاروق
لالستثمارات الثقافية ،مصر 2118 ،م ،ص . 30
-4حكيمة آيت حمودة ،الدور الدينامي للمساندة االجتماعية في العالقة بين ضغوط أحدث الحياة ،
الملتقى الدولي حول سيكولوجية االتصال والعالقات االنسانية ،الجزائر2115 ،م ،ص . 42
-5حنان مجدي صالح سليمان ،المساندة االجتماعية وعالقتها بجودة الحياة لدى مريض السكر المراهق
،رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة الزقازيق 2119 ،م ،ص . 84
-6شيماء أحمد محمد الديداموني ،المساندة االجتماعية وعالقتها بالموهبة االبتكارية للمراهقين ،رسالة
ماجستير غير منشورة ،جامعة الزقازيق ،القاهرة 2119 ،م ،ص . 22
-7علي خلف هللا ،المساندة االجتماعية في العالقة الخاصة كعامل وسيط للتخفيف من آثار الضغوط ،
مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية ،جامعة الوادي ،العدد (2105 ، )03م ،ص . 90
-8علي عبدالسالم علي ،المساندة االجتماعية وتطبيقاتها العملية ،مكتبة النهضة المصرية ،القاهرة
2115 ،م ،ص . 32
186
-9نسرين صالح جمبي ،تقدير الذات والمساندة االجتماعية لدى عينة من مجهولي الهوية ومعروفي
الهوية من الذكور واإلناث بمنطقة مكة ،رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة أم القرى ،مكة ،
2118م ،ص . 55
-01علياء حسين وماجد عباس ،المساندة االجتماعية وعالقتها بالتحصيل الدراسي لدى طالبات
المرحلة الرابعة ،مجلة علوم التربية ،جامعة الرياضة ،الكوفة ،العراق ،مج ( ، )4ع (2104 ، )6م
،ص . 002
-00قدور بن عباد هوارية ،المساندة االجتماعية في مواجهة أحداث الحياة الضاغطة كما يدركها
العامالت المتزوجات ،رسالة دكتوراه غير منشورة ،جامعة وهران ،الجزائر 2104 ،م ،ص . 62
-02ماهر يوسف المجدالوي ،مصادر االحتراق النفسي وعالقتها بالمساندة االجتماعية لدى عينة من
السائقين ،مجلة جامعة األقصى ،سلسلة العلوم االنسانية ،مج ( ، )08ع ( ، )2غزة ،فلسطين ،
2115م ،ص . 70
-03نجاح السميري ،المساندة االجتماعية وعالقتها باألزمة النفسية لدى أهالي البيوت المدمرة خالل
العدوان اإلسرائيلي على محافظات غزة ،جامعة النجاح لألبحاث ،غزة ،فلسطين ،مج ( ، )24ع
(2101 ، )8م ،ص . 64
-04علي منصور أبو طالب ،المساندة االجتماعية وعالقتها باألمن النفسي لدى عينة من الطالب
النازحين وغير النازحين من الحدود الجنوبية بمنطقة جازان ،رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة
أم القرى ،مكة المكرمة 2100 ،م ،ص . 24
-05مريم بن سكيريفة ،أساليب مقاومة الضغط النفسي المستخدمة من طرف المصابين بداء السكري
النوع الثاني ،مجلة العلوم االنسانية واالجتماعية ،جامعة ورقلة ،الجزائر 2105 ،م ،ص . 45
-06فاطمة بن عروم ،دور اإلرشاد األبوي في تأكيد ذات المراهقة المصابة بداء السكري ،رسالة
ماجستير غير منشورة ،جامعة وهران ،الجزائر 2105 ،م ،ص . 26
-07فريدة بو لسنان ،جودة الحياة من خالل اإلرشاد األسري لمريض السكري ،دراسات في جودة
الحياة لدى مرضى السكري ،جامعة المسيلة ،الجزائر 2107 ،م ،ص . 52
-08جاسم محمد عبدهللا المرزوقي ،األمراض النفسية وعالقتها بمرض العصر السكر ،ط (، )0
العلم واإليمان للنشر والتوزيع ،اإلسكندرية 2118 ،م ،ص . 014
-09سامرة خنفار ،وعائشة بو صبع ،إشكالية تقبل العالج ونوعية الحياة لمرضى السكري ،دراسات
في جودة الحياة لدى مرضى السكري ،سلسلة الكتب األكاديمية للعلوم االنسانية واالجتماعية ،جامعة
المسيلة ،الجزائر 2107 ،م ،ص . 98
-21سعيد قارة ،المساندة االجتماعية وعالقتها بتقبل العالج عند المرضى المصابين بارتفاع ضغط
الدم األساسي ،كلية اآلداب والعلوم االنسانية ،رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة الحاج لخضر
باتنة ،الجزائر 2119 ،م ،ص . 66
-20عبدالقادر مقصود وآخرون ،المساندة االجتماعية وعالقتها بتقبل داء السكري لدى المراهق ،
مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية ،جامعة المسيلة ،مج ( ، )6ع (2120 ، )2م ،
ص . 42
-22نوال حمريط ،دور المساندة االجتماعية في تقبل داء السكري لدى المراهق ،رسالة دكتوراه غير
منشورة ،كلية العلوم االنسانية واالجتماعية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة 2121 ،م.
-23سليمان جريو ،واليامنة اسماعيلي ،المساندة االجتماعية وعالقتها بتقبل العالج لدى مرضى
السكري ،مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية ،جامعة المسيلة ،ع (2107 ، )03م ،ص . 41
-24سمية حربوش ،المهارات االجتماعية وعالقتها بتقبل داء السكري ،مجلة العلوم االجتماعية ،
جامعة سطيف ،ع (2104 ، )08م ،ص . 25
187 2023-