You are on page 1of 3

‫التلوث‬

‫تعرف البيئة على أنها‪ :‬كل م ا يحي ط بن ا من انس ان وحي وان ونب ات وجم اد‪ .‬وه ذه‬
‫العناصر متحدة معا ً بعالقات مختلفة ومتبادلة تشكل البيئة‪ .‬والبد من التوازن في هذه‬
‫البيئة‪ ،‬وإال سيحدث خلل بيئي أثر نقص إحدى العناصر أو تغيرها‪.‬‬
‫إن إحدى مسببات الخلل البيئي هو‪ :‬التلوث بجميع أش كاله؛ وق د يك ون ه ذا التل وث‬
‫هوائي أو مائي أو تلوث الترب ة؛ مم ا يس بب خلالً يه دد الحي اة على س طح االرض‪،‬‬
‫والذي يكون سببه اإلنسان وأنشطته بش كل رئيس؛ فإلق اء ع وادم المص انع والن واتج‬
‫الكيميائية ذات السمية العالية في البحار‪ ،‬ومجاري المياه يؤدي لتسمم المياه وتلوثه ا‪،‬‬
‫ومن ثم تلوث التربة المجاورة لها‪ ،‬والهواء المحيط بها‪ ،‬وك ذلك اس تخدامه المبي دات‬
‫الحشرية بش كل مف رط‪ ،‬واس تخدام األش عة بأنواعه ا‪ ،‬وانش اء المص انع ب القرب من‬
‫األحياء السكنية‪ ،‬وعوادم السيارات‪ ،‬والمواد الكيميائية المستهلكة يومي اً‪ ،‬كله ا ت ؤدي‬
‫إلى تلوث البيئة وضررها‪.‬‬
‫إننا الي وم نبتع د بش دة عن الحي اة الص حية الس ليمة ال تي ك ان أج دادنا يعيش ون في‬
‫أطره ا‪ ،‬وذل ك بس بب التق دم التكنول وجي‪ ،‬وانفت اح ب اب االختراع ات الفتاك ة على‬
‫مصرعيه؛ فالكيماويات باتت تجري في دمائنا مجرى الدم؛ لش دة تعل ق اإلنس ان به ا‬
‫واس تخدامها؛ لزي ادة الم ردود الم الي‪ ،‬واالنت اج الض خم‪ ،‬وغيره ا من األه داف‬
‫األخرى‪.‬‬
‫لقد وصل األمر إلى احداث مشاكل بيئية عالمية‪ ،‬تؤرّ ق المنظمات العالمية والباحثين‬
‫في مجال الصحة والسالمة العامة؛ فالدخان والغازات السامة التي تتصاعد يوميا ً في‬
‫طبقات الجو العليا سببت ثقب االوزون‪ ،‬وادخال كميات كب يرة من األش عة الض ارة‪،‬‬
‫وبذلك ظهرت أمراض جديدة‪ ،‬وتعقدت تلك البسيطة‪ ،‬فال ريب أنك تس مع عن تزاي د‬
‫أع داد المص ابين ب أمراض الس رطان بأنواع ه‪ ،‬وأم راض األجه زة التنفس ية‪،‬‬
‫واالضطرابات العصبية‪.‬‬
‫لكن أخطر من ذلك كله آفة هذا العصر؛ وهو التلوث باالش عاعات الذري ة والنووي ة‪،‬‬
‫نتيجة الستخدام المفاعالت عسكريا ً وصناعياً‪.‬‬
‫ونتيجة لتلوث الهواء؛ فان المياه النقية المنهدرة من السماء تتلوث‪ ،‬وقد ظهر ‪ -‬أيضا ً‬
‫بس بب ذل ك‪ -‬م ا يس مى ب المطر الحمض ي‪ ،‬ال ذي يض ر بالغط اء النب اتي‪ ،‬والترب ة‬
‫والحيوان‪ ،‬وحتى الجمادات‪ ،‬كل ذل ك أدى لقت ل أع داد هائل ة من الكائن ات البحري ة‪،‬‬
‫ناهيك عن التلوث المائي الناتج عن ناقالت النفط ومشتقاته‪ ،‬واألمالح شديدة السمية؛‬
‫كالزرنيخ والزئبق‪ ،‬وأمالح المعادن الثقيل ة؛ كالرص اص‪ ،‬وك ذلك اس تخدام األس مدة‬
‫الصناعية والكيميائية بكثرة‪.‬‬
‫ومن متطلب ات عص ر التكنولوجي ا اس تخدام األجه زة اإللكتروني ة‪ ،‬وق د أنتجت ه ذه‬
‫األجهزة نوعا ً جديداً من التلوث؛ بسبب ما يصدرعنها من أشعة ضارة‪.‬‬
‫إن أشد ما يثير الغرابة؛ أن المسبب الرئيس لهذه السلسلة الطويل ة من التلوث ات ه و‬
‫اإلنسان‪ ،‬وهو أول من ينال عواقب التلوث الوخيم ة أيض اً؛ فهي دائ رة ال تنتهي من‬
‫الم ؤثرات والمت أثرات ض من إط ار البيئ ة ال تي نحياه ا على س طح األرض‪ ،‬فه ل‬
‫سينتهي هذا اإلنسان عن قتل نفسه بنفسه !‬

‫طبيعة التلوث‬
‫يقسم التلوث بالنظر إلى طبيعته أو بالنظر إلى نوع المادة الملوثة إلى‪:‬‬
‫تلوث كيميائي‬
‫يُقصد بالتلوث الكيمائي التلوث بالمواد الكيميائية المصنعة سواء تلك اللتي تتكون‬
‫لتستخدم آلغراض خاصة كمواد التنظيف وزيوت السيارات أو تلك التي ُتنتج‬
‫كمخلفات جانبية لعملية الصناعة‪ ،‬وهذه المواد يُمكن أن ُتل َقى في المجراي المائية أو‬
‫أن تنتشر في الهواء مما يسبب تلوثا ً بيئياً‪ ،‬وهذا النوع من التلوث ذو آثار خطيرة‬
‫جداً على مختلف عناصر البيئة‪ ،‬وقد ظهرت آثار هذا النوع من التلوث بوضوح‪،‬‬
‫في النصف الثاني من القرن العشرين نتيجة التقدم الصناعي الهائل الذي شهده‬
‫خصوصا ً في مجال الصناعات الكيميائية‪ ,‬وقد تصل آثار التلوث الكيمائي إلى‬
‫الغذاء‪ ،‬عن طريق استخدام المواد الحافظة واأللوان والصبغات ومكسبات الطعم‬
‫والرائحة في صناعة األغذية‪ ،‬وقد ثبت بما ال يدع مجاالً للشك‪ ،‬دور هذه المواد في‬
‫إحداث األورام السرطانية الخبيثة‪.‬‬
‫يُعد الرصاص وكبريتيد الهيدروجين ومركبات الزئبق والكادميوم والزرنيخ‬
‫ومركبات السيانيد والمبيدات الحشرية واألسمدة الكيماوية والنفط من أهم المواد‬
‫الملوثة للبيئة الضارة بصحة اإلنسان‪ ،‬وقد يحدث التلوث الكيماوي نتيجة الحوادث‬
‫الصناعية في المصانع‪ ،‬نتيجة لعدم اتخاذ االحتياطات الالزمة لمنع حدوث مثل هذا‬
‫النوع من الحوادث‪ ،‬وقد لفتت الحوادث الصناعية أنظار العالم إلى التلوث الحادث‬
‫بسببها‪ ،‬ودفعت الكثير من الهيئات والحكومات إلى االهتمام بضرورة وضع برنامج‬
‫دولي يتضمن وضع أنظمة آمنة ومحكمة‪ ،‬تتعلق بتصنيع المواد الكيميائية‪ ،‬وطرائق‬
‫نقلها وتخزينها‪ ،‬وفرض رقابة دائمة عليها حفاظا ً على حياة العاملين في هذه‬
‫المصانع‪ ،‬وحفاظا ً على البيئة المحيطة بهذه الصناعات‪.‬‬
‫تلوث بيولوجي‬
‫يعتبر التلوث الحيوي أو البيولوجي من أقدم صور التلوث التي عرفها اإلنسان‪،‬‬
‫وينشأ هذا التلوث نتيجة وجود كائنات حية مرئية أو غير مرئية نباتية أو حيوانية‬
‫كالبكتريا والفطريات وغيرها في الوسط البيئي كالماء أو الهواء أو التربة‪، ،‬‬
‫فاختالط الكائنات المسببة لألمراض بالطعام الذي يأكله اإلنسان أو الماء الذي يشربه‬
‫أو الهواء الذي يستنشقه يؤدي إلى حدوث التلوث البيولوجي‪ ،‬مما يؤدي إلى اإلصابة‬
‫باألمراض‪.‬‬
‫ويحدث التلوث البيولوجي عند التخلص من مياه المجاري والصرف الصحي – قبل‬
‫معالجتها كيميائياً‪ -‬بإلقائها في موارد المياه العذبة‪ ،‬أو بسبب انتشار القمامة المنزلية‬
‫في الشوارع دون مراعاة للقواعد الصحية في جمعها ونقلها والتخلص منها بطريقة‬
‫علمية‪ ،‬أو بسبب ترك الحيوانات النافقة في العراء أو إلقائها في موارد المياه‪ ،‬وكذلك‬
‫عند عدم إتباع الطرق الصحية في حفظ األطعمة وتصنيعها مما يعرضها للتلوث‪.‬‬
‫تلوث إشعاعي‬
‫يعني التلوث اإلشعاعي تسرب مواد مشعة إلى أحد مكون ات البيئ ة‪ ،‬كالم اء واله واء‬
‫والتربة‪ ،.‬ويعتبر من أخطر أنواع التلوث البيئي في عص رنا الحاض ر‪ ،‬حيث أن ه ال‬
‫يُرى وال يُشم وال يُحس وفي سهولة ويسر ينتقل اإلشعاع ويتسلل إلى الكائنات الحي ة‬
‫في كل مكان دون أية مقاومة‪ ،‬ودون ما يدل على تواجده‪ ،‬وبدون أن ي ترك أث راً في‬
‫بادئ األمر‪ ،‬وعندما تص ل الم واد المش عة إلى خالي ا الجس م فإنه ا ُتح دث أض راراً‬
‫ظاهرة وباطنة تودي في أغلب األحيان بحياة اإلنسان‪ ،‬وقد يحدث التلوث اإلش عاعي‬
‫من مص ادر طبيعي ة كاألش عة الص ادرة من الفض اء الخ ارجي والغ ازات المش عة‬
‫المتص اعدة من قش رة األرض‪ ،‬أو من مص ادر ص ناعية كمحط ات الطاق ة النووي ة‬
‫والمفاعالت الذرية والنظائر المشعة المس تخدمة في الص ناعة أو الزراع ة أو الطب‬
‫أو غيرها‪.‬‬

You might also like