You are on page 1of 4

‫قضية من قضايا الشباب (عقوق الوالدين)‬

‫وعق والده يع ّقه ع ّقاً‪ ،‬وعقوقاً‪ ،‬ومع ّقةً‪،‬‬


‫الرب‪ ،‬حيث قال ابن منظور‪ّ :‬‬
‫إ ّن تعريف العقوق ما كان ض ّد ّ‬
‫وعق والديه أي قطعهما ومل يصل رمحه منهما (‪ .)1‬وقال‪ :‬ويف احلديث أنّه ‪-‬‬
‫شق عصا طاعته‪ّ ،‬‬
‫أي ّ‬
‫الشق والقطع‪.‬‬
‫العق أي ّ‬
‫الرب‪ ،‬وأصله من ّ‬
‫صلّى اهلل عليه وسلّم ‪ -‬هنى عن عقوق األمهات‪ ،‬وهو ض ّد ّ‬

‫مظاهر عقوق الوالدين‬

‫هناك ع ّدة مظاهر لعقوق اإلنسان لوالديه‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫أن يقوم اإلنسان بإبكاء والديه‪ ،‬أو أن يدخل احلزن إىل قلبيهما بالقول أو الفعل‪ ،‬أو أن‬ ‫‪‬‬

‫يتسبّب يف ذلك‪.‬‬

‫أن يقوم بنهرمها‪ ،‬أو أن يزجرمها‪ ،‬أو أن يرفع صوته عليهما‪ ،‬أو أن يغلظ القول عليهما‪ ،‬قال‬ ‫‪‬‬

‫(واَل َتْن َه ْرمُهَا َوقُ ْل هَلَُما َق ْواًل َك ِرميًا) سورة اإلسراء‪ . 23،‬أن يتأفّف أو‬
‫سبحانه وتعاىل‪َ :‬‬
‫وجل لنا‪ ،‬وعدم قول ٍّ‬
‫أف هلما أبداً‪ ،‬قال سبحانه‬ ‫عز ّ‬‫يضجر من أوامرمها‪ ،‬وهذا من أمر اهلل ّ‬
‫وتعاىل‪( :‬فَاَل َت ُق ْل هَلَُما أ ٍّ‬
‫ُف) سورة اإلسراء‪. 23،‬‬

‫أن يعبس يف وجهيهما‪ ،‬أو أن يقطب جبينه أمامهما‪ ،‬حيث عليه أن ينتقي من احلديث أعذبه‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ومن الكالم أطيبه‪.‬‬

‫أن ينظر إليهما بنظرات حنق‪ ،‬أو أن يزدريهما وحيتقرمها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أن ال يساعدمها يف أداء أعمال املنزل‪ ،‬من ترتيب وتنظيم وغريه‪ ،‬أو إعداد الطعام‪ ،‬وما إىل‬ ‫‪‬‬

‫ذلك‪.‬‬
‫كل األمور‪ ،‬وأن يشيح بوجهه عنهما‪ ،‬وأن يرتك االستماع إليهما‪ ،‬أو أن‬
‫أن جيادهلما يف ّ‬ ‫‪‬‬

‫يقاطعهما ويك ّذب قوهلما‪.‬‬

‫أن ال يعت ّد برأيهما‪ ،‬وال يستشريمها يف أمور احلياة املختلفة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أن ال يستأذن عند ال ّدخول عليهما‪ ،‬ويف هذا قلة يف األدب معهما‪ ،‬فرمّب ا كان أحدمها يف‬ ‫‪‬‬

‫وضع ال يرغب يف أن يراه عليه أحد من النّاس‪.‬‬

‫بذمهما أمام النّاس‪ ،‬ويذكر عيوهبما‪ ،‬ويقدح فيهما‪ ،‬أو أن يلقي باللوم عليهما يف‬
‫أن يقوم ّ‬ ‫‪‬‬

‫أمور حياته املختلفة‪ .‬أن يقوم بشتمهما ولعنهما‪ ،‬سواءً أكان ذلك بشكل مباشر أم من‬

‫خالل التّسبب بذلك‪.‬‬

‫بالشرف‬
‫خيل ّ‬‫السيئة وال ّدنيئة‪ ،‬وما ّ‬
‫أن يقوم بتشويه مسعتهما من خالل قيامه باألعمال ّ‬ ‫‪‬‬

‫واملروءة‪ b.‬أن يثقل عليهما بالطلبات املختلفة‪ ،‬وال يراعي وضعهما وحالتهما املاديّة‪ ،‬وما ميكن‬

‫هلما أن يق ّدماه له‪ ،‬وما ال يقدران عليه‪.‬‬

‫يتربأ منهما‪،‬‬
‫أن يتخلى عنهما حال كربمها وعجزمها عن أداء أمور احلياة األساسيّة‪ .‬أن ّ‬ ‫‪‬‬

‫وخيجل من ذكرمها أمام النّاس‪.‬‬

‫أسباب عقوق الوالدين‬

‫إ ّن لعقوق اإلنسان لوالديه أسباباً عديد ًة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫أن يكون اإلنسان جاهالً‪ ،‬حيث إ ّن اجلاهل ع ّدو نفسه‪ ،‬فاإلنسان إذا جهل عواقب عقوقه‬ ‫‪‬‬

‫بربمها‪.‬‬
‫لوالديه صرفه ذلك عن القيام ّ‬
‫أن يكون ذا تربية سيّئة‪ ،‬فإن مل يقم الوالدان برتبية أوالدمها على اخلري والتقوى‪ b،‬فإ ّن ذلك‬ ‫‪‬‬

‫متردهم وعقوقهم عند كربهم‪.‬‬


‫سيؤدي إىل ّ‬
‫ّ‬

‫أن ال يعمل الوالدان مبا يُعلّمانه البنهما‪ ،‬وبالتايل يشعر بالتناقض‪ ،‬ويبتعد عن ّبرمها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أن يكون ذا صحبة سيّئة‪ ،‬وهذا يفسد األخالق‪ ،‬ويعطي اإلنسان اجلرأة على العقوق‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أن يكون الوالدان عاقّان أساساً لوالديهما‪ ،‬وبذلك فإ ّن اجلزاء من جنس العمل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الشخصية على راحة والديه واإلحسان إليهما‪ ،‬فيقوم بإيداعهما إىل دور‬
‫أن يؤثر راحته ّ‬ ‫‪‬‬

‫العجزة‪.‬‬

‫أن يكون قليل اإلحساس مبصائب والديه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫بر الوالدين‬

‫الرب بالوالدين يف حياهتما‪ ،‬ما يأيت‪:‬‬


‫من أشكال ّ‬ ‫‪‬‬

‫كل البشر‪ ،‬إن مل يكن‬


‫طاعة الوالدين واالبتعاد عن معصيتهما‪ ،‬وتقدمي طاعتهما على طاعة ّ‬ ‫‪‬‬

‫الزوجة حيث إهّن ا تق ّدم‬


‫وجل أو رسوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬إال ّ‬
‫عز ّ‬‫يف ذلك معصية هلل ّ‬
‫طاعة زوجها على طاعة والديها‪.‬‬

‫اإلحسان إليهما‪ ،‬وذلك من خالل القول والفعل‪ ،‬ويف أوجه اإلحسان كلها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫خفض اجلناح هلما‪ ،‬وذلك من خالل التّذلل هلما‪ ،‬والتواضع يف التعامل معهما‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الصوت عليهما‪.‬‬
‫عدم زجرمها‪ ،‬والتلطف بالكالم معهما‪ ،‬واحلذر من هنرمها أو رفع ّ‬ ‫‪‬‬

‫اإلصغاء حلديثهما‪ ،‬وذلك من خالل التواصل معهما بصريّاً خالل حديثهما‪ ،‬وترك‬ ‫‪‬‬

‫رد حديثهما أو تكذيبهما‪.‬‬


‫مقاطعتمها أو منازعتهما يف احلديث‪ ،‬واحلذر من ّ‬
‫الضجر‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪( :‬فَاَل َت ُق ْل هَلَُما أ ٍّ‬
‫ُف َواَل َتْن َه ْرمُهَا)‬ ‫عدم التأفّف من أوامرمها‪ ،‬وترك ّ‬ ‫‪‬‬

‫سورة اإلسراء‪. 23،‬‬

‫مقابلتهما ببشاشة وترحاب‪ ،‬وعدم العبوس يف وجههما أو التّجهم‪ .‬التحبّب هلما والتّودد‬ ‫‪‬‬

‫والتوسع هلما يف اجمللس‪ ،‬وعدم األكل قبلهما‪،‬‬


‫ّ‬ ‫بالسالم‪ ،‬وتقبيل يديهما‪،‬‬
‫إليهما‪ ،‬مثل البدء ّ‬
‫واملشي خلفهما هناراً وأمامهما ليالً‪.‬‬

‫عما ميكن أن يشعرمها باإلهانة‪ .‬عدم‬


‫احرتامهما يف اجمللس‪ ،‬من خالل تعديل اجللسة‪ ،‬والبعد ّ‬ ‫‪‬‬

‫التمنّن عليهما يف العمل أو اخلدمة‪ ،‬فإ ّن هذا من مساوئ األخالق‪.‬‬

‫األم‪ ،‬وتقديرها‪ ،‬والعطف عليها‪ ،‬واإلحسان هلا‪ ،‬وذلك ملا جاء يف حديث أيب‬
‫حق ّ‬ ‫تقدمي ّ‬ ‫‪‬‬

‫هريرة رضي اهلل عنه قال‪( :‬جاء رجل إىل النّيب ‪ -‬صلّى اهلل عليه وسلّم ‪ -‬فقال‪ :‬يا رسول اهلل‬

‫من أوىل النّاس حبسن صحابيت؟ قال‪ّ :‬أمك‪ ،‬قال‪ :‬مثّ من؟ قال‪ّ :‬أمك‪ ،‬قال‪ :‬مثّ من؟ قال‪:‬‬

‫ّأمك‪ ،‬قال‪ :‬مثّ من؟ قال‪ :‬أبوك) رواه البخاري‪.‬‬

‫مساعدهتما يف أعماهلما‪ ،‬فليس من حسن اخللق أن يرى الولد أباه أو ّأمه يعمالن ويقف‬ ‫‪‬‬

‫الشديد‪ .‬عدم إثارة‬


‫والصوت ّ‬
‫ليتفرج عليهما‪ .‬عدم إزعاجهما يف نومهما‪ ،‬أو إحداث اجللبة ّ‬
‫ّ‬
‫وحل مشاكل البيت واإلخوة بعيداً عن أعينهم‪ .‬اإلسراع يف تلبية‬
‫والشجار أمامهما‪ّ ،‬‬
‫اجلدال ّ‬

‫ندائهما‪ ،‬سواءً يف حال االنشغال أو عدمه‪.‬‬

You might also like