You are on page 1of 12

‫موصوع‪ :‬بروالدين‬

‫بِ َّر الوالدين ‪ :‬موصوع‬

‫‪ ‬إليهما‪ .‬فيدخل فيه جميع ما يجب من الرعاية والعناية‪ ،‬وقداإلحسانإن‪ ‬بِ َّر الوالدين‪ ‬هو أقصى درجات‪ ‬‬
‫‪  ‬األمر بإكرام الوالدين حتى قرن هللا سبحانه وتعالى األمر باإلحسان إليهما بعبادته التي هيهللاأكد‪ ‬‬
‫‪ ‬تمجيده للبر حتى صارالدين االسالميتوحيده والبراءة عن الشرك اهتماما به وتعظيما له‪ .‬من روائع‪ ‬‬
‫‪  ‬دين البر الذي بلغ من شغفه به أن هون على أبنائه كل صعب في سبيلاإلسالميعرف به‪ ،‬فحقا إن‪ ‬‬
‫ارتقاء قمته العالية‪ ،‬صارت في رحابه أجسادهم كأنها في علو من األرض وقلوبهم معلقة بالسماء‬
‫وأعظم البر‪ ( ‬بر الوالدين )‪  ‬الذي لو استغرق المؤمن عمره كله في تحصيله لكان أفضل من جهاد‬
‫‪.‬النفل يتكون هذا اللفظ من شقين فلنأخذ كل شق على حده‬
‫‪ .‬الخير‪ :- ‬البِ ُّر لغةً‪  -:‬بِ ُّر‬

‫الجمع‪ ،‬أبرار‪ :‬بِ ُّر الوالدين‪( ‬طاعة) الوالدين‬

‫‪ ‬واالحترام لهما‪ ،‬ومساعدتهما وهو اإلحسان إليهما‪،‬الحبالبر بالوالدين‪ ‬معناه طاعتهما وإظهار‪  ‬‬


‫‪ ‬للوالدين منزلة عظيمة ال تعادلها منزلة‪ ،‬فجعل برهماهللاوطاعتهما‪ ،‬وفعل الخيرات لهما‪  ،‬وقد جعل‪ ‬‬
‫‪ ، ‬والحديثوالمال‪ ‬عظيم‪ ،‬بكل وسيلة ممكنة بالجهد‪ ‬فرضواإلحسان إليهما والعمل على رضاهما‪ ‬‬
‫معهما بكل أدب وتقدير‪ ،‬واإلنصات إليهما عندما يتحدثان‪ ،‬وعدم التضجر وإظهار الضيق منهما وقد‬
‫‪ .‬دعا اإلسالم إلى‪ ‬البر بالوالدين‪ ‬واإلحسان إليهما وذكره بعد األمر بعبادة هللا تعالى‬
‫األَ ِدلّةُ ال ّشر ِعية على بِ ِّر الوالِ َدين‬

‫لقد حرص اإلسالم على بر الوالدين وقرن طاعتهما بطاعة هللا‪ ،‬بل وجعل إحسان المرء لوالديه من أعلى‬
‫درجات اإلحسان التي بها األجر والسداد والتوفيق في الدنيا واآلخرة‪ ،‬حتى وإن لم يكونا من المسلمين‪ .‬قد‬
‫‪.‬أ َّكد اإلسالم على بر الوالدين واإلحسان إليهما في مواض َع كثيرة في القرآن والسنة المطهرة‬

‫قال ‪-‬تعالى‪َ ( :-‬وا ْعبُ ُدوا اللَّـهَ َواَل تُ ْش ِر ُكوا ِب ِه َش ْيئًا َو ِب ْال َوالِ َدي ِْن إِحْ َسانًا)‬
‫تحث ال ُّنفوس على تذ ّكر اآلالم التي عانتها األ ّم‬ ‫ّ‬ ‫حث هللا ‪ -‬ع ّز وج ّل‪ -‬على ب ّر الوال َدين بوصي ٍة عظيم ٍة‬ ‫كما ّ‬

‫ان ِب َوالِ َد ْي ِه َح َملَ ْتهُ أُ ُّمهُ َو ْهنا ً َعلَى َو ْه ٍن َوفِ َ‬


‫صالُهُ فِي‬ ‫ص ْينَا اأْل ِ ْن َس َ‬
‫في ال َح ْمل والوالدة‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪َ ( :-‬و َو َّ‬
‫‪َ ،‬عا َمي ِْن)‬
‫ت ع ّد ٍة من كتاب هللا‪ ،‬منها‪ :‬قَ ْوله‬ ‫وتتأ ّكد أهميّة ب ّر الوال َدين‪ ،‬وحُسن معاملتهما في آيا ٍ‬
‫ض لَهُ َما َجنَا َح ال ُّذ ِّل ِم َن الرـ َّْح َم ِة)‬
‫اخفِ ْ‬ ‫‪-‬تعالى‪َ ( :-‬و ْ‬
‫ين في السُّن ِة النَّبَويّة‬ ‫أَ ِدلّةُ بِ ّر الوالِ َد ِ‬
‫وأقبل رجل على الرسول‪ ،‬فقال‪ :‬أبايعك على الهجرة والجهاد؛ أبتغي األجر من هللا‪،‬‬
‫فقال‪ ‬ﷺ‪( :‬فهل من والديك أحد حي؟)‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ .‬بل كالهما‪ .‬فقال‬
‫؟)‪ .‬فقال‪ :‬نعم‪ .‬قال النبيهللاالنبي‪ ‬ﷺ‪( :‬فتبتغي األجر من‪ ‬‬
‫‪.‬محمد‪ ‬ﷺ‪( :‬فارجع إلى والديك‪ ،‬فأ َ ْح ِس ْن ص ُْحبَتَهُما) [مسلم]‬
‫وبِرُّ الوالدين من أعظم أبواب الخير‪ ،‬وقد جاء ذلك في الحديث الذي سأل فيه عبد‬
‫صالَةُ َعلَى َو ْقتِهَا"‪ .‬قال‪:‬‬ ‫هللا بن مسعود النبي قائالً‪ :‬أَيُّ ْال َع َم ِل أَ َحبُّ إِلَى هللاِ؟ قَا َل‪" : ‬ال َّ‬
‫ي؟ قال‪ْ :‬‬
‫"ال ِجهَا ُد فِي َسبِ ِ‬
‫يل هللاِ‬ ‫‪".‬ث َّم أيٌّ ؟ قال‪" :‬ثُ َّم بِ ـُّر ْال َوالِ َد ْي ِن"‪ .‬قال‪ :‬ث َّم أ ٌّ‬
‫ين‬ ‫حُقو ُ‬
‫ق الوالِ َد ِ‬
‫‪ ‬الناس‪ ‬هما أحق‪ ‬الوالدان‪ ‬من يساعده ويقدم له يد المساعدة‪ ،‬فإن‪ ‬اإلنسانإذا كان من الطبيعي أن يشكر‪ ‬‬
‫‪  ‬والتقدير‪ ،‬لكثرة ما قدما من عطاء وتفاني وحب ألوالدهما دون انتظار مقابل‪ ،‬وأعظم سعادتهمابالشكر‬
‫أن يشاهدا أبناءهما في أحسن حال وأعظم مكانة‪ .‬وهذه التضحيات العظيمة التي يقدمها اآلباء ال بد أن‬
‫‪:‬القرآن الكريم‪  ‬التي وردت فيالحقوق‪ ‬من األبناء ومن هذه‪ ‬حقوقيقابلها‪ ‬‬

‫‪ .‬لاــطاعة لـهما وتلبية أواـمرهما واــنإلفـاقعليهما عند لاــحاجة ‪1-‬‬

‫واــمشي اـحتراـماً لـهما وإـجالـًال لـقدرهما‪  ‬التواضع‪2- ‬‬


‫رفقولين وتقـديمهما فــيـ لاــكالمـ ل‬
‫‪ .‬لـهما ومعـاملتهما بـــ‬

‫ض ‪3-‬‬
‫الصوتخف ‪ ‬‬
‫‪ .‬عند لاــحديثمعهما وعدمـ إزعاجهما اـن كـانا نـائمين‬
‫عذب‪4-‬‬
‫‪   .‬وأـجملهـا عند لاــحديثمعهماالكلمات اـستعماــلأـ ‪ ‬‬

‫يمرحلة‪5-  ‬‬
‫‪ ‬وعدمـ إـظهـار لاــضيقمنطلباتهما ولو كـانتكـثيرة الشيخوخة إـحسان لاــتعـاملمعهما وهما فـــ‬
‫‪ .‬ومتكررة‬

‫واــكذبعليهما بالرحمة لـهما‪   ‬الدعاء‪6- ‬‬


‫واــغفراـنوعدمـ مجادلتهما ل‬
‫‪  .‬ل‬

‫واــرضاعة‪7- .‬‬
‫واــوالدة ل‬
‫مزيد من لاــبر لـحاجتهـا وضعفهـا وسهـرها وتعبهـا فــيـ لاــحمل ل‬
‫اـختصاص اــألمـ بـــ‬
‫واــصلة‬
‫واــعشرة وبمعنى لاــطاعة ل‬
‫معنىحسن لاــصحبة ل‬
‫واــبر يــكون بـــ‬
‫ل‬

‫واــدعاء لـهما ‪8-‬‬ ‫شـكرهما لاــذي جـاء مقـروناً بـــ‬


‫شكر هللاـــ ل‬

‫رضاهما حتىوإـن كـانا غير مسلمين‪9-‬‬


‫اــإلحسان لإــيهما وتقديمـ أـمرهما وطلبهما‪ ،‬ومجاهدة لاــنفس بـــ‬
‫صـةٌ بِالوالِ َدي ِن‬
‫أحكا ٌم َش ْر ِعيّةٌ خا ّ‬

‫ال حد على الوالدين في قصاص أو قطع أو قذف‪ .‬ولألب أن يأخذ من مال ولده إذا احتاج بشرط أن ال •‬
‫يجحف به‪ ،‬وال يأخذ شيئا ً تعلقت به حاجته‪ .‬وال يأخذ من مال ولده فيعطيه الولد اآلآخر‪ ،‬وإذا تعارض‬
‫‪ ‬مقدم لحديث‪ { :‬أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك } [رواه الشيخان]‪ ،‬والمرأة إذااألم‪ ‬فحق‪ ‬األم‪ ‬وحق‪ ‬األبحق‪ ‬‬
‫‪.‬تزوجت فحق زوجها مقدم على حق والديها‬

‫وقال في المقنع‪ ( :‬وليس لإلبن مطالبة أبيه بدين‪ ،‬وال قيمة متلف‪ ،‬وال أرش جناية ) قلت‪ :‬وعلى الوالدين •‬
‫أن ال ينسيا دورهما في إعانة الولد على برهما‪ ،‬وذلك بالرفق به‪ ،‬واإلحسان إليه‪ ،‬والتسوية بين األوالد‬
‫‪.‬في المعاملة والعطاء‬
‫ين بَ ْع َد َموتِهَما‬
‫بِرُّ الوالِ َد ِ‬
‫‪ ‬والمغفرة‪ ،‬وينَفِّ َذ عهدهما‪ ،‬ويكر َمبالرحمةيبر والديه في حياتهما‪ ،‬ويبرهما بعد موتهما؛ بأن يدعو لهما‪  ‬فالمسلم‬
‫أصدقاءهما‪ .‬يحكي أن رجال من بني سلمة جاء إلى النبي فقال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬هل بقي من بر أبوي شيء‬
‫أبرُّ هما به من بعد موتهما؟ قال‪( :‬نعم‪ .‬الصالة عليهما (الدعاء)‪ ،‬واالستغفار لهما‪ ،‬وإيفا ٌء بعهودهما من بعد‬
‫َّ‬
‫وحث هللا ك َّل‪ [9] ‬التي ال توصل إال بهما) [ابن ماجه]‪.‬صلة الرحمموتهما‪ ،‬وإكرام صديقهما‪ ،‬و‪ ‬‬ ‫‪ ‬علىمسلم‪ ‬‬
‫ين يَ ْو َم يَقُو ُم ْال ِح َسابُالدعاءاإلكثار من‪ ‬‬
‫ي َولِ ْل ُم ْؤ ِمنِ َ‬
‫‪ ‬لوالديه في معظم األوقات‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬ربَّنَا ا ْغفِرْ لِي َولِ َوالِ َد َّ‬

‫‪:‬قال تعالى‬

‫ت َواَل تَ ِز ِد الظَّالِ ِم َ‬
‫ين إِاَّل تَبَا ًرا‬ ‫ين َو ْال ُم ْؤ ِمنَا ِ‬
‫ي َولِ َم ْن َد َخ َل بَ ْيتِ َي ُم ْؤ ِمنًا َولِ ْل ُم ْؤ ِمنِ َ‬
‫ب ا ْغفِرْ لِي َولِ َوالِ َد َّ‬
‫َر ِّ‬
‫وكونه مفتاح الخير منها‪ :‬فضل بر الوالِ َدينِ‬
‫أنه سبب لدخول الجنة‪  :‬فعن أبي هريرة عن النبي قال‪ { :‬رغم أنفه‪ ،‬رغم أنفه‪ ،‬رغم أنفه }‪ ،‬قيل‪ :‬من يا‬
‫رسول هللا؟ قال‪ { :‬من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة } [رواه مسلم‬
‫‪.‬والترمذي]‬
‫كونه من أحب األعمال إلى هللا‪  :‬عن أبي عبد‪ ‬الرحمن عبد هللا بن مسعود قال‪ :‬سألت النبي أي العمل‬
‫أحب إلى هللا؟ قال‪ { :‬الصالة على وقتها }‪ .‬قلت‪ :‬ثم أي؟ قال‪ { :‬بر الوالدين }‪ .‬قلت‪ :‬ثم أي؟ قال‪:‬‬
‫‪ {.‬الجهاد في سبيل هللا } [متفق عليه]‬
‫إن بر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل هللا عز وجل‪ :‬عن عبد هللا بن عمرو بن العاص رضي هللا‬
‫عنهما قال‪ ( :‬أقبل رجل إلى النبي فقال أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي األجر من هللا تعالى‪ ،‬فقال‪: ‬‬
‫{ هل من والديك أحد حي؟ } قال‪ :‬نعم بل كالهما‪ .‬قال‪ { :‬فتبتغي األجر من هللا تعالى؟ } قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪:‬‬
‫{ فارجع فأحسن صحبتهما } ) [متفق عليه] وهذا لفظ مسلم وفي رواية لهما‪ { :‬جاء رجل فاستأذنه في‬
‫‪.‬الجهاد‪ ،‬فقال‪ :‬أحي والداك؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬ففيهما فجاهد }‬
‫رضا الرب في رضا الوالدين‪ :‬عن عبد هللا بن عمرو بن العاص رضي هللا عنهما عن النبي قال‪ { :‬رضا الرب في‬
‫‪.‬رضا الوالدين‪ ،‬وسخط الرب في سخط الوالدين } [رواه الترمذي وصححه ابن حبان والحاكم]‬

‫‪ ‬في البر منجاة من مصائب الدنيا بل هو سبب تفريج الكروب‬

‫وذهاب الهم والحزن كما ورد في شأن نجاة أصحاب الغار‪ ،‬وكان أحدهم باراً بوالديه يقدمهما على زوجته‬
‫‪.‬وأوالده‬

‫تترتّب العديد من الفضائل على ب ّر الوال َدين؛ يتبيّن ذلك بِما ثبت في الصحيح من قَ ْوله ‪-‬عليه الصالة والسالم‪:-‬‬
‫إن ال َّر ِح َم َشجْ نَةٌ ِم َن‬ ‫أو يُ ْن َسأَ له في أثَ ِر ِه‪ ،‬فَ ْليَ ِ‬
‫صلْ َر ِح َمهُ)‪ ]٢٤[،‬وقَ ْوله أيضا ً‪َّ ( :‬‬ ‫أن يُ ْب َسطَ له في ِر ْز ِق ِه‪ْ ،‬‬
‫( َمن َس َّرهُ ْ‬
‫ص ْلتُهُ‪ ،‬و َمن قَطَ َع ِك قَطَ ْعتُهُ)‬ ‫فقال هَّللا ُ‪َ :‬من و َ‬
‫صلَ ِك و َ‬ ‫‪.‬الرَّحْ َم ِن‪َ ،‬‬

You might also like