You are on page 1of 68

‫الفصل األول‬

‫( املقدمة )‬

‫ٔ‪ ٔ,‬خلفية البحث‬

‫إن أ ضع لكم موضوع مهم جدا عن بر الوالدين يف القرآن والسنة النبوية ومن مث بر الوالدين‬
‫غلعل أحد منكم أىم أسباب دخولك للجنو والنار ‪ .‬وبر الوالدين لو فضل كبَت وعقوق‬
‫الوالدين من الكبائر‪ .‬اترككم مع موضوع بر الوالدين وادتٌت ينال اعجابكم وأوصيكم وأوصي‬
‫نفسي برب الوالدين ورعايتهم والبعد عن عقوق الوالدين‪.‬‬

‫ٕ‪ ٔ,‬أىداف البحث‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬أعلية بر الوالدين وخطورة عقوقهما‪.‬‬


‫ٕ‪ – .‬تذكَت األبناء بضرورة طاعة والديهم ‪.‬‬

‫ادلكون وسالمتو من‬


‫مكوانت اجملتمع‪ ،‬وإ ّن صالح ىذا ّ‬
‫ٖ‪ .‬أ ّن األسرة ىي مكو ٌن أساسي من ّ‬
‫العيوب واآلفات ىو صالح للمجتمع أبسره‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬يًتتب على طاعة الوالدين وبرعلا األجر العظيم يف الدنيا واألخرة‪.‬‬

‫٘‪.‬ترغيب األبناء بصلة آابئهم ؛ ألن انقطاع الرزق بسبب إنقطاع الصلة مع آابئهم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ٖ‪ ٔ,‬أمهية البحث ‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬إ ّن من أعظم األعمال إىل هللا تعاىل بّر الوالدين وحسن معاملتهما وصحبتهما‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬وقد أمر هللا تعاىل ادلسلمُت ْتفظ حقوق والديهم؛ ْتيث عليهم أن ػلرصوا على ّبرعلا‬
‫وحسن معاملتهما وطاعتهما يف ادلعروف‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬وقد هنى اإلسالم عن إساءة معاملة الوالدين ابلقول أو العمل‪ ،‬بل إ ّن هللا تعاىل قد اعترب‬
‫قول كلمة ٍ‬
‫أف يف وجو الوالدين ىي نوعٌ من العقوق والعصيان ذلما‪.‬‬

‫(‪  ‬‬ ‫جل وعال‪:‬‬


‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫وبر الوالدين؛ حيث قال ّ‬
‫ٗ‪ .‬وقد قرن هللا تعاىل يف كتابو الكرًن بُت توحيده ّ‬
‫يدل على‬
‫‪ ،)  ‬سورة اإلسراء‪ :‬اآلية‪ ، ٕٖ :‬وىذا ّ‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪         ‬‬
‫‪       ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬

‫أعليّة ّبر الوالدين ومكانتو يف اإلسالم‪ ،‬وأنّو من فضائل األعمال وأرفعها درجةً عند هللا تعاىل‪،‬‬
‫نسا َن‬ ‫ويف اآلية األخرى وصيةٌ من هللا تعاىل ابلوالدين؛ حيث قال جل وعال‪{ :‬وو َّ ِ‬
‫صْي َنا ْاإل َ‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬
‫أيضا‪.‬‬ ‫بَِوالِ َديْ ِو ُح ْسناً }العنكبوت‪ ، ٛ‬وىذه اآلية الكرؽلة ّ‬
‫تدل على أعليّة ّبر الوالدين ً‬
‫الصالة‬
‫أحب األعمال إىل هللا تعاىل بعد ّ‬
‫السالم‪ -‬قد ذكره يف ّ‬
‫الصالة و ّ‬
‫٘‪ .‬أ ّن الّنيب ‪ -‬عليو ّ‬
‫أحق النّاس بصحبة ادلرء‬
‫الصحابة حُت سألو عن من ّ‬
‫على وقتها‪ ،‬كما أرشد النّيب الكرًن أحد ّ‬
‫يدل على أعليّة ّبر الوالدين كذلك‪.‬‬
‫مرات مثّ أبوك‪ ،‬وىذا ّ‬
‫فقال لو ّأمك مثّ ّأمك ثالث ّ‬
‫حقوق كثَتةٌ على أبنائهما‪ ،‬فهما اللّذان سهرا الليايل الطّوال على راحة‬
‫ٌ‬ ‫‪ ، .ٙ‬فالوالدين ذلما‬
‫أبنائهم‪ ،‬وعلا من تعاىدا على زتاية أبنائهما ابلرعاية والنّفقة يف كل ٍ‬
‫مرحلة من مراحل عمرىم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫السالم عقوق الوالدين يف رتلة الكبائر وال ّذنوب ادلوبقات‬
‫الصالة و ّ‬‫‪ .ٚ‬وقد ذكر الّنيب عليو ّ‬
‫السحر والعياذ اب﵁ تعاىل‪.‬‬
‫الزان و ّ‬
‫الشرك و ّ‬
‫ادلهلكات إىل جانب ّ‬

‫‪ .ٛ‬وىو منهي عن عقوقهما وسلالفة أمرعلا‪.‬‬

‫بعيدا عن العنف والغلظة‪ ،‬قال تعاىل‪( :‬‬


‫‪ .ٜ‬ال يطيعهما يف أمرعلا مع حسن التّعامل معهما ً‬
‫علم فال تطعهما وصاحبهما يف ال ّدنيا معروفا)‪.‬‬
‫وإن جاىداك على أن تشرك يب ما ليس لك بو ٌ‬
‫ٗ‪ ٔ,‬حدود البحث ‪:‬‬
‫ٕ‪ ٔ,ٗ,‬احلدود املوضوعية ‪:‬‬
‫يدور موضوع ىذا البحث حول بر الوالدين يف الكتاب والسنة معتمدا على الكتب الفقهية‬
‫ادلعتمدة‪.‬‬
‫٘‪ ٔ,‬منهج البحث ‪:‬‬
‫ٔ‪ ٔ،٘،‬منهج تثبيت املوضوع‬
‫استخدم الباحث ادلنه االستقرائي‪.‬‬
‫‪ ٔ,ٙ‬صعوابت البحث‬
‫من الصعوابت اليت تعرقل ىذا البحث ىي‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬الصعوبة يف تكوين وترتيب اجلملة‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬ادلراجع وادلصادر مكتوبة ابللغة العربية‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬الكتب وادلراجع يف بر الوالدين لدى مكتبة جامعة العلوم و التكنولوجيا غَت متوفرة وكافية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ٗ‪.‬الوقت ذلذا البحث زلدود ؛أل ن الباحث يشتغل ابلدراسة وإعداد ورقة األعمال للمواد‬
‫ادلختلفة واالستعداد لالمتحان النهائي‪.‬‬

‫ىيكل البحث ‪:‬‬


‫يشتمل البحث على ثالثة فصول‪:‬‬
‫الفصل األول ويشتمل على دتهيد ومبحثان‪:‬‬
‫التمهيد ‪ :‬وفيو مكون من التعريفات ‪-:‬‬
‫ادلبحث األول‪ :‬تعريف بر الوالدين وفيو مطلبان‪.‬‬
‫ادلطلب االول ‪ :‬تعريف الرب لغة واصطالحاً ‪.‬‬
‫ادلطلب الثاين ‪ :‬تعريف الوالدين لغة واصطالحاً‪.‬‬
‫ادلبحث الثاين ‪ :‬تعريف العقوق وفيو مطلبان‪.‬‬
‫ادلطلب االول ‪ :‬العقوق لغة ‪.‬‬
‫ادلطلب الثاين ‪ :‬العقوق اصطالحا‪.‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬بر الوالدين يف القرآن ‪-:‬‬
‫ويشتمل على مبحثُت ‪:‬‬
‫ادلبحث االول ‪ :‬اآلايت اليت حتث على بر الوالدين‪.‬‬
‫ادلبحث الثاين ‪ :‬اآلايت اليت تذم عقوق الوالدين‪.‬‬
‫الفصل الثاين ‪ -:‬بر الوالدين يف السنة النبوية وفيو مبحثان‪:‬‬
‫ادلبحث االول ‪ :‬اآلحاديث اليت حتث على بر الوالدين ‪.‬‬
‫ادلبخث الثاين ‪ :‬اآلحاديث اليت تذم عقوق الوالدين ‪.‬‬
‫اخلادتة‬
‫ادلصادر و ادلراجع والفهارس‪ .‬أسأل هللا – سبحانو وتعاىل – التوفيق والسداد ‪.‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫يشتمل على التعريفات‪:‬‬
‫املبحث األول‬
‫املطلب االول ‪ :‬تعريف الرب لغة واصطالحا‬
‫املطلب الثاين ‪:‬تعريف الوالدين لغة واصطالحا‬
‫املبحث الثاين ‪:‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬تعريف العقوق لغة واصطالحا‬

‫‪5‬‬
‫متهيد‬

‫( التعريفات )‬

‫املبحث االول ‪:‬‬

‫املطلب االول ‪ :‬تعريف الرب لغة واصطالحا‪:‬‬

‫الرب لغة‪ :‬الصدق والطاعة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬الرب والصلة ‪َّ .‬بر ي ررب ‪ :‬إذا صلح ‪ .‬وقيل ‪ّ :‬بر رزتو ّ‬
‫يرب إذا‬
‫ٔ‬
‫وصلو ‪.‬‬

‫الرب ‪ :‬ضد العقوق ‪ ،‬وكذا ( ادلبَ ّرة ) تقول بررت والِ ِدي ابلكسر أبره ( بِراً )‬
‫وقيل ‪ ِ :‬ر‬
‫َ‬
‫البار ‪ :‬بََررة ) ‪ ،‬وفالن ( يَبَ ر )‬
‫فأان ( بر) بو و ( ابر ) ‪ ،‬و رتع الرب ( أبرار ) ورتع ( ّ‬
‫خالقو و ( يتربره ) أي يطيعو ‪ ،‬واألم ( ّبرةٌ ) بولدىا ‪ .‬و ( َّبر ) يف ؽلينو صدق ‪ .‬و (‬
‫الرب ‪ :‬ضد العقوق ‪ .‬وكذا ( ادلبَ ّرة ) تقول بررت والِ ِدي‬
‫تباروا ) تفاعلوا يف اخلَت وقيل ‪ ِ :‬ر‬
‫َ‬
‫البار ‪ :‬بََررة‬ ‫ابلكسر ر ِ‬
‫أبره ( براً ) فأان ( بر) بو و ( ابر ) ‪ ،‬و رتع الرب ( أبرار ) ورتع ( ّ‬
‫) ‪ ،‬وفالن ( يَبَ رر ) خالقو و ( يتربره ) أي يطيعو ‪ ،‬واألم ( ّبرٌة ) بولدىا ‪ .‬و ( َّبر ) يف‬
‫ٕ‬
‫ؽلينو صدق ‪ .‬و ( تباروا ) تفاعلوا يف اخلَت‪.‬‬

‫‪ . 1‬صالح العلً الصالح وأمنٌة الشٌخ سلٌمان األحمد‪ .‬المعجم الصافً فً اللغة العربٌة‪ 1441 .‬هـ ‪ .‬ص‬
‫‪. 34‬‬
‫‪ . . 2‬دمحم بن أبً بكر الرازي ‪ .‬مختار الصحاح ‪( .‬عنً بترتٌبه ‪ /‬محمود خاطر ) ‪ .‬الماهرة ‪ :‬دار التراث‬
‫العربً للطباعة والنشر‪( ،‬د‪ .‬ت) ‪ .‬ص ‪. 44‬‬
‫ٔ‬
‫وأما املقصود برب الوالدين شرعاً‪:‬‬

‫قال النووي ‪-‬رزتو هللا‪" :-‬وأما بر الوالدين فهو اإلحسان إليهما‪ ،‬وفعل اجلميل معهما‪ ،‬وفعل‬
‫ما يسرعلا ويدخل فيو اإلحسان إىل صديقهما"‪.‬‬

‫وقال ادلناوي‪" :‬أي‪ :‬طاعتهما واإلحسان إليهما فيما ال ؼلالف الشرع قال العراقي‪ :‬أخرب أن‬
‫أفضل حقوق هللا الصالة لوقتها‪ ،‬وأفضل حقوق العباد بعضهم على بعض بر الوالدين‪ ،‬فهما‬
‫أحق ابلرب من رتيع األقارب"‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬تعريف الوالدين يف لغة و اصطالحا‬

‫َب َم َع األُِّم َوُمثَن ُ‬


‫َّاعلَا‬ ‫والدين ‪ -‬لغة ‪ :‬أطلق من كلمة ولد‪ .‬وكلمة الوالدين مكون من األ ُ‬
‫الوالِ َد ِانٕ ‪ ،‬والظاىر أ ّن لفظ األب حقيقة يف الوالد‪،‬و والد على النسب‪ٖ،‬واألم ‪ :‬والدة‪،‬وكل‬
‫َ‬
‫ٗ‬
‫حامل تلد‪ ،،‬ويقال ألم الرجل‪:‬ىذه والدة‪.‬‬

‫قيل ‪:‬والد ىو إنسان ذكر تولّد من نطفتو إنسان آخر‪.‬‬

‫واصطالحا‪ :‬الوالدان علا ادلسؤوالن عن أبنائهم الذين ىم من نسلهم‪ .‬عند البشر‪ ،‬يكون ألحد‬
‫الوالدين طفل (حيث يعود الطفل إىل نسل االب‪ ،‬وليس إىل مرحلو عمريو)‪ .‬ؽلكن للطفل ان‬
‫٘‬
‫ػلصل على اب او ام او اكثر‪ ،‬لكن البد من وجود الوالدين البيلوجيُت للطفل‪.‬‬

‫‪. http://jameataleman.org/main/articles.aspx?article_no= 1402 . 1‬‬


‫ٕ ‪ .‬والدة ‪http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/‬‬
‫ٖ ‪.‬لإلمام العالمة ابن ادلنظور‪.‬لسان العرب‪ٕٖٓٓ.‬م‪.‬القاىرة ‪ :‬دار احلديث‪.‬ج ‪(ٜ‬ابب الواو) ‪ :‬ص ‪.ٖٜٚ‬‬
‫ٗ ‪.‬لإلمام العالمة ابن ادلنظور‪.‬لسان العرب‪ٕٖٓٓ.‬م‪.‬القاىرة ‪ :‬دار احلديث‪.‬مرجع سابق ‪ :‬ج ‪(ٜ‬ابب الواو) ‪ :‬ص ‪.ٖٜٚ‬‬
‫٘ ‪ .‬والدان‪https://ar.wikipedia.org/wiki/‬‬

‫‪4‬‬
‫املبحث الثاين ‪:‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تعريف العقوق لغة واصطالحا‬

‫لغة‪ :‬العقوق ‪ :‬وىي مأخوذة من الع ُق ُق ‪ :‬البُ َع َداءُ من األعداء ‪ .‬والع ُق ُق ‪ :‬قاطعوا األرحام أو‬
‫عقوق ‪.‬‬
‫وع ٌق ‪ ،‬و ٌ‬ ‫وم َع َّقةً ‪ :‬استخف بو وعصاه وترك اإلحسان إليو ‪ .‬فهو ٌ‬
‫عاق ‪َ ،‬‬ ‫وع ُقوقاً َ‬
‫عقَّا ُ‬
‫ٔ‬
‫ورزتوُ قطعها ‪.‬‬
‫ٕ‬
‫عقوق الوالدين اصطالحا‬

‫ىو صدور ما يتأذى بو الوالد من ولده من قول أو فعل إال يف شرك أو معصية ما مل يتعنت‬
‫الوالد‪.‬‬
‫وقال ابن الصالح‪ -‬رزتو هللا‪ :-‬العقوق ا﵀رم كل فعل يتأذى بو الوالد أو ضلوه أتذاي ليس ابذلُت‬
‫مع كونو ليس من األفعال الواجبة ‪.‬‬
‫وقال كعب األحبار‪ -‬وقد سئل عن عقوق الوالدين ما ىو؟ قال‪ :‬ىو إذا أقسم عليو أبوه أو أمو‬
‫مل يرب قسمهما‪ ،‬وإذا أمراه أبمر مل يطع أمرعلا‪ ،‬وإذا سأاله شيئا مل يعطهما‪ ،‬وإذا ائتمناه خاهنما‪.‬‬
‫وىذه ال شك بعض مظاىر العقوق‪ ،‬وقد بقيت مظاىر أخرى منها‪ :‬إحلاق األذى هبما‬
‫وسبهما وضلو ذلك‪.‬‬
‫وقال ابن حجر‪ :‬العقوق أن ػلصل ذلما أو ألحدعلا إيذاء ليس ابذلُت عرفا‪.‬‬

‫‪ . 1‬ابرهٌم مصطفى و آخرون ‪ .‬المعجم الوسٌط ‪ .‬ج‪ 2‬؛ طهران ‪ :‬المكتبة العالمٌة ‪ ( .‬د‪ .‬ت ) ‪ .‬ص‪622‬‬
‫‪. http://www.islambeacon.com/index.php?title . 2‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫(بر الوالدين في القرآن الكريم)‬

‫المبحث األول ‪ :‬اآليات التي تحث على بر الوالدين‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬اآليات التي تذم عقوق الوالدين‪.‬‬

‫‪0‬‬
‫بسم هللا الرزتن الرحيم‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫(بر الوالدين في القرآن الكريم )‬

‫احلمد ﵁ رب العادلُت‪,‬خالق السموات واألرض وجاعل الظلمات والنور ‪ -‬و صلى هللا‬
‫على سيدان دمحم‪ -‬خامت األنبياء والرسل أرتعُت ومن ىدى الناس إىل الصراط ادلستقيم ‪ .‬وبعد‪:‬‬

‫فلما أعطى هللا سبحانو وتعاىل لرسولو‪ -‬صلى هللا عليو وسلم ‪ -‬الشفاعة والدرجة الرفيعة ‪,‬‬
‫اللُ َويَ ْغ ِف ْر‬ ‫ِ‬
‫وجعل إتباعو من زلبتو تعاىل فقال تعاىل ‪ ﴿ :‬قُ ْل إِن ُكنتُ ْم ُحتبرو َن ّ‬
‫اللَ فَاتَّبِ ُع ِوين ُْػلبِْب ُك ُم ّ‬
‫لَ ُك ْم ُذنُوبَ ُك ْم ﴾ آل عمرانٖٔ‪ ,‬فكان ىذا من األسباب اليت صَتت القلوب هتفو إىل زلبتو ‪-‬‬
‫صلى هللا عليو وسلم ‪ , -‬فمنذ فجر اإلسالم وادلسلمون يتسابقون إىل أبراز زلاسنو ‪ ,‬ونشر‬
‫سَتتو العطرة ‪ -‬صلى هللا عليو وسلم ‪ -‬ومل يزل ادلسلمون متمسكُت هبذه ا﵀بة الغالية ‪ ,‬ومنها‬
‫بر الوالدين ‪ ,‬قرن برعلا واإلحسان إليهما بعبادتو وتوحيده ‪ ,‬كما قال تعاىل ‪ ﴿ :‬وقضى ربك‬
‫أال تعبدوا إال إايىوابلوالدين إحساان ﴾ سورة اإلسراء‪ :‬اآلية‪ ٕٖ :‬لذا أقر ذلما حقوقاً البد أن‬
‫يقوم هبا األبناء ‪ ,‬ومن كان كذلك كان أحسن الناس وأكملهم وأحقهم مبحبة هللا والناس‬
‫أرتعُت ‪.‬‬
‫املبحث األول ‪:‬اآلايت اليت حتث على بر الوالدين ‪.‬‬

‫ٔ‪ .‬أمر هللا ابلرب الوالدين وال تشركون بو ‪ ،‬وأمر ابالحسان إليهما وإن كاان مشركني‬
‫حبسبهم‪.‬‬
‫س ًاان َوِذي الْ ُق ْرََب‬ ‫ح‬‫ْ‬ ‫اّللَ َوِابل َْوالِ َديْ ِن إِ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫َخ ْذ َان ِميثَا َق بَِن إِ ْسرائِيل الَ تَ ْعبُ ُدو َن إِ‬
‫﴿وإِ ْذ أ َ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫الزَكا َة ُُثَّ تَ َولَّْي تُ ْم إِالَّ‬
‫الصالَةَ َوآتُواْ َّ‬ ‫يمواْ َّ‬ ‫ِ‬
‫َّاس ُح ْسنًا َوأَق ُ‬ ‫ني َوقُولُواْ لِلن ِ‬
‫ساكِ ِ‬ ‫َوالْيَ تَ َامى َوال َْم َ‬
‫قَلِيالً ِّمن ُك ْم َوأَنتُم ِّم ْع ِر ُ‬
‫ضو َن﴾ سورة البقرة‪ :‬أية ٖ‪. ٛ‬‬
‫يذكر تبارك وتعاىل بٍت اسرئيل مبا أمرىم بو من األوامر وأخذ ميثقاىم على ذلك وأهنم‬
‫تولوا عن ذلك كلو وأعرضوا قصداً وعمداً وىم يعرفونو ‪ ،‬ويذكرونو فأمرىم تعاىل أن‬
‫يعبدوه وال يشركوا بو شيئا وهبذا أمر رتيع خلقو ‪ ،‬وىذا ىو أعلى احلقوق وأعظمها‬
‫وىو حق هللا تبارك وتعاىل أن يعبده وحده ال شريك لو مث بعده حق ادلخلوقُت‬
‫وآكدىم وأوالىم بذلك حق الوالدين وذلذا يقارن تبارك وتعاىل بُت حقو وحق الوالدين‬
‫ٔ‬
‫﴾سورة لقمان‪ :‬آية ٗٔ ‪.‬‬ ‫﴿‪     ‬‬ ‫كما قال تعاىل ‪:‬‬
‫مث وقولو تعاىل ‪ ﴿ :‬وقولوا للناس حسناً ﴾ أي كلموىم طيباً لينواذلم جانبا ‪ ،‬ويدخل‬
‫ابدلعروف والنهي عن ادلنكر ابدلعروف كما قال احلسن البصري يف قولو تعاىل ﴿ وقولوا‬

‫ٔ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت الدمشقي ‪.‬تفسَت القرآن الكرًن ‪ .‬الطبعة العاشرة ‪ٕٕٓٔ .‬م ‪.‬القاىرة –‬
‫مصر ‪ :‬ادلكتبة التوفيقية‪ .‬جٔ ‪ ،‬ص ‪.ٜٔٗ‬‬

‫‪11‬‬
‫للناس حسناً ﴾ فاحلسن من القول أيمر ابدلعروف وينهى عن ادلنكر وػللم ويعفو ويصفح‬
‫ٔ‬
‫‪ ،‬ويقول للناس ‪ :‬حسنا ‪ ،‬وىو كل خلق حسن رضيو هللا ‪.‬‬
‫ٕ‪.‬النفقة على الوالدين‪.‬‬

‫﴿‪          ‬‬ ‫قال تعاىل ‪:‬‬

‫‪ ﴾             ‬سورة البقرة‬

‫‪ :‬أية ٕ٘ٔ‪.‬‬
‫قال مقاتل بن حبان ‪ :‬ىذه االية يف نفقة التطوع‪ .‬وقال السدي نسختها الزكاة ‪ ،‬وفيو‬
‫نظر ‪ ،‬ومعٌت االية ‪ :‬يسألونك كيف ينفقون ؟ قال ابن عباس ورلاىد فبُت ذلم تعاىل‬
‫﴿ ‪       ‬‬ ‫ذلك ‪ ،‬فقال‬

‫‪ ﴾    ‬أي‪ :‬اصرفوىا يف ىذه الوجوه ‪ .‬كما جاء يف احلديث‬


‫ٕ‬
‫‪ (( :‬أمك وأابك وأختك وأخاك مث أدانك أدانك )) ‪.‬‬

‫ٔ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت الدمشقي ‪.‬تفسَت القران الكرًن ‪ .‬الطبعة العاشرة ‪ٕٕٓٔ .‬م ‪.‬القاىرة – مصر‬
‫‪ :‬ادلكتبة التوفيقية‪.‬مرجع سابق‪.‬جٔ‪ ،‬ص‪.ٔ٘ٓ.‬‬
‫ٕ ‪.‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت الدمشقي ‪.‬تفسَت القران الكرًن ‪ .‬الطبعة العاشرة ‪ٕٕٓٔ .‬م ‪.‬القاىرة – مصر‬
‫‪ :‬ادلكتبة التوفيقية‪.‬مرجع سابق ‪ .‬جٔ‪ ،‬ص ‪. ٖٓٛ‬‬
‫ٖ‪.‬بر الوالدين واالحسان قراابهتما وال تشرك هللا ‪.‬‬

‫‪          ‬‬ ‫﴿‪‬‬

‫‪        ‬‬

‫‪             ‬‬

‫‪﴾ ‬سورة النساء ‪ :‬آية ‪.ٖٙ‬‬

‫أيمر تبارك وتعاىل بعبادتو وحده ال شريك لو ‪ ،‬فإنو ىو اخلالق الرازق ادلنعم ادلتقضل‬
‫على خلقو يف رتيع احلاالت‪ ،‬فهو من ادلستحق منهم أن يوحدوه وال يشركون بو شيئاً‬
‫من سللوقانو كما قال النيب ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ -‬دلعاذ بن جبل ‪ (( :‬أ تدري ما حق هللا على العباد‬
‫؟ )) ‪،‬قال ‪ :‬هللا ورسولو أعلم ‪ ،‬قال ‪ (( :‬أن يعبدوه وال يشركوا بو شيئاً )) ‪ ،‬مث قال ‪:‬‬
‫ٔ‬
‫(( أ تدري ما حق العباد على هللا ‘ذا فعلوا ذلك ؟ أن ال يعذهبم )) ‪.‬‬

‫مث أوصى ابالحسان إىل الوالدين ‪ ،‬فإن هللا سبحانو جعلهما سببا خلروجك من العدم‬
‫إىل ا لوجود ‪ .‬مث عطف على االحسان إليهما االحسان إىل القراابت من الرجال‬
‫النساء كما جاء يف احلديث ‪ (( :‬الصدقة على ادلسكُت صدقة ‪،‬‬

‫ٔ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت الدمشقي ‪.‬تفسَت القران الكرًن ‪ .‬الطبعة العاشرة ‪ٕٕٓٔ .‬م ‪.‬القاىرة – مصر‬
‫‪ :‬ادلكتبة التوفيقية‪.‬مرجع سابق ‪.‬جٔ ‪ ،‬ص‪.ٔٛٚ-ٔٛٙ‬‬

‫‪13‬‬
‫ٔ‬
‫و على ذي الرحم صدقة وصلة )) ‪.‬‬

‫ٗ‪.‬أنزل هللا رمحة لألبوين ويرزقهم ‪ ،‬وحتب إليهما رغبة عن قتلكم سبب ملودهتما ‪.‬‬

‫‪            ‬‬ ‫﴿ ‪‬‬

‫‪          ‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪﴾             ‬‬

‫سورة األنعام ‪ :‬أية ٔ٘ٔ ‪.‬‬

‫وأوصاكم وأمركم ابلوالدين احساانً أي أن حتسنوا إليهما ‪ ،‬مث أوصى تعاىل برب الوالدين‬
‫﴿ ‪ ‬‬ ‫واألجداد عطف على ذلك االحسان إىل أبناء واألحفاد ‪ ،‬فقال تعاىل‪:‬‬

‫‪ ٕ﴾   ‬وذلك أهنم كانوا يقتلون أوالدىم كما سولت ذلم‬

‫الشياطُت ذلك ‪ ،‬فكانوا خشية العار ‪ ،‬ورمبا قتلوا بعض الذكور خشية االفتقار ‪ ،‬وذلذا‬
‫ورد يف الصحيحُت من حديث عبد هللا بن مسعود هنع هللا يضر ‪ ،‬قلت اي رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص أي‬
‫الذنب أعظم ؟ قال ‪ (( :‬أن تزاين حليلة جارك )) مث تال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ‪ ﴿ :‬والذين ال‬

‫ٔ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت الدمشقي ‪.‬تفسَت القرآن الكرًن ‪ .‬الطبعة العاشرة ‪ٕٕٓٔ .‬م ‪.‬القاىرة –‬
‫‪ :‬ادلكتبة التوفيقية‪.‬مرجع سابق‪.‬جٔ‪ ،‬ص‪.ٔٛٚ.‬‬
‫ٕ‪ .‬سورة األنعام ‪ :‬أية ٔ٘ٔ‪.‬‬
‫يدعو َن مع هللا إل هاً ءاخر وال يقتلون النفس اليت حرم هللا إال ابحلق وال‬
‫يزنون﴾سورة الفرقان‪ :‬أية ‪ .ٙٛ‬وقولو تعاىل ‪ ﴾  ﴿ :‬قال ابن عباس وقتادة‬

‫والسدي وغَته ‪ :‬ىو الفقر ‪ ،‬أي وال تقتلوىم من فقركم احلاصل‪ ،‬وقال يف سورة االسراء‬
‫‪﴿ :‬وال تقتلوا أوالدكم خشية إمل ق ﴾ أي ال تقتلوىم خوفاً من الفقر يف االجل ‪،‬‬
‫وذلذا قال ىناك ‪ ﴿ :‬حنن نرزقهم و إايكم﴾ فبدأ برزقهم لالىتمام هبم ‪ ،‬أي ال ختافوا‬
‫ٔ‬
‫من فقركم بسبب رزقهم فهو على هللا ‪.‬‬

‫٘‪.‬طاعة على املعروف مبا ثبت يف تضحية امساعيل عليو السالم‬


‫ني *‬ ‫الصاحلِِ َ‬‫ب ِل ِم َن َّ‬ ‫ب َى ْ‬
‫ِ‬
‫ب إِ َل َرِّب َسيَ ْهدي ِن * َر ِّ‬
‫ِ‬
‫ال إِِّين ذَاى ٌ‬ ‫قال هللا تعاىل‪َ ﴿ :‬وقَ َ‬
‫ك‬ ‫ن إِِّين أ ََرى ِيف ال َْمَن ِام أِّ‬
‫َين أَ ْذ َحبُ َ‬ ‫ال َايبُ ََّ‬ ‫ش ْرَانهُ بِغُ َالٍم َحلِ ٍيم * فَ لَ َّما بَلَ َغ َم َعوُ َّ‬
‫الس ْع َي قَ َ‬ ‫فَ بَ َّ‬
‫اّللُ ِمن َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫فَانْظُر ما َذا تَرى قَ َ ِ‬
‫ين *‬‫الصاب ِر َ‬ ‫اء َّ َ‬ ‫ال َايأَبَت افْ َع ْل َما تُ ْؤَم ُر َستَج ُدِين إ ْن َش َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ك‬ ‫الرْؤَاي إِ َّان َك َذلِ َ‬ ‫ص َّدق َ‬
‫ْت ُّ‬ ‫يم * قَ ْد َ‬
‫ِ ِ‬
‫ني * َوَان َديْ نَاهُ أَ ْن َايإبْ َراى ُ‬‫ْجبِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َسلَ َما َوتَ لَّوُ لل َ‬
‫فَ لَ َّما أ ْ‬
‫ني * َوفَ َديْ نَاهُ بِ ِذبْ ٍح َع ِظ ٍيم * َوتَ َرْكَنا َعلَْي ِو‬ ‫ِ‬
‫ََْن ِزي ال ُْم ْحسنِ َ‬
‫ني * إِ َّن َى َذا ََلَُو الْبَ َالءُ ال ُْمبِ ُ‬
‫ك ََْن ِزي الْمح ِسنِني * إِنَّوُ ِمن ِعب ِ‬ ‫يم * َك َذلِ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اد َان‬ ‫ْ َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ين * َس َال ٌم َعلَى إبْ َراى َ‬ ‫ِيف ْاآلخ ِر َ‬
‫ني * َوَاب َرْكنَا َعلَْي ِو َو َعلَى إِ ْس َحا َق َوِم ْن‬ ‫ش ْرَانهُ ِبِِ ْس َحا َق نَبِيًّا ِم َن َّ‬
‫الصاحلِِ َ‬ ‫ني * َوبَ َّ‬ ‫ِ‬
‫ال ُْم ْؤمنِ َ‬
‫ِ‬
‫ني ﴾ [الصافات‪. ]ٖٔٔ-ٜٜ :‬‬ ‫ذُ ِّريَّتِ ِه َما ُُمْ ِس ٌن َوظَالٌ لِنَ ْف ِس ِو ُمبِ ٌ‬

‫ٔ ‪.‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت الدمشقي ‪.‬تفسَت القران الكرًن ‪ .‬الطبعة العاشرة ‪ٕٕٓٔ .‬م ‪.‬القاىرة – مصر‬
‫‪ :‬ادلكتبة التوفيقية‪.‬مرجع سابق ‪.‬جٕ‪ ،‬ص ٕٕٗ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ولدا‬
‫يذكر تعاىل عن خليلو إبراىيم أنو دلا ىاجر من بالد قومو‪ ،‬سأل ربو أن يهب لو ً‬
‫صاحلًا‪ ،‬فبشره هللا تعاىل بغالم حليم‪ ،‬وىو إمساعيل عليو السالم‪ ،‬ألنو أول من ولد على‬
‫رأس ست وذتانُت سنة من عمر اخلليل‪ .‬وىذا ما ال خالف فيو بُت أىل ادللل‪ ،‬ألنو أول‬
‫ولده وبكرهٔ‪.‬‬
‫الس ْع َي ﴾ أي‪ :‬شب‪ ،‬وصار يسعى يف مصاحلو كأبيو‪.‬‬
‫وقولو‪ ﴿ :‬فَ لَ َّما بَلَ َغ َم َعوُ َّ‬
‫الس ْع َي ﴾ أي‪ :‬شب‪ ،‬وارحتل‪ ،‬وأطاق ما يفعلو أبوه من‬
‫قال رلاىد‪ ﴿ :‬فَ لَ َّما بَلَ َغ َم َعوُ َّ‬
‫السعي والعمل‪ .‬فلما كان ىذا رأى إبراىيم عليو السالم يف ادلنام أنو يؤمر بذبح ولده‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫فوعا‪ « :‬رؤاي األنبياء وحي» ‪.‬‬‫ىذا ويف احلديث عن ابن عباس مر ً‬
‫أيضا‪ ،‬وىذا اختبار من هللا عز وجل خلليلو يف أن يذبح ىذا الولد‬
‫قالو عبيد ابن عمَت ً‬
‫العزيز الذي جاءه على كرب‪ ،‬وقد طعن يف السن بعد ما أمر أبن يسكنو ىو وأمو يف‬
‫بالد قفر‪ ،‬وواد ليس بو حسيس وال أنيس وال زرع وال ضرع‪ ،‬فامتثل أمر هللا يف ذلك‪،‬‬
‫وسلرجا ورزقهما من حيث ال‬
‫فرجا ً‬‫كال عليو‪ ،‬فجعل هللا ذلما ً‬
‫وتركهما ىناك ثقة اب﵁ وتو ً‬
‫ػلتسبانٖ‪.‬‬

‫ٔ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت القرشي الدمشقي‪ .‬كتاب البداية والنهاية‪ٕٓٔٓ.‬م‪ .‬القاىرة – مصر ‪ :‬دار‬
‫ابن اجلوزي ‪ .‬جزء ٔ‪،‬صٖ‪.ٔٙ‬‬
‫ٕ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت القرشي الدمشقي‪ .‬كتاب البداية والنهاية‪ٕٓٔٓ.‬م‪ .‬القاىرة – مصر ‪ :‬دار‬
‫ابن اجلوزي ‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬جزء ٔ‪،‬صٖ‪.ٔٙ‬‬
‫ٖ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت القرشي الدمشقي‪ .‬كتاب البداية والنهاية‪ٕٓٔٓ.‬م‪ .‬القاىرة – مصر ‪ :‬دار‬
‫ابن اجلوزي ‪.‬مرجع سابق ‪ :‬جزء ٔ‪،‬صٗ‪.ٔٙ‬‬
‫مث دل ا أمر بعد ىذا كلو بذبح ولده‪ ،‬ىذا الذي قد أفرده عن أمر ربو وىو بكره ووحيده‬
‫الذي ليس لو غَته‪ ،‬أجاب ربو‪ ،‬وامتثل أمره‪ ،‬وسارع إىل طاعتو‪ ،‬مث عرض ذلك على‬
‫قهرأ‪.‬‬
‫قسرا‪ ،‬ويذْتو ً‬ ‫ولده ليكون أطيب لقلبو‪ ،‬وأىون عليو‪ ،‬من أن أيخذه ً‬
‫ك فَانْظُْر َما َذا تَ َرى‪[﴾ ..‬الصافات‪:‬‬ ‫ن إِِّين أ ََرى ِيف ال َْمنَ ِام أِّ‬
‫َين أَ ْذ َحبُ َ‬ ‫ال َايبُ ََّ‬
‫﴿‪ ...‬قَ َ‬
‫ٕٓٔ]‪.‬‬
‫ت افْ َع ْل َما تُ ْؤَم ُر َستَ ِج ُدِين‬
‫فبادر الغالم احلليم سر والده اخلليل إبراىيم‪ ،‬فقال‪ ﴿ :‬ايأَب ِ‬
‫ََ‬
‫اّللُ ِمن َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ﴾ وىذا اجلواب يف غاية السداد والطاعة للوالد‪ ،‬ولرب‬ ‫الصاب ِر َ‬ ‫اء َّ َ‬ ‫إ ْن َش َ‬
‫ٕ‬
‫العباد‪.‬‬
‫‪.ٙ‬امتثال من قصة لقمان احلكيم وابنو و موعظة حسنة لتكون أوالد صاحلني‬
‫ّلل َوَم ْن يَ ْش ُك ْر فَِإ ََّّنَا يَ ْش ُك ُر لِنَ ْف ِس ِو‬
‫َن ا ْش ُكر َِِّ‬
‫ْ‬
‫قال تعاىل‪ ﴿:‬ولََق ْد آتَ ْي نَا لُ ْقما َن ا ْحلِ ْكمةَ أ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َال تُ ْش ِر ْك ِاب َِّ‬
‫ّلل‬ ‫ال لُ ْق َما ُن ِالبْنِ ِو َو ُى َو يَِعظُوُ َاي بُ ََّ‬‫محي ٌد * َوإِ ْذ قَ َ‬ ‫ن َِ‬ ‫اّللَ غَِ ٌّ‬ ‫َوَم ْن َك َف َر فَِإ َّن َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الشر َك لَظُل ِ‬ ‫ِ‬
‫صالُوُ‬ ‫اْلنْ َسا َن بَِوال َديْو َمحَلَْتوُ أ ُُّموُ َو ْىناً َعلَى َو ْى ٍن َوف َ‬ ‫ص ْي نَا ِْ‬ ‫يم * َوَو َّ‬ ‫ْم َعظ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫إِ َّن ّ ْ‬
‫اك َعلى أَ ْن تُ ْش ِر َك ِب َما‬ ‫ري * َوإِ ْن َج َ‬
‫اى َد َ‬ ‫ِ‬ ‫َن ا ْش ُك ْر ِل َولَِوالِ َديْ َ ِ‬ ‫ني أ ِ‬‫ِيف َع َام ْ ِ‬
‫ك إ ََّل ال َْمص ُ‬
‫ب إِ ََّ‬
‫ل‬ ‫اح ْب ُهما ِيف الدُّنْ يَا َم ْعروفاً واتَّبِ ْع َسبِ‬ ‫ك بِ ِو ِعلْم فَ َال تُ ِطعهما وص ِ‬
‫يل َم ْن أ ََان َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫س لَ َ‬ ‫لَْي َ‬
‫ال َحبَّ ٍة ِم ْن‬‫ك ِمثْ َق َ‬ ‫ل َم ْرِج ُع ُك ْم فَأُنَبِّئُ ُك ْم ِمبَا ُك ْن تُ ْم تَ ْع َملُو َن * َاي بُ ََّ‬
‫ن إِنَّ َها إِ ْن تَ ُ‬ ‫ُُثَّ إِ ََّ‬
‫اّللَ لَ ِط ٌ‬
‫يف‬ ‫اّللُ إِ َّن َّ‬ ‫ْت ِِبَا َّ‬ ‫ض َي ِ‬ ‫َخر َد ٍل فَ تَ ُكن ِيف ص ْخرةٍ أَو ِيف َّ ِ‬
‫الس َم َوات أ َْو ِيف ْاأل َْر ِ َ‬ ‫ْ َ َ ْ‬ ‫ْ‬

‫ٔ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت القرشي الدمشقي‪ .‬كتاب البداية والنهاية‪ٕٓٔٓ.‬م‪ .‬القاىرة – مصر ‪ :‬دار‬
‫ابن اجلوزي ‪ .‬مرجع سابق ‪ :‬جزء ٔ‪،‬صٗ‪.ٔٙ‬‬
‫ٕ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت القرشي الدمشقي‪ .‬كتاب البداية والنهاية‪ٕٓٔٓ.‬م‪ .‬القاىرة – مصر ‪ :‬دار‬
‫ابن اجلوزي ‪ .‬مرجع سابق‪ : .‬جزء ٔ‪،‬صٗ‪.ٔٙ‬‬

‫‪14‬‬
‫ِ‬ ‫ن أَقِ ِم َّ‬ ‫َخبِريٌ * َايبُ ََّ‬
‫ك‬ ‫اصِ ْرب َعلَى َما أ َ‬
‫َصابَ َ‬ ‫الص َال َة َوأْ ُم ْر ِابل َْم ْع ُروف َوانْوَ َع ِن ال ُْم ْن َك ِر َو ْ‬
‫ض َم َرحاً إِ َّن ََّ‬
‫اّلل‬ ‫ش ِيف ْاأل َْر ِ‬‫َّاس َوَال متَْ ِ‬ ‫َّك لِلن ِ‬ ‫ص ِّع ْر َخد َ‬ ‫ت‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫*‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫ُم‬‫األ‬
‫ْ‬ ‫م‬‫إِ َّن َذلِك ِمن عزِ‬
‫َ َ‬‫ُ‬ ‫َ ْ َْ ُ‬
‫ص ْوتِ َ‬
‫ك إِ َّن أَنْ َك َر‬ ‫ض ِ‬ ‫ال فَ ُخوٍر * واق ِ‬
‫ْص ْد ِيف َم ْشيِ َ‬ ‫ب ُك َّل ُُمْتَ ٍ‬ ‫َال ُُِي ُّ‬
‫ض م ْن َ‬ ‫ك َوا ْغ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ت ا ْحلَ ِم ِري﴾ [لقمان‪.]ٜٔ-ٕٔ :‬‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫ْاألَ ْ ِ‬
‫ص َوات لَ َ‬
‫ىو لقمان بن عنقاء بن سدون‪ ،‬ويقال‪ :‬لقمان بن اثران‪ .‬حكاه السهيلي‪ ،‬عن ابن‬
‫جرير والقتييب‪ .‬وادلشهور عن اجلمهور أنو كان حكيماً ولياً ومل يكن نبياً‪ .‬وقد ذكره هللا‬
‫تعاىل يف القرآن فأثٌت عليو‪ ،‬وحكى من كالمو فيما وعظ بو ولده الذي ىو أحب‬
‫ن َال‬
‫اخللق إليو‪ ،‬وىو أشفق الناس عليو‪ ،‬فكان من أول ما وعظ بو أن قال‪َ ﴿ :‬ايبُ ََّ‬
‫الشر َك لَظُل ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تُ ْش ِر ْك ِاب َّّلل إِ َّن ّ ْ‬
‫ٔ‬
‫يم﴾ فنهاه عنو‪ ،‬وحذره منو‪.‬‬
‫ْم َعظ ٌ‬
‫ٌ‬
‫وقد قال البخاري‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن إبراىيم‪ ،‬عن علقمة‪،‬‬
‫سوا إِميَانَ ُه ْم بِظُل ٍْم﴾ [األنعام‪]ٕٛ :‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫آمنُوا َوَلْ يَ ْلب ُ‬
‫ين َ‬
‫عن عبد هللا قال‪ :‬دلا نزلت ﴿الذ َ‬
‫شق ذلك على أصحاب رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬وقالوا‪ :‬أينا مل يلبس إؽلانو بظلم؟ فقال رسول‬
‫هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪:‬‬
‫ْم‬ ‫ن َال تُ ْش ِر ْك ِاب َِّ‬
‫ّلل إِ َّن ِّ‬
‫الش ْر َك لَظُل ٌ‬ ‫((إنو ليس بذاك أمل تسمع إىل قول لقمان‪َ ﴿ :‬ايبُ ََّ‬
‫يم﴾))‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َعظ ٌ‬
‫رواه مسلم من حديث سليمان بن مهران األعمش بو‪.‬‬

‫ٔ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت القرشي الدمشقي‪ .‬كتاب البداية والنهاية‪ٕٓٔٓ.‬م‪ .‬القاىرة – مصر ‪ :‬دار‬
‫ابن اجلوزي ‪ .‬مرجع سابق‪ : .‬جزء ٕ‪،‬صٖٓٔ‪.‬‬
‫مث اعًتض تعاىل ابلوصية ابلوالدين‪ ،‬وبيان حقهما على الولد وأتكده‪ ،‬وأمر ابإلحسان‬
‫إليهما حىت ولو كاان مشركُت‪ ،‬ولكن ال يطاعان على الدخول يف دينهما‪ ،‬إىل أن قال‬
‫سلرباً عن لقمان فيما وعظ بو ولده‪:‬‬
‫السمو ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ك ِمثْ َق َ ٍ ِ‬
‫ات أ َْو ِيف‬ ‫ص ْخ َرة أ َْو ِيف َّ َ َ‬ ‫ال َحبَّة م ْن َخ ْر َد ٍل فَ تَ ُك ْن ِيف َ‬ ‫ن إِنَّ َها إِ ْن تَ ُ‬
‫﴿ َايبُ ََّ‬
‫يف َخبِريٌ﴾ ينهاه عن ظلم الناس ولو ْتبة خردل‪ ،‬فإن‬ ‫اّللُ إِ َّن ا َّّللَ لَ ِط ٌ‬ ‫ض َي ِ‬
‫ْت ِِبَا َّ‬ ‫ْاأل َْر ِ َ‬
‫هللا يسأل عنها‪ ،‬وػلضرىا حوزة احلساب‪ ،‬ويضعها يف ادليزان كما قال تعاىل‪﴿ :‬إِ َّن َّ‬
‫اّللَ‬
‫ال ذَ َّرةٍ﴾‪[.‬النساء‪]ٗٓ :‬‬ ‫َال يَظ ِْل ُم ِمثْ َق َ‬
‫س َش ْيئاً َوإِ ْن َكا َن‬ ‫ضع الْموا ِزين ال ِْقس َ ِ ِ ِ ِ‬
‫ط ليَ ْوم الْقَي َامة فَ َال تُظْلَ ُم نَ ْف ٌ‬ ‫وقال تعاىل‪َ ﴿ :‬ونَ َ ُ َ َ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِمثْ َق َ ٍ ِ‬
‫ني﴾ [األنبياء‪ ]ٗٚ :‬وأخربه أن ىذا‬ ‫ال َحبَّة م ْن َخ ْر َد ٍل أَتَ ْي َنا ِِبَا َوَك َفى بِنَا َحاسبِ َ‬
‫الظلم لو كان يف احلقارة كاخلردلة‪ ،‬ولو كان يف جوف صخرة صماء ال ابب ذلا وال‬
‫كوة‪ ،‬أو لو كانت ساقطة يف شيء من ظلمات األرض أو السموات يف اتساعهما‬
‫ٔ‬
‫وامتداد أرجائهما‪ ،‬لعلم هللا مكاهنا‪.‬‬
‫﴿إن هللا لطيف خبري﴾ أي‪ :‬علمو دقيق فال ؼلفى عليو الذر شلا تراءى للنواظر‪ ،‬أو‬
‫ط ِمن ورقَ ٍة إِ َّال ي ْعلَم َها وَال حبَّ ٍة ِيف ظُلُم ِ‬
‫ات ْاأل َْر ِ‬
‫ض‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫توارى‪ ،‬كما قال تعاىل‪َ ﴿ :‬وَما تَ ْس ُق ُ ْ َ َ‬
‫ني﴾ [األنعام‪.]ٜ٘ :‬‬ ‫اب ُمبِ ٍ‬ ‫س إَِّال ِيف كِتَ ٍ‬
‫ْب َوَال َايبِ ٍ‬‫َوَال َرط ٍ‬
‫ني﴾ [النمل‪ ]ٚ٘ :‬وقال‪:‬‬ ‫ض إَِّال ِيف كِتَ ٍ‬
‫اب ُمبِ ٍ‬ ‫الس َم ِاء َو ْاأل َْر ِ‬
‫وقال‪َ ﴿ :‬وَما ِم ْن َغائِبَ ٍة ِيف َّ‬
‫َصغَ ُر ِم ْن‬ ‫السمو ِ‬ ‫ب َال ي عزب َع ْنو ِمثْ َق ُ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ات َوَال ِيف ْاأل َْر ِ‬
‫ض َوَال أ ْ‬ ‫ال ذَ َّرة ِيف َّ َ َ‬ ‫﴿ َعال الْغَْي ِ َ ْ ُ ُ ُ‬
‫ني﴾ [سبأ‪.]ٖ :‬‬ ‫اب ُمبِ ٍ‬‫ك َوَال أَ ْكبَ ر إَِّال ِيف كِتَ ٍ‬
‫ُ‬ ‫ذَلِ َ‬

‫ٔ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت القرشي الدمشقي‪ .‬كتاب البداية والنهاية‪ٕٓٔٓ.‬م‪ .‬القاىرة – مصر ‪ :‬دار‬
‫ابن اجلوزي ‪ .‬مرجع سابق‪ :‬جزء ٕ‪،‬صٖٔٔ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫وقد زعم السدي يف خربه عن الصحابة أن ادلراد هبذه الصخرة الصخرة اليت حتت‬
‫األرضُت السبع‪ ،‬وىكذا حكي عن عطية العويف‪ ،‬وأيب مالك‪ ،‬والثوري‪ ،‬وادلنهال بن‬
‫عمر‪ ،‬وغَتىم‪ ،‬ويف صحة ىذا القول من أصلو نظر‪.‬‬
‫مث إن يف ىذا ادلراد نظر آخر؛ فإن ىذه اآلية نكرة غَت معرفة‪ ،‬فلو كان ادلراد هبا ما قالوه‬
‫لقال‪ :‬فتكن يف الصخرة‪ ،‬وإظلا ادلراد‪ :‬فتكن يف صخرة‪ ،‬أي‪ :‬صخرة كانت‪.‬‬
‫كما قال اإلمام أزتد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى‪ ،‬حدثنا ابن ذليعة‪ ،‬حدثنا دراج‪ ،‬عن أيب‬
‫اذليثم‪ ،‬عن أيب سعيد اخلدري‪ ،‬عن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قال‪:‬‬
‫((لو أن أحدكم يعمل يف صخرة صماء ليس ذلا ابب وال كوة‪ ،‬خلرج عملو للناس كائناً‬
‫ما كان))‪.‬‬
‫ن أَقِ ِم َّ‬
‫الص َالةَ﴾ أي‪ :‬أدىا ّتميع واجباهتا من حدودىا‪ ،‬وأوقاهتا‪،‬‬ ‫مث قال‪َ ﴿ :‬ايبُ ََّ‬
‫وركوعها‪ ،‬وسجودىا‪ ،‬وطمأنينتها‪ ،‬وخشوعها‪ ،‬وما شرع فيها‪ ،‬واجتنب ما ينهي عنو‬
‫فيها‪.‬‬
‫مث قال‪﴿ :‬وأْمر ِابلْمعر ِ‬
‫وف َوانْوَ َع ِن ال ُْمْن َك ِر﴾ أي‪ّ :‬تهدك وطاقتك‪ ،‬أي‪ :‬إن استطعت‬‫َ ُْ َ ُْ‬
‫اصِ ْرب َعلَى‬
‫ابليد فباليد‪ ،‬وإال فبلسانك‪ ،‬فإن مل تستطع فبقلبك‪ ،‬مث أمره ابلصرب فقال‪َ ﴿ :‬و ْ‬
‫ك﴾ وذلك أن اآلمر ابدلعروف والناىي عن ادلنكر يف مظنة أن يعادى وينال‬
‫َصابَ َ‬
‫َما أ َ‬
‫منو‪ ،‬ولكن لو العاقبة‪ ،‬وذلذا أمره ابلصرب على ذلك‪ ،‬ومعلوم أن عاقبة الصرب الفرج‪.‬‬
‫ص ِّع ْر‬ ‫وقولو‪﴿ :‬إِ َّن ذَلِ ِ ِ‬
‫ك م ْن َع ْزم ْاأل ُُموِر﴾ اليت ال بد منها وال زليد عنها‪ .‬وقولو‪َ ﴿ :‬وَال تُ َ‬
‫َ‬
‫َخ َّد َك لِلن ِ‬
‫َّاس﴾ قال ابن عباس‪ ،‬ورلاىد‪ ،‬وعكرمة‪ ،‬وسعيد بن جبَت‪ ،‬والضحاك‪ ،‬ويزيد‬
‫بن األصم‪ ،‬وأبو اجلوزاء‪ ،‬وغَت واحد معناه‪ :‬ال تتكرب على الناس‪ ،‬ودتيل خدك حال‬
‫ٔ‬
‫كالمك ذلم‪ ،‬وكالمهم لك على وجو التكرب عليهم واالزدراء ذلم‪.‬‬
‫قال أىل اللغة‪ :‬وأصل الصعر داء أيخذه اإلبل يف أعناقها فتلتوي رؤوسها‪ ،‬فشبو بو‬
‫الرجل ادلتكرب الذي ؽليل وجهو إذا كلم الناس أو كلموه على وجو التعظم عليهم‪.‬‬
‫قال أبو طالب يف شعره‪:‬‬
‫وكنا قدؽلاً ال نقر ظالمة * إذا ما ثنوا صعر اخلدود نقيمها‬
‫وقال عمرو بن حيي التغليب‪:‬‬
‫وكنا إذا اجلبار صعر خده * أقمنا لو من ميلو فتقوما‬
‫ب ُك َّل ُُمْتَ ٍال فَ ُخوٍر﴾ ينهاه عن التبخًت يف‬ ‫اّللَ َال ُُِي ُّ‬
‫ض َم َرحاً إِ َّن َّ‬
‫ش ِيف ْاأل َْر ِ‬
‫وقولو‪َ ﴿ :‬وَال متَْ ِ‬
‫ش ِيف ْاأل َْر ِ‬
‫ض َم َرحاً‬ ‫ادلشية على وجو العظمة والفخر على الناس‪ ،‬كما قال تعاىل‪َ ﴿ :‬وَال متَْ ِ‬
‫ض َولَ ْن تَ ْب لُ َغ ا ْْلِبَ َال طُوالً﴾ [اإلسراء‪.]ٖٚ :‬‬ ‫إِنَّ َ‬
‫ك لَ ْن ََتْ ِر َق ْاأل َْر َ‬
‫يعٍت لست بسرعة مشيك تقطع البالد يف مشيتك ىذه‪ ،‬ولست بدقك األرض برجلك‬
‫خترق األرض بوطئك عليها‪ ،‬ولست بتشاسلك وتعاظمك وترفعك تبلغ اجلبال طوالً‪،‬‬
‫فاتئد على نفسك فلست تعدو قدرك‪ .‬وقد ثبت يف احلديث‪:‬‬
‫((بينما رجل ؽلشي يف برديو يتبخًت فيهما‪ ،‬إذ خسف هللا بو األرض فهو يتجلل فيها‬
‫إىل يوم القيامة))‪.‬‬
‫ويف احلديث اآلخر‪:‬‬
‫((إايك وإسبال اإلزار‪ ،‬فإهنا من ادلخيلة ال ػلبها هللا))‪.‬‬
‫اّللَ َال ُُِي ُّ‬
‫ب ُك َّل ُُمْتَ ٍال فَ ُخوٍر﴾‪.‬‬ ‫كما قال يف ىذه اآلية‪﴿ :‬إِ َّن َّ‬

‫ٔ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت القرشي الدمشقي‪ .‬كتاب البداية والنهاية‪ٕٓٔٓ.‬م‪ .‬القاىرة – مصر ‪ :‬دار‬
‫ابن اجلوزي ‪ .‬مرجع سابق‪ :‬جزء ٕ‪،‬صٕٖٔ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ودلا هناه عن االختيال يف ادلشي أمره ابلقصد فيو‪ ،‬فإنو ال بد لو أن ؽلشي فنهاه عن‬
‫الشر وأمره ابخلَت‪ ،‬فقال‪﴿ :‬واقصد يف مشيك﴾ أي‪ :‬ال تبتاطأ مفرطاً وال تسرع إسراعا‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫شو َن َعلَى ْاأل َْر ِ‬
‫ض‬ ‫الر ْمحَ ِن الذ َ‬
‫ين ميَْ ُ‬ ‫مفرطاً‪ ،‬ولكن بُت ذلك قواماً‪ ،‬كما قال تعاىل‪َ ﴿ :‬وعبَ ُ‬
‫اد َّ‬
‫َى ْوانً َوإِذَا َخاطَبَ ُه ُم ا ْْلَ ِاىلُو َن قَالُوا َس َالماً﴾ [الفرقان‪]ٖٙ :‬‬
‫ك﴾ يعٍت إذا تكلمت ال تتكلف رفع صوتك‪ ،‬فإن أرفع‬ ‫ص ْوتِ َ‬ ‫ض ِ‬
‫مث قال‪َ ﴿ :‬وا ْغ ُ ْ‬
‫ض م ْن َ‬
‫األصوات وأنكرىا صوت احلمَت‪.‬وقد ثبت يف الصحيحُت األمر ابالستعاذة عند مساع‬
‫صوت احلمَت ابلليل‪ ،‬فإهنا رأت شيطاانً‪.‬وذلذا هنى عن رفع الصوت حيث ال حاجة‬
‫إليو‪ ،‬وال سيما عند العطاس فيستحب خفض الصوت‪ ،‬وختمَت الوجو كما ثبت بو‬
‫احلديث من صنيع رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ .‬فأما رفع الصوت ابألذان‪ ،‬وعند الدعاء إىل الفئة‬
‫للقتال‪ ،‬وعند اإلىالك وضلو ذلك‪ ،‬فذلك مشروع‪ ،‬فهذا شلا قصو هللا تعاىل عن لقمان‬
‫عليو السالم يف القرآن‪ ،‬من احلكم‪ ،‬والوصااي النافعة اجلامعة للخَت‪ ،‬ادلانعة من الشر‪،‬‬
‫وقد وردت آاثر كثَتة يف أخباره ومواعظو‪ ،‬وقد كان لو كتاب يؤثر عنو يسمى ْتكمة‬
‫لقمان‪ ،‬وضلن نذكر من ذلك ما تيسر إن شاء هللا تعاىل‪ .‬قال اإلمام أزتد‪ :‬حدثنا علي‬
‫بن إسحاق‪ ،‬أنبأان ابن ادلبارك‪ ،‬أنبأان سفيان‪ ،‬أخربين هنيك بن غلمع الضيب‪ ،‬عن قزعة‪،‬‬
‫عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬أخربان رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قال‪:‬‬
‫((إن لقمان احلكيم كان يقول‪ :‬إن هللا إذا استودع شيئاً حفظو))‪.‬‬
‫وقال ابن أيب حامت‪ :‬حدثنا أبو سعيد األش ‪ ،‬حدثنا عيسى بن يونس‪ ،‬عن األوزاعي‪،‬‬
‫عن موسى ابن سليمان‪ ،‬عن القاسم بن سليمرة أن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قال‪:‬‬
‫ٔ‬
‫((قال لقمان البنو وىو يعظو اي بٍت إايك والتقنع فإنو سلوفة ابلليل مذلة ابلنهار))‪.‬‬

‫ٔ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت القرشي الدمشقي‪ .‬كتاب البداية والنهاية‪ٕٓٔٓ.‬م‪ .‬القاىرة – مصر ‪ :‬دار‬
‫ابن اجلوزي ‪ .‬مرجع سابق‪ :‬جزء ٕ‪،‬صٖٖٔ‪.‬‬
‫وقال أيضاً‪ :‬حدثنا أيب‪ ،‬حدثنا عمرو بن عمارة‪ ،‬حدثنا ضمرة‪ ،‬حدثنا السري بن ػلِت‪،‬‬
‫قال لقمان البنو‪ :‬اي بٍت إن احلكمة أجلست ادلساكُت رلالس ادللوك‪.‬‬
‫وحدثنا أيب‪ ،‬حدثنا عبدة بن سليمان‪ ،‬أنبأان ابن ادلبارك‪ ،‬أنبأان عبد الرزتن ادلسعودي‪،‬‬
‫عن عون بن عبد هللا قال‪:‬‬
‫قال لقمان البنو‪ :‬اي بٍت إذا أتيت اندي قوم فأدمهم بسهم اإلسالم ‪ -‬يعٍت السالم ‪ -‬مث‬
‫اجلس بناحيتهم فال تنطق حىت تراىم قد نطقوا‪ ،‬فإن أفاضوا يف ذكر هللا فأجل سهمك‬
‫معهم‪ ،‬وإن أفاضوا يف غَت ذلك فحول عنهم إىل غَتىم‪.‬‬
‫وحدثنا أيب‪ ،‬حدثنا عمرو بن عثمان‪ ،‬حدثنا ضمرة‪ ،‬عن حفص بن عمر‪ ،‬قال‪ :‬وضع‬
‫لقمان جراابً من خردل إىل جانبو‪ ،‬وجعل يعظ ابنو وعظة وؼلرج خردلة‪ ،‬حىت نفد‬
‫اخلردل‪ ،‬فقال‪ :‬اي بٍت لقد وعظتك موعظة لو وعظها جبل تفطر‪ ،‬قال‪ :‬فتفطر ابنو‪.‬‬
‫وقال أبو القاسم الطرباين‪ :‬حدثنا ػلِت بن عبد الباقي ادلصيصي‪ ،‬حدثنا أزتد بن عبد‬
‫الرزتن احلراين‪ ،‬حدثنا عثمان بن عبد الرزتن الطرائفي‪ ،‬عن ابن سفيان ادلقدسي‪ ،‬عن‬
‫خليفة بن سالم‪ ،‬عن عطاء بن أيب رابح‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬صلى‬
‫هللا عليو وسلم ‪: -‬‬
‫((اختذوا السودان فإن ثالثة منهم من أىل اجلنة‪ :‬لقمان احلكيم‪ ،‬والنجاشي‪ ،‬وبالل‬
‫ادلؤذن))‪.‬‬
‫قال الطرباين‪ :‬يعٍت احلبشي‪ ،‬وىذا حديث غريب منكر‪ .‬وقد ذكر لو اإلمام أزتد يف‬
‫كتاب (الزاىد) تررتة ذكر فيها فوائد مهمة رتة‪ ،‬فقال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا سفيان‪،‬‬
‫ْمةَ﴾ قال‪ :‬الفقو‪ ،‬واإلصابة يف غَت نبوة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫عن رجل‪ ،‬عن رلاىد‪َ ﴿ :‬ولََق ْد آتَ ْي نَا لُْق َما َن ا ْحلك َ‬
‫وكذا روي عن وىب بن منبو‪ .‬وحدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن أشعث‪ ،‬عن عكرمة‪،‬‬
‫عن ابن عباس قال‪ :‬كان لقمان عبداً حبشياً‪ .‬وحدثنا أسود‪ ،‬حدثنا زتاد‪ ،‬عن علي بن‬

‫‪23‬‬
‫يزيد‪ ،‬عن سعيد بن ادلسيب أن لقمان كان خياطاً‪ .‬وحدثنا سياد‪ ،‬حدثنا جعفر‪ ،‬حدثنا‬
‫مالك ‪ -‬يعٍت بن دينار ‪ -‬قال‪ :‬قال لقمان البنو‪ :‬اي بٍت اختذ طاعة هللا جتارة‪ ،‬أتتك‬
‫األرابح من غَت بضاعة‪ .‬وحدثنا يزيد‪ ،‬حدثنا أبو األشهب‪ ،‬عن دمحم بن واسع قال‪:‬‬
‫كان لقمان يقول البنو اي بٍت اتق هللا‪ ،‬وال تُري الناس أنك ختشى هللا ليكرموك بذلك‬
‫وقلبك فاجر‪ .‬وحدثنا يزيد بن ىرون ووكيع قاال‪ :‬حدثنا أبو األشهب‪ ،‬عن خالد الربعي‬
‫قال‪ :‬كان لقمان عبداً حبشياً صلاراً فقال لو سيده‪ :‬اذبح يل شاة‪ ،‬فذبح لو شاة فقال‪:‬‬
‫ائتٍت أبطيب مضغتُت فيها فأاته ابللسان والقلب‪ ،‬فقال لو‪ :‬أما كان فيها شيء أطيب‬
‫من ىذين؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬فسكت عنو ما سكت‪ ،‬مث قال لو‪ :‬اذبح يل شاة‪ ،‬فذبح لو‬
‫شاة فقال لو‪ :‬وألق أخبثها مضغتُت فرمى ابللسان والقلب‪ ،‬فقال‪ :‬أمرتك أن أتتيٍت‬
‫أبطيبها مضغتُت فأتيتٍت ابللسان والقلب‪ ،‬وأمرتك أن تلقي أخبثها مضغتُت فألقيت‬
‫اللسان والقلب‪ ،‬فقال لو‪ :‬إنو ليس شيء أطيب منهما إذا طااب‪ ،‬وال أخبث منهما إذا‬
‫خبثا‪ .‬وحدثنا داود بن رشيد‪ ،‬حدثنا ابن ادلبارك‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن أيب عثمان ‪ -‬رجل‬
‫من أىل البصرة يقال لو اجلعد أبو عثمان ‪ -‬قال‪ :‬قال لقمان البنو‪ :‬ال ترغب يف ود‬
‫ٔ‬
‫اجلاىل فَتى أنك ترضى عملو‪ ،‬وال هتاون مبقت احلكيم فيزىده فيك‪.‬‬
‫وحدثنا داود بن أسيد‪ ،‬حدثنا إمساعيل بن عياش‪ ،‬عن ضمضم بن زرعة‪ ،‬عن شريح بن‬
‫عبيد احلضرمي‪ ،‬عن عبد هللا بن زيد قال‪ :‬قال لقمان أال أن يد هللا على أفواه احلكماء‪،‬‬
‫ال يتكلم أحدىم إال ما ىيأ هللا لو‪.‬وحدثنا عبد الرزاق‪ ،‬مسعت بن جري قال‪ :‬كنت أقنّع‬
‫رأسي ابلليل‪ .‬فقال يل عمر‪ :‬أما علمت أن لقمان قال‪ :‬القناع ابلنهار مذلة معذرة‪.‬‬
‫أو قال‪ :‬معجزة ابلليل‪ ،‬فلم تقنع رأسك ابلليل؟‬

‫ٔ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت القرشي الدمشقي‪ .‬كتاب البداية والنهاية‪ٕٓٔٓ.‬م‪ .‬القاىرة – مصر ‪ :‬دار‬
‫ابن اجلوزي ‪ .‬مرجع سابق‪ :‬جزء ٕ‪،‬صٖٗٔ‪.‬‬
‫ٔ‬
‫قال‪ :‬قلت لو‪ :‬إن لقمان مل يكن عليو دين‪.‬‬
‫وحدثٍت حسن بن اجلنيد‪ ،‬حدثنا سفيان‪ ،‬قال لقمان البنو‪ :‬اي بٍت ما ندمت على‬
‫السكوت قط‪ ،‬وإن كان الكالم من فضة فالسكوت من ذىب‪ .‬وحدثنا عبد الصمد‬
‫ووكيع قاال‪ :‬حدثنا أبو األشهب‪ ،‬عن قتادة أن لقمان قال البنو‪ :‬اي بٍت اعتزل الشر‬
‫يعتزلك‪ ،‬فإن الشر للشر خلق‪ .‬وحدثنا أبو معاوية‪ ،‬حدثنا ىشام بن عروة‪ ،‬عن أبيو‬
‫قال‪ :‬مكتوب يف احلكمة اي بٍت إايك والرغب‪ ،‬فإن الرغب كل الرغب يبعد القريب من‬
‫القريب‪ ،‬ويزيل احلكم كما يزيل الطرب‪ .‬اي بٍت إايك وشدة الغضب‪ ،‬فإن شدة الغضب‬
‫ٕ‬
‫شلحقة لفؤاد احلكيم‪.‬‬
‫قال اإلمام أزتد‪ :‬حدثنا عبد الرزتن بن مهدي‪ ،‬حدثنا انفع بن عمر‪ ،‬عن ابن أيب‬
‫مليكة‪ ،‬عن عبيد بن عمَت قال‪ :‬قال لقمان البنو وىو يعظو‪:‬‬
‫اي بٍت اخًت اجملالس على عينك‪ ،‬فإذا رأيت اجمللس يذكر فيو هللا عز وجل فاجلس‬
‫معهم‪ ،‬فإنك إن تك عادلاً ينفعك علمك‪ ،‬وإن تك غبياً يعلموك‪ ،‬وإن يطلع هللا عليهم‬
‫برزتة تصيبك معهم‪ ،‬اي بٍت ال جتلس يف اجمللس الذي ال يذكر هللا فيو‪ ،‬فإنك إن تك‬
‫عادلاً ال ينفعك علمك‪ ،‬وإن تك غبياً يزيدوك غبياً‪ ،‬وإن يطلع هللا إليهم بعد ذلك‬
‫بسخط يصيبك معهم‬
‫اي بٍت ال تغبطوا أمراء رحب الذراعُت‪ ،‬يسفك دماء ادلؤمنُت‪ ،‬فإن لو عند هللا قاتالً ال‬
‫ٖ‬
‫ؽلوت‪.‬‬

‫ٔ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت القرشي الدمشقي‪ .‬كتاب البداية والنهاية‪ٕٓٔٓ.‬م‪ .‬القاىرة – مصر ‪ :‬دار‬
‫ابن اجلوزي ‪ .‬مرجع سابق‪ :‬جزء ٕ‪،‬صٖٗٔ‪.‬‬
‫ٕ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت القرشي الدمشقي‪ .‬كتاب البداية والنهاية‪ٕٓٔٓ.‬م‪ .‬القاىرة – مصر ‪ :‬دار‬
‫ابن اجلوزي ‪ .‬مرجع سابق‪ :‬جزء ٕ‪،‬صٖٗٔ‪.‬‬
‫ٖ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت القرشي الدمشقي‪ .‬كتاب البداية والنهاية‪ٕٓٔٓ.‬م‪ .‬القاىرة – مصر ‪ :‬دار‬
‫ابن اجلوزي ‪ .‬مرجع سابق‪ :‬جزء ٕ‪،‬صٖٗٔ‪.ٖٔ٘-‬‬

‫‪25‬‬
‫وحدثنا أبو معاوية‪ ،‬حدثنا ىشام بن عروة‪ ،‬عن أبيو قال‪ :‬مكتوب يف احلكمة‪ :‬بٍت‬
‫لتكن كلمتك طيبة‪ ،‬وليكن وجهك بسطاً‪ ،‬تكن أحب إىل الناس شلن يعطيهم العطاء‪.‬‬
‫وقال‪ :‬مكتوب يف احلكمة أو يف التوراة‪ :‬الرفق رأس احلكمة‪.‬‬
‫وقال‪ :‬مكتوب يف التوراة‪ :‬كما تَرزتون تُرزتون‪.‬‬
‫وقال‪ :‬مكتوب يف احلكمة‪ :‬كما تزرعون حتصدون‪.‬‬
‫وقال‪ :‬مكتوب يف احلكمة‪ :‬أحب خليلك وخليل أبيك‪.‬‬
‫وحدثنا عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن أيوب‪ ،‬عن أيب قالبة قال‪ :‬قيل للقمان أي الناس‬
‫أصرب؟‬
‫قال‪ :‬صرب ال يتبعو أذى‪.‬‬
‫قيل‪ :‬فأي الناس أعلم؟‬
‫قال‪ :‬من ازداد من علم الناس إىل علمو‪.‬‬
‫قيل‪ :‬فأي الناس خَت؟‬
‫قال‪ :‬الغٍت‪.‬‬
‫قيل‪ :‬الغٍت من ادلال؟‬
‫قال‪ :‬ال‪ ،‬ولكن الغٍت الذي إذا التمس عنده خَت وجد‪ ،‬وإال أغٌت نفسو عن الناس‪.‬‬
‫وحدثنا سفيان ‪ -‬ىو ابن عيينة ‪ -‬قال‪ :‬قيل للقمان‪ :‬أي الناس شر؟ قال‪ :‬الذي ال‬
‫ٔ‬
‫يبايل أن يراه الناس مسيئاً‪.‬‬
‫وحدثنا أبو الصمد‪ ،‬عن مالك بن دينار قال‪ :‬وجدت يف بعض احلكمة يبدد هللا عظام‬
‫الذين يتكلمون أبىواء الناس‪ ،‬ووجدت فيها ال خَت لك يف أن تعلم ما مل تعلم‪ ،‬ودلا‬

‫ٔ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت القرشي الدمشقي‪ .‬كتاب البداية والنهاية‪ٕٓٔٓ.‬م‪ .‬القاىرة – مصر ‪ :‬دار‬
‫ابن اجلوزي ‪ .‬مرجع سابق‪ :‬جزء ٕ‪،‬صٖ٘ٔ‪.‬‬
‫تعمل مبا قد علمت‪ ،‬فإن مثل ذلك مثل رجل احتطب حطباً فحزم حزمة‪ ،‬مث ذىب‬
‫ػلملها فعجز عنها فضم إليو أخرى‪ .‬وقال عبد هللا بن أزتد‪ :‬حدثنا احلكم بن أيب زىَت‬
‫وىو ‪ -‬احلكم بن موسى ‪ -‬حدثنا الفرج بن فضالة‪ ،‬عن أيب سعيد قال‪ :‬قال لقمان‬
‫ٔ‬
‫البنو‪ :‬اي بٍت ال أيكل طعامك إال األتقياء‪ ،‬وشاور يف أمرك العلماء‪.‬‬

‫ٕ‪.‬املبحث الثاين ‪ :‬اآلايت اليت تذم العقوق الوالدين ‪.‬‬


‫ٔ‪ ٕ.‬منع دخول إل اْلنة سبب عقوق الوالدين ولو تقل " ٍ‬
‫أف " َلما‪.‬‬

‫‪                ‬‬ ‫﴿‬

‫‪                ‬‬

‫﴾سورة اإلسراء‪ :‬أية ٖٕ‪. ٕٗ-‬‬ ‫‪      ‬‬

‫وقولو ‪ ﴾          ﴿ :‬أي ال‬

‫تسمعهما قوالً سيئاً خىت وال أتفيف الذي ىو أدىن مراتب القول السيئ ‪﴾ ﴿ :‬‬

‫‪‬‬ ‫أي وال يصدر منك إليهما فعل قبيح‪ ،‬كما قال عطاء بن أيب رابح يف قولو ‪﴿ :‬‬

‫‪﴾ ‬أي ال تنفض َّن يدك عليهما ‪ ،‬ودلا هناه عن القول القبيح والفعل القبيح‪ ،‬أمره‬

‫ٔ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت القرشي الدمشقي‪ .‬كتاب البداية والنهاية‪ٕٓٔٓ.‬م‪ .‬القاىرة – مصر ‪ :‬دار‬
‫ابن اجلوزي ‪ .‬مرجع سابق‪:‬جزء ٕ‪،‬صٖ٘ٔ‪.ٖٔٙ-‬‬

‫‪24‬‬
‫﴾ أي ليناً طيباً‬ ‫‪   ‬‬ ‫ابلقول احلسن والفعل احلسن ‪ ،‬فقال ‪﴿ :‬‬

‫حسناً بتأدب وتوقَت وتعظيم‪ ﴾      ﴿،‬أي تواضع‬

‫‪  ‬‬ ‫ذلما بفعلك ‪﴾  ﴿ :‬أي يف كرب علا وعند وفاهتما‪﴿،‬‬
‫﴾‪.‬‬

‫‪      ‬‬ ‫قال ابن عباس ‪ :‬مث أنزل هللا ‪﴿ :‬‬

‫‪ ﴾     ‬سورة التوبة ‪ :‬أية ٖٔٔ‪ .‬وقد جاء يف بر الوالدين‬
‫من احلديث ادلروي من طرق عن أنس وغَته أن النيب ملسو هيلع هللا ىلص دلا صعد ادلنرب قال ‪ (( :‬آمُت‬
‫آمُت آمُت )) قيل اي رسول هللا عالم أمنت؟ قال ‪ (( :‬أاتين جربيل فقال ‪ :‬اي دمحم رغم أنف‬
‫امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك‪ ،‬قل ‪ :‬آمُت‪ ،‬فقلت آمُت ‪ ،‬مث قال رغن أنف امرئ‬
‫دخل عليو شهر رمضان مث خرج فلم يففر لو‪ ،‬قل‪ :‬آمُت‪ ،‬فقلت آمُت‪ ،‬مث رغن أنف امرئ‬
‫ٔ‬
‫أدرك والديو أو أحدعلا فلم يدخاله اجلنة‪ ،‬قل‪ :‬آمُت‪ ،‬فقلت آمُت ))‪.‬‬

‫ٕ‪ ٕ.‬قصة ابن نوح عليو السالم وىو عنيد لن يتبع أبيو يف السفينة ‪.‬‬
‫ك إَِّال َم ْن قَ ْد َآم َن فَ َال‬ ‫وح أَنَّوُ لَ ْن يُ ْؤِم َن ِم ْن قَ ْوِم َ‬ ‫وقال تعاىل يف سورة ىود‪ * ﴿ :‬وأ ِ‬
‫ُوح َي إِ َىل نُ ٍ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫تَب تئِس ِمبَا َكانُوا ي ْفعلُو َن * واصنَ ِع الْ ُفْل َ ِ ِ‬
‫ين ظَلَ ُموا إِنَّ ُه ْم ُم ْغَرقُو َن * َويَ ْ‬
‫صنَ ُع‬ ‫ِ‬
‫ك أب َْعيُننَا َوَو ْحينَا َوَال ُختَاطْب ٍِت يف الذ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ‬ ‫َْ ْ‬
‫ك َوُكلَّ َما َمَّر َعلَْي ِو َم ََلٌ ِم ْن قَ ْوِم ِو َس ِخ ُروا ِمْنوُ قَ َال إِ ْن تَ ْس َخ ُروا ِمنَّا فَِإ َّان نَ ْس َخ ُر ِمْن ُك ْم َك َما تَ ْس َخ ُرو َن *‬‫الْ ُفْل َ‬
‫ف تَعلَمو َن من أيْتِ ِيو ع َذاب ُؼلْ ِز ِيو وَِػل رل علَي ِو ع َذاب م ِقيم * ح َّىت إِ َذا جاء أَمرَان وفَار التَّ نرور قُْلنَا ِْ‬
‫ازت ْل‬ ‫َ َ ُْ َ َ ُ‬ ‫َ َْ َ ٌ ُ ٌ َ‬ ‫فَ َس ْو َ ْ ُ َ ْ َ َ ٌ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فِ َيها ِم ْن ُك ٍل َزْو َج ْ ِ‬
‫يل * َوقَ َال ْارَكبُوا‬ ‫آم َن َم َعوُ إ َّال قَل ٌ‬ ‫آم َن َوَما َ‬ ‫ك إَِّال َم ْن َسبَ َق َعلَْيو الْ َق ْو ُل َوَم ْن َ‬ ‫ُت اثْنَ ْ ِ‬
‫ُت َوأ َْىلَ َ‬ ‫ّ‬
‫ٔ‬
‫اللِ َْرلراىا ومرساىا إِ َّن رِيب لَغَ ُفور رِحيم * وِىي َْجت ِري هبِِم ِيف مو ٍج َك ِْ ِ‬ ‫ِ‬
‫وح ابْ نَوُ َوَكا َن‬ ‫اجلبَال َوَان َدى نُ ٌ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ٌَ ٌ َ َ‬ ‫ف َيها بِ ْس ِم َّ َ َ َ ُ ْ َ َ َ ّ‬
‫ص ُم ٍِت ِم َن الْ َم ِاء قَ َال َال‬ ‫ن ارَكب معنَا وَال تَ ُكن مع الْ َكافِ ِرين * قَ َال سآ ِوي إِ َىل جب ٍل ي ع ِ‬
‫ََ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ََ‬
‫ٍ‬
‫ِيف َم ْع ِزل َايبُ ََّ ْ ْ َ َ َ‬
‫ض ابْلَعِي َماء ِك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اصم الْي وم ِمن أَم ِر َِّ‬ ‫ِ‬
‫يل َايأ َْر ُ‬‫ُت * َوق َ‬ ‫الل إَِّال َم ْن َرح َم َو َح َال بَْي نَ ُه َما الْ َم ْو ُج فَ َكا َن م َن الْ ُم ْغَرق َ‬ ‫َع َ َ ْ َ ْ ْ‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫ود ِ ِ‬ ‫ضي ْاألَمر واست وت عَلى ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫وح‬
‫ُت * َو َان َدى نُ ٌ‬ ‫يل بُ ْع ًدا لْل َق ْوم الظَّالم َ‬ ‫ي َوق َ‬‫اجلُ ّ‬ ‫يض الْ َماءُ َوقُ َ ْ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫َوَاي َمسَاءُ أَقْلعي َوغ َ‬
‫ك‬‫س ِم ْن أ َْىلِ َ‬ ‫ال َاينُ ُ ِ‬
‫وح إنَّوُ لَْي َ‬ ‫ُت * قَ َ‬ ‫احل رق وأَنْت أَح َكم ْ ِ ِ‬
‫احلَاكم َ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ب إ َّن ابٍِْت م ْن أ َْىلي َوإ َّن َو ْع َد َك َْ َ َ ْ ُ‬
‫ربَّوُ فَ َق َال ر ِّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫إِنَّو عمل غَي ر صالِ ٍح فَ َال تَسأَلْ ِن ما لَيس لَك بِِو ِعْلم إِِين أَ ِعظُك أَ ْن تَ ُكو َن ِمن ْ ِ ِ‬
‫ب إِِّين‬ ‫ُت * قَ َال َر ِّ‬ ‫اجلَاىل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ّ‬ ‫ْ َ ْ َ َ‬ ‫ُ ََ ٌ ُْ َ‬
‫اس ِر ِ‬ ‫ك ما لَيس ِيل بِِو ِعْلم وإَِّال تَ ْغ ِفر ِيل وتَر َزت ٍِت أَ ُكن ِمن ْ ِ‬
‫وح ْاىبِ ْط‬
‫يل َاينُ ُ‬ ‫ين * ق َ‬ ‫اخلَ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ َْْ‬ ‫ٌَ‬ ‫َسأَلَ َ َ ْ َ‬ ‫َعوذُ بِ َ‬
‫ك أَ ْن أ ْ‬ ‫أُ‬
‫ك ِم ْن أَنْبَ ِاء‬ ‫ات علَيك وعلَى أُم ٍم ِشلَّن معك وأُمم سنمتِعهم ُمثَّ َؽل رسهم ِمنَّا ع َذ ِ‬
‫يم * تِْل َ‬ ‫اب أَل ٌ‬‫بِ َس َالٍم منَّا َوبََرَك َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ٌ َ ُ َ ّ ُ ُ ْ َ ُ ْ َ ٌ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ك ما ُكْنت تَعلَمها أَنْت وَال قَوم َ ِ‬ ‫الْغَْي ِ ِ ِ‬
‫ُت ﴾ىود‪:‬‬ ‫اصِ ْرب إِ َّن الْ َعاقبَةَ لْل ُمتَّق َ‬
‫ك م ْن قَْب ِل َى َذا فَ ْ‬ ‫ب نُوح َيها إلَْي َ َ َ ْ ُ َ َ َ ْ ُ‬
‫‪ٜٗ-ٖٙ‬‬

‫وقولو ﴿ َوأ َْىلَ َك إَِّال َم ْن َسبَ َق َعلَْي ِو الْ َق ْو ُل ﴾ أي‪:‬وازتل فيها أىلك وىم أىل بيتو وقرابتو إال من‬
‫سبق عليو القول منهم شلن مل يؤمن اب﵁ فكان منهم ابنو ايم الذي انعزل وحده وامراة نوح‬
‫ٔ‬
‫وكانت كافرة اب﵁ ورسولو ‪.‬‬
‫آم َن ﴾ أي‪ :‬وازتل فيها من آمن بك من أمتك‬ ‫﴿ َوَم ْن َ‬
‫ِ ِ‬
‫آم َن َم َعوُ إ َّال قَل ٌ‬
‫يل ﴾ ىذا مع طول ادلدة وادلقام بُت أظهرىم‪ ،‬ودعوهتم‬ ‫قال هللا تعاىل‪َ ﴿ :‬وَما َ‬
‫وهنارا بضروب ادلقال‪ ،‬وفنون التلطفات‪ ،‬والتهديد والوعيد اترة‪ ،‬والًتغيب والوعد‬
‫ليال ً‬‫األكيدة‪ً ،‬‬
‫أخرى‪ .‬وقد اختلف العلماء يف عدة من كان معو يف السفينة؛ فعن ابن عباس كانوا ذتانُت‬
‫نفسا‪ .‬وقيل‪ :‬كانوا عشرة‪.‬‬
‫نفسا معهم نساؤىم‪ .‬وعن كعب األحبار كانوا اثنُت وسبعُت ً‬
‫ً‬

‫ٔ ‪.‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت الدمشقي ‪.‬تفسَت القران الكرًن ‪ .‬الطبعة العاشرة ‪ٕٕٓٔ .‬م ‪.‬القاىرة – مصر‬
‫‪ :‬ادلكتبة التوفيقية‪.‬مرجع سابق‪ .‬جلد ٕ ‪ ،‬ص ‪. ٔٛٛ‬‬

‫‪20‬‬
‫نوحا وبنيو الثالثة‪ ،‬وكنائنتو األربع‪ ،‬ابمرأة ايم‪ ،‬الذي اطلزل‪ ،‬وانعزل‪ ،‬وسلل عن‬
‫وقيل‪ :‬إظلا كانوا ً‬
‫طريق النجاة‪ ،‬فما عدل إذ عدل‪ .‬وىذا القول فيو سلالفة لظاىر اآلية‪ ،‬بل ىي نص يف أنو قد‬
‫ركب معو غَت أىلو‪ ،‬طائفة شلن آمن بؤ‪.‬‬
‫كما قال‪َ ﴿ :‬وََِنِّن َوَم ْن َم ِع َي ِم َن ال ُْم ْؤِمنِ َني ﴾ [الشعراء‪. ]ٔٔٛ :‬‬
‫ٕ‬

‫وقيل‪ :‬كانوا سبعة‪ .‬وأما امرأة نوح‪ ،‬وىي أم أوالده كلهم وىم‪ :‬حام‪ ،‬وسام‪ ،‬وايفث‪ ،‬وايم‪،‬‬
‫وتسميو أىل الكتاب‪ :‬كنعان‪ ،‬وىو الذي قد غرق‪ ،‬وعابر‪ ،‬وقد ماتت قبل الطوفان‪.‬‬
‫قيل‪ :‬إهنا غرقت مع من غرق‪ ،‬وكانت شلن سبق عليو القول لكفرىا‪ ،‬وعند أىل الكتاب أهنا‬
‫كانت يف السفينة‪ ،‬فيحتمل أهنا كفرت بعد ذلك‪ ،‬أو أهنا أنظرت ليوم القيامة‪ ،‬والظاىر األول‪.‬‬

‫ال َسآ ِوي إِ َل َجبَ ٍل‬ ‫ِ‬ ‫وح ابْ نَوُ َوَكا َن ِيف َم ْع ِزٍل َايبُ ََّ‬
‫ين * قَ َ‬ ‫ب َم َعنَا َوَال تَ ُك ْن َم َع الْ َكاف ِر َ‬‫ن ْارَك ْ‬ ‫﴿ َوَان َدى نُ ٌ‬
‫ج فَ َكا َن ِم َن‬ ‫اّلل إِ َّال َم ْن َرِح َم َو َح َ‬
‫ال بَ ْي نَ ُه َما ال َْم ْو ُ‬
‫اصم الْي وم ِمن أَم ِر َِّ‬
‫ال َال َع ِ َ َ ْ َ ْ ْ‬ ‫ص ُم ِن ِم َن ال َْم ِاء قَ َ‬
‫ي ْع ِ‬
‫َ‬
‫ال ُْمغْ َرِق َني ﴾ [ىود‪. ]ٖٗ - ٕٗ :‬‬

‫وىذا االبن ىو‪ :‬ايم أخو سام‪ ،‬وحام‪ ،‬وايفث‪ .‬وقيل امسو كنعان‪.‬‬
‫عمال غَت صاحل‪ ،‬فخالف أابه يف دينو ومذىبو‪ ،‬فهلك مع من ىلك‪.‬‬
‫كافرا عمل ً‬
‫وكان ً‬
‫ىذا وقد صلا مع أبيو‪ ،‬األجانب يف النسب‪ ،‬دلا كانوا موافقُت يف الدين وادلذىبٖ‪.‬‬

‫ٔ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت القرشي الدمشقي‪ .‬كتاب البداية والنهاية‪ٕٓٔٓ.‬م‪ .‬القاىرة – مصر ‪ :‬دار‬
‫ابن اجلوزي ‪ .‬مرجع سابق ‪.‬جلد ٔ‪ ،‬جزء ٔ‪،‬ص‪.ٔٔٙ‬‬
‫ٕ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت القرشي الدمشقي‪ .‬كتاب البداية والنهاية‪ٕٓٔٓ.‬م‪ .‬القاىرة – مصر ‪ :‬دار‬
‫ابن اجلوزي ‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬جلد ٔ‪ ،‬جزء ٔ‪،‬ص‪.ٔٔٙ‬‬
‫ٖ ‪ .‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت القرشي الدمشقي‪ .‬كتاب البداية والنهاية‪ٕٓٔٓ.‬م‪ .‬القاىرة – مصر ‪ :‬دار‬
‫ابن اجلوزي ‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬جلد ٔ‪ ،‬جزء ٔ‪،‬ص‪.ٔٔٙ‬‬
‫ٖ‪ ٕ.‬ىل العاق إذا مات شهيدا يدخل اْلنة ؟‬
‫اب ا ْْلَن َِّة أَن‬ ‫ِِ‬ ‫﴿ وبينهما ِحجاب ۚ و َعلَى ْاألَ ْعر ِ‬
‫َص َح َ‬
‫اى ْم ۚ َوَان َد ْوا أ ْ‬ ‫ال يَ ْع ِرفُو َن ُك ًّال بس َ‬
‫يم ُ‬ ‫اف ِر َج ٌ‬‫َ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫ََ‬
‫وىا َو ُى ْم يَط َْم ُعو َن (‪﴾ ۞ )ٗٙ‬‬ ‫َس َال ٌم َعلَْي ُك ْم ۚ َلْ يَ ْد ُخلُ َ‬
‫عن سعيد بن سلمة عن أيب احلسام ‪ ،‬عن دمحم بن ادلنكدر عن رجل من مزينة قال ‪ :‬سئل‬
‫رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص عن أصحاب األعراف ‪ ،‬فقال ‪ (( :‬إهنم قوم خرجوا عصاة بغَت إذن آابئهم ‪،‬‬
‫فقتلوا يف سبيل هللا)) ‪ ،‬وقال سعيد بن منصور ‪ :‬حدثنا أبو معشر ‪ ،‬حدثنا ػلِت بن شبل ‪ ،‬عن‬
‫ػلِت بن عبد الرزتن ادلدين عن أبيو قال ‪ :‬سئل رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص عن أصحاب األعراف قال ‪:‬‬
‫(( ىم انس قتلوا يف سبيل هللا مبعصية آابئهم ‪ ،‬فمنعهم من دخول اجلنة معصية آابئهم ومنعهم‬
‫النار قتلهم يف سبيل هللا)) ‪ ،‬وقال ابن جرير ‪ :‬حدثٍت يعقوب ‪ ،‬حدثنا ىشيم ‪ ،‬أخربان حصُت‬
‫‪ ،‬عن الشعيب ‪ ،‬عن حذيفة; أنو سئل عن أصحاب األعراف ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال ‪(( :‬ىم قوم‬
‫استوت حسناهتم وسيئاهتم ‪ ،‬فقعدت هبم سيئاهتم عن اجلنة ‪ ،‬وخلفت هبم حسناهتم عن النار ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فوقفوا ىناك على السور حىت يقضي هللا فيهم))ٔ‪.‬‬

‫ٔ ‪.‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت الدمشقي ‪.‬تفسَت القران الكرًن ‪ .‬الطبعة العاشرة ‪ٕٕٓٔ .‬م ‪.‬القاىرة – مصر‬
‫‪ :‬ادلكتبة التوفيقية‪ .‬جٕ ‪ .‬ص ‪. ٕ٘ٛ‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫(بر الوالدين في السنة النبوية)‬

‫وفيه مبحثان‪- :‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬األحاديث التي تحث على بر الوالدين‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬األحاديث التي تذم عقوق الوالدين‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫املبحث االول ‪ :‬األحاديث اليت حتث على بر الوالدين‬

‫ٔ‪ .‬ومن مثرات بر الوالدين‬

‫ٔ‪ ٔ.‬بر الوالدين من أحب األعمال إل هللا ‪:‬‬


‫عن أيب ذر هنع هللا يضر أنو سأل النيب ملسو هيلع هللا ىلص أي ‪ :‬العمل أفضل ؟ قال ‪ (( :‬اإلؽلان اب﵁ واجلهاد يف‬
‫سبيلو )) ‪ .‬عن ابن مسعود‪ -‬رضي هللا عنو‪ -‬قال سألت رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليو‬
‫وسلم‪ -‬أي العمل أحب إىل هللا ؟ قال‪ (( :‬الصالة على وقتها ‪ ،‬قلت مث أي ؟ قال بر‬
‫ٔ‬
‫الوالدين ‪ ،‬قلت مث أي ؟ قال اجلهاد يف سبيل هللا )) متفق عليو ‪.‬‬
‫ٕ‪ ٔ.‬رضا هللا يف رضا الوالدين ‪:‬‬
‫عن عبد هللا بن عمرو ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬قال ‪ :‬قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ‪ (( :‬رضا هللا يف رضا‬
‫ٕ‬
‫ذالوالد ‪ ،‬وسخط هللا يف سخط الوالد )) ‪.‬حسن رواه الًتمذي ‪.‬‬
‫ٖ‪ ٔ.‬الوالدان أحق الناس ابملعاملة احلسنة ‪:‬‬
‫أيب ىريرة هنع هللا يضر قال‪ :‬قال رجل ‪ :‬اي رسول هللا ‪ ،‬من أحق الناس ْتسن صحبيت ؟ قال ‪(( :‬‬
‫أمك ‪ ،‬قال ‪ :‬مث من ؟ قال ‪ (( :‬أمك )) قال ‪ :‬مث من ؟ قال ‪ (( :‬أمك )) قال ‪ :‬مث من ؟‬
‫ٔ‬
‫قال ‪ (( :‬أبوك )) البخاري ومسلم ‪.‬‬

‫‪ . 1‬امام أبً زكرٌا ٌحٌى بن شرف النووي‪2442 .‬م‪ .‬شرح رٌاض الصالحٌن لدمحم صالح العثٌمبن‪.‬مرجع‬
‫سابك ج‪ . 1‬ص ‪. 355‬‬
‫‪ . 2‬ابرهٌم محمود‪ .‬موالف الصالحٌن للبنات والبنٌن‪ .‬مرجع سابك ص ‪. 122‬‬

‫‪33‬‬
‫وقد جعل النيب ‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪ (( :-‬ثالثة أرابع الرب والطاعة لَلم ‪ ،‬والربع‬
‫لَلب)) ‪ ،‬وكان اإلمام احلسن ‪-‬رضي هللا عنو‪ -‬يقول ‪ :‬ثلثا الرب والطاعة لَلم ‪ ،‬والثالث‬
‫ٕ‬
‫لَلب ‪.‬‬
‫ٗ‪ ٔ.‬رضا الوالدين جيعل لك اببني مفتوحني من اْلنة ‪:‬‬
‫وعن زيد بن أرقم قال مسعت رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪ (( : -‬من أصبح مطيعا‬
‫﵁ يف والديو أصبح لو ابابن مفتوحتان من اجلنة ‪ ،‬فإن كان واحدا فواحد ‪ ،‬ومن أمسى‬
‫عاصيا ﵁ تعاىل يف والديو أمسى لو ابابن مفتوحان من النار ‪ ،‬وإن كان واحدا فواحد‬
‫ٖ‬
‫)) ‪.‬‬
‫ويف رواية (( من أصبح والداه راضيُت عنو أصبح ولو ابابن مفتوحان من اجلنة ‪ ،‬ومن‬
‫أصبحا ساخطان عليو أصبح لو ابابن مفتوحان من النار ‪ ،‬وإن كان واحدا فواحد قيل‬
‫ٗ‬
‫‪ :‬وإن ظلماه ؟ قال ‪ :‬وإن ظلماه ‪ ،‬وإن ظلماه ‪ ،‬وإن ظلماه )) ‪.‬‬

‫٘‪ ٔ.‬بر الوالدين أفضل من اْلهاد ‪:‬‬


‫وعن أيب سعيد ‪-‬رضي هللا عنو‪ -‬أن رجال من أىل اليمن ىاجر إىل رسول هللا ‪-‬صلى‬
‫هللا عليو وسلم‪ -‬فقال ‪ (( :‬ىل لك أحد من ابليمن )) قال ‪ :‬أبوي ‪ :‬قال ‪ (( :‬أذان‬
‫لك؟ )) قال ‪ :‬ال ‪ .‬قال ‪ (( :‬فارجع إليهما ‪ ،‬فاستأذهنما ‪ ،‬فإن أذان لك فجاىد ‪،‬‬
‫وإال فربعلا ))‪.‬‬

‫ٔ ‪ .‬لالمام احلفظ أيب بكر أزتد بن احلسُت البيهقي‪ .‬األداب‪.‬الطبعة األوىل‪ ٜٔٛٛ .‬م‪ .‬بَتوت – لبنان ‪ :‬مؤسسة الكتب الثقافية‪.‬‬
‫ص‪.ٙ‬‬
‫ٕ ‪ .‬لالمام اخلافظ أيب بكر دمحم بن الوليد بن خلف القرشي لطرطوشي‪ .‬بر الوالدين ‪ .‬ص ٖٗ ‪.‬‬
‫ٖ ‪ .‬حافظ اإلمام رتال الدين أيب الفرج عبد الرزتن ابن اجلوزي البغدادي ‪ .‬مرجع سابق ص ‪. ٜ٘‬‬
‫ٗ ‪ .‬حافظ اإلمام رتال الدين أيب الفرج عبد الرزتن ابن اجلوزي البغدادي ‪ .‬مرجع سابق ص ‪. ٜ٘‬‬
‫عن عبد هللا بن عمرو ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬جاء رجل إىل النيب ‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪-‬‬
‫فاستأذن يف اجلهاد ‪ ،‬فقال‪ (( :‬أحي والداك؟)) قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال‪ (( :‬فيهما فجاىد))‬
‫ٔ‬
‫مسلم ‪.‬‬
‫‪ٔ.ٙ‬إذا كنت ابرا فأنت حاج ومعتمر وجماىد ‪:‬‬

‫عن أنس ‪-‬رضي هللا عنو‪ -‬قال ‪ :‬أتى رجل إىل النيب ‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪ -‬فقال ‪:‬‬
‫((إين أشتهي اجلهاد وال أقدر عليو)) فقال ‪ (( :‬ىل بقى من والديك أحد ؟)) قال ‪:‬‬
‫(( أمي)) ‪ ،‬فقال‪ (( :‬قابل هللا يف برىا ‪ ،‬فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ورلاىد‬
‫))‪ .‬الطرباين يف األوسط‪ ٕ.‬و خرجو أبو يعلى والطربين يف الصغَت وألوسط ‪ (( :‬فاتق‬
‫هللا فيها ‪ ،‬فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ورلاىد فإذا دعتك أمك فاتق هللا وبرىا‬
‫)) ٖ وادلراد حصول ثواب احل النافلة ال الفريضة‪.‬‬
‫‪ٔ.ٚ‬اْلنة عند رجل األم ‪:‬‬
‫ويف رواية حتت أرجل الوالدين ‪ :‬عن معاوية بن جاعلة أن جاعلة جاء إىل النيب ‪-‬صلى‬
‫هللا عليو وسلم‪ -‬فقال ‪(( :‬اي رسول هللا ‪ ،‬أردت أغزو‪ ،‬وقد جئت أستشَتك)) فقال‪:‬‬
‫(( ىل لك من أم ؟)) قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال (( فالزمها ‪ ،‬فإن اجلنة حتت رجليها)) ‪،‬‬
‫النسائي وابن ماجة‪ ٗ.‬ولفظ الطرباين‪(( :‬ألك والدان؟)) قلت‪ :‬نعم‪ .‬قال‪(( :‬الزمهما؛‬
‫أرجلِهما)) ‪.‬قال الطييب ‪-‬رزتو هللا تعاىل‪ -‬قول النيب ‪-‬صلى هللا عليو‬
‫فإن اجلنة حتت ُ‬

‫ٔ ‪ .‬ابرىيم زلمود‪ .‬مواقف الصاحلُت للبنات والبنُت‪ .‬مرجع سابق ص ‪.ٔٔٚ‬‬


‫ٕ ‪ .‬حافظ اإلمام رتال الدين أيب الفرج عبد الرزتن ابن اجلوزي البغدادي ‪ .‬مرجع سابق ص ‪.ٗٙ‬‬
‫ٖ ‪ .‬لالمام اخلافظ أيب بكر دمحم بن الوليد بن خلف القرشي لطرطوشي‪ .‬بر الوالدين‪ .‬مرجع سابق ‪ :‬ص ٗ٘‪.‬‬
‫ٗ ‪ .‬ابرىيم زلمود‪ .‬مواقف الصاحلُت للبنات والبنُت‪ .‬مرجع سابق ص ‪.ٔٔٚ‬‬

‫‪35‬‬
‫وسلم‪ (( : -‬حتت أرجلهما ))ٔ ىو كناية عن غاية اخلضوع وهناية التذلل من الرزتة‬
‫))وقل رب ارزتهما كما ربياين صغَتا (( اإلسراء‪:‬أيةٕٗ ‪.‬‬

‫‪ ٔ.ٛ‬إن هللا يغفر للبار وإن عمل ما شاء ‪:‬‬

‫عن عائشة ‪-‬رضي هللا عنها‪ -‬قالت ‪ :‬قال النيب ‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪(( : -‬يقال‬
‫للعاق‪ :‬اعمل ما شئت ‪ ،‬فإين ال أغفر لك ‪ ،‬ويقال للبار‪ :‬اعمل ما شئت فإين أغفر‬
‫لك )) أبو نعيم يف احللية ‪.‬‬

‫وعن علي رضي هللا عنو أن رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪ -‬قال ‪(( :‬لو علم هللا من‬
‫العقوق شيئا أردأ من ‪(( :‬أف)) لذكره ‪،‬فليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار‬
‫ٕ‬
‫‪ ،‬وليعمل العاق ما شاء فلن يدخل اجلنة )) قرطيب ‪.‬‬

‫‪ ٔ.ٜ‬بر الوالدين يطيل العمر ويوسع الرزق ‪:‬‬

‫قال النيب ‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪ (( :-‬من سره أن ؽلد لو يف عمره ويزاد يف رزقو فليرب‬
‫ٖ‬
‫والديو وليصل رزتو )) أزتد ‪.‬‬

‫وقال النيب ‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪ (( : -‬من أحب أن يبسط لو يف رزقو ‪ ،‬وينسأ لو يف‬
‫أثره ‪ ،‬فليصل رزتو )) و ينسأ لو يف أثره أي يؤخر لو يف أجلو وعمره ‪ ٗ،‬قال أحد‬
‫﴿‪  ‬‬ ‫الصاحلُت ‪ :‬بر الوالدين شكرا ﵁ تعاىل ألن هللا عز وجل قال ‪: :‬‬
‫﴾سورة لقمان ‪:‬أية ٗٔ‪ .‬فإذا برعلا فقد شكرعلا ‪ ،‬ومن شكرعلا‬ ‫‪  ‬‬

‫ٔ ‪.‬د‪ .‬سعيد بن علي بن وىف القحطاين‪ .‬بر الوالدين‪ .‬مطبعة سفَت‪ ،‬الرايض‪.‬ص ٕٔ‪.ٖٔ-‬‬
‫ٕ ‪.‬لال مام اخلافظ أيب بكر دمحم بن الوليد بن خلف القرشي لطرطوشي‪ .‬بر الوالدين‪ .‬مرجع سابق ‪ :‬ص ٗ٘‪.‬‬
‫ٖ ‪ .‬ابرىيم زلمود‪.‬مواقف الصاحلُت للبنات والبنُت ‪ .‬مرجع سابق ‪ :‬ص ٕٔٔ ‪.‬‬
‫ٗ ‪ .‬لال مام اخلافظ أيب بكر دمحم بن الوليد بن خلف القرشي لطرطوشي‪ .‬بر الوالدين‪ .‬مرجع سابق ‪ :‬ص ‪. ٗٚ‬‬
‫فقد شكر هللا تعاىل ‪ .‬وقد قال هللا عز وجل ‪ ﴾ ..    ﴿ :‬سورة‬
‫إبراىيم ‪ :‬أية ‪ . ٚ‬فهو سبحانو وتعاىل يتفضل ابلزايدة للشاكرين يف الرزق وغَته وروى‬
‫القدر‬
‫عبد هللا بن أيب اجلعد قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ‪ (( :‬ال يزيد يف العمر إال الرب ‪ ،‬وال يَُررد َ‬
‫إال الدعاء )) ٔ ‪ ،‬وقال ابن قتيبة ‪ :‬أن الزايدة يف العمر تكون على وجهُتٕ ‪:‬‬
‫‪ -‬أحدمها – سعة احلال والزايدة يف الرزق ‪ ،‬وعافية البدن ‪ ،‬وتنعيم البال‪.‬‬
‫‪ -‬الثاين – أن هللا تعاىل يكتب أجل عبده مائة سنة وغلعل بنيتو وتركيبو وىنيئو لتعمَت‬
‫ذتانُت سنة‪ .‬فإذا وصل رزتو زاد هللا تعاىل يف ذلك الًتكيب‪ ، ،‬ويف تلك البنية‪،‬‬
‫ووصل ذلك النقص ‪ ،‬فعاش عشرين أخرى حىت يبلغ ادلائة‪ ،‬وىو األجل الذي ال‬
‫متأخر عنو وال مستقدم ‪.‬‬
‫ٓٔ‪ ٔ.‬النظر إل الوالدين عبادة ‪:‬‬

‫ابر ينظر إىل والديو نظرة رزتة إال‬


‫قال النيب ‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪ (( : -‬ما من رجل ٌّ‬
‫كتب هللا تلك النظرة حجة مت َقبلةَ مربورة )) قالوا ‪ :‬وإن نظر كل يوم مائة مرة ؟ قال ‪:‬‬
‫(( هللا]عز وجل [ أكرب من ذلك ))ٖ قال العلماء ‪ :‬أكرب ‪ ،‬أي أعظم شلا يتصور وخَته‬
‫أكثر شلا ػلصى وػلصر ‪.‬‬
‫رجل ينظر إىل أمو نظر ٍ‬
‫رزتة ذلا اال‬ ‫عن ابن عباس أن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قال ‪ (( :‬ما من ٍ‬
‫كانت لو حجةً مقبولةً مربورة‪ ،‬قيل اي رسول هللا وإن نظر إليها يف اليوم مائة مرة؟ قال ‪:‬‬
‫وإن نظر إليها يف اليوم مائة ألف ‪ ،‬فإن هللا عز وجل أكثر وأطيب )) وأطيب ‪ :‬أي‬

‫ٔ ‪ .‬لال مام اخلافظ أيب بكر دمحم بن الوليد بن خلف القرشي لطرطوشي‪ .‬بر الوالدين‪ .‬مرجع سابق ‪ :‬ص ٕ‪. ٔٙ‬‬
‫ٕ ‪ .‬مرجع سابق ص ‪. ٔٚٙ :‬‬
‫ٖ ‪ .‬احلافظ اإلمام أبو بكر عبد هللا بن دمحم بن عبيد إبن أيب الدنيا ‪ .‬مكارم األخالق ‪ .‬طبعة األوىل ‪ٜٜٔٛ .‬م ‪.‬بَتوت – لبنان ‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ .‬ص ‪. ٕٔٙ :‬‬

‫‪34‬‬
‫أطهر من أن ينسب إىل قصور يف قدرتو ونقصان يف مشيتو وإرادتو " وقالوا ‪ ":‬ىو رد‬
‫الستبعاده من أن يعطي الرجل بسبب النظرة حجة وإن نظر مئة مرة يعٍت هللا أكرب شلا‬
‫يف اعتقادك من أنو ال يكتب لو ‪.‬‬

‫وعن عبد هللا بن عون قال‪ (( :‬النظر إىل الوالدين عبادة)) ‪..‬‬

‫احذر أن حتد النظر إىل الوالدين ‪:‬قال أيب ىريرة ‪ ( :‬أخطأت احلق ومل توافق السنة ‪ ،‬ال‬
‫دتش بُت يدي أبيك ‪ ،‬ولكن امشي خلفو أو عن ؽلينو ‪ ،‬وال تدع أحداً يقطع بينك‬
‫وبينو ‪ ،‬وال أتخذ عرقاً ]أي ‪ :‬حلماً سلتلطاً بعظم [ نظر إليو أبوك ‪ ،‬فلعلو قد اشتهاه ‪،‬‬
‫ٔ‬
‫وال حتد النظر إىل أبيك ‪ ،‬وال تقعد حىت يقعد ‪ ،‬وال تنم حىت ينام )‪.‬‬

‫وقد دل الباحث أن ْتزهنما الذي يشَت إىل الوجو حزين عند وجههما أيضا يؤدي إىل‬
‫امث وابلعكس إذا رضا الوالد على وجو مبتسم وراحة وفرحة ىو من رضا هللا عز وجل ‪.‬‬

‫ٔٔ‪ ٔ.‬النفقة على الوالدين ‪:‬‬

‫اإلنفاق عليهما عند احلاجة ‪ :‬فإن من إكرام الوالدين واإلحسان إليهما أن يقدم ذلما ما‬
‫ػلتاجان إليو من مال وغَته وخاصةً حُت يصبحان غَت قادرين على العمل ‪.‬‬

‫فقول النيب ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص – قال ‪(( :‬إن أطيب ما أكل الرجل من كسبو‪ ،‬وإن ولده من‬
‫كسبو))‬

‫وزاد يف رواية أيب داود واحلاكم‪(( :‬فكلوا من أمواَلم))‬

‫ٔ ‪ .‬حافظ اإلمام رتال الدين أيب الفرج عبد الرزتن ابن اجلوزي البغدادي‪ٕٕٓٓ.‬م‪ .‬بر الوالدين‪ .‬بَتوت – لينان ‪:‬مؤسسة الكتب‬
‫الثقافية‪ .‬مرجع سابق ص ‪. ٗٚ-ٖٜ:‬‬
‫ٔ‬
‫ويف رواية للنسائي‪(( :‬إن أوالدكم من أطيب كسبكم‪ ،‬فكلوا من كسب أوالدكم))‪.‬‬

‫ٕٔ‪ ٔ.‬فضل التصدق عن الوالدين ‪:‬‬


‫الصدقة تطفئ اخلطيئة كما يطفئ ادلاء احلطب ‪ ،‬وإان لنعلم أن الصدقة ختفف على‬
‫ادليت يف قربه "وعن عائشة اهنع هللا يضر أن رجالً قال ‪ (( :‬إن أمي افتلتت – أي ماتت فجأة‬
‫– نفسها ومل توص ‪ ،‬وأظنها لو تكلمت تصدقت ‪ ،‬فهل ذلا أجر إن تصدقت عنها ويل‬
‫ٕ‬
‫أجر ؟ قال ‪ (( :‬نعم ‪ ،‬فتصدق عنها ))" ‪.‬‬

‫فعن عبد هللا بن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬أن رجالً قال للنيب ملسو هيلع هللا ىلص ‪ (( :‬إن أمي‬
‫توفيت ‪ ،‬أ ينفعها إن تصدقت عنها ؟ )) ‪ ،‬قال ‪ (( :‬نعم )) ‪ ،‬قال ‪ (( :‬فإن يل سلرقاً‬
‫ٖ‬
‫‪ ،‬فأان أشهدك أىن قد تصدقت بو عنها )) ‪.‬‬
‫وما أعظمو من عمل حُت يبادر ابن ‪ /‬بنت يف بر والديهما‪ ،‬بعد شلاهتما‪ ،‬فيتصدق‬
‫عنهما ليخفف عنهما يف قربعلا وغلعل ذلما – إبذن هللا – أجراً يصل إليهما و إليو حىت‬
‫بعد شلاتو ىو نفسو‪.‬‬

‫ٖٔ‪ ٔ.‬كيف يصبح العاق ابراً بعد موهتما‬


‫عن أنس بن مالك قال ‪ :‬قال النيب ‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪ (( -‬إن العبد ليموت والداه‬

‫ٔ ‪ .‬للعالمة الشيخ علي بن سلطان دمحم القاري وشرح لإلمام العالمة دمحم بن عبد هللا اخلطيب التربيزي‪ .‬مرقاة ادلفاتيح شرح مشكاة‬
‫ادلصابيح ‪.‬الطبعة األوىل‪ٕٓٓٔ.‬م‪.‬بَتوت – لبنان ‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬ج ‪ ،ٙ‬ص ‪ :ٔٙ‬كتاب البيوع‪/‬الكسب وطلب‬
‫احلالل(ٓ‪.)ٕٚٚ‬‬
‫ٕ ‪ .‬ابرىيم زلمود‪.‬مواقف الصاحلُت للبنات والبنُت‪ٕٓٓٙ.‬م‪ .‬مرجع سابق ‪ :‬ص ‪. ٔٔٛ‬‬
‫ٖ ‪.‬ابرىيم زلمود‪.‬مواقف الصاحلُت للبنات والبنُت‪ٕٓٓٙ.‬م‪ ..‬مرجع سابق ‪ :‬ص ‪. ٔٔٛ‬‬

‫‪30‬‬
‫أو أحدعلا وإنو ذلما لعاق فال يزال يدعو ذلما ويستغفر ذلما حىت يكتبو هللا ابرا ))‪،‬‬
‫البيهقي يف شعب اإلؽلان ‪ ،‬وقال النيب ‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪ (( :-‬إن الرجل ليموت‬
‫والداه وىو عاق ذلما فيدعو هللا ذلما من بعدعلا فيكتبو من البارين)) ٔ البيهقي وأخرج‬
‫البيهقي يف الشعب االؽلان‪ ،‬عن األوزاعي قال ‪(( :‬بلغٍت أن من عق والديو يف حياهتما‬
‫مث قضى دينا كان عليهما واستغفر ذلما ‪ ،‬ومل يستسب ذلما كتب ابرا ‪ ،‬ومن بر والديو‬
‫يف حياهتما ‪ ،‬مث مل يقض دينا إذا كان عليهما ‪ ،‬ومل يستغفر ذلما واستسب ذلما كتب‬
‫ٕ‬
‫عاقا))‪.‬‬

‫ٗٔ‪ٔ.‬كيف يكون بر الوالدين‬

‫قال الشيخ ابن اجلوزي رزتو هللا‪:‬‬


‫" يكون بطاعتهما فيما أيمران بو ما مل يكن مبحظور ‪ ،‬وتقدًن أمرعلا على فعل النافلة ‪،‬‬
‫واالجتناب دلا هنيا عنو ‪ ،‬واإلنفاق عليهما ‪ ،‬والتوخي لشهواهتما أي فعل ما ػلبون‬
‫ويشتهون وادلبالغة يف خدمتهما ‪ ،‬واستعمال األدب واذليبة ذلما ‪ ،‬فال يرفع الولد صوتو‬
‫وال ػلدق إليهما ‪ ،‬وال يدعوعلا ابمسهما وؽلشي وراءعلا ويصرب على ما يكره شلا يصدر‬
‫منهما "‪ .‬وسئل احلسن البصري ‪-‬رضي هللا عنو‪ -‬عن بر الوالدين فقال ‪ (( :‬أن تبذل‬

‫‪  ‬‬ ‫ذلما ما ملكت ‪ ،‬و تطيعهما ما مل يكن معصية ))ٖ‪ .‬يف قولو تعاىل﴿‬

‫ٔ ‪.‬لإلمام أيب بكر أزتد بن احلسُت البيهقي‪.‬الطبهة األوىل‪ٕٓٓٓ.‬م‪.‬شعبة اإلؽلان‪ .‬بَتوت – لبنان ‪ :‬دار الكتب العلمية ‪.‬صٕٕٓ‪.‬‬
‫ٕ ‪.‬لإلمام أيب بكر أزتد بن احلسُت البيهقي‪.‬الطبعة األوىل‪ٕٓٓٓ.‬م‪.‬شعبة اإلؽلان‪ .‬بَتوت – لبنان ‪ :‬دار الكتب العلمية ‪.‬مرجع سابق‬
‫ص‪.ٕٓٗ :‬‬
‫ٖ ‪ .‬حافظ اإلمام رتال الدين أيب الفرج عبد الرزتن ابن اجلوزي البغدادي‪ٕٕٓٓ .‬م‪ .‬بر الوالدين‪ .‬بَتوت – لينان ‪:‬مؤسسة الكتب‬
‫الثقافية‪ .‬مرجع سابق ص ‪. ٗٓ – ٖٜ:‬‬
             

             

. ‫ ال دتتنع من شيئ أحباه‬: ‫ قال‬.ٕٗ-ٕٖ : ‫﴾ اإلسراء‬   

‫ٔ من الرب لني اْلانب للوالدين‬.ٔ٘

          ﴿‫قال هللا عز وجل‬

. ٕٗ ‫ أية‬:‫﴾ اإلسراء‬

‫ قول العبد ادلذنب للسيد‬: ‫ أي قوال لينا سهال وقال سعيد بن جبَت‬:﴾ ﴿

         ﴿ ‫ وقولو تعاىل‬.ٔ ‫الفظ‬

‫ اخضع لوالديك كما ؼلضع العبد للسيد‬: ‫ يقول‬.ٕٛ : ‫ ﴾ اإلسراء‬  

. ٕٛ ‫أية‬:‫ اإلسراء‬. ﴾       ﴿ ‫الفظ الغليظ‬

‫ وقل ذلما‬، ‫تسمهما وال تكنهما‬


ْ ‫ (ال‬: ‫من الرب أن ال يسمي والديو ابمسهما وقال عطاء‬
‫ قال‬-‫رضي هللا عنو‬- ‫ و عن أيب ىريره‬، ) ‫ واي أماه‬، ‫ اي أبتاه‬:

)‫ وال تستسب لو‬، ‫تقعد قبلو‬


ُ ‫ وال‬،‫ (ال دتش أمام أبيك‬:

ٕٔٔ : ‫ مرجع سابق ص‬.‫ بر الوالدين‬.‫ لال مام اخلافظ أيب بكر دمحم بن الوليد بن خلف القرشي لطرطوشي‬. ٔ

41
‫ٔ‬
‫ويف رواية اخر ‪( :‬ال تسمو ابمسو) ‪.‬‬

‫‪ ٔ.ٔٙ‬من الرب القيام للوالدين‬

‫عن عائشة ‪-‬رضي هللا عنها‪ -‬قالت ‪ :‬ما رأيت أحدا أشبو مستا وال ىداي برسول هللا ‪-‬‬
‫صلى هللا عليو وسلم‪ -‬من فاطمة ‪-‬رضي هللا عنها ‪-‬بنت رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليو‬
‫وسلم‪ -‬وقالت ‪ (( :‬وكانت إذا دخلت على النيب صلى هللا عليو وسلم قام إليها فقبلها‬
‫وأجلسها يف رللسو ‪ ،‬وكان النيب صلى هللا عليو وسلم إذا دخل عليها قامت من رللسها‬
‫فقبلتو وأجلستو يف رللسها )) النسائي ‪ .‬قال حسان ‪-‬رضي هللا عنو‪ -‬عند رؤية رسول‬
‫هللا ‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪.-‬‬

‫ىذا قيام للعزيز علي حق وترك احلق ما ال يستقيم ‪.‬‬

‫فهل أحد لو عقل ولب ومعرفة يراك وال يقوم ؟‬

‫من الرب صلة أصدقاء الوالدين ‪ :‬عن عبد هللا بن عمر‪ -‬رضي هللا عنو‪ -‬أن رجال من‬
‫األعراب لقيو بطريق مكة فسلم عليو عبد هللا بن عمر وزتلو على زتار كان يركبو‬
‫وأعطاه عمامة كانت على رأسو ‪ .‬قال ابن دينار ‪:‬فقلنا لو ‪ ،‬أصلحك هللا إهنم األعراب‬
‫وىم يرضون ابليسَت ‪ ،‬فقال عبد هللا بن عمر ‪ :‬إن أاب ىذا كان ودا لعمر بن اخلطاب ‪،‬‬
‫وإين مسعت رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪ -‬يقول‪ (( :‬إن أبر الرب صلة الولد أىل ود‬
‫ٕ‬
‫أبيو )) ويف رواية (( إن أبر الرب صلة الرجل أىل ود أبيو من بعد أن يوىل )) مسلم ‪.‬‬

‫ٔ ‪ .‬لالمام اخلافظ أيب بكر دمحم بن الوليد بن خلف القرشي لطرطوشي‪ .‬بر الوالدين‪ .‬مرجع سابق ص ‪. ٕٕٔ :‬‬
‫ٕ ‪ .‬امام أيب زكراي ػلِت بن شرف النووي‪ٕٓٓٛ .‬م‪ .‬شرح رايض الصاحلُت ﵀مد صاحل العثيمنب‪.‬مرجع سابق جٕ ‪ .‬ص ٕٕٕ‪.‬‬
‫ٔ‬
‫وأنشد أبو موسى ‪:‬‬

‫وترك احلق ماال يستقيم‬ ‫قيامي والعزيز إليك حق‬


‫ومعرفة يراك وال يقوم‬ ‫فهل أحد لو عقل ولب‬

‫‪ ٔ.ٔٚ‬من الرب إمضاء وصية الوالدين ‪:‬‬

‫جلوس عند رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص إذ جاءه‬


‫ٌ‬ ‫عن مالك بن ربيعةَ الساعدي هنع هللا يضر قال ‪ :‬بينما ضلن‬
‫رجل من بٍت سلمو فقال‪ :‬اي رسول هللا ىل بقى من بر أبوي شيئ أبرعلا بو بعد موهتما‬ ‫ٌ‬
‫عهد ِعلا من بعدعلا وصلة‬ ‫؟ فقال ‪ (( :‬نعم ‪ ،‬الصالة عليهما واالستغفار ذلما وإنفاذ ِ‬
‫الرحم اليت ال توصل إال هبما وإكرام صديقهما )) أبو داوود ٕ‪.‬‬

‫‪ ٔ.ٔٛ‬من الرب احلج عن الوالدين‬

‫عن جابر بن عبد هللا قال النيب صلى هللا عليو وسلم (( من ح عن أبيو وأمو فقد‬
‫قضى عنو حجتو وكان لو فضل عشر حج )) الدار قطٍت‪.‬‬

‫عن ابن عباس ‪ ،‬أن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ‪ ،‬قال‪(( :‬من ح عن أبويو ‪ ،‬أو قضى عنهما مغرما‬
‫بُعِ َ‬
‫ٖ‬
‫ث هللا يوم القيامة مع األبرار )) الدارقطٍت ‪.‬‬

‫إذا عجز الوالدان وكرب سنهما ومضت عليهما السنُت ودارت وعلا مل يؤداي فريضة احل‬
‫‪ ،‬فمن بر األبناء آبابءىم ‪ -‬وخاصة يف ىذا العمر – أن يؤدوا ىذه الفريضة عنهم ‪،‬‬
‫ورحم هللا صحابة رسولو الكرًن واىتمامهم آبابءىم ولنا يف برىم قدوة حسنة فعن‬

‫ٔ‪.‬‬
‫ٕ ‪ .‬د‪ .‬دمحم خَت فاطمة‪ .‬األداب اإلسالمية‪ٕٜٓٓ .‬م‪ .‬بَتوت – لبنان ‪ :‬دار اخلَت‪ .‬ص ٖٕٓ ‪.‬‬
‫ٖ ‪ .‬حافظ اإلمام رتال الدين أيب الفرج عبد الرزتن ابن اجلوزي البغدادي‪ .‬مرجع سابق ‪ :‬ص ‪. ٚٛ‬‬

‫‪43‬‬
‫الفضل بن عباس أنو كان رديف النيب ملسو هيلع هللا ىلص فجاءه رجل فقال ‪ :‬اي رسول هللا إن أمي‬
‫عجوز كبَتة ‪ ،‬وإن زتلتها مل تستمسك ‪ ،‬وإن ربطتها حشيت أن تقتلها‪ .‬فقال رسول‬
‫هللا ملسو هيلع هللا ىلص ‪ (( :‬أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضية؟ )) قال ‪(( :‬نعم)) قال ‪(( :‬‬
‫فح عن أمك )) ٔ ‪ ،‬وعن الزبَت أن النيب ملسو هيلع هللا ىلص قال لرجل ‪ (( :‬أنت أكرب ولد أبيك‬
‫فح عنو )) ٕ‪ .‬ويف أمر رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص للرجل ابحل عن والده داللتان‪-:‬‬

‫األول ‪ :‬فريضة احل وإنو ال يسقط بعجز الشخص أو موتو وجواز القضاء عنو ‪.‬‬
‫الثاين ‪ :‬أن احل عن الوالدين واجب على األبناء وىو من الرب هبما ‪.‬‬
‫وعن عمر بن أوس عن أيب رزين العقيلي أنو قال ‪ (( :‬اي رسول هللا إن أيب شيخ كبَت‬
‫ال يستطيع احل وال العمرة والظعن )) قال ‪(( :‬ح عن أبيك واعتمر )) ٖ ‪ ،‬وىنا‬
‫أيمر رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص أاب رزين أن ػل عن أبيو ويعتمر ‪ ،‬غلى الرغم من أن العمرة ليست‬
‫فرض مثل احل ‪ .‬فبهذه األحاديث رتيعها يساند بعضها اآلخر على توضيح أعلية احل‬
‫واالعتمار عن الوالدين‪ ،‬وأهنما من أبواب الرب‪ .‬وإن كان ىذا يف حياهتما فبعد شلاهتما‬
‫تكون األعلية أشد من ابب أوىل خيث ؽلكنهما تكليف أحد غَت ابنهما يف حياهتما‪،‬‬
‫أما بعد شلاهتما فإن مل يربعلا ابنهما فمن الذي سوف يربعلا ؟ ! ‪ ،‬فعن ابن عباس قال ‪:‬‬
‫قال رجل ‪ (( :‬اي رسول هللا إن أيب مات ومل ػل أفأح عنو )) قال ‪ (( :‬أرأيت لو‬
‫كان على أبيك دين أكنت قاضيو ؟ )) قال ‪(( :‬نعم)) ‪ ،‬قال‪ (( :‬فدين هللا أحق ))‬

‫ٔ ‪ .‬أزتد بن شغيب النسائ ‪ .‬سنن النسائ‪ ( .‬كتاب مناسك احل ‪ ،‬ابب ح الرجل عن ادلرأة ‪. ) ٕٖٙٗ ،‬‬
‫ٕ ‪ .‬أزتد بن شغيب النسائ ‪ .‬سنن النسائ‪ .‬مرجع سابق‪ ( .‬كتاب مناسك احل ‪ ،‬ابب ما يستحق أن ػل عن الرجل أكرب ولده‪/‬‬
‫ٗٗ‪. ) ٕٙ‬‬
‫ٖ ‪ .‬أزتد بن شغيب النسائ ‪ .‬سنن النسائ‪ .‬مرجع سابق ‪ ( .‬كتاب مناسك احل ‪ ،‬ابب العمرة عن الرجل الذي ال يستطيع ‪/‬‬
‫‪. ) ٕٖٙٚ‬‬
‫ٔ‪ ،‬فقد شبو رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص احل ابلدين وعظيم حال ادلستدين إذا مات ومل يقض دينو‬
‫‪ ،‬ومل غلد من يقض عنو يف شلاتو ‪ ،‬ورسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ال يصل على ادلستدين إن مل يقض‬
‫‪ ،‬أو يوجد من يقضي عنو فكيف ابحل وىو دين هللا ؟!! ‪.‬‬

‫‪ ٔ.ٜٔ‬ىل جيب طاعة الوالدين يف طالق املرأة ‪:‬‬

‫كنت‬‫عن عبد هللا بن عمر بن اخلطاب ‪-‬رضي هللا عنو‪ -‬قال ‪ :‬كانت حتيت امرأة و ُ‬
‫أ ُِحبر َها ‪ ،‬وكان عمر يكرىها ‪ ،‬فقال يل ‪ :‬طَلِّ ِق ْها فأبيت ‪ ،‬فأتى عمر هنع هللا يضر النيب ملسو هيلع هللا ىلص‬
‫فذكر ذلك لو ‪،‬فقال النيب ملسو هيلع هللا ىلص فقال‪ (( :‬طَلَّ ْق ْقها )) ‪ .‬اي عبد هللا بن عمر طلق‬
‫امرأتك ‪ ،‬ويف لفظ بعضهم " أطع أابك وطلق امرأتك " رواه أزتد ‪ .‬وسأل رجل أليب‬
‫عبد هللا فقال ‪ (( :‬إن أيب أيمرين أن أطلق امرأيت فهل أطلقها ؟ قال ‪ :‬ال تطلقها ‪،‬‬
‫فقال لو الرجل ‪ :‬أليس عمر أمر ابنو أن يطلق امرأتو فطلقها ؟ قال حىت يكون أبوك‬
‫مثل عمر‪ -‬رضي هللا عنو‪ . ))-‬ىذا يدل على أن األب الذي جتب طاعتو يف مثل ىذا‬
‫ٕ‬
‫يشًتط أن يكون مثل سيدان عمر ‪-‬رضي هللا عنو‪ -‬ينظر بنور هللا ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬ال تطلقها أبمره حىت يصَت مثل عمر يف حتره احلق والعدل وعدم اتباع ىواه يف‬
‫مثل ىذا األمر‪.‬‬
‫ػلل لو أن يطلِّ ُقها ‪،‬‬ ‫بطالق امر ِ‬
‫أتو قال ‪ :‬ال ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقد قال الشيخ تَق ري الدين فيمن أتمره أموُ‬
‫ٖ‬
‫تطليق امرأتِِو من بِِّرىا ‪.‬‬
‫بل عليو أن يَبَ َّرىا ‪ ،‬وليس ُ‬

‫‪ . 1‬أزتد بن شغيب النسائ ‪ .‬سنن النسائ‪ .‬مرجع سابق ‪ ( .‬كتاب مناسك احل ‪ ،‬ابب العمرة عن الرجل الذي ال يستطيع ‪/‬‬
‫‪.) ٕٖٜٙ‬‬
‫ٕ ‪ .‬لالمام أيب زكراي ػلِت بن شرف النووي‪ٕٓٓٛ .‬م‪ .‬شرح رايض الصاحلُت ﵀مد صاحل العثيمنب‪.‬مرجع سابق جٕ ‪ .‬ص ٕ٘ٔ‪-‬‬
‫‪. ٕٔٙ‬‬
‫ٖ ‪ .‬د‪ .‬دمحم خَت فاطمة‪ .‬كتاب األداب اإلسالمية‪ٕٜٓٓ .‬م‪ .‬بَتوت – لبنان ‪ :‬دار اخلَت‪ . .‬ص ٕ٘ٔ ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ٕٓ‪ ٔ.‬إجابة الدعاء‬
‫ّبرعلا سبب يف تفري الكرابت‪ ،‬ويدل على ذلك قصة الثالثة الذين انطبقت الصخرة‬
‫على فم الغار الذي ىم فيو‪ ،‬فتوسلوا إىل هللا بصاحل عملهم‪ ،‬فتوسل أحدىم بربه بوالديو‬
‫ففرج هللا كربتهم بزوال الصخرة عن فم‬
‫والثاين‪ :‬بكمال الع ّفة و الثالث‪ :‬بتمام األمانة ّ‬
‫الغار‪ ،‬والقصة يف الصحيحُت‬

‫روى البخاري ومسلم عن عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما‪ ،‬قال مسعت رسول هللا‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص يقول ‪ (( :‬انطلق ثالثة نفر شلن كان قبلكم حىت أواىم ادلبيت إىل غار فدخلوه‪،‬‬
‫فاضلدرات صخرة من اجلبل فسدت عليهم النار )) ‪.‬‬

‫فقالوا ‪ :‬إنو ال ينجيكم من الصخرة إال أن تدعو ا هللا بصاحل أعمالكم‪.‬‬


‫قال رجل منهم ‪ :‬اللهم كان يل أبوان شيخان كبَتان وكنت ال أغبق قبلهما أىال وال‬
‫ماال‪ ،‬فنأى ‪ -‬يعٍت بعد – يب طلب الشجر يوما ‪ ،‬فلم أُرح – يعٍت أرجع – عليهما‬
‫حىت انما‪ ،‬فحلبت ذلما غبوقهما فوجددتوعلا انئمُت ‪ ،‬فكرىت أن أوقظهما ‪ ،‬وأن أغبق‬
‫قبلهما أىال أو ماال‪ ،‬فلبث والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حىت برق – ظهر –‬
‫الفجر ‪ ،‬والصبية يتضاغون عند قدمى‪ ،‬فاستيقظا فشراب غبوقهما‪ .‬اللهم إن كنت فعلت‬
‫ذلك ايتغاء وجهك ففرج عنا ما ضلن فيو من ىذه الصخرة ‪،‬فانفرجت شيئا ال‬
‫إيل‪،‬‬
‫يستطيعون اخلروج منو‪ .‬قال االخر ‪ :‬اللهم كانت يل ابنة عم كانت أحب الناس ّ‬
‫أحبها كأشد ما ػلب الرجال النساء ‪ ،‬فأردهتا على نفسها فامتنعت مٌت حىت أدلت –‬
‫يعٍت نزلت – هبا سنة من السنُت ‪ ،‬فجاءتٍت فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن‬
‫ختلى بيٍت وبُت نفسها ففعلت ‪ ،‬فلما قعدت بُت رجليها قالت ‪ :‬اتق هللا ‪ ،‬وال نقض‬
‫إيل وتركت الذىب الذي أعطيتها ‪.‬‬ ‫اخلامت إال ْتفو فانصرفت عنها وىي أحب الناس ّ‬
‫اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وحهك فافرج عنا ما ضلن فيو ‪ ،‬فانفرجت الصخرة‬
‫غَت أهنم ال يستطيعون اخلروج منها ‪.‬‬

‫وقال الثالث ‪ :‬اللهم إين استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرىم غَت رجل واحد ترك الذي‬
‫لو وذىب ‪ ،‬فثمرت – كثرت – أجرىحىت كثرت منو األموال ‪ ،‬فجاءين بعد حُت‬
‫فقال اي عيد هللا أّد إيلّ أجرى‪ ،‬فقلت ‪ :‬كل ما ترى ىو من أجرك‪ :‬من اإلبل ‪ ،‬والبقر‬
‫والغنم ‪ ،‬والرقيق ‪.‬‬
‫فقال‪ :‬اي عبد هللا ‪ ،‬ال نستهزئ يب‪.‬‬
‫فقلت ال أستهزئ بك ‪ ،‬فأخذه كلو فاستاقو‪ ،‬فلم يًتك منو شيئا‪.‬‬
‫اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما ضلن فيو ‪ ،‬فانفجرت الضخرة‬
‫ٔ‬
‫فخرجوا ؽلشون ))‪.‬‬

‫ٕ‪.‬عقوق الوالدين يف السنة‬

‫ٔ‪ ٕ.‬أقسام من أكرب الكبائر‬

‫العلم أبن هللا سبحانو وتعاىل أ وصى بربعلا ‪ ،‬وحسن صحبتهما ‪ ،‬واإلحسان إليهما ‪،‬‬
‫وقرن ذلك بعبادتو ‪ ،‬وتعظيماً لشأهنما ‪ ،‬وتكرؽلا لقدرعلا ‪ ،‬وأن النيب ملسو هيلع هللا ىلص أوصى‬
‫بصلتهما وطاعتهما وخدمتهما وجعل عقوقهما من أكرب الكبائر و قال رسول هللا‪-‬‬
‫صلى هللا عليو وسلم‪ (( :-‬أال أنبئكم أبكرب الكبائر ؟ (ثالاث) قلنا ‪ :‬بلى ايرسول هللا ‪،‬‬

‫ٔ ‪ .‬ابرىيم زلمود‪ .‬مواقف الصاحلُت للبنات والبنُت‪ .‬مرجع سابق ص ٕٓٔ ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫قال (( اإلشراك اب﵁ ‪ ،‬وعقوق الوالدين‪ )) . . .‬سيأيت ابلتفصيل ما أشار إىل الكبائر‬
‫وألوانو من عقوقهما إن شاء هللا‪.‬‬

‫ٔ‪ ٕ.ٔ.‬عقوق الوالدين من أكرب الكبائر ‪:‬‬

‫وعن أيب بكرة هنع هللا يضر قال ‪:‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليو وسلم ‪ ((:-‬أال أنبئكم‬
‫أبكرب الكبائر ؟ (ثالاث) قلنا ‪ :‬بلى ايرسول هللا ‪ ،‬قال (( اإلشراك اب﵁ ‪ ،‬وعقوق‬
‫الوالدين ‪ ،‬وكان متكئا فجلس ‪ ،‬مث قال (( أال وقول الزور ‪ ،‬وشهادة الزور ‪ ،‬فما زال‬
‫ت )) ‪ ٔ.‬متفق عليو‪.‬‬
‫يكررىا حىت قلنا ‪ ،‬ال يَ ْس ُك ْ‬

‫ٕ‪ ٕ.ٔ.‬من الكبائر شتم الرجل والديو ‪:‬‬


‫قال النيب‪ -‬صلى هللا عليو وسلم‪(( -‬من الكبائر شتم الرجل والديو قالوا ‪ :‬اي رسول هللا‬
‫‪ ،‬وىل يشتم الرجل والديو ؟قال نعم ‪ (( :‬يسب أاب الرجل فيسب أابه ‪ ،‬ويسب أمو‬
‫فيسب أمو )) متفق عليو ٕ‪.‬‬
‫وأيضاً قال النيب ‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪(( :-‬إن أكرب الكبائر أن يلعن الرجل والديو))‬
‫قيل ‪ (( :‬ايرسول هللا ‪ ،‬وكيف يلعن الرجل والديو ؟قال ‪ :‬يسب أاب الرجل فيسب أابه ‪،‬‬
‫ٖ‬
‫ويسب أمو فيسب أمو )) متفق عليو‪.‬‬

‫ٔ‬
‫‪ .‬لالمام اخلافظ أيب بكر دمحم بن الوليد بن خلف القرشي لطرطوشي‪ .‬بر الوالدين‪ٕٕٓٓ .‬م‪ .‬بَتوت – لبنان ‪ :‬مؤسسة الكتب‬
‫الثقافية‪ .‬ص ‪.ٜٔٔ‬ص ٗٗ ‪.‬‬
‫ٕ ‪ .‬د‪ .‬دمحم خَت فاطمة‪ .‬األداب اإلسالمية‪ٕٜٓٓ .‬م‪ .‬بَتوت – لبنان ‪ :‬دار اخلَت‪ .‬ص ‪. ٕٕٜ‬‬
‫ٖ ‪ .‬حافظ اإلمام رتال الدين أيب الفرج عبد الرزتن ابن اجلوزي البغدادي‪ٕٕٓٓ.‬م‪ .‬بر الوالدين‪ .‬بَتوت – لينان ‪:‬مؤسسة الكتب‬
‫الثقافية‪ .‬ص ٕ‪-ٚ‬‬
‫أخرجو اخلرائطي يف مكارم األخالق ‪ ،‬واحلاكم يف ادلستدرك ‪ ،‬والبيهقي يف شعب‬
‫اإلؽلان حدثنا أبو العباس دمحم بن يعقوب ‪ ،‬ثنا أبو عتبة أزتد بن الفرج ‪ ،‬ثنا ابن أيب‬
‫فديك ‪ ،‬ثنا ىارون التيمي ‪ ،‬عن األعرج ‪،‬‬
‫عن أيب ىريرة ‪- ،‬رضي هللا عنو‪ -‬قال ‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليو وآلو وسلم‪: -‬‬
‫( لعن هللا سبعة من خلقو فرد رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليو وآلو وسلم‪ -‬على كل واحد‬
‫ثالث مرات مث قال ‪ (( :‬ملعون ملعون ملعون من عمل عمل قوم لوط ‪ ،‬ملعون من‬
‫رتع بُت ادلرأة وابنتها ‪ ،‬ملعون من سب شيئا من والديو ‪ ،‬ملعون من أتى شيئا من‬
‫البهائم ‪ ،‬ملعون من غَت حدود األرض ‪ ،‬ملعون من ذبح لغَت هللا ‪ ،‬ملعون من توىل غَت‬
‫ٔ‬
‫مواليو )) ) ‪.‬‬

‫ويقال يف ىذا ادلعٌت حديث ما يسمونو (قياس ) يف األصول وهللا أعلم ‪:‬‬
‫هنى الولد أن يسب ذلما إذا شم منهما رائحة كريهة ‪.‬‬

‫‪   ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬
‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫مث قال تعاىل هنى عنو ذلك‪ :‬‬

‫‪ ‬سورة اإلسراء‪ :‬أية ٕٖ‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وال تنهرعلا ‪ :‬أي ال تزجرعلا بكالم ‪.‬‬


‫‪           ‬‬ ‫‪‬‬ ‫قال تعاىل‪﴿:‬‬

‫‪              ‬‬

‫ٔ ‪ .‬حافظ اإلمام رتال الدين أيب الفرج عبد الرزتن ابن اجلوزي البغدادي‪ٕٕٓٓ.‬م‪ .‬بر الوالدين ‪ .‬مرجع سابق ص ٕ‪. ٙ‬‬

‫‪40‬‬
‫[سورة اإلسراء‪ :‬أية ٕٖ]‪.‬‬
‫ىذا من التأدب عند سلابتهما ولُت القول ذلما ‪.‬‬
‫قال ابن عباس ‪ :‬ىي كلمة كراىة ‪ .‬وقال مقاتل ‪ :‬الكالم الرديء الغليظ ‪.‬‬
‫وقال أبو عبيدة ‪:‬‬
‫أصل األف والتُف الوسخ الذي يفتل ]من[ على األصابع ‪.‬‬
‫وقيل األف وسخ ادلغابن والتُف وسخ األصابع ‪.‬‬
‫وقيل األف وسخ األذن والتُف األظفار ‪.‬‬
‫ٔ‬
‫وقيل ‪ :‬األف وسخ الظفر ‪ ،‬والتف ما رفعت بيدك من األرض من شيئ حقَت ‪.‬‬

‫ٕ‪ ٕ.‬ألوان من عقوق‬


‫ٔ‪ ٕ.ٕ.‬العاق لوالديو ال يدخل اْلنة ‪:‬‬

‫قال النيب ‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪ (( :-‬ثالث حرم هللا تبارك وتعاىل عليهم اجلنة‪ :‬مدمن‬
‫ٕ‬
‫اخلمر ‪ ،‬والعاق ‪ ،‬والديوث الذي يقر اخلبث يف أىلو )) أزتد‪.‬‬

‫ٕ‪ ٕ.ٕ.‬العاق لوالديو ال ينظر هللا إليو ‪:‬‬


‫قال النيب ‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪ (( : -‬ثالث ال ينظر هللا إليهم يوم القيامة ‪ :‬العاق‬
‫لوالديو ‪ ،‬ومدمن اخلمر ‪ ،‬وادلنان عطاءه ‪ ،‬وثالث ال يدخلون اجلنة ‪ :‬العاق لوالديو ‪،‬‬
‫والديوث ‪ ،‬والرجلة )) النسائي (( الديوث ‪ :‬ىو الذي يقر أىلو على الزان مع علمو‬
‫ٖ‬
‫هبم)) ‪ ،‬الرجلة ‪ (( :‬ادلرأة ادلتشبهة ابلرجال ))‪.‬‬
‫‪ .1‬امام الخافظ أبً بكر دمحم بن الولٌد بن خلف المرشً لطرطوشً‪ .‬بر الوالدٌن‪2442 .‬م‪ .‬بٌروت – لبنان‬
‫‪ :‬مؤسسة الكتب الثمافٌة‪ .‬ص ‪.110‬‬
‫ٕ ‪.‬د‪ .‬سعيد بن علي بن وىف القحطاين‪ .‬بر الوالدين‪ .‬مطبعة سفَت‪ ،‬الرايض‪.‬مرجع سابق ‪:‬ص ٖٖ‪.‬‬
‫ٖ‪.‬د‪ .‬سعيد بن علي بن وىف القحطاين‪ .‬بر الوالدين‪ .‬مطبعة سفَت‪ ،‬الرايض‪.‬مرجع سابق ‪:‬ص ٖٗ‪.‬‬
‫ٖ‪ ٕ.ٕ.‬إن هللا يعجل للعاق لوالديو عقوبتو يف الدنيا ‪:‬‬

‫قال النيب ‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪ (( : -‬كل الذنوب يؤخر هللا منها ما شاء إىل يوم‬
‫القيامة إال عقوق الوالدين فإن هللا يعجلو لصاحبو يف احلياة قبل ادلوت )) ابن حبان ٔ‪.‬‬

‫ٗ‪ ٕ.ٕ.‬إن هللا حرم عقوق األمهات وكثرة السؤال وإضاعة املال ‪:‬‬

‫وروى ادلغَتة عن النيب ‪ -‬صلى هللا عليو وسلم‪ -‬قال‬

‫‪ (( :‬إن هللا حرم عليكم عقوق األمهات ‪ ،‬ومنعا وىات ‪ ،‬ووأد البنات ‪ ،‬وكره لكم قيل‬
‫وقال ‪ ،‬وكثرة السؤال وإضاعة املال )) ‪ ٕ.‬متفق عليو ‪.‬‬

‫((وكره لكم قيل وقال ‪ ،‬وكثرة السؤال وإضاعة ادلال )) كره وحرم ليس بينهما فرق ‪،‬‬
‫ألن الكراىة يف لسان الشارع معناىا التحرًن ‪ ،‬ولكن ىذا وهللا أعلم من ابب اختالف‬
‫التعبَت فقط ‪(( .‬وكره لكم قيل وقال)) يعٍت نقل الكالم ‪ ،‬وكثرة ما يتكلم اإلنسان‬
‫ويثرثر بو ‪ ،‬وأن يكون ليس وأعراض والة األمور ‪ ،‬فإنو يكون أشد وأشد كراىة عند‬
‫هللا عز وجل ‪.‬‬

‫واإلنسان ادلؤمن ىو الذي ال يقول إال خَتا كما قال النيب عليو الصالة والسالم ‪(( :‬‬
‫من كان يؤمن اب﵁ واليوم اآلخر فليقل خَتا أو ليصمت )) ‪.‬‬

‫ٔ ‪ .‬حافظ اإلمام رتال الدين أيب الفرج عبد الرزتن ابن اجلوزي البغدادي‪ٕٕٓٓ.‬م‪ .‬كتاب بر الوالدين‪ .‬بَتوت – لينان ‪:‬مؤسسة‬
‫الكتب الثقافية‪ .‬ص ٖ‪.ٙ‬‬
‫ٕ‪ .‬لالمام اخلافظ أيب بكر دمحم بن الوليد بن خلف القرشي لطرطوشي‪ .‬بر الوالدين‪ٕٕٓٓ .‬م‪ .‬بَتوت – لبنان ‪ :‬مؤسسة الكتب‬
‫الثقافية‪ .‬ص ٖٗ ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫وكثرة السؤال ػلتمل أن يكون ادلراد السؤال عن العلم ‪ ،‬وػلتمل أن يكون ادلراد السؤال‬
‫عن ادلال‪.‬‬
‫أما األول ‪:‬‬
‫وىو كثرة السؤال عن العلم فهذا إظلا يكره إذا كان اإلنسان ال يريد إال إعنات ادلسؤل‬
‫واإلشقاق عليو ‪ ،‬وإدخال السآمة وادللل عليو ‪ ،‬أما إذا كان يريد العلم فإنو ال ينهى عن‬
‫ذلك ‪ ،‬وال يكره ذلك‪ ،‬وقد كان عبد هللا بن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما ‪ -‬كثَت السؤال ‪،‬‬
‫فقد قيل لو‪ :‬مب أدركت لكن إذا كان قصد السائل اإلشقاق على ادلسؤل واإلعنات عليو‬
‫قدح فيو ‪ ،‬فإن ىذا ىو‬
‫وإحلاق السآمة بو ‪ ،‬أو تلقط زالتو لعلو يزل فيكون يف ذلك ٌ‬
‫ادلكروه‪.‬‬
‫وأما الثاين ‪:‬‬

‫وىو سؤال ادلال فإن كثرة السؤال قد تلحق اإلنسان أبصحاب الشح والطمع‪ ،‬وذلذا‬
‫ال غلوز لإلنسان سؤال ادلا إال عند احلاجة ‪ ،‬أو إذا كان يرى أن ادلسؤل ؽلن عليو أن‬
‫يسألو ‪ ،‬كما لو كان صديقا لك قوى الصداقة‪ ،‬قريباً جداً‪ ،‬فسألتو حاجة وأنت تعرف‬
‫أنو يكون بذلك شلنوانً ‪ ،‬فهذا ال أبس بو ‪ ،‬أما إذا كان األمر على خالف ذلك فال‬
‫ٔ‬
‫غلوز أن تسأل إال عند الضرورة ‪.‬‬

‫٘‪ ٕ.ٕ.‬ال تعقن والديك وإن أمراك أن َترج من أىلك ومالك ‪:‬‬

‫عن معاذ بن جبل رضي هللا عنو قال أوصاين رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليو وسلم‪ -‬بعشر‬
‫كلمات قال‪:‬‬

‫ٔ ‪ .‬لالمام أيب زكراي ػلِت بن شرف النووي‪ ٕٓٓٛ .‬م‪ .‬شرح رايض الصاحلُت ﵀مد صاحل العثيمنب‪ .‬االسكندرية – مصر ‪ :‬دار‬
‫العقيدة‪ .‬طٕ ‪.‬ج ٕ ‪ .‬ص ٕٕٔ ‪.‬‬
‫(( ال تشرك اب﵁ شيئا وإن قتلت وحرقت ‪ ،‬وال تعقن والديك وإن أمراك أن خترج من‬
‫أىلك ومالك ‪ ٔ. ))..‬أزتد ‪.‬‬

‫وعن عبادة بن صامت ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ‪ (( :‬ال تعص والديك وإن أمراك أن‬
‫ٕ‬
‫خترج من دنياك فأخرج منها )) ‪.‬‬

‫ٔ حافظ اإلمام رتال الدين أيب الفرج عبد الرزتن ابن اجلوزي البغدادي‪ٕٕٓٓ.‬م‪ .‬كتاب بر الوالدين‪ .‬مرجع سابق ص ٖٔ ‪.‬‬
‫ٕ ‪ .‬حافظ اإلمام رتال الدين أيب الفرج عبد الرزتن ابن اجلوزي البغدادي‪ٕٕٓٓ.‬م‪ .‬كتاب بر الوالدين‪ .‬مرجع سابق ص ٕٖ ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الخاتمة‬
‫كثَتا من‬
‫ويف اخلتام ىذا الفصل يتبُت لنا فقد افتقد الناس يف ىذا العصر الذي نعيشو ً‬
‫مظاىر بر الوالدين واإلحسان إليهما ‪ ،‬حىت أصبح العقوق ظاىرة اجتماعية سيئة تبعث على‬
‫األسى واألسف ‪ ،‬واحتاج األوالد على من يذكرىم هبذه الفريضة اإلذلية العظيمة يف غمرة‬
‫ُذلاثهم خلف تيار احلياة الذي ينظر أمامو وال ينظر خلفو ‪ ،‬وقد عظم الشرع الشريف شأن‬
‫الوالدين ‪ ،‬فأمر بربعلا واإلحسان إليهما ‪ ،‬وقرن هللا تعاىل بعبادتو ‪ ،‬مع أمره مبخاطبتهما بكرًن‬
‫ضى‬ ‫القول وهنى عن إيذائهما ولو بكلمة تدل على التضجر والتربم ‪ ،‬فقال سبحانو ‪َ ﴿ :‬وقَ َ‬
‫َح ُد ُعلَا أ َْو كِ ُ‬
‫العلَا فَال تَ ُق ْل‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫اان إِ َّما ي ب لُغَ َّن ِعْن َد َك الْ ِ‬
‫ك‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫س‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫ك أَال تَ ْعب ُدوا إِال إِ َّايهُ وِابلْوالِ َديْ ِن إِ‬
‫َربر َ‬
‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ُف وال تَْن هرُعلا وقُل َذلما قَوالً َك ِرؽلًا * واخ ِفض َذلما جنَاح ال رذ ِّل ِمن َّ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ب‬‫الر ْزتَة َوقُ ْل َر ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ َُ َ َ‬ ‫َذلَُما أ ّ َ َ ْ َ َ ْ َُ ْ‬
‫صغِ ًَتا ﴾ اإلسراء ‪. ]ٕٗ-ٕٖ] :‬‬ ‫ْار َزتْ ُه َما َك َما َربَّيَ ِاين َ‬
‫يل الْ َم ِصَتُ ﴾ [ لقمان‬ ‫ِِ‬
‫وقرن شكرعلا بشكره ‪ ،‬فقال تعاىل ‪ ﴿ :‬أ َِن ا ْش ُك ْر ِيل َول َوال َديْ َ‬
‫ك إِ ََّ‬
‫‪ ، ]ٔٗ :‬وىذا االىتمام جاء ألن هللا تعاىل جعلهما من أعظم ادلظاىر الكونية الىت جتلت فيها‬
‫صفة اخللق والرزتة ‪ ،‬ولذلك وصى هللا سبحانو مبصاحبتهما ابدلعروف حىت ولو كانت كافرين‬
‫ك بِِو ِع ْل ٌم فَال تُ ِط ْع ُه َما‬
‫س لَ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ ،‬فقال تعاىل ‪َ ﴿ :‬وإِ ْن َج َ‬
‫اى َد َاك َعلى أَ ْن تُ ْشرَك يب َما لَْي َ‬
‫وص ِ‬
‫احْب ُه َما ِيف الدرنْيَا َم ْعُروفًا ﴾ [ لقمان ‪. [ٔ٘ :‬‬ ‫ََ‬
‫ويف حال األمة اإلسالمية يرى أن صالح أمرىا واخلالص ذلا شلا ىى فيو إظلا يكون بًتبية‬
‫أبنائها على حب النيب ادلصطفى – صلى هللا عليو وسلم – وآل بيتو الكرام عليهم السالم ‪،‬‬
‫وترسيخ قيمة بر الوالدين يف نفوس أبنائها ‪ ،‬وىف ذلك فليتنافس ادلتنافسون‪.‬‬

‫ويف ختام الدراسة يوضح الباحث بعض النتائ اليت استفادهتا من دراستو للرب الوالدين‬
‫والعقوق يف القران والسنة النبوية كما يلي ‪-:‬‬
‫أ‪.‬من البارين بوالديك ‪:‬‬

‫ٔ‪.‬احلافظ على مسعة والديك وشرفهما وماذلما ‪،‬وال أتخذ منهما شيئا بدون إذهنما‪.‬‬
‫ٕ‪.‬إعمل ما يسر والديك ولو يف غَت أمرعلا ‪،‬كاخلدمة وشراء اللوازم واالجتهاد‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬شاور والديك يف أعمالك كلها ‪ ،‬واعتذر ذلما إذا اضطررت للمخالفة‪.‬‬
‫ٗ‪.‬أكرم أصدقاء والديك وأقرابءعلا ‪ ،‬وال تصادق عدوعلا يف حياهتما وبعد موهتما‪.‬‬
‫٘‪.‬ال جتادل والديك ‪ ،‬وال ختطئهما ‪ ،‬وحاول أبدب أن تبُت ذلما الصواب‪.‬‬
‫‪.ٙ‬ال تعاند والديك وال ترفع صوتك عليهما وأنصت حلديثهما وأتدب معهما ‪ ،‬وال تزع‬
‫أحد إخوتك إكراما لوالديك‪.‬‬
‫‪.ٚ‬ساعد أمك يف البيت ‪ ،‬وال تتأخر عن مساعدة أبيك يف العمل‪.‬‬
‫‪.ٛ‬ال تتناول طعاما قبل والديك ‪ ،‬وأكرمهما يف الطعام والشراب واللباس‪.‬‬
‫‪.ٜ‬ال تتكرب يف االنتساب إىل أبيك ولوكنت ذا مركز كبَت ‪ ،‬واحذر أن تنكر معرفتهما أو‬
‫تؤذيهما ولو بكلمة واحدة‪.‬‬
‫ٓٔ‪.‬ال تبخل ابلنفقة على والديك حىت يشكواك فهذا عار عليك وسًتى ذلك من أوالدك‬
‫فكما تدين تدان واجلزاء من جنس العمل‪.‬‬
‫ٔٔ‪.‬إحذر أن تعق الوالدين وتغضبهما فتشقى يف الدنيا واآلخرة ‪ ،‬وسيعاملك أوالدك مبثل‬
‫ما تعامل بو والديك‪.‬‬
‫ٕٔ‪.‬إذا اختلفت مع والديك يف الزواج والطالق فاحتكم إىل الشرع فهو خَت عون لكم‪.‬‬
‫ٖٔ‪.‬إذا اختصم أبواك مع زوجتك فكن حكيما وأفهم زوجتك أنك معها إن كان احلق ذلا‬
‫وأنك مضطر لًتضي والديك‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ٗٔ‪.‬دعاء الوالدين مستجاب فاحرص على أن يدعو لك والداك ابخلَت ‪ ،‬واحذر دعاءعلا‬
‫عليك ابلشر ‪.‬‬

‫ب‪ .‬من مضار( عقوق الوالدين )‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬إن هللا حرم عقوق األمهات ‪.‬‬


‫ٕ‪.‬ال تعقن والديك وإن أمراك أن خترج من أىلك ومالك ‪.‬‬
‫ٖ‪.‬عقوق الوالدين من أكرب الكبائر ‪.‬‬
‫ٗ‪.‬من الكبائر شتم الرجل والديو ‪.‬‬
‫٘‪.‬من أكرب الكبائر أن يلعن الرجل والديو ‪.‬‬
‫‪.ٙ‬العاق لوالديو ال يدخل اجلنة ‪.‬‬
‫‪.ٚ‬العاق لوالديو ال ينظر هللا إليو ‪.‬‬
‫‪.ٛ‬إن هللا يعجل للعاق لوالديو عقوبتو يف الدنيا ‪.‬‬

‫ومن ىنا كان ىذ البحث نواة أو غاية طيبة لإلصالح ابلتذكَت برب الوالدين من القرآن‬
‫ادلطهرة ‪.‬‬
‫الكرًن وال رسنّة النبوية َّ‬

‫ردا رتيالً ‪ ،‬وأن ينشر بُت‬


‫نسأل هللا تعاىل أن يصلح حال ادلسلمُت ‪ ،‬وأن يَُرَّدىم إىل دينهم ًّ‬
‫أبناء األمة الرب بوالديهم وحب ادلصطفة – صلى هللا عليو وسلم – وآل بيتو األطهار ‪ ،‬وأن‬
‫يبارك ىف ىذه البحث وينفع هبا ‪ ،‬وأن غلعل ذلك يف ميزان حسناتو يوم يلقاه ‪ ،‬وصلى هللا‬
‫على سيدان دمحم وعلى آلو وصحبو وسلم‪.‬‬
‫امل ص ادر وال م راج ع‬

‫القران الكرًن‪.‬‬ ‫ٔ‪.‬‬

‫إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت الدمشقي ‪.‬تفسري القران‬ ‫‪.2‬‬
‫الكرمي ‪ .‬الطبعة العاشرة ‪ٕٕٓٔ .‬م ‪.‬القاىرة – مصر ‪ :‬ادلكتبة التوفيقية‪.‬‬

‫أزتد بن شعيب النسائ ي‪ .‬سنن النسائ ى‪ ( .‬تعليق ‪ /‬جالل الدين السيوطي )‬ ‫ٖ‪.‬‬
‫‪.‬طبعة الثالثة ‪ .‬حلب ‪ :‬مكتب ادلطبوعات االسالمية ‪ ٔٗٔٗ ،‬ى ‪.‬‬

‫لإلمام العالمة ابن ادلنظور‪.‬لسان العرب‪ٕٖٓٓ.‬م‪.‬القاىرة ‪ :‬دار احلديث‪.‬‬ ‫ٗ‪.‬‬

‫لالمام احلافظ أيب بكر دمحم بن الوليد بن خلف القرشي لطرطوشي‪ .‬بر الوالدين‪.‬‬ ‫٘‪.‬‬
‫ٕٕٓٓم‪ .‬بَتوت – لبنان ‪ :‬مؤسسة الكتب الثقافية‪.‬‬

‫د‪ .‬سعيد بن علي بن وىف القحطاين‪ .‬بر الوالدين‪ .‬مطبعة سفَت‪ ،‬الرايض‪.‬‬ ‫‪.ٙ‬‬

‫لالمام أيب زكراي ػلِت بن شرف النووي‪ٕٓٓٛ .‬م‪ .‬شرح رايض الصاحلني ﵀مد‬ ‫‪.ٚ‬‬
‫صاحل العثيمنب‪ .‬االسكندرية – مصر ‪ :‬دار العقيدة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫حافظ اإلمام رتال الدين أيب الفرج عبد الرزتن ابن اجلوزي البغدادي‪ٕٕٓٓ.‬م‪ .‬بر‬ ‫‪.ٛ‬‬
‫الوالدين‪ .‬بَتوت – لينان ‪:‬مؤسسة الكتب الثقافية‪.‬‬

‫د‪ .‬خَت دمحم فاطمة‪ .‬األخالق اْلسالمية للناشئة‪ٕٓٓ٘.‬م‪ .‬بَتوت – لبنان ‪ :‬دار‬ ‫‪.ٜ‬‬
‫اخلَت‪.‬‬

‫ٓٔ‪ .‬ابرىيم زلمود‪.‬مواقف الصاحلني للبنات والبنني‪ٕٓٓٙ.‬م‪ .‬الطبعة األوىل‪.‬‬


‫االسكندرية – مصر ‪ :‬دار الدعوة‪.‬‬

‫ٔٔ‪ .‬د‪ .‬دمحم خَت فاطمة‪ .‬األداب اْلسالمية‪ٕٜٓٓ .‬م‪ .‬بَتوت – لبنان ‪ :‬دار اخلَت‪.‬‬

‫ٕٔ‪ .‬االمام احلفظ أيب بكر أزتد بن احلسُت البيهقي‪.‬األداب‪.‬الطبعة األوىل‪ ٜٔٛٛ .‬م‪.‬‬
‫بَتوت – لبنان ‪ :‬مؤسسة الكتب الثقافية‪.‬‬

‫ٖٔ‪ .‬أيب بكر دمحم جعفر بن سهل اخلرائطي‪ .‬مكارم األخالق ومعاليها وُممود طرائقها‪.‬‬
‫طبعة األوىل‪ٜٔٛٙ .‬م ‪ .‬دمشق – سورية‪ :.‬دار الفكر ‪.‬‬

‫ٗٔ‪ .‬الشيخ اجلليل رضي الدين أيب نصر احلسن بن الفضل ‪ .‬مكارم األخالق ‪.‬‬
‫كويت ‪ :‬مكتبة األلفُت ‪.‬‬
‫٘ٔ‪ .‬احلافظ اإلمام أيب بكر عبد هللا بن دمحم بن عبيد إبن أيب الدنيا ‪ .‬مكارم األخالق ‪.‬‬
‫طبعة األوىل ‪ٜٜٔٛ .‬م ‪.‬بَتوت – لبنان ‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬

‫‪ .ٔٙ‬إمام احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثَت القرشي الدمشقي‪ .‬كتاب‬
‫البداية والنهاية‪ٕٓٔٓ.‬م‪ .‬القاىرة – مصر ‪ :‬دار ابن اجلوزي‪.‬‬

‫‪ .ٔٚ‬لإلمام أيب بكر أزتد بن احلسُت البيهقي‪.‬الطبهة األوىل‪ٕٓٓٓ.‬م‪.‬شعبة اْلميان‪.‬‬


‫بَتوت – لبنان ‪ :‬دار الكتب العلمية ‪.‬‬
‫‪ .ٔٛ‬للعالمة الشيخ علي بن سلطان دمحم القاري وشرح لإلمام العالمة دمحم بن عبد هللا‬
‫‪.‬الطبعة‬ ‫ادلصابيح‬ ‫مشكاة‬ ‫شرح‬ ‫ادلفاتيح‬ ‫مرقاة‬ ‫التربيزي‪.‬‬ ‫اخلطيب‬
‫األوىل‪ٕٓٓٔ.‬م‪.‬بَتوت – لبنان ‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫فهرس االية الكريمة‬

ٔٔ ‫س ًاان‬ ‫ح‬
ْ ِ‫اّللَ َوِابل َْوالِ َديْ ِن إ‬
ّ َّ
‫ال‬ ِ‫َخ ْذ َان ِميثَا َق بَِن إِ ْسرائِيل الَ تَ ْعبُ ُدو َن إ‬
َ ‫َوإِ ْذ أ‬
َ َ َ

ٕٔ          

ٖٔ         

ٔٗ              

ٔ٘ َ‫صا ِل ِحيه‬
َّ ‫ب هَةْ ِلي ِمهَ ال‬
ِ ّ ‫ِيه * َر‬ َ ‫ة ِإلَى َرتِّي‬
ِ ‫سيَ ْهد‬ ٌ ‫َوقَا َل إِوِّي ذَا ِه‬

ٔٚ ‫َولَقَ ْد آت َ ْيىَا لُ ْق َمانَ ْال ِح ْك َمةَ أ َ ِن ا ْش ُك ْر ِ ََّلِلِ َو َم ْه يَ ْش ُك ْر‬

ٕٚ        

ٕٛ َ‫ً ِإلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَ ْن ٌُؤْ ِمنَ ِم ْن لَ ْو ِم َن ِإ ََّّل َم ْن لَ ْد آ َمن‬ ِ ُ ‫َوأ‬


َ ‫وح‬

ٖٔ ‫ال يَ ْع ِرفُو َن‬ ِ ‫وبينهما ِحجاب ۚ و َعلَى ْاألَ ْعر‬


ٌ ‫اف ِر َج‬َ َ ٌ َ ََ
‫فهرس األحاديث‬

‫ٖ٘‬ ‫إنهم لوم خرجوا عصاة بغٌر إذن آبائهم‬

‫ٖٖ‬ ‫اإلٌمان باهلل والجهاد فً سبٌله ‪...‬‬

‫ٖٖ‬ ‫رضا هللا فً رضا الوالد ‪ ،‬وسخط هللا فً سخط الوالد‬

‫ٖٖ‬ ‫من أحق الناس حبسن صحبيت ‪. . . . . .‬‬

‫ٖٗ‬ ‫ثلثا البر والطاعة لألم ‪ ،‬والثالث لألب‬

‫ٖٗ‬ ‫من أصبح مطٌعا هلل فً والدٌه أصبح له بابان مفتوحتان من الجنة‬

‫ٖٗ‬ ‫من أصبح والداه راضٌٌن عنه أصبح وله بابان مفتوحان من الجنة‬

‫ٖٗ‬ ‫هل لن أحد من بالٌمن‬

‫ٖ٘‬ ‫أحً والدان‬

‫ٖ٘‬ ‫إنً أشتهً الجهاد وَّل ألدر علٌه‬

‫ٖ٘‬ ‫فاتك هللا فٌها ‪ ،‬فإذا فعلت ذلن فأنت حاج ومعتمر‬

‫ٖ٘‬ ‫فالزمها ‪ ،‬فإن الجنة تحت رجلٌها‬

‫‪61‬‬
‫‪ٖٙ‬‬ ‫اعمل ما شئت فإين أغفر لك‬

‫‪ٖٙ‬‬ ‫فليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار‬

‫‪ٖٙ‬‬ ‫من سره أن ٌمد له فً عمره وٌزاد فً رزله فلٌبر‬

‫‪ٖٙ‬‬ ‫من أحب أن ٌبسط له فً رزله‬

‫‪ٖٚ‬‬ ‫َّل ٌزٌد فً العمر إَّل البر‬

‫‪ٖٚ‬‬ ‫بار ٌنظر إلى والدٌه نظرة رحمة‬

‫‪ٖٛ‬‬ ‫ما من رجل ينظر إل أمهنظر رمحة‬

‫‪ٖٛ‬‬ ‫النظر إلى الوالدٌن عبادة‬

‫‪ٖٛ‬‬ ‫أخطأت احلق ول توافق السنة‬

‫‪ٖٜ‬‬ ‫إن أطٌب ما أكل الرجل من كسبه‬

‫‪ٖٜ‬‬ ‫إن أمً افتلتت – أي ماتت فجأة – نفسها ولم توص‬

‫‪ٖٜ‬‬ ‫إن أمي توفيت أ ينفعها إن تصدقت عنها‬

‫ٓٗ‬ ‫إن العبد لٌموت والداه أو أحدهما وإنه لهما لعاق‬

‫ٔٗ‬ ‫َّل تمش أمام أبٌن‪ ،‬وَّل تمعُد لبله ‪ ،‬وَّل تستسب له‬
‫ٕٗ‬ ‫ما رأٌت أحدا أشبه سمتا ً وَّل هدٌا ً‬

‫ٖٗ‬ ‫إن أبر البر صلة الولد أهل ود أبٌه‬

‫ٖٗ‬ ‫الصالة علٌهما واَّلستغفار لهما وإنفاذ عه ِد ِهما‬

‫ٖٗ‬ ‫من حج عن أبٌه وأمه فمد لضى عنه حجته‬

‫ٖٗ‬ ‫من حج عن أبوٌه‬

‫ٗٗ‬ ‫أرأٌت لو كان على أمن دٌن أكنت لاضٌة؟‬

‫ٗٗ‬ ‫إن أبً شٌخ كبٌر َّل ٌستطٌع الحج وَّل العمرة‬

‫٘ٗ‬ ‫إن أبً مات ولم ٌحج أفأحج عنه‬

‫٘ٗ‬ ‫كانت تحتً امرأة وكنت أحها‬

‫٘ٗ‬ ‫إن أبً ٌأمرنً أن أطلك امرأتً فهل أطلمها‬

‫‪ٗٙ‬‬ ‫انطلك ثالثة نفر ممن كان لبلكم حتى أواهم المبٌت إلى غار‬

‫‪ٗٛ‬‬ ‫أَّل أنبئكم بأكبر الكبائر‬

‫‪ٗٛ‬‬ ‫أَّل ولول الزور ‪ ،‬وشهادة الزور‬

‫‪ٗٛ‬‬ ‫ٌسب أبا الرجل فٌسب أباه ‪ ،‬وٌسب أمه فٌسب أمه‬

‫‪63‬‬
‫‪ٜٗ‬‬ ‫لعن هللا سبعة من خلمه‬

‫ٓ٘‬ ‫ثالث حرم هللا تبارن وتعالى علٌهم الجنة‬

‫ٓ٘‬ ‫ثالث َّل ٌنظر هللا إلٌهم ٌوم المٌامة ‪ :‬العاق لوالدٌه‬

‫ٔ٘‬ ‫كل الذنوب ٌؤخر هللا منها ما شاء إلى ٌوم المٌامة‬

‫ٔ٘‬ ‫وكثرة السؤال وإضاعة المال‬

‫ٔ٘‬ ‫من كان ٌومن با هللا فلٌمل خٌرا‬

‫ٕ٘‬ ‫وَّل تعمن والدٌن وإن أمران أن تخرج من أهلن ومالن‬

‫ٖ٘‬ ‫َّل تعص والدٌن وإن أمران‬


‫فهرس‬

‫ٔ‬ ‫ادلقدمة‬
‫(دتهيد ‪ :‬التعريفات)‬
‫(الفصل االول)‬
‫ادلبحث األول‬
‫‪ٙ‬‬ ‫ادلطلب األول ‪:‬تعريف الرب لغة واصطالحا‬
‫‪ٚ‬‬ ‫ادلطلب الثاين ‪:‬تعريف الوالدين لغة واصطالحا‬
‫ادلبحث الثاين‬
‫‪ٛ‬‬ ‫ادلطلب األول ‪:‬تعريف العقوق لغة واصطالحا‬

‫الفصل الثاين‬
‫(بر الوالدين يف القرآن الكرًن)‬
‫ادلبحث األول ‪:‬اآلايت اليت حتث على بر الوالدين‬
‫ٔٔ‬ ‫ٔ‪ .‬أمر هللا ابلرب الوالدين وال تشركون بو ‪ ،‬وأمر ابالحسان إليهما‬
‫ٕٔ‬ ‫ٕ‪ .‬النفقة على الوالدين‪.‬‬
‫ٖٔ‬ ‫ٖ‪.‬بر الوالدين واالحسان قراابهتما وال تشرك هللا‬
‫ٗٔ‬ ‫ٗ‪.‬أنزل هللا رزتة لَلبوين ويرزقهم‬

‫‪65‬‬
‫٘ٔ‬ ‫٘‪.‬طاعة على ادلعروف مبا ثبت يف تضحية امساعيل عليو السالم‬
‫‪ٔٚ‬‬ ‫‪.ٙ‬امتثال من قصة لقمان احلكيم وابنو و موعظة حسنة لتكون أوالد صاحلُت‬

‫ادلبحث الثاين ‪ :‬اآليت اليت تذم العقوق الوالدين‬


‫ٕٕ‬ ‫ٔ‪.‬منع دخول إىل اجلنة سبب عقوق الوالدين ولو تقل " ٍ‬
‫أف " ذلما‬
‫‪ٕٛ‬‬ ‫ٕ‪.‬قصة نوح عليو السالم‬
‫ٖٔ‬ ‫ٖ‪.‬ىل العاق إذا مات شهيدا يدخل اجلنة ؟‬

‫الفصل الثالث‬
‫(بر الوالدين يف السنة النبوية)‬
‫ادلبحث االول ‪:‬األحاديث اليت حتث على بر الوالدين‬
‫ٖٖ‬ ‫ٔ‪ .‬ومن ذترات بر الوالدين‬
‫ٖٖ‬ ‫ٔ‪ ٔ.‬بر الوالدين من أحب األعمال إىل هللا‬
‫ٖٖ‬ ‫ٕ‪ ٔ.‬رضا هللا يف رضا الوالدين‬
‫ٖٖ‬ ‫ٖ‪ ٔ.‬الوالدان أحق الناس ابدلعاملة احلسنة‬
‫ٖٗ‬ ‫ٗ‪ ٔ.‬رضا الوالدين غلعل لك اببُت مفتوحُت من اجلنة‬
‫ٖٗ‬ ‫٘‪ ٔ.‬بر الوالدين أفضل من اجلهاد‬
‫ٖ٘‬ ‫‪ ٔ.ٙ‬إذا كنت ابرا فأنت حاج ومعتمر ورلاىد‬
‫ٖ٘‬ ‫‪ ٔ.ٚ‬اجلنة عند رجل األم‬
‫‪ٖٙ‬‬ ‫‪ ٔ.ٛ‬إن هللا يغفر للبار وإن عمل ما شاء‬
‫‪ٖٙ‬‬ ‫‪ ٔ.ٜ‬بر الوالدين يطيل العمر ويوسع الرزق‬
‫‪ٖٚ‬‬ ‫النظر إىل الوالدين عبادة‬ ‫ٓٔ‪ٔ.‬‬
‫‪ٖٛ‬‬ ‫النفقة على الوالدين‬ ‫ٔٔ‪ٔ.‬‬
‫‪ٖٜ‬‬ ‫فضل التصدق عن الوالدين‬ ‫ٕٔ‪ٔ.‬‬
‫‪ٖٜ‬‬ ‫كيف يصبح العاق ابراً بعد موهتما‬ ‫ٖٔ‪ٔ.‬‬
‫ٓٗ‬ ‫كيف يكون بر الوالدين‬ ‫ٗٔ‪ٔ.‬‬
‫ٔٗ‬ ‫من الرب لُت اجلانب للوالدين‬ ‫٘ٔ‪ٔ.‬‬
‫ٕٗ‬ ‫من الرب القيام للوالدين‬ ‫‪ٔ.ٔٙ‬‬
‫ٖٗ‬ ‫من الرب إمضاء وصية الوالدين‬ ‫‪ٔ.ٔٚ‬‬
‫ٖٗ‬ ‫من الرب احل عن الوالدين‬ ‫‪ٔ.ٔٛ‬‬
‫٘ٗ‬ ‫ىل غلب طاعة الوالدين يف طالق ادلرأة‬ ‫‪ٔ.ٜٔ‬‬
‫‪ٗٙ‬‬ ‫إجابة الدعاء‬ ‫ٕٓ‪ٔ.‬‬

‫ادلبحث الثاين ‪ :‬األحاديث اليت تذم عقوق الوالدين‬


‫‪ٗٚ‬‬ ‫ٔ‪ .‬أقسام من أكرب الكبائر‬
‫‪ٗٛ‬‬ ‫ٔ‪ ٔ.‬عقوق الوالدين من أكرب الكبائر‬
‫‪ٗٛ‬‬ ‫ٕ‪ ٔ.‬من الكبائر شتم الرجل والديو‬
‫‪ٜٗ‬‬ ‫ٕ‪ .‬ألوان من عقوق‬
‫ٓ٘‬ ‫ٔ‪ ٕ.‬العاق لوالديو ال يدخل اجلنة‬
‫ٓ٘‬ ‫ٕ‪ ٕ.‬العاق لوالديو ال ينظر هللا إليو‬
‫ٔ٘‬ ‫ٖ‪ ٕ.‬إن هللا يعجل للعاق لوالديو عقوبتو يف الدنيا‬

‫‪64‬‬
‫ٔ٘‬ ‫ٗ‪ ٕ.‬إن هللا حرم عقوق األمهات وكثرة السؤال وإضاعة ادلال‬
‫ٕ٘‬ ‫٘‪ ٕ.‬ال تعقن والديك وإن أمراك أن خترج من أىلك ومالك‬

‫ٗ٘‬ ‫اخلادتة‬
‫‪ٜ٘-٘ٚ‬‬ ‫ادل ص ادر وال م راج ع‬
‫ٓ‪ٙ‬‬ ‫فهرس االية الكرؽلة‬
‫ٔ‪ٙٗ-ٙ‬‬ ‫فهرس األحاديث‬
‫٘‪ٙ‬‬ ‫فهرس‬

You might also like