Professional Documents
Culture Documents
شرع من قبلنا GROUP 7 -RKFQ 1321 - SECTION 2
شرع من قبلنا GROUP 7 -RKFQ 1321 - SECTION 2
RKQS 1321
شرع من قبلنا
كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية
الشعبة 2:
جمموعة7 :
احلمد هلل رب العاملني ،محدا كثريا طيبا مباركا فيه محدا يوايف نعمه ويكافئ مزيده ،اي ربنا لك احلمد
كما ينبغي جلالل وجهك وعظيم سلطانك .أشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له ،له امللك وله
احلمد وهو على كل شيء قدير ،وأشهد أن سيدان حممد عبده ورسوله .اللهم صلي على سيدان حممد
وعلى آله وصحبه أمجعني .فنشكر األستاذ املادة ،األستاذة سيدة األكمى بنت حممد يونس لوقتها
وتعليمها ملادة املدخل إىل أصول الفقه طول هذين شهرين .قد حان الوقت يل أن أكتب البحث حتت
2 -6 2املبحث األول -التعريف لغة واصطالح واحلجية بني املذاهب
احلمدّلل
ه احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على سيدان حممد وعلى آله وصحبه أمجعني،
الذي بفضله قد وهبنا العلم وجعله لنا نورا ونرباس تفتدي به ،أما بعد .أقدم هذا البحث إىل مجيع من
يهتم ابلعلم وإىل زمالنا الطالب وإىل كل من جيتمعنا هبم رابط العلم وإىل مجيع املدرسني والدارسني،
وهذا البحث هو البحث العلمي عن مادة املدخل إىل أصول الفقه يف الدراسات اإلسالمية.
م ن ننن ونتق ن نندم ه ن ننذا البح ن ننث إىل زمالنن ن ننا التالمي ن ننذ وإىل ك ن ننل م ن ننن جيمعن ن نناهم رابط العل ن ننم م ن ننن
مس ن ننتمعني وق ن نراء ومدرس ن ننني .فه ن ننذا البح ن ننث حت ن ننت موض ن ننوع ش ن ننرع م ن ننن قبلن ن ننا .يُطل ن ننب م ن ننن املس ن ننلمني
التفك ن ن ننري يف خلوق ن ن ننات خل ن ن ننط هللا ح ن ن ننة يتمكن ن ن نوا هب ن ن ننذه الطريق ن ن ننة م ن ن ننن زايدة ق ن ن ننتهم يف اإل ن ن ننان ابهلل.
وق ن ن نند اجتمعن ن ن ننا م ن ن ننرة ن ن ننرة عل ن ن ننى اخل ن ن ن عن ن ن نند عملي ن ن ننة يف تكمي ن ن ننل ه ن ن ننذا البح ن ن ننث ش ن ن ننرع م ن ن ننن قبلن ن ن ننا.
ومن ننن هن ن ننا نن نندرث أن البح ن ننث ،وه ن ننو جهن نند املق ن ننل ،وبضن نناعة الفق ن ننري إىل عف ن ننو ربن ننه كم ن ننا ك ن ننان
فين ننه من ننن توفين ننط فمن ننن هللا وحن ننده ،ومن ننا كن ننان فين ننه من ننن خطن ن أو زلن ننل أو نسن ننيان فمنن ننا ومن ننن الشن ننيطان،
وهللا ورسن ن ن نوله هللا لنن ن ن ننا التوفين ن ن ننط واوداين ن ن ننة .ليهن ن ن نندان عيوبنن ن ن ننا .وهللا ويل التوفين ن ن ننط واوداين ن ن ننة .منن ن ن ننه بن ن ن نراء،
أول قبل كل شيء ،هيا نرى اىل مقصود العموم شرع من قبلنا ،وهي الشريعة اليت أنزوا هللا
على البشرية على قوم النيب حممد صلى هللا عليه وسلم ،وهي عقيدة دينية قبل وصول التعاليم اإلسالمية
الشريعة اإلسالمية هي القانون الذي وضعه هللا سبحانه وتعاىل ملختلف األمم والشعوب اليت سبقتنا،
أي قبل النيب حممد صلى هللا عليه وسلم .الشريعة اليت أنزوا هللا على أنبيانه 1ورسله لينقلوا إىل قومهم
مثل شريعة النيب إبراهيم وموسى وعيسى .هذا يعين أن الشريعة اليت أُعطيت للنيب من قبل والشريعة قد
ومن اجلدير ابلذكر ،شرع من قبلنا لغة وهي الشرع عبادة عن البيان واألظهار يقال :شرع هللا
كذا أى جعله طري ًقا ومذهبًا ،ومنه املشرعة .2أما واصطالحا :يراد بشرع من قبلنا؛األحكام الة شرعها
هللا تعاىل لألمم السابقة وجاء هبا األنبياء السابقون ،وكلف هبا من كانوا قبل الشريعة احملمدية كشريعة
إبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصالة والسالم .ثل هذا املوضوع مدى ارتباط الشريعة اإلسالمية
ابألداين والقوانني السابقة ،ففي شريعة النيب حممد أحكام مثل شريعة الشعوب السابقة من اليهود
1ابن منظور ،حممد بن مكرم بن على ،أبو الفضل ،مجال الدين1232( ،م 1311 -م) ،لسان العرب ( ،بريوت:دار صادر
للطباعة والنشر) ،ص ١٧٦
2د.قطب مصطفى سانو 1424 ( ،م) ،معجم مصطلحات أصول الفقه (عريب -إجنليزي ) -نسخة مصورة ،الصفحات:
.482حجم امللفات 17.67 :ميجا ابيت .نوع امللفاتPDF , RAR :
وذا جند أن ،يف أصل الفقه ،يسمى قانون الشريعة املذكور يف القرآن والسنة شرع من قبلنا أو
قانون الشريعة أمامنا (املسلمون) .الشريعة املتعلقة هبذا القانون هي املقصود بشريعة شرع من قبلنا .ومن
مث ،وأصل "الشريعة قبلنا" هبذا املعىن املذكور ،تبناه اإلمام مالك رمحه هللا ،ومعظم املذاهب املالكية من
بعده ،وبناء عليه حكم فقهي ،وانتهوا بصحته .قاطع من الكتاب والسنة اليت حبثوا فيها .اختلف
العلماء يف األحكام اليت مل تثبت يف شرعنا ،وقد عُرف بوهتا ،وال مانع ملن يبطلها ،وذلك على ال ة
أقوال.
وإىل جانب كل ذلك ،القول األول :قاله مجهور العلماء حنفي ومالكي وبعض الشافعي وأمحد
يف رواية أعظم منه فيظنون أن ما قبلنا هو يف الواقع مرسوم لنا .الرأي الثاين :كانت األمة السابقة من
أداين قليلة 3عند بعض الشافعي واألشعري واملعتزلة والشيعة وأمحد .كما أن هناث من يعتقد أن الشريعة
يف املاضي ليست شريعة ألمة اليوم ،ويتم اختيار هذا من األصوليني وهم الغزايل ،واألمازيدي ،والرازي
،وابن حزم الظاهري ،وغريهم .العلماء كذلك .والثالث :ما قاله الزازا :ال يقف يف هذا األمر حة
يكون فيه دليل صحيح ،وهو قول ابن القشريي وابن برهان ،وبعض علماء األصول ال ينسبونه .من
اجل اي شخص.
3عبد الوهاب خالف١٣٧٥( ،هن) ،علم أصول الفقه ،دار القلم -دمشط ،الطبعة الثامنة ،عدد الصفحات٢٣٢ :
وابإلضافة ،مسانل العقيدة ال خالف بني العلماء أنه شرع قبلنا أنه شرع لنا ابلرضا ،ولكن
جيب أن نعلم أن قانوننا ال يلغي مسانل اإل ان لتلك الشرانع السابقة ،بل تقضي هبا .وبصرف النظر
عن العقيدة ،كاألحكام الشرعية كالصيام واحلج ،فهذا مشروع لنا بال نزاع ،مثل األضحية ،وهي
السنة اليت اتبعت يف الشريعة السابقة ،وقد أخرب النيب صلى هللا عليه وسلم .عنها أهنا سنة من عهد
يف ضوء هذا ،حبسب املذهب احلنفي ،فإن املالكي واإلمام أمحد وبعض الشافعي وابن تيمية
السنة الصحيحة ،وبيان أننا .مت تكليفه هبا أو ال ينطبط إنكاره .فمثالً هذا النوع خاص أبحكام
الشريعة الصادرة عن قوم سابقني ،كما شريعة هللا عن صيام( :اي أيها الذين آمنوا صوموا كما كان
على القوم السابقني) .4سورة البقرة ،اآلية .183 :وهذا النوع ال بد من اعتماده ،واحلجة فيه نص
5
اباب يف صحيحه وذكره.
شرعي ،وذلك ألن اإلسالم دين مجيع األنبياء ،وقد أدخل اإلمام البخاري ً
وهي :سورة فيما نزل يف دين األنبياء سورة واحدة.
4فمثالً هذا النوع خاص أبحكام الشريعة الصادرة عن قوم سابقني ،وقد جاء القرآن أو السنة ليثبت ذلك لنا كما جاء يف كلمته
-تعاىل -يف شريعة هللا . .صيام:
املتفط عليها ،أي على رأي اجلمهور ،القرآن ،والسنة ،واإلمجاع ،والقياس ،وهناث .ال اعتبار ملن
ينكر اإلمجاع مثل الشيعة واخلوارج .الشط الثاين :الدالنل اليت عليها خالف ،وهذه الرباهني مل يتفط
عليها مجهور املسلمني حجة ،ومنهم من يعلط على أحكامها ،ومنهم من ينفي إمتامها .واألدلة
املختلفة منها كثرية جدا .وقد أوصى به بعض أهل العلم على أكثر من عشرين حجة ،إال أن أشهرها
سبع براهني :االستحسان ،ومصلحة املرسل ،واالستصحاب ،والعرف ،وهي من الرباهني املتنازع
عليها ،ومذهب الصحابة .اخلراء ،وهي من احلجج اليت يوجد فيها اخلالف أيضا ،وقد شرعناها ،
وهي أول حجة فيها خالف ذكرها ابن قدامة رمحه هللا.
وابلتفصيل ،قال علماء احلنفية ،حنبله ،ابن حاجب (خبري املالكي أصل الفقه) ،البيضاوي
قبل اإلسالم .6وسببهم أن كل رسول أرسله هللا مدعو التباع أحكام الرسل السابقني .النيب حممد مدرج
أيضا يف هذه الدعوة .هناث الكثري من األدلة اليت تشري إىل أن حممد صلى هللا عليه وسلم قبل أن يصبح
ً
رسوال قد قام ببعض العبادات اليت مل يكن مصدرها جمرد سبب ،مثل أداء الصالة واحلج والعمرة ومتجيد
ً
6وهبة الزهيلي ،أصول الفقه اإلسالمي ،اجمللد الثاين ( ،بريوت :دار الفكر 1986( ،م) ص ، 839وكذلك عبد الكرمي زيدان
،الوجيز يف أصل الفقه ،ص .263
وكذلك ،من آايت القرآن وممارسة الرسول حممد صلى هللا عليه وسلم ،القول املقبول ،كما
قال السيوكاين ،هو القول أبن النيب حممد صلى هللا عليه وسلم قبله بعث حممد كرسوال ،واتبع شريعة
النيب إبراهيم عليه السالم .7ألن النيب كان ارس شريعة النيب إبراهيم كثرياً .كن فهم هذا بوضوح
خصوصية شريعة إبراهيم على النيب حممد .فعبد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قبل أن يصري رسوالً
كان على اتباع شريعة إبراهيم .فهذا هذا هو فهمي وذا املوضوع .أنمل ،من خالل تبادل املعرفة إىل
حد ما ،أن نفتح عقول املسلمني لدراسة اتريخ هذه الشريعة اإلسالمية املقدسة.
7نشيح صاحل النعمان ،أحكام عاصي السريعي السماوية السبع وموقف علماء األشول منها1985( ، ،م) الصفحة ، 71مكة
املكرمة :جامعة أم القرى
املبحث الثاين -أقسام شرع من قبلنا ابملثال
هناث نوعان من الشريعة للسابقني ،شرانع من قبلنا على أربعة أقسام :األول الشريعة اليت مل يرد ذكرها
يف القرآن أو السنة ،بل يف الرسالة أو الكتب السابقة .والنوع الثاين الشريعة اليت وردت يف القرآن والسنة
ع من قبلنا شرعٌ لنا ما وهي تقسم إىل ال ة أقسام :ما قام الدليل أنه مفروض علينا قول األولَّ :
أن شر َ
ِ
األحناف قول مجهوِر العلماء من وورد من طر ِيط وح ٍي ال من طر ِيط كتبِهم َّ
احملرفة ،وهو ُ مل يُنسخَ ،
الراجح.8
أكثر أصحابه ،وهو َّ أصح هِ و ِ
املالكية ِ
الروايتني عن اإلمام أمحد ،وعليه ُ وبعض الشَّافعية ،و ِه
إذا قص القرآن أو السنة الصحيحة حكما من األحكام الشرعية ،اليت شرعها هللا ملن سبقنا
من األمم ،على ألسنة رسلهم ونص على أهنا مكتوبة علينا ،كما كانت مكتوبة عليهم ،فال خالف يف
ِ َّ ِ
{اي أَينُّ َها الذ َ
9
ب َعلَْي ُك ُم
ين َآمنُوا ُكت َ أهنا شرع لنا وقانون واجب اتباعه بتقرير شرعنا وا ،كقوله تعاىلَ :
ين ِم ْن قَنْبلِ ُك ْم} سورة البقرة .193قد دلت هذه اآلية أن عبادة الصوم َّ ِ
ب َعلَى الذ َ
ِ ِ
الصيَ ُام َك َما ُكت َ
ه
بدأت شرعيته إىل أمم السابقة .كان الصيام األمم السابقة ليس له فروق كثرية ابلصيام الذي فرضت
على أمم النيب حممد صلى هللا عليه وسلم مثل اختالف عدد األايم والوقت احملدد .ومع ذلك فهناث
تشابه بني الصيام أمم السابقة وأمة حممد حيث شرع االمتناع عن األكل والشرب والتواجد مع الزوجة
،ولكن الغرض املهم من الصوم نفسه والغاية منه هو الرضا وزايدة الطاعة إىل هللا سبحانه وتعاىل.
احلكم :ال يعمل به بال اخلالف من العلماء وقص القرآن الكرمي أو السنة الصحيحة حكما
من هذه األحكام ،وقام الدليل الشرعي على نسخه ورفعه عنا ،فال خالف يف أنه ليس شرعا لنا
ابلد ليل الناسخ من شرعنا ،مثل ما كان يف شريعة موسى من أن العاصي ال يكفر ذنبه إال أن يقتل
نفسه ،ومن أن الثوب إذا أصابته جناسة ال يطهره إال قطع ما أصيب منه ،وغري ذلك من األحكام اليت
وعلى سبيل املثال ،أمر هللا سبحانه وتعاىل أمة موسى عليه السالم من الذي عبادة العجل قد
وس ٰى لَِق ْوِم ِه َاي ْقوِم إِنَّ ُك ْم ظَلَ ْمتُ ْم أَن ُف َس ُكم ِابِهّتَ ِاذ ُك ُم قتل بعضهم بعض كالتوبة إىل هللاَ ﴿ .وإِ ْذ قَ َ
ال ُم َ
اب َعلَْي ُك ْم ۚ إِنَّهُ ُه َو َّ الْعِجل فتُوبوا إِ َ ٰىل اب ِرنِ ُكم فَاقْتلُوا أَن ُفس ُكم َٰذلِ ُكم خري لَّ ُكم ِع َ ِ
اب
التو ُ ند َاب ِرن ُك ْم فتَ َ َ ْ ْ َ ٌْ ْ َ ْ َْ ُ
الرِح ُيم﴾ .وهذه اآلية تدل على كيفية التوبة على من الذي يعمل بعبادة العجل يف ذلك الوقت.
َّ
من أمثلة األخرى ،حرم هللا اللحوم على اليهود كما دل النص من القرآن الكرمي ﴿
ِ ِ َّ ِ
ورُُهَا وم ُه َما إَِّال َما َمحَلَ ْ
ت ظُ ُه ُ ين َها ُدوا َحَّرْمنَا ُك َّل ذي ظُُف ٍر ۖ َوم َن الْب َق ِر َوالْغَنَِم َحَّرْمنَا َعلَْي ِه ْم ُش ُح َ
َو َعلَى الذ َ
ص ِادقُو َن﴾ .وجاءت اآلية اليت ينسخ تلك ِ
اهم بِب ْغيِ ِه ْم ۖ َوإِ َّان لَ َ اختَنلَ َ بِ َعظٍْم ۚ َٰذل َ
ك َجَزينَ ُ أَ ِو ْ
احلََو َااي أ َْو َما ْ
يل ُحمَّرما علَى طَ ِ
اع ٍم يَطْ َع ُمهُ إَِّال أَن يَ ُكو َن َمْينتَةً أ َْو ِ ِ
احلكم كما قال هللا تعاىل ﴿ قُل َّال أَج ُد ِيف َما أُوح َي إِ ََّ َ ً َ ٰ
اضطَُّر َغ ْ َري َاب ٍغ َوَال َع ٍاد فَِإ َّن س أ َْو فِ ْس ًقا أ ُِه َّل لِغَ ِْري َّ
اّللِ بِِه ۚ فَ َم ِن ْ ِ ٍِ ِ ِ
وحا أ َْو َحلْ َم خنزير فَإنَّهُ ر ْج ٌ
َد ًما َّم ْس ُف ً
ور َّرِح ٌيم﴾.
ك َغ ُف ٌ
َربَّ َ
هذه اآلية تنسخ النهي عن احليواانت اليت حرمت وأصبحت شريعة لألنبياء السابقني وال تنطبط
على النيب حممد وأمته .وف ًقا سيد الطنطاوي ،توضح هذه اآلية أنه ال يوجد طعام ممنوع على أمة النيب
حممد إال إذا كان الطعام على شكل جيف (حيواانت ميتة ال تذبح وف ًقا للشريعة) 10أو على شكل
دماء سانلة ،كالدم الذي خيرج من ذبح احليواانت ،ال يتخثر الدم مثل الكبد والطحال .كما حيرم
أكل حلوم الكالب واخلنازير ألهنا تعترب قذرة ومكروهة من قبل الشخصيات الصحية ومضرة ابلصحة.
10حممد سيد طنطاوي ،1997،تفسري الوسي ص ، 1555دار هنضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع ،الفجالة – القاهرة
،الطبعة :األوىل
ما مل يقم الدليل على بقاء احلكم أو عدمه وموضع اخلالف هو ما قصه علينا هللا أو رسوله
من أحكام الشرانع السابقة ،ومل يرد يف شرعنا ما يدل على أنه مكتوب علينا كما كتب عليهم ،أو أنه
ك َكتبنَا َعلَى بَِين إِ ْسَرانِيل أَنَّهُ َم ْن قتَل ن ْف ًسا بِغَ ِْري ن ْف ٍ ِ ِ
س َ َ َج ِل َذل َ
مرفوع عنا ومنسوخ كقوله تعاىل{ :م ْن أ ْ
ني
س َوالْ َع ْ َ َ {وَكتبنَا َعلَْي ِه ْم فِ َيها أ َّ
َن الن ْفس ِابلن ْف ِ َّاس َمج ًيعا} وقولهَ :
َ َ أ َْو فَ َس ٍاد ِيف ْاأل َْر ِ
ض فَ َك َََّّنَا قتَل الن ِ
فقال مجهور احلنفية وبعض املالكية والشافعية :أنه يكون شرعا لنا وعلينا اتباعه وتطبيقه ،ما
دام قد قص علينا ومل يرد يف شرعنا ما ينسخه؛ ألنه من األحكام اإلوية اليت شرعها هللا على ألسنة
رسله ،وقصه علينا ومل يدل الدليل على نسخها ،فيجب على املكلفني اتباعها ،ووذا استدل احلنفية
على قتل املسلم ابلذمي ،وقتل الرجل ابملرأة إبطالق قوله تعاىل{ :الن ْفس ِابلن ْف ِ
س}. َ
وقال بعض العلماء :إنه ال يكون شرعا لنا؛ ألن شريعتنا انسخة للشرانع السابقة ،إال إذا ورد يف شرعنا
ما يقرره ،واحلط هو املذهب األول؛ ألن شريعتنا إَّنا نسخت من الشرانع السابقة ما خيالفها فق ؛
وألن قص القرآن علينا حكما شرعيا سابقا بدون نص على نسخه هو تشريع لنا ضمنا؛ ألنه حكم
إوي بلغة الرسول إلينا ومل يدل على رفعه عنا؛ وألن القرآن مصدق ملا بني يديه من التوراة واإلجنيل فما
ذكر يف ش نريعتنا ،كاألحكام املوجودة عند أهل الكتاب ومل نعلم طريقاً
ش ننرع من قبلنا ،ولكن مل يرد وا ٌ
تفط على أننه ليس بشن ن ن ن ن ن ننرٍع لننا ،واألمر فينه
ونا إال منهم ،ومل يرد يف شن ن ن ن ن ن نريعتننا منا يُبطلنه ،وهنذا النوع ُم ٌ
النيب -عليه الصن ن ن ننالةُ والسن ن ن ننالم:-
موقوف على التح هقط من ُبوت تشن ن ن نريعه من هللا تعاىل وذلك لقول ه
ٌ
اّللِ -
نول َّ أله ِل اإل ْس ن ن ن َالِم ،فَ َ
قال َرس ن ن ن ُ ِ
ابلعَربِيَّة ْ التوَراةَ ابلعِ ْ َربانِيَّ ِة ،وي َف ِهس ن ن ن ُر َ
وهنَا َ
ِ ِ
(كا َن ْأه ُل الكتَاب ي ْقَرُؤو َن ْ
ابّللِ وما أُنْ ِزَل) [البقرة:
(آمنَّا َّ ِ صن ن نلَّى هللا عليه وسن ن نلَّم :-ال تُصن ن ن هِدقُوا أهل ِ
الكتَ ِ
وه ْم وقُولواَ :
اب وال تُ َك هذبُ ُ َْ َ َ ُ َ
11
.)]136
11رواه البخاري ،يف صحيح البخاري ،عن أبو هريرة ،الصفحة أو الرقم ،7542:صحيح.
املبحث الثالث -الداللة من شرع من قبلنا
أما النافون للتعبد بشرع سابط ،أدلة النفاة .استدل النافون قبل البعثة بدليلني عقليني :أوال،
فلو كان النيب حممد ﷺ من أتباع داينة سابقة ،لكان معروفا هبا ومرتبطا بطقوسها وأهلها ،ولكن مل يتم
تسجيل مثل هذا االرتباط أو املمارسة عنه قبل نزول اإلسالم .اثنيا ،لو كان النيب حممد ﷺ قد اتبع
دينا سابقا ،لكان أهل ذلك الدين يفتخرون ابرتباطه بدينهم ،وكان من املمكن أن يكون معروفا بعد
نبوته ،ولكن ال يوجد مثل هذا الكربايء أو االرتباط ،مسجلة يف التاريخ 12.وقد استدل النفاة أبدلة
13
أربعة:
وملا أرسل النيب ﷺ معاذ قاضيا إىل اليمن س له عما سيحكم به .ف جاب معاذ أنه سيحكم ابلقرآن
والسنة ،مث حبكمه إذا مل جيد حال واضحا فيها .وقد وافط النيب ﷺ على ذلك دون أن يذكر أي حديث
شرعي سابط ،فدل على أنه لو اتبع أحدا لكان قد وجه معاذها إليه .قال تعاىل﴿ :لِ ُك ِهل َج َع ْلنَا ِمن ُك ْم
ِش ْر َعةً َوِمْنن َهاجا﴾ (املاندة ،)48:يشري هذا إىل أن كل جمموعة وا شريعتها اخلاصة ،وال كن جملموعة
واحدة أن تطالب ابتباع شريعة جمموعة أخرى .حة أن املعتزلة ذهبت إىل حد االدعاء أنه من املستحيل
القيام بذلك.
12حسين حممد العطار ،شرع من قبلنا ،مؤسسة انفذ للبحث والطباعة والنشر .ص .183
، Ibid13ص .199 – 198
إذا كان النيب حممد ﷺ من أتباع قانون ديين سابط ،لكان جيب عليه تعلمه واتباعه .وابملثل،
فإن والدته كانت ستُلزم بتعليمه هذا القانون .كما كان يطلب من أصحاب النيب البحث واالستفسار
عن هذا القانون يف حالة وجود أي خالفات أو خالفات بينهم.كانت الشرانع السماوية السابقة خاصة
أبنبيانهم وأتباعهم ،بينما الشريعة اإلسالمية عاملية وألغت مجيع القوانني السابقة .أرسل الرسول حممد
رسوال جلميع الناس ،وليس جمرد مجاعة معينة .لذلك ،إذا كان قد اتبع قانوان سابقا ،لكان خاصا بشعبه
أدلة املثبت ،استدل املثبتون بدليلني :أوال ،دعا مجيع األنبياء السابقني الناس إىل اتباع شريعة
النيب حممد ﷺ بشكل عام .اثنيا ،تشري الرواايت إىل أن النيب حممد ﷺ قام قبل نبوته أبفعال ال يوجهها
املنطط وحده 14.وقد استدل املثبتون وهم الفريط األول أبدلة أربعة 15:أن شرع من قبلنا من الشرانع اليت
اقدهُ﴾ (األمام.)90:
، Ibid14ص .184
15أخرجه البخاري يف صحيحه :كتاب الصالة ،ابب :من نسي صالة ...رقم ( )597ص .1/194
صْيننَا بِِه ِ ع لَ ُك ْم ِم َن ال هِدي ِن َما َو َّ
صى بِِه نُوحاً َوالَّذي أ َْو َحْيننَا إِلَْي َ
ك َوَما َو َّ ﴿شَر َ
قال هللا عز وجلَ :
ين َوَال تَن َفَّرقُوا فِ ِيه﴾ (الشورى ،)13:فدل على وجوب إتباع شريعة ِ ِ
يسى أَ ْن أَق ُ
يموا ال هد َ
ِ
وسى َوع َ
ِ ِ
إبْنَراه َيم َوُم َ
نوح ألن كلمة (الدين) اسم ملا يدان هللا تعاىل به من اإل ان والشرانع ،وقال تعاىل﴿ :أان أنزلنا الثورة
كان النيب مل يتعبد وف ًقا لقانون سابط ،ملا كانت احلجة القانمة على حقيقة أن القصاص واجبة يف بين
استدلوا على وجوب قضاء الصالة أبن النيب ﷺ ملا قال" :من نسي صالة فليصل إذا ذكرها،
ال كفارة وا إال ذلك وقرأ قوله تعاىل﴿ :وأقم الصالة لذكري﴾" ،16فلو مل يكن النيب موسى ﷺ من
أتباع الشريعة اإلوية السابقة ملا كان تالوة اآلية اليت ّتاطبه ابلفاندة .وابملثل ،أشار إىل التوراة يف حالة
رجم رجل يهودي ابحلجارة ،مما يدل على أُهية اإلملام ابلقوانني السماوية السابقة .واحلجة أن النيب
حممد ﷺ كان يفضل االتفاق مع أهل الكتاب على أمور مل تُنزل عليه ابلوحي .ومع ذلك ،كان هذا
التفضيل مفيدا فق إذا مت اعتبار قانوهنم مو وقا ،وإال فلن تكون االتفاقية مفيدة.
16حسين حممد العطار ،شرع من قبلنا ،مؤسسة انفذ للبحث والطباعة والنشر .ص .200 – 199
شرح ما سبط ،أدلة النافون :يناقش عن كيف أنه ال جيوز ذكر القوانني السابقة يف احلديث
ألهنا مدرجة ابلفعل يف القرآن أو حمدودة النطاق .ويشري املؤلف أيضا إىل أنه ال جيوز للعلماء الرجوع
إىل الكتب السابقة إال يف األمور اليت مل يتناووا القرآن .ضي املقطع ليوضح أن اإلمجاع على أن
شريعتنا حتل حمل القوانني السابقة ليست مطلقة ،ولكنها تنطبط فق على األمور اليت حتل حملها شريعتنا
17
بوضوح ،مثل شرعية القصاص ،وحترمي الزان والسرقة ،وغريها.
القرآن مصدق ملا بني يديه من التوراة واإلجنيل ،وبناء عليه استدل الفقهاء على جواز قسمة
17أخرجه ابن ماجه يف سننه :كتاب الصدقات ،ابب :الكفالة ،رقم ( )2405ص .2/804
18حسين حممد العطار ،شرع من قبلنا ،مؤسسة انفذ للبحث والطباعة والنشر .ص .200 – 199
، Ibid19ص .197 – 196
مث ،أدلة املثبتني :يناقش عن تفسري بعض اآلايت القرآنية وكيفية ارتباطها بعاملية التوجيه
الديين .تشري اآلايت إىل املبادئ األساسية للدين ،مثل احلفاظ على احلياة والفكر والنسب والشرف
أبن هذه اآلايت ال تقدم أدلة قاطعة على أحكام شرعية حمددة ،بل تؤكد على أُهية التوحيد ومثال
النيب إبراهيم بدليل هناية اآلية﴿ :وما كان من املشركني﴾ .ويشري املؤلف أيضا إىل أن آية "بواسطته
مشريا إىل أن هذه حيكم األنبياء" هي بيان للحقيقة وليست وصية وقوله تعاىلِ َ :
﴿حي ُك ُم هبَا النبيُّو َن﴾ً ،
ْ
املبادئ أساسية جلميع األداين ،ولكنها قد ال تنطبط بنفس الطريقة على مسانل قانونية حمددة ،واليت
20
كن أن تتغري وقت.
ِ َّ ِ
ب َعلَْي ُك ُم ﴿اي أَينُّ َها الذ َ
ين َآمنُوا ُكت َ أما إجياب القصاص فهو اثبت يف شرعنا ،قال هللا تعاىلَ :
اعتَ ُدوا َعلَْي ِه ِِثْ ِل ِ
اص ِيف القتلى﴾ (البقرة ،)178 :وقال سبحانه وتعاىل﴿ :فَ َم ِن ْاعتَ َدى َعلَْي ُك ْم فَ ْ
ص ُالْق َ
َما ْاعتَ َدى َعلَْي ُك ْم﴾ (البقرة ،)194 :وقضاء الصالة اثبت ا أوحي إىل النيب ﷺ إال أنه نبه أمته على
مشاهبتها يف احلكم ألمة موسى عليه السالم ،وأما رجوعه عليه السالم إىل التوراة فإَّنا كان إللزام اليهود
إبنكارهم مشروعية الرجم ،وإظهار صدقه فيما كان قد أخرب به أن الرجم مذكور يف التوراة ،ال ألن
21
يستفيد حكم الرجم منها ،ويدل عليه أنه مل يرجع إليها فيما عداه.
األول :قالوا إن البيان أبن استخدام املصطلح "مطلط" أو "غري مقيد" لشيء ما يعين املوافقة عليه،
ولكن جيب منح املوافقة فق إذا كانت مقبولة .التوقيت هو مثال على ذلك ،حيث يتطلب اعتماد
22
دليل .كان النيب ملتزما بشرانع الدين ،ومل تبطل هذه الشرانع إال بدليل النسخ بعد وفاته.
يف قانوهنم الديين .جيادل املؤلف أبن إرسال األنبياء كان لتوضيح ما حيتاج الناس إىل معرفته وأن نبيا
جديدا مل يرسل إال عند الضرورة ،مع تعاليمهم اليت حتل حمل تعاليم النيب السابط .لذلك ،يستنتج املؤلف
أن مفهوم النسخ ينطبط فق على جوانب القانون الديين اليت كن أن تكون عرضة للنسخ وليس
23
ملبادئ أساسية مثل التوحيد.
، Ibid22ص .186
، Ibid23ص .187
أدلة األقوال يف املسألة (الفريق)
النيب ﷺ م مور ابتباع هداية األنبياء السابقني ،وهي الشريعة اإلوية ما مل يتم نسخها أو تعديلها
بشريعته .واعرتض على أن اوداية هي اوداية املشرتكة واملتفط عليها بني األنبياء ،وهي األصول والتوحيد.
إال أن جوابه :أن التخصيص احملدد يتطلب أدلة ،واألدلة غري موجودة لدى املعرتض ،بل التوجيه شامل
24
لألصول والفروع ،ومن حيدد العام جيب تقدمي الدليل.
الثاين ،وقوله تعاىل( :إان أنزلنا التوراة فيها هدى ونور حيكم هبا النبيو َن الَّ ِذين أسلموا.)...
وجه الداللة :أن النيب حممد ﷺ أمر ابتباع شريعة األنبياء الذين سبقوه .وقد أ ري اعرتاض على أن اآلية
املعنية ليست حتمية ،بل بيان خري .واجلواب ما سبط :أنه ال يوجد دليل على هذا االعرتاض وأن
25
الثالث ،وقوله تعاىل( :مث أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم .)...وجه اجلملة أمر حتمي يتضمن أمرا.
الداللة :أن حممدا م مور نصا ابتباع ملة إبراهيم فيكون متعبدا يشرع من قبله .واعرتض ذلك أبن امللة
24انظر املهذب يف أصول الفقه املقارن (ج-۳ص ،)۹۷۲انظر اإلحكام يف أصول األحكام (ج-٤ص ،)١٤٤انظر املهذب يف
أصول الفقه املقارن (ج-٣ص.)٩٧٢
25
انظر املهذب يف أصول الفقه املقارن (ج-۳ص ،)٩٧٣انظر اإلحكام يف أصول األحكام (ج-4ص ،)١٤٦ينظر :أصول
البزدوي ( - )1/234اصول السرخسي (.)2/104
واجلواب :أن ّتصيص ذلك ابلتوحيد غري صحيح ،بل امللة تشمل الفروع واألصول وال دليل
على التخصيص ،وإذا سلم املخالف أبن امللة األصول والفروع واعارض أبنه إَّنا وجب عليه اتباعها ا
أوحي ،يرد عليه أن من شرانع األمم السابقة أحكام مل يرد فيها وحي فيجب اتباعها26.أدلة القول
الثاين:
األوىل ،حوله تعاىل( :ل ُكل َج َع ْلنَا ِمْن ُك ْم ِش ْر َعةً َوِمْنن َهاجا) .وجه الداللة :أن كل نيب مكلف
احلصرية لكل نيب لقانونه الديين .عادة ما أييت هذا النيب بغالبية القانون الديين ،وحة إذا كان هناث
بعض أوجه التشابه مع شريعة نيب آخر ،فإن احلكم يستند إىل األغلبية .ليس املقصود من اآلية أن تدل
27
على املخالفة يف املنهاج للجميع ،بل للبعض فق وهو ما قام الدليل فيه على انتساخه.
26
انظر املهذب يف أصول الفقه املقارن (ج-۳ص ،)۹۷۳انظر اإلحكام يف أصول األحكام (ج-٣ص ،)١٤٧ينظر :أصول
البزدوي ( - )۱/۲۳۲أصول السرخسي (.)2/103
27انظر املهذب يف أصول الفقه املقارن (ج-٣ص ،)٩٧٦ينظر :أصول البزدوي ( - )1/234أصول السرخسي (- )2/104
التحبري شرح التحرير ( ،)8/3786اثمر محزة داود وزارة ،شرع من قبلنا وأ ره يف اختالفات الفقهاء مع َّناذج تطبيقية .ص .96
َما َو ِس َعة إال أن يتبعين .ووجه الداللة :أن النيب هنى عمر أن يرجع للتوراة وهي شرع من قبلنا فنهيه
داللة على عدم اتباعه شرع من قبله .وأجيب :أبن النيب ﷺ هنى عمر عن تتبع التوراة احملرفة أما ما
28
بت ابلقران والسنة فيجب االقتداء به.
اب ،فَِإ َذا ِجْئنتَن ُه ْم ،فَ ْادعُ ُه ْم إِ َىل أَ ْن يَ ْش َه ُدوا أَ ْن ال
َّك ستَ ِْيت قَنوما أ َْهل كِتَ ٍ
ًْ َ
ِ ِ
ني بنَ َعثَهُ إ َىل اليَ َم ِن« :إن َ َ
ِ
َجبَ ٍل ح َ
َخِ ْربُه ْم أ َّ اّللِ ،فَِإ ْن هم أَطَاعوا لَ ِ
س اّلل قَ ْد فَنر َ ِ
ض َعلَْيه ْم َخَْ َ َن ََّ َ ك ،فَ ْ ك بِ َذل َ
ُْ ُ َ ول َّ َن ُحمَ َّم ًدا َر ُس ُ إِلَهَ إَِّال هللاَُ ،وأ َّ
اب) .ووجه الداللة ما قاله الرازي" :ومل يذكر التوراة واإلجنيل وشرع من فَِإنَّه لَيس بنيننَه وبني َِّ ِ
اّلل ح َج ٌ ُ ْ َ َْ ُ َ َ ْ َ
قبلنا فزكاه رسول هللا ﷺ وصوبه" .ولو كان ذلك من مدارث األحكام ملا جاز العدول إىل االجتهاد إال
بعد العجز عنه .واجلواب :إَّنا مل يذكر التوراة واإلجنيل ألن يف الكتاب آايت تدل على الرجوع إليهما
29
وإنه لو كانت تلك الشرانع السابقة قد وصلتنا بطريط يو ط به بدون تغيري لرجع إليها الصحابة.
28
رواه أمحد يف مسند جابر (ج-٢٢ص )٤٦٨والبيهقي وابن أيب شيبة :ابب من كره النظر يف كتب أهل الكتاب (ج-5
ص ،)٣١٢حممد بن إبراهيم بن جلبان( ،شرع من قبلنا) حبث للمستوى السادس بكلية الشريعة مادة البحث العلمي .ص .28
29صحيح البخاري :ابب أخذ الصدقة من األغنياء فرتد يف الفقراء حيث كانوا (ج-٢ص ،)۱۲۸وصحيح مسلم :ابب الدعاء
إىل الشهادتني وشرانع اإلسالم (ج-۱ص ،)٥٠املستصفى (ج۱-ص ،)١٦٥املهذب يف أصول الفقه (ج-٣ص.)٩٧٥
خالصة
إن احلمد هلل ،حنمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا ،ومن سيئات
أعمالنا ،من يهده فال مضل له ،ومن يضلل فال هادي له ،وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك
أشكر هللا تعاىل ألنين أستطيع أن أكمل هذا البحث كامال .وألف شكر إىل فنشكر األستاذ
املادة ،األستاذة سيدة األكمى بنت حممد يونس على إرشادها ومساعدهتا .ونس ل هللا تعاىل أن جيمعنا
يف اجلنة مع النبيني والصديقني والشهداء والصاحلني وحسن أولئك رفيقا .و صلى هللا على حممد وآله
وأصحابه ومن اهتدى هبديه ودعا بدعوته إىل يوم الدين .ال شك وال ريب أن هذا البحث نذكركم
جديدة ورانعة وممتعة .ونفهم كثري عن شن ننرع من قبلنا يف املدخل إىل أصن ننول الفقه .وندعو هللا أن يوفقنا
اّلل وبركاته.
وإايكم ملا حيبه ويرضاه .والسالم عليكم ورمحة ه
مصادر أم مراجع
ابن منظور ،حممد بن مكرم بن على ،أبو الفضل ،مجال الدين1232( ،م 1311 -م) ،لسان العرب،
د.قطب مصطفى سانو 1424( ،م) ،معجم مصطلحات أصول الفقه (عريب -إجنليزي ) -نسخة
PDF , RAR مصورة ،الصفحات .482 :حجم امللفات 17.67 :ميجا ابيت .نوع امللفات:
عبد الوهاب خالف١٣٧٥( ،هن) ،علم أصول الفقه ،دار القلم -دمشط ،الطبعة الثامنة ،عدد
الصفحات٢٣٢ :
فمثالً هذا النوع خاص أبحكام الشريعة الصادرة عن قوم سابقني ،وقد جاء القرآن أو السنة ليثبت
ذلك لنا كما جاء يف كلمته -تعاىل -يف شريعة هللا . .صيام:
عبد هللا اجلديع ( ،)1997تيسريُ علم أصول الفقه (الطبعة ،)1بريوت :مؤسسة الراين للطباعة والنشر
بتصرف.
والتوزيع ،صفحة .170-167ه
وهبة الزهيلي ،أصول الفقه اإلسالمي ،اجمللد الثاين( ،بريوت :دار الفكر1986( ،م) ص ،839
نشيح صاحل النعمان ،أحكام عاصي السريعي السماوية السبع وموقف علماء األشول منها1985( ،م)
2021م ،مجيع احلقوق حمفوظة للمؤلف ،تنسيط الكتاب وتصميم الغالف :د .انفذ اجلعب.
حممد بن إبراهيم بن جلبان( ،شرع من قبلنا) حبث للمستوى السادس بكلية الشريعة مادة البحث
العلمي ،كلية الشريعة١٤٣٤ - ١٤٣٣ ،هن ،وزارة التعليم العايل جامعة اإلمام حممد بن سعود
اثمر محزة داود وزارة ،شرع من قبلنا وأ ره يف اختالفات الفقهاء مع َّناذج تطبيقية ،العدد الرابع /ج،۲
السنة الثانية ٢٠١٦م ،وزارة الرتبية /مديرية تربية الرصافة األوىل ،مدير متوسطة األندلس /األعظمية.
امله هدب يف علم أصول الفقه املقارن (حترير املسانلة ودراستها دراسة نظرية تطبيقية) ،عبد الكرمي بن
علي بن حممد النملة ،مكتبة الرشد ،الرايض ،الطبعة األوىل١٤٢٠ ،ه 1999 -م.
اإلحكام يف أصول األحكام ،أبو احلسن سيد الدين علي بن أيب علي اآلمدي ،احملقط :عبد الرزاق
املستصفى ،أبو حامد حممد بن حممد الغزايل الطوسي ،حتقيط :حممد عبد السالم عبد الشايف ،الناشر:
أصول السرخسي ،حممد بن امحد بن أيب سهل السرخسي (ت٤٩٠هن) حتقيط :أبو الوفا األفغاين،
علي بن حنمد البزدوي احلنفي ابن قطلوبغا الكرخي ،كنز الوصول إىل معرفة األصول (أصول البزدوى)
وّتريج احاديث أصول البزدوي واصول الكرخي ،الناشر :مري حممد كتب خانة2009 ،م.