You are on page 1of 21

‫جمهورية العراق‬

‫وزارة النفط‬
‫الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز‬
‫فرع كربالء المقدسة‬

‫الغاز الطبيعي في العراق‬


‫مقدم البحث‪ /‬عامر سعد عبد علي مهدي‬
‫العنوان الوظيفي‪ /‬مدير فني‬
‫التحصيل الدراسي‪ /‬دبلوم فني معهد نفط بغداد‬
‫االختصاص‪ /‬تقنية الغاز‬
‫سنة التخرج‪1988-1987 /‬‬
‫تاريخ التعيين‪1992 /2/3 /‬‬
‫موقع العمل‪ /‬فرع كربالء المقدسة – مسؤول الشعبة االدارية‬
‫المقدمة‬

‫يشكل الغاز الطبيعي مصد اًر أساسياً من مصادر الطاقة‪ ،‬ويتميز بكفاءة احتراقه ومالئمته للبيئة مقارنة‬
‫باألنواع األخرى من الوقود األحفوري‪ ،‬ويستخدم الغاز الطبيعي كوقود في الصناعة والمنازل وفي توليد‬
‫الكهرباء وتحلية المياه‪ ،‬كما يتم استخدامه كقيم في صناعات البتروكيمياويات‪ ،‬وكمصدر للهيدروجين‪ ،‬وفي‬
‫الصناعة النفطية‪ ،‬كما يستخدم في وسائل النقل كبديل بيئي قليل التلوث‪ ،‬ويشهد العالم ازدياداً مستم اًر في‬
‫استهالك الغاز الطبيعي‪.‬‬

‫يعتمد العراق في استخداماته على اهم مصدرين للطاقة هما النفط والغاز الطبيعي نتيجة لتوفرها بشكل‬
‫كبير ومن خاللهما يتم توليد الطاقة الكهربائية التي تعد المحرك الرئيس لجميع المنشآت الحيوية في العراق‬
‫ويعد الغاز الطبيعي احد اهم مصادر الطاقة غير المتجددة في العراق‪.‬‬

‫بشكل قطاع الغاز في العراق احد اهم المصادر األساسية للطاقة بعد النفط حيث فرض هنا القطاع نفسه‬
‫ليشكل محو ار وداعماً رئيسياً للسياسة االقتصادية‪ ،‬كما يعد قطاع الغاز عنص اًر حيوياً في المجال االقتصادي‬
‫للبالد وعليه يجب العمل على الرفع من إنتاجيته وزيادة احتياطية وصادراته باإلستفادة من المواقع الجغرافي‬
‫القريب من االسواق اآلسيوية‪.‬‬

‫مشكلة البحث‪:‬‬

‫للغاز الطبيعي أهمية استراتيجية في ميزان القوى السياسية للدولة اال ان عدم استثماره في العراق منذ‬
‫سنوات بعيدة جعله ثروة مبددة‪.‬‬

‫فرضية البحث‪:‬‬

‫وفقاً للسياسية الدولية للعراق الجديد وما آلت اليه التطورات في مجال الصناعة النفطية هل يتم‬
‫استثمار الغاز الطبيعي بالشكل الصحيح‪ ،‬وهل بأمكان جوالت التراخيص ان تحقق مبتغاها في البحث‬
‫والتنقيب عن الغاز الحر في الرقع االستكشافية التي تم احالتها‪ ،‬هل يحقق اكتفاء ذاتي من انتاج الغاز‪ ،‬وهل‬
‫يصل الى مكانة الدول المصدرة للغاز الطبيعي خالل السنوات القادمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫هدف البحث‪:‬‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى إبراز االهمية الجيوستراتيجية للغاز الطبيعي العراق سياسياً واقتصادياً (محلياً‬
‫وإقليمياً ودولياً) وفق منهج الجغرافية السياسية من خالل التعرف على‪-:‬‬

‫‪ -1‬التطور التأريخي إلنتاج الغاز في العراق خالل المدة (‪.)1970-2010‬‬

‫‪ -2‬بيان مدى تأثير استمرار تدفق النفط والغاز المصاحب له على واقع االقتصاد العراقي وانعكاس ذلك على‬
‫المستوى المعاشي والخدمي للمواطن العراقي ومعرفة اآلثار التي تركتها الحروب المتتابعة للعراق مع دول‬
‫الجوار على واقع الصناعة النفطية في العراق‪.‬‬

‫حدود الدراسة‪:‬‬

‫البعد المكاني في البحث محافظات العراق كافة بحدوده االدارية المعروفة‬


‫أ‪ُ -‬بعد مكاني‪ :‬حيث يشمل ُ‬
‫والممتدة جغرافياً بين خطي طول (‪ )48،5ْ4 -84،3ْ8‬شرقاً ودائرتي عرض (‪ )37،2ْ2 -5ْ29‬شماالً‪.‬‬

‫ب‪ُ -‬بعد زماني‪ :‬البد من متابعة الظاهرة عبر مسارها الزمني‪ ،‬لذلك تحددت الدراسة بالمدة المحصورة بين‬
‫(‪.)2010-1970‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬

‫المهج هو الطريق المؤدي الى الهدف المطلوب من البحث او أنه يمثل االساليب التي تشد البحث من‬
‫البداية الى النهاية للوصول الى الحقيقة‪ ،‬ويقوم البحث باالعتماد على الطريقة االستنتاجية المجردة فضالً عن‬
‫المنهج التاريخي والوصفي كما استخدم منهج االستشراف المستقبلي الن المستقبل هو حصيلة لإلحداث‬
‫والتطورات والتغيرات القائمة والحالية مما تطلب تحليل الحالة القائمة والتوقعات المستقبلية للدراسة وذلك‬
‫لغرض معرفة ما سيؤول إليه واقع الغاز الطبيعي في العراق واثره على االقتصاد العراقي في ضوء التغيرات‬
‫العالمية المتسارعة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬

‫تشير الدراسات والبيانات المتاحة إلى أن النفط سيبقى خالل القرن الواحد والعشرين مؤث اًر حقيقياً في توجيه‬
‫دفة مستقبل االقتصاد العراقي وبما ان الغاز الطبيعي في العراق اغلبه مصاحب للنفط فإن العالقة طردية بين‬
‫انتاج النفط والغاز الطبيعي‪ ،‬وهنا يحاول بحثنا االجابة على مجموعة من التساؤالت وهي ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬ما هي االهمية االستراتيجية للغاز الطبيعي؟‬

‫‪ -2‬ما اثر الحروب والعقوبات الدولية على العراق وبالتالي على مجمل االقتصاد العراقي؟‬

‫‪ -3‬هل اسهمت العوائد النفطية في تطوير قطاع الصناعة النفطية ؟ وما مدى هذا السهام ان وجد ؟ وهل‬
‫يتالئم مع حجم االنتاج واالحتياطي النفطي العراقي؟‬

‫‪ -4‬كيف ادار العراق ثروته النفطية والغازية وما هي الطريقة التي استثمر بها هذه الثروة قبل سقوط النظام‬
‫السابق وبعد السقوط؟‬

‫‪ -5‬ما هو االثر المتوقع ألبرام العراق عقود الخدمة مع الشركات النفطية العالمية على انتاج النفط العراقي‬
‫مستقبالً وعلى استقاللية القرار العراقي في مجال السياسات النفطية ؟‬

‫ان االجابة عن تلك االسئلة تستلزم من واضعي السياسة النفطية أن يضعوا أنموذجاً ينسجم ويتناسب مع‬
‫واقع الحالة العراقية‪ ،‬واالبتعاد عن القيام باستنساخ التجار االخرى الن كل تجربة لها ظروفها الخاصة‪،‬‬
‫وينبغي أن يبني أطار عمل متين وفريد يناسب الظروف واالحتياجات والتطلعات العراقية‪ ،‬وهذا ال يعني عدم‬
‫االهتمام بتجارب اآلخرين والنجاحات المتحققة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المبحث االول‬

‫االهمية االستراتيجية للغاز الطبيعي‬

‫إن التحدي الذي يواجه العراق في تحديث قطاع الغاز يتمثل في تحديد األولويات وسرعة االختيار واإلنفاق‬
‫من مبدأ توجيه الجهود وإستخدام اإلمكانيات المتاحة لتحقيق النمو المستديم للوصول للمؤشرات االقتصادية‬
‫المرجوة‪ ،‬ولعل أخطر اإلختناقات في قطاع النفط العراقي تتمثل في غياب هيكلية فعالية لهذا القطاع‬
‫االستراتيجي مما أنعكس بدوره على تنمية االحتياطي للغاز الطبيعي الذي لم يشهد تطو اًر ملحوظاً في العقدين‬
‫الماضيين‪ ،‬كما أنه ال يمكن تفادي هذه اإلختناقات ما لم يتم النظر في إعادة هيكلة القطاع النفطي بشكل‬
‫يسمح بتحديث التشريعات للدفع بالخطط التنموية لمشروعات الغاز الطبيعي‪.‬‬

‫كما تتركز الخطوط العريضة التي يمكن من خاللها رسم المعالم إلستراتيجية الغاز في البالد في خلق‬
‫مؤسسة وطنية وفي التقييم الشامل لقطاع الغاز من زيادة إحتياطية الى إنتاجه وتسويقه‪ ،‬وهناك عامالن‬
‫يتحكمان في التوسع في إستخدامه واستثماره كأحد المصادر الناضجة للوقود في العالم(‪:)1‬‬

‫العامل األول‪ :‬متعلق بصناعة الطاقة‪ ،‬إذ يجب على البلدان التي تملك احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي‬
‫توسيع تجارتها العالمية‪ ،‬بحيث تستطيع أن تستغله لسد إحتياجاتها وتصدير ما يفيض عنها‪.‬‬

‫العامل الثاني‪ :‬يتعلق بتطوير التقنيات التي تتيح استخدام الغاز الطبيعي بصورة أفضل‪ ،‬مثل تشجيع شركات‬
‫توليد الكهرباء إلستخدامها وقوداً لتوليد المزيد من الطاقة الكهربائية من توربينات أفضل وأكبر‪.‬‬

‫إذ نجد ان الدول المتقدمة والصناعية‪ ،‬مثل امريكا ودول غرب أوربا واليابان‪ ،‬تستخدم كميات كبيرة من‬
‫الغاز الطبيعي‪ ،‬لكنها ال تملك إال كميات متواضعة من إحياطي هذه المادة‪ ،‬ومن الناحية األخرى‪ ،‬فإن روسيا‬
‫وبعض جمهوريات االتحاد السوفيتي السابق‪ ،‬وعدداً كبي اًر من البلدان النامية والمنتجة للغاز‪ ،‬مثل الجزائر‬
‫والمملكة العربية السعودية وإيران ونيجيريا والعراق والكويت واإلمارات العربية المتحدة وقطر وليبيا وفنزويال‬
‫تمتلك من الغاز الطبيعي ما يفوق حاجاتها الحالية وتوقعاتها المستقبلية لإلستهالك ولذا نجد أن معظم تركيز‬
‫الدول المنتجة للغاز الطبيعي قد إحدث تغيير جذري في سياسات اإلنتاج والتصدير حيث أعطت هذه الدول‬
‫وتوطين بعض الصناعات سواء الغازية كإنتاج السوائل‬ ‫(‪)2‬‬
‫األولوية لتلبية إحتياجات السوق المحلية من الغاز‬
‫أو المعتمدة على الغاز كمادة أولية‪ ،‬بينما المتبقي يوجه للسوق الخارجي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫دخل الغاز الطبيعي عالم الصناعة متأخ اًر أي بعد الحرب العالمية الثانية فضال عن صعوبة نقله وخزنه‬
‫وارتفاع تكاليفه‪ ،‬أما احتياطي العالم من الغاز محدود جداً ال يساوي ثلث من احتياطي النفط العالمي‪ ،‬اما‬
‫الطلب العالمي على الغاز الطبيعي اخذ بالتزايد نتيجة استخداماته المتزايدة كونه من المصادر االستراتيجية‬
‫للطاقة‪ ،‬ويبين الجدول (‪ )1‬الطلب العالمي المتزايد على الغاز الطبيعي خالل السنوات القادمة سوف يرتفع‬
‫عما كان عليه في العقدين الماضيين ففي دول اوبك سوف يصل ‪ 2.449‬م‪ 3‬سنة ‪ ،2030‬وتأتي‬
‫االقتصاديات االنتقالية بما فيها االتحاد السوفيتي سابقاً بالمرتبة الثانية من حيث الطلب العالمي فسوف تبلغ‬
‫حاجتها من الغاز الطبيعي الى ‪ 945‬مليار م‪ 3‬لغاية سنة ‪ ،2030‬اما دول آسيا فسوف يزداد الطلب على‬
‫الغاز بشكل كبير جداً اذ سيبلغ ‪ 462‬مليار م‪ 3‬سنة ‪ 2020‬ليرتفع بعد عقد من الزمن ليصل الى ‪ 615‬مليار‬
‫م‪ 3‬سنة ‪ ،2030‬اما دول افريقيا وهي الدول االكثر فق ار سوف تبلغ حاجتها الى الغاز الطبيعي سنة ‪2030‬‬
‫م‪3‬‬ ‫م‪3‬‬
‫سنة ‪2010‬م‪.‬‬ ‫بعد ان استهلكت ‪ 95‬مليار‬ ‫الى ‪ 239‬مليار‬

‫جدول (‪ )1‬الطلب العالمي على الغاز الطبيعي للمدة ‪( 2030-2000‬مليار‪/‬م‪ 3‬يومياً)‬

‫‪2030‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫المنطقة‪ /‬المجموعات‬


‫‪2.449‬‬ ‫‪2.161‬‬ ‫‪1.800‬‬ ‫‪1.392‬‬ ‫اوبك‬
‫‪945‬‬ ‫‪876‬‬ ‫‪748‬‬ ‫‪609‬‬ ‫االقتصاديات االنتقالية بما فيها‬
‫االتحاد السوفيتي سابقاً‬
‫‪615‬‬ ‫‪262‬‬ ‫‪296‬‬ ‫‪166‬‬ ‫آسيا‬
‫‪373‬‬ ‫‪251‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪105‬‬ ‫امريكا الالتينية‬
‫‪427‬‬ ‫‪349‬‬ ‫‪272‬‬ ‫‪201‬‬ ‫الشرق االوسط‬
‫‪239‬‬ ‫‪155‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪53‬‬ ‫أفريقيا‬
‫‪5،047‬‬ ‫‪4،254‬‬ ‫‪3،377‬‬ ‫‪2،527‬‬ ‫العالم‬

‫المصدر‪ :‬وكالة الطاقة الدولية =‪ IEA‬ومركز دراسات الطاقة العالمية‪ ،‬سنوات مختلفة‪.‬‬

‫يبدو من الشكل (‪ ) 1‬ان تزايد الطلب على الغاز الطبيعي يرتفع كل عقد من الزمن نتيجة استخداماته وما‬
‫يتمتع به من مميزات ستجعله اكثر استخداماً من بين مصادر الطاقة االحفورية غير المتجددة‪ ،‬وها يدل على‬
‫ان اغلب الدول ترسم سياسات ستراتيجية إلستخدام مصادر الطاقة بما يتناسب وحاجتها في سد الطلب‬
‫المتزايد نتيجة التطور الصناعي فضال عن زيادة اعداد السكان في بعض الدول اآلسيوية كالصين والهند‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫شكل (‪)1‬‬

‫تزايد الطلب العالمي على الغاز الطبيعي م‪ /3‬يومياً للمدة (‪)2030-2000‬‬

‫اعتماداً على بيانات الجدول (‪)1‬‬

‫أما في العراق يبدو إن صانعي إستراتيجيات الطاقة في مجال النفط والغاز لم يأخذوا بعين االعتبار‬
‫التطورات والتغيرات السريعة والمتالحقة في سوق الطاقة العالمي فخالل عقدى السبعينات والثمانينات كان‬
‫التركيز منصبا على إنشاء معامل التصنيع والتكرير التي لم تحقق األهداف المرجوة منها وذلك نتيجة ألسباب‬
‫فنية كثيرة‪ ،‬مثل إنشاء مجمعات بتروكيميائية غير متكاملة ومصافى صغيرة ال تتناسب مع كميات النفط‬
‫والغاز الموجودة‪ ،‬وسوف نتناول دراسة مختصرة لحقول الغاز الطبيعي في العراق الحتياطي الغاز الطبيعي‬
‫في العراق وكمية االنتاج والتوزيع الجغرافي لحقول الغاز‪.‬‬

‫اوالً‪ :‬أحتياطي الغاز الطبيعي في العراق‬

‫بلغت احتياطات الغاز العراقي الثابتة )‪ (Proven‬سنة ‪ 1970‬نحو (‪ 611‬مليون م‪ )3‬ارتفعت سنة‬
‫‪ 1975‬لتصل الى (‪ 770‬مليون م‪ ،)3‬ونتيجة اكتشاف عدد كبير من حقول النفط في العراق ال سيما بعد سنة‬
‫‪.1972‬‬

‫وفي سنة ‪ 1979‬أخذت كميات الغاز الطبيعي باالرتفاع كون الغاز الطبيعي غاز مصاحب للنفط ففي سنة‬
‫‪ 1980‬بلغت كمية احتياطي الغاز الطبيعي (‪ 788‬مليون م‪ )3‬ثم ارتفع ليصل الى (‪ 3،107‬مليار م‪ )3‬سنة‬
‫‪ ،1990‬وفي سنة ‪ 1995‬بلغت كمية االحتياطي من الغاز نحو (‪ 3،360‬مليار م‪ )3‬وتعد اعلى كمية من‬
‫احتياطي الغاز الطبيعي للمدة من ‪ 2010-1970‬بسبب عدم السماح للعراق بتصدير النفط الخام ال سيما‬

‫‪6‬‬
‫بعد فرض العقوبات االقتصادية سنة ‪ 1991‬من قبل االمم المتحدة بالوقت الذي بلغ االحتياطي النفطي ‪100‬‬
‫مليار برميل‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 2000‬انخفضت كميات احتياطي الغاز الطبيعي حيث بلغت نحو (‪ 3،109‬مليار م‪ )3‬في حين‬
‫بلغ سنة ‪ 2005‬نحو (‪ 3،170‬مليار م‪/3‬ي) وانخفض سنة ‪ 2010‬حيث بلغ (‪ 3،158‬مليار م‪ )3‬جدول (‪)2‬‬
‫شكل (‪.)2‬‬

‫ويشكل الغاز الطبيعي نحو ‪ %1،64‬من احتياطي العالم فيما يشكل ‪ %3،3‬من احتياطي اوبك لسنة‬
‫‪ ،)4(2010‬اما بخصوص إمكانيات العراق الغازية المحتملة وغير المكتشفة فهي تبدو كبيرة جداً وتقدر بحوالي‬
‫(‪ 9،3‬مليار م‪ُ )3‬يعتقد ان (‪ 4،6‬مليار م‪ )3‬منها هي بصفة غاز حر )‪ (tree gas‬أي ليس مصاحباً للنفط‬
‫في حين أن الباقي وقدره نحو (‪ 4،7‬مليار م‪ )3‬فهو غاز مصاحب )‪ (associated gas‬أو ذائب في‬
‫احتياطات العراق النفطية المحتملة والمقدرة بـ (‪ 400‬مليار برميل)(‪ ،)5‬يمكن تصنيف احتياطات العراق الغازية‬
‫الثابتة كما يلي (‪:)6‬‬

‫‪ -1‬يشكل الغاز المصاحب للنفط ‪ %70‬من اجمالي الغاز الموجودة في العراق‪.‬‬

‫‪ -2‬الغاز الحر وهو غير مصاحب للنفط ويشكل ‪.%20‬‬

‫‪ -3‬غاز القبة )‪ :(Cap gas‬وهو غاز يغطي طبقة النفط في بعض الحقول النفطية ويشكل ‪ ،%10‬يقع نحو‬
‫‪ %60‬من الغاز المصاحب في الحقول النفطية الجنوبية‪ ،‬في حين يقع ‪ %40‬في الحقول الشمالية والوسطى‪،‬‬
‫ويبرر االنحراف الشديد في هذا التوزيع أن اكثر من ‪ %75‬من احتياطي النفط المؤكد يقع في الجنوب‪ ،‬كما‬
‫أن نسبة الغاز المصاحب للنفط المستخرج )‪ (gas/oil ratio‬في الحقول الجنوبية تبلغ نحو ضعف النسبة‬
‫في الحقول الشمالية والوسطى‪.‬‬

‫جدول (‪ )2‬احتياطي الغاز الطبيعي في العراق ‪( 2010-1970‬مليون م‪)3‬‬

‫كمية الغاز‬ ‫السنة‬ ‫كمية الغاز‬ ‫السنة‬


‫‪3،360‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪611‬‬ ‫‪1970‬‬
‫‪3،109‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪770‬‬ ‫‪1975‬‬
‫‪3،170‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪788‬‬ ‫‪1980‬‬
‫‪3،158‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪821‬‬ ‫‪1985‬‬
‫‪3،107‬‬ ‫‪1990‬‬

‫‪7‬‬
‫شكل (‪ )2‬احتياطي الغاز الطبيعي مليون م‪ 3‬للفترة ‪2010-1970‬‬

‫اعتماداً على الجدول (‪)2‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬أنتاج الغاز الطبيعي في العراق‪:‬‬

‫عندما تتحدث عن إنتاج الغاز إنما نقصد به إنتاج الغاز المصاحب الذي يعود مصدره إلى حقول النفط‬
‫الذي ينتج بشكل عرضي مع النفط الخام‪ ،‬وبعد ان كانت الشركات االجنبية منذ حصولها على أول امتياز في‬
‫العراق عمدت بشكل سافر إلى إهداره وحرقه دون إعطاه أي اهتمام يذكر اال بقدر ما يؤثر ذلك على إنتاج‬
‫النفط واسباب ذلك واضحة جداً لسهولة إنتاج النفط الخام ونقله الى مناطق االستهالك البعيدة واملحافظة على‬
‫سيطرة النفط الخام على سوق الطاقة العالمي والسبب اآلخر محافظتها على ان تبقى أسعار النفط ثابتة والحد‬
‫من منافسة االغاز له يوجد الغاز الطبيعي بنسبة ‪ %60‬في المنطقة الجنوبية من العراق وهو غاز مصاحب‬
‫في حين يتركز ‪ %40‬من الغاز الطبيعي في المنطقة الشمالية الشرقية واغلبه غاز حر تتمثل في حقل‬
‫منصورية وخشم االحمر وجريا بيكة وكور مور وجمجمال فضالً عن حقل عكاز الغربي في االنبار‪ ،‬وال يزال‬

‫العمل جاري على تطويرها من اجل رفع كمية الغاز الطبيعي المنتج لتوليد الطاقة الكهربائية في العراق فضالً‬
‫عن االستخدامات االخرى(‪.)7‬‬

‫بلغ معدل نتاج الغاز الطبيعي في العراق سنة ‪ 1980‬نحو (‪ 23،740‬مليون م‪ /3‬سنوياً)‪ ،‬وفي سنة‬
‫‪ 1985‬انخفض انتاج الغاز الطبيعي حيث بلغ (‪ 13،020‬مليون م‪ /3‬سنويا) بانخفاض وصل الى (‪)%11-‬‬
‫ويعود سبب االنخفاض هذا الى ظروف الحرب العراقية االيرانية اال انه ارتفع سنة ‪ 1990‬ليصل الى‬
‫(‪ 170،020‬مليون م‪ /3‬سنوياً) حيث بلغ معدل النمو (‪ )%5،50‬فيما انخفض عام ‪ 1995‬بنحو مرتين‬
‫ونصف عما كان عليه سنة ‪ 1990‬حتى بلغ (‪ 6،820‬مليون م‪ /3‬سنوياً) بسبب العقوبات التي فرضت على‬

‫‪8‬‬
‫العراق بعد عام ‪ 1991‬وفرض الحصار االقتصادي من قبل االمم المتحدة وقد بلغ معدل النمو السلبي سنة‬
‫‪.)%16،71-( 1995‬‬

‫وفي سنة ‪ 2000‬ارتفع االنتاج من الغاز العراقي ليصل الى (‪ 8،700‬مليون م‪ /3‬سنوياً) محققاً معدل نمو‬
‫بلغ (‪ )%5‬ويعود سبب هذا النمو البسيط الى عمليات التهريب والتملص من العقوبات التي قامت بها‬
‫الحكومة العراقية آنذاك وعودة التصدير عبر الخط العراقي السوري‪.‬‬

‫وبعد سنة ‪ 2003‬أخذت كميات االنتاج باالرتفاع حيث بلغ سنة ‪ 22،7000( 2005‬مليون م‪ /3‬سنوياً)‬
‫بمعدل نمو بلغ (‪ )%21.41‬ونتيجة لالستقرار االمني النسبي الذي حصل بعد سنة ‪ 2007‬اخذ انتاج الغاز‬
‫باالرتفاع فقد بلغ سنة ‪ 2010‬الى (‪ 26،570‬مليون م‪ /3‬سنوياً) أي بمعدل نمو بلغ (‪ )%3،19‬جدول (‪)3‬‬
‫لذا نجد ان معدل النمو انخفض سنة ‪ 1985‬حيث بلغ ‪ %11-‬ثم عاود االنخفاض ثانية سنة ‪ 1995‬فقد بلغ‬
‫‪ %16،7-‬اال انه وبعد احداث سنة ‪ 2004‬عاود االرتفاع نتيجة ارتفاع كميات النفط الخام‪.‬‬

‫جدول (‪)3‬‬

‫انتاج الغاز الطبيعي في العراق للمدة ‪( 2010-1980‬مليون م‪ /3‬سنوياً)‬

‫معدل النمو المركب‪%‬‬ ‫كمية االنتاج‬ ‫السنوات‬


‫‪-‬‬ ‫‪23.740‬‬ ‫‪1980‬‬
‫‪11-‬‬ ‫‪13.020‬‬ ‫‪1985‬‬
‫‪5.50‬‬ ‫‪17.020‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪16.71-‬‬ ‫‪6.820‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪8.700‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪21.14‬‬ ‫‪22.700‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪3.19‬‬ ‫‪26.570‬‬ ‫‪2010‬‬

‫المصدر‪ :‬المجموعة االحصائية لمنظومة اوبك للمدة ‪ ،2010-1960‬جدول ‪38‬‬

‫ان ارتفاع انتاج كميات النفط الخام يرافقها ارتفاع في كميات الغاز المنتج في العراق‪ ،‬أي أن إنتاج برميل‬
‫واحد من النفط الخام سينتج معه ‪ 500‬الى ‪ 600‬قدم مكعب من الغاز المصاحب كمعدل‪ ،‬لقد وضعت و ازرة‬
‫وبناء على‬
‫ً‬ ‫النفط العراقية خطة تتضمن رفع انتاج النفط الخام الى ‪ 6،5‬مليون برميل يومياً بحلول ‪،2015‬‬

‫‪9‬‬
‫النسبة غاز‪ /‬نفط المحسوبة أعاله – بافتراض أنها ستبقى ثابتة بحدود ‪ 600‬قدم مكعب برميل‪ -‬فإن حجم‬
‫الغاز المصاحب المنتج سيكون نحو ‪ 3،6‬مليار قدم مكعب قياسي يومياً‪ ،‬وبذلك يزداد من (‪ 36‬مليار م‪/3‬‬
‫سنوياً) سنة ‪ 2010‬الى (‪ 40‬مليار م‪ /3‬سنوياً) سنة ‪ ،)*(2015‬وبالرغم من الكميات التي تهدر حرقاً اال‬
‫اننا نجد ان عدد المحطات تستخدم الغاز الطبيعي في توليد الطاقة الكهربائية أكثر عدداً من المحطات التي‬
‫تعمل بأستخدام النفط‪.‬‬

‫حيث تعمل ‪ 25‬محطة غازية لتوليد الطاقة الكهربائية (**) تعمل وبشكل كامل على الغاز الطبيعي (زيت‬
‫الغاز والغاز الجاف) موزعة على محافظات العراق‪ ،‬فيما نجد عدد المحطات التي تعمل على النفط في‬
‫العراق أو المحطات الح اررية قد بلغ ‪ 7‬محطات موزعة ايضاً على بعض محافظات العراق وكذلك لمواجهة‬
‫حمل الذروة في توليد الطاقة الكهربائية ويبدوا من الشكل (‪ )3‬انخفاض معدل النمو المركب وارتفاعه يرتبط‬
‫بشكل مباشر باألحداث السياسية التي اثرت وبشكل مباشر على كمية االنتاج للغاز الطبيعي‪.‬‬

‫شكل (‪)3‬‬

‫تباين معدل النمو في انتاج الغاز الطبيعي للفترة ‪2010-1980‬‬

‫اعتماداً على الجدول (‪)3‬‬

‫‪10‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬التوزيع الجغرافي لحقول الغاز الطبيعي‪:‬‬

‫يبلغ عدد حقول الغاز الطبيعي في العراق ‪ 31‬حقالً تحتوي جميعها على الغاز المصاحب‪ ،‬ووجود الغاز‬
‫الحر في بعضها كحقل كورمور وعكاز وحقل ديمراداغ والسيبة جدول (‪.)4‬‬

‫يتباين توزيعها الجغرافي من منطقة ألخرى وفقاً لوجود النفط الخام بالنسبة للحقول التي تحتوي على الغاز‬
‫المصاحب ففي المنطقة الجنوبية يوجد الغاز المصاحب في كل من حقلي محنون والرميلة والزبير وسيبة‬
‫وغيرها من الحقول في محافظة البصرة‪ ،‬خريطة (‪.)1‬‬

‫جدول (‪)4‬‬

‫التوزيع الجغرافي لحقول الغاز الطبيعي في محافظات العراق‬

‫اسم الحقل‬ ‫عدد الحقول‬ ‫اسم المحافظة‬


‫مجنون‪ ،‬الرميلة‪ ،‬الزبير‪ ،‬السيبة‬ ‫‪4‬‬ ‫البصرة‬
‫جربا سكة‪ ،‬منصورية‪ ،‬تل غزال‪ ،‬خشم االحمر‬ ‫‪4‬‬ ‫ديالى‬
‫خانوقة‪ ،‬كرر مور‪ ،‬كسب‪ ،‬حمرين‪ ،‬عجيل‪ ،‬بلد‬ ‫‪6‬‬ ‫صالح الدين‬
‫عكاز‬ ‫‪1‬‬ ‫االنبار‬
‫كركوك‪ -‬باي حسن‪ ،‬جمبور‪ ،‬خباز‬ ‫‪6‬‬ ‫كركوك‬
‫قصاب‪ -‬بطمة الغربي‪ ،‬القيارة‪ ،‬صفية‪ ،‬اآلن‪ ،‬ساسان‬ ‫‪6‬‬ ‫نينوى‬
‫جمجمال‬ ‫‪1‬‬ ‫سليمانية‬
‫يسر داغ‪ ،‬قرة حوق‪ ،‬كاتة‬ ‫‪3‬‬ ‫اربيل‬
‫‪31‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬وزارة النفط العراقية‪ ،‬قسم الدراسات والبحوث‪ ،‬بغداد‪2012 ،‬‬

‫‪11‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫الدور الجيو اقتصادي للغاز الطبيعي‬

‫ما تنجزه الشركات االجنبية في الحقول النفطية التي يصاحب االنتاج فيها مقدار هائل من الغاز‪ ،‬ما هو‬
‫اإال نقطة انطالق نحو استغالل هذه المادة التي تحرق منها ماليين المكعبات القياسية في الجو وما تسببه من‬
‫تلوثاً ملحوظاً في البيئة العراقية ال سيما في مناطق جنوب البالد؛ إذ تعمل كبريات الشركات مثل شركة شل‬
‫الشريك لمتسويشي وغاز الجنوب تحت ائتالف شركة غاز البصرة‪ ،‬على استثمار الغاز المصاحب في تلك‬
‫الحقول‪ ،‬في توطنين لبند من عقد الترخيص في محل استثمار الغاز المصاحب‪.‬‬

‫وتعمل شركة غاز البصرة على تشغيل تسع محطات لعزل وكبس وضخ الغاز‪ ،‬أغلبها من تنفيذ شركات‬
‫المشاريع النفطية )‪ ،(scop‬هذه المحطات تقع على نقاط رئيسية من شبكة خطوط أنابيب الغاز الطبيعي‪.‬‬

‫وبالرغم من احتياطات الغاز العراقي فإن المحروق منه والمهدور يقدر بنحو ‪ 12‬مليار قدم مكعب سنوياً‪،‬‬
‫ولو تم مقارنة العراق بدول المنتجة للغاز كما بينتها احصائيات اوبك ان احتياطات الكويت الغازية تبلغ ‪63‬‬
‫تريليون قدم مكعب‪ ،‬في حين ان نسبة ايرادات الكويت الحكومية من القطاع الهيدروكاربوني تبلغ ‪ 50‬بالمائة‪،‬‬
‫وتبلغ احتياطات سلطنة عمان ‪ 30‬تريليون قدم مكعب ونسبة ايراداتها من القطاع ذاته ‪ 85‬بالمائة‪ ،‬وهذا يعود‬
‫الى تدخل الشركات االجنبية واستعانة تلك الدول بتجارب الدول المتطورة في صناعة الغاز لخلق ستراتيجيات‬
‫تقصر عليهم الوقت والجهد‪.‬‬

‫اما في العراق والذي يعد البلد الرابع عالمياً في هدر الغاز ان الظروف الصعبة التي عاشها العراق طيلة‬
‫السنوات الماضية‪ ،‬والتي اسهمت بشكل كبير في تدمير بنيته التحتية بالكامل‪ ،‬كما ان استثمار الغاز يحتاج‬
‫الى تكنولوجيا حديثة واموال كبيرة عالوة على التحديات االمنية التي حالت دون وصول الشركات االستثمارية‬
‫للعراق‪ ،‬لكن خبراء عللوا تبدد هذه الثروة الى غياب منظومة ستراتيجية متكاملة ألستثمار الغاز‪ ،‬بالرغم من ان‬
‫العراق في العام ‪ 2013‬كان أطلق ما سميت بـ" الستراتيجية الوطنية المتكاملة للطاقة" التي ُخطط لها ان تمتد‬
‫الى عام ‪ ،2030‬إذ كان من المؤمل‪ ،‬من خالل الخطة توفير نحو ‪ 6‬ترليونات دوالر وعشرة ماليين فرصة‬
‫عمل في البالد‪ ،‬واستثمار ‪ 620‬مليار دوالر في قطاع النفط والغاز والصناعات ذات العالقة حتى نهاية عام‬
‫‪.2030‬‬

‫‪12‬‬
‫اوالً‪ :‬مميزات وخصائص الغاز الطبيعي‬

‫الغاز الطبيعي يمثل عنص ار حيويا من إمدادات العالم من الطاقة‪ ،‬االنظف واالكثر أمانا ويرجع السبب‬
‫الرئيسي في ذلك للميزات التي يتمتع بها الغاز الطبيعي ومنها‪:‬‬

‫‪ -1‬سهولة استخراجه واستعماله ال يسبب تلوثاً للبيئة‪.‬‬

‫‪ -2‬ال يسبب الغاز روائح كريهة عند احتراقه‪ ،‬وال يتخلف عنه مواد سامة‪.‬‬

‫‪ -3‬يعتبر احتمال الغاز في االنفجار ضعيفاً جداً‪.‬‬

‫‪ -4‬يعطي الغاز الطبعي سعرات ح اررية اكبر من التي يعطيها النفط عند احتراقه‪.‬‬

‫‪ -5‬يعتبر نقل الغاز الطبيعي بواسطة األنابيب أسهل من النفط سواء كان ذلك إلى معامل تسييل الغاز أو‬
‫إلى موانئ التصدير‪.‬‬

‫‪ -6‬ال يحتوي الغاز الطبيعي على الشوائب مثل الكبريت بكميات كبيرة كالتي توجد مع النفط‪ ،‬مما جعله‬
‫صالحاً لألستعمال المنزلي واستخدامه في الصناعات البتروكيمياوية‪ ،‬وفي صناعات الحديد والصلب‬
‫واأللمنيوم‪.‬‬

‫‪ -7‬ويرجع استخدام الغاز الطبيعي كوقود لماكينات االحتراق الداخلي الثابتة‪ ،‬والتي تستخدم في االعمال‬
‫الصناعية‪.‬‬

‫فقد حاولت دول الغرب الصناعي طيلة حقبة السبعينات والثمانينات البحث عن بدائل جديدة ألستمرار‬
‫فاعليتها بديالً عن النفط والغاز الطبيعي او منافساً له‪ ،‬لكن النتائج جاءت مخيبة لآلمال حيث اثبتت التجارب‬
‫قصور تلك المصادر عن حلولها محل الغاز ألسباب عديدة منها (‪:)9‬‬

‫أ‪ -‬اسباب اقتصادية‪ :‬أثبتت التجارب أن بعض مصادر الطاقة البديلة غير اقتصادية بسبب التكاليف المالية‬
‫الباهظة‪ ،‬كما هو حاصل بالنسبة ألستغالل طاقة الرياح وطاقة أمواج المحيطات‪ ،‬مما فرض تأجيل البحث‬
‫في استخدام هذا النوع من الطاقة إلى أجل بعيد‪ ،‬كما ان الطاقة النووية ال يمكنها منافسة النفط من انتاجية‬
‫السلع والخدمات المستخدمة فإن انشاء المصانع والمعامل يتطلب تكاليف اقتصادية جداً عالية (‪.)10‬‬

‫‪13‬‬
‫ب‪ -‬ضعف فاعليتها‪ :‬وهناك بعض البدائل أثبتت ضعف فاعليتها‪ ،‬حيث اجريت عدد من التجارب على‬
‫استخدام الكحول المستخرج من الذرة وقصب السكر كوقود محرك للسيارات‪ ،‬إال أن النتائج كانت غير مشجعة‬
‫األمر الذي أدى إلى إيقاف البحث في تطوير هذا المصدر من الطاقة في المستقبل المنظور‪ ،‬كما ان الطاقة‬
‫الشمسية والهوائية وغيرها فإن استغاللها يفرض علينا الذهاب إلى حيث تتوافر وال يمكننا نقلها من مكان إلى‬
‫آخر‪.‬‬

‫ج‪ -‬تأثيراتها البيئية‪ :‬بعد استخدام الطاقة النووية كمصدر للوقود في المجاالت السلمية‪ ،‬وقد اثبتت كارثة‬
‫"تشرنوبيل" ان الطاقة ما زالت وحشاً مفترساً لم يستطع االنسان ترويضه حتى هذه اللحظة‪ ،‬وقبل تشرنوبيل‬
‫وقعت حودث تلوث بسبب تسرب اإلشعاع النووي وصلت إلى حد الكارثة على الطبيعة واالنسان في فرنسا‬
‫وبريطانيا والواليات المتحدة‪ ،‬اال ان كارثة "تشرنوبيل" ظلت هي الصورة المفزعة العالقة في األذهان بسبب‬
‫حجمها والتركيز السياسي واإلعالمي عليها‪ ،‬ونجد إن بعض مصادر الطاقة البديلة أصبح غير مالئم‬
‫لألستعمال بعد الحملة الناشطة من قبل رواد حماية البيئة لما تسببه من ملوثات بيئية‪ ،‬فللعودة الى استخدام‬
‫الفحم تعترضها مقاومة الرأي العام في الدول الصناعية كافة التي أخذت تحتفظ لنفسها بأجواء أكثر نقاء وأقل‬
‫تلوثاً (‪.)11‬‬

‫ثانياً‪ :‬جوالت التراخيص‬

‫لقد منحت و ازرة النفط العراقية عقود استثمارية لحقول في البصرة وذي قار وواسط وميسان ونينوى وديالى‬
‫واالنبار اضافة الى األحدب في واسط‪ ،‬في ثالث من جوالت تراخيص وتتوقع الو ازرة ان يصل إنتاج العراق‬
‫النفطي من جراء هذه العقود الى ‪ 12‬مليون برميل يومياً خالل السنوات الست المقبلة‪ ،‬وهذا يعني انه كلما زاد‬
‫انتاج النفط زاد معه الغاز ال سيما وان الغاز يأتي مصاحب للنفط في أغلب الحقول النفطية وخاصة الحقول‬
‫الجنوبية (‪.)12‬‬

‫وفي البداية البد من التوضيح إن عقد الشركات الفائزة بالتراخيص (المقاولة) هو (عقد خدمة) لزيادة‬
‫اإلنتاج وتطوير الحقول وفق أفضل تقنيات الصناعة النفطية العالمية أي إن النفط المنتج او الغاز الطبيعي‬
‫سيسلم إلى الجانب العراقي في نقاط تسليم محددة سلفا‪ ،‬وتتلقى الشركة العاملة اج اًر على اعمالها التقنية‬
‫وقروضها المالية وخدماتها التجارية من الشركة الوطنية‪ ،‬التي تلتزم بأن تبيعها كمية من النفط بسعر‬
‫تفضيلي(‪)13‬؛ وذلك يعني انتهاء مسؤولية المقاول عند هذه النقطة‪ ،‬فال وجود لمشاركة وليس للمقاول حصة‬

‫‪14‬‬
‫مزعومة في النفط العراق أو الغاز الطبيعي‪ ،‬وحسب العقد ايضاً ينبغي أن تكون نسبة الكادر العراقي هي‬
‫‪ %85‬من بين كادر الهيئة التشغيلية والتي تدير عملية التشغيل والتطوير للحقل المستثمر‪.‬‬

‫لتطوير حقول النفط والغاز في (‪ )12‬منطقة نفطية وغازية ستسهم في زيادة االحتياطي النفطي في العراق‬
‫بشكل كبير وتشمل المناطق االستكشافية محافظات في نينوى واالنبار وبابل والنجف والمثنى وذي قار وواسط‬
‫واالحتماالت الهايدروكاربوينة لهذه المناطق تشير الى كونها غازية ونفطية وهي كاآلتي (‪:)14‬‬

‫أ‪ -‬الجولة االولى (الحقول الحمراء)‪ :‬رميلة‪ ،‬زبير‪ ،‬حقول ميسان‪ ،‬القيارة‪.‬‬

‫ب‪ -‬الجولة الثانية (الحقول الخضراء)‪ :‬غرب القرنة‪ ،‬مجنون‪ ،‬الغراف‪ ،‬بدرة‪.‬‬

‫ت‪ -‬الجولة الثالثة (الحقول الغازية – منصورية وعكاز وسيبة)‪.‬‬

‫ث‪ -‬الجولة الرابعة‪ :‬المناطق االستكشافية‪.‬‬

‫وقد دخل السيبة في محافظة البصرة ضمن جولة التراخيص الثالثة ألستثمار الغاز الطبيعي والتي تمت‬
‫بتاريخ ‪ 2010 /10/21‬كان يمثل احد الحقول الغازية التي شملت بحولة التراخيص ويحتوي على ما يقدر‬
‫بـ‪ 31‬مليار م‪ 3‬اضافة الى حقل عكاز الواقع في الصحراء الغربية لمحافظة االنبار ويحتوي على ما يقدر بـ‬
‫‪ 158‬مليار م‪ 3‬من الغاز الطبيعي‪ ،‬وحقل المنصورية الكائن في محافظة ديالى ويحتوي على ما يقدر بـ ‪130‬‬
‫مليار م‪ ،3‬أما اإلنتاج المتوقع لهذه الحقول بقدر بـ(‪ )141،6‬مليار م‪.)15( 3‬‬

‫اما الغاز الطبيعي في الحقول الشمالية لم يتم سابقاً تطوير اي حقل للغاز الحر عدا حقل كور مور بناه‬
‫على عقد خدمة تم بين حكومة إقليم كردستان من جهة وشركتي دانا غاز ونفط الهالل من جهة أخرى‪ ،‬أُعيد‬
‫تأهيل حقل كور مور ويجري حالياً تطوير حقل جمجمال‪ ،‬ويقتضي العقد إنتاج الغاز من هذين الحقلين‬
‫ومعالجته ثم نقله لغرض تزويد محطتي كهرباء اربيل (‪ 500‬ميغا واط) والسليمانية (‪ 750‬ميغا واط)‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ويبين جدول (‪ )5‬اهم الشركات الفائزة بتلك العقود وفقاً لجولة التراخيص الثالثة‬

‫جدول (‪)5‬‬

‫الشركات الفائزة بجولة التراخيص الثالثة لعقود الخدمة بتطوير انتاج الحقول الغازية‬

‫جولة التراخيص الثالثة (اإلنتاج المتوقع‪ 5000 :‬قدم مكعب قياسي في اليوم) تمت بتاريخ ‪2010 /10/21‬‬
‫الحقل‬ ‫الشركات الفائزة‬ ‫ت‬
‫عكاز في االنبار‬ ‫شركتا توتال الفرنسية وشي بي أو التركية‬ ‫‪1‬‬
‫المنصورية في ديالى‬ ‫شركات تابو التركية وكويت انيرجي الكويتية وكوكاز الكورية‬ ‫‪2‬‬
‫حقل سيبة في البصرة‬ ‫شركتا كويت انرجي الكويتية وتي بي او التركية‬ ‫‪3‬‬

‫المصدر‪ :‬اعتماداً على النتائج المعتمدة والمطنة من و ازرة النفط العراقية‪2011 ،‬‬

‫وستترتب جولة التراخيص الثالثة اضافة نحو ‪ 830‬مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي الحر في اليوم‬
‫الواحد واذا ما ضفنا اليه انتاج الحقول االخرى من الغاز الحر فإن انتاج العراق من الغاز الحر قد يصل الى‬
‫‪ 1،1‬مليار قدم مكعب في اليوم في عام ‪ ،2015‬وبذلك سيصبح اجمالي انتاج العراق من الغاز الطبيعي‬
‫بنوعيه المصاحب والحر نحو ‪ 5‬مليار قدم مكعب في اليوم وينبغي في مثل هذه الحاالت عدم اللجوء لغاز‬
‫القبعة لسد النقص أو لتلبية حاجات حمل الذروة كما يحصل في الوقت الحاضر‪ ،‬ذلك أن االستهالك المستمر‬
‫لغاز القبعة سيؤدي الى انخفاض ضغط المكمن ويؤثر بالتالي سلباً على إنتاج النفط‪ ،‬وفي ما يتعلق بالطلب‬
‫المحلي على الغاز الطبيعي فيرتفع الى نحو ‪ 3‬مليار قدم مكعب في اليوم بحلول عام‪.2015‬‬

‫لقد دخل العراق مؤخ اًر ضمن اتفاقية خط الغاز العربي بين كل من دولة االردن وسوريا ولبنان ومصر‬
‫والعراق من خالل مد انابيب لنقل الغاز الجاف وبعد اكتمال المشروع سوف يربط ثالث قارات وهي آسيا‬
‫واوروبا وافريقيا‪ ،‬يهدف المشروع في بدايته الى تصدير الغاز المصري الى كل من االردن وسوريا ولبنان‬
‫واالستفادة منه في تغطي استهالك الغاز في هذه الدول‪ ،‬اما المرحلة الثانية فهي تصدير الغاز المصري‬
‫والعراقي الى تركيا وعبرها الى اوروبا (‪.)17‬‬

‫وتبدو ان اهمية الغاز االستراتيجية سوف تظهر في السنوات القادمة بعد اكمال المشروع والذي يعد بمثابة‬
‫بداية ألول شبكة غاز عربية ودمج ألسواق الغاز للبلدان المشاركة لتكوين سوق غاز اقليمية مع توفير‬
‫مصادر غاز آمنة ومستقرة للبلدان المشاركة حيث يمكن تشغيل شبكات الخط بطريقة عكسية تبادلية للغاز‬

‫‪16‬‬
‫بين الدول التي يربط بينها كما يوفر مشروع خط الغاز العربي مجموعة من الفوائد كالوفورات والعوائد‬
‫االقتصادية للدول المشتركة في المشروع سواء كانت دول مصدرة او دول مستوردة للغاز الطبيعي‪ ،‬ومن‬
‫الفوائد المهمة االخرى هي(‪:)18‬‬

‫‪ -1‬ان يحقق انشاء المشروع بناء صناعات مرتبطة بالغاز الطبيعي مثل صناعة المواسير وصناعة‬
‫البتروكيمياويات وغيرها‪ ،‬وخلق انشطة اقتصادية مثل انشاء شركات توزيع للغاز الطبيعي على المصانع‬
‫والمنازل والسيارات وتشغيل شركات الصيانة لعمليات صيانة خطوط الغاز‪ ،‬كما يعد اول مشروع يرتكز على‬
‫االستهالك المحلي بالدرجة االساس‪.‬‬

‫‪ -2‬يساعد في استخدام الغاز كبديل لمشتقات النفط كمصدر نظيف للطاقة‪ ،‬فضالً عن تأمين امدادات‬
‫منتظمة لمحطات الطاقة الكهربائية‪ ،‬نظ اًر الن عقود الغاز الطبيعي تتميز بطول فترات تعاقدها لكي يتيح‬
‫للمشروع فرصة واسعة للعمالة وشركات التصميم الهندسة والمقاوالت والبناء والتشغيل الخطوط للمساهمة في‬
‫اتمام انشاء المشروع وفي انجاح وتكريس مجاالت التعاون العربي المشترك وحطه نموذجاً لألتفاق على‬
‫مشروعات اخرى لمواجهة العولمة والنظام االقتصادي الجديد الذي يعتمد على التكتالت االقتصادية‪.‬‬

‫حتى تزداد اهمية المشروع في ظل تنمي االحتياطات المؤكدة من الغاز الطبيعي في كل من العراق ومصر‬
‫بسبب االكتشافات الحديثة والنمو السريع في قطاع الغاز الطبيعي ونظ اًر لما يمتلكه العراق من االحتياطات‬
‫الهائلة المؤكدة من الغاز الطبيعي خريطة (‪)7‬‬

‫‪17‬‬
‫الخاتمة‬

‫يعد الغاز الطبيعي اهم مصادر الطاقة البديلة للنفط وهو الوقود االنظف واالقل تلوثاً واحدى‬
‫ثروات العراق التي لم تستغل االستغالل االمثل ولم توظف بما يقدم االقتصاد الوطني وان اكثر‬
‫من نصف الغاز المنتج العراقي ويرجع ذلك الى غياب الرؤية االستثمارية وسوء التخطيط وعدم‬
‫التنسيق بين الو ازرات المعنية لذا ينبغي العمل على ضرورة تأهيل البنى التحتية للمشاريع الغازية‬
‫القائمة والخاصة وتطويرها بمعالجة الغاز الطبيعي المصاحب والتخطيط ألقامة مشاريع‬
‫استثمارية اخرى بهدف التقليل من الكميات المصروفة التي تهدر بأستمرار ووضع استراتيجية‬
‫متكاملة لتطوير الثروة الغازية واستغاللها بنحو أمثل بما يحقق المنفعة لألقتصاد والتنمية‬
‫المستدامة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫المصادر‬

‫الكتب‬

‫‪ -1‬محمد الشيكالي‪ ،‬خط غاز نابو كو‪.. ،‬‬

‫‪ -2‬مشاري حمد عبد العظيم‪ ،‬الغاز الطبيعي‪.‬‬

‫‪ -3‬يسرى محمد ابو العالء‪ ،‬نظرية البترول‪.‬‬

‫المجالت‬

‫‪ -4‬جميل طاهر التعاون العربي في مجال النفط والغاز الطبيعي‪ ،‬مجلة النفط والتعاون العربي‪ ،‬المجلد ‪،36‬‬
‫العدد ‪.2010 ،134‬‬

‫‪ -5‬حسن لطيف وآخرون‪ ،‬النفط العراقي والسياسة النفطية في العراق في ظل االحتالل االمريكي‪ ،‬رؤية‬
‫مستقبلية‪ ،‬بغداد‪ ،‬مركز العراق للدراسات ‪.2010‬‬

‫‪ -6‬سمير الفرعيش‪ ،‬خطوط انابيب نقل البترول في االقطار العربية‪ ،‬النفط والتعاون العربي‪ ،‬العدد ‪127‬ن‬
‫خريف ‪.2008‬‬

‫‪ -7‬عادل رشيد‪ ،‬النفط العراقي‪ ،‬اداة توحيد ام تقسيم‪ ،‬بحث منشور في مجلة كلية التربية االساسية‪ ،‬الجامعة‬
‫المستنصرية‪ ،‬بغداد‪.2012 ،‬‬

‫‪ -8‬فاهان رادوبان‪ ،‬تخطيط سياسيات الطاقة للمستقبل‪ ،‬ابو ظبي‪.2006 ،‬‬

‫‪ -9‬فيرو حلز‪ ...‬نفط العراق‪ ،‬البدايات المعقدة في نفط العراق‪ ،‬مجلة النفط والطاقة‪ ،‬الشارقة‪.2005 ،‬‬

‫‪ -10‬كاظم البدري‪ ،‬ازمة الغاز وشركة شل‪ ،‬مجلة الحوادث اشيروتية‪ ،‬العدد ‪ ،4536‬في ‪ 17‬شباط‪.2012 /‬‬

‫‪ -11‬خليف الستييواريت‪ ،‬عوائق تنفق االستثمارات االجنبية في العراق‪ ،‬مجلة ناشيونال جكرافيك‪ ،‬تشرين‬
‫الثاني‪ ،1 201 /‬االمارات العربية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -14‬الى خمسة سنوات لذلك لم تتوجه شركة لتطوير الرفع الغازية لما يترتب عليه االمر من مخاطرة في‬
‫حين فترت ثالث ائتالفات بثالث مناطق نفطية‪ ،‬المصدر‪ :‬و ازرة النفط العراقية‪ ،‬دائرة العقود والتراخيص‪،‬‬
‫‪ ،2011‬بيانات غير منشورة‪.‬‬

‫‪ -15‬و ازرة النفط العراقية‪ ،‬دائرة العقود والتراخيص‪ ،‬بغداد‪ ،‬موقع و ازرة النفط االلكتروني‪ ،‬معلومات متاحة على‬
‫االنترنت على الموقع االلكتروني‪www.iraqoil.com :‬‬

‫‪16- Model Service Development and Production Contract’’, North Oil Company‬‬
‫‪of the Republic’’ of Iraq 23 April 2009.‬‬

‫‪20‬‬

You might also like