Professional Documents
Culture Documents
يونس الحكيم
إذا كان القانون هو عبارة عن مجموعة القواعد العامة التً تنظم سلوك
األفراد فً المجتمع والتً ٌتعٌن علٌهم الخضوع لها ولو بالقوة إذا لزم األمر ،فإن
هذه القواعد لٌست ذات طبٌعة واحدة؛ وإنما تصنف إلى تقسٌمات متعددة تبعا
لتنوع العالقات االجتماعٌة فً الجماعة.
حٌث تقسم القواعد القانونٌة ،من حٌث الشكل إلى قواعد مكتوبة وقواعد غٌر
مكتوبة:
مضمونها إلى قواعد موضوعٌة وقواعد كما تقسم هذه القواعد من حٌث
شكلٌة:
أما القواعد الشكلٌة فهً التً تبٌن اإلجراءات الواجب إتباعها إلعمال
القانون الموضوعً وذلك عند المطالبة بحماٌة الحقوق أو لتوقٌع الجزاء فً حق
مخالف هذا القانون ،المثال على ذلك قواعد كل من قانون المسطرة الجنائٌة
وقانون المسطرة المدنٌة.
لهذا فالقانون المدنً أو قانون االلتزامات والعقود ٌعتبر قانونا موضوعٌا
وقانون المسطرة المدنٌة ٌعتبر قانونا شكلٌا ألنه ٌوضح اإلجراءات الالزمة
إتباعها لكً ٌحصل الشخص على حقه والقانون الجنائً ٌعتبر قانونا موضوعٌا
ألنه ٌبٌن األفعال التً تعتبر جرائم والعقوبات المقررة لها ،و قانون المسطرة
الجنائٌة ٌعد قانونا شكلٌا ألنه ٌبٌن إجراءات محاكمة المجرم وتوقٌع الجزاء
علٌه.
وتقسم القواعد القانونٌة من حٌث طبيعتها إلى قواعد القانون العام وقواعد
القانون الخاص ،فً حٌن تقسم هذه القواعد من حٌث قوة اإللزام فٌها إلى قواعد
آمرة وقواعد مكملة.
ونظرا ألهمٌة التقسٌمٌن األخٌرٌن ،فإننا سنعمل على التفصٌل فٌهما حٌث
سندرس فً هذا المبحث تقسٌم قواعد القانون إلى قانون عام وقانون خاص (أوال)
وإلى قواعد آمرة وقواعد مكملة( ثانٌا).
ٌعد تقسٌم القانون إلى عام وخاص ،من أهم تقسٌمات القانون نظرا لفائدته
العملٌة ،وهو تمٌٌز معمول به كثٌرا فً الدول التً تأخذ بالنظام الرومانً حٌث
كان الرومان ٌعتبرون القانون العام هو قانون الدولة والقانون الخاص هو قانون
األشخاص ومن هذه القوانٌن التً أخذت بهذا النظام نجد القانون الفرنسً ،عكس
الدول ذات النظام القانونً األنجلوسكسونً كالقانون اإلنجلٌزي.
معايير التفرقة بين القانون الخاص والقانون العام
بداٌة ٌنبغً اإلشارة إلى أن التفرقة بٌن القانون العام والقانون الخاص ،قد
تعرضت لالنتقاد لوجود فروع من القانون ٌصعب تصنٌفها ضمن القانون
العام أو القانون الخاص وذلك مثل القانون الجنائً والقوانٌن المسطرٌة ،مما
جعل بعض الفقهٌ 1صنفها ضمن القانون المختلط .
والقانون العام :هو مجموع القواعد القانونٌة التً تنظم العالقات بٌن الدولة
واألفراد ،كما ٌدرس العالقات بٌن الدول ،بحٌث تتدخل الدولة فً هذه العالقات
بصفتها صاحبة السلطة والسٌادة.
هو مجموع القواعد القانونٌة التً تنظم العالقات
أما القانون الخاص :ف
بٌن األشخاص فٌما بٌنهم أو فً عالقتهم بالدولة ،ال بصفتها صاحبة السٌادة
والسلطان ،بل كشخص معنوي عادي ،وكطرف خاضع للقانون الخاص.
ومن المعاٌٌر التً اعتمد علٌها للتمٌٌز بٌن القانون العام والقانون الخاص ما ٌلً:
معيار طبيعة المصلحة المراد تحقيقيها :فالقانون العام ٌهدف إلى تحقٌق .I
المصلحة العامة والقانون الخاص ٌهدف إلى تحقٌق المصلحة الخاصة،
وٌؤخذ على هذا المعٌار عدم دقته ،نظرا لالرتباط الكبٌر بٌن المصلحة
العامة والمصلحة الخاصة والذي ٌصعب معه الفصل بٌنهما،كم فً الزواج
والطالق واألهلٌة مثال
معيار طبيعة القاعدة القانونية :فحسب هذا المعٌار إذا كانت القاعدة .II
القانونٌة آمرة نكون أمام قانون عام ،أما إذا كانت مكملة نكون أمام قانون
خاص ،والقاعدة اآلمرة هً التً ال ٌمكن االتفاق على مخالفتها ،كما إذا
كانت متعلقة بالنظام العام واآلداب العامة ،كبٌع أو تأجٌر محل للدعارة...
عكس القاعدة المكملة فهً التً ٌمكن االتفاق على مخالفتها ،فإذا نص
المشرع م ثال فً أحكام عقد البٌع ،بأن الثمن ٌنبغً تسلٌمه وقت تسلم
المبٌع ،أو بحسب االتفاق ،فإنه ٌجوز ألطراف العالقة تأجٌل مسألة الدفع
إلى وقت الحق عن تسلٌم المبٌع.
ولكن هذا المعٌار تعرض كذلك لالنتقاد ألنه لٌس كل قواعد القانون الخاص
مكملة فتمت هناك قواعد كثٌرة للقانون الخاص ذات طبٌعة آمرة لتعلقها بالنظام
العام وذلك مثل القواعد الخاصة بتنظٌم األسرة كالسن المحدد للزواج مثال أو
قواعد اإلرث...
معيار صفة األشخاص أطراف العالقةٌ :قوم هذا المعٌار على أساس أن .III
قواعد القانون العام هً القواعد التً تكون الدولة أو أحد األشخاص
االعتبارٌة العامة طرف فٌها ،بٌنما قواعد القانون الخاص هً التً تنظم
العالقة التً ٌكون كل أطرافها من أشخاص القانون الخاص أو األشخاص
االعتبارٌة الخاصة.
معيار طبيعة العالقة القانونية: .IV
هذا المعٌار هو الذي ٌلقى تأٌٌد أغلب الفقه القانونً ،فالقانون العام ٌحكم
العالقات التً تتعامل فٌها الدولة مع األفراد كسلطة ذات نفوذ وسلطان وكان
الدافع من وراء هذا التعاقد هو تحقٌق المصلحة العامة ،فهذه العالقة القانونٌة
تدرج فً إطار القانون العام مثل نزع الملكٌة للمصلحة العامة ،أما إذا مارست
الدولة نشاطها بصفتها شخصا عادٌاٌ ،عمل على تحقٌق المصالح الخاصة ،فإن
العالقة القانونٌة ٌحكمها القانون الخاص مثل البٌع والشراء ومختلف األنشطة
التجارٌة التً ٌقوم بها األشخاص.
أهمية التمييز بين القانون العام والقانون الخاص:
تتجلى أهمٌة التمٌٌز بٌن القانون العام والقانون الخاص ،فً أن القانون
العام ٌعطً للدولة فً سبٌل تحقٌق المصلحة العامة الكثٌر من االمتٌازات
ا أو تعدٌل كالتفٌذ المباشر فً مجال الضرٌبً وإبرام العقود اإلدارٌة أو إلغائه
شروطها؛ حٌث ال ٌمكن لألفراد العادٌٌن القٌام بذلك على خالف العقود العادٌة
التً ٌحكمها القانون الخاص فإنه أي تعدٌل فً شروطها ٌنبغً أن ٌحضى بموافقة
أطرافه ،ألن العقد شرٌعة المتعاقدٌن.2
تعد قواعد القانون واجبة التطبٌق وعلى الجمٌع االمتثال لها وتتولى السلطة
العامة مراقبة احترام األفراد لها ،وتختلف هذه القواعد من حٌث درجة اإللزام بٌن
قواعد آمرة وقواعد مكملة (أوال) وذلك باختالف معٌار التمٌٌز بٌنهما(ثانٌا).
فانماػذج انًحشيح نهمرم أو انضشب أو انسشلح يثال ذؼرثش لاػذج آيشج ٌرؼٍٍ
ػهى األفشاد احرشايها وال ًٌكٍ انرهشب يٍ ذطثٍك حكًها تاذفاق ،فهزا االذفاق ٌؼذ
تاطال وال ٌحىل دوٌ يؼالثح انًجشو.
ويٍ أيثهح انمىاػذ انًكًهح يا ٌُض ػهٍه انفظم 502يٍ لاَىٌ االنرضاياخ
وانؼمىد يٍ أَه " ٌجة أٌ ٌرى انرسهٍى فً انًكاٌ انزي كاٌ انشًء يىجىدا فٍه ػُذ
418يٍ يذوَح انرجاسج انرً انثٍغ ،يا نى ٌرفك ػهى غٍش رنك" ،وأٌضا انًادج
ذمضً تأٌ " ٌسرحك انسًساس أجشذه يٍ انطشف انزي كهفه ،يا نى ٌىجذ اذفاق أو
ػشف أو ػادج ذمضً تخالف رنك".
إٌ انرًٍٍض تٍٍ انمىاػذ اَيشج وانمىاػذ انًكًهح أيش تانغ األهًٍح ،ألَه ًٌكٍ
األفشاد يٍ انرؼشف ػهى انمىاػذ اَيشج انرً ال ًٌكُهى االذفاق ػهى يخانفرها،
ػكس انمىاػذ انًكًهح انرً ًٌكُهًا االذفاق ػهى يخانفح أحكايها.
ونهرًٍٍض تٍٍ انمىاػذ اَيشج وانمىاػذ انًكًهح ًٌكٍ اػرًاد انظٍاغح انهغىٌح
انرً جاءخ تها انماػذج انماَىٍَح أو يا ٌسًى تانًؼٍاس انهفظً( ، )Iأيا إرا ذؼزس رنك
فًٍكٍ اػرًاد يؼٍاس انُظاو انؼاو وحسٍ اَداب أو يا ٌسًى تانًؼٍاس انًؼُىي(.)II
ٌمظذ تانًؼٍاس انهفظً أو انشكهً انًؼٍاس انًؼرًذ ػهى انشجىع إنى ػثاساخ
انُظىص انماَىٍَح َفسها حٍس لذ ذحرىي انماػذج انماَىٍَح َفسها ػثاسج ذحٍم ػهى
طثٍؼرها ،حٍس ٌسرخذو انًششع أحٍاَا ػُذ طٍاغره نهماػذج انماَىٍَح أنفاظا ذذل
ػهى طثٍؼرها ،فإرا اسرؼًم أنفاظا ذذل ػهى األيش أو انُهًَ ،كىٌ أياو لاػذج آيشج ،
كًا هى انشأٌ تانُسثح ألل فا ظ يثم " ال ٌجىص" أو "ٌؼالة" أو " ال ٌجة" أو
س"...إنخ ،و ذؼرثش انماػذج "ٌسأل" أو"كم ششط يخانف نزنك ٌكىٌ ػذٌى األز
انماَىٍَح يكًهح إرا كاَد األنفاظ انرً اسرؼًهها انًششع نًخاطثح انًهضيٍٍ تأحكايه
ذفٍذ جىاص اذفاق األفشاد ػهى يخانفح أحكايها يثم " يا نى ٌرفك ػهى غٍش رنك"
أو"يا نى ٌمضً االذفاق تخالفه ".
ويٍ أيثهح انمىاػذ انرً ذذل ػثاسذها ػهى أَها آيشج ،كم لىاػذ انماَىٌ
انجُائً انًرضًُح فً انمسى انخاص يُه ،وانرً ذؼالة ػهى اسذكاب األفؼال
اإلجشايٍح.
: )IIالمعيار المعنوي
أما حسن اآلداب فٌقصد بها مجموع األسس الخلقٌة الضرورٌة لكٌان
المجتمع وبقائه سلٌما من اإلنحالل أي الحد األدنى من قواعد األخالق الالزم
لحفظ كٌان الجماعة وبقائها والتً ٌؤدي تخلفها إلى انحالله.
الناموس األدبً هو ولٌد المعتقدات الموروثة والعادات المتأصلة ،وما جرى به
العرف وتواضع علٌه الناس وللدٌن آثر كبٌر فً تكٌٌفه".5
ٌعدم مخالفا للنظام العام فً الدول الغربٌة فً حٌن أن الدول اإلسالمٌة تجٌزه.