You are on page 1of 27

‫} يأيها الذين ءامنوا إنما الخمر والميسر واألنصاب واألزالم رجس من عمل الشيطان‬

‫فاجتنبوه لعلكم تفلحون{‬


‫سورة المائدة آيه‪90  ‬‬

‫لماذا األ د م ـ ـ ـ ـ ــان ؟؟؟‬


‫‪ ‬تبدأ المشكلة داخل األسرة نفسها‪: ‬‬
‫بسب تفكك األسرة عند حدوث الطالق _ الخالفات المستمرة أو السفر أو انشغال‬
‫الوالدين اجتماعياً بالحفالت أو اللقاءات أو العمل وإهمال رعاية األبناء‪ .‬‬
‫‪  ‬ثم يهرب األبناء إلى األصدقاء‪:‬‬
‫ولمروجي المخدرات حيل عجيبة لجذب الشباب إلى أوكارهم وهم يقدمون لهم عن‬
‫طريق أصدقاء السوء الجرعات األولى مجاناً وبإغراء كبير بزعم إعطائهم القوة والحيوية‬
‫أو مساعدتهم على السهر أو النوم ثم ينتهي األمر ببيع المدمن ألثاث منزله وكرامته وشرفه‬
‫للحصول على المخدرات‬
‫‪ ‬التهاون في التربية الدينية‪ :‬‬
‫‪   ‬قال رسول اهلل المؤمن كل أمره خير‪  ‬فالمحافظ على دينه يحمد اهلل في السراء‬
‫والضراء‪ ،‬وقوة إيمانه هي الوقاية األكيدة من أي انحراف أو تعاطي مسكنات أو‬
‫مخدرات‪.‬‬
‫عدم النضج العاطفي وضعف القدرة على تحمل ومواجهة مشاكل الحياة اليومية‪.‬‬
‫مريض عقلياً أو نفسياً أو جنسي ـاً‬
‫شخص سليم نفسيا ولكن تعرض لظروف أدت به إلى اإلدمان بدأ بالتدخين فالحبوب‬
‫المنشطة أو المنومة ثم غيرها‪ ‬‬
‫الفراغ والثراء‪:‬‬
‫قد تتحول إذا لم يحسن استغال لها إلى بذخ وإسراف أو انحراف‬
‫أهم أضرار المخدرات‬
‫األضرار الجسمانية‪:‬‬
‫‪  ‬أ ‪ -‬الجهاز العصب ــي‪ :‬‬
‫هبوط مراكز المخ العليا ينتج عنه سلوك وتصرفات مخزية وثقة مبالغة وضارة بالنفس‬
‫تأثر مراكز اإلحساس واالتزان وحدوث ارتعاشات وتشنجات وفقدان المهارات الحركية‬
‫ضمور المـ ـ ـ ـ ـ ــخ‪ ‬‬
‫التهاب العصب البصري الذي قد يؤدي إلى العمى‬
‫التهاب األعصاب الطرفية يسبب آالما شديدة باألطراف‪    ‬‬
‫‪  ‬ب ‪ -‬الجهاز الهضمي‪:‬‬
‫التهاب وقرحة المعدة والتهاب البنكرياس‪  ‬‬
‫تـليف وضمور الكبد الذي ينتج عنه تراكم السموم بالجسم‪ ‬‬
‫جـ ‪ -‬ضعف المناعة واالصابه باألمراض المعدية والجنسية‪:‬‬
‫سوء التغذية الناتج عن تعاطي المخدرات واإلسراف في السهر يؤدي إلى فقر دم شديد‬
‫واالصابه بالسل و إلتهاب الرئوي واألمراض المعدية األخرى‪.‬‬
‫تسبب الحقن الملوثة اإلصابة باال لتهاب الكبدي واإليدز‪    ‬‬
‫كما يؤدي السلوك المنحرف إلى اإلصابة باإليدز واألمراض الجنسية األخرى‪.‬‬
‫‪  ‬د ‪ -‬التهابات شديدة وحساسية بالجلد نتيجة الحقن المتكررة‪ ‬‬
‫هـ ‪ -‬التهاب الأنف وإنثـقاف الحاجز اال نفي‪ ‬‬
‫‪  ‬و ‪ -‬الضعف الجنسي وما يتبعه من أثار نفسية ومشاكل عائلية‪ ‬‬
‫‪  ‬ز ‪ -‬هبوط التنفس والوفاة المفاجئة‪ ‬‬
‫األضرار الـ ــنفسية‪:‬‬
‫اضطراب التفكير واإلدراك الحسي وتهيآت سمعية وبصرية وحسية‪ :‬ضحك وبكاء بدون‬
‫سبب وتخيل سماع أو رؤية أشياء ال وجود لها‪ .‬‬
‫‪ ‬اضطراب الشعور بالزمن والمسافة وأشكال األشياء وهذا يسبب سوء التقدير وحدوث‬
‫أخطاء في القيادة تؤدي إلى الحوادث‬
‫اضطراب عقلي ونوبات هياج واتجاهات عدوانية فيضرب والديه وإخوته للحصول على‬
‫المال‬
‫إكتئاب وعزلة‪  :‬أحالم اليقظة ومخاوف وهمية‪.‬‬
‫ضعف الذاكرة والتركيز‪   .‬‬
‫تدهور دراسي وذهني وخلقي‪ .‬‬
‫تكاسل وإهمال لألسرة والعمل والغذاء والنظافة والمظهر‪. ‬‬
‫سرقة ونصب وتزوير وجرائم خلقية من أجل الحصول على المخدر‪.‬‬
‫‪   ‬عالج‪  ‬اإلدم ـ ـ ـ ـ ــان‪ :‬‬
‫‪  ‬يلزم عالج هذه الحاالت في المستشفيات المتخصصة حيث تتوفر السرية التامة‬
‫واألساليب الحديثة في العالج‪.‬‬
‫الـوقاية من الإدمــان‪:‬‬
‫التمسك بأهداب الدين والثقة باهلل تعالى وااللتجاء إليه والتوكل عليه هي العالج األكيد‬
‫لكل المشاكل النفسية وهي الوقاية األكيدة من كل االنحرافات ومنها تعاطي المخدرات‪.‬‬
‫الحذر من استعمال الحبوب المنومة أو المشطة فإنها مواد خطرة جداً يجب عدم‬
‫استعمالها إال بإشراف دقيق من الطبيب‪. ‬‬
‫إذا كنت متعباً فلن تساعدك الحبوب المنشطة على االستذكار أو العمل بل إنها ترهق‬
‫جهازك العصبي وخير لك أن تستريح قليالً ثم تعود إلى عملك بعد أن تجدد نشاطك‪.‬‬
‫ال تقبل أي أقراص أو مشروبات أو روائح من أي شخص ال تثق في معرفته‪.‬‬
‫إن أوقات الفراغ كنز ثمين فال تضيعها واستفد منها في‪  ‬عبادة اهلل أو أعمال أو هوايات‬
‫مفيدة كحفظ القرآن‪  _  ‬أعمال فنية _ كمبيوتر ‪ _ ‬دراسة لغات ‪ -‬أنواع الرياضة‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫‪    ‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تعد ظاهرة انتشار املخدرات من الظواهر األكثر تعقيداً واألكثر خطورة على اإلنسان واجملتمع‪،‬‬
‫وتعترب هذه الظاهرة إحدى مشكالت العصر‪ ،‬حيث تعاين منها الدول الغنية والفقرية على السواء‪،‬‬
‫ولذلك أمجعت كل دول العامل على اختالف سياساهتا ومعتقداهتا على حماربة هذه الظاهرة‪ ،‬من‬
‫خالل مكافحتها عاملياً‪ ،‬وتنظيم الربامج واملؤسسات املعنية بذلك‪ ،‬وكذلك عقد املؤمترات‬
‫والندوات اإلقليمية والدولية‪.‬‬
‫ما هو المقصود بالمخدرات ‪:‬‬
‫املخدرات هي املواد الكيميائية اليت تسبب النوم والنعاس أو غياب الوعي أو تسكني االمل ‪ ،‬وهلا‬
‫أشكال خمتلفة منها النباتات واألخبرة والسوائل واملساحيق واألقراص والكبسوالت ويتم تعاطيها‬
‫إما شراباً أو استنشاقا أو باحلقن ‪.‬‬
‫وهي تسمم العقل وتؤدي إىل تغييب الوعي وتغيري يف التفكري‪ ،‬كإحساس املتعاطي بالقوة واملتعة‬
‫وتلغي الشعور الطبيعي لديه‪.‬‬
‫أقسام اإلدمان‪:‬‬
‫ينقسم اإلدمان إىل نوعني‪ :‬اإلدمان النفسي واإلدمان اجلسدي‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬اإلدمان النفسي‪ :‬وهو ينتج عن تعاطي املواد املنشطة واملهلوسة واملواد الطيارة والكوكايني‬
‫واحلشيش‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬اإلدمان اجلسدي‪ :‬وهو ينتج عن تعاطي الفرد للخمور ومشتقات األفيون واملسكنات‬
‫واملهدئات‪.‬‬

‫العوامل المؤدية الى تعاطي المخدرات‪:‬‬


‫أوال العوامل الشخصي‪:‬‬
‫فهي تتعلق حبالة املدمن من حيث شخصيته املضطربة أو األمراض النفسية أو اجلسمية اليت يعاين‬
‫منها باإلضافة إىل العوامل الوراثية‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬عوامل البيئة االجتماعية المحيطة‪:‬‬
‫‪ -I‬األسرة والتربية‪:‬‬
‫العالقات األسرية بني الوالدين تؤثر يف تكوين الطفل النفسي ‪ ،‬ففقدان أو غياب أحد الوالدين‬
‫سواء نتيجة الوفاة أو الطالق أو السفر يعترب من أهم األسباب املؤدية إىل االحنراف‪.‬‬
‫أضف إىل ذلك ضعف الوازع الديين والعادات والتقاليد املتبعة‪.‬‬
‫‪ -II‬الجماعات التي ينتمي إليها الفرد‪:‬‬
‫إذا كانت األسرة هي البيئة االجتماعية األوىل اليت يعيشها اإلنسان‪ ،‬فإن خمتلف اجلماعات اليت‬
‫ينتمي إليها‪ ،‬تشكل البيئة االجتماعية الثانية اليت حييا فيها وهذه اجلماعات أما تدعم بنية األسرة أو‬
‫هتدمها‪.‬‬

‫السمات االجتماعية التي يتركها اإلدمان على شخصية المدمن‪:‬‬


‫‪ -1‬ضعف القدرة على التوافق االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم القبول االجتماعي للشخص املدمن‪.‬‬
‫‪ -3‬فقدان الكيان داخل األسرة واهنيار املثل واألخالق العليا‪.‬‬
‫‪ -4‬سوء اخللق واإلمهال‪.‬‬
‫‪ -5‬التدهور االجتماعي الذي يؤدي إىل عامل اإلجرام‪.‬‬

‫آثار المخدرات على المجتمع‪:‬‬


‫يعترب تعاطي املخدرات أو إدماهنا من املشكالت اليت تؤثر بطريقة مباشرة على بناء اجملتمع وأفراده‬
‫ملا يرتتب عليه من آثار اجتماعية واقتصادية تنسحب على الفرد واألسرة واجملتمع وتتضح املشكلة‬
‫يف أثر سلوك املتعاطني أو املدمنني على األوضاع القانونية واالقتصادية واالجتماعية للمجتمع‬
‫ويتمثل ذلك فيما يلي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬الناحية القانونية‪:‬‬
‫‪ -1‬اضطرار املدمن اىل السرقة من أجل توفري مثن املادة املخدرة‪.‬‬
‫‪ -2‬اهنيار القيم األخالقية وتفشي الرذيلة والزنا‪.‬‬
‫‪ -3‬جرائم القتل‪ ،‬سواء االنتحار او قتل اآلخرين يف سبيل احلصول على املخدر‪.‬‬
‫‪ -4‬سهولة اإلسقاط األمين ملدمين املخدرات‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الناحية االقتصادية‪:‬‬


‫إن ظاهرة تعاطي املخدرات هلا جانبها االقتصادي بالنسبة للفرد من جهة واجملتمع من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -I‬آثار المخدرات على الناحية االقتصادية للفرد‪:‬‬
‫إذا نظرنا إىل آثار املخدرات على الفرد فنجد أن الشخص املدمن قد بدأ تعاطي املخدرات جماناً‬
‫الول مرة أو جماملة لصديق أو حبا يف االستطالع او رغبة يف تسكني بعض اآلالم وبعد ذلك يبدأ‬
‫يف دفع الثمن للحصول على املادة املخدرة ويف كل يوم يزيد من اجلرعة اليت يأخذها وبالتايل يزيد‬
‫الثمن الذي يدفعه للحصول عليها‪.‬‬
‫حىت يأيت الوقت الذي جيد فيه املدمن نفسه وقد خسر كل شيء ميلكه‪.‬‬
‫‪ -II‬آثار المخدرات على الناحية االقتصادية للمجتمع‪:‬‬
‫إن تعاطي املخدرات أو ادماهنا يؤثر على انتاجية الفرد وبالتايل يؤثر على إنتاجية اجملتمع‪ ،‬فهذه‬
‫العناصر البشرية قوى عاملة معطلة عن اإلنتاج‪ .‬بل أن الدولة تنفق أمواالً طائلة يف جمال مكافحة‬
‫املخدرات كان من املمكن استثمارها يف عملية البناء والتنمية‪.‬‬
‫باإلضافة اىل أن رواج جتارة املخدرات يرتتب عليه هتريب العملة الصعبة اىل اخلارج‪ ،‬فتقل كميتها‬
‫ويزداد الطلب عليها وتتجه اىل مزيد من االرتفاع والذي ينعكس بدوره على القوة الشرائية للعملة‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الناحية االجتماعية‪:‬‬
‫تتمثل خطورهتا يف كون املدمنني خطرا على حياة اآلخرين من حيث اهنم عنصر قلق واضطراب‬
‫المن اجملتمع‪ ،‬حيث يسعى كل منهم اىل البحث عن فريسة يقتنصها سواء بالسرقة أو القتل‪ ،‬مما‬
‫يقودهم يف النهاية إىل عامل اإلجرام أو أن يصبحوا شخصيات حاقدة على اجملتمع ال تعرف سبيلها‬
‫اىل أهدافها إال بالعدوان وبعد فرتة يقعون فريسة للمرض النفسي واالنطوائية وعدم املشاركة يف‬
‫بناء اجملتمع‪.‬‬
‫القانون في مواجهة المخدرات‪:‬‬
‫تقع املخدرات ضمن أعلى درجات اجلرمية وهي اجلنايات ولذلك فهي ال تسقط بالتقادم إال بعد‬
‫مرور ‪ 15‬سنة من تاريخ القضية‪ ،‬وحسب القانون تفرض عقوبات مسرتدة على كل من حيوز أو‬
‫يشرتى أو يبيع أو يسلم أو ينقل مواد خمدرة‪ ،‬بقصد االجتار وقد وصلت العقوبة هنا إىل حد‬
‫اإلعدام أو األشغال الشاقة املؤبدة أو املؤقتة‪ ،‬إضافة إىل غرامة حمددة‪.‬‬
‫أما املدمنني على املخدرات فيعتربهم املشرع القانوين مرضي حيث يعاقبهم بالسجن‪ ،‬ومل حيدد‬
‫املدة‪ ،‬وأعطى احلق للقاضى بإدخاهلم املصحات العالجية ملدة ستة أشهر على أن ال تزيد عن سنة‪.‬‬

‫األضرار الصحية لالدمان‪:‬‬


‫تتنوع األضرار الصحية الناجتة عن التعاطى وتتفاوت ما بني اضرار حتدثها عموم املخدرات وما بني‬
‫ضرر ينفرد به نوع معني دون آخر فهي‪:‬‬
‫‪ -1‬تؤثر على جهاز املناعة فتضعفه ويصبح املدن أكثر عرضة للمرض وأكثر معاناة‪.‬‬
‫‪ -2‬تؤثر على الوعي بأكثر من شكل‪.‬‬
‫‪ .I‬تقليل الوعي أو تغيبه (األفيون ‪ ،‬اهلريوين)‪.‬‬
‫‪ .II‬تنبيه الوعي وتنشيطه (الكوكايني)‪.‬‬
‫‪-3‬اضطراب يف إدراك الواقع واهللوسة (الباجنو‪ ،‬احلشيش )‪.‬‬
‫‪ -4‬تؤثر على اجلهاز الدوري والتنفسي‪.‬‬
‫‪ -5‬فقدان الشهية واهلزال‪.‬‬
‫‪ -6‬الشعور الدائم بالدوار‪.‬‬
‫‪ -7‬اإلمساك وعسر اهلضم‪.‬‬
‫‪ -8‬الضعف اجلنسي‪.‬‬
‫‪ -9‬القيء والغثيان‪.‬‬
‫‪ -10‬المشي الليلي‪.‬‬
‫‪ -11‬ضغط الدم‪.‬‬
‫‪ -12‬زيادة ظاهرة إفراز العرق وحكة يف اجللد‪.‬‬
‫‪ -13‬األمراض العصبية والنفسية‪.‬‬
‫العالج من اإلدمان‪:‬‬
‫ينقسم العالج اىل ثالث مراحل وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬مرحلة التخلص من السموم‪ :‬وهي مرحلة طبية يف األساس‪ ،‬ذلك ان جسد اإلنسان يف‬
‫األحوال العادية يتخلص من السموم تلقائياً فالعالج الذي يقدم للمتعاطي يف هذه املرحلة هو‬
‫ملساعدة اجلسم على القيام بوظائفه الطبيعية وأيضاً للتخفيف من اآلالم املصاحبة‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة العالج النفسي واالجتماعي‪ :‬وتتضمن هذه املرحلة العالجية العالج النفسي الفردي‬
‫للمتعاطي مث متتد اىل األسرة‪ ،‬كما تتضمن هذه املرحلة تدريبات عملية للمتعاطي على كيفية اختاذ‬
‫القرارات وحل املشكالت ومواجهة الضغوط‪.‬‬
‫‪ -3‬مرحلة التأهيل والرعاية الالحقة‪:‬‬
‫‪ -I‬مرحلة التأهيل العلمي‪ :‬وتستهدف استعادة املدمن لقدراته وفاعليته يف جمال عمله‪ ،‬وعالج‬
‫املشكالت اليت حتول دون عودته اىل العمل‪.‬‬
‫‪ -II‬مرحلة التأهيل االجتماعي‪:‬‬
‫وتستهدف هذه العملية إعادة دمج املدمن يف األسرة واجملتمع ويعتمد العالج على حتسني العالقة‬
‫بني الطرفني ومساعدة املدمن على اسرتداد ثقة أسرته وجمتمعه به‪.‬‬
‫ج‪ -‬مرحلة الوقاية من النكسات‪:‬‬
‫ويقصد هبا املتابعة العالجية ملن شفى لفرتات ترتاوح بني ستة أشهر وعامني من بداية العالج مع‬
‫تدريبية وأسرته على االكتشاف املبكر للعالقات املنذرة بإحتماالت النكسة وسرعة التصرف‬
‫الوقائي جتاهها‪.‬‬
‫التعريف‪:‬‬
‫المخدر لغة من الخدر وهو الضعف والكسل والفتور واالسترخاء يقال‪ :‬تخدر العضو إذا استرخى فال‬
‫يطيق الحركة‪ .‬وعرف الفقهاء المخدر‪ ،‬أو المفسد بأنه تغطية العقل المع الشدة المطربة‪ ،‬أي هو ما‬
‫غيب العقل والحواس من غير نشوة وال طرب‪ ،‬وذكروا الحشيش مثاالً عليه‪.‬‬

‫والحقيقة أن هذا التعريف ال ينطبق تماماً على واقع المخدرات واألولى أن تعرف بأنها ما يشوش العقل‬
‫والحواس بالتخيالت واألهالس بعد نشوة وطرب وتؤدي باإلعتياد عليها اإلذعان لها‪.‬‬

‫حملة تارخيية‪:‬‬
‫إن استخدام المخدرات قديم قدم البشرية(‪)3‬وعرفتها أقدم الحضارات في العالم فقد وجدت لوحة‬
‫سومرية يعود تاريخها إلى األلف الرابعة قبل الميالد تدل على استعمال السومريين لألفيون وكانوا‬
‫يطلقون عليه نبات السعادة وعرف الهنود والصينيون " الحشيش " منذ األلف الثالث قبل الميالد كما‬
‫ورد في كتاب صيدلة ألفه اإلمبراطور شينغ نانج‪ ،‬كما وصفه هوميروس في األوديسا‪.‬‬
‫وعرف الكوكائين في أمريكا الالتينية منذ ‪ 500‬عام ق‪.‬م وكان الهنود الحمر يمضغون أوراقه في‬
‫طقوسهم الدينية‪ .‬أما القات فقد عرفه األحباش قديماً ونقلوه إلى اليمن عام ‪ 525‬ميالدي‪.‬‬

‫وفي أوائل القرن التاسع عشر تمكن األلماني سيدترونر من فصل مادة المورفين عن األفيون وأطلق‬
‫عليها هذا االسم نسبة إلى مورفيوس إله األحالم عند اإلغريق(‪.)3‬‬

‫وفي المشرق اإلسالمي يرجح ابن كثير(‪)5‬أن الحسن بن الصباح في أواخر القرن الخامس الهجري‪،‬‬
‫الذي كان زعيم طائفة الحشاشين‪ ،‬وكان يقدم طعاماً ألتباعه يحرف به مزاجهم ويفسد أدمغتهم‪ .‬وهذا‬
‫يعني أن نوعاً من المخدرات عرفه العالم اإلسالمي في تلك الحقبة‪.‬‬

‫ويرى المقريزي أن ظهور الحشيشة كان في أول القرن السابع الهجري على يد "الشيخ حيدر" من‬
‫جهالء المتصوفة وكان يدعوهم بحشيشة الفقراء‪.‬‬
‫أسباب انتشار المخدرات‪:‬‬
‫النتشار المخدرات أسباب مختلفة منها ما يتعلق بطبيعة هذه المواد‪ ،‬أو شخصية متعاطيها والظروف‬
‫البيئة والحضارة والسياسية االستعمارية في العالم المعاصر‪.‬‬

‫نعم ‪ ..‬لقد كان لالستعمار ومخططاته الستعباد العالم اإلسالمي والدول النامية عموماً أثر كبير في‬
‫انتشار المخدرات على نطاق واسع من أجل السيطرة عليه بشل طاقات األمة وقتل نفوس أفرادها كما‬
‫فعلت بريطانيا عندما شجعت على زراعة األفيون في الهند ومصر وكما فعلت من أجل السيطرة على‬
‫الصين عندما أوحت إلى عمالتها بزراعة الحشيش في أرضيها والذي مكنها من استعمارها الصين‬
‫أكثر من ثالثة قرون‪.‬‬

‫ولعل أهم األسباب االجتماعية الظروف الصعبة في العمل وانتشار البطالة وكثرة انتشار األفالم‬
‫الهابطة التي تروج لها‪.‬‬

‫والتقليد األعمى الذي يسيطر على مراهقينا مع الفقر الذي يلجئهم للبحث عمن يعطيه أو يغنيه فيتلقفه‬
‫أرباب الفساد وتجار الرذيلة‪.‬‬

‫وفي بحث أجراه الدكتور الطيار على مجموعة من المساجين من متعاطي المخدرات بين فيه أن‬
‫المشاكل األسرية والخالف بين الزوجين كثيراً ما يدفع أفراد األسرة للجوء إلى المخدرات هرباً من‬
‫الواقع المؤلم الذي يعيشونه وكذا سوء معاملة األوالد‪ ،‬أو اإلفراط في تدليلهم وتلبية رغباتهم‪ .‬كما يعتبر‬
‫سفر أبنائنا إلى الخارج وسرعة التنقل من األسباب التي سهلت لهم امكانية الحصول على الجنس‬
‫والمخدر بعيداً عن رقابة األهل‪ .‬كما بين أن العمالة األجنبية هي من أخطر المصائب التي ابتليت بها‬
‫مجتمعاتنا المحافظة حيث ينقل العمال األجانب إلى األسر التي يعيش فيها تقاليدهم وعاداتهم فكان‬
‫للعمالة األجنبية باع طويل في تهريب المخدرات والترويج لها‪.‬‬

‫وهناك ارتباط وثيف بني انتشار المخدرات وانتشار األمراض المنتقلة الجنس وخاصة اإليدز فهناك‬
‫حلقة مفرغة بنيهما فتعاطي المخدرات يؤدي إلى انتشار هذه األمراض‪ ،‬كما أن اإلصابة بتلك‬
‫األمراض الجنسية يغلب معها إدمان المخدرات‪.‬‬

‫واألهم من ذلك كله الخواص الدوائية للعقار المخدر والتي تسبب االعتماد فاإلدمان‪ .‬فاستعمال‬
‫المنومات يومية يؤدي بعد شهر إلى اإلدمان عليها‪ ،‬والحقن الوريدي للعقار أسرع في أحداث االعتياد‬
‫من تناوله الفموي‪ .‬كما أن سرعة الحصول على العقار ترفع نسبة التعاطي واإلدمان‪ ،‬كما أن هناك‬
‫بعض األمراض النفسية كاالكتئاب والفصام تعتبر من العوامل الهامة المؤهبة لإلدمان‪.‬‬

‫ونحب أن نشير إلى أن ضعف الوازع الديني وعدم اللجوء إلى اهلل في الشدائد من العوامل الهامة في‬
‫إحداث اإلدمان‪ ،‬ذلك أن اإلنسان المتدين بعيد جداً عن جحيم االعتياد إذ ال يمكن أن تمتد يده إلى المخدر ال‬
‫بيعاً وال تداوالً وال تهريباً ألن طريق المخدرات هو طريق الشيطان وال يمكن لطريق الرحمن أن يلتقي‬
‫بطريق الشيطان‪.‬‬

‫والفراغ عند المراهق الذي ال يقدر قيمة للوقت‪ ،‬وقرناء السوء من العوامل الهامة في اإلدمان‪.‬‬
‫ونحن نرى أن غفلة الم ّشرع في بعض الدول بتخفيف العقوبات الجنائية عن المدمن حالة ارتكابه لجريمة‬
‫ما‪ ،‬ساعد على انتشار المخدرات والمسكرات بشكل عام‪.‬‬

‫‪ ‬أنواع المخدرات‬
‫للمخدرات أنواع كثيرة وتصنيفات متعددة‪ ،‬وهي حسب تأثيراتها يمن أن تصنف في أربعة أقسـام‪:‬‬

‫‪        .1      ‬مسببات النشوة‪ ‬مثل األفيون ومشتقاته كالمورفين والهيروئين والكوكائين‪.‬‬

‫‪        .2      ‬المهلوساتكالميسكالين وفطر البينول والقنب الهندي وفطر األمانين والبالذون والبنج‪ .‬وكال‬
‫القسمين يجمعهما د‪ .‬النسيمي تحت اسم المخدرات المكيفة‪.‬‬

‫‪        .3      ‬المخدرات الطبية العامة‪ :‬وتطلق على مزيالت األلم ومانعات حدوثه سواء ما كان يحقن منها‬
‫موضعياً ( المخدرات الموضعية) لتمحو األلم الموضعي كالنوفوكائين والليدوكائين وهي ال تحدث‬
‫اعتياداً وال تغيب العقل ومنها ما يسمى بالمخدرات العامة التي يزيل حقنها أو استنشاقها حس األلم‬
‫وبقية األفعال اإلنعكاسية ويحدث فيها النوم والتخدير معاً وتطبق قبل األعمال الجراحية (مثل اإليتر‬
‫والكلوروفورم وأول أوكسيد اآلزوت وغيرها)‪.‬‬

‫وهناك زمرة تدعى بالمخدرات المنومة‪ ،‬وهي منومات بمقاديرها الصغيرة‪ ،‬ومخدرة بمقاديرها الكبيرة‬
‫كالكلورال والبنتوتال‪ .‬وكل المخدرات العامة الطبية تدخل عند الفقهاء تحت اسم المنومات وتأخذ حكمها‪.‬‬

‫‪        .4      ‬المنومات (المرقدات) كالباربيتوريات والبارالدهيد وغيرها‪.‬‬

‫كما أن بعض الباحثين يقسمها إلى مخدرات كبرى وصغرى‪.‬‬


‫ويعتبرون المخدرات الكبرى ذات الخطورة الكبيرة عند تعاطيها واإلدمان عليها كاألفيون والحشيش‬
‫والمارجوانا والهيروئين وغيرها‪ .‬أما المخدرات الصغرى فهي ذات خطورة أقل وتمثل جانباً من‬
‫العقاقير المستخدمة أحياناً في العالج الطبي وتسبب اإلدمان لمتعاطيها عند استخدامها لفترة طويلة‬
‫كالمنبهات والمهدئات والمنومات‪ ،‬والمسكنات والكوكا وجوزة الطيب وغيرها‪.‬‬

‫وأخطر هذه المخدرات ما يسبب اعتياد اعتياداً نفسياً وعضوياً كاألفيون ومشتقاته كالمورفين‬
‫والهيروئين‪ ،‬وأقلها خطراً ما يسبب اعتياداً نفسياً فقط كاكوكائين واألمفيتامين والقات وعقاقير الهلوسة‪.‬‬

‫زمرة األفيون ومشتقاته‬

‫األفيون ‪:   Opium‬‬

‫وهي من أخطر المخدرات‪ ،‬يستحصل عليه بإجراء شقوق في ثمار الخشخاش غير الناضجة فيسيل‬
‫على شكل عصارة تجمع وتجفف‪ ،‬لها طعم مر وتدخل في تركيب عدد من العقاقير‪.‬‬

‫ويتعاطى األفيون ببلعه صرفاً أو مع الشاي أو القهوة‪ ،‬أو تدخيناً مع السجائر أو الشيشة‪.‬‬

‫ويشعر متعاطيه في البدء بالتنبه والنشاط وقدرة على التخيل والكالم‪ ،‬لكن هذا ال يدوم طويالً إذ‬
‫تضطرب الحالة النفسية ويبطؤ التنفس وينتهي به األمر إلى النوم العميق أو السبات‪ .‬واألفيون إذا تعود‬
‫عليه الشخص صار جزءاً من حياته وال يستطيع جسمه أداء وظائفه دون تناول الجرعة المعتادة‪.‬‬
‫ويشعر بآالم حادة إذا لم يحصل عليه وتتدهور صحته‪.‬‬

‫وتضمر عضالت المدمن وتضعف ذاكرته وتقل شهيته للطعام وتحدث زرقة في العينين وبطء في‬
‫التنفس والنبض‪ ،‬وينقص وزنه وينخفض عنده التوتر الشرياني وحرارة البدن‪.‬‬
‫المورفين‪:‬‬

‫يستخلص من األفيون الخام بتفكيكه في الماء ثم معاملته بالليمون وإ ضافة كلور األمونيوم إلى المحلول‪،‬‬
‫فيترسب المورفين الذي يجفف على شكل مسحوق أبيض مصفر‪ .‬وقد رحب به طبياً حين اكتشافه‬
‫ألثره الكبير في تسكين اآلالم‪ ،‬ثم اكتشف خطره العظيم بإحداثه اإلدمان واالعتياد الجسمي والنفسي‬
‫عند متعاطيه ‪.‬‬

‫يتعاطى المورفين إما حقناً تحت الجلد أو بلعاً مع الشاي أو القهوة‪ ،‬أو تدخيناً مع التبغ‪ .‬ويشعر متعاطيه‬
‫بالخفة والنشاط والذي يتطور إلى رغبة عارمة في تعاطيه ومن ثم يحصل إزدياد التحمل وزيارة‬
‫الجرعة للحصول على نفس تعاطيه ومن ثم يحصل ازدياد التحمل وزيادة الجرعة للحصول على نفس‬
‫النشوة‪.‬‬

‫ويؤدي إدمانه إلى سيالن األنف واإلقياء المتكررة والقبض ثم إلى تشوش في اإلدراك وضعف عام‬
‫ودوار وخفقان وجفاف الفم‪.‬‬

‫وتحدث الجرعة الزائدة إحباطاً لمركز التنفس وهبوط الضغط الدموي وقد يحدث السبات الذي ينتهي‬
‫بالوفاة‪.‬‬
‫الهيروئين‪ :‬أو الديامورفين‪ ‬مسحوق بللوري أبيض يستخلص من المورفين وهو مسكن قوي ( أكثر من‬
‫المورفين بـ ‪8_5‬أضعاف) وهو أغلى المخدرات ثمناً وأشدها فعالية وأكثرها اعتياداً على الصحة‬
‫العامة‪ .‬يتعاطى الهيروئين بحق محلول تحت الجلد أو في الوريد مباشرة كما يمكن تدخينه مع التبغ أو‬
‫استنشاقه سعوطاً‪.‬‬

‫يشعر متعاطيه في البدء بالنشاط والخفة والحبور ويبدأ االعتياد باستعماله المتكرر حيث يحتاج إلى‬
‫كميات أكبر إلحداث نفس األثر‪ ،‬ثم ال يلبث المدمن أن يلهث للحصول عليه حيث ال سرور وال انشراح‬
‫سوى الحاجة إليه وللقضاء على اآلالم المبرحة وتصلب العضالت وغيرها من آالم االنقطاع‪.‬‬

‫ويصاب المدمن بضعف جسماني شديد وفقد الشهية والمعاناة من األرق والخوف الدائم الذي يطارده‪،‬‬
‫ومن اختالطات استعمال الحقن الملوثة كتجرثم الدم والتهاب الكبد الفيروسي واإليدز اللعين‪ ،‬وقد يحدث‬
‫الموت نتيجة جرعة مفرطة‪.‬‬

‫وزمرة األفيون كلها بجرعاتها القليلة تعمل كمثيرات جنسية ألنها تضعف موانع التصرف لإلنسان‬
‫محررة إياه من عوامل الكبت‪ ،‬كما أن الحقن الوريدي لهذه المواد يعطي أحساساً يشبه إحساس االرتواء‬
‫الجنسي‪ .‬أما عند اإلدمان‪ ،‬فقد أكدت الدراسات التأثيرات الضارة لهذه المواد على الوظيفة الجنسية‪ ،‬إذ‬
‫يصاب المدمنون بعدد من المشاكل الجنسية كتأخر القذف والعنانة أو فشل القذف‪ ،‬ويشكو أكثرهم من‬
‫ألم أثناء القذف‪ ،‬ويصل معظمهم في النهاية إلى ضعف الشهوة الجنسية‪.‬‬

‫لقد وصلت نسبة العنانة عند مدمني الهيروئين إلى ‪ %39‬ومن المؤكد أن المورفين يمنع إفراز‬
‫الهرمون الملوتن ‪  LH‬واإلباضة وبالتالي إلى عقم المرأة المدمنة‪ .‬واضطرابات الطمث صفة واضحة‬
‫عند مدمنات األفيون وأشدها وضوحاً عند مدمنات المورفين والهيروئين‪ ،‬كما أن االجهاضات العفوية‬
‫يجدون صعوبة في التنفس ألثر هذه المواد المثبط على مركز التنفس وأثرها العام السيئ على الجهاز‬
‫العصبي عند الوليد‪.‬‬
‫‪ ‬زمرة القنب الهندي‪:‬‬

‫الحشيش والماريجوانا‪:‬ويستخرجان من نبات القنب الهندي الذي يزرع بشكل واسع في إيران والهند‬
‫ولبنان وتركيا ودول شرق آسيا‪ .‬وما الحشيش سوى العصارة الصمغية التي تفرزها األجزاء العليا‬
‫النامية من النبات وفي األزهار أما الماريجوانا فهي مسحوق خليط األوراق المثمرة واألزهار‪.‬‬

‫وكالهما يتعاطى بالتدخين لوحدهما أو بعد مزجه بالتبغ‪ .‬وقد تخلط مع الشاي أو مع أنواع من‬
‫الحلويات‪.‬‬

‫ويشعر متعاطي الحشيشة بالنشوة المصحوبة عادة بالضحك والقهقهة غير المبررة وتختل أحجام‬
‫وأشكال المرئيات والمسافات‪ ،‬ويمر الزمن ببطء شديد عنده وتختل ذاكرته بالنسبة لألحداث القريبة كما‬
‫ينزلق في الخيال مع ازدياد الجرعة فيخطئ في تفسير ما تدركه الحواس ثم تعتريه الهلوسات السمعية‬
‫ابتداء إذ قد يؤدي إلى فقدانهم السيطرة على النفس مع قلق‬
‫ً‬ ‫والبصرية‪ ،‬وله آثار مزعجة لمن يتعاطاه‬
‫شديد‪  ‬ويتصف المدمن باحمرار عينيه وانخفاض ضغطه الدموي وتسرع دقات القلب‪ ،‬وتتعطل خمائر‬
‫الكبد مما يقلل في فعالية معظم األدوية التي يتناولها المدمن‪ .‬كما يتعرض المدمن لكل مخاطر التدخين‬
‫التي ذكرناها في بحثها‪.‬‬

‫أما أعراض االنقطاع المفاجئ فأهمها الشعور باالكتئاب والقلق ورجفان األطراف (الرعشة)‬
‫واضطراب النوم‪.‬‬

‫ويمكن أن نلخص المضاعفات التي يمكن أن يتعرض لها المتعاطي على المدى البعيد‪:‬‬

‫‪        .1      ‬متالزمة انعدامالحوافز من كسل وبالدة وفقدان الطموح‪.‬‬

‫‪        .2      ‬المضاعفات العقليةمن ضعف الذاكرة والتبلد الذهني وعدم القدرة على التركيز‪.‬‬

‫‪        .3      ‬التصاعد ‪:‬قد يكون الحشيش أق من غيره خطراً من المخدرات عندما يتعاطى لوحده لكن أكبر‬
‫أخطاره‪ ،‬تصاعد ميول المتعاطي ليشاركه مع غيره من المخدرات كالهيروئين والكوكائين‬
‫والمنومات‪.‬‬

‫‪        .4      ‬الحشيش والجريمةوالعنف تتواجد دائماً مع بعضها حيث يفقد المدمن سيطرته على نفسه ويندفع‬
‫إلى الجريمة والعنف‪.‬‬

‫وال غرابة إذ عرف علماؤنا المسلمون خصائص الحشيشة ووصفوها بدقة‪.‬‬


‫انظر إلى ابن حجر الهيثمي إذ قال فيها‪ :‬وفي أكلها مائة وعشرين مضرة دينية ودنيوية منها أنها تورث‬
‫النسيان وموت الفجأة واختالل العقل ودوام الرعشة وتذهب الحياء والمروءة وعشاء العين والفطنة‬
‫وتقطع النسل وتجفف المني وتورث العنة "‪.‬‬

‫أما ما يروجه متعاطوا الماريجوانا من أنها مثيرة للجنس‪ ،‬فمن المحتمل أن يكون ذلك بسبب تأثيره عل‬
‫المراكز الدماغية العليا مما يقلل التحفظات على تصرفات الشخص أكثر من أنها مواد ذات إثارة‬
‫جنسية‪ ،‬وقد يكون ذلك ألنها تشوه اإلدراك في المحسوس الزمني مما يخيل لمتعاطيها أن القمة الجنسية‬
‫طويلة نوعاً ما‪.‬‬

‫وقد وجدت إحدى الدراسات الهامة أن إدمان الماريجوانا المديد يؤدي إلى تغيرات في قدرة الذكر‬
‫االنجابية‪ .‬أجريت الدراسة على ‪ 20‬رجالً‪ ،‬متوسط تعاطيهم لها ‪ 4‬أيام في األسبوع ولفترة استمرت‬
‫سبعة أشهر‪ ،‬وقد تبين أن مستويات التستوسترون عندهم أقل بشكل واضح من الرجال الذين ال‬
‫يتعاطونها وأن عدد النطف عندهم أقل بمقدار النصف‪ ..‬وكلما زاد تدخين الماريجوانا نقص الهرمون‬
‫المذكر وقل عدد النطف كما أصيب اثنان منهم بالعنانة‪ ،‬شفي أحدهم بعد انقطاعه التام عن تعاطيه‪،‬‬
‫ويكثر ظهور العنانة عند مشاركة المتعاطين الماريجوانا مع الخمور أو غيرها من المخدرات‪.‬‬

‫وأثبتت األبحاث الحديثة أن للقنب ومشتقاته حب للدسم وأنها تتركز في البدن في النسج الشحمية ومنها‬
‫الخصيتان والمبيضان‪ ،‬كما ينسب لهذه المواد تشوهات صبغية يمكن أن يؤدي إلى تخرب وراثي‪ .‬وقد‬
‫تبين أن الخاليا اللمفاوية المزروعة والمأخوذة من مدمني الماريجوانا هي خاليا مشوهة وهكذا فإن‬
‫كاراكوشانسكي(‪)13‬وزمالؤه يؤكدون أن مادة تتراهدروكانيبول التي يحتويها دخان الحشيشة تثبط‬
‫صناعة البروتين في الخلية كما تثبط انقسام الحمضين النووين ‪ DNA ‬و‬
‫‪RNA‬وهذا يؤدي بدوره إلى إمكانية حدوث تشوه في األجنة وإ لى اإلجهاض عند‬
‫الحمل‪ .‬كما ثبت أن للحشيش تأثيراً على المنظمات الهرمونية وإ مكانية إصابة‬
‫المدمن عليه بالعنانة والعقم المؤقت‪.‬‬

‫القـات ‪Catha‬‬

‫أدرجت منظمة الصحة العالمية " القات" ضمن المواد المخدرة وهو عبارة عن شجيرات دائمة‬
‫الخضرة‪ ،‬موطنها األصلي الحبشة‪ ،‬وقد نقلها األحباش إلى اليمن عند احتاللهم لها في القرن السادس‬
‫الميالدي وانتشرت زراعته في الجنوب العربي حيث أصبح المواطن اليمني والحضرمي أسير أوراقها‬
‫الالمعة يمأل بها فمه يمضغها في كل مكان مضغاً بطيئاً يتم معه استخالص عصارة النبات المرة‬
‫القلوية وارتشافها مع الماء بلذة زائدة‪.‬‬
‫تعاطي القات يؤدي إلى الشعور بالخفة والنشاط والثرثرة مع تهيج وأرق واستمرار تعاطيه يدخل‬
‫صاحبة في زمرة اإلدمان النفسي الذي يتميز بالحاجة الملحة للحصول عليه‪ .‬ويتظاهر عنده باتساع‬
‫حدقة العين وتسرع القلب وارتفاع الضغط الدموي وصداع واحتقان الملتحمة والضعف الجنسي الذي‬
‫ينتهي بالعنانة‪ .‬وله تأثيرات عصبية نفسية منها زيادة التوتر العصبي النفسي مع زيادة في الحركة‬
‫والميل إلى العنف يرافقها تصرفات ال إدارية‪ ،‬والمقادير الكبيرة منه تؤدي إلى الهلوسة وجنون العظمة‬
‫والهيجان العصبي‪.‬‬

‫المنبهات (المثيرات ) ‪STIMULANTS‬‬

‫وهي مخدرات تعمل بآلية تنبيه الجهاز العصبي المركزي ألنها تنتج الطاقة وتعطي القوة لمتعاطيها‬
‫حتى ولو كان يشعر بالتعب والفتور وتولد الشعور بالنشاط واإلثارة وتمكنه من البقاء يقظاً خطيراً دون‬
‫أن يحدث اعتياد جسدي‪.‬‬

‫والكوكايين‪:‬استخرج من نبات الكوكا ألول مرة منذ حوالي مائة سنة وهو منبه قوي ومخدر موضعي‬
‫فعال‪ .‬وأكثر ما يتعاطى نشوقاً حيث يمتص من األغشية المخاطية لألنف ليصل مباشرة إلى الدم لذا‬
‫فإن شمه المستمر قد يؤدي إلى تقرحات في تلك األغشية ثم إلى انثقاب الجدار بين المنخرين‪ .‬كما‬
‫يتعاطى حقناً تحت الجلد ويمكن أن تحدث نخوراً سريعة فيه وتقرحات مؤلمة كما قد يتعاطى بتدخين‬
‫عجينة الكوكا‪.‬‬

‫يسبب تعاطيه لفترة قصيرة قدراً من الشعور العارم باالبتهاج والنشاط وقد يتبع ذلك شعور باالهتياج‬
‫والقلق أو الخوف حتى الهلوسة‪ .‬وتسبب جرعاته الكبيرة عدم النوم والرجفان والتشنجان وأوهام‬
‫االرتياب التي تقود إلى سلوك شاذ وعنيف‪ .‬ويضطرب التنفس والهضم‪ ،‬مع اإلحساس بوجود حشرات‬
‫تزحف تحت الجلد‪ ،‬وتتسع حدقة العين ويرتفع النبض والضغط الدموي عالوة على حدوث اعتياد‬
‫نفسي شديد‪ ،‬وقد يؤدي إلى الموت المفاجئ‪.‬‬

‫والخطر األكبر من تدخينه صافياً إمكانية حدوث اعتياد جسدي مع الخطر المتنامي من إشاركه مع‬
‫الهيروئين حيث يؤدي إلى إدمان مزدوج خطر للغاية‪.‬‬

‫والكوكائين بمقاديره القليلة يزيد الرغبة الجنسية والقدرة على الجماع ويؤخر القذف عند الرجل‪ ،‬وهذا‬
‫ناجم غالباً عن أنه يشوه ويحرف اإلدراك الزمني‪ ،‬وحقنه الوريدي يؤدي إلى نشوة عارمة‪ ،‬لكن إدمانه‬
‫يؤدي إلى العكس‪ ،‬إلى فقدان كامل لالهتمامات الجنسية‪.‬‬
‫دواء آمناً ذا قيمة طبية جيدة إال أنه ثبت أن‬
‫األمفيتامين‪:‬عقار صنع في ألمانيا عام ‪ 1880‬واعتبر ً‬
‫استعماله المدير يعرض لمخاطر االعتياد‪.‬‬

‫يحدث لمتعاطية شعور بالنشوة والنشاط وفقد النعاس وحصوله على طاقة كبيرة لبضع ساعات حيث‬
‫يبدو بعدها منهكاً مع إحباط وعدم القدرة على التركيز والشعور بنوع من المضايقة قد يدفعه إلى‬
‫العنف‪.‬‬

‫وإ دمانه يؤدي خفقان وجفاف الفم وأرق وعدم القدرة على االسترخاء‪ ،‬ثم تتسع الحدقة ويتسرع النبض‬
‫ويرتفع الضغط مع إمكانية حصول حصار قلبي وغثيان‪.‬‬

‫وفرط الجرعة يؤدي إلى حدوث غشي ورجفان واختالج قد يؤدي إلى الموت‪.‬‬
‫وهو مثير للجهاز العصبي ويزيد الشعور الجنسي بمقاديره القليلة عند الجنسين‪ ،‬لكن إدمانه يؤدي إلى‬
‫فقد االهتمام الجنسي‪ ،‬وطلب الحصول علي العقار من أجل العقار‪ ،‬كما يؤدي إلى الضعف الجنسي‪،‬‬
‫وإ ن تناوله من قبل المضطربين جنسياً يقود إلى االستمناء القسري وإ لى الشذوذ الجنسي وخاصة فإن‬
‫النساء المدمنات يطلبن الجماع إلى حد الدعارة وإ لى الشذوذ المتصف بالتعري أمام الناس وإ لى السادية‬
‫أحياناً‪.‬‬

‫المخدرات المهلوسة‪:‬‬

‫المهلوسات مواد تقلب الوضع النفسي وتجعل اإلنسان عاجزاً عن مقاومة الخيال والالمعقول‪ .‬ويختلف‬
‫تأثيرها حسب شخصية المتعاطي وكمية المخدر المتناول‪ .‬ففي بدء تناولها يشعر الشخص بوهن‬
‫وغثيان ودوران خفيف وشحوب‪ ،‬ثم يبدأ الدوار الفعال بحدوث أهالس بصرية حيث تبدو أمامه األلوان‬
‫الزاهية براقة‪ .‬وإ ذا أغمض عينيه شاهد عرضاً لمشاهد غريبة من صور ال معقولة ومناظر خالبة‪.‬‬
‫كما يصاب بأهالس سمعية ألصوات وموسيقى غريبة ويفقد الشعور بالزمن والمسافات‪ ،‬وأخيراً يشعر‬
‫بارتخاء القدمين وتشنج في الوجه ثم إلى الذبول وخمول‪.‬‬

‫من هذه المخدرات قديم جداً كفطر األمانينا ماسكاريا الذي استمعله الهندوس القدامى وكهنة اإلغريق‪،‬‬
‫وفطر الزايلوسايين الشائع في أمريكا الجنوبية والمسكالين وهو خالصة صبار البيوتي الذي استعمله‬
‫الهنود الحمر في طقوسهم‪ ،‬وعرف العرب جوزة الطيب وهي نبات يزرع في الهند ويستخدم المتعاطي‬
‫ثمارها باستحالبهم ضمن فمه أو تذاب مع الشاي أو تستخدم نشوقاً‪ .‬تنشط بجرعاتها الصغيرة‪ .‬وتؤدي‬
‫إلى ما ذكرناه من أعراض الهلوسة مع اإلدمان‪.‬‬
‫ومنها (البنج) (السيكران) وهو نبات شديد الخضرة ذكره ابن حجر الهيثمي وبين أن تعاطيه كبيرة‬
‫وفسق كالخمر الشتراكه معها في إزالة العقل‪.‬‬

‫وأخطر المهلوسات المصنعة ما يسمى بالـ ‪L.Sd‬الذي يستخرج من فطر الجودر ‪  Ergot‬استخدم‬
‫كعالج في االضطرابات النفسية لكن مضاعفاته الخطيرة منعت استعماله الطبي‪ .‬يتعاطى عن طريق‬
‫الفم والحقن الوريدي ويؤدي إلى ارتفاع الضغط وسرعة النبض والغثيان ورجفة اليدين واألقياء‬
‫وإ دمانه يؤدي إلى ظهور الهلوسة البصرية‪ ،‬وتتغير المرئيات وتختلط الحواس‪ ،‬وقد يصاب بالفزع‬
‫الشديد المؤدي إلى االنتحار‪ .‬ومن اختالطاته الهذيان والشعور باالضطهاد كما أنه يؤدي إلى عطب‬
‫صبغيات نواة الخاليا وإ لى نشوة األجنة عند المدمنات الحوامل وقد يؤدي إلى الفصام عند المستعدين ‪.‬‬

‫المنومات (المرقدات)‪:‬‬

‫المنومات أدوية تعمل بقدرتها الخافضة للجهاز العصبي المركزي فتؤدي إلى تهدئة الشخص وتنويمه‬
‫وقد تسبب بعض المنومات اعتياداً نفسياً عليها وخاصة الباربيتوريات وإ ن فرط الجرعة‪ ،‬أو االستمرار‬
‫عليها لفترة طويلة قد يحدث انسماماً شبيهاً باالنسمام الغولي دون احتقان في الوجه أو احمرار في‬
‫الملتحمة لكن يظهر اختالط عقلي من صعوبة في التفكير واختالط ذهني وعدم استقرار عاطفي‬
‫واضطراب نفسي سمي‪ .‬كما أن فرط الجرعة يؤدي إلى االرتعاش وازدياد النبض والغثيان والدوار‬
‫وقد يؤدي إلى هلوسة شديدة وإ لى أضرار دماغية مميتة‪.‬‬

‫إن خطر االعتياد على المنومات يجب أن يحذره كل من المريض والطبيب الممارس على السواء إذ‬
‫أنها تشكل مشكلة طبية واجتماعية خطيرة فيجب أال تصرف إال بوصفة طبية ولفترة محدودة‪.‬‬

‫والمنومات بجرعاتها الصغيرة المحدودة تفيد لمعالجة القلق والخوف كما أن لها تأثيراً مؤقتاً محرراً‬
‫للتصرف الجنسي من الكبت فيمكن أن تحسن في القيام بالوظيفة الجنسية‪ .‬غير أن فرط الجرعة تخمد‬
‫كافة التصرفات الشخصية بما فيها الجنس‪ ،‬ويزداد خطرها عند مشاركتها مع الغول أو غيرها من‬
‫المخدرات‪.‬‬

‫ويعرف الفقهاء المرقدات بأنها ما غيب الحس والعقل معاً‪ .‬‬

‫وإ ذا كان الفقهاء يقصدون بها كل المنومات سواء استيقظ النائم بهزة اليد أم ال فإنها بذلك تشمل كل ما‬
‫سبق وذكرنا من المخدرات الطبية والمنومات والمسكنات المنومة‪.‬‬
‫واألصح ـ واهلل أعلم كما يقول النسيمي أن المرقدات بعرف الفقهاء هي التي ال يستيقظ النائم بها بهزة‬
‫اليد لفقد الحس والوعي‪ ،‬وبذا تشمل فقط المخدرات الطبية والمنومات المخدرة بمقاديرها الكبيرة‬
‫وبعض المسكنات المنومة كاألفيون‪ .‬وبهذا المقصود فإن (المنومات) التي ذكرناها في المصطلح‬
‫الطبي اليوم ال تدخل ضمن حكم المرقدات إذا تم تناولها بالمقدار الدوائي العادي وبوصفه طبيب عدل‬
‫ألنها ال تشوش العقل والحواس ويستيقظ النائم بها بهزة اليد‪ ،‬لكن يكره‪ ،‬كما يقول النسيمي‪ ،‬االستمرار‬
‫عليها لفترة طويلة خشية حصول االعتياد عليها‪.‬‬

‫‪ ‬المذيبات الطيارة‬

‫مجموعة من المواد أدرجتها منظمة الصحة العالمية عام ‪ 1973‬مع المواد التي تسبب اإلدمان‪ ،‬وكلها‬
‫تستعمل بكثرة في االستعماالت المنزلية وتحتوي على فحوم مائية متطايرة كالتولوبن والبنزين وثري‬
‫كلور إيتلين والغراء ومزيل طالء األظافر وسوائل التنظيف‪ .‬يتم تعاطيها باستنشاق أبخرتها بعد غمس‬
‫قطعة من القماش في السائل‪ .‬ثم يتم استنشاقها مراراً حتى الحصول على حالة من السكر‪ ،‬وقد يؤدي‬
‫إلى الدوار واالسترخاء والهلوسات البصرية والغثيان والقيء‪ ،‬ويشعر بالنعاس مع شعور غريب يشبه‬
‫الحلم‪.‬‬

‫يسبب إدمانها عطب القلب والكبد كما يتعطل نخاع العظم الصانع للكريات الحمر فيؤدي إلى فقر دم‬
‫شديد باإلضافة إلى عطب المخ المؤدي إلى الخرف‪.‬‬

‫ومن أخطارها‪ :‬االنتحار والموت المفاجئ لتوقف التنفس أو تقلص القلب وتدفع صاحبها إلى جرائم‬
‫العنف وحوادث السيارات‪.‬‬

‫‪ ‬مركبات النتريت‪:‬‬

‫وأهمها ‪Amy Nitrite‬الذي استخدم كمقو عام ومنشط للجنس ثم استخدام مشتقه البوتيلي من أجل‬
‫الكيف‪ .‬وتباع على شكل أمبوالت تكسر ويستنشق محتواها الذي يؤدي إلى استرخاء العضالت الملس‬
‫وتوسع وعائي محيطي وانخفاض الضغط‪.‬‬

‫يؤدي تعاطيها إلى شعور بالخفة وفقد الموانع االجتماعية وإ لى تشويه في إدراك الوقت واألحاسيس‬
‫الجلدية‪ .‬وأكثر ما يتعاطاها الشاذون جنسياً إذ تؤخر القذف والذروة الجنسية‪ .‬وإ دمانها يؤدي إلى‬
‫الصداع والغثيان وتخريش األنف كما ذكرت حوادث من الموت الفجائي بالوهط القلبي‪ .‬كما أثبتت‬
‫دراسات حديثة زيادة ظهور كابوزي الخبيث ونقص المناعة المكتسبة (اإليدز) بين المدمنين‪.‬‬

‫‪ ‬آثار المخدرات ‪:‬‬

‫‪ ‬إن المدمن على المخدرات هو قتيل بين األحياء‪ ،‬لكن روحه ال تزال متعلقة بجسده تتنازعه البقاء‪ .‬وهو‬
‫هزيل نحيل شبه مشلول فقد صحته وانحدرت نفسه‪.‬‬

‫اآلثارالدينية‪:‬المخدرات مضيعة للوقت مذهبة للعقل تدخل صاحبها في غيبوبة تمنعه أداء صلواته وتحقيق‬
‫عبادته وتنافي اليقظة الدائمة التي يفرضها اإلسالم على قلب المسلم‪ ،‬كما أن سيطرتها على عقله تجره‬
‫الرتكاب كل محرم من قتل وسرقة وبذل عرض وسواها‪.‬‬

‫اآلثار االجتماعية‪ :‬يتنامى تدهور صحة المدمن حتى يصبح عاطالً عن العمل وهو عضو غير منتج في‬
‫المجتمع‪ ،‬يميل إلى ارتكاب الجرائم‪ ،‬غير متحمل لمسئوليته كراع في أسرته‪ ،‬وينفق موارده لتحصيل ما‬
‫يتوهم فيه اللذة من مخدر تاركاً أفراد أسرته دون طعام وال كساء مما يؤدي إلى كثرة حدوث الطالق في‬
‫تلك العائالت‪ ،‬كما تكثر والدة أطفال مشوهين الخلقة‪ ،‬ضعيفي البنية في أوساط المدمنين‪ .‬وعندما يعجز‬
‫المدمن عن تأمين المخدر بالطرق المتاحة كثيراً ما يلجأ إلجبار زوجته أو ابنته على البغاء‪ .‬فانتشار‬
‫المخدرات عالمة على الرذيلة بكل صورها‪.‬‬

‫اآلثار االقتصادية ‪ :‬عالوة إلى أن المدمن إنسان غير منتج‪ ،‬فإنه يلحق بمجتمعه خسارة كبرى في االنفاق‬
‫على عالجه من األمراض التي ينتجها اإلدمان‪ ،‬وعلى إنشاء مصحات لعالج آفة اإلدمان بالذات‪ ،‬وعلى‬
‫األجهزة األمنية المكلفة بمكافحة المخدرات ومالحقة االتجار بها والمهربين لها‪ .‬ثم إن أسعار المخدرات‬
‫الباهظة تستنزف الدخل القومي لتجتمع في أيدي قلة من الناس تعمل لحساب جهات إجرامية من المافيا‬
‫وسواها‪.‬‬

‫اآلثار الصحية والنفسية‪:‬‬

‫لكل مخدر أثره الخاص على العضوية‪ ،‬ذكرناه في أول البحث وسنلخص هنا اآلثار المدمرة التي تشترك‬
‫بها كافة المخدرات " المكيفة "‬
‫فاإلدمان يؤدي إلى ضمور قشرة الدماغ التي تتحكم في التفكير واإلدارة‪ .‬وتؤكد األبحاث الطبية‪ .‬أن‬
‫تعاطي المخدرات‪ ،‬ولو بدون إدمان‪ ،‬يؤدي إلى نقص في القدرات العقلية وإ لى إصابة خاليا المخيخ‬
‫بالضمور مما يخل بقدرة الشخص على‪  ‬الوقوف من غير ترنح‪.‬‬
‫أما انحالل نخاع القنطرة الوسطى عند المدمن فيؤدي إلى شلل النصف السفلي من الجسم‪ .‬كما يصاب‬
‫المدمن بنوبات من الهذيان واالرتعاش وفقدان الوعي وتتليف كبده وتضخم طحاله كثيراً‪ ،‬ويصاب التهاب‬
‫األعصاب المتعددة‪ ،‬ومنها العصب البصري‪ ،‬المفضي إلى العمي وإ لى التهاب مزمن في البلعوم والمرئ‬
‫قد يفضيان إلى سرطان المرئ‪.‬‬

‫والقيء المتكرر‪ ،‬وفقدان الشهية يؤديان بالمدمن إلى الهزال الشديد‪ ،‬كما أن المخدرات تهيج األغشية‬
‫المخاطية لألمعاء والمعدة وإ لى احتقانهما وتقرحاتهما‪.‬‬

‫وما ينجم عن ذلك من نوبات إسهال وإ مساك وسوء هضم مع سوء امتصاص للغذاء يزيد الطين بلة‪.‬‬

‫وكل المخدرات‪ ،‬يدعي متعاطوها أنها مثيرة جنسياً وأنها تزيد في متعتهم غير أن الباحثين يؤكدون أن‬
‫اإلدمان في خاتمة المطاف يؤدي إلى‪  ‬العجز الجنسي والعنانة الكاملة عن الرجل وإ لى البرود الجنسي عند‬
‫المرأة‪.‬‬

‫من أبرز أضرار المخدرات النفسية الشعور باالضطهاد والكآبة والتوتر العصبي النفسي وحدوث أهالس‬
‫سمعية وبصرية مثل سماع أصوات ورؤية أشياء ال وجود لها‪ ،‬وتخيالت قد تؤدي إلى الخوف فالجنون أو‬
‫االنتحاء‪ ،‬كما يحدث اضطراب في تقدير الزمان والمكان مما ينتج عنه أحكام خاطئة‪ ،‬وضعف في‬
‫التركيز‪ .‬مما يقلل من تفاعل المدمن مع محيطه بحيث ال يسعده شيء سعادته بالحصول على المخدرات‪.‬‬

‫‪ ‬هل المخدرات مسكرة أم ال ؟‬

‫هناك صفات مشتركة بين الخمر والمخدرات‪ ،‬فكالهما يحدث نشوة وطرباً بادئ ذي بدء‪ ،‬ثم إنها‬
‫تشترك في تخدير العقل وإ حداث فتور عام في البدن وما يتصل بذلك من الشعور بتخيالت فاسدة غير‬
‫حقيقية قد يترتب عليها بعض الجنايات‪.‬‬

‫وقد اختلف الفقهاء رحمهم اهلل‪ ،‬في تكييف هذه المخدرات‪ ،‬هل هي مواد مسكرة تلحق بالخمر أم هي مواد‬
‫مخدرة قائمة بذاتها وال تلحق المسكرات ؟ ولهم في ذلك قوالن مشهوران‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬أن هذه المواد مسكرة وهي ضرب من الخمر‪ ،‬ويجب أن يطبق على متناولها ما يطبق من‬
‫أحكام على شارب الخمر الشتراكهما في علة التحريم وهي اإلسكار‪ .‬ومن هؤالء من يرى أن التخدير‬
‫الذي يلحق باألطراف والحواس وهي اإلسكار‪ .‬ومن هؤالء من يرى أن التخدير الذي يلحق باألطراف‬
‫والحواس لمتناول هذه المواد هو من جملة آثارها السيئة التي تجعلها أكثر شراً وأعظم ضرراً من الخمر‪.‬‬
‫وممن قال بهذا الرأي الحافظ ابن حجر العسقالني واإلمام النووي وابن حزم‪ .‬وابن حجر الهيثمي وابن‬
‫عابدين في حاشيته‪ .‬وأما شيخ اإلسالم ابن تيمية فيقول في فتاويه "و أما الحشيشة الملعونة المسكرة‬
‫فهي بمنزلة غيرها من المسكرات وهي من أعظم المنكرات وهي شر من الشراب المسكر من بعض‬
‫الوجوه والمسكر شر منها من وجه آخر‪ ،‬فإنها مع أنها تسكر آكلها حتى يبقى مصطوالً‪ ،‬فهي تورث‬
‫التخنيث والديوثة وتفسد المزاج "‪.‬‬

‫ويقول اإلمام الزركشي في الحشيشة " والذي أجمع عليه األطباء والعلماء بأحوال النبات بأنها مسكرة" ‪.‬‬

‫أما اإلمام ابن قيم الجوزية فيقول‪ " :‬واللقمة الملعونة ـ الحشيش ـ لقمة الفسق التي تحرك القلب الساكن إلى‬
‫أخبث األماكن فإن هذا كله خمر بنص رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم الصريح (كل مسكر خمر) وصح‬
‫عن أصحابه‪ ،‬الذين هم أعلم األمة بخطابه أن الخمر ما خامر العقل"‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أن هذه المواد مخدرة (مفترة ) وليس مسكرة وممن قال بهذا الرأي على المسكر يقتضي‬
‫المغايرة وللمسكر حكمه وللمفتر حكمه‪.‬‬

‫أما الدكتور النسيمي فيقول‪ " :‬أن المفتر الذي ورد النهي عنه هو الذي يسبب النشوة الحادثة قبل عوارض‬
‫السكر الواضحة‪ ،‬وهذا موجود في المسكرات وفي المخدرات المكيفة فيكون ذكر المفتر بعد المسكر من‬
‫ذكر العام بعد الخاص‪.‬‬

‫ويضيف النسيمي " أن لبعض األدوية النفسية فعالً مرخياً للعضالت‪ ،‬وأن ألدوية االنحالل العصبي فعل‬
‫مثبط للحركة‪ ،‬وأن المنومات تعطي كسالً وميالً للنوم‪ ،‬فتدخل بهذا العموم تحت اسم المفتر وتصبح بذلك‬
‫محرمة ال يجوز تناولها إال للضرورة ويقع حرج كبير لألطباء في مداواة األمراض العصبية والنفسية‪،‬‬
‫وأميل ـ واهلل أعلم ـ لعدم دخولهم في المفتر المنهي عنه لعدم وجود النشوة لدى تناولها "‪.‬‬

‫تحريم تعاطي المخدرات وأدلته‪:‬‬

‫ذهب فقهاء المذاهب األربعة والظاهرية واإلمامية إلى تحريم تعاطي المخدرات[ المكيفة ] قليلها وكثيرها‬
‫لضررها وإ فسادها العقل‪ ،‬وأجازوا تناول القليل النافع من أجل المداواة ال للهو ألن حرمتها ليست لعينها‬
‫بل لضررها‪.‬‬

‫قال ابن عابدين في حاشيته‪ ":‬وإ ال فالحرمة عند قصد اللهو (المتعة واللذة ) ليست محل خالف بل متفق‬
‫عليها"‪.‬‬
‫سواء سكر بها أم لم يسكر"‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ ‬وقال ابن تيمية " هذه الحشيشة الملعونة حرام‬

‫فإذا تناول شخص من هذه المخدرات لغير قصد دوائي ضروري عوقب شرعاً العقوبة التعزيرية التي‬
‫يراها القاضي محققة للزجر والردع‪ .‬وقال ابن تيمية ‪ " :‬يجلد متعاطي الحشيشة كما يجلد شارب الخمر‬
‫ألنها أخبت من الخمر من جهة أنها تفسد العقل والمزاج حتى يصير الرجل في تخنث ودياثة‪ ،‬وكالهما‬
‫يصد عن ذكر اهلل وعن الصالة" ‪.‬‬

‫ومذهب اإلمامية إلحاق الحشيشة بالمسكرات في وجوب الحد على متعاطيها‪.‬‬

‫والمختلف فيه حكم التداوي بها فيما لو أشار طبيب ذو مهارة في الطب وثقة في الدين بتناول قدر يسير من‬
‫المخدرات بقصد العالج‪:‬‬

‫فمن يرى أنها مسكرة ويعطيها حكم الخمر حرم التداوي بها‪ ،‬بهذا يقول ابن تيمية وابن القيم‪ .‬كما أن ابن‬
‫حجر الهيثمي يقول ‪" :‬وإ ذا ثبت أن هذه المخدرات مسكرة فاستعمالها كبيرة وفسق كالخمر‪ ،‬وكل ما جاء‬
‫في وعيد شاربها يأتي في هذه المذكورات الشتراكهما في إزالة العقلن المقصود للشارع بقاؤه ألنه آلة‬
‫الفهم عن اهلل ورسوله والمتميز به اإلنسان عن الحيوان"‪.‬‬

‫وذهب أكثر الفقهاء إلى جواز التداوي بالمخدرات‪ ،‬وبالمقدار الدوائي اليسير الذي يحدده طبيب حاذق بدينه‬
‫وأمانته‪ ،‬ومن هؤالء اإلمام النووي وابن عابدين والزركشي والقرافي والدسوقي والذي يرجحه النسيمي‪.‬‬

‫أما د‪ .‬الطيار فيرجح حرمة تعاطي المخدرات من كل وجه‪ ،‬ملكها وشراؤها وبيعها والتداوي بها‪ ،‬إال في‬
‫حاالت الضرورة وبالحدود الضيقة وبعد استفادة كل الوسائل المباحة‪.‬‬

‫أما المخدرات العامة الطبية(‪.)2‬‬

‫فال يلجأ إليها أصالً إال لضرورة طبية ولألعمال الجراحية حصراً‪ ،‬والضرورات تبيح المحظورات‪.‬‬
‫وقد يلجأ إليها بدافع إجرامي فيكون الفعل والدافع محرمين‪ .‬أما تعاطيها بغير مقصد طبي فذلك محرم‬
‫قطعاً ألنها تغيب العقل والحواس وال يستيقظ المخدر بها قبل إطراحها من الجسم‪.‬‬

‫أدلة التحريم‪:‬ال يوجد نص صريح في القرآن الكريم أو السنة المطهر على تحريم تعاطي المخدرات ألنها‬
‫لم تكن معروفة في عصر التنزيل إنما جاءت الشريعة الغراء بنصوص عامة تبين لألمة المسلمة وإ لى يوم‬
‫القيامة‪ ،‬ما يضرها وما ينفعها ضمن قواعد ثابتة يؤيدها العقل والعلم‪.‬‬
‫‪  .1      ‬تحريم الخبائث‪:‬‬

‫‪ ‬قال تعالى‪( :‬الذين يتبعون الرسول النبي األمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة واإلنجيل يأمرهم‬
‫بالمعروف وينهاهم عن المنكر‪ ،‬ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)األعراف ‪.157‬‬

‫فالقاعدة الكلية في الشريعة تحرم الخبائث وإ باحة الطيبات‪ ،‬وال يوجد عاقل يقول أن المخدرات من‬
‫الطيب المباح لما لها من األضرار الخطيرة التي ال تخفى على أحد‪ ،‬وقد حرمتها كل األمم في قوانينها‬
‫الوضعية‪ .‬فهي قطعاً من الخبائث‪ ،‬وأي خبيث أعظم مما يفسد العقول التي جاءت الشريعة لحفظها‪.‬‬

‫‪        .2      ‬تحريم المسكرات‪ :‬‬

‫يستدل العلماء بنصوص تحريم الخمر على تحريم المخدرات‪ ،‬فالخمر هي ما خامر العقل‪ ،‬أي ستره‬
‫وغطاه‪ ،‬وهذا المعنى موجود على أشده في المخدرات‪.‬‬

‫عن عبد اهلل بن عمر أن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪ " :‬كل مسكر خمر وكل خمر حرام" متفق عليه‪.‬‬

‫وعن جابر بن عبد اهلل أن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪ " :‬ما أسكر كثيره فقليله حرام "‪.‬‬

‫وعن أم سلمة رضي اهلل عنها أن النبي صلى اهلل عليه وسلم نهى عن كل مسكر ومفتر "‪.‬‬

‫يقول ابن حجر العسقالني في تفح الباري‪ " :‬واستدل بمطلق قوله صلى اهلل عليه وسلم " كل مسكر حرام"‬
‫على تحريم ما يسكر ولو لم يكن شراباً فيدخل في ذلك الحشيشة‪.‬‬

‫قال ابن حجر الهيثمي‪ :‬وحكى القرافي وابن تيمية االجتماع على تحريم الحشيشة قال ومن استحلها فقد‬
‫كفر "‪ .‬وقال الذهبي في كتابه الكبائر " وبكل حال فالحشيشة داخلة فيما حرم اهلل ورسوله من الخمر‬
‫المسكر لفظاً ومعنى "‪.‬‬

‫‪        .3      ‬ذكرنا ما ثبت طبياً من أن المخدرات تؤدي إلى ضياع العقل والصحة وقد تؤدي إلى الهالك‬
‫والموت‪ ،‬ومن هذا يتبين أن تعاطي المخدرات اعتداء على الضرورات الخمس التي جاءت الشريعة‬
‫لحفظها قال تعالى ‪( :‬وال تقتلوا أنفسكم إن اهلل كان بكم رحيماً) وقال أيضاً ( وال تلقوا بأيديكم إلى‬
‫التهلكة ) وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال ‪ " :‬ال ضرر وال ضرار "‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪        .4      ‬تعاطي المخدرات يصد عن ذكر اللهوعن الصالة كالخمر تماماً بل هي أولى ألنها مع ستر العقل‬
‫تورث الخدر والوهن والنحول واالستكانة والضعف‪ ،‬كما أنها تدفع متعاطيها الرتكاب الجرائم‪ ،‬ألنه‬
‫يستميت للحصول عليها ولو اضطربت للنهب والسلب والقتل‪.‬‬

‫حكم زراعتها واالتجار بها‪ :‬إن زراعة المخدرات واالتجار بها حرام مهما كانت الدوافع إلى ذلك لما‬
‫فيها من الضرر الكبير على الفرع والمجتمع ومن تعاون على اإلثم والعدوان ونشر الرذيلة وإ شاعة‬
‫الجريمة‪.‬‬

‫فقد صح في السنة تحريم بيع الخمر فيما رواه جابر بن عبد اهلل أن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪ " :‬إن‬
‫اهلل حرم بيع الخمر والميتة والخنزير واألصنام " رواه البخاري ومسلم‪.‬‬

‫وجاءت نصوص تؤكد أن ما حرم اهلل االنتفاع به حرم بيعه وأكل ثمنه‪ .‬عن أبي هريرة رضي اهلل عنه‬
‫أن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال ‪ " :‬قاتل اهلل اليهود‪ ،‬حرم اهلل عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا ثمنها‬
‫"رواه الشيخان‪.‬‬

‫وإ ن في زراعة المخدرات إعانة على المعصية بترويج المخدرات ونشرها في المجتمع وفيها رضاً من‬
‫الزراع بتعاطي الناس لها والرضا بالمعصية معصية كما هو معلوم‪.‬‬

‫قال ابن قيم الجوزية‪ ":‬فأما تحريم بيع الخمر فيدخل فيه تحريم بيع كل مسكر‪ ،‬مائعاً كان أو جامداً‪..‬‬
‫واللقمة الملعونة ـ الحشيشة ـ فإن هذا كله خمر بنص رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم الصحيح الصريح‬
‫الذي ال مطعن في سنده وال إجمال في متنه "‪.‬‬

‫ال للمخدرات‬

‫المخدرات وآثارها‬
‫تعت بر مش كلة المخ درات وإ دمانها إح دى أهم المش اكل المش تركة في كث ير من دول الع الم‬
‫ف البرغم مما وص لنا إليه من تق دم علمي وثق افي في ش تى مج االت الحي اة إال أننا ال زلنا‬
‫ا‪.‬‬ ‫اء عليه‬ ‫كلة حقيقة البد من القض‬ ‫نواجه مش‬
‫وإ ذا تطرقنا ألهم األسباب الحقيقة والجوهرية في هذه القضية لوج دنا أن هن اك عوامل ع دة‬
‫تقف وراء انسياق الفرد في تعاطي المخدرات وبالتالي إدمانها‪ ،‬ولعل من أب رز ه ذه العوامل‬
‫ضعف ال وازع ال ديني‪ ،‬والمس توى العلمي والثق افي للف رد المتع اطي مما يجعله ض عيفاً أم ام‬
‫مقاومة المخ درات واالنغم اس في متاهة تعاطيها دون األخذ باالعتب ار بالنت ائج المترتبة‬
‫عليه ا‪ .‬ولعل ما يهمنا في ه ذا الج انب كمجتمع إس المي هو ض عف ال وازع ال ديني فم تى ما‬
‫كانت هناك التنشئة والتربية اإلسالمية الصحيحة للفرد فسيكون بمأمن كبير عن الوقوع في‬
‫ب راثن المخ درات وإ دمانه ا‪ ،‬حيث يعت بر تع اطي المخ درات وإ دمانها إهالك اً وت دميراً للنفس‬
‫البشرية التي كرمها اهلل تعالى وفيها هالك للنفس والمال وت دمير لشخص ية الف رد المتع اطي‬
‫لها ولقد منحنا اهلل عقالً للتفك ير ولكنه يتوقف كلي اً عند اإلق دام على الوق وع في تع اطي‬
‫ا‪.‬‬ ‫درات وإ دمانه‬ ‫المخ‬
‫والمخ درات مش كلة لها أبعادها الص حية واألس رية والنفس ية على الف رد المتع اطي لها فمن‬
‫الناحية الطبية فكما هو مع روف المخ درات ت ؤثر على جسم اإلنس ان وت دمر خالي اه وت ؤدي‬
‫إلى قص ور كلي في وظ ائف أعض اء الجسم ك القلب والرئ تين والكلية وغيرها من األعض اء‬
‫الحيوية في جسم اإلنسان كذلك إذا نظرنا إلى أبعادها األسرية لوج دنا أنها ت ؤثر ت أثيراً قوي اً‬
‫على اإلنس ان حيث إنها تخلق المش اكل األس رية وت ؤدي إلى تفكك األس رة حيث إن متع اطي‬
‫المخدرات غالب اً ما يميل إلى اختالق المش اكل ال تي ت ؤدي إلى فق دان الترابط األس ري وع دم‬
‫اس تقراره‪ .‬أما في الج انب النفسي ف إن متع اطي المخ درات غالب اً ما يميل إلى العزلة وع دم‬
‫ي‪.‬‬ ‫تقرار النفس‬ ‫دم االس‬ ‫االختالط مما يولد داخله ع‬
‫لذا فمن الواجب علينا ك أفراد نعيش في مجتمع واحد مترابط التع اون في محاربة المخ درات‬
‫ومحاربة مروجيها والقض اء عليها ك ٌل بحسب ما يس تطيع القي ام به س واء بالتوجيه أو‬
‫اإلرش اد والتوعية بأض رار ه ذه اآلفة على الف رد المتع اطي لها لنحافظ على ه ذا المجتمع‬
‫الذي نعيش فيه ليكون مواكباً لما وصل إليه اآلخرون من تق دم وليك ون خالي اً من ه ذا ال داء‬
‫العظيم‪.‬‬
‫نزي‬ ‫ند الع‬ ‫در س‬ ‫دس‪ -‬بن‬ ‫المهن‬
‫مالية‬ ‫لحة بالش‬ ‫وات المس‬ ‫فى الق‬ ‫امج مستش‬ ‫برن‬

‫فيط)‪:‬‬ ‫ارة (التش‬ ‫وية الطي‬ ‫ذيبات العض‬ ‫اق الم‬ ‫استنش‬
‫الم ذيبات العض وية الطي ارة هي م واد كيميائية لها خاص ية التبخر والتط اير مثل الب نزين‪،‬‬
‫واإليثيل‪ ،‬الكلوروفورم‪ ،‬واألس يتون وبعض س وائل التنظيف والغ راء وم زيالت البقع وطالء‬
‫األظ افر وغيرها الكث ير من الم واد ال تي تس تعمل في األغ راض المنزلية والص ناعية ال تي‬
‫يس اء اس تخدامها ويتم استنش اقها للحص ول على تأثيراتها المخ درة خاصة من قبل ص غار‬
‫السن واألح داث وم دمني الكح ول‪ ،‬وتس مى ه ذه الظ اهرة (التش فيط)‪ ،‬ويش به تأثيرها ت أثير‬
‫الكحول حيث يتم امتصاص هذه المواد بعد استنشاقها عن طريق األوعية الدموية المنتش رة‬
‫في الرئة لتصل إلى الدم الذي يحملها إلى المخ فتسبب تثبيطاً في نشاط بعض مراكز الجه از‬
‫ا‪.‬‬ ‫ان عليه‬ ‫اقها إلى اإلدم‬ ‫تمرار على استنش‬ ‫ؤدي االس‬ ‫بي وي‬ ‫العص‬
‫ا‪:‬‬ ‫رار الناتجة عنه‬ ‫ات الدالة على تعاطيها واألض‬ ‫العالم‬
‫ة‪.‬‬ ‫ات الدينية والدنيوي‬ ‫ال أداء الواجب‬ ‫‪ -1‬إهم‬
‫ة‪.‬‬ ‫وادث المروري‬ ‫ير من الح‬ ‫بب الكث‬ ‫اه مما يس‬ ‫يز واالنتب‬ ‫‪ -2‬قلة الترك‬
‫وازن‪.‬‬ ‫ذيان واختالل الت‬ ‫ترخاء وتلعثم الكالم واله‬ ‫‪ -3‬االس‬
‫اب‪.‬‬ ‫رع ووهن األعص‬ ‫بب الص‬ ‫‪ -4‬تس‬
‫ول األنف والفم‪.‬‬ ‫دي ح‬ ‫تمر والطفح الجل‬ ‫ان المس‬ ‫‪ -5‬القيء والغثي‬
‫‪ -6‬قص ور القلب والكلى والكبد عن طريق وص ول ه ذه األبخ رة إلى الرئ تين‪.‬‬
‫ديد‪.‬‬ ‫دم الش‬ ‫‪-7‬فقرال‬
‫المخ‪.‬‬ ‫خاليا‬ ‫تلف‬ ‫‪-8‬‬
‫‪ -9‬قد تحدث الوفاة نتيجة االختناق (عدم تبادل األكسجين مع الدم)‪.‬‬

You might also like