You are on page 1of 18

‫تعليم الحجاج في الدرس الفلسفي‬

‫الجامعة اللبنانية‬
‫كلية التربية‬
‫العمادة‬

‫تعليم الحجاج في الدرس الفلسفي‬

‫تقديم ‪ :‬إيليان القهوجي‬


‫سهى صادق‬
‫شيرين عجب‬
‫إشراف ‪ :‬د‪ .‬سمير زيدان‬
‫المقرر ‪ :‬تعليم مادة اإلختصاص ‪2‬‬
‫اختصاص ‪ :‬تعليم الفلسفة‪ 5‬والحضارات‬
‫الشهادة ‪ :‬كفاءة في التعليم الثانوي‬
‫العام الدراسي ‪2008 - 2007 :‬‬
‫المحتويات‬

‫أوّال ً ‪ :‬المقدمة‪5‬‬
‫ثانياً ‪ :‬تعريف الحجاج‬
‫ثالثاً ‪ :‬بين الحجاج والبرهان والدليل والمثال‬
‫رابعاً ‪ :‬الحجاج بين النص والموضوع الفلسفي‪5‬‬
‫خامساً ‪ :‬أنواع الحجاج‬
‫سادساً ‪ :‬تعلم المحاجة كأحد أهداف الفلسفة‪5‬‬
‫سابعاً ‪ :‬كيف يمكن تعليم الحجاج بوصفه أحد أشكال التفكير‬
‫الفلسفي‪ 5‬للتالميذ؟‬
‫ثامناً ‪ :‬أهداف التمارين الحجاجية‬
‫تاسعاً ‪ :‬تمارين‬
‫عاشراً ‪ :‬الخاتمة‬
‫أحد عشر‪:‬المصادر اإللكترونية‬

‫أوّالً‪ :‬المقدمة‬
‫كتب ديكارت وهو يحدد المبادئ األساسية لمنهجه قائال‪:‬‬
‫"المبدأ األول هو عدم تقبل أي شيء باعتباره صحيحاً إذا لم‬
‫يكن كذلك بالفعل فالبد للتأمل الفلسفي‪ 5‬في لحظة الكتابة‬
‫اإلنشائية أن يحتاط في البداية من البداهات الخاطئة‬
‫والتعميمات األمبريقية والتوجه بعد ذلك إلى الحقيقة وذلك‬
‫بتنظيم تدرجها بكيفية دقيقة وصارمة؛ وفي حالة تحديد هذا‬
‫التوجه ينخرط التفكير والتأمل الفلسفي ضمن الحجاج‪.‬‬
‫من الزاوية التاريخية تعود جذور الحجاج إلى الفترة اليونانية‪،‬‬
‫وخصوصا مع الفيلسوف أرسطو الذي تناول الكثير من الظواهر‬
‫المرتبطة بالممارسة الحجاجية بدرجة عالية من الدقة‬
‫والشمول‪ ،‬و قد القى هذا المفهوم ازدهاراً كبيراً في الفلسفة‬
‫العربية خصوصا مع الفارابي وابن سينا وابن رشد‪.‬‬
‫وتعتبر القدرة على المحاجة أداة هامة من أدوات التفكير‬
‫الفلسفي‪ 5‬إلى جانب القدرة على المفهمة‪ 5،‬والقدرة على‬
‫األشكلة؛ إنها اللحظة التي يبلغ فيها فعل التفلسف أبعد مداه‬
‫وهذا يعني أهمية المحاجة كهدف نواتي مركزي في تعلم‬
‫التفلسف‪.‬‬
‫ففي امتحان الباكالوريا يطالب التلميذ بتحرير مقال فلسفي‪5‬‬
‫(يتعلق بموضوع أو نص) وهو ليس مناسبة لسرد ما حفظه من‬
‫دروس و ليس مجرد تمرين مدرسي الختبار تملكه لمهارات‬
‫معينة بل هو أساسا مناسبة للتفكير في مشكل محدد و‬
‫الوعي بدواعي طرحه و معالجته بإبراز عناصره وحلوله‬
‫الممكنة أي مقاربته تحليلياً و نقدياً بمراعاة جملة من المهارات‬
‫المنهجية‪ ،‬التي يشكل الحجاج أحدها‪.‬‬
‫لذا فما هو الحجاج الفلسفي؟ ما هي أنواعه؟ ما هي قيمته‬
‫الفلسفية؟ كيف يمكن استخراجه من النص الفلسفي؟ أسئلة‬
‫سنعالجها في هذا البحث‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬تعريف الحجاج‬

‫لغويا الحجاج هو مجموعة من الحجج التي يؤتى بها للبرهان‬


‫جة فإنها تعني كل‬
‫على رأي أو إبطاله‪ .‬وبتوسيع مفهوم‪ 5‬المحا ّ‬
‫وسائل اإلقناع باستثناء العنف والضغط واإلكراه ‪.‬‬
‫أما من الناحية الفلسفية‪ ،‬فمفهوم الحجاج يسعى إلى الوصف‬
‫واإلظهار والكشف عن المنطق الداخلي للخطاب لمعرفة مدى‬
‫تماسك وانسجام عناصره‪ ،‬ومدى صحة حججه وأدلته؛ وتعتبر‬
‫الحجة مصطلح‪ 5‬إشكالي يتجلى غالبا في شكل قضية خارجية‬
‫للقضية التي نريد تبريرها‪.‬‬
‫إن اإلستشهاد بحدث يصلح كحجة في الحالة التي يبدو مؤيداً‬
‫ومؤكداً ألطروحة نريد تعليلها‪ .‬لكن هذا التأكيد ليس في البداية‬
‫إال عالقة خارجية البد من البرهنة عليها‪ .‬ويقترح الالند أن‬
‫نسمي دليال الحجة المعترف بكونها صالحة ويقينية‪.‬‬
‫فالحجاج إذاً هو إتباع تسلسل للقضايا بغية اإلقناع‪ ،‬إنطالقاً من‬
‫مقدمات معينة للوصول إلى نتائج محددة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬بين الحجاج والبرهان والدليل والمثال‬


‫الكثير من األحيان يتم الخلط بين المفاهيم التالية‪ :‬الحجاج‬
‫والبرهان والدليل والمثال‪ ،‬مع العلم أن كل من هذه المفاهيم‬
‫لها تعريفها الخاص وإستخدماتها الخاصة في الكتابة الفلسفية‪5.‬‬
‫فيعتقد أغلبية المتعلمين‪ 5‬أن اإلكثار من األمثلة يمكنه أن يحل‬
‫ل محل‬
‫محل اإلستدالل لكن ال يمكن للمثال في أية حالة أن يح ّ‬
‫الدليل والبرهنة ذلك أن تعدد األمثلة الذي يسير في نفس‬
‫االتجاه (بمعنى إثبات نفس األطروحة) يتعلق غالبا بتقنية‬
‫االستمالة ‪ Persuasion‬وليس بتقنية اإلقناع ‪ .Conviction‬فالمثال‬
‫يستمد قيمته من حجاج تمهيدي حيث يعمل على تجسيده‬
‫وتمثيله تمثيال عينيا ومالئما‪ .‬فيتم اعتماد المثال من أجل‬
‫ل محلها‪.‬‬
‫"تقوية" مفعول برهنة عقالنية وليس من أجل أن يح ّ‬
‫أما البرهنة فهي تتعلق بالصياغة المنطقية لحقيقة ما‬
‫باستنباطها من قضايا أولية‪ .‬فكل برهنة بهذا المعنى هي‬
‫نظرية بما أنها تشتغل كمسار محايث للخطاب ولنسق من‬
‫اإلثباتات المتماسكة جداً‪.‬‬
‫ويعتبر الدليل متضمنا للبرهنة حيث يضيف لها بعدا من‬
‫الموضوعية (أي قيمة موضوعية) وليس فقط منطقية شكلية؛‬
‫إن هدف كل طريقة تفسيرية وكل طريقة علمية هو توضيح‬
‫البنية الداخلية للواقع‪ ،‬عن طريق إقامة تطابق بين النظرية‬
‫والواقع وليس فقط تماسكها الداخلي‪.‬‬

‫بين الحجاج ومفهوم قريب هو البرهان فرق سنبينه في‬


‫الجدول التالي‪:‬‬
‫النموذج‪ :‬الحجاج‬
‫الموضوع ‪ :‬الفلسفة‪5‬‬
‫المقدمات‪ :‬كل مايتعلق باإلنسان في وجوده الفردي‬
‫والجماعي‬
‫مقدمات مشهورة‪ ،‬تحظى بنوع من القبول‬
‫النتائج‪ :‬إحتمالية‬
‫العالقة مع المتلقي‪ :‬ذو طبيعة تداولية‪ ،‬تراعي خصوصيات‬
‫المتلقي‬

‫النموذج ‪ :‬البرهان‬
‫الموضوع‪ :‬الرياضيات‬
‫المقدمات‪ :‬األعداد واألشكال‪ ...‬مواضيع صورية‬
‫مقدمات تتمتع باإلجماع لكونها تعريفات أو مسلمات أو بديهيات‬
‫النتائج‪ :‬يقينية‬
‫العالقة مع المتلقي‪ :‬ذو طبيعة غبر تداولية والشخصية يخاطب‬
‫اإلنسان بغض النظر عن محدداته‬

‫رابعاً‪ :‬الحجاج بين النص والموضوع الفلسفي‬

‫إن الشروط المنهجية هي نفسها في الموضوع أو النص لكن‬


‫توجد فروق جزئية في كيفية تطبيقها في الحالتين‪ .‬فالنص‬
‫معطياته أكثر تفصيال ً و يلزمنا توضيح أفكار صاحبه دون‬
‫محاكاته‪ ،‬أما الموضوع‪ 5‬فمعطياته مختصرة ويقتضي منا التوسع‬
‫دون الخروج عنه‪.‬‬

‫الحجاج في النص‪ :‬هو حجاج كاتب النص و يتمثل دور التلميذ‬


‫في استخراجه و التفكير معه‪.‬ينبغي االنتباه للروابط المنطقية‬
‫و تحويلها إلى حجج‪.‬‬
‫الحجاج في الموضوع‪ :5‬هو حجاج توحي به صيغة الموضوع و‬
‫يبنيه التلميذ و يلتزم فيه بفكرة ناظمة‪.‬‬
‫ينبغي االنتباه لصيغة السؤال و تركيبته المنطقية‪.‬‬

‫إن الخاصية الحجاجية للقول‪ 5‬الفلسفي‪ 5‬هي التي تقف وراء‬


‫الطابع الحواري للفكر الفلسفي‪ 5‬بصفة عامة‪ ،‬ألن األمر ال يتعلق‬
‫بإنتاج تأمالت أو إنطباعات ذاتية أو إلقاء أفكار حرّة متحللة‪ 5‬من‬
‫كل منطق أو صرامة ونظام‪ ،‬بقدر ما يتعلق بأفكار ال تراهن‬
‫سوى على تماسكها المنطقي وإنتظام حججها إلقناع المتلقي‬
‫وفرض نفسها على العقول‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬أنواع الحجاج‬

‫إن الفالسفة في تناولهم للمشاكل الفلسفية‪ 5‬يعتمدون على‬


‫أشكال مختلفة‪ 5‬من الحجاج من أجل دفع أكبر عدد ممكن من‬
‫المتلقين على قبول خطاباتهم‪ ،‬أو بغية دحض أطروحة‬
‫الخصوم‪ .‬ومن بين األساليب الحجاجية الفلسفية‪ 5‬نذكر‬
‫األساليب اإلستداللية الجدلية‪ :‬كاإلستنباط‪ ،‬المقارنة‪ ،‬التفسير‪،‬‬
‫البرهان بالخلف‪ ،‬المماثلة‪ ،‬التهكم‪ ،‬الحجاج بالسلطة‪ ...‬إضافة‬
‫إلى األساليب البالغية كاألسئلة اإلستنكارية والمجاز والتشبيه‬
‫واإلستعانة بالداللة اإلشتقاقية للكلمات‪.‬‬
‫وفيما يلي شرح لبعض أنواع الحجاج التي يمكن العثور عليها‬
‫في النصوص الفلسفية‪: 5‬‬
‫مى أيضاً حجة البرهان الرياضي‬
‫‪ -1‬االستنتاج أو االستنباط وتس ّ‬
‫وهي الحجة التي يتم فيها اإلنتقال من البسيط إلى المركب‬
‫أي فكرة بديهية عامة ألخرى متضمنة فيها أو تستتبعها وتنتج‬
‫عنها بمقتضى ضرورة منطقية داخلية وتعتمد البناء الرياضي‬
‫ويمكن معرفتها من خالل األساليب الشرطية مثال‪ :‬لدينا‪ ...‬بما‬
‫أن ‪ ...‬فإن‪ ....‬إذن‪ /....‬إذا كان ‪....‬فإن‪ ...‬وبالتالي فإن‪.‬‬

‫‪ -2‬االستقراء‪ :‬تدرج من الخاص إلى العام باإلنطالق من تعداد‬


‫أمثلة واقعية والتركيز فيها على ما هو ثابت و مشترك قصد‬
‫تعميمه‪5.‬‬

‫‪ -3‬المماثلة‪ :‬إبراز أوجه تماثل أو تشابه بين أربعة إطراف لوجود‬


‫تناسب بين كل اثنين أو وجه شبه‪.‬‬

‫‪ -4‬المجاز و األمثولة‪ :‬هو مماثلة بين ما هو واقعي وما هو‬


‫متخيّل لتقريب المعنى المجرّد في تشبيه حسي‪.‬‬
‫‪ -5‬الدحض‪ :‬بيان ال معقولية أطروحة بإبراز تناقضها مع المنطق‬
‫من جهة أو مع الواقع من جهة ثانية‪.‬‬
‫‪ -6‬حجة البرهان بالخلف‪ :‬تقتضي وجود فكرتين متعارضتين‬
‫الثانية تعمل على نفي ودحض وتفنيد أطروحة الخصم األولى‬
‫وذلك بإظهار ضعفها أو عدم صالحيتها‪.‬‬

‫‪ -7‬حجة البرهان المنطقي‪ :‬بمعنى االنتقال من مقدمات وقضايا‬


‫للوصول إلى نتائج‪.‬‬
‫‪ -8‬حجاج بالغية‪ :‬توظيف التشبيه‪ ،‬المجاز‪ ،‬االستعارة‪.‬‬

‫سادساً‪ :‬تعلم المحاجة كأحد أهداف الفلسفة‬

‫يمثل الحجاج أحد المبادئ األساسية التي يرتكز عليها كل‬


‫موضوع‪ 5‬تعليمي في الفلسفة‪ 5‬فما من فيلسوف إال وهو يتحدث‬
‫من أجل أن يجعل فالسفة من ليسوا فالسفة بعد‪ ،‬وإما من‬
‫أجل أن يدخل في فلسفته هؤالء الذين لهم فلسفة أخرى‪،‬‬
‫وهو مضطر دائما بالتقريب إلى أن يلجأ إلى طريقتي البرهان‬
‫واإلقناع‪.‬‬
‫وهكذا فتعلم التفلسف ينبغي أن يمرّ عبر"نقل نظريات‬
‫الفالسفة كما عاشها أصحابها‪ ،‬أي كفكر في جوهره‪ 5‬مناقشة‬
‫ومجادلة بالعقل‪ ،‬أي تبادل الحجج"‪ ،‬وهنا تكمن أهمية الحجاج‬
‫ألنه يعرفنا بطريقة إنتاج الفالسفة ألفكارهم ولطرائقهم في‬
‫التفلسف بإعتبار هذا األخير إجراء بحث عقالني وإنتاج عملية‬
‫حجاجية دقيقة‪ ،‬وبالتالي فإن اكتساب األدوات التي تسمح لنا‬
‫بضبط ممارسة الحجاج‪ ،‬تعتبر أساسية في تعلم واكتساب‬
‫مهارات التفكير األساسية‪ ،‬ذاك أن "التعليم هو قبل كل شيء‬
‫تبليغ لألدوات"‪.‬‬
‫وهذه األهمية‪ 5‬التي يكتسبها الحجاج في الفلسفة‪ 5‬وفي تعلم‬
‫التفلسف تقتضي التمييز بين الطريقة التلقائية "األوتوماتيكية"‬
‫التي تمارس بها عملية الحجاج عادة في حياتنا اليومية‪ ،‬وبين‬
‫الطريقة التفكيرية التي تسعى إلى فحص بنية االستدالالت‬
‫بكل دقة وتقييمها في كليتها‪.‬‬
‫ومن الممكن مساعدة المتعلم على تمييز الحجاج في اإلنشاء‬
‫الفلسفي‪ 5‬عنه في التعبير اإلنشائي من خالل تنبيهه إلى دور‬
‫األدوات اللغوية (إما‪...‬أو‪ ،‬فإن‪ ،‬ليس‪ ،‬كما‪ ،‬مثلما‪ ،‬لكن‪ ،‬غير أن‪،‬‬
‫إذن‪ ،‬إذا‪ ،‬لو‪ ،‬كل‪ )...‬التي تربط بين أفكار النص ومعطيات‬
‫الموضوع في استخراج الحجج من النص الفلسفي‪ 5‬وتحديد‬
‫قيمته العقلية‪( 5‬تعليل‪ ،‬دحض‪ ،‬مقارنة‪ ،‬استدراك‪ ،‬استطراد‪،‬‬
‫استنتاج‪ ،‬افتراض‪ ،‬برهان بالخلف‪ ،‬استقراء‪ ) ...‬و ذلك لفهم‬
‫حركة التفكير في النص ومسار الحجاج فيه‪.‬‬
‫لن يتحقق تعلم األدوات األساسية للمحاجة لدى المتعلمين إال‬
‫من خالل التمارين الفلسفية التي تنجز داخل الفصل أو خارجه‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار ‪ -‬تقول مجموعة‪ 5‬البحث الفرنسية‪ 5:‬توزي‬


‫وكاري وبونوا‪ -‬يمكن تقديم الحد األدنى الذي يجب أن تكون‬
‫عليه الحجة على مستوى المعايير الصورية للحجاج‪:‬‬
‫· أال تناقض الحجة نفسها‪.‬‬
‫· أن تكون الحجة منسجمة مع األطروحة المدافع عنها‪.‬‬
‫· أن تكون الحجة منسجمة مع حجج أخرى تدافع عن نفس‬
‫األطروحة‪.‬‬
‫كما وترى نفس المجموعة‪ 5‬إنه من المفيد التفريق بين عمليتين‬
‫مختلفتين‪:‬‬
‫· بناء لحظة من الحجاج في مرحلة معينة من التفكير‪.‬‬
‫· القدرة على إدراك التفمصالت المنطقية والبنيات التي تعبر‬
‫عنها‪ :‬عل ّة‪/‬تأثير‪ ،‬مبدأ‪/‬نتيجة‪ ،‬وكذلك الروابط اللغوية المناسبة‬
‫لكن‪ ،‬إذن‪ ،‬غير أن‪ ،‬بل‪ ،‬أي‪ ،‬حتى …‬

‫إن هدف الحجاج الفلسفي‪ 5‬هو المساهمة‪ 5‬في تأسيس فكر‬


‫مستقل انطالقا من الوعي بكون‪:‬‬
‫· اإلحالة أو االستشهاد تبقى توضيحا وليست أبداً حجة‪.‬‬
‫· السيرورة الحوارية أساسية ألن التركيب ينبني على حجج‬
‫متناقضة‪.‬‬

‫سابعاً‪ :‬كيف يمكن تعليم الحجاج بوصفه أحد‬


‫أشكال التفكير الفلسفي للتالميذ؟‬

‫يمكن التدرب على الحجاج من خالل مجموعة‪ 5‬تمارين‪ .‬ويجب‬


‫اتباع الخطوات التالية‪:‬‬
‫الخطوة األولى هي خطوة إعداد التمرين من قبل المعلم عن‬
‫نص فلسفي ثم تفكيك العناصر المكوّنة للكتابة‬
‫ّ‬ ‫طريق إختيار‬
‫اإلنشائية الفلسفية إلى لحظاتها األولى ثم تفكيك كل واحد من‬
‫تلك العناصر إلى أجزائه المكوّنة ثم ضع أسئلة ُيمكّن الجواب‬
‫عنها من القيام بالعمليات المطلوبة بشكل سليم ثم تطبيق كل‬
‫ذلك على عمليات تحليل النص الفلسفي انطالقا من السؤال‪5:‬‬
‫حلل وناقش النص التالي‪.‬‬

‫نص تمثيلي وصياغة‬


‫ّ‬ ‫الخطوة الثانية هي تطبيق التمرين على‬
‫أسئلة تهدف إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬فهم النص‪ ،‬أسئلة من نوع‪ :‬عما يتحدث هذا النص؟ ما هو‬
‫المفهوم المركزي في هذا النص؟ هل تجد في النص مفاهيم‬
‫فرعية متناقضة‪ ،‬استخرجها على شكل أزواج؟ ‪....‬‬
‫‪ -2‬اإلنخراط في تحليل حجاجية النص عن طريق أسئلة من‬
‫نوع‪ :‬هل يقدم النص موقفا موحدا أم مواقف متعارضة؟ وأسئلة‬
‫تتعرض ألسلوب تقديم الحجج ومبررات األمثلة وغيرها‪.‬‬
‫‪ -3‬االنفتاح على العالم اليوم عن طريق سؤال الطالب عن رأيه‬
‫في الموقف الذي يدافع عنه النص‪.‬‬
‫‪ -4‬يطلب من الطالب صياغة أجوبته على شكل إنشاء فلسفي‬
‫النص‪.‬‬
‫ّ‬ ‫"عملية تحليل‬

‫ثامناً‪:‬أهداف التمارين الحجاجية‬

‫يقتضي تعلم "التفلسف"‪ 5‬في أحد أبعاده إكتساب مهارات تعلم‬


‫المحاجة‪ ،‬و هذا يتطلب أن يكون درس الفلسفة مجاال لهذا‬
‫اإلكتساب‪ ،‬لذلك ينبغي على المدرس أن يمتلك مجموعة من‬
‫األدوات الكفيلة بتحقيق هذا الهدف‪ ،‬لكنه ال يكفي أن نتحدث‬
‫عن أهمية الحجاج بالنسبة لفعل التفلسف‪ 5،‬أو أن نلجأ إلى‬
‫عرض أطروحة ما وتدعيمها بحجج‪ ،‬لكي نطمئن وننتظر تحقق‬
‫مهارة الحجاج مباشرة لدى التالميذ‪ ،‬أو حتى يتحقق إدراك ما‬
‫المقصود بالحجاج الفلسفي وتأسيسه كمفهوم ‪ .‬بنا ًء على ذلك‬
‫ينبغي على المدرس أن يبني نموذجه الخاص عن الحجاج‬
‫الفلسفي‪ 5-‬باعتبار أن هناك عدة نماذج لهذا الحجاج‪ -‬وأن يدرك‬
‫وضع الحجة في الفلسفة ومستوى تميزها عن الحجة في‬
‫حقول‪ 5‬معرفية أخرى‪ :‬كالبرهنة في الرياضيات‪ ،‬التحقق‬
‫التجريبي‪ ،‬الحجاج في القانون‪.‬‬
‫وبعد بناء وتدقيق التصور حول الحجاج الفلسفي‪ 5‬الذي تم‬
‫تبيينه‪ ،‬يجب التساؤل حول ماذا ينبغي أن يكون مطلوباً بالنسبة‬
‫للتالميذ لكي يتعلموا المحاججة فلسفيا‪ ،‬وهذا األمر يعني في‬
‫جوهره‪ 5‬الحديث عن األهداف المتوخاة من التمارين الحجاجية‪،‬‬
‫وهو ما سنحاول توضيحه من خالل هذه التمارين المقترحة‪ 5‬من‬
‫طرف ميشيل توزي‪:‬‬

‫‪ Ø‬أحد أنوع التمارين‪:‬‬


‫‪ -1‬الهدف‪ :‬المحاججة على الشك‪.‬‬
‫‪ -2‬المهمة‪ 5:‬خلق وضعية بهدف الشك في القضايا المثبتة‪.‬‬
‫‪ -3‬الطريقة‪ :‬االنطالق من رأي معين‪ ،‬ثم إقامة الحجة على‬
‫رفضه كأطروحة‪ ،‬و ذلك بهدف وضعه موضع سؤال‪ ،‬و يمكن‬
‫توضيح ذلك من خالل المثال التالي‪:‬‬

‫القضية المثبتة‪ :‬إعرف الواقع بواسطة الحواس‬


‫البحث عن اعتراضات عقليةعلى األطروحة‪ :‬لكن الحواس‬
‫تخدعنا أحيانا‬
‫صياغة التساؤل‪ :‬هل معرفة‪ 5‬الواقع بواسطة الحواسممكنة ؟‬
‫تاسعاً‪ :‬تمارين‬

‫البحث عن الحجاج في النص الفلسفي‪5.‬‬

‫اسم التمرين‪ :‬إستخراج الحجاج من النص الفلسفي‪5.‬‬


‫المهمة‪ :‬تدريب المتعلمين على إستخراج الحجاج من خالل‬
‫الروابط المنطقية‬
‫دة الزمنية‪ :‬عشرون دقيقة‪.‬‬
‫الم ّ‬
‫نوع العمل‪ :‬مجموعات ثنائية‪.‬‬
‫م وضع خط تحت الروابط‬
‫اإلجراءات‪ :‬قراءة النص التالي ث ّ‬
‫المنطقية واستخراج الحجج التابعة لها وتبيان قيمتها الفلسفية‪.‬‬

‫نص لكانط‬

‫إن الطالب الذي أنهى تعليمه المدرسي كان قد تعوًد على‬


‫الحفظ و يظن اآلن وهو مقبل على تعل ّم الفلسفة‪ 5‬أنه‬
‫سيحفظها أيضا ولكن هذا في واقع األمر مستحيل إن األمر‬
‫يقتضي أن يتعلم التفلسف‪ 5‬إذ لكي تحفظ الفلسفة ينبغي أوّال ً‬
‫أن تكون هناك فلسفة قائمة الذات بحيث يصبح في وسعنا أن‬
‫دم عنها كتاباً و نقول هاكم إنه علم ومعارف يقينية تدربوا‬
‫نق ّ‬
‫على فهمه واحفظوه ثم ابنوا عليه في ما بعد و ستصبحون‬
‫فالسفة‪ .‬فبدل أن نعمل عل تنمية المواهب الذهنية للناشئة‬
‫التي وضعت في عهدتنا وإعدادها لبناء معرفة شخصية‬
‫مستقبلية عند البلوغ نغشها بفلسفة‪ 5‬نزعم أنها قد اكتملت بعد‪،‬‬
‫وهي فلسفة‪ 5‬يقترن بها وهم علم ال يساوي شيئا إال لدى‬
‫أوساط معينة لكنه فيما خال ذلك فاقد للقيمة‪.‬‬

‫عاشراً‪ :‬الخاتمة‬

‫إستناداً الى ما قاله ديكارت‪:‬‬


‫"ال يمكننا أن نصبح رياضيين بالرغم من كوننا نحفظ على ظهر‬
‫قلب كل براهين اآلخرين إذا لم يكن عقلنا قادراً بدوره على حل‬
‫كل أنواع المشكالت‪ ،‬والنكون أبداً فالسفة إذا قرأنا كل‬
‫استدالالت أفالطون وارسطو"‪.‬‬
‫فاألمر ال يتعلق إذاً "باستظهار" نظرية للبرهنة على قضية من‬
‫القضايا التي تؤلفها‪ ،‬لكن بوضع اليد على ضمنيات وافتراضات‬
‫األطروحة‪ ،‬من هنا يجب تدريب المتعلمين‪ 5‬جيداً على األهداف‬
‫ن حقل الفلسفة‪ 5‬هو حقل توليد‬
‫النواتية في الفلسفة أل ّ‬
‫المشكالت وإثارة األسئلة‪ ،‬وهو أيضا حقل تتواجد فيه األجوبة‬
‫بنفس قدر تواجد األسئلة واإلشكاالت‪ ،‬غير أن طبيعة الجواب‬
‫في الفلسفة‪ 5‬مبرهن عليه‪ ،‬يقوم على الحجاج والمحاجة‪ ،‬من‬
‫هنا أهمية تدريب المتعلمين‪ 5‬على استخراج الحجاج من النص‬
‫ الفلسفي وذلك من خالل تخصيص ساعات في‬5‫أو الموضوع‬
‫الصف لتعليم المتعلمين عليه حتى نتأكد من اكتسابهم لهذا‬
‫الهدف النواتي الذي يشكل أساساً في فهم بنية الفلسفة‬
‫وكيفية التعامل مع مختلف مواضيعها إنطالقاً من طريقة عمل‬
‫ فالمطلوب هو محاكاة منهجية الفالسفة وليس‬،‫الفالسفة‬
.‫تقليدهم‬

:‫المصادر اإللكترونية‬

http://ar.wikipedia.org/wiki .1

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=83577 .2

http://a.amaaz.free.fr/portail/index.php? .3
option=com_content&task=view&id=527&Itemid=73

http://membres.lycos.fr/amriphilo/argu.exerc.philo .4
http://tomaar.net/vb/showthread.php?t=47072 .5
http://www.marocsite.com/ar/modules/news/article.php?storyid=72 .6

http://www.philo.hijaj.net/philo.html .7
http://belkis73.jeeran.com/archive/2008/3/514004.html .8
http://profs.philobac.net/modules.php?name=News&file=article&sid=19htt.9

http://www.alriyadh.com/2007/06/21/article258659.html 11.http://profs. .10


philobac.net/modules.php?name=Forums&file=viewtopic&t=11

‫ م‬1:43 ‫ في‬Chirine ‫مرسلة بواسطة‬


"‫ بحث حول " تعليم الحجاج في الدرس الفلسفي‬:‫التسميات‬
*:*‫ل*ي*س*ت* ه*ن*ا*ك* ت*ع*ل*ي*ق*ا*ت‬

‫إرسال تعليق‬
‫رسالة أقدم الصفحة الرئيسية‬

‫االشتراك في‪ :‬تعليقات الرسالة (‪)Atom‬‬


‫‪...Loading‬‬

‫أرشيف المدونة اإللكترونية‬


‫(‪)7‬‬ ‫▼‪2008  ‬‬ ‫‪‬‬
‫(‪)7‬‬ ‫▼‪  ‬يونيو‬ ‫‪o‬‬

‫تعليم الحجاج في الدرس الفلسفي‪5‬‬ ‫‪‬‬


‫منهجية الكتابة الفلسفية‪5‬‬ ‫‪‬‬
‫مهارة استخراج المفاهيم في تعليم الفلسفة‪5‬‬ ‫‪‬‬
‫التخطيط في الدرس الفلسفي‬ ‫‪‬‬
‫الحجاج الفلسفي ‪-‬من التأطير النظري إلى‬ ‫‪‬‬
‫التطبيقات ال‪...‬‬
‫تدريس فن التساؤل (األشكلة)‬ ‫‪‬‬
‫‪quadrophilo‬‬ ‫‪‬‬

‫من أنا‬

‫‪Chirine‬‬

‫‪Je suis une etudiante a l'universite Libanaise -Faculte de‬‬


‫‪pedagogie- CAPES en Philosophie. Je suis diplomee en‬‬
‫‪psychologie scolaire‬‬

‫عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي‬

You might also like