Professional Documents
Culture Documents
خطة' البحث
-Iمقدمة
-IIالنظرية الغائية
-1مفهوم النظرية الغائية
-2النشأة والتطور
النظرية الغائية من منظور هانس فيرمير -III
تقييم الترجمة حسب النظرية الغائية -1
-IVإسهامات كاتارينا رايس في نظرية الهدف
-1نظرية أنماط النصوص لكاتارينا رايس
-2المعايير التوجيهية اللسانية الداخلية و الخارجية
-3نقد نظرية أنماط النصوص
-Vأنموذج تحليل النص لكريستيان نورد
-1وظائف اللغة:
-2أنماط الترجمة
-3عملية تدريب المترجم
-3-1أهمية موجز الترجمة
-3-2دور تحليل نص األصل
-3-3المقاربة المنهجية لمشكالت الترجمة
-4وحدة الترجمة
-5أخطاء الترجمة
-VIإشكالية التكافؤ والتطابق والمالئمة في النظرية الغائية
بعض االنتقادات الموجهة لنظرية الهدف -VII
-VIIIخاتمة
-Iمقدمة:
تعد نظرية الهدف أو نظرية الغائية إلى جانب العديد من النظريات والنماذج الترجمية والعلمية ،من
النظريات األكثر إثارة للجدل في تاريخ الترجمة المعاصر .إن النقاشات التي أثارتها و الدور الذي أدته
هذه النظرية داخل دراسات الترجمة ال يمكن تتبعهم من دون إلقاء نظرة على تاريخ ظهورها .يركز هذا
العرض في المقام األول على تاريخ دراسات الترجمة عامة ونظرية الغائية خاصة وتطورها في ألمانيا،
ثم على بعض المقاربات المحددة و كذلك تقديم لمساهمة كل من هانس فيرمير وكاتارينا رايس
وكريستيان نورد في تطوير هذه النظرية ،كما سيقدم شرح للمفاهيم والقواعد العلمية والجوانب المحورية
لهذه النظرية ،مع محاولة العمل على إبراز مواقف فيرمير ورايس بوضوح ،وربطها بآراء باقي الباحثين.
وفي النهاية سيتطرق هذا العرض لآلراء المنتقدة لنظرية الغائية .ويبقى الهدف من هذا العرض إعطاء
لمحة شاملة عن نظرية الغائية التي قد تكون مفيدة لتصبح مدخال لهذا الموضوع ومحفزا على االهتمام
بميدان دراسات الترجمة.
-IIنظرية الغائية
ال تنظر النظرية الغائية للترجمة باعتبارها عميلة إعادة إنتاج رموز في لغة ما إلى رموز في لغة
أخرى ،بل بصفتها تمثال للفعل االنساني حيث يكون للترجمة هدف معين .أي أن الترجمة تصير فعال و
الذي ال بد له من غاية او هدف .فكلمة Skoposوالتي تعني الغاية في اللغة اليونانية تحيل على فكرة
الغاية من الترجمة و التي يجب تحديدها قبل الشروع في الترجمة على خالف النظريات األخرى التي
تركز على هدف ووظيفة النص المصدر .كما ينصب االهتمام باإلضافة الى الهدف من الترجمة على مدى
قبولية النص المترجم لدى المتلقي .
من جهة أخرى ،كانت الدراسات اللسانية في الغرب تعد مرجعا أساسيا في الترجمة ما بين
الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين .لذلك ،كانت نظريات الترجمة في غالبيتها تركز على مبدأ
التكافؤ اللغوي والذي كان له تأثير كبير في ذلك الوقت .فكانت الترجمة بمثابة عملية نقل لغوية بحتة أو
كما وصفها نيومارك ب"عملية تناوب لغوي" .هذا يعني أن عملية الترجمة تتمثل في إعادة إنتاج النظير
الطبيعي األقرب في اللغة الهدف لرسالة اللغة األصل ( تابر و نايدا .)1969:12و بالتالي فإن هذا المنهج
القائم على التكافؤ اللغوي في الترجمات يصب جل اهتمامه على مدى وفاء النص الهدف للنص المصدر
حيث أن النص المصدر يمتلك أفضلية تامة على النص الهدف .ال شك أن تأثير اللسانيات في الترجمة له
العديد من المحاسن التي ال يمكن إنكارها ولكنه في نفس الوقت تعتريه الكثير من السلبيات حيث أنه من
خالل الممارسة العملية للترجمة ،وجد العلماء أن اعتماد الترجمة كلمة بكلمة أو الحرص الزائد على الوفاء
للنص االصلي هو اختيار غير موفق و هذا مرده الى أن عملية الترجمة ال يمكن حصرها داخل البناء
الشكلي للغة وأن منهج التكافؤ اللغوي ال يمكنه حل جميع مشكالت الترجمة وبالتالي كان لزاما على
المختصين التفكير في مقاربات أخرى بديلة تمكن الترجمة من تحقيق الغاية المنوطة بها وإيجاد الحلول
لهذه المشكالت.
إن الحديث عن نظرية الغائية يحيلنا مبدئيا للحديث عن مقاربة شاملة لها وهي المقاربة الوظيفية في
الترجمة والتي ظهرت في ألمانيا أوائل القرن العشرين .وتعني المقاربة الوظيفية في الترجمة التركيز على
وظيفة النص ووظيفة الترجمة بدال من النص في حد ذاته .ومنذ ذلك الوقت أدت المقاربة الوظيفية
للترجمة خاصة في ألمانيا دورا رئيسا في بلورة و تطوير دراسات الترجمة .ومن خالل دراسة تاريخ
الترجمة ،نجد أن جذور النزعة الوظيفية للترجمة تعود إلى الممارسات األولى للترجمة خاصة في
ترجمات النصوص األدبية وترجمة الكتاب المقدس" .عرفت فترة الستينات و الثمانيات من القرن
العشرين تحوال محوريا في منهجيات الترجمة وظهور المقاربة الوظيفية التواصلية للترجمة" ( مانداي
( .)2001:73الترجمة لنا) ذلك أن االستراتيجية المستعملة في ترجمة النص ال يجب ان يحددها النص في
حد ذاته وال المترجم نفسه بل تقررها الغاية أو الهدف من الترجمة .شكل هذا المنهج القائم على غاية
الترجمة أهم األفكار التي جاءت بها المقاربة الوظيفية في الترجمة .ويذكر أن المقاربة الوظيفية ال تشمل
فقط نظرية الغائية التي طورها األلمان والتي أدت دورا هاما في دراسات الترجمة بل تشمل أيضا نظرية
التكافؤ الدينامي التي طرحها اللغوي و المترجم األمريكي يوجين نايدا ونظرية أنواع النصوص لبيتر
نيومارك.
النظرية الغائية من منظور فيرمير -III
يركز فيرمير حسب كتابه " تأسيس نظرية عامة للترجمة " ( )1984:100أن الغاية من النص الهدف
يجب أن تكون هي المحدد الوحيد للمقاربة أو االستراتجية التي ستتم من خاللها الترجمة .ثم يأتي التركيز
على مجموعة من القواعد و التي يسميها ب " قواعد الغائية " التي ترتبط بالفعل اإلنساني الذي يعطي
للترجمة خاصية الهدف المنوط بها.
يرى فيرمير أن الغاية من الترجمة ال يتم تحديدها من خالل النص المصدر او النص الهدف و ال من
طرف مؤلف النص األصلي نفسه ,بل يحددها الزبون " ."The initiatiorو بالتالي فإن الغاية من
الترجمة مرتبطة بمستعمل النص الهدف وخلفيته االجتماعية والثقافية .إن اختيار الهدف يخضع بطبيعة
الحال لقيود إذ يجب أن يكون الهدف المختار مبررا وذا معنى قوي ,أي أن يكون مالئما من حيث وضعيته
ومكانته داخل ثقافة ما .وبالنسبة إلى تحديد الهدف ,فإن من الواجب أن يكون المتلقي معروفا .إذ ال يمكن
أن نضمن تناسب وضعية ما داخل إطار ثقافة أصلية أو ثقافة فرعية بمتلق مجهول وغير محدد.
ترتبط نظرية الغائية عند فيرمير بقاعدتين أساسيتين و هما قاعدة اإلخالص" " Fidelity Ruleو
قاعدة الترابط " ." Coherence Ruleو تعني قاعدة الترابط أنه يشترط في النص الهدف أن يتسم
بالترابط والتماسك والتناسق بين أجزائه وفقراته ،ليتمكن المستعمل الهدف من فهمه واستيعابه .ويشير
فيرمير إلى أن قاعدة االخالص تنبني على نوع من االتساق و الذي يرمز إلى المتلقي ونعني بذلك هنا
«االتساق الداخل نصي» أي أن هذا النوع من االتساق يستهدف العالقة بين النص المترجم والنص
المصدر وهو مرتبط بهدف النص وفهمه وتأويله من جهة المترجم .كما أن من الواجب وجود اتساق بين
الرسالة المدرجة من منتج النص المصدر والرسالة التي أولها المترجم باعتباره متلقيا وأخيرا مع الرسالة
التي أدمجها المترجم في النص المترجم بصفته مساعدا للمؤلف.
قد يخلط البعض بين قاعدتي الترابط واإلخالص وبين مفهوم التكافؤ في إطار الترجمة اللغوية.
لقد أعطى فيرمير تعريفا جديدا لمفهوم التكافؤ باعتباره "العالقة بين النص المصدر والنص الهدف
والتي تقوم في ثقافة معينة وعلى مستوى محدد وبالوظيفة التواصلية نفسها ( رايس و فيرمير :1984
،)112-109حيث عمل فيرمير على تفادي استعمال عبارة التكافؤ بل استعمل عبارة التطابق حيث يرتبط
هذا األخير بالنص الهدف ويصف العالقة بين وسائل التعبير اللغوي والهدف ,ويشمل هذا التعريف
إمكانية تغيير وظيفة النص أيضا .ولقد أعيد تعريف التكافؤ كنوع خاص من التطابق وخاصة باعتبار
االتساق الوظيفي بين النص المصدر والهدف.
يعتبر النص المصدر بحسب التقديرات اللسانية مقياسا لألمور ،وبذلك يمكن اتخاده معيارا لتقييم
الترجمة .وبحسب فيرمير ورايس ،فإن «تطابق الهدف» مع النص األصلي يقوم بهذا الدور .و يرى
فيرمير أن الترجمة ال يمكن أن تكون إما صحيحة أو مغلوطة فهي تختلف باختالف األشخاص كما تختلف
األهداف باختالف األحوال االجتماعية والثقافية للمترجم والمتلقي.
يعتبر فيرمير أن تعدد وظائف النص المصدر والتوجه الوظيفي لنظرية الغائية يوسعان مجال مسؤولية
المترجم .فالمترجم ليس ناقالّ للغة ومشفرا للرموز فقط ،بل يعتبر مؤلفا مساعد ا أيضا ،و خبيرا مستقال
من واجبه إخبار رب الترجمة بنظرته المحتملة بشأن قيمة العمل وميزته وهدفه .وعلى الرغم من إصرار
زبون الترجمة على إبداء اعتراضاته على المترجم ،فإن مسؤولية اتخاذ قرار ما إذا كان المترجم سيقبل
هذا التكليف أم ال تقع على عاتق المترجم نفسه .إذ يجب عليه ،باعتباره خبيرا ،أن يكون قادرا على تحمل
مسؤولية قرارته .كما أن المترجم يأخذ ،بحسب رايس في «نموذجها للعوامل المؤثرة في الترجمة» ،الدور
المحوري والحاسم في العملية الترجمية.
يعتبر فهم النص المصدر واستراتيجية الترجمة المتبعة وتصورات الجودة وما إلى ذلك ،من مهارات
المترجم ،ولكنها أكبر متغير في كل ترجمة ،ألنها تتأثر بالصفات الشخصية للمترجم ومهاراته ،فالمترجم
ليس مترجما فقط ،بل هو متلق للنص المصدر أيضا.
يعبر منتج النص المصدر عن نفسه بطريقة معينة ،بحيث يتمكن متلقي النص أن يفهم بالضبط ما يريد
منتج النص أن يفهمه .ويمكن لمنتج النص أن يزن بطريقة مشروطة تأثير عباراته في المتلقي غير
المقصود؛ إذ يمكن المترجم بصفته متلقيا ،أن يكون جزءا من المتلقي المقصود .ولكن هذا األمر ليس
إلزاميا .ومع ذلك ،يظل المترجم خبيرا ،يطلب منه تلقي النص المصدر بالطريقة التي أرادها منتج النص
أو رب الترجمة ،كما أن مهاراته تحدد ما إذا كان يمكنه ذلك.
وبحسب فيرمير ،يجب على المترجم بصفته خبيرا ،أن يكون قادر ا على معرفة المجموعة التي ستوجه
إليها ترجمته وفي أي وضع يوجد المتلقي المقصود .والبد للمترجم من الخوض في عالمه وعالم المنتج
والمتلقي .وهذا يتطلب ،كشرط ،توفر المترجم على مستوى عال من المعرفة اللغوية والثقافية ،وأن يكون
ثنائي اللغات و متعدد الثقافات.
مند ظهور كتاب تأسيس نظرية عامة للترجمة سنة 1984،جرى تناول مقاربة فيرمير ورايس بشكل
مستفيض في دراسات الترجمة .فقد اصطدم إدخال المفاهيم واآلفاق الجديدة والمظاهر والتعاريف في
نظرية الترجمة انتقادات شديدة ،ولكنه منح مع ذلك دراسات الترجمة دوافع جديدة وحاسمة أيضا .مما
أدى الى ظهور نظريات وظيفية أخرى والسيما نظرية " الفعل الترجمي ليوستا هولزمينتيري و«الترجمة
الوظيفية» لكريستيان نوردس.
إن الهدف الذي توخاه فيرمير في نظريته منذ ثالثين سنة هو ترسيخ مبدأ أنه عندما نترجم ،فإن األمر
ال يتعلق بترجمة الكلمات ،بل يجب على المترجم أن يسأل نفسه :لماذا أترجم وماذا أترجم ولمن أترجم؟
إسهامات كاتارينا رايس في النظرية الغائية -IV
تقدم العالمة األلمانية كاتارينا رايس تعريفا لعملية الترجمة على أنها تواصل بين لغتين تكون الغاية منها في
غالب األحيان خلق نص هدف مكافئ لنص اللغة المصدر ،مكافئ يشمل الناحية الوظيفية لهذا النص .وتعد الوسيلة
أهم مقتضيات هذه العملية ،وهي النص المصدر والنص الهدف والوسيط ،أي المترجم الذي يضحى مرسال ثانيا،
وبالتالي تصبح الترجمة تواصال ثانيا.
تحظى أعمال هذه العالمة بتقدير كبير في دراسات الترجمة ،إذ يرجع أول عمل لها في هذا المجال إلى
الستينات ،حيث ركزت فيه على نظريات الترجمة وقدمت تحديدا نموذجا يعتمد على الوظيفة الثابتة للعمل
الترجمي ،مما يعني أنه على النص المترجم أن يحافظ على نفس الوظيفة التي يؤديها النص المصدر .وبهذا
العمل ،كانت رايس واحدة من السباقين إلى اعتماد مقاربة شاملة ال تكتفي بالنظر في المشاكل التي يصادفها جل
المترجمون ،كالغموض والمشاكل المتعلقة باالختالفات المعجمية والتركيبية بين اللغات ،بل تتعدى ذلك إلى ما
هو أوسع لتشمل عملية ترجمة تهدف إلى إدراك الوظيفة العامة للنص المصدر وإعادة تجسيدها في النص الهدف
باعتبارها أساسا تبنى عليه خيارات وقرارات المترجم .وبهذا الصدد ،فإن تحديد نمط النص يعد شرطا أساسيا ال
غنى عنه بالنسبة لرايس في النظرية الوظيفية التي تعتمد كلية على وظيفة النص المترجم.
يحدد المترجم أو حتى المرسل هذه الوظيفة ،فهذا األخير يقرر حسب متلقي النص ،فيمكن أن يقرر ،على سبيل
المثال ،مدمجا مكونات ثقافية غريبة من لغة الهدف ،أن نصه يستهدف إثراء ثقافة هذه اللغة ،مرفقا في نفس الوقت
معلومات تساعد المتلقي فهمها .وبالعكس إذا كانت مهمة الترجمة نفسها ،فال بد أن يلجأ المترجم إلى نص ينشأ
نفس التأثير على المتلقي في اللغة الهدف .والنظرية التي تأخذ بغين االعتبار هذه العوامل المختلفة هي نظرية
الهدف لفيرمير ورايس .وسنلجأ في ما يلي إلى إبراز إسهامات عمل رايس على ضوء هذه النظرية.
وكتذكير لما سبق ،فإن نظرية الهدف ظهرت على يد المنظر األلماني هانس فيرمير ،ويعد الكتاب الذي
أنجزه هذا األخير بمعية رايس ) )Towards a General Theory of Translational Actionأهم إنجاز
قدمه االثنان فيما يخص النظرية الغائية ،ويطمح فيرمير ورايس في كتابهما إلى وضع نظرية عامة لكل
النصوص أال وهي نظرية الهدف ،ومفادها أن تحقيق الوظيفة أو الغرض هو أساس كل ترجمة ،وأن كل ترجمة
يجب أن تكون لها غاية تحددها الجهة التي تكلف بالترجمة .إال أن المترجم هو الذي يحدد االستراتيجيات التي
سيتبعها للوصول إلى هذا الغرض ،باعتباره الخبير بعملية الترجمة والمسؤول الوحيد عن إنجاز هذه المهمة
وعن نتاجها .ولهذا فإنه بمجرد تعرف المترجم على وظيفة النص المصدر ،يصبح النص الهدف جزء من
مهمته ،فيختار إلى أي مدى يتمسك بالنص المصدر أو يبتعد عنه.
وجدير باإلشارة أنه داخل نظرية الغائية ،قد يختلف الهدف أو الغرض من النص الهدف عن النص المصدر،
بحيث يكون النص المترجم موجها إلى ثقافة هدف ،وبالتالي فإنه حري به أن يخدم هذه الثقافة ولهذا قد يختلف
اختالفا كبيرا عن النص األصلي حسب الغرض المقصود منه .وما يمكن مالحظته من خالل هذه النظرية هو
المكانة الجديدة التي توليها للنص المصدر ،لكونه نقطة االنطالق إلنتاج النص الهدف ،غير أن الحصول عليه
يعتمد بشكل كلي على الوظيفة أو الغرض الذي سيمتلكه في الثقافة المستقبلة.
وهناك ثالثة طرق محتملة لتطبيق مبدأ الغرض وبذلك يمكن |أن يكون له ثالثة أبعاد ،إذ يمكن أن يطبق
على مسار عملية الترجمة وبالتالي على الغرض من هذه العملية ،كما يمكن تطبيقه على نتيجة الترجمة ،وبالتالي
على الوظيفة التي يتوالها النص الهدف ،ومن الممكن كذلك أن يطبق على نوع الترجمة وبالتالي على الغرض
من هذا النوع ،وهذا ما جاءت به نظرية أنماط أو أنواع النصوص لكاتارينا رايس.
تعد رايس رائدة من رواد النظرية الغائية بجانب هانس فيرمير القتراحها فئة وظيفية )functional
( categoryفي نموذجها كاستثناء من القاعدة التي تنص بأن العالقة العامة بين النص المصدر والنص الهدف
يجب أن تكون واحدة من التكافؤ الوظيفي .ويجب تطبيق هذه الفئة الوظيفية في الحاالت التي يقصد بالنص
الهدف فيها خدمة وظيفة غير وظيفة النص المصدر.
ترتكز نظرية أنواع النصوص على علم اللغة النصي متمثلة مناهج تحليل الخطاب والمنهج السيميائي،
ولتطبيق المبادئ النظرية لهذه العلوم ،يجب على متعلم الترجمة أن يكون مدركا لمفاهيم البنية والترابط واالتساق
وااللتحام النسيجي للنص .ولمصطلح أنماط النصوص ( )Text typologyدور أساس في هذه النظرية ،إذ
تختلف طريقة الترجمة وهدفها طبقا ً لنوع ونمط النص المراد ترجمته.
ظهرت هذه النظرية مع بدايات السبعينات ،واقترنت باسم رايس التي اقترحت مصطلح التكافؤ
( )Equivalenceغير أنها كانت ترتكز على النص بدال من النظر إلى الكلمة أو الجملة ،ولقد كانت نظرتها
الوظيفية تهدف رئيسيا إلى تنسيق تقويمي للترجمة إذ أنها تعطي ثالثة رتب لوظيفة اللغة وتربط كل واحدة منها
باللغة المناسبة لها أو بعدها وإلى نوع النص أو إلى المجال التواصلي الذي استعملت فيه.
استندت رايس في نظريتها عن أنماط أو أنواع النصوص على األعمال التي قام بها العالم األلماني كارل بوهلر
في هذا المجال ،والذي حدد بدقة وظائف اللغة .وفي البداية ،قدمت رايس تصنيفا توجيهيا يعتمد بدوره على نموذج
أوراغون لوظائف اللغة الذي طوره بوهلر سنة ،1934حيث انتهت إلى األنماط التالية:
النصوص اإلخبارية :))Informative Textsوتبين رايس أن النصوص اإلخبارية تنماز عن غيرها )1-1
من النصوص بالتوصيل المبسط للحقائق ،ووظيفة اللغة في النصوص اإلخبارية هي وظيفة إخبارية ،أي تقتصر
على نقل الحقائق وتتمثل هذه الحقائق في المعلومات والآراء .والبعد اللغوي المستعمل لنقل هذه المعلومات هو
البعد المنطقي))Logical Dimension؛ ويركز النص اإلخباري على المضمون ،ولهذا يجب أن يقتصر النص
المترجم على المضمون اإلحالي ( ،)Referential Contentوأن يكون أسلوب الترجمة هو النثر البسيط مع
اإليضاح التصريحي إن اقتضى األمر ذلك.
النصوص التعبيرية :))Expressive textsوتتميز بالتأليف اإلبداعي ،ووظيفة اللغة في النص )1-2
التعبيري تعبيرية ،أي تعبر عن موقف المرسل ،والبعد اللغوي لها جمالي ،وتركيز النص يكون على الشكل ،كما
يستعمل المؤلف في النصوص التعبيرية البعد الجمالي للغة ،))Aesthetic Language Dimensionيحتل فيه
المؤلف المحور .ويشكل الجانب الجمالي وشكل النص العناصر التي يجب إعادة إنتاجها لضمان نجاح الحصول
على التكافؤ ،بعبارة أخرى يجب أن يقوم النص المترجم بنقل الشكل الجمالي وأن تتسم طريقة الترجمة بمحاكاة
منهج النص واتخاذ وجهة نظر النص المصدر.
النصوص الدعائية ( :)Operative Textsوتتميز النصوص الدعائية بطلب االستجابة السلوكية ،أي )1-3
أنها تبحث عن إحداث رد فعل أو تصرف ،وينصب تركيزها على الدعوة ،ولهذا يلجأ المترجم إلى اللغة الحوارية
.))Dialogicوشكل النص حواري ينصب على الدعوة ،وهو النص الداعي للعمل ،ويعتمد على اإلقناع.
وأضافت فيما بعد النصوص السمعية الوسائطية :))Audio-mediale Textsيشمل هذا النوع األفالم )1-4
واإلعالنات السمعية والسمعية البصرية واألشرطة الوثائقية والبرامج التعليمية التلفزيونية واإلذاعية وغيرها،
ويتطلب إنجاز هذا النوع من النصوص وسائل إضافية سمعية بصرية تضاف إلى أنماط النصوص الثالثة السالفة
الذكر.
كما تحدثت رايس عن النص الهجين ))Hybrid Textوهو نص يجمع عدة أنماط نصية بمعنى تتعدد فيه
وظائف اللغة بشكل قد يربك المترجم ويتركه في حيرة من أمره كأن يصادف المترجم شريطا وثائقيا تاريخيا
يعرض على التلفزيون والذي قد يجمع بين النقل البسيط للحقائق والتأليف اإلبداعي باإلضافة إلى الوسائط السمعية
البصرية ،إال أن رايس وجدت حال لهذا التحدي الذي قد يصادفه المترجم وذلك بتأكيدها أن النص الهجين يجمع
أنماطا متعددة ولكن يغلب عليه نمط معين أكثر من األنماط األخرى ومهمة المترجم هنا هي إدراك هذا النمط
الغالب على النص.
لهذا التقسيم أهمية كبيرة في مجال التحليل والترجمة ،إذ أن لكل نص آلياته الخاصة المختلفة عن غيرها،
والنوع المتعامل به في تعليمية الترجمة في الجامعة على سبيل المثال هو األول ،ألن طبيعة النصوص المختارة
إخبارية تقتصر على تقديم الحقائق ،والبعد اللغوي منطقي وأسلوب الترجمة فيه هو النثري البسيط مع اإليضاح
والتفسير إذا اقتضت الضرورة التي تفترض صعوبة المقابل اللغوي ،على عكس النوع الثاني الذي يتطلب مقدرة
جمالية إبداعية ،ويبين هذا الشكل أنواع النصوص من وجهة نظر رايس.
يتجلى هدف رايس من وراء تحديد أنماط النصوص في وضع استراتيجيات ،يمكن انطالقا منها ،تطبيق نظرية
عامة على جميع أنواع النصوص في إطار المنهج الوظيفي .ولكن السؤال المطروح :إلى أي مدى يمكن أن يحدد
نوع النص طريقة الترجمة؟
من بين أهداف تحديد نمط النص ونوعه إرشاد المترجم وتوجيهه أثناء التحليل المسبق للنص المترجم ورصد
اإلشكاليات المرتبطة بنوع النص وكذا تحديد معايير اختيار المنهجية واالستراتيجية المناسبتين للترجمة .يحدد
المترجم االستراتيجية التي سيتبعها من خالل األنماط النصية التي ذكرناها آنفا وذلك بتحليل النص من خالل تحديد
نمطه أي هل غرض النص هو توصيل الحقائق أم الغرض منه هو طلب االستجابة السلوكية أم هو نص إبداعي؟
وتحديد أيضا ما إذا كان نصا سمعيا أو سمعيا بصريا أي تحديد قناة التوصيل .وكذا تحديد نوعيته ،هذه الخطوة
حسب رايس تصنيف للنص وفق األنماط االجتماعية الثقافية والتواصلية الخاصة بكل مجتمع .وأخيرا تحليل
المظاهر األسلوبية في النص وتحديد الخصائص التي تميزه ،أي تحديد خصائصه األسلوبية المميزة بصرف النظر
عن النمط الذي ينتمي إليه .وتقود عملية تحليل النصوص ال محالة إلى تفكيك الصعوبات اللغوية في مستوى الشكل
والمضمون.
إن نظرية أنواع النصوص إذا ما قورنت بغيرها من النظريات ،فإننا نقول إن منهجها مالئم إلى حد كبير
لعملية تعليم الترجمة وتطبيقها؛ فمن وجهة نظر التعليمية هي أكثر النظريات فعالية؛ ألنها تنتقي النوع وتتعامل
معه وفق أبعاد معينة ،ألن المبادئ التي تقوم عليها أكثر انتظاما من النظريات التأويلية ،فهي تساعد المبتدئ في
الترجمة على التدرب في طرق حل الصعوبات .ومن خالل تعرضنا لنظريات الترجمة يمكننا أن نستنتج أنه ال
يمكن أن تبنى نظرية واحدة لتطبيقها في مجال تعليم الترجمة .ورغم ميلنا لنظرية أنواع النصوص لنجاعتها من
الناحية العملية ،إال أن تعليم الترجمة على أسس صحيحة هو مزيج من نظريات الترجمة مجملة.
تعطي كاتارينا رايس قائمة لمعايير توجيهية لسانية خارجية وداخلية تقييما من حيثها الترجمة.
يتفاوت تأثير هذه المعايير حسب نوع النص فهناك بعض الحاالت حسب رايس يختلف فيها هدف
النص المترجم من النص األصلي ،وتذكر عن ذلك على سبيل المثال كتاب جوناثان سويفت "رحلة
جوليفر" ))Gulliver’s travelفهو كتاب عبارة عن هجائية تهاجم حكومة تلك الحقبة الزمنية (نص
عملي) والذي أصبح اليوم عبارة عن قصة عادية مقروءة ومترجمة كقصة مسلية (نص تعبيري).
كما تضيف رايس أنه يجب على النص الهدف أن يخدم وظيفة تواصلية مختلفة من النص األصلي،
فخطاب سياسي عملي في لغة ما ال بد أن يترجمه المترجمون للمحللين سياسيين في بلد اخر واضعين نصب
أعينهم المعلومات والقرارات السياسة المتخذة وهذا حسب تقديم هذه األخبار وطريقة عرض هذه المعلومات
وبالتالي يصبح النص إعالمي تعبيري.
يظهر كل هذا أهمية عمل رايس فهو يحمل النظرية الترجمية ما وراء االعتبارات القديمة ويهتم
بالجانب التواصلي للترجمة.
وجهت انتقادات عديدة لنظرية النصوص لرايس ،وكان أولها هو أن النظرية تعد إطارا عاما لمعالجة
وتجاوز مشاكل الترجمة بطريقة ممنهجة إال أنها تعجز في كل نمط عن تقديم طرق فعالة لحل مشاكل الترجمة.
أما االنتقاد اآلخر فكان أن مثل هذه التصنيفات ال تنطبق دائما مع ما يواجهه المترجم فعلى سبيل المثال هناك
حاالت ال يكون فيها الهدف هو إعادة تجسيد وظيفة النص المصدر في النص الهدف .وكذا أن المترجم قد
يصادف نصوصا يصعب تحديد نمطها بدقة .باإلضافة إلى أن رايس لم تتطرق بشكل كاف للحاالت الخاصة
بحيث أنها تحدثت عن بعضها وتركت البعض االخر.
ترى كريستيان نورد أن غرض الترجمة يتأتى من خالل تحليل النص المصدر .تبعا لذلك تقدم نورد أنموذجا
لتحليل النص المصدر يمكن تطبيقه على جميع أنماط النصوص وعلى مشاكل الترجمة كذلك .وقد أُسس هذا
األنموذج على مفاهيم وظيفية ،تمكن من فهم واستيعاب وظيفة النص المصدر واختيار استراتيجيات ترجمة
مناسبة للغرض المقصود من الترجمة (مانداي .)2018اآلن سنستهل هذا الجزء من الورقة بتعريف وظائف
اللغة حسب كريستيان نورد:
تتبنى كريستيان نورد ،في أنموذجها ،النموذج المنطقي لكارل بوهلر ،والذي شكل أيضا حجر األساس لدراسة
التصنيف النوعي للنصوص لرايس .وقد اقترح بوهلر من خالل نموذجه ثالث وظائف رئيسة للغة ،وهي:
الوظيفة اإلحالية :ترتبط هذه الوظيفة بالمرجع ،وتعني استخدام اللغة لإلحالة على حدث أو ظاهرة في )1
العالم الواقعي أو المجازي.
الوظيفة التعبيرية :ترتبط هذه الوظيفة بالمرسل ،وتعني استخدام اللغة للتعبير عن مشاعره وأحاسيسه )2
اتجاه أحداث العالم وظواهره.
الوظيفة ال َد َع ِوية :ترتبط هذه الوظيفة بالمخاطب ،وتعني استخدام اللغة بغرض دعوة المتلقي وتحفيزه )3
على عمل شيء ما.
وأضافت نورد وظيفة أخرى ،استعارتها من أنموذج رومان جاكبسون لوظائف اللغة (جاكبسون ،)1960
وهي:
وظيفة اللغو االجتماعي :استخدام اللغة إلقامة التواصل أو الحفاظ عليه أو إنهائه. )4
وسنعمل ،أسفله ،على التفصيل في هذه الوظائف الرئيسة ،والتي تتفرع عنها وظائف ثانوية متعددة،
وسنحاول تبيان عالقاتها بمشكالت معينة في الترجمة.
الوظيفة اإلحالية في الترجمة : The referentional function in translationتتضمن
الوظيفة اإلحالية في الترجمة لمقولة ( )utteranceاإلحالة على حدث وظاهرة ترتبط بعالم حقيقي
أو مجازي .ويمكن تحليل هذه الظواهر وفقا لطبيعة الحدث المنشود أو المحال عليه (.)referent
حيث أنه:
إذا كان المحال عليه حقيقة أو حالة ما مبهمة بالنسبة للملقي ،حينئذ تكمن وظيفة النص في إخبار
القارئ وامداده بالمعلومات الضرورية (مثال حادثة السير).
وإذا كان المحال عليه لغة أو استخدام خاص للغة ،حينئذ تكون وظيفة اللغة ''ميتا لغوية'' ،أي بمعنى
تتحدث عن اللغة .مثال تعلم اللغات األجنبية.
أما إذا كان المحال عليه تعريفا بالطريقة الصحيحة للتعامل مع آلة ما ،مثال كيفية إصالح غسالة،
تصير وظيفة النص توجيهية :توجه المتلقي إلى االستعمال الصحيح لآللة.
وإذا كان المحال عليه مجاال يتعلم منه المتلقي ،حينئذ تكون وظيفة النص تعليمية .على سبيل المثال
تعلم مجال أو ميدان معين كالجغرافيا مثال.
وجب االشارة هنا إلى أن الوظيفة اإلحالية تفترض وجود نوع من األلفة بين هذه اإلحاالت والمتلقي .وتعنى
الوظيفة اإلحالية بالموضوعات الحقيقية والمجازية .وحتى يتسنى تجسد هذه الوظيفة ،وجب على المتلقي أن
يكون قادرا على ربط الرسالة المنشودة بنموذجها داخل العالم الخاص الذي تتجسد فيه ،وإال لن يكتمل التواصل
بفعل عدم قدرة المتلقي على ربط المقولة مع ظاهرة أو عالم معين.
وظيفة اللغو االجتماعي في الترجمة :The phatic function in translationتهدف هذه
الوظيفة إلى أن ترسي دعامات التواصل بين المرسل والمتلقي أو أن تبقي عليها أو أن تنهيها .وتعتمد
هذه الوظيفة على عرفية ( )conventionalityالوسائل اللغوية والغير لغوية ووسائل االتصال شبه
اللغوية( )para-linguisticالمستعملة في موقف معين .مثل األحاديث المختصرة الخاصة بالطقس.
والهدف منها هو خلق جو يسوده المرح واأللفة .كما أنها تحدد نوع العالقات القائمة بين المرسلين
والمتلقين.
إن وظيفة النص الهدف قد تختلف عن نظيرتها في النص المصدر ألنها تخضع لمعايير الثقافة الهدف ،حيث
يجري تكييفها مع هذه المعايير وفقا لما تفرضه النظرية الغائية .ويمكن تحليل وظيفة الترجمة انطالقا من
منظور مزدوج ،يركز على )1 :العالقة القائمة بين النص الهدف ومتلقيه ،وعلى )2العالقة بين النص الهدف
والنص المصدر المماثل.
شددت كريسيان نورد في كتابها "الترجمة بوصفها نشاطا هادفا" على ثالث جوانب بالغة األهمية في عملية
تدريب المترجم ،والتي وجب التركيز عليها لما لها من أهمية بالغة حسب االتجاه الوظيفي والنظرية الغائية،
تساعد في تحقيق الغرض من الترجمة .قد يتساءل قارئنا العزيز ما عالقة هذا الموضوع بالنظرية الغائية التي
تشكل المادة األساس في ورقتنا هذه؟ في الحقيقة ،هذه الجوانب الثالثة تساعدنا في تحقيق الغرض من الترجمة.
وحتى يتأتى أجرأة هذا األنموذج وتفعيله على أرض الواقع ،وجب تدريب المترجمين وفقا لذلك.
)3.1أهمية موجز مهمة الترجمة :تكمن أهمية موجز مهمة الترجمة في أنها تحدد الشروط التي بموجبها
يؤدي النص الغرض أو الوظيفة المنوطة به .يحدد هذا الموجز الغرض من الترجمة ويسلمه صاحب
المبادرة أو الزبون للمترجم الذي يتوجب عليه أن يستحضره في أي عملية نقل من لغة إلى أخرى.
ويحتوي معلومات ،قد تكون خفية أو معلنة ،حول:
وظيفة /وظائف النص المنشودة
مخاطب /مخاطبي النص الهدف
الزمان والمكان المرتقب للتلقي
الوسيلة التي ينتقل من خاللها النص
الدافع من وراء إنتاج أو تلقي النص
)3.2دور تحليل النص األصل :يرى االتجاه الوظيفي أن نمط الترجمة يتحدد بواسطة الغرض من الترجمة،
وليس بواسطة النص المصدر .وعليه يبرز التساؤل التالي :ما الدور الذي يؤديه تحليل النص
المصدر في هذا السياق؟
ال تبتغي فكرة أسبقية غرض النص على النص المصدر نزع صفة األهمية عنه ،بل يعد النص المصدر بالغ
األهمية من حيث أنه يمدنا بعرض للمعلومات الذي يشكل نقطة االنطالق لتشكيل عرض لمعلومات مصاغة في
النص الهدف .يقود هذا التحليل عملية الترجمة من حيث أنه يمثل نقطة االنطالق واللبنة األساس التي ترتكز
عليها القرارات الخاصة بالنقط التالية:
قابلية مهمة الترجمة للتنفيذ
تحديد وحدات النص األصل ذات الصلة بالترجمة الوظيفية
تحديد استراتيجيات الترجمة التي ستجعل من النص يفي بمتطلبات موجز مهمة الترجمة.
المقاربة المنهجية لمشكالت الترجمة :تمكننا هذه المقاربة من تحديد المشكالت وتبيان نوعيتها. )3.3
وجدير بالذكر هنا أن مشكالت الترجمة تبقى موضوعية أو ذات بينية ، intersubjectiveأي يتفق
عليها أفراد مختلفون .وهكذا ،فالمشكالت ال تكمن في الصعوبات الذاتية التي تعترض كل مترجم،
والتي ترجع أساسا إلى عجزه اللغوي أو عدم كفاءته في الترجمة .وعليه ،يمكن تصنيف مشاكل
الترجمة وفق ما يلي:
مشكالت الترجمة البراغماتية :Pragmatic translation problemsتنبع هذه المشاكل من
االختالفات بين مقامات النص المصدر والنص الهدف .ويمكن التعرف عليها عبر تفحص عوامل خارج
النص ،والتي تتلخص في :المرسل والمتلقي والوسيلة والزمن والمكان والدافع ووظيفة النص.
مشكالت الترجمة الثقافية :Cultural translation problemsتنتج هذه األخطاء عن
االختالفات في المعايير واألعراف للسلوكيات اللغوية وغير اللغوية في الثقافتين المصدر والهدف معا.
مشكالت الترجمة اللسانية :Linguistic translation problemsتحدث هذه األخطاء بفعل
االختالفات في المفردات والتركيب للغتين.
مشكالت الترجمة الخاصة :Specific translation problemsترتهن هذه األخطاء بنص
مصدر معين ،كما هو الحال لبعض األساليب الخطابية والكلمات المستحدثة والتالعب اللفظي .فنرى أنها
تحضر في نص بعينه وتغيب في نصوص أخرى.
لطالما شكل مفهوم الترجمة موضع جدل على امتداد تاريخ الترجمة ،فاختلفت تعريفاته حسب مقاربة الترجمة.
وقد عرف فيناي وداربلينه في كتابيهما سنة ،1958الذي يحمل عنوان "stylistique comparée du
" francais et de l’anglaidوحدة الترجمة بأنها وحدة فكرية " "unite de penséeتوصف لغويا بأنها
أصغر مقطع لفظي تترابط فيها العالمات وتتماسك بصورة تحول دون ترجمة أيا منها على حدة.
على الجانب اآلخر ،تتنوع وحدة الترجمة وفق منظور المقاربة اللسانية بين المورفيم أو الكلمات أو العبارات
أو الجمل لتصل إلى النص في كليته .أما االتجاه الوظيفي فيركز على أن النص وحدة شعبية ""hyper-unit
تتألف من وحدات وظيفية تظهر جنبا إلى جنب مع كل وحدة من العناصر اللغوية أو غير اللغوية ،التي يمكن
أن تظهر في أي مستوى وفي أي وقت داخل النص .أي أن وحدة الترجمة وفقا لالتجاه الوظيفي تحدد في
الوظائف التي سبق أن تطرقنا إليها أعاله والتي تكون اللغة وسيلة للتعبير عنها أو حاملة لها ،كما أنها يمكن أن
تظهر في أي موضع من النص.
سنستهل هذا الجزء بتعريف مفهوم الخطأ وفق االتجاه الوظيفي .ونشير هنا أن تحديد نوع المشاكل ووحدة
الترجمة يساعدنا في التعرف على الخطأ وتبيان نوعه .وبالتالي يساعدنا في اختيار االستراتيجية المالءمة
لتجاوزه .ويعرف سيجرد كوبش -لوزريت أخطاء الترجمة على أنها:
" انتهاك ل ( )1وظيفة الترجمة و( )2االنسجام النصي و( )3نمط النص أو شكله و( )4األعراف اللغوية و()5
األعراف الخاصة بالثقافة والمقام والشروط ،و( )6منظومة اللغة".
إن تعبيرا أو مقولة معينة ال تصير غير مناسبة من تلقاء نفسها ،بل تصير كذلك في عالقتها بالوظيفة التواصلية
التي كان من المفترض منها تحقيقها.
وتعرف نورد خطأ الترجمة على أنه فشل في تنفيد التعليمات المتضمنة في موجز مهمة الترجمة ،وأنه حل
غير موفق لمشكالت الترجمة .ووفقا لذلك ،تصنف نورد مشكالت الترجمة إلى أربع فئات:
أخطاء الترجمة البراغماتية :Pragmatic translation errorsهي أخطاء مقامية نتجت عن -1
حلول غير مالئمة لمشكالت الترجمة البراغماتية ومنها االفتقار إلى توجيه المتلقي.
أخطاء الترجمة الثقافية :Cultural translation errorsتنشأ هذه األخطاء عن القرارات الغير -2
الصائبة فيما يتعلق بإعادة إنتاج أو تبني األعراف الخاصة بالثقافة.
أخطاء الترجمة اللغوية :Linguistic translation errorsتنتج هذه األخطاء في الترجمة من -3
خالل االختيارات اللغوية الغير موفقة ،خاصة عندما يكون التركيز على التراكيب اللغوية ،كما هو الحال مع
فصول اللغة األجنبية.
أخطاء الترجمة الخاصة بالنص :Specific translation errorsتنشأ هذه األخطاء عن -4
مشكالت الترجمة الخاصة بالنص.
إن الغرض من فعل الترجمة يشكل المبدأ األساس لتحديد أو الشروع في أي عملية للترجمة وفقا للنظرية
الغائية التي بلورها فيرمير .وتعد كريستيان نورد من أبرز المساهمين في هذه النظرية من خالل أنموذجها
لتحليل النص المصدر ،حيث ترى أننا نتحصل على الغرض من الترجمة انطالقا من تحليل النص المصدر.
حاولنا خالل هذا الجزء من الورقة إبراز خصائص هذا األنموذج وأنماط الترجمة التي تنتج عنه ،كما سلطنا
الضوء أيضا على وظائف اللغة وأهمية عملية التدريب بالنسبة لهذه النظرية كما أبرزنا نوعية المشاكل التي
يصادفها المترجم وأبرزنا كذلك نوعية األخطاء التي تحدث في الترجمة.
سنستهل هذا الجزء من البحث ببيان معنى التكافؤ بكونه جزءا من القضايا األساسية التي أثارت جدال واسعا
في نظرية الترجمة ،وسنستعرض فيما بعد تصنيفات المنظرين لهذا المفهوم مختصرة ومبسطة ،وفي األخير
سنسلط الضوء على اإلشكاالت التي طرحتها نظرية الهدف بخصوص هذا الموضوع.
تباينت اآلراء وتعددت حول مفهوم التكافؤ نظرا لصعوبة تحديد نوعه (أهو تكافؤ ألجزاء الجمل أي
المفردات ،أم للجمل نفسها ،أم ألجزاء النص ،أم للنص ككل) ،وتوحدت بأنه مرتبط بالمعنى وتعذر الترجمة،
فعندما تصعب الترجمة يلجأ المترجم إلى أسلوب التكافؤ بغرض أن يصبح النص سهل المأخذ جلي المعنى،
بإيراد تعبير مستساغ يجري على منوال اللغة .وبالرغم من كثرة وتعدد التصنيفات التي أمددنا بها المنظرون
فيما يتعلق بهذا المفهوم إال أن الموضوع ال يتعدى االختالف بين ترجمة المعنى بمعنى مكافئ له والترجمة
الحرفية ،وفيما يلي ذكر موجز ألنواعه األشهر واألكثر شيوعا في دراسات الترجمة:
التكافؤ الوظيفي : Functional equivalenceوهو عملية تقود المترجم إلى العناصر السياقية
واللغوية والثقافية في اللغة الهدف ،ويتمكن من خاللها من إعادة صياغة نص يشتبه به أن يكون
وظيفيا في الثقافة الهدف ،خير مثال عن هذا هو ترجمة العبارات االصطالحية واألمثال.
التكافؤ التدولي :Pragmatic equivalenceشأن هذا النوع من شأن التكافؤ الدينامي ،فكالهما
يشتركان في العديد من الخصائص ،ويهدفان إلى إحداث نفس األثر وردود األفعال لدى القارئ
المستهدف ،تماما كتلك التي أحدثها النص المصدر في قارئه.
التكافؤ المرجعي :Referential equivalenceفي هذا النوع ،يحرص المترجم على معالجة
النص المصدر والنص الهدف للموضوع نفسه ،وأن يكون لهما نفس المرجعية ،ويحيل كالهما على
الحقائق ذاتها.
التكافؤ الداللي :Semantic equivalenceيتحقق هذا التكافؤ بتحقق نفس المحتوى الداللي في
النص المصدر والنص الهدف ،ويفترض أن المفرد في النص المصدر وما يكافئه في النص الهدف
يتقاسمان نفس الحقل الداللي ،وتكون الترجمة الحرفية الحل األنسب واإلستراتيجية الفضلى في هذه
الحالة.
التكافؤ التبادلي :Paradigmatic equivalenceيفرض هذا النوع من التكافؤ نوعا من التقابل
بين النص المصدر والنص الهدف ،تقابل على المستوى النحوي ،مما يعني أن بعض العناصر
النحوية يمكن أن تكون قابلة للتعويض دون أن يتم تعديل على مستوى المعنى الملفوظ ،ويتم الحصول
على هذا التكافؤ عن طريق النقل في أغلب األحيان.
التكافؤ األسلوبي :Stylistic equivalenceيرتبط هذا النوع بالعالقة الوظيفية بين العناصر
األسلوبية في النص المصدر والنص الهدف ،وهذا بغرض الحصول على تطابق من الناحية التعبيرية
أو التأثيرية بين النص المصدر وترجمته ،دون تعديل في المعنى الملفوظ.
التكافؤ اللغوي :Linguistic equivalenceيقدم هذا التكافؤ تجانسا على المستوى اللساني بين
النص المصدر والنص الهدف ،ويتم هذا التكافؤ عن طريق الترجمة الحرفية.
بعد اإلسهامات العديدة التي قدمها يوجين ألبرت نيدا في ميدان التكافؤ في الترجمة ،وهو أحد المنظرين
الذين تطرقوا إلى الترجمة ذات التكافؤ الشكلي ( )Formal equivalenceوالتي تحاول توليد عدة عناصر
شكلية تتضمن الوحدات النحوية والتمسك باستعمال الكلمات والمعاني فيما يتعلق بسياق المصدر ،والترجمة ذات
التكافؤ الدينامي أو الديناميكي ) )Dynamic equivalenceالتي تستند على مبدأ التأثير المكافئ أو مبدأ
االستجابة الذي يسعى إلى إيجاد أقرب مكافئ طبيعي للرسالة في اللغة المصدر؛ طفى على السطح مصطلح
التطابق في الترجمة ،واستعمل لفترة طويلة من الزمن ،وتوالت السنوات واألبحاث إلى أن أضحى متجاوزا
خصوصا بعد اكتشاف أن التطابق ليس ممكنا حتى ضمن لغة واحدة .كان مصطلح التطابق في الدرجة األولى
قبل مصطلح التكافؤ ،إلى أن أعطي تعريف حديث لمصطلح التكافؤ باعتباره العالقة القائمة بين النص المصدر
والنص الهدف في ثقافة ما وعلى مستوى معروف وباستعمال نفس الوظيفة التواصلية .وقدم هانس فيرمير في
نظرية الغائية خاصته مصطلح التكافؤ أو المالئمة ،فمن منظور النظرية الغائية فإن النص الهدف يكون مالئما
إذا حقق األهداف التواصلية التي طرحها الزبون .ويأخذ معظم الدارسين في حقل الترجمة بالقول نفسه
ويعتبرون التطابق كمصطلح فضفاض ال يمكن تحقيقه في الترجمة .وبهذا الصدد فإن التوجه الجديد أي النظرية
الغائية ترى بأحقية التكافؤ على التطابق.
وتوالى الهجوم على الدور المهيمن الذي تتواله الثقافة في النظرية الغائية ،بحيث عارض شرايبر هذه الفكرة
معبرا عن أن النقل أو التحويل الثقافي هو جزء من مشكلة محددة ألنواع الترجمة ،وقدم كوهلر أيضا انتقاده
عندما صرح فيرمير أن كل ما له عالقة بالترجمة محدد بما هو ثقافي ،في حين أن تصنيف شرايبر وكوهلر
تجلى في أن الثقافة نفسها هي أحد العوامل المحددة للترجمة فقط وليس العامل الوحيد.
منحت مساحة هجوم إضافية لكل من انتقد النظرية الغائية من خالل أسلوبي الكتابة والتقديم ،وهي صالحة
كذلك النتقاد دراسات الترجمة بصفة عامة "في كثير من األحيان يكفي ظهور واحدة من العادات المتخصصة
المختلفة لكي توقظ التحيز تجاه األفكار المعروضة" ،وهكذا مارس كلتيات بمساهمته نقدا قاسيا لهيكل العمل
وأسلوبه .واستغنى فيرمير ورايس عن الصرامة في طرح األفكار والوضوح في إعطاء المفاهيم.
النظرية الغائية ال تأخذ بعين االعتبار ال الطبيعة اللغوية للنص المصدر وال إعادة إنتاج الخصائص
الدقيقة في النص الهدف.
كونها صالحة للنصوص غير األدبية لكن األدب ينظر إليه على أنه ال وجود لهدف محدد له.
نهج رايس ونظرية الهدف تعالجان ظواهر مختلفة وال يمكن دمجها معا.
بعض مصطلحات فيرمير مثل « » Translatum ال تشرح كثيرا عن الترجمة.
خاتمة -VIII
حاولنا في هذا البحث المتواضع أن نضع الدراسات التي أجراها كل من فيرمير ورايس ونورد على
محك نظرية نخالها نظرية قدمت للمترجم وسائل عمل أسهمت في التقليل من الهوة بين نص االنطالق
ونص الوصول ،وهذه النظرية هي النظرية الغائية أو نظرية الهدف .سعت هذه النظرية جاهدة في إبراز
النص الهدف انطالقا من مبدأ أن الترجمة ال يمكن تحديدها من خالل النص المصدر في حد ذاته ولكن من
خالل الغاية من انتاجه .وتتعارض هذه المقاربة مع المعايير التقليدية كالتكافؤ اللغوي أو التطابق مع النص
المصدر حيث توصف عملية الترجمة على أنها سيرورة من القرارات التي يتم اتخاذها بالنظر إلى غاياتها.
أسهمت النظرية الغائية في تجديد نظرية ترجمة تهتم بالنص الهدف بدال عن االهتمام بإعادة إنتاج النص
المصدر والتركيز على القرارات المتخذة ،مما ساعد على إظهار الدور المحوري الذي يتوخاه المترجم في
ترجمة نص ما ،ومسؤوليته األخالقية اتجاه النص المترجم .فلم يتخلص المترجم من اإلكراهات التي
يفرضها النص المصدر فحسب ،بل أصبح مؤلفا للنص الهدف.
طور فيرمير نظرية الهدف بشكل مستمر وفعال وخاصة من الناحية المعرفية والثقافية ،وشاركته في
ذلك كاتارينا رايس التي أمددتنا بتصنيف للنصوص وفقا لنظرية أنماط النصوص مستندة في ذلك على
أعمال كارل بوهلر بحيث انتهت إلى أربعة أنماط من النصوص :نصوص إخبارية وتعبيرية ودعائية
وسمعية وسائطية ،وتحدثت كذلك عن النص الهجين الذي يجمع عدة أنماط نصية وأعطت قائمة لمعايير
توجيهية لسانية داخلية وخارجية بحيث تتضمن المعايير الداخلية الخاصية النحوية والصرفية والجمالية ،أما
المعايير الخارجية فتتضمن السياق ،الموضوع والميدان والزمن والمكان والمتلقي والمرسل إلخ .كما
أضافت أن النص الهدف يجب أن يخدم وظيفة تواصلية مختلفة من النص األصلي ،ورغم أهمية هذا العمل
الذي قدمته رايس إال أنه تعرض للعديد من االنتقادات من بينها أنها تعجز في كل نمط عن تقديم طرق فعالة
لحل مشاكل الترجمة ،وأن التصنيفات التي قدمتها ال تنطبق دائما مع ما يواجهه المترجم وأنها لم تتطرق
بشكل كاف للحاالت الخاصة .تعير نظرية أنماط النصوص اهتماما كبيرا للمعنى السياقي في تفسير النص
وتبرز أهمية العوامل السياقية في نشر عناصر البنية والربط واللحمة ،وهذا التصنيف الذي قدمت رايس
يساعد بشكل كبير المترجم على إدراك خبايا النص المترجم والتحضير للمشاكل المرتبطة بنوعه حتى تكون
له القدرة على إيجاد حلول مناسبة لهذه المشاكل.
وقدمت نورد كذلك أنموذجا لتحليل النص المصدر الذي يعد من أبرز مساهماتها في النظرية الغائية
التي بلورها فيرمير .حيث ترى أن الغرض من الترجمة يتأتى عبر تحليل للنص المصدر ،وهي بذلك أبقت
على قيمة النص المصدر الذي نزعته إياه مقاربات معينة للترجمة .حسب نورد ،يشكل النص المصدر
أساس االنطالق في الترجمة ،فهو يقدم عرضا للمعلومات في اللغة المصدر على أساسه يتشكل عرض اخر
للمعلومات في اللغة الهدف .كما أبرزت في أنموذجها أن وحدة الترجمة تتحدد في وظائف اللغة ال في الكلمة
أو العبارة أو الجملة وال حتى في النص كما ترى المقاربات اللسانية ،وهذه الوظائف هي كالتالي :الوظيفية
اإلحالية والوظيفة التعبيرية والوظيفة الدعوية ووظيفة اللغو االجتماعي ،وتتفرع عن هذه الوظائف األساسية
وظائفا ثانوية .كما أبرزت صلة هذه الوظائف بالترجمة وكيف يتعين على المترجم تجسيدها في نقله .كما
صنفت نورد الترجمة إلى نمطين ،ترجمة وثائقية تنتج وثيقة تتخذ من النص المصدر وسيلة لها للتواصل مع
متلقي الثقافة الهدف ،هنا يشعر المتلقي أنه بصدد التعامل مع ترجمة .بعكس الترجمة األداتية ،أين ال يحس
المتلقي أنه يتعامل مع ترجمة وإنما يتولد له االنطباع أنه يتعامل مع النص المصدر مباشرة ،بحيث يجري
تكييف النص المصدر مع المعايير الثقافية للغة الهدف فتدرئ بذلك أي غرابة قد تعتمر المتلقي حال قراءته
للنص بين يديه .وأبرزت نورد أيضا أهمية عملية تدريب المترجم ،والتي ركزت فيها على ثالث عناصر
مهمة وفقا لالتجاه الوظيفي ،وهي أهمية موجز مهمة الترجمة الذي يحدد الشروط والمعلومات التي تسلم
للمترجم ووفقا لها ينجز هذا األخير ترجمته .ثانيا ،دور تحليل النص المصدر وثالثا مقاربة منهجية
لمشكالت الترجمة ،والتي تتنوع بين مشاكل براغماتية وثقافية ولغوية وخاصة .في األخير تطرقنا إلى كيف
تقارب نورد ،ومعها االتجاه الوظيفي ،الخطأ في الترجمة والذي ربطته بانتهاك وظيفة النص وفشل في
االلتزام وتجسيد موجز مهمة الترجمة ،وقسمتها إلى أخطاء براغماتية وثقافية ولغوية وخاصة.
أخيرا وليس اخرا ،نخلص إلى أن الترجمة مهما بلغت قدرا كبيرا من الدقة ،إال أنها ال تخلو من العيوب
والنقائص وال يمكن أن تؤدي إلى إحداث تكافئ تام بينها وبين النص األصلي سواء كان نصا أدبيا أو
إشهاريا ،أو علميا ،ذلك ألن المترجم في حين عمله ال يسعه إال القيام بخيارات معينة ،فهو يتقصى عادة في
إجراءاته الفردية الحلول األمثل للمصاعب التي تعترضه حين الترجمة ،وبالتالي فالمترجم الجيد هو القادر
على إيجاد حلول أمثل لإلشكاالت العارضة خالل مساره الترجمي.
وبعد كل ما تم التطرق إليه ،يمكن أن نختم بأنه عند الترجمة ،ال يقترن األمر بترجمة الكلمات فقط ،بل
يحتاج المترجم مثلما قيل سابقا في هذه الورقة ،أن يطرح هذا السؤال على نفسه مرات عدة :لماذا أترجم
وماذا أترجم ولمن أترجم؟
المراجع اإللكترونية
Retrieved from . نظريات الترجمة: منقول.)April 18 ,2018( نقوس,المهدي
/http://alantologia.com/blogs/8408
Retrieved from . األوهام الداللية و وهم التكافؤ: ما ال يترجم.).n.d( . محي، الدين محسب
https://platform.almanhal.com/reader/2/54841