Professional Documents
Culture Documents
مراحل بناء جدار الفصل العنصري
مراحل بناء جدار الفصل العنصري
في شهر حزيران 2003م ،بدأت إسرائيل في تنفيذ سياساتها التوسعية والقمعية ببناء الجدار الفاصل داخل األراضي
الفلسطينية ،ويقوم هذا الجدار على منطق مصادرة األراضي والسيطرة عليها ،بما في ذلك ضم المستوطنات ومحاصرة
المناطق الفلسطينية ،وذلك بحجة األمن ومنع الفلسطينيين من التسلل والقيام بعمليات فدائية.
وهذا الجدار لن يقوم على حدود عام 1967م ،أو ما يعرف بالخط األخضر ،فهو في الحقيقة انتزاع لألرض وتحديد لمصير
األراضي الفلسطينية ،وتختلف طبيعة الجدار من منطقة ألخرى حسب األهمية اإلستراتيجية والحيوية للمنطقة التي يمر بها،
ويقسم الجدار إلى قسمين رئيسيين ،األول ما يسمى بغالف القدس ،ويتم العمل به بالتوازي مع القسم الثاني من الجدار ،وهو
الجدار الرئيس ويمتد على طول 425كم من جهة الشمال والغرب والجنوب للضفة الغربية ،من قرية سالم في الشمال وحتى
مستوطنة كرمل جنوب مدينة الخليل ،ومن قرية سالم إلى غور األردن من جهة الشرق ،ويلتهم الجدار 833كم 2من مساحة
الضفة الغربية ،أي ما نسبته ،%14.2بحيث تصبح هذه المساحة (إلى الغرب من الجدار) ،حيث يتم عزل 126تجمعا
فلسطينيا 97 ،تجمعا منها تم عزله غرب الجدار ،أما باقي التجمعات فتم عزلها بين جدارين بمساحة تقدر بـ 197كم( 2في
منطقة اللطرون وغرب رام هللا ،حيث تم بناء جدار عازل مزدوج يقع األول بالقرب من الخط األخضر والجدار الثاني على
عمق 9كم داخل الضفة الغربية) .كما ويضم الجدار 102مستعمرة تقع على مساحة 99كم 2إلى غرب الجدار.
وعلى الرغم من االنتقادات الدولية المتواصلة التي تعارض بناء الجدار والتي كان أبرزها قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة
بإحالة قضية الجدار إلى محكمة العدل الدولية في الهاي ،وقرار هذه المحكمة بعدم شرعية هذا الجدار ،قامت الحكومة
اإلسرائيلية وبوتيرة حثيثة الستكمال مقاطع إضافية من الجدار من أجل إقرار حقائق على األرض وخصوصا ً في الجدار الذي
يقام شرقي القدس .هذا وينقسم البناء في الجدار إلى ثالثة مراحل ،ولكل مرحلة مواصفاتها الخاصة ،باإلضافة إلى البناء في
غالف القدس.
مراحل بناء الجدار
• المرحلة األولى:
بدأ تنفيذ هذه المرحلة في حزيران 2002م ،وتمتد شمال غرب الضفة الغربية بطول 125كم ،حيث تمتد من قرية سالم شمال
الضفة الغربية وحتى قرية مسحة في محافظة سلفيت (من سالم – الكانا) ،وقد تم االنتهاء من العمل بها في نهاية تموز ،2003
ويلتهم الجدار في هذه المرحلة 107كم مربعا ً من مساحة الضفة الغربية ،و 31بئراً ارتوازية ويعزل 15قرية يسكنها 12000
فلسطيني ،و 22مستعمرة تقع إلى غربي الجدار.
• المرحلة الثانية:
وتمتد هذه المرحلة على طول 45كم تقريبا ً شمال الضفة الغربية من قرية سالم وحتى بلدة تياسير على حدود غور األردن ،وقد
نفذت إسرائيل 30كم تقريبا ً منها ،وقد واصلت القوات اإلسرائيلية العمل في مقاطع عدة من الجدار الفاصل شمال قريتي بردلة
وعين البيضا في منطقة األغوار الشمالية ،كما وتقوم اآلليات العسكرية بأعمال حفر خنادق وتسوية أراض تمتد من شارع رقم
( ،)90الموازي لنهر األردن غربا ً ولمسافة طويلة نحو الشرق عند التالل التي تطل على النهر ،وسيعمل بناء الجدار في منطقة
بردلة على عزل القرية عن األراضي الزراعية المحيطة بها والسيطرة على الحوض الجوفي الشمالي الشرقي للمياه.
• المرحلة الثالثة:
وتمتد هذه المرحلة والتي انتهت الحكومة اإلسرائيلية من إعداد المسار الخاص بها من مستوطنة الكانا وحتى منطقة البحر
الميت ،حيث سيقام الجدار بصورة أعمق من المرحلتين السابقتين داخل أراضي الضفة الغربية ،بحيث تبقى معظم المستوطنات
غربي الجدار ،وقد قسم العمل في هذا المخطط إلى مرحلتين ،األولى من الكانا وحتى معسكر عوفر في رام هللا ،والمرحلة
الثانية ،من جنوبي القدس وحتى عراد .وقد بدأت أعمال التجريف والبناء في المرحلة األولى منه والتي تمتد من مستوطنة الكانا
وحتى معسكرـ اعتقال عوفر جنوبي غربي رام هللا ،ويتراوح طول هذا المقطع من الجدار 96.7كم ،ويمر في أراضي قرى
الزاوية ،رافات ،دير بلوط ،كفر الديك ،برقين في محافظة قلقيلية ،واللبن الغربي ،رنتيس عابود ،دير أبو مشعل ،شقبا ،القبية،
بدرس ،سبتين ،دير قديس ،نعلين المدية ،بلعين ،صفا ،بيت سيرا ،خربة المصباح ،بيت لقيا ،بيت نوبا ،بيت عنان ،قطنة،
القبية ،بيت سوريك ،بدو ،بيت اجزا ،بيت دقو ،الطيرة ،بيت عور الفوقا ،عين عريك ،رافات في محافظة رام هللا ،هذا وقد
أنهت قوات االحتالل العمل في بناء الجدار في أراضي قريتي بدرس غربي رام هللا ،حيث سيواصل الجدار التفافه حول القرية
من الجهتين الغربية والجنوبية ،بحيث يغلقها تماماً.
• غالف القدس:
بدأ العمل على إقامة الجدار في جنوب وشمال المدينة وشرقها في إطار غالف القدس ،وذلك بشكل موازي مع المراحل
السابقة .ويبلغ طول هذا الغالف 50كم ،والجدار في هذا الجزء يغير شكله وفقا ً لمسار األرض التي يمر فيها ،ففي المناطق
المفتوحة يكون واسعا ً جداً من 100-50متر ،حيث يضم كل عناصر الجدار األمني الحدودي من سور وطرق ترابية وقنوات
والكترونيات ،أما في المناطق السكنية مثل أبو ديس والعيزرية فسيبنى سور ارتفاعه 8-6متر .ويقسم البناء في غالف القدس
إلى ثالثة أجزاء:
.1الجدار الشمالي:
تم في اآلونة األخيرة بناء مقاطع في شمال غالف القدس ،وذلك حسب تصريحات الحكومة اإلسرائيلية ومعطيات بتسيلم ،وبدأ
البناء من بيتونيا مروراً بعطروت وحتى الرام ،ويبلغ طول الجدار الشمالي 8كم وعرض 100-40متر ،وصادرت إسرائيل
800دونم لبناء هذا المقطع ،منها 500دونم ستعزل جنوب الجدار ،و 300دونم ستستخدم كمنطقة عازلة .وفي الفترة من 8-2
سبتمبر ، 2004انتهت قوات االحتالل من بناء مقطعين من الجدار في المنطقة الواقعة بين مفرق بلدة الرام شمال مدينة القدس
الشرقية ،وحاجز قلنديا جنوبي مدينة رام هللا ،وفي وقت متزامن واصل المقاولون تجهيز البنية التحتية للجدار بهدف إنهاء
المقاطع المتبقية في المنطقة الواقعة بين حاجزي ضاحية البريد وقلنديا ،كما وواصلت قوات االحتالل وضع مقاطع إسمنتية في
منطقة وادي عياد بين ضاحيتي البريد واألقباط قرب مستوطنة النبي يعقوب شمال القدس الشرقية ،كما واستمرت أعمال البناء
في شارع رام هللا -القدس الرئيس شمال مدينة القدس الشرقية ،حيث قامت بأعمال بناء المقاطع اإلسمنتية بارتفاع خمسة أمتار
بين حاجزي قلنديا وضاحية البريد ،حيث تواصل العمل في ذلك حتى أثناء الليل ووصل الجدار حتى مدخل ضاحية البريد.
.2الجدار الشرقي:
في مطلع تشرين األول ،2003بدأ بناء مقطع طوله 17كم من بيت ساحور المشمولة في القدس ،ومن ثم يتجه شماالً نحو أبو
ديس والعيزرية وحتى حاجز الزعيم ،أما الحاجز األخر المصادق عليه بطول 14كم فسيبدأ من عناتا جنوب شرق بسغات
زئيف شرق ،ويواصل شماالً وغربا ً وحتى حاجز قلنديا ،حيث سيتصل بالجدار الشمالي السابق ،ويشمل المقطع بلدات الرام
وعناتا ،مخيم شعفاط ،كفر عقب وسميراميس ،حيث سيبقون خارج الجدار ،وسيلتهم الجدار نحو 2000دونم من أراضي بلدة
العيزرية وضمها إلى مستوطنة معاليه ادوميم.
وفي ، 26/2/2004تدخلت محكمة العدل العليا اإلسرائيلية وألول مرة في موضوع الجدار وقررت وقف األعمال على الجدار
في منطقة غالف القدس لمدة أسبوع ،وجاء القرار في أعقاب بحث اللتماس ثماني قرى فلسطينية ،بينها بيت سوريك وبدو ضد
إقامة الجدار الذي يفصل بينها وبين المستوطنات اإلسرائيلية مفسيرت تسيون وهارادار.
وتعقيبا ً على قرار محكمة العدل ،قال والوزير اإلسرائيلي شاؤول موفاز ،أثناء جولة أجراها في مسار غالف القدس (إنه يوجد
الكثير من المقاطع التي يمكن أن ننفذ أعمال التجدير فيها ونحن ال ننفذها بسبب المشاكل القضائية وقرارات محكمة العدل العليا
التي أوقفت العمل في تلك المقاطع ،آمل أن يتاح لنا مواصلة البناء إذ تبين لنا إنه يساعد في وقف المخربين االنتحاريين) ،وقد
استأنفت قوات االحتالل أعمال البناء على أراضي بلدة أبو ديس وتجري أعمال البناء في محيط جامعة القدس ،وما تبقى من
طول الجدار الشرقي ال يتعدى 500متر وبانتهائه تكون هذه المنطقة قد أغلقها الجدار تماماً.
.3الجدار الجنوبي:
في 1/3/2004م ،شرعت قوات االحتالل بأعمال في مقطع جديد من الجدار شمال مدينة بيت لحم ،حيث بدأت أعمال البناء
شمال مسجد بالل بن رباح (قبر راحيل) ،ويعتبر هذا المقطع جزءاً من الجدار الذي يمتد من قريتي الخاص والنعمان شرقي
بيت لحم مروراً بأرضي بيت ساحور وبيت لحم وبيت جاال وصوالً إلى طريق األنفاق غربي بلدة الخضر ،ومازال العمل
جاريا ً في بناء الجدار في المنطقة الشمالية لمدينتي بيت لحم وبيت جاال ،حيث قامت اآلليات بأعمال الحفريات واستكمال
تركيب أجزاء من الجدار بارتفاع 10أمتار ،وتقوم بذلك على الرغم من اإلدانة الدولية وصدور قرار محكمة العدل الدولية في
الهاي في بداية شهر تموز بعدم قانونية هذا الجدار.
كما وأقامت قوات االحتالل معبراً جديداً شمال مدينة بيت لحم ،وذلك لنقل الحاجز العسكري مسافة 220متراً إلى الجنوب
تمهيداً لتنفيذ المخطط التوسعي اإلسرائيلي بضم (قبر راحيل) ،والمنطقة الشمالية لبيت لحم وإخضاعها إلى السيادة اإلسرائيلية،
ويستمر الجدار إلى الغرب في منطقة الوطا بشكل يطوق مخيم عايدة ودير راهبات الفرنسيسكان ،وسيحرم هذا الجدار مئات
العائالت من أهالي بيت لحم من الوصول إلى أراضيهم التي عزلت شمالي الجدار والمقدرة بنحو ثمانية آالف دونم ،كما سيعمل
الجدار على فصل مدن بيت لحم وبيت جاال وبيت ساحور ومخيم عايدة والدهيشة عن القدس وشمال الضفة الغربية.
• الجدار في جنوب الخليل:
بعد اقل من أسبوع على العملية التي وقعت في بئر السبع في 31/8/2004م ،حيث خرج المنفذين من جنوب الخليل ،بدأ العمل
على إقامة المقطع الجنوبي من جدار الفصل العنصري ،وكان قد عرقل المصادقة على مسار الجدار في هذه المنطقة خالف
بين رئيس الوزراء شارون السابق وجهاز األمن ووزارة العدل ،حيث عرض على شارون في الجولة التي قام بها فوق مجال
التماس في جنوب جبل الخليل المسار المعدل للجدار ،الذي بلوره جهاز األمن ويرمي إلى تقريب العائق من الخط األخضر،
ولم يقبل شارون االقتراح وطالب بإدخال تعديالت إليه ،حيث طالب بأن يصار إلى إدخال مستوطنة سوسيا ،وكذلك أحد الطرق
في المنطقة وبضعة تالل مسيطرة على المنطقة في الجدار ،وحسب الخطط األصلية في جهاز األمن ،فإن األشغال اليوم في
موضع الجدار كان يفترض بها أن تركز على المناطق بين الكانا في وسط البالد وبين القدس ،وكذلك في مقاطع الجدار والسور
حول القدس ،ولكن عقب قرارات محكمة العدل العليا التي رفضت أجزاء واسعة من المسار والتغييرات المخطط لها ،طرأ
تأخير كبير في األشغال في هذه المناطق ،وتقرر حث األشغال في منطقة جنوبي الخليل والذي يمر فيه مسار الجدار بمحاذاة
الخط األخضر ،ويضم مقطع الجدار الذي بدأوا في بنائه نحو 40كم تبدأ من القرية الفلسطينية جبع قبالة موشاف شكيف شرقي
كريات غات وسيصل حتى الشومرية المجاورة لكيبوتس الهف شمال النقب ،وفي 21/11/2004شرعت قوات االحتالل
بأعمال تجريف على أراضي بيت أوال شمال غربي محافظة الخليل الستكمال بناء الجدار في المنطقة.
• قانونية الجدار والتعديالت المطروحة على جدار الفصل:
في الجلسة االستثنائية العاشرة التي عقدتها الجمعية العامة لألمم المتحدة بتاريخ 3/12/2003م ،تبنت قراراً طالبت عبره
محكمة العدل الدولية في الهاي والتي تضم 15قاضيا ً من مختلف أنحاء العالم بتقديم المشورة على وجه السرعة ،فيما يتعلق
بالتبعات القانونية المترتبة على إقامة جدار الفصل في الضفة الغربية ،وقد صدر القرار بعد أن صوتت لصالحه 90دولة
وعارضته 8دول ،فيما امتنعت 74دولة عن التصويت .والقرار ملحق بقرار سابق كان قد صدر عن الجمعية العامة في 21
أكتوبر 2003م ،بأغلبية 184صوتا ً ومعارضة 4أصوات من ضمنها أمريكا وإسرائيل ،وامتناع 12دولة ،وعبره دعت
الجمعية إسرائيل لوقف بناء الجدار ،ولكن إسرائيل وكعادتها ضربت بعرض الحائط رغبة األمم المتحدة ،وواصلت بناء الجدار
بصلف وغرور ،ما دفع الجمعية لالجتماع مجدداً للبحث في موضوع مواصلة أعمال بناء الجدار وما تثيره هذه األعمال من
دالالت تشير وبوضوح الستخفاف إسرائيل الواضح والعلني باألمم المتحدة وجمعيتها العامة ،وما يصدر عن هذا الجسم الدولي
من قرارات.
واستعداداً للبحث في قانونية الجدار في المحكمة الدولية في الهاي عقد رئيس الوزراء اإلسرائيلي اجتماعا ً للبحث في موضوع
الجدار وتقرر في االجتماع تغيير اسم الجدار في خطة إعالمية ،بحيث ال يسمى (جدار فصل أمني) بل (جدار منع اإلرهاب)
من أجل إيضاح الهدف الذي ألجله جاء الجدار ،كما وسيبحث أمر الجدار في محكمة العدل العليا اإلسرائيلية في القدس ،وذلك
في أعقاب التماس رفعته مؤسسة هموكيد لحماية الفرد ضد شرعية إقامة الجدار في أجزاء ليست في نطاق الخط األخضر،
وبالمقابل يعد األمين العام لألمم المتحدة كوفي عنان تقريراً يصف التقدم في بناء الجدار وسيرسله إلى هاغ ليشكل أدلة حقيقية،
وكلف عنان مبعوثه تريه الرسن بجمع المواد ووضع صيغة للتقرير لنقله إلى هاغ ،وفي 18/1/2004م ،عقد شارون المطبخ
السياسي ،وكان على جدول األعمال تغيير مسار الجدار وفقا ً لصيغة الوزير لبيد والتي تقلص طول الجدار بنحو 200كم،
وتخفض كلفته بنحو 2مليار شيكل ،ويرمي التغيير الذي يقترحه لبيد إلى السماح إلسرائيل بالدفاع عن مسار الجدار من ناحية
قانونية في المحكمة الدولية في الهاي ،وحسب مسار لبيد فإن جيب اريئيل والفي منشيه سيلغى وسيمر الجدار بقرب اكبر من
الخط األخضر ،حتى في منطقة مطار بن غوريون وكذا في قسمه الجنوبي.
وفي القدس ستلغى ثالثة جيوب تحول قرى فلسطينية إلى جزر منقطعة تماماً ،وبمقابل البحث في مسار الجدار سيهتم شارون
والوزراء موفاز وشالوم ونتنياهو واولمرت ولبيد ،بمسألة كيفية االستعداد للبحث في موضوع الجدار في المحكمة الدولية،
وحجة إسرائيل المركزية في موضوع الجدار هو إنه يشكل وسيلة للدفاع عن النفس ،وفي محاولة لمنع البحث في مسألة الجدار
في هاغ .بدأت وزارة الخارجية اإلسرائيلية بالتوجه إلى دول مختلفة للتضامن مع موقفها الرافض لبحث مسألة الجدار في هاغ،
حيث تتوقع إسرائيل تأييداً لموقفها.
وفي أثناء الجلسة التي عقدها شارون ،نشب خالف بين لبيد ووزير الخارجية شالوم ومدير مكتب رئيس الوزراء دوف
فايسغالس ،فقد دعا لبيد إلى طرح موقف معلل مؤيد إلقامة الجدار أمام المحكمة في هاغ ،ودعا إلى تغيير المسار لتعزيز
الموقف اإلسرائيلي أمام المحكمة ،أما شالوم وفايسغالس فقد اقترحا تبني التوصيات المهنية للقانونيين الذين اقترحوا التنكر
لصالحية المحكمة الدولية للبحث في الجدار ،وإدراج تعليالت مؤيدة للجدار ضمن اإلدعاء اإلجرائي ،وقال شارون في الجلسة
بأن النقاش المتجدد لمسار الجدار (سيحصل إذا ما كان سيحصل) ،فقط بسبب تردد إسرائيلي داخلي وليس بسبب مطالب
الفلسطينيين واألمم المتحدة أو المحكمة الدولية في هاغ ،وقال شارون (إنه يحتمل أن تكون هناك حاجة إلى تفكير إضافي
إلمكانية تغيير المسار ،بحيث يقلص بعض نقاط الخلل التشغيلي للجدار ،دون أن يمس باألمن) ،هذا ويعارض الوزير موفاز
إجراء تعديالت في مسار الجدار الذي لم يبن بعد ،وقال( :أنني قادر على أن أدافع عن كل سنتيمتر في المسار الراهن وأرى
لماذا هو الزم لحماية مواطني إسرائيل) .وقال وزير الخارجية سلفان شالوم لألمين العام لألمم المتحدة كوفي عنان خالل
لقائهما في إطار مؤتمر دافوس االقتصادي في سويسرا ،بأن (إسرائيل مستعدة إلدخال تعديالت في مسار الجدار الذي لم
ترغب في إقامته أصالً ،نحن معروفون بإزالة الجدران :أزحنا الجدار مع مصر واألردن ولبنان) ،وأعرب عن المعارضة
الشديدة من إسرائيل لنقل موضوع الجدار إلى المحكمة الدولية.
هذا وقال دوف فايسغالس ،بأن مسار الجدار سيقصر وسيزاح غربا باتجاه الخط األخضر ،ومعظم الجيوب التي خطط لها
حول القرى الفلسطينية ستلغى ،وحسب هذا المصدر ،فإنه (ال توجد نية إلجراء تخطيط جديد لكل مسار الجدار ،بل إجراء
تقصيرات متراكمة) ،وقال مدير مكتب رئيس الوزراء دوف فايسغالس في لقاء مجموعة مستشرقين أن الخالف على مسار
الجدار يتمثل في فجوة من نحو 200كم بين الخطة التي أقرتها الحكومة وبين الخط الذي يقترحه معارضو الجدار ،وقدر بأن
النتيجة ستكون في الوسط أي أن طول الجدار سيبلغ نحو 600كم مقابل المسار بطول نحو 700كم المخطط ،وسيشرح المسار
المعدل لمبعوثي اإلدارة األمريكية خالل زيارتهم إلسرائيل ،وفي أعقاب الضغط الدولي الكبير بحثت الحكومة في تغيير محتمل
لمسار الجدار ،وقالت محافل أمنية إسرائيلية ،إنه خالفا ً لما نشر حول إعادة دراسة مسار الجدار ،فإنهم لم يتلقوا أي تعليمات
لالستعداد للتغيير ،وقال مصدر أمني كبير إنه رغم األقوال( :فلن يكون تغيير في المسار في أقصى األحوال ،وسيصار إلى
إدخال بعض تعديالت تجميلية عديمة المعنى).
هذا وقد اقتنع شارون بأنه يجب تقصير مسار الجدار بنحو 100كم وإلغاء الجدران التي خطط لها لتحيط بمستوطنات كرنيه
شومرون ،عمانويل ،كدوميم ،ويميل شارون إلى تقصير الجدار في منطقة جيب ارئيل ،فحسب الجدار المقر ،فإن ارئيل
ستكون محاطة بما يشبه أصبع مقتحم من داخل المسار الرئيسي ،ويحيط بالمدينة ،وطريق الوصول إليها بجدار ،كما ويجري
فحص طرق عمل أخرى بينها اقتراح إلغاء (األصابع) ،وإحاطة ارئيل بجدار وحراسة طريق الوصول إليها دون إحاطتها
بجدار ،وتجري مداوالت مختلفة داخل الحكومة اإلسرائيلية في موضوع الجدار ،ولكن لم يتخذ قرار بهذا الشأن.
وفي أعقاب الضغط األمريكي الكبير والذي أثر بشكل دراماتيكي على السياسة اإلسرائيلية ،حيث رفضت النيابة العامة للدولة
مقاطع كاملة من المسار األصلي الذي سبق للحكومة أن صادقت عليه ،وبالتوازي مع ذلك يجري ضغط على الجيش
اإلسرائيلي كي يخفف على الحياة اليومية للفلسطينيين ،هذا وقد تبلورت صفقة تعطي الواليات المتحدة بموجبها إسرائيل ضوءاً
أخضر النسحاب من طرف واحد من غزة ،وبالمقابل تنفذ إسرائيل تعديالت على الجدار باتجاه الخط األخضر وفقا ً لمطالب
األمريكيين ،وقد أجرى رئيس مكتب شارون اتصاالت مع األمريكيين بهذا الشأن ،وأبدى األمريكيون االستعداد إلعطاء ضوء
أخضر النسحاب من طرف واحد وبالمقابل المصادقة على المسار النهائي للجدار بعد أن يقترب من الخط األخضر ،وبدون أي
صلة بالصفقة ،بدأت إسرائيل في 22/2/2004م ،بتفكيك قاطع من الجدار بطول 8كم يفصل بين باقة الشرقية وبين أراضي
الضفة الغربية ،حيث أن مسألة الجدار الذي يحيط بباقة الشرقية كانت أحد المواضيع المركزية التي أثارت النقد على إسرائيل،
حيث ضم الجدار القرية إلى الطرف اإلسرائيلي ،وكان السبب في بنائه أن باقة الشرقية ترتبط عمليا ً بمدينة باقة الغربية ،وقد
بنى القاطع هذا من أجل عدم أرجاء تشغيل جدار الفصل في القاطع بين سالم والكانا ،وقد قدرت كلفة التغيير في المسار بنحو
30مليون شيكل.
وفي 25/2/2004م ،انتهى النقاش في محكمة العدل الدولية في هاغ ،وفي هذه األثناء طلبت وزارة الجيش اإلسرائيلية من
الدولة تشغيل 800عامل أجنبي في بناء الجدار من أجل استكماله في موعده المحدد ،هذا وقد عرضت إسرائيل على اإلدارة
األمريكية خريطة معدلة لجدار الفصل مع مسار اقصر وأكثر منطقية ،وحسب مصادر سياسية ،فإن التغييرات األساسية في
المسار البديل مقارنة مع المسار األصلي هي إلغاء األصابع حول كدوميم وعمانويل وكارني شمرون ،وإلغاء خطة نصب
جدار مزدوج في جيب اريه قبالة مطار بن غوريون ،وقدرت المصادر إنه في الجيب الذي خطط له على طول طريق 443
(موديعين القدس) في منطقة معاليه بن حورون سيصار إلى إدخال بعض التعديالت بهدف إبقاء قدر أقل من الفلسطينيين في
النطاق المحاط بالجدار ،وقال شارون بأن الجدار سيمر شمالي طريق 443وطريق 45المجاورة له ،وقد عرض المسار على
األمريكيين قبل مصادقة الحكومة عليه كبديل فقط وليس كقرار ناجز.
وفي 30/6/2004م ،أصدرت المحكمة العليا اإلسرائيلية قراراً يلزم الجهات المختصة بتغيير مسار 30كم من الجدار في منطقة
شمال غرب القدس ،وجاء قرار المحكمة في إطار البت بااللتماس الذي قدمه المحامي محمود دحلة نيابة عن سكان ثماني قرى
يعيش فيها أكثر من 32ألف مواطن فلسطيني ،ويميل كبار الضباط في الجيش اإلسرائيلي ،إلى طرح توصيات جديدة بشأن
مسار الجدار ،وذلك في أعقاب القرارات التي أصدرتها المحكمة العليا والتي تنص على تعديل مسار الجدار في عدة مقاطع،
وتنص التوصيات على تقريب المسار من الخط األخضر بل وإقامته داخل إسرائيل في معظم المناطق ،وعدم الفصل بين
السكان الفلسطينيين وأراضيهم وإقامة الجدار على مسافة كيلو متر واحد من أي قرية عربية.
وفي 11/7/2004م ،أصدرت محكمة العدل العليا اإلسرائيلية قراراً جديداً يقضي بوقف وتجميد أعمال البناء في الجدار مؤقتا ً
في مقطع دير بلوط ورافات والزاوية غرب محافظة سلفيت ،وذلك إلى حين اتخاذ قرار نهائي إثر تعهد القائد العسكري للمنطقة
بإعادة فحص تعديل الجدار ،وتغيير مساره باتجاه الخط األخضر.
وفي أعقاب إعالن قرارات محكمة العدل الدولية وذلك في 9/7/2004م ،والتي تقضي بهدم الجدار ودفع تعويضات عن أية
خسائر تسبب بناؤه فيها ،حيث حصل القرار على تأييد 150دولة بينها الدول الـ 25األعضاء في االتحاد األوروبي ومعارضة
6دول في مقدمتها الواليات المتحدة ،وامتناع 10دول عن التصويت ،أمر رئيس الوزراء في ذلك الوقت شارون بمواصلة
البناء في الجدار ،وصدر قراره ذلك في بيان صادر عن رئاسة الحكومة بأن شارون (أمر بمواصلة األشغال إثر مشاورات
وزارية بعد 48ساعة من إعالن محكمة العدل الدولية ،كما أعطى تعليمات بمواصلة النضال ضد رأي محكمة العدل الدولية
بكل الوسائل السياسية والقانونية).
وقال شارون لدى افتتاحه الجلسة األسبوعية لحكومته أن إسرائيل (ترفض كليا ً رأي محكمة العدل الدولية) ،إنه رأى أحادي
الجانب ال تقف وراءه سوى اعتبارات سياسية وتجاهل كليا ً سبب بناء الجدار األمني وهو (اإلرهاب الفلسطيني) ،وطلب
شارون خالل الجلسة من ميني مزوز المستشار القضائي وممثلي وزارة العدل ،أن يرفعوا له بأقصى سرعة تحليالً قضائيا ً
لقرار محكمة الهاي ،وأن تقدم إليه توصيات بشأن الخطوات القضائية الممكن اتخاذها مستقبالً للتصدي لقرار المحكمة الدولية،
وعقدت الجلسة األسبوعية هذه في أعقاب انفجار وقع في تل أبيب ،حيث عقب نتنياهو على ذلك بأن هذه العملية تعد برهان
آخر على وجوب إكمال الجدار وفقا ً للقرار الذي أخذته الحكومة ،وقال( :إن قضاة المحكمة الدولية توصلوا إلى استنتاجهم قبل
بدء النظر في قضية الجدار ،مشيراً إلى إنه لزاما ً على إسرائيل مواصلة استكمال بناء الجدار كما حددته الحكومة ،مما يمنع
المتسللين والمسلحين الفلسطينيين من العبور إلسرائيل وتنفيذ عمليات).
وقد أعلنت الحكومة اإلسرائيلية التي قررت تجاهل رأي محكمة الهاي ،بأنها ملتزمة فقط بقرار المحكمة اإلسرائيلية العليا،
وحسب أحد بنود القرار المعتمدة ،فإن الجدار يجب أن يبعد مسافة كيلومتر على األقل عن آخر منزل في قرية فلسطينية ،كما
ويقضي القرار بتعديل مسار قطاع من الجدار قرب القدس لتقليص األضرار التي يسببها للمواطنين الفلسطينيين ،وبأن الجدار
لن يعزل المزارعين عن أراضيهم.
وفي 26/7/2004م ،قال الجيش اإلسرائيلي ،بأنه عدل مسار جزء من الجدار ،بحيث ال يتغلغل الجدار بعمق كبير داخل
أراضي الضفة الغربية ،وقالت متحدثة باسم الجيش بأن المسار الجديد لقطاع طوله نحو 30كم من الجدار بالقرب من القدس
استكمل تعديله ،وينتظر موافقة شارون وموفاز.
وفي 6/9/2004م ،قال موفاز أن المخططين اإلسرائيليين أعادوا رسم مسار جدار مخطط له أن يمر بجنوب الضفة الغربية من
أجل تجنب انتزاع أراضي ،حيث كان من المقرر أن يلتف قطاع طوله 60كم حول عدة مستوطنات في جنوب الخليل ،ولكن
بموجب التعديل المقترح سيسير بمحاذاة الخط األخضر.
• الجدار في المرحلة الحالية:
بين تقرير صادر عن الجيش اإلسرائيلي أن استكمال بناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية لن يكون قبل عام 2020م.
وأوضح التقرير أن مقاطع كثيرة من الجدار تم استكمال بناءها وأنه بفضل ذلك من المتوقع أن تسجل نسبة هبوط كبيرة في
عدد القوات األمنية العاملة على الخط الفاصل خالل عام 2010م ,إال أن مناطق حساسة لم يتم االتفاق حول بدء البناء فيها
خاصة منطقة جبل الجليل التي من الممكن أن تكون مساعدة لدخول (خاليا معادية).
وأشار تقرير الجيش إلى أن ما يميز عام 2010م بالنسبة لبناء الجدار أنه من المفترض أن يتم البناء في الخط الغربي وفي
منطقة غالف القدس ,من اآلن حتى نهاية عام 2010م سيكون هناك جدار متواصل من منطقة طيرة تسفي حتى معبر عين
باعل ,من قرية الجبع حتى متسودات يهودا.
بينما أكد التقرير أن الجانب السلبي في هذه القضية أن مشروع بناء الجدار سيكتمل في عام 2020م فقط ,أي بعد 18سنة من
قرار حكومة رئيس الوزراء األسبق أرائيل شارون بناء الجدار ,علما أن هناك خالفات قضائية بخصوص مقاطع في بعض
المسارات التي من المفترض أن تغضب الواليات المتحدة حسب ما جاء في البيان ,إلى جانب المشاكل المالية ,كما ال يوجد
توافق جماعي في الجيش أن الجزء المركزي من الجدار قد تم بناءه .
يذكر أنه تم حتى اآلن بناء حوالي 500كيلو متر من الجدار ,باإلضافة إلى عشرات الكيلومترات ستستكمل خالل العام الجاري
(2010م) ,علما أن الطول اإلجمالي للجدار 810كلم.