You are on page 1of 4

‫جدار الفصل العنصري‪ :‬حقائق وأرقام‬

‫في التاسع والعشرين من آذار عام ‪ ، 2002‬بدأت القوات اإلسرائيلية عملية عسكرية واسعة النطاق في األراضي الفلسطينية‬
‫أطلقت عليها اسم السور الواقي‪ ،‬قامت فيها باجتياح كامل للمدن والقرى الفلسطينية واستباحتها‪ ،‬وارتكبت أبشع الجرائم بحق‬
‫الشعب الفلسطيني في عملية أدخلت المنطقة مرحلة جديدة أفصحت فيها إسرائيل عن نواياها الحقيقة‪ ،‬وهي االستيالء على‬
‫األراضي الفلسطينية وطرد السكان الفلسطينيين منها‪ ،‬وما أن مرت أيام قليلة على بدء هذه العملية حتى اصدر أرئيل شارون‬
‫أوامره لتنفيذ خطط طالما ً رفضها وعارضها في السابق‪ ،‬وأصدر القرارات بتنفيذها وخصصت لها الميزانيات الكبيرة‪ ،‬هذه‬
‫الخطط هي خطط للفصل‪ ،‬تقضى بإقامة جدار فاصل‪.‬‬
‫وقد بدأت حكومة "أرئيل شارون" بتاريخ ‪ ،23/6/2002‬ببناء جدار الفصل العنصري الممتد على طول الخط األخضر مع‬
‫الضفة الغربية‪ ،‬بدعوى منع تسلل منفذي العمليات الفدائية إلى إسرائيل‪.‬‬
‫يبلغ طول جدار الضم والتوسع العنصري حوالي ‪ 770‬كم‪ ،‬حيث تم بناء ما يقارب ‪ 406‬كم منه أي ‪ %52.7‬من المسار الكامل‬
‫للجدار‪ ،‬في حين هناك ‪ 322‬كم مخطط لبنائها‪ ،‬وجاري العمل على بناء ‪ 42‬كم‪  .‬ويعزل الجدار ما مساحته ‪ 733‬كم‪ 2‬من‬
‫األراضي‪ ،‬ويقدر طول الجدار الشرقي الذي يمتد من الشمال نحو الجنوب بحوالي ‪ 200‬كم‪ ،‬حيث تعزل وتستولي السلطات‬
‫اإلسرائيلية من خالل الجدار الشرقي على منطقة األغوار والتي تعتبر سلة فلسطين الغذائية والمصدر الرئيسي للغذاء للشعب‬
‫الفلسطيني‪.‬‬
‫وأوضح التقرير أنه تضرر نتيجة بناء الجدار في الضفة الغربية خالل الفترة ما بين ‪ ،2006-2003‬ثماني محافظات تشمل‬
‫على ‪ 159‬تجمعاً‪ ،‬كما أن عدد التجمعات التي تضررت نتيجة بناء الجدار حتى شهر أيار ‪ 2008‬قد ارتفع إلى حوالي ‪180‬‬
‫تجمعا‪ ،‬والغالبية العظمى منها تم اكتمال أعمال البناء فيها مثل التجمعات الواقعة في شمال الضفة الغربية‪ ،‬ومحافظة القدس‪،‬‬
‫ومنها ما زالت أعمال البناء جارية في محافظة رام هللا والبيرة ومحافظة الخليل‪.‬‬
‫وقال يصل طول مقطع الجدار في محافظة القدس إلى حوالي ‪ 168‬كم‪ ،‬منها ‪ 5‬كم تسير على الخط األخضر والبقية مبنية داخل‬
‫عمق الضفة الغربية‪ ،‬وقد تسارعت أعمال بناء الجدار في القدس عامي ‪ 2006‬و‪ 2007‬بشكل كبير‪ ،‬وقد فصل الجدار تجمعات‬
‫فلسطينية عن القدس‪ ،‬وهذه التجمعات مكتظة بالسكان مثل مخيم شعفاط وسميراميس وكفرعقب ما يقارب ‪ 30‬ألف نسمة من‬
‫حملة الهوية المقدسية‪.‬‬
‫وبما يخص استعماالت األراضي‪ ،‬فأشار التقرير على أن القيود اإلسرائيلية تحرم الفلسطينيون من استغالل أكثر من ثلث‬
‫مساحة الضفة الغربية‪ ،‬مضيفا‪ :‬تبلغ مساحة األراضي الفلسطينية ‪ 6,020‬كم‪ 2‬منها ‪ 5,655‬كم‪ 2‬في الضفة الغربية و‪ 365‬كم‪2‬‬
‫في قطاع غزة‪ ،‬وتبلغ نسبة مساحة األراضي المبنية في المستعمرات اإلسرائيلية حوالي ‪ %3.3‬من مساحة الضفة الغربية‬
‫(وهي ال تشمل مساحة المناطق المحيطة بالمستعمرات والمواقع العسكرية والطرق االلتفافية وغيرها)‪ ،‬أما نسبة مساحة‬
‫األراضي الزراعية فتبلغ حوالي ‪ %24.6‬من مساحة األراضي الفلسطينية‪.‬‬
‫تم إقرار إقامة هذا الجدار في شهر إبريل من العام ‪ 2002‬خالل جلسة خاصة للمجلس الوزاري المصغر (الكابينت) وتم البدء‬
‫بتنفيذه في شهر حزيران من نفس العام‪ ،‬بعد أن تسلم شارون رئاسة الحكومة اإلسرائيلية‪ .‬ويبلغ طول الجدار في مرحلته األولى‬
‫‪ 115‬كم في شمال الضفة الغربية‪ ،‬على أن يصل في مرحلته النهائية إلى ‪ 350‬كم جنوب القدس‪ .‬تمت إزاحة الجدار بعمق ‪ 6‬كم‬
‫شرق الخط األخضر على حساب األراضي الفلسطينية‪.‬‬
‫في محافظة قلقيلية التي يشكل ما اقتطعه الجدار منها حوالي ‪ %12‬من حجمه الكلي سيتم عزل ‪ 20‬ألف دونم من أراضيها‬
‫الخصبة والمزروعة بشتى أنواع المزروعات من الزيتون والحمضيات والفواكه والخضراوات‪  ‬سواء منها المكشوفة أو‬
‫المحمية "بيوت بالستيكية"‪ ،‬والحبوب واألراضي البعلية‪.‬‬
‫وستؤدي إقامة هذا الجدار إلى مصادرة ‪ %10‬من حجم أراضي الضفة الغربية بمساحة تصل إلى ‪ 180 –160‬ألف دونم‪ .‬كما‬
‫سيتم عزل ‪ 30‬بئرا ارتوازيا خلفه في محافظتي قلقيلية وطولكرم بطاقة إنتاجية تصل ‪ 3.8‬مليون كوب‪ /‬سنة‪ ،‬خاصة وأن‬
‫محافظتي قلقيلية وطولكرم تقعان على الحوض المائي الغربي الذي يحوي ما نسبته ‪ %52‬من حجم المياه في الضفة الغربية‪،‬‬
‫وهذا يعني فقدان الفلسطينيون ‪ %18‬من حصتهم المائية في هذا الحوض والتي تبلغ ‪ 22‬مليون كوب‪ /‬سنويا من أصل ‪362‬‬
‫مليون كوب حسب اتفاقيات أوسلو‪ .‬وعدد اآلبار المعزولة من محافظة قلقيلية هي ‪ 22‬بئرا وطاقتها اإلنتاجية (‪2361000‬‬
‫مليون كوب‪ /‬سنويا)‪ .‬والقرى التي سيتم عزلها خلف الجدار في محافظتي قلقيلية وطولكرم تبدأ من نزلة عيسى إلى عرب‬
‫الرماضين الشمالي والجنوبي وعزبة سلمان وجلعود وعزون عتمة‪ ،‬حيث يصل عدد القرى التي سيتم عزلها في محافظة‬
‫قلقيلية ‪ 15‬قرية‪ .‬ويبلغ عدد المزارعين المتضررين في محافظة قلقيلية (‪ 10‬آالف مزارع)‪ .‬وقد تم تدمير أكثر من ‪ 35‬ألف متر‬
‫من أنابيب شبكة الري الرئيسة للزراعة‪ ،‬وتجريف‪ 10‬آالف دونم زراعي‪ ،‬وتم اقتالع ‪ 83‬آالف شجرة زيتون من الرومي‬
‫والمعمر وأشجار الحمضيات‪.‬‬
‫مواصفات الجدار‪:‬‬
‫يتراوح عرضه من ‪ 150 –60‬مترا في بعض المواقع والمقاطع التي سيمر منها وبارتفاع يصل إلى ‪ 8‬أمتار‪.‬‬
‫ويضاف إليه ما يلي‪:‬‬
‫‪ /1‬أسالك شائكة‪.‬‬
‫‪ /2‬خندق يصل عمقه أربعة أمتار وعرضه أيضا نفس الحجم "وهو يهدف لمنع مرور المركبات والمشاة"‪.‬‬
‫‪/3‬طريق للدوريات‪.‬‬
‫‪ /4‬طريق ترابية مغطى بالرمال لكشف األثر‪.‬‬
‫‪ /5‬سياج كهربائي مع جدار إسمنتي يصل ارتفاعه ‪ 8‬متر‪.‬‬
‫‪ /6‬طريق ترابية مغطى بالرمال لكشف األثر‪.‬‬
‫‪ /7‬طريق معبد مزدوج لتسيير دوريات المراقبة‪.‬‬
‫‪ /8‬أسالك شائكة‪.‬‬
‫‪ /9‬أبراج مراقبة مزودة بكاميرات وأجهزة استشعار‪.‬‬
‫آثار الجدار السياسية والبيئية واالجتماعية واالقتصادية‪:‬‬
‫بالرغم من حقيقة الدوافع المنية وراء إقامة إسرائيل لجدار الفصل العنصر‪ ،‬إال أن جدار الفصل العنصري ترك أثار سلبية على‬
‫الشعب والقضية الفلسطينية على كافة األصعدة السياسية والبيئية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬سنتناولها على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬على خريطة الضفة الغربية وشكل الدولة الفلسطينية‪:‬‬
‫صرح شاؤل موفاز وزير الجيش اإلسرائيلي بصحيفة "الجارديان"البريطانية" في مارس ‪ 2003‬بأن الحكومة اإلسرائيلية‬
‫تبلور رؤية لدولة فلسطينية مقسمه إلي سبع كانتونات في المدن الفلسطينية الرئيسية كلها مغلقة من قبل الجيش اإلسرائيلي‬
‫ومعزولة عن باقي أراض الضفة الغربية التي ستصبح تابعة إلسرائيل وبالفعل فإن مشروع الجدار سيقسم الضفة الغربية إلى‬
‫كانتونات منفصلة عن بعضهما البعض وعن باقي أراضي الضفة كما سيؤدي بناء الجدار إلى مصادرة مساحة كبيرة من‬
‫األراضي الفلسطينية وضمها إلسرائيل‪ .‬حيث يتركز مشروع الجدار على إقامة حزامين عازلين طوليين حزام في شرق الضفة‬
‫بطول غور األردن وحزام أخر غرب الضفة على طول الخط األخضر بعمق ‪10-5‬كم وكذلك إقامة أحزمة عرضية بين‬
‫الحزامين الطوليين وتكون بمثابة ممر بين منطقة جنوب "طولكرم" ومنطقة "نابلس" حتى غور األردن مما يؤدي إلى تقسيم‬
‫المناطق الفلسطينية إلى ‪ 4‬كتل رئيسية جنين‪ -‬نابلس ورام هللا وبين بيت لحم والخليل وتهدف هذه إلى خلق فاصل مادي بين كتل‬
‫المناطق تحت السيطرة اإلسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية وبين المناطق الفلسطينية مع بقاء المستوطنات على حالها ‪.‬‬
‫كما يطوق الجدار مدن طولكرم وقلقيلية والقدس بالكامل ويعزلها عن محيطها الطبيعي في الضفة الغربية وبذلك تنجح إسرائيل‬
‫في عزل مناطق تركز السكان الفلسطينيين عن بعضها البعض وتقيد حرية التنقل والحركة للفلسطينيين ناهيك عن نزوح سكان‬
‫المناطق المتاخمة للجدار هناك ‪ 4‬آالف نسمه تركوا قلقيلية وقد يصل لعشرة آالف نهاية العام ‪.‬باإلضافة إلى تقسيم الضفة إلى‬
‫كانتونات منفصلة سيؤدي بناء الجدار إلي مصادرة مساحة كبيرة من األراضي المحتلة تصل إلي ‪ %23‬من أجمالي مساحة‬
‫الضفة الغربية حيث سيتم ضم ‪ 11‬قرية فلسطينية واقعة بين الجدار والخط األخضر إلى إسرائيل إن كان سكانها البالغ عددهم‬
‫‪ 26.000‬فلسطيني لن يمحو الهوية اإلسرائيلية ولكن ستصدر لهم تصارح خاصة لدخول الضفة الغربية‪ .‬فضال عن ذلك‬
‫ستفرض إسرائيل سيطرتها على ‪ 21‬قرية فلسطينية أخرى وراء الجدار باعتبارها منطقة عسكرية فالمنطقة العازلة المقترحة‬
‫(والتي ستمتد في ‪140‬كم) سوف تضم ‪ 20‬قرية فلسطينية منهم ‪ 14‬قرية تصنف في المنطقة (ب) والتي تخضع لسيطرة‬
‫فلسطينية– إسرائيلية مشتركة ويبلغ عدد سكان هذه المنطقة ‪ 40.000‬فلسطيني يعملون بشكل أساسي في الزراعة وسوف يجد‬
‫هؤالء أنفسهم محاصرون يلزمهم الحصول على تصاريح إسرائيلية للذهاب لحقولهم وسيكون مربوطين كليا ً بجاز األمن‬
‫اإلسرائيلي من أجل إدارة حياتهم ‪ .‬تجربة الماضي تشير إلي أن إسرائيل تستغل قدرتها على تقييد حركة الفلسطينيين في‬
‫األراضي المحتلة من أجل تحقيق أهداف مرفوضة مع االستناد على اعتبارات مرفوضة غير موضوعية وليس فقط الحتياجات‬
‫أمنية‪ ،‬ولم تكتفي إسرائيل ببناء الجدار بل شرعت أيضا في إنشاء أسوار إلكترونية مكهربة يبلغ ارتفاعها ‪3.5‬م حول المناطق‬
‫(أ) من الضفة الغربية التي تخضع بالكامل للسلطة الفلسطينية كما تخلق مناطق عسكرية عازلة تؤدي لفصل المناطق (أ) عن‬
‫بعضها البعض لتخلق على األرض ‪ 13‬جيتو (تجمعات إسرائيلية) منفصال‪ .‬وانطالقا من المخططات اإلسرائيلية المعلنة من‬
‫الثابت أن المساحة التي سيقتطعها إنشاء الجدارين العازلين في غرب وشرق الضفة سوف يؤديا إلى تقليل مساحة الضفة‬
‫الغربية إلى ‪ %50-%45‬وهي المساحة التي كان شارون قد أعلن أنة سيسمح بإعطائها للفلسطينيين‪.‬‬
‫‪ –2‬على قضايا التسوية مع (إسرائيل)‪:‬‬
‫من شأن هذه التغيرات الذي يرسمه بناء الجدار على خريطة الضفة الغربية خلق واقعا ً جديداً على األراضي سيؤدي بشكل‬
‫مباشر على قضايا الوضع النهائي المتمثلة في الحدود والقدس والمياه والمستوطنات‪ .‬بالنسبة للقدس سيخلق الجدار واقعا ً جديداً‬
‫للمدينة إذ تقوم حكومة شارون منذ فترة بتنفيذ مشاريع في القدس بهدف تهويدها وعزلها وتحويل أحيائها إلي مناطق سكنية بين‬
‫مستوطنات كبيرة وبؤر استيطانية فضال عن مخطط الجدار الذي يطوق القدس ويحيط بها وسيؤدي في حالة إتمامه إلي أن‬
‫تصبح القدس محاطة بالمستوطنات والمناطق اليهودية من كل جوانبها بحيث يصعب تصورها كعاصمة للدول الفلسطينية كما‬
‫سيؤدي هذا الجدار إلى تحقيق نظرية القدس الكبرى وخنق تطور القدس الفلسطينية ويمنع امتدادها الطبيعي كما سيؤدي إلى‬
‫ضم أحياء "معالية أدوميم" و "جبعات زئيف" وجميع المستوطنات الواقعة خارج بلدية القدس كما سيؤدي إلى إخراج قرى‬
‫ومناطق فلسطينية من حدود بلدية القدس وبهذه الطريقة تتخلص إسرائيل من السكان الفلسطينيين في المدينة‪ -.‬بالنسبة لقضية‬
‫المياه سيكون للجدار تأثيراً بالغا ً على حرمان الفلسطينيين من مصادر المياه حيث أن األراضي التي سيتم مصادرتها من أجل‬
‫تنفيذ المرحلة األولى من مشروع الجدار تضم ما يزيد على ‪ 50‬بئراً من المياه جوفية وتوفر هذه اآلبار ‪ 7‬ماليين متر مكعب‬
‫من المياه ولكن بعد إنشاء الجدار سيتم حرمان الفلسطينيين منها أو على األقل سيكون حصولهم عليها صعبا كما يفصل الجدار‬
‫ما بين مصادر المياه وشبكات الري من ناحية وبين األراضي الزراعية من ناحية أخري وقامت اآلالت اإلسرائيلية في إطار‬
‫إعداد األرض إلقامة المشروع بتدمير ‪ 35.000‬متر من أنابيب المياه التي تستخدم للري والزراعة واالستخدامات المنزلية ‪.‬‬
‫يعمل مشروع الجدار على حدود فعلية فعلى الرغم من نفى المسؤولين اإلسرائيليين أن الجدار سيشكل حدودا فعلية إلسرائيل أال‬
‫أن التكلفة الهائلة للمشروع وحجمه الضخم يتنافى مع فكرة أنه إجراء مؤقت وسيتم إزالته بعد التوصل إلى تسوية بشأن الحدود‬
‫في مفاوضات الوضع النهائي كما أن شكل الجدار وما سوف يضمه من مستوطنات داخل إسرائيل وما به من أبراج مراقبة‬
‫وأجهزة إنذار إلكترونية ودوريات للشرطة واألمن ونقاط تفتيش ومعابر ووحدات عسكرية على طول الجدار بمنحة بالفعل‬
‫صفة ومظهر الحدود الفعلية والجدار سيضم منطقة "مطار قلنديا" والذي كان من المفترض أن يسلم للسلطة بمقتضى اتفاقية‬
‫أوسلو المبرمة بين الجانبين ‪ .‬يعد بناء الجدار حال مرضيا لعدد كبير من المستوطنين إذ سيؤدي إلى ضم ‪ 57‬مستوطنة من‬
‫مستوطنات الضفة الغربية و ‪ 303‬ألف مستوطن إلى إسرائيل ‪ .‬وتعد هذه المستوطنات من المستوطنات الكبيرة التي من‬
‫المزمع التوصل إلى تسوية بشأنها في مفاوضات الوضع النهائي‪.‬‬
‫‪ -3‬على الحياة اليومية للفلسطينيين‪:‬‬
‫يمر الجدار بأراض الضفة الغربية مما يعني أنه سيؤثر على الحياة ‪ 210,000‬فلسطيني يسكنون ‪ 67‬قرية ومدينة بالضفة‬
‫الغربية حيث أن‪:‬‬
‫‪ 13 -‬تجمعا سكانيا يسكنه ‪ 11,700‬فلسطيني سيجدون أنفسهم سجناء في المنطقة ما بين الخط األخضر و الجدار‪.‬‬
‫‪ -‬وجود جدار مزدوج أي جدار أخر يشكل عمقا للجدار العازل الفاصل سيخلق منطقة حزام أمني األمر الذي سيجعل من ‪19‬‬
‫تجمعا سكانيا يسكنه ‪ 128,500‬فلسطيني محاصرين في مناطق وبؤر معزولة‪.‬‬
‫‪ -‬سيؤدي إقامة هذا الجدار العازل إلى إعاقة حرية حركة الفلسطينيين وقدرتهم الوصول إلى حقولهم أو االنتقال إلى القرى‬
‫والمدن الفلسطينية األخرى لتسويق بضائعهم ومنتجاتهم‪.‬‬
‫‪ -‬سيؤدي بناء الجدار العازل إلى الفصل بين ‪ 36‬تجمعا سكانيا ً شرق الجدار يسكنه ‪ 72,200‬فلسطيني وبين حقولهم وأرضهم‬
‫الزراعية التي تقع غرب الجدار العازل‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء الجدار العازل سيعيق وصول سكان المناطق الفلسطينية الريفية إلى المستشفيات في مدن طولكرم وقلقيلية والقدس‬
‫الشرفية ألن هذه المدن ستصبح معزولة عن باقي الضفة كما أن نظام التعليم الفلسطيني سيتأثر أيضا من جراء هذا الجدار‬
‫العازل الذي سيمنع المدرسين والتالميذ من الوصول إلى مدارسهم خاصة وأن المعلمين يصلون من خارج هذه القرى‪ .‬سيجد‬
‫حوالي ‪ 14,000‬فلسطيني من ‪ 17‬تجمع سكاني أنفسهم محاصرين بين الجدار العازل والخط األخضر وحوالي ‪20,000‬‬
‫فلسطيني في الشمال من حوالي ‪ 3175‬عائلة سيجدون أنفسهم في شرق الجدار بينما أرضهم الزراعية تقع إلى الغرب من هذا‬
‫الجدار‪.‬‬
‫‪ -4‬على االقتصاد والبيئة الفلسطينية‪:‬‬
‫‪ -‬هناك ‪ %37‬من هذه القرى تعتمد على الزراعة أصبحت من دون مصدر اقتصادي وبذلك تفقد ‪ %50‬من األراضي المروية‬
‫و‪ 12‬كم من شبكات الري تم تدميرها باإلضافة إلى تجريف ‪ %5.7‬من األراضي الزراعية المروية تمت خسارتها قبل جني‬
‫المزارعين للمحصول واالستفادة منه‪.‬‬
‫‪ -‬مصادرة األراضي الزراعية وتجريفها وتقييد حرية حركة الموطنين ستؤدى إلى خسارة ‪ 6,500‬وظيفة وكذلك تدمير صناعة‬
‫زيت الزيتون بعد أن كانت هذه المنطقة تنتج ‪ 22,000‬طن من زيت الزيتون كل موسم وكذلك سيتأثر إنتاج هذه المنطقة الذي‬
‫كان يصل ‪ 50‬طن من الفاكهة و‪ 1000,000‬طن من الخضراوات كما ستمنع حوالي ‪ 10.000‬من الماشية من الوصول إلى‬
‫المراعي التي تقع غرب الجدار العازل‪.‬‬
‫‪ -‬سيؤثر الجدار على البيئة ومصادر المياه حيث تسيطر إسرائيل على ‪ 50‬بئراً من المياه خلف الجدار وبذلك يفقد األهالي ‪7‬‬
‫ماليين كيلو متر مكعب من المياه والتي تشكل ‪ %30‬من مجموع ما يتم استهالكه فلسطينيا من الحوض الغربي كما ستفقد‬
‫الضفة الغربية ‪ 200‬مليون متر مكعب مياه من نهر األردن إذا تم إقامة هذا الجدار في الجهة الشرقية وذلك وفق ما يسمى‬
‫بخطة جونستون‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر الزراعة واحدة من أهم مصادر الدخل الرئيسية في تلك القرى التي ستتأثر بشكل سلبي من إقامة الجدار العازل في‬
‫المرحلة األولى‪ ،‬علما ً بأن أراضى هذه القرى من أكثر أراضي الضفة الغربية خصوبة‪ .‬فالمساس بقطاع الزراعة قد يؤدي إلى‬
‫تردي الوضع االقتصادي في األراضي الفلسطينية المحتلة‪ ،‬والى تدهور حالة العديد من العائالت الفلسطينية ودفعها إلى خط‬
‫الفقر األسباب الحقيقية لحرص (إسرائيل) على االستيالء على أراضى الضفة‪:‬‬
‫على الرغم من ادعاءات إسرائيل بأن الدواعي األمنية ومحاولة الحد من عمليات العنف داخل إسرائيل هو ما يدعوها لبناء‬
‫الجدار العازل وبناء المستوطنات التي تعزل القرى الفلسطينية باالستيالء على أرض الضفة‪.‬‬
‫فهل حقق هذا الجدار األمن اإلسرائيلي المزعوم؟‬
‫من داخل المجتمع اإلسرائيلي نفسه‪ ،‬ومن داخل المستوطنات التي تسعى الحكومة اإلسرائيلية لتوفير أكبر قدر من األمان لها‪،‬‬
‫يأتي الجواب على هذا السؤال‪.‬‬
‫فقد علق الجنرال إيفي إيتام زعيم حزب المفدال الديني الوطني على موضوع الجدار بقوله "إن من يريد إثبات انتصار الحركة‬
‫الوطنية الفلسطينية على الحكومة اإلسرائيلية عليه أن ينظر إلى هذا الجدار الذي يعكف الجيش على إقامته حولنا‪ ،‬أي إنجاز‬
‫يريده الفلسطينيون أكثر مما حققوه بإجبارنا على االنغالق خلف الجدران اإلسمنتية واألسالك الشائكة"‪.‬‬
‫ويذهب بنحاس فالنتشتاين أحد قادة المستوطنين في الضفة الغربية إلى حد وصف هذا الجدار بجدار معسكر "أوشفيتز" وهو‬
‫أحد مراكز االعتقال التي أقامها النازيون لليهود في بولندا أوائل األربعينيات‪ ،‬مضيفا أن الفرق المهم هو أن "أوشفيتز" بناه‬
‫أعداؤنا أما هذا الجدار "فنحن الذين نقيمه ألنفسنا"‪.‬‬
‫إضافة لذلك‪ ،‬فهناك من يرى أن الفدائيين وإن تعذر عليهم تنفيذ هجماتهم داخل الخط األخضر‪ ،‬فإنه بإمكانهم تنفيذها ضد‬
‫المستوطنات داخل الضفة الغربية والقطاع‪ ،‬وهو ما عبر عنه عضو الكنيست إيلي كوهين‪ ،‬ممثل مجلس مستوطنات الضفة‬
‫والقطاع في حزب الليكود حين قال "إن النتيجة الفورية لبناء ذلك الجدار هي وقوع عمليات ضد المستوطنين‪ ،‬إنني أسمي هذا‬
‫الجدار بجدار الوهم"‪.‬‬
‫إعداد‪ ،‬د‪ .‬صقر جبالي‪ ،‬وحدة البحوث البرلمانية‬

You might also like