You are on page 1of 186

‫أمريكا الالتينية والبرازيل‬

‫بحوث‬
‫في اللغة والجغرافيا والتاريخ‬
‫مع اإلشارة إلى جذور الصراع العربي اإلسرائيلي‬

‫الدكتور أمحد مصطفى أبو اخلري‬


‫جامعة املنصورة‬
‫‪ 6241‬هـ‬
‫‪ 4001‬م‬
‫‪www.geocities.com/abu_elkher‬‬
‫‪Abu_elkher@yahoo.com‬‬
‫يف هذا الكتاب‬
‫حديث عن أمريكا الالتينية ‪ ,‬هذا العالم الجديد الذي اكتشفه األوربيون عقب سقوط غرنا طة‬
‫‪ 2942‬م ‪ ,‬وكيف عانى اإلنسان في ذياك المكان بشكل ليس له نظ ير في ا لدنيا قاط بة ‪ ,‬ثم ب حوث‬
‫في الل سان‪ ,‬ك يف اخت فت ل غات أ صحاب األرض األ صليين واندر ست ‪ ,‬و ما در ست ‪ ,‬وفر ضت‬
‫لغات أورب ية أ خرى هن األ سبانية والبرتغال ية ‪ ,‬األخ يرة في البراز يل واألو لى في باقي أمري كا‬
‫الالتين ية ‪ ,‬وا ستأثرت ك ندا والوال يات المت حدة بلغ تين هن اإلنجليز ية والفرن سية ‪ ,‬و فى الك تاب‬
‫أي ضا ب حوث عن الل غة العالم ية و عن الترج مة و ضرورتها والجدل ية القائ مة بينه ما ‪ ,‬ثم ترج مة‬
‫لدراسة عن لغة المهاجرين اللب نانيين في البراز يل وال تداخل بين العرب ية والبرتغال ية ع لى أل سنة‬
‫هؤالء المهاجرين ‪ ,‬وقد استطعنا من خالل الدراسة المترجمة إبداء بعض المالحظات التقابلية بين‬
‫العربية والبرتغالية ‪.‬‬

‫وقد خرج من رحم هذه المعاناة أدب التيني ال نظير له ‪ ,‬ومن ثم أعطي نا اقتبا سات من هذا‬
‫األدب الفائق المتفوق والمتميز ‪ ,‬ثم من وحى األحداث الساخنة في لب نان يول يو وأغ سطس ‪2002‬‬
‫أشرنا إلى أصل الحكاية ‪ ,‬ولماذا يضرب لبنان ‪ ,‬وأخيرا وضعنا صور بعض األسماء التي وردت‬
‫في الكتاب ‪ ,‬تلتها خرائط لألماكن التي تحدثنا عنها ‪.‬‬

‫د‪ .‬احمد مصطفى أبوالخير‪-‬‬

‫‪www.geocities.com/abu_elkher‬‬
‫‪abu_elkher@yahoo.com‬‬

‫‪2‬‬
‫تقدمة‬
‫كتبها أ‪ .‬د‪ .‬أحمد مصطفى أبو الخير‬
‫تتضمن هذى التقدمة عدة نقاط ‪:‬‬
‫‪ -‬أمريكا الالتينية ‪ ,‬المكان واإلنسان والزمان واللسان ‪.‬‬
‫‪ -‬الجالية العربية في أمريكا الالتينية ‪.‬‬
‫‪ -‬البرازيل ‪ ,‬سيرة ذاتية ( بطاقة تعريف ) ‪.‬‬
‫‪ -‬الترجمة واللغة العالمية ‪.‬‬
‫‪ -‬نظرات تقابلية بين العربية والبرتغالية ‪.‬‬
‫فماذا في الجعبة عما سبق ؟ في الجعبة كثير وكثير ‪ ,‬لكنا نقت طف من ها ما‬
‫يلي ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫أمريكا الالتينية‬
‫المكان واإلنسان والزمان واللسان‬
‫وهنا حديث في الجغرافية والتاريخ ‪ ,‬حول هذا الجزء من ال عالم ا لذي عانى‬
‫ما لم يعانه ركن آخر من أركان دنيانا على ات ساعها ورحابت ها ‪ ,‬ك يف ؟ هذا طرف‬
‫من الحكاية ‪ ,‬من البداية وصال بها إلى النهاية ‪.‬‬
‫ونبدأ الحديث بالمساحة والمو قع ‪ ,‬أمري كا الالتين ية جزء من قارتين عرف تا‬
‫حديثا ً قبل خمسة قرون تقري با ً ‪ ,‬أو قل ا شتهرتا ‪ ,‬أو عرف تا لدى ا لداني والقا صي ‪,‬‬
‫ولنا عود لهذي النقطة ‪ ,‬لكن القارتين ‪ ,‬أمريكا الشمالية وسميتها الجنوبية م ساحتهما‬
‫(‪ ) 9292000‬كم ‪ ,‬لألولى (‪ )29294000‬وللثانية (‪. )20043000‬‬
‫فما نصيب أمريكا الالتينية من هذه المال يين من األرا ضي الشا سعات ؟ إذا‬
‫(‬ ‫استثنينا م ساحة ك ندا والوال يات المت حدة ( ‪= ) 4804000 + 4400000‬‬
‫‪ ) 92092000 ( – ) 24004000‬يت ضح ل نا أن م ساحة أمري كا الالتين ية هي (‬
‫‪ )22223000‬البرازيل و حدها تقط تع من هذه الم ساحة األخ يرة ‪ 8022000‬إن‬
‫هذه الدولة وحدها تحتنك معظم مساحة أمريكا الالتينية ‪ ,‬قرابة ثلث المساحة ‪.‬‬
‫تتميزز األمريكتزان بوقوعهززا بزين محيطزين عمالقززين ‪ ,‬مزن الشزرق المحززيط‬
‫(‬ ‫األطلسي الذي يربط القارتين بإفريقية وأوربة ‪ ,‬وتبلغ مساحة األطل سي ف قط‬
‫‪ ) 82220000‬كم ‪ ,‬ثاني أكبر المحيطات في المع مورة ‪ ,‬ب عد الم حيط ال هادي (‬
‫‪ ) 220389000‬الذي يفوق المحي طات طرا ‪ ,‬فم ساحته و حده تز يد عن م ساحتي‬
‫المحيطين الهندي واألطلسي ‪.‬‬
‫أمززا األمريكتززان مززن الشززمال فيقبززع المحززيط المتجمززد الشززمالي ‪ ,‬وإن كززان‬
‫األصغر في مساحته بين المحيطات ( ‪ ) 29002000‬كما أنه يمتاز عنهما بتجمده ‪,‬‬

‫‪9‬‬
‫وهو ما يتيح للم شاة وا لدواب أن ي سيروا عل يه – ك ما سيأتي – أ ما أق صى الج نوب‬
‫فتقع القارة القطبية الجنوبية ‪ ,‬مساحتها (‪ ) 23338000‬كم ‪.‬‬
‫أما طرق الوصول إلى القارتين فكانت ال شمال ‪ ,‬شرقه ثم ال غرب ‪ ,‬وأخ يراً‬
‫من ال شرق ع بر األطل سي ‪ ,‬ح يث جاء اال ستعمار األورو بي بق ضه والق ضيض ‪,‬‬
‫وهاك التفاصيل ‪:‬‬
‫‪ -1‬الطريق األول ‪:‬‬
‫تقترب أمريكا الشمالية من قارة ( أوراسيا ) من جهة الشمال الشرقي ‪ ,‬ومن‬
‫ثم كانت نقطة االتصال األولى بين األمريكتين وبين العالم القديم ‪ ,‬وبرغم وقوع هذه‬
‫النقطة في نطاق القطب الشمالي المتجمد إال أنها مثلت المعبر والمنفذ للقارتين ‪.‬‬
‫ومن ثم كانت الهجرات األوروبية األولى من هذا الطريق ‪ ,‬ل قد ساعد قرب‬
‫(‬ ‫المسافة فضالً عن مجموعة من الجزر في المحيط القطبي على هجرة شعب‬
‫الفايكنج ) في شمال غرب أور بة ‪ ,‬فكا نت هات يك ال جزر في الم حيط نق طة و ثوب‬
‫مواتيززة إلززى القززارة األمريكيززة الشززمالية ‪ ,‬وكززان هززذا فززي القززرنين التاسززع والعاشززر‬
‫الميالديين ‪ ,‬حيث أقام ( الفايكنج ) (‪ )2‬حتى القرن الثالث ع شر – أي حوالي أرب عة‬
‫قرون – وذلك من خالل استعمارهم للساحل الشرقي لجز يرة جرين ال ند ( األرض‬
‫الخضراء ) ‪.‬‬
‫صززفوة القززول أن المعمززرين األأل رول لألمززريكتين جززاءوا مززن البوابززة الشززمالية‬
‫الشرقية ‪ ,‬حيث تتصل أمريكا الشمالية بأوربة عبر مجموعة جزر ‪ ,‬م ثل ( فارو –‬
‫أيسزلندة – جزرين النزد ) وهززذه األخيزرة هزي أكبزر الجزززر مسزاحة فزي العزالم علززى‬

‫اإلس كندنافييا الم دماا ظ انس ر رس الة اب ا فت الن بي رو‬ ‫‪ -1‬لمزي د م ا المعلوم ا ل ا ال ايكن‬
‫‪ 1991‬ص ‪. 77‬‬

‫‪0‬‬
‫اإلطالق ‪ ,‬مساحتها ( ‪ ) 2202000‬كم ‪ ,‬و هي م ثل جز يرة فارو تاب عة لل نرويج ‪,‬‬
‫أ ما أي سلندة ف هي دو لة م ستقلة ‪ ,‬حا ضرتها ( ريكاف يك ) م ساحتها ( ‪ )203000‬كم‬
‫سكانها أقل من ‪ 3/2‬مليون نسمة ‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أمرين ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ذكززر عزززالم األصزززوات اإلنجليززززي (أ ركزززونر) فزززي كتابزززه الشزززهير‬
‫‪ )2( Phonetics‬أن أبسط نظام للحركات في لغات العالم هو ‪:‬‬
‫‪u‬‬ ‫‪i‬‬
‫‪a‬‬
‫أي ( الكسززرة ‪ – i‬الضززمة ‪ – u‬الفتحززة ‪ ) a‬وهززو مززا يصززدق علززى‬
‫العربية الفصحى ‪ ,‬وعلى لغة ( اسكيمو جرين الند ) هذا ما نص عل يه‬
‫أكزونر ‪ ,‬تززرى مزا الززذي جمزع بزين لغتنزا وبززين لغزة اإلسززكيمو فزي هززذه‬
‫الجزيرة النائية عن عالمنا العربي ؟ ترى م جرد م صادفة ‪ ,‬أم أن تأثير‬
‫لغت نا ذ هب بع يدا بع يدا ح تى و صل إ لى هذا ال جزء الق صي البع يد عن‬
‫وطن بنى يعرب ‪ ,‬لعل لنا عودا إلى مناقشة ما سبق ‪.‬‬
‫ب‪ -‬بل إن تج مد هذه الم ياه مع ظم الو قت يم كن أن ي شجع ع لى ال سير‬
‫عليها وعبورها ‪ ,‬أو العبور بين جزرها ‪.‬‬
‫‪ -2‬الطريق الثاني ‪:‬‬
‫الذي سلكه البشر للوصول إلى األمريكتين هو مضيق بيرنح إلى الشمال الغربي من‬
‫ي الشمالي للقارة األمريك ية‬ ‫أمريكا الشمالية ‪ ,‬حيث يربط هذا المضي أل‬
‫ق الطرفر الغرب َّ‬

‫‪ -2‬ص ‪. 222‬‬

‫‪2‬‬
‫بأقصى الشرق الروسي من سيبريا الروسية ‪ ,‬في أق صى شمال شرق آ سيا ‪ ,‬أو قل‬
‫بفصل المضيق بين الجزء الروسي وبين أالسكا التابعة للواليات المتحدة ‪.‬‬
‫ومن أين لهذه األخيرة بهذي ( األالسكا ) ؟‬
‫يحكى أن الواليات المتحدة اشترتها من روسيا القيصرية – سنة ‪ 2820‬م –‬
‫بكم يا طويل العمر والقامة ؟ بز ‪ 0.0‬مليون دوالر أمريكي ‪ ,‬كم مساحتها يا حبي باه ؟‬
‫مليون ونصف كم ‪ , 2‬الكيلو متر المربع إذن بيع بخمسة دوالرات أمريك ية ‪ ,‬بالش‬
‫يا بزالش ‪ ,‬ثمزن ب خس دراهزم معزدودة ‪ ,‬ي بدو أن أصزحاب أالسزكا كانوا فيهزا مزن‬
‫الزاهدين ‪ ,‬ولعلهم كانوا فيها أكثر زهداً من السيارة في يوسف بن يع قوب ‪ ,‬عليه ما‬
‫السالم ‪.‬‬
‫ولم تكتف أمريكا بهذا ‪ ,‬بل وضعت يدها على جزر ( هواي ) أو قل ‪:‬‬
‫( أرخب يل هواي ) ا لذي يت كون من ث ماني جزر رئي سة ‪ ,‬كب يرة هي ن سبيا ً ‪ ,‬ت قع‬
‫بالقرب من األطراف الشمالية لإلقليم ال مداري ‪ ,‬أي شمال خط اال ستواء ‪ ,‬ك ما ت قع‬
‫جنوب مضيق بيرنج الذي يفصل بين روسيا االتحاد ية والوال يات المت حدة ‪ ,‬أو بين‬
‫القوتين اللدودتين االتحاد السوفيتي السابق‪ ,‬وبين عدوه الرئيس أمريكا ‪.‬‬
‫تب لغ م ساحة ال جزر الث ماني ‪ 24902‬كم ‪ , 2‬عا صمتها ( هنولو لو ) ك ما‬
‫يضم هذا األرخبيل أيضا ‪ 20‬جزيرة غير مأهولة بال سكان ت قع إ لى ال شمال الغر بي‬
‫من الجزر الرئيسة ‪.‬‬
‫وكان األرخبيل قد اكتشفه عام ‪ 2008‬م الرحالة جيمس كوك ‪ ,‬ضمت إ لى‬
‫الواليات المتحدة ‪ 2404‬م وأصبحت الوالية الخمسين رسميا ً ‪ ,‬قدر سكان األرخبيل‬
‫بحوالي المليون نسمة ‪.‬‬

‫‪0‬‬
‫هواي لها أهمية زراعية وسياحية وعسكرية أيضا ً ‪ ,‬علي ها قوا عد ع سكرية‬
‫تضم آالف الجنود (‪. )2‬‬
‫نعود إلى خليج ب يرنج ا لذي كان المع بر ال ثاني إ لى ال قارتين فن قول ‪ :‬د خل‬
‫الهنود الحمر أمريكا من هذا المضيق ‪ ,‬اتجه بعضهم إلى ال شرق ‪ ,‬وات جه اآل خرون‬
‫– و هم األك ثرون – إ لى الج نوب ‪ ,‬وتر كز معظم هم في غرب ال قارة بالقرب من‬
‫طريق هجرتهم الرئيس في الشمال الغربي ‪ ,‬وأقاموا حضارات عظيمة مثل حضارة‬
‫( األزتك ) في المكسيك و ( اإلنكا ) في ب يرو وبوليف يا ‪ ,‬و( الما يا ) في بن ما ‪ ,‬و قد‬
‫نشأت الحضارتان األوليان في ظروف مماثلة للظروف التي نشأت فيها الحضارتان‬
‫المصرية القديمة ‪ ,‬وبالد الرافدين ‪.‬‬
‫على أية حال فإن هذه الموجة اختلفت عن المو جة ال سابقة ال تي جاءت من‬
‫ال شرق في أن هذه األخيرة عادت أدراجها مرة أخرى ‪ ,‬في حين بق يت هذه المو جة‬
‫الثانية حتى جاء الغزو األوربي للقارتين ‪ ,‬والذي نحكيه فيما يلي ‪.‬‬
‫‪ -3‬الطريق الثالث ‪:‬‬
‫جاء البشر هذه المرة من الشرق ‪ ,‬من جنوب غرب أور بة ‪ ,‬وبالتحد يد فور‬
‫سقوط األندلس وطرد العرب منها ‪ ,‬و من أمري كا الالتين ية سوف ن ستمع إ لى شاهد‬
‫م هم من أهلي ها ‪ ,‬ل ماذا ؟ أل نه ي بدأ الحكا ية من البدا ية ‪ ,‬ليس النها ية ‪ ,‬من األ صل‬
‫والجذور ‪ ,‬وليس من السطح والقشور ؟ ‪.‬‬
‫من هذا ال شاهد ؟ إنزه إدوارد و جال يانو ‪ ,‬كا تب مزن أور جواي في أمريكزا‬
‫الجنوبية ‪ -‬نقتبس من كتابه ‪ ( :‬الشرايين المفتوحة ألمريكا الالتينية ‪ ,‬تاريخ مضاد )‬

‫‪ -2‬فايد ‪ ,‬د‪ .‬يوسف وآخران ‪ :‬جغرافيا إقليمية ( األمريكتين وأستراليا ) وزارة التربية والتعليم ‪ ,‬القاهرة ‪ , 2482‬ص‬
‫‪. 229‬‬

‫‪8‬‬
‫ا لذي ترجم إ لى العرب ية عن الطب عة الحاد ية والثال ثين عام ‪ , 2482‬هذا الك تاب‬
‫ستكون لنا معه وقفة مطولة ألهميته القصوى في توصيف ما يحس به الناس في هذا‬
‫الجزء المظلوم من العالم ‪ ,‬يقول الكاتب ‪:‬‬
‫كا نت أ سبانيا ت عيش ع صر إ جالء ال عرب ‪ ,‬لم ي كن عام ‪ 2942‬م جرد عام‬
‫اكتشاف أمريكا ‪ ,‬ذلك العالم الذي و لد من ر حم ذ ياك الخ طأ ذي الن تائج ال ضخمة ‪,‬‬
‫ل قد كان عام ا ستعادة غرنا طة (‪ , )2‬فإن فردنا ندو م لك أرا جون ‪ ,‬وإيزب يل مل كة‬
‫قشتالة تجاوزا بزواجهما ت مزق ممالكه ما ‪ ,‬ونج حا أوا ئل ‪ 2942‬في إخ ضاع آ خر‬
‫معقل للدين اإلسالمي على أرض أسبانيا ‪ ,‬استغرقت إ عادة ما ف قد في سبع سنوات‬
‫نح و ثمانية قرون ‪ ,‬وكا نت حرب إ جالء ال عرب قد أفر غت الخزا نة الملك ية ‪ ,‬ل كن‬
‫هذه الحرب كانت حربا مقدسة ‪ ,‬حرب مسيحية ضد اإلسالم ‪ ,‬كذلك لم يك من قب يل‬
‫الصدفة أنه في نفس هذه السنة ‪ 2942‬تم طرد مائة وخمسين ألف يهودي من ا لبالد‬
‫‪ ,‬إن حدث اكتشاف أمريكا ال يمكن تفسيره بدون الن ظر إ لى روح التقال يد الع سكرية‬
‫لحرب الحمالت الصليبية التي سادت قشتالة في العصر الوسيط ‪ ,‬الكنيسة لم تتبا طأ‬
‫في إ ضفاء طابع القدا سة ع لى غزو األرا ضي المجهو لة ع لى الجا نب اآل خر من‬
‫المحيط ‪ ,‬إيزابل لم تنس أن تجعل من نفسها راعية لمحاكم التفتيش المقدسة (‪. )2‬‬
‫انتهى االقتباس ‪ ,‬ولنا عليه مالحظات ‪:‬‬
‫‪ -2‬إن أوربة كا نت من بين ال شعوب القلي لة‪ -‬أو قل ال نادرة ‪ -‬ال تي أ صرت ع لى‬
‫رفض الوجود العر بي اإل سالمي ع لى أرا ضيها ‪ ,‬و عدم التفا عل م عه ‪ ,‬ك لف‬
‫هذا الرفض القارة ثمانمائة سنة من الحروب والدمار والخراب وال ضحايا من‬

‫‪ -2‬غرناطة سلمت ولم يحارب عنها آخر ملوكها محمد الصغير ‪ ,‬سلمها لألسبان ‪ 2942‬م ‪.‬‬
‫‪ -2‬ص ‪. 22‬‬

‫‪4‬‬
‫الجززانبين المتحززاربين ‪ ,‬سززواء القتلززى أو المصززابون والمعززاقون ‪ ,‬فض زالً عززن‬
‫الخسائر المادية الجسيمة التي لحقت بالفريقين ‪.‬‬
‫وا لرأي أن هذا ليس رف ضا ً لل عرب أو الم سلمين أو رف ضا ً ل لدين اإل سالمي ‪,‬‬
‫وإنما هو – في نظري – مرجعه إلى رفض اآل خر ‪ ,‬أي آ خر ‪ ,‬إذا اخت لف في لو نه‬
‫– حقيقة أو مجازاً – أو في رأيه أو اتجاهه ‪ ,‬وعلى العكس من هذا كا نت الشخ صية‬
‫العربية المسلمة ‪.‬‬
‫والدليل على هذا ما يلي ‪:‬‬
‫إن ال عرب قد أ ثروا في كل ب لد ذه بوا إل يه ‪ ,‬ح تى ب عد انت هاء حكم هم وب عد‬
‫انه يارهم ع سكريا ً وسيا سيا ً ‪ ,‬بل قد أ ثروا ح تى في الب لدان ال تي لم يفتحو ها أو‬
‫يحكمو ها ‪ ,‬مه ما كا نت ق صيَّة نائ ية عن جز يرة ال عرب ‪ ,‬ك ما حدث في أندوني سيا‬
‫وماليزيا مثالً ‪.‬‬
‫ول ن نتحدث عن آثار العرب الثقافية والحضارية والعلمية والمعمار ية ‪ . . .‬ا لخ‬
‫‪ ,‬فهذا مما يذكر فيعرف وال ينكر ‪ ,‬وإنما سنتحدث عن تأثير لغة ال عرب في غير ها‬
‫من اللغات ‪ ,‬نأخذ بشهادات باحثين من غير العرب ‪ ,‬فإن بعض ب ني ي عرب رب ما ال‬
‫يتخيل أن لغته أثرت هذا التأثير الواضح في ألسنة العالم ولغاته ‪:‬‬
‫‪ -‬األمريكيزان ( سزكوفتز ) و ( ياسزكوم ) ‪ :‬إن األثزر اإلسزالمي الزذي اسززتمر‬
‫يلعب دوره مدة طويلة من غ ير انق طاع قد صاغ – إ لى حد كب ير – أن ماط‬
‫الحياة ع ند ال شعوب الزنج ية في ال سودان بأ سره ‪ ,‬و في الكث ير من أ جزاء‬
‫إفريقية الشرقية حتى إنه تغلغل في ج هات أ خرى ت قع ج نوب هذه الم ناطق‬
‫وقد انعكس هذا األثر في انتشار كلمات م ستعارة كث يرة من أ صل عر بي ‪,‬‬
‫ح تى بين ال شعوب غ ير اإل سالمية ‪ ,‬وال سؤال ا لذي نطر حه اآلن ‪ :‬ك يف‬

‫‪20‬‬
‫انعكززس أثززر األوربيززين الززذين احتكززوا بززاإلفريقيين فززي القززرون األخيززرة ‪,‬‬
‫وأحدثوا تغييرا في كثير من أوجه الحياة اإلفريقية ‪ ,‬كيف انعكس أثرهم في‬
‫اللغة ؟ عن أثر األوربيين في الحياة اللغوية إلفريقية كان – على األرجح –‬
‫صغيرا نسبيا ً إذا ما قورن بأثر اللغة العربية ‪ ,‬ولعل الل غة تو ضح أك ثر من‬
‫غيرها ظاهرة االستمرار األساسية في الثقا فة اإلفريق ية ‪ ,‬برغم التغي يرات‬
‫الشديدة التي طرأت في مجاالت أخرى (‪. )2‬‬
‫‪ -‬الهول ندي ( مول مان ) ‪ :‬أو ضح تأثير للعرب ية تم ثل في كتا بة المال يو (‪)2‬‬
‫بالحرف العربي ‪ . . .‬واألكثر أهمية من تأثير العربية في كتابة الماليو كان‬
‫التأثير في اللغة نفسها ‪ ,‬خاصة مفرداتها ‪ . . .‬وفي مناقشة تأثير العربية في‬
‫الماليو ال يغرب عن بالنا اإلسهام المتميز للعربية في آلية صياغة كثير من‬
‫األلفاظ الجديدة في هذه اللغة ‪ ,‬ليس في الكلمات ذات األ صل العر بي ف قط ‪,‬‬
‫بل في األسماء من أصل غير عربي أيضا ً ‪ . . .‬إن العربية مارست تأثير ها‬
‫في نحو الماليو ‪ ,‬خاصة عن طريق ترجمة المؤلفات الدينية ‪ ,‬وفي مقدمتها‬
‫كتب الفقه ‪ ,‬ومن هذا الطريق دخلت الماليو عادات عربية صحيحة تختص‬
‫بحروف الجر ‪ ,‬فهناك عدد من حروف الجر العربية ترجمت إ لى نظائر ها‬
‫في المال يو ‪ ,‬ما أدى إ لى و جود تعب يرات ت خالف اال ستخدام التقل يدي في‬
‫الماليو ‪ ,‬إن بعض هذه ال ظواهر أ ثرت ب شكل وا سع جداً في ن حو المال يو‬
‫(‪.)3‬‬

‫‪ -2‬الثقافة اإلفريقية ‪ ,‬دراسات في عناصر االستمرار والتغير ‪ ,‬ترجمة عبد الملك الناشف ‪ ,‬بيروت ‪ , 2422‬ص‬
‫‪.00‬‬
‫‪ -2‬توجد لغة الماليو بشكل رئيس في اندونيسيا وماليزيا وبروناي ‪.‬‬
‫‪ -2‬اللغة العربية في أندونيسيا ‪ ,‬ترجمة د‪ .‬أحمد أبو الخير ‪ ,‬د‪ .‬أحمد فريد ‪ ,‬القاهرة ‪ , 2002‬انظر ص ‪, 30 , 28‬‬
‫‪. 34 – 38‬‬

‫‪22‬‬
‫انتهت االقتباسات ‪ ,‬ولو أرد نا اال ستزادة لو جدنا مز يدا ومز يدا من ال شهادات‬
‫الدامغة على تأثير العربية في اللغات األخر ‪ ,‬لكن حسبنا ما ذكر ‪ ,‬وإن كان هذا قال‬
‫من كثر وغيضا من فيض ‪ ,‬ونزرا من بحر ‪.‬‬
‫عندما هزمت الحروب الصليبية ال تي جاءت من أور بة إ لى ال شرق لم ت ترك‬ ‫‪-2‬‬
‫هاتيك الحمالت أي أثر يذكر ‪ ,‬ال في اللغة ‪ ,‬وال في الثقافة ‪ ,‬وال العمران ‪ ,‬بل‬
‫عادت أدراجها من دون أن تؤثر في اإلن سان أو الم كان أو الل سان‪ ,‬وإن كان‬
‫لها تأثير يذكر أو يقال ‪ ,‬فإنه ال يقارن البتة من بعيد أو قريب بتأثير العرب في‬
‫كل مكان ذهبوا إليه حتى لو انهزموا عسكريا ً ‪ ,‬بل ح تى لو لم يذهبوا فاتحين‬
‫مجيشين ‪ ,‬أفراد قالئل من العلماء أو التجار تقوم بعمل ال تستطيعه كل ج يوش‬
‫أوربة أو غيرها ‪.‬‬
‫والسر في هذا كله هو اختالط ال عرب باآلخر ‪ ,‬و سرعة اال ندماج م عه ‪ ,‬ف من‬
‫تكلم لغتنا أصبح عربيا ً مثلنا ‪ ,‬في الحديث الشريف ‪ " :‬فمن تكلم العربية ف هو عر بي‬
‫(‪ " )2‬وعن أبي جعفر محمد بن على بن الحسين بن على – رضي هللا عنهم ‪ " :‬من‬
‫ولد في اإلسالم فهو عربي " ألن من ولد في اإلسالم فقد ولد في دار ال عرب واع تاد‬
‫خطابها ولغتها ‪.‬‬
‫ومن دخل ديننا فهو منا ‪ ,‬ال فرق بي نا وبي نه ‪ ,‬سواء كان أ سود أو أ صفر ‪ ,‬أو‬
‫بين هذا وذلك ‪ ,‬يقول ابن تيم ية " والف ضل إن ما هو باأل سماء المح مودة في الك تاب‬
‫والسنة ‪ ,‬مثل اإلسالم واإليمان وال بر والت قوى والع لم والع مل ال صالح ‪ ,‬ون حو ذ لك‬
‫ال بمجرد كون اإلن سان عرب يا أو أعجم يا أو أ سود أو أ بيض ‪ ,‬وال بكو نه قرو يا ً أو‬

‫‪ -2‬ابن تيمية ‪ :‬اقتضاء الصراط المستقيم ‪ ,‬ص ‪. 228‬‬

‫‪22‬‬
‫بدويا ً (‪ " )2‬ففي القرآن الكريم ‪ " :‬يا أيها الناس ‪ :‬إنا جعلناكم شعوبا وقبائل لت عارفوا‬
‫؛ إن أكرمكم عند هللا اتقاكم ‪ ,‬إن هللا عليم خبير (‪ " )2‬و في ال حديث ال شريف " ليس‬
‫ألحد على أحد فضل إال بدين أو تقوى (‪. " )3‬‬
‫بززل إن محمززدا سززيد العززرب والعجززم – صززلى هللا عليززه وسززلم – ألحززق بعززض‬
‫صحابته إلى نسبه الشريف ‪ ,‬ويا للعجب كان هؤالء الذين نسبوا إل يه من ب ني ها شم‬
‫أو من ال عرب ؟ كال كال ‪ ,‬لي سوا من ال عرب ‪,‬وال من ب نى ها شم ! أول هم سلمان‬
‫الفارسي – رضي هللا عنه – ففي الحديث " سلمان منا أهل البيت (‪ " )9‬ليس سلمان‬
‫فقط ‪ ,‬بل بالل أيضا ً ‪ ,‬في الحديث ‪ " :‬أدخل اإل سالم بالال في ن سبي (‪ " )0‬هل هذا‬
‫فقط ؟ ال ‪ ,‬بل أيضا ‪ ":‬وأخرج الكفر أبا لهب من نسبي (‪ " )2‬أبو لهب ع مه ‪ ,‬شقيق‬
‫أبيه وصنوه ‪ ,‬ولكن الكفر أخرجه من نسبه ‪ ,‬صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫وآخر ما يمكن أن يقال عن هذه الحمالت الصليبية ‪ ,‬أن تيك – هذه – الحمالت‬
‫ظلموها كث يرا ع ندما و صفوها بأن ها ح مالت صليبية أو ن صرانية أو م سيحية ‪ ,‬إن‬
‫هذا ظلم ما بعده ظلم للصليب والمسيح والنصرانية جمي عا ‪ ,‬إن هذه الح مالت ي جب‬
‫أن تنعت فقط ‪ ,‬وفقط ‪ ,‬بأنها أوربية ‪ ,‬أوربية هي حتى النخاع ‪.‬‬
‫وما أقحموا الصليب في الموضوع إال استدراجا لعامة الناس والدهماء وخداعا‬
‫لهم ‪ ,‬كي يشحنوهم ضد اإلسالم والمسلمين المسالمين ‪ ,‬واألهم من هذا أن يدفعوهم‬
‫للغزو والسلب والنهب ‪ ,‬وكل هذا يأتي من التصور األور بي لآل خر ‪ ,‬أي آ خر بأ نه‬

‫‪ -2‬السابق ‪ ,‬ص ‪. 290‬‬


‫‪ 23 -2‬الحجرات ‪.‬‬
‫‪ -3‬ابن كثير ‪ :‬تفسير القرآن العظيم ‪. 228/9 ,‬‬
‫‪ -9‬أبو العزايم ‪ :‬اإلسالم نسب ‪ ,‬القاهرة ‪ , 2482‬ص ‪. 20‬‬
‫‪ -0‬السابق ‪.‬‬
‫‪ -2‬السابق ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫لكي يعيش البد أن ينضوي تحت لواء أوربة ‪ ,‬وأن يلتزم بالنص بحذافيره ‪ ,‬دون أن‬
‫يخرج عنه قيد أنملة ‪.‬‬
‫ويجب القول أي ضا بأن أور بة ت سارع لل غزو وت هرول إل يه ألن ها قارة صغيرة‬
‫المساحة ‪ ,‬كثيفة السكان إلى حد كبير ‪ ,‬فهي من حيث المساحة تأتي في ذيل القارات‬
‫‪ ,‬فمساحتها = ‪ 20948000‬كم ‪ ,‬وال يفوقها في هذا الذيل غير قارة استراليا ‪ ,‬ل كن‬
‫األخيرة هي من نصيب دولة واحدة فقط ‪ ,‬سكانها عشرون مليون نسمة تقري با ‪ ,‬في‬
‫حين يجثم على صدر هذه ال قارة األورب ية أرب عون دو لة ‪ ,‬سكانها سبعمائة مل يون‬
‫نسمة ‪ ,‬أو يزيدون ‪ ,‬ولهذا خرجوا إ لى ال عالم م ستعمرين غازين ‪ ,‬ك ما لم يختل طوا‬
‫بمستعمريهم ومن غزوهم ‪ ,‬على العكس تماما مما ف عل أ سالفنا ال عرب ‪ ,‬وإن را ع لى‬
‫دربهم لسائرون ومقتدون ‪ ,‬كما بقى األربيون ‪ ,‬وجدوا آباءهم يفعلون وع لى آ ثارهم‬
‫متبعون ومقتفون ‪.‬‬
‫‪ -3‬وع ند هزي مة ال عرب ع سكريا ً في األ ندلس طرد الب شر ود يس الح جر وأه لك‬
‫الحرث والشجر ‪ ,‬وخربت اآلثار ومحيت الديار ‪ ,‬اقتلع اإلنسان وقطع الل سان ‪,‬‬
‫طردوا ال عرب والي هود ‪ ,‬وأج بر من ب قى ون جا ع لى الكاثوليك ية ‪ ,‬وراق بوهم‬
‫مراقبة صارمة قا سية عات ية ح تى ال يف كر ب شرفي يق ظة أو م نام في أن ي تذكر‬
‫شيئا من شعائر دي نه ‪ ,‬وحر موا العرب ية ع لى ال ناس ‪ ,‬والو يل كل الو يل ل من‬
‫يوشى به نطق شيئا من العربية ‪ ,‬ثم قدموا للناس إنجازا مهما هو محاكم التفتيش‬
‫التي كانت تحصى ع لى ال ناس األن فاس ‪ ,‬لتتق صى من أي فتح تى األ نف خرج‬
‫ذياك النفس ‪.‬‬
‫هذه ليست روحا صليبية أو مسيحية ‪ ,‬إن ما هي روح أورب ية ‪ ,‬وإن تدثرت‬
‫بالصليب ‪ ,‬أو ادعت إنها تجاحش عنه ‪ ,‬أو تحمل لواءه ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -9‬وأخ يرا كم كان ا لثمن ا لذي دف عه األورب يون باه ظا إل خراج ال عرب من‬
‫قارتهم ‪ ,‬بشريا عشرات األلوف من القت لى وال شهداء والم صابين والم شردين ‪,‬‬
‫معاناة اإلنسان ‪ ,‬وقفر المكان ‪ ,‬بعد طرد أهاليه منه ‪ ,‬حضاريا‪ ...‬حضارة هوت‬
‫وانسحقت ‪ ,‬عمرانيا‪ ....‬بيوت ‪ ,‬وقصور هدمت ‪ ,‬وم ساجد كان يذكر في ها ا سم‬
‫هللا تعالى ‪ ,‬الشاعر العربي أبو البقاء الرندي يصور شيئا من هاتيك المآسي‪:‬‬
‫كما بكي لفراق اإللف هيمززززززان‬ ‫تبكي الحنيفية البيضاء من أسززززف‬
‫قد أقفرت ولها بالكفر عمزززززران‬ ‫على ديزز‪,‬ار لإلسالم خاليززززززززززززززززة‬
‫فيهن إال نواقيس وصلبزززززززززززان‬ ‫حيث المساجد قد صارت كنائس ما‬
‫حتى المنابر ترثى وهي عيزززدان‬ ‫حتى المحاريب تبكي وهي جامزززدة‬
‫قتلى وأسرى فما يستغيث إنسان‬ ‫كم يستغيث بنا المستضعفون وهزز ْم‬
‫أحال حاله ألم كفزززر وطغيزززززززززززان‬ ‫يا من لذلة قوم بعد عزهززززززززززززززز ألم‬
‫واليوم ه ْم في بالد الكفر عبززدان‬ ‫باألمس كانوا ملوكا في منازلهززززم‬
‫عليهزز ألم من ثياب الذل ألزززززززززوان‬ ‫فلو تراهم حيارى ال دليل لهززززززززم‬
‫لهالك األمر واستهوتك أحززززززان‬ ‫ولو رأيت بكاهم عند بيعهزززززززززززز ألم‬
‫كما تفزرق أرواح وأبززززززززززززززدان‬ ‫يارب أم وطفل حيل بينهززززززززززززما‬
‫كأنما هي ياقوت ومرجزززززززززززززان‬ ‫وطفل ٍة مثل حسن الشمس إذا طلعت‬
‫والعين باكية والقلب حيززززززززززززران‬ ‫يقودها العلج (‪ )2‬للمكروه مكزززرهة‬
‫إن كان في القلب إسالم وإيمززززززان‬ ‫لمثل هذا يذوب القلب من كمزززززززززد‬
‫خروج العرب من األندلس لم يك جم لة عابرة ‪ ,‬بل مأ ساة إن سانية لل عرب‬
‫ب كل مع نى الكل مة ‪ ,‬ل كن ع لى الجا نب اآل خر المنت صر (‪ , )2‬ماذا كان ن صيبهم ؟‬

‫‪ -2‬الكافر من غير العرب ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الخززراب والززدمار حتززى أفرغززت الخزززائن األسززبانية ‪ ,‬وفقززدت األرض عمارهززا ‪,‬‬
‫ورح لت ال قوى وال كوادر المه مة الفاع لة ‪ ,‬وذه بت رءوس األ موال ‪ ,‬بل أحر قت‬
‫الكتب ‪ ,‬ومحيت آثار الحضارة فكان البد من حل ‪ ,‬خا صة أن ال شوكة العرب ية ال تي‬
‫أدمت الحلق األوربي قد زالت وأخرجت ‪ ,‬وال نن سى أن ال قارة ضيقة الم ساحة ‪ ,‬ال‬
‫تتسع لقاطنيها ‪ ,‬فماذا كان هذا الحل ؟‬
‫فززي عززام ‪ 2942‬بعززد سززقوط غرناطززة ‪ ,‬وفززي ذات العززام أبحززر كريسززتوفر‬
‫كولمبس من ساحل أسبانيا متجها نحو جزر الكناريا التي تواجه اآلن أقصى الجنوب‬
‫الغربي من الساحل المغربي في الم حيط األطل سي ( ب حر الظل مات ك ما كان ي سميه‬
‫العرب ) وكان يحاول الوصول إلى الهند عن طريق الغرب ‪.‬‬
‫ب هذا انفت حت أ بواب الع صر اال ستعماري األور بي ع لى م صراعيه ن حو‬
‫األ مريكتين ‪ ,‬ح يث عانى أ هل ا لبالد ه ناك إ لى اآلن في م سيرة دام ية ل ما عرف‬
‫بالهنود الح مر ‪ ,‬ل ماذا ؟ كان اال ستعمار األ سباني ي هدف إ لى ال غزو وال فتح‪ ,‬كون‬
‫األسبان طب قة خا صة ‪ ,‬لم ت ختلط بالوطنيين – أ صحاب األرض – هدفها ا ستغالل‬
‫موارد البالد وا ستنزاف ثروات ها ‪ ,‬ونقل ها إ لى ا لوطن األم ‪ ,‬فا ستولى األ سبان ع لى‬
‫أحسن األراضي ‪ ,‬ولما نقص عدد السكان واحتا جت ال سخرة إ لى مز يد من العما لة‬
‫المجانية جلبوا الزنوج من قارتنا الحبيبة أفريقية ‪ ,‬ونقلوهم إلى العالم الجديد ‪.‬‬
‫استغل االستعمار األوربي الفريقين ‪ ,‬الهندي واإلفريقي في الزراعة ون هب‬
‫ا لذهب والف ضة ‪ ,‬و كل هذا ص أل ُّدر إ لى أور بة ‪ ,‬فامتألت ال خزائن األورب ية ‪ ,‬وإن‬
‫كانت أسبانيا ‪ -‬طلي عة اال ستعمار األور بي ‪ -‬آ خر الم ستفيدين ‪ ,‬ف ضال عن أ نه كان‬
‫لخروج العرب من األندلس األثر الوبيل الوخيم على أسبانيا ‪ ,‬كما سلف ‪.‬‬

‫‪ -2‬سيأتي تفصيل لهذا في المالحق ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫وبطبيعة الحال فإن أسبانيا ع ندما اكت شفت األ مريكتين هرو لت ع لى إثر ها‬
‫كززل قززوى االسززتعمار عصززرئذ ‪ ,‬الفرنسززي واإلنجليزززي ‪ ,‬فضززالً عززن البرتغززالي‬
‫والهولندي ‪ ,‬ما أدى إلى أخطر النتائج وأفدح الخسائر ‪ ,‬في جا نب اله نود األ صليين‬
‫ا لذين قدر عددهم ‪ 2942‬ب حوالي ثال ثة ع شر مل يون ن سمة ‪ ,‬سنرى ما حدث ل هم‬
‫جراء اال ستعمار األور بي ‪ ,‬فأول خ طو ات خذها هذا اال ستعمار هو تق سيم أمري كا‬
‫الجنوبية ‪ -‬في عامي ‪ 2949 – 2943‬بعيد وصول كولمبس‪ -‬بين أسبانيا والبرتغال‬
‫(‪ , )2‬ثم قسمت ب عد ذ لك إ لى شمال وج نوب ‪ ,‬شمال أنج لو – سك سوني ‪ ,‬وج نوب‬
‫التيني ‪ ,‬كما سنتحدث عنه في موضعه ‪ ,‬ولكن ليس قبل أن نعطي اكتشاف ال قارتين‬
‫بعض العناية والتفصيل مما حألكي وقيل ‪:‬‬
‫‪ -2‬في أغسطس ‪ 2942‬بدأ كولمبس رحل ته األو لى – ك ما مر – وب عد حوالي‬
‫شهر وصل إلى جزيرة سان سلفادور ‪ ,‬إحدى جزر البها ما إ لى ال شرق من‬
‫خليج فلوريدا ‪ ,‬الواقع جنوب والية فلوريدا في الواليات المتحدة ‪.‬‬
‫كا نت هذه الجز يرة النائ ية ال تي ت قع أق صى ال شرق من جزر البها ما أول‬
‫أرض تطؤها أقدام أوربية ‪ ,‬وعليها أيضا تم أول لقاء بين األوربيين واله نود الح مر‬
‫ا لذين أظ هورا ح سن نوا ياهم وطيب ها للوا فدين ال جدد ‪ ,‬ت بادلوا مع هم ال هدايا ‪ ,‬ه كذا‬
‫استقبلهم أصحاب البلد ‪ ,‬فماذا كان جزاؤهم ؟ كان جزاء ِسنِ َّمار ‪ ,‬وهو ر جل رو مي‬
‫( أوربي ) بنى قصر الخر رورْ ن ر ر‬
‫ق ا لذي كان بالقرب من الكو فة – للنع مان بن ا مرئ‬
‫القيس ‪ ,‬فلما فرغ م نع أل قاه من أ عاله ‪ ,‬ف خر مي تا ‪ ,‬وإن ما ف عل هذا لئال يب ني مث له‬
‫لغيره ‪ ,‬فضرب العرب به المثل لمن يجزى باإلحسان اإلساءة ‪ ,‬قال الشاعر ‪:‬‬

‫‪ -2‬فايد وآخرون ‪ :‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪. 203‬‬

‫‪20‬‬
‫جزاء سنمار وما كان ذا ذنب (‪)2‬‬ ‫جزتنا بنو سعد بحسن فعالنا‬
‫وكا نت ق طع ا لذهب ال تي يتح لى ب ها اله نود الح مر د ليال قاط عا ‪ -‬فى رأي‬
‫كولمبس ‪ -‬على وصوله جزر الهند ( الشرقية ) وكان عليه آنئذ أن يبحث عن اليابان‬
‫فواصل الرحلة ‪ ,‬واكتشف ( كوبا ) (‪ )2‬ألن شكلها من بعيد يشبه القبة ‪ ,‬فاعت قد أن ها‬
‫اليابان ‪ ,‬ولكنه لم يجد شيئا مما وصفه الرحالة عن الحرير والمعابد المحالة با لذهب‬
‫في تلك البالد ‪.‬‬
‫ولكززن هززذا لززم يمنعززه مززن محاولززة االتصززال بسززكان الجزيززرة ليقززدم إلززى‬
‫امبراطور الصين واليابان الهدايا التي أر سلها إ ليهم م لك أ سبانيا ‪ ,‬إال أ نه ال حظ أن‬
‫سكان هذه الم ناطق يختل فون تما ما عن سكان ج نوب شرق آ سيا ‪ ,‬إن هم يدخنون‬
‫السيجار ‪ ,‬هذه العادة التي انتقلت إلى الغرب ‪.‬‬
‫استمرت رحالت كولمبس ب عد ذ لك ح تى اكت شف جزر ( البها ما ) و جزر‬
‫األنتيل ‪ . . .‬الخ ‪ ,‬إال أن وصل أمري كا الو سطى بدءا من ه ندوراس ظا نا أن ها شبه‬
‫جزيرة الماليو ‪ ,‬ثم نيكارجوا ‪ ,‬وكستاريكا ‪ ,‬حتى بنما ‪ ,‬بعدها عاد إلى أسبانيا ‪.‬‬
‫وفي إحدى رحالته السابقات ك تب عن ال جزر ال تي اكت شفها بأن ها ‪ ":‬غن ية‬
‫بالتوابل والذهب ‪ ,‬وسكانها طيبون ‪ ,‬يمكن ت حويلهم إ لى الم سيحية ب سهولة ‪ ,‬يق صد‬
‫الكاثوليكية ‪ ,‬وهنا تبدو شخصية كولمبس ع لى ا لنمط األور بي ا لذي يرى دي نه هو‬
‫ال صح ‪ ,‬ووج هة ن ظره هي األ صح ‪ ,‬وال يرى اآل خرين إال مقتن عين ‪ ,‬أو ي جب أن‬
‫يكونوا مقتنعين تماما بالدين الذي يختاره هو لآلخرين ‪.‬‬

‫‪ -2‬الميداني ‪ :‬مجمع األمثال ‪ ,‬القاهرة ‪ 2302‬هز ‪. 220/2 ,‬‬


‫‪ -2‬وهي في األصل كلمة عربية بمعنى ( القبة ) كما سيأتي ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫صفوة القول أن رحالت كولمبس كا نت ال شرارة األو لى الن طالق ر حالت‬
‫االستكشاف للعالم الجديد ‪ ,‬وإن كان الهدف واالعت قاد وال ظن محاو لة الو صول إ لى‬
‫أق صى ال شرق من آ سيا ‪ ,‬اليا بان وال صين وقبله ما اله ند ‪ ,‬وللم صادفة و جدت هذه‬
‫الرحالت في طريقها قارتين عمالقتين ‪ ,‬ليس هذا فقط ‪ ,‬ولكن أي ضا محي طا عمال قا‬
‫عمي قا شديد االت ساع والم ساحة ‪ ,‬ي فوق المحي طين اآل خرين ( األطل سي واله ندي )‬
‫مجتمعين ‪ ,‬إنه يتسع حتى ‪ 220389000‬كم‪. 2‬‬
‫ولكن اكتشاف القارتين بكل تفاصيلهما أخذ قرو نا طوي لة ‪ ,‬ح يث لم تت ضح‬
‫الصزورة كاملززة كاملززة إال فززي بدايززة القززرن العشززرين ‪ ,‬ولززذا سنشززير هنززا إلززى أهززم‬
‫المستكشفين بعد كولمبس ‪ ,‬وهم ‪ :‬كابرال – أمريجو – بالبوا – ماجالن ‪.‬‬
‫‪ -1‬كابرال البرتغالي‪:‬‬
‫قام ع لى رأس ال قرن ال خامس ع شر ال ميالدي برح لة هدفها ا لرئيس تت بع‬
‫رحلة فاسكودا جاما حول إفريقية للوصول إلى الهند ‪ ,‬فاتجه نحو الغرب في المحيط‬
‫األطلسي ‪ ,‬فوصل إلى السواحل ال شرقية للبراز يل ع ند دا ئرة عرض ‪ o20‬جنو با ‪,‬‬
‫وفي كل هذا لم يك كابرال يدري هل األرض الجد يدة جزء من قارة أم جز يرة ‪,‬‬
‫أهي جزء من الصين ‪ ,‬أم هي أرض أخرى جديدة ؟ كل هذا لم يك كابرال أو غ يره‬
‫يعرف حقيقته ‪ ,‬فكل ما سبق من كشوف كان من قب يل الم صادفة البح تة ال تي قادت‬
‫إلى هذا العالم الجديد ‪ ,‬فمن كشف لغز هذا العالم ؟ إنه ‪:‬‬
‫‪ -2‬أمريجو فيسبوتشى‪:‬‬
‫الجغرافي الفلورانسي ( ‪ ) 2022 – 2909‬مالح إيطالي ‪ ,‬قام بأربع رحالت‬
‫‪ ,‬اكتشف فيهن ساحل المك سيك وأمري كا ال شمالية والجنوب ية واألرجن تين ‪ ,‬كل هذا‬
‫من ناحية الشرق بطبيعة الحال ‪ ,‬وليس من الغرب ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫وبمززا أن أمريجززو مسززح القززارتين فززي سززاحلها الشززرقي ‪ ,‬مززن الشززمال حتززى‬
‫األرجنتين في أقصى الجنوب ‪ ,‬فقد اتضح له بما ال يدع مجاال للشك أن هذه األرض‬
‫ليست جزيرة ‪ ,‬وليست مجموعة من الجزر ‪,‬ز وال هي جزء من ال صين وال اله ند ‪-‬‬
‫إنما هي قارة جد يدة تم تد في الم حيط األطل سي رب ما ي كون من ال صواب أن يط لق‬
‫عليها اسم العالم الجديد ‪.‬‬
‫لقد كان كولمبس يختلف عن أمريجو الذي كان جغرافيا متخصصا في تحل يل‬
‫الكشوف ‪ ,‬في حين كان كولمبس مجرد مالح فقط ‪ ,‬ولذا ا ستطاع امري جو أن ي صل‬
‫إلززى حقيقززة هززذه األرض المكتشززفة ‪ ,‬ولززذا سززميت القارتززان باسززمه (أمريكززا )‪ ,‬فقززط‬
‫تحولت الجيم ‪ G‬إلى كاف ‪ K‬إذا األخيرة هي النظير المهموس لألولى ‪ ,‬ال فرق غير‬
‫أن األخيرة مهموسة ‪ ,‬واألولى مهجورة ‪ ,‬أي تهتز األوتار في نطق ها ‪ ,‬في حين ال‬
‫ته تز األو تار في ن طق ال كاف ‪ ,‬ك ما تحو لت ا لواو في ( أمري جو ) إ لى أ لف في (‬
‫أمريكا ) ‪.‬‬
‫‪ -3‬دي بالبوا‪:‬‬
‫واآلن تأ كد الجغراف يون األورب يون أن ت صور كولمبس كان غ ير صحيح ‪,‬‬
‫فقارة آسيا تقع بع يدا بع يد جدا عن األرض الجد يدة المكت شفة ‪ ,‬وه ناك تم كن بالبوا‬
‫عززام ‪ 2023‬م مززن اختززراق بززرز بنمززا والوصززول إلززى السززاحل الغربززي ألمريكززا‬
‫الوسطى متطلعا نحو الغرب ليجد أمامه نطاقا آخر من المياه ‪ ,‬يمتد بال نهاية ‪ ,‬وه نا‬
‫تحطمت آمال األسبان في الوصول إلى الشرق ‪.‬‬
‫لقد كان التصور قبل ذلك أنه بمجرد التحرك نحو الغرب سوف تظ هر اليا بان‬
‫والصززين والهنززد ‪ ,‬وشززرق وجنززوب آسززيا ‪ ,‬لززم يززك فززي الحسززبان أن هنززاك قززارتين‬

‫‪20‬‬
‫عمالقتين بمساحة ‪ 92082000‬كم ومحيطا بالغ الضخامة = ‪ 220389000‬كم ‪,‬‬
‫هو المحيط الهادي ‪ ,‬وليس بحر الظلمات ( المحيط األطلسي ) وحده ‪.‬‬
‫‪ -1‬فرديناند ماجالن‪:‬‬
‫ت صور أ نه يم كن الو صول إ لى جزر اله ندي ال شرقية ب سهولة عن طر يق‬
‫الززدوران حززول الطززرف الجنززوبي ألمريكززا الجنوبيززة ‪ ,‬فززانطلق مززن أسززبانيا جنوبززا‬
‫متصورا أن خليج ( ر يو دي جانيرو ) ج نوب البراز يل ‪ ,‬وخ ليج البال تا ا لذي ي قع‬
‫بززين أورجززواي وبززين األرجنتززين – وكززال الخليجززين يقعززان علززى السززاحل الشززرقي‬
‫ألمريكا الجنوبية – متصورا أنهما الممر المنشود نحو جزر الهند الشرقية ‪.‬‬
‫وفززي أغسززطس ‪ 2020‬م وصززل مززاجالن إلززى أقصززى الجنززوب مززن القززارة ‪,‬‬
‫ليكتشف المضيق الذي عرف باسم ( مضيق ماجالن ) اخترق الم ضيق ‪ ,‬و سار مع‬
‫الساحل الغربي للقارة األمريكية الجنوبية ولمسافة ‪ 2000‬ميل ‪ ,‬لكنه بطبي عة ال حال‬
‫لم يصل إلى جزر الهند أو غيرها ‪.‬‬
‫ومن أ هم ن تائج رح لة ماجالن هذه أن أمري كا الجنوب ية ال تت صل في طرف ها‬
‫الج نوبي بال قارة القطب ية الجنوب ية ‪ ,‬وه نا اكتم لت ال صورة تما ما تما ما ‪ ,‬و من ثم‬
‫اتجهززت الجهززود نحززو استكشززاف الززداخل األمريكززي وأعمززاق هززذه اليابسززة ‪ ,‬هاتيززك‬
‫الجهود التي استمرت حتى نهاية القرن التاسع عشر أو بدء القرن الذي تاله ‪ ,‬بعد أن‬
‫استقلت غالبية الدول األمريكية (‪. )2‬‬
‫واآلن اتضحت صورة العالم الجديد الذي اكتشف بمحض الصدفة ‪ ,‬ودحضت‬
‫النظرية الكولمبية ( نسبة إلى كولمبس ) تماما تماما ‪ ,‬ما أشد البون بين الهدف ا لذي‬

‫‪ -2‬رجعنا فيما كتبنا عن الكشوف الجغرافية للعالم الجديدة إلى الدكتور أبي عيانة ‪ ,‬والدكتور بكير ‪ :‬جغرافية‬
‫األمريكتين ‪ ,‬اإلسكندرية ‪ , 2449‬ص ‪. 282 – 208‬‬

‫‪22‬‬
‫سعى إليه المكتشف األول من الوصول إلى الهند أو شرق القارة اآلسيوية ‪ . . .‬الخ ‪,‬‬
‫وإنما هما قار تان كبير تان ‪ ,‬أ سميتا األ مريكتين ‪ ,‬ال شمالية والجنوب ية ‪ ,‬و ضعتا في‬
‫طريق المستكشفين ‪.‬‬
‫مساحة األولى أربعة وعشرين كيلو متر ‪ ,‬والثانية ثمانية عشر مليون تقريبا ‪,‬‬
‫يحدهما من الغرب الم حيط ال هادي و هو األ ضخم واألو سع م ساحة بين المحي طات‬
‫المائية على اإلطالق ‪ ,‬ومن الجنوب القارة القطبية الجنوبية ‪ ,‬وال اتصال بين القارة‬
‫األمريك ية الجنوب ية و بين هذي ال قارة القطب ية – ك ما سلف – أ ما في ال شرق في قع‬
‫محيط آخر ‪ ,‬هو األطلسي ‪.‬‬
‫وأقرب نقطة من أمريكا الجنوبية إلى اليابسة اإلفريقية تقع أقصى ال شرق من‬
‫البرازيل ع لى الم حيط األطل سي ‪ ,‬وع لى الجا نب اإلفري قي من الم حيط ‪ ,‬ت قع عدة‬
‫دو لة في ال غرب اإلفري قي هن األ قرب إ لى البراز يل ‪ ,‬أي ( ال سنغال – وغين يا –‬
‫و سيراليون ) فها تان أ قرب نقط تين بين ال عالم الجد يد و بين ال عالم ال قديم ‪ ,‬أق صى‬
‫الشرق البرازيلي مع أقصى الغرب من قارتنا الحبيبة إفريقية ‪.‬‬
‫وإذا سرنا شمال هذه النقطة المتقاربة المقاربة بين أمري كا الجنوب ية وال قارة‬
‫الحبيبة وجدنا نقطتين أخريين مقاربتين بين القارتين ‪ ,‬جزر ا لرأس األخ ضر (‪, )2‬‬
‫على مقربة من الساحل الغربي اإلفريقي ‪ ,‬إنها األقرب إ لى جزر األنت يل ال صغرى‬
‫التي تقف في مدخل الب حر ال كاريبي ا لذي ي قع ج نوب خ ليج المك سيك ‪ ,‬هذا الب حر‬
‫الذي يقع بين القارتين األمريكتين ‪ ,‬الشمالية والجنوبية ‪.‬‬

‫‪ -2‬مساحتها ‪ 9‬آالف كم تقريبا ‪ ,‬السكان يقدرون بز ‪ 9‬ماليين ‪ ,‬اللغة هي البرتغالية ‪ ,‬وتسع لغات هجين مع هذه‬
‫األخيرة ‪ ,‬استقلت عن البرتغال في ‪. 2400/0/0‬‬

‫‪22‬‬
‫فإذا صعدنا شماال ‪ ,‬وفي المحيط أيضا ‪ ,‬وجدنا نق طة أ خرى هي األ قرب ‪,‬‬
‫ولكن إلى أمريكا ال شمالية ‪ ,‬إن ها غرب أور بة ‪ ,‬في الج نوب ( البرت غال وأ سبانيا )‬
‫وإلى شمالها ( بريطان يا – ال نرويج – أيل سندة ) بل إن هذه األخ يرة ال يف صلها بين‬
‫جزيرة جرين الند غير مضيق الدانمرك ‪ ,‬فهذي الجزيرة األكبر بين جزر ال عالم –‬
‫كما سبق – هي من أ مالك ا لدانمرك ا لذي ارتك بت جري مة اإل ساءة للن بي مح مد –‬
‫صلى هللا عل يه و سلم – في ر سوم ساخرة في ب عض صحفها ‪ ,‬ت حت ستار حر ية‬
‫الرأي التي يأل ردعى أنها أقدس المقدسات التي ال تمس من بعيد أو قريب ‪.‬‬
‫أما في أقصى الشمال فنجد المحيط القطبي الشمالي الذي ي حد أق صى شمال‬
‫أمريكا الشمالية حيث نجد أمالك الدولة الكندية التي تحتل من القارة الشمالية الساحل‬
‫ال شرقي ك له ع لى الم حيط األطل سي ‪ ,‬ثم ال سواحل ال شمالية ب جزره ع لى الم حيط‬
‫المتجمد ‪ ,‬وجزء من الساحل الغربي على المحيط الهادي ‪ ,‬إلى أن نصل إلى آال سكا‬
‫‪ ,‬التابعة للواليات المتحدة األمريك ية ‪ ,‬وال تي ت قع – ك ما قل نا قبْال – أق صى ال شمال‬
‫الغربي للديار الكندية ‪ ,‬وال تتصل بالوطن األم ( الواليات المت حدة ) إال عن طر يق‬
‫البحر والجو ‪ ,‬فإن اليابسة الكندية تق طع وال ية أال سكا في ال ساحل الغر بي ‪ -‬أو في‬
‫جزء منه ‪ -‬عن أراضي الواليات المت حدة في أق صى ال غرب ‪ ,‬ع لى ساحل الم حيط‬
‫الهادي ‪.‬‬
‫بدأت الواليات ( األمريكية ) تتحد واحدة بعد األخرى ‪ ,‬وقد استمر هذا من‬
‫‪ 2042‬حتى ‪ , 2422‬كانت األخيرة وال ية نيومك سيكو ‪ ,‬ب عد سنة ‪ 2422‬ان ضمت‬
‫والي تا أال سكا ال تي ا شترتها الوال يات المت حدة من رو سيا القي صرية سنة ‪, 2820‬‬
‫ومجموعة جزرهواي في المحيط الهادي التي اكتشفها الرحالة جيمس كوك ‪2008‬م‬

‫‪23‬‬
‫‪ ,‬ضمت للوال يات المت حدة ‪ , 2404‬وأ صبحت الوال ية الخم سين ر سميا للوال يات‬
‫المتحدة ‪.‬‬
‫( هواي ) تبت عد عن أ قرب نق طة إ لى ال ساحل الغر بي ( سان فرانس سكو )‬
‫ب حوالي ‪ 3320‬كم ‪ ,‬ن حو ال غرب ‪ ,‬في الم حيط ال هادي ‪ ,‬وه كذا اكتم لت الوال يات‬
‫المتحدة ‪ ,‬فأصبحت خمسين والية ‪ ,‬يرمز لكل منها بنجمة في علم الواليات المت حدة‬
‫‪ ,‬في حين يرمز للواليات الثالث عشرة األولى – المؤسسة لالتحاد – بخطوط (‪, )2‬‬
‫مساحة الواليات المتحدة أقل من عشرة ماليين كيلو متر ‪.‬‬
‫ك ندا هزي األ خرى لهزا ذات المسزاحة ‪ ,‬مع زيزادة طفي فة ‪ ,‬لكنهزا ال تصزل‬
‫عشرة ماليين أيضا ‪ ,‬مع الفارق بين األراضي الكندية التي يقترب جزء كب ير من ها‬
‫في الشمال المساحل للمحيط المتجمد ‪ ,‬في حين تب عد األرا ضي في أمري كا ال شمالية‬
‫كثيرا عن هذا المحيط المتجمد ‪ ,‬بالطبع عدا آالسكا التي ت قع أق صى ال شمال الغر بي‬
‫من القارتين ‪.‬‬
‫وفارق آخر مهم هو عدد السكان في البلدين ‪ ,‬في كندا نجد ( فقط فقط ) فوق‬
‫الثالثين مليونا ً بقليل ‪ ,‬أما في الواليات المتحدة فإن عدد ال سكان ال يز يد عن سكان‬
‫الوطن العربي ( ‪ ) 320‬مليون نسمة تقريبا ً ‪.‬‬
‫أ ما أمري كا الالتين ية ‪ ,‬أي ما عدا ( ك ندا ‪ +‬الوال يات المت حدة ) فإ نه ي قدر‬
‫بحوالي ( ‪ ) 000‬مليون نفس من البشر ‪ ,‬أي مجموع السكان في األ مريكتين يم كن‬
‫( ‪) 92‬‬ ‫أن يقدر بحوالي (‪ ) 800‬مليون نفس ‪ ,‬في مساحة يابسة ل كال ال قارتين‬
‫مليون كيلومتر تقريبا ً ‪.‬‬

‫‪ -2‬فايد ‪ :‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪. 00‬‬

‫‪29‬‬
‫أمريكا الجنوبية تنقسم إلي ثالث عشرة وحدة سياسية ‪ ,‬تتباين في ما بين ها من‬
‫ح يث الم ساحة وال سكان ‪ ,‬ف في ال قارة خ مس و حدات تز يد م ساحة كل وا حدة عن‬
‫مليون كم‪ ,2‬هن على التوالي ‪ ( :‬البرازيل – األرجنتين – بيرو – كولومبيا – بوليفيا‬
‫) فاألولي هي األكبر واألضخم مكانا ً كما سيأتي ‪.‬‬
‫أما أمريكا الوسطى فتضم ثماني وحدات سيا سية ‪ ,‬خ ضعت كل ها ال ستعمار‬
‫األسززباني ‪ ,‬عززدا ( بليززز ) التززي خضززعت للنفززوذ اإلنجليزززي ‪ ,‬أمززا عمززالق أمريكززا‬
‫الوسطى فهو المكسيك ‪ ,‬مساحته ‪ 2.4‬مليون كم ‪,‬‬
‫وتضيق اليابسة في منطقة أمريكا الوسطى هذه ح تى ت صل ق مة ال ضيق في‬
‫بنما ‪ ,‬حيث حفرت القناة البنمية التي مكنت من ربط المحيطين ‪ ,‬ال هادي واألطل سي‬
‫‪ ,‬لقد سعت الواليات المتحدة إلى فصل بنما أو منطقة بنما عن كولومبيا ح يث كان تا‬
‫وحززدة سياسززية واحززدة إلززى أن خززرج األسززبان ‪ , 2824‬وفززي سززنة ‪ 2403‬تمكنززت‬
‫الواليات المتحدة من سلخ الجزء البنمي عن األصل الكولومبي ‪.‬‬
‫وفي العام التالي ‪ 2409‬بدأ الع مل فى ح فر الق ناة لينت هي الع مل ب عد ع شر‬
‫سنوات ‪ ,‬أي سنة ‪2429‬م ‪ ,‬ولكن على أرض استأجرتها الواليات المتحدة – إ جارة‬
‫دائ مة أبد ية – من جمهور ية بن ما ال تي منحت ها حق اإل شراف ال تام الكا مل ال شامل‬
‫الشافي المعافى على منط قة الق ناة ‪ ,‬ف قط ؟ كال كال ‪ ,‬بل أي ضا الموا قع ال ضرورية‬
‫لحماية القناة نفسها (‪ )2‬كل هذا نظير مبلغ سنوي ‪ ,‬أو مهر متفق عليه كم ؟ هذا وهللا‬
‫تعالي أعلي وأعلم ‪ ,‬ولكن البد أنة مبلغ حنون حنرانا ً ‪ ,‬رحيم ‪ ,‬غير مغالي ف يه ‪ ,‬م ثل‬
‫كل األسعار التي يشتري بها الغني الملياردير من الفق ير والم سكين ‪ ,‬شيء ال يذكر‬
‫يضاف إلي شراء أالسكا ووضع اليد على هواي إلي جانب الياب سة ال تي ا ستعمرتها‬

‫‪ -2‬المعجم الكبير ‪.042/2‬‬

‫‪20‬‬
‫في الواليات الباقية الثماني واألربعين ؛ ولكنها على أ ية حال ال تأ خذ ق ناة بن ما و ما‬
‫حولها بغير إيجار سنوي يدفع إلي دولة بنما والتي صنعت خصيصا ً ل هذا ال غرض ‪,‬‬
‫فأريززد لهززا أن تكززون القنززاة الدولززة ‪ ,‬والدولززة القنززاة ‪ ,‬أو هكززذا أرادت لهززا الواليززات‬
‫المتحدة األمريكية ‪.‬‬
‫يقول أحد كتب جغراف يا األ مريكتين ‪ ":‬ور غم ال شعور الم عادي ل سكان بن ما‬
‫تجاه الواليات المتحدة لسيطرة األخيرة علي القناة والمنط قة المتعل قة ب ها ‪ ,‬فإن بن ما‬
‫تجني ثمارا عديدة ‪ ,‬فهي تحقق عا ئداً طي با ً من مرور خط أناب يب الب ترول ‪ ,‬وع ند‬
‫مدخل القناة على الب حر ال كاريبي أقي مت أك بر منط قة حرة في ال عالم ‪ ,‬وال شك أن‬
‫بنمززا – بهززذا الشززكل – متعززددة المززوارد ‪ ,‬إن أحسززنت اسززتثماراتها أحززرزت تقززدما ً‬
‫ملحوظا ً ‪ ,‬وفي المستقبل القريب " ‪.‬‬
‫وال شك أن ع لى البنم يين أن يكو نوا في أ تم حاالت االمت نان والعر فان ل ما‬
‫يدفع لهم ‪ ,‬مهما كان قليالً ‪ ,‬فإن على المظلوم والمست ًغل أن يسكت وير ضي ‪ ,‬ف قط؟‬
‫كال ‪ ,‬بل عليه في المقام األول أن يكون ممت نا ً شاكراً ‪ ,‬ومبار كا ً ‪ ,‬ليس في ال ظاهر‬
‫والسلوك فقط ‪ ,‬بل من أعماق أعماق قلبه ‪.‬‬
‫ويبقي من أمريكا الوسطي جزر الكاريبي ‪ ,‬مساحتها صغيرة جداً ‪ ,‬تدنو إلي‬
‫‪ %2.2‬من م ساحة أمري كا الالتين ية وتنق سم إ لي ثال ثة أق سام رئي سة ‪ ,‬هي جزر‬
‫األنتيل الصغرى والكبرى ‪ ,‬وجزر البهاما (‪. )2‬‬
‫ن عود مرة أ خرى إ لي اكت شاف ال قارتين لن قول ‪ :‬إن تاريخ هذا االكت شاف‬
‫األوربززي جعززل القززارتين ينكتززب لهمززا تززاريخ جديززد ‪ ,‬جديززد تمام زا ً ‪ ,‬تززاريخ للمكززان‬
‫واإلنسان واللسان ‪ ,‬تغيرت الخريطة السكانية في األمريكتين واتجه تاريخ ها وج هة‬

‫‪ -2‬أبو عيانة ؛ مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪222-220‬‬

‫‪22‬‬
‫أخري مخالفة تماما ً لعهد ما قبل االستعمار األوربي ‪ ,‬كيف ؟ هذا ما ن حاول الك شف‬
‫عنه فيما يلي ‪-:‬‬
‫اسززم جديززد ‪ :‬سززميت القارتززان باسززم العززالم الجديززد ‪ ,‬ثززم أطلززق عليهززا‬ ‫‪-2‬‬
‫األمريكتان ‪ ,‬أمريكا الشمالية والجنوبية ‪ ,‬وجاء االسم – كما سبق – من‬
‫اسم البحار اإليطالي ( أمريجو فسبوتشي (‪. ) )2‬‬
‫ولكن القارتين انقسمتا إلي قسمين رئيسين ‪ ,‬شمال غ ني ‪ ,‬ف يه دول تان ف قط (‬
‫كندا ‪ +‬الواليات المتحدة ) وجنوب فقير ‪ ,‬أوليس غن يا ً ‪ ,‬و هذا ما أنط بق ع لى باقي‬
‫القارتين‪ ,‬بدءاً من المكسيك جنوب الواليات المتحدة ح تى األ طراف الجنوب ية جداً ‪,‬‬
‫والسواحل الغربية والشرقية لل قارتين ‪ ,‬ف هل هذا تق سيم ل غوي ف قط ‪ ,‬أو مت كئ ع لى‬
‫اللغة فقط ؟ فالشمال األنجلوسكسوني فيه الفرنسية واإلنجليزية ‪ ,‬والجنوب ‪ ,‬أمري كا‬
‫الالتينية ‪ ,‬فيه لغتان من الالتينية انحدرتا ‪ ,‬هما األسبانية والبرتغالية ؟ ‪.‬‬
‫كال ‪ ,‬إن األمر ابعد من هذا بكثير ‪ ,‬وأخطر من هذا بكث ير ‪ ,‬و سيأتي تحل يل‬
‫هذه النق طة في ما ب عد ‪ ,‬في مكان ها ‪ ,‬ول كن الهند سة اال ستعمارية ل لدول قد ق سمت‬
‫األمريكتين إلي كيانات سياسية عمالقة ‪ ,‬وكيانات أخري ضعيفة أو هزيلة ‪ ,‬م ساحة‬
‫وسززكانا ً ‪ ,‬اقتصززاديا ً وسياسززيا ً ‪ ,‬مثززال األولززي ‪ ( :‬الواليززات المتحززدة – البرازيززل –‬
‫المك سيك – ك ندا ) ع لى ع كس الكيا نات السيا سية األ خرى ‪ ,‬خا صة في الو سط (‬
‫منطقة الكاريبي ) وغرب القارة الجنوبية ‪ ,‬لكنا نترك هذا اآلن إلي التأثير األ هم في‬
‫حياة سكان القارتين ‪ ,‬أو البشر الذين قدر لهم أن يواجهوا هؤالء الوافدة الجد يدة من‬
‫المستعمرين ‪.‬‬

‫‪ -2‬المعجم الكبير ‪.92/9/2 :‬‬

‫‪20‬‬
‫معا نات الب شر ‪ :‬بم جرد أن أكت شف األ سبان هذا ال عالم الجد يد ح تى‬ ‫‪-2‬‬
‫هرولززت خلززف أسززبانيا القززوي االسززتعمار‪ ,‬وألقززت بكلكهززا وقضززها‬
‫وقضيفها على األرض الجديدة ‪,‬حتى عاني كل شيء في هذا ال عالم‬
‫المكت شف ‪ ,‬بل ام تدت المعا ناة إ لي ال قارة اإلفريق ية ‪ ,‬سيما ع لى‬
‫الساحل الغربي منها ‪.‬‬
‫لقد كان االستعمار األسباني – ومن تبعه – يهدف إلي الغزو والفتح ‪ ,‬و كون‬
‫األسززبان طبقززة خاصززة ‪ ,‬لززم تخززتلط بززالوطنين ‪ ,‬هززدفها اسززتغالل مززوارد الززبالد ‪,‬‬
‫واسززتنزاف ثرواتهززا ‪ ,‬ونقلهززا إلززي الززوطن األم ‪ ,‬فاسززتولي األسززبان علززى أحسززن‬
‫األراضي ‪ ,‬كما سلف ‪.‬‬
‫ول ما ن قص عدد ال سكان واحتا جت ال سخرة إ لي مز يد من العما لة المجان ية‬
‫جلبوا األفريقيين ‪ ,‬ونقلوهم إلي األمريكيتين ‪ ,‬فاستغل اال ستعمار ال فريقين ‪ ,‬اله ندي‬
‫واإلفريقززي ‪ ,‬فززي الزراعززة ‪ ,‬ونهززب الززذهب والفضززة ‪ ,‬كززل هززذا صززدر إلززى أوربززة‬
‫فامتألت الخزائن األورب ية ‪ ,‬وإن كا نت أ سبانيا آ خر الم ستفيدين‪ -‬ك ما سيأتي ‪ -‬ك ما‬
‫كان لخروج العرب من األندلس األثر الوخيم في أسبانيا (‪. )2‬‬
‫كل هذا يحتاج إلي شيء من التف صيل ‪ ,‬فن قول ‪ :‬ل قد صور اله نود الح مر –‬
‫السكان األصليون للبالد – بأنهم همج متخلفون متوح شون ‪ ,‬وع لى الع موم ب صورة‬
‫سلبية تماما ً ‪ ,‬في حين يحدث ال تاريخ بأنهم كانوا ع لى غ ير هذه ال صورة القات مة ‪,‬‬
‫ففي متحف ليما حاضرة البيرو يمكن مشاهدة الجماجم التي أجريت لها عمليززززات‬
‫( تربنة ) وعالج بشرائح الذهب والفضة من جانب الجراحين اإلنكا ‪.‬‬

‫‪ -2‬فايد ‪ :‬سابق ‪ ,‬ص ‪. 22‬‬

‫‪28‬‬
‫وكززان هنززود المايززا فلكيززين عظمززاء ‪ ,‬قاسززوا الزززمن والمسززافة بدقززة مدهشززة‬
‫واكت شفوا قي مة ا لرقم صفر ق بل أي شخص آ خر في ال تاريخ ‪ ,‬و قد أذه لت ق نوات‬
‫الري والجزر االصطناعية التي خلفها األزتك ‪ ,‬أذه لت محت ليهم األورب يين ‪ ,‬برغم‬
‫أنها لم تك من الذهب ‪.‬‬
‫ولكن ماذا حدث لكل هذا ومن أنجزه ؟ لقد د مره األ سبان أو تر كوه لل خراب‬
‫الزراعات ال ضخمة من ا لذرة وال فول والبطا طا ‪ ...‬ا لخ و لم ي بق من كل هذا غ ير‬
‫األحجار و األجمات والرسوم والخرابات ‪ ,‬بل ألقي النظام اال ستعماري في الم ناجم‬
‫األسبانية م ئات اله نود المع ماريين والمهند سين والفلك يين والعما لة الفحن ية ال ماهرة‬
‫ليعيشوا م ع حشود العبيد ‪ ,‬ويقوموا بعمل خشن ومنهك في ا ستخراج الم عادن ‪ ,‬و لم‬
‫تك المهارة التقنية لهؤالء الناس تهم االقتصاد االستعماري ‪ ,‬كانوا يعدون فقط عماالً‬
‫غير مؤهلين (‪ ( )2‬فواعلية ) كما يقول ( المصاروة ) المصريون‬
‫ول قد عاني اله نود والز نوج كاله ما من اال ستعمار الجد يد ‪ ,‬و هذه ب عض‬
‫التفاصيل ‪-:‬‬
‫‪ .2‬اله نود ‪ :‬قدر عدد هؤالء ال قوم – ‪ -2942‬و هو عام الك شف ال كولمبي‬
‫قدروا بز ‪ 23‬مليون نسمة ‪ ,‬وفي المنطقة التي أصبحت تعرف بالبرازيل‬
‫كان عدد الهنود ثالثة ماليين نسمة (‪ , )2‬وهي أعداد كبيرة قياسا ً بالزمن‬
‫ا لذي ف يه عا شوا ‪ ,‬نها ية ال قرن ال خامس ع شر ال ميالدي ‪ ,‬ف ماذا حدث‬
‫لهؤالء المساكين ؟ أو قل فماذا نعرف – أو بعض ما نعرف‪ -‬عما حدث‬
‫للهنود ؟‪.‬‬

‫‪ -2‬جاليانو ‪ :‬سابق ‪ ,‬ص ‪.02,00‬‬


‫‪ -2‬فايد ‪ :‬سابق ‪ ,‬ص ‪.202‬‬

‫‪24‬‬
‫أول شيء حدث لهؤالء القوم هو اإلبادة وبال هوادة ‪ ,‬فبعد أقل من ما ئة سنة‬
‫‪ ,‬وبالتحديد في عام ‪ 2082‬م كان ثلث هنود أمريكا قد أبيدوا ‪ ,‬بل كان األح ياء منهم‬
‫م لزمين بدفع ضريبة عن األ موات ‪ ,‬كان اله نود ي باعون وي شترون وي نامون في‬
‫العراء ‪ ,‬بل كانت األمهات تقتلن أبناءهن إلنقاذهم من جحيم المناجم ‪ ,‬ليس فقط ‪ ,‬بل‬
‫تحولت مذبحة العالم الجديد إلي عمل من أعمال البر (‪. )2‬‬
‫وقد تكون حرب اإلبادة واضحة جلية لدي جم هور كب ير من ال ناس ‪ ,‬ول كن‬
‫تأثير ال جراثيم واأل مراض ال تي انتق لت إ لي أ صحاب الب لد ‪ ,‬و لم ي كن لديهم منا عة‬
‫ضدها ربما ال يعرفها كثير من الناس ‪ ":‬لقد كانت الجراثيم واألمراض أ شد الحل فاء‬
‫فعالية ‪ ,‬فقد جلب األوربيون معهم األوبئة الفتاكة ‪ ,‬الجدري والتي تانوس واأل مراض‬
‫الرئويززة والمعويززة ‪ ,‬وأمززراض العيززون والتيفززوس والجززذام ‪ ,‬والحمززي الصززفراء ‪,‬‬
‫وتسوس األسنان الذي جعل األفواه تتعفن ‪ ,‬كان الجدري أسبقها في الظهور ‪ ,‬انتشر‬
‫هذا الداء الوبيل المجهول والمقزز الذي يشعل نار الح مي ‪ ,‬ويف تت الل حم ‪ ,‬سعال ‪,‬‬
‫دمامل ملتهبة تحرق الجلد ‪ ,‬مات كث يرون ب سبب سائل ا لدمامل ال لزج الثق يل ‪ ,‬أ خذ‬
‫الهنود يموتون مثل الذباب ‪ ,‬لم تك أج هزتهم تم لك دفا عا ً ضد األ مراض الجد يدة ‪,‬‬
‫ومن نجا من هذا كله غدا ضعيفا ً ‪ ,‬ال يفيد في شيء والخالصة أن أك ثر من ن صف‬
‫ال سكان األ صليين لأل مريكتين – وأ ستراليا و جزر الم حيط ال هادي – ماتوا نتي جة‬
‫العدوى ‪ ,‬بعد أول اتصال بالرجل األبيض "‪.‬‬
‫فماذا فعل ال ناس في مواج هة هذه ال عذابات ‪ :‬ل قد ا ستبق كث يرون من ه نود‬
‫ا لدمينكان – مثالً – هذا الج حيم ا لذي فر ضه ع ليهم الم ضطهدون ال بيض ال جدد ؟‬

‫‪ -2‬جاليانو ‪ :‬ص ‪.03‬‬

‫‪30‬‬
‫قتلوا أطفالهم ثم انتحروا ‪ ,‬ومع هذا لم يم نع ال مؤر الر سمي لو صف هذه المذب حة‬
‫في منتصف القرن السادس عشر على النحو التالي‪-:‬‬
‫" كث يرون من اله نود – من أ جل ت سليتهم – قت لوا أنف سهم بال سم ؛ ح تى ال‬
‫يعملوا في حين خنق آخرون أنفسهم بأيديهم " أي من أجل التسلية أيضاً‪.‬‬
‫وفي الجانب اآلخر سحق كل من خرج عن النص االستعماري ‪ ,‬و هذا م ثال‬
‫على المقال ‪ ,‬أ حد زع ماء اله نود ( تو باك ) ثار عام ‪2082‬م – في منط قة بوليف يا‬
‫الحال ية – وع ندما انت صر الم ستعمر عذب الر جل مع زوج ته وأبنا ئه ومقرب يه في‬
‫ميدان عام ‪ ,‬قطعوا لسانه ‪ ,‬وربطوا ذراع ية و ساقيه إ لي أرب عة خ يول ل كي يمز قوه‬
‫إ لي أرب عة أ شالء أو خم سة‪ ,‬قط عوا رأ سه ‪ ,‬وأر سلوا أ شالءه إ لي أ ماكن متفر قة ‪,‬‬
‫حرقوا جزعه ونثروه فوق ماء النهر ‪ ,‬وأوصوا بإبادة ساللته ح تى الدر جة الراب عة‬
‫هذا قل من كثر ونزر من بحر ‪ ,‬وغيض من فيض ‪.‬‬
‫فما رأي الم ستعمر األ بيض في أ صحاب الب لد األ صليين ؟ و مع ا لذنب و لد‬
‫نسق كامل من األكاذيب من أجل الضمائر المذنبة حر رول اله نود إ لي حيوا نات جر ؛‬
‫ألنهم يتحم لون أث قاالً أك بر م ما يتحم له ظ هر ح يوان ( الال ما ) ال ضعيف ‪ ,‬و جرت‬
‫البرهنة على أن الهنود هم حيوانات جر ‪ ,‬ال عالج لهم أفضل من العمل في الم ناجم‬
‫من أجل شفاء الشر الطبيعي لديهم ‪.‬‬
‫هم يستحقون المعاملة التي ينالونها ألن خطاياهم ووثنيتهم تمثل إهانة للرب‪,‬‬
‫كما ال يالحظ على هذه الحيوانات ال باردة أي ن شاط رو حي ‪ ,‬أ ما فال سفة ال غرب –‬
‫مثل بيكون ومنت سكيو وه يوم – ف قد رف ضوا أن يتعر فوا ع لى أ شباه ل هم من الب شر‬

‫‪32‬‬
‫المنحط للعالم الجديد ‪ ,‬وتحدث هيجل عن الع جز الفيزي قي ( الع ضوي والجث ماني )‬
‫والروحي ألمريكا ‪ ,‬وقال ‪ :‬إن الهنود قد ماتوا بنفخة واحدة من أوربة (‪. )2‬‬
‫‪ .2‬الز نوج ‪ :‬كا نت انجل ترا البط لة األو لي في شراء وب يع الل حم األ سمر ‪,‬‬
‫حتزى أضززحي األمزر ال يناسززبها ‪ ,‬إال أن الهولنزديين كانززت لهزم تقاليززد‬
‫أعرق في هذه التجارة المربحة ‪ ,‬كان كار لروس ال خامس قد أ هداهم‬
‫احتكار نقل العبيد إلي أمريكا قبل زمن من حصول انجل ترا ع لى حق‬
‫إدخال العبيد إلي مستعمرات اآلخرين ‪.‬‬
‫أ ما لويس الرا بع ع شر – م لك فرن سا – ف قد كان ينا صف م لك أ سبانيا في‬
‫أرباح شركة غينيا ‪ ,‬التي تأسست ‪2002‬م لج لب العب يد إ لي أمري كا ‪ ,‬و كان وز يره‬
‫كولبير – مهندس التصنيع الفرنسي – يؤكد أن ت جارة العب يد مطلو بة من أ جل ت قدم‬
‫البحرية التجارية الفرنسية ‪.‬‬
‫بين مولد ال قرن ال سادس ع شر ونها ية التا سع ع شر ع بر الم حيط األطل سي‬
‫ماليززين اإلفززريقيين ‪ ,‬ال يعززرف عززددهم ‪ ,‬لكززنهم كززانوا بالتوكيززد أكبززر بكثيززر مززن‬
‫المهاجرين البيض ‪ ,‬القادمين من أوربة ‪ ,‬و برغم أن من ب قوا منهم ع لى ق يد الح ياة‬
‫كانوا أ قل بكث ير – بطبي عة ال حال – ف قد شيد هؤالء العب يد م نازل سادتهم ‪ ,‬قط عوا‬
‫الغابات ‪ ,‬عصروا قصب السكر ‪ ,‬زر عوا الق طن ‪ ,‬غر سوا الكا كاو ‪ ,‬ح صدوا ا لبن‬
‫والتبغ ‪ ,‬ونقبوا مجاري األنهار بحثا ً عن الذهب ‪.‬‬
‫كم من هيروشيما تعادل أبادتهم المتعاقبة ‪ ,‬لقد كان شراء الز نوج أ سهل من‬
‫تربيتهم ‪.‬‬

‫‪ -2‬السابق ص ‪.03‬‬

‫‪32‬‬
‫وعندما أهل القرن التاسع عشر وصل إلي البرازيل ما يقدر بستة ماليين من‬
‫من كوبى ال قارة اإلفريق ية ‪ ,‬أ ما كو با وم ساحتها ( ‪ 222‬أ لف ك م ) ف قد كا نت سوقا ً‬
‫ضخمة للعبيد تعادل حجم هذه التجارة من قبل في نصف الكرة الغربي كله ‪.‬‬
‫وبرغم مرور قرون من اغتراب الزنوج عن أوطانهم فقد بقي لديهم الح نين‬
‫ل ها ولثقا فاتهم ول غاتهم ‪ ,‬ف في وال ية ( باه يا ) في أق صي ال شرق البرازي لي الم كان‬
‫األقرب – عبر المحيط األطل سي – إ لي ال ساحل اإلفري قي بق يت األنا شيد االحتفال ية‬
‫بلغات البوربا والكنغو وغيرها من اللغات اإلفريقية ‪ ,‬وفي ضواحي المدن ال ضخمة‬
‫– ج نوب البراز يل – ح يث ت سود الل غة البرتغال ية – يت ضرع الب شر الم هانون في‬
‫األحياء البائسة من عشش الصفيح حول المدن الكبرى ضارعين ‪:‬‬
‫يززززززا قززززززززوة باهيا‬
‫أيتها القوة اإلفريقيزة ‪.‬‬
‫أيتها القوة اإللهيززززة ‪.‬‬
‫تززززعززززززززا لزززززززي ‪.‬‬
‫تعززالي لتساعدينا (‪. )2‬‬
‫كل هذا حدث للزنوج ‪ ,‬وقبلهم الهنود ‪ ,‬هذا شيء مما حصل لهم ‪ ,‬أو قل هذا‬
‫جزء فقط ‪ ,‬مما حدث ‪ ,‬وم ما عرف نا ‪ ,‬وو صل إ لي أ سماعنا ‪ ,‬هل هذا ف قط كل ما‬
‫صنع األوربيون في العالم الجديد ؟ ‪.‬‬
‫ليس هذا ف قط ‪ ,‬ول كن أور بة زر عت في هذا ال عالم الجد يد روح الطبق ية‬
‫واالستعالئية ‪ ,‬لقد أضحي إنتاج األرض ال يمثل بر كة للفال حين ‪ ,‬برغم أن ها ت سهم‬
‫في الت قدم ال عام ‪ ,‬ال تز يد أ جورهم وال م شاركتهم في المحا صيل ال تي ينتجون ها ‪,‬‬

‫‪ -2‬السابق ‪ ,‬ص ‪.200‬‬

‫‪33‬‬
‫الريف يشع فقراً لساكنيه ‪ ,‬وثراء لق لة قلي لة من غ يرهم ‪ ,‬تح لق ال طائرات الخا صة‬
‫فوق الصحراوات البائسة ‪ ,‬ويتضاعف البذ العقيم في المنتج عات الفخ مة ال ضخمة‬
‫‪ ,‬وت مور أ ور بة بال سياح من أمري كا الالتين ية ‪ ,‬ج يوبهم بالنقود منتف خة ‪ ,‬يهم لون‬
‫زراعة أراضيهم إال أنهم ال يهملون تثق يف أرواح هم وإمتاع ها ‪ ,‬هذا ا لذي ينق صهم‬
‫فقط (‪ )2‬تلك الطبقة المقيتة التي بقيت طويالً ‪.‬‬
‫ف في بدايات ال قرن الع شرين كان ب عض ال مالرك اله نود المكر سون للخد مة‬
‫المنزل ية يعر ضون لإلي جار في صحف (ال باز ) حا ضرة بوليف يا ‪ ,‬وح تى ثورة‬
‫‪ 2402‬م ‪ ,‬التي أعادت للهنود حق المساواة المداس باألقدام ‪ ,‬ل قد كان ب عض هؤالء‬
‫الخدم يأكلون بقايا طعام الكلب الذي ي نامون إ لي جواره ‪ ,‬وينح نون حين ي خاطبون‬
‫أي شخص ذي جلد أبيض ‪.‬‬
‫وبع يداً عن الخد مة في الب يوت ن جد أن األج ير اله ندي م لزم بالع مل أيا ما ً‬
‫بالمجان حتى يسمح له صاحب المزر عة بأن يزرع أر ضه ال تي يملك ها ‪ ,‬ف قط في‬
‫الليالي المقمرة ‪ ,‬يعمل بالمجان حتى يضمن له حق زراعة الجبل الم جدب ‪ ,‬ب عد أن‬
‫(‪)2‬‬
‫بل ذ كرت ا حدي‬ ‫كان هذا الما لك يزرع أر ضه ق بل ذ لك بحر ية ال حدود ل ها‬
‫الفضائيات العربية منذ أيام قال ئل – مارس ‪ - 2002‬أن مليو نا ً وثالثما ئة أ لف في‬
‫أمريكا الجنوبية ما يزالون يعملون بنظام الرق والعبودية ‪.‬‬
‫‪ .3‬نزح الثروات ‪ :‬بمجرد أن وضعت أوربة يدها على القارتين حتى بدأت‬
‫عملية نزح تاريخية لثروات البالد ‪ ,‬فقد ق يل ‪ :‬إ نه بين عامي ‪– 2003‬‬
‫‪ 2220‬و صل مي ناء أ شبيلية ‪ 280‬أ لف كي لو من ا لذهب ‪ 22 +‬مل يون‬

‫‪ -2‬السابق ص ‪.203‬‬
‫‪ -2‬السابق ص ‪.03‬‬

‫‪39‬‬
‫كيلو من الفضة ‪ ,‬لقد تجاوزت كميات الفضة المنقولة إ لي أ سبانيا – في‬
‫أقل من قرن ون صف – ثال ثة أ ضعاف االحتياط يات األورب ية مجتم عة‬
‫برغم أن هذه األرقام ال موجزة ال يدخل في ها التهر يب ‪ ,‬و هو أ مر وارد‬
‫ومنطقي ‪.‬‬
‫ليس الذهب والفضة فقط ‪ ,‬بل سائر المعادن ‪ ,‬وما تغله األرض من خ يرات‬
‫وزراعات ‪ ,‬كل هذا نزح نزحا ً إلي قارة المكتشفين ‪ ,‬مما ترتب عليه ثروات ضخمة‬
‫‪ ,‬ضاع جزء كبير منها في بذ وتبذير ‪ ,‬ال مث يل له في ال تاريخ !؟ كا نت ال ثروات‬
‫تأتي وتضيع في غم ضة عين ‪ ,‬كث يرون من أ صحاب الم ناجم أو من غ يرهم كان‬
‫على استعداد لدفع ثروة مقابل زنجي يجيد ال عزف ع لى ال بوق ‪ ,‬و لدفع ضعف ذ لك‬
‫من أجل عاهرة يغرق معها في الخطايا المتصلة والمخزية ‪.‬‬
‫و في منط قة بوتو سى البوليف ية – مثالً – كا نت ت قام ال مآدب و االحت فاالت‬
‫الضززخمة البازخززة ‪ ,‬كانززت األطبززاق الفضززية واألدوات الذهبيززة للمائززدة تلقززي مززن‬
‫ال شرفات ليلتقط ها ال مارة المحظو ظون ‪ ,‬ي قول إدواردو جال يانو(‪ ": )2‬ما يزال في‬
‫بلدي مثل برج إيفل وأقواس ن صر ‪ ,‬بل إن جواهر ال سيدة ال عذراء بإ حدى كنائ سها‬
‫يمكن أن تسدد كل الدين الضخم لبوليفيا "‪.‬‬
‫والخالصة أن رءوس األموال لم تك تتراكم ‪ ,‬بل كان يجري تبد يدها تطبي قا ً‬
‫للحكمة القديمة ‪ ( :‬أب تاجر ‪ ,‬ابن فارس ‪ ,‬حفيد شحاذ ) ‪.‬‬
‫‪ .9‬التقسيم شمال ‪ /‬جنوب ‪ :‬كان من أخ طر اآل ثار في هذا ال عالم المكت شف‬
‫أنه انقسم إلي شمال وجنوب ‪ ,‬األول غني وسيد ومخدوم ‪ ,‬واألخير فقير‬
‫خاضع خادم ‪ ,‬مكرسا كل إمكانياته وأرواحه لخدمة األول ‪.‬‬

‫‪ -2‬ص ‪.90‬‬

‫‪30‬‬
‫واقتضى هذا هندسة الكيانات السياسية ‪ ,‬بحيث تع كس الت ناقض والب عد ال تام‬
‫عن االنسجام ‪ ,‬وتكون عرضة لل صراع ‪ ,‬في جم يع الم ناحي السيا سية والع سكرية‬
‫والثقاف ية ‪ ...‬ا لخ ‪ ,‬وأ شد ما ي كون الت ناقض في الم ساحة وال سكان ‪ ,‬فه ناك كيا نات‬
‫ضخمة كبري ‪ ,‬الواليات المتحدة في الشمال ‪ ,‬هو الكيان األكبر في ال قارتين ‪ ,‬يل يه‬
‫البرازيززل ‪ ,‬الكيززان الثززاني فززي األمززريكتين ‪ ,‬واألول فززي األمريكيززة الجنوبيززة ‪ ,‬ثززم‬
‫المكسيك ( فوق المائة مليون نسمة ) ‪.‬‬
‫وفي الطرف المقابل كيانات سياسية صغري تصل إلي خمسة آالف ك م‬
‫( ترينيداد وتوباجو ) بل وصل األمر إلي كيانات سكانها أقل من مائة ألف نسمززة‬
‫( برمودا ) تماما ً كما حدث في جنوب شرق آسيا ‪ ,‬وفي العالم العربي ‪ ,‬ف في األو لي‬
‫– مثال – برو ناي ‪ ,‬الم ساحة ‪2‬آالف ك م ‪ ,‬ال سكان ث لث مل يون ن سمة إ لي جا نب‬
‫اندونيسيا ( سكانها فوق المائتي مليون ) ماليزيا ( ‪ 333‬ألف ك م ‪ 20 ,‬مليون نسمة‬
‫تقريبا ً ) وإلي الجنوب منها سنغافورة (‪9‬مليون نسمة تقريبا ‪ ,‬في أ قل من أ لف ك م‬
‫= ‪ 234‬ك ) مدينة في دولة ‪ ,‬ودولة هي مدينة ‪ ,‬مع احترامنا الشديد لكل بلد ‪.‬‬
‫و في ال عالم العر بي الب حرين ( ‪ 242‬ك م – ‪ 200‬أ لف ن سمة ) إ لي جا نب‬
‫الكو يت العز يزة ( ‪28‬أ لف ك م – مليو نا ً ن سمة ) إ لي جا نب ال سعودية ( مليو نان‬
‫وخمس المل يون ك م – فوق الع شرين مل يون ن سمة ) ال عراق ال جريح ( ‪ 20‬مل يون‬
‫نسمة – ‪938‬الف ك م )‪.‬‬
‫وأخيراً وليس آخرا زرع ك يان غر يب في ق لب ال عالم العر بي ‪ ,‬ل غة غري بة‬
‫عن الناس هي العبرية ‪ ,‬ودين آ خر هو اليهود ية ‪ ,‬وثقا فة هي األ خرى غري بة ‪ ,‬ال‬
‫تن سجم مع الو سط العر بي ‪ ,‬إن هذا الك يان ليس كيا نا ً عبر يا ً أو يهود يا ً ‪ ,‬أو ح تى‬

‫‪32‬‬
‫صهيونيا ً ‪ ,‬وإنما هو كيان غربي أوربي حتى النخاع ‪ ,‬ورب ما ي كون ل نا عود ل هذي‬
‫النقطة فيما بعد ‪ ,‬أوفى المالحق ‪.‬‬
‫على أي األحوال فإنا نعود إلي أمر األمريكيتين ‪ ,‬والعود دوما أحمد من كل‬
‫المحامد ‪ ,‬ف نقول ‪ :‬ل قد بدا التق سيم األور بي م نذ الوه لة األو لي لال ستعمار األور بي‬
‫للعالم الجديد ‪ ,‬كيف ؟ لقد ان هارت دو لة األن كا في الب يرو ت حت ضربات األ سبان ‪,‬‬
‫ليس هذا فقط ‪ ,‬بل إنه في عامي ‪ 2949 – 2943‬بع يد و صول كو لومبس مبا شرة‬
‫تورديسالرس) وب عد‬
‫ِ‬ ‫قسمت أمريكا الجنوبية بين أسبانيا والبرتغال بمقتضي معاهدة (‬
‫وصول األسبان استولوا على معظم أجزاء أمريكا الالتينية ‪ ,‬وانح صر ن شاطهم في‬
‫الف ترة من ‪ 2943‬إ لي ‪ 2000‬م في منط قة ال كاريبي ‪ ,‬ح يث قا عدتهم في ( سانت‬
‫دمينجو ) ‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 2023‬تركز غزو األسبان على المكسيك التي أطلقوا عليها ‪:‬‬
‫( أ سبانيا الجد يدة ) و كذا الب يرو ‪ ,‬فأ سقطوا اإلمبراطور يات القدي مة ب ها ‪ ,‬وانت شر‬
‫االستعمار بعد ذلك في شتي أنحاء القارة الجنوبية ‪ ,‬وتفشى كالوباء الوبيل ‪.‬‬
‫وفي حين حافظت البرتغال على وحدتها في البرازيل تشظت أمالك األسبان‬
‫ومستعمراتها حتى وصلت ‪ 28‬دولة سنة ‪ ,2400‬ليس أسبانيا والبرت غال كا نت ه نا‬
‫فقط ‪ ,‬بل فرن سا وهول ندا وبريطان يا في جيا نا و هاييتي وجماي كا وترين يداد وب عض‬
‫الجزر الصغيرة ‪..‬الخ وإن كان قطار االستقالل قد شمر عن ساقيه ‪ ,‬خا صة ب عد أن‬
‫ضعفت أسبانيا بسبب الحرب النابليونية ‪.‬‬
‫و من أوا ئل ا لدول ال تي ا ستقلت الوال يات المت حدة و كان هذا سنة ‪, 2002‬‬
‫وبريطانيززا المحتززل السززابق اعترفززت باسززتقالل الجمهوريززة الجديززدة‪ ,2083‬والتززي‬
‫تكونت من ‪ 23‬والية فقط ‪ ,‬يسكنها سنتها مليونان من البشر فقط ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ولكن الجمهورية الوليدة تمكنت من زيادة والياتها إلي نصف الما ئة ‪ ,‬سواء‬
‫بالحرب – ك ما حدث مع المك سيك مثالً – أوبو ضع ال يد وبال شراء ‪ ,‬فا شترت من‬
‫نززابليون واليززة ( لويزيانززا ) ‪2803‬م ‪ ,‬كمززا اشززترت واليززة ( فلوريززدا ) مززن أسززبانيا‬
‫‪2824‬م (‪. )2‬‬

‫فليسزت روسززيا الوحيزدة الـــــيت بــاعــــــ جزززءا مزن األرض إلززي الواليززات‬
‫المتحدة ‪ ,‬وإنما أيضا ً فرنسا النابليونية ‪ ,‬واإلمبراطورية األسبانية أيضا ً ‪.‬‬

‫واآلن األمريكتززان انقسززمتا إلززي شززمال غنززي ( كنززدا – الواليززات المتحززدة )‬


‫والجنوب الفقير ‪ ,‬فيه باقي القارتين ‪ ,‬أو ما عرف بأمري كا الالتين ية ‪ ,‬ونت عرف أوالً‬
‫على مظاهر هذا التقسيم وكيف استخدم الك يل بمك يالين مختل فين ‪ ,‬غ ني في م كان ‪,‬‬
‫وإفقار في آخر ‪ ,‬ولحساب الغني ‪ ,‬ثم نحاول ثانيا ً أن نبحث عن السبب في إغناء هذا‬
‫وإفقار ذلك ‪.‬‬
‫أوالً مظاهر التقسيم (‪ :)2‬ولعل من المفيد أن ينعم القارئ النظر فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -2‬لم يكن ثمن المنسوجات اإلنجليزية المصدرة إلي البرازيل يدفع بأقل من‬
‫الذهب ‪ ,‬في حين بقيت أنوال النسيج مشلولة ‪ ,‬ولم يألكتف بقتل ال صناعة البرازيل ية ‪,‬‬
‫وهي ال تزال في البيضة ‪ ,‬بل صفيت كل جراثيم أي نوع من التطور ال صناعي في‬
‫البرازيل ‪ ,‬كما حظر تكرير السكر ‪2020‬م ‪ ,‬وبعدها بأربعة عشر عا ما ً ف قط اعت بر‬
‫شق طرق موا صالت جد يدة في أ قاليم الم ناجم جري مة ‪ ,‬ك ما أم أل ر ب حرق م صانع‬
‫الغزل والنسيج البرازيلية ‪.‬‬

‫‪ -2‬فايد ‪ :‬ص ‪.94-98‬‬


‫‪ -2‬جاليانو ‪.220-203 :‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -2‬أدت م حاوالت ق مع ت جارة العب يد إ لي ر فع أ سعار العب يد ‪ ,‬و ضاعفت‬
‫أرباح النخاسين بشكل متسارع ‪ ,‬كان التجار يعطون بندقية قديمة مقا بل‬
‫كل رجل قوي ينتزع من القارة اإلفريقية الحبيبة لي عاد بي عه في كو با –‬
‫مثالً – بأكثر من ستمائة دوالر ‪ ,‬ومع هذا منع هؤالء التجززززار‬
‫( النخاسون ) ال ناس من أن ي صنعوا في بالد هم إ برة أو حدوة ح صان‬
‫فما فوقها‪.‬‬
‫‪ -3‬وفززي المقابززل كززان صززعود الواليززات المتحززدة وتززدعيمها كنسززق مسززتقل‬
‫اقتصاديا ً ال يستنزف الثروة الوليدة المتولدة والمتوا لدة ع لى ظ هره ن حو‬
‫الخارج ‪ ,‬لقد تمتع هذا الن سق – ح تى ق بل اال ستقالل ‪ – 2002‬ب حوافز‬
‫وضروب حماية رسمية ‪ ,‬وأبدت انجلترا مرونة واضحة تجاه الوال يات‬
‫المتحززدة ‪ ,‬فززي ذات الوقززت الززذي حرمززت علززى مسززتعمرات أخززري فززي‬
‫أمريكا الالتينية وفي غيرها وحظرت عليها بحسم أن تصنع و لو دبو سا ً‬
‫‪.‬‬
‫إذن أسفر اكتشاف العالم الجد يد عن تق سيم ال قارتين إ لى شمال يح ظى ب كل‬
‫الحماية والرعاية ‪ ,‬سيما الواليات المتحدة‪ ,‬وجنوب حظر عليه أن ي صنع ولودبو سا‬
‫أو حتى حدوة حصان ‪ ,‬فما السر في هذا التق سيم ؟ وا لرأي أن هذا ير جع إ لى ن قاء‬
‫العنصر األبيض ‪ ,‬أو محافظته على هذه النقاوة ‪ ,‬كيف ؟ هذا ما يتضح فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ )2‬حافظ البيض في الشمال على ن قاوتهم بأن و ضعوا قوانين صارمة‬
‫للتفر قة العن صرية ‪ ,‬في حين ن جدهم في الج نوب الالتي ني اختل طوا بجم يع‬
‫األجناس التي تسكن القارة ‪ ,‬ففي كندا رأينا اإلنجليز والفرنسيين ‪ % 80‬من‬

‫‪34‬‬
‫عدد السكان اإلجمالي (‪ )2‬وإن كان البلد قليل السكان قياسا بالواليات المت حدة‬
‫‪ ,‬ففي كندا = ‪ 30‬مليون نسمة تقريبا ً ‪ ,‬فقط ال غير ‪.‬‬
‫‪ )2‬ومززن الجنززوب نعطززي مثززاال مهمززا ‪ ,‬البرازيززل الكيززان األكبززر علززى‬
‫اإل طالق في األمريك ية الالتين ية ‪ ,‬واألك بر ب عد الوال يات المت حدة – ع لى‬
‫مستوى القارتين – لقد تميز تاريخ هذا الب لد عن تاريخ ت كوين مع ظم األ مم‬
‫ال تي كا نت م ستعمرة بم يزة شديد الخصو صية ‪ ,‬أال و هي عمل ية اال ختالط‬
‫العرقي والثقافي العالية الكثافة ‪.‬‬
‫فالم ستعمرون البرت غاليون ع لى الع كس من اإلنجل يز في أمري كا‬
‫الشمالية تركوا عائالتهم ‪ ,‬وجاءوا إلى البرازيل في جماعات صغيرة ‪ ,‬معظم ها من‬
‫الرجال ‪ ,‬فكان من الطبيعي أن يتخذوا ألنفسهم زوجات من المو جودات في المنط قة‬
‫من السكان األصليين في البداية ‪ ,‬ثم من‬
‫اإلفريقيات فيما بعد ‪ ,‬على عكس ما كان عليه الحال في المستعمرات اإلنجليزية في‬
‫أمريكا الشمالية ‪ ,‬حيث قوة الرابطة األسرية ‪ ,‬والرقابة الدينية الصارمة من المجتمع‬
‫‪ ,‬وهكذا قبلت البرازيل منذ البداية باختالط األعراق كأمر واقع ‪.‬‬
‫لقد سعدوا باالختالط بالنساء الملونات منذ أول اتصال بالمجتمع الملزززززون‬
‫( غير األوربي ) ونتج عن ذلك ما ال يحصى من األطفال مختلطي األعراق ‪ ,‬ح تى‬
‫إن بضعة آالف من الر جال تمك نوا من ا ستعمار م ناطق شا سعة ‪ ,‬ومناف سة أ ضخم‬
‫وأكثر الشعوب عددا في سعة األرا ضي الم ستعمرة ‪ ,‬وفاعل ية الن شاط اال ستعماري‬
‫وذلك كله بسبب هذه السياسة التي تقبل االختالط بالملونين ‪.‬‬

‫‪ -2‬فايد ‪ :‬ص ‪. 20‬‬


‫‪ -2‬الميد ‪ ,‬خوزية موريشيو ‪ :‬األدب واالندماج العرقي ‪ ,‬مجلة ديوجين ‪ ,‬القاهرة ‪ , 2002‬العدد ‪230/242‬ص‬
‫‪48.‬‬

‫‪90‬‬
‫وبرغم أن كل هذا لم يمح الن عرات العرق ية تما ما ً ‪ ,‬إال أ نه ج عل من فرض‬
‫سياسززة تمييززز صززارمة ‪ ,‬مثززل تلززك التززي تطززورت فززي الواليززات المتحززدة ومعظززم‬
‫اإلمبراطوريات االستعمارية ‪ ,‬جعل من هذه السياسة العنصرية أمرا غير ممكن في‬
‫البرازيل ‪.‬‬
‫إذن فالقضية هي قضية عنصر ‪ ,‬والم شروع م شروع أور بي ‪ ,‬أو ذو طابع‬
‫الحجْ ر ) األوربي ويح ظى ب تدليل أور بي عل يه‬
‫أوربي ‪ ,‬فالمجتمع الذي يبقى ( على ِ‬
‫أن يأخذ بوجهة النظر األوربية التي ترى بقاء العنصر نق يا من مخال طة اآل خرين ‪,‬‬
‫مفتاح الرعاية والثروة والغني ‪ ,‬وإذا ت نازل المجت مع أو ت هاون في هذه النقائ ية ف قد‬
‫كل رعاية أو عناية ‪ ,‬وترك للفقر والناقة وكان خاد ما ً وظ هراً ذ لوال لألغن ياء ا لذين‬
‫يتفننون في استغالله ‪.‬‬
‫وهذا أيضا ً سبب دعم المشروع اإلسرائيلي في قلب ال عالم العر بي ‪ ,‬هو في‬
‫الحقيقزة كمززا سززلف مشززروع أوربززي حتززى النخززاع ‪ ,‬لقززد نبتززت الفكززرة فززي أوربززة ‪,‬‬
‫ت يودورهرتزل ( ‪ 2409 – 2820‬م ) مؤ سس الحر كة ال صهيونية كا تب نم ساوي‬
‫وإن كان هنجاري ( مجري ) المولد ‪ ,‬مارس نشاطه بحرية شديدة و بدعم كا مل من‬
‫أوربة ‪ ,‬خاصة الزعيمة الكبرى التي لم تك تغ يب عن ها ال شمس ‪ ,‬هي هي صاحبة‬
‫وعد بلفور ‪ , 2420‬وهي ال تي احت لت فل سطين ح تى سلمتها بي ضة مق شرة جاهزة‬
‫للحركة الصهيونية مايو ‪. 2498‬‬
‫وال تنس عزيزي القارئ أن أول مؤتمر صهيوني ع قد في بال السوي سرية‬
‫عام ‪ , 2840‬وسوي سرا هي صاحبة ال صيت ال شهير في الح ياد ‪ ,‬و مع هذا إنع قد‬
‫المؤتمر الصهيوني األول على أراضيها ‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫وكان المقدر لهذه القاعدة األوربية أو طليعة الفكر األوربي في بالد ال عرب‬
‫‪ -‬ك يان أور بي ح تى الن خاع‪ -‬كان الم قدر ل هذا الك يان أن يتم يز بالمحاف ظة ع لى‬
‫العنصر األبيض ويتمسك بنقا ئه ح تى النها ية ‪ ,‬كان الم قدر له أن ي كون كيا نا ً غن يا ً‬
‫متقدما ً في وسط متخلف فقير – من وجهة نظرهم – ولكن الرياح أنت بما ال ت شتهي‬
‫الرً رًسفٍن ‪ ,‬لقد ظهر الب ترول في أرض ال عرب فاغتنى ال ناس ‪ ,‬و لم يغر قوا في الف قر‬
‫و في الفا قة ‪ ,‬ك ما ت صور المت صورون ‪ ,‬برغم سعي الم ستهلكين الحث يث المل حف‬
‫لشراء البترول العربي بأبخس ثمن ممكن‪ ,‬يوافقهم في هذا منتجون عجم أو عرب‪.‬‬
‫من طريف الصدف أن المشروع األوربي اختار شمال ا لوطن العر بي ‪ ,‬أو‬
‫اخ تار فل سطين ك نواة لم شروعه ا لذي ات خذ شعار ( من الن يل إ لى ال فرات ) هذه‬
‫المنطقة التي يحتضنها النهران هي تماما ً تماما ً قمة الوطن العربي في شمال شماله ‪,‬‬
‫حتى تنتقل الفكرة األوربية المعشوقة ‪ ,‬شمال غني ‪ ,‬وجنوب فقير ‪.‬‬
‫وع ندما قام الك يان األور بي في فل سطيننا ع لى ج ماجم مل يون عر بي من‬
‫أصحاب األرض ‪ ,‬ما بين شهيد وطريد ‪ ,‬مات دفاعا ً عن أرضه ‪ ,‬أو ا خرج عن ها ‪,‬‬
‫فتاه في ا لبالد وت شرد بين الع باد ‪ ,‬ح تى لم ي بق منهم في و طنهم غ ير ر بع مل يون‬
‫عربي أو اقل عام ‪. 2498‬‬
‫من الربع مليون زاد العرب في الكيان الجديد إ لى أن أ صبحوا اآلن أك ثرمن‬
‫‪ 9‬ماليين ‪ ,‬يتوقع أن يكونوا سنة ‪ 2 = 2020‬مال يين ‪ ,‬و في ‪ 2020‬رب ما ي صلون‬
‫إلى ‪ 4‬ماليين ‪ ,‬ك ما زاد – بطبي عة ال حال – ال عرب ي شكل عام ح تى أ صبحوا اآلن‬
‫‪ 320‬مليونا ً ‪ ,‬ويتوقع أن يكونوا نصف مليار عام ‪ 2020‬م ‪.‬‬
‫واعجب معي إن كنت من العاجبين المتعجبين ‪ ,‬إن أوربة المعا صرة ت حاكم‬
‫مؤرخي ها وعلماء ها وباحثي ها إن هم أ بدوا أي رأي في تنك يل أور بة باليهود ال تي‬

‫‪92‬‬
‫تت شبث ب شكل مل فت للن ظر ‪ ,‬ال نظ ير له في تاريخ الب شرية ‪ ,‬بإث بات الته مة ع لى‬
‫نفسها ‪ ,‬وما جارودي وإيرفنج منا ببعيد ‪ ,‬ولن يكون عنا ببعيد ‪.‬‬
‫ترى لو جاء أحد أبناء القارة ليدافع – من وجهة نظره – عن بلده أو قار ته ‪,‬‬
‫أو حتى ما يرى أ نه ال صح ‪ ,‬أي كون هذا جزاؤه ؟ ل كن أور بة تف عل هذا دفا عا ً عن‬
‫مشروعها هي ال عن المشروع ال صهيوني ‪ ,‬وال عن صالح الي هود ‪ ,‬بل يرون أن‬
‫نفي هذه الجريمة التي ارتكبتها ‪ ,‬أو حتى التشكيك في ها يم كن أن يؤدي إ لى اه تزاز‬
‫مشروعها هي ‪ ,‬وتخطيطها هي ‪ ,‬وصالحها هي ‪ ,‬هذا ما ينبغي أن ننعم الن ظر ف يه‬
‫جميعا ً ‪.‬‬
‫وآخر ما يذكر هنا أو يقال ما حدث فى‪ - 2002/3/29 -‬عندما فوجئ الناس‬
‫في ال عالم أج مع باقت حام ال قوات المدج جة بال سالح سجن أري حا لل قبض ع لى أح مد‬
‫سعدات وفؤاد الشبكي ورفقائهما ‪ ,‬وينقل السجناء من سجن ال سلطة الفل سطينية إ لى‬
‫سجن إسرائيلي ‪ ,‬الظاهر هنا للباده أن اليد األوربية بعيدة بريئة براءة ا لذيب من دم‬
‫ابن يعقوب – عليهما السالم – ول كن القا ضي وا لداني ي عرف بدء الحكا ية ‪ ,‬ورب ما‬
‫حبكة النهاية ؟ ‪.‬‬
‫لقززد اتفززق الحكمززاء والوسززطاء علززى أن يسززجن هززؤالء المسززاكن فززي سززجن‬
‫فل سطيني األرض والب ناء ‪ ,‬ول كن مع انت قاء ال حراس وال سجانين من ذوي الج لدة‬
‫البيضاء ‪ ,‬من بالد الضباب األوربية ‪ ,‬ومن امتدادها في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫‪ ,‬الحراس ال بيض ‪ ,‬األمري كان واإلنجل يز ان سحبوا من حرا سة ا لذئب ع لى ال غنم ‪,‬‬
‫بعدها بدقائق على أصابع اليد الواحدة تعد ‪ ,‬جاءت القوات اإلسرائيلية ‪ ,‬بقيت طوال‬
‫نور النهار تقصف وتزمجر وتهدم ‪ ,‬وع ندما حل ال ظالم وظ فرت ب صيدها ‪ ,‬لتعلن‬
‫للعالم أن سعدات ومن معه قد استسلموا أخيراً للقوات المظفرة ‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫أما وزير خارجية الدولة األوربية التي كانت زعيمة ف قد أع لن ع لى ال مأل ؟‬
‫كنا نعلم أن القوات اإلسرائيلية سوف تقتحم السجن ‪ ,‬وقد سحبنا جنود نا ألن نا خ شينا‬
‫على حياتهم وقد أبلغنا السلطة الفلسطينية بهذا ‪ ,‬هذا السلطة هي المسئولة عما حدث‬
‫ألنها ال تستطيع القضاء على اإلرهاب الفلسطيني ‪ ,‬إنه المنطق األوربي‪.‬‬
‫نحن ال ندافع عن أحد ‪ ,‬وال نحاول تبرئة ا حد ‪ ,‬فان المن طق األور بي شديد‬
‫الحزم في التعامل مع المبِّرئين ‪ ,‬و لو كان المب َّرءون أورب يين ‪ ,‬ول كن ن حاول إل قاء‬
‫الضوء ع لى الالع بين المه مين الرئي سين في زرع هذا الك يان األور بي في الج سم‬
‫العربي ‪.‬‬
‫ليس اليد األورب ية ف قط هي ال تى أ سهمت في إن شاء هذا الك يان وت قف اآلن‬
‫تدعمه وتغذيه وتسمنه وتدهلل حتى الرمق األخير ‪ ,‬بل من بنى جلدتنا من أ سهم ب حظ‬
‫وافر في إنشاء دولة ‪ 20‬مايو ‪ , 2498‬ودون الدخول في تفاصيل ومتاهات ال تاريخ‬
‫نذكر للقارئ ما ح كاه أ حد المجا هدين ال عرب ع لى إ حدى الف ضائيات من أ نه د خل‬
‫السجن في بلده العربي المتاخم لألرض المحتلة ‪ ,‬لماذا ؟‬
‫يذكر بصوت متهدج ه َّذه السن في أرذل العمر ‪ :‬لقد علمنا بحا جة الم قاومين‬
‫في فلسطين إلى بعض العتاد الخفيف جداً هذا العتاد كان عبارة عن ‪:‬‬
‫( حجارة ) والعة السجاير ‪ ,‬يقول ‪ :‬فكان الحل أن ن هرب هذا عن طر يق الح جاج‬
‫الفلسطينيين ‪ ,‬وبرغم كل اإلحتياطات فإن سلطات الج مارك في الب لد العر بي ا لذي‬
‫مر عليه الحجاج تمك نوا لدقتهم ال شديدة ويق ظتهم من الع ثور ع لى ح جارة الوال عة‬
‫وكانت سلطات البلد من اليقظة أيضا ً بحيث استطاعت أن ت عرف أب عاد المو ضوع ‪,‬‬
‫لتضع أطراف الموضوع ورءوسه في سجونها ‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫والشيء بالشيء يذكر فال يستغرب وال ينكر ‪ ,‬وعودة مرة أ خرى إ لى دور‬
‫الغرب فى خدمة بالد العرب على طريق ته ‪ ,‬إذ يح كى أن لويس التا سع م لك فرن سا‬
‫دعا بعض أمراء المغول ‪ ,‬واتفق معه على انه يتجه التتار من ال شرق إ لى حا ضرة‬
‫الخالفة بغداد لتدميرها ‪ ,‬في حي ن يتولى الفرن سيون غزو ا لبالد من ال غرب إلعا قة‬
‫الجززيش المصززري وتعطيلززه ‪ ,‬وكززان الغززرض الززرئيس القززوات التحززالف التتززري –‬
‫األوربي االستيالء في نهاية األمر على بيت المقدس ‪.‬‬
‫ليس هذا فقط ‪ ,‬بل أر سل لويس هذا قا ئداً من قواده إ لى ع ظيم الت تار ي شد‬
‫أزره لقتال المسلمين ‪ . . .‬ك ما يتو جه الم لك الفرن سي ع لى رأس حم لة إ لى م صرنا‬
‫‪ 2200‬م ‪ ,‬لكن الحملة دحرت في دمياط ‪ ,‬وأسر الم لك لويس ‪ ,‬ثم ر جع إ لى بالده‬
‫ومعه مائة جندي فقط ‪ ,‬من أصل ثمانين ألف عسكري ‪ ,‬قتل أكثرهم وأسر الباقون‪.‬‬
‫أ ما الت تار ف قد أ خذوا في طريقهم األخ ضر وال يابس ح تى دخ لوا حا ضرة‬
‫الخالفة ‪ 202‬هز ‪ ,‬قضى على الخالفة ‪ ,‬وقتل آ خر الخل فاء العبا سيين ( المستع صم )‬
‫وعدد ال يحصى من األعيان والعامة ‪ ,‬حتى قيل قتل من المسلمين في بغداد مليونان‬
‫من البشر ‪.‬‬
‫أي أن اجت ياح ال عالم اإل سالمي ح تى تح طيم راس الخال فة في ب غدادنا كان‬
‫بدعم وتخطيط وتحريض من أوربة أيضا ً ‪ ,‬هو أيضا ً مشروع أوربي حتى الن خاع ‪,‬‬
‫تما ما ً تما ما ً ك ما ف عل الت حالف الغر بي األنج لو أمري كي عام ‪ 2003‬بالعودة مرة‬
‫أخرى إلى بغداد ‪ ,‬لكن حسبنا ما قلنا ‪ ,‬وهلل األمر من بعد ومن قبل ‪.‬‬
‫بعيد هذه االستفا ضة واال ستطرادة ن عود سراعا ر سراعا ر من ا لوطن العر بي‬
‫إلى أمريكا الالتينية ‪ ,‬فإن المصائب يجمعن المصابينا لنتحدث عن أثر آخر من مآثر‬
‫القدم األوربية في األرض التي سميت باألمريكية ‪ ,‬وهو ‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫‪ )2‬قتل التنوع الثقافي واللغوي ‪ :‬بعد قتل البشر وتحطيم الحجر والشجر والمدر‬
‫والوبر بدأت عمل ية إ بادة للت نوع الث قافي والل غوي ع لى أرض ال قارة ‪ ,‬ل قد‬
‫ترتب على قتل اإلنسان وزرع نوع آخر من اللسان ‪ ,‬أو قل زرع نوع آ خر‬
‫من اإلنسان أن بادت ثقافات ولغات عديدات في األمريكيتين كيف ؟‪.‬‬
‫بمجززرد حضززور اإلنسززان األوربززي تغيززرت أسززماء المكززان ‪ ,‬اسززمه اآلن‬
‫األمريكتان ‪ ,‬الشمالية والجنوب ية ‪ ,‬ال جزء ال شمال أ صبح أ سمه ( أمري كا األنج لو –‬
‫سكسونية ) ت سودها لغ تان اإلنجليز ية في الوال يات المت حدة وك ندا ‪ ,‬والفرن سية في‬
‫شرق كندا ‪ ,‬خاصة في ( كويبك ) والتي تسمي ( فرنسا الجديدة ) ‪.‬‬
‫هذا الجزء الشمالي الغني امتد من أقصي الشمال ع ند جزر الم حيط القط بي‬
‫وحتى نهر ( ريوجراند ) الذي مثل مجراه جزءاً من الحدود السيا سية بين الوال يات‬
‫المت حدة و بين المك سيك ‪ ,‬أو قل بين أمري كا ال شمالية الثر ية و بين أمري كا الجنوب ية‬
‫الالتينية الفقيرة ‪.‬‬
‫و من ال حدود المك سيكية ال شمالية ح تى أق صي ج نوب ال قارتين ت قع أمري كا‬
‫المنعوتة بالالتينية ‪ ,‬اللغة األم في القارة األوربية ‪ ,‬حيث جاءت منها ل غات عد يدات‬
‫‪ ,‬منها األسبانية والبرتغالية ‪ ,‬والفرق بينهما أن الكلمات العربية فى األ سبانية أك ثر‬
‫من ها فى البرتغال ية ‪ ,‬وب سبب انت ماء اللغ تين ال سابقتين إ لي الالتين ية كا نت الت سمية‬
‫األمريكية الالتينية ‪ ,‬تسميات أوربية هي حتى النخاع ‪ ,‬نخاع النخاع البرتغال ية في‬
‫البرازيل فقط ‪ ,‬واألسبانية في باقي أمريكا الالتينية كله(‪. )2‬‬
‫ونقتبس بعض ما قاله باحثون أوربيون وأمريكيون ‪:‬‬

‫‪ -2‬فايد ‪ :‬ص ‪.8‬‬

‫‪92‬‬
‫أ‪ -‬رانكا بيلياك (‪ : )2‬لغوي من جامعة بواتيه الفرنسية ‪ ,‬إنه يري أن غزوات‬
‫أوربة االستعمارية ت سببت في انخ فاض حاد في الت نوع الل غوي ‪ ,‬وا ستبعدت ع لى‬
‫األقل ‪ 20‬فى المائة من اللغات التي كان يتكلم بها الناس في ذياك الوقت اللغة لي ست‬
‫ف قط األداة الرئي سة للتوا صل اإلن ساني ف قط ‪ ,‬إن ها أي ضا ً تع بر عن رؤ ية أ صحابها‬
‫للعالم وعن خيالهم وأساليب استخدامهم للمعرفة ‪.‬‬
‫ونضزيف إلزي مززا قالزه ( رانكزا ) أن اللغززة ليسزت سزاعي البريززد الزذي ينقززل‬
‫الرسالة من المرسل إلي المرسل إليه ‪ ,‬أو من المتكلم إ لي ال سامع ‪ ,‬من الكا تب إ لي‬
‫القارئ ‪ ,‬بل لها بصمة و تأثير ع لى متكلمي ها وكاتبي ها ‪ ,‬هي ت طبعهم بطابع ها و هم‬
‫أيضا ً يطبعونها بطابعها ‪ ,‬فالتأثير متبادل بين اللغة وأصحابها ‪ ,‬وبين ال ناس ول غتهم‬
‫‪ ,‬وهكذا ‪.‬‬
‫ب‪ -‬روالنززد بريتززون(‪ : )2‬لغززوي وجغرافززي فرنسززي ‪ ,‬إنززه يززري االسززتعمار‬
‫الث قافي أك ثر م كراً بكث ير من اال ستعمار االقت صادي ‪ ,‬وا لذي هو مل موس ومر ئي‬
‫بدرجة أقل من العسكري والسياسي ‪ ,‬وا لذي ت كون تجاوزا ته وا ضحة ‪ ,‬جل ية ل كل‬
‫ذي عينين ‪ ,‬ويكون من الخطأ – في رأي حسني النية – القول بأن ال سيطرة الحال ية‬
‫للغة اإلنجليزية هي شيء متعمد مقصود ‪ ,‬نظمته ودعمته القوة األنج لو – سك سونية‬
‫‪ ,‬جن با ً إ لي ج نب خطط هم السيا سية ‪ ,‬و كذا التغل غل في االقت صاد ال عالمي بوا سطة‬
‫شركاتهم متعددة الجنسيات والقوميات ‪ ,‬إن حرب اللغات نادراً ما انت به ال ناس إلي ها‬
‫على أنها حرب حقيقية ‪ ,‬إنها لم تع لن ا بدأ في أي م كان ‪ ,‬أو بع بارة أ خري ال ت قوم‬
‫بشكل معلن واضح وصراح ‪.‬‬

‫‪ 2000 -2‬لغة ‪ ,‬تراث يستعد للقتال ‪ ,‬رسالة اليونسكو ‪ ,‬القاهرة أبريل ‪ , 2000‬ص ‪.28‬‬
‫‪ -2‬هل يمكن إنزال اإلنجليزية عن عرشها ؟ رسالة اليونسكو القاهرة ‪,2000‬ص ‪.29,23‬‬

‫‪90‬‬
‫وعلى مدي الثالثمائة سنة األخيرة لم يتبق في أ ستراليا – مثالً – سوي ‪20‬‬
‫ل غة ف قط ‪ ,‬من مج موع ‪ 200‬لغي رة – ت صغير ل غة – كا نت في نها ية ال قرن ال ثامن‬
‫عشر ‪ ,‬وفي البرازيل فقط ماتت ‪ 900‬لغة ‪ ,‬وهي ثالثة أر باع إج مالي الل غات ال تي‬
‫كانت قبل االستعمار البرتغالي ‪.2030‬‬
‫في أمريكا الشمالية تواجه لغات أهل البالد األصليين أكبر تهديد ‪ ,‬وبا ستثناء‬
‫قليل جداً منها تتعرض اللغات المائتان للهنود لألمريكيين التي عاشت ح تى اآلن في‬
‫الواليات المتحدة للخطر ‪.‬‬
‫وما يقرب من ثلث إلي نصف لغات الهنود األمريكيين الخمسمائة في أمريكا‬
‫الالتين ية تت عرض للخ طر مع التن بؤ بأعلى م عدل لالن قراض في البراز يل ‪ ,‬ح يث‬
‫أغلب اللغات تتكلمها مجتمعات صغيرة جداً ‪.‬‬
‫إن آثار موت اللغات خطيرة ألسباب عديدة ‪ ,‬أولها أن را إذا انتهي نا إ لي ال كالم‬
‫جميعا ً بلغة واحدة فإن عقولنا سوف تف قد بع ضا ً من قدرتها الطبيع ية ع لى االبت كار‬
‫اللغوي ‪ ,‬ولن نستطيع أبداً أن نسبر غور اللغة اإلنسانية وأصولها ‪ ,‬وبموت كل ل غة‬
‫يغلق فصل من تاريخ البشرية إلي األبد ‪ ,‬وال يفتح أبداً ‪.‬‬
‫إن تعدد اللغات هو أدق انعكاس لتعدد الثقافات ‪ ,‬ف تدمير الل غات يؤدي حت ما ً‬
‫إ لي ضياع الثقا فات ‪ ,‬إن فرض ل غة ليس ل ها راب طة بثقا فة شعب ما وأ سلوبه في‬
‫المعيشززة يخنززق التعبيززر عززن عبقززريتهم ‪ ,‬إن االسززتراتيجيات العسززكرية والسياسززية‬
‫والدبلوماسززية واالقتصززادية للقززوى الكبززرى يمكززن دراسززتها ومقاومتهززا ‪ ,‬ولكززن‬
‫االستراتيجيات اللغوية تبدو غير واضحة ‪ ,‬وضمنية غامضة ‪ ,‬وحتى بريئة أو غ ير‬
‫مرئية ‪ ,‬إن تاريخ القرن الماضي قد أج بر قوي عد يدة ع لى ات خاذ مو قف متوا ضع‬

‫‪98‬‬
‫جداً ت جاه الل غة ‪ ,‬ول كن هل أدر كت هذه ال قوي أن علي ها أن ت قاوم سيطرة الل غة‬
‫الواحدة المستبدة التي تروم – تريد – احتناك اللغات األخرى والقضاء عليها؟ ‪.‬‬
‫إن القضاء على اللغات سواء بقصد أو بدون هي واحدة من األدوات الرئيسة‬
‫لقتل األعراق ولحرمان الشعوب من ثقافات ها ال تي كا نت دائ ما ً جري مة اال ستعمار ‪,‬‬
‫والتي يغفل عنها كثير من الناس غير مقدرين لحجمها وخطورتها ‪.‬‬
‫جززز ‪ -‬لززويزا مززافري ‪ :‬هززي (‪ )2‬باحثززة لغويززة و ( أنتروبولوجيززة ) ودارسززة‬
‫للبيولوجيزا العرقيزة ‪ ,‬وهزي مؤسِّسززة ورئيسزة لهيئزة ‪ ( Terralingua‬التنزوع اللغززوي‬
‫البيولوجي ) وهي هيئة عالمية وغير حكومية ‪ ,‬مقرها العاصمة األمريكية وا شنطن‬
‫‪ ,‬ومهمت ها د عم الت نوع الل غوي في ال عالم ‪ ,‬واكت شاف ا لروابط بين الت نوع الل غوي‬
‫والثقافي وبين الت نوع البيو لوجي عن طر يق الب حوث والتوع ية وإف شاء المعلو مات‬
‫عن هذا التنوع ‪ ,‬ورسم السياسات الداعمة ل هذا الت نوع ‪ ,‬لويزا أي ضا ً م حررة ك تاب‬
‫نشر عن التنوع الثقافي والبيولوجي ‪ :‬لغة التواصل والمعرفة والبيئة ( عام ‪2002‬م‬
‫)‪.‬‬
‫ماذا تقول هذه الباحثة ؟ إنها تقول ‪ :‬اللغة جسر متحرك ون شط بين الما ضي‬
‫والمسززتقبل ‪ ,‬وأداة االنتقززال المسززتمر والمتجززدد لمعززارف األمززة ومعتقززداتها وقيمهززا‬
‫وممارستها ‪ ...‬ول قد طر حت في ت سعينات ال قرن الما ضي ف كرة و جود روا بط بين‬
‫التنوع اللغوي والثقافي وبين التنوع البيولوجي باعتبارهما مظهرين متمايزين ‪ ,‬لكن‬
‫كال منهما يعزز اآلخر ‪.‬‬
‫ك ما أ شارت الب حوث إ لي العال قات القائ مة بين الل غة والبي ئة ‪ ,‬فالل غة هي‬
‫المستودع الرئيس للمعرفة واألداة الجوهرية لنقلها ‪ ,‬ونظراً للترابط بين قضايا البيئة‬

‫‪ -2‬اللغات والمعارف المعرضة لالنقراض ‪ ,‬ديوجين ‪ ,‬مطبوعات اليونسكو بالقاهرة ‪ ,‬نوفمبر ‪ , 2002‬ص ‪.203‬‬

‫‪94‬‬
‫والثقا فة والل غة وح قوق اإلن سان ‪ ,‬ظ هر م جال عل مي جد يد سمي ( الت نوع الث قافي‬
‫البيولوجي ) ‪.‬‬
‫مرة أخري انجلت المعركة عن قضاء على اللغات المحلية والثقافات ل تزرع‬
‫أربززع لغززات غريبززة عززن القززارتين ‪ ,‬هززي ( اإلنجليزيززة – األسززبانية – البرتغاليززة –‬
‫الفرنسية ) ولكن ؟ ماذا حدث بعد ذلك ؟ زحف من اللغة اإلنجليزية واأل سبانية ع لى‬
‫البرتغالية ‪ ,‬هذا الزحف الذي أثار قلق المتحدثين بالبرتغالية ؟‪.‬‬
‫في مقا لة آر يان ويتكوف سكي بع نوان ( ط عم الل غة الهجي نة ) ويق صد بالل غة‬
‫الهجينة البرتغالية يقول آريان ‪ :‬الزالت البرتغال والبرازيل إذا أردنا استعارة عبارة‬
‫برنارد شو – عن بريطانيا العظمي والواليات المتحدة عندما قال ‪:‬‬
‫" األمريكيون والبريطانيون أوالد عمومة ‪ ,‬فرقتهم لغة مشتركة (‪." )2‬‬
‫يعلل آريان هذا بأن األفالم البرتغالية تعرض في البرازيل مترجمة ‪ ,‬أي من‬
‫الل غة البرتغال ية إ لي البرازيل ية ‪ ,‬مع أن المف ترض أنه ما ل غة وا حدة ال تح تاج إ لي‬
‫ترجمة ‪.‬‬
‫أما مبررات القلق على البرتغالية لدي الكاتب المذكور فيراها في أمرين ‪:‬‬
‫‪ -2‬أعلن الخ براء أ نه ب عد توح يد الج مارك في دول ال سوق الم شتركة ألمري كا‬
‫الجنوبيززة فززإن اللغززة المشززتركة بززين دولهززا ستصززبح فعلي زا ً األسززبانية ‪ ,‬ألن‬
‫البرتغالية موجودة في دولة واحدة هي البرازيل ‪ ,‬في حين باقي دول أمريكا‬
‫الجنوبية يتحدثون األسبانية ‪.‬‬

‫‪ -2‬نقلنا نص عبارة برنارد شو من كتاب دين آلن فوستر ( المساومة عبر الحدود ‪ ) ...‬ص ‪.202‬‬

‫‪00‬‬
‫‪ -2‬أك بر دو لة إفريق ية ت ستخدم البرتغال ية ل غة ر سمية و هي ( موزانب يق )(‪, )2‬‬
‫غزتها بالفعل اللغة اإلنجليزية ‪ ,‬وكان هذا نتي جة قرب ها من ج نوب إفريق ية‬
‫التي تجذب كثيراً من األيدي العاملة ‪.‬‬
‫واللغة اإلنجليزية ال تترك البرتغالية حتى في ع قر دار ها البراز يل ‪ ,‬ف قد ذ كر‬
‫جال يانوا (‪ : )2‬بع ثات تب شيرية من الكني سة البروت ستانتية للوال يات المت حدة أساسزا ً‬
‫احتلت األمازون ‪ ...‬تنشر على نطاق واسع موانع الحمل ‪ ,‬وتع لم اإلنجليز ية لله نود‬
‫وليس لغة الناس أو ل غة الب لد ا لذي يعي شون ف يه ‪ ,‬تعلم هم الل غة األجنب ية مع م بادئ‬
‫البروتستانتية ‪ ,‬وتطوق مناطقهم عناصر مسلحة ‪ ,‬بحيث ال يستطيع أحد الن فاذ إلي ها‬
‫‪.‬‬
‫ن عود للبرتغال ية مرة أ خري ل نذكر أن هذه الل غة لم ت كن م ثار ق لق للمثق فين‬
‫والم سئولين أك ثر م ما كا نت عل يه في نها ية ال قرن الما ضي ؛ لذا تأس ست ‪,2442‬‬
‫وبم بادرة من الح كومتين البرتغال ية والبرازيل ية ( راب طة ا لدول الناط قة بالبرتغال ية )‬
‫‪ CPLP‬وقعززت عليهززا سززبع دول ( ‪200‬مليززون نسززمة ) وقززد أثززارت فكززرة التحززدث‬
‫بالبرتغال ية حما سة جد يدة ‪ ,‬أر يق في ها الكث ير من ا لدماء وال مواد وال جدل ‪ ,‬وي ختم‬
‫آريان حديثة ببعض الشعارات التي يرفعها اآلن بعض متحدثي البرتغالية ‪ ,‬مثل ‪-:‬‬
‫‪ -‬من لغتي أستطيع أن أري البحر ‪.‬‬
‫‪ -‬لغتي هي (‪ )3‬وطني ‪.‬‬

‫‪ -2‬تقع على الساحل الشرقي الجنوبي لل قارة اإلفريق ية الجنوب ية ‪ ,‬الم طل ع لى م ضيق موزنب يق ‪ ,‬وا لذي يف صلها عن‬
‫جزيرة مدغشقر ‪ ,‬الواقعة إ لي ال شرق من الم ضيق ال مذكور ‪ ,‬سكان موزنب يق حوالي ( ‪ 20‬مل يون ن سمة ) في‬
‫م ساحة ثال ثة أر باع المل يون كم تقري با ً ‪ ,‬ي حدها من الج نوب ال شرقي ج نوب إفريق ية ‪ ,‬و من ال غرب ( زم بابوي‬
‫وماالوي ) ومن الشمال كين يا ‪ .‬أ ما عا صمة موزنب يق ف هي مابوتو ال تي ت قع أق صي ج نوب ا لبالد ‪ ,‬بالقرب من‬
‫الحدود مع جنوب إفريقية وسوازيالند كما يبدوا في الخرائط الملحقة ‪.‬‬
‫‪ -2‬مرجع سابق ‪ :‬ص ‪.280‬‬
‫‪ -2‬بل اللغة أهم من الوطن ‪ ,‬ألن اللغة إذا ضاعت فال عودة لها ‪ ,‬في حين يمكن أن يعود الوطن السليب إلي أصحابه‪.‬‬

‫‪02‬‬
‫على أية حال ليست البرتغالية وحدها في هذا الق لق بل شاركتها ل غات أ خري‬
‫فاجتمعت دولها وبلدانها للمجاحشة وا لذب عن ها ‪ ,‬فكا نت الق مم األ سبانية األمريك ية‬
‫ال تي تج مع كل عامين أك ثر من ع شرين دو لة ( ‪300‬مل يون ن سمة ) ناه يك عن‬
‫مؤتمرات للمتكلمين بالهولندية والتركية والفرنسية بطبيعة الحال (‪. )2‬‬
‫ليس اللغة األجنبية فقط التي زرعها المستعمرون في العالم الجد يد ‪ ,‬بل أي ضا ً‬
‫الكاثوليكية ‪ ,‬فق بل كل حم لة ع سكرية كان ي جب ع لى ال قادة أن ي قرءوا أ مام كا تب‬
‫عمومي إنذارا مسهبا ً وبليغا ً يستحثهم على اعتناق الكاثوليكية المقدسة مهدداً متو عداً‬
‫‪ ":‬وإذا لم تفع لوا ‪ ,‬أو أ بديتم في ذ لك إب طاء ب سوء طو ية فإنني أ شهدكم ع لى أن ني‬
‫بعون الرب سأحمل ع ليكم ب سطوة ‪ ,‬وسأ شن ع ليكم ال حرب في كل م كان ‪ ,‬وب كل‬
‫طريقة أستطيعها ‪ ,‬وسأخ ضعكم لطا عة الكني سة و صاحبة الجال لة و سآخذ ن ساءكم‬
‫وأب ناءكم سبايا ‪ ,‬وأ بيعهم ب يع العب يد ‪ ,‬وسأت صرف فيهم ك ما تأمر جاللت ها و سآخذ‬
‫أمالكهم ‪ ,‬وأوقع بكم كل ما أستطيع من شرور وأذي(‪." )2‬‬
‫هذه هي الروح الديمقراطية األوربية ‪ ,‬وحر ية ا لرأي واالعت قاد لدي أور بة ‪,‬‬
‫هم ال يريدون من اآلخر أن يفعل ما يريدون فقط ‪ ,‬بل أيضا ً أن يقت نع اآل خر ‪ ,‬و من‬
‫قلبه ‪ ,‬ومن سواء قلبه راضيا ً ممتنا ً شاكراً لألوربيين أياديهم البيضاء عليه ‪.‬‬
‫الدعا ية األمريك ية ال شمالية تت شبت وت لح في عمل ها ع لى أن فرص سيطرة‬
‫الواليات المتحدة بقوتها الجغرافية – السياسية على جمهوريات الموز – مثالً – في‬

‫‪ -3‬بريتون ‪ :‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪.29‬‬


‫‪ -2‬جاليانو ‪ :‬ص ‪.23‬‬

‫‪02‬‬
‫أمري كا الالتين ية ع لى أن ها موا فق علي ها ومقبو لة لت كون هذه ا لبالد آم نة وم سالمة‬
‫لشركات الموز األمريكية (‪. )2‬‬
‫وفي عالم العرب فعلوا نفس الشيء الذي فعلوه في العالم الجديد ‪,‬انقسم ال شعب‬
‫العر بي إ لى ‪ 22‬دو لة ‪ ,‬وزر عوا في أح شائه الل غات األجنب ية ع نه ‪ ,‬الفرن سية في‬
‫المغرب والجزائر ‪ ,‬وبدرجة أقل في تونس ولبنان ‪ ,‬اإلنجليزية في مصر وال سودان‬
‫‪ ,‬وفي الوقت الراهن تندفع اإلنجليز ية با لدفع األمري كي لمزاح مة لغت نا العرب ية في‬
‫مصر والخليج ‪ ,‬وفي عقر دارها ومعاقلها ‪ ,‬ومن أسف أن بعض بني يعرب يلهثون‬
‫خلف هذه اللغة األجنبية متوهمين أنها مفتاح الجنان في ال ُّدنا واآلخرة‪ ,‬وال حول وال‬
‫قوة إال باهلل العلي العظيم ‪.‬‬
‫ويبدو أن هذه المعاناة ال تي كا بدها ال ناس في أمري كا الالتين ية قد أ فرزت أد با‬
‫راقيا ً متميزاً وعالميا ً ‪ ,‬وهذا ما يبدو لنا فيما يلي ‪:‬‬
‫أوال ً ‪ :‬ع ندما فاز األدب العر بي بأول جائزة من نو بل ‪ 2488‬كا نت أمري كا‬
‫الالتينية حصدت أربع جوائز‪ ,‬هذه الجائز التي يبدو وكأنها أوربية غربية تماما ً ‪ ,‬قد‬
‫فاز فيها األدب الالتيني – كما ظهر – بأكبر قدر من الجوائز ‪ ,‬بعد اآلداب األورب ية‬
‫‪.‬‬
‫جائزة نوبل لآلداب بدأت ‪ 2402‬م بفوز الفرنسي ( رينيه سولي برودم ) فإذا‬
‫نظر نا إ لى ال جائزة ح تى سنة ‪ 2443‬م ‪ ,‬حوالي ما ئة سنة ‪ ,‬أو ما ئة مرة من حت‬
‫الجائزة وجدنا أنها حجبت ‪ 0‬مرات ‪ ,‬كما أعطيت ألوربيين من أمريكا ال شمالية ‪80‬‬

‫‪ -2‬كرانج ‪ ,‬مايك ‪ :‬الجغر افيا الثقافية ‪ ,‬أهمية الجغرافيا في تفسير الظواهر اإلنسانية ‪ ,‬ترجمة د‪ .‬سعيد منتاق ‪ ,‬عالم‬
‫المعرفة بالكويت ‪ ,‬يوليو ‪ 2000‬م ‪ ,‬ص ‪.204‬‬

‫‪03‬‬
‫مرة ‪ ,‬أي حوالي ‪ % 80‬من ال جوائز ح صدها أد باء غرب يون ‪ ,‬وال باقي ‪% 200‬‬
‫وزعت كاآلتي ‪:‬‬
‫‪ -‬أمريكا الالتينية ‪ 0‬مرات ‪.‬‬
‫‪ -‬االتحاد السوفيتي ‪ 9‬مرات ‪.‬‬
‫‪ -‬اليابان وجنوب إفريقية والهند ومصر ونيجيريا مرة واحدة لكل بلد ‪.‬‬
‫قد يكون في حرمان األدب العربي إال من جائزة وا حدة يتي مة ب عض ال غبن أو‬
‫التجاهل ‪ ,‬ل كن سبق األدب الالتي ني في جوائز نو بل لن ي كون – أو ال نت صور أن‬
‫ي كون – ب سبب المجام لة ‪ ,‬وإن ما نرى أن هذا األدب خرج من ر حم المعا ناة ال تي‬
‫عاناها الناس هناك ‪ ,‬ربما بشكل غير مشابه ألية منطقة من مناطق العالم ‪ ,‬و من ثم‬
‫كانت قوة هذا األدب ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قد كنت أعرف أن هذا الظلم الذي وقع إلخوت نا في الخ لق ه ناك قد و لد‬
‫مناضلين مشهورين ومغ مورين ع لى ال سواء ‪ ,‬لك نه في ذات الو قت و لد أد با ً راق يا ً‬
‫ي ستحق أن ي صل مرت بة العالم ية ‪ ,‬و في مكتب تي ع ثرت ع لى أ حد الك تب بع نوان‬
‫الشرايين المفتو حة ألمري كا الالتين ية ‪ ,‬تاريخ م ضاد كت بة إدوارد وجال يانو ‪ ,‬ترجم‬
‫الكتاب ونشر في مصرنا ‪ 2449‬م عن الطب عة الحاد ية والثال ثين ‪ ,‬ول قد أتا حت لي‬
‫إحدى إجازات األعياد أن أقرأه من األلف إلى الياء ‪ ,‬فرأيت فيه قطعة أدب ية راق ية ‪,‬‬
‫وما أرى هذا إال ألن الكاتب يعبر عن معاناة حقيقية غ ير مفتع لة ‪ ,‬و عذابات واقع ية‬
‫بال تهويل أو تهوين ‪.‬‬
‫هل تأثر باألدب العر بي والف كر العر بي ؟ ن عم هذا أ مر وارد ‪ ,‬ف قد جاء في‬
‫الكتاب المذكور (‪ " : )2‬ذ كر ال قرآن ال موز بين أ شجار الج نة ‪ " . . .‬في إ شارة إ لى‬

‫‪ -2‬ص ‪. 239‬‬

‫‪09‬‬
‫قوله تعالى ‪ " :‬وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود‬
‫وظل ممدود (‪. " )2‬‬
‫إذن ف هل ير جع الك تاب في بالغ ته وج مال أ سلوبه ال شائق الرا ئق ال فائق إ لى‬
‫التأثر باألدب العربي ‪ ,‬أو ربما كان هذا من أ ثر الترج مة ‪ ,‬أو من ف عل التراج مة ؟‬
‫الززرأي أن كززال العززاملين ليسززا كززافيين – مززن وجهززة نظززري – ليكززون الكتززاب بهززذه‬
‫الصورة األدبية الراقية ‪ ,‬بل‪ -‬كما قلنا – ألنه خرج من رحم المعاناة البال غة ‪ ,‬وع بر‬
‫بصدق وإخالص عن بؤس الناس ومآسيهم المفجعة ‪ ,‬ولذا أفردنا اقتباسا ً م طوالً من‬
‫الكتاب في ملحق هذه الدراسة ‪ ,‬حاولنا االختصار قدر الطاقة والوسع ‪ ,‬برغم إغراء‬
‫الكتاب وأسلوبه ‪ ,‬والذي نأمل أن تدرس هذي المقتبسات لطالبنا ‪.‬‬
‫واآلن نتساءل ‪ :‬ب ما أن هذا األ سلوب الم شرق لم يك بف عل التراج مة أو تأثراً‬
‫بأدب العربية ‪ ,‬وإن كان لهذين العاملين ا لدور ا لذي يذكر ه نا وال ين كر ‪ ,‬ف هل هذا‬
‫يع ني أن الترج مة قادرة ع لى ن قل األدب ب صوره وبالغ ته ورون قه ؟ ن عم إن هذه‬
‫الترجمة مما يثبت كل هذا وال ينفيه ‪ ,‬وما أظن الترج مة و حدها ب قادرة ع لى و ضع‬
‫الكتاب على هذه الصورة األدبية الراقية ‪ ,‬وإنما هذا من فعل أسلوب المؤلف نفسه‪.‬‬

‫‪ 30 – 20 -2‬الواقعة ‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫الجالية العربية في أمريكا الالتينية‬
‫أول شىء يحسن بنا ذ كره ه نا ‪ ,‬هل و صل ال عرب إ لى ال عالم الجد يد قب يل أو‬
‫قبل الغزو األور بي األخ ير في عام ‪ 2942‬؟ هذا ما رأي ناه في م صدرين ‪ ,‬ك تاب‬
‫وبعض المواقع على الشبكة ‪:‬‬
‫‪ .2‬الكتاب ‪ ( :‬العالم اإلسالمي ) لألستاذ محمود (‪ )2‬شاكر الذي ذكر فيه ‪:‬‬
‫يبدو أن السواحل الشمالية ألمريكا الجنوب ية قد شهدت تجم عات عرب ية ق بل معر فة‬
‫األوربيين لتلك ال قارة ‪ ,‬ل قد أ كد ا لدكتور ( هوى لز لى ) أ ستاذ ع لم الن بات بجام عة‬
‫بن سلفانيا – و هو من أ صل صيني – في محا ضرة ألقا ها في " الجمع ية ال شرقية‬
‫األمريك ية ) في ( فالدلف يا ) أن الم سلمين و صلوا إ لى ال سواحل ال شمالية ألمري كا‬
‫الجنوبية من الطرف الغربي للعالم اإلسالمي وبالتحديد من الدار البيضاء " ‪.‬‬
‫وأعت قد أن هم ساروا من ا لدار البي ضاء ع لى الم حيط األطل سي ‪ ,‬ومن ها إ لى‬
‫الجنوب الغربي في جزر الكناري األسبانية أو إلى جزر ( مادورا ) البرتغال ية أوال‬
‫ثم جزر الكناري ‪ ,‬ومنها إلى جزر ا لرأس األخ ضر وت قع إ لى ال غرب من سواحل‬
‫السنغال في داخل المحيط ‪.‬‬
‫ومن الرأس األخضر تحرك العرب غربا ً حتى جزر األنت يل ف هذه النق طة هي‬
‫األقرب تماما ً إلى الرأس األخ ضر ‪ ,‬فا لدكتور ( هوى ) يذكر أن الم سلمين و صلوا‬
‫ال سواحل ال شمالية ألمري كا الجنوب ية ‪ ,‬هذه ال سواحل هي األ قرب جداً إ لى جزر‬
‫األنت يل ال صغرى ‪ ,‬هذا هو الطر يق ا لذي نت صوره لروا ية البا حث ال صيني ال تي‬
‫ذكرت قبالً ‪ ,‬والتي استندت إلى ‪ " :‬وثائق محفوظة في ال صين ‪ ,‬ت عود إ لى ال قرنين‬

‫‪ – 2‬بيروت ‪ 2903‬هز ‪ ,‬ص ‪. 390‬‬

‫‪02‬‬
‫ال سادس والسزابع ‪ . . .‬وبعزد أن أمضزى ثمانيزة أ عوام فزي تتبزع انتشزار المحاصزيل‬
‫الزراعية في شتى أنحاء العالم " ‪.‬‬
‫وقد أيد هذا ا لرأي ا لدكتور ( لين سينج يانج ) أ ستاذ ال تاريخ والل غة ال صينية‬
‫بجامعة ه ارفارد ‪ ,‬والدكتور ( ريتشارد رودلف ) الذي قال ‪ " :‬ينب غي ع لى ال عرب‬
‫أن يتابعوا دراسة تاريخهم مبتدئين من هذه النقطة " كذلك عثر على صخرة بالقرب‬
‫من مدي نة ( ر يودي جانيرا ) البرازيل ية علي ها ن قوش قري بة ال شكل من ال حروف‬
‫العرب ية القدي مة ‪ ,‬و قد زاد عدد ال قائلين ب هذا ‪ ,‬ك ما زادت اآل ثار الدا لة ع لى ذ لك ‪,‬‬
‫وأضحى هذا الرأي شائعا ً ‪ ,‬وخاصة في البرازيل ‪.‬‬
‫‪ .2‬على الشبكة ‪ :‬من ب عض الموا قع ع لى ال شبكة الدول ية قرأ نا لك ‪ -‬عز يزي‬
‫ال قارئ – ما ي لي ‪ :‬ت شير كث ير من الدرا سات إ لى أن الم سلمين‪ -‬ال عرب ‪-‬‬
‫سبقوا كولمبس في الو صول إ لى أمري كا الالتين ية ‪ ,‬ب عد عدة سنوات من‬
‫البحث والدرا سة في تاريخ أمري كا الالتين ية ‪ ,‬ك شف الباح ثان ع بد ال هادي‬
‫بازورتو ‪ ,‬ودان يال د نتن في محا ضرة ألقيا ها في جام عة كاليفورن يا عن‬
‫جوانب تشابه في طرق المعيشة ال تي كان يمار سها ال سكان األ صليون من‬
‫الهنود الحمر الم عروفين بقبا ئل األز نك ‪ ,‬مع طرق معي شة الم سلمين (‪, )2‬‬
‫كما عرض المحاضران عدداً من الو ثائق ‪ ,‬و سردا مجمو عة من الق صص‬
‫التي تناقلتها أجيال متعاقبة من األزنك ‪ ,‬ظهرت في ها إ شارات وا ضحة إ لى‬
‫آثززار إسززالمية كانززت موجززودة قبززل كريسززتوف كززولمبس والمستكشززفين‬
‫األوربيين مما يعد دليالً على أن ال عرب قد و صلوا إ لى القبا ئل الهند ية في‬
‫األمززريكتين قبززل وصززول األوربيززين إلززى تلززك األرض بقززرون ‪ ,‬ويضززيف‬

‫‪ - 2‬يالحظ أننا نستخدم لفظي ( المسلمين والعرب ) بشكل مترادف أحيانا ً ‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ :‬وتشززير دراسززات أخززرى إلززى أن عززددا مززن البحززارة‬ ‫الموقززع المززذكور‬
‫العرب من بقايا الممالك األندل سية كانوا ضمن أع ضاء البع ثة االستك شافية‬
‫التي قادها كولمبس ‪ , 2942‬نظراً لتفوق العرب في ع لوم الف لك والمال حة‬
‫وصناعة السفن ‪ ,‬إضافة إلى ذلك فقد كانت نسبة كبيرة من اإلفريقيين الذين‬
‫أ تى ب هم إ لى أمري كا الالتين ية من شمال ال قارة الحبي بة و شرقها كانوا من‬
‫العززرب أو مززن المسززلمين ‪ ,‬وانتهززى بهززم المطززاف فززي البرازيززل وفن ززويال‬
‫وكولومبيا ‪.‬‬
‫وأ ضيف بأن بعزض مال مح القزوم في أمريكزا الالتين ية تبزدو عرب ية تمامزا ‪,‬‬
‫فالرئيس الفنزويلى الحالى هوجو شافيز يظهر من قراءة وجهة أ نه شرقي ال سمات‬
‫‪ ,‬وعربي في القسمات ‪ ,‬وجهه وقوامه يذكران بالرئيس الراحل جمال عبد النا صر‪,‬‬
‫وجهة نظر خبير في قراءة الوجه ‪.‬‬
‫ويشير ذياك الموقع إلى أن عدد المسلمين في أمريكا الالتينية يقدر اآلن بأربعة‬
‫مال يين ن سمة ‪ ,‬منهم مل يون ون صف – أو أ قل ‪ --‬في البراز يل ‪ ,‬ع مالق أمري كا‬
‫الالتينية ‪ ,‬وفي األرجنتين ثالثة أرباع المليون ‪ ,‬نصف هذه األ عداد من الم هاجرين‬
‫وأبنائهم ‪ ,‬ونصفهم اآلخر من السكان األصليين ‪.‬‬
‫و في المو قع أن اله جرات من ا لبالد العرب ية واإل سالمية بدأت في منت صف‬
‫القززرن التاسززع عشززر ‪ ,‬وإبززان الحززربين العززالميتين ‪ ,‬األولززى والثانيززة ‪ ,‬معظززم تلززك‬
‫الهجرات جاءت من سورية ولبنان وفلسطين ‪ ,‬ومن الهند والباكستان ‪.‬‬

‫‪1- www.alqoqaz.net‬‬
‫‪.‬‬

‫‪08‬‬
‫الم هاجرين ال عرب في البراز يل واألرجن تين ا ستخدموا الم طابع العرب ية في‬
‫نهاية القرن التاسع عشر إلصدار الصحف باللغة العربية ‪.‬‬
‫و قد ساهمت ال صحوة اإل سالمية في ال شرق و في ال غرب ع لى ال سواء ع لى‬
‫ز يارة التوا صل مع الم سلمين في أمري كا الالتين ية من خالل اله جرات الحدي ثة أو‬
‫الزيارات التي يقوم بها المسئولون العرب أو المسلمون ‪ ,‬والدعاة ‪ ,‬يضاف إ لى هذا‬
‫ز يادة طبا عة ترج مات ال قرآن ال كريم بالل غات ال تي يت حدث ب ها أ هل ت لك ا لبالد ‪,‬‬
‫وطباعة الكتب التعليمية التي تربطهم باإلسالم وتدعوا إليه ‪ ,‬وترفع مستواهم العلمي‬
‫ووعيهم ‪.‬‬
‫و مع هذا فإن شعوب أمري كا الالتين ية ت عيش حال يا ً فرا غا روح يا ً لم ت ستطع‬
‫الكني سة أن ت مأله ‪ ,‬وال يزال عدد كب ير منهم يب حث عن ا لدين ال قادر ع لى تلب ية‬
‫حاجاتهم الروحية والعقائدية ‪.‬‬
‫ومنذ حوالي عشر سنوات قرأت في إ حدى الم جالت العرب ية ال شهيرة أن أ حد‬
‫بني يعرب ذهب إلى البرازيل لدراسة الدكتوراه في الهندسة ‪ ,‬لكنه فوجئ بأن الناس‬
‫يطلبون منه‪ -‬بما أنه عربي ‪ -‬أن يعلمهم اللغة العربية ‪ ,‬كيف يعلمهم و ماذا يعلم هم ؟‬
‫أحسست انه يصر بأعلى صوت ‪( :‬الحقوني يا عرب ) ‪.‬‬
‫وقد أرسلت له كيف يعلم العربية ‪ ,‬وق بل ك يف يتعلم هو نف سه الل غة العرب ية ‪,‬‬
‫ومن أين يبدأ ‪ ,‬ثم أرسلت له مجموعة من الك تب األسا سية في عم له ‪ ,‬ثم ك تب لي‬
‫بعد ذلك كيف يقبل الناس في البراز يل ع لى تع لم العرب ية ‪ ,‬وك يف يح سون بالفراغ‬
‫الروحي والديني ‪ ,‬ويحتاجون إلى من يدعوهم لديننا‪.‬‬

‫‪04‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فضززائية الجزيززرة التززي خصصززت ألمريكززا الالتينيززة‬ ‫وفززي بعززض حلقززات‬
‫ذ كرت إ حدى الفت يات ال تي خطب ها أ حد الم هاجرين ال عرب من ال عراق ال جريح أن‬
‫ال عرب ل هم ث قافتهم ال تي يتم سكون ب ها ح تى في غربتهم ‪ ,‬أو خا صة في غربتهم‬
‫ومهجرهم ‪ ,‬في حين تحس هذه الفتاة ( البيضاء ) بأنه ال ثقافة لها ‪ ,‬وال للمجتمع من‬
‫حولها ‪ ,‬وكانت تقول هذا والدموع تنزل من عينيها ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أن ال سفراء ال عرب‬ ‫ومنذ خمس سنوات نشر ملحق ( اإليمان ) في الكو يت‬
‫في الحاضرة الكولومبية ( بوجو تا ) يقتر حون إن شاء ق سم الل غة العرب ية في جام عة‬
‫بوجوتا ‪ ,‬وطلب السفراء العرب من الجامعات المصرية إبداء رأيها في كبينة إن شاء‬
‫القسززم ‪ ,‬ومنهززا جامعززة المنصززورة ‪ ,‬حيززث قمززت بكتاب زة مقترحززاتي إلنشززاء القسززم‬
‫المقترح‪.‬‬
‫وفي ذات الصفحة التي نقلنا عن ها ما سبق و جدت خ برا آ خر عن األرجن تين‬
‫جاء فيه ‪ " :‬بهدف اإلسهام في ن شر قيم اإل سالم وم بادئ ا لدين الحن يف في أمري كا‬
‫الالتينية ‪ ,‬قام مكتب الثقافة والدعوة اإلسالمية باألرجنتين بترج مة عدد من أم هات‬
‫الكتب اإلسالمية إلي اللغة األسبانية وطباعت ها وتوزيع ها ع لى الجمع يات والمرا كز‬
‫اإلسززالمية فززي األرجنتززين ‪ ,‬وبعززض الززدول المجززاورة الناطقززة باألسززبانية ‪ ,‬وذلززك‬
‫لمسززاعدة مسززلمي المنطقززة علززى الفهززم الصززحيح لززدينهم ‪ ,‬خاصززة أن أغلززبهم ولززدوا‬
‫وعاشوا في هذه المجتمعات ‪ ,‬ونكاد ت كون الترج مات هي الم صدر الوح يد لث قافتهم‬
‫اإلسزززززالمية ‪ ,‬وفهزززززم المعلومزززززات الشزززززرعية والعبزززززادات والمعزززززامالت "‪.‬‬
‫ويضززيف الخبززر ‪ ":‬إن المكتززب قززام بتوزيززع أعززداد كبيززرة مززن هززذه الكتززب‬

‫‪ – 2‬في بداية عام ‪. 2002‬‬


‫‪ 2002/3/4 – 2‬م ‪ ,‬ص ‪. 2‬‬

‫‪20‬‬
‫والمطبو عات ع لى المرا كز الثقاف ية والمكت بات الحكوم ية األرجنتين ية المه مة م ثل‬
‫المكتبة العا مة في ب يونس أ يرس ال تي تعت بر من أك بر المكت بات العا مة في أمري كا‬
‫الالتينية ‪ ,‬ومكتبة البرلمان األرجنتيني ‪ ,‬والمكتبات الجامع ية في ‪ ( :‬ب يونس أ يرس‬
‫– مندوسا – البالتا – ماردي البالتا ) وذلك لعرضها واإلفادة من ها ‪ ,‬وإ طالع غ ير‬
‫المسلمين الراغبين في التعرف على اإلسالم "‪.‬‬
‫" هذه الكتب المترجمة تشمل صحيح مسلم ‪ ,‬والخلفاء الراشدين ‪ ,‬و صور من‬
‫حياة الصحابة ‪ ,‬والمذكرة الفقهية ‪ ,‬والجنازة في اإلسالم ‪ ,‬وأريد أن أ توب واألذ كار‬
‫‪ ,‬ف ضالً عن مطو يات عن ‪ :‬ح قوق اإلن سان في اإل سالم ‪ ,‬وال عدل والم ساواة في‬
‫اإلسالم ‪ ,‬والن ظام األخال قي في اإل سالم ‪ ,‬والع بادة في اإل سالم ‪ ,‬والم سيح – عل يه‬
‫ال سالم – في ال قرآن ‪ ,‬وتعر يف باإل سالم وال قرآن ال كريم ‪ ,‬وغير ها ‪ ,‬ك ما ان ضم‬
‫المكتززب إلززي موقززع علززى اإلنترنززت لبززث معلومززات عززن اإلسززالم بززاللغتين العربيززة‬
‫واألسبانية "‪.‬‬
‫والشيء بالشيء يذكر ‪ ,‬وبما أننا في م جال ال صحافة فإن را نذكر أي ضا ً ما جاء‬
‫في مجلة الوعي اإلسالمي (‪ )2‬الكويتية ‪ ,‬و هذه ال مرة عن ه نود المك سيك ‪ ":‬ذ كرت‬
‫صحيفة لوفيجارو الفرنسية أن اإلسالم بدأ ينت شر بين ه نود المك سيك ‪ ,‬وا نه أ صبح‬
‫للم سلمين في شمال مدي نة سان كري ستوبال المك سيكية حي كا مل ‪ ,‬ي ضم مدر سة‬
‫ومصنع أثاث وورشة حياكة ومطعما ً " ‪.‬‬
‫أضافت المجلة ‪ ":‬إن الهنود بعد أن تنازعتهم الديانات المختلفة ‪ ,‬بدءوا يميلون‬
‫إلي اإلسالم ‪ ,‬فأقاموا حيا ً كامالً ل هم في سان كري ستوبال ‪ ,‬يع لو ف يه صوت األذان‬

‫‪ -2‬فبراير ‪2002‬م‪,‬ص‪.40‬‬

‫‪22‬‬
‫خمس مرات يوميا ً ‪ ,‬وتر تدي ف يه اله نديات الم سلمات الح جاب ‪ ,‬وي سرن جن با ً إ لي‬
‫جنب مع السيدات المسنات من الهنود بمالبسهن التقليدية "‪.‬‬
‫" وت ضم الطائ فة اإل سالمية من اله نود الح مر – حال يا ً – ن حو ما ئة م سلم ‪,‬‬
‫أن شأها أ سباني ا ه تدي إ لي اإل سالم ا لذي ي قول ‪ :‬إن أ سرتين م سلمتين من أ سبانيا‬
‫تعيشان اليوم مع مسلمي سان كريستوبال من المكسيكيين الهنود ‪ ,‬أو من المخل طين‬
‫في قرية أسمها شاموال‪ ,‬وي صف اإل سالم لل صحافيين ‪ :‬إ نه نور حر رل بق لوب اله نود‬
‫ليهديهم إلي الطريق القويم ‪ ...‬إن اله نود ا لذين طردوا من أرا ضيهم في ال سبعينات‬
‫مازالوا إ لي اآلن يتعر ضون للتنك يل ‪ ,‬ل كنهم و جدوا ضالتهم أخ يراً في اإل سالم ؛‬
‫ليصنعوا بفضله هويتهم الجديدة "‪.‬‬
‫وكأن عذابات السنين لم تكف ظالميهم ‪ ,‬فأعادوا طردهم – وال نقول طردوهم‬
‫– حتى السبعينات ‪ ,‬أيضا ً لم ين سوا التنك يل أي ضا ً ‪ ,‬أو قل ا ستمرار التنك يل ب هؤالء‬
‫المساكين المنكل بهم طوال التاريخ ‪.‬‬
‫على أية حال فإننا ننت قل من ا لوعي اإل سالمي والتنك يل بإخوة الخ لق والب شر‬
‫(‪)2‬‬
‫إلي أحد المواقع التي تتحدث عن العرب في أمريكا الالتين ية ‪ ,‬إ نه مو قع الجز يرة‬
‫على الشبكة ‪ ,‬والذي قدم ملخص كتاب " ا لوطن العر بي وأمري كا الالتين ية " يج مع‬
‫أعمال مشروع لليونسكو بعنوان ( إسهام الحضارة العربية في ثقافة أمريكا الالتين ية‬
‫عبر أسبانيا والبرتغالية ) قام بترجمته إلي العربية مركز دراسات الوحدة العربية ‪.‬‬
‫ويتكززون المشززروع مززن ثالثززة أجزززاء ‪ ,‬األول والثززاني تنززاوال التززأثيرات غيززر‬
‫المباشرة للثقافة العربية اإلسالمية في أمريكا الالتينية ‪ ,‬والثا لث ال تأثيرات المبا شرة‬
‫للثقا فة العرب ية ال تي أفرز ها و صول الم هاجرين العر بي ‪ ,‬وت ضمن ع ناوين م ثل (‬

‫‪1‬‬
‫‪- www.aljazeera.net .‬‬

‫‪22‬‬
‫اله جرة العرب ية إلزي أمري كا الالتين ية ‪ -‬اإلسزهام االقت صادي والث قافي للمهزاجرين‬
‫العرب في أمريكا الوسطي في القرن التاسع عشر والع شرين – الحر كة األدب ية في‬
‫أمريكا الالتينية – حرب الخليج في الصحافة األمريكية الالتينية ) ‪.‬‬
‫ل قد عزرف تاريخ العزالم م نذ منتصزف ال قرن التاسزع ع شر واحزدة من أكثزر‬
‫الهجرات البشرية أهمية في التاريخ ‪ ,‬وبرغم تراجع األهمية العددية للهجرة العربية‬
‫إ لي أمري كا الالتين ية ‪ ,‬إال أن ها لم تتو قف إ لي ال يوم ‪ ,‬وإن عر فت م سارا آ خر من‬
‫حيزث االنتمززاء الززديني للمهزاجرين بعززد انززدالع الحزرب األهليززة اللبنانيززة ‪2400‬م إذ‬
‫أصبحت أعلي نسبة منهم من الطائفة الشيعية ‪.‬‬
‫ومن جهة أ خري فإن االقت صاد الرأ سمالي (‪ )2‬األور بي أدي إ لي تدمير الب ني‬
‫االقتصادية المحلية في الزراعة والصناعات التقليدية دون إن شاء بديل جد يد إ ضافة‬
‫إلي النمو السكاني الذي عرفته مناطق مثل جبل لبنان ‪ ,‬كل هذا جعل من الهجرة إلي‬
‫ال خارج أ مراً حتم يا ً ‪ ,‬ال م فر من ها ‪ ,‬وذ لك لل خروج من حا لة ال بؤس ال تي عا شها‬
‫الناس في أوطانهم ‪.‬‬
‫بدأت الهجرة بالمسيحيين اللبنانيين ‪ ,‬تصورا أنهم ذاهبون إلي قوم على دينهم ‪,‬‬
‫ولذا توقعوا أن يجدوا أنفسهم وكأنهم في أوطانهم ‪ ,‬لم تك أ سباب اله جرة اقت صادية‬
‫ف قط ‪ ,‬بل كا نت سيا سية وثقاف ية ‪ ,‬من االن تداب الفرن سي والبري طاني وق يام دو لة‬
‫إسرائيل ‪2498‬م ‪ ,‬والحرب األهلية في لب نان – ك ما سلف – ثم ه ناك دوا فع ذات ية‬
‫فرد ية ‪ ,‬رغ بة الم هاجر في تحق يق الن جاح وج مع ال ثروة ‪ ,‬وه نا ال ت صبح اله جرة‬
‫وسيلة لضمان العيش الكريم ‪ ,‬وإنما للحصول على اعتراف اآلخرين وإعجابهم ‪.‬‬

‫‪ -2‬جريمة أخري من جرائم الرأسمالية األوربية المستمرة على رءوس ال ناس إ لي يوم ال ناس هذا ‪ ,‬وال تي لن تتو قف‬
‫أوالً يراد لها أن تتوقف حتى تدوس في طريقها كل شيء ‪ ,‬ال تترك نفسا ً من البشر ‪ ,‬وال ظالً من الحجر أو ال شجر أو‬
‫المدر ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وهنا نقف وقفة عجلي أمام الكليمات األخيرة ( اع تراف اآل خرين وإع جابهم )‬
‫وت قديرهم ‪ ,‬و هذا هو ال هدف ا لرئيس والم حوري ألي إن سان في هذه الح ياة ‪ ,‬أن‬
‫يحظى برضا اآلخر وتقديرهم ‪ ,‬وهذا ما يدفع الناس – في رأ يي – لله جرة ‪ ,‬و ليس‬
‫ال مال ‪ ,‬و لذا فإن ه جرة العل ماء والك فاءات ال ي كون هد فه ا لرئيس ال ثروة ب قدر ما‬
‫يكمن في الحصول على تقدير المجتمع من حولهم ‪ ,‬وإدارته على وجه الخصوص‪.‬‬
‫وع ند م شاهدة إ حدى الفضزائيات العرب ية سألتني ابنتزي ‪ ":‬ل ماذا ن جد أعظزم‬
‫المت حدثين وأ برعهم في الف ضائيات م من يعم لون في ال خارج ؟" ألن هم ال ي جدون‬
‫تقديراً من أي نوع في بالدهم ‪ ,‬أعظم نعمة يتحفون بها هي اإلهمال والسكوت ح تى‬
‫يقتل العاملون والمبدعون صمتا ً وصبراً ‪,‬لكنهم في معظم األحوال تشن عليهم حرب‬
‫ال هوادة فيها حتى يخرج عن بلده أو يقول ( حقي برقبتي ) يع لن را يات االست سالم‬
‫دون قيد أو شرط ‪.‬‬
‫كنت أحكي لرئيس أ حد األق سام في جام عة مرمو قة أن أ حد شباب ق سمه من‬
‫الباحثين قد نشر بحثا ً له في دورية عربية متميزة وأن هذا ما ي ستحق اإل شادة دا خل‬
‫الق سم والكل ية ‪ ,‬ول كن سيادته بدا ع لى وج هه ال شحوب وال صفرة ‪ ,‬يغا لب ري قه ‪,‬‬
‫ينصح باالبتعاد عن هذه الموضوعات ألنها ال تفيد في الترقية إلي الدر جة األع لى ‪,‬‬
‫نغلق هذا الملف المثير للشجن والشجي واأل سى لن عود إ لي مو ضوعنا ‪ :‬فن قول ‪ :‬لم‬
‫يعد االهت مام بالعرب ية لدي مت حدثي األ سبانية ح كراً ع لى المهت مين بال تاريخ واألدب‬
‫والتيارات الفكرية والسياسية في العالم العربي المعاصر ‪ ,‬هذا من الجانب األ سباني ‪ ,‬و في‬
‫الجانب العربي بدأت الجاليات العربية في أمريكا الالتينية من خالل عدد من جمعياتها ‪,‬‬
‫ومنذ ما يز يد ع لى ن صف قرن بتن ظيم الملتق يات العلم ية وال مؤتمرات والم عارض‬
‫التي تعرف بالماضي العربي المجيد ‪ ,‬وبإسهام الحضارة العربية اإلسالمية في ت قدم‬

‫‪29‬‬
‫اإلنسانية ‪ ,‬دون أن ننسي ما هو متجذر من مظاهر هذه الح ضارة في ب لدان أمري كا‬
‫الالتينية ‪.‬‬
‫أمززا األسززبانية فززي العززالم العربززي فقززد أقتصززر االهتمززام بهززا مززدة طويلززة علززى‬
‫ال باحثين المهت مين بالح ضارة األندل سية ‪,‬إال أن ال سنوات األخ يرة شهدت نو عا ً من‬
‫االهتمام المتزايد بالتاريخ واألدب المعاصرين للعالم األيبيري وأمريكا الالتينية ‪.‬‬
‫عودة مرة أخري إلي العرب فر أمريكا الالتينية ‪ ,‬فنأ خذ ن موذجين لل عرب في‬
‫دولتين ‪ ,‬هما األهم األرجنتين والبراز يل ‪ /‬ك ما أنه ما ي مثالن ال عرب – أو الن موذج‬
‫العربي – في باقي البلدان الالتينية ‪ ,‬فعن األولي ن شير إ لي أن قانون ‪ 2802‬صدر‬
‫بتشجيع الهجرة ‪ ,‬فاستقبلت البالد ‪ 2429 – 2840‬أك بر مو جة ه جرة في تاريخ ها‬
‫ثال ثة ون صف المل يون م هاجر ‪ ,‬من ب ينهم ‪ 230‬أ لف م هاجر عر بي ‪ ,‬إال أن عدد‬
‫المهاجرين العرب ترا جع ب عد ذ لك ف غادر األرجن تين أث ناء ال حرب العالم ية األو لي‬
‫حوالي خمسة آالف مهاجر عربي مقابل ألف وفدوا إليها ‪.‬‬
‫بززدأت األرجنتززين منززذ ‪ 2430‬تضززع قيززوداً علززى الهجززرة إليهززا بعززد االنقززالب‬
‫الع سكري في ها واألز مة االقت صادية العالم ية ‪ ,‬إال أ نه ب عد ال حرب العالم ية الثان ية‬
‫‪ 2490‬وحتى عام ‪ 2420‬هاجر إليها أكثر من ‪ 30‬ألف عربي ‪.‬‬
‫شاعت بين ال عرب في األرجن تين الت جارة المتجو لة ‪ ,‬وأ صبحت ب هم مقتر نة‬
‫ملتصززقة ‪ ,‬بززرغم أنهززم لززم يكونززوا أول مززن مارسززها فززي األرجنتززين ‪ ,‬سززبقهم إليهززا‬
‫اإليطاليون ‪ ,‬غير أن العرب سيطروا عليها ب شكل كا مل م نذ ثمان يات ال قرن التا سع‬
‫ع شر ‪ ,‬و مع ا ندالع ال حرب العالم ية الثان ية وب سبب أخ طار المال حة ال تي عا قت‬
‫وصول النسيج األوربي إلي أسواق أمريكا الالتينية ازد هرت ال صناعة العرب ية في‬
‫األرجنتين والبرازيل ألنها تحولت إلي بديل للمنتجات األوربية ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫وهذه بركة من بركات اال ستيراد من ال خارج تزدان ب ها الب لدان الم ستوردة ‪,‬‬
‫إنه الخراب والدمار ‪ ,‬على العكس من توقف االستيراد من الخارج ‪ ,‬إنه يدير عج لة‬
‫العمل واإلنتاج في الداخل ‪ ,‬هذه العجلة يريد بها الخارج وناس ومن ب ني ج لدتنا في‬
‫الوطن أن تتحطم وإلي األبد ‪ ,‬فال تقوم لها أبداً الدهر قائمة ‪.‬‬
‫المستويات الثقافية للمهاجرين العرب كانت مختلفة ‪ ,‬وتبع ذلك درجات مختلفة‬
‫من االندماج في المجت مع الجد يد ‪ ,‬فالمثقفون واألغن ياء و سكان الح ضر ا ستطاعوا‬
‫االندماج في الطبقة ( األرستقراطية ) وشهد الجيل األول حاالت كث يرة من ا لزواج‬
‫من خارج الجال ية ‪ ,‬و شهد الج يل ال ثاني والثا لث من الم هاجرين عودة إ لي اعت بار‬
‫الدين في الزواج ‪ ,‬خاصة بالنسبة للنساء المسلمات ‪.‬‬
‫وعزن الحركززة األدبيززة العربيززة فززي المهجزر يززذكر أن العززرب أصززدروا هنززاك‬
‫مجموعة من ال صحف ‪ ,‬وإن كا نت صفيحاتها قلي لة ‪ ,‬وبأ سلوب أ قرب إ لي العام ية‬
‫كما أنها لم تأخذ طابع األهمية إال بداية القرن العشرين ‪ ,‬ومن أهمها أخبار الوطن‪.‬‬
‫وال ننسي أن عددا من المهاجرين العرب كانوا من المثق فين وال شعراء ال شبان‬
‫‪ ,‬هؤالء ح مل بع ضهم – و هم في الطر يق إ لي المه جر – في حقيب ته كت با ً عرب ية‬
‫لقراءتها ‪ ,‬وفي قلبه بقايا أحاسيس منكسرة ‪ ,‬واستعارات أدب ية مت شوقة لرؤ ية طا قة‬
‫نور ‪ ,‬وأنشأ هؤالء – فيما بعد – حركة أدبية عربية ‪ ,‬متميزة في أ سلوبها ومنهج ها‬
‫وروحانيتها ‪ ,‬اعتبرت ثورة فريدة في نوعها في تاريخ أدبنا العربي ‪.‬‬
‫ويسجل التاريخ هجرة مجموعة من الشعراء إلي البرازيل ‪ ,‬منهم إلياس‬
‫فرحات ‪ , 2420‬ورشيد سليم الخوري ‪ , 2423‬وبوصول أمثال الشاعرين إلي‬
‫العالم الجديد تم تأسيس النوادي األدبية ( الرابطة القلمية في نيويورك ‪-2420‬‬

‫‪22‬‬
‫العصبة األندلسية ساو باولو ‪ -2433‬ندوة األدب العربي بيونس أيرس ‪-2498‬‬
‫الندوة األدبية سانتياجو حاضرة تشيلي ‪ ) ..2400‬الخ ‪.‬‬
‫وعن الترجمة بين األسبانية والعربية تجدر اإلشارة إلي أنه منذ النصف الثاني‬
‫مززن القززرن الماضززي وبفضززل إنشززاء مراكززز وأقسززام اللغززة األسززبانية فززي عززدد مززن‬
‫المؤسسات الجامع ية في الب لدان العرب ية ‪ ,‬بدأت الدرا سات العرب ية المهت مة بال عالم‬
‫األسباني تمس شيئا ً فشيئا ً موضوعات لم تك تتطرق إليها من ق بل ‪ ,‬ل قد عرف ع قداً‬
‫السبعينات والثمانينات قفزة مهمة في الترجمة من األسبانية إلي العربية – كما ً وكيفا ً‬
‫– مقار نة بالعقود ال سابقة ‪ ,‬ترجم ما يز يد عن ستين ع مالً ‪ ,‬و في م جال ال شعر‬
‫ترجمت عدة أعمال سمحت للقصيدة الشعرية األسبانية أن تتخطي الح قل األ كاديمي‬
‫العر بي ‪ ,‬لت صل إ لي جم هور أو سع من ال قراء ‪ ,‬و في سنوات الخم سينات عر فت‬
‫الترجمة خطوة مهمة تمثلت في صدور طبعات باللغة األسبانية لثالثة أعمال ‪ ,‬األيام‬
‫لطه حسين ‪ ,‬ويوميات نائب في األرياف لتوفيق الح كيم ‪ ,‬وثا لث هو مخ تارات من‬
‫الشعر العربي المعاصر ‪.‬‬
‫ومززن موقززع الجزيززرة ننقززل بعززض المعلومززات عززن الجاليززة اللبنانيززة ‪ ,‬نحززاول‬
‫تلخيصها فيما يلي ‪-:‬‬
‫‪ -‬اهتمام كبار رجال الدولة اللبنان ية بالم هاجرين من أب ناء ا لوطن ‪,‬وع لي‬
‫رأ سهم فخا مة ر ئيس الجمهور ية اللبنان ية إم يل ل حود ور ئيس ا لوزراء‬
‫الراحززل الشززهيد رفيززق الحريززري ‪ ,‬ورئززيس مجلززس النززواب نبيززه بززري‬
‫وغيرهم من المسئولين ‪ ,‬سواء بحضور مؤتمرات المغتربين في الوطن‬
‫‪ ,‬أو خارجززه ‪ ,‬وكزززذا الزيززارات المتبادلزززة بززين المسزززئولين اللبنزززانيين‬
‫ونظرائهم في أمريكا الالتينية ‪,‬وغيرها ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫لم يكن الهدف هو الهجرة الطويلة ‪ ,‬بل ال عودة ال سريعة إ لي ا لوطن ف قد‬ ‫‪-‬‬
‫هاجروا وقلوبهم معلقة بالوطن ‪ ,‬اتخذوا المهجر وطنا ً ثان يا تعل موا لغ ته‬
‫وعادا ته ‪ ,‬أح بوه واحتر موه وأخل صوا له ‪ ,‬انخر طوا في جم يع ح قول‬
‫الع لم والخد مة اإلن سانية والمحاف ظة ع لى ا لوطن الجد يد ‪ ,‬ك ما حافظوا‬
‫على لبنان ‪.‬‬
‫وعليه فإن لبنان المهجر بألف خير في الما ضي والحا ضر ‪ ,‬ف في الما ضي‬
‫)‬ ‫كان جبران خليل جبران ( ‪ 2432 – 2883‬م ) وميخائيل نعيمة ( ‪-2884‬‬
‫(‪)2‬‬
‫( ‪ ) 2430 – 2849‬وغ يرهم ‪ ,‬و من المعا صرين ‪ :‬جاك‬ ‫وحسن كا مل الط با‬
‫ناصر كارلوس غص – كارلوس مسعد ‪ . . .‬إلخ ‪.‬‬
‫سكان لب نان ‪ 9‬مال يين ن سمة ‪ ,‬و في الغر بة خم سة أ ضعافهم = ‪ 20‬مل يون‬
‫منحززدر مززن أصززل لبنززاني ‪ ,‬ينتشززرون فززي العززالم أجمززع وكمززا اسززتفادت الززدول مززن‬
‫المغتربين اللب نانيي ن ‪ ,‬فإن لب نان ا لوطن يم كن أن ي ستفيد من أبنا ئه ‪ ,‬و لو ف عل هذا‬
‫لكان بألف خير ‪.‬‬
‫إذا نسى لبنان أبناءه المغتربين فإنهم لم ينسوا لبنانهم ‪ ,‬كانوا له العون ا لدائم‬
‫واالبن البار قبل الحرب ووقتها وبعدها ‪ ,‬حولوا ل لوطن ‪ 9‬مل يارات سنويا ً ‪ ,‬بم عدل‬
‫ألف دوالر لكل مواطن مقيم ‪.‬‬
‫إن أكثر الدول إفادة من مغتلربيها اله ند ‪ ,‬ي حول مغتربو ها ع شرة مل يارات‬
‫سنويا ً ‪ ,‬لكن سكان اله ند فوق المل يار ‪ ,‬و لذا فإن ن صيب اله ندي من هذه ا لدوالت‬
‫المحولة عشرة دوالت أو أقل ‪ ,‬في مقابل ألف لكل لبناني ‪.‬‬

‫‪ – 2‬عالم لبناني ‪ ,‬سجل عدداً من المخترعات في حقل الكهرباء ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫إ لى جا نب ا لدعم ال مالي قدم المغتر بون من أ صل لب ناني ا لدعم السيا سي‬
‫واالقتصادي ‪ ,‬بإقا مة المؤس سات م ثل المع هد العر بي األمري كي ‪ ,‬وحم لة من أ جل‬
‫لبنان وغرف التجارة والنوادي والجامعات والمجالس ‪.‬‬
‫كما قام المغتربون في جميع أنحاء العالم بتأسيس مجلس المغ تربين اللب ناني‬
‫ا لذي ي ضم ر جال أع مال ومثق فين وإختصا صيين و خريجين ؛ لي كون المج لس أداة‬
‫االتصال والعمل والتفاعل بين المغتربين ‪ ,‬ولي كون ال لويي ا لذي يدافع عن م صالح‬
‫لبنان االقت صادية والسيا سية في أن حاء ال عالم ‪ ,‬وبالتن سيق مع مؤس سات المغ تربين‬
‫العرب ‪ ,‬وكل هذا مقدمة إلنشاء لوبي عربي في العالم ‪.‬‬
‫لقد عقدت مؤتمرات المجلس في أنحاء شتى من ال عالم م ثل بلجي كا برعا ية‬
‫األمير لوران ‪ ,‬وفي دبي برعا ية سمو ال شيخ ح مد بن را شد آل مك توم ‪ ,‬و في عام‬
‫‪ 2003‬في البرازيل برعاية رئيس مجلس الوزراء الشهيد رفيق الحريري – رح مة‬
‫هللا – وبحضززور رئيسززة الجمهوريززة ( لززوال دي سززلفيا ) وعززدد كبيززر مززن الززوزراء‬
‫وال نواب ور جال األع مال من لب نان والبراز يل ‪ ,‬وكا نت الز يارات المتباد لة بين‬
‫رئيسي البلديين تتويجا ً لهذه العالقات المميزة وتأكيد نجاح المؤتمر ‪.‬‬
‫الرئيس إميل لحود حظي بإشادة المجلس في مؤتمر ‪ 2009‬في لب نان ف خراً‬
‫به قائدا للبنان وقف مع كل لبنان ‪ ,‬بشماله وبقا عه و ساحله ‪ ,‬خا صة مع جنو به كي‬
‫ت صمد المقاو مة و يتم التحر ير ‪ ,‬ف قد كا نت المقاو مة اللبنان ية – وال تزال في ن ظر‬
‫المغتربين‪ -‬مثال يح تذي ل كل من أراد أن ي حرر وط نه من أ يدي الغا صبين ‪ ,‬ح تى‬
‫أصبح لبنان فخر العرب ‪ ,‬كل العرب ‪ ,‬جديراً بحبهم واحترامهم الذي يأم له مغتر بو‬
‫لبنان ‪ ,‬كما حظي دولة الرئيس نبيه برى ‪ ,‬رئيس مجلس النواب بإشادة أخرى ‪ ,‬فهو‬
‫المغتززرب األول واألعلززم بززأمور المغتززربين ومعانززاتهم ‪ ,‬فززإن إخالصززه لقضززية‬

‫‪24‬‬
‫المغ تربين وزيارا ته ل هم في إفريق ية وأ ستراليا وأمري كا والبراز يل يؤ كد أ نه أول‬
‫مسئول يهتم بشئونهم ‪.‬‬
‫و قد أدت ج هود ا لرئيس نب يه برى إ لى ن تائج إيجاب ية خا صة في البراز يل‬
‫بتوقيع اتفاقيات سياحية واقتصادية وثنائ ية ت عود ع لى لب نان بالخير ‪ ,‬وت حافظ ع لى‬
‫الجالية اللبنانية في البرازيل ‪ ,‬وتعود عليها بفوائد جمة ‪.‬‬
‫ويقدم المغتربون تطل عاتهم ن حو الق ضاء ع لى الف ساد اإلداري واالقت صادي‬
‫الشر ا لذي ي هدم أ سس ا لوطن ‪ ,‬و هو أي ضا ً من أ سباب عدم اال ستثمار في لب نان ‪,‬‬
‫وعدم عودة بعض الشركات اللبنانية واألجنبية إلى لبنان ‪.‬‬
‫المغتر بون بقزدراتهم الماليزة واالقتصزادية يسزتطيعون زيزادة الزدعم المزالي‬
‫واال ستثمار إذا توفرت أ سس ن جاح الم شاريع اال ستثمارية ‪ ,‬م ثل عدا لة ال قانون ‪,‬‬
‫ومعاملة الجميع بقانون واحد ‪ ,‬وشفافية المعامالت الرسمية وسرعة اإلنجاز ‪.‬‬
‫وكذا تطوير دوائر التقنية لحوسبة جميع المعامالت ‪ ,‬ون شر ال شبكة الدول ية‬
‫وتو سيعها وت سريعها لتم تد إ لى جم يع المؤس سات الحكوم ية والخا صة وال مدارس‬
‫والمنازل وتحسين المواصالت والكهرباء واالتصاالت الهاتفية والمحل ية والدول ية ‪,‬‬
‫وأن تكون أسعار الكهرباء واالتصاالت بسعر معقول ‪.‬‬
‫وأن يكون الق ضاء اللب ناني عادالً ال يع طل من أ جل الم صالح الشخ صية ‪,‬‬
‫وسرعة البت في الدعاوى بحيث ال يزيد البت في ا لدعاوى‪ -‬أ ية د عوى ‪ -‬أك ثر من‬
‫ستة أشهر ‪.‬‬
‫ليس هذا فقط ‪ ,‬ولكن المغتربين يقدمون بعض المقترحات منها ‪:‬‬
‫‪ -2‬بعودة وزارة المغتربين التي ألغيت ‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫‪ -2‬أن يكون للمغتربين ‪ 22‬نائبا ً ‪ ,‬اثنان من كل قارة ‪ ,‬ينتخ بون في ال سفارات‬
‫والقنصليات من لبنانيين مغتربين ‪ ,‬يحملون الجنسية اللبنانية و جواز ال سفر‬
‫اللبناني ‪ ,‬ويكون لهم كل حقوق النواب اللبنانيين ‪.‬‬
‫‪ -3‬فتح م جال الح صول ع لى الجن سية اللبنان ية ل كل مغ ترب من أ صل لب ناني‬
‫ير غب في الح صول ع لى الجن سية وال جواز اللب ناني وي كون له ال حق في‬
‫االنتخاب في سفارته أو بواسطة الشبكة الدولية لمرشحين من المغتربين‪.‬‬
‫إن لهذا المط لب مردوداً اقت صاديا ‪ ,‬ك يف ؟ إذا ت قدم لط لب الجن سية ‪% 20‬‬
‫من أصل ‪ 20‬مليون ذوي جذور لبنانية ‪ ,‬فسنجد أمام نا مل يوني ط لب ‪ ,‬سوف يدفع‬
‫كل واحد حوالي ألف دوالر ‪ ,‬ما بين طلب الجنسية ورسوم الجواز ‪ . . .‬إلخ لي صبح‬
‫العائد ملياري دوالر ‪ ,‬زد على هذا تجديد الجوازات وزيادة عدد ال سياح ‪ ,‬ف كل من‬
‫حصل على الجنسية ال بد أن يزور لبنان ‪ ,‬ولو مرة كل سنتين ‪ ,‬وكل هذا يصب في‬
‫مصلحة لبنان ‪.‬‬
‫‪ -9‬عدد الخرجين في لبنان يزيد عن ‪ 20‬ألف جامعي سنويا ً ‪ % 80 ,‬أو أك ثر‬
‫ال يحصلون على عمل عند تخرجهم ‪ ,‬وأكثريتهم الساحقة تحاول السفر إلى‬
‫الخارج ‪ ,‬ولكنهم ال يعرفون كيف ؟ الدولة اآلن ال تؤمن لهم فرص الع مل ‪,‬‬
‫وال تساعدهم على السفر ‪ ,‬وال تقدم النصيحة للطالب لتحديد نوعية الدراسة‬
‫المطلوبة للعمل ‪.‬‬
‫والمط لوب أن تع مل الدو لة مع مج لس المغ تربين إلي جاد مؤس سة خا صة‬
‫تساعد الخريجين على إيجاد فرص عمل خارج لبنان ‪ ,‬ويمكن أن يناقش المغتر بون‬
‫هذا األمر مع الدول العربية الشقيقة ‪ ,‬ودول إفريقية وأور بة وك ندا وغير ها ‪ ,‬وذ لك‬
‫لمعرفة احتياجاتهم لتوظيف الخريجين اللب نانيين ‪ ,‬م ما يؤدي إ لى مردود اقت صادي‬

‫‪02‬‬
‫فضالً عن أهمية وجود هؤالء الموظفين فى مراكز مهمة من بلدان العالم التي توفر‬
‫لهم فرص النجاح واإلبداع ليرفعوا اسم لبنان عاليا ً ‪.‬‬
‫‪ -0‬تعيين منسقين سياحيين في كل بالد االغتراب ‪ ,‬ويستطيع مجلس االغ تراب‬
‫أن يعين خالل سنة واحدة ما ال يقل عن مائة منسق سياحي في ما ئه مدي نة‬
‫مززن مززدن العززالم ‪ ,‬وهززذا مززا ال يكلززف الدولززة أي راتززب لهززذا المنسززق فقززط‬
‫التنسيق مع وزارة السياحة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تعيين ملحقين تجاريين في بالد االغتراب م من يخ تارهم مج لس االغ تراب‬
‫وبدون راتب ‪ ,‬مسئوليتهم تشجيع ت صدير الب ضائع اللبنان ية إ لى بالد ال عالم‬
‫إن هذا ال قرار ال يك لف الدو لة شيئا ً ‪ ,‬ول كن تأثيره في الت صدير وت شغيل‬
‫األيدي العاملة كبير وخطير ومثمر ‪.‬‬
‫‪ -0‬أن تتحمل الدولة مسئوليتها للعمل ب شفافية خال صة و مد ال يد للمغ تربين وأن‬
‫تفيد من قدراتهم الفكرية والعلمية وخبراتهم في جميع أقطار األرض لي شفي‬
‫لبنان من أزمته االقتصادية واإلدارية ‪ ,‬سيما أز مة البطا لة و غالء األ سعار‬
‫وخدمة الديْن العام ‪.‬‬
‫كان هذا م ما جاء في كل مة ر ئيس مج لس المغ تربين في ب يروت ‪, 2009‬‬
‫وقد أفضنا الحديث عن هذي الكل مة ل ما في ها من معلو مات وطمو حات ومقتر حات‬
‫يمكن أ ن نفيد منها في مصرنا ‪ ,‬وإن بعض الت قديرات ت شير إ لى أن عدد المغ تربين‬
‫الم صرين هم مليو نان اث نان ف قط ‪ ,‬ع شر المغ تربين اللب نانيين‪ ,‬وإن ك نت أرى أن‬
‫المصريين ربما يكونون أكثر ارتباط بمصرهم عن غيرهم ‪ ,‬وبرغم هذا فإن ما ورد‬
‫من أفكار يم كن اإل فادة من ها في التعا مل مع الجال يات العرب ية ب شكل عام ‪ ,‬لبنان ية‬
‫كانت أو مصرية ‪ . . .‬إلخ ‪.‬‬

‫‪02‬‬
‫آخر ما يمكن أن يقال هنا أنه باإلضافة إلى المؤتمر المشار إليه فإن مج لس‬
‫مغ تر بي لب نان خ طط ل مؤتمرات آ خر ‪ ,‬م ثل ك ندا والوال يات المت حدة والمك سيك‬
‫واسززتراليا وأوربززة ‪ ,‬دعمززا السززتمرارية العمززل ليكززون لهززذي المززؤتمرات المززردود‬
‫اإليجابي في لبنان ‪ ,‬وفي البالد التي يعيش عليها مغتربوه ‪.‬‬
‫واآلن وقد تحدثنا كثيراً عن الجال ية العرب ية في أمري كا الالتين ية ‪ ,‬وخا صة‬
‫اللبنانية ‪ ,‬نشير إلى أن عدد المسلمين في األمريكية الالتينية ي قدر اآلن ب ‪ 9‬مال يين‬
‫ن سمة ‪ ,‬و هو عدد قل يل ضئيل جداً ‪ ,‬ال ي قارن ب عدد الم سلمين في ال عالم ‪ ,‬أو ب عدد‬
‫سكان األمريكية الجنوبية ‪.‬‬
‫ومن ناح ية أ حرى فإن ال عدد األك بر من هذي المال يين القلي لة مو جود في‬
‫البراز يل ‪ ,‬و هو مل يون ون صف تقري با ً ‪ ,‬و في األرجن تين ثال ثة أر باع المل يون ‪,‬‬
‫مليونززان مززن المهززاجرين وأبنززائهم ‪ ,‬والنصززف اآلخززر مززن السززكان األصززليين ومززن‬
‫جنسيات مختلفة ‪ ,‬أما المسلمون في ك ندا والوال يات المت حدة في قدرون ب ‪ 3‬مال يين‬
‫نسمة ‪ ,‬منهم أكثر من مليونين من أصل إفريقي ‪.‬‬
‫انتهينا من الحديث عن أمري كا الالتين ية و ندخل إ لى حرم البراز يل لنف صل‬
‫عنها الكالم ‪ ,‬ونخصص لها بعض الصفحات‪.‬‬

‫‪03‬‬
‫أول شئ في السيرة الذاتية لعمالق أمريكا الالتينية ‪ ,‬أو أ ية سيرة ذات ية هو‬
‫االسم قبل الرسم والوسم ‪ ,‬وقبل المكان واإلنسان ‪ ,‬وقبل الحجر والشجر والمدر ‪.‬‬
‫وقد بدأنا نسأل المتخصصين في علم الجغرافيا ‪ ,‬ثم األ ( جو جل ) أو كما‬
‫يحلو لي أن أسميه أو أعرب اسمه إلى ( جلجل ) ثم المرا جع والم عاجم العرب ية ثم‬
‫دوائزر المعزارف ‪ ,‬فعرفنزا أن األمزازون ‪ ,‬كمزا جزاء فزي معجمنزا (‪ )2‬الكبيزر – نهززر‬
‫بأمري كا الجنوبيزة ين بع فزي جبزال األ نديز ‪ ,‬ويصزب فزي الم حيط األطلسزي ‪ ,‬أكبزر‬
‫أحواض األنهار في ال عالم من ح يث الم ساحة ( مليو نان وثالثما ئة أ لف وع شرون‬
‫ميالً (‪ )2‬مربعا ً ) ويترامى على أكثر من ‪ 20‬درجة من درجات العرض ‪ ,‬طول نهر‬
‫األمازون = ‪ 2000‬متراً ‪ ,‬ثاني أطول األنهار في العالم بعد نهر النيل ‪ 2240‬م تراً‬
‫‪.‬‬
‫سمي نهر األمازون في البداية باسم مكتشف ( أورالنا ) ثم غلب عليه اسم (‬
‫األمززازون ) وهززو مشززتق مززن األسززطورة اليونانيززة القديمززة عززن نسززاء األمززازون‬
‫المحاربات ‪ ,‬فهو اسم أوربي أيضا ً ‪ ,‬وحتى النخاع ؟ أيضا ً ‪ ,‬أيضا ً ‪.‬‬
‫األ مازون ثاني أن هار ال عالم من ح يث ال طول ‪ ,‬والن هر ا لرئيس في دو لة‬
‫البراز يل ‪ ,‬ول كن هذا اال سم األخ ير من أ ين جاء ؟ هذه ال مادة ( ب رزل ) لي ست‬
‫غريبة على السمع ‪ ,‬أو على سمعي ‪ ,‬أحس بأنها كلمة عربية ‪ ,‬ح تى الن خاع ؟ رب ما‬
‫وربما ‪ ,‬وبالفعل بدأت رحلة البحث عن الكلمة في معاجمنا العربية الموسعة‬

‫‪. 902/2 -2‬‬


‫‪ -2‬الميل البري ‪ 2204‬أمتار ‪ ,‬والبحري ‪ 2802‬متراً ‪.‬‬

‫‪09‬‬
‫( ال قاموس الم حيط – ل سان ال عرب – المع جم الكب ير – تاج ال عروس للزب يدي )‬
‫وأخرها أضخمها وأوسعها على اإلطالق ‪ ,‬لنصل إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬البرزل بزنة ( فأل ْعلألل ) مثل قأل ْنفذ ‪ ,‬وهو الضخم من الرجال (‪. )2‬‬
‫‪ -‬برزالة – بكسر الباء – بطن من البربر ‪ ,‬منهم ‪ :‬علم الدين القاسم محمد‬
‫( البرزالي ) األشبيلي الحافظ ‪ ,‬ت ‪ 220‬هز (‪. )2‬‬
‫‪ -‬البرزلي بضم الباء ‪ ,‬أبو القاسم بن أحمد القيرواني ‪ ,‬ثم التونسي ‪ ,‬ال شهير‬
‫بالبرزلي ‪ ,‬الفق يه والمف تي ال حافظ العال مة ‪ ,‬أ حد أئ مة ال مذهب ال مالكي‬
‫صاحب ا لديوان الم شهور في الف قه وال نوازل من ك تب ال مذهب األج لة ‪,‬‬
‫توفى بتونس ‪ 899‬هز ‪ ,‬عن ما ئة سنة ز يدوا ثال ثا ً من ال سنوات الهجر ية‬
‫(‪.)3‬‬
‫هذا ما عثرنا عليه في الم عاجم العرب ية ‪ ,‬ف ماذا ع ند الم سمى ع ندنا ( جل جل ) ؟‬
‫أ صل ت سمية البراز يل ؟ إ نه انت شار شجرة ا سمها البرا سيل ي ستخرج من ها ال لون‬
‫األحمر للصباغة ‪ ,‬ولكن هذا االسم األخير يالحظ عليه ما يلي ‪:‬‬
‫‪ .2‬الكلمة مكتوبة بالحرف العربي ومحالة بأداة التعريف العربية باأللف وا لالم‬
‫بعدها ‪ ,‬أي بعد األلف ‪.‬‬
‫‪ .2‬لم يذكر لنا موقع ( جلجل ) من أية لغة هي ‪.‬‬
‫‪ .3‬الكلمة ( البراسيل ) بالسين ‪ ,‬وليس بالزاي ‪ ,‬كما ننطق ها في العرب ية ‪ ,‬ل كن‬
‫من السهل تفسير هذا االختالف ألن ا لزاي هي النظ ير المج هور لل سين ‪ ,‬مع نى‬
‫هذا أن ال سي ن حدث ل ها إج هار ‪ ,‬وال سبب أن جم يع األ صوات في كل مة ‪Brasil‬‬

‫‪ -2‬الزبيدي – تاج العروس ‪ ,‬مادة ( ب رزل ) ‪.‬‬


‫‪ -2‬السابق ‪.‬‬
‫‪ -3‬التنبكتي ‪ ,‬أحمد بابا – نيل االبتهاج بتطريز الديباج ‪ ,‬ترجمة ‪. 904‬‬

‫‪00‬‬
‫هي مجهورة با ستثناء ال سين و حدها ؛ و من ثم تأثرت ب ما قبل ها و ما ب عدها من‬
‫األصوات المجهورة (‪. )2‬‬
‫وت حول المه موس إ لى مج هور م ما له أمث لة ال تح صى في العرب ية و في‬
‫غيرهززا مززن اللغززات ‪ ,‬ونسززوق مثززاالً واحززداً هنززا ‪ ,‬وفيززه إجهززار الس زين علززى وجززه‬
‫الخ صوص ‪ ,‬أي تحول ها إ لى زاي ‪ ,‬ف قد سئل أ حد األ عراب ( ال بدو ) هل تن طق‬
‫( ال سقر ) بالسين‪ ,‬أو الصاد ‪ ,‬أي ( الصقر ) ؟ قال ‪ ( :‬نحن ننطق الزقر) بالزاي ل قد‬
‫تحولت السين إلى زاي ‪ ,‬أي حدث لها ( إجهار (‪ ) )2‬كما يحدث للصاد أو غيرها من‬
‫المهمو سات ‪ ,‬ف قد أج هرت ال صاد في ( صراط – أ صدق – ت صديق – ي صدر –‬
‫(‪)3‬‬
‫القرآنية ‪.‬‬ ‫فاصدع ‪ ) . . .‬إلخ في بعض القراءات‬
‫إذن فالعربيززة تجيززز تحززول السززين إلززى زاي ‪ ,‬أي تجيززز فززي كلمززة ‪Brasil‬‬

‫بالسين ‪ ,‬برازيل بالزاي ‪ ,‬بل إننا وجدنا الكلمة في موا قع ع لى ال شبكة مرة بال سين‬
‫كمزا سزبق ‪ ,‬وأخزرى بزالزاي ‪ ,‬وذلززك فزي الهجزاء الالتينزي ‪ , Brasil‬اسزم العاصززمة‬
‫(‬ ‫برازيليا تكتب بالسين هكذا ‪ , Brasilia‬وينطق في العربية ‪ ,‬وتكتب ه كذا‬
‫برازيليا ) أي بالزاي ‪.‬‬
‫على أي األحوال فقد رجعنا إلى دائرة المعارف البريطانية لنجد ما ترجمته من‬
‫اإلنجليزية إلى العربية ‪ " :‬االسم الرسمي ‪ :‬جمهورية البرازيل االتحادية ‪,‬‬
‫وبالبرتغالية ‪Republica Federativa do Brasil :‬‬

‫اسم البراز يل م شتق من الكل مة البرتغال ية ‪ Brasil‬ال تي تع ني أو ت شير إ لى أ شجار‬


‫البراز يل ذات ال لون ال ضارب إ لى الح مرة ‪ ,‬أ حد أ هم صادرات الب لد خالل ال قرن‬

‫‪ -2‬الصوت المجهور ما تهتز األوتار في الحنجرة عند نقطه والمهموس العكس ‪ ,‬ال تهتز األوتار عند نطقه ‪.‬‬
‫ص ْقر ‪ ,‬و رزقررْ لغة في رسقًر ‪. 34/2 ,‬‬
‫‪ -2‬جاء في القاموس المحيط ‪ " :‬الزقر ال ر‬
‫‪ -2‬ألبنا – إتحاف البشر ‪ ,‬ص ‪. 243‬‬

‫‪02‬‬
‫السادس عشر ‪ ,‬أما هذه األيام فإن البرازيل هي أكبر مصدر لبن القهوة وال سكر في‬
‫ال عالم ‪ ,‬و برغم الزرا عة الخ صبة والم عادن وال صناعة الحدي ثة فإن البراز يل تئن‬
‫تحت وطأة دين خارجي ثقيل وضخم !! " ‪.‬‬
‫عجب عجاب يفوق الوصف والخيال ‪ ,‬دو لة عمال قة هي أك بر م صدر في‬
‫العالم للقهوة و سكرها ‪ ,‬وذات زرا عة مزد هرة و صناعة حدي ثة ف ضالً عن م ساحة‬
‫من األرض تزيد عن ثمانية ونصف المليون ك م ‪ ,‬مع كثافة سكانية ضعيفة متدي نة‬
‫‪ ,‬ومع هذا يعاني البلد من دين خارجي ثقيل ‪ ,‬إن هذا يرجع – كما سبق – إلى تقسيم‬
‫العالم إلى شمال غني ‪ ,‬وجنوب ليس فقيراً ‪ ,‬بل يفرض عليه الفقر ‪ ,‬ولعلنا نعود إلى‬
‫هذه النقطة فيما بعد ‪.‬‬
‫و عودة مرة أ خرى إ لى دا ئرة الم عارف البريطان ية ال تي تذكر أن ال شعب‬
‫البرازي لي مت عدد األ عراق فإن مع ظم ال برازيليين قد ات حدوا ع لى الل غة وا لدين ‪,‬‬
‫البرتغاليززة هززي اللغززة الرسززمية ‪ ,‬إال أن بعززض القبائززل المنعزلززة قززدرتها الززدائرة‬
‫البريطانيززة ب ‪ 30‬ألززف نسززمة ‪ ,‬وبعززض المهززاجرين حززديثا ً خاصززة اليابززانيين ال‬
‫يتحدثون البرتغالية ‪.‬‬
‫أكثزر مزن ‪ % 40‬مزن البزرازيليين كاثوليزك ‪ ,‬الكنيسزة انفصزلت تمامزا ً عزن‬
‫الدولة منذ عام ‪ 2884‬م ‪ ,‬أي بعد استقالل البرازيل بز ‪ 20‬عاما ً ‪ ,‬وقد انتهى اآلن ما‬
‫اقتبسناه عن دائرة المعارف البريطانية لتخلص إلى ما يلي ‪:‬‬
‫‪ .2‬كلمة ‪ Brasil‬هي في األصل برتغالية ‪.‬‬
‫‪ .2‬هذي الكلمة تعني نوعا ً من الشجر يميل لونه إ لى الح مرة ‪ ,‬ينت شر في الب لد‬
‫وكان أهم صادراتها في القرن السادس عشر ‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫‪ .3‬و هي تك تب بال سين أو بالزاي ‪ Brazil‬أو ‪ . Brasil‬وإن كا نت في األ صل‬
‫البرتغالي بالسين ‪.‬‬
‫‪ .9‬تحول السين إلى زاي ‪ ,‬أو إجهار السين من السهل والي سير تبر يره صوتيا ً‬
‫وعلميا ً ‪.‬‬
‫‪ .0‬المادة ( ب رزل ) ليست غريبة في العربية بل وجدناها في ( رجل بألرزل )‬
‫ضخم ‪ ,‬وبطن ( برزالة ) في البرير ‪ ,‬ثم ( البرزلي ) أحد أعيان المالكية ‪.‬‬
‫‪ .2‬المالحظ أن ( برزالة ) البرير كانت في المغرب العربي‪ ,‬أي هي قريبة من‬
‫األ ندلس ‪ ,‬و كذا ( البرزا لي ) المن سوب إ لى ( برزا لة ) عاش في أ شبيلية‬
‫األندلسية ‪.‬‬
‫صحيح أن هذه المدي نة ت قع اآلن ج نوب أ سبانيا ع لى غ ير مب عدة من ج بل‬
‫طارق إال أنها قريبة جداً ‪ ,‬أو بنفس المسافة من جنوب البرتغال أيضا ً ‪.‬‬
‫أما ( البرزلي ) فقد عاش في الق يروان ال تي ت قع اآلن في جمهور ية تونس‬
‫وهذه المنطقة ال تبعد كثيرا عن مغرب العرب الذي يفصله عن األرا ضي األ سبانية‬
‫جبل طارق يصل منتهى ضيقة إلى ‪ 23‬ك م (‪ )2‬فقط ‪ ,‬وكان قبالً يسمى باب الزقاق‪.‬‬
‫ما معنى كل ما سبق ‪ ,‬معناه أن من المحتمل جداً أن هذه اللف ظة ( براز يل )‬ ‫‪.0‬‬
‫جاءت من أ صل عر بي ‪ ,‬ول كن هذه العرب ية أو المعر بة ( برراز يل ) تن طق ب فتح‬
‫الباء ‪ ,‬أو بفتحه قصيرة بين الصامتين األولين في الكلمة‪ ,‬في حين نجد الكل مة ن جد‬
‫الكلمة في البرتغالية ساكنة األول ‪ ,‬بدأت بصامتين متجاورين دون حركة بينه ما ‪,‬‬
‫هما ال باء وا لراء ه كذا ‪ Brasil‬فإن هذا ما تج يزه البرتغال ية وغير ها من الل غات‬

‫‪ -2‬المعجم الكبير ‪. 90/9‬‬

‫‪08‬‬
‫خاصة األوربية ‪ ,‬ولكن العربية ال تجيزه ‪ ,‬ال تجيز البدء بال صامت ال ساكن إال إذا‬
‫جاءت ألف الوصل هكذا ( ا ْكتب – اسْتراحة ) ‪.‬‬
‫هي ال تج ير الب تة مطل قا ً ال بدء ب صامتين دون حر كة بينه ما ‪ ,‬و لو كا نت‬
‫قصير ة ‪ ,‬ويمكن أن يعتبر حذف الحركة القصيرة من بين ال صامتين في البرتغال ية‬
‫تطوراً عن النطق العربي الذي يمنع تجاور صامتين في بدء الكل مة أو بدء المق طع‬
‫أي أن الكلمة تحولت من النطق البرتغالي ‪ Brazil‬إلى النطق العربي ‪. Barazil‬‬
‫ليس البرازيل فقط ال تي يم كن إرجاع ها إ لى أ صل عر بي ‪ ,‬بل كو با أي ضا ً‬
‫( الم ساحة ‪ 222‬أ لف ك م – ال سكان ‪ 22‬مل يون ن سمة ) ت يك – هذه – الكلي مة من‬
‫أصل عربي هو ( قبة ) و هذه كل مة عرب ية صميمة ‪ ,‬ع ندما رأى الب حارة ال عرب‬
‫الجزيرة ألول مرة رأوها على شكل القبة ‪ ,‬وبالفعل فإن الناظر إ لى ذ ياك الب لد يراه‬
‫على هيئة القبة ‪ ,‬فهو عبارة عن نصف دا ئرة ‪ ,‬ترت فع من الو سط ‪ ,‬وي قل ارتفاع ها‬
‫التدريجي ‪ ,‬ذات اليمين وذات الشمال ‪ ,‬من الشرق ‪ ,‬ومن أقصى غربها ‪.‬‬
‫و في إ حدى خرايط األط لس (‪ )2‬العر بي ( مق ياس الر سم ‪ 30 : 2‬مليو نا ً )‬
‫وجدنا أن طول هذه الجز يرة من أ قل الن قاط انخفا ضا ً في الج نوب من ال شرق إ لى‬
‫الغرب = ‪ 2.8‬سم ‪ ,‬فإذا ما أخذنا أعلى نقطة على القبة ‪ ,‬فى أق صى شمال الجز يرة‬
‫أخذنا خطا من هذى النقيطة حتى الخط السابق من الشرق إلى الغرب لكان طوله ‪4‬‬
‫مم ‪ ,‬هكذا كما فى الشكل ‪.‬‬

‫ب‬ ‫ق‬
‫الشكل األول‬

‫‪ -2‬ص ‪. 29‬‬

‫‪04‬‬
‫فإذا ما أخذنا خطأ من ق ( شرق ) إ لى ل ( شمال ) ثم ب ( غرب ) لو جدنا‬
‫أن ق ل ب هي بالفعل قبة ‪ ,‬أو على شكلها تماما ً تماما ً ‪.‬‬
‫بقيت كليمتان تصغير كلمات – عن القبة ‪ ,‬هما ‪:‬‬
‫‪ -2‬كوبا ‪ Cuba‬هي أكبر جزر الهند الغربية ‪ ,‬وأول مستعمرة أسبانية في ال عالم‬
‫الجديد ‪ ,‬وآخر مستعمرة تحصل على استقاللها من أسبانيا ‪ ,‬بعد أن خاضت‬
‫الواليات المتحدة غمار حرب قصيرة خاطفة وحاسمة ضد أسبانيا ‪, 2842‬‬
‫فانتزعت من هذه األخ يرة ا ستقالل كو با لت ضعها ت حت حمايت ها هي ‪ ,‬أي‬
‫تحت حماية الواليات المت حدة ‪ ,‬أي أن هذي األخ يرة غ يرت ع لم اال حتالل‬
‫األسباني إلى علمها هي أو هيه ‪.‬‬
‫وإذا كانززت كوبززا تتمتززع باالسززتقالل قانونززا ‪ ,‬فقززد كانززت رؤوس األمززوال‬
‫ا ألمريكية الضخمة تتدفق على مزارع الق صب ومعا مل ع صره وتكر يره والط باق‬
‫والفاكهة حتى السكك الحديدية والفنادق والمرافئ إلى أن قام فيديل كاستر (‪ )2‬بثورته‬
‫األخيرة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تهتم الواليات المتحدة اهتماما ً خاصا ً بشئون كوبا ‪ ,‬وذلك لموقعها في البحر‬
‫الكززاريبي وقربهززا مززن فلوريززدة التززي اشززترتها مززن أسززبانيا ‪ 2824‬م ‪ ,‬كمززا‬
‫اشترت والية لويزيانا من فرنسا النابليونية ‪ 2803‬م ‪ ,‬وكما اشترت أالسكا‬
‫من رو سيا القي صرية ‪ , 2820‬ودف عت في هذه األخ يرة مبل غا ً باه ظا ً ل قد‬
‫دفعت ما يزيد عن ‪ 0‬ماليين دوالر أمريكي طبعا ً ‪.‬‬
‫وبسبب قرب هذه القبة الشديد من فلوريدة األمريكية ( حيث ال يفصل بينهما‬
‫غير مضيق فلوريدة فقط فقط ) ولموقع األولى الم هم في الب حر ال كاريبي ف قد بذلت‬

‫‪ -2‬ولد كاسترو ‪ , 2420‬قاد ثورة شعبية ضد الدكتاتور باتيستا ‪ ,‬قام بتأميم صناعة السكر ‪2404‬م ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫الواليات المتحدة جهوداً عديدة لشرائها – أي كوبا – من أسبانيا في منت صف ال قرن‬
‫التاسززع عشززر ‪ ,‬بحكززم الخبززرة المتميزززة فززي شززراء األراضززي مززن اإلمبراطوريززات‬
‫الرو سية والفرن سية واأل سبانية ‪ ,‬بل والبرازيل ية في ما ب عد ‪ ,‬ك ما ق يل قبالً ‪ ,‬ح يث‬
‫اشترت الواليات المتحدة في البراز يل ما يوازي م ساحة خ مس وال يات أمريك ية ‪,‬‬
‫لكن هذه المرة كانت حوالي عام ‪ 20‬من القرن الماضي فقط ‪.‬‬
‫إال أ نه في هذه ال مرة دف عت الوال يات المت حدة ‪ 0‬سنتات عن كل فدان ‪,‬‬
‫مب لغ كب ير ع ظيم ت صعب اإلحا طة به ‪ ,‬ف ضال عن عده ون قده ‪ ,‬ن قول ب سبب هذه‬
‫الخبرة المتميزة والشطارة النادرة في شراء األرا ضي ف قد حاول ال قوم شراء الق بة‬
‫القريبة جداً جداً من ( فلوريديتهم ) وعندما لم يوفقوا احتفظوا ألنف سهم ب حق ال تدخل‬
‫في شئون كوبا الداخل ية إ لى أن وق عت اتفاق ية ‪ 2432‬ال تي أن هت الحما ية ال سابقة ‪,‬‬
‫(‬ ‫ولكززن القززوم لززم يسززتطيعوا االسززتغناء عززن قاعززدة ألسززطولهم فززي خلززيج‬
‫جوانتا ناموا ) ‪ Guantanamu‬هذا اال سم ا لذي ي تردد صباح م ساء في الف ضائيات‬
‫وو كالت األن باء وو سائل اإل عالم ‪ ,‬أو قل ي طرق آذان ال ناس آ ناء الل يل وأ طراف‬
‫النهزار‪ ,‬فترتعزد الفزرائص ‪ ,‬وتشزيب األرحزام واألجنزة فزى بطزون أمهاتهزا ‪ ,‬بكسزر‬
‫الهمزة أو بضمها ‪.‬‬
‫وإذا كانوا لم يستطيعوا شراء الجزيرة فإنهم كانوا يدفعون إيجار سنويا ً ل هذه‬
‫القا عدة ( الجوانتنام ية ) ي ضخ في شرايين االقت صاد ال كوبي ‪ ,‬إال أن حكو مة ف يدل‬
‫كاسترو ترفض هذا اإليجار ‪ ,‬أو بمعنى ترفض استالم مبلغ اإلي جار ‪ ,‬والعج يب أن‬
‫أحززداً ال ينصززح هنززا بوضززع مبلززغ اإليجززار لززدى محكمززة العززدل الدوليززة ‪ ,‬أو إحززدى‬
‫المحززاكم الدوليزززة ‪ ,‬أو حتزززى المحزززاكم اإلقليميزززة أو المحليزززة ‪ ,‬كمزززا يفعزززل بعزززض‬
‫الم ستأجرين فزي ب لدنا عنزدما يزرفض الما لك اسزتالم اإليجزار ل سبب أو آلخزر فزإن‬

‫‪82‬‬
‫المستأجر الناصح األريب ( األروب ) يضع اإلي جار في المحك مة ويب قى مقي ما ً في‬
‫السكن ‪ ,‬وليشرب المالك من مياه المحيط األطلسي ‪ ,‬وإذا لم تك كافية فع نده الم حيط‬
‫الهادي ‪ ,‬إذ هو المحيط األضخم في العالم ‪ ,‬أو حتى ليذهب إلى ح يث أل قت أم ق شعم‬
‫‪.‬‬
‫تذكر أخيراً أن ‪ %00‬من صادرات كوبا كان يذهب إ لى الوال يات المت حدة‬
‫كما أن هذه األخيرة كانت تصدر ‪ %80‬من ا لواردات الكوب ية ‪ ,‬ل كن كا سترو ات جه‬
‫ن حو أ سواق الكت لة ال سوفيتية وال شرقية وغير ها في محاو لة للت حرر من سيطرة‬
‫(‪)2‬‬
‫التي تحاول فرض العزلة على الجزيرة الكوبية ‪.‬‬ ‫الجارة الكبرى‬
‫وعود مرة أ خرى إ لى األ سماء و ليس الم سميات لن قول أو لن ضيف ‪ :‬ليس‬
‫كوبا ( القبة ) فقط والبرازيل التي نزعمها إلى أصل عربي ‪ ,‬بل أي ضا ً أ صل ت سمية‬
‫(‬ ‫أمريكا ‪ ,‬فقد ذكرنا أن ( أمريجو فيسبوتشي (‪ ) )2‬هو أصل التسمية أما‬
‫فيسبوتشي ) فواضح أنها ليست عربية ‪ ,‬بل هي إيطالية ‪ ,‬أما ( أميري جو ) فيظ هر‬
‫أنها مكونة من جزءين ‪ ,‬األول ( أميرى ) عربي بالت مام والك مال ‪ ,‬ال شية ف يه أ ما‬
‫المقطع ( جو ) فهو الفعل اإلنجليزي ‪ go‬اذهب أو ارحل ‪ ,‬فكأنهم كانوا يقو لون له ‪:‬‬
‫‪ , Amerigo‬ثم اندمجت الكلمتان بفعل كثرة االستخدام فأصبحتا ‪. Amerigo‬‬
‫وقد حاولت النظر في دائرتي المعارف البريطانية واألمريك ية ف لم أ جد من‬
‫األعالم من اسمه ‪ Amerigo‬إال هذا الرجل فقط ‪.‬‬

‫‪ -2‬غالب وآخران ‪ :‬جغرافية العالم ‪ ,‬ص ‪. 932 , 930‬‬


‫‪ -2‬أ رشد إلى هذا الرأي الدكتور أحمد الشيخ عبد السالم أستاذ اللغة العربية بالجامعة اإلسالمية العالمية بماليزيا‬
‫عندما كان في زيارة لمصر أبريل ‪. 2002‬‬

‫‪82‬‬
‫واآلن قد قلنا كل ما عندنا وأفرغنا الجع بة تما ما ً عن ا سم البراز يل وأ صله‬
‫وفصله ور سمه وو سمه ن بدأ في التعر يف ب هذا الب لد ‪ ,‬و من الجغراف يا ن بدأ ‪ ,‬فن فتح‬
‫بالموقع‪:‬‬
‫تقع جمهورية البرازيل في الجزء الشرقي من شمال قارة أمري كا الجنوب ية‬
‫من ال شرق شماالً وجنو با ً ي ساحلها الم حيط األطل سي ‪ ,‬ويحوط ها حزام من ا لدول‬
‫الالتينيزة مزن الجنزوب أورجززواي ثزم األرجنتزين ‪ ,‬ثززم بزارجواي ‪ ,‬بوليفيزا ‪ ,‬بيززرو ‪,‬‬
‫كولومبيا ‪ ,‬فنزويال ‪ ,‬جويانا ‪ ,‬سورينام ‪ ,‬جويانا الفرنسية ‪ ,‬حزام غر بي من ا لدول‬
‫يم تد من الج نوب إ لى ال شمال ‪ ,‬ولك نه في ال غرب ف قط الم تاخم للياب سة أ ما ال جزء‬
‫الشرقي من البرازيل فهو مساحل للمحيط األطلسي في مقابل الحزام الغربي المكون‬
‫من عشر دول التينيات ‪.‬‬
‫تحتل البرازيل أكبر مساحة من ال قارة ‪ ,‬ثمان ية ون صف المل يون ك م ‪ ,‬في‬
‫حين تب لغ م ساحة ال قارة كام لة = ‪ 28‬مل يون ك م ‪ ,‬ف كأن البراز يل فازت ب حوالي‬
‫‪ %98‬من مساحة قارتها ‪ ,‬وما يزيد عن خمس م ساحة أمري كا الالتين ية ( ‪ 92.9‬في‬
‫المائه ) فالبرازيل فازت وحدها ب حوالي ‪ %98‬من م ساحة قارت ها ‪ ,‬و ما يز يد عن‬
‫خمس مساحة أمريكا الالتينية (‪ ) % 92.9‬هي خامس دولة من ناحية الم ساحة ب عد‬
‫روسيا = ‪ 28‬ك م تقريبا ً ‪ ,‬ثم ك ندا ‪ 4.40‬مل يون كي لو ‪ ,‬فالوال يات المت حدة ‪4.804‬‬
‫مليون ك ‪ ,‬فالصين ‪ 4.080‬مليون ك ‪.‬‬
‫و في عدد السزكان أي ضا ً هزي الخام سة ‪ ,‬بعزد ال صين والهنزد ثم الواليزات‬
‫المتحدة واندونيسيا ‪ ,‬يبلغ عدد السكان في البرازيل حوالي ‪ 280‬مليون نسمة ‪ ,‬و هم‬
‫في ازدياد سواء بسبب الهجرة أو بسبب الزيادة السكانية الذاتية ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫وتبدأ سيرتها الذاتية التي كتبها األوربيون لهذا البلد في العام التالي لو صول‬
‫كريستوف كولمبس العالم الجديد عندما قسم هذا العالم بين اإلمبراطوريتين األسبانية‬
‫والبرتغالية وفي عام ‪ 2000‬تعاهدت القوتان العظيمان آنئذ على هذا التق سيم ‪ ,‬و في‬
‫معاهدة مدريد وفي ذات العام اعترفت أسبانيا بسيطرة حليفتها البرتغال على حوض‬
‫األمازون التي كا نت احت لت سواحل البراز يل ال شرقية م نذ ال قرنين ال سادس ع شر‬
‫والسابع عشر ‪.‬‬
‫ب قي الب لد قل يل ال سكان طوال الف ترة اال ستعمارية ال تي انت هت باال ستقالل‬
‫‪ 2822‬م ‪ ,‬حيززث هززاجرت بعززد االسززتقالل أعززداد مززن األوربيززين واليابزانيين الززذين‬
‫تركزوا في الجنوب في حين بقي الشمال وال غرب – البع يدين عن ال ساحل ‪ -‬قلي لي‬
‫السكان ‪ ,‬وبعد هذي الهجرات جاء الم هاجرون ال شوام ‪ ,‬من سوريا ولب نان ‪ ,‬ح تى‬
‫قدروا بالماليين ‪ ,‬خا صة من لب نان هذا الب لد األخ يرة ي بدو للوه لة األو لى ع ندما‬
‫تزوره وكأنه ه جره أه لوه ‪ ,‬ف قد ذكر نا أن عدد المغ تربين ع نه قدروا من م صادر‬
‫موثوقة بز ‪ 20‬مليونا ‪ ,‬وقدر المقيمون في ا لوطن ب ‪ 9‬مال يين ف قط ‪ ,‬و من ثم فإ نه‬
‫بندر أن تجد لبنانيا ً ليس له قريب في البرازيل ‪ ,‬فهذا يحكي لك عن عم له هاجر من‬
‫عشرات السنوات ‪ ,‬واستقر به المقام ه ناك ‪ ,‬وآ خر يح كي عن قر يب له ذ هب إ لى‬
‫الديار البرازيلية داعيا ً إلى هللا ‪ ,‬بقى سنوات عاد بعدها إلى وطنه ‪.‬‬
‫بل من شدة ارتباط اللبنانيين بهذا البلد في أمريكا الجنوب ية ما يحك يه ب عض‬
‫اللبنانيين عن واحد من بني جلدته هاجر إلى البراز يل ‪ ,‬أ قام في إ حدى ال مدن ل كن‬
‫عن رّّر له أن يذهب إ لى ( البر ية ) ح يث ي قيم اله نود أ صحاب الب لد‬
‫لسبب أو آلخر ر‬
‫في م عازل خا صة في األ حراج والج بال ب عد طردهم من مدنهم و قراهم ‪ ,‬و برغم‬

‫‪89‬‬
‫نصح أبناء بلده بعدم الذهاب بعيداً عن ال مدن ‪ ,‬فإن اله نود يتوج سون من ال بيض ‪,‬‬
‫وقد يبطشون به ‪.‬‬
‫ولكن الرجل لم يأبه بتحذيرات أصحابه ‪ ,‬فذهب إلى ( البرية ) وهناك قبض‬
‫عليه ‪ ,‬وضع في ال سجن لين ظر في أ مره ‪ ,‬هل هو جا سوس ‪ ,‬أو ير يد ب هم شراً ‪,‬‬
‫وعندما علموا أنه ليس عدوا ‪ ,‬وليس من البيض ‪ ,‬أكرموه ورحبوا به ‪ ,‬وكذلك فعلوا‬
‫مع األورب يين ع ندما و صلوا إ ليهم م نذ ‪ 2942‬م ‪ ,‬بل أع طوهم ا لذهب ا لذي كانوا‬
‫يبحثون عنه ‪ ,‬ولكن األوربيين غدروا بهم ‪ ,‬ثم قاموا ب طردهم إ لى البر ية ‪ ,‬وبالف عل‬
‫فإن من عرف اله نود أو ت عرف ع لى أ حد منهم ل مس منهم كرم أ خالق و سخاء‬
‫واضحين ‪.‬‬
‫على أية حال عاش هذا اللبناني بين هؤالء ال قوم ح تى تزوج اب نة ز عيمهم‬
‫وعندما مات الزعيم ولم يكن له أوالد ذكور توج الصهر زعيما ً مكانه ‪.‬‬
‫و مرت األ يام وأراد أ حد أب ناء هذا أن يذهب للب حث عن أب يه في البر ية ‪,‬‬
‫قبض عليه م ثل أب يه ‪ ,‬وو ضع في ال سجن ‪ ,‬و جاء ا لزعيم لين ظر إ لى هذا الغر يب‬
‫الذي اقتحم عليهم برِّ يتهم ‪ ,‬تسرمع إلى كالمه ‪ ,‬وجده يتحدث باللهجة اللبنانية ‪ ,‬لهج ته‬
‫هو أي ضا ً ‪ ,‬إ نه يك لم نف سه ‪ :‬ترى أ ين ذ هب أ بي ؟ ( و ين راح ب يي ؟ ) وت صارح‬
‫الرجالن ‪ ,‬ووضع األب في جيوب ابنه ما يملؤ ها ذه با ً ون قداً ‪ ,‬وط لب م نه أن ي كتم‬
‫عنه ‪ ,‬وأن يعود من حيث أني ‪ ,‬وأن ال يكرر هذه المجازفة مرة أخرى ‪.‬‬
‫وفي لبنان تجد البن البرازيلي ب صورة رب ما ال ت جدها في غ يره ‪ ,‬و ما ذاك‬
‫إال بسبب هذه الجالية اللبنانية المليونية في دولة البرازيل ‪ ,‬والتي يسعى أفرادها إ لى‬
‫ربط البلدين بعالقات قوية راسخة ‪ ,‬خاصة في المجال التجاري واالقتصادي ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫وفي الملتقى الثالث للتربية والتع ليم ا لذي عقد ته مؤس سة الف كر العر بي في‬
‫بيروت – نهاية أبريل الماضي – تساءل أحد مت حدثي الملت قى ‪ :‬ل ماذا ف شلت التنم ية‬
‫والتصززنيع فززي البرازيززل ‪ ,‬ونجحززت فززي شززرق آسززيا ؟ وبعززد الجلسززة قلززت لززه ‪ :‬أنززا‬
‫متخصص في اللغة العربية ولكني أستطيع أن أجيبك عن تساؤلك قال ‪ :‬وا ضح من‬
‫خالل تعليقاتك أنك من المتخصصين في اللغة العربية ‪.‬‬
‫وأعتقد أن هذا الكتاب فيه إجا بة عن الت ساؤل ال سابق ل قد كان وا ضحا ً م نذ‬
‫البداية أن العالم الجد يد انق سم إ لى شمال غ ني ( ك ندا والوال يات المت حدة ) وج نوب‬
‫فقير من الحدود الشمالية للمكسيك وحتى أقصى نقطة من ج نوب ال قارتين ‪ ,‬وال يتم‬
‫غنى الشمال إال بإفقار جنوبه ونزح واستنزاف كل فتيل وقطمير من ثروات الف قراء‬
‫‪ ,‬وحتى الثمالة ‪.‬‬
‫أ ما منط قة شرق آ سيا ‪ ,‬وجنوب ها ال شرقي ف هي بع يدة ال شقة عن ال شمال‬
‫األمري كي ‪ ,‬برغم أن ها لم ت سلم من هذا األخ ير ‪ ,‬هيرو شيما ون جازاكي شاهدان‬
‫ناطقزان بأفصزح لسززان ‪ ,‬هزذا البعزد مكنهززا مزن سزرقة التقززدم أو شزىء منزه فززالجنس‬
‫اآلسيوي خاصة في الشرق يتمتع بقدر هائل من الذكاء والدهاء وحسن الحيلة ولباقة‬
‫التصرف ‪ ,‬هذا ما أراه ‪ ,‬وهو اجتهاد شخ صي ‪ ,‬ول عل ل نا فر صة عود لتف صيل ما‬
‫ذهبنا إليه ‪.‬‬
‫وهلل الحمد والمنة على إتمام بحوثنا حول جغراف ية و تاريخ أمري كا الالتين ية‬
‫والبرازيل ‪ ,‬يليه موضوعان لغويان ‪ ,‬هما ‪:‬‬
‫‪ -‬الترجمة واللغة العالمية ‪.‬‬
‫‪ -‬نظرات تقابلية بين العربية والبرتغالية ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫بعدها تأتي الدراسة المترجمة عن ال تداخل بين اللغ تين العرب ية والبرتغال ية‬
‫علززى ألسززنة المهززاجرين اللبنززانيين فززي البرازيززل ‪ ,‬والتززي ترجمناهززا عززن اللغززة‬
‫اإلنجليزية‪ ,‬ثم مالحق تشتمل على اقتباس من أحد الكتب المهمة من أمريكا الالتينية‬
‫يتحدث عن هذه المنطقة المحرومة المظلومة من عالم نا ‪ ,‬ك ما أن هذا االقت باس هو‬
‫قطعة أدبية راقية بليغة سامقة الفصاحة والبالغة ‪.‬‬
‫وأ خر ما ت شتمل عل يه المال حق صور لزع ماء من ال قارتين ‪ ,‬ثم خرايط‬
‫لأل ماكن ال تي أ شير إلي ها والب لدان وا لرحالت ‪ ,‬ح تى تث بت المعلو مات الجغراف ية‬
‫والتاريخية في ذهن القارئ ‪ ,‬كما أننا لم ننس أحداث لبنان الدامية فى صيف تموز –‬
‫يول يو ‪ – 2002‬ال ساخن كى ن قول رأي نا فى الم شروع األمري كي لل شرق األو سط‬
‫الجديد والديمقراطية الدامية ‪ ,‬العراق ن موذج ل ها ‪ ,‬ع لى أ نه ام تداد لقنا عة األغن ياء‬
‫فى هذا العالم بأن وجود الفقراء – مجرد وجودهم – هو خطر كبير ع لى هذا الغ نى‬
‫وهؤالء األغنياء ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫األحد لغة املهاجرين اللبنانيني يف الربازيل‬

‫دراسة معجمية‬
‫تأليف‬

‫نيوزا نايف نبهان‬

‫جامعة ساوباولو – الربازيل‬

‫ترمجة وتقديم‬

‫أ ‪ .‬د أمحد مصطفى أبو اخلري‬

‫د‪ .‬أمحد فريد عبد الشايف‬

‫جامعة املنصورة‬

‫‪ 7241‬هـ‬

‫‪ 4002‬م‬
‫‪www.geocities.com/abu_elkher‬‬
‫‪abu_elkher@yahoo.com‬‬

‫‪88‬‬
‫الترجمة واللغة العالمية‬

‫ت كاد ت كون ف كرة الترج مة مناق ضة لف كرة الل غة العالم ية ‪ ,‬فإن كا نت هذي‬
‫األخيرة فال داعي لألولى ‪ ,‬إذا وصلنا أو توصلنا إلى لغة مشتركة بين البشر قاطبة‪,‬‬
‫تجمع هم وعلي ها تو حدهم ‪ ,‬فإن الحا جة إ لى ترج مة من لغي ُّة – ت صغير ل غة ‪-‬إ لى‬
‫أخرى سوف تنتفى وتختفي ‪ ,‬وفي بحث لي عن الل غة العالم ية ( ‪ ) 2‬ذ كرت أن ها ح لم‬
‫جم يل تم ناه الفال سفة وال ناس من ز من بع يد ‪ ,‬وخا صة أ نه في ب عض األح يان ال‬
‫تسعفنا ما نتعلم من لغات أجنبية ع لى كثرت ها و شدة إتقان ها ‪ ,‬ورب ما ساعتها ال ن جد‬
‫المترجم أو الترجمة ‪ ,‬ال نعرف لها حيلة ‪ ,‬وال نهتدي إليها سبيال ‪ ,‬ساعتها نعود إلى‬
‫حلم اللغة الوحيدة الموحدة بين بني البشر ‪.‬‬
‫أل‬
‫صت إ لى أن هذا الح لم قد ي بدو في أ جل غ ير م سمى ‪ ,‬و في ر حم‬ ‫و قد خل‬
‫الم ستقبل غ ير المن ظور ‪ ,‬بع يد منا له ع لى أهمي ته والحا جة إل يه ‪ ,‬إال أن هذه الل غة‬
‫العالمية الحلم قد بدت بعض عناصرها ال تي يم كن اإل فادة من ها في أ مرين ‪ ,‬أوله ما‬
‫تعليم اللغات األجنبية ‪ ,‬ومنها لغتنا العربية ‪ ,‬وثانيهما التفاهم مع ال ناس حين ال ن جد‬
‫للترجمة حيلة وال سبيالً ‪.‬‬
‫هذي العناصر حصرتها في ‪:‬‬
‫‪ -‬األلفاظ التي أصبحت عالمية ‪ ,‬ال تغيب في آية لغة من لغات العالم المنتشرة‬
‫المشهورة ‪ ,‬مثل ‪ :‬راديو – فيلم ‪ -‬تليفون ‪ . . .‬إلخ ‪.‬‬
‫‪ -‬األرقام ‪.‬‬
‫‪ -‬لغة اإلشارة ‪.‬‬

‫‪ -1‬انسر كتابنا ‪ :‬العربية في بلدان غير لربية ظ الماهرة ‪ 2222‬ما ‪. 373 – 333‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ -‬األلوان ‪.‬‬
‫‪ -‬لغة العلماء ‪.‬‬
‫وهزذا مثززال لكزل عنصززر ممززا سزبق يوضززحه ‪ ,‬ويلقززى عليزه الضززوء ‪ ,‬ففززي‬
‫العنصر األول نذكر أننا عندما كنا في نسكن في الحاضرة األكرانية كي يف ‪ ,‬أو ك ما‬
‫سماها أجدادنا العرب ( ال ألكيابة ) كان بعض رفقاء السكن ال تجمعنا بهم لغة مشتركة‬
‫‪ ,‬ومن ثم استخدمنا األلفاظ المشتركة بين اللغات إذا دق جرس الهاتف ‪ ,‬وعرفنا اسم‬
‫المطلوب مهاتفته ‪ ,‬أسرعنا إلى حجرته نطرق عليها ‪ ,‬ونقول ‪:‬‬
‫( تليفون ) مجرد استخدام كلمة واحدة من اللغة اللفظية ‪ ,‬والباقي الطرق على ال باب‬
‫مسرعين ‪ ,‬هو مما يدخل في اللغة غير اللفظية ‪ ,‬حيث نجد هذه األخيرة هي ال سائدة‬
‫في االتصال المباشر الموا جه ‪ ,‬وال ت ترك لل غة اللفظ ية غ ير ‪ % 0‬من اإل سهام في‬
‫الحوار المباشر بين الناس ‪.‬‬
‫وع ندما ك نا ندرَّس العرب ية ه ناك في ( الكيا بة ) رأ يت ب عض زمال ئي في‬
‫القسم من الفسلطينيين يصرون – مثالً – ع لى أن يعل موا أبناء نا ال شهور ال سريانية‬
‫األصل والتي تعودوا عليها ‪ ,‬و هي ال تي نرا ها في الن هر األول من ال شكل (ال شكل‬
‫التالي ) بدل الرومانية ( في النهر الثاني ) على اعت بار أن األو لى هي العرب ية ‪ ,‬أو‬
‫ألنها في لهجتهم ‪ ,‬وقد يكون معهم بعض الحق ‪ ,‬إذ لربما كا نت عرب ية األ صل ‪ ,‬أو‬
‫هي إلى العربية أقرب ‪.‬‬
‫وبرغم هذا ك له ع ندما نع لم غ ير ال عرب لغت نا فإ نا نم يل إ لى الثان ية ؛ ألن ها‬
‫مستخدمة في عدد كبير من اللغات خاصة األوربية ‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫الرومانية المعربة‬ ‫الشهور السريانية األصل‬
‫يناير‬ ‫كانون الثاني‬
‫فبراير‬ ‫شباط‬
‫مارس‬ ‫آزار‬
‫ابريل‬ ‫نيسان‬
‫مايو‬ ‫أ ْيرار‬
‫يونيه‬ ‫حزيران‬
‫يوليو‬ ‫تموز‬
‫أغسطس‬ ‫آب‬
‫سبتمبر‬ ‫أيلول‬
‫أكتوبر‬ ‫تشرين األول‬
‫نوفمبر‬ ‫تشرين الثاني‬
‫ديسمبر‬ ‫كانون األول‬

‫الشزكزززززززل الثاني‬
‫ولذا نراها من الناحية العملية أسهل على األجنبي الذي نعل مه العرب ية سيما‬
‫في المراحل األولى من تعلم اللغة العربية ‪ ,‬إذ هذي المرح لة هي األ صعب وال تي‬
‫يؤدي فشلها إلى نتائج خطرة ‪ ,‬إذا المتعلم يمكن أن ينصرف عن تعلم هاتِك‬

‫‪42‬‬
‫( هذه ) اللغة ‪ ,‬أو لعله يبني على أساس خاطئ ‪ ,‬وال يتمكن بعد ذاك من إ صالح ما‬
‫وقع فيه من خر طا ( خطأ ) ‪.‬‬
‫وهنا نقترح في عملية تعليم العربية أن نميل على األقل في المرا حل األو لى‬
‫‪ -‬أن نعلم الطالب أسماء الشهور المعربة ‪ ,‬وكذا ع ند ال حديث إ لى غ ير ال عرب ‪ ,‬أو‬
‫عندما نكتب ما نرى ا نه سوف ي ترجم إ لى غ ير لغت نا ‪ ,‬ترج مة المك توب ‪ ,‬أو ع ند‬
‫الترج مة الفور ية ‪ ,‬و كذا يف عل الم ترجم نف سه ع ندما ي ترجم إ لى غ ير ال عرب‪ ,‬فا نه‬
‫يختار من الكلمات ما هو موجود في اللغة المترجم إليها ‪.‬‬
‫وحبذا لو استخدمنا األرقام مكان الشهور بنوعيها فهذي األرقام عن صر م هم‬
‫من عناصر اللغة العالمية ؛ ولذا فا نه بدل أن نك تب ( ال حادي ع شر من أي لول عام‬
‫ألفين وواحد ) يمكن أن يكتب بطريقة أفضل – في مقترحنا ‪ -‬كما ي لي أرقا ما ً ف قط (‬
‫‪ ) 2002/4/22‬هذا أيسر في عملية الترجمة من الصيغة األولى ‪.‬‬
‫األر قام عن صر م هم من عنا صر الل غة العالم ية ‪ ,‬ي ستخدم اآلن ع لى ن طاق‬
‫واسع في الصغير والكبير من حيات نا ‪ ,‬بدءاً من أر قام الهوا تف والب يوت والبنا يات‬
‫والطوابق في الفنادق والمؤسسات ‪ . . .‬إلى ترقيم ألوان السيارات ‪ . . .‬إلخ ‪.‬‬
‫فإذا نزل إنسان أيا تكن لغته فندقا في أي ر جا من أر جاء المع مورة أع طوه‬
‫بعض األرقام التي منها يعرف ر قم الح جرة ‪ ,‬وا لذي ي كون ع لى الي مين ‪ ,‬وال طابق‬
‫الذي تقع فيه الحجرة وهو على اليسار ‪ ,‬مثال ( ‪ ) 902‬بالرقم المشرقي ‪ ,‬أو ‪:‬‬
‫( ‪ ) 402‬بالمغربي ‪ ,‬ع أل رف أن الغر فة ت قع في ال طابق الرا بع من المب نى ‪ ,‬و هي‬
‫الحجرة الثانية في طابقها ‪ ,‬هذه األرقام على ب ساطتها وق لة عددها ال تي رب ما ت كون‬
‫في عدد أقل من أصابع اليد الواحدة ‪ ,‬والتي لو لم تك الحتجنا إلى ترجمت ها إ لى ل غة‬
‫كل مقيم في فندقه ‪ ,‬وهكذا ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫وفي ألوان السيارات مثالً لم تعد األلفاظ قادرة على التعبير عن عديد األلوان‬
‫‪ ,‬سيما المصنعة منها ‪ ,‬على كثرة ما في العربية من ألفاظ معبرة عن شتى األلوان ؛‬
‫ولذا اتكأت ال صناعة إ لى ا لرقم ‪ ,‬أ صبحت األ لوان ال تح صى عددا ‪ ,‬وال ت ضبطها‬
‫لغة أ يا كا نت هذه الل غة ‪ ,‬و لم ت عد غ ير األر قام ‪ ,‬إذ هي أي ضا ً مفتو حة ‪ ,‬ال ي حدها‬
‫شيء ‪ ,‬تيك ( هذي ) األرقام ال تحتاج إلى ترجمة من لغة إلى أخرى إذ هيه ( هي )‬
‫مترجمة نفسها بنفسها ‪.‬‬
‫ولززذا فززإن ممززا ييسززر عمليززة الترجمززة أن نسززتخدم األرقززام واإلحصززائيات‬
‫والجداول ‪ ,‬إن هذا يعطي معلو مات أك ثر وأغ نى وأك ثر خ صوبة وفاعل ية ‪ ,‬إ ضافة‬
‫إلى شيء بالغ األهمية هو يسر ترجمتها إلى حد يجعلها ال تح تاج إ لى ترج مة ‪ ,‬ك ما‬
‫سبق ‪ ,‬ولعل لنا عود إلى تِه – هذه – النقطة فيما بعد ‪.‬‬
‫إن خبراء التفاوض ينصحونا عند الترجمة الفورية بالدقة والحرص عند سماع‬
‫األرقام والتأكد من صحة السمع لما يقال من أر قام ي قول د ين أ لن فو ستر (‪ : )2‬تو‬
‫الحرص عند ذكر األرقام بوجه خاص ‪,‬وتأكد أن المترجم بلغ الطرف اآل خر بالرقم‬
‫الذي ذكرته أنت بالضبط ‪ ,‬والعكس صحيح ‪ ,‬ف من ال سهل أن ت حدث ترج مة خاط ئة‬
‫لألرقام أثناء التفاوض ‪ ,‬فت صبح اآلالف مال يين ( فكل مة ‪ mille‬في الفرن سية تع ني‬
‫ألفا ‪ ,‬وليس المل يون ) ‪ . . .‬إ لخ ‪ ,‬وه ناك عد يد وعد يد من الق صص المرع بة ال تي‬
‫نت جت عن أخ طاء في هذا الم جال ‪ ,‬بح يث ي صبح من ال ضروري أن نؤ كد ع لى‬
‫األر قام ع ند الترج مة ‪ ,‬والتأ كد من أن الم ترجم ال فوري متمكن في م جال ترج مة‬
‫األرقام ‪.‬‬

‫‪ -1‬المساومة لبر الحدود ترجمة ني يا غراب الماهرة ‪ 1997‬م ص ‪. 121‬‬

‫‪43‬‬
‫والسيما إذا كان بالمفو ضات كث ير من المعلو مات الفن ية واإلح صائية (‪)2‬و لذا‬
‫كانت لغتنا العربية في غاية العبقرية واالنتباه إلى ذيراك المجال ‪ ,‬حيث حددت لن ظام‬
‫( العدد ) مجموعة معمقة من القواعد بهذا الخصوص ‪ ,‬من ح يث ال تذكير والتأن يث‬
‫ومن حيث التعريف والتنكير ‪ ,‬وتمييز العدد ‪ ,‬والتمييز بين ال عدد الم فرد والم ضاف‬
‫والمعطوف ‪ ,‬واإلعراب والبناء ‪ ,‬كل هذا حفالً واحتفاء بالعدد لخطورته في التعامل‬
‫بين الناس ‪ ,‬ويستطيع القارئ إذا شاء أن يرجع إلى باب العدد في ك تب الن حو ل يرى‬
‫مصداق ما نرى ونشير ‪.‬‬
‫ويكفي أن نقدم للقاري – القارئ – م ثاال وا حدا ‪ ,‬وان كان في الكتا بة ‪ ,‬ل قد‬
‫رأى عل ماء العرب ية أن يكت بوا ( ما ئة ) بهزذا ال شكل ‪ ,‬و كان حق ها حس ْب القواعزد‬
‫الهر ْمزية أن تكتب هكذا ( مئة ) لكنه عدل عن هذا الشكل إلى ( مائة ) حتى ال ت ختلط‬
‫بكلمة ( فئة ) بالفاء ؛ ألننا إذا اتفقنا على دفع ( مئة ألف جنيه ) فإن ها في هذه الحا لة‬

‫ال تحتاج من الغاشين غير نقطة على الفاء لتصبح ( فئة ألف جنيهه ) فيت حول المب لغ‬

‫من ‪ 200.000‬إلى ‪ 2000‬واحد فقط ‪ ,‬وهلم جرا ‪.‬‬


‫ن عود مرة أ خرى إ لى األر قام في الترج مة الفور ية ‪ ,‬فن قول ‪ :‬إن نطق ها قد‬
‫يوقع في اللبس ‪ ,‬في حين إن كتابتها يزيل كل شكل من أ شكال ال لبس ‪ ,‬أو ال تدليس‬
‫والغش ‪ ,‬و من ثم فان الدرا سات والب حوث يم كن أن تثري ها األر قام واإلح صائيات‬
‫وفي ذات الوقت تح قق در جة من در جات الي سر وال سهولة وال سرعة في الترج مة‬
‫وفي الترجمة الفورية أيضا ً يمكن نا معاو نة الم ترجم بتق سيم ال حديث إ لى أ جزاء ‪ ,‬ال‬
‫هي بالطويلة جداً ‪ ,‬وال هي بالقصيرة جداً ‪ ,‬وإنما نبتغي بين ذلك سبيال ‪ ,‬وأن تعطي‬

‫‪ -1‬السابق ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫المترجم الفرصة لكي يتحدث إليك ‪ ,‬وإذا كان ب عض المفاو ضين رب ما يت خوف من‬
‫االستعانة بمترجمين فوريين في البداية ‪ ,‬إال أنه سرعان ما ي بدأ في اال ستمتاع ب هذا‬
‫األمر ‪.‬‬
‫إن الع مل من خالل م ترجم يعط يك الو قت ا لالزم للتفك ير ولمراق بة ردود‬
‫األفعال لدى مستمعيك في كل جملة تنطق بها ‪ ,‬األمريكيون – مثالً – يمي لون بو جه‬
‫عام لالندفاع في الحديث بدون تفكير أو تخطيط ‪ ,‬ولكن عندما يعملون مع مترجمين‬
‫يصبحون أكثر إدراكا ً ووعيا ً للكلمات التي تصدر عنهم ‪ ,‬فتصبح أكثر معنى ‪ ,‬حيث‬
‫إن هم يريزدون التأ كد مزن وضزوح مق صدهم للمتزرجم ‪ ,‬وفزي ذات الو قت فإنزه عنزد‬
‫انتظارك حتى يقوم المترجم بترجمة كلماتك ‪ ,‬ويفرغ منها ‪ ,‬تستطيع أن تفكر و تزن‬
‫ما ستقوله بعناية على ضوء استجابة الطرف اآلخر لما قلته (‪ )2‬بالفعل‪.‬‬
‫وال ننسززى أيض زا ً أن الحززديث عبززر متززرجم ممززا يفضززله بعززض الساسززة أو‬
‫الديبلوما سيين أو غ يرهم ‪ ,‬أل نه إذا حدث لبس أو سوء ف هم ‪ ,‬فإن المت حدث يل قي‬
‫بالتبعية على المترجم أو على الترجمة ‪ ,‬وهكذا يجب أن يكون المترجم الفوري على‬
‫حذر في عمله ‪ ,‬ألنه في أية لحظة يمكن أن يكون كبش فداء أو كبش الغداء ‪.‬‬
‫ومن األرقام ندلف إلى اإلشارة التي نلجأ إليها ع ندما ال ن جد لل غة المخا طب‬
‫وسيلة أو نهتدي إليها سبيال ‪ ,‬وهذا ما يحاول كل أجنبي يعيش في بلد ال يعرف لغ ته‬
‫‪ ,‬حيث تصبح اإلشارة أداة التفاهم الرئيسة والمهمة على األقل في البداية ومن ناحية‬
‫أ خرى فإن المع لم والمحا ضر يم كن أن ي ستخدما اإل شارة في عمل ية التع ليم وأث ناء‬
‫المحاضرة ‪ ,‬هو مما يشيع داخل الفصول الدراسية ‪.‬‬

‫‪ -1‬السابق ص ‪. 127‬‬

‫‪40‬‬
‫فع ندما ك نت اع لم العرب ية في أكران يا ك نت أل جأ إ لى ل غة اإل شارة إلي ضاح‬
‫مقصزودى مزن الكلمزات ‪ ,‬ففززي درس عزن أعضزاء الجسززم – مزثال – كنزت أسززتخدم‬
‫اإلشارة إلى كل عضو أتحدث عنه ‪ ,‬حتى تتعمق الصلة بين الشيء وبين الكلمة التي‬
‫تدل عليه في أذهان الطالب والطالبات ‪ ,‬وهكذا ‪.‬‬
‫وعن التفاوض يمكن أن تساعد مفاوضك ومترجمك أيضا ً بالحر كة اإلي ماءة‬
‫واإلشارة مع الكل مة أي ضا ً ‪ ,‬بل بدون الكل مة أو الل غة اللفظ ية ‪ ,‬فع لى سبيل الم ثال‬
‫لماذا تقول ( اف عل ذ لك ) حين ت ستطيع اإل شارة لم حدثك بأن يو قع ع لى األوراق ؟‬
‫فاستخدم اإلشارة ‪ ,‬ما استطعت إليها سبيال ‪.‬‬
‫ب قى أن نت حدث عزن األ لوان ولغزة العل ماء ‪ ,‬ون بدأ بزاألولى فن شير إلزى أن‬
‫األلوان قد أصبحت في كثير من األحايين عن صراً مه ما من عنا صر الل غة العالم ية‬
‫ونعطي هنا مثالين فقط ؛ خوف اإلطالة ‪ ,‬ورو رم – رغبة – االختصار ‪:‬‬
‫إ شارات ال مرور ‪ :‬الخ ضراء لل سير ‪ ,‬والح مراء للو قوف والصزفراء‬ ‫‪.2‬‬
‫للتر قب ‪ ,‬هذا اال ستخدام ن جده في دول ال عالم ومد نه ‪ ,‬ال تح تاج إ لى‬
‫مترجم أو مفسر لمعناها ‪.‬‬
‫الخززرايط ‪ :‬أصززبح لكززل لززون يسززتخدم علززى الخريطززة مدلولززة ومعنززاه‬ ‫‪.2‬‬
‫المفهوم والمقروء ‪ ,‬مهما كانت لغة الكتابة على الخريطة وعلى سبيل‬
‫المثال ‪ ,‬ال الحصر نجد األلوان المستخدمة في تغطية الم ساحات ال تي‬
‫توضززحها فئززات االرتفززاع تتبززاين مززن اللززون الرمززادي للمنززاطق دون‬
‫م ستوى سطح الب حر ‪ ,‬وي ستخدم األزرق بدرجات لت لوين م سطحات‬
‫البحار والمحيطات‪ ,‬وتزداد در جة ال لون مع ع مق الم سطح ال مائي ‪,‬‬

‫‪42‬‬
‫تبدأ من األزرق ال فاتح جداً في الم ناطق ال ضحلة ع لى ال سواحل إ لى‬
‫األزرق الداكن جداً ألعماق المحيطات ‪ ,‬أو ألعمق المحيطات (‪. )2‬‬
‫وهكذا تصبح الخريطة الملونة معينا للترجمة ‪ ,‬أو على األقل هي ال تح تاج‬
‫إلى ترجمة ‪ ,‬بل هي مترجمة نفسها بنفسها ‪ ,‬فإذا احتوى كتاب ما يألرام له أن ي ترجم‬
‫على خرايط ‪ ,‬فاألسهل األيسر أن تكون تيك – هذه ‪ -‬ال خرايط ملو نة ‪ ,‬محاو لة ه نا‬
‫لإلفادة من اللون باعتباره عنصرا من عناصر اللغة العالمية المنشودة‪.‬‬
‫آخر ما نتحدث عنه من عناصر ت ِه ( هذه ) الل غة العالم ية األ مل والح لم هو‬
‫لغة العلماء ‪ ,‬ففي شتى العلوم ث َّم رموز ولغة بين العل ماء ‪ ,‬أ صبحت مفهو مة فا شية‬
‫بين أب ناء التخ صص الوا حد ‪ ,‬ف في ع لم األ صوات مثالً ن جد ر موزاً صوتية دول ية‬
‫يكتب الباحثون في دراساتهم كيف ؟ بالمثال يتضح المقال ‪:‬‬
‫‪ .2‬الر موز ال صوتية الدول ية ‪ :‬وت عرف باخت صار ‪ , IPA‬وتو صف‬
‫بأنها أوسع الرموز انتشارا في العالم ‪ ,‬حيث ال تصلح نظم الكتا بة‬
‫في ب عض الل غات للدرا سة ‪ ,‬فالمنطوق مخت لف عن المك توب ‪,‬‬
‫رموز الكتابة الصوتية الدولية معت مدة ع لى أن ل كل صوت ر مزا‬
‫كتابيا واحدا فقط ‪ ,‬كما أن نظم الكتابة تختلف في لغة عن األ خرى‬
‫‪ ,‬وربما ال يعرف الباحث هذه الل غة؛ و لذا يل جأ للر موز الدول ية ‪,‬‬
‫فزإذا كتبنزا ‪ sa?ala‬اسزتطاع أن يقرأهززا ‪ -‬وأن يعزرف قيمتهزا ومززا‬
‫تعني‪,‬أي باحث أيا تكن لغته ‪ ,‬دون الحاجة إ لى ترج مة ‪ ,‬إن هذي‬
‫الرموز الستة على قلة عددها تعني أشياء كثرا منها ‪:‬‬

‫‪ -1‬الزيادي ‪ :‬مبادئ الخرايط والمساحة اإلسكندرية ‪ 1993‬م ص ‪. 13 33‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ ‬الكلمة مكونة من ثالثة مقاطع ‪,‬ثالثتها قصيرة مفتوحة كل‬
‫مقطع مكون من ‪ ( :‬صامت ‪ +‬حركة قصيرة ) ‪.‬‬
‫‪ ‬الكلمة مكونة من ستة أصوات ‪ ,‬ثالثة هي صوامت أي‬
‫( ال سين – اله مزة – ا لالم ) وفت حه ‪ / a /‬ق صيرة تنت هي ب ها‬
‫المقاطع الثالثة ‪.‬‬
‫‪ ‬هززذه الحركززة وهاتيززك الصززوامت محززددة معروفززة لززدى‬
‫الدارسززين ‪ ,‬الصززوامت بمخارجهززا وصززفاتها المختلفززة‬
‫والفتحة القصيرة أيضا ً بشكل اللسان والشفتين فيها ‪.‬‬
‫كل هذي المعلومات لو أردنا أن نحولها إلى لغة لفظ ية أو مكتو بة الحتا جت‬
‫شرحا ً كثيراً وإسهابا ً ‪ ,‬ولعل المعنى ال ي كون وا ضحا ً مفهو ما ً ب هذا ال شكل ‪ ,‬ك ما أن‬
‫هذه اللغة اللفظية سوف تحتاج بكل توكيد إلى ترجمة ‪ ,‬في حين ن ستعيض عن هذا‬
‫كله بهذي الرموز الستة السابق كتابتها ‪.‬‬
‫‪ .2‬وفي علم األصوات أيضا ً فرق بين أن نضع الرمز بين شرطتين‬
‫مائلتين ه كذا ‪ / r /‬هذا مع ناه أن ا لراء وا حدة صوتية ‪ ,‬ولي ست‬
‫عضوا ف قط ‪ ,‬م ثل ]‪[g‬إن نا نت حدث عن ع ضو من أع ضاء ال جيم‬
‫وليس عن وحدة صوتية تفرق بين معاني الكلمات ‪ ,‬كالفرق بين (‬
‫مال ‪ /‬جال ) بل هي ع ضو من و حدة ال جيم ‪ ,‬ال تي ت شتمل في‬
‫العربية أيضا ً العضوين ] ‪ [ d‬و ] [ ‪.‬‬
‫هذا في لغتنا العربية ‪ ,‬أ ما في ل غة كالرو سية مثالً فاألمر يخت لف ‪ ,‬ك يف ؟‬
‫‪ / d‬ك ما في لغت نا ‪ ,‬ال كو حدة صوتية ‪ ,‬وال كع ضو في‬ ‫ليس في ها جيم مرك بة ‪/‬‬

‫‪48‬‬
‫وحززدة صززوتية ‪ ,‬كمززا أن الجززيم االنفجاريززة ‪ /g /‬وحززدة مسززتقلة تمامززا عززن الجززيم‬
‫اإلحتكاكية ‪. / /‬‬
‫ونكتفي بما ذكرنا من أمثلة لغة العلماء تاركين باقي األمث لة ال تي وردت في‬
‫درا ستنا إ لى ال قارئ ير جع إلي ها ‪ ,‬إن رام مز يداً من التفا صيل حول ل غة العل ماء ‪,‬‬
‫خاصة في مجال الدراسة الصوتية ‪ ,‬أو حول أي عنصر من عناصر اللغة العالمية‪.‬‬
‫نعود في مترجمت نا لنت ساءل ما صلة هذي العنا صر بالترج مة ‪ ,‬أو بمقالت نا‬
‫التي نقدم لترجمتها ؟ في اإلجابة نقول ‪ :‬الحظنا أن ترجمة مقالة نبهان هذه قد أخذت‬
‫أقل وقت مقارنة بغيرها م ما ترجم نا ‪ ,‬وأت ضح أن ال سر في هذا يك من في أن ت يك‬
‫المقالة قد تضمنت جداول وأمثلة ‪ ,‬هذه األمثلة حولنا ها أي ضا ً إ لى جداول ‪ ,‬فأ صبح‬
‫لدينا قرا بة األرب عين من مج موع هات يك ال جداول ال تي كا نت سهلة جداً جداً في‬
‫ترجمتها ‪ ,‬واألهم من هذا أنها أخذت الوقت األقل ‪.‬‬
‫وعلى الجانب اآلخر فإن إعداد األمثلة ووضعها في صيغة جداول كان عمال‬
‫مضنيا ‪ ,‬اقتضى وقتا مطوالً وصبراً شديداً وتطلب دقة وحرصا ً زائدين ‪ ,‬ولكنه من‬
‫جانب آخر كان مفيداً مفيداً إلى حد بعيد ‪ ,‬وإن جاء في صيغة ب سيطة سهلة ‪ ,‬أو فل‬
‫هي األبسط واألسهل ‪ ,‬مع غناها الشديد في المعلومات ‪ ,‬وما تثمر من ا ستنتاجات ‪,‬‬
‫مكنتنا من إبداء مالحظات تقابلية بين النص العربي الذي جاء على ألسنة المهاجرين‬
‫وبين النص البرتغالي ‪ ,‬كما جاء في الدراسة ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫هذا مثال ‪ ,‬به يتضح المقال ‪ ,‬عندما ننظر في هذا المثال المجدول ‪:‬‬
‫المعنى‬ ‫الكلمة في البرتغالية‬ ‫الكلمة في نطق المهاجرين‬
‫تأشيرة ( فيزا )‬ ‫‪visto‬‬ ‫‪vistu‬‬

‫الشكل الثالث‬
‫إذا قارنا بين نطق المهاجرين للكلمة ونطقها في البرتغالية وجدنا الفارق بين‬
‫النطقين يكمن في تحول الضمة البرتغالية ‪ / o /‬إ لى ضمة عرب ية ‪ / u /‬ف ما ال فارق‬
‫بين ال حركتين العرب ية والبرتغال ية ؟ ال فارق أن ال ضمة العرب ية ضيقة أو هي إ لى‬
‫الضيق تماما ً أقرب ‪ ,‬ول كن األ خرى هي ن صف ضيقة ‪ ,‬أي أن ال جزء الخل في من‬
‫اللسان أقرب إلي سقف الحنك في الحركة العربية منه إلى الحر كة البرتغال ية ح يث‬
‫اللسان أبعد في موضعه عنه في الضمة العربية ‪ ,‬كما نرى في الشكل ‪:‬‬
‫سقف الحنك‬

‫شكل(‪ )2‬الرابع‬
‫وكل ما سبق عن وضع الل سان في ن طق ال حركتين أ ما عن و ضع ال شفتين‬
‫فإنهمزا مزع الحركززة العربيزة همزا أكثززر ضزيقا ً أوضزحا عززن الحركزة البرتغاليززة ‪ ,‬إذ‬
‫الشقتان تت سعان ع نه في الحر كة العرب ية ‪ ,‬و هذا فارق آ خر بين ال حركتين ‪ ,‬ف كال‬

‫‪ -1‬هذا رسم تمريبي لوضع اللسان في نطق الحركتيا حسب نسرية دانيا جونز الحركا المعيارية ظ أنسر كتابنا‬
‫أصوا العربية ظ ص ‪.97‬‬

‫‪200‬‬
‫الحركتين يرتفع الجزء الخلفي من اللسان ‪ ,‬لكنه في الحر كة ‪ /o /‬أ قل م نه في‪/ u /‬‬
‫كما أن الشفتين في األخيرة أكثر ضيقا من األولى ‪ ,‬وهكذا ‪.‬‬
‫كل هذي المعلومات وهاتك – هذه – ال سطور جاء من سطر وا حد ‪,‬أو قل‬
‫جاءت من مقارنة بين كلمتين أخذتا عشرة حروف هي مجموع حروفهما ‪.‬‬
‫ولكل هذا وبسبب هذا فإن استخدام البيانات والجداول واأل شكال التو ضيحية‬
‫هو باإل ضافة إ لى ثرائ ها الخ صب بالمعلو مات فإن ها أي ضا ً تأ خذ وق تا في الترج مة‬
‫أسرع أو أ قل‪ ,‬إن ها تتنا سب ب شكل وا ضح مع الترج مة اآلل ية ‪ ,‬ح يث تتعا مل اآل لة‬
‫بشكل نمطي مع ما تترجمه ‪.‬‬
‫ومن ثم ن ستطيع أن ن ضع مع يارا االخت يار ما نترج مه ع لى سلم أوليات نا –‬
‫خاصة في النصوص غ ير األدب ية – سواء أ كان ا لنص علم يا ً أو إعالم يا ً ‪ ,‬وب شكل‬
‫خاص األول منهما ‪ ,‬في الجنوح إلى النص الذي يستخدم األمثلة والجداول والرسوم‬
‫البيانية واألشكال اإليضاحية بشكل عام ‪.‬‬
‫ن حاول ا ستغالل هذي العنا صر ال سابقات لل غة العالم ية ‪ ( :‬ل غة العل ماء –‬
‫األرقام – األلوان – اإلشارة – األل فاظ الم شتركة بين الل غات ) و من ثم نن صح من‬
‫يكتب خاصة العلماء ‪ ,‬ومن يتو سم في إن تاجهم أن ي ترجم إ لى ل غات أ خر غ ير ل غة‬
‫النص الذي يكتب به هذا اإلنتاج ‪ ,‬ننصحه أن يأخذ في االعت بار الم يل إ لى عنا صر‬
‫اللغة العالمية ‪ ,‬واإلقالل – ما أمكن ‪ -‬من اللغة اللفظية ‪ ,‬خاصة لغة العلماء ‪ ,‬إذ هي‬
‫يمكن أن تتيح ترجمة أيسر وأسرع وأكثر خصوبة وغنى في المعلومات ‪.‬‬
‫نعم إن لغة العلماء تمكن من هذا وتتيحه ‪ ,‬فكتابة الضمتين بهذا الشكززززل‬
‫‪ / o - u /‬مكن من المقارنة بينهما بسهولة شديدة أفضل بكثير م ما لو ف صلنا ال كالم‬
‫عنهما باللغة اللفظية ‪ ,‬إذ إن الباحثة استخدمت الكتابة الصوتية في كتابة الحركتين ‪,‬‬

‫‪202‬‬
‫هذه الكتابة التي هي في رأينا عنصر من عناصر اللغة العالمية التي ف صلنا ال حديث‬
‫عنها في دراسات سابقة لنا ‪ ,‬وهي الل غة ال تي ي ستخدمها عل ماء الل غة في درا ساتهم‬
‫وبحوثهم أيا تك هذي اللغة المستخدمة في النص ‪.‬‬
‫ولكزن ال بززأس هنززا مزن بعززض المقترحززات ‪ ,‬يمكزن أن نراعيهززا فززي الكتابززة‬
‫العلمية ‪ ,‬كما تقدم أيضا ً لمن يكتبون بشكل عام ‪ ,‬ممن يتوقع لهم أن تترجم كتا باتهم‬
‫إلى لغة أخرى غير لغة النص ‪.‬‬
‫بل إن هذي المقترحات تلزم أيضا ً وتفيد ليس في التعامل مع النص المكتوب‬
‫فقط ‪ ,‬بل مع النص المنطوق أيضا ً و في الترج مة الفور ية ‪ ,‬ول عل بع ضها أ لزم في‬
‫هذه األخير من ترجمة النص المكتوب ‪.‬‬
‫ألّ ألّ ألّ صطنع في ها التعق يد ‪ ,‬كل مات‬
‫‪ .2‬أن تك تب بل غة ب سيطة ‪ ,‬ال ي أل‬
‫وعبارات قصيرة سهلة وشائعة ‪ ,‬وكلمات قصيرة الم قاطع ‪ ,‬ع بارات‬
‫واضحة مباشرة ‪ ,‬فال داعي مثالً ألن نقول ‪ ( :‬في اتجاه إيجابي بناء )‬
‫في الوقت الذي يمكن التعب ير عن ن فس الف كرة با ستخدام كل مة وا حدة‬
‫هي‬
‫( ناجح ) أو ( جيد ) مثالً ‪.‬‬
‫ففي ماليزيا كنا نسمع من بعض الناس أحيانا ً عبارة (ال مشكلة)‬
‫‪ no problem‬فززال نفهززم منهززا شززيئا ً ‪ ,‬فهززل تعنززي الموافقززة ‪ ,‬أو‬
‫المحايدة ‪ ,‬أو عدم االكتراث ‪ ,‬أو التحدي ‪ . . .‬إلخ ؟‪.‬‬
‫‪ .2‬تجنب استخدام الكلمات التي لها أكثر من معنى فكلمة ‪ right‬مثالً‬
‫ربما تعني ( اليمين ) عكس الشمال أو الي سار ‪ ,‬و قد ت كون بمع نى‬

‫‪202‬‬
‫( صح ) أو ( حق ) وقد ي سبب ا ستخدام م ثل هذه الكل مات إربا كا‬
‫للمترجم واضطرابا ً ‪ ,‬وللمستمع والقاري أيضا ً ‪.‬‬
‫‪ .3‬ال تحول األعالم المشهورة إلى أفعال ‪ ,‬هذا يعقد عملية الف هم لدى‬
‫المتززرجم ‪ ,‬ألنززه ربمززا ال يتززيقن مززن المعنززى المقصززود ‪ ,‬مثززال‬
‫‪ Lebanonize‬أي لبنن ‪ ,‬أو قرظن ‪ ,‬أو ْبلقن ‪ ,‬مأخوذة من‪-:‬‬
‫( لبنان – قرظاي ‪ ,‬حامد رئيس أفغانستان الحالي – البلقان ) ‪.‬‬
‫‪ .9‬ال تسرف في ا ستخدام األل فاظ ب شكل بال غي ‪ ,‬ألن الم ترجم رب ما‬
‫يفهم الكلمات بشكل حرفي صريح ‪ ,‬ال بشكل بالغي كناني ‪.‬‬
‫‪ .0‬ال تستغرق في اللهجات المحلية والعامية الدرا جة ‪ ,‬ألن هذا رب ما‬
‫ال يفهم جيداً وب شكل أع مق لدى غ ير أ صحاب الل غة ‪ ,‬ل قد سألني‬
‫بعض زمالئي من أساتذة اللغة العربية النيجريين عن مع نى كل مة‬
‫( بسبوسة ) نوع من الحلويات‪ ,‬الكلمة معروفة جداً في بلدنا مصر‬
‫‪ ,‬لكنهزا ربمززا ال تعززرف فزي غيرهززا ‪ ,‬ولنتززذكر أن مزن يززتعلم لغززة‬
‫يترجم منها ال يشترط أن ي كون تعلم ها في ب لدنا ‪ ,‬أو بالد ها ‪ ,‬بل‬
‫ربما لم تتح له زيارتها في حياته كلها ‪.‬‬
‫وعند الترجمة الفورية على وجه الخصوص يمكن القول نصحا ً بما يلي ‪:‬‬
‫‪ .2‬أن ال يت حدث ال متكلم ب سرعة ال تم كن الم ترجم أو الم ستمع من‬
‫متاب عة ما ي قول وترجم ته ‪ ,‬وأن ال يج هر بكال مه ب شكل مزعج‬
‫وكأ نه في حالة غضب ‪ ,‬وبطبيعة الحال ال يخافت بكالمه ‪ ,‬ولكن‬
‫يبتغي بين ذلك سبيالً ‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫‪ .2‬أن ال يستخدم ما قد يكون له مع نى مخت لف لدى الم ستمع خا صة‬
‫أن الكلمات في لغة كاإلنجليزية تتفق نط قا ً أو تت شابه ب شكل كب ير‬
‫وتختلف معنى وكتا بة أو ه جاء‪ ,‬فع ندما ي ستخدم األمري كي كل مة‬
‫‪ Check‬بمعنززى فحززص أو مراجعززه ‪ ,‬قززد يتصززور األوربززي أن‬
‫المتحدث يقصد ( ال شيك ) الم صرفي ‪ ,‬وع ندما ي ستخدم أمري كي‬
‫كلمة ‪ draught‬بمعنى خصم ‪ ,‬سيظن البري طاني أ نه قال ‪draft‬‬
‫بمعنى شيك ‪ ,‬أو جرعة من الشراب ‪.‬‬
‫‪ .3‬تج نب ت كرار القزول ‪ ,‬لو تكل مت بزشء من ال تأني والحزرص ‪,‬‬
‫وتأكدت باستمرار من الفهم المت بادل فان إ عادة الكل مات والج مل‬
‫يمكن أن تؤدي إلى مزيد من فرص الخطأ وسوء الفهم ‪.‬‬
‫وقززد يقززال إن المتززرجم الززذي يتصززدى للززنص المكتززوب ‪ ,‬أو اآلخززر‬
‫المنطوق ( الترج مة الفور ية ) ي جب أن ي كون مؤهالً تأهيالً مهن يا ً عال يا ً أو‬
‫مناسبا ً على األقل لمهمته أو مهنيته ‪ ,‬ولكن لماذا ال نيسر له األ مور ‪ ,‬ونع بد‬
‫له الطريق ‪ ,‬ونجنبه شيئا ً من الزلل والعثرات ؟ وهذا ما ال يتناقض مع كون‬
‫الم ترجم متق نا ً لمهن ته ولكل تا اللغ تين ال تي يتعا مل معه ما ‪ ,‬الم ترجم من ها ‪,‬‬
‫والمترجم إليها ‪.‬‬
‫واآلن ومن خالل األمثلة التي جدولنا ن قدم ل قارئي األ كارم ب عض التقابل يات‬
‫بين اللغتين العربية والبرتغالية ‪ ,‬فنقول تحت عنوان ‪:‬‬

‫نظرات تقابلية بين العربية والبرتغالية‬

‫‪209‬‬
‫وبما أن الدراسة حددت مجالها في ( المعجم ) فإنها لم تتناول مستويات أخ أل رر‬
‫ولكن األمثلة التي سطرتها الدراسة تفتح الشهية لكتابة بعض المالحظ على مستوى‬
‫القواعد ( التراكيب – الصرف – األصوات ) بادئين مستفتحين بزز ‪:‬‬
‫‪ .2‬التراكيب ‪ :‬ملحوظة مهمة ‪ ,‬منطق ية وم بررة أال و هي حذف أداة اإل ضافة‬
‫في كالم المهاجرين اللبنانيين‪,‬حيث ج ألرد المت ضايفان البرتغال يان من األداة‬
‫الرابطة ‪ ,‬وجاء لهذا أمثلة عديدة منها ‪:‬‬
‫‪Bluse de la‬‬ ‫‪Buluza suf‬‬
‫ذلك أن العربية – خاصة الفصحي – م يزت المت ضايفين بال سلب والنق صان‬
‫وليس بالزيادة ‪ ,‬كما في الفرن سية واإلنجليز ية والبرتغال ية أي ضا ً ‪ ,‬ف في األو لى ‪du‬‬
‫ثم ‪ of‬في الثانية ‪ ,‬ولذا فإن العرب المهاجرين اللبنانيين قد سلكوا ن فس ال سلوك ع ند‬
‫استخدامهم المتضايفين في البرتغالية ‪.‬‬
‫ول كن ك يف م يزت العرب ية المت ضايفين بالنق صان ‪ ,‬ال بالز يادة ؟ الم ضاف‬
‫حرم من التنوين ‪ ,‬أو حجب عنه هذا التنوين في المفرد وفي الجمع ذي األلف والتاء‬
‫ومع الجمع المكسر ‪ ,‬مثل ( ك تاب الن حو – صفحات الك تاب – ك تب التف سير) هذا‬
‫نوع من االختصار ‪ ,‬واإلفادة في ذات الوقت ‪.‬‬
‫أما المضاف المثنى أو المصحح جمعه ‪ ,‬أو بمعنى آخر ما يعرب بالحركات‬
‫الطوال‪,‬فإن النون في كليهما واجبة الحذف قوالً واحداً في العربية ‪ ,‬مثل ‪-:‬‬
‫( صفحتي ال غالف – وج ها العم لة – مدر سو الف صل – مع معل مي األج يال ) مع‬
‫مالحظة أن واو الجمع ال يوضع أمامها ألف ‪ ,‬إن هذه األ لف ت ختص بواو الجما عة‬
‫ال تي تت صل بالف عل ف قط ‪ ,‬ما ضيا ً كان أو م ضارعا ً أو أ مراً ‪ ,‬م ثل ‪ ( :‬كت بوا – لن‬
‫يكتبوا – اكتبوا ) ‪ . . .‬إلخ ‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫والسبب أن واو الجماعة المتصلة بالفعل هي ركن مهم من أركان الجملة‬
‫( فاعل – نائب فاعل – اسم كان أو احد أخواتها ‪ ) . . .‬إلخ ‪ ,‬ومن ثم و قف ل ها هذا‬
‫الحارس المهم ‪ ,‬وهو األلف ‪.‬‬
‫كذا م يزت العرب ية الم ضاف إل يه بالجر دائ ما ً ‪ ,‬ف هذه اإل ضافة أ حد أ سباب‬
‫أربعة للجر مع التوابع والجر على المجاورة وسبق حرف ال جر لأل سماء ‪,‬وبطبي عة‬
‫الحال فإن هذا اإلعراب وكذا التنوين ‪ ,‬كالهما من اختصاص الوصل ‪ ,‬ليس الو قف‬
‫ففي الوقف ال إعراب وال تنوين ‪ ,‬وكذا المضاف إليه إذا وقف عليه فال إعراب وال‬
‫تنوين ‪ ,‬وهكذا ‪.‬‬
‫‪ .2‬الصرف ‪ :‬بعد التراكيب جاء دور الصرف ‪ ,‬فماذا وجدنا من مالحظ هنا؟!‬
‫أ‪ -‬أول مالحي ظي أن الم هاجرين ا ستخدموا ال سابقة ب زز ( المك سورة )‬
‫على المضارع للمفرد الغائب للداللة على االستمرار ‪ ,‬و هي إ حدى‬
‫سززمات اللهجززات العربيززة الغاشززية المتفشززية ‪ ,‬حتززى وصززلت إلززى‬
‫الفصحى أحيانا ً ‪ ,‬ع لى أل سنة ب عض المت حدثين ب ها ‪ ,‬بل و صلت –‬
‫ب سبب تمكن ها من ل غة الم هاجرين – حدا جعل ها تدخل ح تى ع لى‬
‫الكلمات غير العربية ‪ ,‬وهي البرتغالية هنا ‪ ,‬مثل ‪:‬‬
‫‪mostrar‬‬ ‫‪bi master‬‬
‫والكلمة التي قبل السهم تعني في البرتغالية ( يعرض ) وبعد السهم هو ن طق‬
‫المهاجرين اللبنانيين ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تجمع المفردات البرتغالية باأللف والتاء ‪:‬‬
‫‪blusa‬‬ ‫‪bluzat‬‬
‫وهذا ما يتفق مع مسلك العرب مع الكلمات الدخيلة في لغتهم ‪ ,‬مثل ‪:‬‬

‫‪202‬‬
‫تلغرافات‬ ‫تلغراف‬
‫كمبيوترات‬ ‫كمبيوتر‬
‫مع مالحظة أن ألف الجمع تمال ‪ ,‬أو تصبح كسرة ممالة وطويلة ‪ /e:/‬كما في ‪:‬‬
‫‪kalsun‬‬ ‫‪kalsunet‬‬
‫وهذا ما يحدث في اللهجة اللبنانية ‪ ,‬ليس في أ لف الج مع المؤ نث ف قط ‪ ,‬بل‬
‫مع كل الفتحات ‪ ,‬خاصة الطويلة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬إن صياغة الكل مة البرتغال ية تتغ ير لت صبح أ قرب إ لى العرب ية ‪ ,‬أو‬
‫إلى الصياغة العربية ‪ ,‬مثل ‪:‬‬
‫‪doce‬‬ ‫‪dawsi‬‬
‫فتحولت الضمة في الكل مة البرتغال ية ‪ ( doce‬حالوة ) تحو لت هذه ال ضمة‬
‫إلى واو لينة ‪ /w/‬في نطق المهاجرين اللبنانيين ‪ ,‬ولهذا أمثلة كثيرة أخرى‪,‬منها ‪:‬‬
‫‪namorar‬‬ ‫‪bi – nawmir‬‬
‫تحولت الضمة في الكلمة البرتغالية ‪ ,‬وهي ق بل ال سهم إ لى واو لي نة أي ضا ً‬
‫ولكنها جاءت قبل الميم وليس بعدها على ألسنة المهاجرين ‪ ,‬فأصبحت ‪:‬‬
‫‪ bi-nawmir‬وليس ‪bi-namwir‬‬
‫كما هو المتوقع ‪ ,‬ل قد تغ ير ت تابع ال صوتين ك ما كان الم فروض من ‪mw‬‬
‫إلززى ‪ , wm‬إذ الضززمة التززي تحولززت إلززى واو لينززة موضززعها ومكانهززا فززي الكلمززة‬
‫البرتغالية جاءت بعد الميم ‪ ,‬وليس قبلها ‪.‬‬
‫ذلك أن التتابع ‪ wm‬في ل سان اللب نانيين الم هاجرين لع له أك ثر من ‪, mw‬‬
‫وهذا ما يفسر هاتيك الظاهرة المعروفة في لغتنا باسم القلب المكاني ‪:‬‬
‫أيززززس‬ ‫يئس‬

‫‪200‬‬
‫صواقع‬ ‫صواعق‬
‫جبزززززذ‬ ‫جذب‬
‫وكما يحدث على ألسنة عامة الناس واألطفال ‪ ,‬مثل ‪:‬‬
‫عمويد‬ ‫عواميد‬
‫قمويس‬ ‫قواميس‬
‫د‪ -‬ول كن الكلمزة البرتغال ية قزد ي صيبها بعزض االخت صار علزى ألسزنة‬
‫الم هاجرين ‪ ,‬و هذا يدخل أي ضا ً في إ طار محاو لة تقر يب ال صيغة‬
‫البرتغالية من الصيغة العربية ‪ ,‬أو محاولة تعريبها ‪ ,‬مثل ‪:‬‬
‫‪pensao‬‬ ‫‪beso‬‬
‫بمعني ( نزل ) ‪.‬‬
‫‪ .3‬األصوات ‪ :‬وقد وجدنا عديد األمثلة ‪ ,‬منها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحويل الحركة نصف الضيقة إلى الضيقة ‪ ,‬أو بمعنى آخر ميل الحر كة في‬
‫الكلمة البرتغالية إلى الضيق ‪ ,‬أو ت كون أك ثر ضيقا ً ع لى أل سنة الم هاجرين‬
‫فنجد ‪:‬‬
‫‪o‬‬ ‫‪u‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪i‬‬
‫‪ ( primo‬ابن العم )‬ ‫كما في ‪primu :‬‬
‫‪ ( molde‬قالب )‬ ‫‪moldi‬‬
‫وهززو شززيء طبيعززي ألن الحززركتين العززربيتين الكسززرة والضززمة ‪ ,‬كلتاهمززا‬
‫ضيقتان بشكل واضح ‪ ,‬ومن ثم فإن نطق اللبنانيين يميل بالضمة ‪ /o/‬إلى األضيق ‪/‬‬
‫‪ / u‬وكذا الكسرة ‪ / e /‬إلى ‪. / i /‬‬

‫‪208‬‬
‫وهو ما يتسق أيضا ً مع تحول الفتحة ‪ / a /‬إلى كسرة مما لة ‪ /e/‬ك ما مر في‬
‫ألف جمع المؤنث – وغيره – كما سبق ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحويل الباء المهموسة في البرتغالية إلى باء مجهورة ‪ ,‬مثل ‪:‬‬
‫‪ ( pasta‬شنطة )‬ ‫‪basta‬‬
‫وهذا شيء طبيعي فليس في العربية باء مهموسة ‪ ,‬ونرى أن السبب في هذا‬
‫أن الباء العربية – خاصة في قراءة القرآن الكريم – تقلقل إذا كانت ساكنة ‪ ,‬وهذا ما‬
‫حافظ على جهرها ‪ ,‬والبعد عن إهماسها ‪ ,‬وهو في رأي نا ‪ -‬في رأي نا – سبب خ لو‬
‫لغتنا من نظير مهموس للباء العربية ‪.‬‬
‫جز ‪ -‬مما الحظناه أيضا أن النون تحذف إذا جاورت صامتا آ خر ‪ ,‬دون فا صل‬
‫من حركة ‪ ,‬قصيرة أو طويلة ‪ ,‬مثل ‪:‬‬
‫‪cantina‬‬ ‫‪katin‬‬
‫‪manga‬‬ ‫‪magu‬‬
‫هو نوع من االختصار ‪ ,‬خا صة أن ال نون – سيما في ال قرآن ال كريم – ت تأثر‬
‫كث يراً و هي ساكنة ب ما يأتي ب عدها ‪ ,‬ك ما في اإلخ فاء واإلخ فاء ال شفوي واإلد غام‬
‫الناقص واإلدغام الكامل ‪ ,‬في م ثل (‪ ( )2‬أ نت – أن كر – من ب عد – من يوم – من‬
‫ربهم ) الخ ‪.‬‬
‫وفي المثال األول هنا لوحظ مد الحركة القصيرة ال تي ال صامت األول لت صبح‬
‫فتحة طويلة ‪ ,‬ربما للتعويض عن حذف النون ‪ ,‬وربما للنبر على المق طع األول من‬
‫الكلمة ‪ ,‬وربما للسببين معا ً ‪.‬‬

‫‪ -1‬راجع كتابنا ‪ :‬األصوا في رواية ح ص لا لاصم ظ ص ‪. 31 23‬‬

‫‪204‬‬
‫وتميزت لغة المهاجرين أيضا بالعدول عن تحاور صامتين في بدا ية الكل مة‬ ‫‪.2‬‬
‫أو ما يسمى بالبدء بالصامت ال ساكن ‪ ,‬و من ثم تم الف صل بين ال صامتين‬
‫بحركة قصيرة ‪:‬‬
‫‪blusa‬‬ ‫‪buluza‬‬
‫وهززذا مززا يتفززق مززع مززا تفعلززه العربيززة – خاصززة الفصززحى – فززي عززدم البززدء‬
‫بالصامت الساكن ‪ ,‬أو بصامتين متجاورين ‪ ,‬ومن ثم كان في العربية ما يسمى بألف‬
‫الوصل ‪ ,‬التي توصل إلى النطق بالساكن ‪:‬‬
‫‪ktub‬‬ ‫‪iktub‬‬
‫هز ‪ -‬الوقف على السكون بإسقاط الحركة القصيرة من نهاية الكلمة ‪:‬‬
‫‪ ( sapato‬حذاء )‬ ‫‪sabat‬‬
‫فقد سقطت الحركة األخيرة – الضمة الممالة – من الكل مة ‪ ,‬تما ما ك ما ي حدث‬
‫في العربية التي ال تسمح بالوقف على حركة قصيرة البتة ‪ ,‬وال تبدأ كل مة أو مقط عا‬
‫بحركة ‪ ,‬ال طويلة ‪ ,‬وال قصيرة ‪.‬‬
‫و‪ -‬تحول الفاء المهجورة إلى باء ‪:‬‬
‫‪vapor‬‬ ‫‪babur‬‬
‫ألن النظير المجهور للفاء العرب ية – المهمو سة – غ ير مو جود الب تة ‪ ,‬و لذا‬
‫لجأ المهاجرون إلى أقرب صامت من ناحية المخرج وهو الباء ‪ ,‬ولعل السبب أي ضا ً‬
‫أن هذا هو النطق العربي للكلمة في الوطن ‪ ,‬ولذا نقله المهاجرون إلى مهاجرهم ‪.‬‬
‫و يرى العني سي (‪ )2‬أن هذه الكل مة هي من أ صل إي طالي ‪ vapore‬معنا ها‬
‫بخار ‪ ,‬مرادف باخرة ‪ ,‬ويظهر أن هذه األخيرة هي من أصل عربي ( بخار ) أو‬

‫‪ -1‬مرجع سابق ص ‪. 1‬‬

‫‪220‬‬
‫( باخرة)‪.‬‬
‫ز‪ -‬وفي نطق المهاجرين أيضا ً تحولت الواو إلى نون ‪:‬‬
‫‪calcao‬‬ ‫‪kalsun‬‬
‫ربما ألن العربية ال تميل إلى تتابع الحركة الطويلة والصوت ال لين ال ساكن‬
‫أو ال تم يل إ لى تجاوره ما ‪ ,‬ه كذا ‪ , a : w‬أو ألن هذه الكل مة مو جودة في العرب ية‬
‫هكذا بالنون ( كلسون ) وهو ما يلبس تحت السراويل في الشتاء اتقاء برده ‪.‬‬
‫واآلن قد انتهت التقدمة للدراسة التي تبدأ بملخصها ‪:‬‬
‫األستاذ الدكتور أحمد مصطفي أبو الخير‬
‫‪Abu_elkher@yahoo.com‬‬
‫‪www.geocities.com/abu_elkher‬‬

‫‪222‬‬
‫ملخص الدراسة‬
‫ت هتم هذه الدرا سة ب تداخل المع جم البرت غالي في الل غة العرب ية المنطو قة‬
‫وأمثلة هذا التداخل ‪ ,‬وسياقاته الخاصة ‪ ,‬فضالً عن أسباب تفضيل ألفاظ بعينها ‪.‬‬
‫و قد اعت مدت الدرا سة ع لى إ جراء م قابالت مع مائتين وأرب عين م هاجراً‬
‫لبنانيا ً من المقيمين في ساو باولو ‪ ,‬قًسَّم هذا العدد إلي مجموعتين ‪ ,‬أوالهما أتت إلي‬
‫البرازيل بين عامي ‪2420 – 2400‬م ‪ ,‬في حين قدمت الثان ية بين عامي ‪-2400‬‬
‫‪.2480‬‬
‫أ ما عن متغ يرات الدار سة في جانب ها التطبي قي فكا نت ال فروق بين أ فراد‬
‫العي نة في الم ستوي التعلي مي ( أرو ل ري – ثانوي – جامعي ) وال جنس( ذ كر ‪ /‬أن ثي)‬
‫والسن والديانة ( مسلم ‪ /‬مسيحي ) والمهنة ‪.‬‬
‫و قد شملت اال ستبانة بيانزات عن الهو ية والتعلزيم ( في ا لوطن األم وفزي‬
‫البرازيل ) والمهنة واإللمام باللغات األجنبية وتاريخ الهجرة ‪.‬‬
‫ولتوثيززق المززادة اللغويززة فقززد تززم عمززل تسززجيالت صززوتية لحززوارات باللغززة‬
‫العربية عن قضايا الحياة اليومية ‪.‬‬
‫أنتهي الملخص ‪ ,‬وتبدأ الدراسة بالعنوان التالي ‪-:‬‬
‫أوالً – أسباب الهجرة لدي المجموعيتن ‪:‬‬
‫أظهززرت الدراسززة أن سززبب‬
‫هجرة المجموعة األولي من عينة الدراسي كان اقت صاديا ً أك ثر م نه سيا سيا ً أو دين يا ً‬
‫في حين كان الدافع وراء هجرة المجموعة الثانية سياسيا ً وإلي حد ما دينيا ً ‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫و برغم ا ختالف دوا فع اله جرة لدي المج موعتين ‪ ,‬ف قد اتفق تا ع لى اخت يار‬
‫البرازيل مهجرا لهما ‪ ,‬حيث أتوا إليها لما علموه من توافر الفرص االقتصادية بها ‪,‬‬
‫فضالً عن وجود أصدقاء وأقارب لهم في البرازيل ‪.‬‬
‫شيء غريب حدث من المهاجرين األوائل هو أنهم حين غادروا وطنهم إ لي‬
‫األمر يكتين كان في نيتهم الذهاب إلي الواليات المت حدة ‪ ,‬وبالف عل فإن بع ضهم قرر‬
‫الزذهاب أوالً إلزي البرازيزل ألنهزم توقعزوا أن يكزون الحصزول علزى تأشزيرة دخززول‬
‫للواليات المتحدة أسهل في البرازيل ‪.‬‬
‫وكما حدث فقد أنهوا إقامتهم بالبرازيل غير أنه في وقت الحق سرت أخ بار‬
‫عززن الصززعوبات التززي اكتنفززت الهجززرة إلززي الواليززات المتحززدة ‪ ,‬ومززن ثززم اختززار‬
‫المهاجرون اللبنانيون البرازيل ألمقاما ً – أو مستقراً – نهائيا ً لهم ‪.‬‬
‫وقد ذ كر ب عض الم قابرلين أن م هاجري المجمو عة األو لي كانوا م ضطرين‬
‫الق تراض ث من تذاكر ال سفر إ لي البراز يل ‪ ,‬أو كان أ قاربهم الم هاجرون يقو مون‬
‫بإرسال التذاكر لهم ‪.‬‬
‫أ ما المجمو عة الثانيزة ف قد كانوا أوفزر ح ظا ً ‪ ,‬ل ما تمتزع به لب نان – وقزت‬
‫هجرتهم ‪ -‬من وضع ( اقتصادي ) أفضل مقارنة بوقت هجرة المجموعة األولي ‪.‬‬
‫أحد العوامل المهمة في دراسة لغة المهاجرين يرتبط بالسيا سة ال تي اتبعت ها‬
‫البراز يل ت جاه اله جرة ‪ ,‬خا صة في بدايات ال قرن الع شرين ال تي شهدت ت شجيع‬
‫الحكومة البرازيلية للمهاجرين الراغبين في العمل الزراعي ‪ ,‬والذين أ توا غال با ً في‬
‫مجموعات ‪.‬‬
‫ولكن ال يوجد ما يشير إلي هجرة اللب نانيين إ لي البراز يل في مجمو عات ‪,‬‬
‫بل جاء كث ير منهم فرادي ‪ ,‬و كانوا أك ثر توج ها ً ن حو اإلقا مة بال مدن واال شتغال‬

‫‪223‬‬
‫باألنشطة التجارية ‪ ,‬وهذا جانب مهم في تقييم بيانات المهاجرين ؛ ذ لك أن الم قابًلين‬
‫والبرازيليين ذوي األصول العرب ية ب شكل عام قدموا إ لي البراز يل ب شكل فردي ‪,‬‬
‫و ليس ع لى هي ئة جما عة متما سكة ‪ ,‬ك ما هو شأن اليا بانيين واإلي طاليين واألل مان‬
‫وغيرهم ‪.‬‬
‫ون ظراً ال شتغال الم هاجرين اللب نانيين بالت جارة ف قد كان لزا ما ً ع ليهم تع لم‬
‫البرتغالية بشكل أسرع من الذين عملوا في الزراعة ‪.‬‬
‫وقززد مززر التفاعززل بززين المهززاجرين ال ألجززدد والمجتمززع الززذي هززاجروا إليززه‬
‫بمزرحلتين ‪ ,‬التكيزف ثززم االنزدماج ‪ ,‬حيززث اختزار المهزاجرون العززرب القزيم الثقافيززة‬
‫البرازيلية بدرجة كبيرة مع طريقتهم الخاصة في الح ياة ‪ ,‬ح يث صارت هذي ال قيم‬
‫الثقافية جزءاً ال يتجزأ من حياتهم اليومية ‪.‬‬
‫وقد الحظنا في بحثنا أن المجموعة األولي قد كيفت قيم ها الخا صة مع ت لك‬
‫القززيم السززائدة فززي بيئززتهم الجديززدة ‪ ,‬فززأظهرت سززلوكياتهم اليوميززة قبززوالً وتجسززيداً‬
‫اللتزاماتهم الجديدة ‪.‬‬
‫أما المجموع الثانية فقد كانت – برغم – تآلفهم مع ال قيم البرازيل ية الثقاف ية‬
‫أكثر حذراً ‪ ,‬كما حدث التثاقف (‪ )2‬بشكل تدريجي ‪ ,‬لم يؤد إلي تغير ثقافي تام‪.‬‬
‫فع لي سبيل الم ثال حدثت زيجزات م شتركة بين أب ناء وأح فاد المجموعزة‬
‫األولي وبين المجتمع البرازيلي ‪ ,‬في حين لم تألق بل المجمو عة الثان ية ع لى م ثل هذه‬
‫الزيجززات إلززي اآلن ؛ ألنهززم كأقليززة مهززاجرة قززرروا اإلقامززة بشززكل منعزززل عززن‬
‫البرازيليين ‪ ,‬ولكن هذا ال يعني أنه ال تو جد لدي هذه المجمو عة الثان ية م عارف أو‬
‫أصدقاء برازيليون ‪ ,‬إن عملة اختيار القيم في هذا المجت مع ( الو سط ) الجد يد ت مت‬

‫‪ -2‬المزج بيا ثمافة الوطا وبيا ثمافة المهجر ‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫بطريقة ي صعب علي نا ك مراقبين التأ كد من ها ‪ ,‬فه ناك عامالن أسا سيان ‪ ,‬ه ما ز من‬
‫اإلقامة في البرازيل وكذا درجة االحتكاك اليومي بطبقات الناس الذين يتعا مل مع هم‬
‫المهاجرون ‪.‬‬
‫وألسباب تاريخية فإن كلتا مج موعتي الدرا سة قد احتك تا بم ستويات ثقاف ية‬
‫مختلفة في لبنان ‪ ,‬وهو ما أفاد في مسألة اندماجهم ‪ ,‬ذلك أنهم قد اعتادوا على أشكال‬
‫عديدة من التفاعل المتبادل قبل هجرتهم إلي البرازيل ‪.‬‬
‫وبمرور الوقت اندمجت المجموعتان المهاجرتان في البيئة البرازيلية بشكل‬
‫جيد ‪ ,‬خاصة في ساو باولو ‪ ,‬ونظراً التساع المساحة الزمانية بين المجموعتين فإنه‬
‫من غير المتوقع أن يحدث االندماج بنفس الطريقة ‪ ,‬كما أن النمو السكاني والت طور‬
‫في ساو باولو‪ -‬بما يتضمن من زيادة كبيرة في أ عداد الم هاجرين – قد ج عل سكان‬
‫المدينة األصليين يتقبلون مجيء المهاجرين البرازيليين من مناطق أخري من ا لبالد‬
‫‪ ,‬أو من خارج البالد ‪.‬‬
‫هذا ف ضالً عن أن و جود المجمو عة األو لي ال تي سبقت قد سهل ا ندماج‬
‫المجموعة الثانية التي تلتها ‪ ,‬برغم القيود التي فرضتها البيئة الجديدة ‪ ,‬فلقد أظهرت‬
‫المقابالت مع المجموعتين تفاوتا ً في مستويات االندماج مع الثقافة البرازيلية ‪.‬‬
‫ثانيا ً – تقييم ظاهرة التداخل المعجمي ‪-:‬‬
‫إن اسززتخدام أكثززر مززن لغززة –‬
‫والززذي يعززد قاعززدة لهززؤالء الززذين يعيشززون ثقززافتين فززي ذات الوقززت أو يتعرضززون‬
‫باستمرار لتأثير ثقا فة أ خرى – هذا اال ستخدام يم كن أن ي نتج عن تداخل ع لى كل‬
‫المستويات اللغوية ‪ :‬الصوتية ‪ ,‬الصرفية ‪ ,‬النحوية ‪ ,‬المعجمية ‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫و من خالل ال مادة اللغو ية ال تي تم الح صول علي ها من الم قابلين في هذه‬
‫الدراسة ‪ ,‬تم اختيار حاالت التداخل المعجمي وتصنيفها طبقا ً للحقول الداللية ‪ ,‬و في‬
‫دراسة نوعية (‪ )2‬تم تحليل سمات معجمية خاصة في لغة المهاجرين وما يستخدمون‬
‫من ألفاظ ‪ ,‬أما الجا نب الك مي اإلح صائي من الدرا سة ف قد أظ هر و جود تداخل في‬
‫العربية المنطوقة ‪ ,‬ودرجة هذا التداخل وكميته ‪.‬‬
‫ثالثا ً – التحليل الكيفي ‪:‬‬
‫ومززن خززالل النظززر فززي الكلمززات المشززتقة مززن‬
‫البرتغال ية الم ستخدمة في العرب ية المنطو قة اكت شفنا عال قات دالل ية بين الو حدات‬
‫المعجم ية ‪ ,‬وتأ كدنا من الو ضع الن هائي لل تداخل المعج مي بين اللغ تين البرتغال ية‬
‫والعربية ‪.‬‬
‫ومن خالل المادة المجموعة في الدراسة تم التمييز بين ثمان ية ح قول دالل ية‬
‫مختلفة ‪ ,‬تختص بما يلي ‪ ( :‬العمل – العالقات األسرية – السكن – الطعام – ال سفر‬
‫– الترويح – الحياة المدرسية – المهنة ) وجاء العدد األكبر من الكل مات المقتر ضة‬
‫من البرتغالية إلي العربية في حقل العمل ‪.‬‬
‫ولمززا كانززت التجززارة هززي النشززاط الززرئيس لمجمززوعتي الدراسززة فقززد كززان‬
‫االحتكاك بالشعب البرازيلي في هذا المجال أمرا مستمرا ال مناص ع نه وال ف كاك ‪,‬‬
‫وفي كل حقل داللي يمكن تمييز عالقات متنوعة بين األلفاظ ‪:‬‬
‫‪ -‬المترادفززات ‪ :‬كلمززات مختلفززة لهززا معنززي (‪ )2‬واحززد ‪ ,‬فالمهززاجرون‬
‫– ‪maskati‬‬ ‫يسززتخدمون ثززالث كلمززات بمعنززي واحززد ‪ ,‬وهززي ‪:‬‬

‫‪ -2‬غير إحصائية نهتم بالنوع والكيف وليس بالعدد ‪.‬‬


‫‪ -1‬تعريف الكاتبة للترادف ‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫‪ , maršãti – vêdedor‬والمعنززي ( الشززخص الززذي يبيززع ) وهززي‬
‫بالبرتغالية ‪. aquele que vende :‬‬
‫المنضويات (‪ )2‬الكلمات المنضوية ت حت كل مة ‪ ,‬هي حقل ها ا لداللي‬
‫ر‬ ‫‪-‬‬
‫مثل ‪ kalsun :‬وفي البرتغالية ‪ calçaõs‬بمعني بنطلون قصير‬
‫( شورت ) وهي قريبة مشتقة المع ني من البرتغال ية ‪ calşa‬بمع ني بنط لون‬
‫الحقل الداللي لألولي ‪ ,‬أو بمعني آخر فإن األو لي من ضوية ت حت األخ يرة ‪,‬‬
‫أو هذه األخيرة هي – الزعيمات (‪ : )2‬الكلمات التي تخ ضع ل ها كل مات أأل خر‬
‫أو بعبززارة أخززري ‪ :‬الكلمززات التززي تسززمي الحقززل الززداللي الززذي تنتمززي إليززه‬
‫الكل مات األ خرى م ثل ‪ ropa feita :‬بالبرتغال ية ‪ roupa feita‬و هو ما‬
‫يع ني ( المال بس ال جاهزة ) ال تي تتع لق ب ها كل مات أ خري ‪ ,‬م ثل ‪saya :‬‬
‫بالبرتغالية ‪ saia‬بمعني تنورة ‪ ,‬و ‪ ( kalsa‬بنطلون ) بالبرتغالية ‪– calça :‬‬
‫كما سبق – وأخيراً ‪ ( balitơ‬جاكت ) وفي البرتغالية ‪.paletơ‬‬
‫التضززاد ‪ :‬الكلمززة عكززس األخززري فززي المعنززي ‪ ,‬مثززل ‪ bi-daśir‬بالبرتغاليززة‬
‫‪ deixar‬بمعني ( يترك – يسامح ) وهما عكس ‪ bi-kawbir :‬بالبرتغال ية ‪:‬‬
‫‪ cobrar‬أي يهاجم أو يتهم ‪.‬‬
‫‪ -2‬الحقل الداللي الخاص بالعمل ‪:‬‬

‫‪ -2‬اقتبسنا هذا المصطلح ما معجم للم اللغة النسري لمحمد للي الخولي فمد ذك ر أن ‪ Hyponym‬تعن ي ‪ :‬كلم ة‬
‫معناها مشمول ضما معني كلمة أخرى مثل كراث تم ع ض ما الخت روا وق ط ض ما الحي وان انس ر ص‬
‫‪ 122‬وأري الكلمة المنتوية – وجمعها منتويا – وهي المنتوية بشكل واضح إلي حمله ا ال ديلي مث ل‬
‫الكراث في الختروا والمط في الحيوان وهكذا ‪.‬‬
‫‪ -3‬اخترن ا ه ذت الترجم ة لكلم ة ‪ Hyponyms‬فالكلم ا جاك – بنطل ون – تن ورة ظ توض ع ف ي حم ل ديل ي‬
‫مسمي هو المالبس الجاهزة ظ فهذت األخيرة هي الزليمة للكلما الثالث األولي وغيرها مما يم ع ف ي حم ل‬
‫واحد هو الذي ذكرنات ‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫ينقسم حقل العمل في دراستنا إلي شقين‪ ,‬األول يتع لق بالت جارة واآل خر بال صناعة ‪,‬‬
‫ويشتمل هذا على الموا قف اللغو ية التال ية ‪ ( :‬األف عال – األ شياء ال تي ت باع – الع ألدد‬
‫واألدوات – الفنيون والمعاونون في العمل – أماكن العمل ومؤسساته – نظم العمل)‬
‫وهاك التفصيل لما سبق ‪-:‬‬
‫‪ -2‬األفعال ‪ :‬في التجارة والصناعة نجد عديدا من األمثلة ‪ ,‬منها ‪:‬‬
‫الجدول األول‬

‫المعني‬ ‫الكلمة في البرتغالية‬ ‫نطق المهاجرين‬


‫مسلسل‬
‫يسافر‬ ‫‪viajar‬‬ ‫‪bi - vayez‬‬ ‫‪2‬‬
‫يتجول لبيع بضاعته‬ ‫‪mascatear‬‬ ‫‪bi- maskiet‬‬ ‫‪2‬‬
‫يكتب سعر السلعة‬ ‫‪marker‬‬ ‫‪bi- marik‬‬ ‫‪3‬‬
‫يعرض‬ ‫‪mostrar‬‬ ‫‪bi- master‬‬ ‫‪9‬‬
‫مثال ‪:‬‬
‫الجدول الثاني‬
‫المعني‬ ‫الجملة بالبرتغالية‬ ‫الجملة في نطق المهاجرين‬

‫‪eu comecei a vida‬‬ ‫أنا بلرشت حياتي‬


‫بدأت حياتي بائعا ً متجوالً‬
‫‪mascateando‬‬ ‫‪am bi - maskiet‬‬

‫‪228‬‬
‫ب‪ -‬األشياء التي تباع ‪ ,‬مثل ‪:‬‬
‫الجدول الثالث‬
‫الكلمة في نطق المهاجرين‬

‫مسلسل‬
‫المعني‬ ‫الكلمة في البرتغالية‬
‫الجمع‬ ‫المفرد‬
‫البلوزة‬ ‫‪blusa‬‬ ‫‪bluzât,bluzêt‬‬ ‫‪buluza‬‬ ‫‪2‬‬
‫بلوزة صوف‬ ‫‪blusa de lã‬‬ ‫‪bluzât şuf‬‬ ‫‪buluza şuf‬‬ ‫‪2‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪t-shirt‬‬ ‫‪camiseta‬‬ ‫‪kàmizetêt‬‬ ‫‪kàmizet‬‬ ‫‪3‬‬
‫سترة‬ ‫‪malha‬‬ ‫‪maliât‬‬ ‫‪malia‬‬ ‫‪9‬‬
‫بنطلون قصير‬ ‫‪calção‬‬ ‫‪kàlsunêt‬‬ ‫‪kàlsun‬‬ ‫‪0‬‬
‫بطانية‬ ‫‪cobertor‬‬ ‫‪kuberturiêt‬‬ ‫‪kubertur‬‬ ‫‪2‬‬
‫مفرش السرير‬ ‫‪colcha‬‬ ‫‪kolšât‬‬ ‫‪kolša‬‬ ‫‪0‬‬
‫ربطة العنق‬ ‫‪gravata‬‬ ‫‪gravatât‬‬ ‫‪gravata‬‬ ‫‪8‬‬
‫حذاء‬ ‫‪sapato‬‬ ‫‪sàbàbit‬‬ ‫‪sàbàt‬‬ ‫‪4‬‬
‫(‪)2‬‬
‫النعل‬ ‫‪calçado‬‬ ‫‪kàlsadiêt‬‬ ‫‪kàlsadu‬‬ ‫‪20‬‬
‫حقيبة سفر‬ ‫‪carteira‬‬ ‫)‪karterât(3‬‬ ‫‪kartera‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪ -1‬ويطلق لليها في اللهجة المصرية فلنة ظ أي الخارجية التي تلبس بدل المميص وهي غالب ا بنص ف ك م ن ألنه ا‬
‫تلبس غالبا في الصيف وتنطق أحيانا بالملب أي ‪ :‬فنلّة ظ ويبدو أنه ا ج اا م ا الكلم ة اإلنجليزي ة ‪Flannel‬‬
‫والتي تعني في األصل نسي صوفي نالم ظ يمول طوبيا العنسي‪ :‬وهو شعار دقيق ما صوف ظ انس ر ‪ :‬ت س ير‬
‫األل اظ الدخيلة ص ‪ 32‬وتطلق هذت الل سة ال لن ة ظ لل ى م ا يل بس تح المم يص وه ي تمي ز ل ا ‪t.shirt‬‬
‫بوص ها بالداخلية أو يدل السياق للى هذا المعني وكذا في األخري التي توصف بالخارجي ة أو يم وم الس ياق‬
‫ممام هذا الوصف‪.‬‬
‫‪ -2‬ترجمة ‪ footwear‬ونمصد بالنعل كل ما يلبس في المدم وهذي أوس ع ف ي المعن ي م ا الح ذاا أو الجزم ةظ‬
‫كما في اللهجة المصرية ‪.‬‬
‫‪ -3‬هذت العالمة ] ˆ [تشير إلي طول الحركة المصيرة ‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫وهذا هو المثال على ما سبق ‪:‬‬
‫الجدول الرابع‬

‫مسلسل‬
‫المعني‬ ‫الجملة في البرتغالية‬ ‫الجملة في نطق المهاجرين‬

‫اشترينا نعاالً من‬ ‫‪compramos calçoes‬‬ ‫اشترينا ‪kàlsunêt‬‬


‫‪2‬‬
‫كل نمرة‬ ‫‪du todos os numeros‬‬ ‫من كل نمرة‬
‫أبيع بطاطين أكثر‬
‫‪eu vendu cobertores‬‬ ‫أنا أبيع ‪kuberturiêt‬‬
‫من مفارش‬ ‫‪2‬‬
‫‪mais do que calchas‬‬ ‫أكثر من ‪kolsât‬‬
‫السرير‬

‫جز ‪ -‬العدد واألدوات ‪ ,‬وقد وجدنا عدداً من األمثلة‪ ,‬منها ‪:‬‬


‫الجدول الخامس‬
‫الكلمة في نطق المهاجرين‬
‫مسلسل‬
‫المعني‬ ‫الكلمة في البرتغالية‬
‫الجمع‬ ‫المفرد‬
‫واجهة العرض‬ ‫‪vitrina‬‬ ‫‪vitrinêt‬‬ ‫‪vitrin‬‬ ‫‪2‬‬
‫طاولة في دكان أو مصرف‬ ‫‪balção‬‬ ‫‪balkunêt‬‬ ‫‪bàlkun‬‬ ‫‪2‬‬
‫ملصق ( على سلعة )‬ ‫‪etiqueta‬‬ ‫‪etiketât‬‬ ‫‪etiket‬‬ ‫‪3‬‬
‫ألك ْشك‬ ‫‪banca‬‬ ‫‪bãkât‬‬ ‫‪baka‬‬ ‫‪9‬‬
‫ماكينة‬ ‫‪Màquina‬‬ ‫‪màkanêt‬‬ ‫‪màkana‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪220‬‬
‫تابع الجدول السابق‪-:‬‬
‫الكلمة في نطق المهاجرين‬

‫مسلسل‬
‫المعني‬ ‫الكلمة في البرتغالية‬
‫الجمع‬ ‫المفرد‬
‫ماكينة قطع‬ ‫‪màquina de cortar‬‬ ‫‪màkanêt kurtà‬‬ ‫‪màkana kurtà‬‬ ‫‪2‬‬
‫ماكينة‬
‫‪màquina de costura‬‬ ‫‪màkanêt hiat‬‬ ‫‪màkana hiat‬‬ ‫‪0‬‬
‫خياطة‬

‫قالب‬ ‫‪molde‬‬ ‫‪moldêt‬‬ ‫‪móldi‬‬ ‫‪8‬‬


‫طراز‬ ‫‪modelo‬‬ ‫‪mudelêt‬‬ ‫‪mudelu‬‬ ‫‪4‬‬
‫ومن أمثلة ما سبق ‪:‬‬
‫الجدول السادس‬

‫مسلسل‬
‫المعني‬ ‫الجملة في اللغة البرتغالية‬ ‫الجملة في نطق المهاجرين‬

‫اشترينا الطاوالت‬ ‫‪compramos os‬‬ ‫اشترينا ‪ al-balkunêt‬مع‬ ‫‪2‬‬


‫الجديدات والواجهات‬ ‫‪balcoes e as vitrinas‬‬ ‫‪ al-vitrinet‬جألداد لمن دخلنا على‬
‫عندما دخلنا إلي‬ ‫‪novas , quando‬‬ ‫المحل‬
‫المحل‬ ‫‪entramos na loja‬‬
‫لدينا ماكينة قطع‬ ‫‪nòs temos uma‬‬ ‫نحنا عنرا‪ màkana kurtà‬وأربعه‬ ‫‪2‬‬
‫وأربع ماكينات‬ ‫‪màquina de cortar e‬‬ ‫‪ màkanêt‬خياط‬
‫خياطة‬ ‫‪quatro maquinas de‬‬
‫‪costura‬‬

‫‪222‬‬
‫د – الفنيون والمعاونون في العمل ‪ :‬الكلمات المتعل قة بالم عاونين في الع مل أو ال تي‬
‫تسم بيئة العمل ‪ ,‬منها ‪:‬‬
‫الجدول السابع‬

‫مسلسل‬
‫المعني‬ ‫الكلمة في اللغة البرتغالية‬ ‫الكلمة في نطق المهاجرين‬

‫عامل ‪ /‬أجير‬ ‫‪empregado‬‬ ‫‪ĩ brigodeu‬‬ ‫‪2‬‬


‫مدير‬ ‫‪gerente‬‬ ‫‪girĕ ti‬‬ ‫‪2‬‬
‫بياع – بائع‬ ‫‪vendedor‬‬ ‫‪vĕdedor‬‬ ‫‪3‬‬
‫محاسب‬ ‫‪contador‬‬ ‫‪kũ tador‬‬ ‫‪9‬‬
‫ولم نجد جمعا ل ما سبق من الكل مات األر بع غ ير كل مة ‪ , vĕdedoriêt :‬أ ما‬
‫باقي الكلمات فلم يأت لها جمع ‪ ,‬مثال ما سبق في جمل ‪:‬‬
‫الجدول الثامن‬
‫مسلسل‬
‫المعني‬ ‫الكلمة في اللغة البرتغالية‬ ‫الكلمة في نطق المهاجرين‬

‫أجيرنا ممتاز‬ ‫‪o nosso empregado é‬‬ ‫‪ al- ĩ brigodu‬تبعنا كتير‬ ‫‪2‬‬
‫جداً‬ ‫‪muito bom‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫منيح‬

‫وضعنا مديراً‬ ‫‪na outra laja colocamos‬‬ ‫في تاني محل حطينا‬ ‫‪2‬‬
‫للمحل اآلخر‬ ‫‪um gerente‬‬ ‫‪girĕti‬‬

‫‪ – 1‬مليح تحول الالم إلي نون وهو ما يحدث كثيرا في اللهجا العربية مثل إسماليل وإسماليا ‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫هز‪ -‬مكان وظروف العمل ‪ :‬الكلمات التي تتعلق بمكان العمل ‪ ,‬منها ‪:‬‬
‫الجدول التاسع‬

‫مسلسل‬
‫المعني‬ ‫الكلمة في اللغة البرتغالية‬ ‫الكلمة في نطق المهاجرين‬

‫أشتغل في الشارع‬ ‫‪trabalhar na praca‬‬ ‫أشتغل ‪al -prasa‬‬ ‫‪2‬‬


‫عبر الوالية‬ ‫‪pelo estado‬‬ ‫‪bil-stadu‬‬ ‫‪2‬‬
‫محل أثاث‬ ‫‪laja de mobilias‬‬ ‫محل ‪mubilia‬‬ ‫‪3‬‬
‫محل القماش‬ ‫‪laja de tecidos‬‬ ‫محل ‪tisidu‬‬ ‫‪9‬‬
‫محل ترزي‬ ‫‪oficina de roupas‬‬ ‫‪ofisina ropas feitas‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪feitas‬‬
‫مصنع حرير‬ ‫‪fàbrica de seda‬‬ ‫‪ fàbraka‬حرير‬ ‫‪2‬‬
‫مصنع مناشف (‬ ‫‪fàbraka de toalhas‬‬ ‫‪fàbraka tualiât‬‬ ‫‪0‬‬
‫فوط )‬
‫مثال ما سبق ‪:‬‬
‫الجدول العاشر‬
‫مسلسل‬

‫المعني‬ ‫الجملة في اللغة البرتغالية‬ ‫الجملة في نطق المهاجرين‬

‫سافرت عبر والية‬ ‫‪eu viajei pelo estadu‬‬ ‫أنا ‪vayažt bil-stadu‬‬ ‫‪2‬‬
‫ساو باولو‬ ‫‪de são paulo‬‬ ‫سان باولو‬

‫‪223‬‬
‫تابع الجدول العاشر‬

‫الجملة في نطق المهاجرين‬

‫مسلسل‬
‫المعني‬ ‫الجملة في اللغة البرتغالية‬

‫بعد المبيع في‬ ‫‪depois da venda na‬‬ ‫بعد المبيع ‪ bil-rua‬أنا فتحت‬ ‫‪2‬‬
‫الشارغ فتحت‬ ‫‪rua, eu abri uma loja‬‬ ‫محل ‪ropas feitas‬‬
‫محل مالبس‬ ‫‪de roupas feitas‬‬
‫جاهزة‬
‫و‪ -‬نظم العمل ‪ -‬الكلمات التي تنتمي إلي بيئة العمل هي ‪:‬‬
‫الجدول الحادي عشر‬
‫الكلمة في اللغة‬

‫مسلسل‬
‫المعني‬ ‫الكلمة في نطق المهاجرين‬
‫البرتغالية‬

‫نظام التقسيط‬ ‫‪crediàrio‬‬ ‫‪krediariu‬‬ ‫‪2‬‬


‫بالتقسيط‬ ‫‪parcelado‬‬ ‫‪barsiladu , parsiladu‬‬ ‫‪2‬‬
‫تقسيط‬ ‫‪prestação‬‬ ‫‪brestasõ , prestasõ‬‬ ‫‪3‬‬
‫العمولة – السمسرة‬ ‫‪comissão‬‬ ‫‪kumisõ‬‬ ‫‪9‬‬
‫بيع بالجملة‬ ‫‪no atacado‬‬ ‫‪bil -atakado‬‬ ‫‪0‬‬
‫بائع جملة‬ ‫‪atacadista‬‬ ‫‪atakadist‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪229‬‬
‫تابع الجدول الحادي عشر‬

‫مسلسل‬
‫المعني‬ ‫الكلمة في اللغة البرتغالية‬ ‫الكلمة في نطق المهاجرين‬

‫تجزئة‪ -‬بالتجزئة‬ ‫‪no varejo‬‬ ‫‪bil- varežu‬‬ ‫‪0‬‬


‫بائع تجزئة‬ ‫‪varejista‬‬ ‫‪varežist‬‬ ‫‪8‬‬
‫كفيل ‪ -‬ضامن‬ ‫‪fiador‬‬ ‫‪fiador‬‬ ‫‪4‬‬

‫مثال ما سبق ‪:‬‬


‫الجدول الثاني عشر‬

‫مسلسل‬
‫المعني‬ ‫الجملة في اللغة البرتغالية‬ ‫الجملة في نطق المهاجرين‬

‫‪ nesta época,temos que‬فزززي هزززذا الوقزززت‬ ‫فززززي هالوقززززت‪ ,‬الواحززززد الزم‬ ‫‪2‬‬
‫‪ vender a crediàrio‬يجزززززب أن أبيزززززع‬ ‫يبيع‪bil - krediariu‬‬
‫بالتقسيط‬
‫‪ os nossos vendedores‬يأخززذ الباعززة لززدينا‬ ‫‪ al-vĕedoriêt‬تبعنززززا دايمززززا‬ ‫‪2‬‬
‫‪ sempre têm comissao‬عمو لة دائ ما ع لى‬ ‫ًع ْن ألدن ‪ kumisõ‬بالمبيع‬
‫‪nas vendas‬‬
‫ما يباع‬

‫‪220‬‬
‫‪ -2‬حقل العالقات األسرية ‪ -‬في هذا الحقل كلمات مثل ‪:‬‬
‫الحقل الثالث عشر‬

‫مسلسل‬
‫المعني‬ ‫الكلمة في اللغة البرتغالية‬ ‫الكلمة في نطق المهاجرين‬
‫ابن العم‬ ‫‪primo‬‬ ‫‪brimu - primu‬‬ ‫‪2‬‬
‫بنت العم‬ ‫‪prima‬‬ ‫‪brima - prima‬‬ ‫‪2‬‬
‫ال ٍخ ْدن‬
‫(‪)2‬‬
‫‪namorado‬‬ ‫‪namurado‬‬ ‫‪3‬‬
‫الخدينة‬ ‫‪namorada‬‬ ‫‪namurada‬‬ ‫‪9‬‬
‫يعطي موعدا‬ ‫‪namorar‬‬ ‫‪bi-nawmir‬‬ ‫‪0‬‬
‫غرامياً‬

‫مثال ما سبق‪:‬‬
‫الجدول الرابع عشر‬

‫المعني‬ ‫الجملة في اللغة البرتغالية‬ ‫الجملة في نطق المهاجرين‬

‫خادنت بنات كثيرات هنا‬ ‫‪eu namorei muilas‬‬ ‫انا ‪ nawmàrt‬كتير بنات هوني ‪,‬‬
‫‪ ,‬ثم تزوجت من بنت‬ ‫‪meninos aqui e depois‬‬ ‫وبعدين أنا تجوست(‪ )2‬مع ‪al-‬‬
‫عمي‬ ‫‪eu me casei com a‬‬ ‫‪ brima‬تبعي‬
‫‪minha prima‬‬
‫‪ -3‬الحقل الداللي الخاص بالسكن ‪ :‬هناك كلمات في هذا الحقل من مثل ‪:‬‬

‫‪ -1‬تستخدم العربية كلمة واحدة للمذكر والمؤنث هنا وهي خٍدْن ظ وجمعها أخدان ظ للمذكر والمؤنث أيتا ف ي‬
‫المرآن الكريم ‪ ":‬وي متخذا أخدان ""‪ 3‬المائدة " وأيتا ‪ ":‬وي متخذي أخ دان " " ‪ 23‬النس اا " والخ دن‬
‫‪ :‬الص احب ف ي الس ر لل ذكر واألنث ي وألن العربي ة ي ت رق ب يا الم ذكر والمؤن ث ف ي ه ذي الكلم ة فم د‬
‫استخدمناها للمذكر واخترنا للمؤنثة كلمة أخري هي خدٍينة ظ ‪.‬‬
‫‪ -2‬أي تزوج ظ ح دث قل ب مك اني للص وام فوص بح تج وز ظ ث م أهمس ال زاي فوص بح س ينا فكان‬
‫الكلمة كما رأينا تجوس ظ‬

‫‪222‬‬
‫الجدول الخامس عشر‬
‫المعنى‬ ‫الكلمة في البرتغالية‬ ‫الكلمة في نطق المهاجرين‬

‫مسلسل‬
‫مجموعة‬ ‫مفردة‬
‫ستارة‬ ‫‪cortina‬‬ ‫‪kurtinêt‬‬ ‫‪kurtin‬‬ ‫‪2‬‬
‫فوطة‬ ‫‪toalha‬‬ ‫‪tualiât‬‬ ‫‪tualia‬‬ ‫‪2‬‬
‫فرن‬ ‫‪forno‬‬ ‫زززززززز‬ ‫‪fòrn‬‬ ‫‪3‬‬
‫هاتف‬ ‫‪telefone‬‬ ‫زززززززز‬ ‫‪talifòn‬‬ ‫‪9‬‬
‫دوالب‬ ‫‪armàrio‬‬ ‫زززززززز‬ ‫‪armariu‬‬ ‫‪0‬‬
‫نجفة‬ ‫‪lustre‬‬ ‫زززززززز‬ ‫‪lustri‬‬ ‫‪2‬‬
‫مصعد‬ ‫‪elevador‬‬ ‫زززززززز‬ ‫‪ilivador‬‬ ‫‪0‬‬
‫مثال ما سبق في جملة ‪:‬‬
‫الجدول السادس عشر‬
‫المعنى‬ ‫الجملة باللغة البرتغالية‬ ‫جملة المهاجرين‬
‫بيضنا البيت وغيرنا‬ ‫‪mandamos pintar a‬‬ ‫برعتنا داهن البيت وغيرنا‬
‫الستائر ‪ ,‬ووضعنا نملية‬ ‫‪casa e trocamos as‬‬ ‫‪ al-qurtinêt‬وحطينا‬
‫‪cortinas, colocamos‬‬
‫جديدة في المطبخ‬ ‫‪ armariu‬إجداد بالمطبخ‬
‫‪armària novo na‬‬
‫‪cozinha‬‬

‫‪220‬‬
‫‪ -9‬الحقل الداللي الخاص بالطعام‪:‬‬
‫الجدول السابع عشر‬
‫الكلمة في نطق‬

‫مسلسل‬
‫المعنى‬ ‫الكلمة في البرتغالية‬ ‫المهاجرين‬

‫حالوة‬ ‫‪doce‬‬ ‫‪dausi‬‬ ‫‪2‬‬


‫كحك‬ ‫‪bolo‬‬ ‫‪bòlu‬‬ ‫‪2‬‬
‫كحكة محالة أو محشوة‬ ‫‪biscoito‬‬ ‫‪ baskot‬وتصغيرها ‪:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪baskoteie‬‬
‫بباية ( فاكهة )‬ ‫‪mamao‬‬ ‫‪mamun‬‬ ‫‪9‬‬
‫فاكهة المحامي ( أبو فروة )‬ ‫‪abacate‬‬ ‫‪bakati‬‬ ‫‪0‬‬
‫منجة ( منجو )‬ ‫‪manga‬‬ ‫‪magu‬‬ ‫‪2‬‬
‫مثال ‪:‬‬
‫الجدول الثامن عشر‬
‫المعنى‬ ‫الجملة في البرتغالية‬ ‫الجملة في نطق‬
‫المهاجرين‬
‫من فضلك خذي كحيكة‬ ‫‪por favor, pegue‬‬ ‫اعملي معروف امسكي‬
‫( تصغير كحكة ) مع‬ ‫‪um biscoitinho com‬‬ ‫‪ baskoteie‬مع القهوى‬
‫القهوة‬ ‫‪o cafe‬‬

‫‪228‬‬
‫‪ -0‬الحقل الداللي الخاص بالسفر ووسائل المواصالت فيه كلمات مثل ‪:‬‬
‫الجدول التاسع عشر‬

‫مسلسل‬
‫المعنى‬ ‫الكلمة في البرتغالية‬ ‫الكلمة في نطق المهاجرين‬

‫تأشيرة‬ ‫‪visto‬‬ ‫‪vistu‬‬ ‫‪2‬‬


‫تذكرة‬ ‫‪passagem‬‬ ‫‪bosaž – pasaž‬‬ ‫‪2‬‬
‫قارب بخاري‬ ‫‪vapor‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪babur‬‬ ‫‪3‬‬
‫سفينة‬ ‫‪navio‬‬ ‫‪naviu‬‬ ‫‪9‬‬
‫دراجة بخارية‬ ‫‪bicicleta‬‬ ‫‪basiklet‬‬ ‫‪0‬‬
‫سيارة‬ ‫‪carro‬‬ ‫‪karu‬‬ ‫‪2‬‬
‫نأل ألزل‬ ‫‪pensao‬‬ ‫‪beso - peso‬‬ ‫‪0‬‬
‫الجدول العشرون‬ ‫مثال ‪:‬‬

‫مسلسل‬
‫المعنى‬ ‫الجملة البرتغالية‬ ‫جملة المهاجرين‬

‫بمجرد أن وصلت البرازيل‬ ‫‪quando eu cheguei‬‬ ‫بس أنا وصلت رعلر برازيل‬ ‫‪2‬‬
‫أقمت في نأل ألّ ألزل‬ ‫‪ao Brazil , fiquei na‬‬ ‫ضل ْت ْ‬
‫ت ‪bil- bĕsõ‬‬ ‫ر‬
‫‪pensão‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اشتريت البني سيارة صغيرة‬ ‫‪eu comprei um karro‬‬ ‫أنا أشتريت ‪ karu‬أزغير‬ ‫‪2‬‬
‫‪pequeno para para o‬‬ ‫إلبني‬
‫‪meu filho‬‬

‫‪ -1‬الرأي أن المهاجريا اللبنانيي ا أخذوا هذت الكلمة ما العامية العربية بابور ظ وتنطق في مصر أحيان ا واب ور ظ‬
‫ويمصد به الماطرا التي تسير – أو كان ‪ -‬بالبخار ونتصور أن هذت الكلمة هي ما الكلمة العربية بخار ظ ‪.‬‬
‫‪ -2‬حول الصاد في أصغير ظ إلي زأي فجاا أزغيّر ظ كما سبق يالحظ أنه لم يؤنث الص ة أزغير ظ إنه‬
‫يبدو أن هذا التونيث غير موجود في الكلمة البرازيلية التي نطمها المهاجر أو هكذا أفهم ‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫‪-2‬الحقل الداللي الخاص بالترويح فيه كلمات منها ‪:‬‬
‫الجدول الحادي والعشرون‬
‫المعني‬ ‫الكلمة البرتغالية‬ ‫الكلمة في نطق المهاجرين‬ ‫مسلسل‬
‫شاطئ‬ ‫‪praia‬‬ ‫‪braya – praya‬‬ ‫‪2‬‬
‫حديقة عامة‬ ‫‪parque‬‬ ‫‪barki – parki‬‬ ‫‪2‬‬
‫نادي‬ ‫‪clube‬‬ ‫‪klub‬‬ ‫‪3‬‬
‫حفلة‬ ‫‪festa‬‬ ‫‪fešta‬‬ ‫‪9‬‬
‫مطعم‬ ‫‪restaurante‬‬ ‫‪ristorãt‬‬ ‫‪0‬‬
‫مطعم إيطالي‬ ‫‪cantina‬‬ ‫‪kãtin‬‬ ‫‪2‬‬
‫مذياع‬ ‫‪radio‬‬ ‫‪radiu‬‬ ‫‪0‬‬

‫الجدول الثاني والعشرون‬


‫المعني‬ ‫الجملة في البرتغالية‬ ‫الجملة في نطق المهاجرين‬
‫‪ a s vezes , eu vou‬أحيانا ً أذهب مع‬ ‫في مررات أنا بْروح م رع جوزي‬
‫‪ commeu marido‬زوجي نتعشي في‬ ‫إتع رشا ‪ fil- ristorãt‬تبع ‪al-‬‬
‫‪ janterno restourante‬مطعم النادي‬ ‫‪klub‬‬
‫‪do clube‬‬

‫‪230‬‬
‫‪ -0‬الحقل الداللي الخاص بالحياة المدرسية ‪ ,‬وفيه كلمات مثل ‪:‬‬
‫الجدول الثالث والعشرين‬
‫المعني‬ ‫الكلمة في اللغة البرتغالية‬ ‫الكلمة في نطق المهاجرين‬

‫مسلسل‬
‫التوجيه‬ ‫‪orientacão‬‬ ‫‪orietasõ‬‬ ‫‪2‬‬

‫التعليم‬ ‫‪educacão‬‬ ‫‪idukasõ‬‬ ‫‪2‬‬

‫النظام‬ ‫‪sistema‬‬ ‫‪sistem‬‬ ‫‪3‬‬


‫دبلومة‬ ‫‪diploma‬‬ ‫‪diblom - diplom‬‬ ‫‪9‬‬
‫مدرسة خاصة‬ ‫‪escola particular‬‬ ‫‪madrasi barlikular- partikular‬‬ ‫‪0‬‬
‫في الحضانة‬ ‫‪no maternal‬‬ ‫‪bil-maternal‬‬ ‫‪2‬‬
‫في المدرسة‬ ‫‪no primario‬‬ ‫‪bil-brimariu , bil-primariu‬‬ ‫‪0‬‬
‫االبتدائية‬
‫في المدرسة‬ ‫‪no ginasio‬‬ ‫‪bil-žinaziu‬‬ ‫‪8‬‬
‫المتوسطة‬
‫في المدرسة‬ ‫‪no colegial‬‬ ‫‪bil-kuležial‬‬ ‫‪4‬‬
‫العليا‬

‫الجدول الرابع والعشرون‬


‫مسلسل‬

‫المعنى‬ ‫الجملة في اللغة البرتغالية‬ ‫الجملة في نطق المهاجرين‬

‫أنا ما أحببت نظام التعليم هنا‬ ‫‪eu não gostei do‬‬ ‫أنا ما جبيرت ‪ al-sistem‬تبع‬ ‫‪2‬‬
‫في البرازيل‬ ‫‪sistema de educacão‬‬ ‫رازل‬
‫‪ idukasõ‬هوْ ني في بر ِ‬
‫‪aqui no prazil‬‬
‫أخذت الدبلومة في لبنان‬ ‫‪au recebi o diploma no‬‬ ‫أنا أر رخ ر‬
‫ت ‪ al-diplom‬في لبنان‬ ‫‪2‬‬
‫‪Libanon‬‬

‫‪232‬‬
‫‪ – 8‬الحقل الداللي الخاص بالمهنة ‪ ,‬وفيه كلمات مثل ‪:‬‬
‫الجدول الخامس والعشرين‬

‫مسلسل‬
‫المعنى‬ ‫الكلمة البرتغالية‬ ‫نطق المهاجرين‬

‫برياع‬ ‫‪mascate‬‬ ‫‪maskati-marsãti‬‬ ‫‪2‬‬


‫بياع متجول في األسواق‬ ‫‪feirante‬‬ ‫‪ferãti‬‬ ‫‪2‬‬
‫تاجر‬ ‫‪comerciante‬‬ ‫‪kumersiãti‬‬ ‫‪3‬‬
‫صاحب مصنع‬ ‫‪industrial‬‬ ‫‪industirial‬‬ ‫‪9‬‬
‫طبيب‬ ‫‪doutor‬‬ ‫‪doktur‬‬ ‫‪0‬‬
‫مهندس‬ ‫‪engenheiro‬‬ ‫‪ižinieru‬‬ ‫‪2‬‬
‫محام‬ ‫‪advogado‬‬ ‫‪abukàt‬‬ ‫‪0‬‬
‫مدرس ( أستاذ )‬ ‫‪prafessor‬‬ ‫‪brufisur‬‬ ‫‪8‬‬
‫مثال ما سبق ‪:‬‬
‫الجدول السادس والعشرين‬
‫مسلسل‬

‫المعنى‬ ‫الجملة في البرتغالية‬ ‫جملة المهاجرين‬


‫‪eu tenho um filho‬‬ ‫عندي ابن ‪ižinieru‬‬ ‫‪2‬‬
‫عندي ابن مهندس وبنت‬ ‫‪engenheiro e umo‬‬ ‫وبنت ‪brufisura‬‬
‫مدرسة‬ ‫‪filha professora‬‬
‫‪vida du maskate não‬‬ ‫الحياة ‪ maršǎti‬ما‬ ‫‪2‬‬
‫حياة البياع ليست مليحة‬ ‫‪e muito boa‬‬ ‫كتير ِمنيحه‬

‫‪232‬‬
‫طبيعة المعجم‬
‫تتسزم لغزة المقزابلين بالصزيغ االسزمية التزي تحزدد خصزائص أو حقزائق تمثززل‬
‫مجموعة من الخصائص الموضوعية ( ‪ ) Coseriu 1981‬وبالنظر إلى نوع العمل‬
‫‪ :‬ت جارة – البي ئة المحي طة – األ سرة – ال ترويج – الم نزل – المدر سة ‪ . . .‬يم كن‬
‫مالحظة كيفية استخدام كلمات بعينها متصلة بهذه المواقف في اللغة األم ‪.‬‬
‫ولقد أظهر تقييم المفردات التي تمت دراستها هنا بعض النماذج لتوليف كلمات‬
‫جد يدة ( عرب ية – برتغال ية ) أ ما المع جم الم ستخدم من ق بل المفحو صين ‪ ,‬ف قد تم‬
‫تصنيفه إلى المجموعات التالية ‪:‬‬
‫المجموعة األولى ‪ :‬يتم التعب ير عن المع نى المق صود في البرتغال ية والعرب ية‬
‫بواسطة وحدة معجمية مركبة ‪ ,‬ولمزيد من التفصيل عن هذا المفهوم انظر ‪:‬‬
‫( ‪ , 2402 Poittier‬ص ‪ ) 20‬هذا التداخل بين اللغتين يالحظ في ثالثة أ نواع من‬
‫التراكيب ( النحوية ) ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬التركيب العربي البرتغالي ‪ :‬فتأتي الكلمة العربية قبل البرتغالية ‪:‬‬
‫الجدول السابع والعشرون‬
‫التركيب العربي‬ ‫التركيب البرتغالي‬ ‫نطق المهاجرين‬
‫مسلسل‬

‫محل أثاث‬ ‫‪loja de mobilia‬‬ ‫محل ‪mubilia‬‬ ‫‪2‬‬


‫محل قماش‬ ‫‪loja du fazenda‬‬ ‫محل ‪fazeda‬‬ ‫‪2‬‬
‫مدرسة حكومية‬ ‫‪escla do Estado‬‬ ‫رم ْدرسي ‪stadu‬‬ ‫‪3‬‬
‫اعمل في الشارع‬ ‫‪trabalho na rua‬‬ ‫بِشتِ ِغل ‪al- rua‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪233‬‬
‫الثاني – التركيب البرتغالي العربي ‪ ,‬فتاتي الكلمة البرتغالية قبل الكلمة العربية ‪:‬‬
‫الجدول الثامن والعشرون‬

‫مسلسل‬
‫التركيب العربي‬ ‫التركيب البرتغالي‬ ‫نطق المهاجرين‬
‫مصنع حرير‬ ‫‪fabrice de seda‬‬ ‫‪ fabraka‬حرير‬ ‫‪2‬‬
‫قطعة حرير‬ ‫‪corte de seda‬‬ ‫‪ korti‬حرير‬ ‫‪2‬‬
‫سترة صوف‬ ‫‪blusa de la‬‬ ‫‪ buluza‬صوف‬ ‫‪3‬‬
‫بكرة خياطة‬ ‫‪rolo de linha‬‬ ‫‪ rolu‬خياط‬ ‫‪9‬‬
‫الثالززث – التركيززب البرتغززالي ‪ /‬البرتغززالي ‪ ( :‬حيززث اسززتخدم المهززاجرين كلمتززين‬
‫برتغاليتين ‪ ,‬ولكنهم أكسبوهما شيئا ً من ب صمات العرب ية ‪ ,‬م ثل اال ستغناء عن أداة‬
‫الربط بين المنضافين في البرتغالية ‪ de‬أو نطق الكلمتين تأثرا بلغة األم ‪ ,‬كما يتضح‬
‫مما يلي (‪: ) )2‬‬
‫الجدول التاسع والعشرون‬
‫مسلسل‬

‫التركيب العربي‬ ‫التركيب البرتغالي‬ ‫نطق المهاجرين‬


‫مشط رفيع‬ ‫‪pente fino‬‬ ‫‪beti finu‬‬ ‫‪2‬‬
‫بطاقة عيد الميالد‬ ‫‪artigo de natal‬‬ ‫‪artigu natal‬‬ ‫‪2‬‬
‫مصنع مناشف‬ ‫‪fabrica de toalhas‬‬ ‫‪fabraka tualiat‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 2-1‬ما بيا الموسيا ما إضافة المترجميا لتوضيح هذا النوع ما التراكيب ‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫المجموعة الثانية ‪ :‬وتنقسم إلى قسمين ‪:‬‬
‫األول – البرتغالية تع بر بأكثر من كل مة عن مع نى بعي نه ‪ ,‬في حين تع بر العرب ية‬
‫بكلمة واحدة ‪ ,‬مثل ‪:‬‬
‫الجدول الثالثين‬

‫مسلسل‬
‫العربية‬ ‫البرتغالية‬ ‫نطق المهاجرين‬
‫خردوات‬ ‫‪armarinho‬‬ ‫‪armariniu‬‬ ‫‪2‬‬
‫خردوات‬ ‫‪miudezas‬‬ ‫‪miudezaz‬‬ ‫‪2‬‬
‫رقص‬ ‫‪baile‬‬ ‫‪bayli‬‬ ‫‪3‬‬
‫رقص‬ ‫‪danca‬‬ ‫‪dasa‬‬ ‫‪9‬‬
‫قماش‬ ‫‪fazenda‬‬ ‫‪fazeda‬‬ ‫‪0‬‬
‫قماش‬ ‫‪tecido‬‬ ‫‪tisidu‬‬ ‫‪2‬‬
‫الثاني ‪ -‬في العربية أكثر من كلمة للمعنى الوا حد ‪ ,‬في حين ال يو جد في البرتغال ية‬
‫غير كلمة واحدة فقط لذياك المعنى ‪:‬‬
‫الجدول الحادي والثالثون‬
‫العربية‬ ‫البرتغالية‬ ‫نطق المهاجرين‬
‫معلم ( مدرس )‬ ‫‪professor‬‬ ‫‪brufisur‬‬
‫أستاذ‬ ‫‪professor‬‬ ‫‪brufisur‬‬

‫‪230‬‬
‫المجموعة الثالثة – في العربية وحدة معجمية مركبة ‪ ,‬وفي البرتغالية وحدة معجمية‬
‫بسيطة ‪:‬‬
‫الجدول الثاني والثالثون‬
‫العربية‬ ‫البرتغالية‬ ‫نطق المهاجرين‬

‫مسلسل‬
‫قميص صوف‬ ‫‪malha‬‬ ‫‪malia‬‬ ‫‪2‬‬
‫شنطة كتب‬ ‫‪pasta‬‬ ‫‪basta‬‬ ‫‪2‬‬
‫بنطلون قصير‬ ‫‪calcao‬‬ ‫‪kalsum‬‬ ‫‪3‬‬
‫مفرش سرير‬ ‫‪colcha‬‬ ‫‪kolsa‬‬ ‫‪9‬‬
‫رقعة الصقة‬ ‫‪etiqueta‬‬ ‫‪etiketa‬‬ ‫‪0‬‬
‫محل أكل ( مطعم‬ ‫‪cantina‬‬ ‫‪katin‬‬ ‫‪2‬‬
‫إيطالي )‬
‫المجموعة الرابعة – في العربية أكثر من وحدة معجمية مركبة وفي البرتغالية وحدة‬
‫معجمية بسيطة ‪:‬‬
‫الجدول الثالث والثالثون‬
‫مسلسل‬

‫العربية‬ ‫البرتغالية‬ ‫نطق المهاجرين‬

‫ابن األ – ابن األخت‬ ‫‪sobrinho‬‬ ‫‪subiriniu‬‬ ‫‪2‬‬


‫ابن الخال – ابن العم‬ ‫‪primo‬‬ ‫‪brimu‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪232‬‬
‫المجموعة الخامسة – الكلمات البرتغالية وليس لها نظير عربي ‪:‬‬
‫الجدول الرابع والثالثون‬

‫مسلسل‬
‫(‪)2‬‬
‫الكلمة في اإلنجليزية‬ ‫الكلمة البرتغالية‬ ‫نطق المهاجرين‬
‫‪boy friend‬‬ ‫‪namorado‬‬ ‫‪namuradu‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ) chayote‬نوع من الخضروات )‬ ‫‪chuchu‬‬ ‫‪masus‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪cake‬‬ ‫‪bolo‬‬ ‫‪bolu‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪papaya‬‬ ‫‪mamao‬‬ ‫‪mamum‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪avocado‬‬ ‫‪abacate‬‬ ‫‪bakati‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪pineapple‬‬ ‫‪abacaxi‬‬ ‫‪bakasi‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪mango‬‬ ‫‪manga‬‬ ‫‪magu‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪ ( Kaki‬نوع من الفاكهة )‬ ‫‪caqui‬‬ ‫‪kakeie‬‬ ‫‪8‬‬
‫الجدول الخامس والثالثين‬ ‫المجموعة السادسة – الوحدات بسيطة في البرتغالية وفي العربية أيضاً ‪ ,‬كما في ‪:‬‬

‫مسلسل‬
‫الكلمة العربية‬ ‫الكلمة البرتغالية‬ ‫نطق المهاجرين‬

‫صنف (‪)2‬‬
‫ً‬ ‫‪artigo‬‬ ‫‪artigu‬‬ ‫‪2‬‬
‫ًزهرية‬ ‫‪vaso‬‬ ‫‪vazu‬‬ ‫‪2‬‬
‫مدينة‬ ‫‪cidade‬‬ ‫‪sidadi‬‬ ‫‪3‬‬
‫ستارة‬ ‫‪cortina‬‬ ‫‪kurtin‬‬ ‫‪9‬‬
‫صهر‬ ‫‪cunhaho‬‬ ‫‪kuniadu‬‬ ‫‪0‬‬
‫لوحة‬ ‫‪quadro‬‬ ‫‪kuadro‬‬ ‫‪2‬‬
‫كرة‬ ‫‪bola‬‬ ‫‪bola‬‬ ‫‪0‬‬
‫لعبة‬ ‫‪brtnquedo‬‬ ‫‪brikedu‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ -1‬اضطررنا أن نكتب الكلم ا ف ي اإلنجليزي ة دون أن نترجمه ا إل ى العربي ة حت ى ي يتع ارض ه ذا م ع وجه ة نس ر‬
‫الدراسة بان هذي الكلما البرتغاليا ي نسير لها في العربية وقد نرى أن بع ه ذي البرتغالي ا له ا ف ي‬
‫العربية نسائر ولكنا حافسنا ‪ -‬ما باب األمانة – للى نمل وجهة النسر التي أوردتها الدراسة ‪.‬‬
‫‪ -2‬شكلنا الكلما العربية حسبما جاا في الدراسة ‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫المجموعة السابعة – في العربية وحدة معجمية بسيطة وفي البرتغالية الوحدة مركبة‬
‫الجدول السادس والثالثون‬ ‫‪ ,‬مثالها ‪:‬‬
‫في العربية‬ ‫في البرتغالية‬ ‫نطق المهاجرين‬
‫شريك‬ ‫‪socio de proprietario‬‬ ‫‪sosiu brubietariu‬‬

‫رابعا ً التحليل الكمي لمعجم المجموعتين ‪ :‬لقد خضع التداخل المعج مي للمج موعتين‬
‫الم قابلتين للتحل يل اإلح صائي ‪ ,‬ك ما أ خذ في االعت بار الح قول الدالل ية لمجمو عات‬
‫الكلمززات وكززذا تقسززيمات المقززابلين ‪ ,‬كمززا فززي الجززدولين الثززامن والثالثززين والتاسززع‬
‫والثالثين ‪ ,‬وبعد تحديد متغيرات المجموعتين كان ال هدف هو التأ كد من أن ظاهرة‬
‫ال تداخل ترتبط ب هذه المتغ يرات‪ ,‬فات ضح أن الم ستوى التعلي مي كان العا مل األول‬
‫األكثر ارتباطا بالتداخل ‪.‬‬
‫جداول التكرار للكلمات المتداخلة ‪:‬‬
‫برغم أننا تعاملنا مع حقول داللية منفصلة ‪ ,‬فإن النتائج كانت مت شابهة ‪ ,‬ل قد‬
‫ن ظم ال جدوالن ال ثامن والثال ثون والتا سع والثال ثون ب شكل يو ضح ت كرار الكل مات‬
‫المتداخلززة وفق زا ً لوظززائف هززذه الكلمززات لززدى مسززتخدميها ‪ ,‬ووفق زا ً أيض زا ً لمسززتواهم‬
‫التعليمي ‪.‬‬
‫وبصفة عامة فإن المجموعة األولى تستخدم هذه الكلمات بشكل أكثر ت كراراً‬
‫مزن المجموعزة الثانيزة ‪ ,‬وبغزض النظزر عزن سزمات هزذه المجموعزة فزإن اسززتخدام‬
‫الكلمات المتداخلة يقل مع ارتفاع المستوى التعليمي ‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫الجدول السابع والثالثون‬
‫توزيع المتغيرات‬
‫المستوى التعليمي‬ ‫النوع‬ ‫الديانة‬ ‫المجموعة‬ ‫العينة‬
‫‪20‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪290‬‬ ‫العدد‬
‫ابتدائي‬ ‫نساء‬ ‫مسلمون‬
‫ثانوي‬
‫عال‬
‫ابتدائي‬ ‫رجال‬

‫المجموعة األولى ‪2420 -2400‬‬


‫ثانوي‬
‫عال‬
‫ابتدائي‬ ‫نساء‬ ‫مسيحيون‬
‫ثانوي‬
‫عال‬

‫الززززززززززززعيززززززززنززززززززززززززززززززززززززة‬
‫ابتدائي‬ ‫رجال‬
‫ثانوي‬
‫عال‬
‫ابتدائي‬ ‫نساء‬ ‫مسلمون‬
‫ثانوي‬
‫عال‬
‫ابتدائي‬ ‫رجال‬
‫المجموعة الثانية ‪2480 - 2400‬‬

‫ثانوي‬
‫عال‬
‫ابتدائي‬ ‫نساء‬ ‫مسيحيون‬
‫ثانوي‬
‫عال‬
‫ابتدائي‬ ‫رجال‬
‫ثانوي‬
‫عال‬

‫‪234‬‬
‫الجدول الثامن و الثالثون‬
‫تكرار الكلمات المقترضة و النسبة المئوية لها طبقا لمجال المهنة‬

‫المجموعة الثانية‬ ‫المجموعة األولي‬ ‫المستوي‬


‫اإلجمالى‬ ‫الحقل الداللي‬
‫‪%‬‬ ‫عدد الكلمات‬ ‫‪%‬‬ ‫عدد الكلمات‬ ‫التعليمي‬

‫‪98.094‬‬ ‫‪%92‬‬ ‫‪20.390‬‬ ‫‪%08‬‬ ‫‪38.904‬‬ ‫ابتدائي‬


‫‪30.042‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪29.200‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪22.420‬‬ ‫ثانوي‬ ‫العمل‬
‫‪22.348‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪3.240‬‬ ‫‪%83‬‬ ‫‪20.003‬‬ ‫عال‬

‫‪2.022‬‬ ‫‪%99‬‬ ‫‪284‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫‪800‬‬ ‫ابتدائي‬


‫العالقات‬
‫‪2.992‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪982‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪002‬‬ ‫ثانوي‬
‫األسرية‬
‫‪822‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪%03‬‬ ‫‪043‬‬ ‫عا ٍل‬
‫‪3.204‬‬ ‫‪%93‬‬ ‫‪2.083‬‬ ‫‪%00‬‬ ‫‪2.002‬‬ ‫ابتدائي‬
‫‪3.328‬‬ ‫‪%99‬‬ ‫‪2.300‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫‪2.080‬‬ ‫ثانوي‬ ‫السكن‬
‫‪2.020‬‬ ‫‪%92‬‬ ‫‪2.208‬‬ ‫‪%04‬‬ ‫‪2.202‬‬ ‫عا ٍل‬
‫‪3.082‬‬ ‫‪%93‬‬ ‫‪2.239‬‬ ‫‪%00‬‬ ‫‪2.298‬‬ ‫ابتدائي‬
‫‪3.344‬‬ ‫‪%92‬‬ ‫‪2.920‬‬ ‫‪%08‬‬ ‫‪2.409‬‬ ‫ثانوي‬ ‫الغذاء‬
‫‪2.002‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪2.092‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪2.022‬‬ ‫عا ٍل‬
‫‪2.820‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪2.000‬‬ ‫‪%23‬‬ ‫‪2.020‬‬ ‫ابتدائي‬
‫‪2.900‬‬ ‫‪%32‬‬ ‫‪020‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫‪2.202‬‬ ‫ثانوي‬ ‫السفر‬
‫‪2.402‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪928‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫‪2.983‬‬ ‫عا ٍل‬
‫‪20424‬‬ ‫‪%00‬‬ ‫‪2.900‬‬ ‫‪%00‬‬ ‫‪2.942‬‬ ‫ابتدائي‬
‫‪2.04‬‬ ‫‪%94‬‬ ‫‪2.302‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫‪2.924‬‬ ‫ثانوي‬ ‫الترويح‬
‫‪2.092‬‬ ‫‪%92‬‬ ‫‪2.222‬‬ ‫‪%09‬‬ ‫‪2.380‬‬ ‫عا ٍل‬
‫‪3.220‬‬ ‫‪%09‬‬ ‫‪2.022‬‬ ‫‪%92‬‬ ‫‪2.984‬‬ ‫ابتدائي‬
‫‪2.083‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪822‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪2.222‬‬ ‫ثانوي‬ ‫المدرسة‬
‫‪2.990‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪304‬‬ ‫‪%09‬‬ ‫‪2.022‬‬ ‫عا ٍل‬

‫‪3.220‬‬ ‫‪%09‬‬ ‫‪2.022‬‬ ‫‪%92‬‬ ‫‪2.984‬‬ ‫ابتدائي‬


‫‪2.083‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪822‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪2.222‬‬ ‫ثانوي‬
‫المهنة‬
‫‪2.990‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪304‬‬ ‫‪%09‬‬ ‫‪2.022‬‬ ‫عا ٍل‬

‫‪290‬‬
‫الجدول التاسع والثالثون‬
‫تكرار الكلمات المقترضة و النسبة المئوية لها حسب المستوى التعليمى‬

‫عالي‬ ‫ثانوي‬ ‫ابتدائي‬


‫الحقل‬
‫الجملة‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫المجموعة‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫الداللي‬
‫الكلمات‬ ‫الكلمات‬ ‫الكلمات‬
‫‪24.020‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪20.003‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪22.420‬‬ ‫‪%92‬‬ ‫‪28.904‬‬ ‫األولي‬
‫العمل‬
‫‪38.222‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪3.240‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪29.200‬‬ ‫‪%03‬‬ ‫‪20.390‬‬ ‫الثانية‬
‫‪2.222‬‬ ‫‪%22.0‬‬ ‫‪043‬‬ ‫‪%33.8‬‬ ‫‪002‬‬ ‫‪%34.0‬‬ ‫‪800‬‬ ‫األولي‬ ‫العالقات‬
‫‪2.384‬‬ ‫‪%20.8‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪%39.2‬‬ ‫‪982‬‬ ‫‪%94.2‬‬ ‫‪284‬‬ ‫الثانية‬ ‫األسرية‬
‫‪0.923‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪2.202‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪2.080‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪2.002‬‬ ‫األولي‬
‫السكن‬
‫‪9.028‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪2.208‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫‪2.300‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪2.083‬‬ ‫الثانية‬
‫‪0.898‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪2.022‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫‪2.409‬‬ ‫‪%32‬‬ ‫‪2.298‬‬ ‫األولي‬
‫الطعام‬
‫‪9.200‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪2.092‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪2.920‬‬ ‫‪%90‬‬ ‫‪2.239‬‬ ‫الثانية‬
‫‪9.840‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪2.983‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫‪2.202‬‬ ‫‪%32‬‬ ‫‪2.020‬‬ ‫األولي‬
‫السفر‬
‫‪2.288‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪928‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪020‬‬ ‫‪%92‬‬ ‫‪2.000‬‬ ‫الثانية‬
‫‪9.242‬‬ ‫‪%32‬‬ ‫‪2.380‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪2.924‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪2.942‬‬ ‫األولي‬
‫الترويح‬
‫‪9.029‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪2.222‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫‪2.302‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪2.900‬‬ ‫الثانية‬
‫‪3.822‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫‪2.022‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪2.222‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪2.984‬‬ ‫األولي‬
‫المدرسة‬
‫‪2.422‬‬ ‫‪%23‬‬ ‫‪304‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫‪822‬‬ ‫‪%04‬‬ ‫‪2.022‬‬ ‫الثانية‬
‫‪3.900‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫‪448‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫‪2.208‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪2.249‬‬ ‫األولي‬
‫المهنة‬
‫‪2.280‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪332‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪024‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫‪2.232‬‬ ‫الثانية‬

‫ويرجع تفسير استخدام الكلمات المتداخلة إ لى الم ستوى التعلي مى األ قل ‪ ,‬أو‬
‫بمعنى آخر يرجع إلى المستوى الثقافى الذى تعر ضو له في البراز يل ‪ ,‬أو ظروف‬
‫الحيززاة التززي مززروا بهززا فززي بلززدهم األصززلي ‪ ,‬أمززا طززرق التحليززل اإلحصززائي التززي‬
‫استخدمت هنا فهي المعادلة التربيعية واختبار كا‪ 2‬لز بيرسون ‪ ,‬وجوسر ‪.‬‬
‫ومن خالل البيانات المجدولة تمكنا من إثبات أن التداخل كان له أهم ية أك بر‬
‫لدى المجموعة األولى مقارنة بالمجموعة الثانية ( انظر ال جدول ال ثامن والثال ثين )‬

‫‪292‬‬
‫وأن المهاجرين ذوي التعليم العالي كانوا أقل ا ستخداما ً لل تداخل من غ يرهم ( ان ظر‬
‫الجدول التاسع والثالثين ) ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الن سبي في اال ستخدام‬ ‫وحقيقة أخرى ظ هرت في ال جداول هي الت قارب‬
‫بين المجموعتين ‪ ,‬برغم أن التداخل كان أكثر وضوحا ً لدى المجموعة األولى ‪ ,‬ف قد‬
‫تطابقت المجموعتان في استخدام كلمات معينة ‪ ,‬وكان أكثرها عدداً في حقل العمل ‪.‬‬
‫لقد أسهم اختالف النشاط المهني في كمية الحصيلة اللغوية للم هاجرين ح تى‬
‫لو كانت هذه الكلمات عربية ‪ ,‬لقد تم التث بت من و جود ظاهرة ال تداخل عن طر يق‬
‫المعالجات اإلحصائية وكانت ذات أرقام دالة إحصائيا ً عندما كان متوسط العينة بين‬
‫الحدين األدنى واألعلى ‪.‬‬

‫‪ -1‬لدم وجود هوة كبيرة في استخدام التداخل بيا المجمولتيا ‪.‬‬

‫‪292‬‬
‫الخاتمة والنتائج‬
‫أول ما تجب إليه اإلشار ة هو وجود ات صال بين ث قافتين ‪ ,‬ف قد لوحظ و جود‬
‫عال قة بين الم هاجرين اللب نانيين و بين ث قافتهم الجد يدة في البراز يل ‪ ,‬خا صة في ما‬
‫يتع لق ببعض سمات حديثهم ‪ ,‬و من خالل التحل يل الت قابلي ف قد اخت لف ت صورهم‬
‫لعالمهم قبل القدوم إلى البرازيل وبعده ‪.‬‬
‫أما العوامل المؤدية إلى هذا ال سلوك الل غوي ف هي عوا مل نف سية واجتماع ية‬
‫وتاريخية‪,‬ويمكن إرجاع استخدام الكلمات المقترضة إلى عدة أسباب ‪:‬‬
‫‪ .2‬السلوك الالإرادي للمتكلم ‪ :‬فإن المرء ال يعرف ما إذا كان يت حدث‬
‫بتداخل بين اللغتين ‪ ,‬أم ال ‪ ,‬ولماذا ؟ ويظهر هذا ال سلوك جل يا في‬
‫حال المجموعة األولى ال تي قب لت قيم الثقا فة ال سائدة ( برغم عدم‬
‫إجادة بعضهم لبنية اللغة البرتغالية الفصحى ) ‪.‬‬
‫‪ .2‬اختالف السياق والحصيلة اللغو ية ‪ :‬ت عد البي ئة الجد يدة بمثا بة قوة‬
‫اجتماعية مؤثرة في الم هاجرين ‪ ,‬ف برغم م عرفتهم لكل مات عرب ية‬
‫فقد اعتادوا عليها ( سماعا ً وكالما ً ) في مو قف مخت لف تما ما ً و هو‬
‫ما أدى إ لى م شكالت دالل ية ‪ ,‬وف ضالً عن ذ لك ظ هرت موا قف‬
‫وكلمات لم تك موجودة في اللغة – أو الثقافة – العربية ‪.‬‬
‫‪ .3‬االقتصاد الل غوي ‪ :‬فالمتكلم يدرك أن ا ستخدام كل مات معي نة يف يده‬
‫في االت صال ال شفوي ‪ ,‬و هذه الكل مات يم كن تحد يدها عن طر يق‬
‫مالمح داللية متعددة ‪.‬‬
‫إن األسززباب التززي تفسززر طبيعززة التززداخل المعجمززي هززي العوامززل النفسززية‬
‫واالجتماعية واللغوية ‪ ,‬هذه الحقي قة تؤ كد العال قة المع قدة بين ال فرد والبي ئة وال تي‬

‫‪293‬‬
‫تظهر من خالل اللغة ‪ ,‬فالتداخل اللغوي‪ ,‬وكذا محاوالت التكيف مع بيئة جد يدة هي‬
‫أمور مرنة متحركة ( ديناميكية ) غير جامدة في المنظور األوسع ‪ ,‬مما يي سر تق ييم‬
‫نتائج االحتكاك الثقافي ( التثاقف ) وهي شيء متأصل في التطور الدائم لإلنسان ‪.‬‬
‫إن التعامل مع مجموعتي الدراسة ‪ ,‬واالحتكاك بالثقافة العربية كعنصر دمج‬
‫جعل من الممكن فهم القيم والمعايير التي يتمسكون بها ‪ ,‬أو المميزة لهم ‪.‬‬

‫و اآلن انتهت الرتمجة ‪ ،‬بعدها مالحق الدراسة‬

‫‪299‬‬
‫اقتباسات متنوعة من كتاب الشرايين المفتوحة ألمريكا الالتينية‬
‫منطق الدول الغنية ‪ :‬إن الحديث عن عدالة األ سعار في الو قت الحا ضر هو مف هوم‬
‫من القرون الوسطي ‪ ,‬لماذا يا سادة ؟ ألننا في ذروة حقبة التجارة الحرة ‪.‬‬
‫وبقدر ما تزداد الحرية المتاحة في التجارة واألعمال يصبح من ال ضروري‬
‫إنشاء المزيد من السجون من أجل الفقراء الذين ي ضارون من جراء هذه الت جارة ‪,‬‬
‫وجيوش المحققين والجالدين ال تعمل ف قط في خد مة ال سوق الخارج ية الم سيطرة ‪,‬‬
‫بززل إنهززا أيض زا ً تحقززق لنفسززها شززالالت متدفقززة مززن األربززاح تفززيض مززن القززروض‬
‫واالستثمارات األجنبية في األسواق الداخلية الخاضعة ‪.‬‬
‫أعلززن الززرئيس األمريكززي ولسززون منززذ عززام ‪ : 2423‬جززرى الحززديث عززن‬
‫ت نازالت ت قدمها أمري كا الالتين ية لرأس ال مال األجن بي و ليس عن ت نازالت ت قدمها‬
‫الواليات المتحدة لرأسمال البلدان األخرى ‪.‬‬
‫التق سيم ا لدولي للع مل بتخلص في أن ب عض الب لدان تخ صص في ا لربح ‪,‬‬
‫وبعضها اآلخر يتخ صص في الخ سارة ‪ ,‬و قد كان إقليم نا ‪ -‬من ال عالم ا لذي ن سميه‬
‫اآلن أمريكا الالتينية – مبكراً جداً في ذلك ‪ ,‬لقد تخصص في الخ سارة م نذ أن ا ندفع‬
‫أوربيو عصر النهضة عبر البحر ‪ ,‬وغرسوا أسنانهم في حنجرته ‪.‬‬
‫مرت القرون وبلغت أمريكا الالتينية بمهامها حد الك مال ‪ ,‬ولكن ها ما زا لت‬
‫تقوم بع مل الخاد مة ل كل االحتيا جات األجنب ية م صدراً واحتياط يا ً للب ترول والحد يد‬
‫والنحاس واللحم والفواكه والبن ‪ ,‬المواد األولية واألغذية المنتجة إلى الب لدان الغن ية‬
‫التزي تكسزب مزن اسزتهالكها أكثزر بكثيزر ممزا تكسزب أمريكزا الالتينيزة مزن إنتاجهززا‬
‫فالرسوم التي يحصلها المشترون أعلى بكثير من األسعار التي يتلقاها البائعون ‪.‬‬

‫‪290‬‬
‫وفي أمريكا الالتينية نفسها تجد الب لدان الكب يرة ت ضطهد جارات ها ال صغرى‬
‫وفززي داخززل كززل بلززد تمززارس المززدن الكبيززرة والمززوانئ اسززتغالل المصززادر والمززدن‬
‫الداخلية إلمدادها بالمؤن واأليدي العاملة ‪.‬‬
‫كانت ثروتنا تولد دائما ً فقرنا لتغذي رفاه ية اآل خرين ح يث يت حول ا لذهب‬
‫إلى خردة والغذاء إلى سم ‪.‬‬
‫إن الطبقات الحاكمة في أمريكا الالتين ية ن ظراً الرتباط ها بمنظو مة ال سلطة‬
‫االستعمارية‪ ,‬ليس لديها أدنى اهتمام بالتحقق م ما إذا كا نت الوطن ية يم كن أن ت كون‬
‫مري حة أك ثر من الخيا نة ‪ ,‬أو ما إذا كان الت سول هو ال شكل الوح يد المم كن فزي‬
‫السياسة الدولية ‪ ,‬حيث ترتهن السياسة ألنه ليس ه ناك سبيل آ خر ‪ ,‬غ ير اال ستكانة‬
‫والخضوع والرضو ‪.‬‬
‫يتزا يد ال ناس ع لى قار عة الطر يق بال ع مل ‪ :‬ال في الر يف وال المدي نة ‪,‬‬
‫حيث تسود اآلالت ‪ ,‬إن بالدنا تتقيأ بشراً ‪ ,‬وتقوم البعثات األمريك ية ال شاملة بتع قيم‬
‫النساء على نطاق واسع ‪ ,‬وتبذر حبوبا ً ولوالب وعوازل مطاطية كي تحصد أطفال نا‬
‫‪ ,‬ولكن هؤالء األط فال – في بالد نا – يوا صلون بإ صرار توا لدهم م طالبين بحق هم‬
‫الطبيعي في مكان تحت الشمس ‪.‬‬
‫اإلمبراطورية الكبرى في هذا ال عالم ‪ :‬هي قل قة ‪ ,‬وألن ها غ ير قادرة ع لى‬
‫على مضاعفة الخبز ‪ ,‬فإنها تفعل كل ما بوسعها لتقليل عدد الجالسين إلى الطعام ‪.‬‬

‫‪292‬‬
‫حارب الفقر ؟ كيف ‪ ( :‬اقتل شحاذا ) هكذا سطر أ حد أ ساتذة الدعا ية ال سوداء ع لى‬
‫أحد جدران مدينة الباز حا ضرة بوليف يا ج نوب غرب البراز يل‪ ,‬ماذا يق ترح ور ثة‬
‫(‪)2‬‬
‫سوى قتل كل الشحاذين المقبلين قبل أن يولدوا ‪.‬‬ ‫مالتوس‬
‫إن رو برت مكن مارا ر ئيس الب نك ا لدولي ‪ ,‬ق بل ذ لك كان رئي سا ً لمؤس سة‬
‫فورد ووز يراً ل لدفاع – أ كد أن االنف جار ال سكاني يم ثل العق بة الرئي سة أ مام ت قدم‬
‫أمريكا الالتينية ‪ ,‬ويعلن أن البنك الدولي سيعطي أولو ية للب لدان ال تي تط بق خط طا ً‬
‫لتحديد النسل‪ ,‬ويوضح مكنمارا بأسى أن أمخا الفقراء تف كر بدر جة أ قل تدنيا إ لى‬
‫‪ % 20‬فقط ‪.‬‬
‫ويقوم دهاقنة البنك الدولي يجعل أجهزة الحاسوب تدق وتخرج ألغازاً بال غة‬
‫التعقيد حول مزايا أن ال يولد المرء ‪.‬‬
‫وقزد اشزتهرت عبزارة لنزدون جونسزون ‪ :‬أن تسزتثمر خمسزة دوالرات ضززد‬
‫النمزو السززكاني أكثززر فعاليززة مززن مائززة دوالر تسززتثمر فززي النمززو االقتصززادي ‪ ,‬أمززا‬
‫الرئيس أيزنهور فقد تنبأ بأن سكان األرض إذا استمروا في التضاعف بنفس المعدل‬
‫فلن تزداد فقط حدة الثورة‪ ,‬بل سينتج كذلك تدهور في م ستوى معي شة كل ال شعوب‬
‫بما في ذلك شعبنا ‪.‬‬
‫ال ت عاني الوال يات المت حدة دا خل حدودها من م شكلة االنف جار ال سكاني ‪,‬‬
‫لكنها أكثر الدول اهتماما ً بنشر وفرض تنظيم األسرة في أركان األرض قاطبة ‪ ,‬وال‬
‫ت هتم بذلك الحكو مة و حدها ‪ ,‬فإن روكف لر ومؤس سة فورد بدورهما يعان يان من‬
‫كوابيس يتقدم فيها ماليين األطفال مثل الجراد من آفاق العالم الثالث ‪.‬‬

‫‪ -1‬توم ار روب ر م الثور ‪ 1331 – 1711‬م ظ ل الم اقتص اد إنجلي زي دل ا إل ى ك بح الزي ادة‬
‫السكانية لا طريق تحديد النسل ‪.‬‬

‫‪290‬‬
‫وقد انشغل أفالطون وأرسطو بالمشكلة ق بل مالتوس ومكن مارا ‪ ,‬إال أن كل‬
‫هذا الهجوم – في أيامنا – يحقق جيداً مهمة محددة ‪ ,‬إنه يطرح تبرير التوز يع شديد‬
‫التفاوت للدخل بين البلدان وبين الطبقات االجتماعية ‪ ,‬وإقناع الف قراء بأن الف قر هو‬
‫نتي جة األط فال ا لذين ال يتم تج نبهم ‪ ,‬وو ضع حا ئل أ مام سخط الج ماهير بالحر كة‬
‫والتمرد ‪.‬‬
‫موانع الح مل ‪ :‬ال تي تو ضع دا خل ا لرحم فا قت القنا بل والر شات في ج نوب شرق‬
‫آسيا في محاولة إعاقة النمو السكاني في فيتنام ‪ ,‬أما في أمريكا الالتينية فإن الق ضاء‬
‫على مقاتلي العصابات في رحم األمهات أكثر واقع ية وفعال ية من قتلهم في الج بال‬
‫وال شوارع ‪ ,‬ل قد قا مت عدة بع ثات أمريك ية شمالية بتع قيم آالف الن ساء في إق ليم‬
‫األ مازون برغم أن هذه المنط قة هي أ قل م ناطق كوكب نا سكانا ً و في غالب ية ب لدان‬
‫أمري كا الالتين ية ال يز يد ال سكان عن الحا جة بل ينق صون ‪ ,‬بل إن ن صف أرا ضي‬
‫البرازيل – مثالً – ال يسكنها أحد ‪.‬‬
‫إن هم يطر حون تج نب الن سل في األرا ضي الخاو ية ‪ ,‬ويزع مون أن ه ناك‬
‫نقصا ً في رءوس األموال في ب لدان ت فيض في ها رءوس األ موال عن الحا جة ‪ ,‬ن عم‬
‫تفيض لكنها تبدد ‪ ,‬يطلقون اسم المساعدات على جراحة تشويه العظام التي تمارسها‬
‫ال قروض ‪ ,‬وع لى ا ستنزاف ال ثروات ا لذي تمار سه اال ستثمارات األجنب ية عودة‬
‫للجذور ‪ :‬كانت أسبانيا تعيش إجالء العرب ‪ ,‬لم يك عام ‪ 2942‬مجرد عام اكت شاف‬
‫أمريكا ‪ ,‬ذلك العالم الجد يد ا لذي و لد من هذا الخ طأ ذي الن تائج ال مدمرة ‪ ,‬ل قد كان‬
‫كذلك عام ا ستعادة غرنا طة ‪ ,‬إذا أن فرنا ندو م لك أرا جوان وإيزاب يل مل كة ق شتالة‬
‫تجاوزا بزاو جهما ت مزق مملكتيه ما ‪ ,‬ل قد نج حا أوا ئل عام ‪ 2942‬م في اال ستيالء‬
‫على آخر معقل للدين اإلسالمي على أرض أسبانيا ‪.‬‬

‫‪298‬‬
‫استغرقت استعادة ما فقد في سبع سنوات ن حو ثمان ية قرون وكا نت حرب‬
‫إجززالء العززرب قززد أفرغززت الخزانززة الملكيززة ‪ ,‬لكززن هززذه الحززرب كانززت فززي نظززر‬
‫أصحابها‪ -‬أو من أوقدوها‪ -‬حربا ً مقدمة ‪ ,‬الحرب المسيحية ضد اإلسالم ‪.‬‬
‫لذلك ليس من قب يل الم صادفة أ نه في ن فس عام ‪ 2942‬م تم طرد ما ئة‬
‫وخم سين أ لف ي هودي من ا لبالد ‪ ,‬كا نت أ سبانيا تر سم واقع ها بو صفها أ مة و هي‬
‫تشهر السيوف التي تحمل مقابضها عالمة الصليب ‪ ,‬في حين جعلت المل كة إيزاب يل‬
‫من نفسها داعية المحاكم التفتيش المقدسة ‪.‬‬
‫إن حدث اكت شاف أمري كا ال يم كن تف سيره بدون التقال يد الع سكرية ل حرب‬
‫الح مالت ال صليبية ال تي سادت ق شتالة في الع صر الو سيط ‪ ,‬في حين لم تتبا طأ‬
‫الكنيسة في إضفاء طابع القداسة على غزو األراضي المجهولة ع لى الجا نب اآل خر‬
‫من بحر الظلمات ( المحيط األطلسي ) و قد ج عل البا با أل سكندر ال سادس ا لذي كان‬
‫من بلنسية الملكة إيزابيل مالكة وسيدة العالم الجديد‪.‬‬
‫كان تو سع ممل كة ق شتالة يو سع ممل كة ا لرب ع لى األرا ضي ‪ ,‬ب عد ثال ثة‬
‫أعوام من االكتشافات قاد كريستوف كو لومبس بنف سه الحم لة الع سكرية ضد سكان‬
‫الدومينيكان األصليين ‪ ,‬قامت حفنة من الفرسان ومائتان من المشاة وب عض ال كالب‬
‫المدربة بتمز يق اله نود إر با ً ‪ ,‬وأر سل إ لى أ سبانيا أك ثر من خم سمائة منهم بي عوا‬
‫كالعبيد في أشبيلية ‪ ,‬وماتوا بائسين ‪.‬‬
‫لكن بعض الالهوتيين احتجوا وحألظر استعباد الهنود رسميا ً مع مو لد ال قرن‬
‫السزادس عشززر ‪ ,‬إال أنزه فززي الواقززع لزم يحظززر فقزط ‪ ,‬بززل بززورك ‪ ,‬فقبزل كززل حملززة‬
‫ع سكرية كان ي جب ع لى ال قادة أن ي قرأوا ع لى اله نود أ مام كا تب ع مومي إ نذاراً‬
‫مسهبا وبليغا ً يستحثهم على اعت ناق الكاثوليك ية المقد سة ‪ " :‬وإذا لم تفع لوا أو أ بديتم‬

‫‪294‬‬
‫في ذ لك إب طاء ل سوء طو ية‪ ,‬فإنني أ شهدكم ع لى أن ني ب عون ا لرب سأحمل ع ليكم‬
‫بسززطوة ‪ ,‬وسأشززن علززيكم الحززرب فززي كززل مكززان ‪ ,‬وبكززل طريقززة أسززتطيعها ‪,‬‬
‫وسأخضعكم لطاعة الكنيسة وصاحبة الجاللة ‪ ,‬وسآخذ نساءكم وأب نائكم ‪ -‬ك ما تأمر‬
‫جاللتها ‪ -‬وسآخذ أمالككم ‪ ,‬وأوقع بكم كل ما أستطيع من شرور وأذى ‪.‬‬
‫و قد ا ستبق كث يرون من ه نود ا لدومينيكان هذه ال قدر ا لذي قر ضه ع ليهم‬
‫المضطهدون البيض الجدد ؟ قتلوا أطفالهم ثم انت حروا ‪ ,‬و مع هذا لم يم نع ال مؤر‬
‫الرسمي لوصف هذه المذبحة في منت صف ال قرن ال سادس ع شر ع لى الن حو ال تالي‬
‫كثيرون من الهنود من أ جل ت سليتهم قت لوا أنف سهم بال سم ح تى ال يعم لوا ‪ ,‬في حين‬
‫خنق آخرون أنفسهم بأيديهم !!‬
‫الجراثيم واألمراض ‪ :‬كانت أشد الحلفاء فعالية ‪ ,‬فقد ج لب األورب يون مع هم األوب ئة‬
‫الفتاكززة ‪ ,‬الجززدري والتيتززانوس واألمززراض الرئويززة والمعويززة وأمززراض العيززون‬
‫والتيفوس وال جذام والح مى وال صفراء وت سوس األ سنان ا لذي يج عل األ فواه تتعفن‬
‫كان الجدري أسبقها في الظ هور ‪ ,‬انت شر ذاك ا لداء الوب يل المج هول والم قزز ا لذي‬
‫يشعل نار الحمى ويفتت اللحم ‪ ,‬سعال ‪ ,‬دمامل ملتهبة تحرق ‪ ,‬مات كث يرون ب سبب‬
‫داء الدمامل اللزج الثقيل ‪ ,‬أخذ الهنود يموتون مثل الذبابات ‪ ,‬لم تك أج هزتهم تم لك‬
‫دفاعا ً ضد األمراض الجديدة ‪ ,‬ومن نجا من هذا كله غداً ضعيفا ً ال يفيد في شيء ‪.‬‬
‫كانت أسبانيا ‪ :‬مثل الفم الذي يتل قى ال غذاء فيم ضغه ويطح نه لير سله ع لى ال تو إ لى‬
‫أج هزة الج سم األ خرى ‪ ,‬وال ي حتفظ لنف سه م نه سوى بط عم عابر‪ ,‬أو ب شيء يع لق‬
‫باألسنان أو بينها ‪ ,‬كان األسبان يملكون الب قرة ‪ ,‬ول كن آ خرين كانوا ي شربون لبن ها‬
‫فقد كان كل شيء يذهب إ لى أ يدي المقر ضين والم صرفيين وال مرابين لدفع أق ساط‬
‫الديون وفوائدها ‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫مع سقوط األندلس ‪ :‬كان الدفاع عن العق يدة الكاثوليك ية قنا عا للن ضال ضد ال تاريخ‬
‫طرد اليهود والعرب حرم أسبانيا في زمن الملكية الكاثوليكية من كثير من الحرفيين‬
‫المهرة ‪ ,‬ومن رءوس أموال ال غنى عن ها ‪ ,‬ف في عام ‪2204‬م سيق ما ال ي قل عن‬
‫‪ 200‬ألفا من العرب إلى الحدود ‪ ,‬ما كان له آثار مدمرة في اقتصاد البالد ‪ ,‬فدمرت‬
‫الحقول الخصبة جنوبي نهر اإلبرو في أراجون ‪ . .‬بل شمل الخراب كل شيء ‪ ,‬في‬
‫‪ 2008‬بقى ‪ 22‬ألف مصنع نسيج ‪ ,‬لكن بعد أربعين سنة فقط لم يبق غ ير أرب عين ‪,‬‬
‫وتناقص عدد الماعز في األندلس من ‪ 0‬ماليين إلى مليونين فقط ‪.‬‬
‫كززان القززرن السززابع عشززر عصززر التشززرد والجززوع واألوبئززة‪ ,‬كززان عززدد‬
‫المتسولين األسبان ال نهائيا ‪ ,‬ومع هذا تدفق ع لى أ سبانيا المت سولون من كل أن حاء‬
‫أوربة ‪ ,‬وانظر إلى الصورة المقابلة المناق ضة ‪ :‬بح لول عام ‪ 2000‬كان في ا لبالد‬
‫‪ 220‬ألف نبيل من أغنياء الحرب ‪ ,‬برغم أن البلد كان يفرَّغ من السكان ‪ ,‬فقد ن قص‬
‫عددهم خالل القرنين السادس والسابع عشر ‪ ,‬بعيد طرد العرب ‪.‬‬
‫مجتمع بوليفيا ‪ :‬المريض بالبذ والتبذير لم يترك لهنوده غير ذ كرى باه تة ألم جاده‬
‫وأطالل معابده وقصوره وثمانية ماليين جثة من جثث الهنود ‪ ,‬انظر في المقا بل إن‬
‫واحدة من الماسات التي تزين درع فارس غني إنها تساوي في نها ية الم طاف أك ثر‬
‫مما يستطيع أي هندي أن يكسبه طوال حياته ‪ ,‬لكن الفارس هرب بالماسات‪ ,‬وال يوم‬
‫تستطيع بوليفيا التي هي واحدة من أفقر بلدان العالم أن تتباهى – إن لم يك هذا عب ثا‬
‫يب عث ال شجن – بأن ها غذت ثروات الب لدان األغ نى ‪ ,‬و في أيام نا هذه بوليف يا أك ثر‬
‫الب لدان ع طاء لل عالم ‪ ,‬وأقل ها في ما تم لك ‪ ,‬هذا الب لد ما يزال جر حا مفتو حا للن ظام‬
‫االستعماري في أمريكا ‪ ,‬ما يزال اتها ما ‪ ,‬وع لى ال عالم أن ي بدأ في ط لب غفرا نه ‪,‬‬
‫وفي بوليفيا كانت تقام ال مآدب ال ضخمة تت نافس في تبد يد الر يع ال مذهل ا لذي تدره‬

‫‪202‬‬
‫مناجم بوتوسى ‪ ,‬وحين تنتهي االحتفاالت الباذ خة كا نت األط باق الف ضية واألدوات‬
‫الذهبية تلقى بها من الشرفات ليلتقطها المارة المحظوظون ‪.‬‬
‫ما يزال في بلدي م ثل برج إي فل وأ قواس ن صر ‪ ,‬وي قال إن جواهر ال سيدة‬
‫العذراء بإحدى كنائسها يمكن أن تسدد كل الدين الخارجي ال ضخم لبوليف يا ‪ ,‬وعل يه‬
‫فإن رؤوس األ موال لم ت كن ت تراكم ‪ ,‬بل كان ي جرى تبد يدها ‪ ,‬كا نت تط بق ت لك‬
‫الحكمة القديمة ‪ ( :‬أب تاجر ‪ ,‬ابن فارس ‪,‬حفيد شحاذ ) ‪.‬‬
‫التبريرات كانت متوافرة ‪ ,‬تحولت مذبحة العالم الجديد إلى عمل من أع مال‬
‫البر مع الذنب ولد تسق كامل من األكاذ يب من أ جل ال ضمائر المذن بة حول اله نود‬
‫إلى حيوانات جر ألنهم يتحملون أثقاالً أكبر مما يتحمل ظهر حيوان الالما ال ضعيف‬
‫و جرت البره نة ع لى أن اله نود هم ف عالً حيوا نات جر ‪ ,‬ال عالج ل هم أف ضل من‬
‫العمل في المناجم من أجل شفاء الشر الطبيعي لديهم‪.‬‬
‫هم ي ستحقون المعام لة ال تي ينالون ها ألن خطا ياهم ووثن يتهم تم ثل إها نة‬
‫للرب ‪ ,‬ك ما ال يال حظ ع لى هذه الحيوا نات ال باردة إي ن شاط رو حي ‪ ,‬أ ما بي كون‬
‫ومنتسكيو وهيوم فقد رفضوا أن يتعرفوا على أشباه لهم من الب شر المنح طين لل عالم‬
‫الجديد ‪ ,‬وتحدث هيجل عن العجز الفيزيقي والروحي ألمري كا و قال ‪ :‬إن اله نود قد‬
‫ماتوا بنفخة من أوربة ‪.‬‬
‫بعد أربعمائة عام وتزيد من مرسوم البابا بولس الثالث الذي اعترف ببشرية‬
‫الهنود أصدرت محكمة العدل العليا في البراجواي تعميما ً يب لغ كل ق ضاة ا لبالد بأن‬
‫الهنود مخلو قات ب شرية تما ما ً م ثل بق ية سكان الجمهور ية ‪ ,‬ل كن أ حد ا ستطالعات‬
‫الرأي في البالد ‪ ,‬قال ‪ ( :‬من بين كل ع شرة بارجويين يعت قد ثمان ية أن اله نود م ثل‬
‫الحيوا نات ) بل كان اله نود ي صادون م ثل الو حوش ‪ ,‬وي باعون ب سعر ر خيص ‪,‬‬

‫‪202‬‬
‫ويسززتغلون بنظززام يماثززل العبوديززة ‪ ,‬بززرغم أن كززل البززارجويين تقريب زا ً يجززري فززي‬
‫عروقهم دم هندي ‪.‬‬
‫وبرغم كل هذه الف ترة الطوي لة من ال تدمير ف قد خ لف ه نود أمري كا شواهد‬
‫عد يدة ع لى عظ مة مجتم عاتهم ‪ ,‬آ ثار دين ية محك مة ت فوق األهرا مات الم صرية ‪,‬‬
‫وإبداعات تقنية فعالة للتعامل مع الطبيعة ‪ ,‬وأعماالً فن ية ت شي بعبقر ية ال ت لين و في‬
‫متحف ليما حاضرة البيرو يم كن م شاهدة م ئات الج ماجم ال تي أجر يت ل ها عمل يات‬
‫تربنة وعالج بشرائح الذهب والفضة من جانب الجراحين اإلنكا ‪.‬‬
‫وكززان هنززود المايززا فلكيززين عظمززاء قاسززموا الزززمن والمسززافة بدقززة مدهشززة‬
‫واكت شفوا قي مة ا لرقم صفر ق بل أي شخص آ خر في ال تاريخ ‪ ,‬و قد أذه لت ق نوات‬
‫الري والجزر الصناعية التي خلفها األز تك ب عض محت ليهم ‪ ,‬برغم أن ها لم تك من‬
‫ذهب ‪ ,‬ولكن ماذا حدث لكل هذا ؟ ‪.‬‬
‫علزى شززاطئ المحززيط الهزادي دمززر األسززبان أو تركزوا للخززراب الزراعززات‬
‫ال ضخمة من ا لذرة واللوب يا والفا صوليا وال فول والبطا طا ‪ ,‬و لم ي بين من ها سوى‬
‫األحجار واألجمات والرسوم والخرابات ليس هذا فقط ‪ ,‬بل ألقى النظام االستعماري‬
‫في المناجم األ سبانية م ئات من اله نود المعمار ية والمهند سين والفلك يين والعما لة‬
‫الفنية الماهرة ليختلطوا بحشود العب يد ‪ ,‬ويقو موا بع مل خ شن ومن هك في ا ستخراج‬
‫الم عادن‪ ,‬لم تك الم هارة التقن ية ل هؤالء ال ناس ت هم االقت صاد اال ستعماري ‪ ,‬و كانوا‬
‫يعدون فقط عماالً غير مؤهلين ‪.‬‬
‫و في الجا نب اآل خر ‪ :‬سحق كل ت مرد أو ثورة أو خروج عن الن ظام اال ستعماري‬
‫و هذا م ثال ‪ ,‬أ حد زع ماء اله نود ( تو باك ) عذب مع زوج ته وأبنا ئه ومقرب يه في‬
‫ميدان عام ‪ ,‬قطعوا لسانه ‪ ,‬وربطوا ذراع ية و ساقيه إ لى أرب عه خ يول ل كي يمز قوه‬

‫‪203‬‬
‫إ لى أرب عة أ شالء أو خم سة ‪ ,‬قط عوا رأ سه وأر سلوا أ شالءه إ لى أ ماكن متفر قة ‪,‬‬
‫حرقوا جذعه ونثروه فوق ماء النهر ‪ ,‬وأوصوا بإبادة ساللته حتى الدرجة الرابعة‪.‬‬
‫في بدايات القرن العشرين كان بعض ال ألمالك من اله نود المكر سون للخد مة‬
‫المنزلية يعرضون لإليجار في صحف الباز بوليفيا وحتى ثورة ‪ 2402‬التي أعادت‬
‫للهنود حق المساواة المداس باألقدام ‪ ,‬لقد كان بعض هؤالء الخدم يأكلون بقايا ط عام‬
‫الكلب الذي ينامون إلى جواره ‪ ,‬وينحنون حين يخاطبون أي شخص ذي جلد أ بيض‬
‫‪.‬‬
‫وبع يداً عن الخد مة في الب يوت ن جد أن األج ير اله ندي م لزم بالع مل أيا ما ً‬
‫بالمجان حتى يسمح له صاحب المزرعة بأن يزرع أرضه هو ‪ ,‬فقط في الليالي التي‬
‫يطلع فيها القمر‪ ,‬يعمل بالمجان حتى يضمن له حق زرا عة الج بل الم جدب ب عد أن‬
‫كان يزرع أرضه قبل ذلك بحرية ال حدود لها ‪.‬‬
‫و في المقا بل ‪ :‬فإن ال ثروات كا نت تأتي و ضيع في غم ضة عين ‪ ,‬كث يرون من‬
‫أ صحاب الم ناجم أو من غ يرهم كان ع لى ا ستعداد لدفع ثروة مقا بل زن جي يج يد‬
‫ال عزف ولزدفع ضزعف ذلزك من اجزل عزاهرة يفزرق مع ها فزي الخطايزا المتواصزلة‬
‫والمخزية ‪.‬‬
‫مساهمة ذهب البرازيل في تقدم انجل ترا‪ :‬لم ي كن ث من المن سوجات اإلنجليز ية يدفع‬
‫بززالخمور‪ ,‬بززل بالززذهب ‪ ,‬بززذهب البرازيززل ‪ ,‬وفززي الطريززق بقيززت معامززل النسززيج ‪-‬‬
‫البرتغالية ‪ -‬مشلولة ‪ ,‬ولم تكتف البرتغال بقتل صناعتها الخا صة و هي ال تزال في‬
‫البيضة ‪ ,‬بل صفَّت كل جراثيم أي نوع من الت طور ال صناعي في البراز يل ‪ ,‬ف قط‬
‫حظرت المملكة أي تكرير للسكر عام ‪ 2020‬وبعدها بأربعة عشر عا ما ً اعت بر شق‬

‫‪209‬‬
‫طرق مواصالت جد يدة في إق ليم الم ناجم جري مة ‪ ,‬ك ما أ مر ب حرق م صانع ال غزل‬
‫والنسيج البرازيلية ‪.‬‬
‫انجلترا وهولندة ‪ :‬بطل تا تهر يب ا لذهب والعب يد جمع تا ثروات ضخمة من الت جارة‬
‫غ ير الم شروعة في الل حم األ سود ‪ ,‬اقتن صتا ما يز يد عن ن صف ا لذهب ال خاص‬
‫بضريبة ( الخمس الملكي ) الذي يجب أن يتلقاه التاج البرتغالي من البراز يل ‪ ,‬ل كن‬
‫انجلترا لم تكتف باللجوء إلى التجارة الممنوعة لتحويل الذهب البرازيلي إ لى ل ندن ‪,‬‬
‫بل جربت أيضا ً كل الطرق المشروعة أيضا ً ‪.‬‬
‫أ صحاب الم صانع ‪ :‬واألرا ضي الوا سعة في البراز يل لم يكو نوا يزرعون ها مواد‬
‫غذائ ية ‪ ,‬بل كانوا ي ستوردون ال غذاء ك ما ي ستوردون ت شكيلة وا سعة من األ شياء‬
‫الترفية ‪ ,‬تأتي من وراء المحيط ‪ ,‬مع العبيد وأكياس الملح ‪ ,‬كانت ا لوفرة والرفاه ية‬
‫– كما هي العادة – مناظرتين لبؤس أغلبية السكان التي كانت تعيش في حالة مزمنة‬
‫من سوء التغذية ‪.‬‬
‫من ت لك الع صور اال ستعمارية ‪ :‬و لدت ال عادة – ال تي ما زا لت سارية – في أ كل‬
‫الطين ‪ ,‬إن نقص الحديد يولد فقر الدم ‪ ,‬وتدفع الفريزة األط فال في ال شمال ال شرقي‬
‫إلى التعويض بالطين عن األمالح التي ال يجدونها في غذائهم المعتاد ا لذي يتلخص‬
‫في المينهوت والفاصوليا واللحم القديد ‪ ,‬إن واتاهم الحظ ‪ ,‬وقديمزززا ً‬
‫كان األطفال الذين يمارسون هذه الرذيلة ي عاقبون بو ضع كما مة ع لى أ فواههم ‪ ,‬أو‬
‫يعلقوا في سلة من الخوص على ارتفاع كبير من األرض ‪.‬‬
‫الشعب الذي يسلم بقاءه لمنتج واحد ينتحر‪ ,‬في عام ‪ 2420‬حين كان سعر‬
‫السكر ‪ 22‬سنتا فقط للرطل‪ ,‬حطمت كوبا الرقم القياسي في صادرات كل فرد ح تى‬
‫تخ طت انجل ترا ‪ ,‬وحق قت أك بر د خل لل فرد في أمري كا الالتين ية ‪ ,‬ول كن – أو قل ‪-‬‬

‫‪200‬‬
‫ولهذا حدث في دي سمبر من ن فس ال عام ‪ ,‬سقط سعر ال سكر إ لى ‪ 9‬سنتات ليس إال‬
‫و سرعان ما انط لق إع صار األز مة ‪ ,‬أفل ست معا مل ال سكر ‪ ,‬ا شترتها الرأ سمالية‬
‫األمريكية الشمالية ‪ ,‬وبرخص التراب ‪ ,‬كما أفلست كل الب نوك األ سبانية والكوب ية ‪,‬‬
‫بما في ذلك البنك القومي ذاته ‪ ,‬ولم ينج سوى فروع ب نك الوال يات المت حدة ‪ ,‬سقط‬
‫االقتصاد الكوبي التابع سريعا ً ‪ ,‬ولم يستطع اإلفالت من مصير مح توم ‪ ,‬مخ طط له‬
‫بشكل محكم ‪.‬‬
‫ليس هذا ف قط ‪ ,‬ليس هذا ف قط ‪ ,‬ول كن عام ‪ 2432‬شهد ال سكر سعراً هو‬
‫أقرب إلى خيال المجانين والمعتوهين ‪ ,‬لقد أصبح أقل من سنت وا حد ‪ ,‬وب عد ر بع‬
‫قرن من هذا السعر الخرافي كان لدى كوبا من العاهرات المسجالت أكثر من ع مال‬
‫المناجم ‪ ,‬تشي جيفارا قال ‪ ( :‬إن التخلف هو قزم ذو رأس ضخمة ‪ ,‬وب طن منتف خة‬
‫ال تنسجم ساقاه الضعيفتان وذراعاه القصيرتان مع بقية جسمه )‪.‬‬
‫كانت هافانا تتألأل ‪ ,‬وتنط لق في شوارعها ال ضخمة سيارات ال كاديالك ‪,‬‬
‫وفي أكبر ملهى لي لي في ال عالم تت هادى ع لى أن غام المو سيقى أج مل النج مات ‪ ,‬أ ما‬
‫الريف الكوبي فقد عاش البؤس والفقر المدقع على الحقي قة وع لى الم جاز ‪ .‬و مرت‬
‫السززنون ‪ :‬سززريعا ً جززاء عززام ‪ 2420‬ليعززاني بلززد آخززر منززتج للسززكر هززو جمهوريززة‬
‫الدومينكان من غزو ‪ 90‬ألفا ً من مشاة البحرية مستعدين للبقاء إلى أجل غ ير م سمى‬
‫في هذا البلد المسكين ‪ ,‬كان السقوط ال حاد إ لى حا فة الهاو ية في أ سعار ال سكر أ حد‬
‫العوامل الرئيسة التي فجرت سخط الناس ضد جالديهم ‪ ,‬ولم ي تأخر ر جال البحر ية‬
‫من إ عادة الن ظام ‪ ,‬ب عد أن خل فوا وراء هم ف قط أرب عة آالف قت يل في الم عارك مع‬
‫أصحاب البلد وج ها ً لو جه وج سد لج سد ‪ ,‬في حي بائس من أح ياء الحا ضرة سان‬
‫دومينجو ‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫وقد قا مت منظ مة ا لدول األمريك ية – ال تي تتم تع بذاكرة ج حش ‪ -‬ألن ها ال‬
‫تنسى أبداً أين تأكل ‪ ,‬قامت بمباركة الغزو ودعمته بقوات جديدة ‪ ,‬كان ال بد من قتل‬
‫جرثومة كوبا أخرى ‪.‬‬
‫عودة إلى ت جارة العب يد مرة أ خرى ‪ :‬كا نت انجل ترا البط لة األو لى في شراء وب يع‬
‫اللحم اآلدمي حتى أصبح األمر ال يناسبها ‪ ,‬إال أن الهولندين كا نت لديهم تقال يد أ قدم‬
‫في هذه التجارة ‪ ,‬كان كارلوس الخامس قد أهداهم احتكار نقل العبيد إلى مستعمرات‬
‫اآلخرين أما لويس الرابع عشر – ملك فرن سا – ف قد كان ينا صف م لك أ سبانيا عام‬
‫‪ – 2002‬لجلززب العبيززد إلززى أمريكززا ‪ ,‬وكززان وزيززره كززولبير – مهنززدس التصززنيع‬
‫الفرنسي – يؤكد أن تجارة العبيد مطلوبة من أجل تقدم البحرية التجارية القومية ‪.‬‬
‫بين مو لد ال قرن ال سادس ع شر ونها ية التا سع ع شر ع بر الم حيط مال يين‬
‫اإلفزريقيين ال يعززرف عززددهم ‪ ,‬لكزنهم كززانوا بالتوكيززد أكبزر بكثيززر مززن المهززاجرين‬
‫البيض القادمين من أوربة ‪ ,‬وبرغم أن من بقوا منهم على قيد الحياة كانوا أقل بكثير‬
‫بطبيعة الحال ‪ ,‬فقد شيد هؤالء العبيد منازل سادتهم قطعوا الغابات ‪ ,‬عصروا قصب‬
‫السكر ‪ ,‬زرعوا القطن ‪ ,‬وغرسوا الكاكاو ‪ ,‬وحصدوا ا لبن والت بغ ‪ ,‬ونق بوا م جارى‬
‫لقززد كززان شززراء‬ ‫األنهار بحثا عن الذهب ‪ ,‬كم هيروشيما تعادل أبادتهم المتعاقبة ‪.‬‬
‫الزنوج أسهل من تربيتهم ‪ ,‬حسب بعض التقديرات فإن أحد المغامرين فى ستينيات‬
‫القرن السابع عشر ‪ ,‬أنتزع ثالثمائة رجل من غينيا البرتغالية ‪ ,‬وهربهم إ لى أمري كا‬
‫‪ ,‬غضبت عليه الملكة آلن ( هذه المغامرة تستنزل انت قام ال سماء ) ع لى حد قول ها ‪,‬‬
‫لكن الرجل أخبرها أنه فى مقا بل العب يد ح صل – فى ال كاريبى – ع لى حمو لة من‬
‫السكر والجلود والآللئ والزنجبيل ‪ ,‬فعفت الملكة عن القرصان ‪ ,‬وأصبحت شريكته‬
‫فى التجارة ‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫بعد هذا بقرن من الزمان كان دوق يورك ي ختم بالحد يد المح مى ال حرفين‬
‫األولين من اسمه ‪ DY‬على اإللية اليسرى‪ ,‬أو على صدر الثالثة آالف زنجي ا لذين‬
‫تقتادهم شركته سنويا إلى جزر السكر ‪.‬‬
‫وفيما كانت بعض الشركات تعطى أرباحا ت صل ‪ %300‬كان من بين ‪00‬‬
‫أ لف ع بد شحنتهم هذه ال شركة بين عامي ‪2288-2280‬م لم ي بق ح يا ب عد ع بور‬
‫المحيط سوى ‪ 92‬ألفا ‪ ,‬إفريق يون عد يدون ماتوا ضحية األوب ئة ‪ ,‬أو ل سوء التغذ ية‬
‫أو انتحروا باإلضراب عن الط عام ‪ ,‬أو شنقوا أنف سهم بسال سلهم ‪ ,‬أو أل قوا بأنف سهم‬
‫من السفينة إلى المحيط المزروع بزعائف أسماك القرش‪.‬‬
‫ومن نجوا وتكدسوا فى السفن عرضوا فى األسمال ‪ ,‬جلدا ع لى ع ظم ‪ ,‬فى‬
‫الميدان العام ؛ بعد أن يمروا فى استعراض عبر الشوارع ذات الطراز اال ستعمارى‬
‫على أنغام مو سيقى ال قرب ؛ أ ما من ي صلون و قد ب لغ اإلر هاق منهم مبل غه فيمكن‬
‫ت سمينهم فى م ستودعات للعب يد ق بل إ عدادهم ليلم عوا ت حت ع يون الم شترين ؛ أ ما‬
‫المرضى فيتركون ليموتوا فى المرافئ ‪.‬‬
‫أمززا الصززاغة فقززد صززنعوا أقفززاال وأطواقززا مززن الفضززة للزنززوج والكززالب ؛‬
‫السيدات األنيقات كن يظهرن بين الناس مصحوبات بقرد تكسوه سترة مطرزة وعبد‬
‫(طفل) بعمامة وسروال فضفاضة من الحرير ‪.‬‬
‫بأر صدة ت جارة العب يد أقي مت سكك حد يد ال غرب ال ضخمة فى بريطان يا ‪,‬‬
‫وو لدت صناعة األردواز – مثال – فى وي لز‪ ,‬إن الت جارة المتراك مة من الت جارة‬
‫الثالثية – المنتجات الصناعية والعبيد والسكر – قد أتاح اختراع اآللة البخارية ‪ ,‬فقد‬
‫دعم جيمس وات تجارا كونوا ثرواتهم بهذا الطريقة ‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫انطلقت البحر ية البريطان ية ت هاجم سفن ت جارة العب يد ‪ ,‬ل كن الت جارة ظ لت‬
‫تنمو لتزو يد كو با والبراز يل ‪ ,‬وق بل أن ت صل ال سفن الحرب ية اإلنجليز ية إ لى سفن‬
‫القراصنة كان العبيد يلقون في الماء ‪ ,‬ولم يبق ل هم في ال سفن غ ير الرائ حة وأوا ني‬
‫الطهي الساخنة ‪ ,‬وقبطان يموت من ال ضحك في ك مه ‪ ,‬أو ك ما ي قول الم صريون (‬
‫في عبه ) ‪.‬‬
‫رفع قمع االتجار األسعار و ضاعف األر باح ب شكل مت سارع ‪ ,‬كان الت جار‬
‫يعطون بندقية قديمة مقابل كل ر جل قوى ين تزع من ال قارة اإلفريق ية الحبي بة لي عاد‬
‫بيعه في كو با بأكثر من ستمائة دوالر ‪ ,‬و مع هذا م نع هؤالء الت جار ال ناس من أن‬
‫يصنعوا في بالدهم إبرة ‪ ,‬أو حدوة حصان ‪ ,‬فما فوقها ‪.‬‬
‫كتب أحد المحامين من ا لدمينيكان إ لى مل كه في أور بة ‪( :‬إن ال خوف من‬
‫تمزرد العبيزد عبززث ‪ ,‬فثمزة أرامزل فززي جززر البرتغزال هادئززات جزدا – اى بعزد قتززل‬
‫أزواجهن – ومعهن ثمانمائة عبد ) ف ماذا ف عل الم حامى النا به ؟ ج لد ب عض العب يد ‪,‬‬
‫وقطع آذان اآلخرين ‪.‬‬

‫هززذا المنظززر الززذى رأيتززه ‪ -‬أي قطززع اآلذان ‪ -‬بززأم عينززى فززى أحززد األفززالم‬
‫األمريكية ‪ ,‬ومعه رأيت حاملي البنادق يأمرون بعض الناس بالجرى بأقصى سرعة‬
‫التخاذهم غرضا يتعلمون منهم دقة التصويت على الهدف المتحرك ‪.‬‬
‫ع لى أ ية حال بأ نه ب عد أر بع سنوات من كالم هذا الم حامى ا ندلعت أول‬
‫انتفاضة للعبيد فى أمريكا ‪ ,‬كان عبيد دييجو بن كولومبس ‪ ,‬مكتشف أمريكا هم أول‬
‫من ثاروا ‪ ,‬وانتهى بهم األمر إلى أن علقوا على الم شانق فى م مرات مع مل تكر ير‬
‫السكر ‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫قادة التمرد فكانوا يحرقون على نار هادئة ‪ ,‬لكن أ حد ال قادة المظ فرين ضد‬
‫إحدى انتفاضات العبيد عاد محمال بالغنائم ومعه ‪3400‬زوج من اآلذان محملة على‬
‫ظهور الخيول ‪.‬‬
‫رواج المطاط وصعود البن تطلب فيالق ضخمة من الع مال ‪ ,‬جيش ضخم‬
‫من اآليدى الرخيصة لأل شغال ال شاقة ي ساق أ فراده كالما شية‪ ,‬الر جال ال عراة ا لذين‬
‫شيدوا فى يوم وليلة مدينة برازيليا فى قلب ال صحراء ‪ ,‬هذه المدي نة ال تي كا نت ت عد‬
‫أحدث عاصمة فى العالم يحوطها حزام فقر عريض ‪ ,‬إن هؤالء العمال ا لذي شيدوا‬
‫هذه الحاضرة الجديدة للبالد ألقى بهم فى األحياء الهامشية التى تعيش ع لى ف ضالت‬
‫العاصمة المتأللقة ‪.‬‬
‫كان ا لبن يف يد من ي ستهلكونه أك ثر م من ينتجو نه ‪ ,‬فى الوال يات المت حدة‬
‫وأور بة يو لد أربا حا و فرص ع مل ويع بئ رءوس أ موال كب يرة ‪ ,‬أ ما فى أمري كا‬
‫الألتينية فإن يقدم أجور جوع‪ ,‬ويزيد من حدة الت شوه االقت صادى ل لبالد المو ضوعة‬
‫فى خدمته ‪.‬‬
‫إن البلدان الغنية التى تدعو إلى التجارة ال حرة تط بق أ شد سيا سات الحما ية‬
‫ضد الب لدان الفق يرة ‪ ,‬إن هم يحو لون كل ما يلم سونه إ لى ذ هب فى أ يديهم و صفيح‬
‫صدئ في يد اآلخرين ‪ ,‬بما فى هذا ما تنت جه ا لدول المختل فة ‪ ,‬ال سوق الدول ية ل لبن‬
‫شديدة الشبه بالخدعة ‪ ,‬فهذه دولة البرازيل قبلت – فى و قت سابق – فرض ر سوم‬
‫عالية على صادراتها من البن سريع ا لذوبان‪ ,‬ل كى تح مى م صالح ب لدها ؟ كال إن ما‬
‫لكى تحمى مصالح األمريكيين الشماليين لنفس المنتج ‪.‬‬
‫البن سريع الذوبان الذى تنتجه البرازيل أرخص وأجود مما تنتجه الصناعة‬
‫المزدهرة فى الواليات المتحدة‪ ,‬لكن من الواضح أ نه فى ظل الناف سة ال حرة ه ناك‬

‫‪220‬‬
‫من هم اكثر حرية من اآل خرين‪ ,‬كولومب يا – مثال – تعت مد ع لى ا لبن وع لى سعره‬
‫الخارجى لدرجة أن المنحنى البيانى للزواج ‪ -‬فى بعض مناطق زراعته – يستجيب‬
‫بشدة لمنحنى أ سعار ا لبن ‪ ,‬و هذا أ مر نم طى بالن سبة لبن ية تاب عة ‪ ,‬فمنح نى اللح ظه‬
‫المواتية (‪ )2‬إلعالن الحب فى أحد التالل الكولومبية تتقرر فى بورصة نيويورك ‪.‬‬
‫وبرغم هذا كله كان هناك من يؤكد أن قتل نملة ‪ -‬فى بالدنا – جريمة أك بر‬
‫من قتل رجل ؛ ألن الرجل يبعث بعد موته فى حين تموت النملة نهائ يا ‪ ,‬وإ لى األ بد‬
‫‪.‬‬
‫فى بالدنا الالتينية إحباط ‪ :‬اقتصادى ‪,‬واجتماعى ‪ ,‬وقومى ‪ ,‬لقد تال االستقالل تاريخ‬
‫من الخيا نات ‪ ,‬وظ لت أمريكت نا – ال تى تمزق ها حدودها الجد يدة – محكو ما علي ها‬
‫بالزراعة والتبعية‬
‫هكذا كان ي عل النار في مصر أيام رواج المطا المصري ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫حتى التقنيات األفضل التي تزيد من الناتج ال ضئيل لألرض ال تم ثل بر كة‬


‫للفال حين ‪ ,‬برغم أن ها ت سهم فى الت قدم ال عام ‪ ,‬ال تز يد أ جورهم والم شاركتهم فى‬
‫المحاصيل التى ينتجونها ‪ ,‬الريف يشع فقرا لساكنيه ‪ ,‬وثراء لقلة قليلة من غيرهم‪.‬‬
‫تح لق ال طائرات الخا صة فوق ال صحراوات البائ سة ‪ ,‬ويت ضاعف ال بذ‬
‫العقيم فى المنتجعات الضخمة ‪ ,‬وتمور أوربة بال سياح من بالد نا المنتف خين بالنقود‬
‫الززذين يهملززون زراعززة أراضززيهم ‪ ,‬إال أنهززم ال يهملززون تثقيززف أرواحهززم ‪ ,‬هززذا مززا‬
‫ينقصهم ‪.‬‬
‫كان صعود الواليات المتحدة وتدعيمها كنسق مستقل اقتصاديا ال ي ستنزف‬
‫– نمززو الخززارج – الثززروة المتولززدة علززى صززدره قززد تمنززع هززذا النسززق منززذ مززا قبززل‬
‫اال ستقالل ب حوافز و ضروب حما ية ر سمية ‪,‬وأ بدت انجل ترا مرو نة وا ضحة ‪ ,‬في‬

‫‪222‬‬
‫ذات الوقت الذي حرمت على مستعمرات أخرى في بالدنا وحظرت عليها بحسم أن‬
‫تصنع ولو دبوسا ‪.‬‬
‫رواد الف ضاء ‪ :‬م نذ ال قدم األول ع لى سطح الق مر أعل نوا أن إقا مة مح طة ف ضائية‬
‫بع يدة أل غراض قري بة ‪ ( :‬من هذه المن صة الرائ عة للمراق بة سيمكننا ف حص كل‬
‫ثروات األرض ‪ ,‬آبار البترول المجهولة ‪ ,‬ومناجم النحاس والزنك )‪.‬‬
‫ويظززل البتززرول الوقززود الززرئيس فززي عصززرنا‪ ,‬ويسززتورد األمريكيززون‬
‫الشززماليون جزززءاً مهم زا ً منززه ‪ ,‬ومززن أجززل قتززل الكززوريين والفيتنززاميين واألفغززانيين‬
‫والعززراقيين و اللبنززانيين والفلسززطينيين وغيززرهم هززم بحاجززة إلززى نحززاس ‪ ,‬وكززذلك‬
‫يحتاجون إلى الزنك والبوك سيت – ل صنع ال طائرات – والحد يد والمنجن يز والني كل‬
‫والكروم ‪ ...‬إلخ ومناجمهم تقترب من النضوب ومن ثم كان االعت ماد المتزا يد ع لى‬
‫اإلمزدادات الخارجيزة الزذي يحزدد تطابقزا ً متزايزداً أيضزا ً بزين األمزريكيين الشززماليين‬
‫والجنوبيين ‪ -‬في أمريكا الالتينية وفي غيرها ‪ -‬وبين األمن القومي للواليات المتحدة‬
‫‪.‬‬
‫ي بدو اال ستقرار ا لداخلي لل قوة األع ظم في ال عالم وث يق ال صلة واالرت باط‬
‫باال ستثمارات األمريك ية ال شمالية جنزوب ن هر الر يو‪ -‬الزذي يف صل المك سيك عزن‬
‫الواليات المت حدة ‪ -‬ن صف هذه اال ستثمارات تقري با ً مخ صص ال ستخراج الب ترول‬
‫والستغالل الثروات التعدين ية ‪ ,‬وال تي ال غ نى عن ها القت صاد الوال يات المت حدة في‬
‫السلم مثلما في الحرب ‪.‬‬
‫سعر فدان األرض في البراز يل ‪ :‬يح كى أن ر جال أع مال أجا نب ا شتروا ق بل عام‬
‫‪ – 2420‬ب سعر ( سبعة سنتات ) لل فدان م ساحة ت ساوى مج موع أرا ضي خ مس‬
‫واليزات أمريكيززة شززمالية ‪ ,‬وكززان شززعار حكومززة البرازيززل آنئززذ ‪ ( :‬يجززب أن تبقززى‬

‫‪222‬‬
‫األ بواب مفتو حة ج يداً أ مام اال ستثمار األجن بي ‪ ,‬ألن نا نح تاج إ لى أك ثر م ما يمكن نا‬
‫الحصزول عليزه ‪ ,‬لزيس هزذا فقزط ‪ ,‬بزل لتبريزر المسزح الجزوي مزن جانزب الطيزران‬
‫األمري كي ال شمالي أعل نت الحكو مة أن ها تفت قر إ لى ال موارد ‪ ,‬هذا هو المع تاد في‬
‫أمريكا الالتينية ‪ ,‬يجرى دائما ً تسليم الموارد باسم نقص الموارد ‪.‬‬
‫مجلس األمن القومي ‪ :‬يقول ‪ ( :‬مما يثير الشك حقيقة أن المساحات المحت لة أو ال تي‬
‫في سبيلها إ لى اال حتالل من جا نب عنا صر أجنب ية تت طابق مع األ قاليم الخا ضعة‬
‫لحمالت تع قيم البرازيل يات بوا سطة األجا نب ) بع ثات تب شيرية أجنب ية من الكني سة‬
‫البروت ستانتية للوال يات المت حدة أسا سا ً احت لت األ مازون ‪ ,‬ت ستقر في أغ نى ن قاط‬
‫المعادن المشعة والذهب والماس‪ ,‬تنشر ع لى ن طاق وا سع موا نع الح مل ‪ ,‬من قب يل‬
‫العوازل التي توضع في الرحم ‪ ,‬وتع لم اإلنجليز ية لله نود ‪ ,‬ليس ل غة ال ناس أو ل غة‬
‫البلد ‪ ,‬يأللقنون مبادئ الدين‪ ,‬وتطوق مناطقهم عناصر م سلحة بح يث ال ي ستطيع أ حد‬
‫النفاذ إليها ‪.‬‬
‫األمازون – للعلم – هي أكبر المناطق اتساعا ً بين صحراوات كوكبنا ‪ ,‬تم‬
‫تطبيق تحديد النسل في هذه الم ساحة الهائ لة الخال ية ‪ ,‬تجن با ً من المناف سة ال سكانية‬
‫للبرازيليين القليلين جداً ا لذين يعي شون وينج بون في أر كان نائ ية من الغا بة أو من‬
‫األراضي المستوية الشاسعة ‪.‬‬
‫اإلمتيازات األجنبية ‪ :‬تنتزع من البرازيل بارتياح ثروات ها الطبيع ية المذه لة خا صة‬
‫مززن المعززادن ذات المقاومززة الشززديدة للحززرارة ‪ ,‬المسززتخدمة فززي إنشززاء المفززاعالت‬
‫النوو ية وال صواريخ و سفن الف ضاء وال طائرات النفا ثة واألق مار ال صناعية ‪ ,‬إن ها‬
‫معادن نادرة ذات درجة عالية من النقاوة ‪ ,‬مثل النيوبيوم واليوارنيوم ‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫أنتجت بوليفيا ‪ :‬على طول تاريخها معادن وخامات رخيصة ‪ ,‬وخطبا ً بلي غة ‪ ,‬ح يث‬
‫تتززوازى البالغززة مززع البززؤس ‪ ,‬ومنززذ األزل كززرس المبتززذلون والززدكاترة وفالسززفة‬
‫( الغبرا ) مرتدو معاطف الفراء أنفسهم لتبرئة المذنبين في هذا البلد الذي ال يستطيع‬
‫أن ينتج سباكه الخاصة ‪.‬‬
‫هذا البلد ي منح نف سه بالمقا بل ترف الح فاظ ع لى عد يد من كل يات الح قوق‬
‫تهدف إلى تخريج مصا صي د ماء اله نود ‪ ,‬و في هذا الب لد أي ضا ً ت جد حول الم قابر‬
‫مبتهلين من العميان من أجل الموتى مقابل قطعة ن قود ‪ ,‬و في الم قابر ما ال يح صى‬
‫من األط فال ‪ ,‬إذ من بين كل طف لين يو لدان في الم ناجم ي موت وا حد ب عد أن ي فتح‬
‫عينيه بقليل ‪ ,‬أما اآلخر فسوف يكون عامل منجم جيد حين يك بر بالتأك يد ‪ ,‬وق بل أن‬
‫يبلغ الخامسة والثالثين لن تكون له رئتان ‪.‬‬
‫كيف يعيش عمال المناجم ؟ من بين كل عشرة شباب من الذكران ينام ستة منهم في‬
‫نفس الفراش مع أخواتهم ‪ ,‬يحس كثير من اآل باء بالحرج واال ستياء حين يالحظ هم‬
‫أبناؤهم خالل ممارسة الجنس ‪ ,‬ال حمامات ‪ ,‬المراحيض هي أعشاش عامة صغيرة‬
‫تغ طيها األو سا وا لذباب ‪ ,‬ويف ضل ال ناس علي ها الخرا بات ‪ ,‬ت لك األ ماكن المق فرة‬
‫المكشززوفة ‪ ,‬حيززث الهززواء علززى األقززل ‪ ,‬بززرغم وجززود القمامززة والبززراز المتززراكم‬
‫والخنازير التي تلعب هانئة ‪.‬‬
‫خدمة المياه أيضا ً جماع ية حين ت صل ت سرع إلي ها ال طوابير ‪ ,‬تتلقا ها من‬
‫الحوض العمومي في أوع ية البنزين والجرار ‪ ,‬الط عام قل يل ردىء ‪ ,‬ن شويات قلي لة‬
‫من الشعرية واألرز‪ ,‬البطاطس المهروسة وقليل من اللحم القديد ‪.‬‬
‫المعادن والتعدين ‪ :‬أنشأت الواليات المتحدة في عام ‪ 2498‬في سفارتها بالبراز يل‬
‫وظيفة جديدة هي وظيفة الملحق التعديني ‪ ,‬ا لذي وا جه م نذ البدا ية كم ية من الع مل‬

‫‪229‬‬
‫ت ساوي ع لى األ قل ع مل المل حق الع سكري أو الث قافي ‪ ,‬ع مل ب لغ من كثر ته أ نه‬
‫سرعان ما تم تعيين ملحقين تعدينيين اثنين بدالً من وا حد ‪ ,‬و في عام ‪ 2402‬ح ظر‬
‫االتفاق العسكري الموقع مع الواليات المتحدة على البرازيل بيع ال مواد األول ية ذات‬
‫القيمة االستراتيجية – مثل الحديد – إلى الدول االشتراكية ‪.‬‬
‫ال شركات البترول ية ال ضخمة ‪ :‬ت صنع وت عزل الم لوك والرؤ ساء وت مول مؤتمرات‬
‫القصززور واالنقالبززات ‪ ,‬تحززت أيززديها جنززراالت ووزراء ‪ ,‬وجززيمس بونززدات(فتوات‬
‫وقبضزايات ) بززال عززدد فززي كززل األنحززاء وبكززل اللغززات ‪ ,‬إنهززا تحززدد مسززار الحززرب‬
‫والسالم‪.‬‬
‫يحدث مع البترول ‪ :‬مثلما يحدث مع البن أو اللحم ‪ ,‬إن البلدان الغنية تكسب من تكيد‬
‫عناء استهالكه أكثر بكثير مما تكسب الدول من إنتاجه ‪ ,‬الفرق وا حد لع شرة أو أ قل‬
‫‪ ,‬حيث تحصل شركات البترول على سيل من الجمارك والضرائب وت كاليف أر باح‬
‫النقل والتكرير والتجهيز والتوزيع ‪ ,‬وكل هذا تحتكره الشركات الكبرى وحدها‪.‬‬
‫التنم ية رح لة غرقا ها أك ثر من مبحري ها‪ ,‬إن المناف سة ال حرة لم ت صبح‬
‫حقي قة ظاهرة في ن ظرهم إال ب عد أن تأ كدوا أن هم ال قوة األ قوى ‪ ,‬ب عد أن طوروا‬
‫صناعاتهم ت حت مظ لة أك ثر ت شريعات الحما ية صرامة في أور بة ‪ ,‬ع ندما كا نت‬
‫الصناعة األوربية بعيدة عن الصدارة ‪ ,‬كان يحكم على اإلنجليزي الذي يضبط وهو‬
‫يصدر الصوف ال خام بق طع يده اليم نى – ال تي يع مل ب ها – و كان ي شنق إذا عاود‬
‫اقتراف هذه الخطيئة ‪ ,‬وكان من المحظور دفن الميت دون الحصول على شهادة من‬
‫القسيس بأن الكفن جاء من مصنع بريطاني ‪.‬‬
‫عنززدما كانززت السززكك الحديديززة زاهززرة – فززي البرازيززل – كانززت الشززركات‬
‫البريطانية تحصل على امت يازات ملحو ظة في األرا ضي الواق عة ع لى أ حد جانبي‬

‫‪220‬‬
‫الطر يق ‪ ,‬ف ضالً عن الطر يق نف سه ‪ ,‬و حق ب ناء خ طوط فرع ية جد يدة ‪ ,‬وكا نت‬
‫األرض ثروة استثمارية إضافية‪.‬‬
‫وقد أدت منحة خرافية للسكك الحديد ية في عام ‪ 2422‬إ لى حرق عدد ال‬
‫حصر له من األكوا ‪ ,‬وإلى طرد أو موت الفالحين في مناطق االمتياز ‪ ,‬مما ف جر‬
‫واحدة من موجات الغضب الشعبي في التاريخ البرازيلي ‪.‬‬
‫الم ستعمرات األمريك ية الالتين ية ‪ :‬كا نت دو ما ً ت سلم هواء ها وماء ها وملح ها إ لى‬
‫الرأسمالية األوربية الصاعدة ‪ ,‬كل هذا في مقابل سلع كمالية لتدليل طبقاتها الحاك مة‬
‫‪ ,‬وكانت األنشطة المتنامية الوحيدة في بالدنا هي األنشطة الموج هة ن حو الت صدير‪,‬‬
‫وقد استمر الحال على هذا النحو قرونا ً ‪.‬‬
‫بل إن التأميم الذي قا مت به البراز يل ل شركتي البر يد وال برق ‪ ,‬والكهر باء‬
‫كان كسبا مجزيا ً لهما ‪ ,‬ح صلتا ع لى ت عويض با لذهب ال خالص عن من شآت صدئة‬
‫وآالت جديرة أن تعرض في المتاحف ‪.‬‬
‫استطرادا إلى صندوق النقد الدولي ‪ :‬تنفذ الدول توجهاته تنف يذا أع مى ‪ ,‬والنتي جة أن‬
‫ال عالج يز يد ال مريض مر ضا ‪ ,‬سيما إذا كا نت الجر عات ال تى يتناول ها ال مريض‬
‫ع قاقير ال قروض واال ستثمارات ‪ ,‬وي قدم صندوق الن قد ا لدولى ال قروض أو يع طى‬
‫ال ضوء األخ ضر ال ضروري إلع طاء ال قروض ‪ ,‬هذا ال صندوق و لد فى الوال يات‬
‫المت حدة ‪ ,‬م قره ا لرئيس في ها ‪ ,‬و هو ي خدمها ‪ ,‬ويع مل من الناح ية الفعل ية بو صفه‬
‫مفتشا دوليا كى تبسط البنوك األمريكية سيطرتها ‪.‬‬
‫الشركات العابرة للقوميات ‪ :‬ال تغتصب فقط االئتمان الداخلى للبلدان التى تعمل بها‬
‫مقابزل إسززهام رأسززمالى قابززل للجزدل ‪ ,‬بززل إنهززا كززذلك تضزاعف لهززذه البلززدان دينهززا‬
‫الخارجى ‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫فى أيامنا يتطابق استيراد التكنولوجيا من االقتصاديات المتقد مة مع عمل ية‬
‫نزع ملكية الشركات الصناعية – والمؤسسات – ذات رأس المال المحلى من جا نب‬
‫ال شركات ال عابرة للقوم يات ‪ ,‬ال قادرة ع لى كل شيء وتتح قق حر كة ترك يز رأس‬
‫المال من خالل تصفية ال ترحم للمستويات ال صناعية العري قة وال تي ليس من قب يل‬
‫الصدفة أنها هى بالضبط تلك التابعة للملكية القومية ‪ ,‬إن نزع القومية المتسارع عن‬
‫ال صناعة األمريك ية الالتين ية يج لب م عه تبع ية تكنولوج يا متزا يدة ‪ ,‬فالتكنولوج يا‬
‫المفتاح الحاسم للسلطة محتكرة فى العالم الرأسمالي ‪ ,‬وحين تأتى إلينا تأتى مستعملة‬
‫غير جديدة ‪ ,‬لكن تدفع بالدنا ثمن الشيء وكأنه النسخة األصلية الوحيدة ‪.‬‬
‫تجربة بالدنا الالتينية ‪ :‬تجربة تاريخية فر يدة ومت صلة من التمز يق والتف كك مقن عة‬
‫بقناع التنم ية ؟ ق بل قرون حرق ال فاتحون األرا ضى ‪ ,‬زر عوا للت صدير محا صيل‬
‫التصدير ‪ ,‬أبادوا التجمعات الهندية فى أنفاق الناجم ‪ ,‬وفى م صافى ا لذهب من أ جل‬
‫تلبية الطلب على الفضة والذهب فيما وراء البحار ‪ ,‬أما تغذية السكان السابقين ع لى‬
‫كولومبوس والذى استطاعوا البقاء بعد اإلبادة فقد تدهورت مع التقدم األجنبي ‪.‬‬
‫شعب الب يرو ‪ :‬ي نتج دق يق سمك غ نى جدا بالبروتي نات أك ثر من أب قار الوال يات‬
‫المت حدة وأور بة ‪ ,‬ل كن هذه البروتي نات غائ بة عن ط عام أغلب ية ال بروفيين ‪ ,‬فرع‬
‫فولكس فاجن فى سويسرا يزرع شجرة مقابل كل سيارة يبيع ها حما ية للبي ئة ‪ ,‬و فى‬
‫نفس الوقت يحرق فرع فولكس فاجن فى البرازيل مئات الهكتارات من الغابات التى‬
‫سيخصصها لإلن تاج الكث يف من الل حوم للت صدير ‪ ,‬و تزاداد باطراد مبي عات شعب‬
‫البرازيل من اللحم إلى الخارج ‪ ,‬وهذا الشعب نادرا ما يأكل اللحم ‪.‬‬
‫سفن تجارة العبيد لم تعد تعبر الم حيط اآلن‪ ,‬يع مل ت جار العب يد من وزارة‬
‫العمل ‪ ,‬أجور إفريق ية وأ سعار لل سلع أورب ية ‪ ,‬االنقال بات فى أمري كا الالتين ية هى‬

‫‪220‬‬
‫ف صول متتاب عة من حرب اللصو صية ‪ ,‬وع لى ال فور تدعو ا لدكتاتوريات ال ظافرة‬
‫ال شركات األجنب ية إ لى إ ستغالل األ يدي العام لة المحل ية ‪ ,‬الرخي صة والم توفرة ‪,‬‬
‫والقروض غير المحدودة واإلعفاءات الضريبية والموارد الطبيعية فى متناول اليد‪.‬‬
‫الشقاء ‪ :‬مهما ابت سمت اإلح صائيات فإن الب شر ي كال ل هم ال شقاء ‪ ,‬ف في ن ظم مرت بة‬
‫بالمقلوب حين ينمو االقتصاد ينمو معه الظلم االجتماعي ‪ ,‬وخالل أكثر فترات‬
‫المعجزة البرازيلية نجاحا ً ‪ ,‬ارتفع معدل وف يات األط فال ‪ ,‬في ضواحي أغ نى مدن‬
‫البالد ‪.‬‬
‫االزدهار المفاجئ للبترول جلب التلفاز الملون بدل ال مدارس والمست شفيات‬
‫‪ ,‬إننا في هذه البالد ال نشهد الطفولة الوحشية للرأ سمالية ‪ ,‬بل شيخوختها الدمو ية ‪,‬‬
‫إن التخلف ليس مرحلة من مراحل التقدم بل هو نتيجته ‪ ,‬تخلف أمريكا الالتينية ينبع‬
‫من تقدم اآلخرين ويواصل تغذيته ‪ ,‬للنظام في بلدنا ساقان من ال طين ‪ ,‬نتي جة قيا مة‬
‫م نذ مو لده فإ نه ي طرح‬ ‫بدور الخ ضوع في الم جال ا لدولي ‪ ,‬ونتي جة سقمه‬
‫نفسه باعتباره قدراً ‪ ,‬ويود أن يخلط بين نفسه وبين األبدية وعنده كل ذا كرة مخر بة‬
‫إذا كانت مختلفة ‪ ,‬وكذلك كل مشروع للمستقبل ‪.‬‬
‫يتم إجبار الناس على تناول الطعام بدون ملح ‪ ,‬والملح – الخطر – يمكن أن‬
‫يوقظ الناس ‪ ,‬يجد النظام مثاله في مجت مع الن مل ‪ ,‬الب طيء ا لذي ال ي عرف التغي ير‪,‬‬
‫ولهذا ال يستريح لتاريخ الب شر ‪ ,‬ألن أ موراً كث يرة تتغ ير‪ ,‬وألن كل ف عل – أ يا كان‬
‫هذا الفعل – تدمير في تاريخ البشر‪ ,‬يجب الرد عليه – إن عاجالً أو آجالً – في ف عل‬
‫ناس من الخلق ‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫حين أجرت حكومة أورجواي تقييما لبرامجها إلفراغ ال ضمائر واإلخ صاء‬
‫االجتماعي ‪ ,‬وجدت نفسها م ضطرة لالع تراف بأ نه ما يزال في ا لبالد ‪ %30‬من‬
‫المواطنين مهتمين بالسياسة !!‪.‬‬
‫و من ثم جاء في مؤتمر صحفي لرئيس الب لد ‪ ,‬إن نا نج نب ا لبالد مأ ساة‬
‫الحماس السياسي ‪ ,‬فالرجال الطي بون ال يت حدثون عن ا لدكتاتوريات ‪ ,‬وال يف كرون‬
‫في الدكتاتوريات ‪ ,‬وال يطالبون بحقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫انتهى االقتباس من كتاب الشرايين المفتوحة‬
‫والشيء بالشيء يذكر ‪ ,‬فهذا شيء مما ذكر في الف ضائيات في ذات المو ضوع‬
‫وفي صحافتنا المصرية واإلذاعة ‪:‬‬
‫‪ -2‬إذاعة صوت ال عرب (‪ :)2‬ذ كر أ حد ضيفانه أن ك ندا ت شجع ز يادة ال سكان ‪,‬‬
‫فتقدم منحة مالية عند إنجاب أي طفل ‪ ,‬وكلما زاد العدد زادت المنحة ‪.‬‬
‫‪ -2‬فضززائية الجزيززرة (‪ : )2‬فززي إحززدى الززدول الالتينيززة ‪ ,‬وفززي ثمانينززات القززرن‬
‫الماضي ‪ ,‬قادت حركة الدرب المضيء الثورة ضد الحكومه‪ ,‬وعندما قبض‬
‫على ستة من الحركة ‪ ,‬ماذا فعلوا بهم ؟ علقوا من أرجل هم إ لى ال طائرات ‪,‬‬
‫وعندما تعالت هتافاتهم وإزعاجهم ألقى بهم من الجو ‪ ,‬واحد بعد اآلخر ‪ ,‬إال‬
‫واحزداً وعزدوه بزالعفو عنزه إذا أرشزد عزن زعمزاء التمزرد ‪ ,‬وبالفعزل خززاف‬
‫الرجل على حياته ‪ ,‬وصارحهم عن مكان زمالئه ‪ ,‬وأخبرهم ع ما يرو مون‬
‫– يرغبون – ولكنهم أيضا ً ألقو به من الطائرة ‪ ,‬وغدروا به‪.‬‬

‫‪ 2002 / 0 / 22 -2‬م ‪.‬‬


‫‪ 2002/0/ 23 -2‬م ‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫‪ - 3‬األهزززرام القاهريزززة ‪ ,‬تحزززت عنزززوان ‪ ( :‬اعترافزززات أمريكيزززة بالضزززرب‬
‫االقت صادي ‪ ,‬ه كذا جاء الع نوان ‪ ,‬ك تب األ ستاذ ( شريف دالور ) ه كذا‬
‫ك تب اال سم ‪ ,‬ك تب صاحبه ‪ ( :‬جون بيرك نز ) خب ير اقت صادي دو لي ‪,‬‬
‫أد لى باعترافا ته في كتا به األخ ير ‪ ,‬أل قى ال ضوء ع لى ممار سات ر جال‬
‫األعمال والساسة في الواليات المتحدة لبناء إمبراطورية عالم ية ‪ ,‬تقود ها‬
‫الشركات األمريكية الكبرى ‪ ,‬كيف ؟ ‪.‬‬
‫يحززدد ( بركنززز ) دور كبززار الخبززراء الع زاملين فززي الشززركات األمريكيززة‬
‫الكبرى في إيجاد الظروف والمناخات التي تؤدي إلى خ ضوع ا لدول النام ية لهيم نة‬
‫النخبة األمريكية التي تدير دفة السياسة واالقت صاد ‪ ,‬ي قوم الخب ير بإ عداد الدرا سات‬
‫ال تي تق نع المؤس سات المال ية بت قديم قروض للدو لة النام ية ب غرض ت طوير البن ية‬
‫األسا سية ‪ ,‬وب ناء مح طات تول يد الكهر باء ‪ ,‬وإن شاء ال طرق وال مواني والم طارات‬
‫والمززدن الصززناعية ‪ ,‬ولكززن بشززرط قيززام المكاتززب الهندسززية وشززركات المقززاوالت‬
‫األمريكية بتنفيذ هذه المشروعات ‪.‬‬
‫وتكون النتيجة الحتمية أن األموال ال تغادر الواليات المتحدة ‪ ,‬إنها بب ساطة‬
‫شديدة تتحول من المصارف في وا شنطن إ لى ال شركات في نيو يورك – مثالً – أو‬
‫غيرها من المدن ‪ ,‬وبرغم أن هذه األ موال ت عود ب شكل فوري إ لى م صدرها ‪ ,‬فإن‬
‫على البلد المسكين سيئ الحظ المتلقي للقروض سداد أ صل هذه ال قروض‪ ,‬والفوا ئد‬
‫المتراكمة المتراكبة ‪.‬‬
‫ويقول بركنز ‪ :‬إن مقياس نجاح الخبير يتنا سب طرد يا ً مع ح جم ال قرض ‪,‬‬
‫بحيث يجبر الب لد ال مدين ع لى التع ثر في ال سداد ب عد ب ضع سنين ‪ ,‬وعند ئذ ي فرض‬
‫ا لدائنون شروطهم ع لى الب لد ال مدين ‪ ,‬وذ لك لل سيطرة ع لى ال موارد أو اال حتالل‬

‫‪200‬‬
‫العسكري ‪ ,‬ويبقى البلد النامي بعد هذا كله مدينا ً باألموال ‪ ,‬في ظل هرم رأ سمالي‬
‫قّر نه الخبراء باعت باره واج با ً وطن يا ً مقد سا ً ع لى حد قول‬
‫أمريكا قمته ‪ ,‬طبقا ً لما يأللر َّ‬
‫بركنز ‪.‬‬
‫إ نه يك شف خداع األر قام ‪ ,‬فن مو ال ناتج ال قومي – مثالً – قد ي كون نتي جة‬
‫ا ستفادة أقل ية من المنتف عين ع لى ح ساب األغلب ية المحرو مة ‪ ,‬بح يث يزداد ال ثري‬
‫ثراء والفقير ف قراً وم سكنة ‪ ,‬و برغم هذا فإ نه من الناح ية اإلح صائية البح تة يعت بر‬
‫تقدما ً اقتصاديا ً ‪.‬‬
‫أيززا الجانززب غيززر المرئززي فززي خطززة القززروض والمشززروعات فهززو تكززوين‬
‫مجموعة من العائالت الثرية ذات النفوذ في االقتصاد والسياسة داخل الدولة المدي نة‬
‫‪ ,‬تشكل امتدادا للمصالح األمريكية والنفوذ األمريكي ‪ ,‬ليس على شكل تآمر ‪ ,‬ول كن‬
‫من خالل اعتناق نفس األفكار والمبادئ واألهداف األمريكية ‪ ,‬بحيث ترتبط رفاه ية‬
‫األثر ياء ال جدد بالتبع ية طوي لة األ مد للوال يات المت حدة ‪,‬وع لى الجا نب اآل خر فإن‬
‫عبء القروض سيحرم الفقراء من الخدمات االجتماعية ‪ ,‬أو غيرها لعقود قادمات‪.‬‬
‫ان ظر‪ ,‬مديون ية ال عالم الثا لث و صلت إ لى ‪ 2.0‬ترل يون دوالر‪ ,‬فوا ئد هذه‬
‫الديون فقط ‪ 200‬مليار دوالر سنويا ً عام ‪ , 2009‬وهو رقم يفوق ما تنف قه كل دول‬
‫العالم الثالث على الصحة والتعليم ‪ ,‬ويمثل أيضا ً ‪ 20‬ضعف ما تقد مه سنويا ً ا لدول‬
‫المتقدمة من مساعدات خارجية ‪.‬‬
‫وتعطي المقا لة ن مازج ح ية نا صعة من ا لدول ال تي جر بت هذه السيا سات‬
‫( اإلكوادور – جواتي ماال – بن ما – ف نزويال ) ثم ي ختم ب خداع الل غة ولع بة‬ ‫عليها‬
‫الدوالر ‪ ,‬وهاك التفصيل ‪:‬‬

‫‪202‬‬
‫‪ -2‬اإل كوادور ‪ :‬وت قع ع لى ال ساحل الغر بي ألمري كا الجنوب ية ‪ ,‬ع لى الم حيط‬
‫الهادي ‪ ,‬شمالها تقع كولومبيا ‪ ,‬وفي الجنوب والشرق ت قع ب يرو ‪ ,‬و سكانها ‪20‬‬
‫مليونا ً تقريبا ً ‪ ,‬العاصمة كيوتو ‪ ,‬فماذا حدث لهذا البلد ‪ ,‬وماذا فأل ِعل به ؟ ل قد د فع‬
‫نحو اإلفالس ‪ ,‬كيف ؟ خالل ثالثة ع قود ارت فع م عدل الف قر من ن صف ال سكان‬
‫إلى ‪ %00‬منهم ‪ ,‬البطالة ازدادت من ‪ %20‬إلى ‪ , %00‬ارتفع الدين ال عام من‬
‫‪ 290‬مليون دوالر إلى ‪ 22‬ملياراً ف قط ‪ ,‬فأ ضحى هذا الب لد الم سكين يخ صص‬
‫قرا بة ن صف دخ له ل سداد ا لديون ‪ ,‬بل ا ضطر ا ضطراراً إ لى ب يع غابا ته إ لى‬
‫شركات البترول ‪ ,‬واتضح أن هذا كان ال هدف ا لرئيس من د فع اإل كوادور ن مو‬
‫اإلفالس وإغراقها في ا لديون ‪ ,‬ألن غابات ها ال تي بي عت تح توي ع لى احت ياطي‬
‫نفطي ينافس مثيله في الشرق األوسط ‪.‬‬
‫واليززوم فإنززه مززن كززل مائززة دوالر مززن هززذا الززنفط تحصززل الشززركات‬
‫األمريكية على ثالثة أرباعها ‪ ,‬أي ‪ 00‬دوالرا فقط ‪ ,‬في حين يحصل البلد ع لى‬
‫‪ 20‬دوالر ‪ ,‬يذهب ‪ %00‬من ها ل سداد ا لديون وا لدفاع وم صروفات الحكو مة ‪,‬‬
‫وال يتبقى للصحة والتعليم والبرامج التي تستهدف الفقراء غير دوالرين ونصف‬
‫فقط ‪.‬‬
‫‪ -2‬جواتيماال والتي تقع في أمري كا الو سطى ‪ ,‬وبالتحد يد في ا لركن الج نوبي‬
‫الشرقي من المكسيك ال تي تتمو قع في أع لى الق مة ال شمالية ألمري كا الالتين ية ‪,‬‬
‫والمحاذ ية ج نوب الوال يات المت حدة ‪ ,‬م ساحة جواتي ماال ( ‪ ) 204‬آالف ك م ‪,‬‬
‫السكان أقل من ‪ 20‬مليون نسمة ‪ ,‬العاصمة مدينة جواتيماال ‪.‬‬
‫ف ماذا حدث ل هذا الب لد ؟ أوا خر ال قرن التا سع ع شر أن شئت شركة أمريك ية‬
‫لتجارة الفاكهة ‪ ,‬لكنها نمت وترعرعت لتصبح إ حدى أدوات ال سيطرة ع لى أمري كا‬

‫‪202‬‬
‫الو سطي ‪ ,‬فل ها مززارع ضخمة في كولومبيزا وني كاراجوا وكو ستاريكا وجامايكزا‬
‫وسان ديمينجو وجواتيماال وبنما ‪ ,‬في خمسينات القرن الماضي انتخب أرينز رئي سا ً‬
‫لجواتيماال من خالل انتخابات حرة وديمقراطية تجري في البالد ألول مرة ‪ ,‬وأعلن‬
‫الرئيس الجديد عن برنامج لإلصالح الزراعي هدد م صالح هذه ال شركة العمال قة ‪,‬‬
‫وأوجد سابقة خطيرة في هذه المنطقة ‪ ,‬في مواجهة هذه الشركة ‪.‬‬
‫وعل يه ف قد قا مت قيا مة ال شركة ‪ ,‬ف قادت حم لة دعائ ية وا سعة دا خل بالد ها ‪,‬‬
‫ادعزت أن أرينزز ضزالع فززي مزؤامرة سزوفيتية ضزد الواليززات المتحزدة ‪ ,‬ثزم تمكنززت‬
‫المخابرات األمريكية عام ‪ 2409‬من تدبير انقالب ضد الرئيس المنتخب ديمقراط يا ً‬
‫‪ ,‬وضربت الطائرات األمريكية العاصمة ‪ ,‬وجيء بدكتاتور متطرف هو الكولون يل‬
‫كزالروس أرمززاس ‪ ,‬الزذي ألغززى علزى الفززور اإلصزالح الزراعززي والضزرائب علززى‬
‫االستثمار األجنبي ‪ ,‬كما ألغى نظام االقتراع السري في االنتخا بات ‪ ,‬ثم و ضع في‬
‫السجن ما استطاع من المواطنين ‪.‬‬
‫‪ -3‬بن ما ‪ :‬و قد سبق ال حديث عن ها ‪ ,‬في ها أ ضيق ياب سة بين المحي طين ال هادي‬
‫واألطل سي ‪ ,‬و من ثم كا نت الق ناة البنم ية ‪ ,‬وال تي تح ظى بالرعا ية األمريك ية‬
‫الخا صة – ك ما سلف – ل قد ح ظي الب لد ألك ثر من ن صف قرن بح كم ب عض‬
‫العائالت واسعة الثراء ‪ ,‬وذات العالقة الوط يدة مع الوال يات المت حدة ‪ ,‬وع ندما‬
‫تجرأ الرئيس عمر توريجوس على الخروج عن النص مقتديا بأستاذه األكاديمي‬
‫ورئيس اإلكوادور ‪ ,‬البروفيسور ولدوس كان ن صيب ا لرجلين حادثي طائرة ‪,‬‬
‫األخ ير ‪ , 2482/0/29‬وتلم يذه ب عده ب شهرين ‪ 0/32‬من ن فس ال عام ‪ ,‬وان ضم‬
‫الرئيسان إلى قافلة طويلة من المغتالين أو المنقلب ع ليهم ‪ ,‬م صدق في إ يران ‪,‬‬
‫وسلفادور ألرندى في تشيلي ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫وبرغم هذا كله اضطرت الواليات المتحدة في ‪ 2484/22/20‬إ لى غزو بن ما‬
‫بحجة إلقاء القبض على ا لرئيس ( نوريي جا ) و لم ي شفع للر جل ف ساده وتجار ته في‬
‫المخدرات ‪ ,‬لعله لم يقل للغولة ( عينك ) ح مراء رب ما ف كر في منا مه أن ين ظر إ لى‬
‫عين هذه الغولة ‪.‬‬
‫بلد صغير مساحته ( ‪ ) 00‬ألف ك م ‪ ,‬سكانه آن الغزو أ قل من مل يونين و مع‬
‫هززذا دكززت حاضززرته ومدنززه وأحيززاؤه وقتززل آالف المززدنيين األبريززاء مززن المززدنيين‬
‫والولدان والنساء ‪ ,‬كما شرد آالف غيرهم عن ديارهم ‪.‬‬
‫في عام ‪ 2833‬أكد ا لرئيس ( مونرو ) حق الوال يات المت حدة (الخصو صي)‬
‫في األ مريكتين ‪ ,‬وا لذي يتم ثل في غزو أي ب لد في أمري كا الو سطى أو الجنوب ية‬
‫يرفض سياسات الواليات المتحدة ‪ ,‬كانت الراية في القرن الماضي التهديد الشيوعي‬
‫‪ ,‬واآلن ترفع الراية ضد الخوف من التطرف واإلرهاب ‪.‬‬
‫‪ -9‬فنزززويال ‪ :‬والتززي تقززع فززي أقصززى الطززرف الشززمالي ألمريكززا الجنوبيززة ‪,‬‬
‫مساحتها أقل من مليون ك م ‪ ,‬سكانها أقل من ثال ثين مليو نا ً ل قد كان ا لدور‬
‫على هذا الب لد ‪ ,‬ل كن ال عراق اف تداه ‪ ,‬و شكل أولو ية عل يه في ال غزو ‪ ,‬ماذا‬
‫يطمع فيك يا عراق ‪ ,‬ماذا يألطمع فيه ويألطمع إليه ؟‬
‫فيززه الززنفط الززوفير والمززاء النميززر الكثيززر ‪ ,‬والموق زع االسززتراتيجي والسززوق‬
‫الوا سعة للتقن ية األمريك ية والخ برات الهند سية ‪ ,‬ل قد بات وا ضحا ً م نذ ‪ 2484‬أ نه‬
‫برغم مساندة صدام حسين في حربه ضد إيران فإنه لن يسير على الخط االقت صادي‬
‫المرسوم ‪ ,‬ولعل األهم من هذا كله أنه فشل في حر به ضد جيرا نه في ال شرق ‪ ,‬أو‬
‫انتهى دوره بوقف إطالق النار أو قبوله بو قف إ طالق ال نار ‪ ,‬فإن من أ عان ظال ما ً‬
‫ابت لى به ‪ ,‬ول عل ال غرب وع لى رأ سه الزعي مة الك برى سوف تنق لب ع لى كل من‬

‫‪209‬‬
‫يكلف بمثل ما كلف به صدام ‪ ,‬هذا جزاء سنمار الجاهز من ال غرب ل كل من ينت هي‬
‫دوره ‪.‬‬
‫في إحدى خطب الشيخ عبد الحميد كشك – رحمه هللا – إبان ا ندالع ال حرب‬
‫المدمرة بين العراق وإيران بدرت منه كلمات لم يك أحد يتصورها آنئذ ‪ ,‬لقد قال‪" :‬‬
‫إن صدام حسين لو انتصر – ال سمح هللا – على إيران ‪ ,‬فإن السندوتش الذي سيأكله‬
‫بعد ذلك هو الكويت ‪. " ...‬‬
‫أية بصيرة جاءت ل هذا الر جل وك شفت هذه الن بوءة ‪ ,‬وال تي تحق قت بالت مام‬
‫والكمزال – ‪ – 2442‬ليحتزل صززدام الكويزت ضزاربا ً بعززرض الحزائط كزل توسززالت‬
‫القوى والفعاليات العربية واإلسالمية الفاعلة ‪.‬‬
‫على أية حال كان ال بد من احتالل العراق ‪ , 2003‬وإرجاء احتالل فنزويال‬
‫إلى أجل غير مسمى ‪ ,‬أو إلى وقت أنسب ‪ ,‬هذا البلد الالتي ني را بع م صدر للب ترول‬
‫في العالم ‪ ,‬وثالث مورد للواليات المتحدة ‪ ,‬لقد ساءت العالقات بين الب لدين ‪ ,‬ع ندما‬
‫فرض شافيز سيطرة حكومته على النفط ‪ , 2002‬و حاول األمري كان تدبير ان قالب‬
‫على شافيز ‪ ,‬إال أن الجيش أعاده بعد ‪ 02‬ساعة ‪ ,‬ولكن الوال يات المت حدة لم تتمكن‬
‫من التفرغ لشافيز النشغالها بجبهتي أفغانستان والعراق ‪.‬‬
‫وأخيززراً يشززير الخبيززر االقتصززادي بركنززز إلززى اللعززب باللغززة ‪ ,‬فالضززرب‬
‫االقتصادي والخراب المستعجل يغلف بمفاهيم ‪ ( :‬الحكم الرشيد – تحرير التجارة –‬
‫حقوق المستهلك ) فال ت صبح السيا سات االقت صادية مر ضية إال من خالل من ظور‬
‫الشركات الكبرى ‪ .‬أما الدول التي تبدي اقتناعا ً بهذه المفاهيم فعليهززا أن تقزززززززوم‬

‫‪200‬‬
‫بخصخصة الصحة (‪ )2‬والتعليم ‪ ,‬وخدمات المياه والكهرباء ‪ ,‬ومعنى الخصخصة أن‬
‫تباع كل هذه الخدمات إلى الشركات الكبرى أو من يدور في فلك ها ‪ ,‬ك ما أن علي ها‬
‫إلغاء الدعم على ال سلع وال خدمات ‪ ,‬وإل غاء جم يع أ نواع الحما ية لل صناعة الوطن ية‬
‫والزراعة ‪ ,‬وغيرها من مؤسسات اإلنتاج في البلد ‪ ,‬في حين على هذه الدول القبول‬
‫با ستمرار أمري كا و شركائها مزن ا لدول ال صناعية الكبزرى ت قديم ا لدعم لقطاعزات‬
‫أعمالها وفرض القيود التي تحمي (‪ )2‬صناعاتها ‪.‬‬
‫هذه اإلمبراطورية الكبرى ال تعتمد على ما سبق فقط ‪ ,‬بل أيضا ً تعت مد ع لى‬
‫أن الدوالر يلعب دور العملة القياسية الدولية ‪ ,‬فالوال يات المت حدة هي الوح يدة ال تي‬
‫يحق لها طبع الدوالر ‪ ,‬وال يقدم القرض ألية دو لة إال ب هذه العم لة ‪ ,‬وب ما أن ا لدول‬
‫فززي الغالززب ال تسززتطيع سززداد الززديون الثقيلززة ‪ ,‬وهززو المطلززوب ‪ ,‬تبززدأ المفاوضززات‬
‫والمساومات لتركيع من يعجزون عن السداد ‪.‬‬

‫‪ -2‬في كينيا مثالً تنفق الحكومة أقل من دوالر واحد على الطفل المصاب باإليدز ‪ ,‬في حين يخصص ‪ 23‬دوالراً عن‬
‫كل فرد لسداد الدين الحكومي ‪.‬‬
‫‪ -2‬تماما ً كما يحاولون منع الحمل في بالد العالم األخرى ‪ ,‬في حين يشجعون الزيادة السكانية بتقديم منح عند إنجاب‬
‫األطفال ‪ ,‬وكلما زاد عدد األطفال زادت المنحة ‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫حتــى تتبــــع ملـــتــــــــهم‬

‫‪200‬‬
‫األحززداث المزلزلززة فززي لبنززان وفلسززطين والعززراق وأفغانسززتان والسززودان‬
‫والصومال وكور يا ‪ . . .‬ا لخ ا لخ وغير ها وغير ها ‪ ,‬كل هذا ذكر ني ب قول ال مولى‬
‫جل وعال ‪ ( :‬ولن ترضى عنك اليهود وال النصارى حتى تتبع م لتهم ‪ ,‬قل إن هدى‬
‫هللا هو الهدى ‪ ,‬ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من هللا من و لي‬
‫وال نصير (‪. ) )2‬‬
‫ولن نغوص مع ال قارئ في ك تب التف سير وأ سفاره ‪ ,‬لك نا سنتكئ ع لى الل غة‬
‫فقط ‪ ,‬في كلم تين م حددتين ‪ ,‬ه ما ‪ ( :‬م لتهم – أ هواءهم ) ؟ معناه ما وا حد تقري با ً ‪,‬‬
‫كيف ؟ معنى الكلمة األولى ( ملتهم = سنتهم وطريقتهم ) في الحياة ‪.‬‬
‫لقد كان سيد الخلق – صلى هللا عليه وآله وسلم – يجت هد ما و سعه الج هد مع‬
‫هززؤالء القززوم ( اليهززود والنصززارى ) إلقنززاعهم بملززة اإلسززالم لخززالق السززماوات‬
‫واألر ضين ‪ ,‬ول كنهم كانوا يعر ضون دائ ما ً وي تأبون ‪ ,‬ما كان ي حزن سيد ال عرب‬
‫والعجم ‪ ,‬في التنزيل ‪ ( :‬فلعلك باخع نفسك ) قاتلها هما وغما ً ‪ ,‬ل ماذا أ نت يا ر سول‬
‫قا تل نف سك ( ع لى آ ثارهم ) ؟ ي قول ال مولى في تكم لة اآل ية ‪ ( :‬إن لم يؤم نوا ب هذا‬
‫الحديث أسفا ) هذا في بداية سورة الكهف ‪ ,‬اآلية السادسة ‪.‬‬
‫وفي بدء الشعراء ومفتتحها ذات المع نى ‪ ( :‬ط سم ‪ ,‬ت لك آ يات الك تاب الم بين‬
‫لعلك باخع نفسك أال يكونوا مؤمنين ) ‪.‬‬
‫ع ) لم ترد في ال قرآن‬ ‫ومن طريف ما يذكر أو ي قال أن هذه ال مادة ‪( :‬ب‬
‫الكريم ‪ ,‬ال فعالً وال مصدراً ‪ ,‬وال مشتقا ً إال بهذه الصيغة الفريدة ( باخع ) اسم فاعل‬
‫من برخ رع ‪.‬‬

‫‪ 122 -1‬البمرة ‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫إذن فه م ال يستجيبون يا محمد ‪ ,‬ألن الح جة تنق صهم ‪ ,‬أو البر هان ي عوزهم ‪,‬‬
‫بل هم ال يريدون إال ملتهم هم فقط ‪ ,‬طريقتهم وسنتهم في الحياة ‪ ,‬ولن تنال ر ضاهم‬
‫إال بعد أن تتبع ملتهم ‪ ,‬ولكن حذار يا مح مد أن تت بع أ هواءهم ‪ ,‬أي ما ير يدون و ما‬
‫يهووْ ن ‪ ,‬إنك بهذا تفقد نصر هللا وواليته ‪.‬‬
‫ر‬
‫ذكرتني هاتيك اآليات بمقولة كبيرهم وزع ميهم ‪ ( :‬من ليس مع نا ف هو علي نا)‬
‫فعلى العالم ك له أن ين ساق خ لف ( م لتهم وأ هوائهم ) في عالم جد يد ‪ ,‬شرق أو سط‬
‫جديد ‪ ,‬ديمقراطية ‪ ,‬حرب على الفقر والفساد والدكتاتورية وسائر صنوف االستبداد‬
‫‪ ,‬ثم العولمة وعالم العوالم ‪ ,‬القرية الكونية الصغيرة والرفاه ية واالزد هار ‪ . . .‬ا لخ‬
‫ثم بعد هذا كله أو قبله حرب على اإلرهاب ‪.‬‬
‫وكل هذه شعارات لم تعد براقة تخفي وراءها مشروعا ً ‪ ,‬ظاهره أقول ظاهره‬
‫قد يكون فيه شيء من الرحمة أو المعقولية ‪ ,‬ولكن في باطنه الويل والثبور وع ظائم‬
‫األمور ‪ ,‬ودفن الشعوب في الرموس والقبور ‪ ,‬كيف ؟‬
‫على سبيل المثال ال الحصر واالستقصاء ‪ ,‬شعار اإلصالح االقت صادي ‪ ,‬إ نه‬
‫يعني ويهدف في النهاية ‪ ,‬ويسير بخطى متسارعة جبارة نحو تحقيق أهدا فه ‪ ,‬و هي‬
‫‪:‬‬
‫‪ -2‬تحطيم مؤسسات المجتمع الذي ت عب و شقى وب خع نف سه من أجل ها ‪ ,‬وذ لك‬
‫ببيعها لألجانب والغرباء ومن لف لفهم ‪ ,‬وتعلق بذيولهم ‪ ,‬وبرخص ال تراب‬
‫‪ ,‬وبأثمززان تتززأبى علززى الوصززف بأنهززا أبخززس أو أقززل ‪ ,‬لتبززاع بعززد ذلززك‬
‫بالمليارات ‪.‬‬
‫ليس الم صانع والمعا مل وال شركات والمؤس سات الوطن ية في الب لد ‪ ,‬بل في‬
‫الطر يق أي ضا ً المست شفيات وال مدارس والجام عات ‪ ,‬و في و قت قر يب ت قام سوق‬

‫‪204‬‬
‫النخا سة للب شر لي باعوا ‪ ,‬ال كالرقيق في ال سابق ‪ ,‬بل ب شكل ال مث يل له في الذ لة‬
‫والهوان ‪ ,‬والقهر واإلذالل ‪.‬‬
‫‪ -2‬ومززن المشززاريع الطموحززة فززي اإلصززالح االقتصززادي والتززي يصززر عليهززا‬
‫المسززتكبرون فززي هززذا العززالم وسززدنته هززو حظززر التوظيززف ‪ ,‬وحصززره فززي‬
‫طوائف ثالث ‪ ( :‬ال شرطة – الق ضاء – ال سلك الديبلوما سي ) ف قط ‪ ,‬ف قط ؟‬
‫وال باقون من المدر سين والمهند سين واألط باء وال صيادلة ‪ ,‬و سائر كوادر‬
‫المجت مع ؟ لسزوف يل قى بهزم إ لى الشزوارع و طوابير البطالزة ح تى تسزهل‬
‫ق يادتهم ‪ ,‬ويخضزعوا تما ما ً ‪ ,‬ويتبعزوا م لتهم وأهزواءهم ‪ ,‬و من عجيزب مزا‬
‫سمعت أن ب عض األ صوات ت نادي بخصخ صة الق ضاء ‪ ,‬الح مد هلل ا لذي ال‬
‫يحمد على مكروه سواه ‪.‬‬
‫وقد كنت أستمع في إحدى الجلسات إلى أحد المستشارين االقتصاديين ‪ ,‬ي قول‬
‫بالنص بأن المشكلة أمام اإلصالح االقتصادي تكمن في التخلص من موظفي الب لد ‪,‬‬
‫كيف نتخلص منهم ؟ خ طة ذات ثال ثة م حاور ‪ ,‬األول التقا عد المب كر ‪ ,‬و هذا ال حل‬
‫برغم العدد الكبير من الموظفين الذي أسعد بلده وجعل ها تط ير فر حا ً بخرو جه ع لى‬
‫المعاش ‪ ,‬وهو في عز شبابه وحيويته وعطائه ‪ ,‬يقول سيادته ؛ برغم هذا فإن هذا‬
‫المحور ليس كافيا ً ‪.‬‬
‫والمحور الثاني أن ننتظر همة عزرائيل ورجا له في ا لتخلص من هذا ال عدد‬
‫الهائل من ال موظفين ‪ ,‬ول كن يا لأل سى وال حزن واأل سف ‪ ,‬إن ال رم لك ال ي سعفنا في‬
‫قبض أرواح هؤالء الموظفين ‪ ,‬و من ثم سوف ن جد أن الم شروع الجد يد ي ضع في‬
‫تخطيطه وتنفيذه أن ي ساعد ( عزرائ يل ) في ق تل هؤالء الم ساكين ‪ ,‬و هذا له عود‬
‫فيما بعد ‪.‬‬

‫‪280‬‬
‫أما المحور الثالث فهو حظر التوظيف ‪ ,‬مهما تفوق المرء ‪ ,‬ومه ما كان لد يه‬
‫مززن كفززاءات إال أن يألتحززف بالمحسززوبية أو أن يززدفع بززالتي هززي أحسززن ‪ ,‬بززل سززوف‬
‫يقتصر التعيين أو العمل على المحاسيب فقط ‪ ,‬أو من ي مت ل هم ب صلة ‪ ,‬وإذا م ست‬
‫الحا جة أو د عت ال ضرورة لتع يين أ حد ‪ ,‬ف سوف ي كون هذا ل سنوات قال ئل ‪ ,‬ي عود‬
‫بعدها إلى نوادي العاطلين المكتظة بروادها ‪.‬‬
‫‪ -3‬وانظر إلى الديمقراطية في العراق الجريح أو في أفغان ستان ‪ -‬مثال مثال ‪-‬‬
‫قتل األبرياء يوميا ً ‪ ,‬وإ صابتهم ف قط في المق تل ‪ ,‬وبالع شرات ‪ ,‬بل بالمئين‬
‫والم ئات ‪ ,‬األبر ياء ف قط ؛ كال كال ‪ ,‬بل كوادر المجت مع وأس سه ‪ ,‬العل ماء‬
‫والبزززاحثون واألطبزززاء والمهندسزززون واإلعالميزززون ‪ ,‬وكزززل هزززذا دعمزززا ً‬
‫للديمقراطية ‪ ,‬أو قل معاونة لملك ال موت ا لذي ال ي سعفهم في قبض أرواح‬
‫المساكين ‪.‬‬
‫أما الحرب األخيرة – أو قل حرب اإلبادة – على الشعب العربي في فل سطين‬
‫ولبنان ‪ ,‬ليست اعتداء قط ‪ ,‬بل هي ل لدفاع عن ا لنفس ‪ ,‬هم يو قدون نيران ها إل بادة‬
‫الشعب العربي األبي وتركيعه ‪ ,‬يطلبون من المع تدي أن ي ستمر وي ستمر ‪ ,‬يعطو نه‬
‫الذخائر الحارقة الخارقة ‪ ,‬ليق لب لب نان ال شقيق رأ سا ً ع لى ع قب ‪ ,‬ول تدميره تدميراً‬
‫كامالً ‪ ,‬ال تقوم له قائمة بعد ذلك ‪ ,‬ال في المستقبل المنظور ‪ ,‬أو غير المنظور ‪.‬‬
‫كل هذا ليس خد مة للي هود ليعي شوا آم نين مطمئ نين في فل سطيننا ‪ ,‬ول كنهم‬
‫يستخدمون هؤالء اليهود أداة ومخلبا ً لقتل الناس وتدميرهم ‪ ,‬حتى ال يسلم الب شر وال‬
‫الشجر وال حجر وال مدر من أيديهم ‪ ,‬وال يفلت ‪.‬‬
‫إن حززرب تمززوز – يوليززو ‪ – 2002‬قززد أزالززت عززن عززين الشززعب العربززي‬
‫غشاوات وادعاءات كثيرة وكثيفة ‪ ,‬إن إقامة دو لة للي هود في فل سطين لم يك عط فا‬

‫‪282‬‬
‫على الشعب اليهودي أو خدمة له ‪ ,‬بل كان خنجرا في صدر العالم العربي ‪ ,‬لي ستمر‬
‫الصراع بين اليهود وبين العرب لم ئات م ئات ال سنين ‪ ,‬يألق صم ظ هر ال شعبين ‪ ,‬كل‬
‫منهما بيد اآلخر ‪.‬‬
‫وتبقى أوربة سالمة ‪ ,‬تستحي أبناءها وأطفالها ونساءها وتقتل أبناءنا وأطفال نا‬
‫ونساءنا بسالح وبيد غيرها ‪ ,‬بيوتهم وحصونهم ومؤس ساتهم تب قى سالمة ح صينة ‪,‬‬
‫في حزين تهزدم بيوتنزا وحصزوننا علزى رءوس النسزاء والشزيو والولزدان الزذين ال‬
‫ي جدون حي لة وال م فراً من ال حرب ‪ ,‬وال يه تدون سبيالً بع يدا عن ها أو عن ها نائ يا ً‬
‫وقصيا ً ‪.‬‬
‫وهكزذا يصزبح وعززد بلفزور ( ‪ ) 2420‬بإقامزة وطززن قزومي لليهزود مشززروعا ً‬
‫لصراع بين ال شعبين يم تد أج ياال وأج ياال ‪ ,‬وي قع الي هود في ال فخ ‪ ,‬وتنط لي ع ليهم‬
‫الحيلة الماكرة ‪ ,‬وإن كان األمل أن ي خرج من بين هؤالء ز عيم عا قل يدرك أب عاد‬
‫هذه المؤامرة التي حيكت لهم ولنا ‪.‬‬
‫إن مائة عام من الصراع معنا يجب أن تكون كاف ية في إف هام ال شعب المح تل‬
‫ألرضنا أن هذا الوطن مهما كان فيه من عسل ومن وسلوى ال يساوي شيئا ً إذا افت قد‬
‫ال ناس ف يه األ من واأل مان والطمأني نة ‪ ,‬و ما يقو مون به ضد ال شعب العر بي في‬
‫فلسطين ولبنان وغيرهما ال يمكن أن يجلب لكم شيئا ً من أمان أو طمأنينة ‪.‬‬
‫‪ -9‬آخززر مززا يشززار إليززه مززن المشززروع الغربززي ( األوربززي – األمريكززي ) فززي‬
‫اإلصالح هو حقوق المرأة ‪ ,‬أي ع لى م لتهم وأ هوائهم و مراداتهم ‪ ,‬لت صبح‬
‫المرأة العربية على النسق األورو بي الكا مل ‪ ,‬وتح طم جم يع الق يود أمام ها‬
‫ويطلق لها العنان في كل شيء ‪ ,‬ولتحتنك ‪ -‬تستولي على ‪ -‬مكان الرجل في‬
‫الوظائف والمناصب ‪ ,‬فتجد األم المسكينة والتي قاربت سن التقا عد ت هرول‬

‫‪282‬‬
‫مج هدة إ لى عمل ها ‪ ,‬في حين ي نام أبناؤ ها ال شباب في الب يت كالعوانس ال‬
‫يجدون وظيفة وال عمالً ‪,‬وال يهتدون سبيال ‪.‬‬
‫ف هذه ح قوق اإلن سان ال تي يت شدقون ب ها ‪ ,‬ي قول عن ها أ حد الك تب ال ألم َّدر سة‬
‫غصبا ً وعنوة وبالقوة والعافية ‪ ( :‬و قد حاول األدب ال قانوني أن ي شيد نظر ية عا مة‬
‫لحقوق اإلنسان ‪ ,‬ترخِ ف عن ها قب ضة العوا طف والعقا ئد ‪ ,‬لت حل محل ها قوا عد قائ مة‬
‫على أسس وطيدة غير مزعزعة ‪ ,‬مستمدة من التجربة الواقعية ) ‪.‬‬
‫انظر إلى الهدف من نظرية حقوق اإلنسان ‪ ,‬إنه ‪:‬‬
‫‪ -‬تخفيف قبضة العواطف والعقائد ‪ ,‬ومنها اإلسالمية ‪ ,‬أو قل على رأسها ‪.‬‬
‫‪ -‬إقامة قواعد عامة على أسس غ ير مزعز عة ‪ ,‬أي من العوا طف والعقا ئد ‪,‬‬
‫غير مستمدة منها ‪ ,‬ولكن من التجربة الواقعية ‪ ,‬من ملتهم وأهوائهم ‪.‬‬
‫هذا هو الف كر األور بي واألمري كي ا لذي يع لى شعار ‪ ( :‬من ليس مع نا ف هو‬
‫علي نا ) وال ير ضون ع نا إال أن نت بع م لتهم وإرادت هم ‪ ,‬ال ير يد بال عالم إال ال خراب‬
‫والدمار ‪ ,‬وإن تحت عناوين لم ت عد تنط لي إال ع لى أذ نابهم و من لف لف هم ‪ ,‬و سار‬
‫ذيال خلف ركابهم ‪ ,‬أين هذا كله من ملة اإلسالم ؟! ح يث يع لن الك تاب ال كريم هذي‬
‫المبادئ السامية السامقة ‪:‬‬
‫‪ -2‬ال إكراه في الدين ‪ ,‬قد تبين الرشد من ال غي (‪ – )2‬ف من شاء فل يؤمن ‪ ,‬و من‬
‫شاء (‪ )2‬فليكفر ‪.‬‬
‫‪ -2‬ال ينهاكم هللا عن الذين لم ي قاتلوكم في ا لدين و لم يخر جوكم من د ياركم أن‬
‫تبروهم وتقسطوا إليهم ‪ ,‬إن هللا يحب المقسطين ‪ ,‬إنما ين هاكم هللا عن ا لذين‬

‫‪ 231 -1‬البمرة ‪.‬‬


‫‪ 29 -2‬الكهف ‪.‬‬

‫‪283‬‬
‫قاتلوكم في ا لدين ‪ ,‬وأخر جوكم من د ياركم ‪ ,‬و ظاهروا ع لى إ خراجكم أن‬
‫تولهم ‪ ,‬ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون (‪. )2‬‬
‫إن هللا ال ينهانززا أن نعامززل أو نعتززرف بأعززدائنا ‪ ,‬بززل ال ينهانززا عززن بززرهم‬
‫واإلح سان إ ليهم ‪ ,‬وأن نق سط إ ليهم ون قيم ال عدل مع هم ‪ ,‬هذا ليس ف يه غضا ضة أو‬
‫كراهة ‪ ,‬وإنما ينهانا ربنا فقط عن تولي ونصرة من يقاتل نا أو يخرج نا من ديار نا ‪,‬‬
‫في هذه الحالة فقط ال نميل إليهم ‪ ,‬وال ننصرهم على المسلمين أو المظلومين ‪.‬‬
‫وأور بة وام تدادها األمري كي قد قاتلو نا ‪ ,‬وأخرجو نا من ديار نا ‪ ,‬و ظاهروا‬
‫على إخراجنا ‪ ,‬بل خططوا لزرع هذا الخنجر في قلب العالم العربي ‪.‬‬
‫ثم أمدوه بشتى صنوف األ سلحة وا لدعم وال مؤازرة ‪ ,‬ال ل كي ي عيش آم نا ً في‬
‫قلب وطن نا ‪ ,‬بل لي شن حروب اإل بادة علي نا ‪ ,‬ت بدأ وال تنت هي إال برصا صة رح مة‬
‫على هذا الوطن العربي ‪ ,‬ليموت ويدفن فال تقوم له قيامة حتى تقوم الساعة ‪.‬‬
‫واآلن بعد هذه االستطرادة ن عود إ لى مو ضوعنا وكالم نا ‪ ,‬ب عد أن قار نا بين‬
‫ا لروح العرب ية ال تي تق بل اآل خر أي آ خر ‪ ,‬بل تواده وتق سط إل يه ‪ ,‬و بين ا لروح‬
‫األخرى التي تعلى شعار ( من ليس مع نا ف هو علي نا ) ول هذه ا لروح العرب ية الطي بة‬
‫اختار هللا العرب لح مل آ خر ر سالة من ال سماء الع لى إ لى األر ضين ‪ ,‬ت لك ا لروح‬
‫ال سامية ال تي صقلها وثقف ها هذا ا لدين الخا لد ‪ ,‬هذه ا لروح أي ضا ً هي ال تي كا نت‬
‫السبب الم هم وا لرئيس لن شر لغت نا ودين نا بين أر كان ال عالم وأرجا ئه ‪ ,‬وج عل ل نا ‪-‬‬
‫نحن العرب – هذا التأثير الواضح في ال شعوب األ خرى ‪ ,‬برغم أن نا لم ن غزهم قط‬
‫ولم نفتح ديارهم ‪.‬‬

‫‪ 9 3 -3‬الممتحنة ‪.‬‬

‫‪289‬‬
‫لقد فتحت هذه الروح العربية الطيبة القلوب واشترتها وملكت ها ‪ ,‬ق بل أن ت فتح‬
‫البيززوت والجززدران والحصززون والحيطززان ‪ ,‬إنهززا روح االعتززراف بززاآلخر وقبولززه‬
‫التعامل معه بالود والقسط والعدل والمحبة ‪.‬‬
‫انظر – قارئي الكريم – إلى قوله تعالى ‪ ( :‬ومن ال ناس من يعج بك قو له في‬
‫الحياة الدنيا ‪ ,‬ويشهد هللا على ما في قل به ‪ ,‬و هو أ لد الخ صام ‪ ,‬وإذا تولى سعى في‬
‫األرض ليفسد فيها ‪ ,‬ويهلك الحرث والنسل ‪ ,‬وهللا ال يحب الفساد (‪. ) . . . )2‬‬
‫ترى ماذا يفعل الغرب – أوربة وأمريكا – غير إهالك ال حرث والن سل ‪ ,‬هو‬
‫الفساد بعينه وبشحمه ولح مه ‪ ,‬و ظاهره وباط نه ‪ ,‬و من ثم كان تهد يد هللا للم سلمين‬
‫وتحذيره له ألم ‪ ( :‬فهل عسيتم – إن توليتم – أن تفسدوا في األرض وتقطعوا أرحامكم‬
‫(‪ ) )2‬وهلل األ مر مزن ق بل ومزن بعزد ‪ ,‬واآلن آن ل نا أن نعزود – وال عود أحمزد – لمزا‬
‫غادرنا من سطور بعد أن قلنا شيئا ً مما يعتمل ويمور في القلوب والصدور ‪.‬‬

‫‪2002/8/29‬‬
‫االثنين يوم وقف إطالق النار على لبنان‬
‫د‪ .‬أحمد مصطفى أبوالخير‬
‫رئيس قسم اللغة العربية بتربية دمياط‬

‫‪ 223 221 -1‬البمرة ‪.‬‬


‫‪ 22 -2‬محمد ‪.‬‬

‫‪280‬‬
282

You might also like