You are on page 1of 11

‫اإلطار الجغرافي والزمني لحضارة المايا‬ ‫مجمة الباحث‬

‫اإلطار الجغرافي والزمني لحضارة المايا‬


‫األستاذة‪ :‬دليلــــة بورنــي‬

‫قسم التاريخ‪ ،‬جامعة الجزائر(‪)2‬‬

‫‪Résumé‬‬
‫‪La civilisation Maya fait partie de l’aire méso-américaine, définie telle en 1943 par l’archéologue américain Paul‬‬
‫‪Kirchhoff. Elle couvre les frontières actuelles du Mexique, du Guatemala, du Honduras, du Belize et du Salvador, ce‬‬
‫‪qui lui vaut une surface, qui s’étend sur plus de 325000 Km2 et qui englobe un relief extrêmementdiversifié.‬‬
‫‪La Méso-Amérique orientale, si l’on excepte les montagnes du Guatemala est la zone des basses terres et des forêts‬‬
‫‪tropicales, c’est aussi le pays des mayas actuels, dont les ancêtres venues d’Asie par le détroit de Béring pour‬‬
‫‪s’installer progressivement en Amérique ou ils élaborèrent une des plus complexes civilisations du nouveau monde.‬‬
‫‪La civilisation Maya est apparue dans les forêts tropicales du Petén au Cœur du Guatemala, quelques siècles avant‬‬
‫‪notre ère.Elle connut son apogée vers 250-900 de notre ère, ou période dite classique comme l’attestent la majorité‬‬
‫‪des chercheurs et brillera en bien des domaines, tell’urbanisme, la sculpture et la poterie,l’astronomie,l’écriture et‬‬
‫‪les mathématiques.‬‬

‫المفردات المفاتيح‬
‫أمريكا الوسطى‪ ،‬المكسيك‪ ،‬المايا‪ ،‬غواتيماال‪ ،‬بيتان‪ ،‬السينوت‪ ،‬الكتابة الغميفية‪ ،‬تيكال‪ ،‬بالنك ‪ ،‬التولتك‪ ،‬األزتك‪ ،‬يوكاتان‪.‬‬

‫تعمير القارة األمريكية‬ ‫‪.I‬‬


‫قبل التعرف عمى الشعوب التي شيدت الحضارات الكبرى بأمريكا الوسطى‪ ،‬نتحدث أوال عمى أجداد تمك‬
‫الشعوب حيث نتساءل كيف تم تعمير القارة األمريكية‪ ،‬وىل تمك الشعوب محمية أصمية تطورت وسط مجاليا‬
‫الطبيعي الذي توفرت فيو شروط قيام حضارات أم أنيا شعوب وافدة من أجزاء أخرى من العالم القديم عن‬
‫طريق ىجرات جماعية واستقرت بإرثيا األصمي في تمك المناطق؟ واذا كان الجواب إيجابيا فمتى و كيف و‬
‫من أين استطاعوا الوصول إلى ىناك؟ حيث تعتبر تمك األراضي جيولوجيا منعزلة (‪)1‬عن العالم المعروف من‬
‫أوربا وآسيا وأفريقيا‪.‬‬
‫ليذا ال نستغرب بقاء التساؤل قائما لمدة طويمة حول أصل اإلنسان القديم األمريكي بدون إجابة منطقية والتي‬
‫خضعت في البداية في مجمميا لمتأويل واالفتراض أكثر‪ ،‬نظ ار النعدام الدليل المادي العممي القاطع(‪.)2‬‬
‫لكن مع بداية البحوث و الدراسات األثرية وعمميات التنقيب المتواصمة من طرف المختصين في ىذا‬
‫المجال‪ ،‬سمحت في النياية تمك األعمال بإعطاء معمومات من خالل العثور عمى بعض المخمفات البشرية‬
‫خاصة بعض األدوات الحجرية المصنوعة من حجر الصوان الصمب منيا رؤوس سيام‪ ،‬نصال ونصيالت‬
‫في مواقع مختمفة منذ ‪1936‬م‪ ،‬ونذكر عمى سبيل المثال أىم تمك المواقع‪ :‬موقع "كموفيس" ( ‪ )Clovis‬وموقع‬
‫"سان رافئيل" تباعا( ‪ )San Rafael‬تباعا بالمكسيك الجديد وجنوب غواتيماال‪ ،‬حيث يقدر األثريون عمر تمك‬
‫اإلطار الجغرافي والزمني لحضارة المايا‬ ‫مجمة الباحث‬

‫باإلضافة إلى موقع "فولسوم" ( ‪)Folsom‬‬ ‫(‪)3‬‬


‫األدوات ما بين عشرة آالف واثنا عشرة ألف سنة قبل الميالد‬
‫بالمكسيك الجديد أين عثر عمى العديد من رؤوس السيام والنصيالت والمكاشط والمثاقبكما تم العثور عمى‬
‫أدوات متنوعة أخرى تتمثل في السكاكين و الفؤوس‪ ،‬وأدوات الزينة مثل حمق األذن‪ ،‬ومعمقات العقود‬
‫مصنوعة من الطين أو الصدف‪.‬‬
‫ىذا دليل قاطع عمى وجود اإلنسان الصانع في القارة األمريكية عمى األقل عشرة آالف سنة قبل الميالد‪ .‬أما‬
‫من حيث البقايا العظيمة البشرية فإنو لم يعثر عمى أثر لوجود سالالت قديمة مثل التي عرفتيا القارة األوربية‬
‫أو اآلسيوية وحتى اإلفريقية من "البتكنتروب" ( ‪ )Pithecanthropus‬أو "السينانتروب"( ‪ )Misanthrope‬أو‬
‫حتى "النيوندرتال" ( ‪ )Neandertal‬إذ أقدم العظام تعود إلى ساللة اإلنسان العاقل ( ‪،)4()Homo-sapience‬‬
‫ىذا ما ترك باب الجدال مفتوحا حول تحديد فترة تواجد اإلنسان القديم في أمريكا (‪ )5‬بدقة حيث ورد في دراسات‬
‫مختمفة‪ ،‬تواريخ متعددة مثل ما جاء في كتاب "تومبسون" ( ‪ .)6()Thompson‬ان تاريخ اإلنسان القديم في‬
‫القارة األمريكية ال يتجاوز حدود عشرة آالف سنة قبل الميالد أو عشرون ألف سنة عمى أقصى تقدير‪ ،‬أما‬
‫المؤرخ "ليمان" ( ‪ )Lehmann‬فقد سجل تاريخ خمسة عشر ألف سنة قبل الميالد وال تتعدى ثالثون سنة قبل‬
‫الميالد إذ يرى بأنيا فترة قصيرة جدا مقارنة بالمئة وخمسة وعشرون ألف سنة التي استغرقيا اإلنسان لتشييد‬
‫الحضارات المختمفة التي عرفيا التاريخ القديم(‪ .)7‬ورغم قصر المدة فقد استطاع اإلنسان في القارة األمريكية أو‬
‫العالم الجديد تشييد حضارات متعاقبة ذات معالم أثرية ضخمة تشيد عمى الرقي و االزدىار الذي وصل إليو‬
‫أبير من خاللو ذوي االختصاص بإنجازاتو المعمارية‪ ،‬وتقاويمو‪.‬‬
‫كذا يذكر المؤرخ "غالن كامب" ( ‪ )GallenKamp‬الفترة مابين خمسة وعشرين ألف سنة قبل الميالد‪ ،‬لكنو‬
‫يرجح فترة عشرة آالف سنة قبل الميالد لظيور اإلنسان القديم في أمريكا (‪ ،)8‬وعميو يتفق معظم المختصون‬
‫عمى الفترة الممتدة بين اثني عشرة ألف سنة و عشرة ألف سنة قبل الميالد لظيور اإلنسان في العالم الجديد‬
‫خاصة أمريكا الوسطى عمى األقل‪ ،‬ومنو المجال الجغرافي لحضارة المايا وما قبميا من الحضارات عمى وجو‬
‫التحديد‪.‬‬
‫ىذا ويرجح األثريون والجيولوجيون عامة عمى أن "مضيق برنجو" ىو الطريق الذي سمكو اإلنسان األول‬
‫لمعبور نحو القارة األمريكية‪ ،‬ألنو أقرب نقطة تتصل فييا القارة األسيوية بالقارة األمريكية وذلك خالل الفترة‬
‫حيث تجمدت آالف الغالونات من مياه المضيق لتشكل جس ار‬ ‫(‪)9‬‬
‫الجميدية المتأخرة لمزمن الجيولوجي الرابع‬
‫بشكل متواصل وتدريجي عمى فترات مختمفة استغرقت آالف‬ ‫(‪)10‬‬
‫طبيعيا بين القارتين مما سيل عممية العبور‬
‫السنين آخذة في اتجاىيا العام (‪ ،)11‬االتجاه شمال‪-‬جنوب عبر األراضي الساحمية الغربية المحاذية لممحيط‬
‫األطمسي ثم نحو المناطق الداخمية الوسطى في كل من المكسيك وغواتيماال‪ ،‬وصوال إلى أمريكا الجنوبية؛‬
‫اإلطار الجغرافي والزمني لحضارة المايا‬ ‫مجمة الباحث‬

‫المورفولوجيةالسيبيرية‬ ‫آسيويا ويفسر الصفات والسمات‬ ‫ىذا ما يؤكد فرضية أصل اإلنسان الذي يكون‬
‫المنغولية السائدة لدى الشعوب الحالية أحفاد المايا وغيرىم(‪.)12‬‬
‫ميما يكن من أمر فإن أمريكا الوسطى التي تضم كل من الميكسيك وغواتيماال واليندوراس مع‬
‫السمفادور والبيميز قد شيدت تطور حضارات متتالية‪ ،‬سميت أيضا بحضارات "الحجر األخضر" أو عامة‬
‫بحضارات الحجر المصقول(‪.)13‬وىذه المنطقة الجغرافية ىي نفسيا التي احتضنت حضارة المايا‪.‬‬
‫المجال الجغرافي لحضارة المايا‬ ‫‪.II‬‬

‫يعيش أحفاد المايا عمى نفس المساحة التي يسكنيا أجدادىم قديما منذ قرون خمت‪ ،‬عمى حوالي ‪ 900‬كم من‬
‫الشمال إلى الجنوب بداية من الشاطئ الشرقي إلقميم يوكا تان حتى سواحل المحيط اليادي‪ ،‬وعمى حوالي‬
‫‪ 500‬كم من شمال الشرقي إلى الجنوب الغربي ما بين مصب نير أوزوماسينتا ( ‪ )Usumacinta‬و خميج‬
‫اليندوراس(‪.)14‬‬

‫أما أثريا‪ ،‬فيحدد المختصون المجال الطبيعي لحضارة المايا وفق التوزيع العام لآلثار ومخمفات شعب المايا‬
‫‪ 325.000‬كمم ‪، 2‬قابمة لمتوسع باستمرار مواكبة االكتشافات‬ ‫حيث يتربع عمى مساحة إجمالية تقدر بحوالي‬
‫األثرية الجديدة (‪)15‬ويضم حاليا بمدان متجاورة منيا غواتيماال‪ ،‬جزء من السمفادور والحدود الغربية من‬
‫تان‪ ،‬إقميم‬ ‫اليندوراس‪ ،‬وكل أراضي البيميز إضافة إلى معظم أقاليم المكسيك خاصة شبو جزيرة يوكا‬
‫ابسكو والجزء الشرقي من إقميم شيباس(‪.)16‬‬
‫كمباسوكوينتانارو‪ ،‬إقميم تا‬

‫تقع كل ىذه المنطقة جيولوجيا عمى الشق الرابط بين أمريكا الجنوبية والشمالية إذ يحدىا جنوبا المحيط‬
‫اليادئ‪ ،‬بينما تتقدم شبو جزيرة يوكا تان داخل خميج المكسيك والبحر الكاريبي‪ ،‬أما فمكيا فيذا المجال الطبيعي‬
‫وبالتالي فالمجال يتمتع بالمناخ المداري الحار عموما ما عدا‬ ‫(‪)17‬‬
‫ينتمي إلى المنطقة المدارية في مجممو‬
‫المرتفعات ذات المناخ البارد‪ ،‬ومنو يتميز بتناوب فصمين اثنين‪ ،‬فصل جاف يمتد من شير نوفمبر إلى شير‬
‫مما خمق مجاال متناقضا طبيعيا من حيث‬ ‫(‪)18‬‬
‫أبريل‪ ،‬وفصل مطير يمتد من شير ماي إلى شير أكتوبر‬
‫االختالف بين السواحل الرطبة المحاذية لممحيط اليادئ والمناطق البركانية باألراضي العميا من غواتيماال إلى‬
‫الغابات المدارية المعروفة باألراضي المنخفضة السفمى إلقميم يوكا تان بالمكسيك والمناطق المنخفضة العميا‬
‫(‪ .)19‬ورغم ىذا التناقض فإن المجال‬ ‫ذات المناخ الجاف والفقيرة إلى المسطحات المائية من أنيار وأودية‬
‫حيث تنوع الموارد الطبيعية التي يزخر بيا كل جزء‬ ‫(‪)20‬‬
‫الجغرافي لحضارة المايا يشكل وحدة مساحية متكاممة‬
‫ليذا‬ ‫(‪)21‬‬
‫من ىذا المجال‪ ،‬ما جعل إنسان المايا يجدد أساليب تأقممو باستمرار ويغير من وسائل االستنفاع منو‬
‫اإلطار الجغرافي والزمني لحضارة المايا‬ ‫مجمة الباحث‬

‫يرى ذوي االختصاص من عمماء البيئة بأن المجال الطبيعي لحضارة المايا يشكل أكبر بيئة متنوعة في‬
‫العالم؛ نعم ىناك تباين في التضاريس من مرتفعات إلى ىضاب ومنخفضات‪ ،‬فيذا ما يميزه فعال‪.‬‬

‫وعميو يمكن تقسيم المجال الطبيعي لحضارة المايا إلى إقميمين جغرافيين كبيرين‪ :‬األراضي العميا في قسمو‬
‫ويمكن تقسيم ىذين اإلقميمين إلى أقاليم ثانوية‪ ،‬فاألراضي‬ ‫(‪)22‬‬
‫الجنوبي واألراضي المنخفضة في قسمو الشمالي‬
‫العميا نميز منيا األراضي العميا الجنوبية البركانية واألراضي العميا الشمالية المتحولة‪ ،‬أما األراضي‬
‫المنخفضة فنميز منيا األراضي المنخفضة الجنوبية االنتقالية واقميم بيتان ( ‪ )Petén‬في الوسط وشبو جزيرة‬
‫يوكاتان نحو الشمال(‪.)23‬‬

‫ا ‪-‬األراضي العميا‬
‫تتركز معظم الثروات الطبيعية في األراضي العميا التي تحتل حوالي نصف مساحة غواتيماال واقميم‬
‫ويغمب عمييا الطابع الجبمي حيث ال يزال ‪ 09‬براكين من أصل ‪ 12‬نشيطا‬
‫(‪)25‬‬
‫شياباس بالمكسيك والسمفادور‬
‫(‪)24‬‬

‫مما يجعل األراضي ذات خصوبة عالية نتيجة الرواسب البركانية إضافة إلى الرواسب النيرية التي تتركيا‬
‫وفي مجمميا فإن ىذه‬ ‫(‪)26‬‬
‫المياه المتدفقة لنير أزوماسينتا ونير موتاقوا المنحدرة من شمال ىذه األراضي‬
‫المنطقة تعرف مناخا معتدال ما عدا عمى قمم الجبال البركانية‪،‬مما جعميا تتميز بفصمين ‪ :‬فصل رطب يمتد‬
‫حيث تصل نسبة‬ ‫يناير إلى شير أ بريل‬
‫(‪)27‬‬
‫من شير ماي إلى شير ديسمبر وفصل جاف يمتد من شير‬
‫التساقط حوالي ‪ 3000‬مم سنويا أما درجة الح اررة فتتراوح ما بين ‪ ⁰15‬و ‪ ⁰25‬مئوية(‪.)28‬‬
‫ىذه ليست المميزات الوحيدة لؤلراضي العميا بل تتوفر أيضا عمى مختمف الحجارة لصناعة األدوات الضرورية‬
‫مثل السكاكين ورؤوس السيام التي تصنع من حجر الزجاجي البركاني‪ ،‬والصخور البركانية الصمبة لتشييد‬
‫مختمف المباني(‪.)29‬‬
‫رغم أن األراضي العميا تتوفر عمى الشروط الطبيعية المالئمة لقيام حضارة من تربة خصبة و أنيار‬
‫جارية والمناخ المعتدل والموارد الطبيعية من مختمف الحجارة إال أنيا لم تكن األراضي التي اختارىا شعب‬
‫المايا لتشييد حضارتيم ولم تساىم في تقديم عناصر لتطوير الفكر الديني والمعتقد عندالمايا‪.‬‬

‫كما تتسع األراضي العميا إلى أقصى جنوب غواتيماال لتضم األراضي الساحمية لممحيط اليادئ التي‬
‫تتميز بنفس الخصائص الطبيعية باإلضافة إلى الثروة المائية من مختمف األسماك والصدفيات(‪.)30‬‬

‫ب‪ -‬األراضي المنخفضة‬


‫اإلطار الجغرافي والزمني لحضارة المايا‬ ‫مجمة الباحث‬

‫وبيتان والبيميز وشبو جزيرة يوكا تان‪ .‬وىي‬ ‫تمتد األراضي المنخفضة عمى أكبر مساحة من غواتيماال‬
‫عبارة عن ىضاب كمسية مستوية قميمة المسطحات المائية (‪ .)31‬وتتميز بمناخ حار حيث ننتقل من األراضي‬
‫المنخفضة الجنوبية إلى الشمالية مرو ار بالغابات المدارية الرطبة واألحراش بشبو جزيرة يوكا تان حيث يختمف‬
‫عمو األشجار الذي يتراوح ما بين ‪ 15‬و ‪ 70‬متر(‪.)32‬‬
‫تمثل األراضي المنخفضة الجنوبية منطقة انتقالية إلى شمال األراضي العميا‪ ،‬تضم منطقة غابية في كل من‬
‫حيث كمية التساقط كبيرة تغذي أنو ا ار كثيرة‬ ‫(‪)33‬‬
‫شياباسوطا بسكو وجنوب كمباش واقميم كويتنارو بالمكسيك‬
‫منياباسيو حوض إزابال وريو دولتشي والتي تمعب دو ار ىاما حيث تزويد اإلنسان بالمياه العذبة كما تمثل‬
‫طرقا نيرية صالحة لممالحة ورواسبيا تخصب األراضي المجاورة ليا(‪.)34‬‬
‫أما األراضي المنخفضة الوسطى أو إقميم بيتانفي غواتيماال والبيميز وجزء من أقاليم المكسيك وتمثل أراضي‬
‫قميمة المنعرجات تكسوىا الغابات المدارية حيث يصل عمو األشجار إلى حوالي ‪ 45‬مترا‪ ،‬والبحيرات الواسعة‪،‬‬
‫التي تممؤىا مياه األمطار الغزيرة المتساقطة خالل الفصل المطير (‪ ،)35‬إذ تصل كمية التساقط إلى ‪ 1500‬مم‬
‫رغم ىذا فإن المنطقة تبقى فقيرة إلى الموارد الطبيعية والى األراضي‬ ‫(‪)36‬‬
‫سنويا من شير جوان إلى ديسمبر‬
‫الصالحة لمزراعة‪.‬‬
‫ىذا ما يشكل أكبر أسرار حضارة المايا التي وصمت قمة التطور في ىذه األراضي الفقيرة إلى الثروات‬
‫الطبيعية(‪.)37‬‬
‫تمتد األراضي المنخفضة الشمالية عمى شبو جزيرة يوكا تان التي تعتبر أراض كمسية محضة مستوية‬
‫تقريبا حيث تعد أفقر المناطق إلى المسطحات المائية إذ تتسرب المياه السطحية نحو باطن األرض التي‬
‫تشكل مياىا جوفية تتمثل في مختمف اآلبار الطبيعية الم عروفة عند المايا باسم السينوت (‪)38()Cénotes‬والتي‬
‫يرتفع منسوب مياىيا خالل الفترة المطيرة القصيرة من أواخر شير ماي إلى سبتمبر مما يجعل الغطاء‬
‫نتيجة المناخ السائد في المنطقة وىو المناخ الجاف(‪.)40‬‬ ‫النباتي قميل شبيو باألدغال أكثر منو غابة‬
‫(‪)39‬‬

‫وعمى العموم فإن األراضي المنخفضة تشكميا طبقة كمسية رسوبية مستوية حيث طبقة التربة رقيقة‪.‬‬
‫ومن أكبر المشاكل التي تظير في ىذه الراضي ىو نفاذيتيا إذ تسرب المياه إلى باطن األرض (‪ .)41‬وىذا لم‬
‫بدال من األراضي العالية‬ ‫(‪)42‬‬
‫يمنع أن حضارة المايا نشأت وسط الغابات المدارية إلقميم بيتان بغواتيماال‬
‫(المرتفعة) التي تتوفر عمى الشروط الطبيعية المالئمة لقيام حضارة‪.‬فيل عمينا أن نعتبر ىذا نوعا من‬
‫التناقض الطبيعي غير مفيوم الختيار شعب المايا الغابات المدارية لتشييد مدنيم الواسعة ومراكزىم الدينية‬
‫ذات المعمار الضخم والفن الرفيع الزخرفي والنقوش المختمفة(‪)43‬؟‬
‫اإلطار الجغرافي والزمني لحضارة المايا‬ ‫مجمة الباحث‬

‫أما تحديد المجال الزمني يشكل تعقيدا نتيجة صعوبة الدراسة لممنطقة من حيث تناثر المخمفات األثرية عمى‬
‫مختمف المدن الواسعة التي لم تتطور في وقت واحد‪ ،‬بل كان التطور منفردا متداخال ومتالحقا‪ ،‬مما جعل‬
‫األثريون والمؤرخون يقسمون المجال الزمني لحضارة المايا إلى ثالث مراحل من التطور‪ ،‬وفقا لمدى غ ازرة‬
‫المخمفات األثرية أو قمتيا وأيضا بالنظر إلى تطور تمك المدن التي شيدىا المايا من حيث عناصر التجديد‬
‫العمرانية والمعتقد والفن بكل جوانبو وغيرىا‪ ،‬وعميو ميز الباحثون المرحمة ما قبل الكالسيكية من المرحمة‬
‫الكالسيكية إلى المرحمة ما بعد الكالسيكية ‪ .‬واذا حدث االتفاق عمى تسمية المراحل عمى ىذا النحو فإن‬
‫االختالف قائم بينيم حول تحديد الفترة التي استغرقتيا كل مرحمة حيث نجد أن المرحمة ما قبل الكالسيكية‬
‫‪ 2000‬قبل الميالد إلى ‪ 300‬ميالدي كما جاء ذكره عند المؤرخ "ديمارست"‬ ‫تمتد عند البعض ما بين‬
‫فيرى بأن المرحمة‬ ‫والكالسيكية ما بين ( ‪ 300‬و ‪ 900‬ميالدي) ‪.‬أما "بودي" ( ‪)Baudez‬‬
‫(‪)45‬‬
‫(‪)Demarest‬‬
‫(‪)44‬‬

‫ما قبل الكالسيكية تمتد ما بين ( ‪ 2000‬ق‪.‬م و ‪ 100‬ميالدي) والمرحمة الكالسيكية ما بين ( ‪ 250‬م و ‪950‬‬
‫‪ 250‬م) يعتبرىا فترة انتقالية استغمتيا مدينة تيوتيوكان‬ ‫‪ 100‬م و‬ ‫م)‪ ،‬أما الفترة الزمنية ما بين (‬
‫(‪ )Teotihuacan‬لمبروز وأخذ مقاليد السيطرة والقوة عمى المدن المجاورة ليا‪.‬أما المؤرخة "ميير"(‪)Meyer‬‬
‫(‪)46‬‬

‫تحدد المرحمة ما قبل الكالسيكية ما بين ( ‪ 1500‬قبل الميالد و‪ 150‬ميالدي) وأما المرحمة الكالسيكية ما بين‬
‫(‪ 900-150‬م) ‪ .‬وأخي ار نذكر المتخصص في فك رموز الكتابة الغميفية التي استعمميا شعب المايا‪ ،‬المؤرخ‬
‫الذي يذكر في كتابو ثالث مراحل‪ :‬المرحمة األولى (ما قبل الكالسيكية) ما بين‬ ‫"دافوست" ( ‪)Davoust‬‬
‫(‪)47‬‬

‫(‪ 2000‬ق‪.‬م و ‪ 250‬م) والمرحمة الكالسيكية ( ‪250‬م و ‪909‬م) وأخي ار المرحمة الثالثة (ما بعد الكالسيكية)‬
‫(‪909‬م‪ 1516-‬م)‪.‬‬
‫وقد يرجع ىذا االختالف وفق اطالعي عمى ىذه المؤلفات إلى اختالف زاوية الدراسة التي يناوليا الباحث‬
‫التي تتباين ىي األخرى ما بين الدراسة المعمارية الفنية والدراسة العمرانية الدينية والدراسة االقتصادية‬
‫االجتماعية ناىيك عن الدراسة الفنية والجمالية لممخمفات األثرية لشعب المايا ىذا ما يشكل بالمقابل إشكاال‬
‫لدينا في ىذه الدراسة حيث يصعب تحديد وتوضيح تفاصيل دراسة حضارة المايا حيث أن اليدف والغرض‬
‫األساسي منيا ىو التعريف بحضارة المايا التي تنتمي زمنيا إلى مرحمة التاريخ القديم لمحضارات في القارة‬
‫األمريكية وخاصة أمريكا الوسطى ويتطابق اإلطار الزمني لمدراسة مع قمة ورقي حضارة المايا‪.‬‬
‫‪ .1‬المرحمة ما قبل الكالسيكية (‪ 1200‬ق‪.‬م‪ 250-‬م)‬

‫حيث عرف اإلنسان‬ ‫(‪)48‬‬


‫تعد ىذه المرحمة‪ ،‬فترة تعايش مختمف الثقافات التي عرفتيا أمريكا الوسطى‬
‫ذات أنظمة طبقية تحت حكم قيادات منفردة لمحاكم‬ ‫(‪)49‬‬
‫االستقرار و الزراعة وبالتالي تكوين المجتمعات المدنية‬
‫اإلطار الجغرافي والزمني لحضارة المايا‬ ‫مجمة الباحث‬

‫وفي حوالي ‪ 800‬و‪ 700‬ق‪.‬م ظيرت‬ ‫الذي يعتبر السمطة العميا يدير الشؤون االجتماعية والدينية والسياسية‬
‫(‪)50‬‬

‫‪300‬‬ ‫العمارة المدنية والعمارة الدينية وتشييد المعابد واألىرامات والذي تطور خالل الفترة الممتدة ما بين (‬
‫تحيط بيا المجمعات‬ ‫(‪)51‬‬
‫و‪ 200‬ق‪.‬م) حيث تتميز البناءات بالضخامة وتحولت المدن إلى مراكز دينية كبرى‬
‫السكنية الواسعة‪.‬‬

‫لقد عرف إنسان ىذه الفترة تقنية األرض المحروقة لتخصيب األراضي والحصول عمى أراضي زراعية جديدة‬
‫تستجيب لمتطمبات السكان المتزايدة مع تزايد عدد السكان وتوسع المدن وتعددىا وبالتالي تنشيط الحركة‬
‫التجارية من خالل مختمف التبادالت حيث استغمت كل مدينة الثروات الطبيعية الخاصة بيا(‪ ،)52‬لكن ىذا ليس‬
‫دليال كافيا عمى وجود وحدة حضارية لممايا حيث أن الشيء المؤكد ىو تأثير شعب األ ولمك الذي تربع عمى‬
‫مساحة واسعة من المكسيك عمى باقي األقوام المجاورة حيث تطورت عمى طول الشريط الساحمي لخميج‬
‫المكسيك أو ما يعرف باألراضي العميا الوسطى بتشييد المراكز الدينية ذات المعمار الضخم (‪ ،)53‬واألىرامات‬
‫ومنو تنظيم قيادات‬ ‫(‪)54‬‬
‫العالية ذات النقوش الفنية الجمالية العالية التقنية واستعماليم لمفخار المتعدد األلوان‬
‫‪ )Tabasco‬واقميم "فيراكروز" ( ‪)Veracruz‬‬ ‫عسكرية‪ ،‬دينية وسياسية مركبة في كل من إقميم "طابسكو" (‬
‫بالمكسيك(‪.)55‬‬

‫ولمك إذ ثبت أن‬ ‫وتدل االكتشافات األثرية الحديثة إلى أن حضارة المايا قد نشأت عمى بقايا حضارة األ‬
‫ولمك حيث‬ ‫الشعوب األولى لممايا التي سكنت األراضي المنخفضة الوسطى تزامنت مع أواخر شعب األ‬
‫ربطتيم عالقات تجارية عمى األرجح(‪.)56‬‬

‫‪ .2‬المرحمة الكالسيكية (‪ 900-250‬م)‬

‫‪ 250‬ميالدي كحد فاصل بين المرحمة ما قبل الكالسيكية والمرحمة‬ ‫لقد حدد األثريون والمؤرخون سنة‬
‫الكالسيكية‪ ،‬ىذا بيدف إعطاء إطار زمني تسمسمي لحضارات أمريكا الوسطى‪ ،‬رغم أن االنتقال من مرحمة‬
‫إلى أخرى ال يحدث فجأة إنما تمقائيا بصفة تدريجية‪ ،‬وىذا ما حدث في مختمف مناطق مجال المايا‬
‫حيث أن حضارة المرحمة الكالسيكية ىي نتيجة تطور مستمر طويل بدأ –عمى األقل‪ -‬خالل‬ ‫الجغرافي‬
‫(‪)57‬‬

‫القرن السادس قبل الميالد أو القرن الخامس قبل الميالد‪ .‬يكون تحديد النقطة التاريخية االنتقالية وفق ظيور‬
‫عناصر جديدة مختمفة عما كان موجودا في المرحمة السابقة‪،‬ومن ىذه العناصر التي ميزت المرحمة‬
‫الكالسيكية بداية من سنة ‪ 250‬ميالدي‪ ،‬نجد القبة شبو المقوسة في المجال المعماري والتي أطمق عمييا‬
‫المختصون اسم "قبة المايا" والنصب الحجرية والمذابح واألحراش وحواشي الجدران التي تزينيا ‪ .‬إضافة إلى‬
‫اإلطار الجغرافي والزمني لحضارة المايا‬ ‫مجمة الباحث‬

‫قياس الزمن بواسطة الحساب الطويل وغيرىا من العناصر الجديدة التي النقوش الغميفية اجتمعت في‬
‫األراضي المنخفضة الوسطى من المجال الجغرافي لحضارة المايا(‪.)58‬‬

‫وعميو‪ ،‬تعتبر المرحمة الكالسيكية العصر الذىبي لحضارة المايا حيث بمغت مدنيا الكبرى قمة التطور‬
‫ولمتدقيق أكثر لتسييل دراسة حضارة المايا من كل الجوانب‪ ،‬يقسم المؤرخون المرحمة الكالسيكية‬ ‫والرقي‬
‫(‪)59‬‬

‫مثل ما أورده المؤرخ "بودي" ( ‪ )Baudez‬حيث يذكر‪ :‬المرحمة الكالسيكية القديمة ( ‪250‬‬ ‫(‪)60‬‬
‫إلى ثالث فترات‬
‫م ‪ 600 -‬م)وتنتشر معالميا األثرية في األراضي المنخفضة الوسطى وقميمة جدا في األراضي المنخفضة‬
‫الشمالية‪.‬‬

‫تتميز ىذه الفترة بتمك العالقات التي ربطت سكان ىذه األراضي المنخفضة الوسطى بأكبر المراكز‬
‫‪ )Teotihuacan‬الشيء‬ ‫الحضارية التي عرفتيا أمريكا الوسطى خالل ىذه الفترة وىو مركز "تيوتيوكان" (‬
‫الذي أثر مباشرة عمى نظام الحكم السياسي في المنطقة‪ .‬كما عرفت الفترة الكالسيكية القديمة ىذه تشييد‬
‫النصب الحجرية ذات النقوش مما يدل عمى وجود مدن–دول متنافسة يحكم كل واحدة منيا ممك الذي يستمد‬
‫والغرض من ىذه‬ ‫(‪)61‬‬
‫شرعيتو من أجداده اآللية حيث يعتبر بذلك وسيطا بين عالم اإلنسان وعالم اآللية‬
‫النصب تمجيد المموك بشكل دائم خاصة بعد نقش صورىم عمييا رم از لمديمومة إضافة إلى الرموز الغميفية‬
‫العددية التي تدون التواريخ والذي يعتبر نوعا من الوعي التاريخي لشعب المايا حيث سجموا بذلك تعاقب‬
‫األسر الحاكمة‪ ،‬إذ أن زوال تشييد النصب التذكارية واألثاث الجنائزي دليل عمى تدىور ونياية الفترة‬
‫الكالسيكية القديمة وبداية الفترة الكالسيكية الحديثة ( ‪ 600‬م – ‪ 800‬م) التي تمثل قمة التطور الذي وصل‬
‫‪ ،)Tikal‬و"بالونك"‬ ‫إليو المايا حيث تشيد بناء المراكزالحضارية الكبرى في عدة مدن‪ ،‬منيا "تيكال" (‬
‫(‪ ،)Palenque‬و"ياكسشيالن" ( ‪ )yaxchilàn‬إضافة إلى مدينة "كوبان" ( ‪ )Copán‬وىي المدينة الوحيدة‬
‫التي استقر بيا المايا بدون انقطاع منذ المرحمة ما قبل الكالسيكية والتي تقع عمى الحدود الشرقية لمجال‬
‫المايا الجغرافي‪.‬‬

‫أما الفترة الكالسيكية النيائية ( ‪ 800‬م‪ 900 -‬م)‪ ،‬فقد عرفت تزايدا سكانيا ىائال في األراضي المنخفضة‬
‫الوسطى وتعد فترة تقيقر وىجرة المدن الكبرى‪ ،‬وبداية تطور مدن األراضي المنخفضة العميا في شبو جزيرة‬
‫يوكاتان(‪.)62‬‬

‫‪ .3‬الفترة ما بعد الكالسيكية (‪ 900‬م‪ 1521-‬م)‬


‫اإلطار الجغرافي والزمني لحضارة المايا‬ ‫مجمة الباحث‬

‫واجو شعب المايا في يوكاتان وسكان األراضي العميا في غواتيماال شعوبا أقوى منيا حيث وقعت‬
‫تحت سيطرتيا‪ ،‬رغم أن ىذه الشعوب الوافدة لم تعرف فنا وال معما ار راقيا‪ ،‬إال أنيم عاشوا حياة متطورة في‬
‫حيث يظير أن المرحمة عرفت تطو ار اقتصاديا‬ ‫(‪)63‬‬
‫شمال يوكاتان ووسط بيتان وفي األراضي العميا الجنوبية‬
‫قائما عمى التجارة بدليل العثور عمى مواد أجنبية عن المنطقة مثل الذىب اآلتي من جنوب أمريكا الوسطى‬
‫والنحاس المستقدم من السواحل الغربية لممكسيك إضافة إلى حجر الفيروز من الجنوب الغربي ألمريكا‬
‫الشمالية وتعد ىذه من العناصر الجديدة التي ميزت المرحمة ما بعد الكالسيكية التي عرفت تعاقب حضارتين‬
‫ىامتين وىي حضارة "التولتك" (‪ )Toltèques‬و حضارة "األزتك" (‪.)64()Aztèques‬‬

‫لقد استقر شعب التولتك في شمال مدينة مكسيكو الحالية بداية من ‪ 950‬م وضموا إلييم ما تبقى من سكان‬
‫خالل القرن الثاني لمميالد‪ ،‬و استرجع التولتك المعالم الحضارية ليذه المدينة واستغموىا‬ ‫(‪)65‬‬
‫مدينة تيوتيوكان‬
‫‪ ،)Tula‬التي أصبحت المركز الحضاري‬ ‫كبداية النطالقتيم في المنطقة قبل أن يتحولوا إلى مدينة "توال" (‬
‫لحضارة التولتك كما تدل عميو المخمفات األثرية التي تم اكتشافيا(‪.)66‬‬
‫يعتبر األزتك ورثة التولتك حضاريا في المكسيك و ىم شعب قدم من الشمال الغربي لمكسيكو واستقروا بيا‬
‫تالن"‬ ‫والذين استطاعوا تكوين إمبراطورية واسعة األرجاء سطعت خالليا مدينة "تينوشتي‬ ‫(‪)67‬‬
‫حوالي ‪1200‬م‬
‫كمركز حضاري قبل أن يقضي عمييم اإلسبان سنة ‪ 1521‬م‪.‬‬
‫وبذلك تنتيي تاريخ الحضارات القديمة التي عرفتيا منطقة أمريكا الوسطى‪ ،‬وبداية حقبة تاريخية جديدة أوربية‬
‫الصنع والتي استطاعت خالل سنوات وجيزة دفن ذاكرة شعوب كاممة استغرقت آالف السنين في مسيرتيا نحو‬
‫الرقي والتطور‪.‬‬

‫الهوامش‬
‫‪Lemann (Henry), les civilisationsprécolombiennes, 12èmeédition, Ed.P.U.F, (paris 2008), p.8. )1‬‬
‫‪Rachet ( Guy), Les mondesdisparus, des égyptiens aux mayas, Ed.Hachette, (paris 1979), p.12. )2‬‬
‫‪GallenKamp (Charles), les mayas la découverte d’une civilisation perdue, Ed.Payot, (paris 1979), p.12. )3‬‬

‫‪Lehmann (Henry), Op.cit., p.10. )4‬‬


‫‪Demarestre (Arthur), op.cit, p.66.)5‬‬
‫‪Thompson (J.-E.), « la majorité des opinions oscillant entre 10.000 et 20.000 ans avant notre ère » dans : Grandeur )6‬‬
‫‪et décadence de la civilisation maya‬‬

‫‪lehmann (henry), Op.cit., p10: « dix à quinze mille ans, peut-être même trente mille, c’est là toute l’antiquité )7‬‬
‫‪qu’on accorde généralement à l’homme américain », p.49.‬‬
‫‪GallenKamp, Op.cit., p.67 : « il existe des preuves certaines de la présence de l’homme dans le nouveau monde au )8‬‬
‫‪moins 10 000 ans avant J.C, mais des avis autorisés font remonter cette apparition à 25.000 et 50.000 ans avant‬‬
‫‪J.C ».‬‬
‫اإلطار الجغرافي والزمني لحضارة المايا‬ ‫مجمة الباحث‬

Lemoy (Christian), p.5 et Pérez (Raoul), les mayas, p.25.)9


Gendrop (Paul), les mayas, Ed.P.U.F, (paris 2008), p.5.)10

Thompson (J.-E.), Op.cit.,p.49.)11


Lehmann, Op.cit., p.10; Soustelle, les olmèques, p.10.)12
Lemoy (Ch.), Op.cit., p.9.)13
Soustelle (Jacques), les mayas, Ed. L’odyssée, (paris 1982), p.7.)14
Morley (Griswold Sylvanus), the ancient Maya, 4 ème edition, Ed.Stanforduniversitypress, (California 1983), p.19.)15

Thompson (John Eric), Grandeur et décadence d’une civilisation, p.26. )16


Gube (Nicolaï), p.21)17
Taladoire (E.), les mayas, Ed. du chêne, (paris 2010), p.14)19

Thompson, Op.cit, p.26)20


Baudez (C.-F.), les mayas, Ed. Les belles lettres, (paris 2009), p.25)21

Morley (G.S), op cit, p20.)22


Ibid., p 24.)23
Talaboire (E.), Les mayas, p.14.)24

Grube, Op.cit, p.22.)25


Taladoire, les mayas, p.14)26
Baudez (C.-F.), Op.cit, p.26)27
Morley, Op.cit, p.29)28
Thompson, Op.cit, p.29)29
Baudez (C.-F.), Loc.cit.)30
Demareste, les Mayas, p25)31
Baudez, Op.cit, p.28)32
Grube, Op.cit, p.24)33
Baudez, Op.cit,p.28)34
Thompson, Op.cit, pp.31-32.)35
Baudez, Op.cit, p.28)36
Thompson, Op.cit, p.32)37
Soustelle (J.), Op.cit, p.7)38
Lehmann (Henry), « l’apogée d’une civilisation», dans Archéologia, N°22, Ed.Faton, (paris 1968), p.8. )39
Thompson, Op.cit, p.35.)40
Grube, Op.cit, p.25.)41
Soustelle (J.), Op.cit, p.7.)42

Lehmann, Op.cit, p.8.)43


Demarest, Op.cit, pp.28-29)44

Baudez (C.-F.), une histoire de la religion des mayas, Ed. Albin Michel, (paris 2002), pp.17-19-20.)45
Meyer (Laure), « art précolombien au grand palais du Mexique», dans Archéologia, V.II, N°258, Ed.Faton, )46
(paris 1990), pp.16-20.
Davoust (Michel), L’écriture maya et son déchiffrement, Ed.C.N.R.S, (paris 1995), p.14. )47
‫اإلطار الجغرافي والزمني لحضارة المايا‬ ‫مجمة الباحث‬

Meyer (L.), Op.cit, p.16.)48


Davoust (M.), Op.cit, p.14.)49

Rubalbica (Jill), Great empires of the past: empires of the Maya, Ed.Chelsea house, (U.S.A 2009), p.8.)50
Rosdel (Christian), le Mexique, Ed.Karthala, (paris 1997), pp.32-33.)51
Auzia (D.) etLabourdette (J.-P.), Guatemala, Ed. Le petit futé, (paris 2007), p.26.)52

Adams (R.),Op.cit., p.11.)53


Bemont, Op.cit.,p302.)54
Demarest, Op.cit, p.28.)55
Baudez, Op.cit, p.19.)56
Grube, Op.cit, p.15)57
Baudez, Op.cit, p.20.)58
Demarest, Op.cit, p.26)59
Meyer (Laure), Op.cit, p.16.)60
Grube, Op.cit, pp.15-16.)61
Baudez, Op.cit,pp.22-23 et 24.)62
Demarest, Op.cit, p.30.)63

Grube, Op.cit,p.16.)64
Piemont, Op.cit, p.303.)65

Lehmann, Op.cit,pp.25-29.)66
Mac Donald (F.), the Aztec and Maya worlds, Ed.Rosen publishing group,(New York,2009), p.4. )67

You might also like