‫نبذة عن العصر الطباشيري‬

‫عصور ما قبل التاريخ ُي طلق مصطلح عصور ما قبل التاريخ العصور الزمنية التي سبقت كل العصور التي‬
‫عاشها اإلنسان ودونت تاريخ ًيا‪ ،‬من خالل الصور أو النقش أو الرسم أو اللوحات‪ ،‬واكتشفها‪ %‬اإلنسان في العصر‬
‫الحديث مع التطور التكنولوجي والعلمي والمعرفي‪ ،‬وتم ّكن من معرفة كثير من التفاصيل عن حياة إنسان ما قبل‬
‫التاريخ وطبيعة المجتمع والدين واألدوات والسفن والفن واألسلحة وكل ما استخدمه‪ ،‬إاّل أن هناك فترة زمنية سبقت‬
‫اإلنسان ما قبل التاريخ‪ ،‬وهي الفترة التي تش ّكلت فيه مالمح األرض‪ ،‬وكانت تعيش فيها حيوانات مختلفة سبقت‬
‫اإلنسان كالديناصورات‪ ،‬وكان منها العصر الجوراسي‪ ،‬والعصر الطباشيري‪ ،‬والعصر الجليدي‪ .‬وهذه المقالة ستقدم‬
‫نبذة عن العصر الطباشيري بوصفه واح ًدا من هذه العصور‪ ]١[.‬نبذة عن العصر الطباشيري العصر الطباشيري أو كما‬
‫يعرف بالعصر الكريتاسي‪ُ ،‬عرف منذ ‪ 135‬إلى ‪ 65‬مليون سنة‪ .‬انقرضت الديناصورات في نهايته بعد أن عاشت فوق‬
‫ويقسم إلى قسمين رئيسين‪ ،‬هما العصر ‪ K،‬األرض نحو ‪ 200‬مليون سنة‪ ،‬ويرمز للعصر الطباشيري برمز له برمز‬
‫الطباشيري المبكر‪ ،‬والعصر الطباشيري المتأخر‪ ]٢[.‬والعصر الطباشيري نظام جيولوجي وحسب الجدول الزمني‬
‫الجيولوجي‪ ،‬يأتي هذا العصر بعد العصر الجوراسي وقبل العصر الباليوجيني‪ ،‬وهو من أقصر العصور في الدهر‬
‫الوسيط في تاريخ األزمنة الجيولوجية؛ إذ استمر ‪ 80‬مليون سنة‪ ،‬إال أنها أطول فترة زمنية في الدهر الفانروزوي‪.‬‬
‫وتعرف نهاية العصر الطباشيري بأنها فترة تقع بين نهاية الدهر الوسيط وبداية الدهر الحديث‪ ،‬وفيه انقرضت‬
‫الديناصورات بعد أن عاشت فوق األرض ‪ 100‬مليون سنة‪ ]٣[.‬الحياة البرية والبحرية في العصر الطباشيري عرف‬
‫العصر الطباشيري أنوا ًع ا مختلفة من الثدييات الصغيرة البدائية كالكنغر والنباتات الزهرية‪ ،‬كما ظهرت أنواع مختلفة‬
‫من األشجار كأشجار البلوط وأشجار الدردار واألشنات‪ ،‬وظهرت الديناصورات ذات الريش والتماسيح‪ .‬كما ظهرت فيه‬
‫وفحيحا‪ ،‬كما َعرف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أزيزا‬ ‫سمكة البكنودونت الرعاشة وطيور الهيسبرنيس وطيور النورس ذات األسنان التي تصدر‬
‫العصر الطباشيري الزواحف البحرية ذات األعناق كالثعابين‪ ،‬وسلحفاة األركلون البحرية ذات الزعانف المجدفة‬
‫سينتهي هذا اإلعالن خالل ‪   59‬كما ‪ seconds of 59 seconds‬لحمايتها من قناديل البحر والقروش‪0 ]٢[.‬‬
‫ظهر في العصر الطباشيري بط السورولونس العمالق الذي بلغ ارتفاعه ‪6‬م‪ ،‬وكانَ يعيش في الماء وله عرف فوق‬
‫رأسه‪ ،‬كما ظهر فيه ديناصور اليرانصور الدموي‪ ،‬بذراعين قصيرتين وقويتين يسير بهما فوق اليابسة‪ ،‬وكانت له ذيل‬
‫لحمي طويل وغليظ وأسنان المعة ومخالب قوية وكان يصدر فحيحا‪ .‬وظهر فيه اإلنكلوصور الضخم وهو من الزواحف‬
‫العمالقة‪ ،‬مقوس الظهر وجسمه مسلح بحراشيف عظمية‪ .‬كما ظهرت حيوانات صغيرة بأنوف طويلة‪ ،‬تعتبر األجداد‬
‫األوائل للفيلة والحيتان المعاصرة والخرتيت وأفراس البحر‪ ]٢[.‬العصر الطباشيري والتغيرات الجيولوجية َ‬
‫ش ِه َد العصر‬
‫الطباشيري تغيرات جيولوجية تمثلت في إزاحات قشرة األرض ونشاط البراكين‪ ،‬وفيه وقع انقراض للديناصورات كبير‬
‫أودى بحياتها وحياة ‪ %50‬من الالفقاريات البحرية منذ ‪ 65‬مليون سنة‪ ،‬وكان سبب هذا االنقراض مذنب ضرب‬
‫األرض والبراكين القوية التي تفجرت فوقها‪ ،‬كما انفصلت أفريقيا عن أمريكا الجنوبية في العصر الطباشيري‪ ،‬وتوقفت‬
‫حركة االلتواءات في وسط أورو ّبا‪ ،‬إاّل أن الطفح البركاني زاد في جبال األنديز‪ ،‬ومع ذلك كان مناخ العصر دافًئ ا رط ًبا‬
‫في أجزاء كثيرة من األرض‪ ،‬وتش ّك لت فيه المناطق الجافة‪ ،‬وفي نهايته ظهرت البرودة في المناخ‪ ،‬ثم بالتدريج تشكلت‬
 ‫مر ساب ًقا أن العصر الطباشري قُ ّ‬
‫سم إلى‬ ‫مناطق مناخية شبيهة بنظام المناخ الحالي‪ ]٢[.‬فترات العصر الطباشيري ّ‬
‫فترتين زمنيتين رئيسيتين‪ ،‬هما العصر الطباشيري المبكر‪ ،‬والعصر الطباشيري المتأخر‪ ،‬ويمكن عرض موجز عن‬
‫هاتين الفترتين‪ ،‬فيما يأتي‪ ]٢[:‬العصر الطباشيري المبكر وتس ّمى بالعصر الطباشيري المبكر في الجيولوجيا الزمنية‪،‬‬
‫والعصر الطباشيري السفلي في الجيولوجيا الطبقية‪ ،‬وتمتد هذه الفترة من ‪ 4.0±145.5‬سنة إلى ‪ 0.9±99.6‬مليون‬
‫سنة مضت‪ .‬ومن الحيوانات التي ظهرت في هذا العصر‪ ،‬الديناصورات بأنواع عديدة‪ ،‬منها‪ :‬السبينوصوريات‪،‬‬
‫والسيتاكوساورس‪ ،‬والسولوروسورس‪ ،‬باإلضافة إلى ما نجى من ديناصورات العصر الجوراسي المتأخر‪ .‬أما في‬
‫البحارفقد انخفضت أعداد اإلكصور‪ ،‬إلى أن انقرضت نهائيا في بداية الطباشيري المتأخر‪ .‬وظهرت ألول مرة كل من‬
‫النباتات مغطاة البذور‪ ،‬والثدييات الحقيقية‪ ]٤[.‬العصر الطباشيري المتأخر ويعرف هذا العصر بالجيولوجيا الزمنية‬
‫بالطباشيري المتأخر‪ ،‬وفي الجيولوجيا الطبقية بالطباشيري العلوي‪ ،‬ويمتد من ‪ 0.9±99.6‬إلى ‪ 0.3±65.5‬مليون‬
‫سنة مضت‪ .‬وعرف عن المناخ في العصر الطباشيري المتأخر أنه كان أكثر دفئا من الوقت الحاضر‪ ،‬رغم أنه كان‬
‫متج ًه ا إلى البرودة طوال الفترة بصورة واضحة‪ .‬وبسبب تكتونية الصفائح فقد تحركت األمريكتين تدريج ًيا باتجاه‬
‫الغرب في هذا العصر‪ ،‬وسببت توس ًع ا في المحيط األطلسي‪ .‬وقسم الطريق البحري الداخلي الغربي أمريكا الشمالية إلى‬
‫نصفين شرقية وغربية؛ عرفت الشرقية بأباالشيا والعربية بالراميديا‪ ،‬كما حافظت الهند على مسارها شماال تجاه آسيا‪.‬‬
‫وكانت القارة القطبية الجنوبية واستراليا في نصف الكرة الجنوبي ال تزاالن متصالت‪ ،‬وبدأتا باالنجراف بعيدً ا عن‬
‫أفريقيا وأمريكا الجنوبية‪ .‬في حين كانت أوروبا سلسلة من الجزر المسكونة من الديناصور القزمية‪ ]٥[.‬الديناصوات‬
‫ظهورا في العصر الطباشيري‪ ،‬هي الديناصورات ذات‬
‫ً‬ ‫ذات الريش في العصر الطباشيري من أبرز أشكال الديناصورات‬
‫الريش‪ ،‬ومن ضمنها ديناصور ثيربود؛ وهو ديناصور مفترس له أربعة أطراف يغطيها الريش الطويل‪ ،‬وهو بحجم‬
‫قادرا على الطيران‪ ،‬لكن من غير المعروف إذا كان عن طريق الرفرفة‬
‫الحمام في الوقت الحالي‪ .‬وكان هذا الديناصور ً‬
‫أو االنزالق الهوائي‪ .‬ومن الديناصورات ذات الريش التي ُعرفت في العصر الطباشيري ديناصورالشيندييوربسوت‬
‫بأربعة أجنحة‪ ،‬وحجمه حجم نسر كبير ويزن ‪4‬كغ‪ ،‬ويبلغ طوله ‪1.3‬م من الوجه إلى الذيل الذي يصل طول ريشه إلى‬
‫‪ 30‬سم‪ ،‬وهو الريش األطول بين الديناصورات المسجلة‪ .‬وهناك ديناصور مايكرورابدردوي‪ ،‬الذي يصغره حجما‪،‬‬
‫ويبلغ كيلوجرام واحد‪ ] ٦[.‬يقول العالم لويس تشياب عن آلية طيران الديناصورات ذات الريش في العصر الطباشيري‪:‬‬
‫"إن طول وشكل الذيل قد سمح لهم بتعديل درجة الميالن واإلنحراف سواء كانوا يطيرون لألعلى أو لألسفل‪ .‬كما أنه‬
‫ساهم في تخفيض سرعتهم خالل الهبوط وسمح لهم بالوصول بشكل آمن‪ ،‬وهو شيء مهم ألن الهبوط خطير جدًا‬
‫ً‬
‫وخاصة بسرعات عالية"‪ .‬إن دراسة المستحثات لديناصورالشيندييوربسوت تشير إلى أن أواخر العصر الجوراسي‬
‫وأوائل العصر الطباشيري‪ ،‬هما فترتان غنيتان بمعلومات حول تطور ريش الطيران‪ ،‬التي تكشف أن هذه المرحلة كانت‬
‫فسر العلماء ظهور الريش على الديناصورات في البداية كان‬
‫خطوة انتقالية إلى مرحلة الطيور الحديثة اليوم‪ ،‬وقد ّ‬
‫ضا بهدف شكلي استعراضي قبل أن يتم تعديله ليساهم في‬
‫بهدف عزل الجسم وحمايته من العوامل‪ %‬الخارجية‪ ،‬وأي ً‬
‫]‪[+‬وظيفة الطيران‪ ]٦[.‬المراجع‬