Professional Documents
Culture Documents
حضارة المايا - ويكيبيديا
حضارة المايا - ويكيبيديا
الحضارة المايانية
هندوراس ،السلفادور وفي نطاق خمسة واليات جنوبية في المكسيك مثل :كامبيتشي ،تشياباس ،كينتانا رو ،تاباسكو
ويوكاتان .تأسست في البداية خالل فترة ما قبل الكالسيكية (حوالي 2000ق.م إلى 250م) ،وفقًا للتسلسل الزمني لوسط
أمريكا ،وصل عديد من مدن المايا إلى أعلى مستوى لها من التطور خالل الفترة الكالسيكية (تقريبًا من 250م حتى 900م)،
واستمّر ت خالل ما بعد الكالسيكية حتى وصول اإلسبان .وكانت لديهم حضارة يقدر تاريخها بحوالي 3000سنة .خالل ذلك
الوقت الطويل كانوا يتحدثون في تلك األراضي مئات اللهجات التي تولد منها هذا اليوم حوالي 44لغات ماياوية مختلفة.
وقد عرفت بالحضارة الوحيدة في تطور اللغة الكتابية في األمريكتين زمن ما قبل كولومبوس ،فضال عن الفن ،الهندسة
المعمارية ،وأنظمة الرياضيات والفلك.
المايا
مجّس م قناع المايا يعكس فترة ما بعد الكالسيكّي ة ،معروضة في المتحف الوطني لالنثروبولوجيا والتاريخ في والية كامبيتشي المكسيك.
المعطيات
يشير الحديث عن «المايا القديمة» إلى تاريخ أحد أهم ثقافات أمريكا الوسطى زمن ما قبل كولومبوس ،ألن لها إرث علمي
وفلكي مشهود وهام على مستوى العالم .فقد أسهمت حضارتهم بالكثير من الميزات للحضارات األخرى في وسط أمريكا
بسبب التفاعل الكبير ونشر الثقافة التي اتسمت بها المنطقة .لم ينشأ التقدم كالكتابة ،النقش ،والتقويم مع المايا فحسب بل
تطور بالكامل .ويمكن كشف تأثير تلك الحضارة في هندوراس وبليز ،غواتيماال ،والسلفادور الغربية ممتدة إلى مناطق بعيدة
مثل وسط المكسيك أي أكثر من 1,000كم ( 620ميل) من منطقة المايا .وتم العثور آثار عمرانية وفنية للمايا خارج المنطقة،
ويعتقد أنها بسبب التبادل التجاري والثقافي.
لم يختف شعب المايا نهائيًا ال في وقت تراجع الفترة الكالسيكية وال مع وصول الغزو اإلسباني واستعمارهم لألمريكيتين،
حيث يشكل أبناء شعب المايا في الوقت الحالي األكثرية لسكان جميع مناطق المايا وقد حافظوا على التقاليد الممّي زة
والمعتقدات التي هي نتيجة الندماج األفكار والّث قافات لفترتي ما قبل كولومبوس وما بعد الغزو .في الوقت الحالي ماليين
الناس يتحدثون لغات المايا المختلفة.
يوضح األدب الماياوي حياة هذه الثقافة ،ومن األمثلة على ذلك مسرحية رابينال اتشي المكتوبة بلغة اتشي والتي أعلن عنها
من قبل اليونسكو في عام 2005على أنها من روائع التراث الشفهي الالمادي للبشرية ،ومن األعمال األدبية بوبول فوه
لألساطير التأريخية ،وكتب شيالم باالم التي تقدر بتسعة كتب .وما دمره الغزو اإلسباني هو نموذج لحضارة ماقبل
كولومبوس التي تقدر بثالثة آالف سنة من التاريخ العريق.
التغطية الجغرافية
امتداد الحضارة الكالسيكية ومابعد الكالسيكية للمايا
امتدت حضارة المايا في جميع أنحاء الواليات الجنوب للمكسيك المعروفة اآلن بتشياباس ،تاباسكو ،وواليات شبه جزيرة
يوكاتان مثل كينتانا رو ،كامبيتشي ويوكاتان .امتدت منطقة المايا في جميع أنحاء المنطقة الشمالية لوسط أمريكا ،حيث
تشمل دول الوقت الحالي غواتيماال ،بليز ،شمال السلفادور وهندوراس الغربية.
أراضي جنوب المحيط الهادئ المنخفضة : وتقع جنوب األراضي المرتفعة وتشمل جزءا من الوالية المكسيكية تشياباس،
الساحل الجنوبي لغواتيماال ،بليز والسلفادور.
األراضي الشمالية المنخفضة : تغطي أغلبية شبه جزيرة يوكاتان ،بما في ذلك الواليات المكسيكية يوكاتان ،كامبيتشي
وتشياباس]1[. وكوينتانا رو ،وقسم بيتين في غواتيماال ،وكل بليز .كما تشمل أجزاء من الواليات المكسيكية تاباسكو
تاريخ
قبل الكالسيكية
وتسمى أيضا بالفترة الزراعية ،هناك خالف على بداية ونهاية فاصل هذه الفترة الزمنية ،فقد بين التحليل الكربوني أن شعب
المايا قطنوا في كل من كويلو وبليز حوالي 2600ق.م ]3[]2[.وإذا أستندنا إلى تقويم المايا المسمى بتقويم العدد الطويل
لوسط أمريكا فإنه يبدأ بتاريخ يعادل 11أغسطس 3114ق.م.
لكن وجهة النظر المقبولة بشكل اوسع ،هي أن أولى مستوطنات المايا نشأت حوالي عام 1800ق.م في منطقة سوكونوسكو
عند ساحل المحيط الهادئ ،وعرفت هذه الفترة باسم بدايات ما قبل الكالسيكية ،حيث تميزت بالمجتمعات المتحضرة
المحروق]4[. وتطورت اللغة واكتسب الشعب الخبرة وبدأوا بصناعة الفخار والتماثيل الصغيرة المصنوعة من الطين
تقول إحدى النظريات بناء على بعض الدراسات على الفخار أن ساحل المحيط الهادئ من شرق أواكساكا إلى السلفادور كان
يسكنها أسالف شعب الميكسي والبوبولوكاس الحاليين وذلك فترة قبل الكالسيكية ،وفي عام 1200ق.م أحد هذه
المجموعات من المايا هاجرت إلى خليج المكسيك حيث حضارة األولمك المتقدمة.تم العثور على أقدم نموذج للفخار في هذه
المنطقة وهو فريد من نوعه يسمى أوكوس )Ocós( -يعود إلى موطنه األصلي غواتيماال حوالي 600سنة قبل حضارة
األولمك.
هاجر المتحدرين من األولمك إلى منطقة بيتين في غواتيماال ،وأختلطوا بعد ذلك مع السكان المحليين مما كون لغة المايا
البدائية (بروتومايا )"protomayas"-وتبين بعض القطع األثرية الموجودة في بيتين هجرة شعب المايا إلى حوض ميرادور
الكبير وتأسيس بعض المدن مثل ناكب [اإلنجليزية] ،الميردور ،وسيفال [اإلنجليزية] وقد أشتهرت هذه المدن باللوحات الجدارية
التي تعتبر من أقدم وأرقى اآلثار في المايا ،وهذه المدن الكبيرة جعلت المايا تتميز في الفتر الكالسيكية ،مما يفسح المجال
للشك أن ثقافتي األولمك والمايا تطورتا بشكل مستقل.
فيما بعد وبالتحديد في فترة ما بعد الكالسيكية هاجرت بعض الجماعات إلى شمال بيتين (شبه جزيرة يوكاتان) وبقيت
بعضها؛ وهذا ما يفسر اختالف قبائل المايا مثل شعب اإليتزا ،توتول-زيو [اإلنجليزية] ،كوكومز [اإلنجليزية] ،شعب التزيلتال
[اإلنجليزية] ،شعب الالكاندون ،إلخ) ،وتشترك كل قبيلة بنفس الصفات لكن مع اختالف اللهجات .في وقت الغزو اإلسباني تكيفت
كل من هذه القبائل ذات الثقافات المختلطة والفريدة وأصبحت مستقلة في تقاليدها .بمرور الوقت ازدهرت حضارة المايا
العظيمة وبلغت ذروتها في شمال بيتين ،حوض ميرادور ،وفي قلب الغابات االستوائية؛ وأصبحت هي مركز المايا .يعتقد
البعض أن شعب المايا أخذ نمط الحياة من األولمك ،بالرغم من وجود دالئل مؤخرة تنفي ذلك في كل من بيتين ،الميردور،
سيفال ،إلخ .منذ ذلك الوقت تطورت حياتهم وأستقرت وتكيفوا مع الطبيعة وعرفوا كيف يتواصلون معها.
تشير التقديرات إلى أن غابات بيتين لم تكن مأهولة بالسكان منذ 3000سنة ق.م ،حتى أتى أوائل المزارعين وبنوا أكواخهم
على ضفاف نهر باشن [اإلنجليزية] وحوض ميرادور [اإلنجليزية] ،وهذا ماأظهرت بعض العينات من حبوب لقاح الذرة في بحيرات
حوض ميرادور التي تعود إلى 2750ق.م .بعد ذلك أرتبطوا بشعوب مرتفعات غواتيماال عام 1000ق.م في تاكاليك اباج
[اإلنجليزية] ،وعام 800ق.م في كامينالويو [اإلنجليزية] ،وعام 900ق.م في السلفادور وساحل خليج المكسيك .في عام 1000
ق.م تقريبا توسع أنتشار السكان في جميع أنحاء المنطقة الوسطى وبدأوا في التحضر ،وتوظيف النظم الزراعية المعقدة
والتنظيم السياسي المتقدم المسيطر على النمو السكاني والتسلسل الهرمي الداخلي ،حيث أحتل النبالء والكهنة مناصب
السلطة .وبدأوا بتقسيم العمال على المهن المتنوعة :الزراعة ،الصيد ،صيد األسماك ،الحصاد ،صناعة الفخار ،الصناعة الحجرية،
صناعة الغزل والنسيج ،التجارة ،والعقائد الدينية.
أعطى العمال األولوية لزراع الذرة ،الفاصوليا ،الكاكاو واليقطين ،في حين أن صيد الحيوانات والسمك وجمع الثمار تعتبر
تكميلية؛ ولذلك عرفت هذه الفترة بالزراعية.
تبين األدلة األثرية أن المايا قد بدأوا بتشييد األبنية االحتفالية منذ 3000سنة مضت .وهناك خالف بين حول الحدود
الفاصلة للحضارة الثقافية والمادية للمايا القديمة وحضارة ما قبل الكالسيكية المجاورة لها في أمريكا الوسطى كثقافة
األولمك في األراضي المنخفضة (تاباسكو) وكذلك مع الناطقين بلغتي الميكسي-زوكو والزابوتيك في تشياباس وواهاكا
الجنوبية .ويوجد العديد من النقوش القديمة والمباني المهمة في هذه المنطقة المتداخلة ،وتشير الدالئل إلى أن ثقافتي المايا
القديمة واألولمك أثرت بعضها البعض ]5[.وأقدم المعالم األثرية الموجودة تتكون من تالل الدفن البسيطة ،بعد ذلك شيدت
اسالف األهرامات.
سانتا مارتا (تشياباس) ( )Santa Martaحيث وجدت بدايات صناعة الخزف وزراعة الذرة المؤرخة عام 1320ق.م.
أولمك المتأثرة : تشيابا دي كورسو ( ،)Chiapa de Corzoتوناال ( ،)Tonaláبادر بدرا ( ،)Padre Piedraإزابا (e
.)Izapa
سيطرت آخر مستوطنة (كامينالويو) المتواجدة في مرتفعات غواتيماال على العالقات التجارية في المنطقة مع بقية
المستوطنات في أمريكا الوسطى وضلت قرون عديدة تسيطر على مصادر األحجار الكريمة مثل اليشب والسبج في بيتين
وسهول المحيط الهادئ حتى تم غزوها عام 400م من قبل محاربين من وسط المكسيك من مدينة (تيوتيهواكان) القوية.
الفترة الكالسيكية
لوحة لكوبان كما رسمها فريدريك كاثروود عام .1839
الفترة الكالسيكية أو الفترة الدينية ( 987 - 320م) ،سميت بذلك ألنه كان يعتقد في البداية أن مجموعة كانت تمارس
السلطة السياسية والكهنوتية والحياة االقتصادية واالجتماعية والثقافية ووضعتها حول الدين .وكان للكهنة أهمية كبيرة في
حكومة واليات المايا الكالسيكية ولكنها لم تتولى السلطة الكاملة .والفئة النبيلة من المحاربين هي التي تركزت على السلطة.
وقد تشوهت صورة المايا كمجتمع يحكمه الكهنة عندما تبين أن المدن كانت في حروب مستمرة مع بعضها البعض .شهدت
المايا في هذه الفترة الذروة في البناء على نطاق واسع والتحضر ،وتسجيل النقوش ،وتعتبر فترة هامة للتطور الفكري والفني
وال سيما في المناطق الجنوبية المنخفضة .تطورت الزراعة بشكل كبير وأصبحت نشاط اقتصادي أساسي وكانت تمارس من
قبل عدد كبير من المزارعين ،حيت تم تقسيم العمل المعقد وبالتالي أدى إلى تقسيم طبقي اجتماعي قوي.
أشهر المواقع المهمة في هذه الفترة هي:
كوبا.
تيكال ( 800ق.م 869 -م) :تقع في وسط الغابات ويظهر عليها التأثير الكبير لتيوتيهواكان حيث سكنها 100,000نسمة
لحظة ذروتها ،وهي أكبر مدينة في أمريكا في فترة أواخر الكالسيكية.
يعتمد هذان المركزان على شبكة تجارية معقدة وتقع في مكان استراتيجي بين نهرين يصبان في خليج المكسيك والبحر
الكاريبي.
كوبان (هندوراس) أكثر المدن روعة ففي عام 736م كانت المركز العلمي للمايا ،حيث التقدم في علم الفلك إلى درجة انهم
تمكنو من تحديد مدة السنة المدارية ووضعوا جداول الخسوف والكسوف ووضعوا المعادالت لضبط التقويم ليصبح بنفس
دقة المستخدم حاليا.
منطقة كومالكالكو األثرية في تاباسكو .المدينة الماياوية الوحيدة المبنية من الطوب المحروق.
مدينة كومالكالكو (والية تاباسكو) تقع أقصى غرب المايا ،وتتسم بقلة الحجارة ،حيث أن سكانها يشيدون المباني من الطوب
المحروق ويلصق بخليط من الجص المصنوع من صدف المحار .وتتميز هذه المنطقة باإلنتاج الرئيسي للكاكاو ،حيث أن بذور
الكاكاو كانت تستخدم كعملة للتبادل التجاري بين الحضارات األخرى في أمريكا الوسطى .وجد في كومالكالكو أقنعة وجه
مختلفة ،لوحات تذكارية ،قبور مع رفات بشرية ،وأول مقبرة تضم ما مجموعه 116قبر يزيد عمرها عن ألف سنة .كانت هذه
[]6
القبور موجود في 3كثبان ترابية وتبلغ مساحتها من 220م ،²وتقع على المحيط الخارجي للموقع األثري.
في هذا الفترة وجد أكثر من 100لوحة تذكارية في مدينة كاالكمول ( -كامبيتشي) ،وازدهرت كوابا ( -كينتانا رو) في عام
623م .حيث تمثل أقدم مركز ديني في شبه جزيرة يوكاتان الشمال شرقية.
تغطي المراكز المهمة مساحة 100كم ²ويغطي مركزها الرئيسي حوالي 2كم²؛ وقد تم ربطها ببعض بسلسلة طرق صممت
لضمان السيطرة االقتصادية والسياسية في اإلقليم ،باإلضافة لتأمين وسائل اتصال مميزة فيما بينها ،وقد تم بدأ بناء هذ
الطرق بين عامي 600و 800م تقريبا ،وهو الوقت الذي نحتت فيه اللوحات التذكارية الضخمة .ويظهر التقدم الحضاري في
الثالثة مجموعات من المباني االحتفالية )Nohoch Mul ,Chumuc Mul ,Macanxoc( :وبلغ عدد السكان إلى 70,000
نسمة ،وفي عام 1000م تمت السيطرة على الطريق التجاري للساحل الشرقي واألوسط وشمال شبه جزيرة يوكاتان.
هرم في ياكسشيالن.
بالينكي ،تقع في غابات تشياباس ،وقد وصلت ذروتها بين عامي .799 - 695
ياكسشيالن.
بونامباك.
بيدراس نيغراس.
وقد عثر في هذه المنطقة يعض الدالئل على قتال حدث بين الجنود وبعض السجناء
.تعتبر بيكان التي تقع في كامبيتشي
أحد األمثلة للمدينة المحصنة في المايا ويحيط بها خندق جاف.
قبل اكتمال الفترة الدينية المهمة لتقوية العالقة الوثيقة والطويلة بين مناطق المايا ووسط المكسيك وبخاصة مع
تيوتيهواكان وكانت بين القرنين الخامس والسابع .سيطرت التيوتيهواكان على جميع مراكز المايا في هذه الفترة من خالل
الحرب والسياسة ،وبصفة أكبر من خالل التأثيرات الثقافية والوصول إلى الموارد الطبيعية مثل الكاكاو الذي يعتبر من السلع
األساسية في الشبكات التجارية .في البداية ظهر أن حضارة المايا أخذت من التيوتيهواكان ثم واصلت تطورها بنفسها ،لكن
بعد تحليل بعض األدلة كالمباني واللوحات التي وجدت في تيكال وكامينالويو تبين أنها تشير إلى أن حرب وقعت بين شعبي
التيوتيهواكان والمايا مما يدل على أن السلطة كانت للمحاربين في هذه الفترة.
يمكننا أن نستنبط أن التفكك الدراماتيكي الغير مفهوم لهذه المراكز القوية للعبادات واالحتفاالت مرتبطة بسقوط
التيوتيهواكان نفسها.
توجد أحتماالت كثيرة عن "سقوط المايا الكالسيكية" منها أن انحالل واختفاء المراكز الدينية لحضارة المايا ،الذي سبب في
ذلك الصدع بين عامي 750و 900م .بعد ذلك تراجعت مراكز المايا الموجودة باألراضي الجنوبية المنخفضة وذلك خالل
القرنين الثامن والتاسع وتمت هجرتها بعد ذلك بوقت قصير .وقد صاحب هذا التراجع توقف أعمال النقش األثرية وتوقف
العمران ]7[،واليوجد أي تفسير لهذا االنهيار.
تنقسم االحتماالت الغير -بيئّي ة لتراجع المايا لعدة أسباب ،ومثال ذلك زيادة العدد السكاني والغزوات الخارجية وثورة
الفالحين ضد تسلط النبالء والكهنة .ويضاف إلى ذلك أن تيوتيهواكان تعرضت للنهب والحرق حتى أصبحت رمادا من قبل
قّو ات مجهولة لوقف سيطرتها على مناطق المايا .وانهارت الطرق التجارية الرئيسية وتوقف االزدهار االقتصادي والثقافي
فجأة لينتقل إلى كسوتشيكالكو ثم بعد ذلك إلى تولتك في وادي المكسيك.
أّم ا االحتماالت البيئّي ة فتشمل الكوارث البيئية ،األمراض الوبائية ،وتغير المناخ .هناك أدلة تبين أن سكان المايا استهلكوا
المقدرات البيئة مثل استنفاد اإلمكانات الزراعية وفرط صيد الحيوانات الضخمة ]8[.يعتقد بعض العلماء أن جفاف حاد اسغرق
[]10
200سنة أدى إلى انهيار حضارة المايا ]9[.وهذه النظرية نشأت من بحوث قام بها علماء الفيزياء بدراسة قيعان البحيرات،
حبوب اللقاح القديمة ،وغيرها من البيانات .أحدث األبحاث لعام ،2011تمت باستخدام نماذج مناخية عالية الدقة واعادة
بناء المناظر الطبيعية الماضية من جديد ،وقد بينت هذه األبحاث إلى أن تحويل شعب المايا معظم غاباتهم إلى أراض زراعية
قد أدى إلى انخفاض التبخر وبالتالي انخفاض سقوط األمطار ،وبالتالي زيادة الجفاف .بينت دراسة نشرت في مجلة ساينس
عام 2012أن معدل هطول األمطار لم يبلغ سوى %25إلى %40من معدل هطول األمطار السنوي ،وكانت نقطة تحول المايا
إلى االنهيار .كان الباحثون قادرين على تحديد كمية األمطار السنوية في المنطقة بناء على عينات من رواسب البحيرات
والكهوف المحيطة بالمدن الرئيسية للمايا .استغرق الجفاف في ذلك المكان ما بين 950-800م وكانت كافية للنقص السريع
لموارد المياه المفتوحة ]12[]11[.ورقة أخرى من نفس المجلة تدعم وتوسع هذا االستنتاج على أساس تحليل النظائر للمعادن
المجودة في صواعد الكهوف .يقول التقرير أن سقوط األمطار الكثيفة بين عامي 440و 660م جعل المايا في ازدهار في
البداية ،وبعد ذلك أدت سنوات الجفاف التالية إلى معارك واسعة النطاق وسببت تدهور حضارة المايا.
يسمى هذا التدفق من المهاجرين بوتون أو شونتال مايا ،حيث عاشوا في تاباسكو الجنوبية وكان لهم عالقات تجارية مع
شعوب وسط المكسيك وجماعات الناهوا في اطراف منطقة المايا .ووجود هذا االختالط يكسر توازن عالم الثيقراطية وقد
استفادت بوتون من سقوط هذا الترتيب لتتقدم بشكل جديد من أشكال الحياة والسيطرة على المنطقة.
وكان إقليم التي جاءت إليه جماعة بوتون في دلتا نهر أوسوماسينتا ونهر جريجالفا حيث تكثر في تلك المنطقة األنهار،
الجداول ،بحيرات شاطئية والمستنقعات وتسود وسائل النقل المائي ،وهذا جعل من البوتون بحارة وتجار متميزين حيث
سيطروا على الطرق البحرية التجارية في جميع أنحاء شبه جزيرة يوكاتان .أستوطن شعب البوتون في منطقة جنوب نهر
باشن وأطلقوا عليها اسم «أكالن» ( )Acalánأي ('أرض الزوارق') .وتكون فيها مدينتين رئيسيتين هما:
وأصبحت ايتزإمكاناك عاصمة«أكالن» ( ،)Acalánوسيطروا على التجارة مع شعب الزوكو [اإلنجليزية] وسكان مرتفعات
تشياباس .وبما أن ايتزإمكاناك بعيدة جدا عن المنبع لبناء ميناء رئيسي للتجارة بالتالي أصبحت زيكاالنغو ()Xicalango
مركز تجاري كبير تقع في بحيرة الغونا دي تيرمينوس [اإلنجليزية] وأصبحت تحت سيطرتهم .وأنشأوا العديد من الموانئ في
الطرق ،منها كوزوميل ،إكسيال ،خليج اسينشن وبول (تسمى اآلن كسكاريت) ،كوينتانا رو.
عام 918استحلت قبيلة االيتزا منطقة تشيتشن وأطلقوا عليها اسم (تشيتشن إيتزا) .وفي عام 950سيطروا على جميع
المناطق الشرقية وصوال إلى باكاالر وشيتومال .بعد ذلك كون شعب البوتون اتصاالتهم مع جيرانهم المكسيكيين في جنوب
كامبيتشي.
بحلول عام 1000شكلت تشيتشن إيتزا تحالف مع الكوكوم [اإلنجليزية] من مايابان وزيو من أوكسمال ،وعرفت هذه الشراكة
بكونفدرالية مايابان ،وفي عام 1194أصبحت تحت قيادة هوناك سيل [اإلنجليزية] زعيم فبيلة الكوكوم .أدت المعارك إلى
هزيمة كل من إيتزا وتوتلوزيو ،وفي أواخر القرن الثالث عشر انتهى ازدهار تشيتشن إيتزا وأصبح حكام مايا-تولتك في حالة
من الفوضى ،بعد ذلك تخلى اإليتزا عن مدينتهم وذهبوا إلى أدغال بيتين المهجورة وأنشأوا مدينة جديدة تقع في جزيرة
تايسال [اإلنجليزية] الواقعة في بحيرة بيتين إيتزا .انتهت سيادة مايابان في 1441على يد آه زوبان أحد زعماء زيو ،وقتل
العائلة المالكة اللكوكوم .وكانت الميابان في أوجها حيث أن عدد سكانها يصل إلى 12,000نسمة وكانت مدينة محصنة
ومحاط باألسوار الحجرية التي تأثرت بحضارة التولتك في الهندسة المعمارية.
أحتفظ البوتون على قوتهم في منطقة باكاالر وشيتومال خالل هيمنة المايابان ( )1480 - 1200ولم يتركوا منطقتهم
السابقة بوتونشان .بعد سقوط مايابان تم تقسيم شبه جزيرة يوكاتان إلى 16والية صغيرة ،بقيادة زعيم لكل والية ،وكانت
المنافسة قائمة بينهم لدرجة الحروب وخاصة بين زيو وكوكوم ،وأستمر هذا الوضع حتى وصول اإلسبان.
نجت بعض شعوب وسط بيتين من «سقوط الفترة الكالسيكية» ومن هذه الشعوب:
وفي عام 1250اعادوا تشكيل انفسهم كدول متنافسة ،وحكموا جميع المناطق التي على ضفاف بحيرات بيتين.
وقد ظهرت دول أخرى للمايا في المرتفعات الجنوبية مثل كيشي مملكة كوماركاج أنتجت أشهر عمل للمايا في األساطير
التأريخية (بوبول فوه .)Popol Vuh -أما با النسبة لممالك المرتفعات األخرى فتشمل شعب المام [اإلنجليزية] في
هويهويتينانغو ،شعب الكاكشيكل [اإلنجليزية] في لكسيمش [اإلنجليزية] ،شاجوما [اإلنجليزية] في ميكسكو فيجو [اإلنجليزية] ،وشعب
الشوج [اإلنجليزية] في سان ماتيو ايكستاتان [اإلنجليزية].
فترة االستعمار
بعد وقت قصير من البعثات االستكشافية األولى للمنطقة بدأ اإلسبان بعدة محاوالت إلخضاع المايا الذين كانوا يعادون التاج
اإلسباني وإقاموا المستعمرات في أراضي شبه جزيرة يوكاتان ومرتفعات غواتيماال .من شأن هذه الحملة التي تسمى «الغزو
األسباني ليوكاتان» أن تكون عملية مطولة وخطرة على الغزاة منذ البداية حيث استغرقت نحو 170عاما واستعمل فيها
عشرات اآلالف من المساعدين الهنود قبل سيطرة إسبانيا الموضوعية على جميع أراضي المايا.
وعلى عكس إمبراطوريتي األزتك واإلنكا لم يكن هناك أي مركز سياسي للمايا ،من شأنه عندما يطاح به أن يعجل في نهاية
المقاومة الجماعية للشعوب األصلية .وبدال من ذلك ،احتاجت قوات الغزو إلى إخضاع العديد من األنظمة السياسية المستقلة
الحاكمة للمايا واحدا تلو اآلخر ،وبقي الكثير منها يقاوم بشراسة .كان دافع معظم الغزاة جني الثروة الكبيرة عن طريق
االستيالء على موارد المعادن الثمينة كالذهب والفضة؛ ولكن أراضي المايا كانت فقيرة جدا لهذه الموارد .فأصبح ذلك عامل
آخر إلحباط التصميم اإلسباني للغزو ،ألن ما جذبهم هي التقارير التي تقول أن وسط المكسيك أو بيرو غنية بالثروات.
تسببت كل من الحكومة اإلسبانية ومعها الكنيسة بتحطيم وحرق جميع النقوش المكتوبة والكتب ومعها كنز من المعلومات
عن المايا وكتاباتهم ،كل ذلك بحجة أنها مخالفة للدين المسيحي.
الملك والحكم
السيدة شوك ،عمة زوجة الملك جاكوار المدرع الثاني 709م.
الحكم في المايا الكالسيكية هرمية صغيرة برئاسة حاكم وراثي يعرف باسم ( .)ajawكانت هذه الممالك عادة ليست أكثر من
عاصمة وبجوارها عدد قليل من البلدات الصغيرة ،وإن كانت هناك ممالك أكبر تحكم أراضي كبيرة تحت رعاية أنظمة سياسية
أقل[.بحاجة لمصدر] كان لكل مملكة اسم ال يتوافق بالضرورة مع أي منطقة داخل أراضيها .وكانت هويتها الوحدة السياسية
المرتبطة بساللة حاكمة معينة .على سبيل المثال ،الموقع األثري (نارانخو) كان عاصمة مملكة سال .كانت أرض المملكة (تشان
تشن )chan ch’e’n -وعاصمتها تسمى (واكابنال )Wakab'nal -أو (ماكسام )Maxam -وكانت جزءا من أكبر كيان
جغرافي معروف باسم (هوك تسوك .)Huk Tsuk-المثير لالهتمام ،أنه بالرغم من الحروب المستمرة والتحوالت النهائية في
السلطة اإلقليمية ،فإن معظم الممالك بدأت تختفي من الساحة السياسية حتى انهيار النظام برمته في القرن التاسع للميالد.
وفي هذا الصدد ،فإن ممالك المايا الكالسيكية شبيهة بشكل كبير لألنظمة السياسية في أواخر ما بعد الكالسيكية التي واجهها
اإلسبان في يوكاتان ووسط المكسيك
:يمكن أن تكون بعض األنظمة السياسية تابعة لحكام متسلطين من خالل الغزوات أو
مستقلة[.بحاجة لمصدر] الساللة وحتى اآلن استمرت على أنها كيانات
تزايد قبول الماياويين للمحكمة النموذجية الخاصة بمجتمعات المايا الكالسيكية األمر الذي يشدد على مركزية األسرة المالكة
وخاصة الملك .وهذا األسلوب يركز على أماكن المايا األثرية كتجسيد لألنشطة المتنوعة لألسرة المالكة .ويعتبر دور األماكن
(بما فيها مساكن الملوك والنبالء ،غرف العرش ،المعابد ،قاعات وساحات االحتفاالت العامة) توطيد وترسيخ القوة والتسلسل
الهرمي االجتماعي ،وأيضا في إبراز القيم الجمالية واألخالقية لتحديد مجال اجتماعي أوسع.
تصف مصادر أسبانية دائما أنه حتى أكبر مستوطنات المايا المشتتة كمجموعات من المساكن فهي مجمعة حول المعابد
وقصور الساللة الحاكمة والنبالء األقل مكانة .التظهر مدن المايا الكالسيكية أي دليل على التخصص االقتصادي والتجارة في
نطاق تينوختيتالن المكسيكية
.بالمقابل يمكن أن ينظر لمدن المايا كعائالت مالكة كبيرة ،وأنشطة إدارية وطقوس محلية
للبالط الملكي.
النظام االجتماعي
كان الملوك يطلق عليهم لقب كوالهو )k’ul ahau( -ومعناها الحاكم األكبر والمقدس ألن الملك كان له السلطة السياسية
والدينية .وكان الملوك يحكمون من خالل مجلس حكم وراثي لكن سلطاتهم تهاوت بعد ظهور المؤسسة الدينية التي كان
للكهنة فيها سلطتهم ،فكان يتولى حكم كل مدينة ملك يعتبر الكاهن .وكان الصفوة أغنياء مرفهين وعامة الشعب فقراء
مدقعين .كان النبالء يعيشون في بيوت بنيت من الحجارة المنحوتة وجدرانها جصية عليها رسوم ،وكان الموتي من النبالء
يدفنون في قبو حجري ومعهم مقتنيات من الفخار واألحجار الكريمة وأحيانا كان يوضع معهم أضاحي بشرية لخدمتهم بعد
الموت .كان الرجال واألطفال الكبار بعملون بالفالحة والصيد ويؤدون ثلثي خراجهم للطبقة الحاكمة ويسخرون في العمل
عندهم ،وكانت النسوة يعملن بالحياكة وكن يلبسن مالبس مطرزة كالجيبات والبلوزات ،وكن يمشطن ويطيلن شعورهن وكانت
تسريحة الشعر تميز طبقة المرأة في المجتمع .يتزين الرجال والنساء بالوشم المتقن .كانت تجارة العبيد سائدة حيث يبيعون
األسري المجرمين والعبيد والسيما وأن الفقراء كانوا يبيعون أنفسهم في أسواق النخاسة ،وكانوا إما يعملون في األعمال
الشاقة أو يذبحون كأضاحي تدفن مع سادتهم ليخدموهم بعد الموت.
كانت مجتمعات المايا تعيش مستوطنات عشائرية لها رؤساء وكانوا حكاما بالوراثة أيضا ،وكانوا يحكمون من خالل مهاراتهم
السياسية وقدراتهم الروحانية حيث كان يعتقد أن لهم القدرة على االتصال بالقوى الطبيعية الخارقة .وكانوا بين عشائرهم
يمثلون الطبقة الراقية .وكان يوجد مجلس عام لهذه العشائر يضم حكماؤها ورؤساء العشائر ليدير أمورهم السياسية
والدينية.
الفن
بونامباك.
كان فن المايا في العصر الكالسيكي ( 900 - 250م) على مستوى عال من التطور والحرفية الجمالية .تبين المنحوتات
والنقوش المصنوعة من الجص في بالينكي والتماثيل في كوبان على جمال ودقة شكل اإلنسان في الحضارات الكالسيكية
للعالم القديم .وال يوجد حاليا أال بعض الدالئل على وجود الرسوم المتطورة للمايا الكالسيكية؛ وأغلب المتبقي هي فخارات
الجنائز والسيراميك ،واألبنية في بونامباك التي تحمل الجداريات القديمة التي نجت بالصدفة .وقد نجا اللون الفيروزي
الجميل ('المايا الزرقاء') خالل القرون الماضية بسبب الخصائص الكيميائية الفريدة لهذا اللون .واكتشف مؤخرا في سان
بارتولو جداريات فنية رائعة وأيقونات متقنة ألواخر ماقبل الكالسيكية .تبين بعد فك بعض رموز المايا النصية أنها كانت
واحدة من الحضارات القليلة التي يضع فيها الفنانين اسمائهم على أعمالهم.
الزراعة
صورة بألوان كاذبة لمنطقة باجو (األراضي المنخفضة) في غواتيماال .تم التقاطها من القمر اإلصطناعي (إيكونوس) .الغابة التي تغطي مواقع آثار المايا
تبدو باللون األصفر ،على عكس اللون األحمر للغابات المحيطة .و«باجو» المزروعة المتناثرة تظهر باللون األخضر المزرق.
كان لدى المايا القدماء أساليب متنوعة ومتطورة إلنتاج الغذاء .وكان يعتقد في السابق أن الزراعة المتنقلة تؤمن معظم
االحتياج من الغذاء ولكنهم فيما بعد فكروا بالزراعة المستقرة عن طريق الحقول المرتفعة ،المدرجات وحدائق الغابات ،كانوا
يزرعون البذور في حفر يحفرونها بعصي من الخشب مدببة ،واستعملوا األسمدة وكانوا يزرعون الحدائق حول البيوت وفي
الشرفات .وفي بعض المناطق كان للحصاد البري أهمية خاصة لدعم الزيادة السكانية الكبيرة خالل الفترة الكالسيكية.
يوجد في الوقت الحالي بعض االثار التي تدل على تنوع النظم الزراعية المختلفة:
الحقول المرتفعة المتصلة بواسطة قنوات ويمكن رؤيتها خالل الصور الجوية.
رواسب اللقاح الموجودة في البحيرات تبين اثار زراعة كل من الذرة ،الكاسافا ،بذور عباد الشمس ،القطن ومحاصيل أخرى
تمت زراعتها مرتبطة مع إزالة الغابات في أمريكا الوسطى منذ 2500سنة قبل الميالد.
كانت حيواناتهم الالما والكالب وكان محصولهم الرئيسي الذرة وفاصولياء واألفوكادو والفلفل الحار والبابايا واألناناس
والكاكاو ،وكذلك كانوا يزرعون والبطاطس والكينا والطماطم وأشجار الكوكا .كان الكاكاو مشروبا مفضال بعد إضافة الماء
والفلفل الحار له ،وكانت المرأة تطحن الذرة بالرحى الحجرية وتصنع منه مشروبا مفضال أو تخبزه ككعكة فوق بالطة من
الفخار الساخن .وكانوا يشربون عسل النحل المخمر وعليه لحاء (قشر) شجر البلش ( ،)balcheوكانوا يصطادون األرانب
والغزالن والديوك الرومية لتناول لحومها ،ويربون الديوك والبط والكالب كحيوانات أليفة داخل البيوت ،ويتناولون األسماك.
وأثناء راحتهم من العمل كانوا يصنعون األدوات الحجرية والتماثيل الطينية الصغيرة وينقشون األحجار الكريمة ويجدلون
الحبال ويصنعون السالل والحصر .وكانت المرأة تصنع أواني الفخار الملون من فتائل ملفوفة من الطين وتنسج من ألياف
القطن العباءات والقمصان ومئازر الرجال ليستروا بها عوراتهم .وكانوا يستعملون لحاء شجر التين البري كورق الذي كان
يستخدم في األغراض االحتفالية.
استمرت شعوب المايا الحديثة بممارسه العديد من هذه األنماط التقليدية للزراعة ،بالرغم من أنها أنظمة ديناميكية تتغير مع
تغير الضغوط السكانية ،الثقافات ،نظم االقتصادية ،تغير المناخ ،وتوفر األسمدة والمبيدات الحشرية.
الهندسة العمرانية
أمتدت الهندسة المعمارية للمايا آالف السنين ،وأغلب ما يعرف عن المايا هي األهرامات الكثيرة لفترة ماقبل الكالسيكية.
ومواقع الكهوف تعتبر مهمة لشعب المايا ،ومنها : كهف جولجا ،كهف ناج تنيش ،كهوف كانديالريا ،كهف الساحرة .هناك أيضا
الكهوف األسطورية بين شعب المايا .وال تزال بعض مواقع الكهوف تستخدم عند المايا الحديثة في مرتفعات تشياباس.
يعتقد أن المعابد واألهرامات يتم تشكيلها وإعادة بنائها كل 52سنة تزامنا مع تقويم المايا (العد الطويل) .ويبدو أن عملية
إعادة البناء تتم بتحريض من كل حاكم جديد أو بسبب أمور سياسية .ومع ذلك ،فإن عملية إعادة بناء أعلى المباني القديمة
مشتركة .وأبرزها ،االكروبول الشمالية في تيكال يبدو أنه تم عليها 1,500سنة من التعديالت المعمارية .وتوجد تسعة
مجمعات اهرام توأمية في تيكال وواحد منها في ياكسا ولكسلو .والتي في تيكال كانت تستخدم الحياء ذكرى نهاية دورة
(كاتون )k'atun -مدتها 20عاما .ومن خالل رصد العديد من العناصر المتناسقة واألساليب المتميزة ،أصبحت بقايا الهندسة
المعمارية للمايا أداة هامة لفهم تطور حضارتهم القديمة.
التصميم الحضري
شمال األكروبوليس ،تيكال ،غواتيماال
يبدو أن تخطيط مواقع المدن المايا ضعيف بسبب أنتشارها في التضاريس الجغرافية المختلفة في أمريكا الوسطى .يميل
العمران في المايا إلى اندماج كبير مع المعالم الطبيعية ،حيث بنيت مدنهم عشوائيا إلى حد ما وفقا لتضاريس كل موقع
مستقل .على سبيل المثال ،نمت بعض المدن في بلديات مترامية األطراف على سهول الحجر الجيري المسطحة شمال
يوكاتان ،في حين أن أخرى بنيت في تالل أوسوماكينتا حيث تم استغالل المرتفعات الطبيعية للتضاريس لرفع األبراج
والمعابد إلى آفاق مثيرة لإلعجاب.
يمكن وصف التصميم الحضري للعصر الكالسيكي بأنه يقسم المساحات إلى آثار كبيرة والجسور .كان التصميم الحضري يرتكز
في الساحات العامة المفتوحة وأماكن تجمع الناس ،بينما المساحات الداخلية تعتبر ثانوية .في أواخر فترة ما بعد الكالسيكية
تطورت المدن الكبرى إلى مبان شبيهة بالقالع الحصينة الدفاعية بنسبة أكبر من الفترة الكالسيكية.
خالل العصر الكالسيكي يكون بدء تشييد المباني على نطاق واسع على أساس محاور محددة سلفا بأتجاهه أساسي ،تعتمد
على مواقع الموارد الطبيعية كمياه اآلبار العذبة ،أو الفجوات الصخرية (سينوتي) ،وتنمو المدينة بواسطة الجسور مكلسة أو
«الطرق البيضاء» لتربط الساحات الكبيرة مع المنابر المتعددة التي أنشئت لتكون قريبة لجميع مباني المايا .بدت مدن المايا
الكبرى تأخذ الطابع العشوائي التي تتناقض بشكل حاد مع غيرها من المدن الكبرى في أمريكا الوسطى مثل تيوتيهواكان.
مواد البناء
الغريب في منشآت المايا العظيمة أنها تفتقر إلى العديد من التقنيات المتقدمة الالزمة للبناء .حيث أنهم لم يستخدموا
حيوانات الجر كوسيلة للنقل ،ولم يستخدموا األدوات المعدنية وحتى البكرات ،حيث أن منشآت المايا الهندسة تتطلب قوى
عاملة وفيرة .أما بالتسبة للمواد المتبقية يبدو أنها متاحة ومتيسرة ،حيث أن جميع الحجارة للمنشآت تؤخذ من مقالع محلية.
وغالبا ما يستخدمون الحجر الجيريالذي يتميز بسهولة النقش والحفر بواسطة األدوات الحجرية .باإلضافة إلى استخدام
الحجر الجيري في البناء ،فقد استخدم الكثير منه بعد سحقه وحرقة ليصبح مالط الذي يشابه االسمنت في خصائصه
ويستخدم بشكل كبير في تشطيب الزخرف الجبسية.
فيما بعد قللت التحسينات في تقنيات مقالع الحجارة ضرورة هذه الزخارف الجبسية من الحجر الجيري وبدأت األحجار
تناسب ذلك أكثر ،مع ذلك ما زالت عنصرا مهما لبعض دعامات السواكف واألسقف .وإذا كانت المنازل للسكان العاديين،
تستخدم اعمدة الخشب ،والطوب والقش من المواد األولية؛ وقد تم اكتشاف حاالت لمنازل العامة من الشعب مصنوعة من
الحجر الجيري أيضا .ومن المميز في هندسة المايا المعمارية قوس الطنف (تعرف أيضا باسم «القوس الكاذب») ،التي تسمح
لمزيد من المداخل المفتوحة ،وقد حسنت المداخل ودعاماتها.
منشآت بارزة
مسارح االحتفاالت : وتكون عادة من الحجر الجيري وعادة يكون ارتفاعها أقل من أربعة أمتار حيث تجري فيها
االحتفاالت العامة والطقوس الدينية .وقد شيدت على أساس منصات نموذجية ،وتكون معلمة برموز منحوتة ،مذابح،
وأحيانا برفوف الجماجم ( )tzompantliوهي عبارة عن أوتاد تستخدم لعرض رؤوس الضحايا أو المهزومين من لعبة كرة
أمريكا الوسطى (.)Ballgame
القصور : وعادة تكون كبيرة ومزينة بشكل كبير ،وتكون قريبة من وسط المدينة وتضم النخبة من السكان .يطلق اسم
األكروبوليس على أي قصر ملكي كبير أو يتكون من العديد من الغرف ،وغالبا ما تكون هذه من طابق واحد وتتألف من
غرف كثيرة صغيرة وعلى األقل فناء داخلي واحد؛ تأخذ هذه المباني في عين االعتبار مهام المقيم ،وكذلك الديكورات
الالزمة لمكانة سكانها.
تفاصيل نحت لجدار معبد القناع في الماناي.
كودز بوب أي الحصير المتدحرج وتقع في كاباه ،بين القرنين السابع والعاشر.
المجموعات : E-وهي تنظيم بنيوي معين في مراكز عديدة في منطقة المايا .وهي موجهة ومتحاذية ألحداث الفلكية
محددة (في المقام األول االنقالب واالعتداالن الشمسي) ،ومن المعتقد انها كانت مراصد .ويرافق هذه المباني نقوش
تصويرية تربط المراقبة الفلكية باألساطير العامة .تسمى المجمعات بالمجموعة ( )Eوتقع في واكساكتون ،وهي أول توثيق
لوسط أمريكا.
األهرامات والمعابد : غالبا ما تكون المعابد الدينية المهمة على قمة األهرامات الشاهقة ،حيث يفترض بها أن تكون أقرب
مكان إلى السماء .تشير االكتشافات الحديثة بعض االستخدام الواسع لألهرامات كمقابر ،لكن المعابد نادرا ما تحتوي على
المدافن .تقع المعباد في قمة األهرامات ،على علو أكثر من 200قدم تقريبا ،مثل الميرادور وتعلوها قمم للزينة .أرتفاعها
يكون في كثير من األحيان أعلى من الغابة المحيطة بها ،وتكون القمم منحوتة لتمثل حكام المايا ويمكن رؤيتها من
مسافات شاسعة.
المراصد : أهتم شعب المايا بالفلك وعلمائها ،فقد رسموا خرائط لمواقع ومراحل األجرام السماوية ،وخاصة القمر وكوكب
الزهرة .يوجد في المعابد العديد من المداخل وخصائص أخرى تتزامن وتحاذي األحداث السماوية .يعتقد أن المعابد
المستديرة المخصصة لألسطورة کوکولکان كانت تستخدم كمراصد ،ولكن ال يوجد دليل على استخدمها لذلك حصرا،
وكذلك قد تكون معابد األهرامات ذات األشكال األخرى استخدمت للرصد أيضا.
ملعب الكرة : تعتبر لعبة الكرة مهمة في نمط الحياة ألمريكا الوسطى ،حيث شيدت مالعب الكرة الخاصة بشعائرهم في
جميع أنحاء مناطق المايا وأحيانا تكون على نطاق اوسع .ويحيط جانبي هذه المالعب مدرجات في أعالها منصات
احتفالية أو معابد صغيرة ،ويكون الملعب على شكل حرف "".
الكتابة والمعرفة
نظام الكتابة
نظام الكتابة للمايا (وتسمى أحيانا هيروغليفية للتشابه السطحي مع كتابة مصر القديمة) ،تعتبر مزيجا من الرموز الصوتية
واللفظية .وتصنف غالبا على أنها رمزية ( )logographicأو (بشكل أكبر) كتابة مقطعية ( ،)logosyllabicحيث تلعب
نظام الكتابة المقطعية دورا هاما .وتعتبر نظام الكتابة الوحيدة في العالم الجديد (ما قبل كولومبوس) والمعروفة لتمثل اللغة
المنطوقة لهذا المجتمع .تشمل النصوص الكتابية مايقرب من أكثر من ألف رمز مختلف ،وقليل منها لديها اختالف في نفس
العالمة أو المعنى ،والعديد منها تبدو نادرة أو تقتصر على مناطق معينة .وفي أي وقت ال يستخدم أكثر من 500رمز تقريبا،
ونحو 200منها لها تفسير لفظي أو مقطعي.
يعود أقدم النقوش في تاريخ مايا إلى ما بين عامي 300-200ق.م ]13[.لكن قد سبق ذلك عدة أنظمة كتابية أخرى تطورت
في وسط أمريكا ،أبرزها المستخدمة عند الزابوتيك ،وقطعة كاسكاجال " "Cascajalالحجرية المكتشفة مؤخرا في حضارة
األولمك ]14[.وهناك كتابة ما قبل المايا المعروفة باسم «كتابات ما بعد األولمك» ،التي يعتقد بعض الباحثين أنها تمثل انتقال
الكتابة بين األولمك والمايا .نشرت ناشيونال جيوغرافيك في 5يناير 2006نتائج لكتابات المايا التي يمكن أن تعود إلى عام
400ق.م ،مما يدل على أن نظام الكتابة مايا قديمة كأقدم كتابة في أمريكا الوسطى المعروفة في ذلك الوقت وتعود إلى
الزابوتيك ]15[.في القرون التالية طورت المايا كتاباتها إلى شكل أكثر اكتماال وتعقيدا من أي دولة أخرى تم العثور عليها في
األمريكتين.
أستخدمت كتابات المايا منذ نشأتها وحتى وصول األوروبيين ،وبلغت ذروتها خالل الفترة الكالسيكية (تقريبا بين عامي 200
و .)900رغم تراجع العديد من مراكز المايا (أو هجرت تماما) أثناء أو بعد هذه الفترة ،فقد استمرت المهارة والمعرفة لكتابة
المايا بين شريحة من السكان ،وقد عرف الغزاة اإلسبانين األوائل هذه الفئة من السكان الذين اليزالون يستطيعون القراءة
والكتابة .لألسف ،لم يعطي اإلسبان لذلك أي اهتمام ،وقد نتج عن هذا الغزو آثار وخيمة على مجتمعات مايا ،وقد فقدت
المعرفة فيما بعد ربما في غضون بضعة أجيال.
تم العثور حتى اآلن على أكثر من 10,000نص تقريبا ،حيث وجدت في الغالب على النصب الحجرية ،السواكف ،اللوحات
التذكارية والفخار .رسم شعب المايا نصوص على شكل من أشكال الورق مصنوع من لحاء األشجار ،وخاصة من أنواع متعددة
من أشجار التين الخانق " ."Ficusهذه األوراق منتشرة في جميع أنحاء أمريكا الوسطى وتعرف حاليا بلغة الناواتل باسم
أمات [اإلنجليزية] ،وهي بالعادة تكون ورقة واحدة طويلة مطوية في صفحات متساوية العرض ،على شكل األكورديون ،وإلنتاج
المخطوطة يجب أن تكون مكتوبة على كال الجانبين .بعد الغزو اإلسباني بوقت قصير ،تم حرق كل المخطوطات التي تم
العثور عليها ودمرت من قبل القساوسة اإلسبان المتشددين ،ومنهم األسقف دييغو دي الندا .نجا فقط ثالثة نماذج من
مخطوطات المايا حتى يومنا هذا ،تعرف هذه المخطوطات حاليا باسم «مدريد»« ،دريسدن»« ،وباريس» .ونجت صفحات
قليلة من الرابعة «جرولر» .جرى المزيد من التنقيب في مواقع لمايا حيث كشفت عن أجزاء أخرى مستطيلة الشكل من رقائق
طالء وجص كانت سابقا مخطوطات وقد تضررت نقوشها بشكل كبير حيث أن معظم المواد العضوية فيها قد تهالكت.
كتابة للمايا على لوحة (كانكوين )Kankuen-تصف الملك (تآه آك شان)T'ah 'Ak' Cha'an-
لقد كانت طريقة فك الرموز واستعادة المعلومات المتعلقة بكتابة المايا عملية طويلة وشاقة .فقد تم فك رموز بعض العناصر
ألول مرة في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ،وكان معظمها لها عالقة باألرقام ،التقويم ،وعلم الفلك .وقد
بدأت اإلنجازات الكبيرة في الخمسينات وحتى السبعينات وتسارعت بعد ذلك .بحلول نهاية القرن العشرين ،استطاع الباحثين
قراءة معظم نصوص المايا بشكل كبير ،وما زال العمل الميداني الحالي يبشر بمزيد من المعلومات.
أغلب كتابات ما قبل كولومبوس التي نجت هي التي على اللوحات التذكارية والنقوش الحجرية األخرى من مواقع المايا،
حيث أن الكثير منها هجرت قبل وصول اإلسبان .وهذه النقوش التي على اللوحات لتسجل سالالت حكام المواقع وحروبهم.
ومن المالحظ أيضا من هذه النقوش أنها تكشف معلومات حول حياة نساء المايا القديمة .وقد وجد الكثير من ما تبقى من
هيروغليفية المايا على فخار الجنائز ،ومعظمها يصف الحياة األخرى.
النموذج األول فك الرموز .بدأت من العالم قسطنطين رافينز ،فقد كان أول من فك رموز ارقام المايا وذلك في عام .1832
في القرن الحالي أجرى العالم الروسي يوري كنوروزف دراسة لفك رموز المايا وقد نشرت في عام ،1952وقد تم إقاف
هذه الدراسة من قبل عدد من علماء اآلثار .ولكن تم االعتراف بجهودهم اآلن من قبل علماء حضارة المايا .في الوقت
الحالي يوجد فقط حوالي 30عالم لفك الرموز على مستوى العالم.
النموذج الثاني في اللغة .بين الدكتور رامون ارزابالو مارين العالم اللغوي والمتخصص في علم المايا (يعرف لغتهم بارغم
أنه ليس بعالم فك الرموز) أنه حتى اآلن توجد إخفاقات عديدة في فك رموز المايا ،وأنها ليست أبجدية (كما بين سابقا
دييغو دي الندا) أو مقطعية ،ولكنها رموز ايديوغرافية .logoideographic -في هذا النوع من الكتابات صعب أن تقرأ،
كما في اللغات األخرى حيث تعبر عن التعبيرات الشعبية والدينية ،التعابير ،إلخ..
أدوات الكتابة
رغم أن السجالت األثرية لم تقدم أي نماذج ،لكن فن مايا يظهر أن الكتابة تمت بواسطة فراشي مصنوعة من شعر الحيوان
والريش .وعادة تتم كتابة النماذج المخطوطة بالحبر األسود مع األحمر البارز ،يوضح اسم األزتك إلقليم المايا كما في «أرض
األحمر واألسود».
الرياضيات
أعتمد شعب المايا النظام العددي على أساس )vigesimal( 20وذلك باالعتماد على مجموع عدد اليدين والقدمين
واستخدمو العدد 5كنظام للعد كما هو الحال في توزيع أصابع اليدين والقدمين .وكذلك طوروا في فترة ما قبل الكالسيكية
(قد يكون شعب األولمك سبقهم) بشكل مستقل مفهوم الرقم الصفر وذلك عام 36ق.م.
الفلك
تميز شعب المايا باألرصاد الفلكية الدقيقة جدا؛ واستخدمت مخططات حركات القمر والكواكب للتنبؤ بالكسوف واألحداث
السماوية األخرى مثل الوقت بين االقترانات لكوكب الزهرة ]16[.وكان دقة علمهم في الفلك وللتقويم المستمدة منه متفوقة
مضت]18[]17[. على أي شعوب أخرى معروفة من 1700سنة
توجد بعض األدلة التي تشير إلى أن المايا هم أول من اكتشف سديم الجبار (أوريون) قبل التلسكوب ،وما يدعم هذه الدالئل
هي الحكاية الشعبية التي تدور رحاها حول منطقة كوكبة الجبار في السماء .ترى مداخنهم التقليدية في وسط لطخة من
نارهم المتوهجة التي تتوافق مع سديم الجبار .هذا هو دليل قوي يدعم فكرة أن المايا اكتشفت منطقة منتشرة في السماء
وليس بمنطقة محددة للنجوم قبل اخترع التلسكوب .أهتم شعب المايا في أوقات تعامد الشمس فوق الرأس ،أغلب مدنهم
تقع تحت مدار السرطان وتحدث هذه الظاهرة مرتين في السنة بفترة متساوية من االنقالب الشمسي.
تحتوي مخطوطات درسدن بيانات مكثفة عن الظواهر الفلكية والحسابات أكثر من أي مخطوطات ناجية أخرى (يبدو أن
البيانات في هذه المخطوطة هي في المقام األول أو حصرا ذات طابع فلكي) .كشفت التحاليل والفحص لهذه المخطوطة أن
كوكب الزهرة أهم جرم سماوي للمايا ،حتى أكثر أهمية من الشمس.
التقويم
كما هو شائع مع حضارات أمريكا الوسطى األخرى ،فقد قاس شعب المايا طول السنة الشمسية بدرجة عالية من الدقة
،حتي
انه أكثر دقة من المستخدمة في أوروبا كأساس للتقويم الميالدي .لكنهم لم يستخدموا هذا القياس لطول السنة في
تقويماتهم ،حيث أن التقويمات التي استخدموها تعد بدائية ،كونها على أساس سنة مدتها 365يوما بالضبط.
يستخدم شعب المايا ثالثة أنواع من التقاويم ،وكلها منظمة على حسب التسلسل الهرمي لدورات أيام لفترات مختلفة.
تستند جميع تقويمات المايا على العد المتسلسل بدون وسائل مزامنة التقويم إلى الشمس أو القمر ،وبارغم من ذلك فإن تقويم
العد الطويل والهاآب تحتوي على دورات من 360و 365يوما على التوالي ،التي تقارب مدة السنة الشمسية.
ترتيب تقويم العد الطويل على أساس تسلسل الهرمي للدورات كما هو مبين في الجدول .تتكون كل دورة من 20دورة أقصر
تالية باستثناء «تون» الذي يتكون من « 18وينال» .وبهذه النتيجة يصبح مجموع االيام في «تون» 360يوما ،التي تحافظ
على التوافق التقريبي مع السنة الشمسية على مدى فترات متواضعة.
الدين
تمثال يمثل أحد كهنة مايا.
كان للدين دورا كبيرا على معظم جوانب الحياة اليومية لمايا ،كان لكل يوم في السنة أهمية دينية خاصة ،وتكمن أهميتها في
الزراعية ،االحتفاالت العامة ،وفي الفن والثقافة .وكانت أهميتها كبيرة جدا للسيطرة على السياسية ،كان لدين المايا ثالث
سمات رئيسية:
دين تعدد اآللهة :حيث كانوا يعبدون آلهة عديدة في وقت واحد.
دين طبيعي : حيث كانت اآللهة العناصر ،الظواهر الجوية ،واألجرام السماوية.
دين ثنائي : على أساس أن الخير والشر هي اإللهة على حد سواء .وكانت آلهة الخير في صراع مستمر مع اآللهة الشر،
ولكنهما ال ينفصال عن بعض كاليال ونهارا .ومن األمثلة األخرى على الدين الثنائي : األب واألم حيث أن األب يرمز إلى
التسميد واألم إلى التخصيب؛ وكذلك الحياة والموت (أقرب ما تكون ثنائي يين ويانغ) .كان أعتقادهم أن آلهة الخيرة لها
امور ايجابية ،مثل الرعد ،البرق ،المطر ووفرة الذرة .وكانت آلهة الشر لها امور سلبية ،مثل الجوع والبؤس الناجم عن
األعاصير ،القحط ،والحرب والدمار.
يؤمن شعب مايا بأن الكون مكون من ثالث طبقات كبيرة ،وهي :األرض ،وما تحتها من العالم السفلي وأعالها السماوات .يتم
الوصول إلى عالم المايا السفلي من خالل الكهوف واألنفاق العميقة .وقد كان يعتقد أنه يسيطر عليها آلهة المايا المعمرة كآلهة
والتعفن]19[. الموت
آلهة المايا
عبد شعب المايا آلهة وإآلهات متعددة كالشعوب األخرى في ذلك العصر .يعتقد أن للمايا أكثر من 160إله ،ومنها:
هوناب كو :يعتقدون انه خالق كل شيء.
إكسشيل :زوجة «إتزامنا» وهي إآلهة القمر ،الفيضان ،الحمل ،الحياكة والغزل.
تصور الكون
تصور المايا أن الكون يتكون من 13سماء ،بعضها فوق بعض ،واألرض هي الطبقة األدنى ،يهيمن على كل سماء 13إله تسمى
" ،"Oxlahuntikuوتحت األرض تسعة سماوات ،على شكل طبقات أيضا ،ويهيمن عليها " ،"Bolontikúوآخر سماء هي
الجحيم ومملكة آه بش إله الموت.
وأعتقد شعب المايا أنه كانت عوالم أخرى قد دمرتها الفيضانات .وأن العالم الحديث محمي من قبل أربعة أشقاء يسمون
" ،"Bacabesيتواجدون في االتجاهات السماوية األربع .وفي وسط عالم المايا توجد شجرة ياكشي " "Yaxcheأو شجرة
القابوق ،التي ترتفع فروعها إلى السماء وتتخترق جذورها العالم السفلي.
الطقوس
كان الماياويون يمارسون طقوسا ويقيمون احتفاالت القداس لهذه اآللهة في أول السنة الماياوية في يوليو أو في حالة
الطواريء كما في المجاعات والقحط واألوبئة والجفاف .وكانت مجموعات من الرجال والنساء يضعون فوق مالبسهم
ورؤوسهم الريش واألجراس الصغيرة بأيديهم وأرجلهم عندما يرقصون بالساحة على إيقاع الطبول والمزمار وأصوات األبواق.
وكانوا يتجمعون في ساحة عامة لتكريم اآللهة ويضعون الريش فوق أبواب الساحة ،ويقدمون العطايا من الذرة والفاكهة
وطيور الصيد والدم الذي كان المتعبد يحصل عليه بثقب شفتيه أو لسانه أو عضوه التناسلي بمخراز ،وكان المصلون يشربون
مشروبا شعبيا ،وبعض المشاركين كانوا يتناولون عقار الهلوسة من األضاحي البشرية.
وفقا لدين المايا ،فإن الروح بعد الوفاة تبدأ برحلة إلى العالم السفلي زيبلبا ( )Xibalbaحيث تعبر النهر بمساعدة كلب -
( Xoloitzcuintliالكلب المكسيكي األقرع [اإلنجليزية]) .وتنتهي الرحلة في الجنوب حيث أتت الروح .ومع ذلك ،وتسير ارواح
الموتى المحظوظين كالمحاربين في القتال إلى السماء حيث الجنة (الموت المقدس) مرافقة الشمس.
من أنواع من الموت المقدس المختلفة في أمريكا الوسطى :الحوامل الآلتي يمتن في الوالدة األولى؛ الغرقى ،المنتحرين،
القتلى من الجذام ،المضحين بأنفسهم ،والمحاربين الذين قتلوا في المعارك ،والذين ماتو بسبب نوعية الحياة (جيدة أو سيئة)
ال يهم كيف مات .وفي نهاية المطاف ،تنزل أرواح الذين ماتوا بقداسة إلى العالم السفلي .يعتقد المايا أن روح الشخص التي
تذهب إلى العالم السفلي تنشأ من جديد (انبعاث) بشكل مستقل لنفس الفصيلة حيث ال توجد ذاكرة للحياة السابقة.
التضحية بالبشر
كانت التضحية بالبشر ممارسة شائعة في شعوب أمريكا الوسطى .لمعرفة مصدر التضحية البشرية يجب فهم سبب خلق
اإلنسان في الكتاب المقدس للمايا بوبول فوه .في كتاب كيشي يروي كيف أن اآللهة األصلية اتفقت على خلق العالم ،ليصبح
مسكن اإلنسان .وبالتالي تكون مهمة هذا اإلنسان عبادة هذه اآللهة وتغذيتها .وبما ان اإلنسان يأكل الذرة وهي المادة الغذائية
فإن اآللهة ككائنات خارق تغذي الكون الخارق بالطاقة الموجودة في دم وقلب الضحية.
رجح بعض الباحثين (منهم مارفن هاريس) أن التضحية البشرية في أمريكا الوسطى كان بسبب حاجة شعوب المنطقة إلى
البروتين .لكن تجدر اإلشارة إلى أنه رغم ممارسة أكل لحوم البشر ،فهي لم تمتد إلى جميع السكان .واستبعدت طقوس أكل
لحوم البشر من الطبقات الدنيا من المجتمع.
وكانت الضحايا البشرية من األطفال والعبيد وأسرى الحرب ،وكانت الضحية تدهن باللون األزرق ويقتل فوق قمة الهرم في
احتفالية طقوسية بضربه بالسهام حتى الموت أو بعد تقييد الساعدين والساقين بينما يشق الكاهن صدره بسكين حادة
مقدسة من حجر الصوان فينتزع القلب ليقدم كقربان ،وكان القادة من اسرى األعداء يقدمون كضحية بعد قتلهم بالفؤوس
وسط مراسم من الطقوس .وفوق ذلك ،لم تكن التضحية بالموت هي النوع الوحيد التي يمارسها أمريكا الوسطى كما يتضح
من لوحات بونامباك ( ،)Bonampakحيث يمكنك أن ترى أعضاء الطبقة الحاكمة (رجال ونساء) توخز السنتهم كي تنزف،
وكان الغرض من إعطاء الدم،
حضارة المايا
اشتهرت حضارة المايا منذ القرن الرابع وحتى مجيء اإلسبان بإقامة األهرامات وفوق قممها المعابد ومساكن الكهان ،كما
اشتهرت بالفخار الذي كان على هيئة كؤوس إسطوانية لها حوامل وذات ثالثة أرجل والطاسات الملونة .وكان للمايا كتاباتهم
التصويرية وأعمال الفريسك (األفرسك) .وفي غرب بنما عثر على آثار لهم من الذهب والفخار ،كما عثر على مقابر لهم .عرفت
حضارة المايا الكتابة الرمزية (الهيروغليفية) كما عرفت التقويم عام 613والسنة الماياوية 18شهر كل شهر 20يوم .وكان
يضاف للسنة 5أيام نسيء يمارس فيها الطقوس الدينية .عرفوا الحساب وكان متطورا فالوحدة نقطة والخمسة وحدات
قضيب والعشرون هالل وكانوا يتخذون أشكال اإلنسان والحيوان كوحدات عددية.
تميزت إمبراطورية المايا القديمة بمبانيها العامة وبيوت كبار رجالها والكهنة التي كانت تبني بالحجارة وكما اشتهرت بمدنها
الكبيرة ككوالن في هندوراس ،وكانت بعض المدن تبني حولها األسوار ،وكانت شوارعها ممهدة وكانت الطرق الممهدة تربط
بين المدن الرئيسية.
لم يعرف المايا العربات ذات العجل ولم يستخدموا الحيوانات في حمل األثقال بل كانوا يحملونها للتجارة على ظهورهم بعد
ربطها بحبل يعلق فوق الصدر أو الجبهة أو ينقلونها في قوارب صغيرة بمياه السواحل واألنهار وهي مصنوعة من جذوع
الشجر المجوفة بعد تفريغها من لبها بالحفر.
انظر أيًض ا
عصر قبل-كولومبي
بوبول فو
كان إيك
مراجع
.0-500-28066-5 ISBN ،31 . ص،6th)، New York: Dante Reed . (طCoe, Michael D. (1999)، The Maya .1
0-500- ISBN ،155–151 . ص،6th)، New York: Thames & Hudson . (طCoe, Michael D. (2002)، The Maya .7
.28066-5
0-8263- Gill, R. (2000)، The Great Maya Droughts، Albuquerque: University of New Mexico Press، ISBN .9
.2194-1
Hodell, David A. (1995)، "Possible role of climate in the collapse of Classic Maya civilization"، Nature، 375 .10
. )(6530): 391–394، doi:10.1038/375391a0 (https://doi.org/10.1038%2F375391a0
Classic Maya Civilization Collapse Related to Modest Rainfall Reductions, Research Suggests" (https://w" .11
eb.archive.org/web/20180205000817/https://www.sciencedaily.com/releases/2012/02/12022314245
https://www.sciencedaily.com/releases/2012/02/1202( مؤرشف من األصل،2012 فبراير23 ، علم يوميا، )5.htm
See full Science article citation at the .2012 فبراير25 اطلع عليه بتاريخ،2018 فبراير05 في )23142455.htm
.end of the article
Mild drought caused Maya collapse in Mexico, Guatemala" (https://web.archive.org/web/201602230027" .12
مؤرشف من،2012 فبراير25 ، بي بي سي نيوز، )46/http://www.bbc.co.uk/news/world-latin-america-17149812
25 اطلع عليه بتاريخ،2016 فبراير23 في )https://www.bbc.co.uk/news/world-latin-america-17149812( األصل
.2012 فبراير
Saturno, WA (2006)، "Early Maya writing at San Bartolo, Guatemala"، Science، 311 (5765): 1281–3، .13
doi: 10.1126/science.1121745 (https://doi.org/10.1126%2Fscience.1121745)، PMID 16400112 (https://
غير صالحref=harv| الوسيط:}} {{استشهاد بدورية محكمة. )pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/16400112
) الوسيط غير المعروف |شهر= تم تجاهله (مساعدة،)(مساعدة
Smiley, C. H., 1960, "The Antiquity and Precision of Mayan Astronomy" viewable at 222-223 and 226[[ .17
http://articles.adsabs.harvard.edu//full/1960JRASC..54..222S/0000226.000.html, accessed
https://web.archive.org/web/20201212071816/http://articles.adsabs.harvard.e( نسخة محفوظة2012.12.22
.على موقع واي باك مشين du//full/1960JRASC..54..222S/0000226.000.html) 2020-12-12
Alessi, Adriano (2004). Los caminos de lo sagrado: introducción a la filosofía de la religión. Cristiandad .19
(https://books.google.com.eg/books?id=HRM-XhSuLfcC&pg=PA79&lpg=PA79&redir_esc=y#v=onepage&
https://web.archive.org/web/20170704190601/http( نسخة محفوظة. q&f=false). ISBN 9788470574559
2017 يوليو s://books.google.com.eg/books?id=HRM-XhSuLfcC&pg=PA79&lpg=PA79&redir_esc=y) 04
.على موقع واي باك مشين
بوابة موسيقى
بوابة التاريخ
بوابة أمريكا الالتينية
بوابة المكسيك
بوابة دول
مجلوبة من «?https://ar.wikipedia.org/w/index.php
&oldid=58417421حضارة_المايا=»title