You are on page 1of 36

‫للرعاة‬

‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫عاة َ‬
‫لر َ‬
‫ُشورََطََريقََللهجرةََ َودَربََل َُ‬
‫‪Shur A migration route and a trail for Nomads‬‬

‫مصطفىَحممدَنورَالدينَ َ‬

‫ابحثَدكتوراة‪َ-‬املعهدَالعاىلَحلضاراتَالشرقَاألدىنَالقدمي‪َ-‬جامعةَالَزقازيق‪.‬‬

‫الربيدَاإللكرتوىن‪mostafaarchaeology@gmail.comَ:‬‬

‫اتريخَاالستالم‪ 2021/10/15 :‬اتريخَالقبول‪/24 :‬ا‪ََ2022/02‬اتريخَالنشر‪2022/04/26َ:‬‬

‫ملخص‪:‬‬

‫يتناول البحث طريق شور وهو أحد ثالثة طرق برية عرب مشال سيناء ربطت وادي ودلتا‬
‫النيل بفلسطني‪ ,‬تلك الطرق هى طريق حورس وطريق الرمل وطريق ُشور‪ ,‬طريق شور كما ورد‬
‫ىف التوراة يصل بني مناطق البحر امليت وصحراء النقب شرقاً ومنطقة برزخ السويس غرابً‪ ,‬مير‬
‫الطريق مبصادر املاء واملراعى الطبيعية ىف الصحراء عرب مناطق عني القديرات وجبل احلالل‬
‫وجبل املغارة فبئر اجلفجافة حىت يصل إىل منطقة اجلسر أو سرابيوم ليتصل بطريق أخر يقود‬
‫للدلتا املصرية هو طريق وادي الطميالت‪ ,‬أمهية البحث أنه يستكمل الدراسات الىت تناولت‬
‫طريقى حورس والرمل ويربز األمهية التارخيية لطريق شور‪ ,‬ويهدف البحث إىل حتديد حمطات‬
‫الطريق وأهم ما هبا من آاثر‪ ,‬وقد استخدم الباحث املنهج التارخيى واملنهج الوصفى إلظهار‬
‫دور ووظيفة الطريق وقد مثل بوابة خلفية للتسلل واهلجرة لداخل مصر‪.‬‬

‫الكلمات الدالة‪ :‬احلضاره املصرية ‪ -‬سيناء‪ -‬وادى الطميالت‪ -‬طريق شور – صحراء النقب‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪Sinai Peninsula is a bridge for civilizations to meet and to‬‬
‫‪establish connection between the East and the West, there‬‬
‫‪were three routes across the northern Sinai, this paper focuses‬‬
‫‪157‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬
‫للرعاة‬
ُ ََ‫َطََريقََللهجرةََودرب‬-َ‫ُشور‬ 2022 ‫ أفريل‬-‫ العدد الول‬-‫املجلد الرابع‬

on one of them-the route of "shur" It is mentioned in the


Torah, as a connection leading from the dead sea reign in the
east and the isthmus of Suez in the west.the route of
"Shur"passed along water sources and natural pastures in the
desert-in the areas of Ain al-Qudeirat, jebal al-Halal, jabal al-
maghara, and the well of Jefjafa-before it reached the Isthmus
of Suez. From the Isthmus the route continued to the
Egyptian eastern delta, via tumilat valley.
The importance of the research is in complementing the
studies dealing with the ways of Horus and the el-Raml
routes. There were no Arab studies dealing with the Shur
route so far. This research aims to identify the route stations
and their most important remains. The author used the
historical and description methods to show the role and
function of the route.I demonstrates that the route was a
backdoor for sneaking into the Egyptian delta, as well a route
for nomads to seek water and pasture for their livestock.
Keywords: Egyptian civilization, Sinai, Wadi tumilat, Shur
route, Negev.

َ َ:‫َمقدمة‬.1
‫متثل الطرق الربية أحد أهم الشروط األساسية ىف عملية اإلتصال بني الشعوب منذ‬
‫ والطّ ِري ُق هو‬,)1(‫ كما أهنا تعد عامالً من العوامل املساعدة لقيام التجارة‬,‫العصور القدمية‬
ُّ ‫ وهو‬, ‫الْ َم َمُّر الَّ ِذي يَ ْسلُ ُكهُ ا ِإلنْ َسا ُن‬
)2(
‫اسع املمتد أَوسع من الشارع ومرادف‬ ُ ‫املمر الو‬
.)3 ( ‫ك‬
ُ َ‫كلمة الطريق هى السبيل وهى امل ْسل‬
َ
‫ وهو طريق اترخيى قدمي أمتد من النقب حىت برزخ‬,‫يتناول املقال طريق شور‬
‫ ورغم أمهيته كطريق للهجرات من عصر الربونز املبكر إال أنه مل ينل اإلهتمام‬,‫السويس‬

158 ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫الكاىف من الباحثني‪ ,‬على عكس طريق حورس وطريق الرمل األكثر شهرة‪ ,‬وتتمثل‬
‫مشكلة البحث ابإلضافة لقلة املصادر والدراسات ىف عدم وجود دراسة حقلية ملسح‬
‫درورب الطريق وممراته‪ ,‬وأعتمد الباحث على حتليل ما ورد ىف املصادر القدمية‪ ,‬وعلى‬
‫تفسري بعض األحداث التارخيية‪ ,‬كما عول الباحث على تتبع مصادر املاء سواء عيون أو‬
‫آابر كمسار للطريق‪ ,‬حيث يتبع املسافر عرب الصحراء العيون واآلابر حىت وأن طال به‬
‫الطريق ‪.‬‬
‫وكلمة "شور" وردت ىف التوراة ىف أكثر من موضع ىف سفر اخلروج وسفر‬
‫التكوين(‪ ,)4‬وكانت مسمى لصحراء واسعة ممتدة "برية شور" وهى صحراء متتد من وادى‬
‫العريش إىل برزخ السويس وهى أرض ما بني مصر وفلسطني‪ ,‬كما كانت امساً لطريق‬
‫"طريق شور" وهو طريق خيرتق الصحراء من النقب حىت برزخ السويس(‪.)5‬‬
‫يعتقد بعض الباحثني أن التسمية جاءت من ماء حورس ‪( Si- Hr‬شى‬
‫حور) ىف اللغة املصرية القدمية وهو اسم للفرع البيلوزى وهو أحد أفرع النيل القدمية‪,‬‬
‫وكان أوهلا شرقاً وميتد ىف أرض اإلقليم الرابع عشر من أقاليم الدلتا (‪ ,)6‬وان االسم الوارد‬
‫ىف التوراة للمنطقة الصحراوية شرق وادى الطميالت (برية شور) أصلها اللغوى هو‬
‫( ‪)7‬‬
‫‪ , p3 SHr‬األراضى الىت حتيط مبدينة اثرو كان يطلق عليها ماء حورس نظراً‬
‫ألهنا أراضى رطبة أمتدت من حبرية املنزلة حىت عتبة اجلسر وحتتلها حبرية البالح(‪ ,)8‬وتشري‬
‫األدلة اآلثرية إىل أن حورس كان أحد األهلة الرئيسية ىف كل املنطقة الشرقية‪ ,‬كما يظهر‬
‫اسم شى حور ىف نقش إدفو كتقسيم إقليمى رمبا كان جزءاً من املقاطعة الرابعة عشرة‬
‫‪(#nt iAbt‬خنت أيب‪ ,‬األوىل شرقاً) (‪.)9‬‬

‫‪ .2‬طريقَ َُشورَ(طريقَاهلجرةَودربَالبدو)َ َ‬
‫‪ 1.2‬الطرقَالقدميةَبشمالَسيناء‪َ :‬‬

‫‪159‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫أمتد طريق شور وأخرتق شبه جزيرة سيناء من شرقها إىل غرهبا(‪ ,)10‬ليصل بني صحراء‬
‫النقب والتخوم الشرقية للدلتا املصرية‪ ,‬وتقع شبه جزيرة سيناء ىف الركن الشماىل الشرقى ملصر‬
‫وهى عبارة عن هضبة مثلثة الشكل رأسها ىف اجلنوب وقاعدهتا ىف الشمال ومساحتها حواىل‬
‫‪ 61‬ألف كيلومرت مربع (‪ ,)11‬ومتثل سيناء العمق اإلسرتاتيجى ملصر ومنطقة ختوم مصرية‬
‫ساعدت بطبيعتها اجلغرافية والبيئية الصعبة ىف محاية أمن مصر‪ ,‬وملوقع شبه جزيرة سيناء أمهية‬
‫إسرتاتيجية ابلغة‪ ,‬وتلعب حماورها وممراهتا دوراً كبرياً ىف هذه اإلسرتاتيجية‪ ,‬والىت تعود بشكل‬
‫أساسى إىل أهنا تربط مناطق اهلالل اخلصيب وبالد الشام بوادى النيل‪ ,‬مع كوهنا صعبة العبور‬
‫قاسية التضاريس‪ ,‬حصنا ملن يسيطر عليها وعائقاً ملن يريد عبورها(‪.)12‬‬

‫تشري األدلة األثرية والتارخيية إىل ثالثة طرق اترخيية عرب اجلزء الشماىل من شبه جزيرة‬
‫سيناء‪ ,‬وهى على الرتتيب‪ ,‬الطريق الساحلى واملشهور بطريق حورس وهو أقدم وأهم الطرق‬
‫بني مصر وجرياهنا شرقاً‪ ,‬وطريق الرمل وهو طريق ميتد جنوب طريق حورس‪ ,‬مث طريق ُشور‪.‬‬

‫‪َ1-1-2‬طريقَحورس َ‬
‫(طريق حورس) أحد أقدم الطرق ىف العامل‬ ‫‪wAt @r‬‬
‫والشراين الرئيسى بني مصر وجرياهنا شرقا‪ ,‬صور نقش امللك سيىت األول على اجلدار الشماىل‬
‫لصالة األعمدة الكربى مبعبد الكرنك طريق حورس وحمطاته وحصونه‪ ,‬وقد عد آالن جاردنر‬
‫‪ 23‬امسا آلابر وحصون ومدن على طول الطريق من خالل دراسة نقش معبد الكرنك وبردية‬
‫هاريس‪ ,)13(1‬طول الطريق حواىل ‪140‬ميل وهى املسافة بني القنطرة وغزة‪ ,‬وطريق حورس‬
‫هو أفضل وأيسر الطرق من مصر للشرق‪ ,‬فعلى طول الطريق توجد اآلابر كل مخسة أو ستة‬
‫أميال‪ ,‬كما يتوفر به الكأل والعشب‪ ,‬وىف بعض األماكن أشجار خنيل‪ ,‬كما أنه أقدم الطرق‬
‫الدولية‪ ,‬فقد كشف جني كليدا عن كسرة فخار حمفور عليها راية حورس من موقع البيضا‬
‫ويؤرخ بعصر بداية األسرات (‪.)14‬‬

‫‪160‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫مت حتصني طريق حورس من منتصف عصر األسرة اخلامسة حيث ظهر لقب (املشرف‬
‫على طريق حورس) ىف اتبوت من احلجر اجلريى (‪ ,)15‬كما ذُكرت ىف نصوص هرم تىت من‬
‫األسرة السادسة‪ ,‬وىف نصائح مريكارع من عصر اإلنتقال األول‪ ,‬وقصة سنوهى من عصر‬
‫األسرة الثانية عشرة(‪.)16‬‬
‫كان طريق حورس مراقبا بشدة حيث تقيم ىف حصونة حاميات من الضباط واجلنود‬
‫حلراسة الطريق وأتمني اآلابر‪ ,‬وكان يتم تسجيل العابرين من اإلجتاهني وسبب العبور(‪ ,)17‬فقد‬
‫كانت حترس طريق حورس احلريب حوايل ‪ 11‬قلعة مبختلف التخطيطات واألحجام وحنو‬
‫تسعة آابر (مصادر مياه) وهي ابلتايل متثل نقاط حصينة السرتاحات اجلند ومراكز متوين‬
‫اجليوش املنطلقة إيل آسيا(‪ ,)18‬ومن هنا فإن طريق حورس مل يكن مناسباً للبدو الرعاة‪.‬‬
‫‪َ2َ-1َ-2‬طريقَالرمل َ‬
‫طريق حورس أو الطريق الساحلى سهل السري وحمدد املعامل ولكنه قليل املاء خصوصاً ىف‬
‫قسمه الغرىب كما وان مد وجزر حبرية الربدويل يسبب مشاكل للمسافرين‪ ,‬أما طريق الرمل أو‬
‫الدرب السلطاىن فجنوب الطريق الساحلى‪ ,‬وميتد من الصاحلية إىل القنطرة ومنها إىل قطية‬
‫مسافة ‪ 25‬ميال وقطية يكثر ماؤها وميتد خنيلها‪ ,‬ومنها إىل بثر العبد حواىل ‪ 16‬ميالً ومنها‬
‫إىل خشوم األدراب ويتفرع لثالثة دروب وميتد إىل العريش ليعرب وادي العريش مث رفح (‪,)19‬‬
‫وقد أطلق مؤرخو العرب اسم طريق اجلفار على نفس الطريق(‪.)20‬‬
‫طريق السفر لغزه وللقدس ىف العصور الوسطى كان على نفس الدرب‪ ,‬مير من الصاحلية‬
‫وكانت هلا أمهية ىف تلك الفرتة كمحطة لدفع اجلمارك والرسوم ومنها إىل بئر عفرى مث قطيه‬
‫بشمال سيناء‪ ,‬ومنها لبئر القاضى مث بئر حبوى فالغراىب فأم احلسن فالعريش فغزه (‪,)21‬‬
‫مشكلة الطريق السابق ىف الكثبان الرملية وصعوبة السري ولكنه يتميز بوفرة مصادر املاء ومن‬
‫مث وفرة العشب‪.‬‬

‫‪َ3َ-1َ-2‬طريقَ َُشور َ‬

‫‪161‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫طريق ُشور له أكثر من نقطة إنطالق‪ ,‬من غزة‪ ,‬ومن خان يونس‪ ,‬ومن بئر سبع‪ ,‬ومن‬
‫املستوطنات البشرية القدمية ىف صحراء النقب‪ ,‬وتلتقى تلك املسارات عند عني القديرات‬
‫وجتتمع ىف مسار واحد صوب التخوم الشرقية للدلتا وإمتدادها عرب وادى الطميالت (‪,)22‬‬
‫أيتى الطريق من بئر سبع ومير ابلعوجاء مث عني القديرات وهى هلا أمهية إسرتاتيجية حيث‬
‫تلتقى عندها عدة طرق رئيسية من بئر السبع والعريش وآيله على رأس خليج العقبة‪,‬‬
‫والسويس على رأس خليج السويس(‪ ,)23‬بعد عني القديرات يسري الطريق جنوب جبل‬
‫احلالل‪ ,‬مث يتجه غراب مارا بروض سامل – بئر اجلفجاجه – كتيب املصرى ومن كتيب املصري‬
‫ميكن العبور للغرب إىل سرابيوم أو طوسون أو عرب عتبة اجلسر إىل وادي الطميالت(‪.)24‬‬
‫(شكلَرقمَ‪)1‬‬
‫يوجد بشبه جزيرة سيناء حالياً جمموعة من الطرق الربية منها طريق على نفس إجتاه‬
‫طريق شور القدمي‪ ,‬وهو طريق "اإلمساعيلية ‪ -‬بئر الفجفاجه – العوجة" (‪.)25‬‬

‫‪َ2.2‬معاملَالطريق َ‬
‫كان طريق ُشور خيرتق صحراء مشال سيناء من عني القديرات شرق وادى العريش حىت‬
‫برزخ السويس‪ ,‬ومنطقة عني القديرات هى بداية لطريق شور حيث يتزود املسافر حباجته من‬
‫املاء‪ ,‬حيث منطقة شرق وادى العريش تتميز بوجود عدد من عيون ومصادر املاء طوال العام‬
‫وهى ابلرتتيب من الشمال الغرىب إىل اجلنوب الشرقى‪ ,‬عني املويلحة‪ ,‬القسيمة‪ ,‬عني‬
‫القديرات‪ ,‬عني القديس‪ ,‬وتقع عني القديرات على بعد ‪27‬كم شرق وادى العريش(‪.)26‬‬
‫َ‬
‫‪َ1َ-2َ-2‬عنيَال َُقدَيراتَ َ‬

‫عني ال ُق َديرات هى موقع قادش ابرنيا الوارد ىف التوراة (قادش ابرنيا ‪Qadesh‬‬
‫‪ )Barnea‬وتقع ىف وادي العني ىف أكرب واحة بشمال سيناء‪ ,‬وهو وادي أخضر نتج عن‬
‫تدفق ماء العني فجذب إليه املسافرون وشجع اإلقامة جبواره‪ ,‬فعني املاء ابلقديرات تنتج‬
‫‪162‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬
‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫‪40‬مرت مكعب من املياه العذبه ىف الساعة‪ ,‬وجبوارها توجد أاثر إلستيطان دائم أو مؤقت‬
‫يرجع إىل العصر احلجرى‪ ,‬عصر الربونز الوسيط‪ ,‬والعصور الفارسى‪ ,‬والروماىن‪,‬‬
‫والبيزنطى(‪ ,)27‬وألمهية عني القديرات اإلسرتاتيجية فقد ُشيد حصن مستطيل له مثانية أبراج‬
‫وأبعاده ‪41 ×60‬م‪ ,‬مت حتديد ثالث طبقات من اإلستيطان ابحلصن‪ ,‬أقدمها قبل القرن‬
‫العاشر قبل امليالد قبل أن يتم تشييد احلصن (‪.)28‬‬

‫احلصن له جدار خارجى مزدوج من سورين متوازين بسمك حواىل ‪1‬م وبينهما مساحة‬
‫بعرض ‪2‬م مقسمة إىل حجرات طول كال منها ما بني ‪ 4‬إىل ‪11‬م طول‪ ,‬وتتصل ابلفناء ىف‬
‫الوسط عن طريق مدخل بعرض مرت واحد‪ ,‬واحلصن مزود بثمانية أبراج مربعة حتيط ابحلصن‬
‫من األركان ومن وسط كل سور‪ )29(,‬أستمر احلصن ىف اإلستخدام ملدة ترتاوح ما بني ‪250‬‬
‫إىل ‪ 300‬عام‪ ,‬إىل أن مت تدمريه خالل اإلجتياح البابلى عام ‪ 586‬ق م‪ ,‬مث أعيد إستخدام‬
‫املوقع ىف العصر الفارسى واستمر خالل العصر اليوانين الروماين(‪.)30‬‬

‫ويُعتقد أن احلصن املستطيل بعني القديرات قد مت أقيم فوق حصن أقدم بيضاوى‬
‫الشكل(‪ ,)31‬يرى بعض الباحثني أن احلصن شيده ملوك مملكة يهودا‪ ,‬ىف حني يرى أخرون أن‬
‫احلصن قد مت تشييده بواسطة املصريني كمحطة حراسة‪ ,‬وبتحالف ملوك يهودا معهم قامت‬
‫مملكة يهودا بتشغيل احلصن وتعيني اجلنود به(‪( .)32‬شكلَرقمَ‪َ)2‬‬

‫‪َ2َ-2َ-2‬جبلَاحلالل َ‬

‫من بعد عني القديرات‪ ,‬خيرج الطريق ىف إجتاه اجلنوب الغرىب ليخرتق جبل احلالل من‬
‫اجلنوب‪ ,‬وجبل احلالل هو جبل عظيم يقع غرب عني القديرات‪ ,‬وقيل أنه مسى احلالل نظرا‬
‫جلودة مراعيه‪ ,‬حيث توجد حوله مراع واسعه لإلبل والغنم املعروفة عند البدو ابحلالل‪,‬‬
‫وينفصل عنه إىل الشرق جبل ضلفع حيث مير بينهما وادى العريش‪ ,‬مث مير الطريق جبوار جبل‬
‫لبىن إىل الشمال الغرىب من جبل احلالل مث يتجه غرابً(‪.)33‬‬

‫‪163‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫وىف الطريق عرب وادى العريش عدة آابر قريبة املاء‪ ,‬هى عُد الروافعه على حنو‪ 12‬ميالً‬
‫من ضيقة احلالل‪ُ ,‬عد أبو عويقيلة على بعد ميل ونصف من عُد الروافعة‪ ,‬مث ُعد أوالد على‬
‫ويليه خبمسة أميال ُعد املقضبة على بعد ‪24‬ميال من مدينة العريش وهو أشهر ُعدود وادى‬
‫العريش وأغزرها ماء(‪.)34‬‬

‫‪َ3َ-2َ-2‬جبلَاملغارة َ‬

‫يقع جبل املغارة ىف مشال سيناء ىف سلسلة اجلبال الرئيسية‪ ,‬ويقطعه طريق شور(‪,)35‬‬
‫وحتديداً على بعد ‪50‬كم جنوب ساحل البحر املتوسط‪ ,‬ويضم عدة قمم‪ ,‬شوشة املغارة‬
‫‪726‬م‪ ,‬جبل جلمة ‪552‬م‪ ,‬جبل معازة ‪775‬م‪ ,‬يقطع تلك القمم عدة أودية‪ ,‬هى وادى‬
‫مغارة – وادى موشاىب – وادى الكرمي(‪ ,)36‬مظاهر اإلستيطان القدمي تنتشر مبنطقة جبل‬
‫املغارة‪ ,‬فقد ُكشف عن أكثر من تسعة مناطق ترجع للعصر احلجري احلديث توجد ىف وادي‬
‫موشاىب ومنطقة ىف وادي مساجيد(‪ ,)37‬كما عثر على مساكن بسيطة عبارة عن حجرات‬
‫دائرية أو بيضاوية‪ ,‬مشيدة من حجارة دائرية من جالميد الوادى‪ ,‬ترجع لعصر الربونز‬
‫الوسيط‪ ,MB1 1‬تلك احلجرات قطرها يرتاوح بني ‪2‬م إىل ‪7‬م‪ ,‬وهى غالبا حجرات‬
‫منفردة‪ ,‬أو تكون ىف صفوف حول ساحة أو فناء مركزى‪ ,‬ايضا مقابر عبارة عن كوم من‬
‫احلجارة ‪ Tumuli‬أو ‪.)38(burial platforms‬‬

‫‪َ4َ-2َ-2‬بئرَاجلفجافة َ‬

‫يقطع الطريق وادى املغارة الذى ينشأ من جبل املغارة ويتجه جنوابً‪ ,‬وجبل املغارة به‬
‫خرائب قلعة رومانية وهرابة ماء قدمية‪ ,‬كما يقطع الطريق وادى احلمه وهو ينشأ أيضا من‬
‫جبل املغارة وبه بئر (بئر احلمه)(‪ ,)39‬مث مير الطريق ببئر اجلفجافة وهو بئر يقع بوادي‬
‫اجلفجافة على الطريق‪ ,‬ويقع فوق تبة أم رجام‪ ,‬على بعد حواىل ‪80‬كم شرق اإلمساعيلية(‪.)40‬‬

‫‪164‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫بعد بئر اجلفجافة حبواىل ‪20‬كم ابلقرب من منطقة وادى الظلمة‪ ,‬يوجد مآوى صخرى‬
‫يبعد حواىل ‪60‬كم شرق قناة السويس ىف بداية أحد روافد وادى الظلمه‪ ,‬املآوى بعمق ‪15‬م‬
‫وإرتفاعه ‪20‬م ىف منطقة تتكون من صخور احلجر اجلريي‪ ,‬وهو قريب من الطريق حيث كان‬
‫يلجأ إليه املسافرون عرب الطريق وقطعاهنم أثناء الشتاء‪ ,‬حيث توجد طبقات كثيفة من روث‬
‫احليوان أبرضيته‪ ,‬املناظر املرسومة على الصخر حليواانت مثل الغزال والوعل واملاعز اجلبلي‬
‫(‪.)41‬‬
‫واحلمري‪ ,‬ويُعتقد أن الكهف قد بدأ إستخدامة من العصر احلجرى احلديث على األقل‬

‫‪َ5َ-2َ-2‬برزخَالسويس َ‬

‫ينتهى طرق ُشور عند برزخ السويس(‪ ,)42‬األرض ىف منطقة الربزخ مسطحة تقريبا وال‬
‫ترتفع كثرياً عن مستوى سطح البحر‪ ,‬حيث يرتاوح منسوهبا بني مخسة إىل مثانية أقدام فوق‬
‫مستوى البحر‪ ,‬فيما عدا منطقىت اجلسر وسرابيوم(‪ ,)43‬ومن تلك احلقيقة اجلغرافية فإن العبور‬
‫من شرق الربزخ إىل الغرب أو العكس يكون فقط من سد اجلسر ويقع شرق مدينة‬
‫اإلمساعيلية ما بني املنطقة منرة ‪ 6‬والكيلو‪ 11‬ويفصل بني حبرية التمساح وحبرية البالح‪ ,‬وسد‬
‫السرابيوم ويفصل بني حبرية التمساح والبحريات املرة(‪.)44‬‬

‫‪" km wr‬بحيرة التمساح"‬ ‫َََََ‪ََ6َ-2َ-2‬كمَور‬


‫حبرية «كم‪-‬ور» (املاء الراكد) وهي حبرية التمساح يف أايمنا(‪ ,)45‬وقد أقام بطلميوس‬
‫الثاىن على شاطئها مدينة جديدة أطلق عليها اسم أخته «أرسنوي» الثانية(‪ ,)46‬وكان أسم‬
‫"جزيرة كم ور" قد ورد ىف قصة سنوهى‪ ,‬حيث يقول (وعندما وقفت يف جزيرة كم ور وقعت‬
‫فريسة العطش‪ ,‬فاکتويت بناره‪ ,‬وجف حلقی‪ ,‬وقت لتفسی ‪ :‬هذا هو طعم املوت‪ ,‬ولكن‬
‫قليب انتعش‪ ,‬ومجعت اعضاء جسمی‪ ,‬عندما مسعت خوار املاشية‪ ,‬ورايت بعض البدو‪,‬‬
‫وعرفين شيخ من بينهم‪ ,‬فاعطاين ماء‪ ,‬وطبخ ىل لبنا‪ ,‬وذهبت معه اىل قبيلته فاحسنوا‬
‫(‪.)47‬‬
‫معاملتی)‬

‫‪165‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫وتشري األدلة األثرية أن حبرية التمساح كانت ىف العصور القدمية أعظم مساحة مما هى‬
‫عليه األن‪ ,‬وقد أتثرت بعد بناء السد العاىل حيث أنقطع عنها ماء الفيضان متاما وكان قبل‬
‫تشييد السد يصلها ىف الفيضاانت املرتفعة فقط‪.‬‬

‫‪"َ S srk‬البحرياتَاملرة" َ‬ ‫‪َ7َ-2َ-2‬حبريةَالعقربَ‬


‫تعد حبرية العقرب "البحريات املرة" أكرب مسطح مائى ىف منطقة قناة السويس(‪,)48‬‬
‫ورد أسم حبرية العقرب ىف لوحة بيتوم(‪(ََ ,)49‬أرسل بطلميوس الثاىن قائده األول من‬
‫"كم ور ما" إىل أرض الزنوج على البحر األمحر‪ ,‬وعرب حبرية العقرب‪ ,‬وأسس (يف إثيوبيا)‬
‫مدينة ابسم امللك‪ ,‬وجلب عددًا كبرياً من األفيال اليت مت نقلها عرب قناة الشرق)‪ ,‬التسلسل‬
‫اجلغراىف ما بني "كم ور" حبرية التمساح مث حبرية العقرب واإلجتاه جنوابً صوب ساحل القرن‬
‫األفريقى‪ ,‬تؤكد أن حبرية العقرب هى البحريات املرة(‪.)50‬‬

‫ينتهى طريق شور عند برزخ السويس‪ ,‬ونقاط العبور عند هضبة اجلسر‪ ,‬ومتتد من منطقة‬
‫منرة ‪ 6‬شرق مدينة اإلمساعيلية حىت قرية الفردان‪ ,‬بطول ‪5‬كم مث تنحدر إىل اسفل بطول‬
‫‪6‬كم اى أن إمجاىل طوهلا ‪11‬كم(‪ ,)51‬أو عند سد سرابيوم‪ ,‬وهو عبارة عن جمموعة من‬
‫الروايب تفصل البحريات املرة عن حبرية التمساح‪ ,‬تلك الرواىب عبارة عن تالل رملية منها تل‬
‫حنيدق‪ ,‬غزالة‪ ,‬طوسون‪ ,‬اهلوامشة‪ ,‬اجلبالو‪ ,‬السواحل‪ ,‬الدفرسوار‪.‬‬

‫ابلعبور إىل غرب برزخ السويس ميتد الطريق عرب طريق أخر وهو طريق وادي الطميالت‬
‫إىل شرق الدلتا‪ ,‬وميتد من مشال البحريات املرة إىل صفط احلنه وتل بسطه‪ ,‬مسار الطريق من‬
‫تل بسطه إىل صفط احلنه‪ ,‬مث تل مثود‪ ,‬مث تل الرطايب حىت تل املسخوطة‪ ,‬مث يبلغ الطريق حبرية‬
‫التمساح‪ ,‬كل الطريق كان إجتاهه غرب – شرق‪ ,‬ومن حبرية التمساح يستكمل الطريق شرقاً‬
‫"طريق ُشور"‪ ,‬أو اإلجتاه جنوابً حىت القلزم(‪.)52‬‬

‫‪ َ3.2‬األدلةَاألثرية‪َ :‬‬

‫‪166‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫تؤكد األدلة األثرية أن طريق شور كان مستخدماً من عصر الربونز املبكر على األقل‪,‬‬
‫فقد ُكشف عن املئات من املواقع الصغرية بوسط سيناء ىف مناطق غري قريبة من مصادر املياه‬
‫والتفسري هو أن تلك املواقع تقع على طريق هجرات إبجتاه الغرب صوب مصر من جنوب‬
‫فلسطني(‪ ,)53‬تسع مواقع من عصر الربونز املبكر الرابع ُكشف عنها ىف جبل املغارة بشمال‬
‫سيناء‪ ,‬عبارة عن غرفة ومكان لألغنام وهى مساكن مؤقته(‪ ,)54‬تشكل تلك املواقع خطًا‬
‫مستمرا مع املستوطنات الكبرية يف مشال سيناء‪ ,‬يشري موقعهم إىل أن طري ًقا ربط املنطقة‬
‫ً‬
‫( ‪)5 5‬‬
‫اجلنوبية للبحر امليت بشرق دلتا النيل ‪ ,‬ويعتقد الباحث أن تلك اجملتمعات الصغرية الىت‬
‫واكبت هناية الدولة القدمية قد أرحتلت من مواطنها جبنوب بالد الشام وجنوب سيناء عرب‬
‫عدة طرق ودروب أمهها طريق ُشور‪ ,‬تلك املناطق الىت كانت عامرة ابحلياة ىف العصر احلجري‬
‫احلديث وبداية عصر الربونز املبكر (األلف الرابع والنصف األول من األلف الثالث قبل‬
‫امليالد) حيث دلت اإلكتشافات األثرية على عشرات املواقع‪ ,‬سواء أكواخ بسيطة من احلجر‪,‬‬
‫أو النواميس من نفس العصر‪ ,‬ولكن التغري املناخى جعلهم يرحتلون طلباً للكأل لقطعاهنم‪,‬‬
‫وكان سكان النقب قد هاجرو من موطنهم من منتصف الدولة القدمية ألكثر من إجتاه‪,‬‬
‫الساحل الفلسطيىن‪ -‬سيناء – شرق الدلتا‪ ,‬مدفوعني ابجلفاف الذى حل أبرضهم بسبب‬
‫التغري املناخى(‪ ,)56‬وكان ترحاهلم مع جمموعات أخرى حنو الغرب وأنتهى هبم على ختوم الدلتا‬
‫الشرقية‪ ,‬مما أدى إىل إضطراابت كبرية داخل مصر سامهت ىف سقوط الدولة القدمية(‪.)57‬‬

‫كان طريق وادي الطميالت مبثابة بوابة خلفية هلجرات ونزوح مجاعات أسيوية حتت‬
‫ضغط التغري املناخى وأسباب أخرى(‪ ,)58‬تلك اجلماعات قدمت من إمتداد طريق وادي‬
‫الطميالت بسيناء "طريق ُشور"‪ ,‬فلم يكن طريق حورس احملصور مدخله صوب الدلتا عند‬
‫مدينة اثرو عاصمة اإلقليم الرابع عشر بني حبريات ىف اجلنوب وساحل املتوسط ىف الشمال‬
‫يصلح لدخول املتسلللني‪ ,‬فمن الثابت اترخييا أن طريق حورس كان حمصناً من منتصف عصر‬
‫األسرة اخلامسة حيث ظهر لقب (املشرف على طريق حورس) ىف اتبوت من احلجر اجلريي‬
‫من مقربة املشرف على الصحراء حقىن غنمو ‪ Hkni- #nmw‬ىف اجليزة(‪.)59‬‬

‫‪167‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫‪.3‬طريقَ ُشورَعربَالعصور‪َ :‬‬


‫‪َ1َ-3‬طريقَ ُشورَخاللَعصرَاإلنتقالَاألول َ‬
‫تعرضت مصر ىف أخرايت الدولة القدمية لفرتة ضعف سياسى أطلق عليها املؤرخون‬
‫عصر اإلنتقال األول أو عصر الثورة اإلجتماعية األوىل والىت تقطعت هبا أوصال البالد‬
‫وتفرقت كلمتها‪ ,‬وقد بدأت تلك الفرتة أواخر عصر األسرة السادسة حواىل عام ‪ 2280‬ق‬
‫م‪ ,‬واستمرت حىت قيام الدولة الوسطى عام ‪ 2052‬ق م‪ ,‬وأهم ما مييزها سيطرة ملوك‬
‫أهناسيا على حكم مصر مكونني األسرتني التاسعة والعاشرة ىف الشمال‪ ,‬مث صدامهم مع‬
‫أمراء طيبة(‪ ,)60‬كانت مصر تئن حتت ضغط القبائل األسيوية بشرق الدلتا‪ ,‬تلك املشكلة الىت‬
‫بدأت ىف أواخر عصر الدولة القدمية‪ ,‬مث ما لبثت أن تفاقمت خالل عصر األضطراب األول‪,‬‬
‫وسببت مشاكل لبيت احلكم ىف أهناسيا مما دعا امللك خيىت(‪ )61‬إىل تعليم ابنه طريقة التعامل‬
‫مع مشكلة األسيويني مستهال تعاليمه بوصف دقيق هلم فيقول‪:‬‬

‫(أنظر إىل األسيوى اللعني‪ ,‬إن األمور سيئة ىف بالده‪ ,‬فماؤه آسن‪ ,‬وطرقاته وعره‪ ,‬لذلك فهو‬
‫دائم الرتحال‪ ,‬ال يستقر ىف مكان واحد‪ ,‬وإمنا ظل يشاغب منذ عهد اإلله حور‪ ,‬ال يغلب‬
‫وال يُغلب‪ ,‬ال هتتم أبمره‪ ,‬فهو ليس إال بدوايً‪ ,‬شخص منبوذ على الشاطئ‪ ,‬ال يغري إال على‬
‫املوطن املنعزل‪ ,‬وال جيرؤ على مهامجة مدينة عامرة ابلسكان‪ ,‬أقم احلصون ىف ختومك الشرقية‪,‬‬
‫وابن مدان وعمرها ابلسكان)(‪.)62‬‬

‫َ‪َ2-3‬طريقَ ُشورَخاللَعصرَالدولةَالوسطى‪َ :‬‬

‫ال توجد أدلة أثرية لتحصينات من عصر اإلنتقال األول للسيطرة على توافد األسيويني‬
‫على ختوم الدلتا الشرقية‪ ,‬وعلى ما يبدو أن إرشادات امللك خيىت البنه كانت نصائح مل يعمل‬
‫هبا‪ ,‬وأول إشارة لدينا على حتصينات من عهد أمنمحات األول مؤسس األسرة الثانية عشر‬
‫حيث أقام جدران األمري‪ ,‬وهى إستحكامات دفاعية للسيطرة على التحرك عرب التخوم‬
‫الشرقية‪ ,‬وقد ورد ذكر تلك األسوار ىف قصة سنوهى(‪ ,)63‬كما وردت ىف نبوءة نفرتى وهى‬

‫‪168‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫تتحدث عن تشييد جدران األمري (والواحد سيبىن حائط احلاكم‪ ,‬حييا ساملاً معاىف‪ ,‬وأن ينزل‬
‫األسيويون مصر‪ ,‬وسيطلبون املاء كعادهتم ىف توسل)(‪ ,)64‬ويعتقد عدد من علماء املصرايت‬
‫أن أسوار األمري أو أسوار احلاكم قد شيدت ىف تل الرطايب أو بشكل عام ىف وادي‬
‫الطميالت(‪.)65‬‬

‫‪َ3-3‬طريقَ ُشورَخاللَعصرَاإلنتقالَالثاىن‪َ :‬‬

‫خالل عصر اإلنتقال الثاىن سيطر اهلكسوس على كل الطرق املؤدية إىل شرق الدلتا‬
‫سيطرة اتمة‪ ,‬حيث إنتشرت مواقعهم بشرق الدلتا عموماً ووادى الطميالت خاصة‪ ,‬سواء‬
‫على احلافة الشمالية ىف املسخوطة والصحابة والرطايب وتل البعر‪ ,‬أو على احلافة اجلنوبية ىف‬
‫مواقع متعددة أمهها أم بردى والكوع‪ ,‬جمتمع األسيويني ىف تل املسخوطة على سبيل املثال‪,‬‬
‫هو جمتمع قائم على الرعى والتجارة بصورة أساسية‪ ,‬مع وجود أدلة لعمليات زراعة من خالل‬
‫وجود القمح والشعري(‪.)66‬‬

‫كل األدلة األثرية الىت قمت جبمعها خالل احلفائر ىف تل الرطايب تؤكد إستمرار الطريق‬
‫كطريق حيوى‪ ,‬فقد عثر على قطع حلى وفخار مستورد وأواىن حجرية‪ ,‬وبقااي كحل‪ ,‬وعثرت‬
‫البعثة الكندية على قالب واحد وبوتقة صهر واحدة ىف تل املسخوطة‪ ,‬مما يعد دليالً لعمليات‬
‫إنتاج للربونز‪ ,‬فرمبا أهنم جلبوا النحاس سواء خام أو كسبائك من حماجر جنوب بالد الشام‪,‬‬
‫ثرت ىف تل الرطايب على ثالث قطع من الربونز‪ ,‬عبارة عن أبرة ومرود وسكني هلا‬ ‫فقد َع ُ‬
‫مقبض‪ ,‬منتجات الربونز من عصر اهلكسوس معروفة حيث عثر ىف كل املواقع الىت يرجع‬
‫اترخيها لعصر اإلنتقال الثاىن على أدوات أو أسلحة من الربونز مثل تل فراشه وتل الضبعه‪,‬‬
‫وتل اليهوديه‪ ,‬تل الكوع‪ ,‬وتل أم بردى(‪.)67‬‬

‫‪َ4-3‬طريقَ ُشورَخاللَعصرَالدولةَاحلديثة‪َ َ:‬‬

‫‪169‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫خالل عصر الدولة احلديثة كانت السيادة املصرية على بالد الشام شاملة‪ ,‬وحققت‬
‫مصر فوائد إقتصادية هائلة من خالل الضرائب‪ ,‬وإستغالل الثروات‪ ,‬بعد طرد ملوك‬
‫اهلكسوس من الدلتا يف القرن السادس عشر واإلجتياح العسكري املصرى للمنطقة‪ ,‬والىت‬
‫بلغت ذروهتا يف معركة جمدو يف عام ‪1457‬ق م يف عهد حتتمس الثالث‪ ,‬وعلى الرغم أن‬
‫هذه كانت فرتة التوسع الكبري للتجارة الكنعانية يف منطقة شرق املتوسط‪ ,‬وأن الكنعانيني‬
‫كانوا نشطني يف التجارة واستفادوا منها‪ ,‬ولكن يبدو أهنم كانوا العبني لصاحل السيادة‬
‫املصرية‪ ,‬حيث جنت مصر مثار جتارة بالد الشام عن طريق اجلزية والضرائب واستمرار الوجود‬
‫العسكري يف القالع واملراكز اإلدارية والغارات املتكررة واحلمالت العسكرية(‪.)68‬‬

‫اهتم ملوك الدولة احلديثة بتشييد احلصون على طول طريق وادى الطميالت‪ ,‬وقد‬
‫وردت أمساء تلك احلصون ىف برديىت إنستاسى اخلامسة والسادسة‪ ,‬تلك احلصون هى عبارة‬
‫عن حمطات على طريق وادى الطميالت املؤدى إىل مناطق البحر األمحر وجنوب سيناء‬
‫وجنوب بالد الشام‪ ,‬تؤكد سياسة الرعامسة ىف حتصني ومحاية الطريق وضبط حركة الدخول‬
‫واخلروج(‪.)69‬‬

‫ثالثة رسائل وردت ىف بردية انستاسى ‪ ,5‬رمبا من عهد سيىت الثاىن‪ ,‬وحتتوى على‬
‫مراسالت بني قادة تلك احلصون عرب الطريق وقائد احلصن الرئيسى ىف ثكو‪ ,‬وهبا إشارات‬
‫حول واجبات قادة احلصون وقوات احلرس من املدجاى‪ ,‬اخلطاب األول يتضمن تعليمات‬
‫من قائد حصن ثكو إىل أحد ضباطه بشأن طريقة عمل املدجاى‪ ,‬وأن ال يتم تكليفهم مبهام‬
‫غري أعمال احلراسة واملراقبة(‪ ,)70‬واخلطاب الثاىن من قائد حصن ثكو إىل اثنني من قواده قادة‬
‫احلصون الفرعية‪ ,‬بشأن طلب معلومات عن بعض العابرين‪ ,‬اخلطاب الثالث بنفس املعىن(‪.)71‬‬

‫أما بردية إنستاسى ‪ 6‬فتتضمن تقرير عن بعض العابرين من بدو الشاسو‪ ,‬وهو يعطى‬
‫صورة واضحة عن دقة اإلجراءات املتبعة عرب حصون طريق وادي الطميالت‪:‬‬

‫‪170‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫" الكاتب "انيىن" حيى سيدة كاتب الثروة "كا جب" له احلياة والصحة واإلستقرار‪ ,‬هذا‬
‫اخلطاب كى يعلم سيدى إنىن نفذت كل جلنة مع ما أان مكلف به بكل محاسة وحزم‪ ,‬فأان ال‬
‫أهترب من مسئولياتى‪ ,‬لقد انتهينا من مراقبة مرور بدو الشاسو‪ ,‬قبائل أدوم من حصن‬
‫مرنبتاح ىف تكو إىل برك بر أتوم الىت ىف مقاطعة تكو"(‪ ,)72‬نفهم من ذلك أن األشخاص‬
‫الذين يريدون دخول مصر حيتاجون إىل تصريح دخول‪ ,‬التقرير عن دخول البدو األدوميني‬
‫"الشاسو" إىل منطقة برك بيثوم هو تقرير عن تنفيذ تصريح اهلجرة‪ ,‬مت إرسال طلبهم إىل‬
‫العاصمة بر رعمسيس عندما مت استالم إجابة ابإلجياب من هناك‪ ,‬مت منح اإلذن وأبلغ ضابط‬
‫احلدود رؤسائه أن األدوميني دخلوا مصر وقد سجل هذه احلقيقة يف دفاتر املكتب‪ ,‬حيث مت‬
‫تسجيل مجيع الذين ميرون عرب احلدود وف ًقا لتواريخ دخوهلم(‪.)73‬‬

‫‪َ1-4-3‬موقعَسرابيومَالشرق‪َ :‬‬

‫ُعثر على بقااي معبد صغري ألوزيريس من عصر الرعامسة عند الكيلو ‪ ,91‬هذا املوقع‬
‫مرتبط مبركز حورس احلدود و يعود إىل عهد رمسيس الثاين(‪ ,)74‬يقع موقع سرابيوم الشرق ىف‬
‫املنطقة بني حبرية التمساح والبحريات املرة الكربى‪ ,‬على بعد ‪ 3500‬مرت جنوب شرق جبل‬
‫سرابيوم جبوار الكيلو ‪ ,14‬هذا املوقع مت فحصه بواسطة ليلموند ‪ Lallemand‬عام‬
‫‪1866‬م حيث أشار إىل مكتشفاته ىف خريطة توضيحية نشرها فيما بعد برويري ‪Bruyère‬‬
‫عام ‪ 1951‬تشري إىل مبىن مستطيل مشيد بقوالب من الطوب اللنب وقد أطلق على هذا‬
‫املوقع )‪ )75( Riff Site 1866 – 1928‬وهو ما أمسيه سرابيوم الشرق‪.‬‬

‫موقع سرابيوم الشرق يتكون من مستويني من اإلستيطان‪ ,‬املستوى األول منهما يرجع‬
‫إىل عصر الرعامسة حيث يتمثل ىف مبىن ضخم من الطوب اللنب مشيد على الرمال‪ ,‬ويتكون‬
‫املستوى الثاىن من عناصر معمارية من احلجر اجلريى عبارة عن ( قواعد أعمدة ‪ -‬أجزاء من‬
‫أعمدة ‪-‬أعتاب ‪ -‬تيجان) ترجع إىل العصر البيزنطى وأوائل العصر اإلسالمى(‪.)76‬‬

‫‪171‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫إنشاء حمطة حمصنة ىف موقع سرابيوم الشرق ىف عهد الرعامسة يتسق مع سياستهم‬
‫ومستهدف منه التحكم ىف مدخل طريق شور‪ ,‬حيث يتميز موقع سرابيوم بوقوعه على مفرتق‬
‫طرق على رأس البحريات املرة‪ ,‬فهو نقطة إسرتاتيجية وممر هام للعبور من الشرق إىل الغرب‬
‫والعكس‪ ,‬حيث يتجه طريق عرب سلسلة من األودية والدروب الىت ال تنقصها آابر املاء حىت‬
‫تصل إىل جنوب بالد الشام‪(.‬شكلَرقمَ‪)3‬‬

‫قام مرنبتاح ابإلغارة على القبائل الىت هتدد احلدود ابلقرب من القدس وضرب قبائل‬
‫إسرائيل‪ ,‬حيث يوجد موقع يسمى آابر مرنبتاح‪ ,‬وعلى ما يبدو أن تلك القبائل (إسرائيل) قد‬
‫أاثرت املشاكل على الطريق الدوىل بني مصر ومشال بالد الشام مما أستدعى مرنبتاح ليغزو‬
‫مدهنم داخل العمق الفلسطيىن(‪.)77‬‬

‫‪َ5-3‬طريقَ ُشورَخاللَعصرَاإلنتقالَالثالث‪َ :‬‬

‫دخلت مصر ىف نفق مظلم بنهاية األسرة العشرين‪ ,‬حيث ضعفت السلطة املركزية‪,‬‬
‫ودبت ابلبالد إضطراابت مما أدى إىل فقد السيطرة على اإلمرباطورية املصرية ببالد الشام‪ ,‬بل‬
‫إن التواجد بسيناء قد تالشى حيث مل يعثر على أيه شواهد أثرية مبنطقة الساحل الشماىل أو‬
‫مناجم جنوب سيناء من تلك الفرتة من األسرة الواحدة والعشرين حىت األسرة اخلامسة‬
‫والعشرين‪ ,‬والىت تسمى بعصر اإلنتقال الثالث(‪.)78‬‬

‫ىف عصر األسرة الواحدة وعشرون‪ ,‬قام امللك سيامون ‪ 959 -978‬ق م‪ .‬حبملة على‬
‫فلسطني وأستوىل على مدينة جزر وأعطاها للملك سليمان (عليه السالم) كمهر إلبنته الىت‬
‫زوجها من ملك إسرائيل‪ ,‬وهو زواج دبلوماسى يؤشر على بداية ضعف الدولة املصرية ىف‬
‫بداية عصر اإلنتقال الثالث(‪ ,)79‬وقد ورد ىف التوراة "صعد فرعون ملك مصر وأستوىل على‬
‫جازر وأحرقها ابلنار‪ ,‬وقتل الكنعانيني الساكنني ىف املدينة‪ ,‬وأعطاها مهراً ألبنته إمراءة‬
‫سليمان"(‪.)80‬‬

‫‪172‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫وقد عمل ملوك األسرة الثانية والعشرين على حتصني منطقة وادى الطميالت وإعمارها‬
‫حيث أقام شيشنق األول املنشأت ىف تل املسخوطة وتل الرطايب(‪ ,)81‬كما شيد أوسركون‬
‫األول منشأت بتل املسخوطة وأهتم مبعبدها‪ ,‬حيث ُعثر له على اجلزء األعلى من متثال‬
‫جالس من اجلرانيت األسود مبعبد آتوم ابملسخوطة‪ ,‬كما عثر على متثال ألحد املوظفني‬
‫الكبار من عصر األسرة‪ ,‬وتشري القابه أنه سيد تكو ومسجل بر آتوم‪ ,‬ويشري النص على‬
‫قاعدة التمثال أن امللك أوسر كون الثاىن قد احتفل بعيد اإلله آتوم ىف معبده برب آتوم(‪.)82‬‬

‫قام امللك ششنق األول (‪ 924 -945‬ق م) حبملة عسكرية ضد مملكىت يهودا‬
‫وإسرائيل‪ ,‬وردت أخبار تلك احلملة ىف املصادر املصرية حيث نقش امللك على بوابة بوبسطة‬
‫ابلكرنك‪ ,‬وتقع بني الصرح الثاىن ومعبد رمسيس الثالث‪ ,‬قائمة طبوغرافية ابمساء حنو ‪150‬‬
‫مدينة بعضها حتمل أمساء كنعانية يقع معظمها ىف مملكة العربانيني(‪ ,)83‬ويشري سفر امللوك‬
‫األول إىل تلك احلملة (وىف السنة اخلامسة للملك رحبعام‪ ,‬صعد شيشنق ملك مصر على‬
‫أورشليم‪ ,‬وأخذ خزائن بيت الرب وخزائن بيت امللك‪ ,‬وأخذ كل شئ‪ ,‬وأخذ مجيع أتراس‬
‫الذهب الىت عملها سليمان)(‪ ,)84‬غزو شيشانق وحربه لبالد كنعان دمر واهنى وجود تلك‬
‫املستوطنات احملصنة بصحراء النقب‪ ,‬رمبا ىف القرن التاسع قبل امليالد متت حماولة إعادة‬
‫إستيطان وحتصني تلك املناطق‪ ,‬حيث توجد فجوة زمنية ىف اإلستيطان(‪.)85‬‬

‫ومن املعتقد ان اهلجمات الىت قام هبا البدو ىف بداية عهد امللك شيشنق األول على‬
‫بعض املدن والتحصينات خاصة ىف منطقة البحريات املرة‪ ,‬أدت إىل قيامه بتقوية وتدعيم تلك‬
‫التحصينات‪ ,‬وعمل على دعم ومراقبة وأتمني احلدود الشرقية‪ ,‬للبالد(‪ ,)86‬ىف إطار تلك‬
‫السياسة مت إعادة حتصني تل الرطايب‪( ,‬شكل َرقم َ‪ )4‬وتشري لوحة الكرنك أن امللك‬
‫شيشنق األول قد سلك طريق وادى الطميالت مث طريق شور أثناء توجهه إىل جنوب الشام‪,‬‬
‫حيث حدثت معركة كبرية على شاطئ كم ور وصفت ابهنا جمزرة (وقد قام جاللته مبذحبة‬
‫عظيمة على شاطئ حبرية كم ور)(‪.)87‬‬

‫‪173‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫‪َ6-3‬طريقَ ُشورَخاللَالعصرَاملتأخر‪َ :‬‬

‫شهد الغصر املتأخر تغرياً كبرياً ىف منط اإلستيطان بوادى الطميالت‪ ,‬فبعد تقسيم اإلقليم‬
‫الثامن إىل إقليمني ىف عصر األسرة اخلامسة والعشرين‪ ,‬حيث أتسس اإلقليم العشرين من‬
‫أقاليم الدلتا وأقطع أجزاء من اإلقليم الثامن‪ ,‬وأصبحت بر سوبد أو صفط احلنا حالياً‬
‫عاصمة لإلقليم الوليد‪ ,‬شهد اإلقليم الثامن نفسه تغيريات إسرتاتيجية‪ ,‬حيث إنتقلت العاصمة‬
‫ومعبد آتوم واحلصن الرئيسى لطريق وادي الطميالت إىل تل املسخوطة على بعد حواىل أثىن‬
‫عشر كيلومرتات شرقاً من العاصمة القدمية بتل الرطايب‪ ,‬أنشأ نكاو الثاىن (‪ 595 – 610‬ق‬
‫م) مدينة ىف موقع تل املسخوطة‪ ,‬وحفر قناة إلمدادها ابملياه احللوة‪ ,‬أو أعاد تطهري وحفر‬
‫قناة قدمية كانت متر عرب وادى الطميالت‪ ,‬وعلى الرغم أن مشروع قناة نيكاو مل يستكمل‬
‫حىت رأس اخلليج‪ ,‬إال أنه قد جعل من تل املسخوطة املدينة األهم ىف شرقى مصر(‪,)88‬‬
‫وساعد على ذلك أتسيس بسماتيك األوملؤسس األسرة ‪ 26‬حصن تل دفنه على بعد‬
‫‪30‬كم مشال تل املسخوطة‪ ,‬فأصبح حمور املسخوطة – دفنه هو خط الدفاع الرئيسى عن‬
‫الدلتا من تسلل البدو ىف حني مت إعادة حتصني طريق حورس‪ ,‬وقد وطن بسماتيك مرتزقة من‬
‫جزر اليوانن ىف تلك املناطق مما ساعد على إعمارها‪ ,‬وأصبحت املسخوطة هى املدينة‬
‫الرئيسية وعاصمة اإلقليم الثامن كما إنتقل معبد أتوم إليها(‪.)89‬‬

‫وىف العصر الفارسى وىف فرتة حكم البطاملة‪ ,‬مل يهتم هؤالء احملتلني بسيناء سوى ابلشريط‬
‫الساحلى على البحر املتوسط وأتمني الطريق خالله‪ ,‬ففي حوايل عام ‪ 513‬ق م‪ .‬كانت‬
‫القناة الفارسية الىت تربط البحر األمحر ابلبحر املتوسط قد مت حفرها(‪ ,)90‬وابلتاىل أصبحت‬
‫عائق طبيعى ضد هتديد الرعاة‪ ,‬ولكن ىف نفس الوقت أصبحت معظم سيناء عدا الشريط‬
‫الساحلى حتت سيادة القوى اإلقليمية الصغرية‪ ,‬مثل القيداريون واألدوميون واألنباط‪ ,‬وقد‬
‫أستغل األنباط احلروب بني البطاملة والسلوقيني والىت إحنصرت على ساحل املتوسط وجوف‬
‫سوراي‪ ,‬لتبسط سيطرهتا حىت الساحل الشرقى خلليج السويس‪ ,‬وقد كشفت بعثة اجمللس‬

‫‪174‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫األعلى لآلاثر عام ‪ 2001‬عن حمطة مرورية ىف منطقة تل الصاحبة وتقع مشال شرق عني‬
‫القديرات حبواىل ‪5‬كم‪( ,‬شكل َرقم َ‪ )5‬وموقعها نقطة إلتقاء أودية الصاحبة والقديرات‬
‫واملويلح(‪ ,)91‬عند بداية طريق شور من الشرق‪ ,‬وعلى نفس مسار الطريق ُعثر ىف حصن‬
‫وادى املغارة على منشأت وفخار نبطى يعود إىل القرن األول قبل امليالد والقرن األول‬
‫امليالدى(‪ ,)92‬وعند ختوم الدلتا الشرقية ىف موقع يعترب حمطة الوصول للطريق ىف عصر األنباط‪,‬‬
‫عثر ىف تل الشقافية مبحافظة الشرقية على نقشني أحدمها يؤرخ ابلعام ‪ 77‬ق‪ .‬م‪ ,‬تشري تلك‬
‫النقوش إىل إستقرار األنباط ىف شرق مصر ىف صورة جالية ىف تل الشقافية(‪.)93‬‬

‫‪َ.4‬خامتة‪َ :‬‬
‫تنشأ الطرق لغاايت وأهداف هى مربر نشأهتا‪ ,‬ويتحدد مسارها ىف ضوء املقومات‬
‫اجلغرافية من طبيعية وبشرية فهى الىت حتدد معامل الطريق ومنازله وحجم احلركة عليه ونظام‬
‫الرحلة وغري ذلك مما يعلل قيام الطرق ىف أماكنها خاصة الطرق الصحراوية‪ ,‬وقد استمرت‬
‫احلركة البشرية عرب طريق ُشور وإمتداده للدلتا عرب وادى الطميالت من عصور ما قبل التاريخ‬
‫حىت يومنا هذا‪.‬‬

‫تناولت الدراسة طريق ُشور‪ ,‬وهو إجتاه وسبيل ميتد من صحراء النقب شرقاً حىت برزخ‬
‫السويس غرابً‪ ,‬ومت تناول أصل التسمية‪ ,‬والطرق الرئيسية الثالث بشمال سيناء‪ ,‬واتريخ ومعامل‬
‫الطرق‪ ,‬ودور الطريق كبوابة خلفية لدخول مصر بصورة غري شرعية‪ ,‬وأن حماوالت حكام‬
‫مصر أتمينة وحتصينة مل تكن بطول الطريق نفسه ولكن ىف هنايته الغربية عند برزخ السويس‬
‫ووادي الطميالت عرب وضع احلاميات وإنشاء التحصينات ىف املناطق اإلسرتاتيجية مثل‬
‫سرابيوم واملسخوطة والرطايب‪.‬‬

‫وخلصت الدراسة أن طريق ُشور هو طريق الرعاة األسيويني ىف توجههم صوب التخوم‬
‫الشرقية للدلتا املصرية‪ ,‬تلك املناطق الىت ُعرفت ىف التوراة أبرض جوشن أو جاسان(‪,)94‬‬
‫كانت أمهية أرض جوشن ىف شرق الدلتا ترجع إىل شهرهتا كأرض للمراعى‪ ,‬ابإلضافة إىل‬

‫‪175‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫(شور) الذى ال نعلم امسه‬ ‫موقع الوادى اإلسرتاتيجى ىف مدخل مصر الشرقى‪ ,‬هذا الدرب ُ‬
‫لدى املصرى القدمي معروف ومستخدم من قبل‪ ,‬فقد كان املمر هلجرات البدو من مناطق‬
‫سيناء والنقب وجنوب فلسطني صوب الدلتا املصرية‪ ,‬تلك اهلجرات املدفوعة ابجلفاف ىف‬
‫مراعيهم بسبب التغري املناخى مما جعلهم يرحلوا بقطعاهنم صوب مصادر املياه الدائمة بعدما‬
‫قل سقوط املطر‪ ,‬وقادهم الطريق إىل منطقة وادي الطميالت (مراكز أبو صوير والقصاصني‬
‫والتل الكبري مبحافظة اإلمساعيلية حاليا) ومنه إىل عمق الدلتا املصرية‪ ,‬املشاكل الىت سببها‬
‫تسلل األسيويني على حدود الدلتا الشرقية كانت دافعا حلكام مصر لتحصني تلك املناطق بل‬
‫والقيام حبمالت ضد هؤالء خالل الدولة القدمية والدولة الوسطى والدولة احلديثة‪ ,‬حىت عصر‬
‫اإلنتقال الثالث والعصر املتأخر‪ ,‬وىف العصر الفارسي والعصر البطلمي مل يهتم هؤالء احملتلني‬
‫بسيناء سوى ابلشريط الساحلى على البحر املتوسط وأتمني الطريق خالله‪ ,‬ووقعت معظم‬
‫شبه جزيرة سيناء وطرقها حتت سيادة القوى اإلقليمية الصغرية‪ ,‬مثل القيداريون واألدوميون‬
‫واألنباط‪ ,‬وقد أقام األنباط احملطات على طريق شور‪ ,‬وىف العصر الروماىن مت حتصني طريق‬
‫شور حيث شيد اإلمرباطور جستنيان منشأت وقالع خلدمة وحلماية الطريق من البرتاء‬
‫والنقب إىل منف‪.‬‬

‫وال شك أن مناطق وسط وجنوب سيناء حتتاج للمزيد من الدراسات خاصة الدراسات‬
‫احلقلية‪ ,‬حيث ال يزال جمهوالً عنا كثري من احلقائق واملعلومات‪ ,‬ويوصى الباحث بتكثيف‬
‫أعمال املسح األثرى واحلفائر ملواقع سيناء‪ ,‬خاصة املواقع الوعرة الداخلية‪ ,‬مع ضرورة تسجيل‬
‫وتوثيق املواقع والنقوش األثرية‪.‬‬

‫‪176‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫‪َ.5‬األشكال‪َ :‬‬

‫َ‬
‫‪َ.‬شكلَرقمَ‪َ:1‬احملددَابخلطوطَالسوداءَهوَمسارَطريقَشورَعلىَصورةَمنَ–‪ََGoogle Earth‬إعدادَالباحث َ‬
‫َ‬

‫شكل رقم ‪ :2‬تخطيط القالع فى عين القديرات‪ ,‬على اليمين القلعة العليا وعلى اليسار القلعة‬
‫الوسطى‪ ,‬نقالا عن‪Ussishkin, David , The Rectangular Fortress at Kadesh- :‬‬
‫‪Barnea, Israel Exploration Journal, Vol. 45, No. 2/3 (1995), pp. 118-‬‬
‫‪127, p. 120.‬‬

‫‪177‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫َ‬
‫شكل رقم ‪ :3‬صورة لقطعتين من تحصينات سرابيوم الشرق من عهد رمسيس الثانى‪ ,‬نقلا عن‪:‬‬

‫‪Bruyère, B., Unmonement de Ramsès II, a Serabum, BESHGIS, III, 1949-‬‬


‫‪50.‬‬

‫‪178‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫شكلَرقمَ‪َ,4‬األسوارَالدفاعيةَبتلَالرطاىب‪َ,‬السورَرقمَ‪َ3‬منَعصرَاإلنتقالَالثالث‪َ,‬والسورَ‪َ2َ,1‬منَعصرَالدولةَ‬
‫احلديثة َ‪َ,‬كماَحددهاَبرتى‪َ,‬نقالَعن‪RZEPKA, Slowmier, et Al, season 2007”, PAM َ:‬‬
‫‪19, 2012, p. 144.‬‬

‫‪179‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫َ‬
‫الاَعن‪:‬‬
‫‪:‬شكلَرقمَ‪َ,5‬بقاايَمنشأتَحجريةَمنَاحملطةَالنبطيةَعلىَبدايةَطريقَشورَعندَتلَالصاحبة‪َ,‬نق َ‬
‫عبدَالسميع‪َ,‬حممد‪َ,‬التقريرَالعلميَعنَحفائرَتلَالصاحبةَمبنطقةَآاثرَوسطَسيناءَخاللَالفرتةَمنَسبتمرب‪َ-‬أكتوبرَ‬
‫َ‬ ‫‪َ,2001‬حولياتَاجمللسَاألعلىَلآلاثر‪َ,‬اجمللدَاألول‪َ,2004َ,‬ص‪.174‬‬
‫َ‬
‫الهوامش‬

‫عامر خري‪ ,‬الطرق الربية لتجارة مصر الفرعونية‪ ,‬جملة الدراسات التارخيية واإلجتماعية‪ ,‬كلية‬ ‫(‪) 1‬‬
‫اآلداب‪ ,‬جامعة نواكشوط‪ ,‬ع ‪ ,14‬ص ‪,2016 ,26 – 15‬ص ‪.15‬‬

‫قاموس الرباق‬ ‫(‪) 2‬‬

‫قاموس املعاىن‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪ )4‬كلمة شور وردت ىف التوراة ىف املواضع األتية‪:‬‬


‫ني الَِّيت ِيف طَ ِر ِيق ُش َور‪( .‬سفر التكوين ‪)7 :16‬‬ ‫ني الْم ِاء ِيف الْ َِربيَِّة‪َ ,‬علَى الْ َع ْ ِ‬
‫ِ‬ ‫فَوج َد َها مالَ ُك َّ ِ‬
‫ّ‬ ‫ب َعلَى َع ْ َ‬ ‫الر ّ‬ ‫ََ َ‬
‫ب ِيف َجَر َار‪( .‬سفر التكوين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوانْتَ َق َل إِبْ َراه ُيم م ْن ُهنَ َ‬
‫اك إ َىل أ َْر ِ‬
‫ش َو ُش َور‪َ ,‬وتَغََّر َ‬
‫ني قَاد َ‬
‫اجلَنُوب‪َ ,‬و َس َك َن بَْ َ‬ ‫ض ْ‬
‫‪)1 :20‬‬
‫مجي ِع إِ ْخ َوتِِه نََزَل‪( .‬سفر‬
‫َشور‪ .‬أَمام َِ‬ ‫ِ‬
‫صَر حينَ َما َجتيءُ َْحن َو أ ُّ َ َ َ‬
‫وس َكنُوا ِمن ح ِويلَةَ إِ َىل ُشور الَِّيت أَمام ِم ِ‬
‫ََ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ََ‬
‫التكوين ‪)18 :25‬‬

‫‪180‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫وف َو َخَر ُجوا إِ َىل بَِّريَِّة ُشور‪ .‬فَ َس ُاروا ثَالَثَةَ أ ََّايم ِيف الْ َِّربيَِّة َوَملْ َِجي ُدوا‬
‫يل ِم ْن َْحب ِر ُس َ‬‫ِِ ِ‬
‫وسى إب ْسَرائ َ‬
‫ُمثَّ ْارَحتَ َل ُم َ‬
‫َماءً‪( .‬سفر اخلروج ‪)22 :15‬‬

‫‪Clédat, Jean, Notes sur l'Isthme de suez, (§ XII-XV),‬‬ ‫(‪) 5‬‬


‫‪BIFAO, 18, pp. 167-197, p. 168.‬‬

‫‪Gardinar, Allan, The Delta Residence of the‬‬ ‫(‪)6‬‬


‫‪Ramessides. The Journal of Egyptian Archaeology, 5(4), 1918, pp.‬‬
‫‪242-271, p. 251; Clédat, Jean, op. cit, p. 168.‬‬

‫‪Hoffmeier, James, Deities of the eastern‬‬ ‫(‪) 7‬‬


‫‪frontier, Shafik Allam festschrift (CASAE 39, 2011), pp. 1-20, p. 3.‬‬
‫‪Clédat, Jean, op cit, p. 171.‬‬ ‫(‪) 8‬‬

‫(‪ )9‬نقش ادفو على جدران معبد ادفو مبحافطة أسوان‪ ,‬واملعبد أنشئ ىف العصر البطلمى وهو خمصص‬
‫ابلكامل لإلله حورس وحتحور أهلة دندرة‪Clédat, Jean, op cit, p. 172; j., de rouge, .‬‬
‫‪inscriptions d'Edfou, pl. 26.‬‬

‫(‪ُ )10‬عرف لسيناء عديد من األمساء ىف املصادر املصرية القدمية من أشهرها (جو مفكات) مبعىن جبل‬
‫الفريوز و (ختيو مفكات) أى مدرجات الفريوز‪ ,‬كما عرفت ابسم (بيا) كما ُرجح اشتقاق إمسها احلاىل من‬
‫(سني) إله القمر لدى الساميني‪ ,‬شاهني‪ ,‬عالء الدين ‪ ,1995‬املسح األثرى واحلفائر ىف سيناء خالل‬
‫القرن العشرين اهلدف واملضمون‪ ,‬إبداع‪ ,‬العدد ‪ ,3‬جملد ‪ ,45 – 38 ,1995 ,13‬ص ‪.36‬‬

‫‪Abd El-Raouf, Mohamed, 2013, Soil fertility in southern‬‬ ‫(‪)11‬‬


‫‪Sinai-Egypt, Lampert, p. 16.‬‬

‫رستم‪ ,‬سهيل ‪ ,2000‬سيناء – الوضع العام‪ ,‬الطبعة األوىل‪ ,‬دمشق‪ ,‬ص‪.166‬‬ ‫(‪)12‬‬

‫‪181‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫‪Gardiner, Allan, The Ancient Military Road between Egypt‬‬ ‫(‪)13‬‬


‫‪and Palestine. The Journal of Egyptian Archaeology, 6(2), 1920,‬‬
‫‪PP. 99-116, P. 113.‬‬

‫‪Ibid, p. 114.‬‬ ‫(‪)14‬‬

‫‪Al-Ayedi, Abd elrahman, ''Tharu: The Starting Point on‬‬ ‫(‪)15‬‬


‫‪the 'Ways of Horus' Toronto university, 2000, p. 6.‬‬

‫‪Ibid, p. 12- 13.‬‬ ‫(‪)16‬‬

‫حسىن‪ ,‬يسرية عبد العزيز‪ ,‬املدخل الشرقى ملصر‪ -‬دراسة مواقع آاثر مشال سيناء‪ ,‬هال للنشر‬ ‫(‪)17‬‬

‫و التوزيع‪ ,‬القاهرة‪ ,2003 ,‬ص ‪.116‬‬

‫(‪ )18‬حسني‪ ,‬هشام حممد‪ ,‬احلدود املصرية الشرقية‪ ,‬دراسة اترخيية أثرية منذ بداية التاريخ وحىت‬

‫هناية األسرة الثالثني‪ ,‬رسالة دكتوراة غري منشورة‪ ,‬كلية األداب‪ ,‬جامعة قناة السويس‪,2013 ,‬‬

‫ص ‪.59‬‬

‫(‪ )19‬عمار‪ ,‬عباس مصطفى‪ ,‬املدخل الشرقى ملصر‪ ,‬أمهية شبه جزيرة سيناء كطريق للمواصالت ومعرب‬
‫للموجات البشرية‪ ,‬بيت اجلغرافية‪ ,‬ترمجة وحتقيق عاطف معتمد‪ ,2020 ,‬ص ‪.69‬‬

‫(‪ )20‬اجلفار هى البئر الواسعة قريبة القاع‪ ,‬وأشهر أراضيها اجلورة والعريش‪ ,‬قال ايقوت احلموى املتوىف‬
‫عام ‪1229‬ه "اجلفار مسرية سبعة أايم بني فلسطني ومصر وأوهلا رفح من جهة الشام وأخرها اخلشىب‬
‫متصلة رمال تيه بىن اسرائيل‪ ,‬واخلشىب بينه وبني الفسطاط ثالثة مراحل وفيه خان وهو أول اجلفار من‬
‫انحية مصر وأخرها من انحية الشام‪.‬‬
‫شقري‪ ,‬نعوم ‪ ,‬اتريخ سينا القدمي واحلديث وجغرافيتها‪ ,‬بريوت‪ ,‬دار اجليل‪ ,‬الطبعة األوىل‪ ,1991 ,‬ص‬
‫‪.17‬‬

‫‪182‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫مصطفى‪ ,‬وجيه‪ ,‬الطريق السينائى‪ :‬القاهرة‪ -‬القدس ىف مشاهدات رحالة غرب أورواب‪ :‬دراسة‬ ‫(‪)21‬‬
‫ىف يوميات الراىب ميشوالم بن مناحم الفولتريي‪1481‬م‪ ,‬جامعة نواكشوط‪ ,‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪,‬‬
‫ع ‪ ,24‬ص ‪ ,2017 ,46 – 26‬ص‪.36‬‬

‫عمار‪ ,‬عباس مصطفى‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص‪.72‬‬ ‫(‪)22‬‬

‫املرجع نفسه‪ ,‬ص‪.73‬‬ ‫(‪)23‬‬

‫املرجع نفسه‪ ,‬ص‪.74‬‬ ‫(‪)24‬‬

‫(‪ )25‬طريق اإلمساعيلية العوجه أو الطريق األوسط بطول ‪ 219‬كم‪ ,‬يبدأ من معدية منرة ‪( 6‬عتبة‬
‫اجلسر) ومير عرب قرى الطاسه‪ -‬املليز‪ -‬اجلفجافة‪ -‬اخلتمية‪ -‬احلمه‪ -‬بغداد‪ -‬أبو عجيله‪ -‬العوجه‪ ,‬الطريق‬
‫‪.‬‬
‫حاليا مت تطويره ليصبح ثالثة حارات ىف كل إجتاه‬

‫"سليم‪ ,‬ايمسني كامل‪ ,2020‬اجلغرافيا التارخيية لشبه جزيرة سيناء وأتثريها ىف الوسطني اإلقليمى والدوىل‪,‬‬
‫جملة العلوم اإلنسانية واإلجتماعية‪ ,‬املركز القومى للبحوث‪ ,‬غزه‪ ,‬مج‪ ,4‬ع‪ ,159 -129 ,3‬ص‪;"154‬‬
‫موقع رائسة اجلمهورية على اإلنرتنت ‪www.presidency.eg‬‬

‫(‪ )26‬منطقة شرق وادي العريش هى خزان ال ينضب للماء اجلوىف‪ ,‬حيث متر هبا جمموعة أودية‬
‫تتفجر الينابيع والعيون خالهلا‪ ,‬وادى قديس الناشئ من جبل خراشة وىف رأسه عني قديس وتتألف من أربعة‬
‫وعدان ينحبس ماؤمها حتت األرض‪ ,‬وادى‬ ‫ينابيع غزيرة ىف بطن الوادى‪ ,‬نبعان جيرى ماؤمها فوق األرض‪ُ ,‬‬
‫املويلح وبه عني املويلح وعدة آابر وابلقرب منه مغارات قدمية منحوته ىف الصخر وىف أعاىل اجلبال الىت‬
‫تشرف عليه أاثر ملباىن أثرية‪ ,‬وادي القصيمة وبه عني القصيمة على بعد ‪ 3‬أميال شرق املويلح وتقع على‬
‫الدرب القادم من غزه‪ ,‬ووادي الصبحة مث وادي القديرات الناشئ من جبل خراشه وبه عني القديرات على‬
‫حنو ثالثة أميال شرق القصيمة‪ ,‬وهى نبع غزير يتدفق من سفح جبل خراشة فيجرى كنهر صغري مسافة ميل‬
‫ونصف مث يغور ىف الرمال‪ ,‬وعلى بعد حنو ميلني من رأس النبع توجد بركة ماء قدمية مبنية ابحلجر املنحوت‬
‫مساحتها ‪20‬م×‪30‬م ومسك جدارها حنو مرتين على شكل درج لتدعيمة وتقويته‪َ .‬‬
‫"شقري‪ ,‬نعوم ‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص‪"71‬‬

‫‪183‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
ُ ََ‫َطََريقََللهجرةََودرب‬-َ‫ُشور‬ 2022 ‫ أفريل‬-‫ العدد الول‬-‫املجلد الرابع‬

DOTHAN, M, The Fortress at Kadesh-Barnea. Israel )27(


Exploration ournal, 15(3), pp. 134-151, 1965, p. 132.

Meyers, A., 1976, Kadesh Barnea: Judah's Last Outpost, The )28(
Biblical Archaeologist , Dec., 1976, Vol. 39, No. 4 (Dec., 1976),
pp. 148-151, 1976, p. 149.

DOTHAN, M., op cit, p. 136. )29(

Ibid, p. 143. )30(

Ussishkin, David , The Rectangular Fortress at Kadesh- )31(


Barnea, Israel Exploration Journal, Vol. 45, No. 2/3 (1995), pp.
118-127, p. 129.

Ibid, p. 126. )32(

.72‫ ص‬,‫ املرجع السابق‬,‫ نعوم‬,‫شقري‬ )33(

Clédat, Jean, Notes sur l'Isthme de suez, BIFAO 16, p. 189- )34(
199, 1916, p. 193.

. 73 ‫ ص‬,‫ املرجع السابق‬,‫ نعوم‬,‫شقري‬ )35(

Bar-Yosef, Ofer and PHILLIPS, JAMES, )36(


PREHISTORIC INVESTIGATIONS IN GEBEL MAGHARA,
NORTHERN SINAI, Qedem, Vol. 7, (1977), pp. 1-269, p. 11.
Ibid, p. 239 )37(

Ibid, p. 245 )38(

184 ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫شقري‪ ,‬نعوم‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص ‪.75‬‬ ‫(‪)39‬‬

‫املرجع نفسه‪ ,‬ص ‪.76‬‬ ‫(‪)40‬‬

‫ىف عام ‪ 2000‬قاد أحد البدو عامل الطبيعة جابريل ميخائيل إىل الكشف عن كهف وادى‬ ‫(‪)41‬‬
‫الظلمة وحيوى رسوم صخرية‪ ,‬وىف عام ‪ 2001‬قام الباحث اجملري أندرايس زبوراى‪ ,‬بفحص الكهف ونشره‬
‫علميا‪ ,‬وىف عام ‪ 2020‬قامت جلنة من منطقة آاثر مشال سيناء برائسة هشام حسني بتوثيق الرسوم‬
‫الصخرية ابلكهف‪ ,‬للمزيد‪ :‬موقع وزارة السياحة واآلاثر املصرية ‪www.antiquities.gov.eg ,‬‬
‫تفاصيل املواقع األثرية;‬

‫‪Zboray, Andras, An unpublished shelter with prehistoric‬‬


‫‪engravings of a possible late Plestocene data in the north-central‬‬
‫‪Sinai(Egypt), Sahara23, 2012, pp. 163-166.‬‬

‫(‪ )42‬برزخ السويس هو لسان من األرض يفصل ما بني البحر املتوسط مشاالً وخليج السويس جنواب‪,‬‬
‫حيث تبلغ املسافة ما بني البحرين حواىل ‪ 90‬ميالً‪ ,‬وميتد ما بني بيلوزيوم والسويس‪ ,‬حيث توجد ثالث‬
‫أجزاء من الربزخ ينخفض منسوهبا عن منسوب البحر‪ ,‬تلك األجزاء هى البحريات املرة‪ ,‬وحبرية التمساح‪,‬‬
‫‪"Kenney, C., The gates of the‬وحبرية املنزلة‪ ,‬وتقع حبرية التمساح ىف منتصف الربزخ‪.‬‬
‫‪East: Ten chapters on the Isthmus of Suez Canal, London, 1857, p.‬‬
‫"‪16.‬‬

‫‪Ibid, P. 17.‬‬ ‫(‪)43‬‬

‫حسن‪ ,‬سليم‪ ,‬موسوعة مصر القدمية‪ ,‬اجلزء الثالث عشر‪ ,‬ص ‪.698 -697‬‬ ‫(‪)44‬‬

‫(‪ )45‬حتد حبرية التمساح مدينة اإلمساعيلية من اجلانب الشرقى‪ ,‬ومتتد إىل الشرق من وادى الطميالت‪,‬‬
‫تبلغ مساحتها ‪14‬كم‪ 2‬ويرتوح عمقها ما بني ‪4‬م إىل ‪19‬م دون منسوب سطح البحر‪ ,‬وحييط هبا برك‬
‫وسبخات من مجيع اجلهات‪ ,‬ويتخللها أربعة جزر منها أثنتان صناعيتان(‪" .)45‬شعبان‪ ,‬أبو بكر‪ ,‬األخطار‬
‫اجليومورفولوجية ىف املنطقة بني حبرية التمساح ورأس خليج السويس‪ ,‬رسالة ماجستري غري منشورة‪ ,‬كلية‬
‫اآلداب‪ ,‬جامعة القاهرة‪ ,2012 ,‬ص‪.46‬‬

‫‪185‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫حسن‪ ,‬سليم‪ ,‬موسوعة مصر القدمية‪ ,‬اجلزء اخلامس عشر‪ ,‬ص ‪.25 – 24‬‬ ‫(‪)46‬‬

‫مهران‪ ,‬حممد بيومى‪ ,‬احلضارة املصرية القدمية‪ ,‬اجلزء األول‪ -‬األداب والعلوم‪ ,‬دار املعرفة‬ ‫(‪)47‬‬

‫اجلامعية‪ ,‬اإلسكندرية‪ ,1989 ,‬ص‪.99‬‬

‫(‪ )48‬تبلغ مساحة البحريات املرة ‪234‬كم‪ 2‬ومتتد إبجتاه عام مشال غرب‪ -‬جنوب شرق ويبلغ أقصى‬
‫إتساع هلا ‪13,5‬كم وأقصى طول ‪37,5‬كم‪ ,‬وتشمل البحرية الكربى ‪194‬كم‪ 2‬بنسبة ‪ %83‬من إمجاىل‬
‫مساحة البحريات املرة‪ ,‬وعمق البحريات ينراوح بني ‪5‬م إىل ‪12,8‬م دون منسوب سطح البحر‪ ,‬ويوجد هبا‬
‫‪ 18‬جزيرة تتباين ىف مساحتها‪ ,‬على الشاطئ الغرىب للبحرية توجد مدن وقرى مثل أبو سلطان‪ ,‬فايد‪ ,‬فنارة‪,‬‬
‫كسفريت‪ ,‬مبحافظة اإلمساعيلية‪ ,‬و كربيت وجنيفة مبحافظة السويس‪" .‬شعبان‪ ,‬أبو بكر‪ ,‬املرجع السايق‪,‬‬
‫ص ‪".48‬‬

‫(‪ )49‬لوحة بيتوم من اجلرانيت الرمادي ترجع لعهد بطلميوس الثاين‪,‬ويبلغ إرتفاعها ‪ ١٫٢٨‬مرت وعرضها‬
‫أوال األثري «انفيل» الذي كشف عنها أثناء‬
‫مرتا‪ ,‬وهي حمفوظة اآلن مبتحف السويس‪ ,‬وقد نشرها ً‬
‫‪ً ٠٫٩٨‬‬
‫احلفر يف منطقة تل املسخوطة عام ‪1883‬م‪.‬‬

‫‪"Naville, E., 1885, The Store city of Pithom and the route of the‬‬
‫‪Exodus, London; Montet, P., Géographie de Egypte‬‬
‫"‪ancienne, part 1, 1957, p. 218.‬‬

‫‪Lefébure, E., Les fouilles de m. naville a pithom: l'exode. le‬‬ ‫(‪)50‬‬


‫‪canal de la mer rouge. Revue De L'histoire Des Religions, 11,‬‬
‫‪1885, pp. 302-326, p. 306.‬‬

‫‪Bellefonds, Linant, , Mémoires sur les principaux travaux‬‬ ‫(‪)51‬‬


‫‪d'utilité publique exécutés en Egypte depuis la plus haute antiquité‬‬
‫‪jusqu'à nos jours, 2 vols. Paris: Arthus Bertrand, 1872, 3, p. 116.‬‬
‫(‪Kitchen, K., «Ramesside Egypt's Delta Defence Routes — )52‬‬
‫‪the SE Sector», SEAP 18 (1998) 33-38, p. 43-44.‬‬

‫‪186‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫‪Haiman, M., 1996, Early Bronze Age IV Settlement Pattern‬‬ ‫(‪)53‬‬


‫‪of the Negev and Sinai Deserts: View from Small Marginal‬‬
‫‪Temporary Sites. Bulletin of the American Schools of Oriental‬‬
‫‪Research, (303), pp. 1-32, P. 2.‬‬

‫‪Ibid, p. 12.‬‬ ‫(‪)54‬‬

‫(‪Ibid, p. 13. )55‬‬

‫‪Priglinger, Elisa, Different Aspects of Mobility and‬‬ ‫(‪)56‬‬


‫‪Migration Duringthe Middle Kingdom, Ägypten und Levante /‬‬
‫‪Egypt and the Levant, Vol. 29 (2019), pp. 331-354, P. 336.‬‬
‫(‪ )57‬من أكثر األمساء املصرية لألسيويني هى كلمة العامو ‪ aAmw‬وترمجتها الشائعة األسيويني‪,‬‬
‫وكانت التسمية ىف الدولة القدمية للبدو من النقب‪ ,‬وتطورت ىف الدولة الوسطى لتشري لألسيويني عموماً‪,‬‬
‫‪sT.tyw‬‬ ‫االسم الشائع الثاىن لألسيويني ىف النصوص املصرية القدمية هو الستت أو الستيو‬
‫‪ sT.t‬وتشري إىل جمموعات بشرية سكنت مشال شرقى مصر (الساحل الفلسطيىن) واستمر األسم‬
‫من عصر ما قبل األسرات حىت الدولة الوسطى‪ ,‬ولكن األسم مل يشري جلماعات بعينها ولكن يشري إىل‬
‫مناطق شرقى مصر‪,‬وأرتبط األسم "املنتيو ‪ mnTw‬وأيضاً "الرتنو ‪ " rTnw‬جبماعات متمردة هامجت‬
‫بعثات التعدين ىف سيناء والنقب‪.‬‬

‫)‪ )58‬مل يكن توافد األسيويني على ختوم الدلتا الشرقية وهتديدهم للطرق احليوية مير دون مواجهات مع‬
‫السلطات‪ ,‬حيث عمل ملوك الدولة القدمية على حماربتهم سواء داخل مصر أو خارجها‪ ,‬ففى عصر األسرة‬
‫السادسة خرج القائد وىن ىف مخس محالت على أقل تقدير‪ ,‬أربع عن طريق الرب وخامسة عن طريق الرب‬
‫والبحر‪ ,‬وتكللت كلها ابلنجاح‪ ,‬ويقرتح بعض الباحثني أن تلك املعارك كانت جنوب فلسطني‪ ,‬بينما يرى‬
‫أخرون أهنا رمبا دارت ىف وادي الطميالت أو ىف شرق الدلتا‪ ,‬وعلى اى حال فان إرسال وىن مخس مرات‬
‫يدل على إتساع رقعة املواجهات ومن املنطقى أن تتنوع جبهات القتال كما أهنا من نوع احلمالت التأديبية‬
‫سواء كانت داخل أو خارج مصر‪ .‬عبد العزيز صاحل‪,‬املرجع السابق‪ ,‬ص ‪ ;477‬احلنجورى‪ ,‬حممد سامل‪,‬‬
‫اإلقليم الثامن خالل عصر اإلنتقال الثاين‪ ,‬رسالة دكتوراة غري منشورة‪ ,‬كلية اآلداب‪ ,‬جامعة طنطا‪,‬‬
‫‪ ,2003‬ص ‪.24‬‬

‫‪187‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫‪Al-Ayedi, Abd elrahman, op cit, p. 6.‬‬ ‫(‪)59‬‬

‫مهران‪ ,‬حممد بيومى‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص ‪.309‬‬ ‫(‪)60‬‬

‫"إرشادات إىل امللك مرى كارع" من عهد امللك خيىت الثالث إابن عصر اإلنتقال األول‪ ,‬توجد‬ ‫(‪)61‬‬

‫تلك اإلرشادات أو النصائح ىف بردية بطرسبورج اكتشفها األثرى الروسى جولينشيف عام ‪1876‬‬

‫وقام بنشرها‪ ,‬مث ظهرت هلا عدة ترمجات كان من أمهها جاردنر وبرستد‪ ,‬وهى حمفوظة األن ىف‬

‫متحف ليننجراد حتت رقم ‪ A1116‬كما توجد نسخ أخرى ىف موسكو وكوبنهاجن‪.‬‬

‫مهران‪ ,‬حممد بيومى‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص ‪.311‬‬ ‫(‪)62‬‬

‫(‪Barta, M., sinuhe, the bible, and the Patriarchs, 2003, p. 32. )63‬‬

‫(‪ )64‬سليم‪ ,‬حممود عمر ‪ ,2010‬نبوءة ( نفر روهو ) " نفرتى" البوبسطى ىف الدولة الوسطى صفحات‬

‫مهمة ىف اتريخ السرد ىف أدب احلكمة الفرعوىن ‪ ,‬جملة حضارات الشرق األدىن القدمي ‪ ,‬العدد‬

‫األول‪ ,2010 .‬ص‪.76‬‬

‫(‪ )65‬تباينت أراء العلماء حول موقع أسوار األمري بشرق الدلتا‪ ,‬يقول نيكوالس جرميال أن أمنمحات‬
‫األول قد قام جبولة ىف وادى الطميالت وأمر بتشييد أسوار األمري‪:‬‬

‫‪Grimal, Necolas, A History of Ancient Egypt, Trans. J.‬‬


‫‪Shaw from French, Oxford: Blackwell, 1992, p. 160.‬‬

‫ويقول دوانلد ردفورد أن تل الرطايب هو موقع أسوار األمري‪:‬‬

‫‪REDFORD, Donald, “The Hyksos Invasion in history and‬‬


‫‪Tradition”, Orientalia 39, 1970, pp. 1-51, p. 80.‬‬

‫‪188‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
ُ ََ‫َطََريقََللهجرةََودرب‬-َ‫ُشور‬ 2022 ‫ أفريل‬-‫ العدد الول‬-‫املجلد الرابع‬

‫إريك هورنونج تقول أن مشروع أسوار األمري كان على احلافة الشرقية للدلتا لتأمني املمرات إىل شبه جزيرة‬
:‫سيناء‬

Hornung, Eric, 1999, History of Ancient Egypt: An


Introduction. Trans. D. Lorton, from German, Ithaca: Cornell
University, 1999, p. 52.

:‫ويعتقد جاردنر أهنا شيدت ملنع تدفق األسيويني على شرق الدلتا‬

Gardinar, Allan, 1962, Egypt of the Pharaohs, Oxford:


Clarendon, 1962, p.131.

Redmount, Carol, On an Egyptian Asiatic frontier , an )66(


archaeological history of the wadi ( Tumilat, Chicago,
March1989, p. 70.

‫ رسالة ماجستري غري‬,‫ تل الرطايب ىف ضوء اإلكتشافات األثرية احلديثة‬,‫ مصطفى حممد‬,‫) نور الدين‬67(
.127 ‫ ص‬,2017 ,‫ جامعة الزقازيق‬,‫ املعهد العاىل حلضارات الشرق األدىن القدمي‬,‫منشورة‬

Gilmour, G., Kitchen, K., Pharaoh Sety II and Egyptian )68(


Political Relations with Canaan at the End of the Late Bronze Age.
Israel Exploration Journal, 62(1), 2012, pp. 1-21, p. 5.

Mumford, Gregory, International relations between Egypt , )69(


Sinai and Syria , Palestine during the late bronze ages to early
Persian ages period , PHD theses , Toronto university , 1998, p.
540.

Caminos, R., Late Egyptian Miscellanies, Brown )70(


Egyptological studies 1, London, Oxford university Press, 1954, p.
253.

189 ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
ُ ََ‫َطََريقََللهجرةََودرب‬-َ‫ُشور‬ 2022 ‫ أفريل‬-‫ العدد الول‬-‫املجلد الرابع‬

Ibid, p. 255. )71(

Ibid, p. 293. )72(

Aḥituv, S., Sources for the Study of the Egyptian–Canaanite )73(


Border Administration. Israel Exploration Journal, 46(3/4), 1996,
pp. 219-224, p. 222.

Bruyère, B., Unmonement de Ramsès II, a Serabum, )74(


BESHGIS, III, 1949-50, p. 74.

Mumford, Gregory, op. cit, p. 537. )75(

Ibid, p. 538. )76(

Singer, I., 1988, Merneptah's Campaign to Canaan and )77(


the Egyptian Occupation of the Southern Coastal Plain of Palestine
in the Ramesside Period. Bulletin of the American Schools of
Oriental Research, (269), 1988, pp. 1-10, p. 4.

.259‫ ص‬,‫ املرجع السابق‬,‫ هشام حممد‬,‫حسني‬ )78(

‫ احلضارة املصرية ىف مصادر بالد الشام وبالد النهرين ىف عصر اإلنتقال‬,‫ سيد‬,‫عبد العليم‬ )79(
,27 -1 ,2013‫ يناير‬,‫ العدد الرابع‬,‫ جامعة قناة السويس‬,‫ جملة كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬,‫الثالث‬
. 5‫ص‬

.1-11 ‫سفر امللوك األول‬ )80(

‫ جامعة‬,‫ كلية االداب‬,‫ رسالة دكتوراة غري منشورة‬,‫ اإلقليم الثامن ىف مصر السفلى‬,‫ خالد‬,‫) الطلي‬81(
.181‫ ص‬,2001 ,‫ بنها‬,‫الزقازيق‬

.182‫ ص‬,‫) املرجع نفسه‬82(

190 ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫(‪ )83‬عبد العليم‪ ,‬سيد‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص ‪.8‬‬

‫سفر امللوك األول ‪.25: 14‬‬ ‫(‪)84‬‬

‫‪Herzog, Z., Enclosed Settlements in the Negeb and the‬‬ ‫(‪)85‬‬


‫‪Wilderness of Beer-sheba. Bulletin of the American Schools of‬‬
‫‪Oriental Research, (250), 1983, pp. 41-49, p. 48.‬‬

‫‪Ibid, p. 49.‬‬ ‫(‪)86‬‬

‫(‪ )87‬ميخائيل‪ ,‬انجى جنيب‪ ,‬بوبسطة خالل عصر األسرة الثانية والعشرين (‪945‬ق م ‪ 730 :‬ق‬
‫م)‪ ,‬رسالة دكتوراة غري منشورة‪ ,‬املعهد العاىل حلضارات الشرق األدىن القدمي‪ ,‬جامعة الزقازيق‪,2004 ,‬‬
‫ص‪.227‬‬

‫‪Collins, A., Cleomenes of Naucratis, Heroonpolis, and‬‬ ‫(‪)88‬‬


‫‪the Revenue from Red Sea Trade under Alexander the Great.‬‬
‫‪Zeitschrift Für Papyrologie Und Epigraphik, 180, 2012, pp. 237-‬‬
‫‪242, p. 239.‬‬

‫(‪ )89‬نور الدين‪ ,‬مصطفى حممد ‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص ‪.314‬‬

‫(‪Cameron, G., "Darius, Egypt, and the "Lands Beyond the )90‬‬
‫‪Sea"." Journal of Near Eastern Studies 2, no. 4,1943, pp. 307-13, p.‬‬
‫‪312.‬‬

‫(‪ )91‬عبد السميع‪ ,‬حممد‪ ,‬التقرير العلمي عن حفائر تل الصاحبة مبنطقة آاثر وسط سيناء خالل الفرتة‬
‫من سبتمرب‪ -‬أكتوبر ‪ ,2001‬حوليات اجمللس األعلى لآلاثر‪ ,‬اجمللد األول‪ ,2004 ,‬ص‪.177-167‬‬

‫(‪ )92‬غامن‪ ,‬حممود سامل ‪ ,‬نقوش نبطية من منطقة مشال غرب خليج السويس دراسة لغوية حضارية‪ ,‬رسالة‬
‫ماجستري‪ ,‬كلية األداب‪ ,‬جامعة اإلسكندرية‪ ,2016 ,‬ص ‪.47‬‬

‫‪191‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫للرعاة‬
‫ُشورَ‪َ-‬طََريقََللهجرةََودربََ ُ‬ ‫املجلد الرابع‪ -‬العدد الول‪ -‬أفريل ‪2022‬‬

‫(‪ )93‬سيد‪ ,‬عبد املنعم عبد احلليم‪ ,‬صالت األنباط مبصر من خالل النقوش النبطية على صخور احلجاز‬
‫وصحراء مصر الشرقية‪ ,‬جملة كلية األداب والعلوم اإلنسانية‪ ,‬السعودية‪ ,1981 ,‬ص‪.44‬‬

‫(‪ )94‬ذُكر إسم جاسان ىف التوراة ‪ 11‬مرة حيث ورد ىف سفر التكوين ‪ 9‬مرات‪ ,‬وورد ىف سفر اخلروج‬
‫مراتن‪ ,‬ففى اإلصحاح ‪ 29/ 46‬ذكر أن سيدان يوسف عليه السالم قد استقل مركبته واستقبل أابه سيدان‬
‫يعقوب ىف أرض جاسان حيث احتضنه طويال وبكى على عنقة‪.‬‬

‫‪192‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬

You might also like