Professional Documents
Culture Documents
عزبة ابو قنديل - ٠٩٤٤٥٣
عزبة ابو قنديل - ٠٩٤٤٥٣
1
بيان بترتيب الموضوعات:
البيان م
2
عزبه أبو قنديل في أرقام
المحافظة :القاهرة
3
الصراع على حيازة األرض مبكرا في عزبة أبو قنديل .فقد أصدر الرئيس أنور السادات قرارا في بداية سبعينيات القرن
الماضي بتخصيص أرض هذه المنطقة لصالح شركة أبو أدم للتنمية والتعمير من أجل إنشاء وحدات سكنية جديدة عليها.
وهكذا أصبحت شركة أبو أدم طرفا في النزاع وإن كانت طرفا خفيا ،فالصراع الحقيقي كان بين األهالي ومحافظة القاهرة .في
البداية حدثت العديد من المناوشات بين الحكومة واألهالي من خالل محاوالت المحافظة المتكررة إلخالء األرض .لكن
األهالي تمسكوا بالبقاء في المكان لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف إيجار وحدات سكنية أو شراء أرض لبناء مسكن في مكان
آخر .مبكرا ،بدأ األهالي ينظمون أنفسهم التخاذ إجراءات قانونية
لضمان حقهم في البقاء على األرض ،خوفا من محاوالت اإلخالء التي
تقوم بها الشرطة والمحافظة .أقام األهالي أول دعوى قضائية عام
4891من أجل المطالبة بأحقيتهم في تملك األراضي المقامة عليها
مساكنهم .استمرت هذه القضية بالمحاكم ما يقرب من خمسة عشر عاما.
وفي عام 4888صدر حكم نهائي من المحكمة اإلدارية العليا لصالح
أهالي عزبة أبو قنديل بإلغاء قرار المحافظة باالمتناع عن بيع األراضي
لهم؛ مما يعنى إقرار أحقية المواطنين في تملك األراضي عن طريق
شرائها من المحافظة .لم ينفذ الحكم حتى وقتنا هذا ،لكن رغم ذلك فقد أثبت هذا الحكم أحقية أهالي العزبة بالبقاء في المكان
وأبعد عنهم شبح التهجير واإلخالء القسري.
خالل هذه األعوام ،بدأ األهالي في كفاح من نوع آخر من أجل إدخال الخدمات األساسية الالزمة للحياة من مياه وكهرباء
وصرف صحي .فقد بدأ األهالي في جمع األموال والعمل في مجموعات لتوصيل المياه والكهرباء والصرف الصحي بالجهود
الذاتية .وقام األهالي بمتابعة اإلجراءات بين الجهات المختلفة سواء بالمحافظة أو شركات المياه والكهرباء والصرف ،أو مع
المجلس األعلى لآلثار في بعض األحيان إلصدار تصاريح حفر في بعض المناطق ،والحقا لدى الحي لطلب رصف الشوارع
وإنارتها .في ذلك الوقت أيضا بدأت هيئات المجتمع المدني في االلتفات إلى المنطقة واالهتمام بها ،ومن ثم أصبحوا يساهمون
بدورهم مع األهالي في توفير بعض الخدمات الضرورية .كما أسهمت رغبة المرشحين لعضوية مجلس الشعب الطامحين في
اكتساب أصوات أهالي العزبة في قيامهم بجهود لدى الجهات التنفيذية
لتيسير إجراءات إدخال بعض الخدمات والمرافق .حدث ذلك بعد أن
بدأت الكتلة السكانية بعزبة أبو قنديل في االزدياد ،خاصة في أعقاب
زلزال عام .4881فبعد وقوع الزلزال بدأت أعداد كبيرة من
المواطنين في التوافد على العزبة ،خاصة ممن تهدمت منازلهم في
المناطق المجاورة ولم يجدوا مأوى لهم ولم تستطع الدولة أن توفر
لهم مساكن بديلة.
في أواخر التسعينيات تم إنشاء الطريق الدائري الذي قسّم العزبة إلى جزئيين :شمالي يضم الجزء األكبر من مساحة العزبة،
وجنوبي يضم منطقة إسطبل هالل؛ ساهمت عملية شق الطريق الدائري في رفع قيمة األراضي والعقارات بالمنطقة بسبب
التعويضات التي صرفتها الحكومة لألهالي .فقد م ّكنت تلك التعويضات العديد من السكان الذين تم إخالئهم من منازلهم من
4
شراء أراضي وعقارات داخل العزبة ،حيث فضلوا البقاء في العزبة ولم يذهبوا للسكن خارجها .كما س ّهل الطريق الدائري
الوصول إلى عزبة أبو قنديل وساهم في اتصالها بجميع أحياء القاهرة ،كون الطريق الدائري من أكثر المحاور الحركة حيوية
بالقاهرة .منذ ذلك الوقت ،بدأ األهالي في االهتمام بجودة بناء مساكنهم لشعورهم بارتفاع قيمة العقارات بالمنطقة.
في عام ،1669عقب انهيار صخرة الدويقه ،وخوفا من تكرار هذه االنهيارات في الحواف الصخرية بمنطقة عزبة أبو
قنديل ،ش ّكلت محافظة القاهرة لجنة هندسية لدراسة مناطق الخطورة في العزبة ومنطقة إسطبل هالل .أوصت اللجنة الهندسية
بضرورة إزالة عدد من المنازل الواقعة على حافة الجبل – والتي تعتبر من المناطق غير اآلمنة – كذلك نقل سكان تلك
المنازل إلى مساكن بديلة في مدينة السادس من أكتوبر .ولكن سرعان ما تم البناء في المناطق التي تم إخالئها مجددا نظرا
لرغبة األهالي في البقاء بالمنطقة ،وارتباطهم بأعمالهم فيها ،وصعوبة االنتقال من وإلى مناطق بعيدة عن العزبة مثل مدينة
السادس من أكتوبر .كما حدثت العديد من المشكالت أثناء عملية اإلخالء وترحيل السكان ألسباب كثيرة منها :رفض البعض
إخالء المساكن ،وعدم توفير مساكن لجميع المتضررين ،وعدم وجود حصر دقيق وحقيقي للمستحقين ،ورغبة أشخاص آخرين
من غير المستحقين في الحصول على وحدات بديلة.
اليوم ،أصبحت عزبة أبو قنديل منطقة شديدة الكثافة ومتكدسة بالسكان؛ وإن كانت ال تزال تستقبل المزيد ممن يبحثون عن
مسكن قريب من مركز المدينة الحيوي ويالئم قدراتهم المادية.
مستويات التعليم في العزبة:
5
المكان وأهله
المحور الرئيسي داخل عزبة أبو قنديل هو شارع النجاح الذي يمر بطول العزبة من الشرق إلى الغرب ،ويوجد به السوق
والمدرسة حالة الشوارع بالعزبة متدهورة وغير ممهدة بشكل عام حتى أن بعض الشوارع ال تسمح بمرور السيارات مطلقا.
معظم الشوارع خالية من أي إضاءة عمومية إال من بعض اإلضاءة التي يضعها األهالي على واجهات منازلهم إلنارة
الشوارع ليال .معظم المناطق تم إمدادها بشبكات البنية األساسية في التسعينيات وفي األغلب بواسطة األهالي .لكن الحالة
العامة للبنية األساسية بشكل عام سيئة بسبب قلة الجودة وبسبب الطبيعة الجبلية للمنطقة التي تجعل عملية الحفر على أعماق
كبيرة لتركيب الشبكات غاية في الصعوبة مما يسبب مشاكل عديدة خاصة في شبكة الصرف الصحي؛ فتركيب هذه الشبكة
على مناسيب قريبة من سطح األرض يعرضها للكسر ويخالف مواصفاتها القياسية.
أما بالنسبة للخدمات ،فعزبة أبو قنديل؛ وبالرغم من كثافتها السكانية المرتفعة ،تكاد تخلو نهائيا من الخدمات العامة؛ وعلى
الجانب اآلخر ،تتوفر وسائل المواصالت من داخل العزبة إلى أماكن هامة مثل السيدة عائشة والعتبة ،لكنها جميعا مواصالت
خاصة (ميكروباص أو توك توك) .كذلك ساهم مرور الطريق الدائري بالعزبة في استخدام األهالي لمزيد من خطوط
الميكروباص التي تمر بالعزبة للوصول إلى مناطق أخرى بالقاهرة الكبرى .ولكن ال توجد بالعزبة أية وسائل مواصالت عامة
وال يوجد بها موقف أتوبيس عام.
ال توجد تقديرات دقيقة لتعداد سكان العزبة أو مساحتها نظرا ألن تعريف حدود العزبة يختلف من جهة إلى أخرى .ولكن وفقا
لبعض التقديرات ،يقترب عدد سكان العزبة من ٠٥٦ألف نسمة يعيشون على حوالي 196فدان ( 1كم مربع) ،وذلك طبقا
للدراسات الميدانية التي قامت بها بعض الجمعيات األهلية؛ تنبئ هذه األرقام بكثافة سكنية مرتفعة ،وإن كان األهالي يقدرون
التعداد الحقيقي بأكثر من ذلك ليصل لقرابة المليون نسمة .نسبة كبيرة من سكان العزبة من الطبقة العاملة ،سواء من العاملين
داخلها أو خارجها.
نظرا لعدم حسم قضية حيازة أرض العزبة حتى اآلن ،يقوم أصحاب العقارات بدفع مقابل انتفاع باألرض كل سنة بنسبة %7
من قيمة األرض التي قدرتها الجهات اإلدارية بمحافظة القاهرة بمبلغ 166جنيه للمتر المربع ،أي ما يعادل حوالي 41جنيها
للمتر المربع سنويا؛ أما اإليجارات فتتراوح من 066إلى 566جنيه شهريا لإليجار الجديد ،وقد تقل أو تزيد عن ذلك تبعا
للمناطق.
6
معظم مباني المنطقة سكنية مع وجود أنشطة تجارية بمعظم األدوار األرضية للعقارات ،باإلضافة إلى بعض الورش الصغيرة
المنتشرة فى المنطقة مثل ورش الرخام ،سباكة المعادن ،الميكانيكا وغيرها .لكن الحرفة األهم واألكثر انتشارا بالعزبة هي
صناعة الخشب وخاصة خشب الكونتر الذي يشتهر في األسواق باسم “كونتر العزبة” حيث يبلغ عدد ورش صناعة الكونتر
في العزبة حوالي 476ورشة بدأ بعضها منذ حوالي 15عاما ،كما توجد بعض الورش التي تقوم بإعادة تدوير الخشب
القديم.
من الناحية العمرانية ،تتمتع عزبة أبو قنديل بموقع جيد ومتوسط بين عدد من أحياء القاهرة؛ فهي تحتل موقع مرتفع ويحدها
عدد من األحياء واألوتوستراد وعزبة النصر ومجموعة أخرى من المقابر شرقا ،وحي
دار السالم ومن ورائه النيل غربا .ويمكن بسهولة رؤية القلعة واألهرامات من فوق
أسطح مباني العزبة العالية ،أو حتى رؤية النيل من حوافها الغربية المرتفعة .كما أن
المنطقة متصلة مباشرة ،أو على مقربة من عدد من محاور الحركة الرئيسية مثل
الطريق الدائري ،واألوتوستراد وكورنيش النيل.
وتقع عزبة أبو قنديل على مقربة من العديد من المواقع األثرية والمزارات السياحية التي
تتركز معظمها في منطقة الفسطاط الواقعة شمال العزبة ومنها عين الصيرة ،وحفريات
مدينة الفسطاط ،وكنائس مصر القديمة ،ومراكز صناعة الخزف ،ومتحف الحضارة.
ولكن ما يميز العزبة بالفعل ،وال يعلمه الكثيرون ،أن العزبة نفسها بها عدد من المناطق
7
األثرية والمزارات الهامة سواء القبطية أو اإلسالمية التي لم تنل حظها من االهتمام الالزم .وتعاني معظم هذه المواقع األثرية
الهامة من اإلهمال ،وعدم االستغالل المالئم ،وتعديات األهالي ،وغياب أي نوع من االهتمام أو الدعاية أو الترويج لتلك
المواقع بالرغم من وقوعها في قلب القاهرة .وقد يرجع السبب في ذلك إلى تواجد هذه المواقع الهامة في مناطق تعتبرها
الجهات الرسمية “مناطق عشوائية قد تشكل خطرا على الزائرين”.
أما في شمال العزبة ،فتقع أيضا أحد أهم معالم المنطقة األثرية وهي “قباب السبع بنات” التي ترجع إلى العصر الفاطمي؛
وتسميتها بالقباب السبع يعد أكثر تطابقا مع المصادر التاريخية إذ تروى هذه المصادر أن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر هللا قتل
عدة أفراد من أسرة الوزير “الحسين بن علي المغربي” بعد فراره من مصر؛ وعندما حاول استرضاء الوزير مرة أخرى ،بنى
الحاكم بأمر هللا على قتلى عائلة الوزير ست قباب؛ ولكن هناك بعض الروايات األخرى التي ترجح بناء هذه القباب بعد عصر
الحاكم بأمر هللا بفترة .ويبدو أنه بجانب هؤالء الستة ضريح شخصية أخرى بنيت عليها قبة فعرفت في مجملها باسم السبع
قباب .ولم يبق من هذه القباب إلى يومنا هذا سوى أربعة ،باإلضافة إلى حفائر أثرية ألساسات جدران قبتين آخرتين .وجميع
القباب متجاورة في صف واحد غير مستقيم ،ولم يعثر علي القبة السابعة التي من المحتمل أن يكون تم بناؤها في وقت الحق
واندثرت مع الوقت ولم يعثر لها علي أثر .مثلها مثل الجبخانة ،تعاني القباب األربع الباقية من اإلهمال وعدم االستخدام ،كما
يجهل موقعها العديد من سكان القاهرة.
8
معدات وتكاليف كبيرة ال يقدر عليها األهالي أو حتى الجهات الحكومية .وربما قد كان األمر في حاجة للبحث عن بعض
الحلول غير التقليدية للتعامل مع هذه المشكلة.
وتعاني المنطقة من تدهور شديد
في حالة شوارعها ،ويرجع األمر
بصورة كبيرة إلى أعمال الحفر
المتكررة نتيجة مد وإصالح
شبكات البنية األساسية بالمنطقة،
كذلك الطفح المتكرر للصرف
الصحي بالمنطقة .لذا ،فحتى
رصفها يتم التي الشوارع
سرعان ما تتدهور نتيجة تلك
المشاكل المتكررة .كما يعبر
األهالي عن رغبتهم في وجود أي نوع من أنواع التشجير بالشوارع التي تخلو معظمها من أي أثر لألشجار والنباتات .كما
تخلو الشوارع أيضا من أعمدة اإلنارة العمومية ،فتصبح بعض مناطق العزبة مظلمة تماما في ساعات الليل.
من المشاكل التي يواجها أهالي المنطقة أيضا ،صعوبة الدخول والخروج منها بالرغم من موقعها المتميز واتصالها بالعديد من
محاور الحركة الرئيسية .يرجع ذلك لقلة مداخل ومخارج
المنطقة ،كذلك سوء حالة الشوارع الداخلية غير الممهدة التي
تزيد من صعوبة دخول المواصالت إلى العزبة .يضطر ذلك
السكان إلى االعتماد على التوك توك للوصول إلى أقرب محطة
للميكروباص أو المترو .يضاعف ذلك الوقت والمجهود والتكلفة
التي يتحملها األهالي للتنقل من وإلى العزبة خاصة بالنسبة
للموظفين الذين يعملون خارجها بصورة يومية .وبالرغم من
مرور الطريق الدائري بمنتصف العزبة ،إال أن الجهات الحكومية لم تقم بعمل أي مطالع للسيارات أو المشاة تربط العزبة
بالطريق الدائري .لذا قام األهالي بإنشاء ساللم تمكنهم من
الصعود إلى أعلى الطريق الدائري الستقالل وسائل
المواصالت المختلفة .وبرغم ما قد يمثله ذلك من مخاطر على
حياه المواطنين ،إال أنهم استطاعوا الوصول إلى حلول جيدة
لعمل هذه الساللم وإيجاد ما يشبه مواقف ومحطات مواصالت
غير رسمية يعلمها األهالي وسائقو الميكروباص المارين
بالطريق الدائري.
9
أما بالنسبة للقمامة فال يوجد أي تدخل من الجهات الحكومية المسئولة عن ذلك ،فتتراكم القمامة بالشوارع حتى يقوم بعض
األهالي بحرقها .ويلجأ البعض إلى إلقائها أعلى الطريق الدائري حتى يضطر المسئولون إلى إزالتها قبل أن تتراكم وتغلق
الطريق .ولم تنجح تجربة أحد الجمعيات بالمنطقة في إيجاد حل جذري لمشكلة القمامة .فقد تم توقيع بروتوكول بينها وبين
وزارة البيئة ومحافظة القاهرة في مارس ،٨٦٦٢كان من المفترض أن تقوم بمقتضاه وزارة البيئة بتوفير ثالث سيارات لجمع
القمامة .أما هيئة النظافة التابعة للمحافظة فكانت ملزمة بتشغيل السيارات وتوفير العمالة الالزمة ،ذلك على أن تكون الجمعية
مسئولة عن التطبيق والمتابعة .لكن هناك جدل حول المشروع بين أهالي المنطقة بسبب اإلشارة الى أن المشروع يخدم نطاق
جغرافي صغير ،وحتى اآلن مازالت تشكل القمامة أحد أهم مشاكل المنطقة ،مثلها في ذلك مثل باقي مناطق القاهرة الكبرى.
تنتشر بالعزبة العديد من الورش خاصة في مجاالت النجارة وصناعة األخشاب والرخام .وبالرغم من عمل أعداد كبيرة من
العمال والحرفيين بها سواء من داخل العزبة أو من خارجها ،إال أن جوانب األمن الصناعي التي تمس بصورة مباشرة حياة
العمال بهذه الورش أو الساكنين بجوارها ال يتم االلتفات لها على اإلطالق .لذا فالمنطقة مهددة دائما بحدوث حرائق مدمرة قد
تعرضها لمخاطر كبيرة خاصة في ظل الكثافة البنائية والسكانية العالية .فضال عن ذلك ،تزيد مخلفات هذه الورش من حدة
مشكلة القمامة المتفاقمة بالمنطقة.
برغم الكثافة السكانية العالية بالعزبة إال أنها ال تتمتع بخدمات مماثلة لتلك الموجودة بمناطق أخرى ذات كثافات أقل بكثير،
فالعزبة محرومة من جميع الخدمات العامة كما سبق الذكر .ال توجد بالعزبة مساحات أرض كافية لتوفير هذه الخدمات ،ولكن
يوجد بالجزء الشرقي بالعزبة قطعة أرض فضاء كبيرة تملكها محافظة القاهرة تبلغ مساحتها حوالي 07فدان .في عام 4885
أصدرت محافظة القاهرة قرارات تخصيص الستغالل أجزاء من هذه األرض إلنشاء مدرسة بمساحة 0.066متر مربع،
ومركز شباب بمساحة 0.666متر مربع لخدمة أهالي العزبة .إال أنه وفقا ألهالي العزبة ،قامت إدارة الخيالة التابعة لوزارة
الداخلية بوضع يدها على األرض وقامت بمنع تنفيذ قرار التخصيص .ثم قامت وزارة الداخلية عام 1665ببناء سور حول
األرض ومنع أي شخص من االقتراب منها .قدم األهالي
العديد من الشكاوى للمحافظ وللنائب العام ولرئيس
الجمهورية لحل هذه المشكلة ولكن بال جدوى ،فالنزاع
مستمر حتى اآلن بين وزارة الداخلية وبين محافظة القاهرة،
والسكان ما زالوا محرومين من الخدمات العامة نتيجة هذا
الصراع.
10
يرجع جزء كبير من مشاكل العزبة باألساس إلى عدم استقاللها عن المناطق األخرى المجاورة لها ككيان إداري منفصل.
فعزبة أبو قنديل ،بالرغم من أنها منطقة عمرانية متجانسة وواضحة المعالم والحدود ،إال أنها مقسمة إداريا بين أربعة أحياء.
فالجزء الواقع شمال شارع النجاح يتبع بأكمله حي “العزبة القديمة” .أما الجزء الجنوبي فأغلبه تابع لحي “ارض السالم”.
ويتبع جزء صغير في شرق العزبة حي “الحدائق” .وأخيرا ،يتبع مدخل العزبة الرئيسي ،وهو جزء صغير من شارع النجاح،
حي “المأذون”.
يتسبب هذا التقسيم اإلداري في العديد من المشاكل بسبب غياب التنسيق بين إدارات األحياء المختلفة .يزيد هذا التقسيم من
تعقيد اإلجراءات اإلدارية ،ويؤدى إلى إضاعة الكثير من الوقت والمجهود وضياع المسئولية بين إدارات األحياء المختلفة .كما
يترتب على ذلك تبعية األجزاء المختلفة من العزبة لخدمات متفرقة مثل أقسام الشرطة ومجمع النيابات وغيرها مما يثير حيرة
المواطنين ،خاصة عند استخراجهم ألوراقهم الرسمية وبطاقات الرقم القومي .واألهم من ذلك عدم توفر ميزانية مستقلة للعزبة
لتوفير الخدمات بها .فعادة ما توجه إدارات هذه األحياء مواردها المادية – المحدودة في األساس – لخدمة مناطقها الرئيسية
مثل العزبة القديمة وارض السالم والحدائق والمأذون ،والتي تقع بأكملها خارج نطاق العزبة .ونتيجة لذلك يتم تناسي العزبة
في توزيع الموارد ،وتتدهور األوضاع بها .لذا ،فقد تقدم األهالي بطلبات عديدة من أجل أن تكون عزبة أبو قنديل تابعة لحي
واحد فقط أو أن تصبح حيا مستقال قائما بذاته ،خاصة أن الحدود الفاصلة بين األحياء داخل العزبة وهمية وغير مبنية على
حدود طبيعية.
فرص تطوير المنطقة
أصبحت عزبة أبو قنديل اليوم مجتمعا متكامال تتوفر به كل سبل الحياة واالحتياجات األساسية بفضل جهود ساكنيها .لكن
الجهود الذاتية والحلول الشعبية تظل عاجزة في بعض األحيان بسبب اإلمكانيات المادية المحدودة .فاألهالي ال يستطيعون أن
يسدوا جميع احتياجات العزبة خاصة مع زيادة عدد السكان .وليس هذا دورهم في األساس ،ولكن من واجب الجهات المسئولة
بالدولة أن توفر الخدمات العامة التي تحتاجها العزبة أسوة بالمناطق األخرى المجاورة .ومع ذلك تتمتع العزبة بمميزات قد
تدفع بعملية التطوير والتنمية لألمام ،فهناك عدد كبير من الجمعيات األهلية والمبادرات المجتمعية التي يديرها أفراد من أهالي
العزبة المهتمين بالشأن العام .وهى جهود لها تاريخ طويل في خدمة العزبة وأهلها ،ويمكن أن تتحول بالتنظيم الجيد والتنسيق
بينها إلى قوة دافعة لجذب الجهات الحكومية لالهتمام بالمنطقة والتعاون مع األهالي طبقا ألولوياتهم الخاصة.
فالعزبة في حاجة إلى تطوير سبل الوصول إليها من خالل ربطها بمحاور الحركة من حولها ،وعدم تجاهل هذه المحاور لها
كأنها قطعة أرض خالية من السكان أو غير موجودة على الخريطة .كذلك يجب توفير المواصالت العامة ألهلها ،والتي
يحتاجونها بشدة للذهاب ألعمالهم وقضاء احتياجاتهم الضرورية .كما تحتاج العزبة لالنتهاء من مشروعات مياه الشرب
والصرف الصحي وتمهيد طرق المنطقة وإيجاد حلول عملية لمشكلة القمامة حتى تنتهي معاناة األهالي التي امتدت لعقود .أما
عن الخدمات ،فيتسع المجال للحديث عنها ولكن في المقام األول يجب أن تعمل الدولة على حل مشكلة قطعة األرض الخاصة
بالمحافظة ،والتي تشغلها حاليا وزارة الداخلية .فحل هذه المشكلة يمكنه أن يوفر العديد من الخدمات العامة التي يحتاجها
وينتظرها أهالي العزبة منذ أعوام .وقد ظهرت مؤخرا بعض المبادرات الهادفة لتطوير المباني السكنية بالعزبة وجذب
11
االهتمام إليها ومنها مبادرة “مصر باأللوان” التي قامت بها “تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة” في نهاية عام .1644فقد
قامت هذه المبادرة بطالء مجموعة من المباني السكنية المطلة على الطريق الدائري بالمشاركة مع أهالي المنطقة ،وباستخدام
مواد صديقة للبيئة .كان لهذه المبادرة أثرا في جذب مؤسسات أخرى لتكرار هذه التجربة ومنها مبادرة هيئة اإلغاثة الكاثوليكية
في عام 1640والتي تقوم أيضا بطالء عدد من مباني العزبة المطلة على الطريق الدائري.
تبقى نقطتان أساسيتان يمكن أن تلعبا دورا أساسيا في النهوض بالعزبة اقتصاديا واجتماعيا:
النقطة األولى هي القاعدة الصناعية والحرفية الموجودة بالعزبة والتي يمكن تطويرها اقتصاديا من خالل دعم الصناعات
الصغيرة والمتوسطة الموجودة بالعزبة في مجاالت مثل صناعة الرخام وأعمال النجارة وصناعة خشب الكونتر؛ وهي جميعا
صناعات تواجه ما يواجهه قطاع االقتصاد غير الرسمي في مصر من غياب لفرص التمويل والتطوير ،وغياب الحد األدنى
من الضمان االجتماعي أو األمن الصناعي للعاملين بهذه المنشآت ،ومالحقتها بالضرائب وأعباء الفساد اإلداري التي تثقل
كاهلها .تواجه هذه الصناعات الصغيرة والمتوسطة كل هذه العقبات على الرغم من المساهمة التي ال يستهان بها للقطاع غير
الرسمي في دعم االقتصاد المصري وتوفيره لفرص عمل لماليين من المواطنين في مناطق عديدة مثل عزبة خير هللا.
النقطة الثانية التي يمكن أن تلعب دورا فاعال في تطوير العزبة هو االهتمام بالمعالم األثرية والثقافية بها .وليس المطلوب هنا
تحويل تلك المعالم إلى نقاط جذب سياحية بالمعنى الدارج في
المحتوى المصري من خالل جلب آالف السياح في أتوبيسات
ضخمة لزيارة هذه المعالم ،وبناء األسوار حولها ،وملء
المكان بأفراد شرطة السياحة ،وحصار المجتمع المحلي حتى
ال يحتك بالسائحين أو أن يرى السائحون ما يعيشه هذا
المجتمع من واقع مؤلم .المطلوب هنا هو تناول مختلف يضمن
أن يعود تطوير هذه المعالم بصورة مباشرة بالنفع على أهالي
المنطقة ،سواء من إعادة استخدام بعض هذه المعالم – مثل
الجبخانة و بئر أم السلطان – في خدمات وأنشطة تخدم أهالي المنطقة ،أو استشارة أهالي المنطقة ودعمهم ماديا وفنيا إلقامة
خدمات مالئمة للزوار حول هذه المعالم ،أو تشجيع السياحة الداخلية حتى يقوم باقي سكان القاهرة ومدن مصر المختلفة بزيارة
المنطقة ،والذين يمكن أن يقضوا حياتهم بأكملها بدون أن تطأ أقدامهم مناطق مثل عزبة خير هللا ،وأخيرا تشجيع السياحة
الثقافية المسئولة التي يمكن أن يتفاعل فيها زوار المنطقة مع أهلها بدون حواجز مفتعلة بينهم فيجلسوا على مقاهي المنطقة
ويأكلون في مطاعمها ويتجاذبوا أطراف الحديث مع سكانها حتى يتعرفوا على قطاع كبير من أهل مصر الحقيقيين.
12
توزيع المهارات طبقا للنوع االجتماعي بالعزبة:
13
أهم نتائج الدراسات الميدانية لعزبة أبو قنديل:
اشتراك نسبة كبيرة من الشباب في انشطة تطوعية سواء كمجموعات شبابية -
في تنظيف الشوارع والمساعدات الخيرية او مع الجمعيات االهلية في تجميل
مداخل العزبة وزراعة االشجار .وال يوجد فرق بين الفتيات واالوالد في
التطوع وأظهرت النتائج ايضا رغبتهم في التطوع والعمل بدون اجر على
ان يكون ذلك في أوقات الراحة واالجازات .الى جانب يظهر دور
الشباب في حاالت الكوارث واالزمات المساعدة عند حدوث حريق او
حادث.
-ال توجد مشكلة صحية خاصة بالشباب في العزبة لكن تنتشر حساسية الصدر بين األهالي خاصة
االطفال .نتيجة لوجود العديد من المسابك وورش الرخام وحرق االخشاب وتجار االجولة وان % 75من األهالي المترددين
على القوافل الطبية يأتون بسبب حساسية الصدر (حسب مقابلة رئيس مجلس ادارة احدى الجمعيات) .وأيضا ضعف الخدمات
الصحية المقدمة حيث ال يوجد سوى مستوصف تابع ألحدى الجمعيات االهلية يعمل ليال فقط ويوجد جدول لكل تخصص مما
يؤدى الى لجوء األهالي اما لمنطقة مصر القديمة او اسطبل عنتر حيث يوجد عدة عيادات حكومية وخاصة.
-تعتبر مشكلة التعليم من أهم المشكالت التي تواجه عزبة خيرهللا حيث ال يوجد سوى معهد ازهري خاص بمصاريف مرتفعة
عن مستوى معيشة األهالي بالمنطقة وبالتالي معظم طالبه من خارج العزبة ومدرسة حكومية واحدة فقط تعمل لفترتين بها
حوالى 0666طفل وتعانى من قلة المدرسين الى جانب ضعف االمكانات بها .تنتشر نسبة االمية بين الفتيات اعلى من
الشباب حيث ترتفع نسبة التسرب نتيجة لخوف األهالي على البنات او ان البنت مصيرها للجواز أو ضعف الحالة المادية
وعلى الرغم من ذلك ترتفع نسبة الطالبات في مراحل الدبلومات عن الشباب نتيجة ألن الشباب يعمل منذ صغره ألن العائد
المادي اهم من التعليم سواء للطفل او أسرته.
-كثيرا من الشباب يرى ان المجتمع ينظر نظره مختلفة لشباب العزبة على انهم عاطلون او سوابق .ويظهر ذلك عند التعامل
مع أي مؤسسة حكومية أو حتى عند التعرض ألى موقف خارج العزبة.
-من اهم المشكالت االجتماعية بالعزبة ارتفاع نسبة الزواج المبكر ويرجع ذلك ألن نسبة كبيرة من األهالي ذو اصول
صعيدية وأيضا خوف األهالي على البنات في تلك المنطقة .
-معظم المتزوجين يلجؤون للسكن بالعزبة اما بشراء شقة او غرفة أو بناء دور على سطح المنزل في حالة ملكية المنزل.
-المشكالت بين األهالي قليلة جدا خاصة ان العزبة كلها عائالت تعرف بعضها جيدا لكن توجد مشكالك دائكة بين العزبة
واسطبل هالل.
-انتشار المخدرات بالعزبة بشكل كبير بين كل الفئات الشباب والكبار وتباع بصورة كبيرة.
-تعتبر كرة القدم الرياضة الوحيدة التي يمارسها الشباب في العزبة وذلك فى ارض فضاء ملك احد االشخاص تؤجر بالساعة
وتعتبر المكان الوحيد التي يفضله سباب العزبة.
-تنتشر معاكسة الفتيات بالعزبة الى حد التحرش حتى بين أبناء المنطقة الواحدة .
-انتشار الكسل بين الشباب ادى الرتفاع نسبة البطالة حيث تنتشر تنقل الشباب بين عدة حرف او اعمال في وقت قصير.
___________________________________________________________________
14