You are on page 1of 14

‫(عزبة أبو قنديل)‬

‫‪1‬‬
‫بيان بترتيب الموضوعات‪:‬‬

‫البيان‬ ‫م‬

‫عزبه أبو قنديل في أرقام‬ ‫‪1‬‬

‫حكاية “أبو قنديل ”‬ ‫‪2‬‬

‫مستويات التعليم في العزبة‬ ‫‪3‬‬

‫المكان وأهله‬ ‫‪4‬‬

‫إيه المهم في عزبة أبو قنديل؟‬ ‫‪5‬‬

‫إيه مشاكل عزبة أبو قنديل؟‬ ‫‪6‬‬

‫فرص تطوير المنطقة‬ ‫‪7‬‬

‫توزيع المهارات طبقا للنوع االجتماعي بالعزبة‬ ‫‪8‬‬

‫أهم نتائج الدراسات الميدانية لعزبة‬ ‫‪9‬‬

‫‪2‬‬
‫عزبه أبو قنديل في أرقام‬
‫المحافظة‪ :‬القاهرة‬

‫عدد السكان‪ :‬حوالي ‪ 056‬ألف نسمة تقريبا‬

‫حكاية “عزبة أبو قنديل”‬


‫قبل أربعين عاما‪ ،‬كانت المنطقة التي تشغلها عزبة أبو قنديل اآلن عبارة عن هضبة صخرية‪ ،‬وخالية تماما إال من بعض‬
‫الزواحف والحشرات‪ .‬ومع منتصف سبعينيات القرن الماضي بدأ الناس يتوافدون إلى تلك المنطقة قادمين من الصعيد‬
‫واألرياف بغرض السكن والبحث عن لقمة العيش بالمناطق المجاورة بالقاهرة‪ .‬ولما لم يستطع هؤالء الوافدون تدبير سكن‬
‫مالئم بالمدينة لجأوا إلى تلك الهضبة المرتفعة وقاموا ببناء غرف من الحجارة المنتشرة بالمنطقة ليسكنوا بها دون وجود أية‬
‫مرافق أو خدمات‪.‬‬
‫بدأ اسم “عزبة أبو قنديل” في الظهور منذ تلك الفترة‪ ،‬ويرجع‬
‫البعض هذا االسم إلى إحدى العائالت التي سكنت المنطقة في‬
‫أوائل فترة قدوم الناس للسكن بها‪ .‬لكن عائلة “أبو قنديل” لم تكن‬
‫وحدها أقدم العائالت التي استقرت بالمنطقة‪ ،‬فهناك عائلة‬
‫“الشالهبة” التي يقال إنها كانت من العرب المقيمين بالمنطقة قبل‬
‫أن يبدأ األهالي في الوفود إليها‪ .‬وإلى يومنا هذا‪ ،‬ال تزال مضيفة‬
‫عائلة “الشالهبة” موجودة بالمنطقة وسط منازل من تبقى من هذه العائلة في الجزء الجنوبي من العزبة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الصراع على حيازة األرض مبكرا في عزبة أبو قنديل‪ .‬فقد أصدر الرئيس أنور السادات قرارا في بداية سبعينيات القرن‬
‫الماضي بتخصيص أرض هذه المنطقة لصالح شركة أبو أدم للتنمية والتعمير من أجل إنشاء وحدات سكنية جديدة عليها‪.‬‬
‫وهكذا أصبحت شركة أبو أدم طرفا في النزاع وإن كانت طرفا خفيا‪ ،‬فالصراع الحقيقي كان بين األهالي ومحافظة القاهرة‪ .‬في‬
‫البداية حدثت العديد من المناوشات بين الحكومة واألهالي من خالل محاوالت المحافظة المتكررة إلخالء األرض‪ .‬لكن‬
‫األهالي تمسكوا بالبقاء في المكان لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف إيجار وحدات سكنية أو شراء أرض لبناء مسكن في مكان‬
‫آخر‪ .‬مبكرا‪ ،‬بدأ األهالي ينظمون أنفسهم التخاذ إجراءات قانونية‬
‫لضمان حقهم في البقاء على األرض‪ ،‬خوفا من محاوالت اإلخالء التي‬
‫تقوم بها الشرطة والمحافظة‪ .‬أقام األهالي أول دعوى قضائية عام‬
‫‪ 4891‬من أجل المطالبة بأحقيتهم في تملك األراضي المقامة عليها‬
‫مساكنهم‪ .‬استمرت هذه القضية بالمحاكم ما يقرب من خمسة عشر عاما‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 4888‬صدر حكم نهائي من المحكمة اإلدارية العليا لصالح‬
‫أهالي عزبة أبو قنديل بإلغاء قرار المحافظة باالمتناع عن بيع األراضي‬
‫لهم؛ مما يعنى إقرار أحقية المواطنين في تملك األراضي عن طريق‬
‫شرائها من المحافظة‪ .‬لم ينفذ الحكم حتى وقتنا هذا‪ ،‬لكن رغم ذلك فقد أثبت هذا الحكم أحقية أهالي العزبة بالبقاء في المكان‬
‫وأبعد عنهم شبح التهجير واإلخالء القسري‪.‬‬
‫خالل هذه األعوام‪ ،‬بدأ األهالي في كفاح من نوع آخر من أجل إدخال الخدمات األساسية الالزمة للحياة من مياه وكهرباء‬
‫وصرف صحي‪ .‬فقد بدأ األهالي في جمع األموال والعمل في مجموعات لتوصيل المياه والكهرباء والصرف الصحي بالجهود‬
‫الذاتية‪ .‬وقام األهالي بمتابعة اإلجراءات بين الجهات المختلفة سواء بالمحافظة أو شركات المياه والكهرباء والصرف‪ ،‬أو مع‬
‫المجلس األعلى لآلثار في بعض األحيان إلصدار تصاريح حفر في بعض المناطق‪ ،‬والحقا لدى الحي لطلب رصف الشوارع‬
‫وإنارتها‪ .‬في ذلك الوقت أيضا بدأت هيئات المجتمع المدني في االلتفات إلى المنطقة واالهتمام بها‪ ،‬ومن ثم أصبحوا يساهمون‬
‫بدورهم مع األهالي في توفير بعض الخدمات الضرورية‪ .‬كما أسهمت رغبة المرشحين لعضوية مجلس الشعب الطامحين في‬
‫اكتساب أصوات أهالي العزبة في قيامهم بجهود لدى الجهات التنفيذية‬
‫لتيسير إجراءات إدخال بعض الخدمات والمرافق‪ .‬حدث ذلك بعد أن‬
‫بدأت الكتلة السكانية بعزبة أبو قنديل في االزدياد‪ ،‬خاصة في أعقاب‬
‫زلزال عام ‪ .4881‬فبعد وقوع الزلزال بدأت أعداد كبيرة من‬
‫المواطنين في التوافد على العزبة‪ ،‬خاصة ممن تهدمت منازلهم في‬
‫المناطق المجاورة ولم يجدوا مأوى لهم ولم تستطع الدولة أن توفر‬
‫لهم مساكن بديلة‪.‬‬
‫في أواخر التسعينيات تم إنشاء الطريق الدائري الذي قسّم العزبة إلى جزئيين‪ :‬شمالي يضم الجزء األكبر من مساحة العزبة‪،‬‬
‫وجنوبي يضم منطقة إسطبل هالل؛ ساهمت عملية شق الطريق الدائري في رفع قيمة األراضي والعقارات بالمنطقة بسبب‬
‫التعويضات التي صرفتها الحكومة لألهالي‪ .‬فقد م ّكنت تلك التعويضات العديد من السكان الذين تم إخالئهم من منازلهم من‬
‫‪4‬‬
‫شراء أراضي وعقارات داخل العزبة‪ ،‬حيث فضلوا البقاء في العزبة ولم يذهبوا للسكن خارجها‪ .‬كما س ّهل الطريق الدائري‬
‫الوصول إلى عزبة أبو قنديل وساهم في اتصالها بجميع أحياء القاهرة‪ ،‬كون الطريق الدائري من أكثر المحاور الحركة حيوية‬
‫بالقاهرة‪ .‬منذ ذلك الوقت‪ ،‬بدأ األهالي في االهتمام بجودة بناء مساكنهم لشعورهم بارتفاع قيمة العقارات بالمنطقة‪.‬‬
‫في عام ‪ ،1669‬عقب انهيار صخرة الدويقه‪ ،‬وخوفا من تكرار هذه االنهيارات في الحواف الصخرية بمنطقة عزبة أبو‬
‫قنديل‪ ،‬ش ّكلت محافظة القاهرة لجنة هندسية لدراسة مناطق الخطورة في العزبة ومنطقة إسطبل هالل‪ .‬أوصت اللجنة الهندسية‬
‫بضرورة إزالة عدد من المنازل الواقعة على حافة الجبل – والتي تعتبر من المناطق غير اآلمنة – كذلك نقل سكان تلك‬
‫المنازل إلى مساكن بديلة في مدينة السادس من أكتوبر‪ .‬ولكن سرعان ما تم البناء في المناطق التي تم إخالئها مجددا نظرا‬
‫لرغبة األهالي في البقاء بالمنطقة‪ ،‬وارتباطهم بأعمالهم فيها‪ ،‬وصعوبة االنتقال من وإلى مناطق بعيدة عن العزبة مثل مدينة‬
‫السادس من أكتوبر‪ .‬كما حدثت العديد من المشكالت أثناء عملية اإلخالء وترحيل السكان ألسباب كثيرة منها‪ :‬رفض البعض‬
‫إخالء المساكن‪ ،‬وعدم توفير مساكن لجميع المتضررين‪ ،‬وعدم وجود حصر دقيق وحقيقي للمستحقين‪ ،‬ورغبة أشخاص آخرين‬
‫من غير المستحقين في الحصول على وحدات بديلة‪.‬‬
‫اليوم‪ ،‬أصبحت عزبة أبو قنديل منطقة شديدة الكثافة ومتكدسة بالسكان؛ وإن كانت ال تزال تستقبل المزيد ممن يبحثون عن‬
‫مسكن قريب من مركز المدينة الحيوي ويالئم قدراتهم المادية‪.‬‬
‫مستويات التعليم في العزبة‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫المكان وأهله‬
‫المحور الرئيسي داخل عزبة أبو قنديل هو شارع النجاح الذي يمر بطول العزبة من الشرق إلى الغرب‪ ،‬ويوجد به السوق‬
‫والمدرسة حالة الشوارع بالعزبة متدهورة وغير ممهدة بشكل عام حتى أن بعض الشوارع ال تسمح بمرور السيارات مطلقا‪.‬‬
‫معظم الشوارع خالية من أي إضاءة عمومية إال من بعض اإلضاءة التي يضعها األهالي على واجهات منازلهم إلنارة‬
‫الشوارع ليال‪ .‬معظم المناطق تم إمدادها بشبكات البنية األساسية في التسعينيات وفي األغلب بواسطة األهالي‪ .‬لكن الحالة‬
‫العامة للبنية األساسية بشكل عام سيئة بسبب قلة الجودة وبسبب الطبيعة الجبلية للمنطقة التي تجعل عملية الحفر على أعماق‬
‫كبيرة لتركيب الشبكات غاية في الصعوبة مما يسبب مشاكل عديدة خاصة في شبكة الصرف الصحي؛ فتركيب هذه الشبكة‬
‫على مناسيب قريبة من سطح األرض يعرضها للكسر ويخالف مواصفاتها القياسية‪.‬‬
‫أما بالنسبة للخدمات‪ ،‬فعزبة أبو قنديل؛ وبالرغم من كثافتها السكانية المرتفعة‪ ،‬تكاد تخلو نهائيا من الخدمات العامة؛ وعلى‬
‫الجانب اآلخر‪ ،‬تتوفر وسائل المواصالت من داخل العزبة إلى أماكن هامة مثل السيدة عائشة والعتبة‪ ،‬لكنها جميعا مواصالت‬
‫خاصة (ميكروباص أو توك توك)‪ .‬كذلك ساهم مرور الطريق الدائري بالعزبة في استخدام األهالي لمزيد من خطوط‬
‫الميكروباص التي تمر بالعزبة للوصول إلى مناطق أخرى بالقاهرة الكبرى‪ .‬ولكن ال توجد بالعزبة أية وسائل مواصالت عامة‬
‫وال يوجد بها موقف أتوبيس عام‪.‬‬
‫ال توجد تقديرات دقيقة لتعداد سكان العزبة أو مساحتها نظرا ألن تعريف حدود العزبة يختلف من جهة إلى أخرى‪ .‬ولكن وفقا‬
‫لبعض التقديرات‪ ،‬يقترب عدد سكان العزبة من ‪ ٠٥٦‬ألف نسمة يعيشون على حوالي ‪ 196‬فدان (‪ 1‬كم مربع)‪ ،‬وذلك طبقا‬

‫للدراسات الميدانية التي قامت بها بعض الجمعيات األهلية؛ تنبئ هذه األرقام بكثافة سكنية مرتفعة‪ ،‬وإن كان األهالي يقدرون‬
‫التعداد الحقيقي بأكثر من ذلك ليصل لقرابة المليون نسمة‪ .‬نسبة كبيرة من سكان العزبة من الطبقة العاملة‪ ،‬سواء من العاملين‬
‫داخلها أو خارجها‪.‬‬
‫نظرا لعدم حسم قضية حيازة أرض العزبة حتى اآلن‪ ،‬يقوم أصحاب العقارات بدفع مقابل انتفاع باألرض كل سنة بنسبة ‪%7‬‬
‫من قيمة األرض التي قدرتها الجهات اإلدارية بمحافظة القاهرة بمبلغ ‪ 166‬جنيه للمتر المربع‪ ،‬أي ما يعادل حوالي ‪ 41‬جنيها‬
‫للمتر المربع سنويا؛ أما اإليجارات فتتراوح من ‪ 066‬إلى ‪ 566‬جنيه شهريا لإليجار الجديد‪ ،‬وقد تقل أو تزيد عن ذلك تبعا‬
‫للمناطق‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫معظم مباني المنطقة سكنية مع وجود أنشطة تجارية بمعظم األدوار األرضية للعقارات‪ ،‬باإلضافة إلى بعض الورش الصغيرة‬
‫المنتشرة فى المنطقة مثل ورش الرخام‪ ،‬سباكة المعادن‪ ،‬الميكانيكا وغيرها‪ .‬لكن الحرفة األهم واألكثر انتشارا بالعزبة هي‬
‫صناعة الخشب وخاصة خشب الكونتر الذي يشتهر في األسواق باسم “كونتر العزبة” حيث يبلغ عدد ورش صناعة الكونتر‬
‫في العزبة حوالي ‪ 476‬ورشة بدأ بعضها منذ حوالي ‪ 15‬عاما‪ ،‬كما توجد بعض الورش التي تقوم بإعادة تدوير الخشب‬
‫القديم‪.‬‬

‫إيه المهم في عزبة أبو قنديل؟‬


‫الترابط االجتماعي والتعاون أهم ما يميز سكان المنطقة‪ .‬ولعل األوقات العصيبة التي مرت بهم منذ أن استقروا في العزبة‬
‫والتكاتف بين الجميع من أجل التصدي لمحاوالت إخراجهم من المنطقة ومن أجل الحصول على حقهم في بنية أساسية‬
‫وخدمات عامة هو ما جعل العالقات االجتماعية أكثر ترابطا؛ تتميز المنطقة بنسبة تعليم عالية بين السكان وخاصة التعليم‬
‫العالي‪ ،‬وعلى عكس ما يتبناه الكثيرون من صورة نمطية عن سكان المناطق العشوائية‪ ،‬يشكل الموظفون وأصحاب المهن‬
‫نسبة كبيرة من سكان عزبة أبو قنديل فمنهم المهندسون واألطباء والمحامون‪ ،‬ومنهم أيضا أصحاب الحرف؛ ساهم ذلك التنوع‬
‫في الطبقات الثقافية واالجتماعية في الجهود التنموية المختلفة بالعزبة‪ .‬فنشأت بعض الروابط مثل “رابطة محامين أبو قنديل‬
‫للدفاع عن الحقوق والحريات” التي تضم عدد كبير من شباب المحامين المهتمين بالشأن العام وبالدفاع عن حقوق أهالي‬
‫العزبة‪ ،‬والذين أخذوا على عاتقهم استكمال القضية الخاصة بحق تملك أرض العزبة؛ كما أن هناك اهتمام من عدد كبير من‬
‫منظمات المجتمع المدني والجمعيات األهلية بالعمل في عزبة أبو قنديل ‪ ،‬حيث توجد بالعزبة حوالي ‪ 10‬جمعية أهلية مسجلة‪،‬‬
‫منها على سبيل المثال جمعيات “تنمية المجتمع المحلى بمسجد أبو بكر الصديق “خير وتواصل” وغيرها من الجمعيات‪ .‬وقد‬
‫تحالف منذ أعوام قليلة مجموعة من جمعيات المنطقة في رابطة تسمى “رابطة إعمار أبو قنديل” وذلك لتنسيق جهودهم‬
‫معا‪.‬‬ ‫بالعزبة‬ ‫التنموية‬

‫من الناحية العمرانية‪ ،‬تتمتع عزبة أبو قنديل بموقع جيد ومتوسط بين عدد من أحياء القاهرة؛ فهي تحتل موقع مرتفع ويحدها‬
‫عدد من األحياء واألوتوستراد وعزبة النصر ومجموعة أخرى من المقابر شرقا‪ ،‬وحي‬
‫دار السالم ومن ورائه النيل غربا‪ .‬ويمكن بسهولة رؤية القلعة واألهرامات من فوق‬
‫أسطح مباني العزبة العالية‪ ،‬أو حتى رؤية النيل من حوافها الغربية المرتفعة‪ .‬كما أن‬
‫المنطقة متصلة مباشرة‪ ،‬أو على مقربة من عدد من محاور الحركة الرئيسية مثل‬
‫الطريق الدائري‪ ،‬واألوتوستراد وكورنيش النيل‪.‬‬
‫وتقع عزبة أبو قنديل على مقربة من العديد من المواقع األثرية والمزارات السياحية التي‬
‫تتركز معظمها في منطقة الفسطاط الواقعة شمال العزبة ومنها عين الصيرة‪ ،‬وحفريات‬
‫مدينة الفسطاط‪ ،‬وكنائس مصر القديمة‪ ،‬ومراكز صناعة الخزف‪ ،‬ومتحف الحضارة‪.‬‬
‫ولكن ما يميز العزبة بالفعل‪ ،‬وال يعلمه الكثيرون‪ ،‬أن العزبة نفسها بها عدد من المناطق‬

‫‪7‬‬
‫األثرية والمزارات الهامة سواء القبطية أو اإلسالمية التي لم تنل حظها من االهتمام الالزم‪ .‬وتعاني معظم هذه المواقع األثرية‬
‫الهامة من اإلهمال‪ ،‬وعدم االستغالل المالئم‪ ،‬وتعديات األهالي‪ ،‬وغياب أي نوع من االهتمام أو الدعاية أو الترويج لتلك‬
‫المواقع بالرغم من وقوعها في قلب القاهرة‪ .‬وقد يرجع السبب في ذلك إلى تواجد هذه المواقع الهامة في مناطق تعتبرها‬
‫الجهات الرسمية “مناطق عشوائية قد تشكل خطرا على الزائرين”‪.‬‬
‫أما في شمال العزبة‪ ،‬فتقع أيضا أحد أهم معالم المنطقة األثرية وهي “قباب السبع بنات” التي ترجع إلى العصر الفاطمي؛‬
‫وتسميتها بالقباب السبع يعد أكثر تطابقا مع المصادر التاريخية إذ تروى هذه المصادر أن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر هللا قتل‬
‫عدة أفراد من أسرة الوزير “الحسين بن علي المغربي” بعد فراره من مصر؛ وعندما حاول استرضاء الوزير مرة أخرى‪ ،‬بنى‬
‫الحاكم بأمر هللا على قتلى عائلة الوزير ست قباب؛ ولكن هناك بعض الروايات األخرى التي ترجح بناء هذه القباب بعد عصر‬
‫الحاكم بأمر هللا بفترة‪ .‬ويبدو أنه بجانب هؤالء الستة ضريح شخصية أخرى بنيت عليها قبة فعرفت في مجملها باسم السبع‬
‫قباب‪ .‬ولم يبق من هذه القباب إلى يومنا هذا سوى أربعة‪ ،‬باإلضافة إلى حفائر أثرية ألساسات جدران قبتين آخرتين‪ .‬وجميع‬
‫القباب متجاورة في صف واحد غير مستقيم‪ ،‬ولم يعثر علي القبة السابعة التي من المحتمل أن يكون تم بناؤها في وقت الحق‬
‫واندثرت مع الوقت ولم يعثر لها علي أثر‪ .‬مثلها مثل الجبخانة‪ ،‬تعاني القباب األربع الباقية من اإلهمال وعدم االستخدام‪ ،‬كما‬
‫يجهل موقعها العديد من سكان القاهرة‪.‬‬

‫إيه مشاكل عزبة أبو قنديل؟‬


‫غياب شبكات مياه الشرب والصرف الصحي المالئمة يعد من أهم المشكالت التي تواجه العزبة‪ .‬في عام ‪ 1667‬اعتمدت‬
‫وزارة اإلسكان مبلغ ‪ 466‬مليون جنيه إلنشاء مشروعات شبكات لمياه الشرب والصرف الصحي بالمنطقة وقدر مشروع‬
‫الصرف الصحي بمبلغ ‪ 76‬مليون جنيه‪ .‬بحلول عام ‪ 1646‬كان قد تم‬
‫النتهاء من حوالي ‪ %76‬من شبكة الصرف الصحي وفقا لتقديرات‬
‫محافظة القاهرة‪ .‬ولكن على أرض الواقع‪ ،‬لم يتم االنتهاء حتى يومنا هذا‬
‫(يونيو ‪ )1640‬من مشروع الصرف الصحي بالعزبة‪ ،‬بل صاحب‬
‫المشروع بعض الحوادث التي راح ضحيتها بعض أبناء العزبة‪ .‬وفي‬
‫عام ‪ 1641‬انفجرت أحد مواسير الصرف الصحي لتغرق أجزاء من‬
‫العزبة وتختلط بمياه الشرب لتزيد من الصعوبات التي يوجهها أبناء‬
‫العزبة في حياتهم اليومية‪ .‬يرجع جزء كبير من هذه المشكالت التي واجهت المشروع إلى توقف بعض االعتمادات المالية‬
‫الحكومية في فترة ما بعد ثورة ‪ 15‬يناير‪ ،‬ولكن العائق األكبر هو وقوع العزبة على هضبة حجرية‪ .‬فطبيعة أرض العزبة‬
‫وظروفها الخاصة تجعل من الصعوبة بمكان الحفر على مناسيب عميقة من أجل مد شبكات المياه والصرف الصحي‪ ،‬وذلك‬
‫بالمعدات التقليدية المستخدمة في المناطق األخرى‪ .‬نتيجة لذلك تم تركيب أجزاء من الشبكات على مناسيب قريبة من سطح‬
‫األرض مما يضعف من كفاءتها ويؤدى إلى تعرضها للتلف بسرعة‪ .‬ومما ال شك فيه أن الحفر على أعماق كبيرة يتطلب‬

‫‪8‬‬
‫معدات وتكاليف كبيرة ال يقدر عليها األهالي أو حتى الجهات الحكومية‪ .‬وربما قد كان األمر في حاجة للبحث عن بعض‬
‫الحلول غير التقليدية للتعامل مع هذه المشكلة‪.‬‬
‫وتعاني المنطقة من تدهور شديد‬
‫في حالة شوارعها‪ ،‬ويرجع األمر‬
‫بصورة كبيرة إلى أعمال الحفر‬
‫المتكررة نتيجة مد وإصالح‬
‫شبكات البنية األساسية بالمنطقة‪،‬‬
‫كذلك الطفح المتكرر للصرف‬
‫الصحي بالمنطقة‪ .‬لذا‪ ،‬فحتى‬
‫رصفها‬ ‫يتم‬ ‫التي‬ ‫الشوارع‬
‫سرعان ما تتدهور نتيجة تلك‬
‫المشاكل المتكررة‪ .‬كما يعبر‬
‫األهالي عن رغبتهم في وجود أي نوع من أنواع التشجير بالشوارع التي تخلو معظمها من أي أثر لألشجار والنباتات‪ .‬كما‬
‫تخلو الشوارع أيضا من أعمدة اإلنارة العمومية‪ ،‬فتصبح بعض مناطق العزبة مظلمة تماما في ساعات الليل‪.‬‬
‫من المشاكل التي يواجها أهالي المنطقة أيضا‪ ،‬صعوبة الدخول والخروج منها بالرغم من موقعها المتميز واتصالها بالعديد من‬
‫محاور الحركة الرئيسية‪ .‬يرجع ذلك لقلة مداخل ومخارج‬
‫المنطقة‪ ،‬كذلك سوء حالة الشوارع الداخلية غير الممهدة التي‬
‫تزيد من صعوبة دخول المواصالت إلى العزبة‪ .‬يضطر ذلك‬
‫السكان إلى االعتماد على التوك توك للوصول إلى أقرب محطة‬
‫للميكروباص أو المترو‪ .‬يضاعف ذلك الوقت والمجهود والتكلفة‬
‫التي يتحملها األهالي للتنقل من وإلى العزبة خاصة بالنسبة‬
‫للموظفين الذين يعملون خارجها بصورة يومية‪ .‬وبالرغم من‬
‫مرور الطريق الدائري بمنتصف العزبة‪ ،‬إال أن الجهات الحكومية لم تقم بعمل أي مطالع للسيارات أو المشاة تربط العزبة‬
‫بالطريق الدائري‪ .‬لذا قام األهالي بإنشاء ساللم تمكنهم من‬
‫الصعود إلى أعلى الطريق الدائري الستقالل وسائل‬
‫المواصالت المختلفة‪ .‬وبرغم ما قد يمثله ذلك من مخاطر على‬
‫حياه المواطنين‪ ،‬إال أنهم استطاعوا الوصول إلى حلول جيدة‬
‫لعمل هذه الساللم وإيجاد ما يشبه مواقف ومحطات مواصالت‬
‫غير رسمية يعلمها األهالي وسائقو الميكروباص المارين‬
‫بالطريق الدائري‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أما بالنسبة للقمامة فال يوجد أي تدخل من الجهات الحكومية المسئولة عن ذلك‪ ،‬فتتراكم القمامة بالشوارع حتى يقوم بعض‬
‫األهالي بحرقها‪ .‬ويلجأ البعض إلى إلقائها أعلى الطريق الدائري حتى يضطر المسئولون إلى إزالتها قبل أن تتراكم وتغلق‬
‫الطريق‪ .‬ولم تنجح تجربة أحد الجمعيات بالمنطقة في إيجاد حل جذري لمشكلة القمامة‪ .‬فقد تم توقيع بروتوكول بينها وبين‬
‫وزارة البيئة ومحافظة القاهرة في مارس ‪ ،٨٦٦٢‬كان من المفترض أن تقوم بمقتضاه وزارة البيئة بتوفير ثالث سيارات لجمع‬
‫القمامة‪ .‬أما هيئة النظافة التابعة للمحافظة فكانت ملزمة بتشغيل السيارات وتوفير العمالة الالزمة‪ ،‬ذلك على أن تكون الجمعية‬
‫مسئولة عن التطبيق والمتابعة‪ .‬لكن هناك جدل حول المشروع بين أهالي المنطقة بسبب اإلشارة الى أن المشروع يخدم نطاق‬
‫جغرافي صغير‪ ،‬وحتى اآلن مازالت تشكل القمامة أحد أهم مشاكل المنطقة‪ ،‬مثلها في ذلك مثل باقي مناطق القاهرة الكبرى‪.‬‬
‫تنتشر بالعزبة العديد من الورش خاصة في مجاالت النجارة وصناعة األخشاب والرخام‪ .‬وبالرغم من عمل أعداد كبيرة من‬
‫العمال والحرفيين بها سواء من داخل العزبة أو من خارجها‪ ،‬إال أن جوانب األمن الصناعي التي تمس بصورة مباشرة حياة‬
‫العمال بهذه الورش أو الساكنين بجوارها ال يتم االلتفات لها على اإلطالق‪ .‬لذا فالمنطقة مهددة دائما بحدوث حرائق مدمرة قد‬
‫تعرضها لمخاطر كبيرة خاصة في ظل الكثافة البنائية والسكانية العالية‪ .‬فضال عن ذلك‪ ،‬تزيد مخلفات هذه الورش من حدة‬
‫مشكلة القمامة المتفاقمة بالمنطقة‪.‬‬

‫برغم الكثافة السكانية العالية بالعزبة إال أنها ال تتمتع بخدمات مماثلة لتلك الموجودة بمناطق أخرى ذات كثافات أقل بكثير‪،‬‬
‫فالعزبة محرومة من جميع الخدمات العامة كما سبق الذكر‪ .‬ال توجد بالعزبة مساحات أرض كافية لتوفير هذه الخدمات‪ ،‬ولكن‬
‫يوجد بالجزء الشرقي بالعزبة قطعة أرض فضاء كبيرة تملكها محافظة القاهرة تبلغ مساحتها حوالي ‪ 07‬فدان‪ .‬في عام ‪4885‬‬
‫أصدرت محافظة القاهرة قرارات تخصيص الستغالل أجزاء من هذه األرض إلنشاء مدرسة بمساحة ‪ 0.066‬متر مربع‪،‬‬
‫ومركز شباب بمساحة ‪ 0.666‬متر مربع لخدمة أهالي العزبة‪ .‬إال أنه وفقا ألهالي العزبة‪ ،‬قامت إدارة الخيالة التابعة لوزارة‬
‫الداخلية بوضع يدها على األرض وقامت بمنع تنفيذ قرار التخصيص‪ .‬ثم قامت وزارة الداخلية عام ‪ 1665‬ببناء سور حول‬
‫األرض ومنع أي شخص من االقتراب منها ‪.‬قدم األهالي‬
‫العديد من الشكاوى للمحافظ وللنائب العام ولرئيس‬
‫الجمهورية لحل هذه المشكلة ولكن بال جدوى‪ ،‬فالنزاع‬
‫مستمر حتى اآلن بين وزارة الداخلية وبين محافظة القاهرة‪،‬‬
‫والسكان ما زالوا محرومين من الخدمات العامة نتيجة هذا‬
‫الصراع‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫يرجع جزء كبير من مشاكل العزبة باألساس إلى عدم استقاللها عن المناطق األخرى المجاورة لها ككيان إداري منفصل‪.‬‬
‫فعزبة أبو قنديل‪ ،‬بالرغم من أنها منطقة عمرانية متجانسة وواضحة المعالم والحدود‪ ،‬إال أنها مقسمة إداريا بين أربعة أحياء‪.‬‬
‫فالجزء الواقع شمال شارع النجاح يتبع بأكمله حي “العزبة القديمة”‪ .‬أما الجزء الجنوبي فأغلبه تابع لحي “ارض السالم”‪.‬‬
‫ويتبع جزء صغير في شرق العزبة حي “الحدائق”‪ .‬وأخيرا‪ ،‬يتبع مدخل العزبة الرئيسي‪ ،‬وهو جزء صغير من شارع النجاح‪،‬‬
‫حي “المأذون”‪.‬‬
‫يتسبب هذا التقسيم اإلداري في العديد من المشاكل بسبب غياب التنسيق بين إدارات األحياء المختلفة‪ .‬يزيد هذا التقسيم من‬
‫تعقيد اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬ويؤدى إلى إضاعة الكثير من الوقت والمجهود وضياع المسئولية بين إدارات األحياء المختلفة‪ .‬كما‬
‫يترتب على ذلك تبعية األجزاء المختلفة من العزبة لخدمات متفرقة مثل أقسام الشرطة ومجمع النيابات وغيرها مما يثير حيرة‬
‫المواطنين‪ ،‬خاصة عند استخراجهم ألوراقهم الرسمية وبطاقات الرقم القومي‪ .‬واألهم من ذلك عدم توفر ميزانية مستقلة للعزبة‬
‫لتوفير الخدمات بها‪ .‬فعادة ما توجه إدارات هذه األحياء مواردها المادية – المحدودة في األساس – لخدمة مناطقها الرئيسية‬
‫مثل العزبة القديمة وارض السالم والحدائق والمأذون‪ ،‬والتي تقع بأكملها خارج نطاق العزبة‪ .‬ونتيجة لذلك يتم تناسي العزبة‬
‫في توزيع الموارد‪ ،‬وتتدهور األوضاع بها‪ .‬لذا‪ ،‬فقد تقدم األهالي بطلبات عديدة من أجل أن تكون عزبة أبو قنديل تابعة لحي‬
‫واحد فقط أو أن تصبح حيا مستقال قائما بذاته‪ ،‬خاصة أن الحدود الفاصلة بين األحياء داخل العزبة وهمية وغير مبنية على‬
‫حدود طبيعية‪.‬‬
‫فرص تطوير المنطقة‬
‫أصبحت عزبة أبو قنديل اليوم مجتمعا متكامال تتوفر به كل سبل الحياة واالحتياجات األساسية بفضل جهود ساكنيها‪ .‬لكن‬
‫الجهود الذاتية والحلول الشعبية تظل عاجزة في بعض األحيان بسبب اإلمكانيات المادية المحدودة‪ .‬فاألهالي ال يستطيعون أن‬
‫يسدوا جميع احتياجات العزبة خاصة مع زيادة عدد السكان‪ .‬وليس هذا دورهم في األساس‪ ،‬ولكن من واجب الجهات المسئولة‬
‫بالدولة أن توفر الخدمات العامة التي تحتاجها العزبة أسوة بالمناطق األخرى المجاورة‪ .‬ومع ذلك تتمتع العزبة بمميزات قد‬
‫تدفع بعملية التطوير والتنمية لألمام‪ ،‬فهناك عدد كبير من الجمعيات األهلية والمبادرات المجتمعية التي يديرها أفراد من أهالي‬
‫العزبة المهتمين بالشأن العام‪ .‬وهى جهود لها تاريخ طويل في خدمة العزبة وأهلها‪ ،‬ويمكن أن تتحول بالتنظيم الجيد والتنسيق‬
‫بينها إلى قوة دافعة لجذب الجهات الحكومية لالهتمام بالمنطقة والتعاون مع األهالي طبقا ألولوياتهم الخاصة‪.‬‬
‫فالعزبة في حاجة إلى تطوير سبل الوصول إليها من خالل ربطها بمحاور الحركة من حولها‪ ،‬وعدم تجاهل هذه المحاور لها‬
‫كأنها قطعة أرض خالية من السكان أو غير موجودة على الخريطة‪ .‬كذلك يجب توفير المواصالت العامة ألهلها‪ ،‬والتي‬
‫يحتاجونها بشدة للذهاب ألعمالهم وقضاء احتياجاتهم الضرورية‪ .‬كما تحتاج العزبة لالنتهاء من مشروعات مياه الشرب‬
‫والصرف الصحي وتمهيد طرق المنطقة وإيجاد حلول عملية لمشكلة القمامة حتى تنتهي معاناة األهالي التي امتدت لعقود‪ .‬أما‬
‫عن الخدمات‪ ،‬فيتسع المجال للحديث عنها ولكن في المقام األول يجب أن تعمل الدولة على حل مشكلة قطعة األرض الخاصة‬
‫بالمحافظة‪ ،‬والتي تشغلها حاليا وزارة الداخلية‪ .‬فحل هذه المشكلة يمكنه أن يوفر العديد من الخدمات العامة التي يحتاجها‬
‫وينتظرها أهالي العزبة منذ أعوام‪ .‬وقد ظهرت مؤخرا بعض المبادرات الهادفة لتطوير المباني السكنية بالعزبة وجذب‬

‫‪11‬‬
‫االهتمام إليها ومنها مبادرة “مصر باأللوان” التي قامت بها “تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة” في نهاية عام ‪ .1644‬فقد‬
‫قامت هذه المبادرة بطالء مجموعة من المباني السكنية المطلة على الطريق الدائري بالمشاركة مع أهالي المنطقة‪ ،‬وباستخدام‬
‫مواد صديقة للبيئة‪ .‬كان لهذه المبادرة أثرا في جذب مؤسسات أخرى لتكرار هذه التجربة ومنها مبادرة هيئة اإلغاثة الكاثوليكية‬
‫في عام ‪ 1640‬والتي تقوم أيضا بطالء عدد من مباني العزبة المطلة على الطريق الدائري‪.‬‬
‫تبقى نقطتان أساسيتان يمكن أن تلعبا دورا أساسيا في النهوض بالعزبة اقتصاديا واجتماعيا‪:‬‬
‫النقطة األولى هي القاعدة الصناعية والحرفية الموجودة بالعزبة والتي يمكن تطويرها اقتصاديا من خالل دعم الصناعات‬
‫الصغيرة والمتوسطة الموجودة بالعزبة في مجاالت مثل صناعة الرخام وأعمال النجارة وصناعة خشب الكونتر؛ وهي جميعا‬
‫صناعات تواجه ما يواجهه قطاع االقتصاد غير الرسمي في مصر من غياب لفرص التمويل والتطوير‪ ،‬وغياب الحد األدنى‬
‫من الضمان االجتماعي أو األمن الصناعي للعاملين بهذه المنشآت‪ ،‬ومالحقتها بالضرائب وأعباء الفساد اإلداري التي تثقل‬
‫كاهلها‪ .‬تواجه هذه الصناعات الصغيرة والمتوسطة كل هذه العقبات على الرغم من المساهمة التي ال يستهان بها للقطاع غير‬
‫الرسمي في دعم االقتصاد المصري وتوفيره لفرص عمل لماليين من المواطنين في مناطق عديدة مثل عزبة خير هللا‪.‬‬
‫النقطة الثانية التي يمكن أن تلعب دورا فاعال في تطوير العزبة هو االهتمام بالمعالم األثرية والثقافية بها‪ .‬وليس المطلوب هنا‬
‫تحويل تلك المعالم إلى نقاط جذب سياحية بالمعنى الدارج في‬
‫المحتوى المصري من خالل جلب آالف السياح في أتوبيسات‬
‫ضخمة لزيارة هذه المعالم‪ ،‬وبناء األسوار حولها‪ ،‬وملء‬
‫المكان بأفراد شرطة السياحة‪ ،‬وحصار المجتمع المحلي حتى‬
‫ال يحتك بالسائحين أو أن يرى السائحون ما يعيشه هذا‬
‫المجتمع من واقع مؤلم‪ .‬المطلوب هنا هو تناول مختلف يضمن‬
‫أن يعود تطوير هذه المعالم بصورة مباشرة بالنفع على أهالي‬
‫المنطقة‪ ،‬سواء من إعادة استخدام بعض هذه المعالم – مثل‬
‫الجبخانة و بئر أم السلطان – في خدمات وأنشطة تخدم أهالي المنطقة‪ ،‬أو استشارة أهالي المنطقة ودعمهم ماديا وفنيا إلقامة‬
‫خدمات مالئمة للزوار حول هذه المعالم‪ ،‬أو تشجيع السياحة الداخلية حتى يقوم باقي سكان القاهرة ومدن مصر المختلفة بزيارة‬
‫المنطقة‪ ،‬والذين يمكن أن يقضوا حياتهم بأكملها بدون أن تطأ أقدامهم مناطق مثل عزبة خير هللا‪ ،‬وأخيرا تشجيع السياحة‬
‫الثقافية المسئولة التي يمكن أن يتفاعل فيها زوار المنطقة مع أهلها بدون حواجز مفتعلة بينهم فيجلسوا على مقاهي المنطقة‬
‫ويأكلون في مطاعمها ويتجاذبوا أطراف الحديث مع سكانها حتى يتعرفوا على قطاع كبير من أهل مصر الحقيقيين‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫توزيع المهارات طبقا للنوع االجتماعي بالعزبة‪:‬‬

‫المهارات‬ ‫)‪ (%‬رجال‬ ‫)‪ (%‬فتيات‬


‫األنشطة االجتماعية‬ ‫‪54.4‬‬ ‫‪45.6‬‬
‫أبحاث وادارة مشروع‬ ‫‪39.9‬‬ ‫‪60.1‬‬
‫تعليم‬ ‫‪69.7‬‬ ‫‪30.3‬‬
‫العمل الحر‬ ‫‪29.7‬‬ ‫‪70.3‬‬
‫سكرتارية‬ ‫‪73.7‬‬ ‫‪26.3‬‬
‫كمبيوتر‬ ‫‪30.2‬‬ ‫‪69.8‬‬
‫فنون‬ ‫‪25.4‬‬ ‫‪74.6‬‬
‫أعمال يدوية‬ ‫‪37.7‬‬ ‫‪62.3‬‬
‫رعاية صحية‬ ‫‪78.7‬‬ ‫‪21.3‬‬
‫رعاية أطفال‬ ‫‪88‬‬ ‫‪12‬‬
‫بناء‬ ‫‪20‬‬ ‫‪80‬‬
‫سواقة‬ ‫‪9.6‬‬ ‫‪90.4‬‬
‫تشغيل معدات‬ ‫‪19.7‬‬ ‫‪80.3‬‬
‫ميكانيكا‬ ‫‪0‬‬ ‫‪100‬‬
‫زراعة‬ ‫‪0‬‬ ‫‪100‬‬
‫مهن‬ ‫‪9.3‬‬ ‫‪90.7‬‬
‫رعاية مسنين‬ ‫‪60‬‬ ‫‪40‬‬
‫أعمال منزل‬ ‫‪79.6‬‬ ‫‪20.4‬‬
‫صيانة وإصالح‬ ‫‪26.5‬‬ ‫‪73.5‬‬

‫‪13‬‬
‫أهم نتائج الدراسات الميدانية لعزبة أبو قنديل‪:‬‬

‫اشتراك نسبة كبيرة من الشباب في انشطة تطوعية سواء كمجموعات شبابية‬ ‫‪-‬‬
‫في تنظيف الشوارع والمساعدات الخيرية او مع الجمعيات االهلية في تجميل‬
‫مداخل العزبة وزراعة االشجار‪ .‬وال يوجد فرق بين الفتيات واالوالد في‬
‫التطوع وأظهرت النتائج ايضا رغبتهم في التطوع والعمل بدون اجر على‬
‫ان يكون ذلك في أوقات الراحة واالجازات‪ .‬الى جانب يظهر دور‬
‫الشباب في حاالت الكوارث واالزمات المساعدة عند حدوث حريق او‬
‫حادث‪.‬‬
‫‪ -‬ال توجد مشكلة صحية خاصة بالشباب في العزبة لكن تنتشر حساسية الصدر بين األهالي خاصة‬
‫االطفال‪ .‬نتيجة لوجود العديد من المسابك وورش الرخام وحرق االخشاب وتجار االجولة وان ‪ % 75‬من األهالي المترددين‬
‫على القوافل الطبية يأتون بسبب حساسية الصدر (حسب مقابلة رئيس مجلس ادارة احدى الجمعيات)‪ .‬وأيضا ضعف الخدمات‬
‫الصحية المقدمة حيث ال يوجد سوى مستوصف تابع ألحدى الجمعيات االهلية يعمل ليال فقط ويوجد جدول لكل تخصص مما‬
‫يؤدى الى لجوء األهالي اما لمنطقة مصر القديمة او اسطبل عنتر حيث يوجد عدة عيادات حكومية وخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر مشكلة التعليم من أهم المشكالت التي تواجه عزبة خيرهللا حيث ال يوجد سوى معهد ازهري خاص بمصاريف مرتفعة‬
‫عن مستوى معيشة األهالي بالمنطقة وبالتالي معظم طالبه من خارج العزبة ومدرسة حكومية واحدة فقط تعمل لفترتين بها‬
‫حوالى ‪ 0666‬طفل وتعانى من قلة المدرسين الى جانب ضعف االمكانات بها ‪.‬تنتشر نسبة االمية بين الفتيات اعلى من‬
‫الشباب حيث ترتفع نسبة التسرب نتيجة لخوف األهالي على البنات او ان البنت مصيرها للجواز أو ضعف الحالة المادية‬
‫وعلى الرغم من ذلك ترتفع نسبة الطالبات في مراحل الدبلومات عن الشباب نتيجة ألن الشباب يعمل منذ صغره ألن العائد‬
‫المادي اهم من التعليم سواء للطفل او أسرته‪.‬‬
‫‪ -‬كثيرا من الشباب يرى ان المجتمع ينظر نظره مختلفة لشباب العزبة على انهم عاطلون او سوابق‪ .‬ويظهر ذلك عند التعامل‬
‫مع أي مؤسسة حكومية أو حتى عند التعرض ألى موقف خارج العزبة‪.‬‬
‫‪ -‬من اهم المشكالت االجتماعية بالعزبة ارتفاع نسبة الزواج المبكر ويرجع ذلك ألن نسبة كبيرة من األهالي ذو اصول‬
‫صعيدية وأيضا خوف األهالي على البنات في تلك المنطقة ‪.‬‬
‫‪ -‬معظم المتزوجين يلجؤون للسكن بالعزبة اما بشراء شقة او غرفة أو بناء دور على سطح المنزل في حالة ملكية المنزل‪.‬‬
‫‪ -‬المشكالت بين األهالي قليلة جدا خاصة ان العزبة كلها عائالت تعرف بعضها جيدا لكن توجد مشكالك دائكة بين العزبة‬
‫واسطبل هالل‪.‬‬
‫‪ -‬انتشار المخدرات بالعزبة بشكل كبير بين كل الفئات الشباب والكبار وتباع بصورة كبيرة‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر كرة القدم الرياضة الوحيدة التي يمارسها الشباب في العزبة وذلك فى ارض فضاء ملك احد االشخاص تؤجر بالساعة‬
‫وتعتبر المكان الوحيد التي يفضله سباب العزبة‪.‬‬
‫‪ -‬تنتشر معاكسة الفتيات بالعزبة الى حد التحرش حتى بين أبناء المنطقة الواحدة ‪.‬‬
‫‪ -‬انتشار الكسل بين الشباب ادى الرتفاع نسبة البطالة حيث تنتشر تنقل الشباب بين عدة حرف او اعمال في وقت قصير‪.‬‬
‫___________________________________________________________________‬

‫‪14‬‬

You might also like