You are on page 1of 2

‫ال ُكفرة‪ : 

‬واحة ومدينة تقع في جنوب شرق‪ ‬ليبيا‪ .‬تتبع المدينة‪ ‬بلدية الكفرة‪ .‬التي مركزها هي مدينة‪ ‬الجوف‬

‫‪ .‬والكفرة عبارة عن‪ ‬أرخبيل‪ ‬من الواحات ‪ .‬بلغ عدد سكانها ‪ 60‬ألف نسمة مع الواحات التي بجوارها‪ ،‬هذا اخر‬
‫تعداد رسمي أجرته الدولة الليبية في عام ‪ 2004‬و األن قد زاد العدد اكثر من ذلك بكثير وتعتبر من أهم المناطق‬
‫التي حاول الجيش‪ ‬اإليطالي‪- ‬أثناء احتالله لليبيا‪  -‬أن يسيطر عليها ويخضعها لحكمه على الرغم من بعدها عن‬
‫الساحل ووجودها في‪ ‬الصحراء الليبية‪ ‬في منطقة بعيدة عن ساحل ليبيا‪.‬‬

‫مدينة الكفرة تعتبر من أغني وأشهر الواحات من حيث إنتاجها‪ ‬للتمور‪ ‬والمانغو‪ ‬والزيتون‪ ‬وذلك لطقسها شديد الحرارة‬
‫صيفا‪ .‬كما يوجد قربها عدد من المزارع النموذجية الحديثة التي أنشأتها‪ ‬الدولة الليبية ‪ ،‬كذلك تعتبر من المدن البعيدة‬
‫جدا في ليبيا اثناء السفر اليها بالسيارة ألن معظم الطرق التي تقود اليها مدمرة ولم تعطيها الدولة الليبية أي أهتمام ‪ ،‬عاش‬
‫فيها شخصيات معروفة مثل‪ ‬عمر المختار‪ ‬الذي عمل بها مدرسا ً‪ ‬للقرآن‪ ، ‬زارها العديد من الرحالة منهم الرحالة‬
‫األلماني‪ ‬رولفس‪ ‬عام ‪ ،1879‬وعدد من الرحالة األجانب‪.‬‬

‫‪ ‬والمجابرة‪ .‬سكان مدينة الكفرة هم خليط من قبائل‪ ‬زوية‪ ،‬التبو‪،‬‬ ‫اإلخوان السنوسية‪ ،‬األواجلة‪،‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقد عانت مدينة الكفرة العديد من الصراعات القبلية المميته بين قبيلتي التبو و الزوي و قد بلغت الحرب في‬
‫شراستها بين عامي‪ 2012‬الي عام ‪ ، 2015‬راح ضحيتها المئات من الشباب ‪ ,‬خالل هذه الفترة كانت الكفرة تعيش‬
‫أصعب المراحل الحياتية و المعيشية لالستقرار في بلدية الكفرة وكان هنالك انقسام كبير بين السكان مما زاد من حدة‬
‫التوتر و باتت الحرب أمرا ال مفر منه بين هاتين القبيلتين الي ان جاءت السلطات االجتماعية وبعض القبائل في ليبيا‬
‫التي تدخلت لحل الصراع القائم في بلدية الكفرة‬

‫قال السيد ‪ :‬عبدهللا سليمان احد موظفي البلدية إن الحياة في بلدية الكفرة تتصف بالصعوبه من مختلف مناحيها‬
‫تبدأها بصعوبة الوصول الي البلدية بالبر بسبب الطريق المتهالكة التي لم تعطيها دولة ليبيا أي اهتمام سواء أن كان‬
‫في السابق أم الحاضر ‪ ,‬وكذلك ارتفاع حرارة الطقس في موسم الصيف فهي ال تقل عن ‪ 43‬درجة مئوية إضافة الي‬
‫ندرة سقوط االمطار ‪ ,‬لقد شكلت هذه الصعوبات مختنق كبير يجعل من الحياة ضنكة في هذه المدينة و الحروب‬
‫القبلية التي جعلت من بلدية الكفرة حفرة من الدم ‪ ,‬لكننا اليوم نالحظ بعض التغيرات في البلدية منذ بدأ برنامج األمم‬
‫المتحدة اإلنمائي بالعمل في البلدية كانت البداية بصيانة المستشفى و من بعدها قاموا بصيانة بعض المصحات و‬
‫توريد بعض السييارات التي تخفف علي المواطن عبء الحياة وصعوبتها ‪,‬‬

‫نتاجا لضعف الطرقات و كثرة الحوادث التي جعلت من قائدي المركبات األلية عرضة للموت و الهالك و كذلك‬
‫لخروج الحيوانات كالذئاب و الكالب في الطرقات الرئيسة في المدينة التي تقترب من الجبال الصحراوية تسببت هي‬
‫األخرى في الموت و الهالك نظرا إلنعدام الرؤية في الليل ‪ ,‬قام مشروع األمم المتحدة اإلنمائي بتركيب أعمدة إنارة‬
‫لدي طريق التاج الذي يفصل بين الجبال الصحراوية و بين السكان كذلك بين بعض المفترقات التي تقود إلي وسط‬
‫البالد ‪ ,‬يبلغ طول عذه الطريق حوالي ‪ 7‬كيلومتر ‪ ,‬وقال السيد ‪ :‬عبدالرحيم أبو قتيته أحد القاطني بهذا الحي الذي تم‬
‫تركيب أعمدة االنارة به (( في السابق كانت الحوادث كثيرة و حيوانات كثيرة تخرج من الجبال القريبة من الطريق ‪,‬‬
‫الرؤية معتمة في الليل و المكان مخيف للغاية إلرتفاع أصوات عواء ونبح الحيوانات المفترسة ‪ ,‬لكن األن بعد تركيب‬
‫أعمدة االنارة لقد أختلف الوضع كثيرا باتت الطريق أكثر طمأنينة عما كانت عليه في السابق ‪ ,‬كذلك بدأت الناس في بناء‬
‫المحال التجارية علي الطريق لينتفع بها الناس ‪ ,‬و مع انقطاع الكهرباء يظل هذا الحي هو الوحيد الذي ينير الشارع ألن‬
‫األعمدة تعمل بالطاقة الشمسية ‪ ,‬لقد تبدلت األمور لألحسن و أنا سعيد كثيرا بهذا اإلنجاز العظيم الذي قدمتموه لنا ‪ ,‬كانت‬
‫بناتي في السابق تخاف الخروج من باب المنزل بعد غروب الشمس اليوم لم نعد نخاف كذلك لم نعد نسمع عواء الحيوانات‬
‫في الليل التي تدخل الرعب إلي قلوب أبنائي‬
‫فيما سبق قدم برنامج األمم المتحدة النمائي لدي ليبيا في بلدية الكفرة العديد من المساعدات منها صيانة مستشفي الشهيد‬
‫عطية الكاسح مع تقديم عدد من سيارات اإلسعاف ‪ ,‬كذلك صيانة عيادة ليبيا لدي التبو و سيارات الصرف الصحي ‪ ,‬قال‬
‫وكيل البلدية السيد سعد أبوبكر ‪ :‬صندوق تحقيق االستقرار يحقق نتائج رائعه في بلدية الكفرة المواطنين يجني ثمارها منذ‬
‫سنوات ‪ ,‬في بادئ األمر كان التركيز علي الصحة وهي تعتبر األساس لإلستقرار األن نري المشروع يعمل علي انارة‬
‫الطرقات ليزيد من الحركة االقتصادية لدي المدينة كذلك ليستفيد من الطاقة الشمسية العالية التي تأتي نتاجا للموقع‬
‫الجغرافي للكفرة أيضا نضيف علي ذلك الجانب المهم جدا وهو توفير انارة للشارع لتقليل من الحوادث و أيضا لكي ال‬
‫تخرج الحيوانات المفترسة عند نهاية اليوم ‪ ,‬الحقيقة أنني سعيد جدا بهذا الدعم يبدأ الشارع الذي وضعت فيه أعمدة االنارة‬
‫من محطة الوقود الخارجية إلي جزيرة التاج التي تسببت في الكثير من الحوادث الشنيعه بسبب الظالم‬

‫من جهته قال السيد ‪ :‬رضا بوسنان صاحب مقهي العافية الذي يأتي علي الطريق الرئيسي مباشرة ‪ ,‬لقد قمت بإعادة افتتاح‬
‫مقهي العافية بعد تركيب أعمدة االنارة للشارع ‪ ,‬بكل بساطة السبب في ذلك هو الظالم الذي يمنع الناس و السيارات من‬
‫المرور من هذا الطريق لذلك ستكون المشاريع هنا غير مربحة بكل اختصار ‪ ,‬اليوم تعود الحركة التجارية لهذه الطريق‬
‫بالرغم من انها ال تعتبر طريق رئيسة لبلدية الكفرة‬

‫أعربت السيدة ‪ :‬مبروكة بوزريبة ‪ ,‬عن شكرها و إمتنانها لدي البرنامج اإلنمائي الذي منح بلدية الكفرة هذه الفرصة بتقديم‬
‫الدعم الالزم ومساعتهم في اإلستقرار السكان في المدينة بالرغم من صعوبة العيش هنا نتاجا للكثير من األمور ‪ ,‬األثر‬
‫الملموس الذي خلفه لنا المشروع وهو طريق التاج و أعمدة اإلنارة التي تم تركيبها مؤخرا في السابق عندما تغرب الشمس‬
‫ال أستطيع المرور من هذا الطريق انا وزوجي ألن زوجي يعاني من ضعف في النظر وال يستطيع القيادة اثناء الليل في‬
‫الطرقات المظلمة ‪ ,‬فكنا مضطرين لإلبتعاد مسافات طويلة بحثا عن الضوء لكن االن ساعدتنا هذه األعمدة في سرعة‬
‫الوصول و تمكنا من قيادة السيارة عند الليل بدون خوف‬

‫قال السيد عثمان مفتاح ‪ :‬صاحب ورشة صيانة إطارات السيارات ‪ ,‬في السابق قبل تركيب أعمدة االنارة كانت المحال‬
‫التجارية في هذه الطريق بدون ربح ألن ساعات العمل قليلة كنت أقوم بقفل هذه الورشة عند غروب الشمس ألننا ال‬
‫نستطيع العمل في ظل الطريق المعتمة والسيارات التي تمر من ها كانت قليلة جدا ‪ ,‬لذلك كنا نقفل المحل عند غروب‬
‫الشمس و األرباح التي كنا نجنيها تعبر قليلة مقارنة باألرباح التي نجنيها األن نظرا لزيادة ساعات العمل ‪ ,‬ألن معظم‬
‫الناس يقومون بصيانة اطاراتهم عند االنتهاء من أعمالهم في فترة المساء ‪ ,‬إضافة الي الطمأنينة التي نشعر بها عند العمل‬
‫مع توفر االنارة‬

‫برنامج األمم المتحدة يعطي اهتماما كبيرا بالتنمية المجتمعية التي تحقق االزدهار االقتصادي و االجتماعي و العلمي الذي‬
‫يساعد الناس علي استقرارهم في مدنهم ‪ ,‬ولزال متواجد في بلدية الكفرة وهو يعمل هذه االثناء علي حفر أبار داخل مدينة‬
‫الكفرة لتوفير مياه صالحة لالستخدام‬

You might also like