You are on page 1of 21

‫الباب الثانى‬

‫(الدراسة التحليلية لتجارب عالمية وإقليمية)‬

‫التجارب العالمية‬

‫‪ -1‬مدينة كوبنهاجن‬

‫تعتبر أهم مفاتيح نجاح التجربة هو تشجيع السكان على تغيير ثقافتهم إلى األفضل من خالل منح‬
‫الناس وقت لتغيير أنماط القيادة ومواقف السيارات إلى أنماط ركوب الدراجات وإستخدام النقل الجماعى‬
‫للوصول إلى الوجهات الرئيسية فى المدينة والتحول التدريجي فى شبكة مسارات المدينة لتقليص حركة‬
‫السيارات لصالح حركة المشاه والدراجات‪.‬‬

‫حيث أدت العملية التدريجية التى بدأت فى عام ‪ 1962‬إلى زيادة المناطق الخالية من السيارات فى‬
‫مدينة كونهاجن حيث تظهر دراسات الحياه العامة فى الفراغات العمرانية العامة فى األعوام‬
‫‪1968‬و‪1986‬و‪ 1995‬أن مدى بقاء األنشطة داخل الفراغ العام قد زاد بمقدار أربعة أضعاف فى الفترة‬
‫التى شملتها الدراسة‪.‬‬

‫كلما زادت الفراغات المتاحة‪ ،‬وزادت الحياه فى المدينة وتحولت من غزو السيارات لفراغات عامة للناس‪.‬‬

‫نتائج التجربة‪:‬‬

‫تطور ثقافة ركوب الدراجة هى نتيجة هامة لسنوات كثيرة من العمل على دعوة السكان إلستخدام الدراجة‬
‫فى كوبنهاجن وقد أصبح ركوب الدراجات الجيدة التى تدعم نظام مرور بديل آمن وفعال‪ ،‬بحلول عام‬
‫‪ ،2008‬نسبة راكبي الدراجات الهوائية وصلت إلى ‪ %37‬من حركة المرور من وإلى العمل والتعلم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫شكل رقم‪ :‬يوضح التغيير في قطاعات الشوارع الرئيسية بالمدينة لدعم شبكة‬ ‫شكل رقم()‪:‬يوضح نسب استخدام وسائل التنقل‬
‫مسارات المشاة والدراجات بالمدينة‪.2‬‬ ‫المختلفة داخل المدينة‪.1‬‬

‫أما اآلن فقد لفظت المدن المتقدمة حلول الكبارى والطرق المرتفعة التى تخترق العمران وال تتناسب مع‬
‫المقياس اإلنسانى فى قلب المدن‪.‬لتستبدل ذلك بطرق سيارات ووسائل نقل فى انفاق تحت األرض‪ ،‬بل‬
‫وتحول ما هو قائم منها إلى حدائق ومسطحات خضراء‪.‬‬

‫فيما يسمى بالتخطيط لإلنسان ولرفاهيته ولحمايته من التلوث بكافة أنواعه وتحقيق جودة الحياة العمرانية‬
‫‪ ،‬لقد أيقن العالم أن التخطيط والعمران والعمارة‪ ،‬بل والبناء بكافة مجاالته وأشكاله‪ ،‬يجب أن يكون هدفها‬
‫األول واألساسى هو اإلنسان‬

‫ومن أمثلة العالمية لهذه المدن‪.‬‬

‫‪(Gehl, 2010)1‬‬
‫‪(Gehl, 2010)2‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -2‬تجربة مدينة ريو دي جانيرو‪:‬‬

‫‪ 1-2‬نبذة عن المدينة‬
‫سكانا بعد ساو‬
‫ريو دي جانيرو بالبرتغالية ‪ ، Rio de Janeiro‬تعتبر ثاني مدن الب ارزيل ً‬
‫باولو‪ ،‬وثالث حواضر أمريكا الجنوبية بعد ساو باولو وبيونس‪ ،‬تأسست في ‪، 1565-01-01‬‬
‫بعا‪ ،‬ويبلغ عدد سكان منطقة ريو دي جانيرو‬
‫كيلومتر مر ً‬
‫ًا‬ ‫وتبلغ مساحة المدينة نحو ‪1,260‬‬
‫الكبرى في ‪ 2007‬نحو ‪ 13,782,000‬نسمة‪ .‬وأصبحت ريو دي جانيرو العاصمة االستعمارية‬
‫في عام ‪ 1763‬وكانت عاصمة الب ارزيل المستقلة من عام ‪ 1822‬حتى عام ‪ ،1960‬عندما تم‬
‫نقل العاصمة الوطنية إلى مدينة ب ارزيليا الجديدة‪ .‬تم تحويل األراضي التي تشكل المنطقة‬
‫جيبا في والية ريو دي جانيرو‪ .‬وفي مارس‬
‫الفيدرالية السابقة إلى والية جوانابارا‪ ،‬والتي شكلت ً‬
‫‪ ،1975‬تم دمج الواليتين في والية ريو دي جانيرو‪ .‬أصبحت مدينة ريو دي جانيرو واحدة من‬
‫‪ 14‬بلدية في منطقة العاصمة ريو دي جانيرو‪ ،‬أو ريو الكبرى‪ ،‬وتم تعيينها عاصمة للدولة‬
‫المعاد تنظيمها‪ .‬على الرغم من فقدان المكانة والتمويل وفرص العمل التي كانت تتمتع بها‬
‫كعاصمة للب ارزيل‪ ،‬لم تتمكن ريو دي جانيرو من البقاء فحسب‪ ،‬بل ازدهرت كمركز تجاري‬
‫ومالي‪ ،‬فضال عن كونها نقطة جذب سياحية‪.‬‬

‫‪ 2-2‬الموقع‬
‫تقع على المحيط األطلسي‪ ،‬في الجزء الجنوبي الشرقي من المنطقة االستوائية ألمريكا‬
‫الجنوبية‪ ،‬وتُعرف على نطاق واسع بأنها واحدة من أجمل المراكز الحضرية وأكثرها إثارة‬
‫لالهتمام في العالم‪ .‬على الرغم من أن ريو دي جانيرو ال تزال أيقونة الب ارزيل البارزة في نظر‬
‫الكثيرين في العالم‪ ،‬إال أن موقعها وهندستها المعمارية وسكانها وأسلوب حياتها يجعلها فريدة من‬
‫نوعها للغاية عند مقارنتها بالمدن الب ارزيلية األخرى‪ ،‬وخاصة عاصمة الب ارزيل‪ ،‬مدينة ساو باولو‬
‫األكبر بكثير‪ .‬األولى هي مدينة أصغر بكثير يعود تاريخها إلى الستينيات فقط‪ ،‬في حين أن‬
‫األخيرة هي مركز تجاري وتصنيعي ضخم ومترامي األطراف ال يتمتع بأي من جمال ريو‬
‫الطبيعي المذهل أو سحرها اآلسر‪ .‬على عكس ريو‪ ،‬يقع كالهما على هضاب داخلية مسطحة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫شكل رقم()‪ :‬يوضح موقع مدينة ريو دي جانيرو‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫جانيرو‪:‬‬ ‫‪ 3-2‬التطور العمراني في مدينة ريو دي‬
‫تتخذ مدينة ريو دي جانيرو في الب ارزيل خطوات جادة للتخلص من الطرق السريعة وكباري‬
‫السيارات وتوفير وسائل نقل جماعي وتعزيز مسارات المشاة بمقياس إنسانى مناسب ‪ ،‬يوضح‬
‫شكل رقم() الصورة لساحة ماوا قبل وبعد التطوير ‪ ،‬لحل مشكلة مدينة ريو دي جانيريو ‪ ،‬كما‬
‫يتضح فى شكل رقم() طريق براسا بريو دى جانيرو قبل وبعد إزالة الكبارى فنجد أن تحول‬
‫المدن نحو مراعاه اإلنسان ومقياسه واإلستدامة يؤدي الى تحسين جودة الحياة وإنعاش اإلقتصاد‬
‫والحفاظ على البيئة‪.‬‬

‫شكل رقم()‪ :‬يوضح طريق براسا‪ -‬بريو دى جانيرو‪ -‬قبل وبعد إزالة الكبارى‬

‫صور من منطقة الدراسة المماثلة توضح التحول بالفراغ العمراني العام قبل وبعد لتدعيم البعد اإلنساني‬

‫‪5‬‬
‫شكل رقم()‪ :‬تجاوز الجسر وسط المدينة ومنطقة الميناء‪.‬‬

‫بورتو مارافيليا ‪ -‬الواجهة البحرية بدون الجسر‪.‬‬


‫صور من منطقة الدراسة المماثلة توضح التحول بالفراغ العمراني العام قبل وبعد لتدعيم البعد اإلنساني‬

‫‪.‬‬

‫شكل رقم()‪:‬ارتفاعات المباني الجديدة المسموح بها‬

‫المصدر‪:‬‬

‫‪6‬‬
7
‫‪-3‬مشروع إعادة إحياء نهر تشيونغيتشون فى سيول ‪ -‬كوريا الجنوبية‬

‫‪ 1-3‬نبذة عن المدينة‪:‬‬
‫مدينة سيول ‪ ،‬هي عاصمة كوريا الجنوبية‪ .‬يعيش في المدينة الضخمة ما يقارب ‪ 10‬ماليين نسمة‪،‬‬
‫وهي من أكبر المدن في الدول المتقدمة‪.‬وتبلغ مساحتها ‪605.25‬كيلومتر مربع ‪ ،‬تصنف سيول على‬
‫أنها مدينة ضخمة يبلغ عدد سكانها حوالي ‪ 23‬مليون نسمة في منطقة العاصمة الكبرى ‪ ،‬و تعد‬
‫(ينطق "تشونغ‪-‬جي‪-‬‬ ‫منطقة تشيونغيتشيون أكبر مركز تجاري في سيول وكان نهر تشونغ جاي تشون ُ‬
‫مهما في تاريخ ‪ ،‬ولكن بعد زيادة التلوث‪ ،‬وشق القنوات ‪ ،‬تمت تغطية النهر بالخرسانة‬ ‫تشون") ًا‬
‫نهر ً‬
‫وتحويله إلى طريق سريع مكون من ستة حارات فوقه في عام ‪ 1960‬نتيجة لحركة المرور المتزايدة‪ .‬و‬
‫قديما‪ ،‬حيث زادت تكاليف صيانته وشكل حجم النقل مخاوف‬ ‫ن‬
‫بحلول نهاية القر ‪ ،‬أصبح الطريق السريع ً‬
‫صحية على الحي المحيط به‪ .‬ساهم التلوث الضوضائي ومخاطر السالمة في خلق بيئة معيشية غير‬
‫صحية حول هذه المنطقة المركزية‪ ،‬و بدالً من استثمار ميزانية ضخمة لتطوير الطريق السريع‪ ،‬قررت‬
‫ونظر ألن الطريق السريع المرتفع يوفر وصوالً لحركة المرور‪ ،‬فقد كان‬
‫ًا‬ ‫البلدية هدمه في عام ‪.2003‬‬
‫تماما عارضها العديد من السكان والشركات‬
‫ُينظر إلى إزالته أثناء استعادة النهر على أنها فكرة جذرية ً‬
‫وخبراء المرور في البداية‪.‬‬
‫ولذلك قامت حكومة المدينة بإشراك أصحاب المصلحة من خالل المشاورات قبل تنفيذ العمل‪ .‬وكان‬
‫الهدف هو توضيح فوائد استعادة نهر تشيونغيتشون على إعادة اإلعمار وكيفية معالجة مشاكل السالمة‬
‫ومتطلبات التنقل وكيف يمكن تنشيط حياة المجتمع ‪.‬وقد تم إزالة الطريق السريع وفتح الحديقة النهرية‬
‫في عام ‪ ،2005‬حيث تم تصميمه من قبل هيوندون شين‪ ،‬و ونمان هوي‪ ،‬وجوهيون تشوج‪ ،‬و يانغكيو‬
‫تشين وبدأته حكومة مدينة سيول في عام ‪.2005‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ 2-3‬الموقع‬
‫يقع نهر تشيونغيتشيون في وسط مدينة سيول بكوريا الجنوبية ‪ ،‬حيث يتدفق نهر تشيونج جي تشون‬
‫كيلومتر عبر قلب مدينة سيول‪ ،‬من جوانجهوامون إلى دونج ديمون‪،‬موضح فى‬
‫ًا‬ ‫الذي يبلغ طوله ‪10.84‬‬
‫شكل رقم ()‪.‬‬

‫شكل رقم ()‪ :‬يوضح موقع نهر تشيونج جي تشون‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ 3-3‬التطوير العمرانى فى مدينة سيول‪:‬‬
‫إن إعادة إحياء نهر تشيونغيتشيون في سيول هو مشروع من أحد أهم المشاريع الحديثة للتجديد‬
‫الحضري وتحسين جودة الجياه ومراعاة البعد اإلنسانى ‪.‬‬
‫تم إنشاؤه عن طريق هدم الطريق السريع المتهالك وهدم الكوبرى وإعادة تنشيط نهر تشيونغيتشيون إلى‬
‫مساحة ترفيهية عامة حديثة بطول ‪ 10.9‬كيلومتر (‪ 7.0‬ميل) في وسط مدينة سيول‪ ،‬وجعله نقطة‬
‫محورية لجهود تجديد حضري أكبر‪ ،‬حيث تمت إعادة توجيه حركة المرور‪ ،‬وبناء الجسور عبر النهر‪،‬‬
‫وإنشاء الحدائق العامة والمساحات الترفيهية‪ ،‬وتم تجديد المواقع ذات األهمية التاريخية والثقافية في‬
‫المنطقة المجاورة العامة‪ .‬وفي العامين التاليين الكتمال المشروع‪ ،‬توافد على الموقع أكثر من ‪ 50‬مليون‬
‫زائر‪ ،‬وزاد االستثمار في منطقة وسط المدينة بشكل كبير‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬تستضيف منطقة‬

‫تشيونغيتشيون المركزية اآلن حديقة خضراء على الواجهة البحرية مصحوبة بنظام نقل عام ّ‬
‫محسن‬
‫باعتباره عامل الجذب الرئيسي‬
‫نموذجا لجهود‬
‫ً‬ ‫لقد جذبت الحماس واإلثارة التي وّلدها هذا المشروع انتباه المدن في أماكن أخرى وجعلته‬
‫التجديد الحضري األخرى‪.‬‬
‫وبعد إزالة الطريق السريع وفتح الحديقة النهرية في عام ‪ 2005‬شكل رقم ()‪ ،‬تحسنت جودة الحياة‬
‫بالمدينة وظهرت عدة فوائد ومنها ‪:‬‬

‫عام ‪2003‬‬

‫‪10‬‬
‫عام ‪2005‬‬

‫شكل رقم()‪ :‬يوضح التطوير العمرانى فى مدينة سيول بعد وقبل هدم الكوبرى والطريق السريع أسق الكوبري و إحياء نهر‬

‫تشيونغيتشيون في سيول‪.‬‬

‫فوائد مشروع إعادة إحياء نهر تشيونغيتشون فى سيول‬


‫أيضا عشرة آالف‬
‫جذابا في المدينة‪ ،‬حيث ال يجذب السكان المحليين فحسب‪ ،‬بل ً‬
‫عنصر ً‬
‫ًا‬ ‫أصبح النهر‬
‫يوميا‪ .‬يمكن لإلنسان أن يطلق عليه حديقة واسعة بمعنى ملعب خطي يجمع بين التاريخ‬
‫من الزوار ً‬
‫والثقافة الحضرية والطبيعة الحضرية‪ ،‬وله فوائد عديدة وهى ‪:‬‬
‫‪ -1‬الفوائد البيئية‬
‫يوفر حماية من الفيضانات لمدة تصل إلى ‪ 200‬عام ويمكن أن يحافظ على معدل تدفق يبلغ‬ ‫•‬
‫‪ 118‬مم‪/‬ساعة‪.‬‬
‫زيادة التنوع البيولوجي اإلجمالي بنسبة ‪ %639‬بين أعمال ما قبل الترميم في عام ‪ 2003‬ونهاية‬ ‫•‬
‫عام ‪ 2008‬مع زيادة عدد األنواع النباتية من ‪ 62‬إلى ‪ ،308‬وأنواع األسماك من ‪ 4‬إلى ‪،25‬‬
‫وأنواع الطيور من ‪ 6‬إلى ‪ ،36‬وأنواع الالفقاريات المائية من ‪ 5‬إلى ‪ ،53‬وأنواع الحشرات من‬
‫‪ 15‬إلى ‪ ،192‬والثدييات من ‪ 2‬إلى ‪ ،4‬والبرمائيات من ‪ 4‬إلى ‪.8‬‬

‫‪11‬‬
‫خفض درجة الح اررة المحلية بمقدار ‪ 5‬درجات مئوية وزيادة سرعة الرياح ‪،‬حيث تكون درجات‬ ‫•‬
‫الح اررة على طول المجرى أكثر برودة بمقدار ‪ 3.3‬درجة إلى ‪ 5.9‬درجة مئوية مقارنة بالطرق‬
‫الموازية عن المناطق التي تبعد ‪ 400‬متر فقط‪ .‬وينتج هذا عن إزالة الطريق السريع المرصوف‪.‬‬
‫زيادة الغطاء النباتي‪ ،‬وتقليل رحالت السيارات‪ ،‬وزيادة بنسبة ‪ %7.8-2.2‬في سرعة الرياح التي‬ ‫•‬
‫تتحرك عبر الممر‪.‬‬
‫اما لكل متر‬
‫تقليل تلوث الهواء بالجسيمات الصغيرة بنسبة ‪ %35‬من ‪ 74‬إلى ‪ 48‬ميكروجر ً‬ ‫•‬
‫مكعب‪ .‬قبل الترميم‪ ،‬كان سكان المنطقة أكثر عرضة لإلصابة بأمراض الجهاز التنفسي بأكثر‬
‫من الضعف مقارنة بسكان األجزاء األخرى من المدينة‪.‬‬

‫‪ -2‬الفوائد اإلجتماعية‬
‫تطوير وسائل النقل العام وإعطائها األولوية على السيارات‪ ،‬وبالتالي تعزيز إمكانية المشي على‬ ‫•‬
‫طول الممر الجديد‪ ، .‬حيث ساهم في زيادة عدد ركاب الحافالت بنسبة ‪ %15.1‬و‪ %3.3‬في‬
‫عدد ركاب مترو األنفاق في سيول بين عامي ‪ 2003‬ونهاية عام ‪.2008‬‬
‫يوميا‪ .‬ومن بين هؤالء‪ ،‬هناك‬
‫تنشيط السياحة فى سيول ‪ ،‬حيث يجذب ما يعادل ‪ 64.000‬زائر ً‬ ‫•‬
‫أجنبيا يساهمون بما يصل إلى ‪ 2.1‬مليار وون (‪ 1.9‬مليون دوالر أمريكي) في‬
‫ً‬ ‫سائحا‬
‫ً‬ ‫‪1,408‬‬
‫إنفاق الزوار في اقتصاد سيول‪.‬‬

‫‪ -3‬الفوائد اإلقتصادية‬
‫زيادة أسعار األراضي بنسبة ‪ %50-30‬للعقارات الواقعة ضمن مسافة ‪ 50‬مت اًر من مشروع‬ ‫•‬
‫الترميم‪ .‬وهذا ضعف معدل الزيادات في العقارات في مناطق أخرى في سيول‪ ،‬مما ادى إلى‬
‫زيادة التنمية االقتصادية في المنطقة المحيطة‪.‬‬
‫زيادة عدد الشركات بنسبة ‪ %3.5‬في منطقة تشونغيتشيون خالل الفترة ‪ ،2003-2002‬وهو‬ ‫•‬
‫ضعف معدل نمو األعمال في وسط مدينة سيول؛ وارتفع عدد العاملين في منطقة‬
‫تشيونغيتشيون بنسبة ‪ ،%0.8‬مقابل انخفاض في وسط مدينة سيول بنسبة ‪.%2.6‬‬

‫كان لنجاح ترميم نهر تشيونج جايتشيون تأثيرات هائلة‪ :‬ففي شرق آسيا وأمريكا الشمالية‪ ،‬تدرس المدن‬
‫المشروع للحصول على فوائده للبيئة‪ ،‬والجودة البيئية‪ ،‬واالستدامة الحضرية‪ .‬وفي كوريا الجنوبية‪ ،‬من‬
‫المقرر إزالة ما يقرب من ‪ 100‬طريق مرتفع آخر‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫شكل رقم()‪ :‬يوضح الفوائد المستفادة من المشروع ‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬الباحثة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫حاليا التي قامت بالفعل بإجراء تغييرات على الطريقة التي تخطط بها شوارعها‪،‬‬
‫هناك العديد من المدن ً‬
‫بدال من التركيز على السيارات إلى التركيز على األشخاص ‪ ،‬مما يجعلها مناسبة أكثر لألبعاد اإلنسانية‬
‫ترحيبا بالمشاة العاديين‪ ،‬أحد األمثلة‪:‬‬
‫ً‬ ‫و أكثر‬

‫‪ -1‬إيثاكا كومنز في شمال والية نيويورك‪ ،‬والتي قامت بتحويل منطقة وسط المدينة إلى منطقة‬
‫يمكن المشي فيها بين المتاجروما إلى ذلك‪.‬‬
‫حيث تمكن ‪ Larimer St‬في دنفر كولورادو من إجراء مراجعات كبيرة على تصميمه في ‪6‬‬
‫تماما‬
‫سنوات فقط‪ ،‬حيث انتقل من شارع ذو اتجاهين إلى شارع أصبح اآلن صديًقا للمشاة ً‬
‫ويراعى األبعاد اإلنسانية‪.‬‬

‫‪Ithaca Commons, Upstate New York‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -2‬شارع الريمر‪ ،‬دنفر كولورادو‬
‫نهجا أكثر مالءمة للمشاة من معظم المدن‪ ،‬خاصة بالنظر إلى طبيعتها‬‫يمكن أن تتخذ هاواي ً‬
‫الجميلة التي ينبغي استخدامها إلنشاء "الجنة" التي يصفها معظم الناس بها‪.‬‬

‫حتى األشياء الصغيرة يمكن أن تساهم في بيئة أكثر نظافة وصحة للعيش فيها‪ .‬النقل العام هو‬
‫إحدى الطرق التي يمكننا من خاللها التأثير على المزيد من السيارات على الطريق‪ ،‬مع السماح‬
‫أيضا بالنقل اآللي‪.‬‬
‫ً‬

‫شارع الريمر‪ ،‬دنفر كولورادو‬

‫‪15‬‬
‫تجارب محلية (دراسة حالة القاهرة التاريخية ممثلة فى شارع المعز لدين هللا الفاطمى والقاهرة الخديوية‬
‫ممثلة فى ميدان العتبة)‬

‫‪ -1‬القاهرة التاريخية ممثلة فى شارع المعز لدين هللا الفاطمى‬


‫‪ 1-1‬أسباب اختيار شارع المعز للدراسة ‪:‬‬
‫• يمثل شارع المعز واحد من اهم المناطق التراثية التى تحتوى على انشطة‬
‫إقتصادية متميزة جاذبه لرؤؤس األموال ففيه مناطق تتميز باألنشطة التجارية‬
‫والحرفية والخدمية والسياحية‬
‫• النقلة الحضارية التى شهدتها المنطقة بمشروع الحفاظ على شارع المعز وتحويل‬
‫الى متحف مفتوح‪.‬‬

‫‪ 2-1‬الخلفية التاريخية لشارع المعز‬

‫يعد شارع المعز اهم الشوارع فى القاهرة الفاطمية بناه جوهر الصقلى سنة ‪358‬ه‪969‬م‬
‫ويمتدد من الجنوب إلى الشمال حيث يصل بين باب النصر وباب الفتوح وكان يسكنه األمراء‬
‫والسالطين فى عهد الدولة الفاطمية ولكن العصر األيوبى اصبح نقطة جذب للعديد من‬
‫األنشطة التجارية واإلقتصادية ومع بداية القرن الرابع عشر اصبح محور الحياه التجارى للمدينة‬
‫ولكن مع بداية القرن التاسع عشر تغير شكل العمران بالمدينة حيث تجه اإلمتداد العمرانى إلى‬
‫الغرب من القاهرة التاريخية حيث قام الخديوي إسماعيل ببناء القاهرة الخديوية على الطراز‬
‫األوروبى مما ادى إلى تدهور القاهرة الفاطمية نتيجة هجرة الطبقات الراقية من السكان‬
‫واإلحالل بطبقات ذات مستوى إجتماعى اقل مما أثر على النسيج العمرانى للقاهره الفاطمية نع‬
‫إهمال عمليات الصيانة والتطوير‪.‬‬

‫‪ 3-1‬التحليل العمرانى لشارع المعز‪:‬‬

‫• تتميز المنطقة بنسيج عمرانى لم يتغير عبر السنين وأنما حافظ على مالمحه الرئيسية‬
‫على مدار أكثر من ألف سنة وهو نسيج متضام يحتوى على شوارع وحارات ضيقة‬
‫تتميز بوضوح المحددامت البصرية والعالمات المميزة التى تتمثل فى مآذن المساجد ‪،‬‬
‫يحتوى الشارع على العديد من المبانى األثرية الهامة مثل باب النصر من جهة‬
‫الجنوب وباب الفتوح من جهة الشمال مرو ار بالعديد من األسبلة والمساجد كالغورى‬

‫‪16‬‬
‫ومجموة السلطان قالوون وبنتهى بجامع الحاكم‪ ،‬تتميز القاهرة التاريخية بعدعناصر‬
‫جذب‪ ،‬فهى تتمتع بنسيج عمرانى يتمثل فى شوارع ضيقة غالبا ما يلوح فى خلفيتها‬
‫مساجدا ضخمه ومآذن مرتفعة‪ ،‬ويتجلى هذا المشهد فى شارع المعز فهو عبارة عن‬
‫فراغات خطية متتالية متفرعة من بعضها البعض ‪ ،‬يلوح فى نهايتها الشمالية مأذنة‬
‫جامع الحاكم وفى نهايتها الجنوبية مأذنة المؤيد شيخ‬
‫• بدأ تدهور النسيج العمرانى للمنطقة مع نهاية القرن العشرين وذلك نتيجة عدة عوامل‬
‫وهى تغيير نمط البناء بالمنطقة وتوسيع الشوارع واحالل المبانى القديمة بأخرى حديثة‬
‫وتحديد اإليجارات بالمنطقة بقيمعة إقتصادية أقل مما أثر على عمليات مجتمعية أدت‬
‫إلى تدهور النسيج العمرانى للمنطقة وجعلها عنصر من عناصر الطرد للسكان كما‬
‫أدى تدهور البنية اإلقتصادية للمنطقة وسوء تسويق المنتجات وحصر النشاط‬
‫اإلقتصادى فى مجموعة من الحرف البسيطة و األنشطة التجارية المحدودة وحصر‬
‫المنطقة فى األنشطة السياحية وذلك لوجود الجامع األزهر ومسجد الحسين ومنطقة‬
‫خان الخليلى التى تقع فى الشرق من شارع المعز‪.‬‬

‫‪ 4-1‬تحليل الخصائص السكانية بالمنطقة‪:‬‬

‫تبعا للمسح التة قامت بيه و ازرة الثقافة عام ‪ 2002‬م وجد ان نسبة البطالة بالمنطقة‬
‫تتراةح بين ‪ %70-50‬بينما نسبة األمية تقع بين ‪ %31-23‬والنسبة األكثر للتعليم‬
‫المتوسط بين ‪ %51-49‬أما التعليم العالى فنسبته ال تتعدى ‪ %9‬وهذا كله أدى إلى‬
‫غياب مشروعات التنمية بالمنطقة والتى تهدف إلى رفع المستوى المعيشى والتعليمى‬
‫لسكان المنطقة على الرغم من وجود العديد من الجمعيات التعاونية المنتجة والتى تمثل‬
‫جزء من البنية اإلقتصادية للمنطقة‪.‬‬

‫‪ 5-1‬تحليل األنشطة األقتصادية بالمنطقة‬


‫تعتمد األنشطة بالمنطقة على النشاط التجارى المرتبط بالسياحة والذى يتركز فى‬
‫منطقة الجامع األزهر ومسجد الحسين وشارع جوهر القائد وخان الخليلي شرق شارع‬
‫المعز م مجموعة من البا ازرات والمحالت المختصة باألشغال النحاسية والجلدية هذا‬

‫‪17‬‬
‫باإلضافة إلى األنشطة الثقافية التى تحمل صفة الربحية مثل رسوم زيارة بيت‬
‫السحيمي ومتحف النسيج المصرى وهناك نشاط تجارى أيضا ولكنه ال يعتمد على‬
‫السياحة وهو تجارة المشعوالت الذهبية بمنطقة الصاغة وهى صناعة تكميلية تعتمد‬
‫على السوق المحلى فى تسويق منتجاتها‬

‫‪ 6-1‬نقاط القوة بشارع المعز‪:‬‬

‫‪ -1‬األنشطة التجارية‪ :‬تتضح مظاهر األهمية التجارية التاريخية لشارع المعز من خلل‬
‫النماط التصميمية للمبانى‪ ،‬حيث تعدد الوكاالت التجارية األثرية‪ ،‬وتخصيص الطابق‬
‫األرضي بطول الشارع للنشاط التجاري‪ ،‬وما بين باب الفتوح وباب زويلة يوجد حوالى‬
‫‪ 630‬محل بأنشطة متنوعة ما بين سوق البصل والليمون والزيتون كما موضح فى‬
‫شكل رقم()‪ ،‬ومستلزمات الكافتريات ‪ ،‬واألوانى النحاسية ‪ ،‬والستاليس ستيل‪ ،‬والصاغة‬
‫‪ ،‬محالت العطور والتوابل والمالبس واألقمشة واألحذية وتجارة األثاث باإلضافة إلى‬
‫وكالة نفيسة البيضا المتخصصة بإنتاج الشمع عالى الجودة‪.‬‬
‫أنتشر أيضا الباعة الجائلين غالبا أمام المبانى األثرية وتنوعت بضائعهم ما بين بيع‬
‫الليمون والزيتون والمشروبات والهدايا والتذكاريات‪.‬‬
‫‪ -2‬تنوع النشاط اإلقتصادى بالمنطقة مع وفرة العمالة الرخيصة من سكان المنطقة‬
‫باإلضافة إلى وجود الجمعيات األهلية المنتجة التى تمثل نواة إقتصادية هامة‬
‫‪ -3‬التراث العمرانى والمعمارى االثرى الذى يضمن عدد كبير من السياح على مدار العام‬
‫كما قام وزراة األوقاف بتأجير عدد كبير من المبانى األثرية للنشطا التجارى‪.‬‬
‫‪ -4‬الحفاظ على الحياة اإلجتماعية والثقافية وهوية أهل المنطقة وذلك لتشجيع اإلنتاج‬
‫باإلضافة إلى أن الكيانات اإلقتصادية بالمنطقة كيانات متكاملة حيث يتم التصنيع‬
‫بالقرب من أماكن التسوق‬

‫‪18‬‬
‫شكل رقم()‪ :‬يوضح سوق البصل والليمون وشارع المعز أثناء مرحلة التطوير(هيئة تضامن(‪.‬‬

‫‪ 7-1‬نقاط الضعف بشارع المعز‪:‬‬

‫‪ -1‬زيادة نسبة البطالة وهى قنبلة موقوتة ان لم تستغل نتيجة إهمال الصناعات الحرفية التقليدية مع‬
‫زياد نسبة األمية التى تؤثر على أساليب اإلنتاج والعرض مع إرتفاع سعر األراضى بالمنطقة‬
‫مما يؤثر على العائد من األنشطة األقتصادية مع عدم توفير خدمات البنية األساسية لألنشطة‬
‫األقتصادية بالمنطقة‬
‫‪ -2‬المبانى األثرية‪ :‬قامت و ازرة األوقاف بتأجير عدد كبير من المبانى األثرية للنشاط التجارى‪ ،‬كما‬
‫كاتت هناك أشكال من التعديات على المبانى األثرية تظهر فى سوء إستخدام المستأجرين عن‬
‫طريق عمل تعديالت فى التصميم األصلى‪ ،‬كما أن غلق العديد من المبانى أدى إلى تهالكها‬
‫نتيجة لإلهمال وعد القيام بالفحص الدورى عقب زلزال ‪ 1992‬والذى أحث أض ار ار جسيمة‬
‫بالعديد من اآلثار‪.‬‬
‫‪ -3‬البنية التحتية‪ :‬تسبب اإلهمال الجسيم الذي تعرضت له المنطقة فى تدهور شبكة الصرف‬
‫الصحى‪ ،‬مما أدى إلى تسريبات وطفح مستمر فى الشوارع‪ ،‬وإرتفاع منسوب مياه الرشح‬
‫بالمنطقة والذي تسبب فى رطوبة ازئدة أدت إلى ضعف طبقات التربة‪ ،‬وظهور أمالح‬
‫بالواجهات‪ ،‬وسوء حالة األجهزة الصحية داخل المبانى‪ ،‬مما أثر على سالمة المبانى األثرية‬
‫وهددها باأل‪،‬درار‪ ،‬كما أثر سلبيا على سكان المنطقة وأدى إلى نزوح العديد منهم خارجها‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -4‬منسوب الشارع‪ :‬أ>ى الرصف المتكرر الذي تم بصورة عشوائية دون األخد فى اإلعتبار قيمة‬
‫الشارع التاريخية إلى إختفاء الطريق لبازلتى وإرتفاع منسوب الشارع عن المناسيب التاريخية‬
‫له‪,‬وبالتالي ظهر فارق بين منسوب الشارع وبعض مداخل المباني االثرية باالضافة الى اختفاء‬
‫اجزاء من واجهات المباني التاريخية‪.‬‬
‫‪ -5‬حالة المباني‪:‬اكثر من ‪ %50‬من المباني القائمة حالته االنشائية سيئة وكان يتطلب عمل‬
‫اصالحات كبري الي جانب تجميل الواجهات‪.‬‬
‫‪ -6‬الطابع ‪ :‬استخدمت غالبية المحالت الفتات دعائية خارجية متناثره غير مالئمة لطبيعة‬
‫الشارعمن حيث الشكل والتصميم والخامات‪,‬مما أثر سلبا على الصوره البصرية والتكامل‬
‫المعماري لعناصر شارع المعز والمدينة التاريخية‪.‬‬
‫‪ -7‬حركة المرور‪ :‬تسببت حركة السيارات داخا الشارع في ازمة كبيره ‪ ,‬فحركة السيارات في‬
‫االتجاهين بالالضافة الى اماكن انتظار سيارات على الجانبين ‪ ,‬مع حركة نقل خفيف للمحال‬
‫التجارية ‪ ,‬ما أدى الى فوضى مرورية حقيقية ‪,‬أثرت سلبا على حركة السياحة داخل الشارع‪,‬‬
‫باالضافة الى التأثير السلبي للذبذبات المتكرره والعوامل الناتجة عن السيارات على سالمة‬
‫المباني التاريخية‪.‬‬
‫‪ -8‬النظافة ‪ :‬أدى ايضا االهمال الذي تعرضت له المنطقة الى تفاقم ازمة القمامة ‪ ,‬وانتشار‬
‫المخلفات يطول الشارع‪ ,‬وفي بعض االحيان تحولت مداخل المباني االثرية الى اكوام متراكمة‬
‫من المخلفات وخاصة امام معظم المباني التاريخية النها مغلقة وغير مستغلة‪.‬‬
‫‪ -9‬المرافق العامة ‪ :‬كانت تمثل المرافق العامة اقل من ‪ %2‬من اجمالي انشطة الطابق االرضي‬
‫بطول الشارع ‪ ,‬حيث يوجد به مكتب اداره محلية ‪ ,‬ومكتبين للبريد ‪ ,‬وعياده طبية واحدة ‪,‬‬
‫ومستشفى للرمد خلف مجموعة قالوون ‪ ,‬وقد افتقد الشارع للعديد من الخدمات والمرافق العامة‬
‫االزمة لطبيعته السياحية والتجارية ‪ ,‬على سبيل المثال ‪ :‬دورات المياه العامة ومراكز معلومات‬
‫السائحين‪.‬‬

‫‪20‬‬
21

You might also like