You are on page 1of 14

‫العــدد الثاني واألبرععون‬

‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني‪/‬شعاط‪2021/‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫المعوقات والمشاكل التي تواجه عناء وتصميم المدن الحديثة‬

‫أ‪.‬د‪ .‬جمعة عمي داي‬


‫جامعة گبرميان‪ /‬كمية المغ ات والعموم اإلنسانية ‪ /‬خانقين‬
‫‪Juma.ali@garmian.edu.krd‬‬

‫خالصة العحث‬
‫أن ىذا البحث يحاول أن يشخص بعض المشاكل أو المعوقات التي تواجو تصاميم المدن‬
‫الحديثة في العالم وقد تضمن البحث بعض األمثمة عن عدد من الدول العربية والدول األخرى في‬
‫العالم من خالل متابعة تمك المشاكل وتشخيصيا وبيانيا ومن ثم كيفية معالجتيا بالطرق التخطيطية‬
‫العممية الخاصة ببناء المدن وتطويرىا وزيادة االىتمام بالمدن وذلك من خالل االىتمام بحياة األنسان‬
‫الذي يعيش في تمك المدن حياة عصرية كريمة خالية من المعوقات وتوفير الظروف المالئمة لإلنسان‬
‫من حيث نمط الحياة اليومية والمستوى المعاشي وتوفير السكن المالئم لكل سكان المدينة عمى حد‬
‫سواء في كل مدن العالم مع وجود فروقات وتحديات كثيرة‪ ,‬الميم ىو إيجاد بيئة مالئمة لمعيش‬
‫اإلنساني ونبذ كل المشاكل والمعوقات التي تقف أمام تطور وتوسع المدن والعمل عمى إيجاد الحمول‬
‫ليا خدمة لمصالح العام والن يوض بالمدن وخاصة المدن العربية ورفع مستوى خدماتيا والحرص عمى‬
‫التراث المعماري وتشجيع استم اررية في ظل التطور والتقدم الدولي‪ ,‬وكذلك الحفاظ عمى صحة البيئة‬
‫واالىتمام بالتشجير والمناطق الخضراء والمناطق المفتوحة وتجميل المدن‪ ,‬واالىتمام بالتراث المعماري‬
‫في كل المد ن العربية والمدن األخرى في العالم كل حسب تراثو التاريخي القديم وزيادة االىتمام بوضع‬
‫خطط وتصاميم حديثة تخدم جميع المدن وال تسبب مشاكل ليا بل بالعكس توفير الجو المالئم لسكان‬
‫المدن ووضع الحمول لمعالجة جميع المشاكل بحسب خصائص كل مدينة ووظيفتيا واستم اررية‬
‫وجودى ا خدمة لسكان المدينة‪.‬‬
‫أن مشروع المدينة الحديثة التي تمتزم إلى اقصى الحدود بمبادئ ميثاق (أثينا) الستة األساسية‬
‫التي ينص احدىا عمى تنظيم المدينة وتقسيميا إلى أربعة مناطق تعتمد عمى الوظيفة‪ :‬السكن‪ ,‬العمل‪,‬‬
‫االستراحة أو الوقت الحر والتنقل‪ ,‬والمناطق الخضراء‪.‬‬
‫الكممات المفتاحية‪ :‬عناء وتصميم المدن الحديثة تواجه مشاكل ومعوقات‬

‫‪142‬‬
‫العــدد الثاني واألبرععون‬
‫جامـــعة واســـط‬
2021/‫شعاط‬/‫الجزء الثاني‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬
The Obstacles and Problems Facing Building
and Designing Modern Cities

Jomaa Ali day Dr.


UNIVERSITY OF GARMIAN \ College of Languages & Human Science

Abstract
The research tries to diagnose the problems or obstacles that face the design of
modern cities in the world and it includes some examples of many Arab countries&
other countries in the world through follow-up those problems and diagnosing them
and then how to treat them through scientific planned ways regarding constructing
and developing the cities and increasing ,showing the importance of those cities by
paying attention of human life who live in those cities, modern welfare life away of
obstacles and providing the suitable circumstances for human through the daily life
type and the living standard, providing suitable housing for the whole city
inhabitants equally in all world cities with existence of challenges m n and
differences .It is important to find a suitable environment for human living and
throw away problems&obstacles which stand in front of the developing and
expanding the cities ,rworking to find solutions for them for the sake of all and rise
cities especially the Arab Citiesand rising their service, standard, taking care of
architectural heritage ,encouraging continuation in the umbra development and
international progress,keeping the environment health and taking care of planting
trees& green zones,open area and beatification of cities,taking care of architectural
heritage in all Arab Cities and other cities in the world regarding their ancient
historical heritage and increasing the importance of making modern plans& designs
that service all cities and don't make problems for them ,but contrary providing
suitable circumstances for the cities inhabitants,make solutions to treat all problems
according to characterstic of every city and its course,and continuation of its
existence for the city.
The project of the modern city which adhere to the fullest of principles of Athens
agreement which one of them states organizing the city and dividing it to four areas
depending on its course: housing,work,rest or free time& transportation.
key words:Building and designing modern cities faces problems and
obstacles

141
‫العــدد الثاني واألبرععون‬
‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني‪/‬شعاط‪2021/‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫المقدمـة‪Introduction :‬‬
‫إن موضوع ىذا البحث ييتم بتحميل بعض المعوقات والمشاكل التي تعاني منيا تصاميم المدن‬
‫الحديثة في العالم ويسمط الضوء عمى أىميا مع إعطاء أمثمة متنوعة وعديدة عن قسم من البمدان‬
‫العربية التي أخذت عجمة التطور فييا نأخذ مأخذًا ىام ًا بالرغم من كل الظروف السائدة ليا‪.‬‬
‫كما نأمل أن يكون البحث خطوة من الخطوات الالحقة التي تجسد تحقيق وتذليل المعوقات‬
‫والمشاكل في سبل تقدم البمدان عن طريق وضع األسس العممية والتخطيط العمراني السميم في بناء‬
‫وتصاميم المدن الحديثة بحيث ينسجم مع الواقع القائم ومع األساليب الحديثة في التصميم العمراني‪.‬‬
‫ومراعاة واقع كل دولة من حيث التراث المعماري والحضاري والتصاميم التي تالئم أذواق السكان‬
‫المحميين مقرونة بمدى االستفادة الكاممة لتمك التصاميم الجديدة التي تساىم في جمالية المدينة‬
‫والتوافق مع الظروف البيئية لكل مدينة بما يخدم مسيرة بناء المدن وتطورىا الحضاري مقرونة‬
‫باالستفادة في تجارب اآلخرين ليجعل من تمك التصاميم مادة أكاديمية تساعد عمى اإلحساس بالذوق‬
‫في بناء المدن وتخطيطيا بأسموب عممي وبطريقة مخططة وغير عشوائية حتى تكون نتائج تمك‬
‫التصاميم جيدة ويقتدى بيا‪.‬‬
‫إن بناء المدن الحديثة في الوقت الحاضر من األمور الميمة التي يجب مراعاة العوامل التي‬
‫تساعد عمى إنجاز التصاميم الحديثة بحيث ينسجم مع واقع المدن من حيث التراث الحضاري والتراث‬
‫المعماري وبصورة تنسجم مع واقع الحياة لتمك المدن‪.‬‬
‫إن من اىم أىداف منظمة المدن العربية التي تأسست سنة (‪ ,)7967‬ىو النيوض بالمدن‬
‫العربية ورفع مستوى خدماتيا والحرص عمى التراث المعماري العربي وتشجيع استم اررية‪ ,‬وذلك إلحياء‬
‫التراث العربي اإلسالمي في المنشأة المعمارية والمحافظة عميو في ظل ال تطور والتقدم الدوليين وكذلك‬
‫الحفاظ عمى صحة البيئة واالىتمام بالتشجير والتحضير وتجميل المدن العربية‪.‬‬
‫وأن من ابرز أىداف بناء وتصاميم المدن الحديثة ىو التجديد واالبتكار مع المحافظة عمى‬
‫الطابع المعماري العربي واإلسالمي في العمارة المعاصرة وكذلك صيانة المع الم األثرية والتاريخية‬
‫والحفاظ عمى البيئة وتجميل المدن‪.‬‬
‫وىناك مشاكل ومعوقات كثيرة تقف أمام بناء المدن الحديثة منيا االختالف في التشريعات البمدية‬
‫بين المدن وعدم تجاوب البعض منيا مع ما يبذل من جيود من اجل الوصول إلى أىداف تخدم‬
‫العممية التخطيطية لممدن م ن حيث وضع التصاميم المالئمة لكل مدينة وحسب ظروف الزمان‬
‫والمكان مع الحفاظ عمى التراث التاريخي والحضاري لكل مدينة وأن المتغيرات الحضارية سوف تؤثر‬

‫‪142‬‬
‫العــدد الثاني واألبرععون‬
‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني‪/‬شعاط‪2021/‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫في نمط األحوال المعيشية اليومية بما في ذلك التراث المعماري والتأكيد عمى ىوية وأصالة كل مدينة‬
‫في ظل المستجدات واال بتكارات والتطورات العالمية الحديثة المتسارعة‪.‬‬
‫وسوف نتناول في متن البحث كل المعوقات والمشاكل التي تواجو بناء وتصميم المدن الحديثة‪.‬‬

‫المعوقات والمشاكل التي تواجه وتصميم عناء المدن الحديثة‬


‫‪The ostaclec and problems facing the con struction and design of modern‬‬
‫‪cities‬‬
‫‪ - 1‬أن المتغيرات الحضارية سوف تؤثر في نمط األحوال المعيشية اليومية بما في ذلك التراث‬
‫والمعمار والتأكيد عمى ىويتو وأصالتو في ظل المستجدات واالبتكارات والتطورات العالمية الحديثة‬
‫المتسارعة‪.‬‬
‫كان مشروع المدينة الحديثة التي تمزم إلى اقصى الحدود بمبادئ ميثاق أثينا الستة األساسية‬
‫والتي يؤكد عمى تنظيم المدينة وتقسيميا إلى أربعة مناطق تعتمد عمى الوظيفة‪ ,‬السكن‪ ,‬العمل‬
‫واالستراحة والتنقل حتى ظيور التمنطق في المدينة وغزت العالم المدن الشطرنجية الطرقات (لتسييل‬
‫الحركة) فانتقمت العمارة والعمران من عضوية األشكال إلى األشكال الوضعية وأصبحت اكثر المدن‬
‫خالية من الروح التي ترتبت نتيجتيا ظيور أحياء سكنية تحيى بالميل وتموت بالنيار ومناطق شغل‬
‫تحيى بالنيار وتموت بالميل‪( .‬ورگام ‪ 0222‬ص‪)4‬‬
‫وأن العمم والمعرفة شيئان متالزمان يكمالن بعضيما بعضاً‪ ,‬وتعكس البيئة العمرانية حضارة‬
‫وثقافة الشعوب كما يعكس المنزل ىوية وشخصية اإلنسان بينما يقول البعض اآلخر أن المبنى يشيد‬
‫ويصمم من اجل الوظيفة المطموبة منو وأن نجاح الميندس المعماري الحقيقي في توفير عمران يؤدي‬
‫الغرض منو‪ .‬وعمى نفس المنوال إذا كان البناء من اجل الجماليات فقط لدينا بنسبة عمرانية جميمة ال‬
‫تصمح لالستخدام‪.‬‬
‫أن العمارة حتى القرن العشرين تولي أىمية خاصة لبعض المباني دون غيرىا إذ أن المساكن‬
‫مثالً لم تحظ باالىتمام الكافي رغم أنيا تمثل أغمبية البنايات في المدينة إال ناد اًر كما ىو الحال في‬
‫بعض المدن اليمنية كصنعاء حيث شممت الزخارف والتفاصيل الفنية لممساكن وسائر المباني األخرى‬
‫بتفاوت خفيف لكن بغض النظر عن ىذا كمو ظمت العمارة تعبر عن ىوية المكان واإلنسان كما ىو‬
‫شأن العادات والتقاليد واألعراف واأللبسة والفنون كالموسيقى واآلداب والرسم والنحت وغيرىا‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫العــدد الثاني واألبرععون‬
‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني‪/‬شعاط‪2021/‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫‪The problems of blind imitation‬‬ ‫‪ - 2‬مشكمة التقميد األعمى‬


‫التي وصميا الفكر الحديث وخاصة الدول األوربية التي كانت ليا دور كبير وتأثير ومنيا العربية‬
‫والتقميد لم يكن بنفس الجودة إذ ىناك فرق بين القضايا المعمارية األصمية وتقميدىا بصورة نسخة أخرى‬
‫بعيدة عن واقع المدن‪ .‬لذلك اكثر الدول وخاصة الدول النامية اتبعت أسموب التقميد الكالسيكي المنقول‬
‫من الدول المتقدمة بدون اي ذكر لشخصية الدول التي تقوم بتقميدىا أي الدول النامية ومنيا الدول‬
‫العربية فقط تأخذ األشياء الظاىرية لبناء المدن وتيمل الجانب التراثي األصيل لممدن القديمة‪.‬‬
‫‪ - 3‬تأثيبر التكنولوجيا ‪The impact of technology‬‬
‫تأثير التكنموجيا وبناء العمب الزجاجية التي ضاعفت من قسوة الجو الحار في كثير من البمدان‬
‫وخاصة البمدان العربية ولجأ المستعممون إلى التكييف الباىض التكاليف والتصقت المباني بعضيا‬
‫بالبعض اآلخر‪ ,‬وكأن ىذه المساكن خصصت وصممت لسكان البيت ال قيم ليم وال عادات وتقاليد‬
‫اجتماعية خاصة بيم بدون األخذ بنظر االعتبار أي قيم من ضوابط الجوار والتقاليد االجتماعية‬
‫السائدة لذلك البد من إيجاد حمول تساىم في إعطاء المدينة رونقيا الحضاري والذاتي لكي نخفف‬
‫المشاكل فييا لذلك البد من التعبير عن القيم الحضارية عند أي تصميم لممدينة ويحمل ىوية تمك‬
‫المدينة وأن تسود العالقات االجتماعية وحسن الجوار وأن يعيش الجميع في مدينة جميمة تميق بيم‬
‫ال‪( .‬دراسات في المعيد العربي النماء المدن‪.)7985 ,‬‬
‫وتزيدىم رفعة وجما ً‬

‫‪ - 4‬عدم وجود مصداقية لممعمومات ‪Lack of credibility of the information‬‬


‫المتعمقة بالتخطيط في مجال المدينة والتخطيط االقتصادي الن لكل مدينة أىميتيا االقتصادية‬
‫فالمدينة تعيش وتنمو وتتوسع عند وجود وظائف متعددة فييا واذا فقدت تمك الوظائف فالمدينة تصبح‬
‫ميتة‪ ,‬ل ذلك البد من إيجاد السبل التخطيطية من اجل ديمومة المدينة واستم ارريتيا وتوسعيا من خالل‬
‫وظائف لكل مدينة‪.‬‬

‫‪ - 5‬مشكمة السكن في المدينة ‪Housing Problem in the city‬‬


‫يعتبر السكن من الحاجات الضرورية لإلنسان والتي ال يستطيع العيش بدونيا فيو يعادل في أىمية‬
‫يعادل في أىم ية الماء والغذاء والكساء والدواء‪ ,‬حتى يعيش اإلنسان عيشة عصرية تتماشى مع‬
‫متطمبات حياتو اليومية وعندما يقل المعروض من المساكن في السوق‪ ,‬يرتفع السعر لموحدة السكنية‬

‫‪144‬‬
‫العــدد الثاني واألبرععون‬
‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني‪/‬شعاط‪2021/‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫إلى الحدود الذي يعجز فيو اإلنسان من فئات المجتمع المختمفة في الحصول عمى وحدة سكنية تأويو‬
‫وأسرتو‪.‬‬
‫ومشكمة اإلسكان في المدن تأخذ صو ًار عديدة فيي تختمف بين دول العالم الثالث والعالم المتقدم‪,‬‬
‫ففي الدول النامية فيي أما مشكمة عددية كالعالقة بين ما ىو معروض من الوحدات السكنية وما ىو‬
‫مطموب منيا والذي يحدده سوق اإلسكان أو مشكمة في توزيع اإلسكان ووحداتو أو مشكمة عدم توفر‬
‫المساحات إلقامة مشاريع اإلسكان عمييا ‪ ...‬الخ‪( .‬د‪ .‬الشواروة‪ , 0270 ,‬ص‪.)478‬‬
‫وربما يكون لممشكمة وجو آخر ففي مدينة العين باإلمارات فإن نسبة المعروض من الوحدات‬
‫السكنية اكثر من نسبة المطموب‪.‬‬
‫في حين وجد في مدينة القاىرة طبق ًا بإحصاء عام (‪ )7970‬عجز في اإلسكان قدره (‪ )722‬الف‬
‫وحدة سكنية وبمغت درجة التزاحم في الغرفة الواحدة (‪ ) 0,7‬وفي بغداد الكبرى قدر أن المتوسط يصل‬
‫إلى (‪ ) 3‬أشخاص في الغرفة الواحدة‪( .‬د‪ .‬كمونة‪ ,7992 ,‬ص‪.)80‬‬
‫أن الوجو األسوأ ىو انحدر إليو مستوى اإلسكان في بعض المدن من حيث تخطيط المناطق‬
‫السكنية والمساحة الالزمة لكل أسرة‪ ,‬ويقدر بعض الباحثين أن نسبة تتراوح بين (‪ 02‬و ‪ )%52‬من‬
‫ال‬
‫سكان العواصم العربية يعيشون في مناطق سكنية فقيرة أو مساكن غير مالئمة ولنأخذ بيروت مثا ً‬
‫عمى ذلك وحسب اإلحصاءات الرسمية ىناك (‪ )% 32‬من مجموع سكان العاصمة يمكن أن تصنف‬
‫عمى أنيا مناطق فقيرة وتستوعب ىذه المساكن (‪ )% 42‬من السكان في العاصمة وليس الوضع‬
‫بأحسن حاالً في القاىرة حيث أن عدد المناطق الفقيرة تستوعب (‪ )% 45‬من مجموع سكانيا ومع ذلك‬
‫نجد أن ىذه المشكمة اصبح ليا ظواىر ومؤشرات تمفت النظر ومن بين ىذه المؤشرات التي تشير إلى‬
‫ووجد ىذه المشكمة وتضخميا ىي‪:‬‬
‫‪ - 1‬وضوح ظاىرة غياب المسكن المالئم وارتفاع قيمتو أو بدل إيجاره الشيري‪.‬‬
‫‪ - 2‬ظاىرة التكدس تكدس اكثر من أسرة ربما اثنين أو ثالثة أو أربعة في مسكن واحد اعد أصالً‬
‫لسكن أسرة واحدة‪.‬‬
‫‪ - 3‬ظاىرة التزاحم أي تزاحم األفراد في الغرفة الواحدة ثم باستمرار زحف سكان األرياف إلى المدن‪,‬‬
‫برزت ظاىرة انتشار المناطق السكنية العشوائية لكل ما فييا من مشاكل اجتماعية وما فييا من‬
‫إىدار لمستوى البيئة بالخطر‪ .‬وقد نتج عن ذلك ارتفاع الكثافات العمرانية وبارتفاعيا تعددت‬

‫‪145‬‬
‫العــدد الثاني واألبرععون‬
‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني‪/‬شعاط‪2021/‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫المشاكل العمبرانية ومنها‪( - :‬د‪ .‬أبو عيانة‪ ,7982 ,‬ص‪)40‬‬


‫‪ . 7‬مشكمة الصرف الصحي‪.‬‬
‫‪ . 0‬مشكمة مياه الشرب‪.‬‬
‫‪ . 3‬مشكمة الكيرباء‪.‬‬
‫‪ . 4‬مشكمة القصور في المرافق التعميمية‪.‬‬
‫‪ . 5‬مشكمة القصور في مرافق الصحة العامة‪.‬‬
‫‪ . 6‬مشكمة النقل والمرور‪.‬‬
‫وأن السكن العشوائي غير المنظم ساىم خالل الفترة الممتدة من (‪ )7994 – 7987‬في تأمين‬
‫(‪ )% 65‬من السكن في دمشق و (‪ )%30‬في حمب و (‪ )% 42‬في حمص وأن ىذه الظاىرة تعود إلى‬
‫عدة عقود من الزمن بسبب نزوح السكان عن المناطق المحتمة‪ ,‬في العقدين اآلخرين قد شيد نموًا‬
‫سريع ًا جدًا بسبب أسعار السكن النظامي المرتفعة وتمركز األنشطة في المدن الكبيرة‪ .‬لذلك نجد أن‬
‫السكان اعتمدوا عمى األراضي الزراعية في بناء مساكن ال تخضع ألي نوع من المعايير الفنية أو‬
‫الصحية أو البيئية ونظ ًار لعدم توفر الخدمات فييا فقد تسببت ىذه المناطق خالل سنوات طويمة‬
‫بإحداث مشاكل وارباك في شبكة المياه والكيرباء وفي تنظيم الخدمات العامة‪ ,‬وتأثرت الخدمات في‬
‫مناطق السكن النظامية نظ ًار لتخصيص جزء من الموارد لتخدم مناطق السكن العشوائي التي ال‬
‫تشارك أساس ًا في اإليرادات‪ .‬وأن عدم استكمال المشاريع السكنية بالخدمات الالزمة أضافة إلى أزمة‬
‫المياه تعاني الكثير من المشاريع السكنية التي أنجزت ووجود سوء الخدمات في تمك المناطق مما‬
‫يخفض من الطمب عمى السكن في ىذه المناطق ويخفض من اإليجارات فييا (مثال‪ :‬حرستا بما فييا‬
‫ضاحية األسد)‪.‬‬
‫وما من شك في أن أية دولة في العالم في القرن (‪07‬م) وبعد مؤتمر المستوطنات البشرية الذي‬
‫عقد في إسطنبول بت ركيا في شير حزيران عام (‪ ) 7996‬تدرك أىمية أن المأوى اصبح من األىمية‬
‫بمكان مثل مشكالت الغذاء والماء والكساء والدواء والتموث والبطالة والتضخم والمجاعة والمرض‪ .‬بل‬
‫ىو ال يقل عن تمك المشكالت أىمية‪ .‬وليذا اصبح لزاماً عمى كل دولة في العالم أن تتبنى استراتيجية‬
‫شامم ة لحل ىذه المشكمة (السكن) سواء بتشجيع القطاع الخاص أو المشاركة معو في زيادة المعروض‬
‫من الوحدات السكنية سنوياً لتوازي مع زيادة السكان السنوية‪ ,‬ومن ثم تضم ىذه الوحدات السكنية‬
‫المتنوعة والتي تتماشى مع دخول األسر الغنية والمتوسطة والفقيرة والمتدنية المستوى بشكل شامل‪.‬‬
‫كما يجب اختيار األنماط التي تتفق مع ثقافة ذلك الشعب وحضارتو مما يبنى في اليابان وتايوان ال‬

‫‪142‬‬
‫العــدد الثاني واألبرععون‬
‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني‪/‬شعاط‪2021/‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫يتفق مع ما يبنى في ماليزيا أو باكستان‪ .‬واألخذ بنظر االعتبار المستوى المعاشي لمسكان ومع‬
‫ظروف المناخ المحمي لتمك البيئة السكنية سواء كانت في المدينة أو الريف‪.‬‬
‫أننا نجد عشرات األالف ولربما مئات األالف يقيمون في أنابيب الصرف الصحي المعدة لمبناء‬
‫سوء ليفترش ىؤالء القادمون من‬ ‫أو في بيوت الصفيح واألخشاب أو في مباني المقابر ثم ازداد الوضع ً‬
‫األرياف في غالبيتيم أرصفة الشوارع كما ىو حاصل في بعض المدن اليندية والبنغالية والب ارزيمية‪,‬‬
‫األمر الذي يعطي مؤش ًار لصانعي القرار بدق جرس اإلنذار في اخذ الحيطة والتصدي ليذه المعضمة‬
‫خاص ًة في تمك المدن مثل نيودليي ومكسيكو ستي ودكا وريودي جابر وساوبولو ‪...‬الخ‪.‬‬
‫(د‪ .‬الشواورة‪ ,0270 ,‬ص‪.)402- 479‬‬
‫ويمكن جاكيزو حميا بزيادة المعروض من الوحدات السكنية لكل الفئات االجتماعية المصنفة‬
‫حسب دخميا‪ ,‬بحيث يحصل كل مواطن عمى السكن الذي يميق بو وبدخمو وأسرتو‪.‬‬

‫‪- 5‬المشاكل العيئية الناجمة عن حبركة النقل‬


‫‪Environ mental Problems caused by transportation‬‬
‫الشك أن تخطيط الكثير من المدن وأن لم يكن جميعياً لم يراعي أنظمة النقل العام كنظام فاعل‬
‫عند تخطيط تمك المدن وكذلك الحال بالنسبة لمدراسات في ىذا الجانب وخاصةً في الدول النامية مثال‬
‫ذلك مصر بينما نجد أنو في العديد من دول العالم المتقدم يكون التخطيط ألنظمة النقل من أىم‬
‫أولويات العممية التخطيطية ويكون ذلك واضحاً حتى في بدايات نمو تمك المدن ومراعاة بناء المدن‬
‫الحديثة وتصاميميا‪ .‬ونتيجة لعدم وضوح دور النقل والتخطيط لو ضمن منظومة التخطيط العمراني‬
‫لممدن المصرية وغيرىا من دول العالم الثالث بدأت ىذه المدن تعاني من مشاكل حقيقية وبدأت تتفاقم‬
‫تمك المشاكل تباعاً‪.‬‬
‫أن لقطاع النقل تأثيرات بيئية متنوعة وبعيدة المدى تؤثر بالسمب عمى المصادر الطبيعية من‬
‫اليواء والمياه والتربة باإلضافة إلى ما يرتبط بو من زيادة معدالت الضوضاء واالزدحام خاصةً في‬
‫المدن الكبيرة‪ .‬إال أن تأثيره عمى نوعية اليواء خاص ًة نتيجة انبعاث غازات دفينة يظل اىم تأثيراتو‬
‫البيئية لما ليا من آثار عمى الصحة العامة وآثار بعيدة المدى عمى المستوى الكوني‪.‬‬
‫أن واحدًا من اىم العناصر في أي مدينة حديثة في العالم ىو نظام النقل في تمك المدينة واذا‬
‫ال فيمكن القول أن تمك المدينة متقدمة بصورة جيدة ألن النقل ىو العامل الرئيسي‬
‫كان ىذا النظام فع ا ً‬
‫الذي يؤثر في البنية التحتية لممدينة‪ ,‬وا ضافة إلى ذلك فأن النمو االقتصادي واالجتماعي يعتمد عمى‬
‫نظام النقل في المدينة‪ .‬وذلك ألن لنظام النقل يسيل الحركة لألنواع األخرى من القطاعات مثل‬

‫‪142‬‬
‫العــدد الثاني واألبرععون‬
‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني‪/‬شعاط‪2021/‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫الزراعة والصناعة والتعدين والتجارة وخالفو‪ .‬ويمكن تحديد مجموعتين من مشاكل النقل في دول العالم‬
‫الثالث‪ :‬المجموعة األولى ىي مشاكل جذرية مثل زيادة معدل تمك السيارات‪ ,‬سوء إدارة حركة السير‪,‬‬
‫عدم تطبيق قوانين المرور‪ ,‬مرافق النقل غير مالئمة‪ ,‬زيادة عدد السكان‪ ,‬توسع المدن واالستخدام غير‬
‫المالئم الستخدامات األرض داخل المدينة‪( .‬مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية)‬
‫المجموعة الثانية ىي مشاكل عرضية مثل االختناقات المرورية وارتفاع معدالت حوادث الطرق‬
‫وغيرىا‪ .‬أن في بعض الدول المتقدمة والكثير من الدول في العالم الثالث اصبح النقل يواجو مشاكل‬
‫متنوعة وكثيرة لذلك تدخمت الحكومات من اجل وضع الحمول الالزمة ليا‪ ,‬ولكن اىم تمك األىداف‬
‫ىي السالمة وكفاءة النقل‪ ,‬ترشيد استيالك الطاقة وحماية البيئة‪ .‬ولذلك فأن نظام النقل العام يتم‬
‫تشغيمو تحت أوضاع خاضعة لمتنظيم وبالتالي فقد تطمب ذلك مزيد من الجيود والمسؤوليات من‬
‫الحكومات المركزية والمحمية عمى حد سواء‪.‬‬

‫أن العوامل التي تؤدي إلى زيادة مستوى ضوضاء وسائل النقل هي كما يمي‪:‬‬
‫‪ - 7‬زيادة حجم المرور‪.‬‬
‫‪ - 0‬سوء توزيع استعماالت األراضي الغير مدروسة‬
‫‪ - 3‬شبكة الشوارع المعقدة‬
‫‪ - 4‬المباني العالية عمى جانبي الطريق‬
‫وأن تعرضت طرق النقل ألي عائق فأن ذلك ينعكس سمباً عمى مجتمع المدينة‪ .‬تحتيا يخترق‬
‫موضوع المدينة نير رئيس‪ ,‬يتطمب إنشاء الجسور العموية أو األنفاق ىذه المنشآت الحضرية نقاط‬
‫اختناق تقمل لحد كبير من حركة المرور وتسبب االختناق كمدينة عمان مثالً ال تسمح تمك‬
‫الطوبوغرافية بالسير بالسرعة المطموبة كما أن األماكن المركزية بالمدينة تتصف بضيق شوارعيا‪,‬‬
‫األمر الذي يجعل حركة المرو في اتجاه واحد وببطء شديد‪ ,‬مما يدفع رجال التخطيط إلى شق الطرق‬
‫الرئيسية حول المدينة لتفادي المرور في قمب المدينة‪ ,‬كمدينة عمان‪ ,‬وشق الطريق الدائري (الحزام‬
‫الدائري) لمغرض ذاتو حوليا في بداية عقد الثمانينات من القرن العشرين‪( .‬المصدر نفسو)‬
‫ويعزي سبب ذلك إلى زيادة عدد سكان مدينة عمان من (‪ 3‬األف) نسمة عام (‪ )7972‬إلى نحو‬
‫(‪ 0‬مميون) نسمة عام (‪ ,) 0227‬كما زادت وسائط النقل المختمفة فييا من عدة سيارات عام (‪)7907‬‬
‫إلى نحو (‪ 522‬ألف) سيارة عام (‪ ,) 7962‬كما زادت أعداد الحافالت الكبيرة‪ ,‬وىذا يعتبر مثل عمى‬
‫مشكمة النقل في مدينة من المدن النامية‪ ,‬بل وتزداد المشكمة تعقيداً األمر الذي وضع صانعي القرار‬

‫‪142‬‬
‫العــدد الثاني واألبرععون‬
‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني‪/‬شعاط‪2021/‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫بالمدينة إلى إنشاء خطوط لمنقل بالقطارات السريعة بين السمط وعمان والرصيفة والزراء لحل مشكمة‬
‫النقل عام (‪ .) 0225‬إضافة إلى ذلك فيناك مدن أخرى مثل مدينة القاىرة التي تعكس أزمة النقل‬
‫بالحافالت بشدة خاصة في أوقات الذروة األمر الذي يضطر بعض الركاب االنتظار لمدة ال تقل عن‬
‫ساعة بخالف الوقت الذي تستغرقو الرحمة إلى المسكن كما ارتبطت حوادث المرور بالسيارات‬
‫السريعة‪ ,‬اذ قدر عدد الوفيات في عمان لوحدىا عام (‪ )0222‬بنحو (‪ 0222‬وفاة) سنوي ًا‪ ,‬كما قدر‬
‫عدد ضحايا حوادث السيارات في الواليات المتحدة بنحو (‪ 42‬ألف) وفاة سنوي ًا‪ .‬باإلضافة ألكثر من‬
‫(‪ 0‬مميون) يصابون بعجز أو تشويو يالزميم مدى الحياة‪ .‬وفي مدينة مكسيكو سيتي العمالقة‬
‫(‪07‬مميون) نسمة عام (‪ )0220‬تجري فييا نحو (‪3,5‬مميون) سيارة في الشوارع التي تزدحم بحركة‬
‫المارة‪ ,‬كغيرىا من المدن العظمى في الدول النامية‪ ,‬تجمع ما بين المدن الصناعية وما قبل الصناعة‪,‬‬
‫وفييا أحياء سكنية راقية وأخرى مختمفة جدًا‪ .‬وسكانيا (د‪ .‬الشواروة‪ ,‬مصدر سابق ص‪.)476‬‬
‫بعضيم من أصحاب الماليين وبعضيم من اشد الناس فق ًار‪ ,‬ونتيج ًة لكل ىذه العوامل وغيرىا تختمف‬
‫درجة التأثير بحوادث السيارات وازدحام المرور وتموث اليواء من عوادم السيارات من منطقة ألخرى‪,‬‬
‫لذلك البد من اتخاذ إجراءات مدروسة من حيث وضع الخطط الجيدة عند القيام بأي عممية وضع‬
‫تصميم لممدن يراعى فيو جميع الضوابط المرورية الحديثة وتوفير وسائل النقل المختمفة لتتمشى مع‬
‫عدد سكان كل مدينة في أي وقت من األوقات وايجاد الطرق المناسبة ليذه الوسائل مع توفر‬
‫الكفاءات اإلدارية التي تدير جياز النقل بكفاءة واقتدار من حيث التشغيل والصيانة ووضع‬
‫االستراتيجية الشاممة ليذا المرفق الحيوي واليام ليكون فاعالً ومتكامال بأجيزتو المختمفة من خدمة‬
‫شيء واحد أال وىو مجتمع المدينة الحديث‪.‬‬

‫تخطيط وعناء المدن الحديثة ‪Planning and building Modern cities‬‬


‫من ميزات تخطيط وبناء المدن الحديثة‪ ,‬ىي عممية النمو السريع ليا والنزعة الظاىرة اللتحام عدة‬
‫مدن في تجمعات طبيعية ضخمة لممدن وفي ىذه الحالة يزداد عدد سكان المدن إلى درجة كبيرة‪,‬‬
‫وتتوسع رقعتيا األرضية بشكل كبير‪ .‬وىذا يؤدي إلى جعل المباني المتوسعة في المدينة تشغل أجود‬
‫األراضي الزراعية ويتماثل ىنا خطر القضاء عمى صفحة األرض الطبيعية والغابات الكبيرة وتتموث‬
‫أحواض المياه ويتسمم المحيط الجوي ومع نمو المدن يزادا المدى المتوسط لرحالت السكان وتنقالتيم‬
‫بوسائل النقل تزداد بحدة شدة نقل البضائع‪ ,‬ويزداد كثير عدد وسائل النقل‪ ,‬ومن المعروف أن عدد‬
‫السيارات يزداد اسرع من زيادة شبكة طرق النقل بعدة مرات‪ .‬وىذا يؤدي إلى حدوث االزدحام والى شل‬

‫‪152‬‬
‫العــدد الثاني واألبرععون‬
‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني‪/‬شعاط‪2021/‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫حركة المرور‪ .‬وعالمات ذلك قد ظيرت األن في كثير من مدن الواليات المتحدة األمريكية وغيرىا من‬
‫البمدان الرأسمالية األخرى ‪ ,‬أن المشكمة الرئيسية لممدن الكبيرة الحديثة ىي االستخدام األكثر فعالية‬
‫ألرض المدينة المخصصة لمبناء بدون توسع الحق عمى حساب األراضي المجاورة فقط أن المدن‬
‫التي يجري األن تخطيطيا وبناءه‪ ,‬مخصصة ليس لإلنسان العصري فقط بل لمسكان ونشاطاتيم‬
‫المتنوعة في السنين الالحقة‪ .‬وسوف يتغير قسم من ال مباني بما في ذلك الوحدات السكنية ودوائر‬
‫الخدمات العامة بقسم جديد أو ييدم نيائي ًا خالل األجيال المقبمة ولكن الييكل األساسي لممدينة‬
‫سيستمر لفترة زمنية طويمة وىناك عوامل مؤثرة عمى تطور عممية تخطيط وبناء المدن الحديثة وىو‬
‫يعتمد عمى ضرورة عممية تطور المقبل لممدن وعمى سبيل المثال‪ ,‬نجد أن مدن المستقبل في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية تتمثل في نظر الباحثين النظريين المعاصرين عمى ىيئة منظومة من تشكيالت‬
‫المدن الموحدة‪ ,‬مؤلفة من مجموعة من المدن وباإلضافة إلى ىذه المدن الموجودة سابق ًا عمى األرض‬
‫الواقعة بين مدينتي بوسطن ووا شنطن‪ (.‬ريمشا‪ , 7977 ,‬ص‪.)460‬‬
‫يتوقع الميندسون والمخططين في أمريكا عمى تكوين اربع تشكيالت من المدن الجديدة خالل‬
‫السنوات الالحقة ومواقعيا عمى ساحل المحيط األطمسي وعمى ساحل خميج كاليفورنيا وتربط ىذه‬
‫المدن العمالقة بمطارات عالمية ضخمة ويتوقع الميندس الفرنسي (جان منيغارت) بأن أوربا المستقبل‬
‫كما ىو فرنسا عمى سبيل المثال سيكون عددىا اربع أو خمس تشكيالت عمى واديا نير السين والرون‬
‫ومقاطعة ليون وغيرىا‪ .‬ومن المتوقع نشوء تشكيالت موحدة مشابية في كل من ألمانيا‪ ,‬بمجيكا‪ ,‬ىولندا‬
‫وغيرىا من البمدان‪ .‬وفي معظم التصاميم العال مية المقترحة‪ ,‬تتطور المدينة أو تنمو عمى طول الطرق‬
‫الرئيسية العامة المؤدية إلى المناطق الصناعية محاطة بالتجمعات أو الوحدات السكنية مع بناء‬
‫المؤسسات الثقافية والصحية والترفييية والرياضية وغيرىا من المؤسسات والمباني العامة في نفس‬
‫الوقت وأن التصميم أو المخطط الذي وضعو (الميندس لي كور بوزيو) عام (‪ )7933‬ذاع صيتو وىو‬
‫المشروع الذي يعتبر بمثابة تطوير لفكرة المدينة التي تتسع ألربعة ماليين من السكان واطمق عمى ىذا‬
‫المخطط اسم المدينة المشرقة ذات الييكل الخطي غير المقفل الذي يمكن تطويره بسيولة في‬
‫المستقبل‪ .‬وفي عام (‪ )7952‬حقق عمميا نظريتو الخاصة بتخطيط وبناء المدن الحديثة ووضع‬
‫التصميم والمخطط الخاص بأنشاء مدينة (جانديكارخة) عاصمة مقاطعتي البنجاب وىاريان في اليند‪.‬‬
‫وقد أخذت ىذه الفكرة في االعتبار خصائص المناخ الحار‪ ,‬حيث صممت المناطق واألشجار‬
‫الخضراء في المدينة عمى شكل فسحات مشجرة مكشوفة تمر خالل المناطق السكنية وقد اجتمعت في‬
‫منطقة الغابات الخضراء بمحاذاة طرف المشاة‪ ,‬والبنايات الثقافية المتنوعة والبنايات التجارية وشبكة‬

‫‪152‬‬
‫العــدد الثاني واألبرععون‬
‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني‪/‬شعاط‪2021/‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫متطورة من الشوارع النظامية‪ .‬وتشمل المنطقة الصناعية مساحة صغيرة الن التصميم وضع أساساً‬
‫لتكن مركز إداري وثقافي ورئيسي بالنسبة لممقاطعات‪.‬‬
‫وقد وضع دوكسيادس األسس النظرية لمدينة المستقبل وتتضمن بصورة شاممة تنظيم مناطق‬
‫عالمية لخدمة متطمبات وحياة السكان وبحث مشكمة مدينة المستقبل حتى نياية القرن (‪ )07‬واقترح‬
‫دوكسيادس بنظرية توزيع السكان في المستقبل وىو عمى ىيئة (االك ومينوبوليس) أي تالحم المدن في‬
‫تجمعات طبيعية ىائمة لممدن ويعتقد بأن عامل الزمن ىو العامل الرئيسي في نظريتو الخاصة بمدن‬
‫المستقبل وقد اطمق عميو اسم مخطط المدينة الدينامية الذي يتحول عند نمو وتطور المدينة إلى‬
‫مخطط طولي وحيد االتجاه وقد طبق أفكاره عممي ًا في تصم يم المخطط العام لمدينة إسالم آباد‬
‫العاصمة الجديدة لباكستان عام (‪.)7959‬‬
‫وقد انتشرت في الوقت الحاضر نظرية معروفة تسمى بنظرية (العتبان) وقدمو الميندس‬
‫المعماري البولوني ماليش مؤكدًا أن ىناك عدد من العراقيل أو (العتبان) التي ليا عالقة بتطور‬
‫المدينة المقبل وفي فكره ىناك (‪ ) 3‬عوامل تخمق (العتبان) في تطور ونمو المدن ىي‪- :‬‬
‫‪ - 7‬الظروف الطبيعية الجغرافية‪.‬‬
‫‪ - 0‬شكل األرض‪.‬‬
‫‪ - 3‬التضاريس األرضية‪.‬‬
‫وفي الوقت الحاضر يعطي عدد من الباحثين من العمماء النظريين لتصميم وتخطيط لبناء المدن‬
‫في البدان األجنبية أىمية كبيرة لتصميم وتخطيط مدن حديثة وذك باالستناد إلى أن كثير من المدن‬
‫القديمة قد أصبحت ال تفي بالمتطمبات العصرية لحياة السكان في المدينة لذلك برزت ضرورة ضبط‬
‫المدن الحديثة والضخمة‪ (.‬ريمشا‪ /‬مصدر سابق)‬
‫إن المخططات التصميمية لممدن الحديثة تتمخص أساس ًا في الحمول المبدئية الثالثة التالية‪- :‬‬
‫‪ - 7‬المخطط الشعاعي الدائري المدمج لممدينة بدون اخذ تطوره الالحق في المستقبل بنظر االعتبار‪.‬‬
‫‪ - 0‬المخطط المفرق لممدينة الذي تخترقو الطرق الحدائقية العريضة أو المناطق الزراعية‪.‬‬
‫‪ - 3‬الييك ل أو التركيب الخطير لممدينة المؤلف من مناطق شريطية متوازية ىي‪ :‬المنطقة السكنية‪,‬‬
‫المنطقة الصناعية‪ ,‬منطقة مراكز المدينة‪ ,‬منطقة وسائل النقل‪ ,‬منطقة السياحة والراحة واالستجمام‬
‫وغيرىا‪.‬‬
‫أن الميندس المعماري (كيبل) وىو من محبذي المدن (المثالية) ذات المخطط الشع اعي الدائري‬
‫الذي وضعو العمماء النظريون في القرن (‪ )79‬اقترح مخططاً (لممدينة التابعة) التي تتسع لعدد من‬

‫‪151‬‬
‫العــدد الثاني واألبرععون‬
‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني‪/‬شعاط‪2021/‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫السكان يبمغ (‪ 62‬ألف) نسمة‪ ,‬أن المباني المصممة في ىذه المدينة في األساس من مساكن تحتوي‬
‫عمى شقة واحدة فقط‪ .‬مع قطع أراضي زراعية ممحقة بيا وتقسم ارض المدينة إلى عدة شرائط أرضية‬
‫شعاعية ضيقة‪ ,‬تقام عمييا ساحات األلعاب الرياضية (المالعب) والمدارس ورياض األطفال ويكون‬
‫شكل المدينة دائري ًا تقع في مركزه المؤسسات التجارية والييئات اإلدارية والجامعات والمعاىد الدراسية‬
‫وتحاط مركز المدينة العام بطريق عام دائري تتفرع منو شعاعي ًا نحو المركز عدة طرق رئيسية‪ ,‬وتقسم‬
‫المدينة إلى أربعة قطاعات‪ .‬واحد ىذه القطاعات نخصص لألغراض الصناعية بينما تقع المناطق‬
‫السكنية في القطاعات الثالثة الباقية وكل قطاع يستوعب (‪ )72‬األف نسمة وقد أثر مخطط (كيبل)‬
‫عمى تخطيط المدن التابعة الحديثة التي أقيمت في ب ريطانيا بعد الحرب ولكن التطبيقات العصرية في‬
‫بناء وتخطيط المدن قد ابتعدت عن استخدام المخطط الشعاعي الدائري لممدن‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫العــدد الثاني واألبرععون‬
‫جامـــعة واســـط‬
‫الجزء الثاني‪/‬شعاط‪2021/‬‬ ‫مجلــــــــة كليــــــــة التربيــــــة‬

‫المصادبر ‪References‬‬
‫‪ - 7‬دريد درگام‪ ,0222 ,‬األنفاق اإلنمائي العام والخاص في سوريا‪.‬‬
‫‪ - 0‬د‪ .‬الشواروة‪ ,‬عمي سالم‪ ,‬جغرافية المدن‪ ,‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪ ,‬عمان‪.‬‬
‫‪ - 3‬د‪ .‬عبدالرزاق حيدر‪ , 7992,‬سياسات التحضر في الوطن العربي‪ ,‬وزارة الثقافة واألعالم بغداد‪.‬‬
‫‪ - 4‬د‪ .‬أبو عيانة فتحي‪ , 7982 ,‬المدن الكبرى المييمنة في الوطن العربي‪ ,‬المجنة االقتصادية لغربي آسيا‪ ,‬النشرة‬
‫السكانية‪.‬‬
‫‪ - 5‬د‪ .‬عطوي عبداهلل‪ ,0223 ,‬جغرافية المدن‪ ,‬دار النيضة العربية‪ ,‬بيروت – لبنان‪.‬‬
‫‪ - 6‬د‪ .‬فاعور عمي‪ , 0224 ,‬آفاق التحضر العربي‪ ,‬نمو المدن والعواصم الكبرى‪ ,‬دار النيضة العربية‪ ,‬بيروت – لبنان‪.‬‬
‫‪ - 7‬مبادئ عامة في تخطيط المدن‪ ,‬إعداد وحدة البحوث والدراسات‪ ,‬وزارة البمديات مديرية التخطيط واليندسة العامة‪ ,‬دار‬
‫الحرية لمطباعة‪ ,‬بغداد‪.‬‬
‫‪ - 8‬د‪ .‬رؤوف باسم‪ , 7982 ,‬فن التخطيط المعاصر‪ ,‬وزارة الثقافة واألعالم‪ ,‬دار الحرية لمطباعة والنشر‪ ,‬بغداد‪.,‬‬
‫‪ - 9‬ريمشا اناتولي‪ , 7977 ,‬تخطيط وبناء المدن في المناطق الحارة‪ ,‬دار مير لمطباعة والنشر‪ ,‬موسكو‪.‬‬
‫الدكتور إبراىيم سعد الدين‪ ,7974 ,‬التحضر في العالم العربي – المجنة االقتصادية لغربي آسيا المؤتمر‬ ‫‪- 72‬‬
‫اإلقميمي األول لمسكان – بيروت‪.‬‬
‫د‪ .‬كمونة حيدر عبدالرزاق‪ , 7984,‬الممارسات التخطيطية لممدينة العراقية‪ ,‬مجمة آفاق عربية‪ ,‬العدد ‪ ,72‬دار‬ ‫‪- 77‬‬
‫الشؤون الثقافية‪ ,‬وزارة الثقافة واإلعالم‪ ,‬بغداد‪.‬‬
‫دراسات من المعيد العربي التحاد المدن‪ ,7985 ,‬مجمة المدينة العربية العدد‪ ,77‬الكويت‪.‬‬ ‫‪- 70‬‬

‫‪153‬‬

You might also like