‫المغرب "‪ 100‬سنة من التعمير"‬

‫فشار حفيظة‬
‫الترجمة من الصفحة ‪ 51‬الى‬
‫الصفحة ‪61‬‬

‫الجزء الثاني‪ )1945-1924( :‬نشأة مراكز المدن الحديثة‪.‬‬

‫بعد مغادرة ( ‪ Prost‬و ‪ ) Lyautey‬في عامي ‪ 1923‬و ‪ 1926‬على التوالي ‪ ،‬حان‬

‫إذا الوقت المناسب لتقييم خطط التحضر األولى هذه‪ ,‬وتحليل تطور بناء المدن‪ .‬وقد تم‬
‫ذلك في عام ‪ 1931‬في "المؤتمر الدولي للتخطيط الحضري في المستعمرات وبلدان‬
‫المناطق البيمدارية " في باريس ‪.‬‬
‫بعد ذلك ‪ ،‬ستعبر العديد من اشكال التخطيط الحضري عن مصير المدن المغربية‪ .‬في‬
‫الواقع ‪ ،‬كان لتقرير هذا المؤتمر أصداء واسعة في الصحافة المغربية وخاصة في‬
‫العاصمة‪ ،‬وفي أعقابه تم نشر عدد ال يحصى من المقاالت والكتابات األخرى حول‬
‫التخطيط الحضري ‪" ،‬كوهين ستيوارت ‪ ،‬مشارك هولندي ‪ ،‬ينتقد للمرة األلى في التاريخ‬
‫‪ ،‬الفصل بين األعراق في المدن المغربية ‪ ،‬الناتجة عن تجزء مكاني بين المدينة ‪ /‬المدينة‬
‫الجديدة‪".‬و آخرون ‪ ،‬مثل جان دتييه (‪ ، )1970‬أو شارلوت جيلدي (‪، )2012‬‬
‫يطالبون بدعم أطروحة احترام العادات المغربية واالنفصال الحضري حتى ال تشوش‬
‫على المدينة التقليدية ‪ ،‬و ما هو مؤكد ‪ ،‬هو أن هذا الفصل المكاني سيكون ‪ ،‬من ناحية ‪،‬‬
‫نقطة االنطالق للمعاناة الطويلة للمدن القديمة وتكثيفها ‪،‬‬
‫ومن ناحية أخرى الفصل االجتماعي الذي ال يزال يستمر و ينمو دائما ‪ .‬ومع ذلك لم‬
‫يتبقى الكثير للمغرب ليصبح مسرحا للتجارب األولى في التخطيط الحضري‪ .‬وسوف يابع‬
‫ذلك انفجارا في النصوص والنظريات الجديدة للتخطيط الحضري ‪ ،‬مع جيل كامل من‬
‫المهندسين المعماريين والمخططين الحضريين في العالم الذين سيتأثرون بشدة بتجربة‬
‫هنري‪ .‬هذا األخير سوف يستمرفي التأثيرعاى التدبيرالحضري من باريس‪.‬‬
‫منذ ذلك الوقت‪ ،‬بدأت العلوم االجتماعية في تشخيص دراسة المدن‪،‬‬
‫وأنه في عام ‪ ،1935‬مهندس فنون وتصنيع‪ ،‬حول التحقيقات‬
‫ال يشكل تلخيص الدراسة االستقصائية ‪ ،‬ملخصا للظروف الجغرافية والتاريخية‬ ‫"‬
‫والديمغرافية والصحية و االقتصادية و االجتماعية لوجود مدينة ما ‪ ,‬بل يجب االنغماس‬
 ‫في خصائصها ووظائفها االكثر عمقا‪ ,‬وأيضا االخذ بعين االعتبار الحالة الذهنية لسكان‬
‫المدينة ‪,‬والتمتع بجمال المدينة وغروب الشمس الذي سيصمم تفاصيل معمارية‪ ,‬و العثور‬
‫على اوراق شجر متجاهلة ‪ ,‬االعجاب بالزوايا الخالبة ولكن ايضا مراعاة الماسي و‬
‫المصاعب المادية والمعنوية‪.‬‬

‫التنظيم اإلداري‬
‫سيتم تعزيز التنظيم اإلداري ويثبت أنه أكثر تقييًد ا للمخططين الحضريين المغاربة ‪ ،‬ألنه‬
‫من اآلن فصاعًد ا ستتدخل العديد من الخدمات إلنشاء مناطق جديدة وللحصول على‬
‫تصريح للبناء‪.‬تتكون هذه المنظمة على المستوى المركزي ‪ ،‬من تقسيم خطط المدن‬
‫الملحقة بأمانة المحمية‪.‬‬
‫وعلى المستوى المحلي ‪ ،‬يتم تنظيم كل بلدية في شكل مكاتب ؛ المكتب اإلداري والمكتب‬
‫التقني والمكتب التقني للمشي والمزارع‪ .‬يخضعون للسيطرة الهرمية للسلطة اإلدارية‬
‫المركزية‪ .‬وبالتالي ‪ُ ،‬يعترف بالمدن على أنها لديها بعض المبادرات في تطوير المشاريع‬
‫السابقة (على الرغم من أنه يجب تقديمها إلى األمين العام للمحمية) على حساب نظام‬
‫أكثر تعقيًد ا وطوياًل ‪.‬‬
‫تشكل مكاتب الفنون أيضا حلقة وصل مهمة في هذا الحكم‪ :‬هذا االخير كان مسؤوال عن‬
‫النظام المعماري كمنظم للتخطيط الحضري‪ .‬في عام ‪ ، 1924‬سيتم تعزيز هذه الخدمة‬
‫من قبل ضهير‪.‬‬
‫تؤكد شارلوت ليلي بالتالي أطروحتها عن بناء مدن جديدة‪ :‬يكشف التحليل الشامل‬
‫لمختلف المحفوظات اإلدارية للمحمية‬

‫توافق في اآلراء التي تحاول باستمرار اشراك مختلف الجهات الفاعلة والمشاركة في‬
‫تنمية المدينة من اإلدارات المركزية والمحلية والمالكين والمهندسين المعماريين االمقاولين‬
‫و السكان‪ .‬كشفت عن الطابع الجماعي لعملية التحضر‪ ،‬من بين أمور أخرى‪ ،‬لمعالجة‬
‫صالحيات وقدرات الحكومات المحلية‪ ،‬التي تسمح لها من التاقلم مع السياق الخاص لكل‬
‫مدينة وغالبا على اطلب من السكان‪ ،‬والمبادئ التوجيهية السكنية تحت سيطرة الخدمات‬
‫المركزية تسمح لنا بفهم أفضل هذه الفترة أي ما ما قبل بروست‪ ،‬وبالتالي منحها األهمية‬
‫التي تستحقها‬
‫خالل الفترة ‪ 1923‬إلى ‪ 1940‬تم بناء العديد من المبان الجديدة بالمدن الجديدة ‪ ،‬وقد‬
‫تم بناء أحياء جديدة تلبية للحاجة المطلوبة‪ ،‬وفي مجموع هي فترة التعديالت بين إعداد‬
‫الخطط األولى والتدبير الحضري العقالني‪.‬‬

‫بناء المدن‬
 ‫ستشكل فترة التعديل الجديدة هذه أيًض ا فرصة إلجراء التغييرات الالزمة على خطط‬
‫المدن التي شهدت نموًا هائًال (الدار البيضاء ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬إلخ)‪ .‬والمدن التي ‪ ،‬على العكس‬
‫من ذلك ‪ ،‬لم تحقق النجاح المتوقع (فاس أو مراكش) سيتم فحصها أيًض ا‪ .‬باإلضافة إلى‬
‫ذلك ‪ ،‬سيقوم المخططون الحضريون بوضع خطط تدبير للمدن التي ال تملكها ‪ ،‬مثل‬
‫افران‪ 1928‬أو اكادير‪.1930‬‬
‫على الرغم من الجهود المبذولة خالل هذه الفترة ‪ ،‬سنرى صعوبة كبيرة في إقناع‬
‫األوروبيين باالستقرار في مدن جديدة‪ .‬في الواقع ‪ ،‬ألسباب تتعلق باألمان والسكن ‪،‬‬
‫فضلوا االستقرار في المدن القديمة حيث أنشأوا أول المراكز التجارية‪.‬‬
‫في عام ‪ ، 1923‬يمكن إنشاء الميزانية العمومية لعمل السلطات العامة على النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪ / 1‬يتم وضع خطط التنمية ألهم المدن المغربية وفًق ا لمفهوم واقعي عصري ‪ ،‬بهدف‬
‫احترام المدن القديمة والتنبؤ قدر المستطاع بتطوير التجمعات األوروبية الجديدة‪.‬‬
‫‪[ / 2‬تم حظر] األدوات التشريعية المتقدمة [نص مكتوب بخط اليد] ‪ ،‬سواء كان ذلك‬
‫التخطيط أو المصادرة أو حماية المعالم والمواقع والطرق‬
‫‪ / 3‬تنظيم الحياة البلدية ‪ ،‬ميزانيات المدينة كافية ‪.‬‬
‫يتم تحديد صالحيات السلطات المحلية لتلبية متطلبات التنمية الحضرية ‪ ،‬سيقوم‬
‫المخططون الحضريون بوضع خطط تنمية قطاعية على سبيل المثال ‪ ،‬سيكون إنشاء‬
‫جسر على واد ابو رقراق بين الرباط وسال من قبل األشغال العامة ‪ ،‬فرصة لمراجعة‬
‫خريطة قطاع سيدي مخلوف‪,‬و سيتم إعادة تصميم حي الكاتدرائية ‪ ،‬وكذلك مبنى البلدية ‪،‬‬
‫من قبل ‪ Prost .Tandís‬في مراكش ‪ Prost ،‬سيصمم منطقة الترفيه الشتوية ‪ ،‬بينما بدأ‬
‫بناء فندق المامونية في عام ‪ ، 1920‬يتوقع المخططون أن تصبح مدينة مراكش‬
‫"منتجًعا شتوًيا مهًم ا ‪ ،‬وذلك بفضل جمالها بشكل خاص المناظر الطبيعية والمناخ المعتدل‬
‫في فصل الشتاء ‪.‬‬

‫قامت الشركة العامة عبر االطلسي ببناء فندق فخم بالقرب من الكتبية في حدائق‬
‫برتقالية‪ .‬بالنسبة لمدينة الرباط التي تمتد على مساحة ‪ 350‬هكتاًر ا ‪ ،‬سّهلت فرصة‬
‫األرض التي توفرها منطقة أكدال ‪ ،‬كأرض تابعة للدولة ‪ ،‬إنشاء العديد من المرافق‪:‬‬
‫أرض موضعية ‪ ،‬وحديقة االختبار ‪ ،‬وبعض اإلدارات ‪ ،‬وحي من الفلل للمسؤولون غرب‬
‫أسوار القصر‪ .‬تبذل الجهود للحفاظ على الحدائق بين األحياء المختلفة ‪ ،‬بما في ذلك‬
‫حدائق البرتقال بين المحيط و اكدال ‪ ،‬بينما تحاول تكثيف األحياء المفتوحة للتحضر‪.‬‬
‫خالل إحدى رحالته في عام ‪ ، 1932‬أوضح هنري بروست نقطة التحول الحضري‬
 ‫لمدينة الرباط ‪ ،‬وأوصى بتحسين مزارع أكدال قبل واجهة التعليم العام (أصبحت اآلن‬
‫وزارة التعليم الوطني) ‪,‬سيقول في هذا الصدد أن معهد التعليم العالي ومكتبة المحمية‬
‫ومعهد النظافة كلها ملفوفة في مجموعات من األشجار التي تخلق األجواء المناسبة ‪ ،‬في‬
‫حين أن بروست ال يحب الموقع‪ .‬تم اختياره لمالعب الرياضية‪ .‬ويرغب في نقلها إلى‬
‫جانب باب زايير‪.‬‬
‫عند هذه الزيارة‪ .‬سيتقرر أيًض ا بناء فندق المدينة المكان المطل على حديقة مثلث البصر‪.‬‬
‫جنبا إلى جنب مع مارسيل زابورسكي ‪ ،‬سوف يدرس باالشتراك مع مارسيل زابورسكي‬
‫ظروف تطوير المنطقة الواقعة أسفل شارع الكابتن بيتيجان ‪ ،‬واخيرا سيقوم بروست‬
‫بالتوصية لجسري سال والرباط الذي سيتم إنشاؤه باألروقة‪ .‬لكن لسوء الحظ ‪ ،‬فإن‬
‫الموارد المحدودة للبلدية لن تسمح بذلك أبًد ا‬
‫في هذا الوقت ستخضع مدينة الدار البيضاء لمضاربات عقارية غير منظمة‪ .‬األرض‬
‫التي تقع أمام الطرق الرئيسية تمتد من يد إلى أخرى وفي بعض األحيان تعرف عدة‬
‫مبيعات في نفس اليوم ‪ ،‬هذا الجو غير مناسب للبناء ‪ ،‬وسيكون من الضروري االنتظار‬
‫حتى منتصف العشرينات لرؤية المباني على طول الطرق األكثر أهمية ‪ ،‬لن يتم تشكيل‬
‫واجهة المبنى إال في الخمسينيات من القرن العشرين بسبب تشتت المباني ‪ ،‬وستكون‬
‫تكلفة التحضر في مدن الجديدة ذات عدد قليل من السكان أمًر ا مقلًق ا‪.‬‬
‫في عام ‪ ، 1933‬سيبلغ لويس روبو عن هذا الظلم‪ :‬فالمدن الجديدة ‪ ،‬التي يمولها‬
‫المغاربة ‪ ٪95‬من سكانها ‪ ،‬قليلة للغاية‪" .‬‬

‫المباني السكنية‬

‫في الثالثينيات ‪ ،‬و في الدار البيضاء ‪ ،‬كان هناك بالفعل مائة شركة معمارية عالوة على‬
‫ذلك ‪" ،‬يزعم أن جميع سكان الدار البيضاء يأتون إلى العالم ويحملون شهادة مهندس‬
‫معماري في جيبهم‪ .‬وايضا حضور جميع األنماط‪ .‬وقد أدى هذا الى مضاهاة العديد من‬
‫أصحاب البناء‪ .‬كمضاربين مطلعين جيًد ا ‪ ،‬سيظل العديد من مالكي العقارات هم أصحاب‬
‫األراضي المجردة إذا لم يكن المهندسون المعماريون لديهم قد ألزموهم بشدة بالبناء‪ .‬من‬
‫‪ ،‬الناحية البصرية‬

‫من الواضح أن الدار البيضاء اكتسبت المزيد من الوحدة وقل التجزء [‪ ]..‬معظم المباني‬
‫(‪ ).‬ليست ضخمة ‪ ،‬ولكن يتساءل المرء عن سبب تضخم الواجهة الموّح دة تقريًبا من‬
‫القاعدة إلى الطابق ‪ 3‬أو ‪ ، 4‬تتضخم فجأة مع شرفة كبيرة الحجم او المباني بارز ‪ ،‬يبدو‬
‫أن المباني تم تصميمها تعويض ما شغله في الجزء االسفل‪.‬‬
‫يحتفظ قسم الفنون بالحق في الحكم على الجودة المعمارية‪ .‬إذا بدا له أي مشروع متوسط‬
‫‪ُ ،‬يطلب من المالكين المراجعة‪ .‬حتى ان هذه الخدمة تقدم معاملة معمارية معينة‪.‬‬
‫‪ ، Jules Borely‬اذن رئيس خدمة قسم الفنون ‪ ،‬يحاول الدفاع عن موقف خدمته‪ .‬ال‬
‫‪ 17‬غشت ‪1933‬كتب لألمين العام للمحمية‪:‬‬
‫لقد جئنا برسومات ‪ ،‬بعضها ممتاز ‪ ،‬وأنا ال أنقلها إلى السلطة المحلية التي تمنح اإلذن‬
‫ببناء‪ ,‬آخرين أقل حظا و التي نقوم بتعديلها بموافقة المهندس المعماري أو المالك‪.‬‬
‫وأخرى‬
‫ليست جميلة والتي ترسم لنا صورة جديدة‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإن خدمة قسم الفنون تحارب‬
‫محاوالت المزج العربية األندلسية ‪ ،‬والتي يحاول بعض أصحابها فرضها‪ .‬إنه يفضل‬
‫نشر زينة واقعية ‪ ،‬ويشجع االقتباسات الخاصة من العناصر المعمارية المغربية ‪،‬وعلى‬
‫وجه الخصوص استخدام الزليج ‪ ،‬سواء لتكييف األشكال المعمارية الجديدة مع إطار ما‬
‫قبل االستعمار ‪ ،‬او لدعم الحرف المحلية‪.‬‬
‫تسمح اللوائح بتشكيل بنية متنوعة داخل إطار معياري يحدد القوالب ‪ ،‬وتنفيذ البناء على‬
‫الكثير ‪ ،‬وما إلى ذلك‪ .‬في حالة األرض المستأجرة من قبل الدولة ‪ ،‬يتم إجراء اختيار‬
‫مسبق من قبل البلدية للتحقق مما إذا كان مقدموا الطلبات لديهم وضع مالي يتيح لهم دعم‬
‫تكاليف البناء ‪ ،‬وتهدف هذه الطريقة إلى فترحماس المضاربين‪ .‬يتم تكليف لجنة لتقوم‬
‫بالتحقق من احترام المواعيد النهائية ومعدالت التقييم التي تحددها المواصفات ‪ ،‬وحتى لو‬
‫تم تثبيتها على نصوصها وفًق ا للنصوص القانونية ‪ ،‬ال يمكن للمالك التمتع بها تماًما إال‬
‫بعد الحصول على تصريح إقامة خالل هذه الفترة ‪ ،‬سيظل إنشاء أحياء جديدة يستفيد من‬
‫مزايا توحيد األراضي‪.‬‬
‫سيتم تطوير طرق الحساب لتكون أكثر إنصاًف ا‪ .‬وبالتالي ‪ُ ،‬يعتبر أن كل مالك يمتلك بشكل‬
‫تمييزي ‪ ،‬قبل وبعد إعادة التوزيع ‪ ،‬نصف شارع يقع على يمين ممتلكاته ‪ ،‬ومن المسلم‬
‫به أيًض ا أن هذا النقل لألرض مجاني حتى ‪ ٪33‬من إجمالي المساحة‪ .‬هذا الحل جعل‬
‫من الممكن الحد من نفقات الجماعات وتناسب تضحيات المالكين بالواجهات التي يتمتعون‬
‫بها‪ .‬على سبيل المثال مع هذا النظام الجديد ‪ ،‬نأخذ في االعتبار الوضع السابق لألراضي‬
‫قطعتين من نفس المنطقة ‪ ،‬واحدة تقع على طريق واسع واآلخر في طريق مسدود ‪،‬‬
‫وبالتالي سوف نجد مناطق مختلفة ‪ ،‬بسبب الشوارع المختلفة ‪ ،‬فالقطعة المتواجدة في‬
‫الطريق المتسع أكثر قيمة في البداية ‪،‬و ستكون أكبر من الثانية بعد إعادة التوزيع ‪،‬‬
‫عندما عندما تتواجد القطعتين على نفس الطريق الرئيسي‪ .‬مقدمة سطح الشارع تعمل‬
‫‪.‬كمنظم بين المنطقة الموضع‬
‫مسألة االسلوب المعماري‬
 ‫الحديث حول التخطيط العمراني في المغرب يثير مسألة األنماط المعمارية التي ميزت‬
‫هذه الفترة‪ .‬إن القيمة الرمزية و الهوية ‪ ،‬وأهميتها في السياق الحضري ‪ ،‬والقدرة على‬
‫تقدير الوضع السياسي والخطأ الثقافي ‪ ،‬كلها عوامل دافعة من شأنها أن تنشأ مباٍني عالية‬
‫الجودة‪.‬‬
‫المعمار المورسكي االسباني‬
‫سوف تتأثر هندسة المباني في مراكز المدن الحديثة بالهندسة المعمارية األوروبية في‬
‫تصميم المساحات‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬هناك التحف المعمارية العربية للتأكيد على األبواب أو‬
‫النوافذ أو الشرفات‪ .‬شجع بروست موظفيه على االنغماس في الهندسة المعمارية‬
‫المغربية‪ .‬عالوة على ذلك ‪ ،‬تعاون المهندسون المعماريون مع الحرفيين المغاربة ‪،‬‬
‫المعلمين ‪ ،‬الذين استنسخوا معارفهم الزخرفية‪.‬‬

‫"لدينا المهندسين المعماريين ‪ ،‬والمغرب يزودنا بالحرفيين‪ .‬سيحدد الفرنسي هيكل المبنى‬
‫الضروري الحتياجاته ‪ ،‬ومن المحتمل أن يكون الفن الزخرفي األصلي هو المتعاون معه‬
‫‪ ،‬وكان من حسن حظنا العثور على فن زخرفي ال يزال على قيد الحياة ‪ ،‬على الرغم من‬
‫أنه تم تجميده لعدة قرون‪ .‬ولدينا نحاتون من سال ‪ ،‬ماهرين للغاية في النحت على الحجر‬
‫الناعم ؛ الرسامين ونحاتو الخشب في مكناس ‪،‬المتخضضين في الفسيفساء بفاس ‪،‬ايضا‬
‫بارعون في التعامل مربعات الخزف المقطع مثل الحرفيين الذين زينوا باب المنصور‪.‬‬
‫دائًم ا ما يكون نحاتو الجبس قادرين على إنتاج أنماط جميلة ‪ ،‬بحيث يكون للمهندسين‬
‫المعماريين متعاونين ‪ ،‬ويضعونهم في مواقف مماثلة لحاالت زمالئهم ‪ ،‬في الفترات‬
‫الزمنية الجميلة‪.‬‬
‫وهكذا وبالتعاون مع الحرفيين البزنطيين والعرب تم بناء المباني التي ما زلنا نراها اليوم‬
‫في باليرمو ‪ .‬هؤالء الحرفيين ‪ ،‬هل نعرف كيف نحافظ عليهم؟ ربما‪ .‬لكنهم سيواجهون‬
‫صعوبة في توظيف متدربين جدد ‪ ،‬والذين يكسبون أكثر في تلميع األحذية أو الذهاب‬
‫للتسوق بدًال من تعلم تجارتهم‪ .‬وإذا قمنا بزيادة أجورهم ‪ ،‬فسيتم استبدال القّو ة العاملة ‪،‬‬
‫التي أصبحت باهظة الثمن ‪ ،‬بالقالب ‪ ،‬مما يجعل الديكور يبدو غريبًا للغاية‪ .‬ومع ذلك ‪،‬‬
‫نأمل أن نتمكن من استخدام هؤالء الحرفيين المهرة لبضع سنوات أخرى ‪ ،‬قبل أن يختفوا‬
‫تماًم ا ‪ ،‬وهو ما سيكون عليه الحال ‪ ،‬أنه ال يوجد سوى تالميذ من التعليم الرسمي بدال‬
‫من التعليم الذي يقوم بنشاط مواقع البناء ‪.‬‬