You are on page 1of 31

‫الموصل و شواطئ دجلة‪ :‬توجهات مستقاة من مشاريع عالمية‬

‫م‪.‬م‪ .‬عدي عباس**‬ ‫م‪.‬د‪ .‬أحمد توحلة*‬ ‫م‪.‬م‪ .‬سمير القيسي*‬

‫المستخلص‪:‬‬
‫تعد ضفاف األنهار من األماكن االستراتيجية ضمن النسيج الحضري لما تمتلكه من مقومات جمالية ضمن المشهد الحضري و مقومات‬
‫تكوينية لتشكيل بنية المدينة‪ 1.‬فاألنهار التي تخترق المدن و التجمعات الحضرية رغم كونها تمثل خطوط فاصلة ضمن االستمرارية الحضرية‪،‬‬
‫إال أنها من الممكن أن تلعب دورا في تكامل البيئة الحضرية حول هذه األنهار و عبرها‪ .‬إن النجاح في تحقيق ذلك التكامل مرهون بطبيعة‬
‫المعالجة التخطيطية لشواطئ النهر‪ ،‬تلك المعالجة التي تمكن من تحويل ضفة النهر إلى نقطة قوة ضمن النسيج الحضري‪ ،‬نقطة تسمح بتكامل‬
‫المدينة‪ 1‬بدل من شطرها من خالل توقيع الفعاليات التي تحول هذه الشواطئ إلى بؤر للتفاعل االجتماعي و التنمية اإلنسانية و االقتصادية‪.‬‬

‫ترتبط مدينة الموصل بنهر دجلة ارتباطا عضويا و تاريخيا و اجتماعيا‪ ،‬و لكن و مع تطور و اتساع المدينة و على الرغم من ذلك لم تلق‬
‫شواطئ دجلة اهتماما تصميميا و تخطيطيا متناسبا مع مكانته في المدينة‪ .‬و ال يزال النهر يعمل كعنصر فصل ال عنصر ربط لضفتي‬
‫المدينة‪ ،‬حتى أن تطوير الواجهة النهرية للمدينة القديمة‪ 1‬ينظر له اليوم كمشروع منفصل عن الضفة الثانية و كأنها واجهة بحرية ال نهرية‪.‬‬

‫تتناول هذه الورقة عرضا ً لحلول مقترحة لتطوير ضفاف األنهار ضمن المجال الحضري في مشروعين عالميين هما مشروع تطوير ضفاف‬
‫نهر أبي رقراق في المغرب (التكتل الحضري لمدينتي الرباط و سال)‪ ،‬و مشروع تطوير ضفة نهر شيكاغو في مدينة‪ 1‬شيكاغو‪ ،‬و من ثم‬
‫مناقشتهما الستقاء نقاط القوة التي يمكن اإلفادة منها في تطوير ضفاف نهر دجلة في مدينة الموصل بما يحقق هدف التكامل للنسيج الحضري‬
‫عبر الضفتين‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬التجديد الحضري ‪ ،‬ضفاف األنهار‪ ،‬مدينة‪ 1‬الموصل‪ ،‬التخطيط الحضري‬

‫* قسم الهندسة المعمارية – كلية الهندسة – جامعة الموصل‬


‫** قسم الهندسة المعماري – الجامعة التكنولوجية ببغداد‬
‫تطوير ضفاف نهر أبي رقراق في المغرب‪ :‬التكتل الحضري (الرباط – سال)‬ ‫‪1‬‬
‫يعد مشروع تهيئة ضفتي أبي رقراق من المشاريع التنموية الكبرى الرائدة في الوطن العربي‪ ،‬حيث سيضفي هذا المشروع مسحة من الحداثة‬
‫واإلبداع‪ 1‬والتميز على صورة التكتل الحضري لمدينتي الرباط وسال وسيبرز الخصوصيات التاريخية والتراثية والعمرانية للعاصمة اإلدارية‬
‫للمملكة المغربية‪.‬‬

‫ينتظر بعد االنتهاء من هذا المشروع الطموح‪ ،‬وفق تصميم هندسي راق‪ ،‬أن تصبح الرباط نموذجا عالميا لالزدهار السياحي واالقتصادي‬
‫وإضفاء جمالية تضيف لتاريخها وتراثها وثقافتها رصيدا غنيا‪.‬‬

‫يفصل نهر أبي رقراق‪ ،‬الذي يزخر بمؤهالت تراثية فريدة وطبيعة بيئية متنوعة بين مدينتي الرباط وسال‪ ،‬اللتين يجمع بينهما التاريخ‪ ،‬حيث‬
‫شهدت المدينتان المتجاورتان منذ قرون خلت ازدهارا وعمرانا متفاوتين عبر محطات التاريخ اإلسالمي‪.‬‬

‫يسعى مشروع تهيئة ضفتي أبي رقراق إلى تطوير وتنمية المنطقة وذلك بإعادة تأهيل المآثر التاريخية الموجودة بمحاذاة الوادي وربط هذه‬
‫المعالم ببعضها بواسطة شبكة منظمة من الطرق والمسالك االستكشافية‪.‬‬

‫كما يتوخى هذا المشروع الذي خصص إلنجاز بنياته التحتية مبلغ عشرة ماليين درهم مغربي يمولها صندوق الحسن الثاني للتنمية‬
‫االجتماعية االقتصادية والمديرية العامة للجماعات المحلية‪ ،‬الجمع بين مهارة التصميم الحضري والمعماري وخاصية األسس التاريخية التي‬
‫ينبني عليها الموقع من أجل تهيئة عصرية تتالءم مع الخصائص الذاتية للموقع وبلورة تصميم لمدينة منفتحة يتم التركيز في بناياتها على‬
‫الواجهات والسطوح المفتوحة على السماء‪.‬‬

‫كما يرجى أن تكون للمشروع انعكاسات إيجابية على التنمية‪ 1‬المحلية للرباط وسال‪ ،‬وتحقيق نهضة حضرية ونمو اقتصادي من خالل تشييد‬
‫واستغالل التجهيزات والبنيات التحتية للمنطقة عبر خلق فرص عمل وتحفيز الصناعات المرتبطة بالبناء والتجهيز والقطاعات المالية‪.‬‬

‫نهر أبي رقراق و محيطه الحضري (مدينتا الرباط و سال)‬ ‫‪1.1‬‬


‫أبو رقراق‪ ،‬نهر يحمل عبق التاريخ‪ ،‬يفصل التكتل الحضري لعاصمة المغرب إلى مدينتين (الرباط و سال)‪ .‬تتدفق مياه هذا النهر بتعرجاته‬
‫المهيبة‪ 1‬في وادي تبلغ مساحته ستة آالف هكتار‪ .‬يمتد‪ 1‬وادي أبي رقراق على عمق خمسة عشر كيلومترا تتحدد ابتدا ًء بسد سيدي محمد بن عبد‬
‫هللا منتهيا ً بالمحيط األطلسي‪ .‬تالله‪ ،‬هضابه و سهوله تشكل مشهدا طبيعيا متنوعا ً على مد البصر‪ ،‬حيث يجري النهر متعرجا ً ظاهراً للعيان‬
‫حينا ً و خفيا ً حينا ً آخر‪.‬‬

‫في وئام مع هذه العناصر الطبيعية‪ 1،‬تتوزع معالم تاريخية على جنبات هذا النهر‪ :‬برج حسان‪ ،‬قصبة األوداية‪ ،‬بقايا شالة‪ ،‬المدن التراثية‪،‬‬
‫مآذن جامع العتيق وجامع األعظم و عتبات باب مريسا و باب البحر‪.‬‬

‫لمحة عن مدينتي الرباط‪ 2‬و سال‬ ‫‪1.1.1‬‬

‫تاريخ المدينتين‬
‫مدينة الرباط هي العاصمة الحالية للمغرب األقصى و تقابلها على الضفة األخرى لنهر أبي رقراق مدينة سال‪ .‬تاريخ المدينتين‪1‬‬
‫يعتبر صورة مصغرة لتاريخ المغرب ككل‪ .‬منذ أن اتخذ الفينيقيون من مصب نهر أبي رقراق مينا ًء تجاريا إلى أن أقام بها الرومان‬
‫حامية عسكرية بموقع شالة كأقصى امتداد إلمبراطوريتهم و صوال إلى العهد اإلسالمي حيث أنشأ بها المرابطون حصنا عسكريا‬
‫لمحاربة الوثنيين ثم بعد ذلك جعل منها الموحدون رباطا عسكريا تحتشد فيه الجيوش في الطريق نحو األندلس إلى أن استقر بها‬
‫المهاجرون األندلسيون الذين جعلوا منها قاعدة للجهاد البحري ضد الصليبيين حيث ستتحول المدينتان إلى دولة قائمة بذاتها تحت‬
‫مسمى جمهورية الرباط و سال‪ .‬أخيرا و ليس آخرا تصبح مدينة الرباط عاصمة جديدة للمغرب األقصى في مطلع القرن العشرين‪.‬‬

‫أهم المعالم األثرية‬


‫إن با َبيْ "الرواح" و"األوداية" اللذان يقعان في الجانب الغربي من السور‪ ،‬ويتميزان بهندستهما المعمارية التاريخية وزخارفهما‬
‫المشبّكة وأفاريزهما المنقوشة بعبارات كتبت بالخط الكوفي‪ ،‬يعتبران من االنجازات المتميزة للفن الموحدي في اوج ازدهاره‪ ،‬وقد‬
‫تحول البابان حاليا إلى صاالت للمعارض الفنية خاصة الرسم‪ ,‬حيث يعرض برواقه أشهر الرسامين المغاربة والعالميين‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المحيط األطلسي‬

‫مدينة الرباط‬ ‫مدينة سال‬

‫نهر أبي رقراق‬

‫مشهد لنهر أبي رقراق‪ ،‬قصبة‬


‫األوداية في أقصى الصورة‬

‫كانت األوداية في األصل قلعة محصنة‪ ،‬تم تشييدها من طرف المرابطين لمحاربة قبائل برغواطية‪ ،‬ازدادت أهميتها في عهد‬
‫الموحدين‪ ،‬الذين جعلوا منها رباطا على مصب وادي أبي رقراق‪ ،‬وأطلقوا عليها إسم المهدية‪ .‬بعد‪ 1‬الموحدين أصبحت مهملة إلى أن‬
‫استوطنها الموريسكيون الذين جاءوا من األندلس‪ ،‬فأعادوا إليها الحياة بتدعيمها بأسوار محصنة‪.‬‬

‫قصبة األوداية‬

‫‪3‬‬
‫أسوار قصبة األوداية‬

‫الحديقة األندلسية داخل قصبة األوداية‬

‫ويتعيّن ايضا إبراز مكانة انقاض مسجد حسان الضخمة التي تمتد‪ 1‬على مساحة هكتارين ونصف‪ ،‬وقد بقي المسجد دون ان يكتمل‬
‫انجازه‪ ،‬أما مئذنته‪ 1‬الشهيرة فالتزال شاهدا حيا على اكبر مشروع عمراني قام به الموحدون‪ .‬بجواره نجد ضريح الملك الراحل‬
‫محمد الخامس والذي دفن به ابنه الملك الحسن الثاني‪.‬‬

‫يعد هذا المسجد واحدا من بين المباني التاريخية المتميزة بمدينة‪ 1‬الرباط التي تقع عليها عين الزائر‪ ،‬شيد من طرف السلطان يعقوب‬
‫المنصور الموحدي‪ ،‬كان يعتبر من أكبر المساجد في عهده‪ .‬لكن هذا المشروع الطموح توقف بعد وفاته سنة ‪ ،1199‬كما تعرض‬
‫لالندثار بسبب الزلزال الذي ضربه سنة ‪1755‬م‪.‬‬

‫المحيط األطلسي‬
‫مدينة سال‬

‫نهر أبي رقراق‬


‫مدينة الرباط‬
‫بقايا مسجد حسان‬

‫‪4‬‬
‫صورة جوية لمسجد حسان حيث تظهر صومعته و أعمدته المتبقية‬

‫من المعالم األثرية البارزة أيضا قصبة شالة‪ .‬تقع شالة على الضفة اليسرى من لنهر أبي رقراق على حدود مدينة الرباط‪ .‬و هي تعد‬
‫من بين اهم المواقع األثرية بمنطقة الرباط‪ ،‬حيث اكتشفت خالل بداية العهود التاريخية‪ ،‬وقد ساهم في نشأتها‪ ،‬وفي ازدهارها‪ ،‬مصب‬
‫ابي رقراق‪ ،‬وتوفرها على احدى أهم عيون المنطقة‪ ،‬وردت تسمية سال منذ منتصف القرن األول بعد الميالد‪ 1،‬عند بعض الكتاب‬
‫القدامى وفي وثائق أثرية‪ ،‬كالنقود‪ ،‬كما اطلق االسم نفسه‪ ،‬قديما ً على وادي ابي رقراق‪ ،‬الذي ذكر عند بلينيوس الشيخ كذلك تحت اسم‬
‫سالت‪ ،‬وخالل الفترة اإلسالمية‪ ،‬اصبح اسم سال يطلق على مدينة‪ 1‬سال الحالية الواقعة على الضفة اليمنى لنهر ابي رقراق‪ ،‬في حين‬
‫اطلق اسم شالة على هذا الموقع‪ .‬وباإلضافة إلى ثرائها التاريخي تعتبر شالة مزارا طبيعيا خالبا خاصة في فصل الربيع المزهر‪.‬‬

‫جزء من داخل موقع شالة األثري‬ ‫البوابة الرئيسية لموقع شالة األثري‬

‫الهدف العالم للمشروع‪ ،‬هيكليته و غاياته‬ ‫‪1.2‬‬

‫الهدف العام‬ ‫‪1.2.1‬‬


‫يهدف مشروع تطوير وادي نهر أبي رقراق إلى إعادة تأهيل و تعزيز ضفاف نهر أبي رقراق ليقدم مكانا مريحا للعيش لسكنة مدينتي‬
‫الرباط و سال‪ .‬ويستند‪ 1‬هذا المشروع الب ّناء على خلق فضاءات حضرية جديدة في انسجام مع تاريخ الموقع وبيئته‪ 1،‬بناء منشآت للنقل العام‪ ،‬و‬
‫كذلك تنفيذ المنشآت المائية و المرافئ‪ .‬بعد اكتمال هذا المشروع لن يعود وادي أبي رقراق نقطة عبور بسيطة فقط و إنما سيتحول إلى مدينة‬
‫قائمة بذاتها‪.‬‬

‫هيكلية المشروع‬ ‫‪1.2.2‬‬


‫الصورة أدناه توضح التقسيم الهيكلي للمشروع والتي تظهر موقع المشروع والمقسم إلى خمس متتابعات (‪ )Sequences‬ابتدا ًء من المتتابعة‬
‫األولى عند نقطة التقاء النهر بالمحيط األطلسي (متتابعة باب البحر) ثم المتتابعة التي تليها (متتابعة الساحة الكبيرة) تليها المتتابعة الثالثة‬
‫‪5‬‬
‫(متتابعة قصبة أبي رقراق) و هي المنطقة االوسع و األكثر امتدادا‪ .‬يلي ذلك المتتابعة الرابعة (المنزه الكبير) و أخيرا المتتابعة الخامسة‬
‫(مشارف حساين) منتهية‪ 1‬عند سد سيدي محمد بن عبد هللا‪.‬‬

‫غايات‪ 2‬المشروع‬ ‫‪1.2.3‬‬


‫تتمحور غايات مشروع تطوير وادي أبي رقراق حول أربعة مكونات أساسية هي المواطنين‪ ،‬البيئة‪ ،‬النقل و الذاكرة الجمعية للمكان‪:‬‬

‫المواطنين‬
‫إن هذا المشروع هو قبل كل شيء مشروع للمواطنين‪ .‬ان هذا المشروع يهدف إلى توفير محيط طيب للحياة لمواطني التكتل‬
‫الحضري (الرباط‪-‬سال) و ذلك من خالل ما يوفره من تجهيزات و خدمات عامة‪ ،‬و تطويرات خالقة للغنى‪ .‬كما يرمي إلى مستقبل‬
‫مشرق لألجيال القادمة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫البيئة‬
‫يضع هذا المشروع البيئة في قلب خطة عمله والتي تهدف إلى حماية الوسط اإليكولوجي للوادي و رفع قيمة محيطه بشكل مستدام‪.‬‬
‫األولوية معطاة لتنقية النهر و الوادي من الملوثات‪ ،‬إعادة تأهيله و تشجيره‪ ،‬والحفاظ على المواقع الطبيعية بمجملها عن طريق‬
‫إجراءات جمعية فيما يخص البيئة البحرية‪ ،‬و المحتوى النباتي و الحيواني‪.‬‬

‫الذاكرة الجمعية للمكان‬


‫لوادي أبي رقراق محتوى رمزي كبير‪ .‬احترام التاريخ يفرض علينا تبني خطة سير تجمع بين االقتصاد والثقافة‪ .‬إن هذا المشروع‬
‫يعمل على الحفاظ على العديد‪ 1‬من المعالم التاريخية التي تتوزع في الوادي‪ ،‬و تعزيز مكانتها‪.‬‬

‫النقل‬
‫يقترح مشروع أبي رقراق توفير االنسيابية و سهولة الوصول لوسائط النقل بين مدينتي الرباط و سال بهدف االستجابة إلى الحاجة‬
‫المتنامية للتنقل ضمن التكتل الحضري‪ .‬و عليه فمن المزمع تأسيس العديد من منشآت النقل العام لخدمة هذا الهدف‪.‬‬

‫هذه الغايات األربع والتي تمثل قيما حقيقيا في العمل في المشروع‪ ،‬تركت أثرها في كل خطوات العمل في المشروع‪.‬‬

‫سيتم عرض المشروع بالتفصيل ضمن محورين‪ ،‬يخص األول محور مكونات المشروع حيث يتعلق كل مكون بغاية من الغايات المذكورة‬
‫مع توضيح االستراتيجيات المتبعة لتحقيقها‪ .‬أما المحور الثاني فسيتناول أجزاء المشروع (المتتابعات) لعرض التخطيط الفيزيائي الخاص بكل‬
‫جزء و أهم المشاريع التي يتضمنها‪.‬‬

‫مكونات المشروع‬ ‫‪1.3‬‬

‫المواطنين‬ ‫‪1.3.1‬‬
‫يضع هذا المشروع العمل االجتماعي في صميم برنامجه للتطوير والذي يهدف إلى إعادة تأهيل الموقع لتحقيق الرفاهية للمواطنين و تعزيز‬
‫المهن المختلفة الموجودة في الوادي‪ .‬النهج المتبع يأخذ بنظر االعتبار الخصائص الديموغرافية‪ ،‬االجتماعية و االقتصادية للسكان المعنيين‬
‫بهدف ضمان التوازن بين العرض و الطلب‪ .‬و تستكمل هذه اإلجراءات المتخذة بتدابير دعم مرافقة اقتصادية و اجتماعية و نفسية‪ ،‬لتحقيق‬
‫تحسين ملموس للمحيط المعاشي للمستفيدين‪ .‬بهذه الروحية‪ ،‬تم في المشروع إجراء دراسات األثر بهدف الحفاظ على البيئة الطبيعية‪ 1‬و‬
‫البشرية‪ .‬و كذلك تم التوقيع على اتفاقات تضمن استخدام الكفاءات المالئمة في المشروع بل وحتى توفير الدورات التدريبية‪ 1‬لتغطية حاجة‬
‫المشروع من الكوادر باإلضافة إلى تطوير الفعاليات التقليدية‪ 1‬و الحرف اليدوية و إدارة التفاعل مع المجتم المدني و السلطات المحلية‪.‬‬

‫البيئة‬ ‫‪1.3.2‬‬
‫يتميز وادي أبي رقراق بمشاهده الحضرية و الريفية عالية الجودة‪ .‬فهو يمثل رئة التكتل الحضري الرباط‪-‬سال و في نفس الوقت يمثل الفضاء‬
‫الوسطي الذي يوحد المناطق الخضراء المنتشرة حوله في كل متماسك‪ .‬بعد أن عانا هذا الوادي طويال من التهميش‪ ،‬تتحول بشكل تدريجي‬
‫إلى مكب نفايات غير رسمي ‪ :‬نفايات صلبة‪ ،‬مياه الصرف الصحي باإلضافة إلى االستغالل غير المنظم للمقالع للحصول على مواد البناء و‬
‫تدهور الغابات المحيطة به فضال عن التوسع الحضري غير المنضبط وغيرها من المشاكل‪ .‬يولي هذا المشروع ضمن نهجه المتكامل‬
‫اهتماما خاصا للحفاظ على النظام البيئي و حماية المشاهد الحضرية و الريفية للوادي و تعزيزها‪ .‬و قد أعطيت األولوية إلى تطهير الوادي‬
‫والنهر من التلوث‪ ،‬إعادة تأهيل المقالع و تشجيرها‪ ،‬و المحافظة على الموقع الطبيعي بمجمله‪ .‬من أجل ذلك تم تبني سياسة للتنمية‪ 1‬المستدامة‬
‫لتعزيز كفاءة الطاقة من خالل االدارة السليمة للموارد عن طريق دعم تعميم الجودة البيئية العالية‪.‬‬

‫الذاكرة الجمعية للمكان‬ ‫‪1.3.3‬‬


‫تحف نهر أبي رقراق معالم تاريخية مصنفة كتراث عالمي‪ .‬هذه المعالم ترسم لنا صورة الماضي المشرق للموقع و تسلط الضوء على تنوع‬
‫التقاليد المتربطة بالتراث الثقافي لمدينتي الرباط و سال‪ .‬إن هذا المشروع و ضمن النهج الرامي إلى الحفاظ على ذاكرة المكان‪ ،‬يهدف إلى‬
‫إعادة تأهيل و تعزيز المواقع ذات القيمة الرمزية العالية و جعلها تتكامل في منظومة المعاني الرمزية للبيئة الحضرية و ضمن االستمرارية‬
‫التاريخية‪ .‬عليه يتوجه المشروع إلى استراتيجية الحفاظ على جميع المعالم األثرية و التاريخية الكبرى و التي تتركز في الجزء القريب من‬
‫مصب النهر في المحيط و من ثم ربط هذه المعالم في شبكة متكاملة من األماكن المميزة على طول امتداد‪ 1‬الوادي‪ .‬باإلضافة إلى ذلك يهدف‬

‫‪7‬‬
‫المشروع إلى معالم جديدة تأخذ مكانها ضمن المنظومة الحضرية للتكتل الحضري الكبير كشاهد حي على عصرنا الحالي‪ .‬يبلغ عدد المواقع‬
‫ذات القيمة التاريخية العالية ضمن المشروع ثمانية عشر موقعا َ و قد سبق أن ذكرنا بعضا منها في تعريفنا بمدينتي الرباط و سال‪ .‬أن من أهم‬
‫أعمال إعادة التأهيل للمواقع األثرية هي تلك المتعلقة بقصبة األوداية و بشالة‪،‬‬

‫النقل‬ ‫‪1.3.4‬‬
‫أظهرت نتائج التحليالت المتعلقة بمشكلة النقل بين الرباط و سال و التي أجريت كجزء من مشروع تطوير وادي أبي رقراق‪ ،‬أهمية النقل بين‬
‫المدينتين‪ 1‬و كثافة الحركة بينهما؛ إذ ينتقل حوالي ‪ 650000‬شخص باستخدام ‪ 150000‬مركبة عابرين للوادي يوميا‪ .‬في السنوات العشر‬
‫المقبلة و في سياق النمو االقتصادي المطرد‪ ،‬سيستمر السكان في اقتناء المركبات الخاصة‪ ،‬يدفعهم إلى ذلك نظام النقل العام الحالي المزدحم‬
‫و قليل الجاذبية‪ 1.‬عليه تتجلى ضرورة اعتماد سياسة استباقية تمهد لسيولة الحركة و سهولة الوصول الى وسائل النقل بين المدينتين‪ .1‬أن‬
‫تحسين وسائل النقل العام في التكتل الحضري هو أحد أهم طرق االستجابة لحاجة التنقل الحالية و المستقبلية باإلضافة إلى تحسين البنية‬
‫التحتية للطرق‪ .‬على نفس هذا النهج يأتي إنشاء خط الترامواي بين الرباط و سال‪ ،‬بناء جسر الحسن الثاني و حفر نفق األوداية‪.‬‬

‫أجزاء المشروع (المتتابعات)‬ ‫‪1.4‬‬


‫شهدت منطقة عمل المشروع منذ انطالقته الرسمية تفعيال متتابعا لسلسلة من االجراءات القطاعية بترتيب مسبق مبني على األولويات و‬
‫ضمن نهج متماسك و متكامل‪ .‬عليه تم تقسيم مشروع تطوير وادي أبي رقراق إلى ستة متتابعات متكاملة‪ ،‬دخلت المتتابعين األولى و الثانية‬
‫(باب البحر و الساحة الكبيرة) حيز التنفيذ في حين ال تزال المتتابعات األربع الباقيات قيد الدراسة‪.‬‬

‫على حين أن المتتابعتين‪ 1‬األولى و الثانية تقع بشكل كامل ضمن النطاق الحضري للبلدتين فإن المتتابعات الباقية تمتد لتشمل المحيط الريفي‬
‫كذلك‪ .‬و عليه سنتناول في هذا التقرير المتتابعتين‪ 1‬األولوين فقط‪ .‬و في أدناه تفصيل هاتين المتتابعين‪1:‬‬

‫‪8‬‬
‫المتتابعة‪ 2‬األولى (باب‪ 2‬البحر)‪2‬‬ ‫‪1.4.1‬‬
‫لكل مسمى من اسمه نصيب‪ .‬تمثل هذه المنطقة بوابة حقيقية نحو المحيط‪ .‬تقع المتتابعة األولى و المسماة باب البحر بين مصب نهر أبي‬
‫رقراق و جسر الحسن الثاني الجديد و تغطي مساحة قدرها سبعون هكتارا منها ثالثون هكتارا قابلة للبناء‪ .‬متتابعة باب البحر بتصميمها‬
‫المتوائم مع البيئة الطبيعية تطمح إلى تنشيط الحياة حول النهر من خالل مجموعة واسعة من الوحدات السكنية و الفندقية‪ 1،‬منشآت تجارية‬
‫مختلفة و مركزا لألعمال‪ .‬مراكز التسلية و الترفيه و كذلك القرب من مشروع مارينا بو رقراق تعزز روح المرح للموقع و جاذبيته‬
‫السياحية‪ .‬مشروع تطوير باب البحر يمثل رهانا اقتصاديا من الدرجة األولى للتكتل الحضري الرباط – سال‪ .‬إن إنشاء المساكن والمرافق‬
‫التجارية‪ ،‬الفندقية‪ ،‬الترفيهية و الثقافية يتوافق تماما مع خط التنمية االستباقية للسياحة في العاصمة‪ .‬باإلضافة إلى هذا‪ ،‬ستسمح هذه المرافق‬
‫بتوفير آالف الفرص للعمل تعود فائدتها في المقام األول على سكان المدينتين القديمتين‪ 1‬المتجاورتين‪ .‬مما يعزز إمكانية الوصول إلى موقع‬
‫باب البحر إنشاء جسر الحسن الثاني و خط التراموي رباط – سال‪ .‬في أدناه صورتان لواقع حال منطقة باب البحر قبل المشروع و التصميم‬
‫المقترح‪.‬‬

‫متتابعة باب البحر– واقع الحال‬ ‫متتابعة باب البحر– التصميم المقترح‬

‫مدينة الرباط القديمة‬ ‫‪.1‬‬ ‫المصب والقناة‬ ‫‪.1‬‬


‫مدينة سال القديمة‬ ‫‪.2‬‬ ‫الميناء األطلسي‬ ‫‪.2‬‬
‫قصبة األوداية‬ ‫‪.3‬‬ ‫نفق‬ ‫‪.3‬‬
‫سيدي يعبوري‬ ‫‪.4‬‬ ‫متنزه العلو‬ ‫‪.4‬‬
‫سيدي بن عشير‬ ‫‪.5‬‬ ‫ساحة سوق الغزل‬ ‫‪.5‬‬
‫الباب الكبير‬ ‫‪.6‬‬ ‫الساحل األيسر‬ ‫‪.6‬‬
‫شارع العلو‬ ‫‪.7‬‬ ‫جسر موالي حسن‬ ‫‪.7‬‬
‫جسر موالي حسن‬ ‫‪.8‬‬ ‫مرسى القوارب (المارينا)‬ ‫‪.8‬‬
‫منارة جامع حسان‬ ‫‪.9‬‬ ‫المشروع السكني (مدينة الفنون والحرف)‬ ‫‪.9‬‬
‫باب المريسا‬ ‫‪.10‬‬ ‫ساحة الضفة اليمنى‬ ‫‪.10‬‬
‫شاطئ سال‬ ‫‪.11‬‬
‫جبهة سال‬ ‫‪.12‬‬
‫مقبرة‬ ‫‪.13‬‬

‫‪9‬‬
‫أهم المشاريع الجزئية لهذه المتتابعة هي المشروع السكني (مدينة الفنون والحرف)‪ ،‬مشروع مرسى القوارب (المرينا)‪ ،‬رصيف شاطئ‬
‫الرباط و ميناء الصيد البحري‪.‬‬

‫المشروع السكني (مدينة الفنون والحرف)‬


‫يأمل المشروع السكني لباب البحر إنشاء مدينة مستقلة ذات مرافق على درجة عالية من الجودة تمتد الخدمات التي تقدمها إلى‬
‫األحياء المجاورة‪ ،‬بل إلى كل التكتل الحضري الرباط – سال‪ .‬هذا المشروع الحضري هو الناتج لشراكة عمل بين وكالة تطوير‬
‫وادي أبي رقراق و شركة المعبر اإلماراتية في أبو ظبي‪ .‬إنّ البرنامج العقاري لهذا المشروع ذي االستعمال المختلط يقرب من‬
‫‪ 512‬ألف متر مربع من المساحة المبنية ويناهز مبلغ االستثمارات فيه ‪ 750‬مليون دوالر‪ .‬من المؤمل أنه بحلول عام ‪،2013‬‬
‫سيوفر باب البحر خيارات واسعة للوحدات السكنية و الفندقية ذات النوعية العالية و كذلك الخدمات التجارية و األعمال‪ .‬سيتم افعام‬
‫قلب المدينة‪ 1‬بالحياة من خالل المحالت التجارية و كذلك المتاحف المتخصصة و المعارض الفنية‪ .‬على الصعيد الحضري‪ ،‬فأن باب‬
‫البحر يعد جوهرة معمارية تجمع بين الحكمة الموروثة و نمط الحياة العربي األندلسي و التصميم المعاصر‪ .‬وضعت شركة فوستر‬
‫و شركاه البريطانية المرموقة قدراتها االبداعية لتستلهم من دروب المدينة القديمة المفعمة بالحياة في الرباط و سال محققة نسخة‬
‫فاخرة و معاصرة‪.‬‬

‫مشروع مرسى القوارب (المارينا)‬


‫يقع مشروع مرسى القوارب (مارينا أبي رقراق) عند مصب نهر أبي رقراق على ضفة مدينة‪ 1‬سال‪ .‬هذا المشروع محاط بالمواقع‬
‫التاريخية كساحة صومعة حسان و آثار شالة‪ .‬يمكن أن تستوعب مارينا النهر حاليا ما يصل إلى ‪ 240‬قاربا بطول ‪ 30-6‬م‪ .‬إنها‬
‫تهدف إلى أن تصبح نقطة ال غنى عنها للقوارب في طريقها إلى غرب أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي أو سواحل أمريكا الشمالية‪.‬‬
‫لقد دخل مشروع مرسى القوارب حيز اإلشغال منذ عام ‪ 2008‬و من المرجو أن تزداد عدد القوارب التي يستطيع استقبالها بانتهاء‬
‫المرحلة الثانية إلنشائه في عام ‪ 2012‬بعدد‪ 1‬مئة قارب إضافي‪ .‬باكتمال تشييد مشروع باب البحر‪ ،‬سيكون مرفأ القوارب محاطا‬
‫بالفضاءات الحية – المطاعم و الفعاليات الترفيهية باإلضافة إلى جبهة سكنية وفندقية‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫مدخل المرسى‬ ‫مركز صحي‬ ‫موقف سيارات‬
‫مطعم الضفة‬ ‫محطة غسيل‬ ‫مطعم إسباني‬
‫مثلجات‬ ‫صالة عرض‬ ‫مطعم ياباني‬
‫لو نوتر‬ ‫نقابة‬ ‫محطة تعبئة وقود‬
‫مطعم الفيال‬ ‫كمارك‬ ‫الشماع‬
‫مرافق صحية‬ ‫مركز شرطة‬ ‫النادي‬

‫رصيف شاطئ الرباط‬


‫تم افتتاح رصيف الرباط البالغ طوله ‪ 1,5‬كلم في صيف ‪ .2007‬و هو اليوم مجهز بالمطاعم و المقاهي و أرصفة اإلرساء‬
‫الجاهزة الستقبال القوارب التي تعبر النهر بل و حتى المراكب ذات األحجام الكبيرة‪ .‬عند اكتمال هذا المشروع سيتم تزويد‬
‫األرصفة بنوادي لليخوت والتي ستصب في تطوير الرياضات المائية في مدينتي الرباط – سال‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ميناء الصيد البحري‬
‫يهدف إنشاء هذا الميناء عند مصب نهر أبي رقراق إلى تنظيم المهن المتعلقة بصيد األسماك بشكل حرفي حول بنية تحتية كافية‬
‫لضمان تكامل أفضل لألنشطة المتعلقة بالصيد و إيجابية األثر االجتماعي و االقتصادي للفعالية‪ .‬يقع ميناء الصيد السدة الشمالية في‬
‫سال عند مصب النهر و يتكون حوض بمساحة تقرب الهكتار معزولة عن المحيط بوساطة سدة خارجية مع قناة وصول داخلية‬
‫محمية بكاسرة أمواج‪ .‬يستطيع هذا الميناء بالتجهيزات المتوفرة فيه استقبال اكثر من مئة مركب للصيد في نفس الوقت‪ .‬تم االنتهاء‬
‫من تنفيذ أعمال البنية التحتية للميناء و المتمثلة بمباني اإلدارة‪ ،‬صالة السمك‪ ،‬صناديق الصيادين‪ 1،‬محالت بيع السمك ‪ )...‬في حين‬
‫ال تزال أعمال البنية الفوقية المشتملة على أعمال المنشآت الخدمية للفعاليات الحيوية قيد اإلنشاء‪.‬‬

‫المتتابعة‪ 2‬الثانية (الساحة الكبيرة)‬ ‫‪1.4.2‬‬


‫تمتد المتتابعة الثانية (الساحة الكبيرة) من جسر الحسن الثاني إلى جسر سكة القطار‪ .‬هذه المنطقة هي همزة الوصل بين الرباط و سال و بين‬
‫المعالم التاريخية لمصب النهر (قصبة األوداية و المدن القديمة لسال و الرباط) من جهة و معالم وادي النهر (صومعة حسان‪ ،‬ضريح محمد‬
‫الخامس و شالة) من ناحية أخرى‪ .‬توفر الساحة الكبيرة مشاهد حضرية متميزة في جميع االتجاهات سواء نحو البحر أو نحو النهر أو نحو‬
‫مدينتي الرباط و سال‪ .‬كما ترتبط هذه المنطقة بشبكة طرق جدية‪ .‬إن ذلك جعل منها قلب المشروع فهي التي تربط ضفتي النهر كما تربط‬
‫مصبه بسهله‪ .‬لقد كانت هذه المتتابعة في البدء مشروعا مستقال حمل اسم (أمواج) ثم عاد ليتكامل ضمن الفكر التخطيطي لكامل وادي النهر‪.‬‬
‫من أهم اإلضافات التي استحدثت بعد تغيير المشروع هو مشروع مسرح الرباط الكبير‪ .‬الصبغة المعمارية المبتغاة لهذه المتتابعة هي صبغة‬
‫عمارة البحر المتوسط و تشمل على مجمعات ذات فعاليات مختلفة‪ ،‬سكنية‪ ،‬إدارية‪ ،‬فنادق فاخرة و مناطق تجارية‪ ،‬هذا باإلضافة إلى مشروع‬
‫مسرح الرباط الكبير المصمم من قبل مكتب زها حديد‪ .‬هذا المشروع ذو التصميم المستقبلي سيشغل مساحة قدرها ‪ 27000‬مترا مربعا‪.‬‬
‫سيمثل هذا المشروع معلما على المستوى العالمي ليضع بصمة عصرنا الراهن ضمن المتتابعة التاريخية للتكتل الحضري لعاصمة المغرب‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫متتابعة الساحة الكبيرة – واقع الحال قبل المشروع‬ ‫متتابعة الساحة الكبيرة – المقترح التصميم األول‬

‫‪ .1‬جسر موالي حسن‬ ‫‪ .1‬جسر موالي حسن‬


‫‪ .2‬صومعة حسان‬ ‫‪ .2‬صومعة حسان‬
‫‪ .3‬سايلو الحبوب‬ ‫‪ .3‬منطقة داوليز‬
‫‪ .4‬المركز التجاري مرجان‬ ‫‪ .4‬نادي المالحة الملكي‬
‫‪ .5‬منطقة شالة الرطبة‬ ‫‪ .5‬المتنزه السحري‬
‫‪ .6‬جسر موالي يويسف‬ ‫‪ .6‬جسر موالي يوسف‬
‫‪ .7‬جسر الفداء‬ ‫‪ .7‬جسر الفداء‬
‫‪ .8‬جسر سكة القطار‬ ‫‪ .8‬جسر سكة القطار‬
‫‪ .9‬المتنزه السحري‬ ‫‪ .9‬المركز التجاري مرجان‬
‫‪ .10‬نادي المالحة الملكي‬ ‫‪ .10‬المنطقة الرطبة‬
‫‪ .11‬منطقة داوليز‬ ‫‪ .11‬الجنائن المعلقة‬
‫‪ .12‬الساحة الكبيرة‬
‫‪ .13‬الجزيرة‬
‫‪ .14‬المتنزه الثقافي‬
‫‪ .15‬مجمع تجاري‬
‫‪ .16‬فضاءات للترفيه و السياحة‬

‫‪13‬‬
‫المتتابعة الثانية – الساحة الكبيرة‪ :‬التصميم‬
‫النهائي و يظهر فيها مسرح الرباط الكبير‬

‫مشروع مسرح الرباط الكبير ضمن محيطه‬


‫الحضري‬

‫‪14‬‬
‫تطوير ضفة نهر شيكاغو في مدينة‪ 2‬شيكاغو األمريكية (الممشى النهري)‬ ‫‪2‬‬
‫مشروع الممشى النهري في شيكاغو يقدم الخطوط العريضة إلنشاء ممشى مستمر من بحيرة ميشيغان إلى شارع البحيرة على طول الحافة‬
‫المائية للفرع الرئيسي للنهر‪ ،‬لتحسين و تعزيز المرتقيات و المصاعد لتوفير وصولية كاملة بين مستويات الشارع و النهر‪ ،‬لمعالجة فضاءات‬
‫التحميل و الخزن لدعم إجراءات األعمال النهرية‪ ،‬لتحسين المشهد الحدائقي و تأثيث الفضاء الحضري لجذب الناس والنباتات والحيوانات إلى‬
‫الممر النهري‪ .‬تتضمن هذه الخطة كذلك تصاميم أساسية إلنشاء اثنين من الوجهات الجديدة التي ستربط النهايتين الشرقية و الغربية لمشروع‬
‫الممشى النهري‪ .‬بعد التعريف بالسياق الحضري لنهر شيكاغو‪ ،‬سيتم تناول المشروع وفقا للمحاور اآلتية‪ :‬الرؤية و المبادئ التصميمية‪،‬‬
‫منظومات الممشى النهري و أخيرا تطوير القطاعات‪.‬‬

‫السياق الحضري لنهر شيكاغو‬ ‫‪2.1‬‬


‫يبلغ طول نهر شيكاغو ‪ 251‬كم‪ ،‬يقع بوالية شيكاغو إيلينوي في الواليات المتحدة‪ ،‬ومنبعه األصلي هو بحيرة ميشيغان ويتدفق من وسط‬
‫مدينة شيكاغو‪ .‬مدينة شيكاغو هي ثالث أكبر مدن الواليات المتحدة األمريكية سكانا ً بعد مدينة‪ 1‬نيويورك ولوس أنجلوس‪ .‬تقع مدينة شيكاغو‬
‫في والية إيلينوي‪ .‬عدد سكانها ما يقارب‪8,6‬مليون نسمة‪ ،‬تشتهر شيكاغو بأنها أحد أكبر مدن العالم وإن لم تكن أكبرها فأنها أحد أكثر المدن‬
‫احتضانا لجميع جنسيات العالم‪ .‬تبين الصورة أدناه موقع المشروع الممتد على طول الفرع الرئيسي لنهر شيكاغو من بحيرة ميشيغان يمينا‬
‫إلى شارع البحيرة عند التقائه برافده في يسار الصورة‪ .‬و من أهم المعالم التي تميز هذه المنطقة وجود عشرة من الجسور التي تربط ضفتي‬
‫النهر و تشكل عناصر تمفصل للنهر على امتداده الطولي‪.‬‬

‫لقد تم استخدام نهر شيكاغو للنقل المائي و لربط البحيرات الكبرى منذ أجيال و في أواخر القرن التاسع عشر كان نهر شيكاغو مسرحا‬
‫إلحدى أكبر اإلنجازات الهندسية حيث تم قلب اتجاه مجرى النهر وذلك لتوفير مياه أكثر نقاء و صحة لسكان المدينة‪ ،‬فأصبح النهر ينطلق من‬
‫بحيرة ميشيغان بدال من أن يصب فيها‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫رسم تاريخي لمدينة‪ 1‬شيكاغو يعود للقرن‬
‫التاسع عشر و يالحظ فيه كثافة حركة‬
‫السفن ضمن النهر وجزئه الخاص‬
‫بمشروع التطوير و المؤشر على الصورة‬

‫كما تمتاز مدينة شيكاغو بمبانيها المرتفعة فهي تعد من مراكز األعمال المهمة في الواليات المتحدة األمريكية بل في العالم بأسره‪.‬‬

‫منطقة األعمال في شيكاغو و مبانيها‬


‫المرتفعة‬

‫الهدف العام للمشروع‪ ،‬الرؤية و المبادئ التصميمية‬ ‫‪2.2‬‬

‫الهدف العام للمشروع و رؤيته‬ ‫‪2.2.1‬‬


‫الرؤية التي يطرحها المشروع لتصميم ممشى ضفة النهر في شيكاغو هي إنشاء بيئة واجهة نهرية فريدة للمشاة على طول الضفة الجنوبية‬
‫للنهر‪ .‬سيتمتع الممشى النهري بوصولية كاملة من جميع المجاورات و لجميع الزائرين كما سيحوي على تنوع كبير للفضاءات التي تستوعب‬
‫نوعي الترفيه الهادئ و الصاخب‪ .‬سيتم تحقيق هذا الهدف عن طريق توسعة الممشى النهري ما بين ستة إلى تسعة أمتار في العرض لتجهيز‬
‫المساحة الالزمة للربط تحت الجسور‪ .‬سيتم توسيع الممشى النهري بمقدار تسعة أمتار عند نقطة تالقي رافديه الشمالي و الجنوبي لخلق نقطة‬
‫جذب مدنية جديدة ذات طبيعة خضراء في قلب المدينة‪1.‬‬

‫‪16‬‬
‫المبادئ التصميمة‬ ‫‪2.2.2‬‬
‫أما أهم المبادئ التصميمية التي تم االعتماد عليها في صياغة المقترح التطويري للمنطقة فتتلخص باآلتي‪:‬‬

‫جلب‬ ‫تسهيل الوصولية‬


‫الناس‬ ‫للجميع‬
‫إلى النهر‬

‫االحتفاء بتاريخ‬
‫وسط مدينة‪1‬‬ ‫خلق أماكن فريدة‬
‫شيكاغو‬ ‫على ضفة النهر‬

‫تحسين الوظيفة‬
‫إيجاد اقتصاديات‬
‫التجارية للممشى‬
‫جديدة‬
‫النهري‬
‫على النهر‬

‫‪17‬‬
‫االستراتيجية العامة للعمل في المشروع‬ ‫‪2.2.3‬‬
‫يلخص المخطط أدناه استراتيجية العمل في المشروع وفقا للرؤية و المبادئ التصميمية‪ 1‬المطروحة‪:‬‬

‫‪ -4‬قطاع السوق‬ ‫‪ -3‬القطاع المدني‬ ‫‪ -2‬قطاع األروقة‬ ‫‪ -1‬قطاع التقاء رافدي النهر‬

‫تحسين الوصولية لربط‬ ‫توصيات لتحسين الوصولية‬ ‫تصميم اساسي إلضافة فضاء‬
‫األحياء الواقعة على شمال‬ ‫العمودية‪ 1‬بين شارع السيارات‬ ‫عمل خلفي مشترك للباعة‪،‬‬
‫النهر و جنوبه‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫في األعلى و ضفة النهر‪ ،‬و‬ ‫حمامات عامة و مرتقى ذي‬
‫تحسين الوصولية العمودية‬ ‫تركيز األنشطة السياحية‬ ‫وصولية عالية بين شارع‬
‫بين جميع مستويات شارع‬ ‫داخل هذه المنطقة لدعم‬ ‫السيارات في األعلى و‬
‫السيارات و ضفة النهر‬ ‫األعمال في الممشى النهري‬ ‫الممشى النهري‬

‫تصميم أساسي إلنشاء بنية‬ ‫خطوط توجيهية لتوسيع‬ ‫تصميم اساسي لفضاء ضفة‬
‫مرنة االستعمال تحت شارع‬ ‫الممشى النهري و إنشاء‬ ‫نهر أخضر جديد‪ ،‬مع مرتقى‬
‫السيارات تكون مالئمة لسوق‬ ‫فضاءات رابطة للمشاة تحت‬ ‫ذو وصولية عالية جدا بين‬
‫عام أو غيره من النشاطات‬ ‫الجسور لتوفير اتصال غير‬ ‫شارع السيارات في األعلى و‬
‫التجارية‬ ‫منقطع بين شارع البحيرة و‬ ‫الممشى النهري‪ ،‬باإلضافة‬
‫الضفة النهرية‬ ‫إلى بنية جديدة للعالمات الدالة‬
‫مناسبة الستعماالت متباينة‬
‫كمطعم للضفة المائية‬

‫مكونات المشروع (منظومات الممشى النهري)‬ ‫‪2.3‬‬


‫هذا القسم يحدد الخطوط العامة لمواقع أعمال التطوير و طبيعتها و التي تعالج مشاكل الوصولية العمودية‪ ،‬التحميل والخدمة‪ ،‬الوصول إلى‬
‫القوارب والعناصر تاريخية‪.‬‬

‫تحسين الوصولية‪ 2‬العمودية‬ ‫‪2.3.1‬‬


‫وسائل الوصولية العمودية في واقع الحال تقتصر على بضعة أدرج موزعة بجوار الطريق و البنى التحتية للجسور‪ ،‬و هي غير ممكنة‪1‬‬
‫االستخدام من قبل المعاقين‪ .‬عليه يقترح المشروع تطوير سلسلة من وسائل الحركة العمودية توفر الوصولية لكل المستعملين‪ 1‬و تتضمن‬
‫أدرجا و مرتقيات و مصاعد‪ .‬ستساهم هذه المنظومة كذلك في تحسين األداء الوظيفي و التجاري للممشى النهري‪ .‬كما يوصي المشروع‬
‫بتجهيز مداخل المصاعد بحماية من الظروف الجوية لتوفير ظروف تشغيل مثالية خاصة للمعاقين‪.‬‬

‫و في أدناه مخطط يبين توزيع عناصر الحركة العمودية المقترحة‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫مصاعد‬
‫مرتقيات‬
‫أدرج‬

‫التحميل و الخدمة‬ ‫‪2.3.2‬‬


‫من مشاكل واقع الحال صعوبة وصولة شاحنات الباعة و الذي مثل تحديا كبيرا‬
‫لنجاح مشروع التطوير‪ .‬أوصى المشروع بإنشاء فضاءات مشتركة للباعة يمكن‬
‫استغاللها الستالم البضائع و تخزينها‪ .‬يمكن بعد ذلك استخدام عربات ذات‬
‫محركات لتوزيع البضائع من المخازن المركزية إلى الباعة المختلفين‪ .‬تم تحديد‬
‫األماكن األكثر مناسبة للمخازن المشتركة و كما موضح في المخطط أدناه‬
‫والتي سيتم تصميمها بشكل يوفر مخازن فردية يمكن إغالقها لكل بائع‪ .‬كما‬
‫توجب توفير ممر للسيارات تحت شارع السيارات الرئيسي الحالي في جزء من‬
‫المشروع لتتكامل منظومة الخدمة و الخزن المتوخاة‪.‬‬

‫تقاطعات مدارة باإلشارات‬


‫وصولية‪ 1‬الشاحنات‪1‬‬
‫مخازن‬
‫مسار وصول جديد للسيارات‪1‬‬

‫‪19‬‬
‫الوصول إلى القوارب‬ ‫‪2.3.3‬‬

‫القوارب السياحية‪2:‬‬
‫من أشد عوامل توليد حركة المشاة على طول النهر هي الجوالت السياحية بالقوارب التي تهدف إلى استكشاف عمارة مدينة‪1‬‬
‫شيكاغو من النهر‪ .‬يوصي المشروع بتحديد‪ 1‬أماكن معينة النطالق هذه القوارب كما مبين في المخطط أدناه و ذلك بهدف جر و‬
‫تركيز حركة المشاة في الممشى النهري‪.‬‬

‫قوارب األجرة‪:‬‬
‫توفر قوارب األجرة بديال للحركة بين محطات القطار اإلقليمية الواقعة على شارع السيارات الموازي للنهر‪ ،‬و مباني المكاتب‪.‬‬
‫يوصي المشروع بإنشاء نقطة جديدة النطالق قوارب األجرة في الجزء الغربي من المشروع و كما في المخطط أدناه‪.‬‬

‫منصات العبارات‪:‬‬
‫ينبغي إنشاء مناطق لوقوف قوارب العبور لمستعملي الممشى النهري على طول امتداده‪ 1.‬أهم المناطق الواجب شمولها هي تلك‬
‫المؤشرة في المخطط أدناه‪.‬‬

‫تجاري (سياحي‪/‬أجرة)‬
‫مناسبات خاصة‬
‫منصات العبور‬

‫المعالم التاريخية‬ ‫‪2.3.4‬‬

‫الجسور‪:‬‬
‫نهر شيكاغو هو أحد أكثر الممرات المائية تفردا في العالم بفضل جسوره القابلة‬
‫للفتح‪ .‬لكل جسر شخصيته المعمارية المتميزة‪ .‬جسر شارع ميشيغان يعتبر العالمة‬
‫الدالة لمدينة‪ 1‬شيكاغو‪ .‬جسور أخرى أيضا لها أهمية تاريخية معترف بها‪ .‬عليه‬
‫يجب إتباع مخططات طويلة األمد لترميم هذه الجسور‪.‬‬

‫قطاع األروقة‬
‫تتميز هذه المنطقة بالتفاصيل الحجرية لجزئها ذي الرواق‪ ،‬األدرج‪ ،‬الدرابزينات‪،‬‬
‫و أعمدة اإلنارة‪ .‬و عد أعيد بناء أجزاء من هذه المنطقة بالحجر في بداية عام‬
‫‪ .2000‬إن تطوير الوصولية و الحركة و أعمال الباعة يجب أن تعزز الوحدة‬
‫التاريخية لهذه المنطقة‪.‬‬

‫أجزاء المشروع (تطوير القطاعات)‬ ‫‪2.4‬‬


‫يقع مشروع الممشى النهري على امتداد‪ 1‬أربعة قطاعات ضمن المدينة‪ 1،‬لكل منها شخصية و وظيفة متفردة‪ .‬يقدم المشروع مبادئ توجيهية‬
‫لتحسين كل من هذه المناطق و توفير تصاميم أساس تعزز شخصيتها و توضحها‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫قطاعات المشروع األربعة هي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قطاع التقاء رافدي النهر‪:‬‬


‫و هو المنطقة الواقعة حول ملتقى رافدي النهر الشمالي و الجنوبي حيث يتشكل الفرع‬
‫الرئيسي لنهر شيكاغو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬قطاع األروقة‪:‬‬
‫و يتمثل بالمنطقة المحددة بالساحة التاريخية و األروقة بمستوى النهر‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ثالثا‪ :‬القطاع المدني‪:‬‬
‫المنطقة التي تليها و تمثل مجال التركيز الرئيسي للجوالت السياحية بالقوارب و األنشطة‬
‫األخرى للزوار‪ .‬و تقع فيها ساحة تاريخية أيضا‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬قطاع السوق‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫إلى اقصى الشرق حتى بحيرة ميشيغان‪.‬‬ ‫و هي ا لمنطقة الواقعة‬

‫‪4‬‬
‫تمت دراسة كل قطاع بشكل يشمل حالة السوق فيها و عدد المشاة‪ ،‬مصادر الطلب‪ ,‬المشاريع الحديثة و باالستناد إلى هذه المعلومات يقدم‬
‫المشروع خططا فيزيائية و مشاهد توضيحية للكوامن التنموية ضمن كل قطاع‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫قطاع التقاء رافدي النهر‬
‫قطاع األروقة‬
‫القطاع‪ 1‬المدني‬
‫قطاع السوق‬

‫لغرض االختصار سنتناول بالتفصيل أحد القطاعات لعرض الخطط التنموية له و هو القطاع األول‪ ،‬عند التقاء رافدي النهر‪.‬‬

‫قطاع التقاء رافدي النهر‬ ‫‪2.4.1‬‬


‫الصورة أدناه توضع واقع حال القطاع‬

‫خصائص القطاع‬
‫يقع هذا القطاع عند نقدة التقاء الفرع الشمالي و الفرع الجنوبي مع الفرع الرئيسي لنهر شيكاغو‪ .‬لهذه المنطقة تاريخها الغني حيث‬
‫أنها كانت موقع أوائل حانات و فنادق المدينة‪ .‬اليوم‪ ،‬يعتبر هذا الموقع هو المفصل بين الممر المائي للفرع الرئيسي لنهر شيكاغو‬
‫المحاط بالمكاتب و الفنادق و األبراج السكنية‪ ،‬و بين شارع واكر عالي الكثافة باالستعمال المكتبي و بين األحياء المنبثقة إلى‬
‫الغرب من النهر ذات الكثافة السكنية العالية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫يمتد شارع واكر على طول الضفة الجنوبية للنهر‪ .‬و يتكون من‬
‫شارع السيارات العلوي ذي أرصفة المشاة الضيقة‪ ،‬و الشارع‬
‫السفلي و الذي يحوي على عرض تسعة أمتار من الفضاء غير‬
‫المستغل بموازاة حافة النهر‪ .‬هناك عند أحد الجسور مجموعة من‬
‫األدرج تقود إلى مستوى النهر‪ ،‬و هناك حجر األساس الذي يخلد‬
‫إنشاء شارع واكر‪ .‬من الواجب الحفاظ على هذه المعالم حيث أنها‬
‫تعد جز ًء من خطة تطوير الواجهة النهرية للمدينة منذ بداية القرن‬
‫العشرين‪ .‬من المخطط توسعة ممشى النهر سبعة عشر مترا في‬
‫بعض أجزاء هذه المنطقة بغاية إنشاء فضاء مدني جديد ذي‬
‫وصولية حرة للمشاة بين شارع السيارات في األعلى و ضفة‬
‫النهر‪ .‬هذا التطوير سيوسع فضاء المشاة و المرافق الخاصة بهم‬
‫على طول شارع واكر العلوي و ينشئ فضاء حدائقي جديد على‬
‫طول النهر و يوفر األرضية لهيكل مميز يعلّم النهاية الغربية‬
‫للممشى النهري‪ .‬كما توفر هذه التوسعة كذلك الفضاء للخدمة‬
‫المنظمة للباعة على جانب الممشى النهري (التحميل و الخزن و‬
‫عمليات الخدمة الخلفية)‪ .‬كما سيتم عمل مسلك للمشاة من تحت الجسر عند شارع فرانكلن والذي سيوفر ربط للمشاة نحو الشرق‬
‫على طول ضفة النهر‪.‬‬

‫األفكار التخطيطية‬
‫يقترح المشروع ثالثة بؤر رئيسية للتطوير و هي منطقة وولف بوينت و منطقة ريفر بوينت و منطقة الضفة الجنوبية كما موضح‬
‫في المخطط أدناه‪.‬‬

‫وولف بوينت‪ :‬من المزمع إنشاء ثالثة أبراج عند هذه النقطة‪ .‬تطوير الموقع يتضمن فضاء اخضرا جديدا بين المباني الجديدة‬
‫والمباني السكنية المرممة على طول حافة النهر‪.‬‬

‫ريفر بوينت‪ :‬من المخطط إنشاء برج للمكاتب مع ساحة على ضفة النهر مبنية فوق خطوط السكة الحديد على الضفة الغربية للنهر‪.‬‬
‫من الممكن أن تشمل المرحلة الثانية للتطوير في هذا الموقع على برج سكني أو فندقي‪.‬‬

‫الضفة الغربية‪ :‬توسعة الممشى النهري بقدر سبعة عشر مترا لتوفير الفضاء للفعاليات المدنية الجديدة‪ ,‬تحسين الوصولية‪ ,‬األعمال‬
‫الخدمية للمحال التجارية والوصل للمشاة من تحت الجسر‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫التخطيط األساسي للموقع‬
‫يوضح المخططان أدناه األفكار الرئيسية للتخطيط األساسي للموقع‬

‫‪24‬‬
‫التصميم األساسي‬
‫الصورة أدناه توضح إمكانية توسيع الممشى النهري و إنشاء عنصر متميز يرسخ هذا المكان المهم‪ .‬هذا المخطط يوسع الممشى‬
‫الجانبي على طول شارع واكر العلوي للسيارات ليوفر فضاءات حدائقية جديدة و مقاعد جديدة للمشاة مع جهات نظر نحو النهر‪.‬‬
‫كما يوفر مرتقى جديد يربط بين الشارع العلوي و الممشى النهري‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الموصل و شواطئ دجلة‬ ‫‪3‬‬
‫مكونات المشروع‬ ‫‪3.1‬‬
‫المواطنين‬ ‫‪.1‬‬
‫البيئة‬ ‫‪.2‬‬
‫ّ‬
‫ذاكرة المكان الجمعية ‪ :‬قلعة باشطابيا التاريخية ‪ ,‬مرقد اإلمام يحيى بن القاسم ‪ ,‬قره سراي ‪ ,‬تلة قليع‪11‬ات ‪ ,‬ق ّب‪11‬ة ج‪11‬امع ش‪11‬يخ الش‪11‬ط ‪,‬‬ ‫‪.3‬‬
‫جامع حمو القدو ‪ ,‬مئذنة و قبة جامع األغوات ‪ ,‬الجسر العتيق ‪ ,‬سوق السراي ‪ ,‬جامع الخضر‪.‬‬
‫النقل‬ ‫‪.4‬‬

‫أجزاء المشروع (المتتابعات)‬ ‫‪3.2‬‬


‫متتابعة (باشطابيا ‪ -‬قره سراي)‬ ‫‪.1‬‬
‫متتابعة (القليعات)‬ ‫‪.2‬‬
‫متتابعة (الجسر العتيق ‪ -‬جامع الخضر)‬ ‫‪.3‬‬
‫متتابعة (البلدية ‪ -‬الدندان)‬ ‫‪.4‬‬

‫تطوير ضفاف نهر دجلة في العراق ‪ ...‬التكتل الحضري (الموصل)‬ ‫‪3.3‬‬


‫يفصل نهر دجلة ‪ ,‬الذي يزخر بمؤهالت تراثية فريدة وطبيعة بيئية‪ 1‬متنوعة مدينة‪ 1‬الموصل الى نصفين ‪ ,‬النصف الغربي حيث المدينة القديمة‬
‫واألسواق التراثية والعديد‪ 1‬من الشواخص واألبنية التراثية والتاريخية القادمة من محطات مختلفة من التاريخ االسالمي‪ .‬بينما يغلب الطابع‬
‫الحديث على النصف الشرقي من المدينة عدا آثار مدينة نينوى التاريخية ‪ ,‬ويمكن أن يلعب استثمار وتطوير ضفاف نهر دجلة دورا مهما في‬
‫التكتل الحضري والتواصل العمراني بين نصفي المدينة ال كحد فاصل كما هو حاصل اليوم في الواقع‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫نهر دجلة و محيطه الحضري (مدينة الموصل)‬ ‫‪3.3.1‬‬
‫يعد نهر دجلة أحد رافدي بالد الرافدين ‪ ,‬ويتعرج مساره أثناء مروره في الموصل و يحدودب في جريانه ومنها يعود تس‪11‬مية مدين ‪1‬ة‪ 1‬الموص‪11‬ل‬
‫بالحدباء‪ .‬ويملك نهر دجلة محيطا حضريا متميزا حيث تقع مدينة الموصل القديمة على ضفافه الغربية وال‪1‬تي تت‪11‬وزع عليه‪11‬ا العدي‪11‬د من مع‪11‬الم‬
‫الموصل التاريخية على ضفافه الغربية ومن تلك المعالم التاريخية المهمة‪:‬‬

‫قلعة باشطابيا التاريخية‪ ,‬مرقد اإلمام يحيى بن القاسم‪ ,‬قره سراي‪ ,‬تلّة قليعات التاريخية‪ ,‬قبّ‪1‬ة ج‪1‬امع ومدرس‪1‬ة ش‪1‬يخ الش‪1‬ط‪ ,‬ج‪1‬امع حم‪1‬و الق‪1‬دو‪,‬‬
‫مئذنة و قبة جامع األغوات‪ ,‬الجسر العتيق‪ ,‬أسواق الموصل القديمة‪ ,‬جامع الخضر (الجامع األحمر)‪ ,‬بينما تقع مدينة نين‪11‬وى اآلش‪11‬ورية مقاب‪11‬ل‬
‫الموصل القديمة على الضفة الشرقية لنهر دجلة اضافة لمنطق‪11‬ة غاب‪11‬ات الموص‪11‬ل وال‪11‬تي تع‪11‬د الرئ‪11‬ة الحيوي‪11‬ة للمدين‪1‬ة‪ 1‬والمنطق‪11‬ة الس‪11‬ياحية ذات‬
‫المناظر الطبيعية الجميلة والتي تشكل مشهدا طبيعيا متنوعا على مد البصر ‪ ,‬حيث يجري النهر ظ‪11‬اهرا للعي‪11‬ان حين‪1‬ا و خفي‪11‬ا حين‪11‬ا آخ‪1‬ر‪ .‬وفي‬
‫‪1‬ز نظ‪11‬يره‬‫وئام مع هذه العناصر الطبيعية‪ 1‬تتوزع العديد‪ 1‬من المعالم التاريخية قبالته على الضفة األخرى من النهر في منظر بانورامي جميل ع‪ّ 1‬‬
‫في المدن القديمة وبخاصة في منطقة تلة القليعات التاريخية حيث تتشكل كتلة حضرية خالبة تلعب فيها ال‪11‬بيوت المطل‪1‬ة على النه‪11‬ر والمتباين‪1‬ة‬
‫االرتفاعات و االيقاع البصري لهذا المشهد الحضري المتميز ذي القيمة المهمة على مستوى الذاكرة الجمعية للمدينة والبلد ككل‪.‬‬

‫لمحة عن مدينة الموصل‪:‬‬ ‫‪3.3.2‬‬

‫تشير المصادر التاريخية إلى أنه في سنة ‪ 1080‬ق‪.‬م‪ ،.‬اتخ‪1‬ذ اآلش‪1‬وريين مدين‪11‬ة نين‪11‬وى عاص‪1‬مة لهم (وهي آث‪1‬ار نين‪1‬وى الكائن‪11‬ة في الج‪1‬انب‬
‫صن اآلشوريون نينوى باالسوار والقالع التي نشاهد آثاره‪1‬ا الي‪1‬وم في ب‪1‬اب ش‪1‬مس وت‪1‬ل قوينجق وبواب‪1‬ة‬ ‫االيسر من مدينة الموصل حالياً)‪ ،‬وح ّ‬
‫المسقى وبوابة نركال وتل التوبة (النبي يونس) والتي يربطها سور نينوى المطمور في معظم أجزائ‪1‬ه‪ .‬كم‪1‬ا ب‪1‬نى اآلش‪1‬وريون ع‪1‬دداً من القالع‬
‫للدفاع عن أنفسهم منها القلعة الواقعة فوق التل المسمى "تل قليعات" على شاطئ دجلة مقابل مدين‪1‬ة نين‪1‬وى وال‪1‬تي س‪1‬ميت بالحص‪1‬ن العب‪1‬وري‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 612‬ق‪.‬م أستولى الميديون والكلدانيون على نينوى بعد معرك‪1‬ة طاحن‪1‬ة ودمروه‪1‬ا كم‪1‬ا دمّ‪1‬روا الحص‪1‬ن العب‪1‬وري‪ .‬وفي س‪1‬نة ‪،637‬‬
‫دخل العرب المسلمون الموصل بقيادة ربعي العنزي الذي دبر خطة للسيطرة على الموصل بمساندة قبائلها العربي‪1‬ة ال‪1‬تي ك‪1‬انت في قت‪1‬ال ض‪1‬د‬
‫الروم في تكريت‪ ،‬فقامت هذه القبائل باالنسحاب إلى الموصل مُظهرين انهزام المسلمين في معركة تك‪1‬ريت‪ ،‬ح‪1‬تى إذا دخل‪1‬وا المدين‪1‬ة‪ 1‬س‪1‬يطروا‬
‫على أبوابها لتدخل وراءهم جيوش المسلمين‪ .‬بعد أربع س‪1‬نوات من ه‪1‬ذه الواقع‪11‬ة‪ ،‬أرت‪11‬د س‪1‬كان الموص‪11‬ل ض‪11‬د الع‪1‬رب المس‪1‬لمين مم‪1‬ا أدى إلى‬
‫معارك أخرى نجحت في إعادة السيطرة على الموصل‪.‬‬

‫أهم المعالم التاريخية في المحيط الحضري لنهر دجلة في الموصل‪:‬‬ ‫‪3.3.3‬‬


‫قلعة باشطابيا التاريخية‬ ‫‪‬‬
‫مرقد اإلمام يحيى بن القاسم‬ ‫‪‬‬
‫قره سراي‬ ‫‪‬‬
‫تلّة قليعات التاريخية‬ ‫‪‬‬
‫قبّة جامع ومدرسة شيخ الشط‬ ‫‪‬‬
‫جامع حمو القدو‬ ‫‪‬‬
‫مئذنة وقبة جامع األغوات‬ ‫‪‬‬
‫الجسر الحديدي العتيق‬ ‫‪‬‬
‫أسواق الموصل القديمة‬ ‫‪‬‬
‫جامع الخضر ( الجامع األحمر )‬ ‫‪‬‬

‫الهدف العام‪ ,‬هيكلته و غاياته‪2:‬‬ ‫‪3.3.4‬‬

‫هيكلية المشروع‪:‬‬
‫متتابعة ( باشطابيا ‪ -‬قره سراي )‬ ‫‪‬‬
‫متتابعة ( تلّة القليعات )‬ ‫‪‬‬
‫متتابعة ( الجسر الحديدي العتيق ‪ -‬جامع الخضر )‬ ‫‪‬‬
‫‪27‬‬
‫متتابعة ( البلدية ‪ -‬الجسر الرابع )‬ ‫‪‬‬

‫غايات‪ 2‬المشروع‪2:‬‬
‫المواطنين‪ :‬يجب أن يهدف هكذا مشروع لتوفير بيئة حضرية جميلة و نافعة لحياة المواطنين وترابط حضري للمدينة‬ ‫‪‬‬
‫البيئة‪ :‬تعد البيئة وحمايتها وتحقيق االستدامة من خالل رفع قيم‪11‬ة محيطه‪11‬ا وتنقي‪11‬ة النه‪11‬ر من الملوث‪11‬ات واع‪11‬ادة تاهيل‪11‬ه وتش‪11‬جيره و‬ ‫‪‬‬
‫كريه والحفاظ على المواقع الطبيعية بما يحقق تعزيز الحياة النباتية والحيوانية على حد سواء بما ينعكس بص‪11‬ورة ايجابي‪11‬ة على بيئ‪11‬ة‬
‫المدينة‪ 1‬كلها‬
‫ذاكرة المكان الجمعية‪ :‬لنهر دجلة مكانة خاصة في العراق والموصل تاريخيا وحضاريا واجتماعيا ‪ ,‬حيث تتوزع العديد‪ 1‬من المعالم‬ ‫‪‬‬
‫التاريخية للمدينة‪ 1‬على ضفافه والتي تشكل مكانا مهما في ذاكرة المكان الجمعية مما يتطلب الحفاظ عليها وتعزيزها‬
‫النقل‪ :‬كان للنقل في الماضي دورا رئيسيا في حياة الناس على ضفاف دجلة و معززا لزيادة ارتب‪11‬اط حي‪11‬اتهم ب‪11‬النهر ‪ ,‬والي‪11‬وم اختفى‬ ‫‪‬‬
‫عنصر النقل وأهمل تماما رغم دوره في ربط نصفي المدين‪11‬ة على مس‪11‬توى تط‪11‬وير منظوم‪11‬ة النق‪11‬ل وك‪11‬ذلك على المس‪11‬توى الس‪11‬ياحي‬
‫والثقافي وتقليل الزحام في المدينة القديمة‪. 1‬‬

‫مكونات المشروع‪:‬‬ ‫‪3.3.5‬‬


‫المواطنين‬ ‫‪‬‬
‫البيئة‬ ‫‪‬‬
‫ذاكرة المكان الجمعية‬ ‫‪‬‬
‫النقل‬ ‫‪‬‬

‫أجزاء المشروع‪:‬‬ ‫‪3.3.6‬‬


‫متتابعة ( باشطابيا ‪ -‬قره سراي )‬ ‫‪‬‬
‫متتابعة ( تلّة القليعات )‬ ‫‪‬‬
‫متتابعة ( الجسر الحديدي العتيق ‪ -‬جامع الخضر )‬ ‫‪‬‬
‫متتابعة ( البلدية ‪ -‬الدندان )‬ ‫‪‬‬

‫‪28‬‬
‫‪11. ..12‬‬
‫‪11.‬‬ ‫كورنيش‪12‬‬
‫ا‪11‬لكورنيش‬ ‫‪1‬ارع ا‪11‬ل‬
‫شش‪111‬ارع‬ ‫قديمة‪6. ..77‬‬
‫‪6.‬‬ ‫موصلا‪11‬ا‪11‬للقديمة‬
‫ا‪11‬لموصل‬ ‫‪1‬ور ا‪11‬ل‬
‫سس‪111‬ور‬ ‫‪1.‬‬‫تاريخية‪1.‬‬
‫ب‪111‬اشطابيا ا‪11‬ا‪11‬للتاريخية‬
‫ق‪11‬لع‪1‬ةب‪111‬اشطابيا‬
‫ق‪11‬لع‪1‬ة‬
‫‪1‬ابات‬
‫‪1‬امع‪ 1‬ا‪11‬لخضر ‪ .13‬غ‪1‬ابات‬
‫غ‬ ‫‪.‬‬‫‪13‬‬ ‫خضر‬ ‫ا‪11‬ل‬ ‫‪1‬‬
‫ع‬ ‫ق‪11‬بةجج‪1‬ام‬
‫ق‪11‬بة‬ ‫عتيق‪..88‬‬ ‫ا‪11‬ل‬
‫حديدي‬ ‫ا‪11‬ل‬
‫ا‪11‬لجسر ا‪11‬لحديديا‪11‬لعتيق‬ ‫جسر‬ ‫ا‪11‬ل‬ ‫قاسم‪1‬م‪..33 1‬‬
‫‪ ..22‬مرقد ي‪11‬حيىب‪111‬نا‪11‬لقاس‬
‫ل‬ ‫ا‪11‬‬ ‫ب‪111‬ن‬ ‫ي‪11‬حيى‬ ‫مرقد‬
‫ع‪1‬اب‬
‫أ‪11‬لع‪1‬اب‬
‫مدينةأ‪11‬ل‬
‫‪ ..14‬مدينة‬‫موصل‪14‬‬‫ا‪11‬لموصل‬ ‫ا‪11‬ل‬ ‫ق‪11‬بة‬
‫قدو ‪ ..99‬ق‪11‬بة‬ ‫حمو ا‪11‬ا‪11‬للقدو‬
‫‪1‬امع‪1‬ع‪ 1‬حمو‬‫جج‪1‬ام‬ ‫‪1‬امع‪1‬ع‪1‬‬
‫ق‪11‬بةجج‪1‬ام‬
‫‪1‬ي‪ ..44‬ق‪11‬بة‬‫‪1‬راا‪1‬ي‬
‫ق‪11‬ره‪ 1‬سس‪111‬ر‬
‫ق‪11‬ره‪1‬‬
‫خوصر‬
‫ا‪11‬لخوصر‬ ‫‪1‬ر ا‪11‬ل‬
‫‪ ..15‬نن‪11‬هه‪1‬ر‬
‫موصل ‪15‬‬‫ا‪11‬لموصل‬ ‫ا‪11‬ل‬ ‫‪..10‬‬
‫‪1‬ت‪10‬‬‫غواا‪1‬ت‬‫ا‪11‬ألغو‬
‫‪1‬امع‪1‬ع‪ 1‬ا‪11‬أل‬‫ومئذنةجج‪1‬ام‬
‫ومئذنة‬ ‫قليع‪1‬ات‬
‫ت‪111‬لةا‪11‬ا‪11‬للقليع‪1‬ات‬
‫شط ‪ ..55‬ت‪111‬لة‬
‫ا‪11‬لشط‬
‫‪1‬يخ ا‪11‬ل‬
‫شش‪111‬يخ‬
‫قديمة‬
‫موصلا‪11‬ا‪11‬للقديمة‬
‫ا‪11‬لموصل‬ ‫‪1‬قا‪11‬ل‬
‫‪1‬سواا‪1‬ق‬
‫أأ‪1‬سو‬

‫المتتابعة االولى ( باشطابيا ‪ -‬قره سراي ) و المتتابعة الثانية ( تلة قليعات )‬

‫أوال‪ :‬متتابعة (باشطابيا ‪ -‬قره سراي)‪ :‬التأريخ مقابل الطبيعة‬

‫في هذه المتتابعة تبرز أهم المعالم التاريخية في المدينة وهي قلعة باشطابيا و دورها في التصدي لغزوات االعداء على المدينة و بجانبها‬
‫القبة المخروطية المتميزة لمرقد االمام يحيى بن القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب كرم هللا وجهه ‪ ,‬تعقبها أطالل قره سراي أو دار‬
‫الحكم ‪ ,‬وتقابل تلك الشواخص التاريخية الطبيعة الممتدة لغابات الموصل والمشهد الخلوي الطبيعي الممتد والذي يعطي للمخطط والمصمم‬
‫الحضري فرص عديدة الستغالله و ربطه باألهمية النوعية للمشهد الحضري لتلك الشواخص التاريخية المقابلة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬متتابعة (القليعات ‪ :‬كتلة حضرية بانورامية فريدة‬

‫تعد تلة القليعات التاريخية من احدى المشاهد الحضرية المتميزة للمدن العربية االسالمية العريقة ‪ ,‬حيث ساهمت طوبوغرافية األرض‬
‫المتدرجة على توفير فرصة نادرة لعرض النسيج الحضري في شكل منظوري تتخلله قباب ومئاذن المساجد وأبراج الكنائس في كتلة‬
‫حضرية رائعة يؤطرها من األسفل امتداد سور المدينة التأريخي الذي تتخلله البوابات النهرية للمدينة ‪ ,‬وهنا يمكن تعزيز ربط المدينة‬
‫بالنهر من خالل تلك البوابات وتاهيل والحفاظ على تلك البيئة الحضرية والعمرانية من خالل ربطها مع ضفاف النهر واستغالل الضفة‬
‫المقابلة ألغراض سياحية وترفيهية امتدادا لمدينة االلعاب وتعزيز البيئة الطبيعية و من خالل اعادة تشجير الضفة و ربطها مع النهر‬
‫وتعزيز النقل النهري لالغراض السياحية والعملية ‪.‬‬

‫المتتابعة الثالثة ( جسر العتيق ‪ -‬جامع الخضر ) و المتتابعة الرابعة ( البلدية الدندان )‬

‫ثالثا‪ :‬متتابعة (جسر العتيق ‪ -‬جامع الخضر)‪:‬‬

‫هذا الجزء من المتتابعة المحاذي للكورنيش واألسواق التقليدية و ما عاناه من ازالة النسيج التقليدي والعدي د من مع الم المدين ة القديم ة عن‬
‫فتح شارع الكورنيش وانشاء كتل كونكريتية فقيرة معماريا لتشكل واجهة المشهد الحضري للمدينة والمطل على نهر دجلة و يختتم الشارع‬

‫‪29‬‬
‫بأحد المعالم التاريخية المهمة وهو جامع الخضر ( الجامع األحمر ) وقبته ‪ ,‬كما استغلت الضفة النهرية بمواقف سيارات لقربها من منطق ة‬
‫االسواق التراثية مما يؤثر على المشهد الحضري للمدينة ‪ ,‬كما أن الض فة المقابل ة مهمل ة وغ ير مس تغلة س وى بع دد من االش جار ويمكن‬
‫تعزيز النقل النهري بين مركز المدينة و الضفة المقابلة لتخفيف الزخم عن مركز المدينة التجاري ‪ ,‬والحد من االزدحام الخ انق على م دار‬
‫الساعة ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬متتابعة (البلدية ‪ -‬الدندان)‪:‬‬

‫ضفتي النهر في هذه المتتابعة تعاني من اهمال حضري كلي ‪ ,‬حيث أن استعمال األرض في ضقتي النهر محصورة على االستخدام‬
‫الحكومي وعزل هذا الجزء المهم عن استفادة بقية سكان المدينة منها ‪ ,‬في حين أن أقدم كازينوهات المدينة كانت على جانبي جسر الحرية‬
‫من الضفة الشرقية و وجود يخوت سياحية يسير الى بداية المتتابعة االولى حيث قلعة باشطابيا ‪ ,‬مرورا بالعديد من الشواخص التاريخية‬
‫في المدينة ‪ ,‬ويمكن استغالل المحيط الحضري لهذه المتتابعة في االستعمال السياحي والسكني والترفيهي والنقل النهري ‪.‬‬

‫الخالصة (االستنتاجات و التوصيات)‬ ‫‪4‬‬


‫تفاوت المشروعان المعروضان في بيئتهما الثقافية والفيزيائية باإلضافة إلى تفاوتهما في الحجم و المدى‪ ،‬إال أنهما اشتركا في أهدافهما العليا‪،‬‬
‫و على رأسها اإلنسان – فردا و مجتمعا‪ ،‬و المعاير البيئية‪ – 1‬إصالحا و حفاظا‪ ،‬و المعالم الحضارية – حفاظا و إبداعا‪.‬‬

‫فعلى المستوى األول ‪ -‬اإلنسان‪ ،‬نجد أن المشروعين يسعيان إلى توفير الفضاءات الحضرية الخارجية التي تخدم اإلنسان في مقياسه‬
‫اإلنساني و تعود به إلى فرص التفاعل االجتماعي من خالل تهيئة‪ 1‬مسارات جذابة و عقد ذات حبكات حركية مدروسة مستغلة في كل ذلك‬
‫الضفاف المائية العذبة و ما تقدمه من غنى بيئي بصري و صحي‪ .‬كذلك توجه المشروعان إلى توفير البنى التحتية لحياة مرفهة لسكان المدن‬
‫من خالل توفير المنشآت السكنية ذات الطابع اإلنساني المتوائم مع البيئة و المتمازجة مع االستعماالت الخدمية الساندة التي توفر للقاطنين‬
‫مستلزمات معيشة فاعلة مفعمة بالحيوية‪.‬‬

‫أما على المستوى البيئي فنجد المشروعين يتوجهان نحو إعادة تأهيل ما أفسدته يد اإلهمال و التخريب البشري من نزع لألشجار و تلويث‬
‫للوديان و الضفاف‪ .‬كما يتوجهان إلى توليد فضاءات خضراء تتنفس فيها المدينة و أهلها على حد سواء‪.‬‬

‫و على المستوى العمراني الحضاري‪ ،‬يركز المشروعان على الحفاظ على المعالم األثرية التي تمثل عالمات دالة ضمن منظومة المدينة‬
‫العمرانية أو منظومتها المعنوية‪ ،‬بل و تعزيز دورها من خالل توجيه التطوير العمراني حولها بما يخدم زيادة أهميتها‪ .‬هذا إلى جانب التوجه‬
‫إلنشاء معالم جديدة تشكل بصمات إبداعية لعصرنا لتبقى إرثا حضاريا لألجيال القادمة‪.‬‬

‫من خالل استعراض األمثلة و التجارب العالمية و العربية المشابهة يتضح مفهوم مهم و هو التكتل الحضري بدال عن االنقطاع أو تعزيز الحد‬
‫الفاصل بين ضفتي النهر و بالتالي بين نصفي المدينة و بيئتها الحضرية و مش هدها الحض ري‪ .‬و ض رورة االهتم ام بإع ادة تأهي ل الش واخص‬
‫التاريخية المهمة ذات الدور البارز في ذاك رة المك ان الجمعي ة والحف اظ عليه ا‪ ,‬و وض ع الض وابط و الق وانين التخطيطي ة الخاص ة ب المحتوى‬
‫الحضري للنهر في سبيل االستفادة القصوى لمواطني المدينة من البيئة والخ دمات و جمالي ات النه ر و مش هده و دون قص ر اس تعمال لح وض‬
‫النهر على فئة أو جهة حكومية أو خاصة‪ ,‬و أن تكون هذه المنطقة مشاعة لمواطني المدينة ككل‪ ,‬و إعادة االهتمام بدور النق ل النه ري في رب ط‬
‫ضفتي النهر ونص في المدين ة على المس توى الس ياحي واالقتص ادي واالجتم اعي و إض فاء غ نى للمش هد الحض ري للنه ر وض فته وش واهده‬
‫التاريخية المتميزة‪ ,‬ومن خالل مشروع متكامل للمتابعات المختلفة وتكامله ا و تعزي ز رب ط نص في المدين ة ومحيطه ا الحض ري على مس توى‬
‫التخطيط العام للمدينة‪ ,‬واالهتمام بالبيئة الطبيعية والمحتوى النباتي والحي واني وتط وير المحت وى الط بيعي المس تدام من خالل إع ادة التش جير‬
‫واتخاذ تدابير الحد من رمي الملوثات إلى حوض النهر مما يؤثر سلبيا على ديمومة تلك البيئة الطبيعية المتميزة ‪.‬‬

‫المصادر‬
‫‪‬‬ ‫‪http://www.bouregreg.com‬‬

‫‪30‬‬
 http://ar.wikipedia.org/wiki/‫شالة‬
 http://maakom.com/site/article/339
 http://www.aawsat.com/details.asp?section=41&article=452285&issueno=10627
 http://travel.maktoob.com/vb/travel85809/
 http://majdah.maktoob.com/vb/majdah78043/
 http://isesco_cpi.leguide.ma/article.php3?id_article=6
 http://www.darmm.com/vb/showthread.php?t=26323
 http://omarohblog.blogspot.com/2009/10/blog-post_23.html
 http://www.grandtheatrerabat.com/
 http://www.babalbahr.ma/
 http://www.bouregregmarina.com/
 http://www.aiachicago.org/special_features/2009dea/awards.asp?subID=1453&src=projectindex
 http://ar.wikipedia.org/wiki/ ‫نهر_شيكاغو‬
 http://ar.wikipedia.org/wiki/ ‫شيكاغو‬
 http://dnr.state.il.us/education/Podcasts/textfiles/IllinoisRiversStreamsArabic.pdf
 http://www.lib.niu.edu/2001/ihy010452.html
 http://www.worldarchitecturenews.com/index.php?fuseaction=wanappln.projectview&upload_id=12265
 http://www.som.com/content.cfm/chicago_riverwalk_main_branch_framework_plan
 http://www.cityofchicago.org/content/dam/city/depts/zlup/Sustainable_Development/Publications/Chicag
o_River_Main_Branch_Framework_Plan/mainbranchframeworkplan.pdf

31

You might also like