Professional Documents
Culture Documents
وتتميز هذه الطريقة ببناء عقود من اآلجر عرضية متساوية توضع بعرض القاعة
أو اإليوان وتتوالى وراء بعضها في االتجاه الطولي ويمأل ما بين كل عقدين بقبو
عرضي يسير بين الجارين الجانبيين ويرتفع نصف دائرته فوق قمتي العقدين اللذين
يحصرانه وكأن القاعة قد غطيت بقبو طولي كبير ينقسم الى جملة عقود متوالية
تفصل بينها أقبية عرضية .وقد طبقت هذه الطريقة جزئيا في عمارة بادية الشام إبان
العهد األموي في قصير عمره وحمام الصرح بينما بدأ هذا النوع من الحلول
«التسقيفية» يضمحل خالل الحقبة العباسية .ومما يدعو لإلعجاب تسقيفه بثمانية
(طوق) ضخمة جزئية عالية عرض كل منها 15.2م ويعرفه البناؤون التقليديون في
العراق باسم «الدور» وهي طوق متوازية تفصل بينها فراغات مسافة كل منها 1.9م
.عدا المسافة الوسطية التي يبلغ بحرها 3.22م
وقد استثمر المعمار تلك الفراغات حيث عقدها بشكل متدرج ،مبرره أمران هما:
لتخفيف وطأة ثقل الطاق على الجدران الجانبية الحاملة وعدم تسقيفها بكتلة متضامة
تغطيها كلها .والمبرر الثاني يكمن في كسب حيز من اإلضاءة الطبيعية للخان من
.خالل الفتحات التي تركها تتخلل العقادة الثانوية المتدرجة
أما الممشى المطنف الذي يؤدي الى الحجرات العلوية فقد تم التحضير له من خالل
صفين رئيسيين من المقرنصات والكوابيل اآلجرية التي خلقت المدى الكافي لتجسيده.
وباإلضافة الى وظيفتها في الحركة األفقية فقد يمكن اعتبارها إحدى المعالجات الفنية
لبهو الخان من الداخل بذلك النوع من العناصر الحجمية الناتئة وكان مغزاها التقليل
من االنطباع بالضجر واألحادية (اآلجرية) الذي تتركه الحيطان الداخلية الصماء في
نفوس مرتاديه .ويشدد في ذلك المنحى الجمالي لعبة الضوء والظالل الوارد من النور
.المخترق للسقوف المقباة
:اعمال الصيانة
لم يكن للخان أن يسلم من آثار التخريب والتلف ،سواء بفعل اإلهمال أو من
األضرار الطبيعية مما دفع مديرية اآلثار القديمة العامة إلى ترميمه ترميما ً
شامالً ،وجعلته متحفا ً للفنون اإلسالمية ،وأطلقت عليه اسم (دار اآلثار العربية)،
فصار الخان مقصداً للسائحين والزوار عدة عقود من السنين ،بيد أن ارتفاع
مستوى المياه الجوفية في أرض الخان وما حوله ،أدى إلى أن تغمر المياه
أرضيته ،فلم يعد يصلح ألن يكون متحفاً ،فلم يكن من دائرة اآلثار إلى أن نـقلت
معروضاتـه ،وقامت بعملية صيانة واسعة له ،نجحت خاللها في تدعيم أرضيته
وجدرانه بمادة اإلسمنت حتى تمت السيطرة على عملية نضح المياه الجوفية إلى
داخله ،ثم جرى استغالله خالل فترة الثمانينيات من القرن العشرين وتم إعادة
ترميمه واستخدم المبنى كمطعم سياحي يقصدهُ السائحون والناس عامة ،غير أن
.اإلهمال طاوله منذ االحتالل األميركي للعراق عام 2003