You are on page 1of 7

‫م خان مرجان‬

‫االسم ‪ :‬زهراء عادل شمس‬


‫المرحلة ‪ :‬الثانية‬
‫المشرف ‪ :‬أ‪ .‬نقاء نضال العبادي‬
‫‪ :‬مؤسس خان مرجان‬
‫خان مرجان الذي أنشئ في عهد السلطان الجالئري الثاني (أويس ابن الشيخ‬
‫حسن) وهو أول من ثبت هذه الدولة المترنحة‪ .‬و(ويس) هذا الملقب (بمعز‬
‫الدين) تولى السلطة بعد أبيه عام ‪1356‬م‪ ،‬ومما ذكر عنه انه كان جميل‬
‫المنظر والمظهر وكان أهل بغداد يتسابقون لرؤية طلعته مترجال فرسه‪ .‬ومن‬
‫مناقبه انه كان رجالً فنانا ً ومرهف اإلحساس‪ .‬وكان في خدمته كرئيس للخدم‬
‫أو «اغا الحرم» مملوك رومي األصل يلقب بـ«الخواجة مرجان» وكان نسبه‬
‫يرجع كما تشير الكتابة على باب المعلم الى «اولجياتو محمد خدابنده» أحد‬
‫سالطين المغول المشهورين‪ .‬وهذا الرجل الغريب عن بغداد وتراثها ترك فيها‬
‫أجمل معالمها اليوم وهو الجامع والمدرسة والمشفى ثم الخان‪ .‬وقد هدم جزء‬
‫كبير من المدرسة التاريخية هذه في ثالثينات وأربعينات القرن العشرين على‬
‫يد أمين بلدية بغداد «أرشد العمري» المهندس القادم إليها من اإلدارات‬
‫التركية‪ ،‬وذلك بغرض استقامة شارع الرشيد‪ .‬وقد بني خان مرجان بعد‬
‫عامين من المدرسة‬
‫‪ :‬موقع خان مرجان‬
‫خان مرجان ويقع في جانب الرصافة من بغداد قرب المدرسة المرجانية‪ ،‬عند‬
‫مدخل شارع أسامة بن زيد حالياً‪ ،‬وهو أحد خانات بغداد المشهورة‪ ،‬ولقد بني‬
‫في الفترة بين عامي ‪758‬هـ‪1356 /‬م ‪760 -‬هـ‪1358/‬م‪ ،‬وعرف في العهود‬
‫المتأخرة باسم خان األورتمة‪ ،‬أي الخان المستور أو المغطى‪ ،‬ذلك أن الخان‬
‫كان يتميز عن معظم خانات بغداد بأن فناءه أي حوشه الداخلي‪ ،‬مغطى بعقود‬
‫هائلة من الطابوق‪ ،‬وقد عقد ما بينها بسقوف معقودة أخرى‪ ،‬ومن ثم أتاح هذا‬
‫للتجار الذين كانوا يرتادونه أو ينزلون فيه فرصة اإلقامة الطيبة‪ ،‬حيث تحفظ‬
‫بضائعهم وأكثرها من األنسجة الحريرية ونحوها من آثار واضرار العوادي‬
‫الطبيعية‪ ،‬بينما تجري في فنائه الصفقات التجارية‪ ،‬وتبرم العقود بين مرتاديه‬
‫‪.‬من التجار‬
‫اجزاء خان مرجان‬
‫ومخطط الخان مستطيل الشكل حيث يبلغ طوله ‪30.25‬م وعرضه ‪11.40‬م ويبلغ‬
‫ارتفاع ذروة عقادته ‪14‬م‪ .‬ويتكون المخطط من بهو وسطاني واسع تحيط به ‪22‬‬
‫غرفة تفتح أبوابها عليه يعلوها في الطابق العلوي عدد ‪ 23‬غرفة بزيادة غرفة واحدة‬
‫تعلو المدخل‪ ،‬وتفتح الغرف على شرفة أو طنف من جهاته األربع على ارتفاع ‪6‬م‪.‬‬
‫والخصوصية الفذة التي تصل الى حد العبقرية في عمارة هذا المعلم تكمن في‬
‫تسقيف بهوها بقبو يشمل الطابقين مقطعه عقد مدبب مرسوم بأربعة أقواس‪ .‬وقد لجأ‬
‫المعمار هنا الى طريقة قديمة اختصت بها العمارة العراقية قبل اإلسالمية ووجدت‬
‫بقاياها في العمارة الساسانية في مدينة «الكرخ» في «عربستان» وتقع اليوم متاخمة‬
‫للحدود مع العراق والتي بناها (شاهبور الثاني ‪379 309‬م) ويطلق عليها اليوم‬
‫»«طاق إيوان» أو «ايوان كرخا‬

‫وتتميز هذه الطريقة ببناء عقود من اآلجر عرضية متساوية توضع بعرض القاعة‬
‫أو اإليوان وتتوالى وراء بعضها في االتجاه الطولي ويمأل ما بين كل عقدين بقبو‬
‫عرضي يسير بين الجارين الجانبيين ويرتفع نصف دائرته فوق قمتي العقدين اللذين‬
‫يحصرانه وكأن القاعة قد غطيت بقبو طولي كبير ينقسم الى جملة عقود متوالية‬
‫تفصل بينها أقبية عرضية‪ .‬وقد طبقت هذه الطريقة جزئيا في عمارة بادية الشام إبان‬
‫العهد األموي في قصير عمره وحمام الصرح بينما بدأ هذا النوع من الحلول‬
‫«التسقيفية» يضمحل خالل الحقبة العباسية‪ .‬ومما يدعو لإلعجاب تسقيفه بثمانية‬
‫(طوق) ضخمة جزئية عالية عرض كل منها ‪15.2‬م ويعرفه البناؤون التقليديون في‬
‫العراق باسم «الدور» وهي طوق متوازية تفصل بينها فراغات مسافة كل منها ‪1.9‬م‬
‫‪.‬عدا المسافة الوسطية التي يبلغ بحرها ‪3.22‬م‬
‫وقد استثمر المعمار تلك الفراغات حيث عقدها بشكل متدرج‪ ،‬مبرره أمران هما‪:‬‬
‫لتخفيف وطأة ثقل الطاق على الجدران الجانبية الحاملة وعدم تسقيفها بكتلة متضامة‬
‫تغطيها كلها‪ .‬والمبرر الثاني يكمن في كسب حيز من اإلضاءة الطبيعية للخان من‬
‫‪.‬خالل الفتحات التي تركها تتخلل العقادة الثانوية المتدرجة‬
‫أما الممشى المطنف الذي يؤدي الى الحجرات العلوية فقد تم التحضير له من خالل‬
‫صفين رئيسيين من المقرنصات والكوابيل اآلجرية التي خلقت المدى الكافي لتجسيده‪.‬‬
‫وباإلضافة الى وظيفتها في الحركة األفقية فقد يمكن اعتبارها إحدى المعالجات الفنية‬
‫لبهو الخان من الداخل بذلك النوع من العناصر الحجمية الناتئة وكان مغزاها التقليل‬
‫من االنطباع بالضجر واألحادية (اآلجرية) الذي تتركه الحيطان الداخلية الصماء في‬
‫نفوس مرتاديه‪ .‬ويشدد في ذلك المنحى الجمالي لعبة الضوء والظالل الوارد من النور‬
‫‪.‬المخترق للسقوف المقباة‬

‫مخطط خان مرجان‬


‫مقطع توضيحي‬

‫واجهه خان مرجان‬


‫‪ :‬اهمية الخان‬
‫وتأتي أهمية الخان من وظيفته‪ ،‬فهو يؤدي أغراضا ً اقتصادية واجتماعية عدة لكونه‬
‫يمثل محطة تتوقف عندها القوافل والتجار‪ ،‬وقد أتاح الخان للتجار الذين كانوا يرتادونه‬
‫أو ينزلون فيه فرصة اإلقامة الطيبة‪ ،‬حيث تحفظ بضائعهم وأكثرها من األنسجة‬
‫الحريرية ونحوها من آثار وأضرار الطبيعة‪ ،‬بينما تجري في فنائه الصفقات التجارية‪،‬‬
‫‪.‬وتبرم العقود بين مرتاديه من التجار‬

‫‪ :‬اعمال الصيانة‬
‫لم يكن للخان أن يسلم من آثار التخريب والتلف‪ ،‬سواء بفعل اإلهمال أو من‬
‫األضرار الطبيعية مما دفع مديرية اآلثار القديمة العامة إلى ترميمه ترميما ً‬
‫شامالً‪ ،‬وجعلته متحفا ً للفنون اإلسالمية‪ ،‬وأطلقت عليه اسم (دار اآلثار العربية)‪،‬‬
‫فصار الخان مقصداً للسائحين والزوار عدة عقود من السنين‪ ،‬بيد أن ارتفاع‬
‫مستوى المياه الجوفية في أرض الخان وما حوله‪ ،‬أدى إلى أن تغمر المياه‬
‫أرضيته‪ ،‬فلم يعد يصلح ألن يكون متحفاً‪ ،‬فلم يكن من دائرة اآلثار إلى أن نـقلت‬
‫معروضاتـه‪ ،‬وقامت بعملية صيانة واسعة له‪ ،‬نجحت خاللها في تدعيم أرضيته‬
‫وجدرانه بمادة اإلسمنت حتى تمت السيطرة على عملية نضح المياه الجوفية إلى‬
‫داخله‪ ،‬ثم جرى استغالله خالل فترة الثمانينيات من القرن العشرين وتم إعادة‬
‫ترميمه واستخدم المبنى كمطعم سياحي يقصدهُ السائحون والناس عامة‪ ،‬غير أن‬
‫‪.‬اإلهمال طاوله منذ االحتالل األميركي للعراق عام ‪2003‬‬

You might also like