You are on page 1of 7

‫السدود والمشاريع في العراق‬

‫اعداد الطالب ‪ :‬عباس فاضل‬

‫ان وزارة الموارد المائية اخذت على عاتقها ان تبذل اهتماما ً كب يراً في انش اء الس دود في الع راق وذل ك من ذ ع ام‬
‫‪ 1958‬حيث تم تنفيـــذ اول ســـد خرســـــــــــــاني هـــو ( سد دوكان ) على الزاب الصغير‪.‬‬

‫وتعت بر الس دود ال تي تق ام على االنه ر ومج اري المي اه والودي ان ذات فوائ د كب يرة اذ تنش أ بغي ة الس يطرة على‬
‫الفيضانات واستخدام المياه المخزونة لتلبية االحتياجات المائية على مدار السنة للقطاعات المس تخدمة للمي اه كاف ة‬
‫وفي مقدمتها القطاع الزراعي وللشرب وكذلك توليد الطاقة الكهربائي ة وتط وير الس ياحة من خالل توف ير مواق ع‬
‫جذابة ومريحة للساكنين وللمواطنين الراغبين في التواجد عندها للسياحة والراحة ‪ ,‬كما تساهم السدود في تحس ين‬
‫البيئة والمناخ في المناطق المحيط ة ببحيراته ا باالض افة الى تحس ين الوض ع المعاش ي للس كان من خالل ف رص‬
‫عمل تهيأ لها في المشروع اضافة الى استغالل الثروة السمكية وتحسين الواقع الزراعي ‪.‬‬

‫لقد قامت وزارة الموارد المائية بتحقيق هذا النشاط والعمل على تطويره واالس تمرار بانش اء الس دود على االنه ر‬
‫وروافدها وعلى مجاري المياه بغية تحقي ق االغ راض الم ذكورة انف ا ً من انش ائها وبخاص ة بع د ان قلت الم وارد‬
‫المائية التي ترد الى الع راق في نه ري دجل ة والف رات ورواف دهما بس بب قي ام ال دول المتش اطئة تركي ا وس وريا‬
‫وايران بانشاء السدود على االنهر ضمن اراضيها اذ تاثرت المياه الواردة الى العراق كما ً نوعا ً ‪.‬‬

‫هذا وتعتبر الطاقة التي تولدها السدود طاقة كهربائية نظيفة ال تسبب تلوثا ً للبيئ ة وه و ماي دعو الى االس تمرار في‬
‫انشاء السدود عموما ً ‪.‬‬

‫ان حاالت الشحة والجفاف هي مؤشر نحو اهمي ة وفوائ د الس دود وامكاني ة تحكمه ا بالفيض انات وواردات المي اه‬
‫والزائد عن الحاجة في مواسم معينة واطالقها في اوقات اخرى وخاصة مواسم الش حة وله ذا ف االحرى ان يك ون‬
‫للعراق عدد كافي من السدود لخزن كميات المياه الالزمة فيها‪.‬‬

‫اضافة الى الجفاف هو التحرك المبكر لدول الجوار التي تحجز المياه داخل اراضيها وتشغيلها بم ا يحق ق اه دافها‬
‫الداخلية وهذا يؤدي الى تردي االيرادات المائية الواردة الى العراق كما ً ونوعاً‪ ,‬وكل هذا ي دعو للتفك ير الى تهيئ ة‬
‫خزانات على مجاري المياه الدائمية والموسمية مهما قلت مياهها وحجزها واالستفادة منها في اوقات الشحة وه ذا‬
‫ما قامت به وزارة الموارد المائية في وضع استراتيجية النشاء سدود كبيرة وصغيرة في مناطق مختلفة من البالد‬
‫للعمل على حجز واحتواء اية كمية متاحة من المياه وتوظيف استخدامها بالشكل المناسب‪.‬‬

‫وللسدود انواع منها خرسانية او صخرية او إمالئية ترابية م ع لب طي ني او من الخرس انة المض غوطة بالح دل ‪,‬‬
‫كما للسدود مس يل م ائي ( ‪ ) Spillway‬لتص ريف المي اه ال تي تعل و مناس يبها عن المنس وب االعلى للخ زن في‬
‫السد ‪.‬‬

‫السدود الكبيرة المنفذة في العراق‬

‫اسم السد نوع السد حجم الخزن طول جسم السد تاريخ االنجاز‬

‫سد دوكان خرساني مقوس ‪ 6،8‬مليار م‪ 360 3‬م ‪1958‬‬ ‫‪.1‬‬


‫سد دربندخان امالئي ركامي ‪ 3،8‬مليار م‪ 445 3‬م ‪1961‬‬ ‫‪.2‬‬
‫سد حمرين ركامي ذو لب طيني وقشرة حصوية ‪ 3،5‬مليار م‪ 3،5 3‬كم ‪1981‬‬ ‫‪.3‬‬
‫سد حديثة امالئي ركامي ‪ 8،2‬مليار م‪ 8923 3‬م ‪1985‬‬ ‫‪.4‬‬
‫سد الموصل ركامي امالئي ‪ 11،11‬مليار م‪ 3650 3‬م ‪1986‬‬ ‫‪.5‬‬
‫سد دهوك ترابي امالئي ‪ 52‬مليون م‪ 613 3‬م ‪1988‬‬ ‫‪.6‬‬
‫سد العظيم ترابي امالئي ‪ 1،5‬مليار م‪ 3800 3‬م ‪1999‬‬ ‫‪.7‬‬

‫اضافة الى السدود الكبيرة المذكورة آنفا يوجد عدد من السدود الص غيرة المنف ذة وع دد آخ ر تحت التنفي ذ في اقليم‬
‫كوردستان وفي المنطقة الشرقية ومنطقة الصحراء الغربية‪.‬‬

‫السدات ‪Barrages‬‬

‫هي من االنشاءات الهندسية المهمه التي تنشأعلى االنهر أو روافدها او فروعها ومن المه ام الرئيس يه للس دات ان‬
‫تقوم بحجز المياه في مقدمتها ولمناسيب تؤمن االحتياجات المائيه لعدد من النواظم التي تتفرع من المقدم‬

‫وعادة تتكون السدة من فتحات عديدة تفصل بينها منشآت هي الدعامات ( ‪ )Piers‬وتتميز بصفات وفوائ د اخ رى‬
‫تختلف في كث ير من االم ور عن د اع داد تص اميمها اذ يؤخ ذ بنظ ر االعتب ار ن وع الترب ة ال تي تق ام عليه ا الس دة‬
‫وحسابات أرضيتها وذلك بصوره اهم عما هو عليه في النواظم الصغيرة ‪.‬‬

‫كما ان بعض السدات تحتوي على هويس للمالحه ( ‪ )Lock‬وبخاصه في االنهر المالحيه ومم ر لالس ماك حيث‬
‫ان انشاء السدة يمنع مرور االسماك لهذا يقام منشأ من الخرسانه لتأمين ذلك ‪.‬‬

‫ويتطلب في حسابات إنشاء السده ان يك ون التص ريف االقص ى من خالله ا ي ؤمن االحتياج ات المائي ة للمش اريع‬
‫االروائية التي تقع نواظمها في مقدمتها او المشاريع االخرى التي تق ع في م ؤخر الس ده ‪ ،‬ويؤخ ذ بنظ ر االعتب ار‬
‫ايضا ً أرضية السدة التي تنشأ من الخرسانه او الخرسانه المسلحه من حيث مقاومتها لس رعة المي اه المتدفق ه خالل‬
‫فتحاتها كون سرعتها خالل السده تكون اكثر من س رعة المي اه في النه ر وذل ك بس بب وج ود ال دعامات وتقليص‬
‫عرض ألنهر ‪ ،‬مما يتطلب اتخاذ احتياطات لمعالجة مايحدث من نخر او تأكل في مؤخرة السدة ‪.‬‬

‫ان لبعض السدات وفي حالة وجود فرق مناسب بين المقدم والمؤخر محطات كهرومائيه كما هو في س دة س امراء‬
‫على نهر دجله حيث توجد محطه كهرومائيه بطاقة توليد مق دارها (‪ )75‬ميك اواط وك ذلك في س دة الهندي ة بطاق ة‬
‫توليد مقدارها (‪ )15‬ميك اواط كم ا اقيمت محط ة ص غيرة بطاق ة تولي د (‪ )5‬ميك اواط على س دة الكوف ه على نه ر‬
‫الفرات ‪.‬‬

‫السدات على نهر دجله وروافده‬

‫سد دبس ‪ :‬على نهر الزاب الصغير لتنظيم مياه ال زاب ورف ع منس وب المي اه لتأمينه ا الى مش روع ري‬ ‫‪.1‬‬
‫كركوك‬
‫سد ديالى ‪ :‬على نهر ديالى لتأمين المياه في مشاريع اسفل ديالى‬ ‫‪.2‬‬
‫سدة سامراء ‪ :‬على نهر دجله يتفرع من مقدمتها ناظم الثرثار وناظم مشروع ري االسحاقي ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫سدة الكوت ‪ :‬على نهر دجله يتفرع من مقدمتها شط الغراف وناظم ري الدجيله‬ ‫‪.4‬‬
‫سدة العمارة ‪ :‬على نهر دجله تتفرع من مقدمتها نواظم البتيره والعريض والمشرح والكحالء ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫السدات على نهر الفرات‬

‫سدة الرمادي ‪ :‬مقدم مدينة الرمادي‬ ‫‪.1‬‬


‫سدة الفلوجه ‪ :‬تقع على بعد (‪5‬كم ) جنوب مدينة الفلوجه‬ ‫‪.2‬‬
‫سدة الهندية ‪ :‬تقع على بعد (‪ )1700‬متر مقدم السدة القديمة‬ ‫‪.3‬‬
‫سدة الكوفه ‪ :‬مقدم مدينة الكوفه‬ ‫‪.4‬‬
‫سدة العباسيه ‪ :‬على شط العباسيه ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫النواظم‬

‫تعتبر النواظم سوا ًء كانت رئيسية أو فرعي ة أو قاطع ة أو ذيلي ة من المنش أت المهم ة ض من المش اريع االروائي ة‬
‫‪،‬تنشأ على القنوات االروائية في صدورها أو في مواقع مختلفة منها أو عند مق دم الس دات على االنه ر ورواف دها‬
‫وتشعباتها المختلفة ‪.‬‬

‫يصمم الناظم بموجب التصريف المار خالله ‪،‬وينشأ من الخرسانة أو الخرسانة المسلحة وأرضيته تكون محس وبة‬
‫على أساس تحمله لضغط الماء المتدفق خالل الفتحات ‪ ،‬وتفصل بين الفتحات منشأت تدعى دعامات الناظم يس تند‬
‫عليها طريق المرور المنشأ فوق الناظم وتكون عادة من الخرسانة أو الخرسانه المس لحة لتتحم ل الض غط الم ائي‬
‫المسلط عليها وهي على أشكال مختلفة من حيث مواجهتها للمياه التي تمر خالل الناظم ‪.‬‬

‫للناظم فتحة أو عدة فتحات ولهذه الفتحات بوابات حديدية تنزلق في أخ دود ض من ال دعامات أو الج دران الس اندة‬
‫وهي على أنواع منها شعاعية ومنها بوابات حديدية مسطحة ‪،‬ويوجد فوق الن اظم جس ر للمش اة أو للس يارات ول ه‬
‫جهاز لرفع البوابات أما باليد أو كهربائيا ً وحسب الحاجة ‪.‬‬

‫يشغل الناظم حسب كميات المي اه المطلوب ة ومن ثم توزيعه ا على القن وات الفرعي ة بم وجب االحتياج ات المائي ة‬
‫للمشاريع االروائية المختلفة ‪.‬‬

‫يبلغ مجموع النواظم في المشاريع االروائية في العراق (‪ )2351‬ناظما ً موزعة بين المحافظات كافة ومن مختل ف‬
‫االنواع ( رئيسية‪،‬وفرعية وقاطعة وذيلية) أضافة الى وجود (‪ )49‬ناظما ً كبيراً متفرعة من االنهر دجل ة والف رات‬
‫وروافدهما وفروعهما كناظم الثرثار في سامراء وناظم الورار ضمن مشروع الحبانية ونواظم أخرى تأخذ مياهها‬
‫من عدد من السدات كسدة سامراء وسد ديالى على نهر ديالى وسدة الك وت وس دة العم ارة على نه ر دجل ة وس دة‬
‫الرمادي والفلوجة والهندية على نهر الفرات ‪.‬‬

‫اهمية انشاء السدود في العراق‬

‫ان الوضع الهايدرولوجي في العراق ودول المنبع المجاورة يتسم بالتذبذب بااليرادات الفصلية والسنوية مما ي ؤثر‬
‫بشكل سلبي على الخطط الزراعية وباالخص الصيفية منها كون االيرادات فيها اقل ما يمكن وهذا يع ني انخف اض‬
‫المناس يب المائي ة في االنه ار حيث ان ف ترة االي رادات العالي ة تك ون خالل فص ل الربي ع وهي ال تخ دم الموس م‬
‫الزراعي الشتوي وال الموسم الزراعي الصيفي لذلك ف أن انش اء الس دود يعت بر ض رورة ملح ة لتحقي ق االه داف‬
‫التالية‪:‬‬

‫الــــــري‬ ‫‪.1‬‬

‫ان الهدف االساسي من انشاء السدود العراقية ( لك ون الع راق دول ة المص ب ) ه و ت أمين وتنظيم المي اه الالزم ة‬
‫للري من خالل خطط تشغيل صيفية وش توية مبني ة على سياس ة تش غيل مركزي ة لتلبي ة االحتياج ات المائي ة على‬
‫مدار السنة للقطاعات المستخدمة للمياه كافة وفي مقدمتها القطاع ال زراعي ال ذي يس تهلك بح دود ‪ %85‬من حجم‬
‫المياه المتاحة كما يؤخذ بنظر االعتبار خالل السنوات الشحيحة تأمين حجم معين من الخزين للسنة التالية في حالة‬
‫استمرار الشحة لسنة ثانية لغرض تأمين االحتياجات المائية بالح د االدنى للقط اع ال زراعي وت أمين مي اه الش رب‬
‫وهذا ما حدث خالل السنوات االخيرة الماضية في العراق وما نواجهه خالل ه ذه الس نة ‪ 2009‬وبش كل ع ام ف ان‬
‫تنفيذ السدود سيزيد من درجة السيطرة على مواردنا المائية‪.‬‬

‫توليد الطاقة الكهربائية‬ ‫‪.2‬‬

‫يأتي توليد الطاقة الكهربائية كناتج ثانوي بعد تأمين الري‪ .‬وتعتبر الطاقة التي تولدها السدود طاقة كهربائية نظيف ة‬
‫ال تسبب تلوثا ً للبيئة وهذا ما يدعو الى االستمرار في انشاء السدود عموما ً‬

‫انتاج الثروة السمكية‬ ‫‪.3‬‬

‫تعتبر بحيرات السدود من الم َسطحات المناسبة النتاج الثروة السمكية‪.‬‬

‫تطوير السياحة‬ ‫‪.4‬‬

‫تعتبر بحيرات السدود من المناطق المناسبة جداً لتطوير الحركة السياحية في العراق من خالل توفير مواقع جذابة‬
‫ومريحة للساكنين وللمواطنين الراغبين في التواجد عندها للسياحة والراحة‪.‬‬

‫المالحه‬ ‫‪.5‬‬

‫باالمكان ان تساهم بحيرات السدود في تنشيط حركة المالحة بين اطراف البحيرة واختصار الطرق البرية‪.‬‬

‫نوعية المياه‬ ‫‪.6‬‬

‫تساهم بحيرات السدود العراقية في تحسين نوعية المياه من خالل خزن المياه في موسم االمطار وذوبان الثلوج إذ‬
‫يكون بنوعية جيدة حيث يتم اطالق المياه من خزان السد بنوعية جيدة لألش هر الالحق ة للخ زن ال تي ت تردى فيه ا‬
‫نوعية المياه الواردة الى السد النها تمتزج مع مياه البحيرة بحيث يكون تأثير المي اه ال واردة الى بح يرة الس د قليالً‬
‫نتيجة التخفيف الذي يحصل في تراكيز المياه الواردة الى البحيرة ‪.‬‬

‫السيطرة على الفيضان‬ ‫‪.7‬‬

‫في عدد من السنوات الماضية كان موضوع السيطرة على الفيض ان يُعت بر اله دف االول من انش اء الس دود ولكن‬
‫مع تزايد أعداد السدود المنفذة في دول اعالي نهري دجلة والفرات بدأت احتمالية الفيضان تقل في الع راق ولكنه ا‬
‫تبقى قائمة الحدوث في السنوات الرطبة كما حدث في االع وام ‪ 1967‬و ‪ 1968‬و ‪ 1969‬وك ذلك في س نة ‪1988‬‬
‫وس نة ‪ .1994‬وه ذا موض وع ه ام ج دا حيث اليمكن التكهن في أن دورة الفيض انات لن تع ود واذا م ا ح دثت‬
‫الفيضانات فان تاثيرها يكون بالغ الخطورة مالم يكن هناك استعداد لها من خالل بناء السدود واالستفادة مما تحققه‬
‫من حجوم خزنية‪.‬‬

‫وهذا ينطبق على وجه الخصوص على نهر دجلة وروافده حيث إن ( ‪ %32‬من االيرادات المائية السنوية ترد من‬
‫داخل العراق ) وهذا يحقق نسبة عالية من وارد دجلة وروافده‪ .‬وهنا تتبين اهمية خزن ه ذه المي اه بانش اء الس دود‬
‫على دجلة وروافده خالل مواسم االيرادات المائية العالية والفيضانات وتصريفها بموجب خطط سنوية تعد لتوزيع‬
‫المياه الغراض الزراعة واالستخدامات االخرى وبشكل مسيطر عليه‪.‬‬

‫تحسين البيئة ومنافع اخرى‬ ‫‪.8‬‬

‫كما تساهم السدود في تحسين اوضاع البيئة والمناخ في المن اطق المحيط ة ببحيراته ا اض افة الى تحس ين الوض ع‬
‫المعاشي للسكان من خالل فرص عمل تهيأ لها في المشروع إضافة الى استغالل الثروة الس مكية وتحس ين الواق ع‬
‫الزراعي‪.‬‬
‫الجفاف والحاجة الى السدود‪:‬‬

‫ان حاالت الشحة والجفاف هي مؤشر نحو أهمي ة وفوائ د الس دود وامكاني ة تحكمه ا بالفيض انات وواردات المي اه‬
‫الزائدة عن الحاجة في مواسم معينة واطالقها في اوقات اخرى لنفس السنة وخاصة مواسم الشحة ولهذا ف االحرى‬
‫ان يكون للعراق عدد كاف من السدود لخزن كميات المياه الالزمة فيها‪.‬‬

‫والعامل األهم واألكثر تأثيراً اضافة الى الجفاف هو التحرك المبكر لدول الجوار التي تحجز المياه داخل اراضيها‬
‫وتشغيلها بما يحقق اهدافها الداخلية وهذا يؤدي الى تردي االيرادات المائية في نهري دجل ة والف رات كم ا ً ونوع ا ً‬
‫نتيجة لقيام كل من تركيا وسوريا ببناء عدد من السدود وخاصة على نهر الفرات والتحكم باطالقات المياه في ه ذا‬
‫النهر وكذلك ما هو حاصل حاليا ً في الجانب الشرقي من العراق بسبب قيام ايران بانشاء الس دود ل ديها مم ا س بب‬
‫تقليالً او قطعا ً كليا ً للمياه عن كل المغذيات لنهر دجلة من ايران وعلى طول الحدود المشتركــــــــــة انقطاعا ً كلي ا ً‬
‫في جنوب العراق نزوالً الى شط العرب ‪ ،‬وكل هذا يدعو للتفكير الى تهيئة خزان ات على مج اري المي اه الدائمي ة‬
‫والموسمية مهما قلت مياهها وحجزها واالستفادة منها في اوقات الشحة وهذا ما ق امت ب ه وزارة الم وارد المائي ة‬
‫في وضع إستراتيجية النشاء سدود كبيرة وص غيرة في من اطق مختلف ة من البالد للعم ل على حج ز واحت واء أي ة‬
‫كمية متاحة من المياه وتوظيف استخدامها بالشكل المناسب‪ ،‬اذ ان ه اض افة الى الس دود الكب يرة المقام ة المعروف ة‬
‫والتي خدمت العراق لعقود طويلة وع الجت مواس م الش حة والفيض ان خالل ه ذه العق ود ف ان االتج اه ق ائم حالي ا ً‬
‫لتحقي ق االحتف اظ ب اكبر كمي ة من المي اه وذل ك ب اجراء الدراس ات والتص اميم الالزم ة لبن اء س دود في ع دد من‬
‫محافظات العراق التي يمكن تنفيذ السدود فيها ‪ ،‬أكانت سدوداً صغيرة ام سدوداً كبيرة‪ .‬ومن هذه الدراس ات س دود‬
‫في محافظة العمارة كالشهابي وعوجة السلمان والطيب ودويريج وكذلك االستمرار في بناء السدود في الص حراء‬
‫الغربية مثل الكعرة‪ 2/‬والكعرة‪ 4/‬واستمرار تنفيذ سد مندلي في المنطقة الشرقية وسد غ اطس على َكالل ب درة في‬
‫محافظة واس ط في المنطق ة الش رقية ايض اً‪ .‬ودراس ات اخ رى لع دد من س دود ص غيرة في كرك وك والس ليمانية‬
‫ودهوك واستمرار التفكير لدراسة سدود اخرى في الباديتين الوسطى والجنوبية‪.‬‬

‫كما نعمل على انهاء الدراسات والتصاميم النشاء سد الوند في المنطقة الشرقية في محافظة ديالى وهو من السدود‬
‫المهمة وسدود بــاسرة وطق طق وشده له وقره علي في محافظة السليمانية وهي ايض ا ً من الس دود الكب يرة وس د‬
‫كومسبان في محافظة اربيل‪ .‬وهذا يغطي عدداً كبيراً من المواقع المالئمة طوبوغرافيا ً وهيدرولوجيا ً على مس توى‬
‫البلد‪.‬‬

‫كما نخص بالذكر سد بخمه على الزاب االعلى منجزه تصاميمه وجدواه الفنية وال ذي ل و اكم ل بن اؤه س يعتبر من‬
‫السدود الكبيرة في العراق حيث ان الطاقة الخزنية بمستوى (‪ )550‬م فوق مستوى سطح البحر تبل غ (‪ )8،1‬ملي ار‬
‫م تر مكعب وانت اج الطاق ة الكهربائي ة به ذا المنس وب تبل غ (‪ )840‬ميك ا واط وبس بب الش حة القائم ة يعت بر من‬
‫الضروري جداً اكمال تنفيذه النه سيخزن كميات كبيرة من المياه ويساهم في زيادة االس تيعاب الخ زني المهم ج داً‬
‫للعراق وكذلك تنظيم تصريف المياه وان فائدته تعم المشاريع االروائية على نهر دجلة كافة‪.‬‬

‫وكلنا يتذكر كيف ان سد الموصل كان قد انقذ الموقف الخطير عام ‪ 1988‬على مدين ة الموص ل والم دن ال تي تق ع‬
‫جنوبها وصوالً الى سامراء وكيف كان الموقف حرجا ً على مدينة بغداد وخط ورة تج اوز المنس وب فيه ا (‪ )35‬م‬
‫فوق سطح البحر في فيضان ذلك العام ال ذي ح دثت في ه الفيض انات في معظم االنه ار في آن واح د‪ ،‬وه ذا يعطي‬
‫الدليل على مدى مساهمة سد بخمه اذا اكمل تنفيذه للسيطرة على فيضان الزاب االعلى لو ت زامنت الفيض انات في‬
‫آن واحد كما حدث في سنتي ‪ 1988‬و ‪.1994‬‬

‫في الوقت الذي فيه نحاول معالجة الشحة وكيفية السيطرة على الموقف يجب ان الننس ى او يغيب عن بالن ا خط ر‬
‫الفيضانات في حالة حصولها فيما ان الجفاف الح الي ال يمكن ان يس تمر ف ان دورة الفيض انات يمكن ان تع ود في‬
‫اي وقت ويجب ان تتخذ االستعدادات الالزمة ومن اهمه ا بن اء الس دود وبخاص ة الكب يرة منه ا والمقول ة العالمي ة‬
‫تقول " ال تصمم السد إال بعد أخذ اسوأ االحتماالت للفيضانات الكبرى " وهذا يدعو للتفكير مليا ً بعدم االئتمان ب أن‬
‫الشحة قائمة ومستمرة بل قد تعود الفيض انات في اي موس م وان موس ما ً واح داً غ ير محس وب حس ابه ق د يس بب‬
‫ازمات وكوارث خطيرة على البالد‪.‬‬

‫ان بناء السدود وفي كل انحاء العالم يكون في المناطق الجبلية او الهض اب او المن اطق ال تي تك ون اكت اف النه ر‬
‫عاليةً وتكون خلفها مساحة مناسبة لخ زن المي اه‪ ،‬وعموم ا ً يتحق ق ه ذا في الع راق في اقليم كردس تان وفي القس م‬
‫الشمالي منه وخاصة للسدود الكبيرة‪ ،‬كما يصلح بن اء الس دود في الج زء الغ ربي في من اطق حديث ة وعن ه وراوة‬
‫للسدود الكب يرة والص غيرة مع ا ً وفي منطق ة الص حراء الغربي ة للس دود الص غيرة وك ذلك في المن اطق الوس طى‬
‫والجنوبية والشرقية‪.‬‬

‫وبالرغم من قلة السدود الصغيرة في الصحراء الغربية في العراق فان هذه السدود كانت تحوي في عام ‪ 2008‬ما‬
‫اليقل عن (‪ )15‬مليون م‪ 3‬من المياه بسبب السيول الموسمية وم ازالت المي اه متواج دة فيه ا ‪،‬وب الرغم من الش حة‬
‫الحالي ة فانه ا تح وي حالي ا م اال يق ل عن (‪ )7‬ماليين م‪ 3‬يس تفيد منه ا الب دو الرح ل واص حاب االغن ام والجم ال‬
‫والساكنين في تلك المناطق ومنذ اكثر من عقدين من الزمن وكذلك الحال في سد قزانية المنف ذ في الج زء الش رقي‬
‫من العراق والذي انجز مؤخراً وسد مندلي الذي سينجز قريب ا ً ويج ري حالي ا ً تنفي ذ س د الكع رة( ‪ )4‬في الص حراء‬
‫الغربية وقريبا ً سد الكعرة (‪ )2‬ايضا‪.‬‬

‫ان مقولة " لم اذا ال تب نى س دود في وس ط وجن وب الع راق " معقول ة اذا تحققت االكت اف العالي ة وطوبوغرافي ة‬
‫المواقع التي تسمح ببناء سدود وتحقيق الخزن فيها ‪.‬‬

‫ان المياه الجوفية عموما ً في الوسط والجنوب تعتبر عالية نسبيا ً وتكاد تكون س طحية وله ذا تم الترك يز على تنفي ذ‬
‫المبازل حيث ان االرواء للمشاريع الزراعية يترك كثيراً من االمالح على سطح التربة مم ا يتطلب انش اء مب ازل‬
‫وذلك لسحب المياه المالحة الى المصبات الرئيسية ثم الى المصب العام كما تتطلب عملي ات استص الح االراض ي‬
‫انش اء المب ازل الحقلي ة وغس ل المس احات المستص لحة‪ ،‬وفي حال ة بن اء اي س د فرض ا ً في المن اطق الوس طى‬
‫والجنوبية من العراق فان منسوب خزن المياه في السد سيعمل على رفع منسوب المياه الجوفية بش كل ق ريب ج داً‬
‫من سطح االرض وسيكون التغدق حتميا ً لالراضي وال تنفع كذلك المبازل المنفذة‪ ،‬ولهذا فان ه ذه المقول ة اليمكن‬
‫الركون اليها كليا ً عدا عن ذلك ضياع مساحات شاسعة جدا لخزن المياه الن االرض مس طحة كم ا ان التص اريف‬
‫المتحققة في هذه المناطق تكون مقننة وال تفي بالغرض‪ .‬اللهم اال ما ورد ذكره في المناطق المالئمة طوبوغرافياً‪.‬‬

‫ان عملية بناء السدود الصغيرة تتم في حالة تحقق التضاريس واألمور الفنية المالئمة النشائها ‪ ..‬وعلي ه ف ان الني ة‬
‫معقودة وتجري فعالً على دراسة السدود الص غيرة في البادي ة الجنوبي ة في الس ماوة والنج ف وك ذلك في العم ارة‬
‫واي منطقة فيها تضاريس مناسبة ومنها مثالً كما ذكر آنفا في (عوجة السلمان والطيب والشهابي ودويريج)‪.‬‬

‫ومن المهم ان نذكر ان االمطار التتساقط باستمرار وليست مضمونة بل تح دث في من اطق كث يرة زواب ع رعدي ة‬
‫عاصفة تجلب معها امطاراً غزيرة تحدث من جرائها سيول عارمة احيان ا ً فمنه ا م ا يص ل الى االنه ار ومنه ا م ا‬
‫يتسرب الى باطن االرض ومنها ما يخ زن في الس دود س وءاً اك انت س دوداً كب يرة او ص غيرة وفي ك ل االح وال‬
‫يسمى الخزن في هذه السدود (حصاداً للمياه)‪.‬‬

‫لقد تم مؤخراً انجاز عدد من السدود الصغيرة منها سد (هراوه) في محافظ ة الس ليمانية وس دي (ش يرين وبلكان ه)‬
‫في محافظة كركوك وسد (كشكان) في محافظة دهوك وسد (قزانية) في محافظ ة دي الى ويج ري العم ل حالي ا ً في‬
‫تنفيذ سد كعرة(‪ )4‬في محافظة االنبار في الصحراء الغربية‪ .‬وكل هذه السدود تخ زن المي اه الكافي ة والمناس بة في‬
‫موسم االمطار وتساقط الثلوج وقد شجعت المواطنين على الزراعة واالستقرار وش جعت الغ ير على الطلب ببن اء‬
‫سدود اخرى غيرها‪.‬‬

‫تبلغ مساحة المناطق الصحراوية في العراق حوالي (‪ )208‬اآلف كم‪ 2‬وتش مل منطق ة الجزي رة والبادي ة الش مالية‬
‫والبادية الجنوبية والصحراء الغربية وان الوارد المائي لها من جراء هطول االمطار يقدر بحوالي ( ‪ )22‬مليار م‪3‬‬
‫وان كمية المياه السطحية الممكن استثمارها وخزنها من خالل انشاء السدود الصغيرة تقدر بحوالي ( ‪ )2‬ملياري م‬
‫‪ 3‬وهي كفيلة لتحسين واقع حال هذه المنطقة من النواحي االجتماعية والثقافية والصحية واالقتصادية والبيئية عند‬
‫توفر الشروط الفنية المطلوبة النشاء هذه السدود ‪.‬‬

‫إن االهتمام ببناء السدود البد ان يرافقه التقنين الت ام واالس تخدام المنض بط والعقالني للمي اه باس تخدام الط رق في‬
‫االرواء كالري بالرش وبالتنقيط وع دم الرك ون كلي ا ً الى االس اليب المعتم دة حالي ا ً الن الزي ادة الس كانية مس تمره‬
‫والماء المطلوب ليس للزراعة فقط وانما لالستخدامات المختلفة االخرى اي بمعنى االقتصاد التام باس تخدام المي اه‬
‫حتى لو كان الماء متيسراً بوفرة‪.‬‬

‫هذا ونود ان نوضح هنا بان السدود كافة التي تدرس وتنشأ سواء أكانت في الصحراء الغربية او إقليم كردستان او‬
‫على عمودي دجلة والفرات والجهة الشرقية والباديتين الوسطى والجنوبي ة جميعه ا تس اهم في تحس ين األس تخدام‬
‫االمثل للمياه في العراق واليمكن النظر اليها بانها تخدم منطقة معينة بل تخدم مناطق عموم البلد بال استثناء‪.‬‬

You might also like