Professional Documents
Culture Documents
ان وزارة الموارد المائية اخذت على عاتقها ان تبذل اهتماما ً كب يراً في انش اء الس دود في الع راق وذل ك من ذ ع ام
1958حيث تم تنفيـــذ اول ســـد خرســـــــــــــاني هـــو ( سد دوكان ) على الزاب الصغير.
وتعت بر الس دود ال تي تق ام على االنه ر ومج اري المي اه والودي ان ذات فوائ د كب يرة اذ تنش أ بغي ة الس يطرة على
الفيضانات واستخدام المياه المخزونة لتلبية االحتياجات المائية على مدار السنة للقطاعات المس تخدمة للمي اه كاف ة
وفي مقدمتها القطاع الزراعي وللشرب وكذلك توليد الطاقة الكهربائي ة وتط وير الس ياحة من خالل توف ير مواق ع
جذابة ومريحة للساكنين وللمواطنين الراغبين في التواجد عندها للسياحة والراحة ,كما تساهم السدود في تحس ين
البيئة والمناخ في المناطق المحيط ة ببحيراته ا باالض افة الى تحس ين الوض ع المعاش ي للس كان من خالل ف رص
عمل تهيأ لها في المشروع اضافة الى استغالل الثروة السمكية وتحسين الواقع الزراعي .
لقد قامت وزارة الموارد المائية بتحقيق هذا النشاط والعمل على تطويره واالس تمرار بانش اء الس دود على االنه ر
وروافدها وعلى مجاري المياه بغية تحقي ق االغ راض الم ذكورة انف ا ً من انش ائها وبخاص ة بع د ان قلت الم وارد
المائية التي ترد الى الع راق في نه ري دجل ة والف رات ورواف دهما بس بب قي ام ال دول المتش اطئة تركي ا وس وريا
وايران بانشاء السدود على االنهر ضمن اراضيها اذ تاثرت المياه الواردة الى العراق كما ً نوعا ً .
هذا وتعتبر الطاقة التي تولدها السدود طاقة كهربائية نظيفة ال تسبب تلوثا ً للبيئ ة وه و ماي دعو الى االس تمرار في
انشاء السدود عموما ً .
ان حاالت الشحة والجفاف هي مؤشر نحو اهمي ة وفوائ د الس دود وامكاني ة تحكمه ا بالفيض انات وواردات المي اه
والزائد عن الحاجة في مواسم معينة واطالقها في اوقات اخرى وخاصة مواسم الش حة وله ذا ف االحرى ان يك ون
للعراق عدد كافي من السدود لخزن كميات المياه الالزمة فيها.
اضافة الى الجفاف هو التحرك المبكر لدول الجوار التي تحجز المياه داخل اراضيها وتشغيلها بم ا يحق ق اه دافها
الداخلية وهذا يؤدي الى تردي االيرادات المائية الواردة الى العراق كما ً ونوعاً ,وكل هذا ي دعو للتفك ير الى تهيئ ة
خزانات على مجاري المياه الدائمية والموسمية مهما قلت مياهها وحجزها واالستفادة منها في اوقات الشحة وه ذا
ما قامت به وزارة الموارد المائية في وضع استراتيجية النشاء سدود كبيرة وصغيرة في مناطق مختلفة من البالد
للعمل على حجز واحتواء اية كمية متاحة من المياه وتوظيف استخدامها بالشكل المناسب.
وللسدود انواع منها خرسانية او صخرية او إمالئية ترابية م ع لب طي ني او من الخرس انة المض غوطة بالح دل ,
كما للسدود مس يل م ائي ( ) Spillwayلتص ريف المي اه ال تي تعل و مناس يبها عن المنس وب االعلى للخ زن في
السد .
اسم السد نوع السد حجم الخزن طول جسم السد تاريخ االنجاز
اضافة الى السدود الكبيرة المذكورة آنفا يوجد عدد من السدود الص غيرة المنف ذة وع دد آخ ر تحت التنفي ذ في اقليم
كوردستان وفي المنطقة الشرقية ومنطقة الصحراء الغربية.
السدات Barrages
هي من االنشاءات الهندسية المهمه التي تنشأعلى االنهر أو روافدها او فروعها ومن المه ام الرئيس يه للس دات ان
تقوم بحجز المياه في مقدمتها ولمناسيب تؤمن االحتياجات المائيه لعدد من النواظم التي تتفرع من المقدم
وعادة تتكون السدة من فتحات عديدة تفصل بينها منشآت هي الدعامات ( )Piersوتتميز بصفات وفوائ د اخ رى
تختلف في كث ير من االم ور عن د اع داد تص اميمها اذ يؤخ ذ بنظ ر االعتب ار ن وع الترب ة ال تي تق ام عليه ا الس دة
وحسابات أرضيتها وذلك بصوره اهم عما هو عليه في النواظم الصغيرة .
كما ان بعض السدات تحتوي على هويس للمالحه ( )Lockوبخاصه في االنهر المالحيه ومم ر لالس ماك حيث
ان انشاء السدة يمنع مرور االسماك لهذا يقام منشأ من الخرسانه لتأمين ذلك .
ويتطلب في حسابات إنشاء السده ان يك ون التص ريف االقص ى من خالله ا ي ؤمن االحتياج ات المائي ة للمش اريع
االروائية التي تقع نواظمها في مقدمتها او المشاريع االخرى التي تق ع في م ؤخر الس ده ،ويؤخ ذ بنظ ر االعتب ار
ايضا ً أرضية السدة التي تنشأ من الخرسانه او الخرسانه المسلحه من حيث مقاومتها لس رعة المي اه المتدفق ه خالل
فتحاتها كون سرعتها خالل السده تكون اكثر من س رعة المي اه في النه ر وذل ك بس بب وج ود ال دعامات وتقليص
عرض ألنهر ،مما يتطلب اتخاذ احتياطات لمعالجة مايحدث من نخر او تأكل في مؤخرة السدة .
ان لبعض السدات وفي حالة وجود فرق مناسب بين المقدم والمؤخر محطات كهرومائيه كما هو في س دة س امراء
على نهر دجله حيث توجد محطه كهرومائيه بطاقة توليد مق دارها ( )75ميك اواط وك ذلك في س دة الهندي ة بطاق ة
توليد مقدارها ( )15ميك اواط كم ا اقيمت محط ة ص غيرة بطاق ة تولي د ( )5ميك اواط على س دة الكوف ه على نه ر
الفرات .
سد دبس :على نهر الزاب الصغير لتنظيم مياه ال زاب ورف ع منس وب المي اه لتأمينه ا الى مش روع ري .1
كركوك
سد ديالى :على نهر ديالى لتأمين المياه في مشاريع اسفل ديالى .2
سدة سامراء :على نهر دجله يتفرع من مقدمتها ناظم الثرثار وناظم مشروع ري االسحاقي . .3
سدة الكوت :على نهر دجله يتفرع من مقدمتها شط الغراف وناظم ري الدجيله .4
سدة العمارة :على نهر دجله تتفرع من مقدمتها نواظم البتيره والعريض والمشرح والكحالء . .5
النواظم
تعتبر النواظم سوا ًء كانت رئيسية أو فرعي ة أو قاطع ة أو ذيلي ة من المنش أت المهم ة ض من المش اريع االروائي ة
،تنشأ على القنوات االروائية في صدورها أو في مواقع مختلفة منها أو عند مق دم الس دات على االنه ر ورواف دها
وتشعباتها المختلفة .
يصمم الناظم بموجب التصريف المار خالله ،وينشأ من الخرسانة أو الخرسانة المسلحة وأرضيته تكون محس وبة
على أساس تحمله لضغط الماء المتدفق خالل الفتحات ،وتفصل بين الفتحات منشأت تدعى دعامات الناظم يس تند
عليها طريق المرور المنشأ فوق الناظم وتكون عادة من الخرسانة أو الخرسانه المس لحة لتتحم ل الض غط الم ائي
المسلط عليها وهي على أشكال مختلفة من حيث مواجهتها للمياه التي تمر خالل الناظم .
للناظم فتحة أو عدة فتحات ولهذه الفتحات بوابات حديدية تنزلق في أخ دود ض من ال دعامات أو الج دران الس اندة
وهي على أنواع منها شعاعية ومنها بوابات حديدية مسطحة ،ويوجد فوق الن اظم جس ر للمش اة أو للس يارات ول ه
جهاز لرفع البوابات أما باليد أو كهربائيا ً وحسب الحاجة .
يشغل الناظم حسب كميات المي اه المطلوب ة ومن ثم توزيعه ا على القن وات الفرعي ة بم وجب االحتياج ات المائي ة
للمشاريع االروائية المختلفة .
يبلغ مجموع النواظم في المشاريع االروائية في العراق ( )2351ناظما ً موزعة بين المحافظات كافة ومن مختل ف
االنواع ( رئيسية،وفرعية وقاطعة وذيلية) أضافة الى وجود ( )49ناظما ً كبيراً متفرعة من االنهر دجل ة والف رات
وروافدهما وفروعهما كناظم الثرثار في سامراء وناظم الورار ضمن مشروع الحبانية ونواظم أخرى تأخذ مياهها
من عدد من السدات كسدة سامراء وسد ديالى على نهر ديالى وسدة الك وت وس دة العم ارة على نه ر دجل ة وس دة
الرمادي والفلوجة والهندية على نهر الفرات .
ان الوضع الهايدرولوجي في العراق ودول المنبع المجاورة يتسم بالتذبذب بااليرادات الفصلية والسنوية مما ي ؤثر
بشكل سلبي على الخطط الزراعية وباالخص الصيفية منها كون االيرادات فيها اقل ما يمكن وهذا يع ني انخف اض
المناس يب المائي ة في االنه ار حيث ان ف ترة االي رادات العالي ة تك ون خالل فص ل الربي ع وهي ال تخ دم الموس م
الزراعي الشتوي وال الموسم الزراعي الصيفي لذلك ف أن انش اء الس دود يعت بر ض رورة ملح ة لتحقي ق االه داف
التالية:
الــــــري .1
ان الهدف االساسي من انشاء السدود العراقية ( لك ون الع راق دول ة المص ب ) ه و ت أمين وتنظيم المي اه الالزم ة
للري من خالل خطط تشغيل صيفية وش توية مبني ة على سياس ة تش غيل مركزي ة لتلبي ة االحتياج ات المائي ة على
مدار السنة للقطاعات المستخدمة للمياه كافة وفي مقدمتها القطاع ال زراعي ال ذي يس تهلك بح دود %85من حجم
المياه المتاحة كما يؤخذ بنظر االعتبار خالل السنوات الشحيحة تأمين حجم معين من الخزين للسنة التالية في حالة
استمرار الشحة لسنة ثانية لغرض تأمين االحتياجات المائية بالح د االدنى للقط اع ال زراعي وت أمين مي اه الش رب
وهذا ما حدث خالل السنوات االخيرة الماضية في العراق وما نواجهه خالل ه ذه الس نة 2009وبش كل ع ام ف ان
تنفيذ السدود سيزيد من درجة السيطرة على مواردنا المائية.
يأتي توليد الطاقة الكهربائية كناتج ثانوي بعد تأمين الري .وتعتبر الطاقة التي تولدها السدود طاقة كهربائية نظيف ة
ال تسبب تلوثا ً للبيئة وهذا ما يدعو الى االستمرار في انشاء السدود عموما ً
تعتبر بحيرات السدود من المناطق المناسبة جداً لتطوير الحركة السياحية في العراق من خالل توفير مواقع جذابة
ومريحة للساكنين وللمواطنين الراغبين في التواجد عندها للسياحة والراحة.
المالحه .5
باالمكان ان تساهم بحيرات السدود في تنشيط حركة المالحة بين اطراف البحيرة واختصار الطرق البرية.
تساهم بحيرات السدود العراقية في تحسين نوعية المياه من خالل خزن المياه في موسم االمطار وذوبان الثلوج إذ
يكون بنوعية جيدة حيث يتم اطالق المياه من خزان السد بنوعية جيدة لألش هر الالحق ة للخ زن ال تي ت تردى فيه ا
نوعية المياه الواردة الى السد النها تمتزج مع مياه البحيرة بحيث يكون تأثير المي اه ال واردة الى بح يرة الس د قليالً
نتيجة التخفيف الذي يحصل في تراكيز المياه الواردة الى البحيرة .
في عدد من السنوات الماضية كان موضوع السيطرة على الفيض ان يُعت بر اله دف االول من انش اء الس دود ولكن
مع تزايد أعداد السدود المنفذة في دول اعالي نهري دجلة والفرات بدأت احتمالية الفيضان تقل في الع راق ولكنه ا
تبقى قائمة الحدوث في السنوات الرطبة كما حدث في االع وام 1967و 1968و 1969وك ذلك في س نة 1988
وس نة .1994وه ذا موض وع ه ام ج دا حيث اليمكن التكهن في أن دورة الفيض انات لن تع ود واذا م ا ح دثت
الفيضانات فان تاثيرها يكون بالغ الخطورة مالم يكن هناك استعداد لها من خالل بناء السدود واالستفادة مما تحققه
من حجوم خزنية.
وهذا ينطبق على وجه الخصوص على نهر دجلة وروافده حيث إن ( %32من االيرادات المائية السنوية ترد من
داخل العراق ) وهذا يحقق نسبة عالية من وارد دجلة وروافده .وهنا تتبين اهمية خزن ه ذه المي اه بانش اء الس دود
على دجلة وروافده خالل مواسم االيرادات المائية العالية والفيضانات وتصريفها بموجب خطط سنوية تعد لتوزيع
المياه الغراض الزراعة واالستخدامات االخرى وبشكل مسيطر عليه.
كما تساهم السدود في تحسين اوضاع البيئة والمناخ في المن اطق المحيط ة ببحيراته ا اض افة الى تحس ين الوض ع
المعاشي للسكان من خالل فرص عمل تهيأ لها في المشروع إضافة الى استغالل الثروة الس مكية وتحس ين الواق ع
الزراعي.
الجفاف والحاجة الى السدود:
ان حاالت الشحة والجفاف هي مؤشر نحو أهمي ة وفوائ د الس دود وامكاني ة تحكمه ا بالفيض انات وواردات المي اه
الزائدة عن الحاجة في مواسم معينة واطالقها في اوقات اخرى لنفس السنة وخاصة مواسم الشحة ولهذا ف االحرى
ان يكون للعراق عدد كاف من السدود لخزن كميات المياه الالزمة فيها.
والعامل األهم واألكثر تأثيراً اضافة الى الجفاف هو التحرك المبكر لدول الجوار التي تحجز المياه داخل اراضيها
وتشغيلها بما يحقق اهدافها الداخلية وهذا يؤدي الى تردي االيرادات المائية في نهري دجل ة والف رات كم ا ً ونوع ا ً
نتيجة لقيام كل من تركيا وسوريا ببناء عدد من السدود وخاصة على نهر الفرات والتحكم باطالقات المياه في ه ذا
النهر وكذلك ما هو حاصل حاليا ً في الجانب الشرقي من العراق بسبب قيام ايران بانشاء الس دود ل ديها مم ا س بب
تقليالً او قطعا ً كليا ً للمياه عن كل المغذيات لنهر دجلة من ايران وعلى طول الحدود المشتركــــــــــة انقطاعا ً كلي ا ً
في جنوب العراق نزوالً الى شط العرب ،وكل هذا يدعو للتفكير الى تهيئة خزان ات على مج اري المي اه الدائمي ة
والموسمية مهما قلت مياهها وحجزها واالستفادة منها في اوقات الشحة وهذا ما ق امت ب ه وزارة الم وارد المائي ة
في وضع إستراتيجية النشاء سدود كبيرة وص غيرة في من اطق مختلف ة من البالد للعم ل على حج ز واحت واء أي ة
كمية متاحة من المياه وتوظيف استخدامها بالشكل المناسب ،اذ ان ه اض افة الى الس دود الكب يرة المقام ة المعروف ة
والتي خدمت العراق لعقود طويلة وع الجت مواس م الش حة والفيض ان خالل ه ذه العق ود ف ان االتج اه ق ائم حالي ا ً
لتحقي ق االحتف اظ ب اكبر كمي ة من المي اه وذل ك ب اجراء الدراس ات والتص اميم الالزم ة لبن اء س دود في ع دد من
محافظات العراق التي يمكن تنفيذ السدود فيها ،أكانت سدوداً صغيرة ام سدوداً كبيرة .ومن هذه الدراس ات س دود
في محافظة العمارة كالشهابي وعوجة السلمان والطيب ودويريج وكذلك االستمرار في بناء السدود في الص حراء
الغربية مثل الكعرة 2/والكعرة 4/واستمرار تنفيذ سد مندلي في المنطقة الشرقية وسد غ اطس على َكالل ب درة في
محافظة واس ط في المنطق ة الش رقية ايض اً .ودراس ات اخ رى لع دد من س دود ص غيرة في كرك وك والس ليمانية
ودهوك واستمرار التفكير لدراسة سدود اخرى في الباديتين الوسطى والجنوبية.
كما نعمل على انهاء الدراسات والتصاميم النشاء سد الوند في المنطقة الشرقية في محافظة ديالى وهو من السدود
المهمة وسدود بــاسرة وطق طق وشده له وقره علي في محافظة السليمانية وهي ايض ا ً من الس دود الكب يرة وس د
كومسبان في محافظة اربيل .وهذا يغطي عدداً كبيراً من المواقع المالئمة طوبوغرافيا ً وهيدرولوجيا ً على مس توى
البلد.
كما نخص بالذكر سد بخمه على الزاب االعلى منجزه تصاميمه وجدواه الفنية وال ذي ل و اكم ل بن اؤه س يعتبر من
السدود الكبيرة في العراق حيث ان الطاقة الخزنية بمستوى ( )550م فوق مستوى سطح البحر تبل غ ( )8،1ملي ار
م تر مكعب وانت اج الطاق ة الكهربائي ة به ذا المنس وب تبل غ ( )840ميك ا واط وبس بب الش حة القائم ة يعت بر من
الضروري جداً اكمال تنفيذه النه سيخزن كميات كبيرة من المياه ويساهم في زيادة االس تيعاب الخ زني المهم ج داً
للعراق وكذلك تنظيم تصريف المياه وان فائدته تعم المشاريع االروائية على نهر دجلة كافة.
وكلنا يتذكر كيف ان سد الموصل كان قد انقذ الموقف الخطير عام 1988على مدين ة الموص ل والم دن ال تي تق ع
جنوبها وصوالً الى سامراء وكيف كان الموقف حرجا ً على مدينة بغداد وخط ورة تج اوز المنس وب فيه ا ( )35م
فوق سطح البحر في فيضان ذلك العام ال ذي ح دثت في ه الفيض انات في معظم االنه ار في آن واح د ،وه ذا يعطي
الدليل على مدى مساهمة سد بخمه اذا اكمل تنفيذه للسيطرة على فيضان الزاب االعلى لو ت زامنت الفيض انات في
آن واحد كما حدث في سنتي 1988و .1994
في الوقت الذي فيه نحاول معالجة الشحة وكيفية السيطرة على الموقف يجب ان الننس ى او يغيب عن بالن ا خط ر
الفيضانات في حالة حصولها فيما ان الجفاف الح الي ال يمكن ان يس تمر ف ان دورة الفيض انات يمكن ان تع ود في
اي وقت ويجب ان تتخذ االستعدادات الالزمة ومن اهمه ا بن اء الس دود وبخاص ة الكب يرة منه ا والمقول ة العالمي ة
تقول " ال تصمم السد إال بعد أخذ اسوأ االحتماالت للفيضانات الكبرى " وهذا يدعو للتفكير مليا ً بعدم االئتمان ب أن
الشحة قائمة ومستمرة بل قد تعود الفيض انات في اي موس م وان موس ما ً واح داً غ ير محس وب حس ابه ق د يس بب
ازمات وكوارث خطيرة على البالد.
ان بناء السدود وفي كل انحاء العالم يكون في المناطق الجبلية او الهض اب او المن اطق ال تي تك ون اكت اف النه ر
عاليةً وتكون خلفها مساحة مناسبة لخ زن المي اه ،وعموم ا ً يتحق ق ه ذا في الع راق في اقليم كردس تان وفي القس م
الشمالي منه وخاصة للسدود الكبيرة ،كما يصلح بن اء الس دود في الج زء الغ ربي في من اطق حديث ة وعن ه وراوة
للسدود الكب يرة والص غيرة مع ا ً وفي منطق ة الص حراء الغربي ة للس دود الص غيرة وك ذلك في المن اطق الوس طى
والجنوبية والشرقية.
وبالرغم من قلة السدود الصغيرة في الصحراء الغربية في العراق فان هذه السدود كانت تحوي في عام 2008ما
اليقل عن ( )15مليون م 3من المياه بسبب السيول الموسمية وم ازالت المي اه متواج دة فيه ا ،وب الرغم من الش حة
الحالي ة فانه ا تح وي حالي ا م اال يق ل عن ( )7ماليين م 3يس تفيد منه ا الب دو الرح ل واص حاب االغن ام والجم ال
والساكنين في تلك المناطق ومنذ اكثر من عقدين من الزمن وكذلك الحال في سد قزانية المنف ذ في الج زء الش رقي
من العراق والذي انجز مؤخراً وسد مندلي الذي سينجز قريب ا ً ويج ري حالي ا ً تنفي ذ س د الكع رة( )4في الص حراء
الغربية وقريبا ً سد الكعرة ( )2ايضا.
ان مقولة " لم اذا ال تب نى س دود في وس ط وجن وب الع راق " معقول ة اذا تحققت االكت اف العالي ة وطوبوغرافي ة
المواقع التي تسمح ببناء سدود وتحقيق الخزن فيها .
ان المياه الجوفية عموما ً في الوسط والجنوب تعتبر عالية نسبيا ً وتكاد تكون س طحية وله ذا تم الترك يز على تنفي ذ
المبازل حيث ان االرواء للمشاريع الزراعية يترك كثيراً من االمالح على سطح التربة مم ا يتطلب انش اء مب ازل
وذلك لسحب المياه المالحة الى المصبات الرئيسية ثم الى المصب العام كما تتطلب عملي ات استص الح االراض ي
انش اء المب ازل الحقلي ة وغس ل المس احات المستص لحة ،وفي حال ة بن اء اي س د فرض ا ً في المن اطق الوس طى
والجنوبية من العراق فان منسوب خزن المياه في السد سيعمل على رفع منسوب المياه الجوفية بش كل ق ريب ج داً
من سطح االرض وسيكون التغدق حتميا ً لالراضي وال تنفع كذلك المبازل المنفذة ،ولهذا فان ه ذه المقول ة اليمكن
الركون اليها كليا ً عدا عن ذلك ضياع مساحات شاسعة جدا لخزن المياه الن االرض مس طحة كم ا ان التص اريف
المتحققة في هذه المناطق تكون مقننة وال تفي بالغرض .اللهم اال ما ورد ذكره في المناطق المالئمة طوبوغرافياً.
ان عملية بناء السدود الصغيرة تتم في حالة تحقق التضاريس واألمور الفنية المالئمة النشائها ..وعلي ه ف ان الني ة
معقودة وتجري فعالً على دراسة السدود الص غيرة في البادي ة الجنوبي ة في الس ماوة والنج ف وك ذلك في العم ارة
واي منطقة فيها تضاريس مناسبة ومنها مثالً كما ذكر آنفا في (عوجة السلمان والطيب والشهابي ودويريج).
ومن المهم ان نذكر ان االمطار التتساقط باستمرار وليست مضمونة بل تح دث في من اطق كث يرة زواب ع رعدي ة
عاصفة تجلب معها امطاراً غزيرة تحدث من جرائها سيول عارمة احيان ا ً فمنه ا م ا يص ل الى االنه ار ومنه ا م ا
يتسرب الى باطن االرض ومنها ما يخ زن في الس دود س وءاً اك انت س دوداً كب يرة او ص غيرة وفي ك ل االح وال
يسمى الخزن في هذه السدود (حصاداً للمياه).
لقد تم مؤخراً انجاز عدد من السدود الصغيرة منها سد (هراوه) في محافظ ة الس ليمانية وس دي (ش يرين وبلكان ه)
في محافظة كركوك وسد (كشكان) في محافظة دهوك وسد (قزانية) في محافظ ة دي الى ويج ري العم ل حالي ا ً في
تنفيذ سد كعرة( )4في محافظة االنبار في الصحراء الغربية .وكل هذه السدود تخ زن المي اه الكافي ة والمناس بة في
موسم االمطار وتساقط الثلوج وقد شجعت المواطنين على الزراعة واالستقرار وش جعت الغ ير على الطلب ببن اء
سدود اخرى غيرها.
تبلغ مساحة المناطق الصحراوية في العراق حوالي ( )208اآلف كم 2وتش مل منطق ة الجزي رة والبادي ة الش مالية
والبادية الجنوبية والصحراء الغربية وان الوارد المائي لها من جراء هطول االمطار يقدر بحوالي ( )22مليار م3
وان كمية المياه السطحية الممكن استثمارها وخزنها من خالل انشاء السدود الصغيرة تقدر بحوالي ( )2ملياري م
3وهي كفيلة لتحسين واقع حال هذه المنطقة من النواحي االجتماعية والثقافية والصحية واالقتصادية والبيئية عند
توفر الشروط الفنية المطلوبة النشاء هذه السدود .
إن االهتمام ببناء السدود البد ان يرافقه التقنين الت ام واالس تخدام المنض بط والعقالني للمي اه باس تخدام الط رق في
االرواء كالري بالرش وبالتنقيط وع دم الرك ون كلي ا ً الى االس اليب المعتم دة حالي ا ً الن الزي ادة الس كانية مس تمره
والماء المطلوب ليس للزراعة فقط وانما لالستخدامات المختلفة االخرى اي بمعنى االقتصاد التام باس تخدام المي اه
حتى لو كان الماء متيسراً بوفرة.
هذا ونود ان نوضح هنا بان السدود كافة التي تدرس وتنشأ سواء أكانت في الصحراء الغربية او إقليم كردستان او
على عمودي دجلة والفرات والجهة الشرقية والباديتين الوسطى والجنوبي ة جميعه ا تس اهم في تحس ين األس تخدام
االمثل للمياه في العراق واليمكن النظر اليها بانها تخدم منطقة معينة بل تخدم مناطق عموم البلد بال استثناء.