You are on page 1of 15

‫جامعة البصرة‬

‫كلـــــية الهـــــندسة‬
‫قســـــم هندسة العمـــــارة‬
‫تقرير االمتحان النهائي للعام الدراسي ‪2020-2019‬‬

‫تقرير بعنوان‪:‬‬

‫(تأثير المجتمع على العمارة االسالمية )‬

‫من قبل الطالب‪:‬‬

‫)‬ ‫( زينب علي سلمان بتور‬

‫المرحلة الدراسية‪:‬ـ الرابعة\مسائيـ‬


‫المـــادة الدراسية‪ :‬عمارة ومجتمع‬
‫أستــــاذ المــــادة‪ :‬د‪ .‬تحسين العزاوي‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬
‫يتميز االنسان بانه اجتماعي بطبعه‪ ،‬يميل للعيش ضمن مجاميع بشرية‪ ،‬ليكون بالتالي‬
‫عالقاته االجتماعية المختلفة ويتواصل" ويتفاعل مع افراد المجتمع‪ ،‬من اجل ديمومة‬
‫حياة الجنس البشري وتعتبر العمارة المنتج الثقافي االكثر تواجداً في المحيط االنساني‪،‬‬
‫فنحن نولد ونعيش ونتعلم ونموت ضمن اطار معماري هذا من جانب‪ ،‬ومن جانب اخر‬
‫فأن للعمارة مجموعة من الوظائف تنوعت بتنوع االستعمال والغرض من االنشاء‪،‬‬
‫وطريقة التخطيط هذا باإلضافة الى دور العوامل االجتماعية التي لعبت دوراً مهما ً في‬
‫‪.‬تخطيط وعمارة العديد من المدن وظهور عناصرها المعمارية‬
‫في اطار المجتمع الذي يخضع افراده لمجموعة من العادات واالعراف والتقاليد‪ ،‬التي‬
‫يسير وفقها الفرد العربي المسلم‪ ،‬وتظهر تلك التأثيرات االجتماعية واضحة‪ ،‬في بعض‬
‫االسس التي اعتمدت عليها المدن العربية االسالمية‪ ،‬سواء من حيث التخطيط او‬
‫العناصر المعمارية‪ ،‬ولعبت تلك العناصر دوراً في تخطيط المدن االسالمية االولى التي‬
‫انشأت لتكون معسكرات للجيوش العربية االسالمية الفاتحة‪ ،‬فخضعت تلك المدن‬
‫لالطار االجتماعي في التخطيط وتبع ذلك المدن المستحدثة بغداد وسامراء‪ ،‬فكانت تلك‬
‫المدن في تخطيطها وبنائها مالئمة مع الطابع االجتماعي للعرب المسلمين واحتياجاتهم‪،‬‬
‫ان من يتتبع ظهور بعض العناصر التخطيطية والمعمارية في العمارة االسالمية‪ ،‬سيجد‬
‫الكثير منها مالئما مع وظيفته ومع العادات والتقاليد واالعراف‪ ،‬في المجتمع العربي‬
‫االسالمي وهو ما ينطبق بدوره مع الشريعة االسالمية‪ ،‬فكان ظهور المدخل المنكسر‬
‫والصحن الوسطي المكشوف لعوامل اجتماعية ترتبط بالحشمة وحرمة كشف سكان‬
‫البيت وال سيما النساء امام الغرباء وعابري الطريق‪ ،‬كما ان ظهور بعض المنشآت‬
‫العامة كاألسواق وانشائها وفق اسس تتالءم مع سكن اهل الحي والمنطقة الواحدة‬
‫‪.‬وتتالءم مع ظروفهم وعاداتهم االجتماعية‬

‫‪2‬‬
‫متن التقرير‬
‫اثر العوامل االجتماعية في تخطيط المدن االسالمية_‬

‫تنقسم المدن االسالمية من حيث التكوين الى مجموعتين‪ ،‬هما مجموعة المدن التلقائية‬
‫او العفوية او العشوائية‪ ،‬ومجموعة المدن المبدعة او المخططة‪ ،‬فمجموعة المدن‬
‫العشوائية هي السائدة في العالم االسالمي‪ ،‬ومنها مدن االمصار وهذه المدن التي من‬
‫غير تخطيط‪ ،‬اما المدن المخططة فهي على نوعين االول العواصم المستحدثة كمدينة‬
‫بغداد المدورة‪ ،‬اما النوع الثاني فهو مدن االمراء‪ ،‬وهي المدن التي تنشأ عندما يقرر‬
‫الحاكم الرحيل من عاصمته الى عاصمة جديدة‪ ،‬كما حدث في مدينة سر من رأى او‬
‫سامراء والنوع الثالث هو االربطة على الثغور االسالمية كمدينة سوسة بالمغرب‬
‫‪.‬والنوع االخير هو االمصار ويمكن تسميتها بالمدن العسكرية‬

‫تخطيط المدن التلقائية (البصرة والكوفة) – ‪1‬‬


‫لقد خطط العرب المسلمون مدنهم على وفق معتقدات الدين االسالمي‪ ،‬وفق متطلبات‬
‫الحالة النفسية واالجتماعية‪ ،‬التي اصبحوا عليها فكانت البساطة اوال والواقعية ثانيا‬
‫وشروط وظائف المدينة الفعلية ثالثا‪ ،‬وقد ثبت ان التخطيط قام على اسس نابعة من قيم‬
‫الدين االسالمي وانعكس تطبيق هذه االسس والقواعد على صياغة وحدة المدينة‬
‫‪.‬التركيبية االسالمية‬
‫وتعد مدينة البصرة" اول مدينة اقيمت في االسالم خارج الجزيرة العربية في سنة ‪14‬‬
‫هجرية ومن معسكر للجند اقامه عتبة بن غزوان الى مدينة مبنية بالقصب والبردي‬
‫وكان تخطيط المدينة‪ ،‬بتوجيه من الخليفة عمر بن الخطاب(رض) وجاءت خططه‬
‫بتوسط المسجد الجامع في مركزها‪ ،‬والى جانبه دار االمارة‪ ،‬وتوسط المسجد الجامع‬
‫هو شرط من شروط اقامة المدن االسالمية من اجل ان يكون قريبا ً من جميع جهات‬
‫المدينة ومن خالل تخطيط المدينة يبدوا انها قامت على اساس توزيع الخطط بين‬
‫‪.‬القبائل‪ ،‬اي وفق التخطيط التلقائي او العشوائي‬
‫ومن المدن االخرى الكوفة تبين من خالل المصادر التاريخية التي وصلت الينا بان‬
‫‪.‬العرب ا المسلمين اتخذوا من الكوفة معسكراً للجيش االسالمي‬

‫‪3‬‬
‫نماذج من المدن المخططة_‪2‬‬
‫تعد مدينة بغداد المدورة من ضمن المدن المخططة‪ ،‬وتعد من ضمن العواصم"‬
‫المستحدثة يالحظ المتتبع اتجاه المجتمعات المتحضرة منذ ظهور االسالم الذي كان له‬
‫االثر الواضح في ظهور مدن اسالمية‪ ،‬كانت بمثابة مراكز حضارية حملت لواء‬
‫الحضارة‪ ،‬وتمثل هذه المدن المستوى التطبيقي‪ ،‬لتكثير العمارة ويؤكد كذلك على اهتمام‬
‫الحكام المسلمين بالعمارة والعمران‪ ،‬ومشاركتهم انفسهم في اختيار مواضع المدن‬
‫‪.‬واوضح مثال على ذلك ما فعله الخليفة المنصور" عند انشاء مدينة بغداد‬

‫ان تخطيط المدينة بشكل مدور‪ ،‬ينم عن فكر حضاري متقدم في مجال العمارة العربية‬
‫االسالمية‪ .‬ان نظرية المنصور" في تخطيط مدينته هي نظرية االستنباط الفكري في‬
‫الجانب المعماري في بناء نمط جديد من المدن العربية االسالمية‪ ،‬ووفق الشروط التي‬
‫اعتمدت في بناء البصرة وغيرها من المدن‪ ،‬ويبدوا ان المنصور" قد حرص على ان‬
‫تكون خطط منازل اهل بيته والمرتبطين به ومواليه واتباعه بالقرب منه‪ ،‬اذ كان‬
‫اختياره التباعه قائما ً على خطة مرسوم إلسكان من يثق بهم ويرتبطون به بواسطة‬
‫المصلحة واالقرار بخالفته‪ ،‬وهو لم ينظمها على اساس قبلي وانما اقام تنظيمه على‬
‫اساس االفراد والجماعات او المدن التي جاءت منها الجماعات التي اوطنها‪ ،‬فيها لقد‬
‫قسمت مدينة بغداد الى ثالثة مناطق دائرية‪ ،‬وكل منطقة دائرية سكنية مقسمة الى ما‬
‫بين ثمان واثنتي عشرة مجموعة من الدور تفتح على سكك لها ابواب وثيقة من‬
‫الطرفين وتفتح ابواب السكك على طريقين دائريين‪ ،‬احدهما داخلي واالخر خارجي‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫وال تفتح على الرحبة وهذان الطريقان يفتحان على طريقين من الطرق االربع الرئيسية‬
‫ذات الطاقات والموصلة بين بوابات المدينة والرحبة ومما ينبغي االشارة اليه ان بوابات‬
‫المدينة عالمة من عالمات التواجد المستقل‪ ،‬الن البوابة على فم السكة تعني ان‬
‫مسؤولية المنطقة الداخلية من البوابة ملقاة على الفريق المستوطن‪ ،‬ومن قراءة اسماء‬
‫دروب وسكك المدينة نجد انها لم تقم على اساس قبلي ‪.‬ان تنظيم خطط بغداد وتوزيعها‬
‫بالصورة التي ذكرت اعاله‪ ،‬انما تعبر عما وصل اليه التطور االجتماعي في مجتمع‬
‫الدولة العربية االسالمية‪ ،‬وادى ذلك الى ضعف الروابط القبلية وازدياد مكانة االفراد‬
‫‪.‬وبروز اهمية الروابط المدنية‬

‫سامراء‪ :‬تندرج مدينة سامراء تحت المدن‬


‫المخططة‪ ،‬التي تعرف بمدن االمراء وهي التي‬
‫تؤسس عندما يقرر الخليفة او الحاكم ترك‬
‫عاصمته وبناء عاصمة جديدة وقد لعب واحد‬
‫من العوامل االجتماعية دوراً هاما ً في تأسيس‬
‫المدينة وهو التخطيط االجتماعي‪ ،‬الذي يشير‬
‫الى ان الحاكم عليه ان يميز بين قبائل ساكنيها‬
‫بأال يجمع اضدادا مختلفة متباينة فقد برزت في‬
‫‪.‬بغداد مشكلة صراع االجناس المختلفة‬

‫نجد ان العامل االجتماعي وهو عدم التكيف االجتماعي‪ ،‬كان له دور مهم في نشأة‬
‫مدينة سامراء من الملفت للنظر‪ ،‬ان المدن االسالمية عندما تضيق عليها اسوارها‬
‫تضطر الى التوسع خارج اسوارها‪ ،‬ان الجديد الذي اتت به المدينة االسالمية هو‬
‫المرونة في التوسع عبر المركز المتحرك عبر الزمن‪ ،‬والذي يمكن التعبير عنه على‬
‫شكل نقطة في الفراغ العمراني تتحرك لتنتج العنصر" الخطي‪ ،‬وهو ما نسميه بالمخطط‬
‫االيقاعي وبفضله اصبح من المستطاع استيعاب النمو والتغير كظواهر بشرية طبيعية‪،‬‬
‫تشكل المدينة بمرور الزمن من دون االخالل بتناغم عناصرها وترتيبها وتعكس لنا‬
‫مدينة سامراء ما يطلق عليه بالظهور‪ ،‬ويعني التوجه بالعمارة نحو الخارج‪ ،‬ويتخذ من‬
‫الزمن والعوامل االقتصادية واالجتماعية والسياسية سببا ً له وتبقى سامراء ا لمثل االكثر‬

‫‪5‬‬
‫وضوحا ً على مفهوم الظهور في بناء المدن االسالمية‪ ،‬وهناك جملة من المعطيات‪،‬‬
‫تجعل من سامراء مدينة الظهور‪ ،‬لقد بنيت المدينة على الضفة الشرقية لنهر دجلة‪،‬‬
‫بطول يصل الى ‪ 32‬كم وعرض ‪ 5‬كم وهي هنا تأتي كاستجابة طبيعية للنهر‪ ،‬هذا‬
‫االتجاه الطولي للمدينة يجعلها تختلف تماما عن مدن االحتواء التقليدية في العالم‬
‫االسالمي‪ ،‬وترتب على بناء سامراء بشكلها الطولي كثرة هياكل المدينة وساحاتها‬
‫واالطوال المفرطة لهذه الهياكل والساحات‪ ،‬ومدينة سامراء مدينة مفتوحة بال سور‬
‫يحيط بها في اختالف جذري عن بقية مدن االحتواء‪ ،‬وباختفاء السور تختفي منظومة‬
‫العناصر المرتبطة به ودالالتها المكانية‪ ،‬كالبوابات واالبراج مما سبب يتضح لنا دور‬
‫‪.‬اله وتمل االجتماعية في تخطيط المدينة وعمارتها‬

‫مدن االربطة ‪3-‬‬


‫للدفاع عن االرض والوطن وهي المدن او البناء المحصن الذي يرابط فيه العربي ‪،‬‬
‫المسلم والعقيدة العربية االسالمية احتسابا لوجه هللا تعالى دون طمع في مال او مغنم‬
‫اوجاه‪ ،‬ويبدوا ان الجيوش العربية بعد االنتصارات التي حققتها ضد الفرس والبيزنطيين‬
‫كانت بحاجة الى حماية نفسها‪ ،‬من خطر االعداء باتخاذ معسكرات متقدمة يرابط فيها‬
‫الجند لمراقبة تحركات االعداء‪ ،‬ويعد رباط سوسة احد االربطة التي اقامها االغالبة‬
‫على الساحل‪ ،‬وكان في مقدمة العوامل التي دفعت االغالبة الى اختيار هذا المكان هو‬
‫حصانة الموقع واهميته االستراتيجية‪ ،‬البد ان يكون نشأة الرباط العسكري ارتبط‬
‫بحركة التحرر والفتوحات االسالمية‪ ،‬والبد من االشارة الى ان المدن الربية باإلضافة‬
‫الى كونها مدن عسكرية‪ ،‬تطورت حتى اصبحت ادارية عسكرية ان المدينة العربية‬
‫نمت بشكل مضطرد بعد االسالم وفي تطور الدولة الثقافي واالجتماعي واالقتصادي‬
‫‪.‬والسياسي‬

‫اثر العوامل االجتماعية في العناصر المعمارية في المدن االسالمية_‬


‫اوال‪ :‬البوابات والمداخل‬
‫تعتبر البوابات عناصر معمارية بالغة االهمية في تكوين العمارة االسالمية وفي الحقيقة‬
‫ال يمكن فهم البوابة اال في اطار االحتواء‪ ،‬وعنصره الرئيسي الجدار فنظرا الى احاطة‬
‫السور بالمدينة االسالمية‪ ،‬احاطة السور بالمعصم فقد اصبح الدخول الى هذه المدن‬
‫‪6‬‬
‫متعذراً اال من مناطق معينة‪ ،‬يتم اختيارها ألسباب خاصة باتجاهات المدينة ونموها‬
‫فنظرا الى اهمية بوابة المدينة كنقطة للتحكم في العبور من جوف المدينة واليه‪ ،‬فأنها‬
‫تبنى بطرق تجعل من المرور عبر هذه البوابات امراً مدروسا ً بدقة والمحافظة على‬
‫قدر من الخصوصية للمدينة في الداخل فان البوابة ال تفتح مباشرة على الطرقات‬
‫المتعرجة في المدينة‪ ،‬ولكنها تقود الى فراغات ملتوية يمين ويسار لكي يتم التحكم في‬
‫سير الناس استخدم المعمار المسلم انواعا ً من المداخل منها المدخل المباشر والمدخل‬
‫المستقيم والمدخل المنكسر‪ ،‬وهذا االخير يبدوا ان ظهوره كان لغرض اجتماعي وديني‪،‬‬
‫وكان مالئما للعادات والتقاليد العربية والتعاليم االسالمية‪ ،‬حيث يمنع هذا المدخل المارة‬
‫من النظر الى سكان البيت‪ ،‬حتى لو فتح باب المدخل‪ ،‬كما ان من بداخل البيت ال‬
‫‪.‬يستطيع رؤية العابرين فالمدخل المنكسر يمنح السكان الراحة والطمأنينة واالستقاللية‬

‫ثانيا‪ :‬الفناء الوسطي‬


‫لقد عرف الفناء المكشوف منذ اقدم العصور وكان‬
‫جزءا رئيسيا من المعابد والقصور وبيوت العامة‬
‫ويطلق عليه اسماء اخرى مثل الصحن والباحة ويعد‬
‫من اقوى مقومات فننا المعماري وقد حافظ على‬
‫وظيفته منذ العصور القديمة والعصور االسالمية‬
‫ويعد النظام المتميز في تخطيط البيوت الشرقية‪ ،‬وقد‬
‫راعى هذا العنصر" جانبا ً اجتماعيا ً ودينيا ً مهما لدى‬
‫سكان البيت‪ ،‬فهو المكان االنسب الجتماع العائلة‬
‫وحركة االطفال‪ ،‬والقيام باألعمال البيتية المطلوبة‬
‫من النساء‪ ،‬دون ان يتعرضن لعيون المارة‬
‫والمتطفلين والغرباء‪ ،‬ومنعه ضرر الكشف الناجم‬
‫‪.‬عن فتح النوافذ الى الخارج‬

‫ثالثا‪ :‬االيوان‬

‫‪7‬‬
‫المكان المتسع من البيت يحيط به ثالث‬
‫جدران ويعرفه المعماري القاعة مسقوفة بقبوة‬
‫مفتوح مقدمها على بهو مغلق مؤخرها بجدار‬
‫ومن الباحثين من يعتقد انه تطور من الخيمة‬
‫المفتوحة‪ ،‬التي يستخدمها العربي او تجسيما‬
‫ألكواخ القصب‪ ،‬والتي مازالت مستخدمة في‬
‫جنوب العراق حتى وقتنا الحاضر وفي‬
‫العصر االسالمي استخدم االيوان في القصور‬
‫والدور والمدارس والمساجد‪ ،‬وبما ان االيوان‬
‫غرفة كبيرة ذات واجهة مفتوحة وسقف‬
‫مرتفع‪ ،‬فقد استغل لجلوس افراد االسرة في‬
‫اكثر ايام السنة وتناول الطعام وشرب الشاي‬
‫والنوم في فصل الصيف‪ ،‬اضافة الى مزاولة‬
‫‪.‬بعض االعمال اليومية واقامة حفالت الزواج واستقبال الضيوف‬

‫اثر العوامل االجتماعية في المباني الخدمية في المدينة االسالمية_‬


‫السوق_‪1‬‬

‫تعبر حياة العامة عن الحياة االجتماعية في المدينة االسالمية‪ ،‬تعبيراً صادقا ً باعتبار‬
‫اتساع نطاقها واستمراريتها‪ ،‬وانتقال العادات والتقاليد عبر اجيالها‪ ،‬وتجسيدها للواقع‬
‫الفعلي لحياة المدينة‪ ،‬الذي يؤثر في تكوينها ومراحل تطورها وتتجه دراسة الحياة‬
‫االجتماعية للعامة من منظور خاص يحاول الربط‬
‫بين الحياة االجتماعية في المدينة االسالمية ومالءمة‬
‫‪.‬تخطيط المدينة لممارسة النشاطات االجتماعية‬

‫يعد السوق من العناصر االساسية في المدينة‬


‫االسالمية فهو بال منازع الوسط التجاري الذي‬
‫يوضع على شكل اسواق حول المسجد الجامع وقد‬
‫كانت بداية اسواق المدينة وتواق في المدن‬

‫‪8‬‬
‫االسالمية متواضعة‪ ،‬اكشاك وخيام متناثرة في فضاء مكشوف حول المسجد الجامع في‬
‫المدن االسالمية االولى‪ ،‬ربما كانت في غالبيتها مؤقتة او موسمية قبل ان تنمو المدينة‬
‫وتزيد متطلباتها االستهالكية والتجارية ونالحظ ان االسواق تركزت في المنطقة‬
‫المحيطة بالمسجد الجامع‪ ،‬كما اصطفت على جانبي الشوارع الرئيسية النافذة‪ ،‬دون‬
‫الطرق الخاصة وقصد هذا التخطيط ألنه من جهة يحصر النشاط والحركة التجارية في‬
‫شوارع عامة متسعة لحركة المرور‪ ،‬والحركة التجارية على جانبيها فيتحقق منع االذى‬
‫عن النساء الالتي يرتدن غالبا ً هذه االسواق وفي الوقت ذاته فان تراص الحوانيت في‬
‫االسواق ال يتسبب في اذى الوحدات السكنية بكشف حرماتها نظرا ال تساع هذه‬
‫‪.‬الشوارع‬

‫الحمامات_‪2‬‬

‫ارتبطت نشأة الحمامات العامة بتعاليم الدين االسالمي التي تحث على النظافة‬
‫واالستحمام وقد لعب الماء وتوفره في المدن االسالمية دورا مهما في نشأة الحمامات‬
‫العامة ويعكس انشاء الحمامات بالمدينة االسالمية مدى الحاجة اليها وهذه الحمامات اما‬
‫كانت عامة للسواء االعظم من الناس او حمامات خاصة باألغنياء والموسرين من‬
‫الناس ويبدو ان عدم قدرة جميع سكان المدينة على انشاء حمامات خاصة بمنازلهم لما‬
‫يكلفه ذلك من تكاليف االنشاء والمساحة والتزود بالماء وتسخينه وكان الحل بإنشاء‬
‫الحمامات العامة التي تزايدت اعدادها في المدن االسالمية وقد لعب الحمام دورا مهما‬
‫في الحياة االجتماعية فتصور حكايات الف ليلة وليلة الحمام بانه الجنة الدنيوية وارتبط‬
‫بالحمام كثير من المظاهر االجتماعية االعالمية فكان استحمام الشخص في الحمام بعد‬
‫شفائه من مرضه اعالنا عن تمام الشفاء وكثيرا ما لجأت الشخصيات االجتماعية الى‬
‫هذا االجراء‪ .‬وكان ايضا مكان لالحتفاالت الخاصة‪ ،‬إذ يعتاد البعض على زيارة‬
‫‪.‬حمّامات معينة الحتفاالت محددة‬

‫المساكن في العمارة االسالمية_‬


‫يرتبط المضمون اإلسالمي لعمارة المساكن بالتعاليم اإلسالمية التي تختص بحياة‬
‫األسرة وأسلوب معيشتها‪ ،‬بصفتها النواة األولى للمجتمع‪ .‬وللبيت في اإلسالم حرمته‬
‫‪9‬‬
‫وخصوصيته‪ ،‬فال يتطلع أحد إلى ما فيه أو َمن فيه‪ .‬وقد شرع هللا حرمات المسكن‬
‫ونهى عن التعدي عليه‪ .‬هكذا اختص هللا المسكن بالرعاية واالحترام‪ ،‬ليس لما هو عليه‬
‫‪.‬كمعمار‪ ،‬ولكن لمن هم فيه‬

‫فالمسكن في المنظور اإلسالمي يعد وحدة اجتماعية ال ينفصل فيها البناء عن األسرة‬
‫التي تقيم فيه‪ .‬بل إن المضمون" اإلسالمي لمتطلبات األسرة المسلمة هو الذي يحدد‬
‫تصميمه‪ .‬فقد كان يبنى من الداخل إلى الخارج وليس العكس‪ .‬كانت األسرة تحدد‬
‫متطلباتها السكنية مع البناء في حدود إمكانياتها المادية‪ .‬ويعني ذلك وجود مشاركة فعلية‬
‫بين صاحب المسكن والمعماري‪ .‬تبدو المنازل اإلسالمية ‪-‬بوجه عام‪ -‬من الخارج‬
‫‪.‬بسيطة متشابهة‪ ،‬ويغلب على جدرانها اللون األبيض كما في منازل غرناطة‬

‫‪:‬مداخل البيوت‬
‫وأغلب مداخل البيوت القديمة منكسرة بزاوية ‪ 90‬درجة لمنع رؤية أهل البيت من‬
‫الزقاق أو الحارة عن طريق الباب المفتوح‪ ،‬وقد استعملت المداخل المنكسرة بكثرة في‬
‫‪ .‬منازل الفسطاط‬

‫‪:‬الفناء الداخلي للمنزل‬


‫ويفضي المدخل عادة إلى فناء يتوسط المنزل‪ ،‬ويعد الفناء الداخلي محور النشاط‬
‫الرئيس في المنزل‪ ،‬والفناء َيضْ َمنُ مميزات عديدة للمنزل‪ ،‬هذه المميزات بيانها كما‬
‫‪:‬يلي‬

‫المناخ الوضعي‪ :‬للحصول على خفض في درجة الحرارة داخل الفناء فإن ذلك يتأتى‬
‫نتيجة الظالل الناتجة عن تقابل أضالع الفناء‪ ،‬ووجود المسطحات المائية التي ينتج‬
‫عنها تبخير ‪-‬نافورات‪ -‬يقابله خفض في درجات الحرارة وانعكاس جزء من األشعة مما‬
‫يقلل االمتصاص لألشعة الحرارية‪ ،‬وكذلك وجود المزروعات عامل رئيس في تلطيف‬
‫الجو‪ ،‬وإلحداث تهوية جيدة دون تلوث نجد أن الفناء بدرجة حرارته المنخفضة سوف‬
‫يكون منطقة ضغط مرتفع‪ ،‬وأن الخارج (الشارع) سيكون منطقة تفريغ (ضغط‬
‫منخفضة) ‪ ،‬وتبعا لذلك سيكون هناك تيار هواء مستمر من الفناء إلى الشارع‪ ،‬وبالطبع‬
‫ستكون التهوية دون أي تلوث‪ ،‬عالوة على تلطيفها للجو الداخلي‪ ،‬وذلك يكون بعد عمل‬
‫الفتحات المناسبة التي تضمن التهوية السليمة ألجزاء المبنى‪ .‬ويضاف إلى ما سبق‬
‫الدور المهم الذي يلعبه الفناء في الحفاظ على الهواء البارد الذي يتبقى من الليل‬
‫ويتسرب إلى سمك الجدران وسقوف السطح‪ ،‬مع مالحظة قلة استعمال النوافذ‬

‫‪10‬‬
‫ال‬
‫خا‬
‫ر‬
‫جي‬
‫ة‪،‬‬
‫وا‬
‫ست‬
‫عم‬
‫ال‬
‫السراديب تحت األرض التي تمتص الحرارة أو الرطوبة ببطء‪ ،‬إضافة إلى التصاق‬
‫البيت ذاته من ثالث جهات مع البيوت المجاورة مما يقلص تعرضه ألدنى حد ممكن‬
‫‪.‬من أشعة الشمس‬

‫ك أن معدل الضوضاء في المدن الحالية أصبح يهدد الصحة النفسية‬ ‫الهدوء‪ :‬ال ش َّ‬
‫للسكان‪ ،‬والمصدر" الرئيس للضوضاء هو الشارع؛ لكثرة مرور السيارات باختالف‬
‫أنواعها واستعمال آالت التنبيه المزعجة‪ .‬وحتى في البالد التي أمكن منع استعمال آالت‬
‫التنبيه بها فإن عدد المحركات ‪-‬الذي يعتمد في تبريده على الهواء‪ -‬أصبح وحده مسئوال‬
‫عن اإلزعاج‪ ،‬وتنتقل ‪ 70‬في المائة من الضوضاء" إلى داخل المبنى عن طريق‬
‫الفتحات المباشرة على الشارع‪ ،‬وبالطبع في حالة المباني ذات الفناء ستكون الفتحات‬
‫‪.‬أقل ما يمكن على الشارع‪ ،‬وبالتالي فإن انتقال الضوضاء سوف يكون بشكل محدود‬

‫الخصوصية‪ :‬تعد الخصوصية من العوامل الرئيسة الموجهة في اختيار الفناء كأساس‬


‫للتخطيط للمنازل اإلسالمية‪ .‬والمتعمق في دراسة النواحي االجتماعية المترتبة على هذا‬
‫التخطيط يجد أن الفناء يلعب دورا مهما كمركز للنشاط‬
‫االجتماعي للعائلة‪ .‬فهو يربط بين أفراد األسرة‪ ،‬ويكون عادة‬
‫المكان المناسب لألنشطة االجتماعية المختلفة مع االحتفاظ‬
‫‪.‬بالخصوصية كاملة في جميع األحوال‬

‫‪:‬المشربية‬

‫‪11‬‬
‫جاءت المشربية او كما تسمى بالشنشول كجزء من‬
‫مفردات البيت االسالمي كالصحن وااليوان وذلك‬
‫لتوفير الحلول لبعض المشاكل‪ .‬إن الصانع المسلم‬
‫حين عكف على عمل المشربية وضع أمام دينه‬
‫اإلسالمي وتقاليده ومجتمعه ‪ ،‬فجاءت وظيفة المشربية‬
‫األولى وهي الحفاظ على الخصوصية لألسرة‬
‫المسلمة ‪ ،‬فهي عبارة عن سواتر تحمي األسرة من عيون المارة والغرباء والجيران ‪،‬‬
‫وال يستطيع المارة رؤية ما وراء المشربيات الختالف كميات الضوء داخل المشربية‬
‫عن خارجها ‪ ،‬كما أن المشربيات الداخلية المطلة على فناء البيت تفصل الضيوف‬
‫والغرباء عن باقي أفراد األسرة‬

‫وابتكار المشربيات ساهم في حل مشكالت عديدة من مشاكل العمارة وهي مشاكل‬


‫التهوية واإلضاءة والرطوبة ‪ ،‬فالمشربية عالجت مشكلة المناخ الحار في البالد العربية‪،‬‬
‫فقد عملت على تلطيف حدة الضوء وانزالق الهواء على سطحها مما يجعلها تعطي‬
‫تهوية رائعة للمكان الذي تحتويه‪ ،‬فهي تقلل نسبة األشعة المارة من خاللها وتكسرها‬
‫وتعمل على التحكم في مرور الضوء ‪ ،‬وذلك باختالف فراغات المشربية في األجزاء‬
‫ً‬
‫ومتسعة‬ ‫ً‬
‫ضيقة في األجزاء السفلية من المشربية‬ ‫السفلية واألجزاء العليا ؛ حيث نجدها‬
‫التعرض‬
‫َ‬ ‫في األجزاء العلوية ‪ ،‬كما أن بروز المشربية عن مستوى الحائط يُتيح لها‬
‫لتيارات الهواء الموازية لواجهة المنزل ؛ كما تم التحكم في درجة الرطوبة الداخلة‬
‫للمنزل ‪ ،‬وذلك يرجع لطبيعة المادة المصنعة منها وهي الخشب ‪ ،‬فكما هو معروف أن‬
‫الخشب مادة مسامية طبيعية مكونة من ألياف عضوية تمتص الماء وتحتفظ به مع‬
‫مراعاة عدم طالئها بمادة قد تسد هذه المسام ‪ ،‬وقد تزود المشربيات بضلف مصمتة من‬
‫الخشب أو الزجاج التقاء برد الشتاء‪ .‬فاستطاع سكان األمس التحكم في شدة الضوء‬
‫‪.‬والهواء والرطوبة من خالل المشربيات قبل ظهور الكثير من االختراعات‬

‫في‪ ‬العمارة اإلسالمية‪ ‬تطور تخطيط المنازل إلى أن أصبحنا نرى بوضوح هذه المنازل‬
‫في مراحلها المختلفة التي مرت بها‪ ،‬وقد صيغت هذه المكونات وفقا للرؤية اإلسالمية‪.‬‬
‫فخصصت أقسام خاصة بالضيوف من الرجال الذين ينزلون ضيوفا على صاحب‬

‫‪12‬‬
‫البيت‪ ،‬وهذه األماكن غالبا ما تكون منفصلة عن باقي وحدات المنزل‪ ،‬وقد عرفت‬
‫‪.‬أماكن استقبال الضيوف" في المنازل بالسالملك‬

‫المساجد في العمارة االسالمية_‬


‫في صدر اإلسالم وخصوصا ً في زمن النبي محمد‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬كان المسجد‬
‫هو محور المجتمع وهو مكان نقاش الشؤون العامة وفيه تتخذ القرارات الحاسمة التي‬
‫تهم أهل الحي أو أهل البلد هو مصدر ومورد األخبار‪ ،‬حيث يجتمع الناس فيه‪ ،‬ومع أنه‬
‫يكره عقد الصفقات التجارية أو البيع والشراء في المسجد إال أن كثيراً من الشركات‬
‫والتحالفات والعقود عقدت في جلسات في المسجد وبين الصلوات وفي المسجد كانت‬
‫تعقد الزواجات وتعلن المواليد‪ ،‬والوفيات‪ ،‬لذا كان للمسجد دور هام ومركزي في‬
‫المجتمع إلى جانب دوره كبيت هلل يعبد فيه ويناجى‪ .‬وكان المعلمون والحكماء يعتكفون‬
‫في المسجد ويلتف الناس حولهم في حلقات‪ ،‬وقد تجد في المسجد الواحد عدة حلقات‬
‫بعضها في أمور الفقه والدين والعقيدة والحديث وبعضها في علوم اللغة واألدب‬
‫‪.‬وصروف الحياة‬

‫في معظم الثقافات غير اإلسالمية كان لدور العبادة دور اجتماعي‪ ،‬ولكن لم يعرف في‬
‫التاريخ دور اجتماعي ألي دار عبادة يضاهي دور المسجد في المجتمع اإلسالمي‪،‬‬
‫فكون المسلم يرتاد المسجد للصالة (‪ )5‬مرات في اليوم جعلت من المسجد ملتقى حتميا‬
‫للمسلمين في أوقات مختلفة وجعلت المجتمع اإلسالمي أكثر تالحما ً وقربا ً وانفتاحا ً‬

‫‪13‬‬
‫االستنتاج‬
‫ارتبطت نشأة المدن اإلسالمية االولى بحروب التحرير والفتوحات االسالمي وكانت _‬
‫تلك المدن تخضع لجملة من الضوابط في تخطيطه وعمارتها تتالءم مع الدين االسالمي‬
‫‪.‬وعادات وتقاليد المجتمع‬

‫لعبت القبيلة دورا في تخطيط المدينة االسالمية حيث وزعت االراضي على القبائل _‬
‫‪.‬وذلك تحقيقا لمبدا التكيف االجتماعي‬

‫لعب المسجد منذ تأسيسه على يد الرسول(ص) دوراً مهما ً في حياة المجتمع العربي _‬
‫‪.‬االسالمي بحكم كونه ملتقى للمسلمين وتجمعهم‬

‫ساهمت العوامل االجتماعية العادات والتقاليد دورا مهما في انشاء المداخل والبوابات _‬
‫للمدن االسالمية فجاءت تتالءم مع الحشمة وحرمة الدين االسالمي ‪ .‬باإلضافة الى‬
‫‪ .‬ظهور الفناء والمشربيات التي كانت ايضا لتوفير الخصوصية‬

‫ظهور االسواق المتخصصة وقيامها على الطرقات الرئيسية من اجل سهولة _‬


‫الوصول اليه وتكون بعيدة عن االحياء السكنية‪ .‬وظهور الحمامات في المدن ارتبطت‬
‫‪ .‬ارتباطا وثيق بالعادات والتقاليد االجتماعية‬

‫المصادر‬
‫عمارة المنازل في الحضارة اإلسالمية| ‪ ‬خالد عزب| مقال _‬

‫‪https://islamstory.com/ar/artical/24024/%D8%B9%D9%85%D8‬‬
‫‪%A7%D8%B1%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B2%D9%84-‬‬

‫‪14‬‬
‫‪%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD‬‬
‫‪%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D‬‬
‫‪9%8A%D8%A9‬‬

‫عمارة المساجد اجتماعيا | محمد المهنا ابا الخيل |مقال _‬

‫‪https://www.al-jazirah.com/2018/20180502/ms9.htm‬‬
‫أثر العوامل االجتماعية في تخطيط وعمارة المدن العربية اإلسالمية _‬

‫م‪.‬م ضياء نعمة محمد ‪ ,‬م‪.‬م‪ .‬عماد مهدي حسن | كلية االدب‪ /‬قسم االثار | بحث‬

‫‪https://www.merefa2000.com/2019/10/blog-post_487.html‬‬

‫الح ّمامات التقليدية ضمن النسيج العمراني للمدينة اإلسالمية | دراسة مقارنة في عدة _‬
‫|مدن متوسطية| رولى رفعت ابو خاطر‬
‫‪https://journals.openedition.org/insaniyat/14693‬‬

‫المشربيات في العمارة _‬

‫‪http://artsyap.blogspot.com/p/blog-page_23.html‬‬

‫‪15‬‬

You might also like